Professional Documents
Culture Documents
تبحث عن ف رص للنم و يف أم اكن أخ رى ،فق د حظيت ش ركات مث ل :ف ورد ،ونس تلة ،وناي ك،
وماكدونال دز ،حبض ور ع املي من ذ س نوات عدي دة ،لكن حجم األس واق العامليّ ة ش هد ازدي ًادا كب ًريا،
والص ني ،وم ع ذل ك ،م ا زال ال دخول إىل األس واق
وذل ك بفض ل االنفت اح على أوروب ا الش رقيّةّ ،
معقدا ،فشلت فيه العديد من الشركات ،واحلقيقة أن تطبيق اسرتاتيجيّة التسويق احملليّ ة
أمرا ً
األجنبيّ ة ً
على الثقافات األخرى ،ليس كافيًا لتحقيق النجاح يف األسواق العامليّة.
يهدف هذا املقال إىل تعريفك على التعقيدات املصاحبة للدخول إىل األسواق العامليّ ة ،لذلك سوف
نناقش يف البداية تعريف التسويق العاملي ،مث نتناول بيئة التسويق العامليّة من جوانب متعددة ،بعد ذلك
وسنتعرف -كذلك -على
ّ سوف نلقي نظرة على أساليب الشركات يف الدخول إىل األسواق العامليّة،
عملية إدارة التسويق العاملي.
لقد أصبحنا يف األلفيّ ة اجلديدة أمام اقتصاد عاملي متداخل ،يتسم بسرعة التواصل ،والنقل ،والتدفق
ٍ
وحتديات تس ويقيةً جدي دة مل تكن موج ودة من قب ل ،ويف ض وء ه ذه فرص ا،
النق دي ،وه و م ا خيل ق ً
التطورات ،أصبحت الشركات أمام خيارين ،ال ثالث هلما ،ومها :االستجابة للتح ّديات اجلديدة ،أو
حتمل تداعيات الفشل يف ذلك ،وال يقتصر التكيّف مع التح ّديات اجلديدة على شركات ذات حجم
ّ
معنّي ،فتأثري هذه التح ّديات يطول مجي ع األسواق ،ومجي ع الش ركات بغض النظ ر عن حجمه ا .لق د
تغي ًرا ج ذريًا ،وبالت ايل ف إن
أص بح ض غط البيئ ة العامليّ ة كب ًريا للغاي ة ،يف حني تغرّي ت قواع د املنافس ة ّ
إمكانية االعتماد على اسرتاتيجية حمليّة للتسويق ،تقتصر -فقط -على الشركات الصغرية ،واملتوسطة
قائما.
يف بعض األسواق احملليّة مل يعد ً
وبس بب التط ّور الس ريع للتس ويق الع املي ،ظه رت جمموع ة واس عة من املص طلحات ،ال يت حتت اج إىل
توضيح قبل اخلوض يف هذا املوضوع بصورة معمقة.
يف البداية ،الب ّد من اإلشارة إىل أن عملية التسويق اليت ناقشناها يف الفصول اخلمسة السابقة ،تنطبق
املسوقون بتحديد األهداف،
على التسويق احمللي ،والتسويق العاملي على حد سواء ،ففي احلالتني ،يبدأ ّ
مث إجراء البحوث التسويقية الالزمة ،واختيار الشرائح املستهدفة ،واستخدام أدوات التسويق :املنتج،
وأخريا ،التحقق من النتائج ،ومع ذلك ،تنطوي األسواق
ً والسعر ،والتوزيع ،والتواصل ،وبناء املوازنة،
العامليّة على عوامل ثقافية ،واجتماعيّ ة ،وقانونيّ ة ،واقتصاديّة ،وسياسيّة ،وتنافسيّة ،خارجة عن سيطرة
املسوقني ،وهي تتطلب إجراء العديد من التعديالت على عملية إدارة التسويق.
ّ
يتض من التس ويق الع املي يف أبس ط ص وره ،اختاذ ق رار تس ويقي يتعل ق بأنش طة الش ركة خ ارج ح دود
تعقيدا ،فقد يتطلب تدشني مصانع يف اخلارج ،وتنسيق اسرتاتيجيات
أكثرا ً
الدولة ،ولكنه قد يكون ً
التسويق يف األسواق العامليّة املختلفة .إن تعريف التسويق العاملي يعتمد على مدى اخنراط الشركة يف
األسواق العامليّة ،وهو ما يضعنا أمام االحتماالت التالية:
التس ويق احمللي :يتض من ه ذا الن وع من التس ويق ،التالعب بع دد من العوام ل املتغرّي ة ،ال يت ختض ع
لس يطرة املس ّوقني ،مث ل :الس عر ،واإلعالن ،والتوزي ع ،واملنتج ،وذل ك ض من بيئ ة تس ويقية حمدودة
باحلدود اجلغرافية ،أو السياسية للبلد ،أو الدولة.
التسويق العاملي :يشري التسويق العاملي إىل عمل الشركة يف أسواق متعددة ،ومتباينة بدرجة كبرية،
وه و م ا ي ؤدي إىل اختالف التكلف ة والس عر ،وآلي ات ال رتويج ،واإلعالن ،وقن وات التوزي ع ،وينقس م
تبعا ملدى اخنراط الشركة يف األسواق العامليّة:
هذا النوع من التسويق إىل ثالثة أقسام رئيسةً ،
تس ويق التص دير :وتتض من ه ذه احلال ة تس ويق الش ركة ملنتجاهتا ،وخ دماهتا ،خ ارج احلدود السياس ية
للدولة.
