Professional Documents
Culture Documents
مادة قضايا الفقهية للفرقة الثالثة شعبة العقيدة و الفلسفة
مادة قضايا الفقهية للفرقة الثالثة شعبة العقيدة و الفلسفة
مادة قضايا الفقهية للفرقة الثالثة شعبة العقيدة و الفلسفة
مشروع بحث
الرقم السري
0000 /م تاريخ التسليم/ : أستاذ المادة :د/حسن أحمد حفني
الرقم السري:
1
جامعة األزهر
كلية أصول الدين
القاهرة
البيع بالتقسيط
المقدمة
الحمد هلل الذي علم اإلنسان ما لم يعلم ،و الصالة والسالم على خير األنام وعلى آله وصحبه وسلم.
و بعد.
فإن هذا البحث يكتب لمبادلة اإلمتحان فصل الدراسي الثاني .يتضمن فيه عن المسألة البيع بالتقسيط
و أحكامه و مسائله .و نسأل هللا سبحانه وتعالى ان يرضي و يحفظ المدرس و المشيخ و العلماء األزهر
الشريف و أبنائه جميعا.آمين
الهدف من البحث
منهج البحث
2
جامعة األزهر
كلية أصول الدين
القاهرة
محور البحث
البيع بالتقسيط
بسم هللا الرحمن الرحيم
البحث األول :معنى بيع بالتقسيط و أحكامه
البيع لغة هو ضد الشراء أي هو مقابلة شيء بشيء ،ماال كان أو غيره ،أو دفع عوض وأخذ ما
عوض عنه .أما شرعا قال الشيخ عالء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاسائي هو مبادلة مال متقوم
بمال متقوم .قال الشيخ أبو بكر السقاف في تعريف البيع شرعا إنه تمليك عين مالية بمعاوضة بإذن شرعي،
أو تمليك منفعة مباحة على التأبيد بثمن مالي.
و التقسيط لغة من كلمة القسط أي بمعنى الحصة و النصب .أما شرعا بينه الشيخ وهبة الزهيلى
أنه هو مبادلة أو بيع ناجر ،يتم فيه تسليم المبيع في الحال ،و يؤجل و فاء الثمن أو تسديده ،كله أو بعضه
إلى أجال معلومة في المستقبل.
واختلف البيع بالتقسيط مع العينة و التورق .الفرق بين البيع بالتقسيط و العينة هو أن البيع
بالتقسيط بيع حقيقي يتم بين البائع و المشتري بصورة صحيحة ،لكن المشتري ال يملك المال عند الشراء،
فيتم تأجل دفع الثمن إلى مدة محددة سلفا ،سواء سيتم الدفع على دفعة واحدة أو على دفعات متعددة ،و
المهم هنا ،أن هذا البيع ال يوجد فيه تحايل من أجل الحصول على قرض ربوي ،ألن المشتري يكون
بحاجة إلى السلعة فعال ،لكنه ال يملك المال نقدا ،فيعمد إلى الشراء ألجل ،أو بالتقسيط .أما بيع العينة فهو
بيع يسعى المشتري من خالله إلى الحصول على قرض ربوى ،فيأخذ هذا البيع حيلة للقرض الربوي،
فهو استحالل الربا بصورة البيع .فقد اتفق الحنفية والملكية والحنابلة بالعينة و جوازها الشافعية بأنها ليست
من البيوع الربوية.
وأما التورق ،لصورته :أن يشتري سلعة بثمن مؤجل ،ثم يبيعها بأقل من ثمنها لغير البائع لحاجته
إلى النقد .وقد اختلفت الفقهاء في التورق .فالحنفية و المالكية لم يتطرقوا إلى التورق بصورة مباشرة ،وأما
الشافعية فهم يقولون بجواز التورق .أما الحنابلة بعضهم يقولون بجواز هذا البيع و اآلخر بكراهته.
حكم البيع بالتقسيط أو بالصمت المؤجل ال ريب في جوازه من حيث الجملة كما قال ابن بطال:
((العلماء مجموعون على جواز البيع بالسيئة؛ ألن النبي صلى هللا عليه وسلم اشترى الشعير من اليهودى
نسيئة)) .و فيه الداللة كثيرة ،منها :
3
جامعة األزهر
كلية أصول الدين
القاهرة
عن عائشة رضي هللا عنها قالت(( :توفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ودرعه مرهونة عند
يهودى بثالثين صاعا من شعير)) .وجه الداللة :أن النبي صلى هللا عليه وسلم اشترى الطعام من اليهودي
بثمن مؤجل ،فدل على جواز البيع بالصمت المؤجل.
اتفق الفقهاء على مشروعية عقد البيع ،كما اتقوا على جواز البيع بالصمت تلمؤجل ،لكنهم اختلفوا
في حكم البيع بالصمت المؤجل مع الزيادة في أصل المن على قولين .األول ال تجوز الزيادة في المن
مقابل األجل ،و الذي اعتمد على هذا القول هو أبى بكر الجصاص من الحنفية ،و زين العابدين علي بن
الحسين و كذلك بعض المعاصرين .أما الثاني تجوز الزيادة في ثمن السلعة مقابل التأجل ،و الذي اعتمد
بهذا القول هو الحنفية و المالكية ،و الشافعية ،و الحنابلة.
