Professional Documents
Culture Documents
العلاقات العامة والأزمات
العلاقات العامة والأزمات
ISSN: 2617-989X
العالقات العامة و األزمات
الدكتور بطرس حالق
هذا الكتاب منشور تحت رخصة المشاع المبدع – النسب للمؤلف – حظر االشتقاق ()CC– BY– ND 4.0
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode.ar
يحق للمستخدم بموجب هذه الرخصة نسخ هذا الكتاب ومشاركته وإعادة نشره أو توزيعه بأية صيغة وبأية وسيلة للنشر وألية غاية تجارية
أو غير تجارية ،وذلك شريطة عدم التعديل على الكتاب وعدم االشتقاق منه وعلى أن ينسب للمؤلف األصلي على الشكل اآلتي حصرا:
بطرس حالق ،اإلجازة في اإلعالم واالتصال ،من منشورات الجامعة االفتراضية السورية ،الجمهورية العربية السورية2020 ،
Boutros Hallak
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode
اﻟوﺤدة اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻤدﺨل إﻟﻰ ﻤﻔﻬوم اﻷزﻤــــﺔ ( اﻟجزء اﻷول) 1 .................................................
-1اﻟﺘطور اﻟﺘﺎرﯿﺨﻲ ﻟﻤﻔﻬوم اﻷزﻤﺔ 1 .......................................................................................
-2ﻤﻔﻬوم اﻷزﻤﺔ 2 ..............................................................................................................
-3ﺘﻌرﯿف اﻷزﻤﺔ 3 .............................................................................................................
-4ﺴﻤﺎت اﻷزﻤﺔ 7 .............................................................................................................
اﻟوﺤدة اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ :ﻤدﺨل إﻟﻰ ﻤﻔﻬوم اﻷزﻤــــﺔ ( اﻟجزء اﻟثﺎني) 18 .............................................
1-2اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :دور اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﻗﺒل اﻷزﻤﺔ 98 ......................................
2-2اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ :دور اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﻋداد ﻟﻤواﺠﻬﺔ اﻷزﻤﺎت 100 .................................
4-2اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻟراﺒﻌﺔ :دور اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺘرﺘﯿب اﻷوﻀﺎع ﻤﺎ ﺒﻌد اﻷزﻤﺔ 104 ................
-4ﻛﯿف ﯿؤدي ﻓرﯿق ﻋﻤل اﻷزﻤﺔ وظﺎﺌﻔﻪ ﺒﺸﻛل ﻓﻌّﺎل؟ 154 ........................................................
اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ :ﺘﻛوﯿن ﻓرﯿق إدارة اﻷزﻤﺎت ٕواﻋدادﻩ وﻤراﺤل ﻋﻤﻠﻪ (اﻟجزء اﻟثﺎني)169 ............
تمهيد
مفهوم األزمة من المفاهيم الواسعة االنتشار في المجتمع المعاصر ،حيث أصبح يمس بشكل أو بآخر كل
والحكوما التي تمر بها الجماعا التي تواجه الفرد مرو ار باألزما جوانب الحياة بدءا من األزما
الدولية. وانتهاء باألزما والمؤسسا
المتداولة على جميع األصعدة وفي مختلف المستويا بل إن مصطلح األزمة أصبح من المصطلحا
عالم حي ومتفاعل ،عالم له أطواره ،وله خصائصه ،وأسبابه ،تتأثر به الدولة االجتماعية ،وعالم األزما
أو الحكومة فيتأثر به أصغر كائن موجود في المجتمع البشري.
جزء رئيس في واقع الحياة البشرية والمؤسساتية ،وهذا يدفع إلى التفكير ال يختلف اثنان في أن األزما
بصورة جدية في كيفية مواجهتها والتعامل معها بشكل فعال يؤدي إلى الحد من النتائج السلبية لها،
واالستفادة إن أمكن من نتائجها اإليجابية ،وذلك من خالل الوقوف على معانيها.
مفهوم األزمة
بوجود اإلنسان على ارتبط وجود األزما
العصر سمة من سما األرض فهي ليس
الحالي فقط ،وقد بدأ الفكر اإلداري والسياسي مع
األزما عن يتحدث الستينا منتصف
ومفهومها وخصائصها وأنواعها وأسباب نشوئها
واآلثار المترتبة عليها وكيفية إدارتها .ومن هنا
نشأ مصطلح األزمة وادارتها وكيفية التعامل معها وبدأ يشير إلى دور الدولة في مواجهة األزما
والحرائق والحروب. المفاجئة والظروف الطارئة كالزالزل والفيضانا
ورغم حداثة مفهوم األزمة فإن التاريخ يشير إلى أن ابن سينا يعد من أوائل الذين بحثوا في هذا الموضوع
والكوارث. عند إشارته إلى اآلثار النفسية والجسدية لألزما
من في العقود الماضية في خسائر كبيرة وأضرار جسيمة ،كما أثر على حياة مئا األزما وقد تسبب
رئيسية في طريق تنمية هذه تعد بال شك عقبا في جميع أنحاء العالم ،ومن هنا بات المنظما
وتطورها. المنظما
العالقة نظ ار يمتلك أهمية خاصة تميزه عن باقي المواضيع ذا وفي عالم اليوم أصبح موضوع األزما
من تهديد للكيان برمته ويهدد وجوده وبقائه ويتجاوز المستوى الفردي ويتعداه إلى لما تمثله األزما
والدول. والمؤسسا مستوى المنظما
الدولية إلى عدة أسباب من أهمها شدة المنافسة التي أفرزتها المتغي ار ويرجع السبب في تزايد األزما
في هذا العصر وكذالك صراع المصالح وغيرها الكثير من
األسباب االقتصادية والسياسية واالجتماعية ..إلخ.
2
يساعد على احتوائها ومعالجتها وتقليل أضرارها حيث يعتبر إدراك لتلك األزما لذلك فان إدراك القيادا
أكثر الجوانب والعوامل المؤثرة في السلوك البشري اإلنساني وذلك لتأثيره المباشر على العقل األزما
البشري مما يؤثر في تصرفاته وسلوكه وانطباعاته وبالتالي يتعامل مع البيئة على أساسها.
في كل زمان ومكان وخاصة بعد أن أصبح العالم وحدة متضاربة سياسيا واقتصاديا وتحدث األزما
متفاوتة بشكل يؤدي إلى تفاعل متبادل بين وبتأثي ار وثقافيا واجتماعيا مما زاد من تعرضه لألزما
األزمة والمجتمع بحيث تتحول األزمة إلى جزء أساسي من نسيج الحياة وحقيقة من حقائقها يؤثر في
تأجيج حالة الصراع النفسي أو البيني وصوال إلى الصراع بين الدول الذي ينتهي ربما بحرب عسكرية.
تعريف األزمة
في تعريف معنى األزمة فذهب الباحثون والمهتمون في اتجاها االجتهادا اآلراء وكثر تعدد
مختلفة ،وحاول كل منهم الوصول إلى تعريف شامل ،وتكمن صعوبة تحديد مفهوم لماهية األزمة في
شمولية هذا المفهوم واتساع نطاقه حيث أصبح مفهوم األزمة من المفاهيم واسعة االنتشار في مجتمعاتنا
المعاصرة وأصبح بشكل أو بآخر يمس كل جوانب الحياة بدءا من األزمة الفردية وانتهاء باألزما
الدولية.
على وما أشبه حياة اإلنسان بحياة المنظما ،ونتيجة للتغيي ار البيئية السريعة يمكن النظر إلى األزما
أنها جزء هام ورئيسي من حياة أي منظمة ،وهي تحدث بشكل يومي لتضع سمعتها وصورتها وبالتالي
حياتها موضع اختبار صعب.
تأتي من أهمية العامة بإدارة األزما ومع التسليم بهذه الحقائق فإن أهمية معرفة ممارسي العالقا
وعالقاتها بالبيئة الداخلية والخارجية،إضافة دورهم األساسي والجوهري في الحفاظ على حياة المنظما
األزما . الرخاء وأوقا إلى بناء صورة وسمعة المنظمة إن كان في أوقا
3
التعريفات الشمولية لألزمة
أو األزمة اصطالحا هي "حالة توتر ونقطة تحول تتطلب ق ار ار ينتج عنه مواقف جديدة سلبية كان
العالقة " ذا إيجابية تؤثر على مختلف الكيانا
يعرف "قاموس رندام" األزمة بأنها "ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن ويمثل نقطة تحول تحدد في
ضوئها أحداث المستقبل التي تؤدي إلى تغيير كبير ".
يعرف "قاموس المورد" األزمة بأنها " مرحلة في العمل القصصي أو المسرحي تتضارب فيها العوامل
المعارضة أشد ما يكون التضارب ".
يعرف "قاموس وستر" األزمة بأنها نقطة تحول يحدث عنها تغير إلى األفضل أو األسوأ أو هي
عصيب". لحظة حاسمة أو وق
وقد عرف مجموعة من الباحثين في عالم اإلدارة األزمة من وجهات نظر مختلفة نستعرض بعضاً منها
على النحو التالي:
األزمة هي "حالة طارئة أو حدث مفاجئ يؤدي إلى اإلخالل بالنظام المتبع في المنظمة ،مما يضعف
المركز التنافسي لها ويتطلب منها تحركا سريعا واهتماما فوريا ،وبذلك يمكن تصنيف أي حدث بأنه
أزمة اعتمادا على درجة الخلل الذي يتركه هذا الحدث في سير العمل اإلعتيادي للمنظمة ".
األزمة هي " فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر تدخال أو تغيي ار فوريا "
األزمة هي " نقطة تحول ،أو موقف مفاجئ يؤدي إلى أوضاع غير مستقرة ،وتحدث نتائج غير
تكون فيه األطراف قصير ،ويستلزم اتخاذ قرار محدد للمواجهة في وق مرغوب فيها ،في وق
المعنية غير مستعدة ،أو غير قادرة على المواجهة "
األزمة هي " نقطة تحول في أوضاع غير مستقرة يمكن أن تقود إلى نتائج غير مرغوب فيها إذا
األطراف المعنية غير مستعدة أو غير قادرة على احتوائها أو درء مخاطرها . كان
األزمة هي " ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن ويمثل تحول تحدد في ضوئها أحداث المستقبل التي
تؤدي إلى تغيير كبير".
األزمة هي " نقطة تحول في حياة المنظمة نحو األسوأ أو األفضل وحالة من عدم االستقرار يحدث
فيها تغيير حاسم في سير العمل في المنظمة".
4
األزمة هي " زمن يتسم بوجود خطر كبير أو صعوبة كبيرة وشديدة أو عدم يقين أي لحظة قرار وق
الصعوبة".
األزمة هي " وصول عناصر الصراع في عالقة ما إلى مرحلة تهدد بحدوث تحول جذري في هذه
العالقة كالتحول من السلم إلى الحرب وغيرها".
األزمة هي " موقف خارج السيطرة وتحول فجائي عن السلوك المعتاد يؤدي إلى خلل وتهديد
للمصالح ويؤثر على النظام العام للمجتمع".
عرف بعض الباحثين األزمة بالمفهوم االجتماعي والسياسي واالقتصادي حيث أشار إلى ذلك
وقد ّ
بقوله:
مما يقصد باألزمة من الناحية االجتماعية" توقف األحداث المنظمة والمتوقعة واضطراب العادا
جديدة أكثر مالئمة ". يستلزم التغيير السريع إلعادة التوازن ،ولتكوين عادا
أما األزمة من الناحية السياسية" فاألزمة هي " حالة أو مشكلة تأخذ بأبعاد النظام السياسي وتستدعي
اتخاذ قرار لمواجهة التحدي الذي تمثله سواء كان إداريا ،أو سياسيا ،أو اجتماعيا ،أو اقتصاديا ،أو
ثقافيا ".
أما األزمة من الناحية االقتصادية فاألزمة هي" انقطاع في مسار النمو االقتصادي حتى انخفاض
اإلنتاج أو عندما يكون النمو الفعلي أقل من النمو االحتمالي ".
5
الدولية: األزما في مجاال
عرف "جلن سندر" األزمة الدولية بأنها حالة تفاعل بين حكومة دولتين أو أكثر في صراع شديد ال يصل
إلى درجة حرب حقيقية ولكن يحوي بين طياته بدرجة كبيرة احتمالية نشوب تلك الحرب.
سائدة عن الواقع بطريقة خاصة بطبيعتها تطرح اقتراحا كما عرفها "وليام كون " بقوله " إن األزما
وحادة وعندما يواجه صانعي القرار السياسي بهذا الواقع بطريقة مفاجئة تتسم بوجود خطر محدق وعدم
يقين بما سيحدث ،يبدأ صانعوا القرار هؤالء بمعالجة األوضاع على أساس المفاهيم السابقة لديهم لذلك
الواقع ولكن عندما ال يتطابق هذا الواقع مع الصور الذهنية السابقة لديهم لألمور المختلفة وجب على
صانعي القرار وبسرعة بالغة وفي ظل أحداث متالصقة سريعة أن يقوموا بإعادة صياغة الصور الذهنية
األزمة بنجاح يستمر تواجد هذه الصورة الذهنية الجديدة لألوضاع السابقة لما قبل األزمة .فإذا ما انفرج
لألوضاع وكذلك أطراف األزمة وتستوعب الدروس الخاصة بما حدث ويبزغ إطار جديد للتحركا
السياسية المستقبلية.
الداخلية: في مجال األزما
فإن األزمة هي حدث مفاجئ يهدد حالة األمن والمصلحة القومية وتتم مواجهته في ظروف ضيق الوق
وقلة اإلمكانا ويترتب على تفاقمه نتائج خطيرة .وقد عرفها الدكتور صالح الدين فوزي بأنها حالة طارئة
رشيدة ومفاجئة تنذر بخطر يهدد الدولة أو مؤسساتها مما يوجب ضرورة التصدي والمواجهة بق ار ار
وأزمة في المعلوما أي في ظل أزمة في الوق وقلة المعلوما وسريعة على الرغم من ضيق الوق
المتاحة.
االجتماعية: في مجال األزما
من التوتر والقلق فإن األزمة هي خلل وعدم توازن في عناصر النظام االجتماعي في ظل حاال
إنسانية واجتماعية وظهور قيم ومعايير والشعور بالعجز لدى األفراد وعدم القدرة على إقامة عالقا
أخالقية مغايرة للثقافة السائدة.
اإلدارية: في مجال األزما
فإن األزمة هي نوع من التوتر والحيرة لدى المسؤولين داخل المؤسسة وأثر ذلك على الجوانب اإلدارية
وأداء العاملين وكيان المؤسسة واستراتيجية بقائها وعالقتها بالجمهور واألهداف التي ترتب عليها.
6
االقتصادية: في مجال األزما
فإن األزمة هي التأثير على قدرة المؤسسة المالية ومواصلة نشاطها مما يؤثر على عالقتها بالجمهور
والعمالء وكذلك مستوى التأثير على العاملين على النواحي المادية المتعلقة بهم.
السياسية: في مجال األزما
والدول وترتبط أيضا فإن األزمة هي الحالة المتعلقة بمظاهر الصراع الدولي والنزاع بين الحكوما
بعنصر التهديد للمصالح الدولية واألمن الوطني للدول.
العسكرية: في مجال األزما
المسلحة مع دول أخرى أو التهديد فإن األزمة هي الحالة الناتجة عن صراع مسلح تستخدم فيه القوا
باستخدامها مما يخلق نوعا من التوتر واألخطار التي قد تهدد المصالح الوطنية.
وبهذا نجد أن األزمة بصورة عامة هي حدث أو موقف أو حالة غير متوقعة واسعة أو عميقة التأثير
تتعلق بمصير الفرد أو المصير اإلداري للمنظمة وتهدد بقائها واستمرارها تستدعي التدخل لمواجهتها
والحد من تأثيرها.
ومن هنا يمكن تعريف األزمة على أنها " حدث أو موقف أو حالة غير متوقعة واسعة أو عميقة التأثير
تتعلق بمصير الفرد أو المصير اإلداري للمنظمة وتهدد بقائها واستمرارها تستدعي التدخل لمواجهتها
والحد من تأثيرها".
سمات األزمة
وفي هذا الصدد نجد أن لألزمة مجموعة من السمات:
نقطة تحول تتزايد فيها الحاجة إلى مواجهة الظروف الطارئة.
تسود فيها حالة عدم التأكد ونقص المعلوما .
صائبة وسريعة مع عدم وجود احتمال للخطأ لعدم وجود والحاجة إلى اتخاذ ق ار ار ضغط الوق
إلصالح الخطأ. وق
تنقص فيها التحكم في األحداث والسيطرة عليها.
المفاجئة والسرعة التي تحدث بها.
التهديد الشديد للمصالح واألهداف مثل انهيار الكيان أو سمعته وكرامة متخذ القرار.
7
العلوم االجتماعية ومفهوم األزمة
علم اإلدارة ومفهوم األزمة
اهتم علم اإلدارة بتحديد مفهوم األزمة في عالقته بكافة الجوانب الخاصة باإلدارة وشروط النجاح ،ولذلك
بعامة ،وثمة في مجال إدارة األزما ،وتعدد اهتماماتها ،فمنها ما تناول إدارة األزما الدراسا تنوع
أثناءها، بعملية اتخاذ الق ار ار اهتم التخطيط واالستعداد لمواجهتها ،ودراسا ما تناول موضوعا
مفاهيمها، وعملية االتصاال ّ ،إبان األزمة ومن ثم تعدد بأسلوب توفير المعلوما وأخرى تخصص
وتركز بعضها في موقف األزمة ،أو نتائجها ،اإليجابية أو السلبية ،وفي هذا اإلطار كان االهتمام
الوقائية أو االستجابة المطلوبة ،وتحدد مفهوم األزمة من وجهة نظر علم اإلدارة ،بأنه حالة أو باإلجراءا
موقف ،يتسم بالتهديد الشديد للمصالح واألهداف الجوهرية؛ وكذلك يتسم بضغط الوق ،أو الضغط
المتاح لمتخذ القرار ،قبل وقوع األضرار المحتملة وتفاقمها ،يكون محدودا الزمني .ولذلك ،فإن الوق
جدا ،ويتأثر أساسا بخصائصه وسماته ،ومستوى الضغط الذي يشعر به.
8
الضغوط ،وعادة ما تثير مشاعر الخوف والصدمة ،وتستند نظرية األزمة في إطار علم النفس إلى عدة
تتمثل في اآلتي: فرضيا
من الشائع أن يمر الناس بحالة من عدم االتزان ،ومن تفكك النظام االجتماعي ،مع وجود عوائق
ضاغطة ،في غضون وقائع األزمة.
جسيمة ،يمكنها أن تطاول في الغالب كثيرين، الحاد خبرة حياة عادية وليس
ّ ُ ي َع ّد الضغط الموقفي
واحد من حياتهم. وفي وق
داخلية يثابرون على استعادة اتِّزانهم. أولئك الذين يمرون باضطرابا
حادة ،محدودة الزمن من الضعف
أثناء الصراع الستعادة االتزان الداخلي يكون اإلنسان في حالة ّ
النفسي.
أثناء هذه الحالة من الضعف النفسي فإن عامة الناس يكونون قابلين للتدخل النفسي.
يمكن أن تتسم االستجابة الداخلية للناس بمراحل عامة لرد الفعل ألزمة محددة ،والذي يمكن أن يمروا
به كلّهم بغض النظر عن طبيعة الحدث الواقع.
أن تنمو وتتطور ،كما يمكنها أن تنتج سلبيا . يمكن لألزما
المستقرة المطلوبة لإلنسان ،وهي تظهر األزمة إذا ،من وجهة نظر علم النفس ،هي ارتباك في العالقا
أو تدهورها. عندما تكون تلك العالقة مهمة له ،وعندما يدرك الناس تحطم العالقا
خـصــائص األزمـــة
اآلراء حول الخصائص العامة لألزمة ،لذا سنحاول استعراض أهم تلك الخصائص على حيث تعدد
النحو التالي:
رد الفعل السريع المفاجأة العنيفة :األزمة في بدايتها تسبب صدمة وتوتر ،مما يضعف إمكانيا
والمؤثر لمجابهتها ،ويستحوذ لحظة حدوثه على اهتمام جميع أفراد المؤسسة ،فهي حدث غير متوقع
ينبه الرأي العام لمصدر خطر ،ونقطة تحول أساسية في أحداث متتابعة متسارعة.
البيئة الطبيعية وقد تتضمن خسائر مادية أو التهديد :بمعنى أنها تهدد الحياة واالستقرار ،ومقوما
معنوية لألفراد والمؤسسا ،كما يمكن أن تهدد الكيان اإلداري للمؤسسة مثل حادث مفاعل تشرنوبل
9
عالية الصعوبة في التعامل مع عدم التحكم :إن تصاعد األحداث في األزمة يؤدي إلى درجا
أو ندرتها ،وقد يؤدي ذلك ضغط نفسي في ظل نقص المعلوما األحداث المتالحقة ،ألنه يتم تح
إلى عدم السيطرة لفترة من الزمن .
ضرورة اإلستجابة السريعة :إن مواجهة األزمة تستلزم أنماطا تنظيمية غير مألوفة ومبتكرة تمكن من
استيعاب الظروف الطارئة التي تفرضها األزمة ،بما يعني ضرورة رد فعل سريع مدروس لمواجهة
األزمة.
لدى متخذ القرار ،مما يسبب عدم نقص المعلومات :عادة ما يصاحب األزمة نقص في المعلوما
يسلك ما يخفيه هذا وضوح الرؤية بما يشبه الضباب الكثيف الذي يحول دون رؤية أي االتجاها
االتجاه من أخطار مجهولة سواء في حجمها أو درجة خطورتها.
الخــوف :مع اشتداد األزمة تسود حالة من الخوف تصل إلى حد الرعب من المجهول ،والذي قد
به األزمة ،أو انهيار سمعة وكرامة متخذ القرار وفقده يصل إل ى انهيار الكيان اإلداري الذي حدث
لمركزه ،وكذا اشتداد الصراع داخل المنظمة نفسها حيال مستقبلها.
التعقيد والتشابك والتداخل :تتسم األزمة بالتعقيد والتشابك والتداخل بين جميع عناصر األزمة
جسيمة في السيطرة على وأسبابها وقوى المصالح المؤيدة والمعارضة لها ،مما يخلق صعوبا
الموقف وادارته.
التصاعد المفاجئ لألحداث :تتسم األزمة بسرعة وتالحق األحداث ،مما يؤدي إلى درجا
عالية من الشك في البدائل المطروحة لمجابهتها.
وحسن واإلمكانيا المواجهة تستوجب درجة عالية من التحكم :البد من التحكم في الطاقا
الفعالة ،والخروج عن توظيفها في إطار مناخ تنظيمي يتسم بدرجة عالية من االتصاال
األنماط التنظيمية وابتكار نظم يمكنها استيعاب األزمة ،مع ضرورة مراعاة التأثي ار
المتبادلة المؤثرة على أطراف األزمة ومن ثم ردود األفعال المتباينة. والتفاعال
10
قد سلبية تنعكس على الوضع العام لفت ار إلى تهديد بقاء الدولة أو المنظمة أو الفرد وتبرز تداعيا
تطول قبل أن يتم التعامل مع هذه األزمة إلنهائها أو التقليل من آثارها وكذلك االستفادة من دروسها
أخرى. السابقة منعا لتكرارها أو حدوث أزما
إقليمية ودولية مما يجعل األزمة تتجاوز وعند تضخم األزمة وعدم السيطرة عليها قد تستدعي تدخال
المعقدة والتي تزيد الوضع تعقيدا ،مما يصعب وضع واالشتباكا بعدها المحلي وهنا تبدأ بالتدخال
المتعلقة باألزمة السياسية مثل " الصوملة " "و" البلقنة" و" الحلول لها ،حيث ظهر بعض المصطلحا
واألزمة في كوسوفو. أيضا تعاونا دوليا لحلها كأزمة احتالل الكوي األفغنة" وقد تستدعي هذه األزما
وهو ما يزيد الطين بلة على الدولة وشعبها كأزمة أممية وفرض عقوبا وأيضا قد تحتاج إلى ق ار ار
الملف النووي اإليراني والملف النووي الكوري الشمالي.
دولية كما حصل في فيضانا الناتجة من الكوارث الطبيعية إلى مساعدا كما تستدعي أيضا األزما
باكستان وتسونامي شرق آسيا وزالزل تركيا وايران.
11
البعد االقتصادي لألزمة
إن أي أزمة مهما كان نوعها أو مستواها تؤثر أول ما تؤثر على االقتصاد والحركة االقتصادية لدى
ّ
الدول المؤثرة بها وكما يقال أن رأس المال جبان فهو المتأثر األول فتعطيل القوة المنتجة يسبب الكساد
االقتصادية باالنحدار وهذا والركود أو انخفاض األسعار وعدم القدرة على التصريف تبدأ بعدها المنشآ
به في عامي 2009-2008 السياسية التي عصف الدولية واألزما ما حصل للعالم بعد المتغي ار
أسواق األسهم العالمية وافالس أكثر من 200بنك في كوارث اقتصادية ابتداء من انهيا ار وتسبب
المتحدة األمريكية وحدها وهي التي تعتبر ومصرف حول العالم منها 127بنك ومصرف في الواليا
إلى انخفاض العمالة وحدوث ظاهرة التضخم هذه األزما أغنى وأضخم اقتصاد في العالم ،كما أد
وانخفاض العمالة وحدوث ظاهرة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وانتشار وارتفاع معدل نمو الصاد ار
البطالة وتفاقم أزمة النقد الدولية وارتفاع سعر الذهب وتجاوز سعر برميل البترول 80دوالر للبرميل
الواحد ،مما شكل أزمة في الطاقة العالمية تنتج عنها أزمة في الغذاء وهو ما دفع معظم دول العالم إلى
تغيير سياساتها االقتصادية لحماية اقتصادها من أسوأ أزمة اقتصادية مر بها العالم منذ الحرب العالمية
الثانية ،حيث توقع المحللون االقتصاديون في تقرير آفاق االقتصاد العالمي لعام 2009الذي يصدره
البنك الدولي أن يكون لتراجع النشاط االقتصادي تأثير بالغ على النمو في منطقة الشرق األوسط وشمال
إفريقيا والبلدان النامية عموما ،وقدر معدل نمو الناتج المحلي العالمي لعام 2008بنمو5 ، 2في المائة
ولعام 2009م بنمو9 % ، 0كما توقع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تقاريرهما انخفاضا في
الواردة في حجم التجارة العالمية من1 % ، 4لعام 2008إلى 8،%2لعام 2009وتشير التقدي ار
تقرير االستثمار العالمي لعام 2009إلى تراجع االستثما ار األجنبية المباشرة بنسبة 20 %لعام 2008
والى زيادة متوقعة في عام 2009م.
12
األبعاد االجتماعية لألزمة
تنشأ األزمة بفعل أسباب مختلفة قد تطرقنا لها سابقا وهي إما أن تكون طبيعية أو بشرية أو كليهما .ولكن
تأثير األزمة هو متعلق باإلنسان نفسه ،ولذلك ال يمكن وصف األزمة بأنها أزمة إال عندما تؤثر بصورة
مباشرة أو غير مباشرة على اإلنسان فردا أو مجتمعا أو دولة ،نتج عنها قتل وتشريد وتدمير ممتلكا ،
وتعد األبعاد االجتماعية هي األخطر تأثي ار بل يمتد تأثيرها سنين طويلة ويشمل تأثيرها اآلتي:
القتل والتشريد.
الفوضى وعدم االستقرار.
متعددة أخرى أهمها: أزما
oأزمة السكن.
oأزمة غذاء.
oأزمة صحة وعالج.
oأزمة نقل.
oأزمة أمن.
oاآلثار النفسية والمترتبة عليها.
االجتماعية السيئة مثل: تدفع إلى بعض السلوكيا
oانتشار السرقة.
oانتشار االغتصاب.
oممارسة الفساد كالمخد ار ونحوها.
oممارسة الجريمة.
oزيادة البطالة وانتشار الفقر.
إن ما يميز البعد االجتماعي لألزمة هو أن التأثير يتدرج حتى يصل إلى الفرد العادي عندما يفقد عزيز
ّ
االنتحار عليه أو عندما يخسر ماله وممتلكاته يتضح ذلك في الزالزل و البراكين والحروب وكذلك حاال
واإلصابة باألمراض ألفراد تأثروا باألزمة االقتصادية العالمية ،وكذلك كل فرد في هذا المجتمع يصبح
13
وهنا تكمن الخطورة بأنها تؤثر على السلطة وعلى النظام على شكل تظاه ار أو أزمة ويعاني من أزما
وتستمر األزمة بالتفاقم من خالل بعدها االجتماعي كرد فعل طبيعي تبحث فيه هذه عصيان تجمعا
عن حلول لدى قيادتها السياسية للخروج من أزماتها واألمثلة كثيرة على ذلك أهمها أو أقربها المجتمعا
أكثر من ثالثة ماليين نسمة وقتل الباكستان حيث شرد التي اجتاح األزمة التي سببتها الفيضانا
اآلالف ودمر أكثر من مليون منزل مما دفع سكان هذه المناطق إلى السلوك العدواني والتي وجرح
لمساعدة الحكومة الباكستانية لمجابهة األزمة بل إن منه جميع فرق اإلنقاذ العالمية التي جاء اشتك
األزمة وأبعادها االجتماعية في الزلزال الذي ضرب بعضها هدد باالنسحاب .كما برز أيضا تأثي ار
هايتي وقتل أكثر من مائتي ألف وشرد نصف مليون نسمة ومورس فيه كل ما ذكرناه سابقا من سرقة
واغتصاب.
تهدد األمن والسلم العالميين األمنية والعسكرية بات الطاقة واألزما االقتصادية وأزما كما أن األزما
مثل مكافحة اإلرهاب والجريمة مما جعل العالم يحشد طاقاته وجهوده في التصدي لهذه األزما
والتقليل من آثار األزمة االقتصادية العالمية وقد تطور صور التعاون الدولي في التصدي والمخد ار
إقليمية ودولية متخصصة لمجابهة دولية وانتشار منظما من خالل إبرام اتفاقيا ألبعاد األزما
الناتجة من الكوارث الطبيعية والبشرية التي تقع في أي دولة من دول العالم من خالل منظمة األزما
المرتبطة بها. األمم المتحدة والمؤسسا
14
الخالصة
يعد مفهوم األزمة من المفاهيم الواسعة االنتشار في المجتمع المعاصر ،حيث أصبح يمس بشكل أو بآخر
والحكوما التي تمر بها الجماعا التي تواجه الفرد مرو ار باألزما كل جوانب الحياة بدءا من األزما
الدولية. وانتهاء باألزما والمؤسسا
إال نتاجا طبيعيا لعملية التفاعل الحيوي المستمر في طبيعة الروابط وظاهرة األزمة بمدلولها الواسع ليس
القائمة بين طرفي عالقة إنسانية ما عندما تصل عناصر التوتر في هذه العالقة إلى مرحلة تنذر
باالنفجار.
يمكن تعريف األزمة على أنها " حدث أو موقف أو حالة غير متوقعة واسعة أو عميقة التأثير تتعلق
بمصير الفرد أو المصير اإلداري للمنظمة وتهدد بقائها واستمرارها تستدعي التدخل لمواجهتها والحد من
تأثيرها".و لألزمة مجموعة من السما :
نقطة تحول تتزايد فيها الحاجة إلى مواجهة الظروف الطارئة.
تسود فيها حالة عدم التأكد ونقص المعلوما .
صائبة وسريعة مع عدم وجود احتمال للخطأ لعدم وجود والحاجة إلى اتخاذ ق ار ار ضغط الوق
إلصالح الخطأ. وق
تنقص فيها التحكم في األحداث والسيطرة عليها.
المفاجئة والسرعة التي تحدث بها.
التهديد الشديد للمصالح واألهداف مثل انهيار الكيان أو سمعته وكرامة متخذ القرار.
وعوامل داخلية وخارجية تتفاعل معها كل مناحي الحياة عندما تنشأ األزمة وتتفاقم في ظل مسببا
االقتصادية واالجتماعية والسياسية والنفسية مما يعطي لالزمة أبعادا مختلفة سياسية واقتصادية
واجتماعية ،إقليمية ودولية ،وتتجه األزمة في دورة حياتها حسب مستواها إلى تهديد بقاء الدولة أو
قد تطول قبل أن يتم التعامل سلبية تنعكس على الوضع العام لفت ار المنظمة أو الفرد وتبرز تداعيا
مع هذه األزمة إلنهائها أو التقليل من آثارها وكذلك االستفادة من دروسها السابقة منعا لتكرارها أو حدوث
أخرى. أزما
15
المراجع
-1عبد اللطيف الحرز ،أزمة الظاهرة السياسية وتفكيك صناعة األزمة ،دار الفارابي ،لبنان2008.،
المدرسية ،عمان :دار الفكر للطباعة والنشر -2عبد الوهاب محمد كامل ،سيكولوجية إدارة األزما
والتوزيع2009 ،
-3فينك ،ستيفن ،إدارة األزما :التخطيط لما قد يحدث" ،الناشر بميك2003. ،
-4هشام الغريري ،إدارة البقاء ،دار بغداد ،العراق1998. ،
والكوارث ،رسالة -5بدر بن عبد المحسن آل الشيخ ،مدى جاهزية إدارة األمن في مواجهة األزما
ماجستير في العلوم اإلدارية ،جامعة نايف للعلوم األمنية ،المملكة العربية السعودية2008. ،
األمنية أبو النصر ،مفهوم األزما ،منظور إداري واجتماعي ،المجلة العربية للدراسا -6مدح
والتدريب ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،المجلد ،14العدد ،28الرياض 2000.
في اإلدارة العامة المقارنة ،مجلة اإلدارة ،العدد -7نبيل إسماعيل رسالن ،منهج إدارة األزما
الثالث،المجلد ،27يناير2007. ،
والضغوط ،مايل رابر ،دار المعرفة للتنمية البشرية ،عمان2002. ، -8إدارة األزما
-9عبد السالم أبو قحف ،إدارة األزما ،مكتبة اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية.1999،
في اإلدارة العامة للمقارنة" مجلة اإلدارة – العدد الثالث المجلد -10نبيل إسماعيل "منهج إدارة األزما
التنمية اإلدارية – القاهرة – يناير 1994م . – 27اتحاد جمعيا
والكوارث بين النظرية والتطبيق .القاهرة ،المؤسسة العربية للنشر -11جمال حواش ،سيناريو األزما
واإلعالم1999. ،
الوسيلة للبقاء .القاهرة .البيان للطباعة والنشر.1998 ، -12منى صالح الدين شريف ،إدارة األزما
16
التمارين
األزمة هي:
السيطرة وتحول متوقع في حياة المنظمة - Aموقف تح
-Bموقف خارج السيطرة وتحول فجائي في حياة المنظمة
- Cموقف طبيعي وال يحدث أي تحول في حياة المنظمة
-Dموقف خارج السيطرة وتحول كارثي في حياة المنظمة
االجابة الصحيحة :موقف خارج السيطرة وتحول فجائي في حياة المنظمة.
17
الوحدة التعليمية الثانية
مدخل إلى مفهوم األزمــــة
مفهوم الكارثة
الكارثة من كرث بمعنى الغم ،نقول :فالن اشتد عليه وبلغ منه المشقة ،والكارث هو األمر
المسبب للغم الشديد.
عرف الكارثة بأنها " :حدث يسبب دما اًر واسعاً ومعاناةً عميقةً ،وهو
أما قاموس أكسفورد ،فقد ّ
سوء حظ عظيم".
وفي تعاريف أخرى فإن الكارثة " هي أحد أكثر المفاهيم التصاقاً باألزمات ،وقد ينجم عنها أزمة،
ولكنها ال تكون هي أزمة بحد ذاتها ،وتعبر الكارثة عن حالة مدمرة حدثت فعالً ونجم عنها ضرر
في الماديات أو كليهما معاً.
و بذلك فإن الكارثة هي " حدث مروع يصيب قطاعاً من المجتمع أو المجتمع بأكمله بمخاطر
شديدة وخسائر مادية وبشرية ،ويؤدي إلى ارتباك وخلل وعجز في التنظيمات االجتماعية في
وتعم الفوضى في األداء وتضارب في األدوار على مختلف
سرعة اإلعداد للمواجهةّ ،
المستويات".
وعلى ما تقدم نستطيع أن نجمل أهم الفروقات بين مفهومي األزمة والكارثة على النحو التالي:
األزمة أعم وأشمل من الكارثة ،فكلمة األزمة تعني الصغيرة منها والكبيرة ،المحلية
والخارجية ،أما الكارثة فمدلولها ينحصر في الحوادث ذات الدمار الشامل والخسائر الكبيرة
في األرواح والممتلكات.
لألزمات مؤيدون داخلياً وخارجياً ،أما الكوارث وخاصة الطبيعية منها فغالباً ال يكون لها
مؤيدون.
في األزمات نحاول اتخاذ ق اررات لحل تلك األزمات ،وربما ننجح وربما نخفق ،أما في الكارثة
فإن الجهد غالباً ما يكون بعد وقوع الكارثة وينحصر في التعامل معها.
18
مفهوم الصراع والنزاع
يعبر الصراع عن تصادم إرادات وقوى معينة بهدف تحطيم بعضها البعض كلياً أو جزئياً
ّ
واالنتهاء بالسيطرة والتحكم في إدارة الخصم ،أما النزاع فيعبر عن تعارض في الحقوق القانونية،
وهو ليس أزمة في حد ذاته ولكنه يؤدي إلى أزمة.
كما ويركز مفهوم الصراع على العالقات االجتماعية بين األفراد وينشأ نتيجة وجود تعارض في
األهداف أو المصالح أو التصرفات بين األفراد والقيادات داخل الكيانات التنظيمية واالجتماعية
المختلفة.
عرف الصراع بأنه "تضارب المصالح والمبادئ واألفكار" ،و تم تقسيمه الى
وقد ّ
ثالثة أقسام هي:
الصراع خفيف الحدة.
الصراع متوسط الحدة.
الصراع شديد الحدة.
مفهوم المشكلة
تعبر المشكلة عن الباعث الرئيسي الذي يسبب حالة ما من الحاالت غير المرغوب فيها ،ومن
ّ
ثم فإن المشكلة قد تكون هي سبب األزمة ،ولكنها لن تكون هي األزمة في حد ذاتها ،فاألزمة
عادة ما تكون أحد الظواهر المتفجرة عن المشكلة ،والتي تأخذ موقفاً حاداً شديد الصعوبة
والتعقيد ،في حين أن المشكلة عادةً ما تحتاج إلى جهد منظم للوصول إليها والتعامل معها،
وهكذا فإن كل أزمة مشكلة ولكن ليس كل مشكلة أزمة.
مفهوم الحادث
الحادث هو شيء مفاجئ عنيف تم بشكل سريع وانقضى أثره فور إتمامه وقد نجم عنه أزمة
لكنها ال تمثله فعالً وانما تكون فقط أحد نتائجه.
19
دورة حياة األزمة
تمر األزمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية بدورة حياة ،مثلها في هذا مثل أي كائن حي ،وهذه الدورة
تمثل أهمية قصوى في متابعتها واإلحاطة بها من جانب متخذ القرار اإلداري.
بتكون عواملها كلما كان
فكلما كان متخذ القرار سريع التنبه في اإلحاطة ببداية ظهور األزمة ،أو ّ
أقدر على عالجها والتعامل معها ،وذلك للحد من آثارها وما ينتج عنها من انعكاسات سلبية.
مرحلة الميالد
وفي هذه المرحلة تبدأ األزمة الوليدة في الظهور ألول مرة في شكل (إحساس) مبهم قلق بوجود
شيء ما يلوح في األفق ،وينذر بخطر غريب غير محدد المعالم أو االتجاه أو الحجم أو المدى
الذي سيصل إليه.
واألزمة غالباً ال تنشأ من فراغ وانما هي نتيجة لمشكلة ما لم يتم معالجتها بالشكل المالئم.
ومن هنا يكون إدراك متخذ القرار وخبرته ومدى نفاذ بصيرته ،هي العوامل األساسية في التعامل
مع األزمة في مرحلة الميالد ،ويكون محور هذا التعامل هو " تنفيس األزمة " وافقادها مرتكزات
النمو ،ومن ثم تجميدها أو القضاء عليها في هذه المرحلة دون أن تحقق أي خسارة أو دون أن
تصل حدتها إلى درجة الصدام العنيف.
وتكون عملية التنفيس في محورها العام هي:
oخلق محور اهتمام جديد يغطي على االهتمام باألزمة ،ويحولها إلى شيء ثانوي ال قيمة
له.
oمعرفة أين تكمن عواملها والتعامل معها بالعالج الناجح للقضاء على أسباب التوتر الذي
أنشأ األزمة.
اح أخرى.
oامتصاص قوة الدفع المحركة لألزمة وتشتيت جهودها في نو ٍ
مرحلة النمو واالتساع
وتنشأ نتيجة لعدم معالجة المرحلة األولى – الميالد – في الوقت المناسب ،حيث تأخذ األزمة في
النمو واالتساع من خالل نوعين من المحفزات هما:
تكونت معها في مرحلة الميالد.
oمغذيات ومحفزات ذاتية مستمدة من ذات األزمة ّ
20
oمغذيات ومحفزات خارجية استقطبتها األزمة وتفاعلت معها وبها ،وأضافت إليها قوة دفع
جديدة ،وقدرة على النمو واالتساع.
وفي تلك المرحلة يتعاظم اإلحساس باألزمة وال يستطيع متخذ القرار أن ينكر وجودها أو يتجاهلها
نظ اًر لوجود ضغط مباشر يزداد ثقله يوماً بعد يوم ،فضالً عن دخول أطراف جديدة إلى مجال
اء ألن خطرها امتد إليهم أو لخوفهم من نتائجها أو من أن خطرها سوف
اإلحساس باألزمة سو ً
يصل إليهم.
