You are on page 1of 4

‫من (الشخصيات األهلية الدولية والموسوعية ) المعدودة باألصبع؛ والتي أرى بأنها‬

‫اتسمت بالشهرة الدولية والسعة والشمولية والثقافة الموسوعية‪ ،‬وجهاء قياديين‬


‫معلّمين ومثقفين وأكابر خالل الحقبة المتعلقة بالسياسة والجهاد‪ .‬خالل النصف األول‬
‫من القرن العشرين‪.‬‬
‫هم األسماء التالية‪:‬‬
‫(إسماعيل كمالي األرناؤوطي) المؤلف المؤرخ المحقق‪ ،‬ورئيس دائرة األوقاف‬
‫الطرابلسية‪ ،‬والذي يتالسن بأكثر من لغة ألبانية تركية عربية فرنسية ايطالية‪ ،‬وهو‬
‫ألباني النسب‪ ،‬خمسي المولد‪ ،‬طرابلسي الدار‪ .‬وصاحب عدة مؤلفات تاريخية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫سكان طرابلس الغرب‪ ،‬ووثائق األسرة القرمانلية‪ ،‬ومختصر ابن خلكان‪ ،‬وغيرها‪،‬‬
‫واستفاد من درايته المؤرخون األجانب‪ .‬كما اُستغلت إمكانياته اللغوية‪ ،‬فتم تقديمه‬
‫كمترجم في مرحلة الجهاد ما بين الرؤساء الطرابلسيين وبين الضباط اإليطاليين ‪..‬‬
‫وكانت له مؤلفات ووثائق ومستندات ودفاتر ومخطوطات جمة‪ ،‬جمعتها زوجته‬
‫الطرابلسية أم درغوث‪ ،‬وذهبت بها من شارع ميزران بعد وفاته في سنة ‪1936‬‬
‫الى شارع األكواش‪ ،‬لتلقي بها حطبا ً في الكوشه خالل حملة نظافة منزلية – كما‬
‫تظن ‪ -‬قامت بها أرملة كمالي في منزلها بميزران‪ .‬كما يؤكد لنا األديب الجليل‪ :‬علي‬
‫مصطفى المصراتي‪ .‬وبهذا العمل الغبي‪ ،‬علق المؤرخ الشهير رودولفو ميكاكي‪،‬‬
‫رجل بماضي وحاضر بلده!‪" .‬‬ ‫ٍ‬ ‫قائال‪ " :‬انتهت سيرة أعرف‬
‫(بشير بك السعداوي) ل ّقبه الطرابلسيون أي سكان العاصمة والوالية باسم " الزعيم "‬
‫وهو النجيب في مدرسة الخمس التركية‪ ،‬مدير التحريرات بقضاء الخمس خالل‬
‫الفترة العثمانية‪ ،‬والمتواصل بين عائلته الصغيرة وجيرانه وأصدقائه في الخمس‪،‬‬
‫وبين رفاقه ومعارفه بطرابلس‪ ،‬وبين أهله والقيادات في مصراته فترة الحرب‬
‫االيطالية ‪ 1911‬وهو الباش كاتب في دول المهجر‪ ،‬والقائمقام في الديار السعودية‪،‬‬
‫والقاضي الذي شهد بعدله المسيحيين في لبنان‪ ،‬ورئيس لجنة دفاع طرابلس برقه في‬
‫سوريا سنة ‪ ،1924‬والمناضل سياسيا ضد الطليان‪ ،‬والمؤلف الكاتب عبر كتابه‬
‫فضائع الفاشست ضد شعب طرابلس برقة‪ ،‬والصحفي في مراسالته‪ ،‬والخطيب‬
‫المفوّ ه في وفوده وبعثاته‪ ،‬والمستشار في السعودية‪ ،‬والمؤسس الموحد لألحزاب‬
‫الطرابلسية سنة ‪ ،1949‬والمتحدث األبرز شعبية باسم القضية الطرابلسية البرقاوية‬
‫التي صارت ليبية فترة االستقالل‪ ،‬وهو الذي اجتمعت في شخصيته العبقرة‬
‫والمواهب‪ .‬سيما وأنه أحد الرجاالت الذين قامت على سواعدهم‪/‬وأكتافهم دولة‬
‫االستقالل الملكية سنة ‪.1951‬‬
‫(سليمان باشا الباروني) الذي لُقب بالباشا‪ ،‬المُعلّم العالّمة األديب الشيخ الصحفي‬
‫السياسي الشاعر المقاتل‪ ،‬والذي تلتف حوله جميع الصفات والمؤهالت‪ ،‬هو العضو‬
‫في الدارة النيابية السلطانية ‪ ،1908‬والمعلم في المدرسة البارونية‪ .‬والرئيس في‬
