التطور التاريخي للتدقيق الخارجي

You might also like

You are on page 1of 7

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للتدقيق الخارجي‬

‫االقتص ادية واملجتم ع وم د‬


‫نظ را لل دور الكب ير ال ذي تلعب ه مهن ة الت دقيق في تحقي ق التق دم والنم و لك ل الوح دات ِ‬
‫االقتصاد‬
‫لالندماج في ِ‬
‫األطراف املختلفة باآلراء التي تعتبر مدخال أساسيا للقرارات املراد ِاتخاذها‪ ،‬تسعى الجزائر ِ‬
‫االصالحات على النظام‬
‫واالنضمام ِالى املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬األمر الذي أدى بها ِالى القيام بالعديد من ِ‬
‫العالمي ِ‬
‫املحاسبي وتطويره عن طريق ِاصالح منظومة التدقيق ِواصدار معايير تدقيق جزائرية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التطور التاريخي للتدقيق الخارجي في الجزائر‬

‫االقتصادية التي يشهدها عالم املال في شتى أنحاء العالم‪ ،‬والجزائر‬


‫تطورت أهمية التدقيق بالتوازي مع التطورات ِ‬
‫كغيره ا من ال دول خطت خط وات معت برة من أج ل تط وير مهن ة الت دقيق وتحس ين أداء مح افظي الحس ابات‪،‬‬
‫سنتطرق ِالى هذا التطور حسب مجمل النصوص القانونية والتشريعية املنظمة للمهنة بداية من ‪.1962‬‬

‫الف‪-- - -‬ترة من ‪ِ 1962‬الى ‪ - - - :1969‬ك ان الت دقيق الخ ارجي يتم من ط رف وزارة املالي ة للوق وف على ص حة‬ ‫‪-‬‬
‫الحس ابات ِواس تمدت إطاره ا التش ريعي من ِاتفاقي ات ِايفي ان والق وانين الفرنس ية‪ ،‬تم يزت ه ذه املرحل ة‬
‫بفراغ كبير وضعف في املهنة نظرا للتخطيط املركزي والتبعية للقوانين ونقص التنظيم والكفاءات‪.‬‬
‫الف ‪-- -‬ترة من ‪ِ 1969‬الى ‪ :1988‬ص دور األم ر رقم ‪ 82-71‬املؤرخ في ‪ 29‬ديس مبر ‪ 1971‬يتض من تنظيم مهن ة‬ ‫‪-‬‬
‫االختص اص‪ ،‬وش روط ال دخول للمهن ة وكيفي ة ممارس تها‬
‫املحاس ب والخب ير املحاس ب من حيث تحدي د ِ‬
‫إض افة ِالى إح داث مجلس أعلى للمحاس بة تحت س لطة وزي ر املالي ة‪ .‬ص دور األم ر ‪ 25-75‬املؤرخ في‬
‫‪ 29/04/1975‬واملتعل ق باملخط ط املحاس بي الوط ني‪ ،‬والق انون رقم ‪ 01-88‬املؤرخ في ‪ 01/12/1988‬ال ذي‬
‫االقتصادية والذي فتح املجال أمام املهنيين املستقلين ملزاولة مهنة‬
‫يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات ِ‬
‫املدقق‪.‬‬
‫الف‪--‬ترة من ‪ِ 1990‬الى ‪ :1996‬خالل هذه الفترة تم صدور القانون ‪ 08-91‬املؤرخ في ‪ 27‬أفريل ‪ 1991‬والذي‬ ‫‪-‬‬
‫يح دد ش روط وكيفي ات ممارس ة مهن ة الخب ير املحاس ب ومحاف ظ الحس ابات واملحاس ب املعتم د ل دى‬
‫الشركات التجارية بما فيها شركات رؤوس األموال وفقا ألحكام القانون التجاري وكذا لدى الجمعيات‬
‫اال جتماعية والنقابات‪ ،‬وقد تبع هذا القانون عدة مراسيم تنفيذية وقرارات أهمها‪:‬‬
‫والتعاضديات ِ‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-92‬في ‪ 13‬جانفي ‪ 1992‬يحدد تشكيل مجلس النقابة الوطنية للخبراء‬ ‫‪‬‬
‫املحاسبين ومحافظي الحسابات واملحاسبين املعتمدين ويضبط ِاختصاصاته وقواعد عمله‪.‬‬
‫القرار املؤرخ في ‪ 15‬أفريل ‪ 1996‬واملتضمن أخالقيات مهنة الخبير املحاسب ومحافظ الحسابات‬ ‫‪‬‬
‫املحاسب املعتمد‪.‬‬
‫وبالت الي أص بحت مهن ة الت دقيق في الجزائ ر مس تقلة بع دما ك ان يمارس ها املراقب ون املاليون الت ابعون‬
‫ل وزارة املالي ة‪ ،‬حيث جمعت ثلث تنظيم ات في هيئ ة واح دة مس تقلة س ميت باملص ف الوط ني للخ براء‬
‫املحاسبين ومحافظي الحسابات واملحاسبين املعتمدين‪.‬‬