وفي هذه المرحلة يكون على متخذ القرار التدخل من أجل إفقاد األزمة روافدها المحفزة والمقوية
لها على النحو التالي:
اء باستقطابها ،أو خلق تعارض
oتحييد وعزل العناصر الخارجية المدعمة لألزمة ،سو ً
مصالح بينها وبين استفحال األزمة.
oتجميد نمو األزمة بإيقافها عند المستوى الذي وصلت إليه وعدم السماح بتطورها ،وذلك
عن طريق استقطاب عوامل النمو الذاتي التي حركت األزمة.
مرحلة النضج
تعد من أخطر مراحل األزمة ،ومن النادر أن تصل األزمة إلى مثل هذه المرحلة ،وتحدث عندما
يكون متخذ القرار اإلداري على درجة كبيرة من الجهل والتخلف واالستبداد برأيه وانغالقه على
ذاته أو إحاطة هذه الذات بالقدسية والتأليه ،وبحاشية من المنافقين الذين يكيلون له المديح
ويصورون له أخطاءه حسنات وبذلك تصل األزمة إلى أقصى قوتها وعنفها ،وتصبح السيطرة
عليها مستحيلة وال مفر من الصدام العنيف معها .وهنا قد تكون األزمة بالغة الشدة ،شديدة القوة
تطيح بمتخذ القرار وبالمؤسسة أو المشروع الذي يعمل فيه ،أو أن يكون متخذ القرار قد استطاع
بدهاء تحويل اتجاه األزمة إلى كبش فداء وهمي تتفتت األزمة عنده ،وتنتهي باستقطاب عناصر
القوة فيها والسيطرة عليهم بشكل أو بآخر.
21
مرحلة االنحسار والتقلص
تبدأ األزمة باالنحسار والتقلص نتيجة للصدام العنيف الذي تم اتخاذه والذي يفقدها جزءاً هاماً من
قوتها ،على أن هناك بعض األزمات تتجدد لها قوة دفع أخرى ،عندما يفشل الصدام في تحقيق
أهدافه وتصبح األزمات في هذه الحالة كأمواج البحر ،موجة تندفع وراء موجة.
مرحلة االختفاء
وتصل األزمة إلى هذه المرحلة عندما تفقد بشكل شبه كامل قوة الدفع المولدة لها أو لعناصرها
حيث تتالشى مظاهرها وينتهي االهتمام بها والحديث عنها ،إال أنه من الضرورة االستفادة من
الدروس المستفادة منها لتالفي ما قد يحدث مستقبال من سلبيات.
والحقيقة أن االنحسار لألزمة يكون دافعاً للكيان الذي حدثت فيه إلعادة البناء وليس إلعادة
التكيف ،فالتكيف يصبح أم اًر مرفوضاً وغير مقبول ألنه سيبقي على آثار ونتائج األزمة بعد
انحسارها ،أما إعادة البناء فيتصل أساساً بعالج هذه اآلثار والنتائج ومن ثم استعادة فاعلية
الكيان وأدائه واكسابه مناعة أو خبرة في التعامل مع أسباب ونتائج هذا النوع من األزمات.
22
أسباب نشوء األزمات
تتنوع األسباب المنشأة لألزمات بتنوع األزمات نفسها ،وهناك مسببات داخلية وأخرى خارجية
ذاتية وموضوعية شخصية وعامة تخطيطية وتنفيذية،وبرغم تنوع هذه األسباب فإنه من الممكن
تسليط الضوء على أهمها:
سوء الفهم:
يمثل سوء الفهم أحد أسباب نشوء األزمات وفي مثل هذه األزمات يكون الحل سهالً بمجرد
إيضاح الحقيقة وينشأ عن سوء الفهم عادةً من خالل جانبين ،المعلومات المبتورة ،الشروع
في إصدار الق اررات أو الحكم على األمور قبل إيضاحها.
سوء اإلدراك:
يمثل اإلدراك مرحلة استقبال المعلومات التي أمكنه الحصول عليها والحكم التقديري على
األمور المعروضة ،وهو بذلك يعد أحد مراحل السلوك الرئيسية ،وعن طريق هذه المرحلة
يتخذ السلوك والتعرف تجاهه شكالً ومضموناً فإذا ما كان هذا اإلدراك غير سليم أو نجم عن
تداخل في الرؤيا والتشويش فإنه يؤدي إلى عدم سالمة االتجاه الذي اتخذه القائد اإلداري.
سوء التقدير والتقييم:
وهي أكثر أسباب حدوث األزمات في جميع المجاالت ،خاصة العسكرية حيث يكون أحد
أفراد المعركة الحربية الوشيكة الحدوث ضحية سوء تقديره وتقييمه للطرف اآلخر.
اإلدارة العشوائية:
وهذا النوع من اإلدارة يعمل ليس فقط سبباً وباعثاً لألزمات ،بل هو أيضاً وبدرجة أشد
خطورة مدمر للكيان اإلداري ومحطم إلمكانياته وقدراته ،ومن أمثلته سوء التخطيط وعدم
احترام الهيكل التنظيمي للمنشأة وقصور التوجه لألوامر والبيانات والمعلومات.
الرغبة في االبتزاز:
مثل هذا النوع من األساليب جماعات الضغط وجماعات المصالح لجني المكاسب غير
العادلة من الكيان اإلداري ،ووسيلتها الفعالة في ذلك هي صنع األزمات المتتالية للكيان
اإلداري المستهدف واخضاعه لسلسة من األزمات التي تجبر متخذ القرار على االنصياع.
23
اليأس:
يعد اليأس في حد ذاته أحد األزمات التي تشكل شبه خطر داهم على متخذ القرار كما قد
يكون على مستوى الدول أيضاً باعثاً على أزمات طاحنة عنيفة ومؤثرة ومدمرة بشدة وذات
تكلفة باهظة.
اإلشاعات:
وهي أهم مصدر من مصادر األزمات بل أن كثي اًر من األزمات يكون مصدرها الوحيد
اإلشاعات التي تم توظيفها ويتم تسخير اإلشاعة باستخدام مجموعة حقائق صادقة
ومعلومات من قبل قطاع كبير من األفراد وبالتالي فإن إحاطتها بهالة من المعلومات الكاذبة
يفجر األزمة.
استعراض القوة:
يتم من جانب الكيانات الكبيرة لتحجيم الكيانات الصغيرة ،كما يتم من جانب الكيانات
اإلدارية الطموحة عندما تحوز بعض عناصر القوة وترغب في قياس رد فعلها أو اختبارها
واختبار مدى تأثيرها على الكيانات الصغيرة وعلى مدى رد فعل الكيانات األكبر حجماً ،ومن
ثم تبدأ بعملية استعراضية خاطفة للتأثير على مسرح األحداث ودون حساب للنتائج
والعواقب ،وتتدخل جملة عوامل غير منظورة فتحدث األزمة.
األخطاء البشرية:
وهي أحد أسباب نشوء األزمات سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل وخير مثال
عليها حادث انفجار مكوك الفضاء (تشالنجر) وما نتج عنه من أزمة عنيفة في الثقة في
بعض الهيئات المشرفة على برنامجه وما أحدثته األزمة من صدمة في كيان المجتمع
األمريكي كان سببه األساسي خطأ بشري.
األزمات المخططة:
ويطلق عليها أيضاً االختناقات األزموية المخططة ،حيث تعمل بعض القوى المنافسة للكيان
اإلداري على تتبع مسارات عمل هذا الكيان ومن خالل هذا التتبع يتبين لها عمليات التشغيل
ومراحل اإلنتاج والتوزيع ،واحتياجات وظروف كل مرحلة من هذه المراحل ومن ثم يمكن
إحداث أزمة مخططة.
24
تعارض األهداف:
إن تعارض األهداف بين األطراف المختلفة مدعاة لحدوث أزمة بينهم ،خصوصاً إذا جمعهم
ّ
عمل مشترك فكل طرف ينظر إلى هذا العمل من زاويته والتي قد ال توافق منظور الطرف
اآلخر لتعارض األهداف فتحدث األزمة.
تعارض المصالح:
هي أيضاً من أهم أسباب حدوث األزمات على النطاق الدولي أو المحلي أو حتى داخل
الشركات ووحدات النشاط االقتصادي ،حيث إن لكل دولة مصالحها ،ولكل شركة مصالحها،
ولكل فرد أيضاً مصالحه فإذا ما تعارضت المصالح بشكل شديد برز الدافع إلحداث ونشوء
األزمة.
تصنيف األزمات:
الخطوة األولى في اإلدارة السليمة لألزمة هي تحديد طبيعة أو نوع األزمة ،لكن تحديد نوع األزمة
ليس عملية سهلة ،ألن األزمة ،أي أزمة ،بحكم طبيعتها تنطوي على عدة جوانب متشابكة إدارية
واقتصادية وانسانية وجغرافية وسياسية ،وبالتالي تتعدد وتتنوع التصنيفات بتعدد المعايير
المستخدمة في عملية تحديد أنواع األزمات.
وعلى هذا األساس يمكن تصنيف األزمات استناداً إلى المعايير التالية:
نوع ومضمون األزمة:
فهناك أزمة تقع في المجال االقتصادي أو السياسي ..إلخ ،ووفق هذا المعيار قد تظهر أزمة
بيئية ،أو أزمة سياسية ،أو أزمة اجتماعية ،أو أزمة إعالمية ،أو أزمة اقتصادية ،وفي داخل كل
نوع قد تظهر تصنيفات فرعية مثل األزمة المالية ضمن األزمة االقتصادية ،وهكذا.
النطاق الجغرافي لألزمة:
إن استخدام معيار جغرافي يؤدي إلى ما يعرف باألزمات المحلية التي تقع في نطاق جغرافي
محدود أو ضيق ،كما يحدث في بعض المدن أو المحافظات البعيدة كانهيار جسر أو حادث
قطار.
25
ثم هناك أزمات قومية عامة تؤثر في المجتمع ككل كالتلوث البيئي أو وجود تهديد عسكري من
عدو خارجي ،وأخي اًر ثمة أزمات دولية كأزمة كوسوفا ،أو أزمة االنحباس الحراري أو أزمة
الحاسوب ونظم المعلومات مع األلفية الثالثة.
حجم األزمة:
يشيع معيار الحجم أو الضخامة في تصنيف األزمات فهناك:
oأزمة صغيرة أو محدودة :تقع داخل إحدى منظمات أو مؤسسات المجتمع.
oأزمة متوسطة.
oأزمة كبيرة :ويعتمد معيار الحجم أو الضخامة على معايير مادية كالخسائر
واألضرار الناجمة عن أزمة المرور أو تعطل في توليد الطاقة الكهربائية ،ثم
هناك في كل أزمة معايير معنوية كاألضرار واآلثار التي لحقت بالرأي العام
وبصورة المجتمع أو المؤسسة التي تعرضت لألزمة.
المدى الزمني لظهور وتأثير األزمة:
يعتمد هذا المعيار على عمر األزمة ،في هذا اإلطار هناك نوعان من األزمات:
oاألزمة االنفجارية السريعة :وتحدث عادة فجأة وبسرعة ،كما تختفي أيضاً
بسرعة!! وتتوقف نتائج هذه األزمات على الكفاءة في إدارة األزمة ،والتعلم منها
مثال :اندالع حريق ضخم في مصنع إلنتاج المواد الكيماوية.
oاألزمة البطيئة الطويلة :تتطور هذه األزمة بالتدرج ،وتظهر على السطح رغم
كثرة اإلشارات التي تصدر عنها ،لكن المسؤولين لم يتمكنوا من استيعاب دالالت
هذه اإلشارات والتعامل معها ،وال تختفي هذه األزمة سريعاً ،بل قد تهدد المجتمع
لعدة أيام ،من هنا البد من تعديل الخطة الموجودة لمواجهة األزمة أو وضع
خطة جديدة ،والتعامل مع األزمة بسرعة وحسم وبال تردد ،فكل دقيقة لها قيمة،
وفي كل دقيقة ستواجه بتحديات وضغوط من رؤسائك ،ومن الجمهور ،بل ومن
بعض وسائل اإلعالم المحلية أو األجنبية ،لكن كل هذه التحديات قد تكون
فرصة الختبار مدى قدرة فريق األزمة على التصرف ،كما قد تكون فرصة أمام
العاملين إلثبات تماسكهم ووحدتهم ،مثال :وجود مشكالت بين العاملين واإلدارة
26
حول ساعات العمل واألجر اإلضافي وظروف العمل ،والدخول في مفاوضات
بين الطرفين ،وفشل المفاوضات.
طبيعة التهديدات التي تخلق األزمة:
تختلف التهديدات التي تواجه المنظمة أو المجتمع ،وبالتالي يمكن تصنيف األزمات استناداً إلى
نوعية ومضمون التهديد ،فهناك تهديدات خارجية موجهة ضد المعلومات ،ومجموعة متعلقة
باألعطال والفشل ،وتهديد خارجي موجه ضد اقتصاد المنظمة ،والخسائر الفادحة ،وتهديدات
نفسية ،واألمراض المهنية.
أسباب األزمات:
اعتماداً على األسباب المؤدية لألزمات يمكن تقسيمها إلى:
oأزمات تظهر نتيجة تصرف أو عدم تصرف المنظمة وتتضمن األخطاء اإلدارية
والفنية أو الفشل في تحقيق أساليب العمليات المعيارية.
oاألزمات الناتجة عن االتجاهات العامة في البيئة الخارجية.
oاألزمات الناتجة من خارج المنظمة وليس للمنظمة أي سبب في حدوثها.
oاألزمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزالزل والبراكين.
27
أهمية لألزمات هو ذلك الذي يقوم على التمييز بين األزمة منخفضة الحدة
واألزمة ذات الطابع االستراتيجي أو الهيكلي.
oاألزمة الدولية اإلستراتيجية :هي موقف تدهور خطير في عناصر البيئة
الداخلية أو الخارجية ألطراف األزمة يمثل تهديداً للقيم واألهداف الرئيسية
للدولة ،وقد يصاحبه احتماالت كبيرة الستخدام القوة العسكرية الشاملة ،مع
وجود وقت محدود التخاذ ق اررات حاسمة بشأن هذا التدهور أو التهديد الخطير.
صدرة :مثل ما يحدث عند تفجير محل أو مصنع في بلد ما يخص شخصاً
oأزمة ُم ّ
معيناً ،باعتبارات عقائدية لها أهميتها في بلد آخر.
oأزمة لها جذورها في بلد الحادث سواء كانت الجذور لجوانب سياسية أو عقائدية أو ما
شابه من جوانب أخرى.
oأزمات داخلية :وهي المتعلقة بالجمهور الداخلي للمنشأة مثل حاالت الوفاة بسبب
المخاطر المهنية التي يتعرض لها العاملون في المنشأة.
oأزمات خارجية :وهي المتعلقة بالجمهور الخارجي للمنشأة مثل فقدان الثقة بالمنظمة
وهجوم مؤسسات أخرى على المنشأة بهدف استقطاب المستهلكين ،ووجود عيوب في
المنتج ،والمقاطعة وما إلى ذلك.
28
من حيث البعد البنيوي لألزمة:
oاألزمات االجتماعية :مثل أزمة القيم ،وأزمة العدالة االجتماعية ،وأزمة الهوية الوطنية،
وأزمة التجانس القومي ،وتحدث األزمات االجتماعية غالباً نتيجة اختالل نظام القيم
والتقاليد السائدة ،واختيار آليات تسوية الصراعات االجتماعية ،وهذا يقتضي التدخل
السريع لمواجهة هذه األزمات إلعادة التوازن االجتماعي ،وحل الصراعات االجتماعية،
وتطوير القيم االجتماعية حتى تتالءم مع التغير الناجم عن تطور المجتمع.
oاألزمات النفسية :مثل أزمة الهوية ،وفقدان الوظيفة ،وأزمة التقاعد ،ومن أسباب األزمات
النفسية ،الشعور باإلحباط ،واالكتئاب ،وعدم الثقة بالنفس ،وهذا له انعكاس سلبي على
المنظمة وعلى بقية الموظفين إذا لم يكن هناك مراعاة لهذا الجانب ،وأن اإلنسان يواجه
الكثير من األزمات النفسية خالل مراحل حياته فقد يتجاوزها بسالم وقد تأثر عليه.
oاألزمات السياسية :مثل أزمة المشاركة السياسية ،وأزمة العالقة بين الحكومة وأحزاب
المعارضة ،وتشير األزمة من الناحية السياسية إلى حالة أو مشكلة تأخذ بأبعاد النظام
السياسي ،وتستدعي اتخاذ قرار لمواجهة التحدي الذي يمثله ،فتتحول المشكلة إلى أزمة
تتطلب تجديدات حكومية ومؤسساتية إذا كانت النخبة ال تريد التضحية بمركزها ،واذا
كان المجتمع يريد البقاء من الناحية الثانية.
oاألزمات االقتصادية :مثل أزمة الطاقة ،وأزمة التصدير ،وأزمة الركود التضخمي ،وأزمة
عجز الموازنة العامة ،وتعبر األزمات االقتصادية عن االنقطاع المفاجئ في مسيرة
المنظومة االقتصادية ،األمر الذي يهدد سالمة األداء المعتاد لها والهادف إلى تحقيق
أهدافها.
oاألزمات األمنية :مثل االعتداء على إحدى الشخصيات الهامة أو الحاكمة ،والتفجير
بالمنشآت ،وخطف الطائرات ،وتفجير المواقع الحيوية ،أو وسائل النقل والمواصالت،
واحتجاز الرهائن ،واالضطرابات العامة إلى غير ذلك.
29
من حيث المستوى الذي تحدث فيه األزمة:
oاألزمات الدولية :وهي التي تحدث بين الدول مثل أزمة تركيا وسوريا ١٩٩٨
وأزمة أفغانستان وايران ١٩٩٨وأزمة الرهائن األمريكية ،١٩٨١ – ١٩٧٩وأزمة ضرب السفارة
الصينية في يوغسالفيا ١٩٩٩وغيرها .واألزمة الدولية هي وصف لحالة تتميز بالتوتر الشديد،
والوصول إلى مرحلة حرجة تنذر باالنفجار في العالقات الطبيعية بين الدول ،ومن ثم تشكل
طو اًر متقدماً من أطوار الصراع الدولي الذي يبدأ بالمساجالت الكالمية ،ويتدرج في التصاعد
حتى يصل في ذروته إلى االشتباكات العسكرية ،ولذلك تأتي إدارة األزمات الدولية كوسيلة لدرء
هذه االشتباكات والمواجهات.
oاألزمات القومية :وهي األزمات التي تحدث على مستوى الدولة ،مثل أزمة الهجوم على
السياح ،وأزمة إفالس أحد البنوك.
oاألزمات على مستوى المنشأة أو المؤسسة :وهي األزمات الداخلية أو الخارجية التي
تهدد المنشأة أو المؤسسة ،وقد تلحق الضرر بها ،بل وقد تؤثر على مستقبلها واستمرارها
وبقائها ،مثل أزمة انهيار عنبر من عنابر أحد المصانع أو المستشفيات.
30
من حيث عمق األزمة:
oأزمات سطحية ،هامشية التأثير.
oأزمات عميقة ،هيكلية التأثير.
وتنطوي التصنيفات السابقة على قدر كبير من التداخل ،كما أن أي تصنيف منها ال يستطيع أن
يحيط بكل جوانب األزمة ،من هنا انتشر بين الباحثين والخبراء استخدام أكثر من معيار لتحديد
أنواع األزمات وهو ما يعرف بالمعيار المركب الذي يدخل في اعتباره أكثر من معيار.
والشك أن المعيار المركب هو األكثر مالئمة للتعامل مع األزمات سواء في مرحلة التخطيط
للوقاية من األزمة أو مرحلة احتواء أضرارها ،فاألزمة أياً كانت طبيعتها ومجاالتها تؤثر في
المجتمع ككل ،فقد تحدث أزمة في قرية بعيدة لكنها تؤثر في المجتمع ككل ،كذلك فان األزمة
المالية مثال ال تؤثر في النظام االقتصادي فقط ،بل تؤثر في المجتمع ككل ،وبالتالي ينبغي
التعامل مع أي أزمة من منظور مجتمعي شامل ،وثمة اتفاق بين الخبراء والباحثين على هذا
المنظور الذي يعكس نفسه في تركيب فريق إدارة األزمة حيث يتكون الفريق من خبراء
ومتخصصين من كافة مما سبق.
31
الخالصة
الكارثة " هي أحد أكثر المفاهيم التصاقاً باألزمات ،وقد ينجم عنها أزمة ،ولكنها ال تكون هي
أزمة بحد ذاتها ،وتعبر الكارثة عن حالة مدمرة حدثت فعالً ونجم عنها ضرر في الماديات أو
كليهما معاً.
في حين أن األزمة أعم وأشمل من الكارثة ،فكلمة األزمة تعني الصغيرة منها والكبيرة ،المحلية
والخارجية ،أما الكارثة فمدلولها ينحصر في الحوادث ذات الدمار الشامل والخسائر الكبيرة في
األرواح والممتلكات.
الصراع هو تصادم إرادات وقوى معينة بهدف تحطيم بعضها البعض كلياً أو جزئياً واالنتهاء
بالسيطرة والتحكم في إدارة الخصم ،وهو ليس أزمة في حد ذاته ولكنه يؤدي إلى أزمة
تعبر المشكلة عن الباعث الرئيسي الذي يسبب حالة ما من الحاالت غير المرغوب فيها ،ومن
ثم فإن المشكلة قد تكون هي سبب األزمة ،ولكنها لن تكون هي األزمة في حد ذاتها
الحادث هو شيء مفاجئ عنيف تم بشكل سريع وانقضى أثره فور إتمامه وقد نجم عنه أزمة
لكنها ال تمثله فعالً وانما تكون فقط أحد نتائجه.
تتنوع األسباب المنشأة لالزمات بتنوع األزمات نفسها ،وهناك مسببات داخلية وأخرى خارجية
ذاتية وموضوعية شخصية وعامة تخطيطية وتنفيذية.
إن تحديد نوع األزمة ليس عملية سهلة ،ألن األزمة ،أي أزمة ،بحكم طبيعتها تنطوي على عدة
جوانب متشابكة إدارية واقتصادية وانسانية وجغرافية وسياسية ،وبالتالي تتعدد وتتنوع التصنيفات
بتعدد المعايير المستخدمة في عملية تحديد أنواع األزمات.
32
المراجع
-1محمد جبر إدارة األزمات :نظرة مقارنة بين النموذج اإلسالمي والنموذج الياباني".اإلداري
21عدد 76مارس .2002
-2محمد جبر ،إدارة األزمات ،استراتيجية وتكتيك ،مجلة آفاق اقتصادية عدد .2000 ،83
-3عبد الغفور الزهاورة العوامل المؤثرة في إدارة األزمات ،دراسة حالة الخطوط الجوية الملكية
األردنية ،رسالة ماجستير غير منشورة جامعة آل البيت ،الزرقاء ،األردن.2002 ،
-4عزيز سبتي" ،إدارة األزمات في منظمات األعمال في القطاع الصناعي" ،رسالة ماجستير
غير منشورة ،جامعة اليرموك ،اربد ،األردن.2002 ،
-5سيد الهواري ،الموجز في إدارة األزمات ،مكتبة عين شمس ،القاهرة ،مصر.1999 ،
-6محمد عبد الغنى حسن ،مهارات إدارة األزمة ،القاهرة :دار الكتب ،الطبعة األولى.1996 ،
-7محمد رشاد الحمالوي ،التخطيط لمواجهة األزمات ،القاهرة ،مكتبة عين شمس ،الطبعة
األولى.1995 ،
-8السيد السعيد ،استراتيجية إدارة األزمات والكوارث ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
القاهرة.2006 ،
-9مصطفى عشوي ،أسس علم النفس الصناعي التنظيمي ،المؤسسة الوطنية ،الجزائر .1992
33
التمارين
34
اﻟوﺤدة اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ:
اﻟﻤدﺨل إﻟﻰ إدارة اﻷزﻤﺎت
ﯿﻌد اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻷزﻤﺎت أﺤد ﻤﺤﺎور اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻓﻲ إدارة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺤﯿث أﻨﻪ ﯿﻘﺘﻀﻲ وﺠود ﻨوع
ﺨﺎص ﻤن اﻟﻤدﯿرﯿن اﻟذﯿن ﯿﺘﺴﻤون ﺒﺎﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻤﻬﺎرات ﻤﻨﻬﺎ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺜﺒﺎت واﻻﺘزان واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺘﻔﻛﯿر اﻹﺒداﻋﻲ واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺘﺼﺎل واﻟﺤوار وﺼﯿﺎﻏﺔ ورﺴم اﻟﺘﻛﻨﯿﻛﺎت اﻟﻼزﻤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻷزﻤﺔ.
وقد تطور البحث في مجال نظرية إدارة األزمة في السنوات العشرين األخيرة من القرن التاسع عشر من
خالل العديد من الدراسات التي تحلل العديد من حاالت األزمات ومالحظة المواقف المختلفة فقد تناولها
بعض العلماء بمدخل دراسة الحالة ومنهم هولوشا ،1988الليسون 1981وآخرون تناولوها بالمدخل
المقارن ومنهم ميللر ،1988بيرو 1984وآخرون تناولوها بالمدخل التجريبي ومنهم ميتروف ،فينك
.1986
وهكذا فإن نمو مجال إدارة األزمة تحقق من خالل العديد من األبحاث والدراسات المختلفة.
36
الصواريخ الكوبية عام 1961ثم عاد هذا المصطلح ليزدهر عندما تبنته األجهزة الحكومية والمنظمات
إلنجاز مهامها وحل المآزق الطارئة التي تواجهها.
ويعد التعامل مع األزمات أحد محاور االهتمام في اإلدارة حيث إنه يقتضي وجود نوع خاص من
المديرين الذين يتسمون بالعديد من المهارات منها الشجاعة والثبات واالتزان والقدرة على التفكير اإلبداعي
والقدرة على االتصال والحوار وصياغة ورسم التكنيكات الالزمة للتعامل مع األزمة ،وقد بدأ علم إدارة
األزمات في الستينات من القرن الماضي وأصبح هنالك جدالً حول تسمية هذا المصطلح حيث أطلق
عليه البعض(معالجة األزمات) و(التعامل مع األزمات).
وبالتالي جميعها تشير إلى نفس المفهوم وهو ( إدارة األزمات ) وذلك من مفهوم اإلدارة الدال على التحكم
والسيطرة على تطورات األزمة الذي يتم باألدوات العلمية المختلفة وكان هذا المفهوم سائداً منذ القدم إال
أنه لم يطلق عليه ( إدارة األزمات ) وكان ذلك متجسداً من خالل الممارسة العملية التي كان يقوم بها
اإلنسان في تعامله مع المواقف الحرجة التي يواجهها وكانت تندرج تحت مسمى الحنكة والخبرة
الدبلوماسية وكفاءة القيادة .وكانت هذه الممارسات هي االختيار الحقيقي لقدرته على مواجهة األزمات
وتعامله مع المواقف الصعبة التي تتمخض بتفجير طاقاته اإلبداعية.
وقد قدم الكتاب والباحثون عدداً من التعريفات لمفهوم (إدارة األزمات) تبعاً لتوجهاتهم وخلفياتهم الفكرية
فتعرف بأنها نشاط هادف يقوم على البحث والحصول على المعلومات الالزمة التي تمكن اإلدارة من
التنبؤ بأماكن واتجاهات األزمة المتوقعة وتهيئة المناخ المناسب للتعامل معها وتغيير مسارها لصالح
المنظمة.
وهناك من يعدها بأنها التعامل مع األزمات من أجل تجنب حدوثها من خالل التخطيط للحاالت التي
يمكن تجنبها واجراء التحضيرات لألزمات التي يمكن التنبؤ بها في إطار نظام يطبق في حالة حدوثها
بفرض التحكم في النتائج أو الحد من أثارها التدميرية ،ويعرفها آخرون بأنها عملية شاملة للوظائف
اإلدارية تبدأ بالتخطيط والتنبؤ باألزمات قبل وقوعها ،ومواجهتها والتعامل معها بالطرق واألساليب
المالئمة لها بعد وقوعها للسيطرة عليها والتخفيف من حدتها ومعالجة آثارها والتعلم من نتائجها ،وتعرف
بأنها أسلوب التحكم في مسار واتجاهات األزمة وهي إدارة رشيدة علمية تقوم على البحث عن المعرفة
37
والحصول عليها واستخدام البيانات والمعلومات المناسبة كأساس للقرار المناسب والتخطيط والتنظيم
والتوجيه والرقابة والبعد عن االنفعالية.
وهنالك تعريف آخر بأنها سلسلة متكررة من جمع المعلومات وصناعة البدائل واتخاذ الق اررات ومتابعتها
وهي تكنيك إداري يعالج حالة األخطار المفاجئة غير المحسوسة.
تعريفات ركزت علي صنع واتخاذ الق اررات الحاسمة أثناء األزمة:
إدارة األزمة هي كيفية مواجهة األزمة والتغلب عليها من خالل استيعابها أو التعامل معها أو
امتصاصها أو اإلجهاز عليها من خالل احتوائها أو تفريغها من مضمونها أو تفتيتها أو تدميرها
داخلياً ،وكل ذلك ال يأتي إال من خالل اتخاذ قرار سليم مناسب للتعامل مع األزمة.
38
تعريفات ركزت على التوجهات الفكرية لكتابها و مفكريها:
oإدارة األزمة هي " نشاط هادف يقوم على البحث والحصول على المعلومات الالزمة التي تمكن
اإلدارة من التنبؤ بأماكن واتجاهات األزمة المتوقعة وتهيئة المناخ المناسب للتعامل معها وتغيير
مسارها لصالح المنظمة".
oإدارة األزمة هي " التعامل مع األزمات من أجل تجنب حدوثها من خالل التخطيط للحاالت التي
يمكن تجنبها واجراء التحضيرات لألزمات التي يمكن التنبؤ بها في إطار نظام يطبق في حالة
حدوثها بفرض التحكم في النتائج أو الحد من آثارها التدميرية".
oإدارة األزمة هي "عملية شاملة للوظائف اإلدارية تبدأ بالتخطيط والتنبؤ باألزمات قبل وقوعها،
ومواجهتها والتعامل معها بالطرق واألساليب المالئمة لها بعد وقوعها للسيطرة عليها والتخفيف
من حدتها ومعالجة آثارها والتعلم من نتائجها.
oإدارة األزمة هي " أسلوب التحكم في مسار واتجاهات األزمة وهي إدارة رشيدة علمية تقوم على
البحث عن المعرفة والحصول عليها واستخدام البيانات والمعلومات المناسبة كأساس للقرار
المناسب والتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والبعد عن االنفعالية.
oإدارة األزمة هي " سلسلة متكررة من جمع المعلومات وصناعة البدائل واتخاذ الق اررات ومتابعتها
وهي تكنيك إداري يعالج حالة األخطار المفاجئة غير المحسوسة.
oإدارة األزمة هي "علم إدارة التوازن بين القوى ورصد حركاتها واتجاهاتها وهو علم المستقبل وعلم
التكيف مع المتغيرات السياسية أو االقتصادية أو العسكرية أو االجتماعية أو الثقافية وهو بذلك
علم مستقل بذاته ومتصل بكل العلوم اإلنسانية األخرى يأخذ منها ويضيف إليها الجديد الذي
تحتاجه.
oإدارة األزمة هي فن إدارة السيطرة والتح ّكم ،ويمكن القول إنها محاولة السيطرة على األحداث
واألضرار في مراحلها كلها ،ومواكبة مسارها وعدم السماح لها بالخروج عن نطاق التحكم ،أو
الحد من مخاطرها وأضرارها في أقل األحوال.
oإدارة األزمة هي " كيفية التعامل مع األزمة والتغلب عليها باألدوات العلمية المختلفة ،وتجنب
سلبياتها ،واالستفادة منها مستقبالً".
39
oإدارة األزمة هي " عملية إدارية متميزة ألنها تتعرض لحدث مفاجئ ،وألنها تحتاج لتصرفات
حاسمة سريعة تتفق مع تطورات األزمة ،وبالتالي يكون إلدارة األزمة زمام المبادرة في قيادة
األحداث والتأثير عليها وتوجيهها وفقاً لمقتضيات األمور".
oإدارة األزمة هي " فن القضاء على جانب كبير من المخاطرة وعدم التأكد بما يسمح لك بتحقيق
تحكم أكبر في مصيرك ومقدراتك".
40
تحديد دور كل من األجهزة المعنية لتنظيم وادارة األزمة وانشاء مركز لقيادة العمليات.
توفير القدرات العلمية واإلمكانيات المادية لالستعداد والمواجهة.
العمل على تقليل التأثير السلبي والضار لألزمات على األفراد والجماعات.
وقاية األحياء والممتلكات في مكان األزمة والتخفيف من المعانات خالل فترتها.
العمل على العودة إلى حالة الحياة الطبيعية من خالل مجموعة خطوات واجراءات االستعادة.
41
منهج إدارة األزمات
المنهجية العلمية:
فال يمكن التعامل مع األزمة في إطار من العشوائية وانما يجب أن يخضع هذا التعامل في جميع
مراحل تطور األزمة لألسلوب العلمي الذي يميز المنهج اإلداري السليم ومع ذلك فان أخطر
المشكالت اإلدارية في البلدان النامية عدم االعتماد على األساليب العلمية
تقدير الموقف األزموي:
يشمل تحليالً كامالً ألسباب األزمة وتطورها وتحديداً دقيقاً للقوى الصانعة لألزمة والساندة لها ويليها
جمع المعلومات عن األزمة وأبعادها.
الوفرة االحتياطية الكافية:
فاألزمة تحتاج إلى االستعداد والوفرة الكافية والمناسبة ومقاومة كل قصور وعجز أياً كان نوعه.
توعية المواطنين:
يتطلب هذا األمر حملة إعالمية شاملة وفعالة تستخدم فيها مختلف أساليب االتصال الجماهيري من
أجل توضيح اإلجراءات المستخدمة في مواجهة األزمة والمساعدة التي يمكن أن يقدمها المواطن.
تبسيط اإلجراءات:
إن األزمة عادة ما تكون حادة وعنيفة لذلك ال يمكن تجاهل عنصر الوقت وانما يتطلب التدخل
الفوري خالل تبسيط اإلجراءات.
إنشاء فرق مهمات خاصة:
يجب إنشاء فرق مهمات خاصة للتدخل السريع على أن يخضع إفرادها لتدريب عالي وكافي لتأهيلهم
لمجابهة األزمات المتعددة والمختلفة.
تفويض السلطات:
وهو منح كل فرد من أفراد الفريق الذي يفترض أن يقوم بمجابهة األزمة منحه السلطات الالزمة
إلنجاز عمله المحدد ويمثل هذا التفويض الشريان الحيوي في إدارة األزمات الذي من شأنه تحقيق
السرعة المطلوبة في إنجاز الق اررات.
42
استخدام الخطة اإلعالمية:
يعد اإلعالم في عصرنا الحالي قوة حقيقية وسالح بالغ األثر إيجاباً أو سلباً ومن هنا يجب على
القيادة أن تكون واعية وعلى قدر كبير من الحذر.
توفير الدعم القانوني والرسمي:
حيث يعتبر من أكثر المقومات أهمية لإلدارة الفعالة لألزمات ،فال بد لنجاح هذه اإلدارة من توفير
الدعم القانوني والرسمي الالزم لتنفيذ اإلجراءات المطلوبة مع ضرورة التفاوض المستمر خالل فترة
األزمة وما بعدها.
استخدام نظم الخبرة:
تشمل الحقائق المستندة إلى الخبرة العلمية التطبيقية والى المعرفة التي يعتمد عليها الخبير في حل
المشكالت ،عالوة على قدرتها الفائقة على تزويد فريق إدارة األزمات بالبيانات والمعلومات الفورية
وبصفة دائمة.
43
وقد لوحظ أن المديرين بالمنظمات المستهدفة لألزمات على درجة عالية من المهارة في حجب
إشارات اإلنذار التي تتنبأ بقرب وقوع األزمات ،بينما يتوافر لدى المديرين في المنظمات المستعدة
لمواجهة األزمات مهارات عالية في الشعور بأية إشارات حتى وان كانت خافتة واألسوأ من ذلك أن
المديرين بالمنظمات المستهدفة لألزمات ال يتعمدون حجب إشارات اإلنذار فحسب ولكنهم يعاقبون
حملة األخبار السيئة ،وشعارهم ( ال أخبار ..الحالة جيدة ).
االستعداد والوقاية:
يجب أن يتوافر لدى المجتمع االستعدادات واألساليب الكافية للوقاية من األزمات ،ويؤكد ذلك على
أهمية إشارات اإلنذار المبكر ،ألنه من الصعب أن تمنع وقوع شيء لم تتنبأ أو تنذر باحتمال وقوعه،
إن الهدف من الوقاية يتلخص في اكتشاف نقاط الضعف في نظام الوقاية بالمجتمع ،وهناك عالقة
بين التنبؤ باألزمات وبين االستعداد والوقاية منها ،إذ تعتبر الزالزل والحرائق والسيول وانهيارات
المباني القديمة أهم الكوارث التي تتعرض لها الدول ،حيث انعكس ذلك على خطط االستعداد
والوقاية التي يقوم بها الدفاع المدني ،بما تتضمنه من تدريب لألفراد واختيار للمعدات وما إلى ذلك،
ولكن تعرض المباني الحديثة متعددة الطوابق لالنهيار لم يكن يدخل في دائرة المخاطر المحتملة،
فعندما تقع األزمة ال يستطيع سوى عدد محدود جداً من الناس أن يتصرف بهدوء وبكفاءة دون أن
يكون مدرباً على ذلك ،ولهذا السبب فمن الضروري تصميم سيناريوهات مختلفة وتتابع لألحداث
ألزمة نتخيلها ،واختبار ذلك كله حتى يصبح دور كل فرد معروفاً لديه تماماً.
احتواء األضرار والحد منها:
من سوء الحظ ،بل إنه من المستحيل منع األزمات من الوقوع طالما أن الميول التدميرية تعد خاصية
طبيعية لكافة النظم الحية ،وعلى ذلك فإن المرحلة التالية في إدارة األزمات تتلخص في إعداد وسائل
للحد من األضرار ومنعها من االنتشار لتشمل األجزاء األخرى التي لم تتأثر بعد في المجتمع،
وتتوقف هذه المرحلة في إدارة األزمات على طبيعة الحادث الذي وقع ،فعلى سبيل المثال نجد أن
كارثة غرق عبارة ،وغرقها السريع لم يجعل هناك أي مجال لحماية أرواح من غرقوا فعال ،كما في
حال التعرض للعمليات اإلرهابية يصعب أن نفعل شيئاً لتقليل التأثير الناتج عن الصدمة على نفوس
أولئك األشخاص.
ويعد تسرب المواد الكيماوية من أخطر األزمات التي يمكن أن تعرض الناس والبيئة لمخاطر ال
حدود لها ،واذا أخذنا تسرب الوقود من صهاريج شركات أنابيب البترول وما يترتب عليه من تشريد
44
العديد من األسر واتالف األراضي الزراعية والمحاصيل ،وكذلك تعريض العديد من القرى للحرائق
وتهديد األرواح والممتلكات والثروة الحيوانية ،فإننا ندرك أبعاد أهمية احتواء األضرار التي تنشأ عن
مثل هذه األزمات.
استعادة النشاط:
تشمل هذه المرحلة إعداد وتنفيذ برامج ( جاهزة واختبرت بالفعل ) قصيرة وطويلة األجل ،واذا لم
تختبر هذه البرامج مسبقاً فإنه يكون من الصعب االستجابة ووضع الحلول المناسبة عندما تحتدم
األزمة ،وتتضمن مرحلة استعادة النشاط عدة جوانب منها :محاولة استعادة األصول الملموسة
والمعنوية التي فقدت والمالحظ أن المديرين الذين يحددون مسبقاً العناصر والعمليات واألفراد الذين
يعتبرون على درجة من األهمية للقيام بالعمليات اليومية يستطيعون إنجاز هذه المرحلة بكفاءة.
وقد ترتكب المنظمات المستهدفة لألزمات خطأً جسيماً بالتركيز على العمليات الداخلية بتجاهل تأثير
األزمة على األطراف الخارجية أو تهتم بذلك في وقت متأخر ،وعادة ما ينتاب الجماعة التي تعمل
في هذه المرحلة شيء من الحماس الزائد ،حيث تتكاتف الجماعة وتتماسك في مواجهة خطر محدد
ومهمة أكثر تحديداً.
التعلم:
المرحلة األخيرة هي التعلم المستمر واعادة التقييم لتحسين ما تم إنجازه في الماضي ،حيث أن التعلم
يعد أم ار حيوياً ،غير أنه مؤلم للغاية ويثير ذكريات مؤلمة خلفتها األزمة.
ولكي يتعلم المرء فإنه يجب أن يكون على استعداد لتقبل القلق دون االستسالم للفزع.
إن استخالص دروس مستفادة من كارثة أو أزمة رهن بتوافر حس مرهف لدى اإلنسان يجعله يقدر
معاناة الغير ويتصور نفسه أو أحب الناس إليه يمرون بتجربة الغير ،والتعلم ال يعني تبادل
االتهامات ،أو إلقاء اللوم على الغير وتحميله المسؤولية ،أو البحث عن كبش فداء ،أو إدعاء
بطوالت كاذبة.
