مادة قضايا الفقهية للفرقة الثالثة شعبة العقيدة و الفلسفة

You might also like

You are on page 1of 6

‫جامعة األزهر‬

‫كلية أصول الدين‬


‫القاهرة‬

‫مشروع بحث‬

‫المدة‪ :‬قضايا فقهية معاصرة‬


‫عنوان البحث‪ :‬البيع بالتقسيط‬

‫الرقم السري‬

‫ارسب‪:‬‬ ‫ناجح‪:‬‬ ‫الكنترول‬


‫توقيع أساتذة المادة‬
‫الفصل الدراسي الثاني (‪)9191\9102‬م‬
‫بيانات الطالب‬

‫اسم الطالب رباعيا‪ :‬محمد عوف الحريري‬

‫المادة ‪ :‬قضايا فقهية معاصرة‬ ‫رقم الجلوس ‪١٧٢٠٣٧١٠٢ :‬‬

‫القسم ‪ :‬العقيدة‬ ‫الفرقة ‪:‬الثالثة‬

‫رقم التليفون‪03300700110 :‬‬ ‫‪aufalinsancendikia@gmail.com‬‬ ‫الإليميل ‪:‬‬

‫عنوان البحث ‪ :‬البيع بالتقسيط‬

‫‪0000 /‬م‬ ‫تاريخ التسليم‪/ :‬‬ ‫أستاذ المادة ‪ :‬د‪/‬حسن أحمد حفني‬

‫الرقم السري‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫جامعة األزهر‬
‫كلية أصول الدين‬
‫القاهرة‬

‫البيع بالتقسيط‬

‫المقدمة‬

‫الحمد هلل الذي علم اإلنسان ما لم يعلم‪ ،‬و الصالة والسالم على خير األنام وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫و بعد‪.‬‬

‫فإن هذا البحث يكتب لمبادلة اإلمتحان فصل الدراسي الثاني‪ .‬يتضمن فيه عن المسألة البيع بالتقسيط‬
‫و أحكامه و مسائله‪ .‬و نسأل هللا سبحانه وتعالى ان يرضي و يحفظ المدرس و المشيخ و العلماء األزهر‬
‫الشريف و أبنائه جميعا‪.‬آمين‬

‫الهدف من البحث‬

‫‪ ‬اإلعتراف بمعني البيع بالتقسيط و أحكامه‬


‫‪ ‬اإلعتراف بمسائل ضمنه و آراء العلماء فيه‬

‫منهج البحث‬

‫يستخدم هذا البحث بدراسة التحليلية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫جامعة األزهر‬
‫كلية أصول الدين‬
‫القاهرة‬

‫محور البحث‬
‫البيع بالتقسيط‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫البحث األول‪ :‬معنى بيع بالتقسيط و أحكامه‬

‫البيع لغة هو ضد الشراء أي هو مقابلة شيء بشيء‪ ،‬ماال كان أو غيره‪ ،‬أو دفع عوض وأخذ ما‬
‫عوض عنه‪ .‬أما شرعا قال الشيخ عالء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاسائي هو مبادلة مال متقوم‬
‫بمال متقوم‪ .‬قال الشيخ أبو بكر السقاف في تعريف البيع شرعا إنه تمليك عين مالية بمعاوضة بإذن شرعي‪،‬‬
‫أو تمليك منفعة مباحة على التأبيد بثمن مالي‪.‬‬

‫و التقسيط لغة من كلمة القسط أي بمعنى الحصة و النصب‪ .‬أما شرعا بينه الشيخ وهبة الزهيلى‬
‫أنه هو مبادلة أو بيع ناجر‪ ،‬يتم فيه تسليم المبيع في الحال‪ ،‬و يؤجل و فاء الثمن أو تسديده‪ ،‬كله أو بعضه‬
‫إلى أجال معلومة في المستقبل‪.‬‬

‫واختلف البيع بالتقسيط مع العينة و التورق‪ .‬الفرق بين البيع بالتقسيط و العينة هو أن البيع‬
‫بالتقسيط بيع حقيقي يتم بين البائع و المشتري بصورة صحيحة‪ ،‬لكن المشتري ال يملك المال عند الشراء‪،‬‬
‫فيتم تأجل دفع الثمن إلى مدة محددة سلفا‪ ،‬سواء سيتم الدفع على دفعة واحدة أو على دفعات متعددة‪ ،‬و‬
‫المهم هنا‪ ،‬أن هذا البيع ال يوجد فيه تحايل من أجل الحصول على قرض ربوي‪ ،‬ألن المشتري يكون‬
‫بحاجة إلى السلعة فعال‪ ،‬لكنه ال يملك المال نقدا‪ ،‬فيعمد إلى الشراء ألجل‪ ،‬أو بالتقسيط‪ .‬أما بيع العينة فهو‬
‫بيع يسعى المشتري من خالله إلى الحصول على قرض ربوى‪ ،‬فيأخذ هذا البيع حيلة للقرض الربوي‪،‬‬
‫فهو استحالل الربا بصورة البيع‪ .‬فقد اتفق الحنفية والملكية والحنابلة بالعينة و جوازها الشافعية بأنها ليست‬
‫من البيوع الربوية‪.‬‬