‫الفترة املمتدة من ‪ :2009-1997‬تميزت بصدور عدة مراسيم تنفيذية وقرارات نذكر أهمها‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 458-97‬املؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،1997‬يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 20-92‬املؤرخ في ‪ 13‬ين اير ‪ 1992‬ال ذي يح دد تش كيل مجلس النقاب ة الوطني ة للخ براء املحاس بين‬
‫ومحافظي الحسابات واملحاسبين املعتمدين ويضبط ِاختصاصاته وقواعد عمله‪.‬‬
‫ق رار م ؤرخ في ‪ 28‬م ارس ‪ 1998‬يح دد كيفي ات نش ر مق اييس تق دير اإلج ازات والش هادات ال تي‬ ‫‪‬‬
‫تخول الحق في ممارسة مهنة الخبير املحاسب ومحافظ الحسابات واملحاسب املعتمد والذي تم‬
‫املوافقة عليه في املقرر في ‪ 24‬مارس ‪.1999‬‬
‫املادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 05-05‬مؤرخ في ‪ 25‬جويلية ‪ ،2005‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،2005‬وال ذي ينص‪ " :‬يتعين على الجمعي ات العام ة للش ركات ذات املس ؤولية املح دودة أن تعين‬
‫ِابت داء من الس نة املالي ة ‪ 2006‬وملدة ثالث س نوات مالي ة محاف ظ حس ابات أو أك ثر يتم ِاختب ارهم‬
‫من بين املهنيين املسجلين في جدول املنظمة الوطنية ملحافظي الحسابات "‬
‫الف‪--‬ترة من ‪ِ 2010‬الى يومن‪--‬ا ه‪--‬ذا‪ :‬من أهم ما يميز هذه الفترة هو إع ادة تنظيم املهنة ونقل صالحياتها من‬ ‫‪-‬‬
‫املص ف الوط ني للخ براء املحاس بين ومح افظي الحس ابات واملحاس بين املعتم دين ِالى وزارة املالي ة‪ ،‬وذل ك‬
‫بص دور الق انون ‪ 01-10‬املؤرخ في ‪ 29‬ج وان ‪ ،2010‬يتعل ق بمهن الخب ير املحاس ب ومحاف ظ الحس ابات‬
‫واملحاس ب املعتم د‪ ،‬وال ذي يه دف ِالى تحدي د ش روط وكيفي ات ممارس ة مهن الخب ير املحاس ب ومحاف ظ‬
‫الحس ابات واملحاس ب املعتم د‪ .‬وق د تلى بع د ص دور ه ذا الق انون ع دة مراس يم تنفيذي ة لتنظيم مهن ة‬
‫التدقيق‪ ،‬تصب في إطار توزيع وتوضيح الصالحيات‪ ،‬حيث صدرت هذه املراسيم في الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ ،07‬بتاريخ ‪ 02‬فيفري ‪.2011‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ماهية التدقيق الخارجي‬

‫يطل ق على ه ذا الن وع من الت دقيق بت دقيق الحس ابات املس تقلة أو املحاي دة‪ ،‬ويع د الوس يلة ال تي تعتم د عليه ا‬
‫االقتص ادية من أج ل التأك د من ص حة وس المة الق وائم املالي ة‪ ،‬وم دى س يرورة نش اطات املؤسس ة‬
‫املؤسس ات ِ‬
‫ومحاولة تفادي التالعبات التي قد تحصل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التدقيق الخارجي‬