45
وسائل تحسين القدرة في إدارة األزمات
يمكن للمنظمات أن تحسن من قدرتها في إدارة المراحل الخمسة لألزمات عن طريق ما يلي:
مرحلة اكتشاف إشارات اإلنذار المبكر:
oضرورة إنشاء أساليب الكتشاف إشارات اإلنذار لألزمات المحتملة.
oتشكيل فريق داخلي الختبار اإلجراءات المتبعة.
oمكافأة مكتشفي ومبلغي اإلنذار.
oوصف الوظائف الرسمية المستخدمة في النظام.
oوضع هيكل للتقارير التي سيستخدمها مركز إدارة األزمات.
oإنشاء مركز لتلقي إشارات اإلنذار.
oنشر ثقافة تنظيمية مساندة لنظام كشف إشارات اإلنذار.
مرحلة االستعداد والوقاية:
oفحص لألزمات.
oفحص روتيني وصيانة لكل المعدات.
oإرشادات فنية رسمية ،واجراءات تستخدم أدوات إدارة األزمات ( تحليل الخطر ،شجرة المخاطر )
oتحليل العوامل البشرية الخاصة بالمعدات ذات الخطورة.
oالتحكم في التحميل لمنع الزيادة.
oإدارة النظام ومنع اإلسراف.
مرحلة احتواء األضرار والحد منها:
46
مرحلة استعادة النشاط:
oتحديد األطراف المعنية الهامة لمرحلة استعادة النشاط.
oتحديد المستوى األدنى من المهام والخدمات والمنتجات المطلوبة لمزاولة األعمال.
oتدبير الموارد الالزمة لعملية استعادة النشاط بعد األزمة واستعادة الثقة.
oتحديد االحتياجات الداخلية والخارجية.
oتحديد وسائل استعادة الثقة بالنفس ،ولو سببت األزمة عزل جزء عن باقي وحدات المنظمة.
oتحديد أولويات لالحتياجات األساسية.
oتحديد أهم األعمال المطلوبة الستئناف النشاط.
oتحديد التفاعل بين وسائل التقنية والمتطلبات البشرية في خطط استعادة النشاط.
مرحلة التعلم:
oضرورة مراجعة األزمات السابقة.
oمراجعة أسلوب إدارة األزمات بدون إلقاء اللوم على أحد.
oالمقارنة بين األعمال التي تمت بصورة جيدة وتلك التي تمت بطريقة غير سليمة.
oالتعلم لألزمات األخرى المحتملة.
oعرض الدروس المستفادة بصورة رسمية.
oاتباع أسلوب العصف الذهني واالبتكار مع فريق مراجعة األزمات.
oاستعادة وتذكر األزمات السابقة بصورة دورية ( سنويا مثالً ).
47
األزمة بشكل منتظم ،وتوضيح الوظائف والمهام التي يتوجب على مدير األزمة اتخاذها وممارستها على
أرض الواقع ،ومن هذه النماذج:
نموذج الخضيري :1990
وقد اعتمد الخضيري في عرض نموذجه في إدارة األزمات على مراحل المنهج التكاملي ،و قد
لخصها على هيئة مراحل متسلسلة ومتتابعة كما يلي:
oمرحلة اختراق جدار األزمة.
oمرحلة التمركز في قلب األزمة واقامة قاعدة صلبة للتعامل مع األزمة بعد اختراقها.
oمرحلة توسيع قاعدة التعامل مع األزمة ومد جسور مجاالت االختيار عند التعاطي مع األزمة.
oمرحلة االنتشار السريع والمكثف لتدمير عناصر األزمة لشل حركتها ،ومن ثم العمل على دفعها
بعيداً عن أماكن السيطرة التي تمرست فيها األزمة.
oمرحلة احتواء األزمة تمهيداً للسيطرة عليها والتحكم في موقعها.
oمرحلة التوجيه لقوى الفعل العاملة في األزمة إلى المجاالت األخرى التي انتشرت إليها األزمة.
نموذج هريرو وبرات :1995
يتألف هذا النموذج من أربع مراحل إلدارة األزمة قبل حدوثها وبعد أن تحدث ،وهي:
إدارة المشاكل ،والتخطيط ،الوقاية ،وادارة األزمة ذاتها ،ومرحلة ما بعد األزمة ،كما ويسترشد النموذج
بفرضين أساسيين عند التعامل مع مراحل إدارة األزمة وهما :أن لكل أزمة دورة حياة خاصة بها
ويمكن التأثير فيها ،وان أفضل طريقة لتفادي التغطية السلبية لالزمة تتمثل بالشروع في القيام
بأنشطة لتعزيز السمعة ،على أن تحظى بالثقة الواسعة اجتماعيا ،وفيما يلي عرض لهذه المراحل:
مرحلة إدارة المشاكل
48
oمرحلة التخطيط – الوقاية:
وتسهم هذه المرحلة في رصد البيئة المحيطة مع مرحلة إدارة المشاكل ،من خالل استخدام
المعلومات والتحذيرات ونظم االتصاالت الداخلية ،ففي مرحلة إدارة المشاكل تواجه موارد
المؤسسة في تحديد المشكلة التي يعتقد أنها تمثل تهديداً وتأثي اًر في مسارها ،أما في مرحلة
التخطيط-الوقاية ،فيضاف عنصر الوقاية كي يتم تجنب الوقوع في أزمة كاملة وبالتالي التقليل
من مخاطر وآثار األزمة إن حدثت.
oمرحلة األزمة:
عندما تصل المنظمة إلى مرحلة األزمة تكون قد فقدت جميع المبادرات النشطة ،خاصة إذا لم
يكن هناك خطة مواجهة لألزمة ،أو إذا قوبل الموقف األزموي بسوء تصرف من قبل األشخاص
المعينين ،عندها فإن ردة فعل المنظمة ينبغي أن تنحصر في التأثير في األحداث المصاحبة
لألزمة ،واستخدام إجراءات الطوارئ الالزمة التي تقلل من أي ضرر قد يحدث ،وبالتالي أصبح
من الضروري أن تقوم المنظمة وفق هذه المرحلة بتقييم درجة استجابتها لألزمة ،ثم العمل على
إجهاض الدعاية السلبية التي قد تؤذي من سمعة المنظمة بفعل األزمة ،وذلك بإبالغ عمالئها
باإلجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة األزمة أو حلها ،وأخي اًر توجيه رسالة من المنظمة إلى
الجمهور المعني ،والحصول على تأييد طرف ثالث من أحد الخبراء المتخصصين بنشاط
المنظمة لإلعالن عن أن األزمة قد تم حلها ،أو في طريقها إلى الحل في القريب العاجل.
oمرحلة ما بعد األزمة:
ويطلق على هذه المرحلة اسم رحلة االستشفاء ،وهي المرحلة التي تهيئ المنظمة نفسها للشفاء
بعد خروجها من األزمة ،وهنا يتعين على المنظمة االستمرار في إيالء االهتمام بعمالئها وزبائنها
المتنوعين ،واطالع وسائل اإلعالم على اإلجراءات التي قامت بها المنظمة للخروج من األزمة
إذا دعت الضرورة لذلك ،مع العمل على االستفادة من الدروس والعبر التي أخذتها من األزمة
لمنع حدوث أي أزمات في المستقبل ،ثم تطوير استراتيجية طويلة األمد في المهارات المتعلقة
باالتصاالت للحد من أي أزمات ،أو التقليل من أي إضرار قد تنجم عنها في المستقبل.
49
نموذج أوجستين:1995
قدم أوجستين نموذجا مبسطا من ست مراحل كي يكون مرشدا أو دليال إلدارة األزمات وهذه المراحل
هي كاآلتي:
oمرحلة تجنب األزمة:
ويتم في هذه المرحلة إلقاء نظرة شاملة على المنظمة بحثاً عن المواقف التي يعتقد أنها قد تشكل
أزمة ،وكتابة قائمة بكل ما يمكن أن يسبب المتاعب ،ودراسة العواقب المحتملة ،وتقدير تكلفة
منع حدوث المشاكل ،وكيفية التعايش مع عواقبها إن وجدت.
oاإلعداد إلدارة األزمة:
ويتم في هذه المرحلة االستعداد لمواجهة الظروف التي ال يفيد فيها منع وقوع األزمة ،أي وضع
خطة لمواجهة مختلف النتائج غير المرغوبة في حال وقعت األزمة.
oمرحلة االعتراف بوجود األزمة:
ويتضح أمر هذه الخطوة برفض بعض متخذي القرار االعتراف بوجود أزمة ،حتى وان أكدت
النتائج بوجود أزمة بالفعل ،وفي هذه المرحلة يلزم وجود محققين من خارج المنظمة وداخلها
للمساعدة في استيعاب الموقف األزموي ،من خالل التبصر واإلدراك والتفهم ،واعطاءه االهتمام
والجدية التي يستحق لتدارك تفاقم األزمة.
oمرحلة احتواء األزمة:
ويتم في هذه المرحلة اتخاذ ق اررات صعبة أو مصيرية في وقت قصير جدًا من الزمن ،وذلك لما
تتطلبه إدارة األزمة من أولوية بوقف النزيف ،في ظروف غاية من الضبابية وشح في المعلومات
حول األزمة.
oمرحلة تسوية األزمة:
ويتم في هذه المرحلة تسوية األزمة بعد مفاوضات مكثفة والتحرك سريعاً الحتوائها ،وذلك من
بناء حائط ،إن صح التعبير ،حول األزمة للسيطرة عليها ومنعها من االنتشار ،ثم العمل على
تسويتها وهي تراوح مكانها .ويتم في هذه المرحلة تقييم المراحل السابقة للحكم على ما تم إنجازه
وما لم يتم ،واصالح مواطن الخلل إن وجدت في إحدى المراحل السابقة ،ثم يتم بعد ذلك السعي
نحو إعادة الثقة نحو المؤسسة كما كان عليه الحال قبل وقوع األزمة.
50
نموذج الشعالن في إدارة األزمات :1996
عرض الشعالن في نموذجه ثالثة مراحل يستطيع بموجبها مدير األزمة إدارتها بنجاح وهي:
oمرحلة ما قبل األزمة ،وأطلق عليها اسم مرحلة التلطيف واالستعداد.
oمرحلة أثناء األزمة ،وأطلق عليها اسم مرحلة المواجهة واالستجابة.
oمرحلة ما بعد األزمة ،وأطلق عليها اسم مرحلة إعادة التوازن والبناء.
كما ونوه الشعالن في نموذجه إلى أنه يمكن تقسيم إدارة األزمة إلى قسمين رئيسيين وهما:
اإلدارة المبادرة وهي إدارة وقائية لألزمة ،وادارة برد الفعل وهي إدارة عالجية لألزمة ،حيث تتمثل
هاتين اإلدارتين في مرحلتي اكتشاف إشارات اإلنذار واالستعداد والوقائية ،بحيث إذا قامت المنظمة
بإنجاز ما تتضمنه المرحلتين من أنشطة بشكل فاعل ،فإنها تمنع وقوع الكثير من األزمات ،بينما
تمثل مرحلتي احتواء األضرار واستعادة النشاط طابع رد الفعل أو ما يسمى بالميل العالجي في إدارة
األزمة.
نموذج أبو قحف :1999
وهو نموذج أطلق عليه أبو قحف اسم برنامج إدارة األزمة ،وهو برنامج يتضمن خمس خطوات أو
مراحل إلدارة األزمة وهي:
oإدراك األزمة.
oتقدير الخسائر أو النتائج السلبية لألزمة.
oبناء خطة موقفية (طوارئ) لألزمة.
oإعداد فريق مدرب للتعامل مع األزمة.
oتنفيذ برنامج إدارة األزمة بدقة إذ البد من مراجعة األزمة والخطة الموقفية سنوياً من أجل
تطويرها أو تحديثها و ضرورة وضع الخطة الموقفية (الطوارئ) موضع التنفيذ الفوري بمجرد
حدوث األزمة.
51
الخالصة
وجدت إدارة األزمة في الممارسة منذ عصور موغلة في القدم وكانت مظه اًر من مظاهر التعامل اإلنساني
مع المواقف الطارئة أو الحرجة التي واجهت اإلنسان منذ أن حاول أن يتحدى الطبيعة وغيره من البشر
ولم نكن نعرفها بطبيعة الحال باسم إدارة األزمة إنما كان لها مسميات أخرى مثل :حسن اإلدارة أو براعة
القيادة.
لقد قدم الكتاب والباحثين عددًا من التعريفات لمفهوم ( إدارة األزمات ) تبعاً لتوجهاتهم وخلفياتهم الفكرية
فتعرف بأنها نشاط هادف يقوم على البحث والحصول على المعلومات الالزمة التي تمكن اإلدارة من
التنبؤ بأماكن واتجاهات األزمة المتوقعة وتهيئة المناخ المناسب للتعامل معها وتغيير مسارها لصالح
المنظمة.
تعتبر إدارة األزمة هي علم إدارة التوازن بين القوى ورصد حركاتها واتجاهاتها وهو علم المستقبل وعلم
التكيف مع المتغيرات السياسية أو االقتصادية أو العسكرية أو االجتماعية أو الثقافية وهو بذلك علم
مستقل بذاته ومتصل بكل العلوم اإلنسانية األخرى يأخذ منها ويضيف إليها الجديد الذي تحتاجه.
تمر معظم األزمات بخمس مراحل أساسية ،واذا فشل متخذ القرار في إدارة مرحلة من هذه المراحل فإنه
يصبح مسؤوالً عن وقوع األزمة وتفاقم أحداثها.
خالل العقدين الماضيين جرت محاوالت عديدة ،حاول الباحثون من خاللها تقديم نماذج إلدارة األزمات
تعكس المراحل األساسية التي تمر فيها ،بهدف استخدام أنظمة إدارية خاصة وواضحة المعالم
والخطوات ،وقليلة التكلفة لضمان الحد األدنى من العبء االقتصادي الواقع على كاهل المنظمة من
جراء التعامل مع األزمات الحقيقية.
ومن أهم تلك النماذج نموذج الخضيري ،ونموذج هريرو وبرات ،ونموذج أوجستين ،ونموذج أبو قحف.
52
المراجع
-1زهير ثابت ،عمر زيدان وآخرون :تقرير األزمات و الكوارث في مصر المحروسة ،وحدة بحوث
األزمات ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس.2002 ،
-2حسن أبشير الطيب :إدارة الكوارث ،مجلة اإلدارة العامة ،العدد ،65يناير 1990
-3خالد قدري :األزمات التنظيمية ( المفاهيم – األسباب ) ،المؤتمر السنوي الثالث إلدارة األزمات
والكوارث ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة ،أكتوبر .1998
-4أحمد إبراهيم أحمد :إدارة األزمة التعليمية " منظور عالمي" ،دار الوفاء للطباعة والنشر ،
اإلسكندرية 2002 ،م.
-5أمينة مصطفى صادق :إدارة األزمات والكوارث في المكتبات ،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة
.2002
-6السيد عليوة ،إدارة األزمات والكوارث( ،حلول علمية وأساليب وقائية) ،قطاع سجل العرب ،القاهرة،
.1997
-7جمال حواش :التفاوض في األزمات والمواقف الطارئة ،إيتراك للنشر والتوزيع ،القاهرة.2005 ،
-8داني كوكس :القيادة في األزمات ،ترجمة هاني حلجة ،بيت األفكار ،أمريكا.1998 ،
-9رونالد ديري ،إدارة األزمات ،ترجمة قسم الترجمة بدار الفاروق ،دار الفاروق للنشر والتوزيع القاهرة
.2004
-10عباس رشدي العماري ،إدارة األزمات في عالم متغير ،مركز األهرام للترجمة والنشر ،القاهرة ،
.1993
-11عبد العزيز أحمد نصر ،نظام مقترح لتدريب مديري المدارس في مصر على إدارة األزمات ،رسالة
ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ،جامعة طنطا ،فرع كفر الشيخ.2002 ،
53
التمارين
54
الوحدة التعليمية الرابعة:
أسس إدارة األزمات
ومن هنا يمكن القول إن معرفة فنون المواجهة وطرق التعامل ومجاالت وأهداف إدارة األزمة ،وتحديد
مدى خطورتها وكيف ومتى سيتم القضاء عليها ،تحتاج إلى قدرة وخبرة وبعد نظر ،ودرجة راقية من
اإللهام واإلبداع حول كيفية التعامل مع األزمات.
وﻓﯿﻤﺎ ﯿﻠﻲ ﻋﺸرة ﻤﺒﺎدئ ﯿﻨﺒﻐﻲ اﻻﺴﺘرﺸﺎد ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻷزﻤﺎت وﻫﻲ:
ﻤﺒدأ ﺘﺤدﯿد اﻟﻬدف:
ﯿﺘﻌﯿن ﻋﻠﻰ ﻤدﯿر اﻷزﻤﺔ أن ﯿﺘوﺨﻰ اﻟﻬدف اﻟﻤراد ﺘﺤﻘﯿﻘﻪ ﻓﻲ إدارة اﻷزﻤﺔ ،ﺤﯿث ﻛﺜﯿر اً ﻤﺎ ﯿﻛون
اﻟﻬدف ﻏﺎﻤﻀ ﺎً أﻤﺎم ﻤﺘﺨذ اﻟﻘرار ،ﺨﺎﺼﺔ وأن ﻀﻐط اﻷزﻤﺔ واﺸﺘدادﻫﺎ ﯿﺠﻌﻼن ﺒﻌض ﻤﺘﺨذي اﻟﻘرار
ﻋﺎﺠزﯿن ﻋن اﻟﺘﺤرك ﻓﻲ اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻟﻤطﻠوب ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯿﺘﻌﯿن ﻋﻠﻰ ﻤدﯿر اﻷزﻤﺔ أن ﯿﺤدد ﻫدﻓﻪ ﺒدﻗﺔ
ﺒﺎﻻﺴﺘﻨﺎد ﻋﻠﻰ ﻤﻬﺎﺠﻤﺔ اﻷزﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﺤظﺔ اﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﯿﻛون ﻓﯿﻬﺎ ﺠدار اﻷزﻤﺔ أﻛﺜر ﻗﺎﺒﻠﯿﺔ ﻟﻺﺼﺎﺒﺔ
واﻻﺨﺘراق ،وان ﺸﺠﺎﻋﺔ ﻤﺘﺨذ اﻟﻘرار ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤﺠﺎل ﺘﻛﻤن ﻓﻲ اﺘﺨﺎذﻩ ﻟﻘرارات ﺼﺎﺌﺒﺔ ﺒﻌد دراﺴﺔ
ﻤﻬﻨﯿﺔ وﺘﻘدﯿر دﻗﯿق ﻟﻠﻤوﻗف ،وﻟﯿس ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎزﻓﺔ ﺒﻘرارات ﻋﺸواﺌﯿﺔ ﯿﻨﺠم ﻋﻨﻬﺎ ﺨﺴﺎﺌر ﺠﺴﯿﻤﺔ ،أو ﻨﺘﺎﺌﺞ
ﻻ ﯿﺤﻤد ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ
55
مبدأ االحتفاظ بحرية الحركة وعنصر المبادرة:
يحتاج مدير األزمات الناجح إلى االحتفاظ بحرية الحركة وعنصر المبادرة ،حتى يتمكن من التعامل
بنجاح مع األزمات ،ألن تمتع مدير األزمات بحرية الحركة يساعده على معالجة األزمات بصورة
سريعة ومحددة وناجحة ،فمن هنا يتعين على كل مدير ،أياً كان موقعه االحتفاظ بحرية الحركة التي
تمكنه من تحقيق عنصر المبادرة ،وترجع أهمية تحقيق عنصر المبادرة إلى جعل الطرف اآلخر -
وهو الطرف المتمثل بقوى صنع األزمة -يخضع لنظرية رد الفعل العكسي ،ومن ثم يمكن توجيهه
والسيطرة عليه من أجل التقليل من خطورة األزمات التي يصنعها أو يعمل على إحداثها.
مبدأ المباغتة:
يعتبر هذا المبدأ من المبادئ المهمة للتعامل مع األزمات ،إن لم يكن أهمها على اإلطالق ،حيث
تؤمن ولفترة مناسبة من الزمن السيطرة شبه الكاملة على األزمة ،وبالتالي فإنه إذا تم تأمين المباغتة
فإنها تحدث نوعاً من الذهول لدى القوة الصانعة لألزمة ،بحيث تجعلها مذهولة ال تستطيع التفكير أو
التصرف بشكل متزن ،وتحت تأثير الصدمة المباغتة يمكن التعامل معها والقضاء عليها أو شل
حركتها وتطويعها إلى فترة مناسبة من الزمن.
مبدأ الحشد:
يعرف الحشد بجمع القوة التي يناط إليها معالجة األزمة في الزمان الذي يهيئ الوفرة الفنية للقوة
والمكان المناسب لتأمين تنفيذ عملية مواجهة األزمة للقضاء عليها وعلى أسبابها وعناصرها ،وهذه
القوة تتضمن عناصر متعددة ،بعضها يرتبط بالمكان الذي حدثت فيه األزمة ،والذي سيتم مواجهتها
فيه وبعضها يرتبط باألزمة والمرحلة التي حدثت فيها ،وبعضها اآلخر يرتبط بما يمكن لمدير
األزمات حشده وتعبئته مادياً ومعنوياً ،من أجل مقاومة األزمة والقضاء عليها ،فمن هنا يمكن القول
إن القوة في هذا السياق ما هي إال نتاج تفاعل ما بين المكان والزمان الذي حدثت فيه األزمة من
جهة ،وبين ما يمكن إيجاده وحشده من موارد وطاقات وامكانيات وخبرات وتقنيات ،وقوة بشرية قادرة
وفاعلة وراغبة في معالجة األزمة حتى ولو تطلب األمر اللجوء إلى الصدام مع قوى األزمة ،فالصدام
مع قوى صنع األزمة قد يكون الخيار الوحيد المتاح استخدامه أمام متخذي القرار ،سواء لنقص
المعلومات أو لتدهور األحداث سريعاً ،أو لعدم استجابة قوى األزمة الصانعين لها إلى الرشاد العقلي
والفكري ،واالستماع لصوت المنطق والعقل ،ومن هنا يستلزم األمر التدخل بعنف وصالبة ،بل
56
بأقصى درجات العنف والصالبة إلحداث الخلخلة وانعدام التوازن ،وتعظيم الخسائر المادية والمعنوية
لدى القوة الصانعة لألزمة ولدى المؤيدين لها ،وهنا يلجأ متخذ القرار إلى أدوات وأساليب الصدام
العنيف ،وقد يلجأ إلى اتخاذ ق اررات مصيرية من أجل حسم الموقف على وجه السرعة ،واستخدام
وسائل الضغط والحماية الالزمة المتصاص األزمة ولضمان عدم اندالعها من جديد.
مبدأ التعاون:
يعد هذا المبدأ من المبادئ المهمة التي يحتاج إليها مدير األزمات لمعالجتها وادارتها بالشكل
الصحيح ،ألن األمر يحتاج في ظروف األزمة وتداعياتها إلى تعاون الجميع وتكاتفهم وتالحمهم
لمعالجة األزمة التي يواجهونها ،خاصة عندما يكون هناك حاجة ودور لكل منهم لتأديته عند
التصدي لألزمة ،سواء لوقف تصاعدها أو لحرمان تيار األزمة من تلقي مصادر الدعم والتأييد من
روافد معينة أو من قوى جديدة ،وبالتالي يعد التعاون من أهم مبادئ التعامل مع األزمات إن لم يكن
أهمها على اإلطالق ،فالتعاون بهذا المعنى يساعد على اتساع رؤية مدير األزمات و شمولية
تشخيصها ،وعلى تكامل فعاليته لألزمة ،باإلضافة إلى ما يتيحه التعاون من سرعة ودقة في إفقاد
األزمة لمقوماتها ،وخاصة إذا ما كان فريق العمل الذي أنيط إليه معالجة األزمة متنوع الخبرات
والقدرات.
مبدأ االقتصاد في استخدام القوة:
ويقصد بهذا المبدأ عدم اإلفراط في استخدام القوة ضد األزمة أو صانعيها ،بل يتوجب أن يخضع هذا
االستخدام لحسابات دقيقة واجراءات وممارسات مدروسة ومسؤولة ،حيث أن اإلسراف في استخدام
القوة عشوائيا يكون مدم اًر ليس فقط لصانعيها ،بل أيضاً للكيان التنظيمي ذاته ،سواء من حيث
التكلفة التي أنفقت ،أو من حيث عدم التأكد من عامل األمن واألمان وردة الفعل العكسية المخادعة،
فكثي اًر ما يلجأ صناع األزمات إلى خلق كمين أزموي الستقطاب اهتمام متخذ القرار في الكيان
اإلداري وخداعه بأزمة هامشية وهمية ،فإذا ما وقع في هذا الكمين ،ولم يأخذ جانب الحيطة والحذر،
ودفع بكل قواته إلى ساحة المعركة للتعامل مع األزمة الوهمية وأنهكت قواه وقدرته ،برزت وبشدة
األزمة الحقيقية القاتلة والمدمرة ،وعندها يكتشف أنه ال يوجد لديه أي قدرة أو قوة احتياطية
لمواجهتها ،ويضاف إلى ذلك أيضاً أن بعض األزمات لها صفة التجدد الذاتي ،حيث كلما أخمدت
األزمة ،كلما اشتعلت نارها من جديد ،كالفرد الذي يصب الزيت على النار إلخمادها ،وخاصة عندما
ال يتم معالجة أسبابها الحقيقية ،باالكتفاء فقط بإخماد األزمة دون إيجاد الحل الجذري والمناسب لها.
57
مبدأ التفوق في السيطرة على األحداث:
يعني ذلك أن يكون هناك تفوق دائم في السيطرة على األحداث التي ترافق األزمة من قبل مدير
األزمات ،ومن أهم جوانب التفوق الدائم ممارسة عمليات االحتواء واالمتصاص واالستيعاب والسيطرة
والتحكم والتوجيه للحوادث وقوى الفعل المختلفة ،باإلضافة إلى المعرفة التفصيلية بتطورات األزمة
وحيثياتها ،وكذلك القدرة على االختراق األمني للقوى الموجهة والصانعة لالزمة والمهتمة بها.
مبدأ األمن والتأمين لألرواح والممتلكات والمعلومات:
يقصد بهذا المبدأ محاربة الخوف ورفض الهزيمة وتكريس إرادة االنتصار على األزمة في نفوس
مديريها ،فاألمن في هذه األوضاع له األولوية المطلقة في عملية إدارة األزمات والتي يجب أن تتمثل
بوجود نظام لتأمين عدم اختراق قوى األزمة لمديري األزمة ،وذلك بحجب أي معلومات عنها ،وعزلها
تماماً عن مسرح أحداث األزمة .ويضاف إلى ذلك مراعاة التأمين المادي لألرواح والممتلكات ولكافة
االحتياجات الضرورية الالزمة لمواجهة األزمة ،وخاصة الجوانب ذات المظاهر التخريبية أو
التدميرية التي تهدد مرافق المنظمة أو وجودها ،فعملية التأمين هذه تشتمل على جانبين أساسيين
هما :التأمين الطبيعي الممتد من قبل وقوع األزمة ،وهو التأمين الذي يقوم به الكيان اإلداري (دولة،
ومؤسسة ،ومجتمع) بهدف حماية األرواح والممتلكات ضد أي خطر قد يحدث ،أو يصاب به الكيان
اإلداري ،وتوفير سبل الوقاية منه ،أما الجانب الثاني لعملية التأمين فيتمثل بالجانب التعبوي الحيوي
اإلضافي عند وقوع األزمة ،حيث يتعين على قوى إدارة األزمة مواجهة قوى صنع األزمة بقوة أشد
منها وأكبر ،لمنع اتساعها ولوقف تسارع األحداث وامتدادها إلى مجاالت أو مرافق أو مناطق جديدة،
وإلرهاب أي قوة أخرى تفكر أو تجد أن عليها أن تتدخل بالمساعدة والتأييد لقوة صنع األزمة.
وببساطة يمكن القول أن عملية التأمين التعبوي تقوم على تكوين جيش من االحتياط الفعال يتم
تدريبه وتأهيله وتزويده بأعلى درجات الجاهزية ،واعداده بالشكل الذي يمكن تحريكه بسرعة وبكثافة
لموقع األحداث ،والتصدي لألزمة لمنع تصاعدها وانتشارها حتى ال تتدهور األوضاع وتنهار ،وبهذا
يمكن تأمين الكيان اإلداري من التداعي ،أو االنهيار الذي قد تسببه له األزمة.
مبدأ المواجهة السريعة والتعرض السريع لألحداث:
يتطلب هذا المبدأ التصدي لألزمة بسرعة ،والتعرض ألحداثها السريعة بدقة وحرص ونشاط ،كما
يتطلب توفير عناصر وكوادر بشرية مؤهلة ومدربة تدريباً عالياً ،يجعلها قادرة على التصدي بسرعة
ألحداث األزمة ،والى إمكانيات وموارد كافية لإلنفاق على مقاومة اتساع األزمة ،والحد من تدهور
58
أحداثها ووقفها عند الحد الذي وصلت إليه ،ومن ثم منع الكيان اإلداري من التداعي واالنهيار،
ومعالجة ما سبق أن أفرزته من نتائج ،واإلبقاء على حيوية ونشاط وحياة الكيان اإلداري ،فمن هنا
كان التأكيد على أهمية المواجهة السريعة لألزمة ،لكن هذا التأكيد يبقى ناقصاً ما لم يراع بعنصر
الدقة في هذه المواجهة ،ألن عدم الدقة قد يقود إلى مزيد من المخاطر واألزمات ،فضالً عن إهدار
الموارد -هذا من ناحية -ومن ناحية أخرى ترتبط عملية المواجهة السريعة لألحداث بعنصر هام
آخر يجب مراعاته أيضاً وهو تكبيد الطرف اآلخر خسائر فادحة تجعله يفكر مرتين قبل اإلقدام على
صنع أي أزمة جديدة.
مبدأ استخدام أألساليب غير المباشرة:
إن التعامل مع األزمات يحتاج إلى وعي إدراكي متكامل من قبل مدير األزمات بأساليب االلتفاف
والمناورة والتمويه ،وهي أساليب تفقد العدو توازنه ،وتشل من قدرته على مواصلة عملية صنع
األزمات ،بل تجعله يتفكك وينهار بتأثير المفاجأة والصدمة ،وبالتالي فإن استخدام األساليب غير
المباشرة في التعامل مع األزمة تسمح بالتدرج وتتيح المجاالت الستخدام مبادئ التعامل الميداني مع
األزمات التي من أهمها:
oالتدرجية :تسمح األساليب غير المباشرة بالتدرج في مواجهة األزمات ،والتعامل معها بفاعلية
أكبر دون أن ينتبه لها الخصم ،كما ويتم استيعاب وامتصاص تفاعالت األزمة بشكل تدريجي،
بما يتناسب مع حدة وقوة أحداثها.
oالتالزم والتتابع :يتم بموجب هذا المبدأ استخدام مجموعة األدوات التي تم تخصيصها من أجل
المعالجة السريعة لألزمة بشكل متالزم ومتتابع ومتناسب ،سواء الحتياجات تراكمات النتائج التي
أفرزتها االستخدامات في المراحل السابقة ،أو لمؤازرة وتدعيم الموقف في المرحلة الحالية ،مما
يؤدي بالتالي إلى مواجهة تطورات األزمة وتصاعدها والحد من خطورتها وايقافها عند الحد الذي
وصلت إليه.
- oالتناسق واالتساق :تحتاج عملية استخدام األساليب غير المباشرة في مواجهة األزمة إلى قدر
كبير من الحنكة والدهاء ،والقدرة على استخدام مجموعات متكاملة من الوسائل واألساليب
واألدوات بقدر كبير من التناسق واالتساق فضال من أنها تشكل في مجموعها حزمة مترابطة
ومتكتلة يصعب اختراقها من جانب صانعي األزمة.
59
oالتغطية والخداع :عندما يواجه متخذ القرار في الكيان اإلداري أزمة غير واضحة المعالم ،وال
تتوفر لديه معلومات كافية توضح له األسلوب األمثل للتدخل ،يتعين عليه أن ينتظر حتى تتضح
معالمها ويتوفر لديه معلومات كافية توضح له األسلوب األمثل للتدخل ،وتحديد المسار السليم
لمعالجة األزمة فهذا االنتظار يفتح الطريق أمام متخذ القرار الستخدام األساليب غير المباشرة
في إدارة األزمة ،كأساليب االمتصاص واالستيعاب لضغط األزمة ،وأساليب الخداع والتمويه،
وأساليب االحتواء واالستجابة الجزئية للمطالب ،وأساليب التنصل واالنسالخ من االتجاه الحالي
إلى االتجاه الذي تنادي به األزمة ،واجراء التحالفات المؤقتة مع تيار األزمة ،وفي الوقت ذاته
لعزل قادتها عنها ،وقيادة تيار األزمة واعادة توجيهه من جديد ليصب هو وجميع روافده في
االتجاه األصلي الذي يتجه مدير األزمة إليه.
60
العمل على جعل عملية التخطيط لالزمات جزءاً هاماً وأساسياً من عملية التخطيط االستراتيجي،
وعنصر رئيساً من الخطة العامة للمنظمة.
ضرورة العمل على إيجاد جهة مركزية تتولى مهمة تنسيق نظام المعلومات الخاص بالمنظمة ،وذلك
منعاً للتشتيت واالزدواجية في الق اررات ونقل المعلومات ،وخاصة في الظروف التي تؤثر على وجود
أزمة.
ضرورة التركيز على عقد برامج تدريبية وورشات عمل في مجال إدارة الخدمات من أجل تدريب
الموظفين حول كيفية البحث عن إشارات اإلنذار وتعقبها وتحليلها ،واتخاذ اإلجراءات الوقائية الالزمة
لها لمنع حدوث األزمات.
ضرورة اعتماد نظام المراجعة الدورية لخطط إدارة األزمات واختبارها في ظروف مشابهة لحاالت
األزمات الفعلية بالعمل على مجابهتها ،وبالتالي يتعود األفراد العمل تحت الضغط النفسي واإلجهاد
في حالة وجود أزمة حقيقية في هذا المجال.
تدريب الموظفين على بناء عالقات على أساس من الثقة واالحترام المتبادل ،حتى يصبح مجال
التعاون والتنسيق بين الموظفين كافة مثم اًر ،وخاصة في حاالت اندالع األزمات في المنظمة.
61
تبسيط اإلجراءات وتسهيلها:
ال يجوز إخضاع األزمة للتعامل بنفس اإلجراءات التقليدية ،فاألزمة عادة ما تكون حادة وعنيفة ،وأيضاً ال
يمكن تجاهل عنصر الوقت الذي قد يؤدي تجاهله إلى دمار كامل للكيان اإلداري الذي حدثت فيه
األزمة ،فاألمر يتطلب التدخل السريع والحاسم من خالل تبسيط اإلجراءات مما يساعد على التعامل مع
الحدث األزموي ومعالجته.
إخضاع التعامل مع األزمة للمنهجية العلمية:
ال يمكن التعامل مع األزمة في إطار من العشوائية االرتجالية أو سياسة الفعل ورد الفعل ،بل يجب أن
يخضع التعامل مع األزمة للمنهج اإلداري السليم لتأكيد عوامل النجاح ،وحماية الكيان اإلداري من أي
تطورات غير محسوبة قد يصعب عليه احتمال ضغطها ،ويقوم المنهج اإلداري على أربع وظائف أساسية
هي :التخطيط ،والتنظيم ،والتوجيه ،والمتابعة.
تقدير الموقف األزموي:
البد أن يشمل تقدير الموقف األزموي تحليالً كامالً ألسباب األزمة وتطورها ،وتحديد دقيق وشامل للقوى
الصانعة لألزمة ،والمساعدة لها ،والمؤثرة فيها ،ثم تقدير القدرات واإلمكانات المتاحة لدى الجهة المسئولة
عن إدارة األزمة ،وذلك من خالل جمع المعلومات الدقيقة عن أبعاد األزمة ،والتنبؤ باحتماالت تطور
األحداث وامكانية السيطرة عليها.
تحديد األولويات:
بناء على تقدير الموقف الحالي والمستقبلي ألحداث األزمنة ،توضع الخطط والبدائل التي يتم ترتيبها في
ً
ضوء األولويات التي تم تحديدها وفق معايير معينة.
تفويض السلطة:
يعد تفويض السلطة " قلب" العملية اإلدارية النابض ،وشريان الدورة الدموية في إدارة األزمات ،ومن ثم
اء في إدارة األزمات ،أو في نطاق فريق المهام
ينظر إلى تفويض السلطة محور العملية اإلدارية سو ً
األزموية ،ويتطلب تفويض السلطات منح كل فرد من أفراد الفريق المناط به معالجة األزمة السلطة
الضرورية لتحقيق عمله المحدود ،وفي الوقت ذاته على الفرد أن يعرف المهام واألنشطة التي يتوقع منه
إنجازها.
62
فتح قنوات االتصال واإلبقاء عليها مع الطرف اآلخر:
تحتاج إدارة األزمة إلى كم مناسب من المعلومات ،والى متابعة فورية لتداعيات أحداث األزمة ،وسلوكيات
أطرافها ،ونتائج هذه السلوكيات ،ومن ثم فإن فتح قنوات االتصال مع الطرف األخر يساعد على تحقيق
هذا الهدف.
الوفرة االحتياطية الكافية:
األزمة تحتاج إلى الفهم الكامل ألبعاد الموقف الناشئ عن التواجد في موقع األزمة ،كما تحتاج إلى الدعم
المادي والمعنوي الذي يساعد على سرعة التصدي لألحداث ،إضافة إلى ما يمتلكه القطاع الخاص من
معدات وامكانيات كبيرة يمكن توظيفها ،واالستفادة من القوى البشرية المخلصة والتي من الممكن أن
تساعد في عمليات إدارة األزمة واتاحة فرصة العمل التطوعي وفق أسس مدروسة.
التواجد المستمر في مواقع األحداث:
ال يمكن معالجة أزمة وهناك تغييب للمعلومات الخاصة بها لدى متخذ القرار ،لذا فإن التواجد في مواقع
األحداث يأخذ أحد أسلوبين أساسيين هما:
oالتواجد السري في موقع األحداث.
oتأمين تدفق كم مناسب من البيانات الكافية لمتخذ القرار في إدارة األزمات.
إنشاء فرق مهمات خاصة:
وهذه تفيد أكثر في الجوانب األمنية ،حيث أنه ونظ اًر لتباين األزمات واختالف طبيعتها فإن من الضرورة
إنشاء فرق المهمات الخاصة وذلك للتدخل السريع عند الحاجة إليها ،على أن تخضع هذه الفرق لتدريب
خاص ٍ
وعال حسب نوع وحجم المهمة ،كما يجب االستفادة من الدول األخرى وذات األسبقية في هذا
المجال.
توعية المواطنين:
في الحقيقة ال يمكن مواجهة أي أزمة بفاعلية دون إعالم وتوعية المواطنين والمقيمين بالدور المطلوب
منهم القيام به عند وقوع األزمة ،حيث أن وعيهم بالدور المطلوب منهم يؤدي إلى المساعدة في مواجهة
األزمة ،مما يتطلب إعداد وتنفيذ خطط إعالمية وتوعوية في هذا اإلطار ،كما أنه يتطلب حملة إعالمية
على كافة المستويات تستخدم كافة وسائل وأساليب االتصال الجماهيري من أجل توضيح اإلجراءات
المستخدمة في مواجهة األزمة والمساعدة التي ينتظر المواطنين تقديمها.
63
الخطة اإلعالمية في األزمة:
تعد الخطة اإلعالمية من أهم مقومات إدارة األزمات ،والضرورة تحتم وجود سياسة إعالمية قبل وأثناء
وبعد األزمة.
ونظ اًر لما لإلعالم من أهمية كبرى في إدارة األزمات ،وألنه عندما يهمش الدور اإلعالمي يكون لذلك
انعكاس سلبي على عملية إدارة األزمة ،لذ يقترح إزاء ذلك تعيين متحدث رسمي على قدر من الكفاءة
والتأهيل والخبرة بحيث يتولى اإلدالء بكافة التصريحات عن األزمة.
عناصر األزمة فعنصر الوقت من أهم العناصر في التعامل مع األزمات حيث يكون الوقت محدوداً
وضاغطاً ،وال شك أن وجود الدراسات المسبقة والسيناريوهات المستقبلية عامل مهم في تقليل زمن رد
الفعل أثناء األزمة ،كما أن السرعة في استيعاب األزمة والتفكير في الق اررات المناسبة واصدارها
باإلضافة إلى سرعة فريق األزمة في التحرك يمكنه من التغلب على المعوقات.
لذلك يعد عامل الوقت من أهم العوامل الحاكمة إلدارة األزمات وندرته تشكل خط اًر بالغاً على إدارة
األزمة ،وينبغي أال يؤثر عامل الوقت المتاح على عنصر الدقة فليس هناك وقت لمعالجة األخطاء.
64
الموارد المتاحة:
قد تكون الموارد من أهم القيود عند التعامل مع األزمات سواء أكانت الموارد بشرية أو مادية أو
معلوماتية أو خططية ،نستعرضها على النحو التالي:
oالموارد البشرية:
إن األزمة متعددة األبعاد والخصائص لذا هي تحتاج إلى أفراد متعددي المواهب والخصائص
ويجب اختيار القائمين على التعامل مع األزمة بعناية حيث يجب أن تتوافر لديهم المواهب
البشرية مثل القدرة والسرعة على االستيعاب والفهم والتقييم والتحليل للمعلومات والقدرة على
التحمل والتكيف مع مختلف الضغوط باإلضافة للرغبة في التعلم والدراسة لمواجهة المواقف
الصعبة ،فسوء االختيار أو عشوائيته يؤدي إلى فشل إدارة األزمة ويعد عائقاً أساسياً لها.
oالموارد المادية:
ونعني بها اإلمكانات المتاحة سواء داخلية أو خارجية مثل غرف العمليات وتجهيزاتها واألسلحة
الحديثة وشبكة االتصاالت والحاسبات مع الصيانة والتحديث المستمر لها .كل هذه الموارد البد
أن تكون متاحة وأي نقص أو خلل بها يشكل قيد وعائق في إدارة األزمة.
oالمعلومات:
تعد المعلومات عنص اًر أساسياً في التعامل مع األزمات ،والبد من كفاية المعلومات الالزمة للتنبؤ
باألزمات المحتملة وتوقع مساراتها المختلفة ،كما أن تدفق المعلومات أثناء األزمة يعد من
العوامل األساسية الستمرار المواجهة لألزمة ،وكلما كانت المعلومات صحيحة ودقيقة وفي الوقت
المناسب كلما أمكن السيطرة على األزمة والتعامل معها.
oالخـطـة:
تعتبر خطة إدارة األزمات نتاج عملية التخطيط وهدفها األساسي ،والتي تعتبر وثيقة تهدف إلى
محاولة منع األزمة ،سواء باتخاذ إجراءات وقائية أو التحضير للتعامل بكفاءة وفاعلية مع األزمة
في حالة عدم القدرة على منعها ،مع ضمان العودة لألوضاع الطبيعية واستعادة النشاط.
