You are on page 1of 2

‫مجاعة أيرلندا‪ ،‬حينما أنقذ المسلمون الشعب األيرلندي من موت محقق‬

‫‪http://muslims-res.com/?p=4043‬‬

‫أنشرها على الفيسبوك تغرد على تويتر‬

‫مجاعة أيرلندا‪ ،‬حينما أنقذ المسلمون الشعب األيرلندي من موت محقق بينما منعت بريطانيا المساعدات عنهم‪.‬‬

‫ضت كثي ٌر من الدول األوروبية لعد ٍد من المجاعات‪ .‬القاسية في العصور الوسطى‪ ،‬لكن أشدها قسوة كانت تلك المجاعة‬
‫تعرَّ َ‬
‫التي ضر َبت أيرلندا؛ والتي ُت عرف “بمجاعة أيرلندا الكبرى” أو “مجاعة البطاطا”‪ ،‬بين عام ‪ 1845‬وعام ‪1852‬م‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت أولى العالمات الدالة على كارثة وشيكة بين عامي ‪1844‬م – ‪1845‬م‪ ،‬وذلك حينما أتلف مرض اللفحة المتأخرة‬
‫الفطري حقول البطاطا في جميع أنحاء قارة أوروبا من بلجيكا إلى روسيا‪ ،‬ولكن النصيب األكبر من األضرار كان قد وقع‬
‫على أيرلندا‪ ،‬حيث كان اعتماد ثلثي سكانها على البطاطا كغذاء رئيسي لهم بسبب الفقر‪ ،‬وتسببت هذه المجاعة بوفاة مليون‬
‫شخص وهجرة مليون آخر‪.‬‬

‫*التمييز الديني ضد األكثرية الكاثوليكية في أيرلندا من قبل االحتالل البريطاني‪:‬‬

‫تعود أسباب هذه المجاعة في األصل لمداومة بريطانيا – التي احتلَّت أيرلندا عام ‪1801‬م – على سياسة التمييز‬
‫العنصري وال ِّديني ضد س َّكان أيرلندا‪ ،‬وعدم اكتراث حكومة إنجلترا بهذه اآلفة ( َتلَف محصول البطاطا بسبب مرض اللفحة‬
‫المتأخرة الفطري)‪.‬‬

‫بينما كان األيرلنديون يموتون جوعا ً‪ ،‬كانت بريطانيا تحتلهم آنذاك‪ ،‬وتحتكر اقتصادهم‪ ،‬وتمنعهم من امتالك األراضي ومن‬
‫حق االنتخاب ودخول البرلمان‪ ،‬إاّل إذا تركوا الكاثوليكية وتحولوا إلى الطائفة البروتستانتية‪ ،‬بالرغم من أن الكاثوليك كانوا‬
‫األكثرية آنذاك‪ ،‬ولكن هذا لم يمنع ماّل ك األراضي البريطانيين من جشعهم‪ .،‬فبقيت أسعار إيجارات األراضي كما هي ولم‬
‫تخفف بالرغم من أن األراضي هي ملك األيرلنديين باألساس وتم احتاللها‪ ،‬ورفضت الحكومة البريطانية تحت تأثير ماّل ك‬
‫األراضي البريطانيين استيراد الذرة والحبوب األخرى من أميركا الشمالية للتخفيف من وطأة المجاعة في أيرلندا‪ ،‬خوفا ً‬
‫من أن يؤثر ذلك على قيمة المحاصيل الزراعية للماّل ك البريطانيين الماكثين في بريطانيا والذين لم يذوقوا في حياتهم طعم‬
‫هذه المجاعة أو يحسّوا بها‪ ،‬والذين كان همّهم هو تحصيل النقود فقط‪ ،‬دون أدنى اكتراث بالماليين من األيرلنديين الذين‬
‫هُجروا ولم يستطيعوا معرفة ما العمل‪ ،‬فال غذاء كافي لهم‪ ،‬وال يوجد مردود من المحاصيل الزراعية لدفع األموال‬
‫لالحتالل البريطاني لقاء إيجار األراضي‪.‬‬

‫ولقد ذكر المؤرِّ خ األيرلندي “تيم بات كوغان” في كتابه “مؤامرة المجاعة” الدَّور الذي لع َبته بريطانيا في إِبادة الشعب‬
‫األيرلندي‪ ،‬من خالل هندسة َن ْقص الغذاء التي كان من شأنِها في نهاية المطاف أن ُتنهي حيا َة األيرلنديين‪.‬‬

‫الفقر ألنفسهم من خالل‬


‫َ‬ ‫بل استخدمت إنجلترا المجاع َة كذريعة إلهمال وإساءة معا َملة‪ .‬لأليرلنديِّين‪ ،‬مدَّعية أ َّنهم جلبوا‬
‫التمسُّك بالكاثوليكية‪.‬‬
‫وألقى األيرلنديُّون اللَّوم على حكوم ِة أغنى إمبراطوري ٍة في العالم وقتها؛ أي‪ :‬الحكومة البريطانية‪ ،‬وردَّدوا عبار َتهم‬
‫الشهيرة‪“ :‬لقد أرسل هللا اآلف َة الزراعية‪ ،‬وصنع اإلنجليز المجاع َة”‪.‬‬