التسويق املتعدد :تتضمن هذه احلالة تنفيذ أنشطة ،وعمليات تسويقية يف أكثر من دولة ،فيما حتظى
الشركة ببعض التأثري ،أو السيطرة على األنشطة التسويقية يف الدولة املستهدفة ،ويُنظر إىل كل سوق
من هذه األسواق على أنه سوق مستقل ،ومنفصل عن غريه.
التسويق الدويل :يف هذه احلالة ،تر ّكز الشركة جبميع فروعها على استكشاف الفرص ،وحشد املوارد
من مجي ع أحناء الع امل ،وذل ك هبدف حتقي ق م يزة تنافس يّة عامليّ ة ،وتس عى الش ركة يف ه ذا الن وع من
التسويق ،إىل حتقيق التضافر بني األسواق املختلفة ،وذلك من خالل استغالل الفرق بني أسعار صرف
العمل ة ،ومع دالت الض رائب ،وأج ور العم ال ،والف رص الس وقيّة ،على حنو يس اعد الش ركة بأكمله ا
على النهوض.
لقد بدأت شركة تويوتا موتورز عملها على املستوى احمللي ،مث ص ّدرت سياراهتا إىل بعض األسواق
اإلقليمية ،بعد ذلك منت الشركة لتصبح شركة متعددة اجلنسيات ،واليوم أصبحت شركة عاملية حبق،
فق د ب اتت تفتتح املص انع يف ال دول األجنبيّ ة ،وتس تعني ب القوى العامل ة ،ووك االت اإلعالن احملليّ ة يف
تل ك ال دول ،وتل تزم بتقالي دها ،وأعرافه ا الثقافي ة ،وق د حرص ت الش ركة م ع انتقاهلا من مرحل ة إىل
أخرى ،على مراجعة مواقفها التسويقية ،وفلسفتها التجاريّة مبا يتالءم مع كل مرحلة.
املسوق الناجح ،هو الذي حيسن التالعب باألدوات اخلاضعة لسيطرته ،لتحقيق النجاح
باختصار ،إن ّ
يف البيئ ة التس ويقية احمليط ة ،ح ىت وإن ك انت تل ك البيئ ة خارج ة عن س يطرته ،ولع ل الس بب ال رئيس
للفشل يف التسويق العاملي ،يرجع إىل عدم إجراء حبوث التسويق الضرورية ،وبالتايل عجز الش ركة عن
فهم الفروقات يف البيئة التسويقية يف الدولة املستهدفة.
يف ع ام 1983نش ر ثي ودور ليفيت أس تاذ التس ويق جبامع ة هارف ارد مق ااًل بعن وان" :عوملة األس واق"
ومنذ ذلك احلني مل يعد التسويق كما كان عليه يف السابق 3 .ووف ًق ا لليفيت ،فقد بات العامل يشهد
جديدا ،يتمثل يف ظهور منتجات استهالكيّة موحدة يف األسواق
واقع ا اقتصاديًا ً
بفضل التطور التقين ً
العامليّ ة ،فق د أت احت تقني ة االتص االت التع ّرف بس رعة على أمناط احلي اة اجلدي دة ،كم ا أهنا مه دت
الطريق أمام تبادل السلع ،واخلدمات يف مجيع أحناء العامل.
تساعد اسرتاتيجيّة توحيد املنتجات ،اليت دعا ليفيت إليها ،على حتقيق امليزة التنافسيّة من خالل خفض
واحدا ،وليس جمموعة من األسواق
التكاليف ،وزيادة الفعاليّة ،فالشركات العامليّة ترى يف العامل سوقًا ً
الدولية املنفصلة ،ويستند التنافس يف هذه االسرتاتيجية إىل تقدمي منتجات ذات قيمة مالئمة ،أي تقدمي
يفض ل
منتجات متطابقة يف الوظيفة ،والتصميم ،بأفضل سعر ،وجودة ،وأداء ،وتوصيل ،ويف النهايةّ ،
الزب ائن احلص ول على منتج ات جيّ دة ،بس عر معق ول ،على احلص ول على منتج ات خمصص ة ،ولكنه ا
مكلفة ماديًّا.
لق د ف ّرق ليفيت يف مقال ه بني املنتج ات ،والعالم ات التجاريّ ة ،فبينم ا يب اع املنتج الع املي يف ال دول
املختلفة بصورة موحدة ،أو بتعديالت طفيفة ،إال أن ترويج العالمة التجاريّة جيب أن يعكس الظروف
احملليّة يف كل دولة.
مع ذلك ،يرى منتقدو ليفيت أنه خمطئ ،وأنه الب ّد من بناء اسرتاتيجية تسويق خمصصة لكل دولة.
ب دوره يش ري خب ري التس ويق فيليب ك وتلر إىل أن إح دى الدراس ات ق د وج دت أن %80من
الصادرات األمريكية قد خضعت لتعديل واحد ،أو أكثر قبل تصديرها إىل اخلارج ،يُضاف إىل ذلك،
أن تص دير املنتج الع ادي يتطلب إج راء أربع ة ،أو مخس ة تع ديالت على األق ل ،من بني أح د عش ر
عنصرا تسويقيًا ،وهي :امللصق ،والتغليف ،واملواد ،واأللوان ،واالسم ،ومزايا املنتج ،وأمناط الدعاية،
ً
ووسائل اإلعالم ،والتنفيذ ،والسعر ،وترويج املبيعات 4.ولذلك يدعو كوتلر إىل ضرورة تقييم مجيع
هذه العناصر يف البداية ،قبل تبين اسرتاتيجيّة توحيد املنتجات.
