Professional Documents
Culture Documents
بليل عبدالكريم
مقاالت متعلقة
تاريخ اإلضافة 12/11/2009 :ميالدي 24/11/1430 -هجري
قيل :المعرفة إدراك البسائط والجزئيات .والعلم :إدراك المركبات والكليات .ومن ثم يقال :عرفت
اهلل ،وال يقال علمته .وقيل :هي عبارة عن االدراك التصوري .والعلم هو االدراك التصديقي.
ومن ذهب إلى هذا القول جعل العرفان أعظم رتبة من العلم ،قال :الن استناد هذه المحسوسات
إلى موجود واجب الوجود أمر معلوم بالضرورة .وأما تصور حقيقة واجب الوجود فأمر فوق
الطاقة البشرية ،الن الشيء مالم يعرف لم تطلب ماهيته .فعلى هذا كل عارف عالم من دون عكس
ولذلك كان الرجل ال يسمى عارفا إال إذا توغل في بحار العلوم ومباديها ،وترقى من مطالعها إلى
مقاطعها .ومن مباديها إلى غاياتها بحسب الطاقة البشرية .وقيل :المعرفة :إدراك الشيء ثانيا بعد
توسط نسيانه .لذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف .وهو أشهر االقوال في تعريف
المعرفة .وقيل :المعرفة :قد تقال فيما تدرك آثاره ،وإ ن لم يدرك ذاته ،والعلم ال يكاد يقال إال فيما
أدرك ذاته .ولذا يقال :فالن يعرف اهلل ،وال يقال :يعلم اهلل ،لما كانت معرفته سبحانه ليست إال
بمعرفة آثاره دون معرفة ذاته .وأيضا فالمعرفة تقال فيما لم يعرف إال كونه موجودا فقط .والعلم
أصله فيما يعرف وجوده ،وجنسه ،وعلته ،وكيفيته .ولهذا يقال :اهلل عالم بكذا وال يقال :عارف لما
كان العرفات يستعمل في العلم القاصر .وأيضا فالمعرفة تقال فيما يتوصل إليه بتفكر وتدبر.
والعلم قد يقال في ذلك وفي غيره .هذا وقد يستفاد من كالم الشيخ الرئيس في بعض مصنفاته
أنهما مترادفان .وإ ليه ذهب جماعة من أهل اللغة وأرباب االصول .ويشهد لذلك قول سيد
الساجدين في الصحيفة الكاملة " :وقد أحصيتهم بمعرفتك " .فإنه أطلق المعرفة عليه سبحانه ويمكن
تجوزا. أن يراد بها العلم هنا