65
عوامل النجاح في إدارة األزمة
يتوسع بعض الباحثين في رصد وتحليل العوامل التي تضمن اإلدارة الفعالة والناجحة لألزمات ،حتى أنها
تشمل كل العوامل واإلجراءات الالزمة لنجاح أي نوع من اإلدارة في مجاالت الحياة المختلفة ،لكن الرصد
العلمي الدقيق لعوامل النجاح في إدارة األزمة يجب أن يركز على أهم العوامل ذات الصلة المباشرة
بموقف األزمة وبالمراحل المختلفة لتطورها ،وفي هذا اإلطار نستعرض العوامل التالية:
إدراك أهمية الوقت :يعد عنصر الوقت
أحد أهم المتغيرات الحاكمة في إدارة
األزمات ،فالوقت هو العنصر الوحيد
الذي تشكل ندرته خط اًر بالغاً على إدراك
األزمة ،وعلى عملية التعامل معها إذ أن
عامل السرعة مطلوب الستيعاب األزمة
والتفكير في البدائل واتخاذ الق اررات المناسبة ،والسرعة في تحريك فريق إدارة األزمات والقيام
بالعمليات الواجبة الحتواء األضرار أو الحد منها واستعادة نشاط المنظمة.
هي المدخل الطبيعي لعملية اتخاذ القرار في مراحل األزمة المختلفة ،واإلشكالية أن
األزمة بحكم تعريفها تعني الغموض ونقص في المعلومات ،من هنا فإن وجود قاعدة
66
أساسية للبيانات والمعلومات تتسم بالدقة والتصنيف الدقيق وسهولة االستدعاء قد يساعد
كثي اًر في وضع أسس قوية لطرح البدائل واالختيار بينها.
يمكن من خاللها التعرف على أبعاد موقف ما قبل تدهوره ،وتحوله إلى أزمة تمثل
مصد اًر للخطر على المنظمة ،ونظ اًر ألهمية نظام اإلنذار فإن هناك إجراءات لقياس
فاعلية نظم اإلنذار المبكر وتقييم أدائها بشكل دوري.
األزمات ،لكن عملية التدريب قد تشمل في بعض المنظمات ذات الطبيعة الخاصة كل
األفراد المنتمين لهذه المنظمة ،وتشير أدبيات إدارة األزمات إلى وجود عالقة طردية بين
67
استعداد المنظمة لمواجهة الكوارث وثالثة متغيرات تنظيمية هي حجم المنظمة ،والخبرة
السابقة للمنظمة بالكوارث ،والمستوى التنظيمي لمديري المنظمة.
أو المجتمعات قد تلعب دو اًر كبي اًر في توحيد فئات المجتمع وبلورة هوية واحدة له في مواجهة
التهديد الخارجي.
اإلدارة في حشد وتعبئة الموارد وشحذ طاقات أفراد المنظمة ،ومواجهة الشائعات ،وكسب
الجماهير الخارجية التي تتعامل مع المنظمة ،عالوة على كسب الرأي العام أو على األقل
تحييده ،ومن الضروري وضع خطط وقوائم لالتصاالت أثناء األزمة وتجديدها أول بأول،
68
وكذلك تكليف أحد أفراد فريق إدارة األزمة بإدارة عمليات االتصال الداخلي والخارجي واعداد
الرسائل االتصالية أو اإلعالمية المناسبة التي يمكن من خاللها مخاطبة جماهير المنظمة.
وسواء اعتمدت خطط وعمليات االتصال على وسائل اتصال مباشر أو وسائل اتصال
جماهيري فمن الضروري في الحالتين تحديد الجماهير المستهدفة وأهداف االتصال وتقييم
آثار عملية االتصال والتعرف على رجع الصدى .feed back
69
المعوقات التنظيمية:
وهي المعوقات التي تتعلق بالنواحي التنظيمية التي تخص واقع وسياسات التنظيم ومنها:
oعدم وجود اهتمام من قبل اإلدارة العليا بإدارة األزمات.
oضعف التآلف والتنسيق بين اإلدارة العليا والدوائر واألقسام.
oتحجيم دور القيادات اإلدارية أثناء حدوث األزمات.
oنزوع المنظمات إلى المركزية في اتخاذ الق اررات أثناء حدوث األزمة.
oعدم وجود تحديد للمسؤوليات التي تقع على عاتق مدير األزمة.
oضعف سياسات التأهيل والتدريب المقدمة في مجال إدارة األزمات.
70
وعلى ضوء ما سبق ،يتضح أن المعوقات تلعب دو اًر محورياً في تعطيل األهداف التي تسعى إلى
تحقيقها إدارة األزمات ،وبالتالي هناك ضرورة قصوى بمراعاة المبادئ واألساليب التي من شأنها
القضاء على المعوقات ،أو التخفيف من مخاطرها وتأثيرها في الموقف األزموي ،حيث يمكن
االستفادة من التصنيفات السابقة للمعوقات بما تحملها من أبعاد إنسانية وتنظيمية ،أو تتعلق
بالمعلومات واالتصاالت ،والعمل على إزالة أسبابها أو تجاوزها ،خدمة للمؤسسة أو التنظيم الذي تدل
المؤشرات على أنه يتعرض لألزمات.
71
الخالصة
إن معرفة فنون المواجهة وطرق التعامل ومجاالت وأهداف إدارة األزمة ،وتحديد مدى خطورتها وكيف
ومتى سيتم القضاء عليها ،تحتاج إلى قدرة وخبرة وبعد نظر ،ودرجة راقية من اإللهام واإلبداع حول كيفية
التعامل مع األزمات ،مع التقيد بعدد من المبادئ من أهمها مبدأ تحديد الهدف ،ومبدأ االحتفاظ بحرية
الحركة وعنصر المبادرة ،ومبدأ المباغتة ،ومبدأ الحشد ،ومبدأ التعاون ،ومبدأ االقتصاد في استخدام القوة،
ومبدأ التفوق في السيطرة على األحداث ،ومبدأ األمن والتأمين لألرواح والممتلكات والمعلومات ،ومبدأ
المواجهة السريعة والتعرض السريع لألحداث ،ومبدأ استخدام األساليب غير المباشرة.
إن التعامل مع الموقف األزموي وادارة األزمة يتطلب استخدام عدة أساليب إدارية متقدمة تعمل على
تحقيق المناخ المناسب للتعامل مع األزمة ،وفي الوقت ذاته تتيح لفريق العمل التعامل مع األزمات حرية
الحركة بالكامل منها :تبسيط اإلجراءات وتسهيلها ،واخضاع التعامل مع األزمة للمنهجية العلمية ،وتقدير
الموقف األزموي ،وتحديد األولويات ،وتفويض السلطة ،وفتح قنوات االتصال واإلبقاء عليها مع الطرف
اآلخر ،والوفرة االحتياطية الكافية ،والتواجد المستمر في مواقع األحداث ،وانشاء فرق مهمات خاصة،
وتوعية المواطنين ،والخطة اإلعالمية في األزمة.
هناك العديد من العوامل التي تضمن اإلدارة الفعالة والناجحة لألزمات ،وهي تشمل كل العوامل
واإلجراءات الالزمة لنجاح أي نوع من اإلدارة في مجاالت الحياة المختلفة ،لكن الرصد العلمي الدقيق
لعوامل النجاح في إدارة األزمة يجب أن يركز على أهم العوامل ذات الصلة المباشرة بموقف األزمة
وبالمراحل المختلفة لتطورها.
72
المراجع
-1أحمد ،إبراهيم أحمد" ،إدارة األزمات :األسباب والعالج" ،القاهرة ،دار الفكر العربي.2002 ،
-2عاصم محمد األعرجي" ،إدارة األزمات :دراسة ميدانية لمدى توافر عناصر إدارة األزمات من وجهة
نظر العاملين في الوظائف اإلشرافية في أمانة عمان الكبرى" ،الرياض ،معهد اإلدارة العامة.2000 ،
-3صدام جبر" ،المعلومات وأهميتها في إدارة األزمات" ،تونس المجلة العربية للمعلومات.1998 ،
-4محمد عبد الغني هالل" ،مهارات إدارة األزمات" ،القاهرة ،مركز تطوير األداء والتنمية.2004 ،
-5عبد الوهاب محمد كامل" ،سيكولوجية إدارة األزمات" ،عمان ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،
.2006
-6أحمد ماهر" ،إدارة األزمات" ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية.2006 ،
-7عابد سعود سراج" ،إدارة األزمات" ،الرياض ،مجلة الحرس الوطني.2005 ،
-8غادة عبد اهلل" ،إدارة األزمات في القطاع المصرفي األردني :دراسة تطبيقية" ،رسالة ماجستير ،كلية
الدراسسات العليا ،الجامعة األردنية.1995 ،
-9طارق عبد العال حماد" ،إدارة المخاطر ،أفراد ،إدارات ،شركات ،بنوك" ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية.2003 ،
-10محمود جاد اهلل" ،إدارة األزمات" ،الطبعة األولى عمان ،دار أسامة.2008 ،
-11نجم العزاوي" ،أثر التخطيط االستراتيجي على إدارة األزمة :بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي الدولي
السابع الذي يعقد في جامعة الزرقاء".2009 ،
73
التمارين
74
الوحدة التعليمية الخامسة:
استراتيجيات مواجهة األزمات
تعتمد استراتيجيات مواجهة األزمة على القدرات الشخصية لفريق المواجهة والظروف الموضوعية
المحيطة باألزمة واإلمكانيات والقدرات المتاحة ويمكن اختيار إحدى االستراتيجيات إلتباعها طوال عملية
المواجهة إالّ أنه يمكن تغيير االستراتيجية طبقاً لمراحل تطور األزمة وتتمثل استراتيجيات المواجهة
وكذلك التكتيكات التي توافقها في اآلتي:
غالباً ما تتبع هذه االستراتيجية مع األزمات المجهولة التي ال معلومات كافية عنها .وكذلك األزمات
المتعلقة بالمبادئ ،إضافة إلى اعتمادها في حالة تشعب األزمة وانتشارها في عدة اتجاهات ،وفي إطار
هذه االستراتيجية تنفَّذ عدة تكتيكات متباينة هي:
التدمير الداخلي لألزمة :من خالل تحطيم مقوماتها والتأثير في تفكير محركيها والسعي إلى خلق
صراع داخلي بين القوى المسببة لألزمة ومحاولة استقطاب بعضها.
التدمير الخارجي لألزمة :بالحصار الشديد للقوى المسببة لها وتجميع القوى الخارجية التي تعارضها
وﻤﺤﺎوﻟﺔ إﻗﺤﺎﻤﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻷزﻤﺔ ﺴﻌﯿﺎً إﻟﻰ ﺘدﻤﯿر ﻤﻘوﻤﺎﺘﻬﺎ.
75
نمو األزمة:
الحد من ّ
استراتيجية ّ
في إطار هذه االستراتيجية ُي ْقَبل األمر الواقع ويسعى إلى منع تدهور الموقف ،فهي إذاً استراتيجية تالئم
مواجهة القوى الكبرى المسببة لألزمات المتشعبة ،إضافة إلى صالحها ألزمات الرأي العام وقضاياه
أما تكتيكاتها فهي:
واالضطرابات العماليةّ .
التعامل بحرص مع القوى المحركة لألزمة والمسببة لها.
تلبية بعض متطلبات القوى المسببة لألزمة من خالل التفاوض المباشر وتقديم بعض التنازالت
المحدودة.
حدة األزمة من خالل النصح والتوجيه.
العمل على تخفيف ّ
تقديم المساعدة والدعم إلى القوى المعارضة لألزمة.
76
استراتيجية دفع األزمة إلى مرحلة متقدمة:
تهدف هذه االستراتيجية إلى دفع القوى المحركة لألزمة إلى الدخول في مرحلة متقدمة يظهر خاللها
الصراع الداخلي بين التكتالت غير المتجانسة للقوى المسببة لها .وتتمثل تكتيكاتها في اآلتي:
التظاهر بضعف المقاومة.
استخدام الشائعات في إذاعة معلومات عن بعض االنهيارات الناجمة عن األزمة.
تقديم بعض التنازالت التي قد تثير الخالفات بين القوى المسببة لألزمة.
على الرغم من تعدد أشكال وأنواع األزمات وكذلك تعدد االستراتيجيات المستخدمة في التعامل معها إالّ
الحد من التدهور والخسائر واالستفادة من الموقف المستجد في
أن الهدف من مواجهتها يتمثل في ّ
اإلصالح والتطوير و كذلك دراسة األسباب والعوامل لكي يمكن اتخاذ اإلجراءات المالئمة لمنع تكرار
األزمة ويتم تحقيق كل ذلك عن طريق اللجوء إلى عدد من األساليب اإلدارية في المواجهة نستعرض
أهمها:
77
األساليب التقليدية في مواجهة األزمة
تتميز األساليب التقليدية بطابعها الخاص المستمد من خصوصية األزمة .وتتعدد لتشمل اآلتي:
إنكار األزمة وعدم إعالنها :وهذا األسلوب تستخدمه غالباً اإلدارات المتسلطة التي ترفض االعتراف
بوجود الخلل وتسعى إلى عدم إعالنه منكرة حدوث األزمة .ومن خالل إصرارها على ذلك يمكنها
السيطرة على الموقف.
تأجيل ظهور األزمة :تمثّل هذه الطريقة نوعاً من التعامل المباشر مع األزمة يهدف إلى تدميرها من
خالل عنف التعامل والمواجهة سواء مع إف ارزاتها أو أسبابها.
تكوين لجان لدراسة األزمةُ :يعتمد هذا األسلوب حينما تُفتقد المعلومات الكافية عن القوى الفاعلة في
األزمة .ويكون الهدف األساسي من تكوين اللجان هو تحديد الفاعلين األساسيين في نشوئها
والمحركين لها وافقادها قوى دفعها.
عمد إلى االستخفاف بها واالستهانة بتأثيرها
التقليل من شأن األزمة :بعد االعتراف بوجود األزمة ُي َ
ونتائجها ،وانما ُيتعامل معها باألسلوب المالئم لكي يمكن الكيان اإلداري استعادة توازنه.
قوتها وآثارها
السماح بظهور الضغوط الداخلية لألزمة :كبت الضغوط الداخلية لألزمة يزيد من ّ
السلبية وقد يؤدي انفجارها المدمر .ولذلك ُيبادر إلى معالجتها من خالل الدراسة المتعمقة لقوى
الضغط الداخلية ،لتحديد مصادر تصارع المصالح والحقوق فيمكن تعيين مكامن الضعف في بنية
األزمة والسعي إلى القضاء عليها.
فرع ثالث مراحل أساسية. تعدد مسارات األزمة ُّ
يحد من خطرها ،ولذلك تُ َّ تفريع األزمة :الشك أن ُّ
حدد
تشهد ّأولها مواجهة عنيفة للقوى الدافعة لألزمة وتحديداً لمدى تماسكها .أما المرحلة الثانية فتُ ّ
كل منها على ِحدة. لكل اتجاه فرعي من اتجاهات األزمة ،ليسهل التعامل مع ٍّ خاللها أهداف بديلة ِّ
وفي المرحلة الثالثة تبدأ عملية استقطاب ِّ
كل من تلك االتجاهات ومفاوضتها في إطار رؤية شاملة.
عزل القوى الفاعلة في األزمة :يمهَّد لذلك بإرسال أشخاص س اًر إلى نطاق عمل األزمة ،لتحديد
القوى التي سببتها وعزلها عن مركز األزمة وعن مؤيديها.
ويلجأ إلى ذلك
إخماد األزمة :من خالل مصادمة كافة قواها بشكل عنيف وعلني والقضاء عليهاُ .
غالباً حينما يشتد خطر األزمة المباشر ويهدد استمرارها بتدمير الكيان اإلداري.
78
األساليب غير التقليدية في مواجهة األزمة
توافق األساليب غير التقليدية طبيعة التطورات التي شهدتها الكيانات اإلدارية والسيما نوع األزمات التي
تواجهها وشكلها وطبيعتها .وتتمثل تلك األساليب في اآلتي:
تشعب عوامل األزمة وتداخلها اللذان حتما
الفريق المتكامل :وهو أكثر األساليب استخداماً اقتضاه ّ
بإشراك متخصصين في المجاالت المختلفة لمواجهتها مواجهة علمية وعدم إغفال نقاطها التي تُفتقَد
الخبرة بها .وأصبح فريق مواجهة األزمة يضم الخبراء والمتخصصين بالموضوعات المتعلقة باألزمة،
لبحثها ودراستها وتحديد ُسُبل التعامل معها واعداد خطة العمل التي تكفل تحقيق النجاح .وفريق
العمل قد يختص بالتعامل مع أزمة معينة وقد يكون فريق عمل دائماً قوامه أصحاب المهارات
يدربون َّ
ويؤهلون استعداداً للتعامل مع األزمات التي تخصصوا بها. الخاصة الذين َّ
ادِّخار االحتياطات :تعمد إليه الكيانات اإلنتاجية الصناعية التي تحتاج إلى مواد خام لعمليات
اإلنتاج ،وبذلك يمكنها مواجهة أزمة النقص في المواد الخام.
المشاركة الديمقراطية :هذا األسلوب شديد التأثير عندما تتعلق األزمة بالعنف البشري .وعادة ما
ُيستخدم في المجتمعات التي تتسم بالحرية الفردية والسلوك االقتصادي والسياسي واالجتماعي الحر،
حيث ُيعلن مدى األزمة وخطرها وأسلوب مواجهتها ،وتُ َّ
حدد واجبات أبناء المجتمع ومسئولياتهم،
تمهيداً للقضاء عليها.
قوتها
احتواء األزمة :وقوامه حصار األزمة في نطاق محدود واستيعاب الضغط المولد لها وافقادها ّ
التدميرية .وغالباً ما يتَّبع هذا األسلوب في األزمات العمالية.
تصعيد األزمةُ :يلجأ إليه حينما تكون معالم األزمة غير واضحة بسبب ُّ
تعدد التكتالت عند تكوينها.
البد من تصعيد األزمة حتى تصل إلى مرحلة تعارض المصالح الذي ينجم عنه تفكك
وإلضعافها ّ
تكتالتها .وغالباً ما يتَّبع هذا األسلوب في األزمات السياسية بين األحزاب ذات الدعم الجماهيري
المتنافر التوجهات.
تفريغ األزمة من مضمونها :وهو من أنجح األساليب غير التقليدية إال أنه يجب تحديد ذلك
المضمون االقتصادي أو االجتماعي أو السياسي أو الديني أو الثقافي لتفريغها منه ،فتفقد هويتها
إما بالتحالفات المؤقتة مع القوى
وقوتها الدافعة .وبصفة عامة يمكن تفريغ األزمة من مضمونها ّّ
المسببة لها أو باالعتراف الجزئي باألزمة ثم إنكارها.
79
تفتيت األزمة :وهو من أفضل األساليب للتعامل مع األزمات الضخمة وشديدة القوة التي تنذر
بأخطار عديدة .ويعتمد هذا األسلوب على المعرفة الكاملة بالقوى كافة المسببة لألزمة وتحديد
مصالحها المتعارضة ومنافعها المحتملة وتحالفاتها القائمة .ثم التأثير في وحدة تلك التحالفات
وتحويل األزمة األساسية إلى أزمات محدودة الحجم تُ ِ
فقدها ضغطها الذي كان موجوداً في إطار
التحالفات.
تدمير األزمة ذاتياً من الداخل :وهو من أصعب األساليب غير التقليدية ويستخدم في األزمات ذات
فيتعامل معها بعنف ويسعى إلى التأثير
الضغط العنيف والمدمر والتي ُيفتقَر فيها إلى المعلوماتُ .
في مكامن الضعف فيها واستقطاب بعض القوى ذات التأثير المباشر في قوى الدفع في األزمة،
بهدف التأثير في استقرارها وافقادها التماسك وايجاد حالة من الصراع الداخلي بينها ،ما يؤدي إلى
تدميرها .ويلي ذلك القضاء على القوى المتزعمة لألزمة وافقادها مصداقيتها ،والمساعدة على إيجاد
زعامات جديدة تكون أكثر اعتداالً وتفهماً للموقف يمكن من خاللها تكوين قوى تتصف باإليجابية
والفاعلية داخل الكيان اإلداري.
إعالن الوفرة الوهمية :وهو أحد األساليب النفسية التي تُنتهَج في األزمات العنيفة والسريعة
والمتالحقة األحداث والتي يصاحبها عامل نفسي يعمل على خلق حالة فزع وخوف شديد قد تجذب
قوى جديدة إلى األزمة .ويتضح ذلك في األزمات التموينية المتعلقة بالسلع الضرورية التي يتدافع
بادر إلى اإليحاء بوفرتها ونفي األزمة.
في َالمستهلكون في الحصول عليها مهما كانت أسعارهاُ ،
عمد
في َ
تحويل مسار األزمةُ :يستخدم هذا األسلوب في األزمة العنيفة التي ال يمكن إيقاف تصاعدهاُ ،
إلى تحويل مسارها إلى مسارات بديلة أخرى تتيح احتواءها باستيعاب نتائجها والخضوع لها
واالعتراف بأسبابها ،ثم التغلب عليها تغلباً يحسر أضرارها إلى أدنى مستوى ممكن.
80
األسلوب العلمي في مواجهة األزمة
هو األسلوب األكثر ضماناً للسيطرة على األزمة .ويمر بمجموعة من الخطوات المتكاملة والمترابطة
تتمثل في اآلتي:
تقدير الموقف والدراسة المبدئية ألبعاد األزمة
خالل تقدير الموقف تُ َّ
حدد تصرفات القوى المسببة لألزمة والمضادة لها ومكونات تلك التصرفات
ويحلَّل مضمون العالقات ومكونات القوة لكال طرفَي
ومدى ما وصلت إليه من نتائج وردود فعلُ .
األزمة ،وتُرتَّب العوامل المشتركة والمؤثرة في الموقف حسب خطرها.
تحليل الموقف والدراسة التحليلية لألزمة
يستهدف تحليل األزمة استنتاج المصالح الكامنة فيها وأهدافها غير المعلنة وصوالً إلى مكوناتها التي
يسمح تقسيمها بالتوصل إلى معلومات جديدة عن الموقف والعوامل المساعدة على إيجاد األزمة
ومدى تأثر ٍّ
كل منها وتأثيره فيه ،ثم تحليل أسباب التوتر على أساس تلك المعلومات ومراحل
االستقرار التي حققتها القوى المضادة لألزمة .فضالً عن تحليل نقاط القوة والضعف في األزمة
والقوى المضادة لها ،والوقوف على طبيعة الخطر الذي تشكله األزمة وأعباء استمرارها ومدى
تأثيرها.
التخطيط العلمي والمتكامل للتعامل مع األزمة
تعتمد هذه المرحلة على المراحل السابقة إذ يتيح التحليل الكامل للبيانات المتحصلة كافة إعداد
الخطط والبرامج والقوى الالزمة لمواجهة األزمة .وتتطلب خطة المواجهة عدة إجراءات لتوفير
الحماية الالزمة ِّ
لكل مجاالت األزمة وترتيب أسبقياتها ،ما يساعد على تقليل الخسائر ووقف
التدهور .كذلك تحديد حجم المساعدات الخارجية المطلوبة ونوعها ،واعادة هيكلة الموارد البشرية
والمادية المتاحة ،وتحديد المسؤوليات من خالل إصدار التعليمات الالزمة إلى المشاركين في مواجهة
األزمة بتنظيم عمليات االتصال في داخل مجالها وخارجه .ويلي ذلك تأكيد استيعابهم لخطة
المواجهة والتتابع الزمني للمهام وحشد ك ّل الطاقات وامداد فريق المهام بما تتطلبه المواجهة وتحديد
التوقيت المالئم لبدء تنفيذ الخطة.
81
أسلوب التدخل العقالني لمواجهة األزمة
تتضمن معالجة األزمة مهام أساسية وأخرى ثانوية وتكميلية .تتمثل األولى في المواجهة السريعة
واالستيعاب وتحويل مسار القوى الصانعة لألزمة .بينما تتمثل المهام الثانوية في عمليات تهيئة المسارات
وتقديم التأييد المطلوب إلى الفريق المكلف بالمواجهة سواء كان تأييداً علنياً مؤث اًر أو خفياً ووفقاً لما تمليه
الحالة وتقتضيه المعالجة .أما المهام التكميلية فتتمثل في إزالة اآلثار الناتجة من عملية المواجهة ومحاولة
إعادة األوضاع إلى ما كانت عليه قبل األزمة.
وتمر عملية مواجهة األزمات وادارتها بأسلوب علمي متكامل بعدة أدوار متكاملة ومترابطة ومتتابعة
أهمها:
تقدير الموقف
oتحديد إجراءات القوى المسببة لألزمة وتصرفاتها ونتائج تلك األزمة وردود الفعل والمواقف
المحيطة بها والمؤثرة فيها.
oتحليل مكونات القوى المسببة والمحركة لألزمة وعالقة بعضها ببعض ومصادر الوصول إلى
النتائج الحالية وأسباب نشوء الموقف الراهن وتطوره وعالقات المصالح والصراع والتنافس
أي قوى أخرى.
والتكامل التي ربطت بين القوى المسببة لألزمة و ِّ
oتحليل دقيق للقوى الصانعة لألزمة والمعارضة لها وقدرة ٍّ
كل منهما على الحركة والمناورة ومدى
دعمها الخارجي .ويتضمن هذا التحليل األبعاد التالية:
.1تحديد دقيق وشامل للقوى الصانعة لألزمة حجماً وعدداً ،سواء منها الظاهرة والمستترة.
.2تحديد عوامل القوة التي ترتكز عليها القوى الصانعة لألزمة ورصدها وتوقُّعها ،وتعيين ما
تملكه تلك القوى من مصالح تؤثر في مواقف اآلخرين المؤيدين والمعارضين ومراقبة ما ينشأ
عنها من تصرفات سواء اتخذت شكل تعايش مع األزمة أو مواجهة تصادمية معها.
.3تحديد القوى المساعدة والمؤيدة لقوى األزمة التي ال تستطيع غالباً أن تضطلع بمفردها
بضغط األزمة أو بإنشاء أزمة عنيفة ،ولذلك فهي تحتاج إلى قوى مؤيدة لها .ويستدعى ذلك
قوتها وفاعليتها والمصالح التي تجمع
تحديد التحالفات التي أنشأتها تلك القوى وتقدير مدى ّ
بينها.
.4تحديد أسباب األزمة وكيفية صناعتها من خالل الدراسة الدقيقة لنتائجها .وتحديد تلك
األسباب هو البداية الحقيقية للمواجهة ،إذ يبيِّن تفاعلها الذي تمخض بنشأة األزمة وتفاقمها.
82
تحليل الموقف
oبعد تقدير الموقف والتوصل إلى حقائق محددة يبادر قائد الفريق المكلَّف بإدارة األزمة بمساعدة
معاونيه إلى تحليل الموقف بمقوماته ومكوناته المختلفة ،الكتشاف المصالح الحقيقية المتوخاة من
األزمة وأهداف صانعيها الحقيقية غير المعلنة التي يسعون إلى تحقيقها .ويطاول التحليل
الجوانب التالية:
-1عالقات االرتباط واالنحدار للمتغيرات والثوابت المتعلقة بعوامل الموقف ومدى تأثير ٍّ
كل منها،
إضافة إلى تأثيرها في صنع األزمة وتكوين الموقف المتأزم.
-2أسباب التوتر والعوامل التي دعمته ومستوياته التي بلغتها األزمة ،ومراحل االستقرار والتعادل
التي استطاعت قوى إدارة األزمة الوصول إليها.
-3مواطن القوة والضعف لدى ٍّ
كل من قوى صنع األزمة والمواجهة لها.
-4طبيعة األخطار التي ستنجم عن األزمة وأعباء استمرارها ونفقاته ومدى تأثيرها.
oتحويل النتائج التي أسفر عنها تحليل الموقف إلى عناصر كمية تتيح التوصل إلى المؤشرات
والنتائج والحلول الكلية والجزئية والخيارات المختلفة.
التدخل في األزمة
وهي مرحلة رسم السيناريوهات واعداد الخطط والبرامج وحشد القوى لمواجهة األزمة والتصدي لها.
ويرتكز إعداد السيناريوهات على الخريطة العامة لمسرح العمليات والتي تتضمن األطراف والقوى
كافة التي حشدها صانعو األزمة ومقاوموها ،وتحديد بؤر التوتر وأماكن الصراع .واستناداً إلى تلك
الخريطة ُيخطَّط تحرك المواجهة كاآلتي:
oتحديد األماكن األكثر أمناً وتحصيناً ،التخاذها نقاط ارتكاز وقواعد انطالق.
oتحديد األماكن اآلمنة ،التخاذها حاج اًز يتلقى الصدمات في حالة تدهور الموقف ،فضالً عن
كونها مناطق إنذار واحتواء للضغوط.
oتحديد أسباب األزمة المتصلة بالنظام والرموز التي يمكن تحميلها المسؤولية عنها وتسليط السخط
عليها والتمهيد الستبدال رموز جديدة بها ذات شعبية مقبولة لدى قوى صنع األزمة.
وتقر
oوضع خطة المتصاص الضغوط اآلنية لألزمة تستجيب بعض مطالب القوى الصانعة لها ّ
التوافق المرحلي معها ،على أن يكون ذلك وفقاً للمراحل العلمية اآلتية:
83
-1االعتراف باألزمة.
-2التوافق واالستجابة المرحلية لمطالب األزمة .
-3تحقيق أسباب األزمة وتأكيدها.
-4تكوين لجان تناقش األزمة وتشترك في حلها.
-5نقل العبء المترتب على حل األزمة إلى القوى الصانعة لها.
oتوزيع األدوار على قوى مقاومة األزمة ال سيما فريق إدارتها والفريق المكلَّف مواجهتها والتدخل
المباشر فيها.
oتأكيد استيعاب الخطة العامة لمواجهة األزمة من ِقَبل ٍّ
كل من المعنيين بها ،والتتابع الزمني للمهام
وفقاً للسيناريو الذي اختير لمواجهة إف ارزاتها والتصدي للقوى الصانعة لها بل اجتذاب بعضها،
للسيطرة على مسرح األزمة سيطرة فاعلة.
oحشد ك ّل ما يحتاج إليه التعامل مع األزمة ،وتزويد فريق المهام باحتياجاته من األدوات والمعدات
التي يتطلبها الموقف.
oتحديد التوقيت المالئم للبدء بتنفيذ خطة المواجهة تنفيذاً فعاالً وحاسماً ،على أن تستمر متابعة
األحداث ومراقبة رد فعل الطرف اآلخر.
معالجة األزمة
يسبق األزمة فريق إدارتها ومتخذ القرار فيها بمجموعة سيناريوهات جاهزة يواجهون بها ما يط أر من
ومهام
ّ يعدلونها لتكون صالحة مالئمة لالستخدام الفعلي .وتُ َّ
وزع بمقتضاها أدوار مواقف صعبة أو ِّ
أساسية وثانوية وتكميلية هي قوام معالجة األزمة:
المهام األساسية :تشمل المصادمة والمواجهة السريعة العنيفة ،واالستنزاف واالستيعاب ،وتحويل
ّ o
مسار القوى صانعة األزمة.
المهام الثانوية :تتولَّى تهيئة المسارات واعداد مسرح األزمة ودعم فريق المهام األساسية س اًر أو
ّ o
علناً وفقاً لما تمليه عملية المواجهة.
oالمهام التكميلية :تعمل على إزالة اآلثار واالنطباعات التي خلّفتها سابقتاها في المسرح،
وتحسين تلك االنطباعات واستعادة األوضاع كما كانت عليه قبل األزمة.
84
وسائل إدارة األزمة
إن أسلوب التعامل مع األزمة يختلف حسب طبيعة المواقف وفى ضوء اإلمكانيات المتاحة وهنا يظهر
دور األسلوب العلمي في اإلدارة في التعامل مع األزمات والقائم على التخطيط القائم على إدراك
اإلمكانيات المتاحة وأدوات التبوء بالمستقبل
ويتطلب التكامل مع الموقف األزموي وادارة األزمة استخدام عدة وسائل لعل من أهمها ما يلي:
الموارد والمتطلبات المعلوماتية
وتعني هذه الوسيلة إمكانية تحليل المعلومات الخاصة بإدارة األزمة فالخطوة األولى واألساسية في إدارة
األزمة هي جمع أكبر قدر من المعلومات عن موقف األزمة ونجد أنفسنا إزاء مشكلتين وهما:
االفتقار إلى الموضوعية في جمع المعلومات.
تفسير المعلومات.
ففي حالة االعتماد على مصادر غير دقيقة للمعلومات فهذا يعنى االستنتاج الخاطئ والتقييم غير
الصحيح لألمور وتصبح الق اررات واإلجراءات المترتبة على ذلك ذات آثار سلبية ومنفصلة عن الواقع
الحقيقي ومما الشك فيه أن وجود مركز للمعلومات في كل منظمة يكون لديه قاعدة من البيانات عن
الوضع األزموي للمنظمة يؤدي إلى تدارك األزمة والتخفيف من آثارها.
ويمكن النظر لخصائص معلومات األزمة من عدة زوايا من حيث:
طرق التمثيل :فمعلومات األزمة لها صور عرض شتى وتختلف وتتباين اتجاهات متخذ القرار فيما
يتعلق باستعداده لتقبل شكل معين للمعلومة.
أبعاد الجودة :حيث تقاس جودة المعلومات بصفة عامة بأربعة أبعاد رئيسية وهي الحداثة والدقة
والمالئمة والتوافر.
وبناء على ما تقدم يمكن القول إن المعلومات لها أهميتها وخاصة لفريق إدارة األزمة وان البيانات الدقيقة
التفصيلية المحللة يكون لها فائدة محققة بالنسبة لكفاءة وفاعلية إدارة األزمة بصفة عامة.
85
التخطيط االستراتيجي
يعد التخطيط بمثابة اإلطار العام الذي يتم في نطاقه التعامل مع األزمات وهو ما يعد التحديد المسبق لما
يجب عمله وكيفية القيام به وهو ما يعني أيضا استشراف المستقبل.
والهدف األول للتخطيط لمواجهة موقف تصبح فيه المنظمة فجأة في دائرة الضوء نتيجة لوقوع أزمة هو
أن تجتاز المنظمة الدقائق أو الساعات األولى بسالم أو ربما اليوم األول أو الثاني لوقوع األزمة ويقع
عبء التخطيط على القيادة اإلدارية للمنظمة فإذا ما كان حريصاً على سمعة المنظمة ويهتم بالحفاظ
على مصداقيتها فإن االستعداد لمواجهة األزمات يعد ضرورة ال غنى عنها.
ومن األهمية بمكان أن نذكر أن التخطيط إلدارة األزمة البد وأن يغطي مختلف مراحل األزمة التي سبق
ذكرها سابقاً كما أن دراسة األزمات السابقة من أهم خطوات التخطيط لمواجهة األزمات أو التبوء بها
باإلضافة إلى:
توفير مخزون مصرفي ُيم ّكن فريق العمل من كيفية مواجهة األزمات.
تحديد المجاالت التي تمثل بؤ اًر لألزمات في المستقبل.
تشكيل فريق العمل (فريق المواجهة وفريق الفرص ،وغيرها)
تصنيف األزمات المتوقعة طبقا لمعايير معينة مثل النوع – درجة الخطورة – احتمالية الحدوث –
ردود األفعال – درجة حدة األزمة – اآلثار المتوقعة.
وفي هذا المجال يجدر اإلشارة إلى أن مداخل التخطيط إلدارة األزمات تتصف بالتعدد طبقاً لتعدد وتباين
مصالح األطراف المعنية بها وطبيعة التوجه بإدارة األزمة ولعل من أهم تلك المداخل مدخل رسالة
المنظمة المدخل التاريخي وأيضا المدخل االجتماعي والنفسي واالقتصادي وغيرها ومن أهم متطلبات
التخطيط ما يلي:
تحديد الهدف من التخطيط بكل دقة وتحويله إلى مهام لتحقيق الهدف.
توفير قاعدة بيانات دقيقة.
توافر مصادر الحصول على المعلومات المستمرة والدقيقة لتحديث قاعدة البيانات.
توافر القيادة المؤهلة للتخطيط.
توافر المستشارين الفنيين والمتخصصين.
توافر اإلمكانيات المادية.
86
وتقوم المنظمات المستعدة لمواجهة األزمات بإيجاد تكامل في عملية التخطيط االستراتيجي فهي تنظر
إلى إدارة األزمات على أنها ذات طبيعة استراتيجية.
87
القيادة واتخاذ القرار
تمثل القيادة أهم المقومات الرئيسية التي يتحدد بتطورها وتقدمها مستوى أداء أية منظمة وعلى قدر
كفاءاتها وخبراتها وابداعاتها والمامها بكافة جوانب األزمة بقدر نجاحها في إدارة األزمة.
وجدير بالذكر أن إدراك القيادة للمسؤوليات االجتماعية واألخالقية الملقاة على عاتق المنظمة تمثل البنية
األساسية ألية خطة أو برنامج خاص بإدارة األزمات بمراحلها الثالث المعروفة ولعل من األمور الجديدة
بالذكر أن االهتمام والتركيز على الممارسات والجوانب األخالقية تعتبر أحد المكونات الرئيسية للقيادة
االستراتيجية.
وهناك عدة مبررات لدى تلك القيادة لالستعداد لمواجهة األزمات وتتمثل هذه المبررات فيما يلي:
مبررات معنوية وأخالقية تتعلق بمبدأ المسؤولية االجتماعية التي يجب أن تضطلع به المنظمات تجاه
البيئة التي تعمل من خاللها
مبررات اقتصادية تتعلق بمبدأ المسؤولية االقتصادية عن الخسائر الناتجة عن أنشطتها االقتصادية
خاصة في إنكار أو تجاهل المشكالت الناجمة عنه.
مبررات تحسين الصورة الذهنية لدى البيئة التي تعمل من خاللها وذلك بالحصول على صورة ذهنية
جيدة لدى جمهور المتعاملين معها باعتبار أن ذلك أمر ضروري لنجاح أعمالها.
ومما الشك فيه أن أبعاد موقف األزمة (المفاجأة – التهديد – الوقت المتاح) تؤدي إلى تحفيز صانع
القرار إلى االهتمام والبحث عن بدائل وحلول غير نمطية فالوقت المتاح الختيار البديل يؤدي في معظم
الحاالت إلى ابتكار أساليب واستصدار ق اررات جديدة للتعامل مع الحاضر وهو ما يسمى بالموقف
االبتكاري لألزمة وهو األمر الذي يستلزمه موقف األزمة بالضرورة فالمواجهة الفعالة لألزمة ال يمكن أن
تتم بطريقة تقليدية والبد من مواجهتها بأسلوب ابتكاري يتميز باإلبداع اإلداري فاألزمة موقف غير عادي
فكيف يواجه ما هو غير عادي بما هو مألوف من التفكير واإلبداع اإلداري لدى القيادة اإلدارية يعني
تقديم حلول متفردة للمشكالت وغير نمطية وبصفة عامة هناك عدة عناصر أو مكونات تشكل التفكير
اإلبداعي للقيادة اإلدارية وهى كما يلي:
الطالقة الفكرية وهى تعني إنتاج أكبر عدد ممكن من األفكار والحلول الخاصة بمشكلة ما خالل
وحدة زمنية معينة.
األصالة وهي تعني البحث عن حلول لها خصوصية ذاتية مرتبطة بالبنية الداخلية والخارجية
للمنظمة.
88
المرونة ويقصد بها التحول بالفكر من اتجاه الى اتجاه آخر من مختلف جوانب المشكلة.
القدرة على التداعي البعيد :وهي القدرة على استكشاف أكبر عدد ممكن من البدائل لحل المشكالت
المرتبطة بموقف معين.
واذا ما أمعنا النظر في هذه المكونات سالفة الذكر نجدها تمثل ركيزة العمل في المستويات الثالثة من
المواجهة ما قبل األزمة وأثناء األزمة وما بعد األزمة فاألزمة تؤدي إلى االبتكار أو بمعنى آخر أن
االبتكار هو وليد ألزمة ما وفي هذا اإلطار يمكن القول أن مرحلة االبتكار هي جوهر مرحلة االستفادة
من األزمة فكل أزمة يمكن أن تخلق دروساً معينة يجب االستفادة منها كما أنه من الممكن أن تخلق
فرصاً جديدة للتطوير واالستغالل وفي هذا المقام يبرز جلياً دور القيادة اإلبداعية في إدارة األزمة.