ويرى مديرو الشركات يف كثري من األحيان ،أن التسويق العاملي جيب أن يتبىن؛ إما توحيد املنتجات
بالكامل؛ أي تقدمي منتجات موحدة يف مجيع األسواق على اختالفها ،أو السيطرة احملليّ ة املطلقة؛ أي
تق دمي منتج ات خمصص ة لك ل س وق من األس واق ،ولكن ه ذه النظ رة ليس ت ص حيحةً بالض رورة،
قدرا من املرونة ،واملزج بني االسرتاتيجيتني.
فتطبيق مفهوم التسويق العاملي يتطلب ً
أهداف التسويق العاملي
حتسني األداء املايل ،مبا يف ذلك العائد على رأس املال ،وحتقيق األرباح.
ونوعا.
كماً ،
اخرتاق السوق ،واحلصول على حصة سوقيّة ،وزيادة املبيعات؛ ً
زيادة الزبائن ،من ناحية احلجم ،واألرباح.
التوزيع :ويشمل بناء سلسلة توريد قويّة ،وحتديد عدد نقاط البيع.
املسوقني صعوبة بالغة يف التعامل مع األسواق العامليّ ة ،حيث أشارت دراسة لـ
لقد َو َج َد العديد من ّ
"بيك ر وكاين اك" 4أن أق ل من %20من الش ركات الق ادرة على التص دير يف والي ة تكس اس
األمريكي ة ،ق د اجتهت إىل األس واق العامليّ ة ،ورغم أن العدي د من الش ركات ختش ى من اإلق دام على
دخول األسواق العامليّة ،إال أن شركات أخرى اختذت هذا القرار بالفعل .فما الذي دفعها إىل ذلك؟
لقد وجدت إحدى الدراسات أن دوافع البدء بتسويق املنتجات يف اخلارج ،تتلخص يف العوامل التالية
(مرتبة حسب األمهيّة):
لقد أشارت دراس ات جتريبية أخرى إىل العديد من األس باب املختلفة ،اليت قد تدفع الشركات حنو
األسواق العامليّة ،ومنها:
تش بّع الس وق احمللي ،وبالت ايل تبحث الش ركات عن أس واق أق ل تنافس يّة ،وظه ور أس واق جدي دة
خصوصا يف الدول النامية،
ً
احلوافز الضريبية اليت تق ّدمها احلكومات األجنبية ،هبدف تشجيع الشركات على إقامة املصانع ،وتوفري
فرص عمل ملواطنيها.
ت وفّر األي دي العامل ة الرخيص ة ،أو املؤهل ة ،وحماول ة احلد من خماطر الرك ود يف الدول ة األم من خالل
توزيع املخاطر.
رغم الف رص اجل ّذاب ة يف األس واق العامليّ ة ،م ا زالت معظم الش ركات تتجنب ال دخول إىل ه ذه
األس واق ،وألس باب عدي دة ،ولكن أبرزه ا ه و خش ية ه ذه الش ركات من ع دم الق درة على تس ويق
منتجاهتا يف اخلارج ،واالنش غال عن الس وق احمللي ،وق د خلص ت الدراس ة الس ابقة ذاهتا ال يت أجراه ا
بيكر وكايناك ،إىل أن أبرز املعوقات اليت حتول دون دخول الشركات إىل األسواق العامليّة هي:
املعوقات التجاريّة.
صعوبات النقل.
نقص احلوافز.
غياب املساعدة.
حواجز اللغة.
لق د ذكرن ا -س اب ًقا -تعريف ات كث رية للتس ويق الع املي ،حبس ب م دى اخنراط الش ركة يف األس واق
العامليّ ة ،واآلن سوف نناقش هذه املفاهيم مبزيد من التفصيل ،ولكن ال ب ّد يف البداية من اإلشارة إىل
نقطتني مهمتني:
أواًل -املراحل التالية مرتّبة حسب حجم االستثمار ،واملخاطرة ،من األدىن إىل األعلى.
ثانيً ا -ه ذه املراح ل ليس ت متتابع ة بالض رورة ،رغم أن التص دير يف معظم األحي ان ميث ل أوىل مراح ل
الدخول إىل األسواق العامليّة.
تتعامل الشركات -عادةً -مع األسواق العامليّة بنوع من احلذر ،إذ إن عوامل النجاح تتغري مع انتقال
الشركات من مرحلة إىل أخرى .وبالنسبة إىل الشركات الصغرية واملتوسطة؛ يُعد التصدير أفضل من
قدرا من السيطرة على
الدخول يف جهود تسويق عامليّ ة على نطاق واسع ،فهو مينح هذه الشركات ً
املخاطر ،والتكاليف ،واملوارد ،ويف أغلب األحيان ،يكون التصدير استجابةً لطلبات من زبائن خارج
البالد.
التصدير
بصفة عامة؛ يُعد التصدير طريقة بسيطة ،وحمدودة املخاطر ،للدخول إىل األسواق األجنبيّة ،وقد تلجأ
الشركات إىل تصدير منتجاهتا للعديد من األسباب ،منها:
متام ا
أواًل -وصول مبيعات املنتجات إىل ذروهتا يف السوق احمللي ،مع وجود فرص للنمو يف اخلارجً ،
كما فعلت شركة بريييه الفرنسيّة للمشروبات يف الواليات املتحدة.
ثانيً ا -ق د جتد بعض الش ركات أن تص دير املنتج ات احلالي ة أك ثر رحبً ا ،وأق ل خماطرة ،من تط وير
منتجات جديدة.
ثالثًا -قد تواجه بعض الشركات طلبً ا مومسيًا يف السوق احمللي ،فتلجأ إىل تصدير منتجاهتا إىل أسواق
قائما فيها.