‫وأما التورق‪ ،‬لصورته‪ :‬أن يشتري سلعة بثمن مؤجل‪ ،‬ثم يبيعها بأقل من ثمنها لغير البائع لحاجته‬
‫إلى النقد‪ .‬وقد اختلفت الفقهاء في التورق‪ .‬فالحنفية و المالكية لم يتطرقوا إلى التورق بصورة مباشرة‪ ،‬وأما‬
‫الشافعية فهم يقولون بجواز التورق‪ .‬أما الحنابلة بعضهم يقولون بجواز هذا البيع و اآلخر بكراهته‪.‬‬

‫حكم البيع بالتقسيط أو بالصمت المؤجل ال ريب في جوازه من حيث الجملة كما قال ابن بطال‪:‬‬
‫((العلماء مجموعون على جواز البيع بالسيئة؛ ألن النبي صلى هللا عليه وسلم اشترى الشعير من اليهودى‬
‫نسيئة))‪ .‬و فيه الداللة كثيرة‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫جامعة األزهر‬
‫كلية أصول الدين‬
‫القاهرة‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪(( :‬توفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ودرعه مرهونة عند‬
‫يهودى بثالثين صاعا من شعير))‪ .‬وجه الداللة‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم اشترى الطعام من اليهودي‬
‫بثمن مؤجل‪ ،‬فدل على جواز البيع بالصمت المؤجل‪.‬‬

‫اتفق الفقهاء على مشروعية عقد البيع‪ ،‬كما اتقوا على جواز البيع بالصمت تلمؤجل‪ ،‬لكنهم اختلفوا‬
‫في حكم البيع بالصمت المؤجل مع الزيادة في أصل المن على قولين‪ .‬األول ال تجوز الزيادة في المن‬
‫مقابل األجل‪ ،‬و الذي اعتمد على هذا القول هو أبى بكر الجصاص من الحنفية‪ ،‬و زين العابدين علي بن‬
‫الحسين و كذلك بعض المعاصرين‪ .‬أما الثاني تجوز الزيادة في ثمن السلعة مقابل التأجل‪ ،‬و الذي اعتمد‬
‫بهذا القول هو الحنفية و المالكية‪ ،‬و الشافعية‪ ،‬و الحنابلة‪.‬‬

‫البحث الثاني‪ :‬المسئلة في التقسيط و أراء العلماء فيه‬

‫المسألة األول‪ :‬المبررات المشروعة التي تجيز شرعا الزيادة مقابل األجل‬

‫‪ .0‬الزمن ‪:‬حيث تكون الزيادة في الثمن في البيع األجل التقسيط لألجل نفسه‪ ،‬و هذا ما قاله الفقهاءإن‬
‫على الزمن حصة من الثمن‬
‫‪ .9‬التوقف عن الدفع وتقلبات األسعار ‪:‬وتكون المخاطرة من خالل التأخر عن السدائد‪ ،‬أو أن يصبح‬
‫الدين معدوما‪ ،‬أو تقلبات األسعار‪ ،‬التي قد تتسبب بضرر للبائع في بيع األجل‪ ،‬أو غير ذلك‬
‫‪ .3‬حاجة الديون إلى جهد وعمل‪ ،‬من حسابات وقيد وحفظ وإدارة ‪:‬والمقصود بذلك‪ ،‬أن الديون تحتاج‬
‫إلى تدوين‪ ،‬ومحاسبة‪ ،‬ومتابعة قانونية أحيانا‪ ،‬وتكاليف أخرى قد يتكبدها البائع‬
‫‪ .4‬تفويت فرصة استثمار البائع ماله ‪:‬أن البيع أجل التقسيط يفوت على البائع استثمار أمواله في تجارة‬
‫أخرى‪ ،‬فيحرمه ذلك من أرباح يمكن أن يجنيها من خالل تشغيل أمواله وتنميتها‪ ،‬بالزيادة تكون‬
‫نوعا من جبر هذا الضرر‬

‫المسألة الثاني‪ :‬التأخر أو التوقف في سداد األقساط‬

‫أوال‪ :‬التأخر أو التوقف بسبب اإلعسار‪.‬‬

‫قال الفقهاء أن المدين إذا كان معسرا يعطى مدة أخرى لسداد الدين‪ ،‬لقوله تعالى‪( :‬وإن كان ذو‬
‫عشرة فنظرة إلى ميسرة)‪ .‬أما إذا كان المدين مفلسا‪ ،‬فقال الفقهاء‪ :‬إنه يحوز للبائع أن يسترد المبيع إذا كان‬
‫باقيا بعينه‪ ،‬أما إذا كان تألفت أو لم يكن موجودا‪ ،‬فالبائع كباقي الديانتين األخرين‪ ،‬و هذا قول النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪" :‬من أدرك ماله بعينه عند رجل أفلس أو إنسان قد أفلس فهو أحق به من غيره"‪ .‬وهذا كله‬