المسألة األول :المبررات المشروعة التي تجيز شرعا الزيادة مقابل األجل
.0الزمن :حيث تكون الزيادة في الثمن في البيع األجل التقسيط لألجل نفسه ،و هذا ما قاله الفقهاءإن
على الزمن حصة من الثمن
.9التوقف عن الدفع وتقلبات األسعار :وتكون المخاطرة من خالل التأخر عن السدائد ،أو أن يصبح
الدين معدوما ،أو تقلبات األسعار ،التي قد تتسبب بضرر للبائع في بيع األجل ،أو غير ذلك
.3حاجة الديون إلى جهد وعمل ،من حسابات وقيد وحفظ وإدارة :والمقصود بذلك ،أن الديون تحتاج
إلى تدوين ،ومحاسبة ،ومتابعة قانونية أحيانا ،وتكاليف أخرى قد يتكبدها البائع
.4تفويت فرصة استثمار البائع ماله :أن البيع أجل التقسيط يفوت على البائع استثمار أمواله في تجارة
أخرى ،فيحرمه ذلك من أرباح يمكن أن يجنيها من خالل تشغيل أمواله وتنميتها ،بالزيادة تكون
نوعا من جبر هذا الضرر
قال الفقهاء أن المدين إذا كان معسرا يعطى مدة أخرى لسداد الدين ،لقوله تعالى( :وإن كان ذو
عشرة فنظرة إلى ميسرة) .أما إذا كان المدين مفلسا ،فقال الفقهاء :إنه يحوز للبائع أن يسترد المبيع إذا كان
باقيا بعينه ،أما إذا كان تألفت أو لم يكن موجودا ،فالبائع كباقي الديانتين األخرين ،و هذا قول النبي صلى
هللا عليه وسلم" :من أدرك ماله بعينه عند رجل أفلس أو إنسان قد أفلس فهو أحق به من غيره" .وهذا كله
4
جامعة األزهر
كلية أصول الدين
القاهرة
إذا كان المدين معسرا أو مفلسا ،و كان ذلك معروفا وال خالف فيه ،أما إذا كان من ادعى اإلعسار أو
إفالس غير معروف بإعساره أو بإفالسه ،فهذا له حكم آخر.
إذا تأخر المدين عن السداد مع اقتداره على ذلك ،فهذا ظلم يستحق عليه المدين التعزير و العقوبة.
كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :مطل الغني ظلم" .قال وكيع" :عرضه :شكاتية ،وتقويته :حبسه".
و قال بعض الفقهاء المعاصرين بجواز رهن المبيع عند البائع لضمان حقه في قبض األقساط ،أو طلب
كفيل يرجع إليه عند مماطلة المدين .و قال بعضهم إن حلول األقساط يستلزم اتفاق الطرفين عليها مسبقا،
عند عقد البيع أو الدين.
ذهب معظم الفقهاء المعاصرين إلى عدم جواز تغريم الغني المماطلة بأي مبلغ من المال لصالح
الدائن ،ألن ذلك يصبح من الربا المتفق على حرمته بشكل عام ،حتى لو كان ذلك برضى الطرفين
واتفاقهما ،لكن بعض الفقهاء طرحوا حلوال أخري ،يمكن من خاللها تغريم الغاني المماطلة بدفع مبلغ من
المال ،لصالح جهات البر والخير ،ويمكن االتفاق على ذلك مسبقا بين الدائن والمدينة.
و الراجح:
هو عدم جواز تغريم الغني المماطل ،حتى لو كان ذلك لجهات البر والخير ،ألن ما يدفعه المدين
زيادة هو الربا المنتهى عنه بعض النظر عن الجهة التى ستستفيد منه.
أجمع الفقهاء من المذاهب األربعة :أن الدائن إذا مات وله على الناس أموال مؤجلة ،فإنها ال تحل
بموته ،و تبقى إلى أجلها ،ألن ذمة المدين باقية وال تتأثر بموت الدائن ،وعند حلول أجلها يستلمها ورثة
الدائن.
5
جامعة األزهر
كلية أصول الدين
القاهرة
قال جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية و الشافعية ،و الحنابلة في رأي ،إذا مات المدين تصبح
ديونه حالة ،ويجب على الورثة سدادها من إرثه ،قبل تقسيم الميراث .وإخراج الوصية ،لقول الرسول
عليه الصالة والسالم" :نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه".
الخاتمة
الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم على سيد المرسلين وعلى آله المطهرين وأصحابه
أجمعين ،أم بعد.
فهذا ما استطعت من كتابة هذا البحث .وهللا أعلم بالصواب و الحمد هلل رب العالين .و صلى هللا
على سيدنا محمد و على آله.
المصادر و المراجع
.0أ.د/محمد الزيني ،أ.د /محمد عبد اللطيف الرشيد ،د /رضا أحمد السيد العطوي ،د /ابتسام بديع
السيد القرش ،د /منى محمود محمد مصطفى ،د /فاطمة المتولي عبده محمد ؛قضايا فقهية معاصرة
.9أبو بكر السقاف؛ فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب
6