أجنبيّة ما زال الطلب املومسي ً
وأخري ا ،قد ختتار بعض الشركات تصدير منتجاهتا إىل اخلارج ،لعدم وجود منافسة كبرية هناك.
ً
وتستطيع أي شركة تصدير منتجاهتا من خالل واحدة من هذه األساليب الثالث:
التصدير املباشر.
شائعا لدى الشركات املبتدئة يف جمال التصدير ،ويف هذه احلالة ،تُعامل مجيع
ويُعد التصدير غري املباشر ً
املبيعات على أهنا مبيعات حمليّة ،ويتوىل قسم املبيعات احملليّة مجيع املبيعات ،حىت لو كانت على شكل
صادرات للدول األجنبيّة ،ويتميز هذا النوع من التصدير باخنفاض املخاطرة ،إذ ال متتلك الشركة أي
مندوبني يف اخلارج ،أضف إىل ذلك أن الوسطاء يف األسواق العامليّة ،ميتلكون معرفة جيّ دة باألسواق،
وبالتايل فهم أقل عرضة الرتكاب األخطاء من البائعني العاديني.
أم ا يف التص دير ش به املباش ر ،فتب ادر الش ركة إىل إج راء االتص االت م ع الزب ائن يف اخلارج ،من خالل
الوكالء ،أو الوسطاء التجاريني .وميكن للتصدير يف هذه احلالة أن جيري بطرق متعددة:
التواص ل بني م دير التص دير ،ووس يط حملي ،يعم ل مبثاب ة قس م التص دير لع دد من الش ركات غ ري
املتنافسة.
ق د تت وىل رابط ة التص دير عملي ة تص دير املنتج ات ألعض اء الرابط ة ،وق د يقتص ر دوره ا على ال رتويج
فقط.
التصدير املشرتك ،والذي تتوىل فيه شركة كربى ،متتلك منشآت ،وقنوات توزيع يف اخلارج ،تصدير
مكملة ملنتجات الشركة الكبرية وليست
منتجات شركة أخرى ،وتكون هذه املنتجات يف الغالب ّ
منافسة هلا.
وأما يف حالة التسويق املباشر ،فتؤسس الشركة قسم تصدير يتوىل البيع للشركات األجنبيّ ة بصورة
مباشرة ،ويف سبيل ذلك ،جُي ري قسم التصدير أحباثًا لدراسة السوق ،وينشئ قنوات توزيع ،وحيصل
تثمارا أك رب ،وينط وي على خماطر
على مجي ع تص اريح التص دير الالزم ة ،ويتطلب التص دير املباش ر اس ً
مزيدا من السيطرة على برناجمها التسويقي.
-أيضا -بعائدات أكرب ،ومينح الشركة ً
أكثر ،ولكنه يتميز ً
الرتخيص
يف اتف اق ال رتخيص ،مَتْنَ ُح ش ركةٌ (م ؤجرة) بعض تقنياهتا لش ركة أجنبي ة (مس تأجرة) ،ومبوجب ه ذا
االتف اق ،حتص ل الش ركة املس تأجرة على إذن من الش ركة املؤجرة ،باس تعمال آلي ات التص نيع اخلاص ة
هبا ،وعالمته ا التجاري ة ،وب راءات اخرتاعاهتا ،ومعرفته ا باملبيع ات ،وذل ك مقاب ل ع رض م ادي معنّي ،
ويتيح هذا االتفاق للشركة املستأجرة ،احلصول على ميزة تنافسيّة ،بينما مينح الشركة املؤجرة إمكانية
الدخول إىل السوق األجنيب بطريقة غري مكلفة.
وينطوي اتفاق الرتخيص على بعض املخاطر ،إذ تقتصر أرباح الشركة املؤجرة على ما هو منصوص
علي ه يف االتف اق ،بغض النظ ر عن حجم األرب اح ال يت حتققه ا الش ركة املس تأجرة ،باإلض افة إىل أن
التزام ا بعي د املدى لش ركة أخ رى ،ولكن ه ذه الش ركة ق د تك ون أق ل كف اءة،
الش ركة املؤجرة تق ّدم ً
وقدرة من املتوقع ،يف املقابل ،قد تكون الشركة املؤجرة غري مستعدة الستثمار املوارد الالزمة لتحقيق
النجاح ،وقد يكون الرتخيص أقل وسائل دخول السوق قدر ًة على حتقيق األرباح ،ومع ذلك ،فقد
يك ون ه ذا اخلي ار ه و الوحي د لل دخول إىل دول ة أخ رى يف ظ ل ن درة رأس املال ،وقي ود االس ترياد،
والقيود احلكوميّة األخرى.
ائعا للغاي ة من أش كال اتفاق ات ال رتخيص ،فق د جنحت العدي د من الش ركات
متث ل الوكال ة ش كاًل ش ً
االستهالكية ،مثل ماكدونالدز ،يف التوسع حنو األسواق األجنبيّة من خالل الوكالة.
املشاريع املشرتكة
املشروع املشرتك هو اتفاق شراكة بني شركة حمليّة ،وأخرى أجنبيّة؛ إذ يشارك الطرفان باالستثمار،
التزام ا أك رب من اتفاق ات
ويتقامسان امللكيّ ة ،والس يطرة على املش روع ،وتتطلب املش اريع املش رتكة ً
الرتخيص ،وغريها من طرق التصدير األخرى ،كما أهنا تنطوي على خماطرة أكرب ،ومرونة أقل.