‫‪4‬‬
‫جامعة األزهر‬
‫كلية أصول الدين‬
‫القاهرة‬
‫إذا كان المدين معسرا أو مفلسا‪ ،‬و كان ذلك معروفا وال خالف فيه‪ ،‬أما إذا كان من ادعى اإلعسار أو‬
‫إفالس غير معروف بإعساره أو بإفالسه‪ ،‬فهذا له حكم آخر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حكم تأخر القادر على الدفع و السداد‬

‫إذا تأخر المدين عن السداد مع اقتداره على ذلك‪ ،‬فهذا ظلم يستحق عليه المدين التعزير و العقوبة‪.‬‬
‫كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬مطل الغني ظلم"‪ .‬قال وكيع‪" :‬عرضه‪ :‬شكاتية‪ ،‬وتقويته‪ :‬حبسه"‪.‬‬

‫و قال بعض الفقهاء المعاصرين بجواز رهن المبيع عند البائع لضمان حقه في قبض األقساط‪ ،‬أو طلب‬
‫كفيل يرجع إليه عند مماطلة المدين‪ .‬و قال بعضهم إن حلول األقساط يستلزم اتفاق الطرفين عليها مسبقا‪،‬‬
‫عند عقد البيع أو الدين‪.‬‬

‫ثالثا تغريم المدين القادر على السداد "المماطلة"‬

‫ذهب معظم الفقهاء المعاصرين إلى عدم جواز تغريم الغني المماطلة بأي مبلغ من المال لصالح‬
‫الدائن‪ ،‬ألن ذلك يصبح من الربا المتفق على حرمته بشكل عام‪ ،‬حتى لو كان ذلك برضى الطرفين‬
‫واتفاقهما‪ ،‬لكن بعض الفقهاء طرحوا حلوال أخري‪ ،‬يمكن من خاللها تغريم الغاني المماطلة بدفع مبلغ من‬
‫المال‪ ،‬لصالح جهات البر والخير‪ ،‬ويمكن االتفاق على ذلك مسبقا بين الدائن والمدينة‪.‬‬

‫و الراجح‪:‬‬

‫هو عدم جواز تغريم الغني المماطل‪ ،‬حتى لو كان ذلك لجهات البر والخير‪ ،‬ألن ما يدفعه المدين‬
‫زيادة هو الربا المنتهى عنه بعض النظر عن الجهة التى ستستفيد منه‪.‬‬

‫المسألة الثالث‪ :‬موت الدائن أو المدين‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلثار المترتبة على موت البائع "الدائن"‬

‫أجمع الفقهاء من المذاهب األربعة‪ :‬أن الدائن إذا مات وله على الناس أموال مؤجلة‪ ،‬فإنها ال تحل‬
‫بموته‪ ،‬و تبقى إلى أجلها‪ ،‬ألن ذمة المدين باقية وال تتأثر بموت الدائن‪ ،‬وعند حلول أجلها يستلمها ورثة‬
‫الدائن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثر موت المشتري "المدين"‬

‫‪5‬‬
‫جامعة األزهر‬
‫كلية أصول الدين‬
‫القاهرة‬
‫قال جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية و الشافعية‪ ،‬و الحنابلة في رأي‪ ،‬إذا مات المدين تصبح‬
‫ديونه حالة‪ ،‬ويجب على الورثة سدادها من إرثه‪ ،‬قبل تقسيم الميراث‪ .‬وإخراج الوصية‪ ،‬لقول الرسول‬
‫عليه الصالة والسالم‪" :‬نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه"‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم على سيد المرسلين وعلى آله المطهرين وأصحابه‬
‫أجمعين‪ ،‬أم بعد‪.‬‬

‫فهذا ما استطعت من كتابة هذا البحث‪ .‬وهللا أعلم بالصواب و الحمد هلل رب العالين‪ .‬و صلى هللا‬
‫على سيدنا محمد و على آله‪.‬‬

‫المصادر و المراجع‬

‫‪ .0‬أ‪.‬د‪/‬محمد الزيني‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬محمد عبد اللطيف الرشيد‪ ،‬د‪ /‬رضا أحمد السيد العطوي‪ ،‬د‪ /‬ابتسام بديع‬
‫السيد القرش‪ ،‬د‪ /‬منى محمود محمد مصطفى‪ ،‬د‪ /‬فاطمة المتولي عبده محمد ؛قضايا فقهية معاصرة‬
‫‪ .9‬أبو بكر السقاف؛ فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب‬

‫‪6‬‬

You might also like