‫من املع روف أن الت دقيق هو عملي ة منظم ة ومنهجية لجم ع وتق ييم األدلة والق رائن بش كل موضوعي‪ ،‬التي تتعل ق‬
‫االقتصادية‪ ،‬وذلك لتحديد مدى التوافق والتطابق بين هذه النتائج واملعايير املقررة‪،‬‬
‫بنتائج األنشطة واألحداث ِ‬
‫وتبليغ األطراف املعنية‪( .‬مراجعة الحسابات بين املعايير العامة واملعايير الدولية ماجيستير)‬

‫يق ول خالد أمين عب د هللا ب أن‪" :‬الت دقيق الخ ارجي هو تخص يص أنظم ة الرقاب ة الداخلية واملس تندات والحسابات‬
‫والدفاتر الخاصة باملشروع تحت التدقيق‪ ،‬فحصا منظما بقصد الخروج برأي محايد عن مدى داللة القوائم املالية‬
‫عن الوض ع املالي ل ذلك املش روع في نهاي ة ف ترة زمني ة معلوم ة وم دى تص ويرها لنت ائج أعمال ه من ربح أو خس ارة‪".‬‬
‫(العوامل املؤثرة على جودة التدقيق الخارجي ماستر)‬

‫وعرف ه ‪ bonnault et germond‬على أن ه‪"ِ :‬اختب ار تق ني ص ارم وبن اء بأس لوب منظم من ط رف منهي مؤه ل‬
‫ومستقل‪ ،‬بغية ِاعطاء رأي معلل على نوعية ومصداقية املعلومات املالية املقدمة من طرف املؤسسة‪ ،‬وعلى مدى‬
‫ِاح ترام الواجب ات في ِاع داد ه ذه املعلوم ات في ك ل الظ روف‪ ،‬وعلى م دى ِاح ترام القواع د والق وانين واملب ادئ‬
‫املحاسبية املعمول بها في مدى تمثيل هذه املعلومات للصورة الصادقة للوضعية املالية ونتائج املؤسسة‪( ".‬الت‪--‬دقيق‬
‫املحاسبي من املنظور املعايير‪ -‬الدولية ومدى إمكانية تطبيقها في الجزائر ماجيستير)‬

‫ويعرف أيضا على أنه‪" :‬النشاط الذي يطبق باستقاللية وفقا ملعايير اإلجراءات املترابطة والفحص بقصد التقييم‬
‫ومدى املالءمة‪ ،‬ودرجة الثقة‪ ،‬وسير جميع أجزاء النشاط داخل املؤسسة وهذا وفق معايير املحددة لها‪( ".‬مراجع‪-‬ة‬
‫الحسابات وواقع املمارسة املهنية في الجزائر)‬

‫ويتم هذا التدقيق من قبل طرف خارجي مستقل عن إدارة املؤسسة تقوم اإلدارة بتعيينه إلجراء عملية التدقيق‪،‬‬
‫وإبداء رأيه الفني املحايد حول عدالة القوائم املالية وإصدار تقريره النهائي عن هذه العملية‪ ،‬وقد سبق تناول هذا‬
‫املفهوم بشيء من التفصيل‪ ،‬وبصفة عامة فإن أهم ما يتميز به هذا النوع من التدقيق‪:‬‬

‫ِاستقالل املدقق عن املؤسسة التي يقوم بتدقيق حساباتها؛‬ ‫‪‬‬


‫ِاهتمام املدقق بالبحث والكشف عن األمور املادية؛‬ ‫‪‬‬
‫ِاجراء الفحص ِباستخدام أسلوب العينات؛‬ ‫‪‬‬
‫ِاب داء ال رأي الف ني املحاي د في البيان ات املالي ة‪( .‬ت ‪--‬دقيق الحس ‪--‬ابات‪-‬م ‪--‬دخل معاص ‪--‬ر وفق ‪--‬ا ملع ‪--‬ايير الت ‪--‬دقيق‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫الدولية‪-‬الدكتور رزق أبو زيد الشحنة‪-‬كتاب)‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية التدقيق الخارجي‬

‫تعود أهمية التدقيق الى كونها وسيلة ال غاية تهدف الى خدمة عدة طوائف تستخدم القوائم املالية وتعتمدها في‬
‫اتخاذ قراراتها ورسم سياساتها وهذه الوسيلة ال تكون فعالة إال إذا كان من يقوم بها هو شخص خارجي مستقل‬
‫عن املؤسسة وأهم هذه الطوائف هي إدارة املؤسسة واملساهمين‪ ،‬املوردين‪ ،‬إدارة الضرائب‪ ،‬نقابة العمال وتسيير‬
‫املوارد املتاحة‪.‬‬