هناك العديد من الدوافع اليت قد تدفع شركة حمليّ ة إىل الشراكة مع شركة أجنبية ،فعلى سبيل املثال:
اتفقت شركة جنرال موتورز األمريكية ،مع شركة تويوتا اليابانيّ ة ،على تصنيع سيارة صغرية احلجم
يف مصنع شركة جنرال موتورز يف والي ة كاليفورنيا ،وبيعها يف أحناء الواليات املتحدة عرب موزعي
ش ركة ج نرال موت ورز ،وق د ك ان داف ع ش ركة تويوت ا يف ه ذا االتف اق يتمث ل يف جتنّب الض رائب
األمريكية على السيارات املستوردة اليت ال حتتوي على أي قطع مصنعة يف الواليات املتحدة.
االستثمار املباشر
ق د ختت ار بعض الش ركات املتع ددة اجلنس يات ،تدش ني خط وط إنت اج ،وجه ود تس ويقية متكامل ة يف
ىن آخ ر ،االس تثمار يف أف رع مملوك ة هلا بالكام ل ،وتتطلب ه ذه الطريق ة االس تثمار
اخلارج ،أو مبع ً
مباشرة يف واحدة ،أو أكثر من الدول األجنبيةّ ،أم ا يف حالة اتفاقات الرتخيص واملشاريع املشرتكة،
فال متتلك الشركة أي منشآت إنتاجيّة ،أو تسويقيّة يف اخلارج.
منوذجا
املراكز التجارية األمريكية ً
تُعد املراكز التجاريّة األمريكية وسيلة أخرى من وسائل ممارسة األعمال التجاريّة يف اخلارج .ويوفر
املركز التجاري مجيع املوارد الالزمة لرتويج املنتجات ،واخلدمات األمريكية يف اخلارج ،وكذلك يطلع
املص درون األمريكي ون على طبيع ة األس واق يف ال دول املس تهدفة بالتص دير ،وباحملص لة ،يق وم املرك ز
مبساعدة الشركات على الدخول إىل األسواق األجنبية عرب الوسائل اليت ناقشناها أعاله.
وتوفر املراكز التجاريّة األمريكية معارض ،وغرف مؤمترات ،ومكاتب ،ومكتبات جتاريّة ،باإلضافة
إىل خدمات الرتمجة ،وخدمات مكتبيّ ة أخرى ،وتق ّدم هذه املراكز مجيع املعلومات القانونيّ ة الالزمة،
وتس هل التواص ل بني الب ائعني ،واملش رتين ،والبن وك ،واملوزعني ،وال وكالء ،ومس ؤويل احلكوم ة ،كم ا
أهنا تنسق بني البعثات االقتصادية ،وتساعد يف صياغة العقود ،وترتيب إجراءات االسترياد والتصدير.
الوسطاء التجاريون
تتج ه الش ركات الص غرية الراغب ة بتص دير منتجاهتا إىل اخلارج ،حنو الوس طاء التج اريني ،وذل ك
ملساعدهتم على بيع ،وترويج منتجاهتم ،ويشرتي هؤالء الوسطاء املنتجات األمريكية -عادةً -بسعر
أق ل بـ %15من س عرها األص لي ،مث يبيعوهنا يف األس واق العامليّ ة يف اخلارج ،وميث ل ه ؤالء الوس طاء
حوايل %10من إمجايل الصادرات األمريكية .وبفضل العالقات املمتازة اليت حيظى هبا الوسطاء مع
ال دول األجنبيّ ة ،ف إهنم يق ّدمون خدم ة عظيم ة للش ركات الص غرية ال يت ال متتل ك املوارد ،أو اخلربة
الكافيّة لتسويق منتجاهتا يف اخلارج.
التحالفات
التح الف ه و اتف اق بني ش ركتني ،على التش ارك يف املوارد؛ من أج ل تنفي ذ مش روع حمدد ،وم ربح
يوعا من املشاريع املشرتكة ،إاّل أنه يساعد الشركة
للجانبني .ورغم أن التحالف بني الشركات أقل ُش ً
على االحتفاظ باس تقالليتها ،ويف الوقت ذاته استكشاف فُ رص جدي دة .وميكن للتحالف أن يساعد
الشركة على تطوير آليات عمل أكثر فعاليّة ،أو التوجه حنو أسواق جديدة ،أو اكتساب ميزة تنافسيّة،
فعلى سبيل املثال :قد يتحالف متجر مالبس ،مع مصنع مالبس واحد ،وذلك لضمان احلصول على
اجلودة ،واملقاييس ذاهتا ،كما قد يتحالف موقع إلكرتوين كبري ،مع شركة لتحليل البيانات ،وذلك من
أجل حتسني جهوده التسويقية.
لق د ب ات من الواض ح اآلن أن الش ركات ال يت ختط ط للمنافس ة يف األس واق العاملي ة ،حباج ة إىل خط ة
تسويقية واضحة ،ومركزة ،تستند إىل فهم دقيق لألسواق اليت ختطط الشركة للدخول فيها ،وبالتايل
ف إن التح دي يكمن يف إج راء حبث ش امل ،وتق ييم دقي ق ،جلمي ع املتطلب ات الالزم ة لتحقي ق امليزة
التنافس يّة ،ومن مثَّ ،ف إن تسلس ل الق رار يف التس ويق الع املي أط ول ،وأك ثر تعقي ًدا من التس ويق احمللي،
وذلك كما يظهر يف الشكل رقم 15املوضح أدناه.
الشكل :15آلية اختاذ القرار يف األسواق العامليّة.