‫ثاني حكومة وطنية‪ :‬حكومة يفرن بالجبل الغربي سنة ‪ ،1912‬والباشا في طرابلس‬
‫الغرب سنة ‪ ،1916‬والقيادي المؤسس في الجمهورية الطرابلسية ‪ ،1918‬والشيخ‬
‫في مذهب الجماعة اإلباضية‪ ،‬والمؤلف في األزهار البارونية‪ ،‬والصحفي في‬
‫صحيفته األسد اإلسالمية‪ .‬والمحقق الكاتب في المطبعة البارونية التي أسسها في‬
‫مصر‪ ،‬والشاعر عبر كتابه‪ :‬ديوان الباروني‪ .‬وهو سياسي بارز في البالد‪ ،‬ومقاتل‬
‫وقيادي كبير في الجهاد‪ ،‬ومستشار وسفير فوق العادة لسلطنة عمان حتى تاريخ‬
‫وفاته بالهند سنة ‪.1940‬‬
‫(محمد فرحات بك الزاوي)‪ ،‬حفظ القرآن الكريم بمدرسة زاوية بن شعيب بالزاوية‪،‬‬
‫وتعلم العربية والتركية والفرنسية في المدرسة الرشدية بطرابلس‪ .‬كما درس اللغة‬
‫العربية بتونس‪ ،‬ولتفوقه تم إيفاده الى فرنسا إلتمام الدراسة في كلية الحقوق‪ ،‬فكان‬
‫أول أهلي أو وطني يتخرج من جامعة السوربون الفرنسية سنة ‪ ،1892‬وأصبح‬
‫متحدث بالعربية الفصحى والتركية والفرنسية‪ .‬وهو رئيس‪/‬كبير بمدينة الزاوية‪،‬‬
‫ونائب لمقاطعة طرابلس في مجلس المبعوثان العثماني ‪ .1908‬وهو أول من نظم‬
‫معسكرات الجهاد بجنوبي طرابلس سنة ‪ . 1911‬ورئيس مؤسس ألول حكومة‬
‫محلية‪/‬أهلية مقرها قصر بن غشير بأواخر أكتوبر سنة ‪ .1912‬وانتخب رئيسا لوفد‬
‫القطر الطرابلسي المطالب باالستقالل الى روما عبر قرارات مؤتمر غريان سنة‬
‫‪.1920‬‬
‫(أحمد الشريف) الشيخ المجاهد المؤلف المحقق العالمة‪ ،‬أول قائد للدعوة السنوسية‬
‫فترة الجهاد‪ ،‬وصاحب مؤلف باسم‪ :‬بغية المساعد في أحكام المجاهد ‪ ..‬وهو نائب‬
‫السلطان العثماني في أفريقيا‪ ،‬رجل جمع بين القيادة والساسة والدعوة والجهاد والعلم‬
‫والكتابة والتديّن وصدق اللسان ونظافة اليد الى أبعد حد! ‪ ..‬استمر في إمارة الحركة‬
‫السنوسيّة من ‪1902‬م إلى ‪1916‬م‪ ،‬حيث تنازل عنها في ذلك العام البن عمّه‬
‫األمير‪ :‬محمد إدريس السنوسي‪ ،‬وقبل حوالي عامين من مغادرته برقه على ظهر‬
‫غواصة ألمانيّة‪ ،‬بعثتها له الدولة العثمانية في أغسطس ‪1918‬م لتنقله من مرسى‬
‫البريقة ليصل الحقا إلى النمسا ثم إلى اآلستانة بتركيا‪.‬‬
‫(خالد آل هود القرقني) وجيه طرابلس‪ ،‬مناضل سياسي مثقف وزعيم وطني‪ .‬المتنقل‬
‫الدولي بين البالد الطرابلسية‪/‬ليبيا الحقا‪ ،‬والبالد العثمانية‪/‬تركيا حاليا‪ ،‬وايطاليا‬
‫والسعودية‪ .‬هو خريج المدارس العثمانية العليا‪ ،‬وقائمقام النواحي األربعة بمنطقة‬
‫طرابلس سنة ‪ .1909‬اختارته الحكومة الوطنية لطرابلس الغرب (هيئة اإلصالح‬
‫المركزية) ضمن وفد مؤتمر غريان لمفاوضة الحكومة اإليطالية‪ ،‬ولنقل مطالب‬
‫المجاهدين باستقالل وحرية القطر الطرابلسي‪ ،‬وإقامة حكومة ذاتيه إسالمية موحدة‬
‫للبالد‪ ،‬وكان الوفد برئاسة السيد محمد فرحات بك الزاوي ‪ ..‬خالد القرقني كان أيضا‬
‫خريج كلية الحقوق من روما سنة ‪ 1920‬وصاحب الحظوة والتقدير في تركيا التي‬