‫الدولة العثمانية تلبّي نداء المستضعفين والمظلومين من الشعب األيرلندي‪:‬‬

‫الدولة العثمانيَّة وقتها – وقد كانت في أَ ْوج ضعفها‬


‫ُ‬ ‫تدخلَت‬
‫في ظ ِّل تخاذل إنجلترا عن َنجدة رعاياها من ال َّشعب األيرلندِي‪َّ ،‬‬
‫– لنجد ِة فقراء ال َّشعب‪ .‬األيرلندي‪.‬‬

‫فحينما وصل النبأ إلى أمير المؤمنين السلطان عبد المجيد األول سلطان الدولة العثمانيّة‪ ،‬أمر بإرسال مساعدات بقيمة ‪10‬‬
‫آالف جنيه إسترليني للشعب‪ .‬األيرلندي‪ ،‬وهو ما يق ّد ر بماليين الجنيهات اإلسترلينية في وقتنا هذا‪ ،‬ولكن االحتالل‬
‫البريطاني رفض ذلك‪ ،‬ألن الملكة البريطانية فكتوريا تبرعت بـ ‪ 2000‬جنيه إسترليني فقط‪ ،‬ولم ي َُرد للمسلمين أن يتبرعوا‬
‫بهذا المبلغ‪ ،‬فسمحوا باستقبال ‪ 1000‬جنيه إسترليني فقط من الدولة العثمانية‪ ،‬وهذا ما لم يعجب السلطان عبد المجيد‬
‫األول‪ ،‬فأرسل ‪ 1000‬جنيه نقداً‪ ،‬وبـ‪ 9000‬آالف جنيه حمّل أسطول البحرية العثماني بالمساعدات الغذائية وأرسلها س ّراً‬
‫إلى أيرلندا‪ ،‬فأبحرت سفن اإلغاثة اإلسالمية من عاصمة الخالفة العثمانية إسطنبول باتجاه أيرلندا‪ ،‬ولكن البحرية‬
‫البريطانية علمت باألمر‪ ،‬فاعترضت طريقهم ومنعت رسوها في مينائي (بيرفاست‪ .‬وكورك سيتي )‪ ،‬ولكن سفن اإلغاثة‬
‫اإلسالمية لم تيأس والتفتت في الظالم إلى ميناء آخر صغير يسمّى ( دروغيرا ) لتقدّم النجدة اإلسالمية إلى فقراء‬
‫الكاثوليك‪ ،‬الذين تفاجئوا أن من أنقذهم من موت محقق هم المسلمين‪ ،‬وليسوا إخوانهم في الدين أو العرق أو جيرانهم‪.‬‬

‫على عكس الحكومة البريطانية‪ ،‬لم تكن المساعدات التي قدمها‪ .‬المسلمون آنذاك إلكراه األيرلنديين على اعتناق اإلسالم بل‬
‫تأليفا ً لقلوبهم‪ ،‬فليس لإلسالم حاجة إلى استغالل فقر الشعوب من غير المسلمين كورقة ضغط لتغيير دينهم ولو حتى في‬
‫الظاهر فقط‪ ،‬فاإلسالم‪ .‬ال يعترف باإليمان إال إذا نبع عن االختيار واإلرادة ومن القلب‪ ،‬وال إكراه في الدين‪.‬‬

‫*العرفان بالجميل ‪ :‬وجهاء أيرلندا لم ينسوا معروف المسلمين‪:‬‬

‫شكر ممهورة بتوقيعاتهم‬


‫ٍ‬ ‫شرفاء أيرلندا بعد انتهاء هذه المجاعة ب َت ْثمين موقف ال َّدولة العثمانية‪ ،‬وأرسلوا رسال َة‬
‫قام وُ جهاء و ُ‬
‫يشكرون فيها السلطان “عبد المجيد” والدَّول َة العثمانية على هذا المعروف الكريم الذي لم َتقم به راعيتها األكبر إنجلترا‪.‬‬

‫وإذا فتحت األرشيف العثماني‪ ،‬ستجد رسالة من عقالء ووجهاء أيرلندا إلى السلطان العثماني محفوظة في األرشيف‬
‫العثماني بتركيا حتى وقتنا هذا‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬فريق كرة القدم األيرلندي دروغيدا يونايتد ‪ Drogheda United F.C‬القادم من المدينة التي رست فيها‬
‫سفن اإلغاثة اإلسالمية‪ ،‬أخذ شعاره من الدولة العثمانية‪ ،‬وإلى اآلن العبو ذلك الفريق في أيرلندا يلبسون على صدورهم‬
‫شعار الدولة العثمانية‪ ،‬كشيء من رد الجميل والعرفان لهم‪.‬‬

You might also like