املستوى اإلداري
يب دأ اختاذ ق رار الدخول إىل األس واق العامليّ ة ،وحتدي د حجم املوارد الالزم ة ،من املس توى اإلداري يف
الشركة ،وتر ّكز هذه املرحلة بشكل أساس على حتليل األسواق العامليّة ،فيما يعتمد القرار النهائي على
التوافق بني نتائج حتليل السوق ،وأهداف الشركة ،كما حيدد املستوى اإلداري يف هذه املرحلة حجم
املوارد اليت قد ترغب الشركة باستثمارها؛ لتحقيق األهداف املوضوعة.
املستوى التجاري
تب دأ التوجه ات التجاريّ ة بدراس ة مجي ع املس امهني يف الش ركة ،وفهم توقع اهتم ،وتق دير حجم النف وذ
الذي يتمتعون به ،وذلك ألن املسامهني يضعون اخلطوط العامة اليت تسري وفقها أي شركة ،ويف حالة
مهما للغاية.
أمرا ً
التعرف على خماوف املسامهني يف الشركة املضيفة ،وعالجها ً
التسويق العاملي ،يُعد ّ
لعلك تذكر ما جاء يف فصل "مقدمة إىل التسويق" أن حتليل الوضع هو عبارة عن دراسة شاملة جلميع
العوامل اليت تؤثر يف قدرة الشركة على تسويق منتجاهتا ،أو خدماهتا بنجاح ،وأن نتائج هذه الدراسة
تقود إىل وضع جمموعة من األهداف الواقعيّ ة ،ولكن حتليل الوضع على املستوى العاملي ،يتسم بكونه
تعقيدا ،فهو ال يقتصر على التحليل التقليدي للعوامل اخلارجيّة ،أو حتليل املوارد والقدرات ،وإمّن ا
أكثر ً
يتضمن حتديد مدى اخنراط الشركة يف األسواق العامليّ ة ،وأسلوب الدخول إليها ،وميكن القول :إن
تأثريا
هذين العاملني مرتابطان ،فبالقدر الذي تنخرط فيه الشركة يف األسواق العامليّة ،يكون تأثري ذلك ً
مباشرا على أسلوب الدخول إىل السوق ،سواءً عن طريق التصدير ،أو املشاريع املشرتكة ،أو غريها
ً
من الوسائل.
ويت أثر ه ذان الع امالن ب دورمها ،مبدى اخنراط الش ركة يف األس واق العاملي ة ،وكيفي ة ال دخول إليه ا،
القوة ،والضعف على حد
وبدراسة العوامل اخلارجية ،وموارد الشركة ،وقدراهتا ،واليت تشمل نقاط ّ
سواء ،وتكتسب هذه العوامل أمهيّ ة خاصة يف األسواق العامليّ ة ،فعلى سبيل املثال :قد يكون الوالء
لعالمة جتاريّة معينة ،أقوى يف بعض األسواق من أسواق أخرى ،وقد تصل بعض املنتجات إىل هنايتها
ورا ،ومن املهم -ك ذلك -تق ييم مرون ة
رواج ا يف أس واق أق ل تط ً
احمللي ،ولكنه ا ق د تلقى ً
يف الس وق ّ
الش ركة ،وق درهتا على التكيّ ف ،واس تباق األح داث ،إذ تُع د ه ذه الص فات ض رورية ،ح ىت تتمكن
الشركة من حتقيق النجاح يف هذا العامل ،الذي يتسم باملنافسة الشديدة ،والتغرّي السريع.
يف النهاي ة ،نس تطيع الق ول :إن العوام ل البيئي ة اخلارجيّ ة حتظى بال ش ك بالنص يب األك رب من اهتم ام
املسوقني الذين يدرسون الدخول إىل األسواق العامليّة.
التسويق املتكامل
-أيضا-
كما أن ترويج املنتجات يف دول أخرى ،ال يفتح أسواقًا جديدة فحسب ،بل يساعد الشركة ً
على توس يع أعماهلا ،فعلى س بيل املث ال :إذا ك انت هن اك ش ركة أمريكي ة متخصص ة يف ص ناعة
الدراجات اهلوائيّة ،ولكنها تركز على السوق األمريكي -فقط -فإهنا سوف تفقد بذلك فرصة زيادة
عائداهتا من خالل الدخول إىل الدول اليت متثل فيها الدراجات اهلوائيّة وسيلة تنقل أساسيّة.
ب دوره ق ال ك ارين روج رز؛ م دير التس ويق لكب ار الزب ائن يف ش ركة في ديكس :إن رعاي ة الفعالي ات
احملليّ ة ،والعامليّ ة ،متنح الش ركة فرص ة اللقاء بالزب ائن احملتملني يف ظروف وديّ ة ،وقد تفتح الباب أم ام
الشركة لرتويج منتجاهتا.
ويف سبيل توزيع املنتجات عامليً ا ،تقيم العديد من الشركات األمريكية اتفاقات مع شركات كبرية،
ومتعددة اجلنسيات ،ورغم أن هذه الشركات الكبرية قد تفتقر إىل أي منتجات منافسة ،لكنها متتلك
املوارد ،واخلربة الالزمة لتوزيع ،وتسويق منتجاهتا ،ومتثل هذه الشراكات حاًل بدياًل ،وأقل تكلفة من
افتتاح فروع هلا يف اخلارج.
أخريا ،قد تلجأ العديد من الشركات الصغرية ،واملتوسطة -اليت ما زالت غري متأكدة من رغبتها يف
ً
العم ل يف اخلارج -لش ركات إدارة التص دير ،وال يت ت وفر خ دمات ت رتاوح بني دراس ة الس وق ،وح ىت
التفاوض مع املوزعني يف اخلارج.