‫أهمي‪--‬ة الت‪--‬دقيق بالنس‪--‬بة إلدارة املؤسس‪--‬ة‪ :‬إن إدارة املؤسسة عند قيامها بالتخطيط تعتمد بدرجة كبيرة‬ ‫‪.1‬‬
‫على معلوم ات ص حيحة ودقيق ة‪ ،‬وه ذا لتحقي ق أه داف املؤسس ة املس طرة‪ ،‬وال يمكن الوث وق في ه ذه‬
‫املعلومات بصفة مطلقة إال إذا كانت معتمدة ومصادق عليها من طرف شخص محايد وذلك بإعطاء رأي‬
‫ف ني محاي د ح ول ص دق البيان ات والق وائم املالي ة ال تي تس اعد على اتخ اذ الق رارات املالي ة بك ل دق ة‬
‫وموضوعية‪.‬‬
‫أهمية التدقيق بالنسبة للمساهمين‪ -:‬أما بالنسبة للمساهمين التدقيق يمكنهم من الوقوف على ممتلكاتهم‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وضمان استخدام املوارد املتاحة استخداما أمثال وبكفاءة عالية‪ ،‬فاملدقق يقوم بإعداد التقرير بعد القيام‬
‫بفحص دقي ق للحس ابات وأنظم ة الرقاب ة الداخلي ة‪ ،‬يقدم ه للجمعي ة العام ة العادي ة للمس اهمين‪ ،‬ه ذا‬
‫التقري ر يتض من رأي ا س ليما ح ول عدال ة الق وائم املالي ة وتمثيله ا للمرك ز املالي للمؤسس ة ونت ائج ال دورة‬
‫املالية‪ ،‬فالتدقيق الخارجي يساعد املساهمين في االطالع على كل ما يجري داخل املؤسسة‪.‬‬
‫أهمي‪-- - -‬ة الت‪-- - -‬دقيق بالنس‪-- - -‬بة للم‪-- - -‬وردين‪ :‬يس مح لهم الت دقيق ب االطالع على الوض عية املالي ة الحقيقي ة‬ ‫‪.3‬‬
‫للمؤسس ة‪ ،‬مم ا يح دد درج ة التعام ل معه ا‪ ،‬ف إذا اتض ح للم ورد أن الوض عية املالي ة جي دة بالنس بة‬
‫للمؤسس ة وأنه ا ق ادرة على الوف اء بالتزاماته ا في آج ال اس تحقاقها ف إن املورد سيوس ع نط اق التعام ل م ع‬
‫املؤسس ة وتك ون درج ة الثق ة أك بر‪ ،‬أم ا إذا ت بين العكس ف إن املورد س يكون أك ثر ح ذرا في تعامل ه م ع‬
‫املؤسسة‪،‬‬
‫أهمية التدقيق بالنسبة إلدارة الضرائب‪ :‬تعتمد عليه في تحديد الوعاء الضريبي واحتساب الضريبة التي‬ ‫‪.4‬‬
‫تحصل عليها من إدارة املؤسسة‪ ،‬فإذا كانت هذه املعلومات صحيحة والنتائج مبينة بشكل سليم وتعكس‬
‫الحقيقة فإن قيمة الضرائب تكون حقيقية والعكس صحيح‪ ،‬فإذا كانت إدارة املؤسسة تعمل على إخفاء‬
‫الحقيق ة عن إدارة الض رائب قص د الته رب أو التقلي ل من مبل غ الض ريبة‪ ،‬ف إن إدارة الض رائب ال يمكنه ا‬
‫التع رف على ذل ك إال إذا ق ام ش خص موث وق في ه ومس تقل عن املؤسس ة بفحص لعملي ات املؤسس ة‬
‫ونتائجها مما يعطي إلدارة الضرائب صورة واضحة عن املركز املالي ونتائج املؤسسة‪ ،‬مما يساعدها على‬
‫تحديد مبلغ الضريبة الحقيقي‪.‬‬
‫أهمية التدقيق بالنسبة لنقابة العمال‪ -:‬يعطي التدقيق الصورة الحقيقية عن الوضعية املالية للمؤسسة‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫مم ا يس اعد نقاب ة العم ال على املطالب ة بحق وق العم ال‪ ،‬ففي حال ة تمت ع املؤسس ة بمرك ز م الي جي د‪،‬‬
‫وباملقابل األجور منخفضة فهذا يدفع بنقابة العمال للتفاوض مع إدارة املؤسسة على أساس صحيح للرفع‬
‫من قيمة األجور‪.‬‬
‫أهمية التدقيق في تسيير املوارد املتاحة‪ :‬يتوصل املدقق أثناء القيام بعملية الفحص إلى نقاط الضعف في‬ ‫‪.6‬‬
‫التس يير فيق وم بتحدي دها‪ ،‬والعم ل على التقلي ل منه ا وتحس ين التس يير وه ذا من خالل تق ديم توص يات‬
‫واقتراحات من شأنها الرفع من درجة كفاءة اإلدارة‪ ،‬واستخدام املوارد املتاحة استخداما أمثال‪.‬‬
‫(مراجعة الحسابات بين املعايير العامة والدوليةماجستير)‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف التدقيق الخارجي‬