89
المشكالت في مرحلة حدوث األزمة والتي تتعلق أساساً بعملية االتصاالت وتدفق المعلومات للسلطة
وأيضاً المشكالت المرتبطة بممارسة السلطة واتخاذ الق اررات والمشكالت المرتبطة بالتنسيق وفيما يلي
عرض ألهم تلك المشكالت:
التنسيق
الفعال من أهم المشكالت التي تبرز عند التعامل مع موقف األزمة ،وكلما زاد
تعد الحاجة إلى التنسيق ّ
ّ
نطاق األزمة وكبر عدد المتأثرين بها وازداد عدد األطراف المشاركة في إدارتها كلما قل احتمال نجاح
تحقيق التنسيق الشامل بين جهود تلك األطراف.
وهكذا تثير تلك المشكالت تساؤالت حول العناصر واآلليات التي تحكم فاعلية إدارة األزمة وتساؤالت
حول دور القيادة الفعالة التي تقدم حلوالً غير نمطية لهذه المشكالت للتعامل مع األزمات.
90
الخالصة
تعتمد استراتيجيات مواجهة األزمة على القدرات الشخصية لفريق المواجهة والظروف الموضوعية
المحيطة باألزمة واإلمكانيات والقدرات المتاحة ويمكن اختيار إحدى االستراتيجيات التباعها طوال عملية
المواجهة إالّ أنه يمكن تغيير االستراتيجية طبقاً لمراحل تطور األزمة وتتمثل استراتيجيات المواجهة في
اآلتي:
استراتيجية التعامل العنيف مع األزمة
نمو األزمة
الحد من ّ
استراتيجية ّ
استراتيجية تقسيم األزمة
استراتيجية التأثير السلبي في الفكر المحرك لألزمة
استراتيجية دفع األزمة إلى مرحلة متقدمة
استراتيجية تغيير اتجاه األزمة
مع تعدد أشكال وأنواع األزمات وكذلك تعدد االستراتيجيات المستخدمة في التعامل معها إالّ أن الهدف
الحد من التدهور والخسائر واالستفادة من الموقف المستجد في اإلصالح
من مواجهتها يتمثل في ّ
والتطوير وكذلك دراسة األسباب والعوامل لكي يمكن اتخاذ اإلجراءات المالئمة لمنع تكرار األزمة ويتم
تحقيق كل ذلك عن طريق اللجوء إلى عدد من األساليب اإلدارية منها:
91
يتطلب التكامل مع الموقف األزموي وادارة األزمة استخدام عدة وسائل لعل من أهمها ما يلي:
الموارد المعلوماتية.
التخطيط االستراتيجي.
فتح قنوات االتصال.
القيادة واتخاذ القرار.
تطبيق المنهج المتكامل إلدارة األزمات.
92
المراجع
-1ثابت عبد الرحمن إدريس ،جمال الدين محمد المرسي ،اإلدارة االستراتيجية ،مفاهيم ونماذج تطبيقية،
الدار الجامعية.2006 ،
-2السيد عليوة ،إدارة األزمات والكوارث ،مخاطر العولمة واإلرهاب الدولي ،دار األمين ،الطبعة الثالثة،
.2004
-3محمد نصر مهنا ،إدارة األزمات ،مؤسسة شباب الجامعة للنشر ،اإلسكندرية.2004 ،
-4إيمان عبد الوهاب ،أمينة محمد " ،العالقة بين إعادة الهندسة وادارة األزمات " بحث مقدم في
المؤتمر الثاني إلدارة األزمات والكوارث ،جامعة عين شمس ،كلية التجارة ،وحدة بحوث األزمات،
أكتوبر .2007
-5زهير نعيم ،دور الموارد البشرية في إدارة األزمات " بحث مقدم في المؤتمر السنوي الثاني إلدارة
األزمات والكوارث ،جامعة عين شمس ،كلية التجارة ،وحدة بحوث األزمات،أكتوبر .2007
-6فهد أحمد شعالن ،إدارة األزمات ،األسس والمراحل واآلليات ،الرياض :مطابع أكاديمية نايف للعلوم
األمنية.1999 ،
-7محمد رشاد الحمالوي ،التخطيط لمواجهة األزمات – عشر كوارث هزت مصر ،القاهرة ،مكتبة عين
شمس ،الطبعة األولى.1999 ،
-8محسن الخضيري ،إدارة األزمات ،منهج اقتصادي إداري لحل األزمات على مستوى االقتصاد القومي
والوحدة االقتصادية ،القاهرة :مكتبة مدلولي.2006 ،
-9راسم محمد الجمال ،خيرت معوض عياد ،إدارة العالقات العامة ،المدخل االستراتيجي ،القاهرة ،الدار
المصرية اللبنانية .2005
-10أمين هويدي ،إدارة األزمات في ظل النظام العالمي المراوغ ،مجلة السياسة الدولية ،نيسان .1993
93
التمارين
94
الوحدة التعليمية السادسة:
العالقات العامة وادارة األزمات
مقدمة
كان السبب وراء ظهور العالقات العامة كمهنة متخصصة ،هو تلك
الظروف االقتصادية واالجتماعية التي أفرزت مناخا نفسيا ضاغطا،
إضافة إلى األزمات االقتصادية والعالمية".
إذا فالعالقات العامة علم يتصل اتصاال مباش ار بالظروف واألوضاع
غير العادية ،فالمشكالت واألزمات والظروف الضاغطة ،وعدم
االستقرار والكوارث واألزمات وغيرها ،من األسباب المباشرة لتطور
وازدهار العالقات العامة.
فالمهمة االستراتيجية للعالقات العامة ال تتضح بجالء إال عندما تواجه الحكومة أو المؤسسة أزمة ما
تهدد وضعها ومقدرتها على العمل والمنافسة ،أو تهدد وجودها ذاته وقدرتها على البقاء ،إذ تصبح
المؤسسة آنذاك عرضة للجمهور ومراقبة وسائل اإلعالم
وهنا تكمن خبرة العالقات العامة في التأهب قبل وقوع األزمة وفي حلها والخروج منها إن حدثت ،فعندما
تتعرض صورة المؤسسة لالهتزاز والتشويه ،تتضح آنذاك أهمية العالقات العامة في تكريس جهود جميع
األفراد والوحدات المنظمة ،وتركيزها من أجل تصحيح هذه الصورة.
وهكذا فإن إحدى وظائف العالقات العامة هي الحيلولة دون حدوث األزمة ،والتغلب عليها في حال
حدوثها ،وهذا ما يسمى بـ" إدارة األزمات" ،وال يعد حدوث األزمات شيئا جديدا في حد ذاته ،سواء كان
على مستوى الفرد ،أم على مستوى مؤسسة ما ،أم على مستوى الدولة ككل ،ولكن الشيء الجديد هو أن
الباحثين بدؤوا يولون هذه القضية االهتمام الالزم ،ألنهم شعروا أن بإمكانهم فعل شيء حيال األزمات
وتحليلها ،كما أن علم إدارة األزمات بدأ يظهر نتيجة ألن التطور العلمي والتكنولوجي قدم وسائل وأدوات
للتعامل مع األزمات و إدارتها وتحليلها ،إضافة إلى أن النتائج غير المرغوب فيها لألزمات تنعكس على
األفراد بغض النظر عن نوع األزمة ومستواها ،والسبب في ذلك أن أبعاد األزمة يمكن أن تكون اجتماعية
أو اقتصادية أو بيئية أو حتى سياسية ،لذلك فإن المؤسسة غير القادرة على السيطرة على األزمة
ومجرياتها ،سوف تخسر ثقة اآلخرين بها.
95
دور العالقات العامة في التعامل مع األزمات
تحرص كل مؤسسة على أن تقوم أجهزتها ووحداتها
المختلفة كافة بأداء المهام الموكلة لها بكفاءة
واقتدار ،وأن يتم ذلك على الرغم من الظروف
والمواقف كلها في إطار اإلمكانيات المتاحة ومن ثم
ال تدع ثغرة ينفذ منها القصور ،وتحتاج المؤسسات
كافة إلى تخطيط أدائها وتنظيم هيكلها وتوجيه
مواردها لالرتقاء بمستويات اإلنجاز المتحقق
ومتابعة اإلنجاز بشكل سليم للوقوف على أوجه
القصور وعالجها.
ولما كانت األزمات جزءا من الطابع العام للحياة المعاصرة فإن على كل قائد إداري ناجح أن يعمل على
وضع ورسم برنامج علمي مدروس بعمق للتعامل مع األزمات يحرص على أن يكون هذا البرنامج مبنيا
على وضوح األهداف والسياسات واإلجراءات والخطوات وكذلك على توافر اإلمكانات المادية والبشرية
والمعدات الالزمة للتعامل مع األزمة الحالية والمتوقعة والقدرة على اختيار الوقت المناسب للتدخل في
األزمة والمرونة في التنفيذ والقدرة على التطوير السريع للتوافق والتكيف مع أحداث ومتغيرات األزمة
ومتطلبات التعامل معها.
وهناك اتفاق بين الباحثين على أهمية الدور الذي تؤديه العالقات العامة في إدارة األزمات باختالف
أنواعها إذ تؤدي دو ار مهما قبل و أثناء وبعد األزمات ،وتبرز أهمية العالقات العامة عن طريق الدور
الذي تقوم به أجهزتها المختلفة في إمداد الجمهور بالبيانات والمعلومات أثناء األزمة ،كما يمتد هذا الدور
لما بعد األزمة وانحسارها بهدف احتواء آثارها مع وضع تصورات بديلة في المستقبل.
96
ولقد أشارت الدراسات التي تناولت إدارة األزمات على مستوى المؤسسات إلى أهمية الدور الذي تؤديه
العالقات العامة في المشاركة في إدارة األزمات ،وذلك ألسباب عديدة منها تزايد عدد األزمات التي تعاني
منها المؤسسات بشكل كبير ،إذ كان الهتمام مؤسسات العالقات العامة بهذه األزمات أث ار في إلقاء
الضوء عليها وتحديد أبعادها وأسبابها ،وقد أثبتت إحدى الدراسات في حينها أن %78من هذه األسباب
كانت ناتجة عن ق اررات وتصرفات إدارية ،وعلى الرغم من ذلك فقد أثبتت الدراسة أن نصف المؤسسات
تقريبا ليس لديها خطط إلدارة األزمات بالرغم من أن إدارة األزمة والتعامل معها هو عنصر أساس عند
وضع استراتيجية المؤسسة إذ يدرج فيها تصور لألزمات المحتملة سواء داخل المؤسسة أو خارجها وتأتي
إدارة العالقات العامة كعنصر فعال في إدارة األزمة وفي تعديل صورة المؤسسة أمام الجمهور الخارجي.
أما السبب اآلخر في االهتمام بعنصر االتصال في مجال إدارة األزمات فيرجع إلى تزايد اهتمام وسائل
اإلعالم بتغطية أخبار المؤسسات المؤثرة على الجماهير بعمق مع استخدام التحقيقات التي توفر تغطية
موسعة ومتعمقة حول الموضوع حيث شبه الباحثون عمل وسائل اإلعالم وقت األزمة بعمل المدعي العام
الذي يتولى التحقيق وجمع الدالئل لتوضيح األسباب.
وتكمن أهمية االتصاالت الفعالة قبل وقوع األزمة ،فعند وقوع األزمات ال يتوافر الكثير من الوقت
للتفكير ،حيث يقول السكرتير الصحفي السابق للبيت األبيض "مارلين فيتزواتر" تعتمد االتصاالت الجيدة
لألزمات على نظام موجود بالفعل ،واذا حدثت أزمة ،فما عليك إال أن تسيطر عليها وتحسنها ،واذا كنت
تعقد مؤتم ار صحفيا يوميا بصورة منتظمة يمكنك التحكم فيه وعقده ثالث مرات في اليوم ،وليس وقت
األزمات وقتا مالئما لتصميم نظام جديد.
في حين تقول" سوزان كنغ " ،وهي متحدثة سابقة في و ازرتين فدراليتين في عهد الرئيس األمريكي كلينتون"
قم في وقت األزمات بجمع جميع األطراف الرئيسيين في غرفة وابحث الحقائق بصراحة ،وال تقل دائما
أكثر مما تعرف ،وال تحاول التكهن بما تفكر فيه ،وقم بتزويد الصحفيين باستمرار بأحدث ما لديك من
تطورات ،والصحفيون بحاجة إلى الحصول على المعلومات ،فإن لم تزودهم بها سيكتبون عن الشائعات".
97
دور العالقات العامة في كل مرحلة من مراحل إدارة األزمة:
الوقاية من األزمات:
إن الوقاية في مفهومها البسيط هي القدرة على تجنب المخاطر والحيلولة دون حدوثها ،ولذلك تحتاج
في بداية األمر إلى إعداد قائمة بأولويات األزمات المحتملة أو ما يعرف بـ"التنبؤ باألزمات
المحتملة" ،إذ تعتبر هذه الخطوة قاعدة أساسية التخاذ إجراءات وقائية في منع حدوث األزمات عن
طريق النشاطات التالية:
oالتنبؤ باألزمات المحتملة :إن التنبؤ هو الخطوة األولى في الطريق الصحيح لمواجهة األزمة
عن طريق التخطيط ،ويعتبر تحديد األزمات التي من المحتمل أن تواجهها المؤسسة من المهام
الرئيسية إلدارة العالقات العامة ،ومن أخطر العناصر األساسية في التخطيط لها.
oتحديد األزمات المحتملة :يقصد بذلك تحديد االحتماالت التي من المتوقع أن تمثل بؤ ار
لألزمات ،فإذا ما تم تحديد هذه االحتماالت ،تستطيع المؤسسة إما تصحيح األوضاع أو
األخطاء الموجودة ،أو إعداد العدة لمواجهة األزمة إن حدثت ،ويجب أن تشارك في هذه العملية
جميع المستويات اإلدارية ،وحتى يتم تحديد األزمات المحتملة ،ال بد من القيام بعملية هامة جدا
98
تقع على عاتق العالقات العامة ،أال وهي توصيف المؤسسة ،ويقصد به جمع المعلومات
والحقائق عن المؤسسة وكل ما يتعلق بها من:
99
المرحلة الثانية :دور العالقات العامة في اإلعداد لمواجهة األزمات
يكون الهدف األساس في هذه المرحلة هو فهم أسباب األزمة وانعكاساتها على الجمهور ،وتكون التحديات
الجوهرية التي تواجه العالقات العامة هنا هي بناء وتطوير نظام معلومات حساس لألزمة يمكن اإلدارة
من التنبؤ باألزمات قبل حدوثها ،وتتطلب هذه المهمة جهدا وتفكي ار استراتيجيا من قبل إدارة العالقات
العامة ،وفي هذا اإلطار يمكن إلدارة العالقات العامة االستعانة بعدد من األساليب واألدوات البحثية في
بناء هذا النظام المعلوماتي ،ويمكن أيضا استخدام البحوث الدقيقة والمركزة والتي تعتمد على جلسات
االستماع وفيها يتم تحديد التهديدات المحتملة ومراجعتها دوريا ،ويمكن القيام بهذا البحث كيفيا عن طريق
عقد لقاءات لمناقشة األفكار الجديدة والمبدعة أو كميا عن طريق إجراء المسح ،وهذه األنواع من البحوث
تحقق لمدير العالقات العامة فوائد كثيرة وتجعله أكثر حساسية للبيئة المحيطة وتدعيم مهارات التفكير
النقدي.
أما بالنسبة للتخطيط لألزمة ،فإنه بالتأكيد يختلف عن التخطيط االعتيادي ،فالتخطيط لألزمة يندرج تحت
إطار التخطيط العالجي ،أما التخطيط االعتيادي فإنه يندرج تحت إطار التخطيط البنائي ،فالتخطيط
اإلداري االعتيادي يختلف عن التخطيط إلدارة األزمات ،الذي يحتاج إلى تكاثف أكثر من جهة ،لكي
تتمكن إدارة العالقات العامة في المؤسسة من اإللمام بكل محتويات األزمة وأبعادها ،لذلك فإنه ال توجد
خطة موحدة إلدارة األزمات ،فهي تختلف حسب طبيعة وأهداف المؤسسة ،وكذا حسب األزمات
المحتملة ،وهي تتكون بصفة عامة من العناصر التالية:
تحديد األزمات المحتملة التي تغطيها الخطة :حيث أن الخطة ال يمكنها أن تتالءم مع جميع
األزمات المحتملة ،بل هي تختص بمجموعة معينة منها.
تحديد الوسائل واإلمكانيات المتاحة :تتطلب خطة إدارة األزمات إمكانيات مادية وفنية وعناصر
بشرية"فريق إدارة األزمات" ،فمن المفترض أن تجهز المؤسسة بالحد األدنى من هذه اإلمكانيات،
لتحقيق أهداف الخطة في التعامل مع األزمات المختلفة التي سبق تحديدها ،ويعتبر تحديد فريق إدارة
األزمات أم ار أساسيا في خطة إدارة األزمات ،ألن فيه تقسيم للعمل ،وهو المسؤول األساسي عن
يتوقف نجاح أو فشل إدارة األزمات.
مواجهة األزمة ،وعلى أساسه ّ
100
ولقد بينت دراسة استطالعية على 114شركة أمريكية عام 2008م ،أن %38من هذه الشركات
لديها فرق عمل إلدارة األزمات ،ومن المتوقع أن تكون النسبة قد ارتفعت في السنوات األخيرة ،كما
بينت دراسة استطالعية أخرى في فرنسا عام 2009م ،أن %89من أصل 58مؤسسة لديها فرق
عمل إلدارة األزمات.
ومن الصعب تحديد شكل قطعي لفريق إدارة األزمات لكل مؤسسة ،بحيث يمكن لها تعيين عناصره
بالشكل الذي يظهر لها مناسبا ،وذلك حسب حجم وطبيعة المؤسسة ،وكذا حسب نوع األزمات التي
أعد من أجلها.
وضع سيناريوهات األزمات :يعرف السيناريو بأنه وصف لمجموعة من الظروف المستقبلية ،ويعتمد
على مجموعة مختارة من االفتراضات والتوقعات المتعلقة بالظروف المستقبلية للمؤسسة .وبالتالي
يمكن تعريف سيناريو األزمة" بأنه عرض لما يمكن أن يحدث من تطورات ألزمة معينة ،عن طريق
إطالق الخيال ،واستخدام أسلوب االنطالق الفكري الذي يتيح إعطاء تصورات لمسارات مختلفة
لألزمة.
إن سيناريوهات األزمة تتيح تسهيل مهمة اتخاذ القرار أثناء المواجهة والتعامل مع المتغيرات ،لتفادي
المواقف الحرجة ،وفي حالة اختالف الواقع الفعلي عن األسلوب المخطط ،يمكن إجراء بعض
التعديالت بما يتالءم مع الظروف السائدة.
المتوقعة وفق قدرة المشاركين في إعداد هذه
ويتم إعداد سيناريوهات األزمة بكتابة أحداث التعامل ّ
السيناريوهات على التخيل ،وتوضع التصورات على الورق ،وفي الوقت ذاته يتم مراجعة هذه
المتوقعة
التصورات واجراء التعديالت المناسبة عليها لتصبح أقرب إلى الواقع ،واذا كانت األحداث ّ
هي أحداث افتراضية ،فإنها في واقعها الخاص وفي محاورها العامة هي أقرب للحقيقة ،ومن هنا فإن
كتابة تصورات وسيناريوهات األزمة هي جمع ما بين الحقيقة والخيال في شكل حقيقة افتراضية،
وكجزء من السيناريو ،يمكن إعداد شجرة من الق اررات لمساعدة اإلدارة في التعامل مع تطورات
األزمة ،ويستخدم هذا األسلوب في إدارة األزمات ،نظ ار ألنه ِّ
يمكن من اتخاذ أكثر من قرار بالنسبة
للمواقف التي سيتم مواجهتها في إطار األزمة الواحدة.
ويتم االحتفاظ بالسيناريو وشجرة الق اررات ضمن خطة إدارة األزمات ،الستخدامها عند حدوث األزمة،
والشك أن هذه الطريقة أفضل بكثير من مجرد وضع قائمة بما يجب عمله ،كما أنها مفيدة أكثر في
حالة التدرب على إدارة األزمة.
101
خطة اتصاالت األزمة :ال تنفصل اتصاالت األزمة عن إدارتها ،فهي جزء مكمل لها ،فإذا كانت
العالقات العامة تشارك في تنفيذ بعض المهمات المتعلقة بإدارة األزمة ،إال أن اتصاالت األزمة
بالكامل تقع على عاتق العالقات العامة ،بحكم أنها في األصل عبارة عن نشاط اتصالي.
إن االتصال أثناء األزمة ال يتم عشوائيا ،بل من خالل خطة تضعها العالقات العامة" ،ألن النجاة
من األزمات التي تتعرض لها المؤسسات ،تتطلب من إدارة العالقات العامة فيها أن تطور خطة
لالتصال مع وسائل اإلعالم "وأخرى لالتصال مع الجماهير ،لذلك فإن خطتها التصاالت األزمة
بصفة عامة تتكون من العناصر التالية:
oتحديد وسائل اإلعالم :تتوقف إدارة األزمة في المؤسسة على كفاءتها في التعامل مع وسائل
اإلعالم ،ألن وسائل اإلعالم غالبا ما تتعامل بسلبية شديدة تجاه المؤسسة أثناء األزمة ،لذلك
ينبغي أن تتم االتصاالت مع وسائل اإلعالم بشكل هادئ وعقالني ،حتى يمكن كسبها إلى
جانب المؤسسة ،إضافة إلى عدم زيادة الفجوة التي تتكون تلقائيا عند حدوث األزمة بين
المؤسسة ووسائل اإلعالم ،وحتى تصبح وسائل اإلعالم عنص ار مساندا للمؤسسة في إدارة
األزمة.
oتحديد الجماهير :إذ على خطة االتصاالت أن تحدد الجماهير المستهدفة ،والتي لها عالقة
مباشرة أو غير مباشرة باألزمة ،وهذه الخطة تشمل الجماهير الداخلية والخارجية للمؤسسة،
ويوصي الخبراء بضرورة تحديد الجماهير في كل أزمة محتملة ،ألن لكل أزمة جمهو ار خاصا،
وذلك بحسب طبيعة ونوعية األزمة.
oإعداد الرسالة :يعتبر إعداد رسالة مفيدة وفعالة خطوة بالغة في مواجهة األزمات ،إذ إن ما
تقوله أثناء األزمة قد يعد أكثر أهمية مما تفعله -خاصة في الساعات األولى من وقوع األزمة،
ومن الضروري أن تصمم الرسائل لتالئم اهتمامات واحتياجات كل فئة من الجمهور المستهدف.
oتحديد وسائل االتصال :هناك مقولة إعالمية شهيرة تقول بأن"الوسيلة هي الرسالة" ،بمعنى أنه
إذا ِ
أحسن اختيار الوسيلة التي تخاطَب الجمهور المستهدف ،فقد تم ضمان قدر كبير من نجاح
الرسالة المقدمة ،وبالتالي ال يمكن النظر إلى الرسائل بدون النظر إلى وسائلها.
102
المرحلة الثالثة :دور العالقات العامة أثناء األزمات
يركز مدير العالقات العامة في هذه المرحلة على تطوير خطط طوارئ أو حلول بديلة مصممة خصيصا
لمواقف محددة إذ يتم في هذه المرحلة تقويم االستراتيجيات المتاحة ،فإن الهدف يكون تقليل المخاطر
المتوقعة ألدنى مدى ممكن فيما يتعلق بالمؤسسة أو جماهيرها األساسية وهنا يكون التحدي الذي يواجه
إدارة العالقات العامة هو االلتزام بممارسة الوظيفة وفق األسس االستراتيجية حيث يتم تجزئة الجماهير
ويقوم مدير العالقات العامة بتصميم خطة طوارئ لكل قطاع من هذه القطاعات حسب أهميته ،ويقع
على عاتق إدارة العالقات العامة مهمة تنفيذ البرنامج االتصالي لهذه اإلستراتيجية على المستويين
الداخلي والخارجي.
هناك الكثير من المهمات التي تقع على عاتق العالقات العامة في المؤسسات أثناء مواجهة األزمات،
أهمها تلك التي تتعلق بالصورة الذهنية للمؤسسة ،أو عالج األوضاع الخاطئة ،أو إدارة القضايا ،أو حل
المشكالت الطارئة ،وبعيدا عن المهمات التقليدية والشكلية أو المتعارف عليها لدى المديرين ،توجد
مهمات يتحتم على العالقات العامة إنجازها أثناء مواجهة األزمة وهي:
االتصال بوسائل اإلعالم:
تعتبر مهمة أصلية من مهمات العالقات العامة في إدارة األزمات ،وله أهمية وفعالية كبيرة في
العملية االتصالية إلدارة األزمات ،إذ يجب على العالقات العامة فور حدوث األزمة أن تقوم بإيصال
المعلومات الوافية عن ظروف األزمة إلى وسائل اإلعالم ،وتقوم بتحديثها باستمرار ،لذلك فإن ردود
أفعال وسائل اإلعالم والتخطيط الطارئ يعتبران عنصرين أساسيين ،كثي ار ما يتم إغفالهما عند حدوث
األزمة أو الكارثة ،ألن إغفال وتجاهل وسائل اإلعالم وقت األزمة يساعد على تصعيدها ،ويجعل
خسائر المؤسسة مضاعفة ،خصوصا الخسائر المتعلقة بصورتها.
إعالم جماهير المؤسسة بتطورات األزمة:
إن إعالم الجماهير ضروري في إدارة األزمة ،ألنه يشرح موقف المؤسسة ،ويوقف زحف الشائعات
واألقاويل ،ويهدئ األعصاب في األوساط االجتماعية ،وال يتم ذلك إال من خالل الحمالت اإلعالمية
المرتبطة باألزمة وادارتها ،فالهدف األساسي من إدارة األزمات هو الحفاظ على سمعة المؤسسة من
االنهيار ،وحتما ستتأثر سمعة المؤسسة وصورتها بسبب األزمة ،وتصبح محط أنظار الرأي العام،
103
ولهذا يراعى عند إدارة األزمة حشد تأييد الرأي العام وكسب ثقته ،ألن ذلك سيمثل حماية معنوية
للمؤسسة ،كما يحد من تدخل أطراف أخرى قد تسهم في زيادة حجم األضرار العائدة على المؤسسة،
ومن هنا جاءت أهمية إعالم الجماهير بكل تطورات األزمة ،مع الحرص على الشرح األمين،
واإلعالم الصادق ضمن الحملة اإلعالمية الصحيحة.
شرح موقف المؤسسة:
تعتبر هذه المهمة أساسية في عمل العالقات العامة ،وتكون إما للرأي العام ،أو لجماهير المؤسسة،
أو للجماهير المعنية باألزمة ،ويتم هذا الشرح والتوضيح في ضوء معرفة تامة باتجاهات الرأي العام
من ناحية ،واتجاهات الجماهير المتعلقة باألزمة من ناحية أخرى ،والهدف من هذه المهمة هو
الحصول على تأييد الرأي العام الذي يعتبر مؤش ار على الرضى العام السائد لدى المجتمع عن
المؤسسة.
متابعة ردود أفعال الجماهير(التعرف على رجع الصدى):
تعتبر من أساسيات عمل العالقات العامة ،ألنها بمثابة المهمة التقييمية لبرامج العالقات العامة
وأعمالها ،كما تقدم معرفة جيدة عن أحوال الرأي العام واتجاهاته الحقيقية ،مما يساعد في بناء
البرامج الفعالة التي تسهم بشكل إيجابي في التعامل مع األزمة ،وبناء البرامج العالجية لألزمة وما
بعدها ،وتتطلب هذه المهمة إجراء استقصاءات مستمرة لجماهير المؤسسة ،والنزول إلى الميدان
للتعرف شخصيا على موقف الجمهور وردود أفعاله ،من خالل آليات تتناسب مع واقع األزمة
والمحيط الذي نشأت فيه.
104
األوضاع والتحدي الذي يواجه إدارة العالقات العامة في هذه المرحلة هو تسويق االستراتيجية التي تم
اعتمادها وكيفية ترجمتها إلى عمل حقيقي.
وبعد انتهاء األزمة ينبغي استثمار النتائج التي أسفرت عنها واالستفادة منها لمنع حدوث أزمات أخرى أو
لمعالجة أزمات لم يكن باإلمكان منع حدوثها.
وهناك عدد من األسس التي ينبغي مراعاتها عند التعامل مع األزمات هي:
وضع خطة عالقات عامة للطوارئ واألزمات توضح االستجابات والتصرفات واإلجراءات التي تتخذ
في هذه المواقف ،والشخص الذي له سلطة إدارة عمليات الطوارئ ،ومن له سلطة التحدث إلى
وسائل اإلعالم المختلفة بالنيابة عن المؤسسة في حالة الطوارئ واألزمات.
تحذير الجمهور المعني أو المستهدف فور حدوث أي طارئ أو أزمة منعا لتفاقم المشكلة.
ضرورة التصرف بسرعة قبل أن يقوى ويتصلب الرأي العام بمرور الوقت.
تتمثل الطريقة السليمة لمواجهة األزمة في معرفة متى االستجابة لها ،مع األخذ باالعتبار أن
االستجابة الخاطئة أو التي ال تتم في الوقت المناسب قد تحدث ضر ار أكبر من عدم االستجابة.
في حالة الشك أو عدم توافر الحقائق والمعلومات الكاملة عن الموقف ،يفضل عدم االستجابة مباشرة
والتريث لمدة قصيرة حتى تتضح األمور.
يجب إعطاء القصة كاملة وبصدق إلى وسائل اإلعالم لتبيين طبيعة ونوعية الحدث الطارئ وأبعاده
ونتائجه ،وما سوف تتخذه المؤسسة من إجراءات آراء الموقف ،وفي حالة عدم معرفة أسباب األزمة
فيتم إخبار وسائل اإلعالم بان ذلك تحت الدراسة والبحث.
يجب الرد بسرعة على اإلشاعات التي تحاول النيل من سمعة وصورة المنظمة ،والعمل على تفنيدها
ودحضها ألن مثل هذه اإلشاعات تعطي عادة انطباع الحقيقة عندما تكون الحقائق غائبة ويجب أن
تتضمن الخطة تحديد المسؤول عن تفنيد اإلشاعة واعطائه السلطة والصالحية للتصرف ،فضال عن
إعطائه الثقة.
ضرورة إبالغ وسائل اإلعالم عن الحدث الطارئ أو األزمة ألن تلك الوسائل من الممكن أن تصل
إلى المعلومات بطرق متعددة وربما تبالغ في األمر مما قد يسيء لموقف وسمعة المنظمة.
105
إنشاء مركز للمتحدث الرسمي وينبغي أن يكون مكانه معلومات ويسهل وصول اإلعالميين إليه حتى
ال تتعارض البيانات والتصريحات المعطاة لوسائل اإلعالم عن األزمة.
ال يقبل موضوع االهتمام برفع الروح المعنوية للعاملين من قبل اإلدارة العليا الشك أو المماطلة إذ بدأت
كثير من هذه اإلدارات تسعى إلى إيجاد طرق وأساليب حديثة لترسيخ أسس وضوابط االنسجام بين جميع
األطراف العاملة بالمؤسسة عن طريق طرح برامج مستحدثة لرفع كفاءة العاملين اإلنتاجية والخدمية والتي
تؤدي في النهاية إلى تحقيق ما تصبو إليه من أهداف عامة داخل المجتمع.
ويأتي االهتمام برفع الروح المعنوية للعاملين من إن نجاح األفراد في المؤسسات العامة والخاصة يتوقف
على الروح المعنوية السائدة بين العاملين فيها ،كما تسهم الروح المعنوية العالية لدى الفريق العامل في
تحقيق األهداف العامة والتفصيلية ألية مؤسسة ،وبالمقابل فان التنافر والتناقض بين أهداف وآمال
ومعتقدات العاملين تؤدي إلى اإلخالل بمسيرة العمل والى تعثر الجهود المبذولة لتحقيق هدف ما ،ويسعى
القادة اإلداريون باستمرار إلى تهيئة بيئة عمل مستقرة تسودها أجواء التعاون واأللفة والمحبة في نفوس
العاملين ،ولن يتأتى ذلك إال عن طريق التعامل اإلنساني القائم على االحترام المتبادل والثقة القوية بين
العاملين من جهة وقيادتهم اإلدارية من جهة أخرى ،ويقع دائما على عاتق القادة اإلداريين مهمة إذكاء
الروح المعنوية واإليثار والتضحية لدى العاملين في خدمة المؤسسة التي ينتمون إليها.
وان إدراك أهمية الجوانب اإلنسانية في المؤسسة مهم جدا ،فأية مؤسسة تقوم على العنصر البشري،
والبشر يحتاجون إلى اإلحساس باالنتماء إلى المؤسسة التي يعملون فيها وانهم موضع احترام وتقدير من
106
قبل رؤسائهم وزمالئهم ،وينتمي الفرد إلى جماعة من العمل يتفاعل معها ،ويحدد هذا التفاعل درجة
التعاون بين أفراد الجماعة ،ويمكن لجماعة العمل إن تؤثر ايجابيا أو سلبيا على المؤسسة ،وال شك أن
إحساس العاملين بدورهم في المشاركة بصنع القرار في المؤسسة سيجعلهم أكثر التزاما بتنفيذ قرار
يصنعونه بأنفسهم.
رغبتهم في التعاون ،وهي مصطلح عام يشير إلى محصلة المشاعر واالتجاهات والعواطف التي تحكم
تصرفات األفراد ويمكن الوقوف على الحالة المعنوية من واقع الرغبة أو االستعداد الذي يظهره العاملون
تجاه عملهم ورؤسائهم وزمالئهم".
وتعد الروح المعنوية عنص ار غير محسوس ال يكتشف بطريقة مباشرة و إنما عن طريق ظواهر أخرى،
مثل حماس العاملين واهتمامهم المستمر بعملهم واظهارهم روح المبادرة واالبتكار والتزامهم بالقوانين
وتعاونهم مع اآلخرين وربط أهدافهم الشخصية بأهداف المؤسسة ويكون والءهم كبي ار لقادتهم فضال عن
شعورهم بالفخر النتمائهم للمؤسسة ،وعلى عكس ذلك فإن الروح المعنوية المتدنية ستعود على التنظيم
اإلداري بنتائج سلبية تنعكس بطريقة أو بأخرى على الجمهور فضال عن انعكاسها على مستوى األداء
الوظيفي نفسه وعليه فال بد من قيام القيادة اإلدارية بالسعي نحو رفع معنويات العاملين بغية ضمان
حسن معاملتهم االيجابية للمواطنين فضال عن ضمان مستوى عال من الجدية واإلخالص في العمل.
107
والروح المعنوية تعبير يدل على اصطالح جماعي وليس فرديا ،فالروح المعنوية هي خالصة اتجاهات
مجموعة من األفراد المكونين للجماعة ،إذ إن وجود اتجاهات فردية ايجابية عديدة تجاه العمل يؤدي إلى
تكوين درجة عالية من الروح المعنوية ،بينما تشير الروح المعنوية المنخفضة إلى وجود العديد من
االتجاهات السلبية بين أفراد المجموعة نحو العمل فال مجال للحديث عن روح معنوية للفرد ،حيث إن
الروح المعنوية إنما هي تعبير عن روح الجماعة ،وبناءا على ذلك فإن الروح المعنوية تدل على مقدرة
مجموع األفراد على التكاتف بإصرار ومثابرة وثبات من أجل تحقيق هدف مشترك.
األساس من العالقات اإلنسانية هو توفير الرضا والرغبة الذاتية من جانب العامل تجاه عمله بحيث يقوم
بالعمل عن إرادة حرة ورغبة ورضا واقبال ،مما يؤدي إلى نتائج أفضل كثي ار مما لو قام بالعمل تحت
ضغط ودون رغبة وهو ساخط على الجو الذي يعمل به والعمل الذي يكلف به والرؤساء الذين يكلفونه
بالعمل أحيانا ،كما تساعد الحوافز على رفع الروح المعنوية وتحقيق األهداف العامة للمؤسسة ،إذ إن
تحفيز العاملين يساعد على زيادة اإلنتاجية وهو ما تصبو إليه المؤسسة ،وللحوافز أنواع منها:
الحوافز المادية مثل األجور والعالوات والمكافآت.
الحوافز المعنوية االيجابية مثل كتب الشكر والدعم المعنوي والترقية ،واعطاء الفرص التعليمية
والسياحية واإلشراك في االجتماعات والق اررات والمناقشات.
الحوافز المادية والمعنوية السلبية مثل خصم األجور والعزل والتنحي عن الواجبات.
108
العالقات العامة و بناء الروح المعنوية للعاملين
أخذت إدارات العالقات العامة تهتم بوضع برامج وخطط متكاملة تهدف إلى تحسين ظروف العاملين
وتشجيعهم بشكل يؤدي إلى إيجاد حالة من الرضا واالستقرار فيما بين العاملين داخل العمل ومن ثم
تحقيق األهداف العامة ،والبد لنا من عرض األساليب العملية التي تستخدمها الكثير من إدارات العالقات
العامة من اجل إسعاد العاملين وبالتالي رفع روحهم المعنوية وهذه األساليب هي:
109
وضع نظام للحوافز المادية والمعنوية للعاملين
المخلصين والذين يسهمون بتطوير العمل واستق ارره مثل
العالوات اإلضافية وزيادة الرواتب وتقديم كتب شكر
وتقدير واعطاء إجازة مع بطاقة سفر ألجل االستجما ...
الخ ،وهذا بالتأكيد يؤدي إلى اندفاع العاملين وتحقيق
مستوى أداء متطور داخل العمل.
110
إن تفكير اإلدارات في إنشاء مستوصف صحي للعاملين
وعائالتهم إذ ال يمكن بطبيعة الحال إغفال ما لهذا
المستوصف من التركيز في ضمان سالمة صحة األفراد
وعائالتهم وبالتالي تأثيره على رفع معنوياتهم وزيادة قوتهم
على اإلنتاج.
111
وهناك إدارات تحاول إنشاء إذاعة داخلية داخل العمل
لكي توجه بعض األوامر اإلدارية الخاصة بالعاملين
والمناسبات الخاصة بهم وكذلك تقديم موسيقى هادئة أو
أغاني مطلوبة لهم ،هذه األمور كلها لها أهميتها في حياة
اإلنسان المعاصر مما يجعله يعيش في محيط جيد
ومريح يمكنه عن طريق ذلك اإلبداع باإلنتاج وتنمية
شعوره اإلنساني كعنصر هام في المؤسسة التي يعمل
فيها.
112
تعريف المجتمع المحلي
كما عرف معجم مصطلحات التنمية االجتماعية المجتمع المحلي بأنه " مجموعة من الناس الذين يقيمون
غالبا في رقعة من األرض وتربطهم عالقات دائمة نسبيا وليست من النوع العرضي المؤقت ولهم نشاط
منظم وفق قواعد وأساليب وأنماط متعارف عليها وتسود بينهم روح جمعية تشعرهم بأن كال منهم ينتمي
لهذا المجتمع.
ومما سبق فالمجتمع المحلي هو مجموعة األفراد والمؤسسات التي تشكل بيئة المؤسسة ،والتي من شأنها
إقامة عالقة جيدة معها بما يعود بالفائدة على المؤسسة.
113
أهمية برامج العالقات العامة للمجتمع المحلي
فالمجتمع المحلي قادر على دعم المؤسسة بتزويدها بالقوى العاملة وبالمواد األولية وبالخدمات المختلفة
التي تحتاجها ،ويترتب على المؤسسة مقابل ذلك العديد من االلتزامات تجاهه والتي يجب أن تؤديها مقابل
ما حصلت عليه من التزامات وتسهيالت ،بمعنى أن هناك عالقات اعتمادية بين المؤسسة و أفراد
المجتمع المحلي ،وأن هذه العالقات أصبحت من أهم متغيرات القرن العشرين.
األمر الذي دفع المؤسسات إلى توثيق عالقتها بالمجتمع المحلي عن طريق إقامة عالقات متينة مع
األفراد وقادة الرأي فيه ،إذ تتصل بهم إدارات العالقات العامة اتصاال مباش ار وتنظم لهم اللقاءات مع
المسؤولين فيها وتدعوهم لزيارات مؤسساتها وتتناقش معهم حول أفضل السبل لتوثيق العالقة فيما بينها
وبينهم.
يجب أن تقوم العالقات العامة على قواعد وأسس اجتماعية ،من أجل تحقيق عنصر التماسك والتضامن
بين المؤسسة والجمهور ،ولتحقيق أهداف اجتماعية،عن طريق قيامها بتدريب الجمهور الداخلي للمؤسسة
على تحمل المسؤولية االجتماعية ،عن طريق تعريفهم بإمكاناتها وسياساتها ومسؤولياتها وبالعقبات
والصعاب التي تواجهها ،وبما يجب عليهم من تأييد ومشاركة في تحمل هذه المسؤوليات للمساهمة في
114
تأدية رسالتها ،وعن طريق نظرتها الشاملة لألفراد العاملين فيها على أساس أنهم يعيشون في ظروف
اجتماعية مشتركة ومتفاعلة،ال على أساس أنهم أفراد منعزلين عن بعضهم البعض لكل منهم فرديته ،وهذا
سينعكس حتما بشكل أو بآخر على تحقيق التكامل االجتماعي الشامل في المجاالت االجتماعية كافة.
115
معرفة موقف المجتمع المحلي من المؤسسة وما يقوله عن سياساتها وعملياتها.
التعاون مع الهيئات العلمية والجامعات في تطوير البرامج الثقافية المقدمة ألفراد المجتمع.
التعاون مع المؤسسات المختلفة داخل المجتمع المحلي وذلك لتعزيز التعاون والتفاهم المشترك معها
.وتقوم برامج العالقات العامة بتقوية العالقة مع المجتمع المحلي عن طريق أساليب عدة أهمها:
إقامة االحتفاالت والمهرجانات وتنظيم الزيارات وحسن االستقبال ألبناء المجتمع المحيط بالمؤسسة.