املستوى التنفيذي
بع د حتدي د الش ركة أله دافها على املس تويني اإلداري ،والتج اري ،تس تطيع الش ركة اآلن بناء برنامج
واستنادا إىل طريقة التسويق املتكامل،
ً مفصل ،باألنشطة التنفيذية الالزمة للوصول إىل هذه األهداف،
-مع ا -مثل :املالية ،واملوارد
اليت انتهجتها يف هذا الكتاب ،فإنه جيب دراسة مجيع العناصر التشغيلية ً
البش رية ،والبحث ،إذ إن أفض ل اس رتاتيجيات التس ويق الع املي ،س وف تنتهي بالفش ل إذا مل تس تطع
املوارد البش ريّة إجياد املوظفني املالئمني أو ت أهيلهم ،أو إذا مل يس تطع البحث تك ييف املنتج ،ليالئم
الزب ائن يف الدول ة املس تهدفة ،ويف النهاي ة ،يعتم د التنس يق بني األنش طة التنفيذي ة يف الش ركة على
اسرتاتيجية دخول السوق ،وتوجه الشركة حنو اسرتاتيجيّة توحيد املنتجات ،أو اسرتاتيجية ختصيص
املنتجات ،مبا يتالءم مع كل سوق من األسواق.
وبعد التأكد من التكامل بني مجيع األنشطة على املستوى التنفيذي ،يتوجب على الشركة العمل على
حتقيق التكامل بني مجيع عناصر املزيج التسويقي.
املنتج/الرتويج
وف ًق ا خلب ري التس ويق وارن كيغ ان ،ف إن اس رتاتيجية التس ويق الع املي ،هي يف احلقيق ة م زيج بني طريق ة
توحي د املنتج ات ،وطريق ة تع ديل املنتج ات ،والعناص ر الرتوجيي ة يف املزيج التس ويقي ،مبا يتناس ب م ع
كل دولة ،وقد تناول مخس طرق خمتلفة للتعامل مع املنتج:
منتج واح د ،ورس الة عامليّ ة واح دة :ي زعم كث ري من اخلرباء ،أن ه ذه االس رتاتيجيّة س وف تنطب ق على
العدي د من املنتج ات يف املس تقبل ،إال أن منتج ات مع دودة -فق ط -ق د جنحت يف تنفي ذ ه ذه
االسرتاتيجية بالفعل.
اإلبق اء على املنتج ،وتع ديل ال رتويج :يظ ل املنتج يف ه ذه االس رتاتيجيّة كم ا ه و ،بينم ا تتغ ري اجله ود
الرتوجيية الستهداف شرائح جديدة من الزبائن ،أو تلبيّة أذواق الزبائن يف كل دولة من الدول.
تعديل املنتج ،واإلبقاء على الرتويج :تُستعمل هذه االسرتاتيجية عندما تالقي احلملة الرتوجيية للشركة
قَبوالً عامليًا ،ولكن املنتج ما زال حباجة للتكيّف مع االحتياجات احملليّة يف كل دولة.
تعديل املنتج والرتويج :تقوم هذه االسرتاتيجيّة على تكييف كل من املنتجات ،واجلهد الرتوجيي ،مبا
يالئم كل سوق من األسواق ،وبالتايل فإن الشركة تتبىن اسرتاتيجيّة خمتلفة كليًا يف كل سوق.
ابتكار املنتجات :تتبىن بعض الشركات -يف الدول املتق ّدمة -اسرتاتيجية ابتكار املنتجات ،وتوريدها
تطورا.
للدول األقل ً
كذلك ترتبط العالمة التجاريّة باملنتج ،والرتويج ،ارتباطً ا وثي ًق ا ،ويعتقد أنتوين أوريلي رئيس شركة
ه اينز األمريكي ة الش هرية ،أن ث ورة االتص االت ،وت داخل الثقاف ات ،ق د س اعدت يف هتيئ ة األج واء
لتس ويق ع املي حقيقي ،فعلى س بيل املث ال :س عت ش ركة ه اينز ل رتويج عالمته ا التجاريّ ة " 9اليف ز"
املخصص ة لطع ام القط ط ،يف العاص مة الروس يّة موس كو ،ورغم النج اح ال ذي س جلته ه ذه العالم ة
التجاريّة يف الواليات املتحدة ،إال أن األحباث ،واالختبارات اليت أجراها دمييرتي إبيموف ،املدير احمللي
للتسويق يف موسكو ،قادت مديري شركة هاينز إىل إجراء تغيريات تسويقية ،للتأكد من جناح املنتج
يف روس يا ،منه ا اس تخدام ص ورة ق ط أمسن على الغالف ،كم ا اكتش فت الش ركة أن ه يف حني ميي ل
طعام ا
طعام ا بطعم التون ة ،يفض ل مرب و القط ط ال روس إطع ام قططهم ً
األمريكي ون إىل إطع ام قططهم ً
بطعم حلم البقر.
التسعري
يُع د تس عري املنتج ات يف ال دول األجنبيّ ة عملي ة معق دة ،وذل ك بس بب تغرّي أس عار ص رف العمل ة،
والضرائب اجلمركيّ ة ،وتَ َد ُّخ ِل احلكومة ،ومتطلبات الشحن ،وحياول املسوقون -عادةً -تقدمي أسعار
منخفضة يف األسواق األجنبيّة ،وذلك مبا يتالءم مع مستويات الدخل املنخفضة يف تلك الدول ،كما
أن األسعار املنخفضة تساعد الشركات على الدخول إىل السوق ،واالستحواذ على حصة منه ،وتتأثر
-أيضا -بدرجة كبرية ،بطبيعة وح ّدة املنافسة يف السوق ،وهلذه األسباب ،تسري
اسرتاتيجيات التسعري ً
اسرتاتيجيات تسعري املنتجات يف األسواق العامليّة وفق املراحل التالية:
حتلي ل العوام ل املؤثرة على التس عري الع املي ،مث ل التك اليف ،وقيم ة املنتج ،وهيكلي ة الس وق ،وأس عار
املنافسني ،باإلضافة إىل القيود البيئية األخرى.