‫منحته جنسية تركية‪ ،‬وهو التاجر المعروف في الحجاز‪ ،‬والذي ترقى نتيجة إلعجاب‬
‫المملكة السعودية بإمكانياته الى درجة مستشار للملك السعودي عبد العزيز منذ‬
‫حوالي ‪ 1930‬ونتيجة للغات التي يتقنها‪ ،‬العربية الفصحى والتركية والفرنسية‬
‫وااليطالية‪ ،‬كان هو المتحدث باسم المملكة العربية السعودية في العالقات الخارجية‬
‫مع بولندا وألمانيا وغيرها من الدول األوربية ‪ ..‬فضال عن اليمن وفلسطين‬
‫وغيرها ‪ ..‬وتتميز رسائل القرقني في ديوان الملك عبد العزيز بطول النفس‪ ،‬وكثرة‬
‫الشواهد التاريخية‪ ،‬فهي أشبه باألبحاث والدراسات منها بالرسائل الديوانية‪.‬‬
‫في أواخر الثالثينات وخالل الحرب العالمية الثانية ‪ 1939‬التقى الوجيه خالد‬
‫القرقنى بالمستشار األلماني الفوهرر ‪ Führer‬الذي تبين له بأنه هو في ذات‬
‫الوقت‪ :‬أدولف هتلر ‪ ! Adolf Hitler‬واجتمع به في مقر هتلر الصيفي المعروف بـ‬
‫‪ Berghof‬بيرغهوف‪ ،‬في منطقة ‪ Obersalzberg‬أوبيرسالزبيرغ بجبال األلب‬
‫البافارية ‪ Bayerische Alpen‬بالقرب من بلدية ‪Berchtesgaden‬‬
‫بيرشتسجادن ‪ ..‬فيما كانت مدينة برلين عاصمة الرايخ الثالث ‪Reichskanzler‬‬
‫وقد حضرالقرقني سفيراً بصفته أول سفير باسم المملكة العربية السعودية‪ ،‬التي تم‬
‫إعالن تأسيسها منذ سنة ‪ ،1932‬وعارضا ً في الوقت ذاته حالة ووضع بالده‬
‫طرابلس الغرب التي صارت ليبيا فيما بعد‪ ،‬وحالة شعبها تحت الحكم الفاشيستي‬
‫االيطالى وقد أهداه هتلر بندقية ألمانية مصنوعة من الفضة تقديرا له ولمكانته‪.‬‬
‫بعد وفاة الملك السعودي عبد العزيز سنة ‪ ،1952‬رجع القرقني الى دياره وتقلب‬
‫في وطنه كمواطن عادي حتى توفي هادئا بمزرعته بعين زاره بطرابلس سنة‬
‫‪.1971‬‬
‫وأخيرا الشيخ المفتي العالمة المؤرخ والمحقق والجغرافي والسياسي (الطاهر‬
‫الزاوي)‪ ،‬والذي كان عالّمة موسوعي بكل ما تعني الكلمة‪ ،‬فقد كتب في مجاالت‬
‫عديدة‪ ،‬فخالل الجهاد هو صاحب كتاب جهاد األبطال في طرابلس الغرب‪ ،‬وكان فيه‬
‫شاهد عيان‪ ،‬وفي السياسة وإبان قضية االستقالل وضع مؤلف جهاد الليبيين بديار‬
‫الهجرة ‪ ،1951-1924‬والذي يروي نضال السياسيين الطرابلسيين والبرقاويين‬
‫والفزانيين في المهجر‪ .‬كتب في والة طرابلس‪ ،‬وفي الفتح اإلسالمي‪ ،‬وفي الفقه‬
‫المالكي‪ ،‬وفي ترتيب القاموس‪ ،‬وحقق مخطوط التذكار‪ ،‬ومختصر خليل‪ ،‬وحقق‬
‫أيضا ديوان البهلول‪ ،‬والمنهل العذب‪ ،‬واختط تاريخ مدينة الزاوية‪ ،‬وكتب في‬
‫الكشكول وخالفه ‪ ..‬وكان أيضا أول أهلي يكتب حول الشخصيات األهلية‪/‬المحلية‪/‬أو‬
‫الوطنية في كتاب حمل بعد إخراجه اسم " أعالم ليبيا " ‪ .‬وهو أيضا أول من كتب‬
‫عن المدن والقرى والمناطق واألسماء الليبية في كتاب سخي ولطيف بعنوان "‬
‫معجم البلدان الليبية " ظهر كتاب وصفي جغرافي تاريخي تراثي وطني لمدن‬
‫ومناطق ومعالم تعد متغيرة ومنسية اليوم ‪.‬‬
‫رحمة هللا على هؤالء القامات الكبار‪.‬‬

You might also like