‫إن اله دف الرئيس ي لعملي ة الت دقيق ه و إب داء ال رأي الف ني املحاي د عم ا إذا ك انت الق وائم املالي ة للمؤسس ة تع بر‬
‫بصدق وعدالة عن نتائج عملياتها خالل الفترة التي خضعت للتدقيق ومركزها املالي في نهاية هذه الفترة‪.‬‬

‫ويعتبر ِاكتشاف األخطاء والغش والتزوير في الدفاتر والسجالت املحاسبية والتالعب في نتائج األعمال واملركز املالي‬
‫أه داف ثانوي ة تتحقق تلقائي ا أثن اء تحقي ق اله دف الرئيس ي‪ ،‬إال أن تحقيق ه ذا الهدف يعتم د على تحقي ق أه داف‬
‫أخرى تتمثل في‪( :‬أصول مراجعة الحسابات‪-‬عبيد سعد شريم)‬

‫االنحرافات وأسبابها وطرق معالجتها؛‬


‫مراقبة الخطة ومتابعة تنفيذها ومدى تحقيق األهداف وتحديد ِ‬ ‫‪‬‬
‫تقييم نتائج األعمال وفقا للنتائج املرسومة؛‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق أقصى كفاية إنتاجية ممكنة عن طريق منع اإلسراف في جميع نواحي النشاط؛‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق أقصى قدر ممكن من الرفاهية ألفراد املجتمع؛‬ ‫‪‬‬
‫التأك د من ص حة القي ود املحاس بية أي خلوه ا من الخط أ أو ال تزوير‪ ،‬والعم ل على ِاس تكمال املس تندات‬ ‫‪‬‬
‫املثبتة لصحة العمليات واملؤيدة للقيود الدفترية؛‬
‫التأكد من صحة عمل الحسابات الختامية وخلوها من األخطاء الحسابية والفنية سواء املعتمدة أو غيرها‬ ‫‪‬‬
‫نتيجة اإلهمال أو التقصير؛‬
‫دراسة النظم املتبعة في أداء العمليات ذات املغزى املالي واإلجراءات الخاصة بها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(مراجعة الحسابات والتدقيق‪--‬الدكتورة زاهره عاطف سواد)‬