ولعل العامل األهم الذي جيب أخذه يف احلسبان ،عند وضع اسرتاتيجيّة التسعري يف األسواق العامليّ ة؛
هو تفاعل كل من الزبائن واملنافسني مع السعر ،وبدوره يشري خبري التسويق يت يت ناجل إىل وجود
-أيضا -على التسويق العاملي ،وحبسب ناجل،
تسعة عوامل تؤثر على تفاعل الزبائن مع السعر ،وتؤثر ً
فإن حساسية الزبائن جتاه السعر تقل كلما:
فريدا من نوعه.
كان املنتج ً
كان سعر املنتج ميثل جزءًا بسيطًا من إمجايل املصروفات لدى الزبون.
أخريا ،توجد العديد من املشاكل اليت تصاحب التسعري يف األسواق العامليّ ة ،إذ تواجه الشركات يف
ً
الغ الب ص عوبة يف تنس يق أنش طتها التس ويقية ،وض بط األس عار ح ول الع امل ،مبا حيق ق هلا أفض ل أداء
اقتص ادي ممكن ،وببس اطة ،كي ف ميكن للش ركة أن تنس ق األس عار يف األس واق املتع ددة ،وأن حتق ق
هامش الربح املطلوب يف الوقت ذاته؟ إن اإلجابة عن هذا السؤال ليست سهلة على اإلطالق ،فهي
تنطوي على مشكلتني خطريتني:
املشكلة األوىل :هي اإلغراق التجاري ،وذلك عندما تبيع الشركة منتجاهتا يف دولة أجنبية بسعر أقل
من الس عر احمللي ،أو ح ىت أق ل من التكلف ة الفعلي ة ،وتلج أ الش ركات إىل ه ذا األس لوب من أج ل
االستحواذ على حصة من السوق من خالل تقدمي أسعار منافسة ،أو عند وجود فائض من املنتجات
اليت مل تستطع الشركة بيعها يف السوق احمللي ،ومتثل عبئًا على الشركة.
ّأما املشكلة الثانية :فهي السوق الرمادي ،أو السوق املوازي ،الذي ينشأ عندما تبيع بعض الشركات
منتجاهتا بأسعار مرتفعة للغاية ،يف بعض الدول ،وبأسعار منافسة يف دول أخرى ،وهو ما يدفع بعض
سعرا ،مث شحنها إىل الدول اليت تُباع
التجار إىل شراء املنتجات من املوزعني املعتمدين يف الدولة األقل ً
فيه ا املنتج ات بس عر أعلى ،مث بيعه ا يف الس وق ع رب م وزعني غ ري معتم دين ،وبس عر أق ل من س عر
الشركة.
ك ذلك تظه ر كث ري من املش اكل يف التع امالت املاليّ ة األجنبيّ ة ،وذل ك بس بب احلاج ة لل بيع ،والش راء
بعمالت خمتلفة ،وهو ما يطرح أسئلة مهمة :ما هي العملة اليت جيب أن تستخدمها الشركة يف تسعري
املنتجات؟ وكيف جيب أن تتعامل الشركة مع تغرّي أسعار صرف العملة؟
-أيض ا-
يُضاف إىل ذلك كله ،صعوبة حتصيل الدفع بعملة مالئمة من الدول النامية ،وهو ما يطرح ً
مجلة من التساؤالت :كيف ميكن للشركة أن تبيع للدول اليت قد تتخلف عن السداد؟ أو الدول اليت
نقصا يف العمالت الصعبة؟
تواجه ً
قن وات التوزي ع هي قن وات نق ل املنتج ات من الش ركة املص نعة ،إىل املس تخدم النه ائي ،وأم ا اإلدارة
اللوجستيّة فهي ختطيط ،وتنفيذ وإدارة تدفق املواد اخلام ،واملنتجات النهائية من نقطة املنشأ ،إىل نقاط
االستخدام ،مبا يليب حاجات املستخدمني ،وحيقق األرباح للشركة.
ّأم ا القن اة األوىل :فهي مق رات الش ركة املس ؤولة عن مراقب ة القن وات األخ رى ،ولكنه ا متث ل قن اة حبد
ذاهتا.
وأما القناة الثانية :فهي القنوات اليت تربط بني الدول املختلفة ،وهي مسؤولة عن إيصال املنتجات إىل
األسواق يف اخلارج ،وحتصيل املدفوعات.
وأما القناة الثالثة واألخرية :فهي اإلدارة اللوجستية يف داخل البلد ،واليت تتضمن توصيل املنتجات من
ّ
نقطة دخوهلا إىل البالد ،إىل املستخدم النهائي.
تت أثر اس رتاتيجيات التوزي ع يف األس واق األجنبيّ ة بالعدي د من العوام ل اخلارج ة عن س يطرة املس ّوقني،
فآلي ات جتارة اجلمل ة ،والتجزئ ة ،ختتل ف بدرج ة كب رية من دولة إىل أخ رى ،وك ذلك اختالف جودة
اخلدمات ،وحجم شركات التجزئة ،وطبيعتها ،وميكن القول :إن جتار التجزئة يعرّب ون بدرجة كبرية
عن الظروف االقتصاديّة ،وثقافة البالد.