إصدار الدوريات الخاصة التي تهتم بمشاعر العائالت واألفراد وتعمل على تلبية االحتياجات
والمشاعر المتبادلة.
تقديم أفالم عن المجتمع المحيط توضح أهم ما يتميز به من خصوصية في بعض النواحي.
االهتمام بالمراسالت في المناسبات المختلفة ،وتقوية العالقات المستمرة مع المجتمع المحيط السيما
مع قادة الرأي ومداومة التحاور معهم واطالعهم على كل جديد.
السعي إلشراك المؤسسة في خدمات اإلصالح االجتماعي وذلك بإسداء المساعدات المالية واألدبية
المناسبة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر والسعي إلى المشاركة في المسؤولية االجتماعية تجاه
المجتمع وذلك عن طريق إنشاء مستشفيات ،مدارس ومرافق نشر الوعي الصحي.
كسب احترام المجتمع وثقته بإصدار بيانات قبل تنفيذ أية تعديالت بوقت كاف مع شرح أسباب ذلك
شرحا وافيا وتوضيح الخطوات التي تتخذ لضمان استقرار االقتصاد المحلي.
وضع أولويات ألبناء العاملين عند أية حركة تعيينات جديدة بالمؤسسة.
116
إن العالقة مع وسائل اإلعالم هي جوهر مهارات العالقات العامة ،فعلى مسؤول العالقات العامة بناء
عالقة قوية ووطيدة مع رجال الصحافة ،والقيام بتنظيم األحداث والمناسبات الصحفية واإلعالمية،
ومتابعة التغطية اإلعالمية عن مؤسسته لضمان وصول رسالته المستهدفة.
وتمثل العالقة مع العاملين في وسائل اإلعالم جزءا مهما من العمل اليومي لمسؤول العالقات العامة،
ولكي ينجح ممارس العالقات العامة في إنشاء واالحتفاظ بعالقات طيبة مع وسائل اإلعالم فإنه يجب أن
يأخذ في االعتبار التضارب في المصالح الذي تنطوي عليه هذه العالقة ،فكثي ار ما ينشأ سوء تفاهم بين
المشتغلين بالعالقات العامة والصحافة بسبب عدم فهمهم لوظيفتها وتتلخص الشكاوى من الطرفين في
اآلتي:
من جانب الصحافة
oمحاولة المشتغلين بالعالقات العامة الوقوف أمام وصول األخبار إليهم بحرية.
oمحاولتهم نشر أخبار مكانها الطبيعي هو الجزء المخصص لإلعالنات.
oتهديد الصحافة بمنع اإلعالنات عنها إذا لم تنشر أخبا ار عن المؤسسة.
oجهل المشتغلين بالعالقات العامة بطريقة عرض األخبار وتقديمها.
oتقديم الرشاوى المقنعة وغير المقنعة إليهم.
من جانب المشتغلين بالعالقات العامة
oقلة عدد المراسلين وعدم تفرغهم لنشر أخبار الصناعة والتجارة والمال.
oاهتمام الصحافة باألخبار المثيرة على حساب أخبار المجتمع األخرى واألخبار الجادة.
oالشك في كل ما يرد من أخبار من رجال العالقات العامة وعدها من األخبار المصطنعة
oعدم التفرقة بين الجادين وغيرهم من المشتغلين بالعالقات العامة.
ومن الضروري أن تبنى العالقات مع وسائل اإلعالم على أساس من الصدق والدقة في إعطاء
المعلومات وذلك حتى تستطيع المؤسسة أن تحصل على ثقتهم وتعاونهم الدائم مما يؤدي إلى وقوفهم
بجانب المؤسسة في أوقات األزمات وسرعة تفهمهم لهذه األزمات وقت وقوعها ويمكن تلخيص توقعات
وسائل اإلعالم ورغباتهم بما يلي:
117
االستجابة بسرعة وبأمانة إلى أية استفسارات من جانب ممثلي وسائل اإلعالم.
االلتزام بالمواعيد المحددة في إرسال النشرة اإلخبارية أو القصة الخبرية إلى وسائل اإلعالم
توفير التسهيالت الالزمة والتعاون مع ممثلي وسائل اإلعالم في أثناء تواجدهم في مكان العمل أو
في أثناء اتصالهم بالمؤسسة للتحقق من صحة األحداث.
العدالة في التعامل مع وسائل اإلعالم المختلفة دائما فال يجوز أن يتم التعاون مع صحيفة دون
أخرى وال يجوز كذلك أن تتم دعوة مندوبي صحيفة معينة إلى مؤتمر صحفي وعدم دعوة مندوبي
صحيفة أخرى.
االستماع إلى مقترحات وآراء رجال الصحافة واإلعالم والحل السريع ألية شكاوى ترد منهم.
جماهيرها في أفضل مظهر ،فإن هذا الوضع فرض حقيقة مؤداها أن وسائل اإلعالم تعد جمهو ار
ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بالمؤسسات ،وأن المؤسسات هي األخرى تعد جمهو ار له أهميته فيما
يتعلق بوسائل اإلعالم ،إذ إن العاملين بهذه الوسائل يعدون المؤسسات مصادر إخبارية ويبحثون عن
األخبار والمعلومات المتعلقة بتلك المؤسسات ثم يمررونها على قرائهم ومستمعيهم ومشاهديهم.
118
عوامل نجاح العالقة مع وسائل اإلعالم
لكي تعمل معظم المؤسسات بشكل جيد مع اإلعالم
يجب أن تعتمد على تقنيات مجربة ووسائل ومواد
منها لضمان نجاح هذه العالقة أهمها:
وفيما يخص كل مؤسسة يعتمد المزج بين هذه الفعاليات على اهتمامات اإلعالم اإلخباري وعلى أهداف
المؤسسة والموارد المتاحة غير أن الحاجة للحصول على عالقات إعالمية إخبارية موثوقة وخالقة تبقى
أم ار ثابتا ،وهكذا فالمؤسسة التي تطور طريقة العمل مع اإلعالم اإلخباري تؤسس هذه الطريقة على نحو
ثابت وتحافظ على مقاييس عالية تمكنها من الحصول على تغطية إخبارية دقيقة وأكثر شمولية وكذلك
على خدمة أفضل الهتمام الجمهور.
119
وهناك العديد من األساليب والقواعد التي يجب مراعاتها لضمان نجاح العالقة مع وسائل اإلعالم
أهمها:
تكوين عالقات جيدة وسمعة طيبة مع وسائل اإلعالم وذلك بتزويد هذه الوسائل دائما بالمعلومات
الصحيحة والدقيقة وبالمواد المعدة جيدا للنشر وفي الوقت المطلوبة فيه وهذا بدوره سيؤدي إلى تكوين
سمعة طيبة للمؤسسة لدى رجال اإلعالم تكون من أفضل المصادر التي يعول عليها الوصول
للحصول على معلومات دقيقة.
االستجابة بسرعة وبصدق وبأمانة ألية استفسارات يطلبها المحررون أو مندوبو وسائل اإلعالم
والتأكد من التزام موظفي جهاز العالقات العامة كافة بهذه السياسة.
يجب أن يلم مسؤول العالقات العامة بوسائل اإلعالم المتوافرة في بيئته وسياساتها ،والقائمين عليها
واستغالل تلك المعرفة بما يعود بالفائدة على مؤسسته.
أن يكون قاد ار على كتابة التقارير الصحفية ،واعداد األخبار ،والتحقيقات ،وتقديم المادة إذاعيا أو عن
طريق التلفزيون...الخ.
عليه أن يكون ماه ار في أساليب الدعاية ،وقاد ار على اإلعداد للمناسبات الخاصة والعامة مثل
،المؤتمرات الصحفية والمعارض وحفالت االفتتاح ...الخ.
بما أن وسائل اإلعالم تعمل بإيقاع سريع وقد ال يكون لديها متسع من الوقت لمراجعة المعلومات
التي يقدمها المكتب الصحفي ،فإنه من الضروري حتى ال تظهر أخطاء في المادة التحريرية مراجعة
الحقائق والمعلومات قبل إمداد الوسائل بها حتى تحظى المعلومات بالثقة المطلقة والمؤسسة
باالحترام ،وتعد الدقة عامال مهما في اإلجابة عن تساؤالت وسائل اإلعالم والسيما فيما يتعلق
باألرقام واألسماء والتواريخ.
من الضروري أن ينهض المكتب الصحفي بمهمة مساعدة الصحفيين على إجراء مقابالت مع كبار
المسؤولين في المؤسسة ،كما أن عليه أن ينصح مدير المؤسسة أو رئيس مجلس إدارتها بأهمية
إجراء المقابالت مع الصحفيين ،وذلك حتى ال ينظر إلى المكتب الصحفي على أنه حاجز بين
الوسيلة واإلدارة.
120
الخالصة
العالقات العامة علم يتصل اتصاال مباش ار بالظروف واألوضاع غير العادية ،فالمشكالت واألزمات
والظروف الضاغطة ،وعدم االستقرار والكوارث واألزمات وغيرها ،من األسباب المباشرة لتطور وازدهار
العالقات العامة.
المهمة االستراتيجية للعالقات العامة ال تتضح بجالء إال عندما تواجه الحكومة أو المؤسسة أزمة ما تهدد
وضعها ومقدرتها على العمل والمنافسة ،أو تهدد وجودها ذاته وقدرتها على البقاء ،إذ تصبح المؤسسة
آنذاك عرضة للجمهور ومراقبة وسائل اإلعالم.
121
المراجع
-1صالح أبو أصبع ،العالقات العامة واالتصال اإلنساني .عمان :دار الشروق للنشر والتوزيع.2004 ،
-2حمود البدر ،أسس العالقات العامة وتطبيقاتها .الرياض :دار العلوم للطباعة والنشر.1992 ،
-3عبد الكريم الجبوري ،العالقات العامة فن وابداع تطوير المؤسسة ونجاح اإلدارة ،الطبعة األولى،
بيروت ،دار ومكتبة الهالل للطباعة والنشر.2001 ،
-4إبراهيم العمري ،السلوك اإلداري والعالقات العامة .اإلسكندرية :دار الجامعات المصرية .1991
-5سمير حسين ،وآخرون ،إدارة العالقات العامة في األجهزة الحكومية بالمملكة العربية السعودية
.الرياض :معهد اإلدارة العامة.1991 ،
-6علي عجوة ،األسس العلمية للعالقات العامة ،الطبعة الرابعة.القاهرة ،عالم الكتب .2002
-7محمد الجوهر ،وآخرون ،أجهزة العالقات العامة في الشركات المساهمة ومؤسسات األعمال الخاصة
في األردن :دراسة ميدانية للوظائف واألداء" .مجلة اليرموك ،العدد الرابع .2001
-8محمد السريع ،محمد ،األدوار المؤسسية واألنشطة للعالقات العامة في المستشفيات الحكومية
والخاصة .أطروحة ماجستير غير منشورة ،الرياض ،جامعة الملك سعود.2001 ،
-9زكي هاشم ،وظيفة العالقات العامة بين النظرية والتطبيق دراسة ميدانية في قطاع األعمال الكويتية "
.مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ،العدد الحادي والثالثون.1989 ،
-10محسن أحمد الخضيري ،إدارة األزمات :علم امتالك كامل القوة في أشد لحظات الضعف" ،القاهرة،
مجموعة النيل العربية ،ط .2002
-11زهير نعيم الصباغ ،دور إدارة الموارد البشرية في إدارة األزمات ،دراسة مقدمة إلى المؤتمر الثاني
إلدارة األزمات والكوارث ،القاهرة ،جامعة عين شمس.1997 ،
-12السيد عليوة ،إدارة الوقت واألزمات واإلدارة باألزمات" ،القاهرة ،دار األمين للنشر والتوزيع.2003 ،
122
التمارين
123
الوحدة التعليمية السابعة:
تمهيد
في الحقيقة إن اتصال األزمة في المنظمات هو وليد لتطور العديد من العمليات اإلدارية ونمو
ٍ
بشكل أو بآخر بطبيعة المنظمة تقنيات االتصال العامة والخاصة بالمنظمة ،كما أنه يتعلق
وطبيعة ونوع األزمات التي تتعرض لها ،وعلى الرغم من أن هذا التوجه يؤكد استحالة وضع
خطة اتصالية واضحة المعالم يمكن تبنيها لمواجهة األزمات التي تعترض حياة المنظمة ،إال أن
هناك قواعد عامة يمكن األخذ والعمل بها في إطار مراحل تطور حياة األزمة.
اإلشارة في مذكرات الجنرال الفرنسي" فوش" إلى دور المكلف بالصحافة الذي قام به أحد
ضباطه بصفة مؤقتة إلى جانب مهام أخرى.
كما نجد أن" بيجو " " Peugeotفي نفس الفترة – بداية القرن العشرين – أنشأ أول صحيفة
مؤسساتية " كما ظهر في الواليات المتحدة األمريكية أول اتصال منظم لدى شركة" سنجر
"Singerفي العام ،1926وفي فرنسا نجد أن الشركة الوطنية للسكك الحديد ) (SNCFعند
إنشائها كانت أول مؤسسة تم تزويدها بـ " مصلحة صحافية " خاصة بها.
124
وعموما لقد كانت البداية الحقيقية التصال المنظمة ،إبان وبعد الحرب العالمية الثانية ،بعدما
تعودت الجيوش على اصطحاب " مراسلين صحافيين وكان من أشهرهم " "" "Hemingway
همنقواي ،لذلك استمر اتصال المنظمة في بدايته األولى ولمدة طويلة تحت تأثير وبرعاية
الهيئات العسكرية ،و تحول عدد كبير من العسكريين المكونين في الميدان إلى مجال اتصال
المنظمة الذي كان يدعى آنذاك" العالقات العامة" و" العالقات الخارجية".
إن إدارات االتصال بمعناها الحديث لم تظهر في المؤسسات إال مع بداية السبعينيات من القرن
العشرين" ،وتجدر اإلشارة إلى أن البداية األولى التصال المنظمة قد كانت مع انتشار اإلعالن
والتسويق ،حيث ظهرت أهمية هذا األخير مع التطور الصناعي.
كما نجد أن بنية المجتمع في حد ذاته قد تغيرت ،حيث ظهرت بعد الثورة الصناعية تنظيمات
وتجمعات جديدة تدافع عن حقوق اإلنسان وحقوق العمال ( النقابات ) وحقوق المستضعفين،
والمنظمات التي تدافع عن البيئة ،ومنظمات حماية المستهلك ،أي تطور مؤسسات المجتمع
المدني.
وهكذا بدأت هذه المنظمات والمؤسسات االقتصادية تتنافس فيما بينها من أجل كسب ثقة
الجمهور وتأييد الرأي العام ،ولم تعد المؤسسات تتنافس من أجل البيع والربح المادي فقط.
ولكسب تلك المنافسة ظهر توجه جديد قائم على صناعة وتسويق المعلومات تجسد في نشاط
العالقات العامة ،الذي يعمل لتقريب المنظمة من جمهورها ويزيل جميع الحواجز بينها وبينه من
أجل كسب تأييده وتقديره ،وعلى إثره ظهرت المسؤولية االجتماعية للمؤسسة استجابة ألهمية
الرأي العام المتزايدة في الحياة االجتماعية"
ونتيجة لذلك أيضا تبدلت طبيعة جمهور المنظمة– باختالف أنواعه -ليصبح دائم التطلع
للحصول على األفضل وعلى المزيد من المعلومات.
125
ومن أجل إرضائه والحصول على تأييده أصبح لزاما على المنظمات أن تكون قادرة على التحكم
في تخصصات اتصال المنظمة على المستويين الداخلي والخارجي (اإلعالن ،والعالقات
العامة).
وهناك جملة من العوامل التي ساعدت على تطوير اتصال المنظمة منها المنافسة بين
المؤسسات واعتياد الجمهور على هذا النوع من االتصال و كذلك تطور وسائل االتصال"،
وتتجسد هذه العوامل مجتمعة في التطور االجتماعي واالقتصادي الذي عرفه المجتمع اإلنساني.
أما على مستوى التطور التكنولوجي فيمكن أن نلمسه في جانبين ،الجانب األول ظهر على
مستوى المؤسسات مما ساعد المنظمات على تطوير أنظمتها االتصالية ،والمستوى الثاني
المتعلق بأن هذا التطور سمح بتطور وسائل االتصال الجماهيري مما يحتم على المنظمة
استغاللها كحلقة وصل بينها وبين الجمهور الواسع والعريض.
دون أن ننسى التطور الذي عرفته األنظمة القانونية والسياسية والتي سمحت بحماية األفراد
كمستهلكين وأيضا كمستقبلين للرسائل اإلعالنية واإلعالمية ،لهذا تعمل المنظمات على االهتمام
بالعملية االتصالية التي يزداد الحاجة إليها أوقات األزمات وتقوم بها في إطارها القانوني
والسياسي الوطني والدولي.
الشامل إلدارة األزمة ككل والذي يكون هدفه األساسي تكوين قاعدة وقائية لمواجهة األزمات أو
على األقل مواجهتها باإلمكانيات والوسائل الالزمة للحد من انتشارها ،حيث يشمل اتصال
األزمة في مرحلة ما قبل وقوعها على إعداد خلية اتصاالت األزمة وتحديد عالقة هذه األخيرة
126
بخلية إدارة األزمات ،وتدريب أعضاء الخلية مع تكوين قاعدة معلوماتية شاملة عن بيئة المنظمة
وجمهورها وطبيعة األزمات المحتملة الوقوع ووضع جملة من التصميمات والخطط لمواجهتها.
المعلومات وتحديد مصادرها ونشر واذاعة هذه المعلومات في الوقت المناسب وبالوسيلة
المناسبة نحو الجمهور المناسب والمعني باألزمة .وتزود خلية اتصال األزمة بكافة
األجهزة االتصالية وتعمل على تشكيل موقع على االنترنت بخصوص كل ما ينشر أو
يذاع عن الحدث أو األزمة.
في المقابل يتصف فريق اإلدارة بأنه " جماعة صغيرة من األفراد يجتمعون للمساعدة في
التخطيط إلدارة األزمة ،حيث يتعاظم دورهم في حالة التخطيط لالزمات الكامنة والمحتملة
الحدوث والتعامل معها وقت حدوثها.
إن الفصل الوارد بين خلية تسيير األزمة وخلية تسيير اتصال األزمة يتعلق بمعطيات خاصة
بالمنظمة وباألزمة ،كحجم المنظمة وخبرتها الواسعة في مجالي اإلدارة واالتصال إلى جانب
عامل اتساع األزمات ووقتها ،مع مالحظة أن عملية الفصل بين الخليتين أمر في غاية الصعوبة
من الناحية العملية والتطبيقية ،والمهم أن يكون أفراد هذه الخلية قد تم اختيارهم وفقا لمجموعة من
الخصائص والسمات حيث يشترط أن تتوفر فيهم مجموعة من الخصائص.
127
انتقاء أعضاء فريق خلية اتصاالت
األزمة
إن نجاح عمل خلية األزمة بما فيها خلية
اتصال األزمة يتوقف بدرجة كبيرة على كفاءة
ومهارة أعضائها لهذا يشترط أن يتصف هؤالء
بالتالي:
الثبات واالتزان االنفعالي بمعنى الضبط الذاتي لالنفعال والتناسب بين االستجابة ونوعية
المثيرات.
الذكاء والقدرة على اإلبداع والذي يقصد به القدرة على إنتاج الجديد من خالل صياغة جديدة
للمادة أو المواد المألوفة.
القدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية في الظروف والضغوط التي تخلقه األزمة وأهمها
التهديد والغموض وضيق الوقت.
الجدية وااللتزام في العمل والشعور بالمسؤولية.
أن تكون لديه قدرات إدارية وتنظيمية تساعده في تنظيم الجهود والتعاون مع الغير سواء
داخل أو خارج فريق األزمة.
إنكار الذات والرغبة في العمل من خالل الخلية ،وكذلك الرغبة في التعلم والتدريب والعمل
بأساليب غير تقليدية ،أي خلق روح العمل الجماعي.
االستعداد لالعتراف بالخطأ وقبول النقد أو النصيحة والرغبة المستمرة في تطوير األداء
وتحقيق االنجاز.
128
إن هذه االستعدادات الشخصية غير كافية لضمان سير عمل الخلية على نحو يحقق قدرة
كبيرة على التحكم في أبعاد األزمة وأن تضمن فاعليتها لهذا يشترط أن تتوفر لدى الخلية
بعض المميزات الفنية نذكر منها:
أن تكون الخلية صغيرة العدد وأن تتوافق
اختصاصات األعضاء ومؤهالتهم مع
طبيعة ونوعية األزمة المتوقعة ،كما أنه
ال يوجد عدد محدد ألعضاء الخلية لكن
الراجح بين الخبراء أن ال يكون العدد
كبي ار جدا.
129
ومن الناحية العملية تتكون خلية إدارة األزمة من شخصيات محورية تضم ثالث عناصر هم:
المنشط :يمكن أن يكون الممثل األول للمؤسسة كما قد يتم اختيار شخص آخر بناء على
قدرته ومشروعيته في إدارة الحوار.
الخبراء :للخبراء مهمة صعبة قائمة على الموقف العصيب الذي تفرضه أغلب األزمات،
فأزمات المنتجات لها أبعاد متعددة لهذا من المهم أن تضم الخلية عددا مختلفا من الخبراء
في المجال التقني ،على أن تضم الخلية مختصين في القانون والمالية مهما كانت طبيعة
األزمة ألن هذين المجالين أكثر تأث ار من أي مجال آخر ،أما بالنسبة للخبراء فإن تحديد
اختصاصاتهم يكون بناء على طبيعة األزمة ،فالتلوث مثال يفرض حضور مدير الموارد
البيئية والصراع االجتماعي يستدعي حضور مدير الموارد البشرية....الخ.
المكلف باالتصال :وله مهمتان ،تظهر األولى في تحقيق االتصال الصاعد ويتجسد ذلك من
خالل نقل آراء الجمهور الخارجي و ما هي اهتماماته ،كيف يتقبلون مثل هذه الق اررات
المتخذة ،المهمة الثانية تتمثل في كتابة أو تسجيل الرسائل االتصالية ونقل الق اررات المتخذة
إلى المستقبلين (الجمهور المستهدف).
130
مسؤول عالقات عامة لدراسة النواحي االتصالية مع الجمهور ووسائل اإلعالم ومساندة
المتحدث الرسمي ،ويقابل مسؤول العالقات العامة مسؤول اتصال المؤسسة على اعتبار
أن هذا األخير أكثر شمولية من العالقات العامة.
متخصصون في النواحي التأمينية والمالية والعمالية.
يتعامل مع الجمهور وأطراف األزمة ويضع رسالته للرد على استفسارات الجمهور،
ومطالب وسائل اإلعالم المختلفة واعداد الرسائل المتنوعة التي تتناسب مع فئات هذا
الجمهور.
وفي الغالب يكون المتحدث الرسمي في حالة األزمة هو رئيس المنظمة أو المدير العام لها إذا
كانت تتوفر لديه القدرة والشجاعة على التحدث واإلحساس بالمسؤولية والمهارة اإلدارية
واالتصالية ،فالمتحدث الرسمي يجب أن يكون مقبول من الجمهور المستقبل وأن يستعمل لغة
مفهومة لدى أغلبية هذا الجمهور ،وفي حالة عدم توفر تلك المهارة االتصالية في الرئيس
فإنه يتم اختيار الشخص األقدر على التعامل مع وسائل اإلعالم والتحكم في إدارة الحديث والرد
على األسئلة المتوقعة والمفاجئة ،ويتم اختيار المتحدث الرسمي وفقا لعدة مهارات و خصائص
منها:
131
القدرة على اكتساب المعلومات بسرعة والتعبير عنها بفاعلية.
لديه القدرة على اإلقناع وتحقيق المصداقية.
قدرة عالية على اإلنصات الجيد.
قدرة على التعبير عن المواقف المختلفة بحماس وصبر
وتأني ومراعاة الدقة في عرضها.
القدرة على اتخاذ اتجاهات معينة تؤثر في الجمهور.
المرونة عند التعامل مع المواقف التي تحتاج إلى ذلك.
االلتزام بالهدوء والتأني في المواقف التي بها ضغط شديد.
هذه الشخصية المحورية في تفعيل اتصال األزمة حيث يتوقف عليها وبدرجة كبيرة نجاح المنظمة
أو فشلها بل قد يستطيع أن يجعل األزمة فرصة للتطوير والتغيير وتحسين الصورة لهذا ُنوجه
جملة من النصائح للمتحدث الرسمي والسيما في عالقته بوسائل اإلعالم منها:
أن يكتب من أجل الحديث و ليس القراءة ،أي يكون لديه كامل الحرية للتعامل مع النص
المكتوب ،فالحوار يجب أن يلقى شفويا مبسط وبكلمات قصيرة.
استغالل جميع حركات التواصل وليس فقط اعتماده على اللغة الشفوية ،ألن المستقبل يركز
في بداية األمر على طريقة النطق والكلمات المفتاحية المستعملة ،وعلى نبرة صوته ويضاف
إلى ذلك فهو يراقب كامل جسمه ،طريقة وقوفه ونظراته ،لذلك يجب استغالل كل هذا لتعزيز
ذاته وموقفه.
التحضير المسبق لمواجهة األسئلة ،لهذا يكون من المستحب إحداث نوع من التوافق بين
الخطاب اإلعالمي واختيار المتحدث الرسمي ،فيجب إذا في بعض األحيان تحديد من
يتحدث؟ وبأي خطاب ،وعلية فإن اختيار المتحدث الرسمي ال يقوم فحسب على تحديد
القدرات الذاتية للمتصل وانما يقوم أيضا على طبيعة ومضمون الخطاب الموجه الذي تتحكم
في أبعاده طبيعة األزمة.
132
اللجوء إلى االستعانة بالخبراء والمستشارين من الخارج
في حالة فقدان الخبراء المتخصصين داخل المنظمة أو عندما تتعرض ألزمة قوية جدا قد تلجأ
المنظمة إلى خبراء من الخارج لالستعانة بهم إلدارة األزمة ،كما أن الخطاب اإلعالمي مرهون
بمدى استعداد المنظمة لمواجهة األزمات ،لهذا يكون من الضروري القيام بـتحليل سابق لألزمة
وهنا يمكن االستعانة بوكاالت خارجية لتحديد بعض األخطار ،كالخطر االجتماعي في المنظمة،
الخطر التقني والخطر المتعلق بتقلبات السوق ،وبذلك تظهر المهام التي يتولى الخبير القيام بها
فيما يلي:
تحديد وتقدير أوجه االنتقادات والقصور والخلل بالمنظمة.
محاولة منع تلك االنتقادات واالستجابة آلراء وشكاوي الجمهور قبل تطورها ألزمات ومعالجة
أوجه القصور داخل وخارج المنظمة.
توقع وقت حدوث األزمة ،واإلجراءات التي تتخذها من واقع دراسات األزمات السابقة
وتصور األزمات المحتملة الحدوث.
االتصال بكفاءة خالل األزمة.
التخطيط لألزمات الكامنة.
تجنب المنظمة العديد من األزمات التي قد تواجهها من خالل األنشطة التي يقوم بها والتي
تهدف إلى االرتقاء بصورة المنظمة ومصداقيتها وسمعتها لدى الجمهور.
على العموم فإن اللجوء إلى المستشارين والخبراء قد تكون أقل فاعلية من االستعانة بفريق
متخصص من داخل المنظمة ،فلن يكون للخبير الدافع القوي إلدارة األزمة ،فالشعور بالتهديد ال
يمسه وال يتأثر به وال يعني مؤسسته ووظائفه على خالف أعضاء المنظمة حيث يعيش كل فرد
هذا الشعور والذي يكون بمثابة دافع معنوي لدى خلية إدارة األزمة المنبثقة من المنظمة ذاتها
وهذا يزيد من مساهماتهم ومسؤولياتهم اتجاه وظائفهم واتجاه مؤسستهم.
أما الخبراء الخارجيين فدافعهم للعمل هو دافع مادي بحت وقد يتجاوزه إلى دافع الشهرة فحسب،
باإلضافة إلى ذلك فإن أعضاء خلية األزمة المنبثقة من المنظمة يكونوا على علم ودراية بحياة
المؤسسة وتاريخها مما يوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت والمال ،وعلى المنظمة أن تفاضل
133
بين التوجهين لتختار من يحقق لها نتائج إيجابية ويعيد األوضاع إلى ما كانت عليه في أقصر
وقت ممكن وبأقل التكاليف.
وبذلك يكون من الضروري أن تؤسس المؤسسة مرك از للمعلومات والتوثيق يتولى تجميع كافة
البيانات والمعلومات عن المؤسسة ،وبيئتها الداخلية والخارجية مستعملة في ذلك كل الوسائل
التقنية الحديثة والمناسبة لتسهيل استخدامها فيما بعد وحتى تناسب موقف األزمة المفاجئ.
134
تحديد األزمات المحتملة الحدوث
إذا كانت مسألة تسجيل وتوثيق األزمات الماضية في غاية األهمية لتكوين قاعدة معلوماتية
تفيدنا في تسيير األزمة إداريا واتصاليا ،فإن التنبؤ بوقوع بعض األزمات المحتملة يعتبر أساس
إدارة األزمة قبل حدوثها ،فهي تقوم على التعرف على المشكالت قبل تهديدها ألهداف المؤسسة،
واالهتمام بإدارة القضايا المختلفة التي تتعرض لها ودراستها في المراحل المختلفة من حدوث
األزمات يسهم إلى حد كبير في التخفيف من شدتها ،وربما منعها نهائيا وجعلها قضية عادية
نتيجة التعامل السريع معها والتحكم في مستويات التأثير والتعامل مع الجماهير المختلفة.
ويظهر دور اتصال المنظمة في هذه المرحلة في القيام ببحوث ودراسات ميدانية للكشف عن األخطار
التي تهدد مصالح المنظمة وتوثيق الصالت بينها وبين جمهورها الداخلي والخارجي ويتجسد دوره في:
التعرف على األشياء والعوامل التي قد تسبب حدوث األزمة ،وعلى القائم باالتصال أن
يتصور نفسه مرة في وسط أحداث األزمة ،ومرة أخرى كمرشد لوسائل اإلعالم أو في موقف
مواجهة الشائعات.
معرفة اتجاهات وردود فعل الجمهور اتجاه المنظمة.
يجب اإلعالن عن القضايا الطارئة بسرعة وحلها.
تحديد المسؤوليات واألدوار المتوقعة.
135
على العموم يظهر دور اتصال األزمة في قدرته على التفاوض مع أطراف األزمة باالعتماد على
أسلوب اإلقناع وكذلك باالعتماد على مدى التمكن من تقنيات اإلدارة ومدى الخبرة والمعرفة
بطبيعة األزمات التي عرفتها سابقا.
مع مالحظة أنه عادة ما يتم توقع أسوء السيناريوهات المحتملة لألزمات وكل ذلك يتم في ضوء
تحديد طبيعة األزمات وأنواعها.
إن اختيار تلك الوسائل والطرق المستخدمة في االتصال لتكون مالئمة مع نوع الجمهور
المستهدف وطبيعته ،وبذلك يقودنا اتصال األزمة إلى تحديد مصدر االتصال ومع من نريد
الحديث؟ ومن هو الجمهور الذي له حق أولوية االتصال وقت األزمة وبالتالي استعمال الوسائل
األكثر تأثي ار ،وتتمثل الوسائل والقنوات االتصالية في إجراء عقد المؤتمرات واعداد النشرات
الصحفية واجراء المقابالت واإلعالنات و النشرات اإلخبارية المرئية و مراسلة الجمهور،
االتصاالت التلفزيونية وأجهزة الفاكس والمذكرات والتقارير ،وكذلك وسائل تكنولوجيا االتصال
136
الحديثة عبر اإلنترنت والتي تتيح إمكانية التبادل المعرفي ألفضل الحلول لمعالجة األزمة ،إلى
جانب إمكانية متابعة أحداث األزمة لقدرته السريعة على بث األخبار.
إلى جانب الوسائل االتصالية السابقة الذكر يعتمد اتصال المنظمة على االتصاالت المباشر
بالجمهور في الميدان وقوع األزمة ،ويهدف هذا النشاط االتصالي إلى زرع روح الطمأنينة لدى
الجمهور والسيما الضحايا وامداده بالمعلومات الصحيحة عن الوضع وعن معالجة األزمة من
قبل المنظمة والتكفل بالضحايا...الخ.
وتساعدنا الخطة على التنبؤ باألزمة والتعرف على أسبابها الداخلية والخارجية ،وتحديد األطراف
الفاعلة والمؤثرة فيها واستخدام كل اإلمكانيات والوسائل المتاحة للوقاية منها ،أو مواجهتها بنجاح
بما يحقق االستقرار وتجنب التهديدات والمخاطر ،مع استخالص الدروس واكتساب خبرات جديدة
تحسن من أساليب التعامل مع األزمات في المستقبل.
وفي الغالب تشمل خطة إدارة األزمة التي يفترض أن توضع قبل مرحلة الحدوث تحديد األدوار
والتنسيق فيما بينها ،وتحديد األولويات إلى جانب تحديد المسؤوليات داخل فريق خلية األزمة بما
فيها خلية اتصال األزمة.
137
وتتطلب وضع خطة اتصالية وقت األزمات إلى التالي:
أن تكون خطة اتصاالت األزمة متعلقة بهيكل وطبيعة عمل ونشاط المؤسسة التي تطبق
فيها الخطة ،وذلك من خالل فريق مدرب للتعامل مع األزمات في النواحي االتصالية
المختلفة.
تؤسس الخطة على اإلجراءات التي تتخذ في حل األزمة والتخفيف من آثارها واستعدادات
المنظمة للتعامل مع وسائل اإلعالم وتوقعات الجمهور وتوجهاته نحو أسلوب اإلدارة في
التعامل مع األزمة.
ضرورة التعاون والتضامن بين مسؤولي االتصال والعالقات العامة إلنجاز إدارة اتصاالت
األزمة وتقديم الحلول لها ،واقامة عالقات قوية مع الجمهور ،والحفاظ على نشاط المنظمة
وصورتها الذهنية عند هذا الجمهور.
إن نجاح الخطة االتصالية يرتبط بشكل جلي بمدى تفاعل وحدات المنظمة مع بعضها البعض
من منطلق أن األزمة هي مسؤولية الجميع وال تعني وحدة بذاتها ،كما يمكن أن تستعين المنظمة
بخبراء واستشاريين من خارج المنظمة تكون لديهم تجربة خاصة بإعداد خطة اتصالية وقت
األزمات.
لقد سبق القول إن خطة اتصاالت األزمة هي الحجر األساسي لخطة إدارة األزمة الشاملة ،وهذه
األخيرة يشترط أن تكون عملية وقابلة للتنفيذ ومفهومة وشاملة ،وتتميز بالمرونة وقابلة لالختبار،
وهناك مجموعة من األسس التي تساعد على إنجاح خطة اتصاالت األزمة يمكن تناولها أهمها:
سرعة االستجابة والتعامل مع الحاالت الطارئة والفريدة.
شمولية الخطة لكل أطراف األزمة.
إعداد وفحص التقرير القانوني.
تدريب فريق اتصاالت األزمة تدريبا نظريا وعمليا والتشجيع على خلق أفكار جديدة.
إعداد الدليل اإلرشادي عن خطوات متابعة األزمة.
أن يكون كل عضو في الفريق على دراية تامة بالخطة واجراءاتها.
138
إعداد دورية أو مطبوعة خاصة في المنظمة تشتمل على التقرير القانوني واإلجراءات
االتصالية التي ستتخذ.
إعداد تقرير عن أداء الفريق وتقييمه وذلك على كل المستويات اإلدارية واالتصالية.
االستعداد ألي تغيرات قد تحدث.
139
الداخلي والخارجي ووسائل اإلعالم من خالل دراسة ما يصدر عن تلك الوسائل وتحديد موقفها
من المنظمة ،وامداد اإلدارة العليا بكافة المعلومات عن تطورات أحداث األزمة.
ويتوقف اتصال األزمة وقت حدوثها على مدى التعاون التنظيمي بين اإلدارة العليا والجهاز
االتصالي ،ومدى الخبرة في التعامل مع الجمهور وادارة األزمات ،وكذلك مدى التفويض للسلطة
وحجم المسؤوليات المسندة له عند تنفيذ اتصاالت األزمة.
و هناك عدداً من اإلجراءات التي تتخذ عند التعامل مع األزمات وقت حدوثها ومنها:
تحديد ومعرفة الحقائق المتعلقة باألزمة.
توزيع وتنظيم مصادر القوة في إدارة األزمة.
إعداد وتجهيز التقارير الصحفية المعدة مسبقا قبل حدوث األزمة.
معرفة الجهات المشاركة والمتضامنة مع المنظمة.
التعامل مع استفسارات وسائل اإلعالم.
التحكم في إجراءات التغطية ألحداث األزمات.
تنظيم وتنسيق اللقاءات والمؤتمرات.
عقد لقاءات مع الموظفين.
ويفترض أن تكون المنظمة هي المصدر الوحيد لتدفق المعلومات عن مجريات أحداث األزمة
وقد يتشكل على إثر ذلك مركز التصاالت األزمة ،وال يكفي أن تتعامل خلية اتصاالت األزمة
مع وسائل اإلعالم بل يجدر بها أن تتعامل مع مختلف جمهور المنظمة.
140
التعامل مع الجمهور الداخلي وقت األزمات:
نظر ألهمية الجمهور الداخلي يجب فتح قنوات االتصال ،حيث تساعد هذه األخيرة على إذاعة
ا
المعلومات ونشرها للعاملين بالمنظمة للتعرف على األزمة وأبعادها ويكون ذلك بتفعيل
االجتماعات الداخلية وفتح القنوات االتصالية الداخلية المختلفة والسيما الشبكة المعلوماتية
الداخلية وعليه يجب:
oإعالم جميع الفاعلين في المنظمة بحدث األزمة ،وتوجيه كل فرد ليكون في موقعه،
وعلى أهبة االستعداد وأداء مهمته كما تم االتفاق عليه في سيناريوهات األزمة.
oبيان إعالمي موجز ودقيق بنوعية حدث األزمة وتحليل أسبابها واجراءات المواجهة.
oإصدار نشرة داخلية بخصوص الحدث.
oإظهار رغبة المنظمة بإعالم عمالها بكل ما يحدث على أساس أنهم سفراء لها وهم
بمثابة المصدر المرغوب فيه والذي تسعى إليه وسائل اإلعالم الجماهيري للحصول منهم
على معلومات أخرى تخص الحدث وتحقق لها السبق الصحفي.
التعامل مع وسائل اإلعالم:
تمثل وسائل اإلعالم السلطة الرابعة في المجتمع فلها من قوة التأثير عبر كل ما تنشره باالستناد
إلى المقولة العامة التي تقول" كل ما تقوله وسائل اإلعالم هو صحيح".
وتعتبر وسائل اإلعالم الطرف المحوري أوقات األزمات ،فهي إما مساندة لموقف المنظمة وقت
األزمة فتسهم في احتوائها ،واما أنها تتسبب في حدوث أزمات متتالية تبدأ بأزمة المصداقية
وتشويه الصورة العمومية للمؤسسة.
لهذا على المنظمة أن تكسب مساندة وتعاون وسائل اإلعالم معها في إدارة األزمة عوض أن
تقف الموقف الهجومي أو العدائي ،وتظهر وظيفة اتصال األزمة بوسائل اإلعالم في إزالة
الغموض المتعلق باألزمة تفاديا للشائعات ولتحديد المصدر الوحيد للمعلومات ،على أن تتميز
كل المعلومات المقدمة إليها بالصدق والدقة.
141
ونظ ار ألهمية االتصاالت مع وسائل اإلعالم والتي تعد نتيجة حتمية ينبغي اإلعداد للتعامل معها
من خالل مجموعة من القواعد منها:
oينبغي التأكد من المعلومات الضرورية مثل أسماء وتليفونات وفاكسات المحررين بوسائل
اإلعالم.
oيراعى ضرورة إصدار نشرات ألغلب وسائل اإلعالم المقروءة والمسموعة والمرئية.
oإنشاء مركز للمتحدث الرسمي يتم التعامل مع اإلعالميين من خالله.
oإعداد الصور الفوتوغرافية والمطبوعات الخاصة باألزمة وتقديمها لمندوبي وسائل
اإلعالم عند الطلب.
oإجراء المقابالت مع مندوبي وسائل اإلعالم من خالل المسؤولين بالمنظمة وعدم رفض
إجراء الحوارات معهم.
إلى جانب هذه القواعد يفترض أن يتم التعامل مع وسائل اإلعالم وفق إستراتيجية معينة وقد تم
تحديد أربعة استراتيجيات ،هي استراتيجية االعتراف الكلي ،استراتيجية االعتراف الجزئي
واستراتيجية التجنب،واستراتيجية اإلنكار.
142
الجانب االقتصادي والمالي :ويعد
المعيار العملي واألكثر سهولة ،حيث تخلف
األزمة آثار على رقم األعمال والحصص
السهمية وهو معيار يسهل تحديده كميا.
صورة المؤسسة :إذا كانت األزمة ال تتعلق باإلنتاج وكانت متأتية من المحيط أو من
مشكلة أخالقية ،فقد ينتج عن ذلك رفض الزبائن اإلقبال على المنتج ولن يكون لذلك أثر
على صورة المنظمة فحسب وانما ينعكس مباشرة على حصصها السوقية وعلى مدخالتها
المالية ،وذلك الرتباط الجانبين ببعضهما البعض مما يتطلب مضاعفة المجهود االتصالي
البعدي.