‫ومن خالل هذه األهداف يمكن ِاستخراج أهداف عملية وميدانية نذكر منها‪:‬‬

‫الشمولية‪ -:‬نقصد بهذا املعيار أن كل العمليات التي حققتها املؤسسة مترجمة في الوثائق والكشوف املالية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أي أن ك ل عملي ة ق د تم تس جيلها وتقيي دها عن د ح دوثها في وثيق ة أولي ة تس مح فيم ا بع د من تس جيلها‬
‫محاس بيا‪ ،‬ع دم وج ود ه ذه الوثيق ة األولي ة يجع ل من املس تحيل تحقي ق مب دأ الش مولية للتس جيالت‬
‫املحاسبية‪.‬‬
‫الوج ‪--‬ود‪ :‬ه و أن ك ل العملي ات املسجلة له ا وج ود م الي ونقص د بمب دأ الوج ود أن ك ل العناص ر املادي ة في‬ ‫‪‬‬
‫املؤسس ة ِ(اس تثمارات‪ ،‬مخزون ات) ل ديها حقيق ة مادي ة بالنس بة للعناص ر األخ رى (ال ديون‪ ،‬النفق ات‪،‬‬
‫اإليرادات) يتأكد املدقق أيضا من وجودها أي من واقعيتها بحيث ال تمثل حقوقا أو ديونا أو إيرادات أو‬
‫نفقات وهمية‪.‬‬
‫امللكي‪-- -‬ة‪ -:‬نقص د بمب دأ امللكي ة أن ك ل األص ول ال تي تظه ر في امليزاني ة هي مل ك للمؤسس ة فعال أي هن اك‬ ‫‪‬‬
‫مس تند ق انوني يثبت تل ك امللكي ة بحيث لم ت دمج لألص ول عناص ر ليس ملك ا للمؤسس ة لكنه ا موج ودة في‬
‫الخارج قد تم تسجيلها أيضا‪ ،‬تعتبر كل الحقوق التي ليست ملك للمؤسسة كالتزامات خارج امليزانية وال‬
‫بد أن تقيد في دفاتر خاصة تبين طبيعتها‪ ،‬هذا بحيث إذا لم تكن امللكية للمؤسسة ال يحق لها تسجيلها في‬
‫الوثائق املحاسبية ومن حق املراجع التأكد من صحة امللكية وذلك بوجود مستند قانوني‪.‬‬
‫التق‪--‬ييم‪ :‬معنى هذا املبدأ هو أن كل العمليات التي تمت قد تم تقييمها طبقا للمبادئ املحاسبية املتعارف‬ ‫‪‬‬
‫عليها وأن عملية التقييم طبقت بصفة ثابتة من دورة ِالى أخرى‪.‬‬
‫التس‪--‬جيل املحاس‪--‬بي‪ -:‬يقصد بهذا الهدف أن كل العمليات قد تم جمعها بطريقة صحيحة كما تم تسجيلها‬ ‫‪‬‬
‫وباعتماد طرق ثابتة من دورة ِالى أخرى‪.‬‬
‫وتركيزها ِباحترام املبادئ املحاسبية املتعارف عليها ِ‬

‫(مراجعة الحسابات والتدقيق‪--‬الدكتورة زاهره عاطف سواد)‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع التدقيق الخارجي‬

‫يفرق في الواقع بين ثالثة أنواع من التدقيق الخارجي وهي‪:‬‬

‫الت ‪-- -‬دقيق الق ‪-- -‬انوني (‪ )Audit légal‬أي ال ذي يفرض ه الق انون‪ ،‬ويتمث ل في أعم ال املراقب ة الس نوية‬ ‫‪‬‬
‫اإلجبارية التي يقوم بها محافظ الحسابات (‪)Commissaire aux comptes‬؛ (املراجع ‪-‬ة‪ -‬ومراقب‪--‬ة‬
‫الحس ‪-- -‬ابات‪-‬محم ‪-- -‬د ب ‪-- -‬وتين) يتم يز ه ذا الن وع بوج ود عنص ر الج بر واإلل زام ومن ثم يمكن الج زاء على‬
‫املخالفين ألحكامها وكذلك يجب أن يتم التدقيق وفقا للقواعد واإلجراءات املنصوص عليها وعلى املدقق‬
‫أن يتحقق من أن عملية تعيينه لم تتم بمخالفة األحكام القانونية‪.‬‬
‫في ضوء هذا التدقيق فإن املدقق يؤدي عمله بالطريقة التي يراها مناسبة وضرورية كما أنه ال يجب أن‬
‫توضع أية قيود أو حدود على املدقق أثناء تأديته لواجباته حتى ولو كانت هذه القيود واردة في القوانين‬
‫التنظيمي ة للمؤسسة في صورة قرارات ص ادرة عن الجمعية العام ة للمس اهمين‪ ،‬تعتبر مثل ه ذه القيود‬
‫كأنها لم تكن في مواجهة املدقق الذي يعتبر مسؤول إذا ما رضخ لهذه القيود‪.‬‬
‫(االختي اري ‪ )Audit contractuel‬يق وم ب ه مح ترف بطلب من أح د األط راف‬
‫الت ‪-- -‬دقيق التعاق ‪-- -‬دي ِ‬ ‫‪‬‬
‫الداخلية أو الخارجية املتعاملة مع املؤسسة والذي يمكن تجديده سنويا؛‬
‫الخبرة القضائية (‪ )Expertise judicaire‬التي يقوم بها محترف خارجي بطلب من املحكمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(املراجعة‪ -‬ومراقبة الحسابات‪-‬محمد بوتين)‬

You might also like