وعليه فإن انتهاء األزمة ال يعني توقف العملية االتصالية في المنظمة بل إن هذه العملية دائمة،
يتجسد دورها في تقييم الدور الذي لعبه الجهاز االتصالي للمؤسسة في مواجهة األزمة إلى جانب
جهازها التنظيمي اإلداري ،ومحاولة إحداث توازن بين النتائج المتوقعة وما حققته من نتائج فعلية
في مواجهة األزمة بأقل الخسائر الممكنة إلى جانب معرفة بعض المعوقات التي عرقلت المسار
الصحيح للعملية االتصالية قبل وأثناء حدوث األزمة.
143
إجراء مقابالت مع الجمهور الخارجي للمؤسسة ،وذلك لمعرفة رأيه عن تصرفات المنظمة
حيال األزمة وأفضل الطرق التي يمكن استخدامها مستقبال.
إجراء عملية مسحية للجمهور الداخلي ( الموظفين) وقياس مدى فاعليتها في التعامل مع
األزمة ومدى مشاركته في إدارتها وكيفية معرفته باألزمة واخباره بها ،وكذلك مدى تعامله مع
الجمهور الخارجي ووسائل اإلعالم.
إعداد استمارة تقييم تسمح للموظفين بالتعبير عن آرائهم حول أفضل الحلول وطرق التعامل
مع األزمات وكيفية تناولها من جانب فريق إدارة األزمة.
إجراء عملية مسحية لوسائل اإلعالم عن كيفية التعامل معها وعالقتها بالمؤسسة ومدى
كفاية المعلومات لها ومدى دقتها والسرعة في تقديمها ،كما يتضمن المسح المقترحات
والتوصيات من جانب الوسائل اإلعالمية المختلفة ومندوبيها حول أفضل الطرق والوسائل
لتطوير مركز إعالم األزمة وطرق التعامل مع الجمهور ووسائل اإلعالم.
تحليل محتويات القصاصات الصحفية في وسائل اإلعالم لتحديد مدى وصف الوسيلة
اإلعالمية لألزمة وموقفها من المنظمة.
تقييم إدارة األزمة من خالل مقارنتها مع إدارة أزمة مشابهة.
تحليل التأثيرات المادية لألزمة على المنظمة لبحث تكلفة الخطة الفعلية إلدارة األزمة.
توزيع الحوافز المادية والمعنوية على الموظفين والجمهور الداخلي إلكسابهم القوة والثقة في
مواجهة أزمات مستقبلية وتنمية حس الواجب المهني والوظيفي لديهم.
144
محاولة التهرب من المسؤولية والقائها على طرف آخر.
نقص الخبراء والمتخصصين في االتصال أثناء األزمة ،وفي حالة وجودهم فالمنظمة ال تحبذ
اللجوء إليهم.
عدم فتح قنوات االتصال الداخلية.
عدم وجود خطط مسبقة إلدارة األزمات أو ضعفها لعدم اختبارها.
عدم الدقة والسرعة في تقديم المعلومات للصحفيين.
عدم التعاون مع الصحفيين ،وتكوين عالقات حسنة معها.
عدم االهتمام بجمع المعلومات.
وتجدر اإلشارة إلى أن تبني الفكر االستراتيجي في عملية التخطيط إلدارة اتصاالت األزمة بما
فيها االستراتيجية االتصالية في المراحل المختلفة لألزمة يقلل من الوقوع في هذه المعوقات التي
تعرقل مسار االتصال وقت األزمات ،ذلك أن وجود خطة اتصالية أفضل بكثير من عدم
وجودها.
145
الخالصة
يرافق األزمة عنصر المفاجأة وضيق الوقت والتهديد وندرة المعلومات ،وهنا يظهر دور االتصال
باعتباره القلب النابض لعمليات اإلدارة في المؤسسات ،ويطلق على االتصال المرافق لألزمة
باتصال األزمة ،والذي يعد منطقة تقاطع بين إدارة األزمات واتصال المؤسسة ،بل إن اتصال
األزمة هو اتصال المؤسسة الذي يتم تكييفه أثناء األزمات ،فهو بذلك مرتبط بوضع المؤسسة
وبمراحل التحضير لمواجهة األزمة ،وعليه يتحدد في " إطاره االتصال العام كعملية اجتماعية
الجامعة لشبكات اتصال المؤسسة الداخلية والخارجية والتي يتم تسخيرها وتجنيدها في مختلف
مراحل األزمة بشكل مقصود ،إما من أجل الوقاية أو العالج أو الترميم والتحسين إلعادة
األوضاع إلى ما كانت عليه ،ويعتبر فرصة للتغيير والتجديد.
تجدر اإلشارة إلى أن اتصال األزمة يرتبط في الواقع بمراحل التخطيط إلدارة األزمة وتبرز أول
مرحلة في االستعداد السابق لوقوعها ،والذي يتجسد في التحضير الفني والمادي والبشري .ذلك
أن التخطيط لما قد يحدث أفضل من عدم التخطيط نهائيا،و وجود أفراد متدربين على إدارة
األزمات وادارة االتصال والتحدث مع جهات مختلفة في ظل هذه الظروف الطارئة أفضل بكثير
من عدم وجودهم على اإلطالق .والغاية من التحضير المسبق هو الوقاية من حدوث األزمات أو
التقليل من آثارها.
أما بالنسبة لمرحلة وقوع األزمة فإن االتصال يرتبط بنوع الجمهور المستهدف الذي تتحدد دوائره
في الجمهور األكثر تأث ار باألزمة ،واألزمة هنا تفرض نفسها بكل عناصرها من ضيق للوقت
والمفاجأة والتهديد إلى جانب ندرة المعلومات أمام الضغط الناتج عن حاجات الجمهور الداخلي
والجمهور الخارجي للمعلومات ،لهذا تعمل المؤسسة على التحكم في مسار اتصالها من حيث
المصدر و قنوات االتصال ومضمون الخطاب االتصالي الذي توجهه للجمهور الداخلي أو
الخارجي.
أما على المستوى الخارجي فإن المؤسسة تحاول أن تتعاون مع وسائل اإلعالم وأن تجعلها كحلقة
وسطية يمكن استغاللها كطرف أساسي إلدارة األزمة ال كعدو متربص ،كما يمكن للمؤسسة
استخالص الدروس التي تساعدها على مواجهة أزمات مستقبلية ويحولها اتصال المنظمة إلى
بنك للمعلومات تفيده في إدارة اتصال األزمة مستقبال.
146
المراجع
-1محمد سعود ،دور األجهزة اإلعالمية في إدارة األزمات ،رسالة ماجستير في اإلدارة ،جامعة
نايف للعلوم األمنية ،المملكة السعودية.2007 ،
-2زهير حدادان ،مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .1993
-3حجازي أحمد مجدي ،علم اجتماع األزمة ،تحليل نقدي للنظرية االجتماعية في مرحلتي
الحداثة وما بعد الحداثة ،دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة.1998 ،
-4محمد رشاد الحمالوي ،إدارة األزمات تجارب محلية وعالمية ،مكتبة عين شمس ،الطبعة
األولى ،القاهرة.1998 ،
-5محمد رشاد الحمالوي ،دور االتصاالت في إدارة األزمات ،مكتبة عين شمس ،القاهرة،
.1999
-6فضيل دليو ،اتصال المؤسسة ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة.2003 ،
-7سعيد السيد ،إستراتيجية إدارة األزمات والكوارث ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
القاهرة.2006 ،
-8محمد شومان ،اإلعالم واألزمات -مدخل نظري وممارسات عملية ، -دار الكتب العلمية
للنشر والتوزيع ،القاهرة.2002 ،
-9عادل صادق ،الصحافة وادارة األزمات ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة.2007 ،
-10عمر معن خليل ،نظريات معاصرة في علم االجتماع ،دار الشروق عمان .األردن،
.2004
-11فاروق السيد عثمان ،التفاوض وادارة األزمات ،دار األمين ،الطبعة األولى ،القاهرة،
.2004
-12إدريس لكريني ،إدارة األزمات الدولية في عالم متحول :مقاربة للنموذج األمريكي في
المنطقة العربية" ،المستقبل العربي ،العدد ،287مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت .
لبنان.2003 ،
147
-13عباس رشدي العماري ،إدارة األزمات الدولية المعاصرة ،مجلة السياسة الدولية ،عدد 90
مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية باألهرام ،القاهرة ،مصر .1997
-14الكردي محمد كامل مصطفى الكردي ،إدارة اإلعالم والعالقات العامة في
األزمات".المؤتمر السنوي الثاني إلدارة األزمات والكوارث ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس
.1998
148
التمارين
149
الوحدة التعليمية الثامنة:
فريق إدارة األزمات
(الجزء األول)
األزمات إدارة جماعية تقوم على رؤية فكرية متكاملة التخاذ القرار.
وكما ذكرنا سابقاً فإن إدارة األزمات علم له أصوله وقواعده ،لم يتبلور إالّ في السنوات األخيرة،
وهي كذلك فن يعتمد أساساً على أشخاص يجب أن يتّسموا بقدرات ومهارات خاصة منها القدرة
على اإلبداع والتخيل والتقدير السليم .وتتولد المهارات المتعلقة بإدارة األزمات وتنمو بالتدريب
150
واكتساب المعارف والصقل في الظروف المواتية وخاصة مع تطبيق األسلوب العلمي في ترقية
القادة وتوافر المؤسسات والمنظمات ومعاهد البحث العلمي التي تستخدم أحدث األساليب
التعليمية المتقدمة في نقل التجارب والخبرات بإدارة األزمات.
ومواجهة األزمات ال تحتاج إلى القيود والجمود وااللتزام بمحددات الظروف المحيطة التي طالما
كانت سبباً إلفراز األزمة ،وانما تحتاج إلى التحرر من القيود التي تعوق الحركة في اتجاه
تطور األزمة وخاصة أن مواجهتها تعني تفجير طاقات جديدة لم تستخدم في إطار
السيطرة على ُّ
البيئة التنظيمية واألساليب السابقة .والنجاح في مواجهة األزمات والتعامل معها يبدأ بمحو
المشكالت السابقة واالستعداد للتعامل مع المشكالت المحتملة المستقبلية .وتمثل فداحة الخسائر
اختبا اًر قاسياً للقائد وتحفز في معظم الحاالت إلى استنفار مهارات وقدرات قيادية ال تظهر في
البد للقائد عند مواجهته لألزمة من استخدام ما يتأتّى له من مهارات
األوقات العادية .ولذلك ّ
االبتكار والمرونة واالستفادة من المشاركة بالرأي والمشورة.
وال يمكن تنفيذ عملية مواجهة األزمات تنفيذاً راتباً بصفتها وظيفة تقليدية من دون استيعاب للقوى
المختلفة المحيطة باألزمة والتي تتمثل في األنظمة والمؤسسات والسياسات واالستراتيجيات،
وكذلك القوى االجتماعية واالقتصادية ،فتكوين فريق إلدارة األزمة هو إذاً مهمة صعبة تتطلب
االختيار الدقيق والتدريب السليم واعداد أعضاء الفريق واإلشراف عليهم وتوجيههم.
151
فريق العمل هو وسيلة لتمكين األفراد من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة و تعتبر مهمة
تنظيم الفرق أو الوحدات أحد مهام إدارة العالقات العامة الفعالة.
وال يعني تشكيل فريق العمل التجميع العشوائي ألفراد متنافري التوجهات لكنه عبارة عن مجموعة
أفراد مشتركين في أداء مهمة أو رسالة متواصلة ذات أهداف وغايات مشتركة ويتم تنفيذ المهمة
من خالل سلسلة من األعمال المتتالية أو المتوازية التي يمكن تعديلها من حين آلخر.
و قد يمثّل أعضاء الفريق المنظمة كلها أو مجاالت مختلفة من نشاطها بخلفيات ومهارات
وخبرات متعددة ومتصلة بالمهمة المطلوب تأديتها كما يقسم الفريق الكبير أحياناً إلى فرق صغيرة
فرعية ويتوقع في هذه الحالة من كل عضو تحمل مسؤولية نجاح الفريق ككل وانجاز المهمة
المطلوبة.
ال بد أن يرتبط عمل الفريق وأداء كل عضو فيه بمهمة أو هدف محدد ويمكن تغيير تشكيلة
الفريق وقيادته بتغير المهمة وبرغم تعدد إسهامات األفراد ومعارفهم ومهاراتهم فإن الفريق ككل
وجميع أعضائه مسؤولون مسؤولية شخصية عن أداء المهمة والسعي من أجل إنجاحها وتقع
مسؤولية تنفيذ أعمال الفريق واتخاذ الق اررات واصدار األوامر الخاصة بكل عمل على العضو
المؤهل لذلك بالتحديد .وتتمثل مسؤولية قائد الفريق في تحديد ما يالئم كل عضو من األعضاء
من مهام وواجبات وال يعني ذلك تولّيه هو شخصياً اتخاذ القرار والسلطة والتنفيذ لكل واجب من
الواجبات.
152
مراحل بناء فريق العمل
مرحلة البحث:
األولية من عملية تكوين مجموعة جديدة باالرتباك حول األدوار التي
ّ غالباً ما تتسم المرحلة
سيؤديها كل فرد والمهمة المطلوب إنجازها وأسلوب القيادة ومصدرها وما زالت المجموعة مجرد
تجمع من األشخاص .المرحلة األولى هي وقت البحث" :لماذا نحن هنا؟" ما الدور الذي سأقوم
به؟ "ماذا يفترض أن أقوم به؟" .إلى جانب االرتباك يمكنك أيضاً أن تتوقع القلق أو حتى
الغضب ومن المؤكد أن تجد اعتماداً كبي اًر على القائد.
مرحلة التحديد:
تتضمن المرحلة الثانية تحديد المهمة المطلوب إنجازها أو الهدف المطلوب تحقيقه بواسطة
المجموعة ،حيث يبدأ األعضاء في التعرف على المهام التي يريدون القيام بها للوصول إلى
الهدف لكنهم يميلون إلى اعتبار أنفسهم أفراداً يعملون مع آخرين إلنجاز مهمة ما.
مرحلة التعريف:
يشعر األعضاء في هذه المرحلة أنهم لم يعودوا مجرد تجمع من األفراد لكل منهم أولـوياتـه
الخاص ــة وانما أصبحوا في الواقع أعضاء مجموعة تعمل بتعاون لتحقيق هدف مشترك .وتأخذ
المجموعة شخصيتها المتفردة تماماً كتفرد شخصيات أعضائها.
مرحلة المعالجة:
ال يعمل األعضاء بتكاتف فقط من أجل تحقيق هدف أو مهمة ما ولكنهم يقيمون فاعليتهم أيضاً
خالل عملهم الجماعي ويجربون أدوا اًر جديدة – مثل دور القيادة – لمساعدة المجموعة في أن
تصبح ناجحة وتقل مظاهر القيادة الرسمية المتعارف عليها نتيجة تبادل األعضاء لدور القيادة.
ويراقب أعضاء الفريق الطريقة التي يعملون بها على أمل تطوير وسائل أكثر فاعلية لبلوغ
أهداف المجموعة.
153
مرحلة االنصهار /إعادة التشكل:
عادة ما تنفض المجموعات من أجل إتمام مشروع أو مهمة ما عند االنتهاء من إتمام المهمة.
ويحتمل أن تكون هناك فترة من الحزن يتأسى فيها األعضاء على ما مضى وكانوا يعتبرونه
مشاركة فريدة ومتميزة .إن المجموعات ذات المهمة الثابتة تتغير أيضاً.
فبعض األفراد يتركون العمل وبعض األفراد الجدد ينضمون إليه .وبالنسبة لهذه المجموعات
توصف المرحلة الخامسة بدقة على أنها مرحلة االنصهار /إعادة التشكل .تستوعب هذه
المجموعات األعضاء الجدد وتقرب الدرجات عندما يغادر اآلخرون وتظهر تفاعالت جديدة.
ومع مرور الوقت تغير المجموعة شخصيتها كما تغير أعضاءها ومهماتها.
فعال؟
كيف يؤدي فريق عمل األزمة وظائفه بشكل ّ
عوامل نجاح عمل الفريق
يؤدي الفريق وظائفه عادة على جميع مستويات المنظمة إال
أنه أكثر فائدة في المستويات القيادية واإلدارية العليا وتتوقف
الفاعلية على الفهم الواضح لمهمة الفريق وااللتزام بها وتحديد
المسؤولية بدقة ومن العوامل التي تساعد على نجاح عمل
الفريق:
على كل عضو فريق مكلف بعمل ما أن يتولى المسؤولية األساسية به ويتوقع أن يكون هو
صاحب القرار النهائي حياله أي بمعنى آخر ال يجوز للعضو أن يتخذ ق اررات في األمور
التي ال صالحية له فيها.
ال يجوز ألعضاء الفريق العمل ضد بعضهم حتى وان كانت بينهم جفوة أو عدم توافق في
وجهات النظر حول قضايا معينة.
يختلف الفريق عن اللجنة التي تتخذ ق ارراتها بالتصويب فمسؤول الفريق هو قائده الحقيقي
وليس مجرد مدير الجتماعاته.
يجب أن يكون هناك حلقات اتصال مكثفة ومنظمة بين أعضاء الفريق.
154
طبيعة األداء بين الفرد والفريق
يتوقف نجاح الفريق على خصائص األفراد األعضاء فهناك
من هو موهوب لكنه ال يصلح -بطبيعته -أن يكون «
عضواً » في الفريق
النخفاض مستواه من حيث التخصص والتدريب يحتاج عضو الفريق الفعال باإلضافة إلى
المهارات والمعارف الضرورية إلى الصفات التالية:
االستعداد للتضحية من أجل مصلحة الفريق ككل.
امتالك الوعي للدور الهام الذي يمكن أن يلعبه قائد الفريق من حيث نجاح وفشل المهمة
المسندة للفريق.
القدرة على رؤية األمور بوضوح وح ّل المشاكل في يسر.
الرغبة في تجريب أساليب تواصل إبداعية جديد تتسم بروح التسامح في التعامل مع
اآلخرين.
155
ويتطلب تشكيل فريق العمل الخاص ما يلي:
oتحديد مهمة الفريق بوضوح.
oتحديد إطار زمني للمهمة بما في ذلك أقصى موعد إلنجازها ومراحل ذلك.
oإصدار وثيقة تكليف تحوي أسماء أعضاء الفريق والبيانات الهامة المتعلقة بعمل الفريق
ومهامه.
oتحديد الميزانية.
ولكي يكون األداء على أعلى المستويات يجب التأكد من إبالغ جميع أعضاء الفريق الخاص
بالمهمة واستيعابهم لها بالطريقة نفسها .ويتم دعم فرق العمل الخاص عن طريق تمكينها من
الوصول إلى المعلومات بسهولة سواء كانت في الملفات أو في حوزة أفراد كما ينبغي حث فرق
العمل الخاص على إصدار تقارير دورية خاصة إذا كانت المهمة طويلة ولها آثار بعيدة و ذلك
لكي يتم االستفادة من ردود األفعال والمالحظات عن تلك التقارير.
يتكون فريق العضو الواحد ،كما يتضح من عنوانه ،من فرد واحد وغالباً ما يكون أسلوباً مناسباً
إلنجاز المهام الطارئة وكذلك المهام التي ال يتاح فيها تشكيل فريق عمل جماعي ،وينبغي أن
يحدد هذا الفرد مهمة الفريق وأن يتحمل مسؤولية إعداد تقارير عن أعماله .كما ينبغي أن يقوم
يعد مسؤوالً عن أعماله وتحقيق النتائج
باستشارة ذوي الخبرة والمعرفة كلما لزم األمر وأن ّ
المطلوبة منها.
156
ولكن هناك قضية أهم من حجم الفريق ،وهي النمط المتبع من جانب أعضائه في تنفيذ ما
يوكل إليهم من مهام حيث توجد ثالث طرق رئيسة للقيام بتلك المهام وهي:
يتطلب القيام بالمهام المتكررة تحديد دور ثابت لكل عضو من أعضاء الفريق يقوم بأدائه
بشكل مستقل مثلما هو الحال في خطوط التجميع.
بالنسبة للمشروعات التي تستلزم توافر بعض المداخالت اإلبداعية يجب على كل عضو
بالفريق أن يكون له دور محدد مع ضرورة توفير إجراءات عمل مبسطة كما هو الحال في
حالة البحث عن أفكار لترويج منتجات جديدة.
بالنسبة لألعمال التي تتطلب مداخالت إبداعية بصفة مستمرة -وفي نفس الوقت تستلزم
توافر بعض المساهمات الفردية -فإن األمر يتطلب ضرورة أن يعمل األفراد معاً كما لو
كانوا شركاء وهذا النمط أكثر شيوعاً على مستوى اإلدارة العليا.
157
oفرق عمل مدعمة رسمياً تستهدف تزويد مجموعة خبراء اإلدارة الداخليين بكل ما هو
جديد في مجال الممارسة العملية.
158
كلما زادت درجة عدم الرسمية في تشكيل الفريق ،كلما كان هناك اتجاه نحو التالي:
oاتباع اإلجراءات غير الرسمية.
oاالعتماد على أسلوب العالقات السببية في توليد األفكار ووضع الحلول لبعض
المشكالت.
oااللتزام غير الصارم بإجراءات العمل الرسمية.
أي حال فإنه من المهم أن نتذكر أن قيادة فريق العمل عادة ما تكون محكومة بالنتائج
على ّ
سواء أكان الفريق رسمياً أم غير رسمي .ويجب منها مراعاة ما يلي:
إن عضو الفريق هو في البداية والنهاية إنسان لذا يجب أن تعامله من هذا المنطق.
إن فرق العمل الوظيفية تتيح الفرصة أمام الفرد لتعلم واجبات اآلخرين.
إن فرق العمل الرسمية قد تتطلب في بعض األحيان عناصر غير رسمية لتجديد النشاط
بها.
إن طبيعة فرق العمل قد تنتهي في حالة وجود سيطرة من بعض أعضائها.
يجب أن يكون جميع أعضاء الفريق على علم تام بأنهم جميعاً يسعون لتحقيق أهداف
مشتركة.
159
اختيار أعضاء فريق األزمة
تعد َعملية التوفيق بين َمهارات أعضاء
الفريق وأنواع المهام الواجب أداؤها أحد
أسرار القيادة الناجحة لفريق العمل.
يعد تكوين فريق إلدارة األزمة مهمة
ّ
صعبة َّ
تتوخى االختيار الدقيق
ألعضائه واإلشراف عليهم وتوجيههم،
وذلك من خالل انتقاء أولئك الذين
يستوفون المواصفات المطلوبة ومراقبة
حسن تصرفهم في
سلوكهم وتأكيد ْ
المواقف المختلفة ،فعلى سبيل المثال :لو أن عرض أحد المنتجات بالسوق استلزم توليد
مجموعة من األفكار الجديدة ،فإنه يجب أن يضم الفريق أعضاء من مختلف الوظائف
بالمؤسسة حتى يمكن تقديم العديد من األفكار والخبرات الالزمة لدراسة مختلف الزوايا
أما إذا تطلب األمر الحصول على معارف متخصصة في اإلجراءات المحاسبية فإن
هذا يزيد الحاجة نحو تعيين أحد األفراد البارزين في القسم المالي ونظ اًر للتغير في
متطلبات المشروع فإنه قد يصبح من الضروري تقديم كفاءات وقدرات مختلفة لالنضمام
إلى الفريق مع مراعاة إمكان استبدال بعض الكفاءات التي قد تثبت من نتائج ممارستها
عدم صالحيتها.
160
فإنه يجب تشجيع كل من الفرق الرسمية وغير الرسمية على قضاء معظم وقتهم معاً خارج إطار
االجتماعات الرسمية.
161
خصائص فريق العمل
أسفر تشعب األزمات وتعددها واتساع آثارها عن اختفاء الق اررات
الفردية في إدارتها ،فأصبحت إدارة جماعية القرار قوامها رؤية
فكرية متكاملة لفريق متخصص يحظى بعدة خصائص أهمها:
تحقيق مستوى ٍ
عال من االتصاالت األفقية والرأسية وحرية التفكير والمناقشة في كل األمور
واالحتماالت.
ِ قلَّة أعضاء الفريق ومالئمتهم المهام المطلوبة ،وليس لعددهم رقم ذهبي متفق عليه ،ولكن
َّ
يحذر من تكثيره من دون داع.
تنوع تخصصات الفريق ُّ
وتعددها مع مراعاة القدرة على التعاون المشترك والعمل الجماعي. ُّ
المرونة والقدرة على التحرك السريع بعيداً عن القواعد واللوائح والبيروقراطية ،وضرورة أن
يخول فريق األزمة أعضاءه ُّ
كل على حدة سلطات وصالحيات يحق له استخدامها أثناء ِّ
مواجهة األزمة.
ي خطأ أو مشكلة
التنسيق واالتصال الفعال بين فريق األزمة والمستويات القيادية ،تالفياً أل ِّ
أثناء مواجهتها .وال شك أن تكنولوجيا االتصال وما تتيحه من إمكانيات خاصة (الهواتف
النقالة والبريد اإللكتروني) قد َذلَّال كثي اًر من المشكالت التي كانت تعوق االتصاالت بين
أعضاء فريق األزمة من جهة ،وبينه وبين القيادات العليا من جهة ثانية.
وتحمل المسؤولية
ُّ اختيار قائد للفريق تتوافر فيه مواصفات شخصية وموضوعية تؤهله للقيادة
ومنحه صالحيات واسعة تم ّكنه
والقدرة على اتخاذ القرار والتعاون مع المستويات القياديةْ .
من التحرك السريع واتخاذ القرار أثناء األزمة ،ولكن يفضَّل أن َّ
تحدد تلك الصالحيات
تنظيمياً وادارياً وفق المراحل المختلفة لتطور األزمة .ويفضَّل أن ُي َعيَّن نائبان له لمواجهة
األزمة أثناء تغيبه.
162
اختيار أعضاء فريق األزمة
محور األزمة هم البشر سواء بمصالحهم وتبادل المنافع أو التشابك واالرتباط بين القوى المسببة
لألزمة وتلك المقاومة لها ،ما يجعل تكوين فريق إلدارتها مهمة صعبة َّ
تتوخى االختيار الدقيق
ألعضائه واإلشراف عليهم وتوجيههم .ويتأتى ذلك من خالل انتقاء أولئك الذين يستوفون
حسن تصرفهم في المواقف المختلفة .وقد يكون
المواصفات المطلوبة ومراقبة سلوكهم وتأكيد ْ
اختيارهم من خالل االحتكاك العفوي أثناء أحداث أزمة سابقة أثبتت صالحيتهم للعمل ضمن
فريق إدارة األزمات.
163
لتحديد المصادر المسؤولة عن التبليغ والجهات الواجب إبالغها ،إضافة إلى أسلوب صياغة
التقارير.
رئيس الكيان اإلداري أو نائبه :يشارك في إعداد خطة األزمات ،نظ اًر إلى درايته الكاملة
المطلوبين.
َ بمختلف األدوار التي يمكن إسنادها إلى العاملين وحدود المساندة والتأييد
وهي جماعة عمل يضمها تنظيم مركز إدارة األزمات .وتتكون من:
oقسم المعلومات
البد من
وهو المسؤول عن توفير المعلومات المختلفة عن األزمة وأسلوب تداولها .ولذلك ّ
مركز معلومات مجهز بالمعدات اإللكترونية التي تمكن من تداولها ،ويضم محور
معلومات إقليمياً وآخر دولياً ويضطلع محور ثالث بالمتابعة.
oقسم التحليل والتقييم
يشمل هذا القسم متخصصين بتحليل األزمات السياسية واالقتصادية واالجتماعية
واألمنية واإلرهابية والصراع الدوليُ ،يعهَد إليهم بتحليل المواقف واعداد الخيارات للق اررات
المتخذة خالل مرحلة إدارة األزمة.
oقسم االتصاالت
وهو القسم المكلَّف بتوفير وسائل االتصال المختلفة لمركز إدارة األزمات سواء كانت
مرئية أو مسموعة من خالل مركز اإلشارة المتكامل.
164
oقسم التنسيق وعرض النتائج
يتولَّى وسائل عرض البيانات وقواعد المعلومات .ويكلَّف بتنظيم مركز إدارة األزمات
وتشغيله في الفترات العادية وخالل اإلدارة الفعلية لألزمة.
oقسم اإلعالم
وهو المسؤول عن اإلعالم المحلي واإلقليمي والدولي الذي يهيِّئ الرأي العام من خالل
الوسائل المتاحة لتقبُّل الق اررات المتخذة خالل األزمة ،إضافة إلى دراسة ردود فعل للرأي
العام إقليمياً ودولياً.
جماعة المعاونة:
تشمل األقسام المتعلقة بالتدريب والتأهيل والتخطيط واألمن واإلدارة المالية والعالقات العامة.
وتكلَّف بتنظيم العمل الداخلي لمركز إدارة األزمات.
جماعة المستشارين:
وهي جماعة منتقاة متمرسة بإدارة األزمات ،يستعين متخذو القرار بمشورتها وخبرتها النادرة
والمتخصصة .وتكون االستعانة بالمستشارين إما بحضورهم المباشر أو من خالل وسائل
االتصال المختلفة.
جماعة التنسيق:
وهم مندوبون دائمون من مختلف الو ازرات وخاصة الدفاع واألمن والخارجية واالقتصاد
والمالية واإلعالم والصحة ،مهمتهم تنسيق الجهود المختلفة في إدارة األزمات اإلقليمية
والدولية ،على أن يستمر عملهم ويدوم في مركز إدارتها.
165
الخالصة
على الرغم من حدوث األزمات منذ القدم إالّ أنها اكتسبت في العصر الحديث خصائص
فريق العمل هو وسيلة لتمكين األفراد من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة وتعتبر مهمة
تنظيم فرق أو الوحدات هو أحد مهام إدارة العالقات العامة الفعالة.
وال يعني تشكيل فريق العمل التجميع العشوائي ألفراد متنافري التوجهات لكنه عبارة عن مجموعة
أفراد مشتركين في أداء مهمة أو رسالة متواصلة ذات أهداف وغايات مشتركة ويتم تنفيذ المهمة
من خالل سلسلة من األعمال المتتالية أو المتوازية التي يمكن تعديلها من حين آلخر.
يمر تشكيل فريق العمل بعدة مراحل هي :مرحلة البحث ،ومرحلة التحديد ،ومرحلة التعريف،
ومرحلة المعالجة ،ومرحلة االنصهار أو إعادة التشكل.
ثمة اختالف كبير بين فريق التعامل مع األزمة وفريق إدارتها ،فاألول تُناط به مهمة وظيفية
الحد من خطرها ومعالجتها والتعامل مع القوى التي
معينة قوامها التصدي ألزمة محدودة و ّ
صنعتها ،بينما إدارة األزمة هي إدارة مستقلة في الكيان اإلداري تتصف بالدوام واالستم اررية
لكونها جزءاً من هيكله التنظيمي ،وغالباً ما تلجأ الكيانات اإلدارية إلى استخدام فريق إدارة
أما تكوينه فيختلف
األزمات ،نظ اًر إلى أن األزمات المعاصرة تتطلب وجود متخصصينّ ،
َّ
وتحدد مهمته وسلطاته واإلطار العام لحركته، ويدرب وفقاً لها
في َع ّد ّ
باختالف األزمات نفسهاُ ،
فالعملية التنفيذية لمواجهة األزمة هي إذاً التي تفرض مواصفات ذلك الفريق.
166
المراجع
-1جمال طاهر أبو الفتوح ،أثر الثقافة التنظيمية على فعالية نظام إدارة األزمات في البنوك
التجارية السعودية ،مجلة البحوث التجارية ،جامعة الزقازيق ،كلية التجارة.2001 ،
-2عبد السالم أبو قحف ،اإلدارة اإلستراتيجية وادارة األزمات ،اإلسكندرية ،دار الجامعة الجديدة
للنشر .2002،
-3عاصم األعرجي ،إدارة األزمات بين الوقائية والعالجية ،دراسة مسحية في المصارف
األردنية ،اإلدارة العامة مجلد ٣٩العدد األول ابريل .1999
-4خالد قدري السيد ،األزمات التنظيمية" رؤية إدارية" ،المؤتمر السنوي الثالث إلدارة األزمات
أكتوبر والكوارث ،وحدة بحوث األزمات ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة.1998 ،
-5عباس رشدي العماوي ،إدارة األزمات في عالم متغير ،القاهرة ،مركز األهرام للترجمة والنشر
.1993
-6أحمد سعد الدين ،بحوث العمليات في اإلدارة ،القاهرة ،مكتبة عين شمس.2001 ،
-7أحمد أمين عامر ،القائد في موقف األزمة ،المؤتمر السنوي األول إلدارة األزمات
والكوارث،أكتوبر ،وحدة بحوث األزمات ،جامعة عين شمس ،كلية التجارة.1993 ،
-8نبيل إسماعيل رسالن :منهج إدارة األزمات في اإلدارة العامة المقارنة ،مجلة اإلدارة ،العدد
الثالث ،المجلد ،27يناير .1999
-9مصطفى فهمي محمد ،دور القيادة في إدارة األزمة ،المؤتمر السنوي الرابع إلدارة األزمات
والكوارث ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،أكتوبر .1999
-10مصطفى التهامي مصطفى :إدارة األزمات والكوارث ،مجلة التنمية اإلدارية ،الجهاز
المركزي للتنظيم واإلدارة ،العدد ،111إبريل .2006
-11جمال طاهر أبو الفتوح ،آثر الثقافة التنظيمية على فاعلية نظام إدارة األزمات في البنوك
التجارية السعودية ،مجلة البحوث التجارية ،جامعة الزقازيق ،العدد الثاني ،يوليو .2001
167
التمارين
168
الوحدة التعليمية التاسعة:
تكوين فريق إدارة األزمات واعداده ومراحل عمله
(الجزء الثاني)
حيث تنحصر المهمة األساسية لقائد الفريق في تحقيق األهداف التي يسعى نحو تحقيقها من خالل
القيام بما يلي:
تخطيط األدوار التي يجب أداؤها وتخصيص األفراد المالئمين لها.
قيادة الفريق في االجتماعات مع البدء في مناقشة أهداف الفريق وتقييمه.
التقييم قد تم أخذه في االعتبار عند التنفيذ.
التأكد من أن األهداف قد تحققت وأن ّ
تحليل األخطاء وتصحيحها بمجرد اكتشافها مع مراعاة الثناء على النجاحات التي تحققت.
تقييم مدى والء أعضاء الفريق لآلخرين سواء أكان داخل المؤسسة أم خارجها.
169
دور ممارس العالقات العامة أثناء عمل الفريق
اإلشراف
يبدأ دور ممارس العالقات العامة كمشرف باختيار وتدريب األفراد
170
تسهيل إنجاز المهام:
يشتمل هذا المجال على ما يجب أن يقوم به ممارس العالقات العامة إليجاد وسائل عمل فعالة
ومعدات وجداول عمل مناسبة لتحقيق أهداف فريق العمل حيث ينفق جزء كبير من الوقت في
هذا المجال في حل المشكالت التي تواجه فريق العمل في تعامله مع بيئة عمل المنظمة.
oالتأثير على أعضاء الفريق:
يسعى أفراد المنظمة بأن يكونوا ضمن فرق العمل الرابحة داخل المنظمة .كما يحبذون أن يكونوا
أعضاء مهمين في تلك الفرق ومن أجل تحقيق ذلك فإن معظمهم يكون على استعداد لتعديل
سلوكهم لتحقيق هذا االنتماء والمشاركة في تحقيق أهداف هامة في نظرهم هذا هو الثمن الذي
هم راغبون في دفعه للحصول على قبول انتمائهم إلى فريق عمل معين وكلما زاد االنتماء والوالء
للجماعة كلما زادت واقعية األفراد إلى التالي:
-1قبول أهداف وق اررات فريق العمل.
-2السعي للتأثير على هذه األهداف والق اررات على طريق المشاركة النشطة.
-3االتصال المفتوح والكامل مع أعضاء الفريق.
-4الترحيب باالتصال والتأثير من أعضاء الفريق اآلخرين.
-5السعي إلى الحصول على العون والتقدير من أعضاء الفريق اآلخرين.
وتتوفر لدى األفراد المشاركين في فرق العمل الفعالة نظرة إيجابية نحو اإلشراف حيث يعتبر ممارس
العالقات العامة في هذه الحالة جزءاً هاماً في النظام الكلي وينظر إليه على النحو التالي:
.1كصديق يقدم العون والمساعدة.
.2لدية ثقة في قدرة ونزاهة أعضاء فريق العمل.
.3توقعاته عالية في األداء.
.4يوفر التدريب واإلرشاد الالزمين.
.5ينظر إلى األخطاء على أنها فرص للتعليم وليست فرصاً لتوجيه اللوم أو النقد.
171
المساهمة في صناعة الق اررات الخاصة بفريق العمل:
إن إحدى الوسائل المتبعة في تحقيق المشاركة ألعضاء فريق العمل هي إعطاؤهم الفرصة للمساهمة
في صناعة الق اررات المؤثرة في عمل الفريق وتتعلق هذه الق اررات بتحديد األهداف والتخطيط وحل
المشكالت وعند التفكير في اشتراك كافة أعضاء فريق العمل في اتخاذ الق اررات ال بد من اإلجابة
على التساؤلين التاليين:
oلماذا يشترك أعضاء الفريق في صناعة القرار؟
هناك ثالثة أسباب الشتراك عضو فريق العمل في صناعة القرار:
-1المعلومات :قد يكون أهم سبب الشتراك عضو الفريق هو أنه ال يملك كل المعلومات
الالزمة التخاذ قرار جيد.
-2االلتزام :السبب الثاني في األهمية هو الحصول على االلتزام نحو تنفيذ الق اررات نالحظ هنا
اعتبارين هامين:
-األول :هل من الضروري الحصول على التزام كل أعضاء فريق العمل ؟ فأحيانا يكون
أحد أفراد الفريق هو الوحيد المسؤول عن تنفيذ القرار وفي هذه الحالة ليس من
الضروري الحصول على التزام اآلخرين.
-الثاني :هل يمكننا االعتماد على التزام كل أعضاء الفريق بدون إشراكهم في صنع القرار؟
يمكننا االعتماد على مساندة والتزام العاملين معنا بدون إشراكهم في اتخاذ القرار في
مجال معين إذا كانت ق ارراتنا الماضية في هذا المجال جيدة وفعالة.
-3اإلبداع :يوجد في بعض المواقف عدد كبير من الق اررات البديلة المحتملة .يتمكن الفريق في
مثل هذه الحاالت من اإلتيان ببدائل أكثر مما يستطيعه أحد أعضائه منفرداً لذلك وعندما
نواجه موقفاً يصعب فيه إيجاد حل مناسب نلجأ إلى فريق العمل والعمل معاً على استطالع
الحلول الممكنة.
oما هي درجة مشاركة أعضاء الفريق في صناعة القرار؟
هناك عدة درجات من المشاركة ويتناسب كل منها مع ظروف معينة ونعرض فيما يلي بعض
األفكار التي تساعدنا على اختيار مستوى المشاركة الذي يتناسب مع عضو الفريق:
172
.1أقل مستوى للمشاركة هو عدمها :هنا يصنع عضو الفريق القرار بمفرده ويكون هذا
االختيار سليماً عندما ال تتوفر أي من األسباب المذكورة سابقاً والتي تتطلب إشراك بقية
زمالء الفريق الواحد كما يكون هذا االختيار مناسباً أيضاً عندما ال يتوفر الوقت الكافي
إلشراك كافة أعضاء الفريق وعندما يحدث ذلك يكون من الواجب على عضو الفريق الذي
اتخذ القرار منفرداً أن يجتمع ببقية أعضاء الفريق في وقت الحق ليشرح لهم لماذا كان من
الضروري أن يتصرف بمفرده.
.2المناقشات الفردية :يمثل هذا النوع أدنى مستوى من المشاركة الفعلية .يكون هذا األسلوب
مناسباً عندما يكون أحد أعضاء الفريق في حاجة إلى المعلومات إلسناد قرار جيد عليها
وهو اختيار جيد جداً أيضا عندما تحول الظروف دون االجتماع بين جميع أفراد الفريق في
وقت واحد مثال ذلك عندما ال يتمكن أعضاء الفريق من ترك وظائفهم في نفس الوقت
للحضور أو عندما ينتشر أفراد الفريق على مساحة جغرافية كبيرة .تتم هذه المناقشات الفردية
عن طريق مقابالت شخصية أو اتصاالت هاتفية.
.3المناقشات في اجتماع :تتيح االجتماعات ألعضاء الفريق الفرصة كاملة لالستفادة من
معلومات بعضهم البعض هذه االجتماعات مفيدة على وجه الخصوص عندما يحتاج الفريق
ألفكار مبدعة لكن أحد األعضاء يشعر أحياناً بأن عليه اتخاذ القرار بنفسه.
.4المشاركة في القرار :ينتج عادة عن السماح ألعضاء الفريق بالمشاركة الفعلية في اتخاذ
القرار أعلى مستوى من الشعور بااللتزام لديهم وبناء على ذلك يصلح هذا األسلوب في
األحوال التي تستدعي درجة عالية من االلتزام باإلضافة إلى ذلك يعطي اشتراك كامل أفراد
الفريق في صنع القرار االستفادة الكاملة من المعلومات المتوفرة لديهم وكذلك مهارات اإلبداع
المحتمل وجودها لديهم .وعندما يقع اختيارنا على هذا األسلوب نتبع عندئذ (اإلجراءات
الرشيدة لصنع القرار) كما هو مبين أدناه.
.5التنازل عن القرار لآلخرين :أفضل اختيار في بعض األحيان أن يحيل بعض أعضاء
الفريق األمر للغير التخاذ القرار وتكون إحالة األمر إما لفرد أو لجماعة ولكي يكون هذا
االختيار موفقا يجب أن تتوفر الرغبة واالهتمام لدى عضو الفريق أو كل األعضاء في
اتخاذ القرار كما يجب أن تتوفر لديه الرغبة لقبول القرار أيما كان ويتطلب هذا منه تحديد ما
يلزم مراعاته في القرار قبل اتخاذه.
173
اختيار المدخل الرشيد لصناعة القرار:
تعطي الق اررات الجيدة نتائج جيدة ويجب أن يراعى في
القرار الجيد كل المعلومات المتعلقة بالموقف والمتاحة
لصانع القرار كما يجب أن تعالج هذه المعلومات بأسلوب
منطقي رشيد حيث ينظر إلى جميع البدائل الممكنة
ويساعدنا هذا المدخل الرشيد بعد أن نحدد من يجب أن
يشارك في صنع القرار والى أي مدى في أن نأخذ في
الحسبان كل العناصر الهامة المتعلقة بصناعة القرار وهي:
oدراسة الموقف:
نقطة البداية هي دراسة الموقف لكي نتأكد أننا نتخذ القرار في الوضع المناسب وما ننفقه من
وقت في هذه المرحلة هو استثمار جيد وستكون له نتائج إيجابية فيما بعد و يجب أن نتأكد في
هذه المرحلة من أننا تعرفنا على المشكلة الحقيقية وأننا نملك كل الحقائق المتاحة.
oتحديد الهدف:
تحديد ما الذي نريد أن نحققه ووصف الهدف في صورة نتائج نهائية وتجنب التكهن بما ننوي
اتباعه من سبل للوصول إلى هذا الهدف.
oتحديد ما يلزم اتباعه:
المقصود هنا هي المتطلبات التي يلزم وجودها في القرار ليكون مقبوالً على سبيل المثال :مراعاة
عدم زيادة حجم مجموعة النقاش كلما قل عدد هذه المتطلبات كلما كان ذلك أفضل ألنها تقلل
من عدد الحلول البديلة ومن ناحية أخرى من األفضل في حالة وجودها أن يفصح عنها مبك اًر.
oضع البدائل:
إعداد قائمة بجميع الوسائل الممكنة والكفيلة للوصول إلى الهدف وعدم اختبار صالحية أي من
تلك البدائل مباشرة بل ترك ذلك للوقت المناسب لذلك ويجب كتابة كل البدائل حتى غير الواقعية
منها ألنها غالباً ما تذكرنا بغيرها من البدائل األكثر معقولية.
174
oتحديد معايير التقويم:
بعد تجميع كل األفكار ال بد من اختيار وسيلة لفرز وتقييم تلك األفكار فنختار ثالثة أو أربعة
معايير ونقيم كل حل بديل على أساسها على سبيل المثال إمكانية التنفيذ والتكلفة ومدى اإلتاحة
والمساهمة في تحقيق الهدف وما إلى ذلك.
oتقييم البدائل:
يتم تقييم كل حل بديل باستخدام المعايير المختارة ويتم إضافة البيانات المتاحة لهذا التقييم وعلى
سبيل المثال البيانات الخاصة بإمكانية الحصول على الحل وتكلفة ذلك واذا كانت البيانات غير
متاحة يجب وضع قيما تقديرية مثل مرتفع أو متوسط أو منخفض و تطبيق هذا على المعايير
المستخدمة مثل إمكانية التنفيذ و درجة المساهمة في تحقيق األهداف.
oاالختيار من بين البدائل:
الخطوة األخيرة في عملية اتخاذ القرار هي اختيار البديل األفضل بعد دراسة ما تم القيام به من
تقويم لهذه البدائل ومن البديهي أن ال نرغم على اختيار البديل األفضل حسب التقويم المعد
ويجب أن نأخذ في الحسبان النتائج المتوقعة لكل بديل وأيضاً احتماالت حدوث العواقب غير
المرغوب فيها.
175
وبمعنى آخر فإن العصف الذهني هو أسلوب الستخدام العقل في التصدي النشط للمشكالت.
oأهداف العصف الذهني
تهدف جلسات العصف الذهني إلى تحقيق اآلتي:
.1حل المشكالت حالً إبداعياً.
.2خلق أفكار إبداعية داعمة لعملية صناعة القرار الخاص بمشكلة محددة.
.3تحفيز وتدريب تفكير وابداع أعضاء فريق عمل محدد.
176
oالقواعد األساسية للعصف الذهني:
.1ضرورة تجنب النقد لألفكار المتولدة :أي استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد أو التقويم في
أثناء جلسات العصف الذهني ومسؤولية تطبيق هذه القاعدة تقع على عاتق ممارس
العالقات العامة وهو رئيس الجلسة.
.2حرية التفكير والترحيب بكل األفكار مهما يكن نوعها :والهدف هنا هو إعطاء قدر أكبر من
الحرية ألضاء الفريق في التفكير في إعطاء حلول للمشكلة المعروضة مهما تكن نوعية هذه
الحلول أو مستواها.
.3التأكد من زيادة كمية األفكار المطروحة :وهذه القاعدة تعني التأكد من توليد أكبر عدد
ممكن من األفكار المقترحة ألنه كلما زاد عدد األفكار المقترحة من قبل أعضاء الفريق زاد
احتمال بلوغ قدر أكبر من األفكار األصلية أو المعينة على الحل المبدع للمشكلة.
.4تعميق أفكار اآلخرين وتطويرها :ويقصد بها إثارة حماس المشاركين في جلسات العصف
الذهني من أعضاء الفريق المكلف بصناعة قرار محدد أو من غيرهم ألن يضيفوا ألفكار
اآلخرين وأن يقدموا ما يمثل تحسيناً أو تطوي اًر.
177
يطلب من المشاركين في هذه المرحلة الخروج من نطاق الموضوع على النحو الذي عرف
به وأن يحددوا أبعاده وجوانبه المختلفة من جديد فقد تكون للموضوع جوانب أخرى ،وليس
المطلوب اقتراح حلول في هذه المرحلة وانما إعادة صياغة الموضوع وذلك عن طريق طرح
األسئلة المتعلقة بالموضوع ويجب كتابة هذه األسئلة في مكان واضح للجميع.
-3تهيئة جو اإلبداع والعصف الذهني:
يحتاج المشاركون في جلسة العصف الذهني إلى تهيئتهم للجو اإلبداعي وتستغرق عملية
التهيئة حوالي خمس دقائق يتدرب المشاركون على اإلجابة عن سؤال أو أكثر يلقيه قائد
المشغل.
-4جلسة العصف الذهني:
يقوم ممارس العالقات العامة بكتابة السؤال أو األسئلة التي وقع عليها االختيار عن طريق
إعادة صياغة الموضوع الذي تم التوصل إليه في المرحلة الثانية ويطلب من المشاركين
تقديم أفكارهم بحرية على أن يقوم كاتب المالحظات بتدوينها بسرعة على السبورة أو لوحة
ورقية في مكان بارز للجميع مع ترقيم األفكار حسب تسلسل ورودها ويمكن لممارس
العالقات العامة بعد ذلك أن يدعو المشاركين إلى التأمل باألفكار المعروضة وتوليد المزيد
منها.
-5تحديد أغرب فكرة:
عندما يوشك العدد المعين من األفكار أن ينضب لدى المشاركين يمكن لممارس العالقات
العامة أن يدعو المشاركين إلى اختيار أغرب األفكار المطروحة وأكثرها بعداً عن األفكار
الواردة وعن الموضوع ويطلب منهم أن يفكروا كيف يمكن تحويل هذه األفكار إلى فكرة
عملية مفيدة وعند انتهاء الجلسة يشكر ممارس العالقات العامة المشاركين على مساهماتهم
المفيدة.
-6جلسة التقييم:
الهدف من هذه الجلسة هو تقييم األفكار وتحديد ما يمكن أخذه منها وفي بعض األحيان
تكون األفكار الجيدة بارزة وواضحة للغاية ولكن في الغالب تكون األفكار الجيدة دفينة
يصعب تحديدها ونخشى عادة أن تهمل وسط العشرات من األفكار األقل أهمية وعملية
178
التقييم تحتاج نوعاً من التفكير االنكماشي الذي يبدأ بعشرات األفكار ويلخصها حتى تصل
إلى القلة الجيدة.
179
ويالحظ أن طريقة دلفي تحتاج إلى وقت طويل انتظا ار لردود الخبراء وكتابة التقارير وعلى هذا
تناسب هذه الطريقة المشاكل المعقدة التي تتحمل االنتظار مثل التخطيط االستراتيجي طويل األجل
والتنبؤ طويل اآلجل بالتغيرات في بيئة العمل الخارجية.
oتحديد المشكلة :يقوم قائد الفريق أو ممارس العالقات العامة بتحديد المشكلة أمام أعضاء
الفريق.
oبدائل الحل :يقوم كل عضو من أعضاء الفريق بوضع أفكار عن الق اررات المقترحة لحل المشكلة
المقترحة على ورقة أمامه.
oتجميع الحلول :بواسطة ممارس العالقات العامة وكتابتها واحدة تلو األخرى وال يلزم ربط أسماء
األعضاء بالحلول.
oالمناقشة :يدير قائد الفريق المناقشة والتحليل على أن يشجع كل األفراد لالشتراك في المناقشة
ويتم التوصل لعدة بدائل.
oاالقتراع :يقوم كل فرد من أفراد الفريق بالتصويت على هذه البدائل واضعا إياهم في ترتيب
فالمرتبة 1تعني أحسن حل والمرتبة 2تعني المرتبة التالية في األفضلية والمرتبة ( 5على
اعتبار أن هناك خمس بدائل للحل) تشير إلى أسوأ حل أو بديل.
oالقرار النهائي :يقوم ممارس العالقات العامة بتجميع الرتب ألفراد الجماعة وباستخدام الجمع
كعملية حسابية يمكن التعرف على نتيجة كل البدائل والبديل الذي يأخذ أقل مجموع هو أحسن
بديل.
180
وامعانا في صورية أو اسمية هذه الطريقة قد تلغى الخطوة الرابعة وبالتالي ال يكون هناك مناقشة
وجها لوجه بين أعضاء الفريق ويالحظ أن طريقة الجماعة الصورية تأخذ وقتا أقل من سابقتها كما
أنها تحاول أن تصل إلى إجماع عن طريق االقتراع هذا باإلضافة إلى استخدامها ألسلوب أقرب إلى
األسلوب الكمي.
181
الخالصة
القائد الحقيقي للفريق هو الذي يسهل ويحمس ثم ينفذ أكثر من تركيزه على الرقابة بالدرجة
األولى،حيث تنحصر المهمة األساسية لقائد الفريق في تحقيق األهداف التي يسعى نحو تحقيقها من
خالل القيام بما يلي:
يقوم ممارس العالقات العامة بعدد من األدوار أثناء عمل الفريق ،منها:
دور المشرف.
المساهمة في صناعة الق اررات الخاصة بفريق العمل.
اختيار المدخل الرشيد لصناعة القرار.
تتعدد األساليب الفنية في صناعة الق اررات داخل فريق العمل حيث تصل إلى أكثر من ثالثين طريقة.
ومن أهم األساليب وأكثرهم قوة وشيوعاً في االستخدام هي:
182
المراجع
-1مهدي حسن زويلف ،على محمد عمر العصايلة ،إدارة المنظمة نظريات وسلوك ،دار مجدالوي،
األردن.1996 ،
-2محمد نصر مهنا ،إدارة األزمات -قراءة في المنهج ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية .2000
-3محمد أبو النصر ،بناء وتدعيم الوالء المؤسسي ،ايتارك للطباعة والنشر ،القاهرة.2005 ،
-4محسن الخضيري :إدارة األزمات ،مكتبة مدبولي ،القاهرة.1998 ،
-5صالح عباس :إدارة األزمات في المنشآت التجارية ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.2002 ،
-6صالح الدين فوزي :اإلدارة العامة ،دار الفكر العربي ،القاهرة.1998 ،
-7سعيد ياسين عامر ،علي محمد عبد الوهاب :الفكر المعاصر في التنظيم واإلدارة ،مركز وايد سرفيس
لالستشارات والتطوير اإلداري ،القاهرة.1994 ،
-8محمد الهادي ،استخدام نظم الخبرة اآللية في معالجة وحل مشاكل األزمات التي تواجه اإلدارة
المعاصرة" ،مجلة المدير العربي ،العدد .1998 ،108
-9عبد العزيز عبد اهلل مختار دور التخطيط االجتماعي في مواجهة الكوارث واألزمات المترتبة على
حدوث عدم توازن بيئي .القاهرة:جامعة حلوان ،كلية الخدمة االجتماعية .1998
-10محمد بهجت كشك ،المنظمات وأسس إدارتها ،اإلسكندرية:المكتب الجامعي الحديث .1999
-11فاروق السيد عثمان ،التفاوض وادارة األزمات .القاهرة :دار األمين للطبع والنشر والتوزيع .2004
-12رجب عبد الحميد السيد ،دور القيادة في اتخاذ القرار خالل األزمات ،القاهرة ،مطبعة اإليمان
.2006
183
التمارين
-2من األدوار التي يقوم بها ممارس العالقات العامة أثناء عمل الفريق
- Aاختيار المدخل الرشيد لصناعة القرار
-Bتدريب فريق العمل
- Cالرقابة اإلدارية
-Dاختيار القادة اإلداريين
االجابة الصحيحة :اختيار المدخل الرشيد لصناعة القرار.
184
الوحدة التعليمية العاشرة:
اإلدارة باألزمات
تمهيد
تعتبر األزمات – باستثناء أزمات الطبيعة – مثل الزالزل والعواصف والبراكين وحرائق الغابات الناجمة
عن الصواعق ..الخ هي فعل أو رد فعل إنساني ،فعل يهدف إلى توقف أو انقطاع نشاط من األنشطة أو
زعزعة استقرار وضع من األوضاع بهدف إحداث تغيير في هذا النشاط أو الوضع لصالح مدبره وهو ما
يعرف " باإلدارة باألزمات" ومن قبيل ذلك يسعى العاملين في مشروع اقتصادي ما إلى اإلضراب عن
العمل من أجل زيادة أجورهم أو المشاركة بنسبة في األرباح أو تكوين نقابة خاصة بهم أو خفض ساعات
العمل أو الحصول على غير ذلك من مزايا عينية وتسهيالت أو محاولة رب العمل من جانبه طرد بعض
المحرضين على اإلضراب بهدف تحقيق االنضباط.
"
وقد تفلح محاولة أي من هذين الفريقين ( العمال أو أرباب األعمال) وهنا يقال إن قيام أحدهما في خلق
األزمة " قد أفلح في تحقيق مراده ونجحت محاولته لإلدارة باألزمات.
وقد تفشل مثل هذه المحاولة فيجد مدبر األزمة نفسه وقد أصبح في مأزق حقيقي ،وتمثل محاوالته للخروج
من هذه األزمة بأقل الخسائر الممكنة إدارة لألزمة ،فإذا فشل اإلضراب مثالا في تحقيق أهدافه ونجحت
جهود المحرضين عليه في إقناع صاحب العمل بمجازاتهم في تحقيق أهدافه ونجحت جهود المحرضين
عليه في إقناع صاحب العمل بمجازاتهم بخصم بضعة أيام من أجورهم بدالا من فصلهم فإن ذلك في حد
ذاته يمثل إنجا از لهم في تحجيم خسائرهم أو نجاحا في إدارتهم لألزمة.
بيد أنه وان كان المثال السابق يمثل نموذج ا خاص ا بالجمع بين " اإلدارة باألزمات "و"إدارة األزمات" من
قبل طرف واحد من أطراف األزمة فإن الحياة العلمية ال تفترض حتمية الربط بين هذين األسلوبين من
قبل جانب واحد والمثال األكثر شيوع ا هو قيام أحد أطراف األزمة باستخدام" اإلدارة باألزمات "يقابله
لجوء الطرف اآلخر المدبرة األزمة ضده إلى أسلوب" إدارة األزمات".
كما أنه على الرغم من أن النتيجة المفترضة نظريا لتقاطع هذين األسلوبين أو للتفاعل القائم بينهما هو
أن يحقق أحدهما قد ار من المكاسب يعادل ما يتكبده الطرف اآلخر من خسائر أو ما يعرف" بالمباراة ذات
185
الحصيلة الصفرية إال أن الواقع العملي ال يحتمل مكسب ا كلي ا مقابل خسارة تامة وانما يحقق كل من
الطرفين قد ار من المكاسب والخسائر المزدوجة.
وفي المثال الذي سقناه آنف ا فإن نجاح صاحب العمل في فصل العمال المضربين قد يؤدي إلى نقص في
اإلنتاج أو إلى تكرار اإلضرابات من جانب باقي العمال تعاطفا مع زمالئهم المفصولين ،مما يهدد بتوقف
نشاط المشروع االقتصادي كما أن نجاح العمال المضربين في الحصول على زيادة في أجورهم قد يدفع
صاحب العمل إلى التنكيل ببعض متزعمي اإلضراب أو تشديد الجزاءات الموقعة على من يخطئ منهم.
وهناك بعض األزمات التي قد تسفر عن فائدة مشتركة للطرفين ،وال يزال المثال السابق الرائد في التمثيل
لهذا النوع من األزمات وذلك في حالة ما إذا ترتب على هذا اإلضراب نجاح العمال في الحصول على
زيادة في أجورهم في مقابل العمل ساعات إضافية لزيادة إنتاجية المشروع.
مشكلة أكبر وأشد تأثي ار بحيث تطغى على المشكلة القائمة ،وهكذا يظل الكيان اإلداري المهترئ يتعرض
ألزمة تلو أزمة وتتعاقب عليه األزمات متالحقة حتى يتم تدميره بالكامل ،أو يهدي اهلل إليه من يأخذ بيده
إلى بر النجاة.
ومن هنا يطلق البعض على اإلدارة باألزمات علم" صناعة األزمة" للتحكم والسيطرة على اآلخرين.
واألزمة المصنوعة لها مواصفات حتى تبدو حقيقية وحتى تؤتي ثمارها وأهم مواصفاتها هي اإلعداد
المبكر وتهيئة المسرح األزموي وتوزيع األدوار على قوى صنع األزمة واختيار التوقيت المناسب لتفجيرها
وايجاد المبرر والذريعة لهذا التفجير.
186
ولألزمة المصنوعة إيقاع سريع متدفق األحداث ومتالحق التتابع ومتراكم اإلف ارزات والنتائج وكل منها
تصب في سبيل تحقيق الهدف المراد الوصول إليه فلكل أزمة مصنوعة هدف يتعين أن تصل إليه وبدون
تحقيق هذا الهدف لن يتالشى الضغط األزموي أو يخف التأثير العنيف الصاخب إلف ارزات األزمة ،وكذا
لن تهدأ قوى صنع األزمة أو تتراجع حتى تحقيق هذا الهدف.
ومن ثم وللتعامل مع األزمات المفتعلة أو المصنوعة يتعين أن نحصل على إجابات سريعة ووافية عن
األسئلة التالية:
كيف ظهرت األزمة وتطورت أحداثها؟
من هم األطراف الصانعة لألزمة سواء العلنيون أو الذين يعملون في الخفاء؟
لماذا تم صنع األزمة في الوقت الراهن؟
ما الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه قوى صنع األزمة؟
ما المدى الذي ال يتعين أن تتجاوزه قوى الضغط األزموي؟ وما هي المحاذير الموضوعة لكل منها؟
والحدود المتفق عليها بينها؟
وتقوم عملية اإلدارة باألزمات على خلق أزمة وهمية يتم من خاللها توجيه قوى الفعل السلوكي
واالقتصادي إلى تكريس األزمة أو إلى سلوك معين بشأنها.
وخير مثال على ذلك ما يعمد إليه بعض التجار من أصحاب الموقع االحتكاري من خلق أزمات في
بعض السلع من خالل تخزين هذه السلع وعدم عرضها بالسوق لتعطيش المستهلك لها واشاعة أن هناك
أزمة شديدة في إنتاج هذه السلع مما يدفع المستهلكين إلى البحث عنها بأكثر من احتياجاتهم وهنا يقوم
هذا التاجر بعرضها س ار لتحقيق أرباح طائلة.
ومثل هذا األسلوب في الحقيقة يكون مدم ار للتاجر وللمنتج لهذه السلع حيث يعمد المستهلك إلى البحث
عن بديل متوفر وقد يكون أفضل كما يدفع هذا الوضع بعض المنتجين الجدد إلى الدخول إلى ميدان
إنتاج هذه السلعة وتقديمها بشروط أفضل للمستهلكين وهكذا.
187
وتستخدم الدول الكبرى اإلدارة باألزمات كأسلوب لتنفيذ إستراتيجيتها الكبرى في الهيمنة والسيطرة على
العالم ،ولتأكيد قوتها وفرض إرادتها وبسط النفوذ وبشكل ال يفقدها أصدقائها ولتحييد أعدائها وتدمير
مصالحهم وفي الوقت ذاته لتقوية تحالفاتها القديمة ،بل ولتحقيق أهدافها الخفية طويلة المدى التي ال
تستطيع اإلعالن عنها أو حتى مجرد التنويه عنها ،وهو ما استخدمه أدولف هتلر عند اشتعال الحرب
العالمية الثانية تلك الحرب المدمرة التي كلفت البشرية 50مليون إنسان قتلى حرب فضالا عن تكاليفها
المادية الباهظة ،وقد استخدم هتلر اإلدارة باألزمات ببراعة ودهاء شديدين دون اعتبار ألي قيم أو مثل
إليجاد المبرر ولكسب التأييد الشعبي لغزو بولندا وتحييد دول العالم أمام هذا الغزو حيث بدأت الحرب
من سبتمبر عام 1939باجتياح القوات األلمانية حدود بولندا ،ولكن قبل االجتياح تم افتعال أزمة ببراعة
وحنكة محورها تصوير الغزو األلماني على انه مجرد دفاع عن النفس ومرحلة تأديب لبولندا التي خانت
المعاهدات وعالقات حسن الجوار وفي الوقت ذاته الوصول بالموقف العالمي إلى أزمة حافة الحرب.
وقد بدأت صناعة األزمة في الليلة السابقة لقيام الحرب حيث أخذت قوات العاصفة األلمانية النازية 12
سجين ا بولندي ا من معسكر اعتقال بالقرب من برلين وألبستهم مالبس الجيش البولندي ثم أطلقت عليهم
الرصاص وألقت بجثثهم في غابة على الحدود األلمانية البولندية مع إضافة بعض المؤثرات لتصوير
الموقف على أنه عملية قذرة عسكرية قامت بها بولندا ضد ألمانيا ليتم عرضهم على مراسلي الصحافة
األجنبية وتصويره على أنه بداية غزو بولندي أللمانيا وأن الحرس األلماني استطاع إحباط المحاولة
وقضى على عدد كبير من الغزاة وفي الوقت نفسه قامت قوات العاصفة بمهاجمة محطة إذاعية ألمانية
على الحدود البولندية األلمانية وهي ترتدي مالبس الجيش البولندي وتصطحب سجين ا بولندي ا آخر ثم
قامت القوات بإطالق الرصاص في كافة االتجاهات وقتل عدد من العاملين األلمان بالمحطة واجبار
السجين البولندي على إذاعة بيان بقيام القوات البولندية بغزو ألمانيا ثم هربوا تاركين األسير البولندي جثة
هامدة بعد أن أطلقوا عليه الرصاص ،وأحد العاملين األلمان بمحطة اإلذاعة مصاب ا إصابة بسيطة
ومغمى عليه من هول الصدمة ليحكي عما شاهده من قيام الجيش النظامي البولندي بمهاجمة المحطة
وقتل من فيها من األلمان أمام ممثلي الصحافة العالمية وأمام جهات التحقيق األلمانية.
وبعد إتمام صنع الموقف األزموي بنجاح قام هتلر في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي أول سبتمبر
مرتدي ا" المعطف المقدس" بزيارة الريخستاخ" البرلمان األلماني" والقاء كلمة قصيرة قال فيها" ألول مرة
يجرؤ الجنود البولنديون النظاميون على مهاجمة وطننا فقمنا منذ الساعة السادسة إال ربعا صباحا بالرد
188
على النيران ،ومنذ اآلن فصاعدا سنرد بالقنابل على القنابل ".وهكذا بدأت الحرب العالمية الثانية بأزمة
مدبرة مفتعلة.
وصناعة األزمة هي في حقيقتها عملية جراحية جذرية في الكيان اإلداري ،الذي صنعت فيه ويهدف تأكيد
وضمان استمرار المصالح الحيوية القائمة وتدعيم قوى االستقرار والتوازن المتواجدة أو إيجاد قوى استقرار
وتوازن جديدة ،ومن ثم فقد تؤدي عملية صناعة األزمة على المستوى الدولي إلى ابتالع دول وتفتيت
إمبراطوريات وتفكيك تحالفات واقامة أحالف جديدة وضم أجزاء لدول أخرى واعادة رسم الخرائط السياسية
واعادة ترتيب األوضاع والقوى وذلك كله من خالل عملية صنع األزمة.
عملية اإلدارة باألزمات أسلوب تتبعه المنظمات والشركات والدول والحكومات والعصابات ويتسع مداه
ويستخدمه األفراد أيض ا وهو أسلوب أدى إلى إسقاط حكومات واشعال حروب وحصد آالف من أرواح
البشر وتدمير آالف الماليين من الدوالرات.
صناعة األزمة
189
ويتم افتعال األزمات عن طريق برنامج زمني محدد األهداف والمراحل التي يمكن توضيحها فيما يلي:
مرحلة اإلعداد لميالد األزمة
oاستخدام الضغوط االتصالية على الكيان اإلداري وحلفائه إلفقاده توازنه ودفعه رويدا ،رويدا إلى
حافة الهاوية ومن خالل حسابات الفعل وردود الفعل القائمة على دراسة متأنية لسيكولوجية متخذ
القرار في الكيان اإلداري المزمع إحداث األزمة فيه.
oتشويه حقيقة القائمين على الكيان اإلداري واطالق الشائعات المبنية على حقائق جزئية
واألكاذيب المدعمة للشائعات وتصويرهم على أنهم فاقدو األهلية والرشاد وأنهم خطر على األمن
واالستقرار أو أنهم مجرمون خطرون على المجتمع الدولي والشعوب.
oكسب المؤيدين ألي تدخل عنيف ضد الكيان اإلداري سواء من خالل اإلعالم المكثف المصاغة
والمعدة رسائله بشكل ممتاز أو من خالل شبكة المصالح واالرتباطات أو من خالل تسريب
المعلومات المغلوطة أو الحقيقية أو هي جميعا
190
مرحلة إنماء وتصعيد األزمة
ويطلق عليها البعض مرحلة التعبئة الفاعلة والمكثفة للضغط األزموي وحشد كل القوى المعادية
للكيان اإلداري المستهدف نيله باألزمات العنيفة حيث يتم اصطياد هذا الكيان ووضعه في فخ األزمة
ومن خالل مجموعة متكاملة من التكتيكات التي تستخدم في شكل بدائل أو في شكل متكامل مع
بعضها البعض وفقا لحجم الكيان اإلداري المستهدف نيله باألزمات واستنزافه وحله بشكل مخطط
خبيث وبشكل متصاعد ،ويتم التصعيد بموجب ثالثة تكتيكات خطيرة هي:
oتكتيك التصعيد الرأسي
وهي تقوم على الدفع المباشر لقوى صنع األزمة وزيادة قدرتها وقوتها وتكثيف تواجدها في منطقة
صنع األزمنة وبشكل سريع متعاظم لتأكيد التفوق الكاسح لقوى صنع األزمة ولعدم تمكين الطرف
اآلخر من التقاط األنفاس والرضوخ للتهديد الصريح العلني للقوة الضاغطة لقوى صنع األزمة
وزيادتها ونموها ذاتيا مع الوقت.
oتكتيك التصعيد األفقي
ويقوم على كسب مزيد من األصدقاء والحلفاء والمؤيدين لقوى صنع األزمة وانضمامهم لها في
عملية زيادة الضغط األزموي واتساع وتوسيع نطاق المواجهة لتشمل مجاالت جديدة ومناطق
جديدة وأبعادا جديدة متسعة تجعل من عملية مواجهة األزمة عملية معقدة وصعبة تستنزف
الكيان اإلداري الذي تم صنع األزمة لديه وتقوض دعائمه وتهدم أركانه وبنيانه.
oتكتيك التصعيد الدائري المتراكم
وهذا النوع من التكتيكات ذات الطبيعة الخاصة التي تستخدم في صناعة األزمات بشكل فعال
لزيادة الضغط األزموي وارباك الطرف األخر إرباك ا شديدا ،حيث يتم التصعيد لألزمة باستخدام
كافة األدوات والوسائل والتخفيف مرحليا ،ثم التصعيد بشكل متكامل ومتنام لفترة يعقبها مرحلة
تجميد ،وبعد التجميد يتم التصعيد مرة أخرى وهكذا.
وتستخدم هذه الطريقة في األزمات الدولية ذات الطبيعة الخاصة التي من خاللها يتم إرهاق
وارباك الكيان اإلداري المستهدف نيله باألزمة وتفتيت هيكله وضعضعة عناصره وافقاده الثقة
بقيادته ،وفوق كل هذا إحداث حالة من التفسخ واليأس واإلحباط وبشكل يدفع أفراد هذا الكيان
إلى أعمال طائشة هوجاء وتدفع بالقوى المعارضة الكامنة تحت السطح أو تحت األرض في
الخفاء إلى الظهور العلني والتحرك بشكل سريع ومؤثر الستثمار الخلل في هذا الكيان ومن ثم
191
زيادة هذا الخلل وتوسيع نطاقه واجبار الخصم على التقهقر والتسليم بالمطالب التي تطالب بها
واالستجابة لها بشكل كامل.
و ّأيما كان فإن عملية تصعيد وانماء األزمة يجب أن تدرس بعناية وفي ضوء الحساب الختامي
المتوقع لها خاصة في إطار احتماالت قيام الخصم بتصعيد مماثل ومتقابل في هذه العملية.
وفي هذه المرحلة يتم استخدام أدوات مادية ذات تأثير مباشر على التصعيد األزمة من خالل:
.1قطع المساعدات وفرض الحصار االقتصادي على الكيان اإلداري سواء كان دولة أو
مؤسسة أو شركة أو حتى أسرة واحداث إرباك مالي ونقدي وعيني واشعار كافة المستفيدين
من هذه المساعدات بأهمية التخلص من األفراد الذين يعارضون سياستنا أو من القيادة التي
استنفذت الغرض منها.
.2استخدام الوثائق والمستندات الحقيقية أو ذات التزوير المتقن لتأكيد صدق الشائعات السابق
إطالقها في المرحلة األولى وتسريب بعض منها إلى أجهزة اإلعالم الدولية الواسعة
االنتشار.
.3افتعال األحداث وتنميتها وتصعيدها بشكل كبير إليجاد المبرر للتدخل العنيف ضد الكيان
اإلداري أو ضد قيادة هذا الكيان.
192
oاختيار المكان غير المناسب للخصم والذي فيه ال يستطيع السيطرة على األحداث أو على
تداعياتها ،ويكون لديه القدرة على توجيه األحداث والسيطرة عليها.
oاختيار المجال غير المناسب للخصم إلحداث األزمة فيه ،سواء كان هذا المجال اقتصادي ا أو
سياسي ا أو اجتماعيا أو ثقافي ا ...الخ بشرط امتالك القدرة على تحريك قوى الفعل وادارة األزمة.
oيشترط لنجاح التصادم حدوث حادث معين يطلق عليه حادث ( ) Xالذي يكون بداية الش اررة
وانطالق اللهيب ويفضل أن يكون هذا الحادث طبيعي ا عفوي ا أو تلقائي ا ،فإذا لم يتوافر هذا الحادث
كان علينا أن نوفره وبشكل يبدو تلقائي ا عفوي ا.
193
مرحلة تهدئة األوضاع
وهي المرحلة التي يتم فيها تخفيض الضغط األزموي واعادة
األوضاع إلى حالتها الطبيعية واستخدام أساليب التعايش الطبيعي
والتخفيف من حدة التوتر القائم على الضغط األزموي واالستجابة
الهامشية لبعض مطالب الطرف الثاني والتي تكون بمثابة
امتصاص لقوى الرفض واالستثارة الداخلية لديه ،وفي الوقت
نفسه إعطاء الفرصة كاملة للقوى المؤيدة لنا للسيطرة عليه
واحكام عملية توجيه وفي الوقت ذاته استخدام الحكمة الكاملة في
امتصاص كل غضب جماهيري واالستعانة بقادة الرأي والفكر المعتدلين والموالين لنا وفي إطار حملة
إعالمية مخططة ومدروسة جيدا يتم إعادة األمور إلى حالتها الطبيعية ،بعد أن تم تكييفها بالشكل
المناسب لمصالحنا ورغباتنا وأهدافنا البعيدة المدى.
oجانب إيجابي في إقناع الطرف اآلخر بالقيام بعمل معين من شأنه تقوية المصالح والمكاسب.
194
عملية افتعال األزمة
ّ
اإلدارة باألزمات هي افتعال األزمات الحادة وليس عالجها.
قواعد عملية افتعال األزمة:
oخلق عالقة تبعية وانقياد وسيطرة على الكيان المزمع افتعال األزمة فيه حتى يمكن جني
المكاسب المستهدفة من وراء افتعال األزمة ،وفي الوقت نفسه لضمان عدم اتساع رد الفعل إلى
مدى وأبعاد غير مطلوبة.
oزرع مجموعة عناصر موالية تتولى مواقع حساسة في أجهزة الكيان اإلداري يمكنها في الوقت
المناسب إعاقة حركة الكيان وتوجيه قادته وتقليل رد فعل وبشاعة افتعال األزمة.
oاختيار التوقيت المناسب الذي يكون افتعال األزمة مؤث ار فيه وقدرة العناصر الموالية لنا على
توجيه متخذ القرار وافقاد التأثير األزموي لالزمة مرتفعة ومن ثم القدرة على امتصاص التأثير
األزموي وابتالعه.
oإيجاد المسار البديل في شكل مصلحة جانبية يحرص الكيان اإلداري على الحصول عليها وفي
سبيلها يمكن أن يتغاضى عن األزمة التي تم افتعالها أو يمكن للعناصر الموالية توجيه سلوكه
بها.
oافتعال األزمة بشكل سريع ومؤثر وجني مكاسبها وتحقيق الهدف منها ثم عقد لقاء امتصاص مع
متخذ القرار في الكيان اإلداري الذي حدثت فيه األزمة وذلك بهدفين هما:
.1هدف خفي :وهو التحقق من النتائج التي أفرزتها األزمة المفتعلة ومن استقرار عالقة التبعية مع
الكيان اإلداري وعدم تأثرها باألزمة.
.2هدف علني :وهو امتصاص االنفعال وتجديد الروابط وتنقية العالقات وفتح صفحة جديدة ونسيان
ما مضى.
195
oالحفاظ على االستقرار.
oالحفاظ على األمن.
oالحفاظ على السالم.
oحماية النفس والدفاع عنها وعن المصالح.
ومن الجدير بالذكر أنه على مستوى الوحدة االقتصادية يستخدم بعض متخذي القرار أساليب اإلدارة
باألزمات بشكل متعمد عندما يرغب في تحقيق أرباح طائلة وغير عادية فيقوم باستغالل ما تتمتع به
الوحدة االقتصادية من مركز احتكاري بالسوق ويقوم بتحجيم وتقليل المعروض من منتجاتها بالسوق
وتخزين جانب كبير من إنتاجها لتعطيش السوق وافتعال أزمة لرفع أسعار المنتجات بالسوق وخلق طلب
مغالي فيه على السلعة التي تنتجها شركته ،تدفعه للتخلص من المخزون الراكد والمعيب لديه ،كما قد
يستخدمها متخذو القرار بشكل تلقائي ،حيث إنه كثي ار ما يواجه متخذ القرار في إدارته للشركة التي يعمل
بها أزمات مختلفة ،ويجد نفسه محاطا بوقائع وأحداث تبدو له خطيرة ومقلقة ،وال يستطيع تفسيرها ومعرفة
عواملها الباعثة لها وتراكماتها الذاتية واتجاهاتها ونتائجها ،ومن ثم يزداد أمامه سمك جدار عدم التأكد،
ومن ثم في غياب منهج علمي ورؤية تحليلية متعمقة يلجأ متخذ القرار إلى االرتجال واستخدام سياسة رد
الفعل إزاء الحدث أو الفعل الذي خيل إليه أنه سبب فيما يواجه الشركة من أزمات فيؤدي إلى نشوء
أزمات جديدة قد تكون أشد خط ار وأعمق تأثي ار على الكيان اإلداري أو الشركة التي يشرف على إدارتها.
ونتيجة لسياسة الفعل ورد الفعل واستمرار التهميش للقضايا والمواقف وتغييب المستقبل
واالعتماد على أسلوب اإلدارة يوم ا بيوم أن استفحلت األزمات بل واستخدمت األزمات كوسيلة لتغطية
بعضها على بعض ومن ثم اعتمد أسلوب اإلدارة باألزمات كأسلوب لإلدارة لتخفي به المؤسسات مشاكلها
وعجزها عن تحقيق أهدافها الموضوعة والمتمثلة في:
الربحية.
التوسع والنمو.
االستمرار.
ويستخدم رجال األعمال أسلوب اإلدارة باألزمات لفرض مصالحهم وامالء إرادتهم على الحكومات،
وجعلها تستجيب لمطالبهم بطريقة غير مباشرة ومن أهم األمثلة على ذلك أن يقوم مثالا أحد رجال
196
األعمال بالتقدم إلى مركز للبحوث واإلدارة بطلب دراسة جدوى إلنشاء حي سكني متكامل بعيدا عن
المدينة ،ويشير عليه المركز أن يبدأ بإنشاء الطريق وتوصيل المياه والكهرباء إلى الموقع ،ولكن الرجل
بعد أن يستمع إلى هذا المشروع يقول" أنا موافق على كل شيء إال الطريق والمياه والكهرباء" مما يدفع
الباحثين إلى السخرية منه ،ثم يمضي الرجل في البناء حتى ينتهي منه ثم يمر على جميع الصحف
المحلية ليشكو لها من أنه أقام حيا كامالا للتغلب على أزمة اإلسكان ولكن الدولة ال تريد بناء المرافق
العامة ،مما يدفع بالصحف بالقيام بحملة هجومية على الحكومة من أجل هذا التقصير ،فتضطر
الحكومة إلى انجاز المرافق العامة من طرقاتو مياهو كهرباء دون أن يدفع رجل األعمال شيئ ا.
197
الخالصة
اإلدارة باألزمات تقوم على افتعال األزمات وايجادها من العدم كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل
القائمة التي تواجه الكيان اإلداري ،فنسيان مشكلة ما يتم فقط عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثي ار بحيث
تطغى على المشكلة القائمة ،وهكذا يظل الكيان اإلداري المهترئ يتعرض ألزمة تلو أزمة وتتعاقب عليه
األزمات متالحقة -حتى يتم تدميره بالكامل ،أو يهدي اهلل إليه من يأخذ بيده إلى بر النجاة.
األزمة المصنوعة لها مواصفات حتى تبدو حقيقية وحتى تؤتي ثمارها وأهم مواصفاتها هي اإلعداد المبكر
وتهيئة المسرح األزموي وتوزيع األدوار على قوى صنع األزمة واختيار التوقيت المناسب لتفجيرها وايجاد
المبرر والذريعة لهذا التفجير.
صناعة األزمة هي في حقيقتها عملية جراحية جذرية في الكيان اإلداري ،الذي صنعت فيه ويهدف تأكيد
وضمان استمرار المصالح الحيوية القائمة وتدعيم قوى االستقرار والتوازن المتواجدة أو إيجاد قوى استقرار
وتوازن جديدة ،ومن ثم فقد تؤدي عملية صناعة األزمة على المستوى الدولي إلى ابتالع دول وتفتيت
امبراطوريات وتفكيك تحالفات واقامة أحالف جديدة وضم أجزاء لدول أخرى واعادة رسم الخرائط السياسية
واعادة ترتيب األوضاع والقوى وذلك كله من خالل عملية صنع األزمة.
يتم افتعال األزمات عن طريق برنامج زمني محدد األهداف والمراحل التي يمكن توضيحها فيما يلي:
مرحلة اإلعداد لميالد األزمة.
مرحلة إنماء وتصعيد األزمة.
مرحلة المواجهة العنيفة والحادة.
مرحلة السيطرة على الكيان اإلداري للخصم.
مرحلة تهدئة األوضاع.
مرحلة سلب وابتزاز الطرف اآلخر.
198
المراجع
-1معن محمود عصارنة ،إدارة الصراع واألزمات وضغوط العمل ،الطبعة األولى عمان ،دار الحامد،
.2008
-2محمد عبد الفتاح الصيرفي ،مفاهيم إدارية جديدة ،عمان ،دار الثقافة.2003 ،
-3طاهر محسن الغالبي ،وآخرون ،اإلدارة اإلستراتيجية منظور منهجي متكامل ،عمان ،دار وائل
للنشر.2007 ،
-4مصعب حاتم القيسي ،التخطيط االستراتيجي وادارة األزمة ،بحث قدم إلى كلية العلوم اإلدارية
والمالية ،قسم إدارة األعمال.2007 ،
-5محمد عبد الغني هالل ،مهارات إدارة األزمات ،القاهرة ،مركز تطوير األداء والتنمية.2004 ،
-6أحمد ماهر ،إدارة األزمات" ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية.2006 ،
-7السيد عليوة ،إدارة الوقت واألزمات واإلدارة باألزمات" ،القاهرة ،دار األمين للنشر والتوزيع.2003 ،
-8عاصم حسين ،األزمات والفساد اإلداري ،المجلة العلمية لكلية التجارة" بنين" جامعة األزهر،
العدد :الثامن والعشرون.2003 ،
-9داني كوكس ،القيادة في األزمات ،ترجمة هاني حلجة ،بيت األفكار ،أمريكا.1998 ،
199
التمارين
200