‫هللا علي ه وس لم وعلي ب ردة وقـد انكشفــت‬

‫سادسا‪ :‬أن ال يشبه لباس الكف ار من نص ارى‬

‫ويه ود وغ يرهم‪ .‬ألح اديث ص حيحة عدي دة‬
‫منه ا قول ه ص لى هللا علي ه وس لم‪" :‬من تش به‬
‫فخذي فقال‪ " :‬غط فخذيك فإن الفخذ عورة "‬ ‫أحكام‬
‫وللح ديث ال ذي حس نه الش يخ األلب اني‬
‫بق وم فه و منهم" وح ديث آخ ر ج اء في ه‪ :‬أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس لم رأى عب د هللا‬
‫الذي رواه أحمد والدارقطني‪ :‬قال النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ":‬ما بين السـرة والركبة عورة "‬
‫تهم الرجل المسلم‬
‫بن عمرو بن العاص وعليه ثوبين معص فرين‬
‫فقال‪ :‬إن هذه من ثياب الكفار فال تلبسها‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬أن يك ون فضفاض ا ال يحجم الع ورة‬
‫‪ -1‬اللبـاس الشرعـي‪:‬‬
‫ألمر النبي صلى هللا عليه وسلم لدحية الكل بي‬
‫سابعا‪ :‬أن ال يكون به صليب أو صورة ما به‬ ‫ح دد الش ارع الحكيم لباس ا خاص ا‪،‬‬
‫روح ظاهرة للعيان‪.‬‬ ‫الذي كسا امرأته قبطية كثيف ة‪ :‬مره ا فلتجع ل‬
‫أوجب على الرجل المسلم أن يكسو به بدن ه‪،‬‬
‫فالص ليب ش عار المش ركين الص ليبيين‬ ‫تحته ا غالل ة ف إني أخ اف أن تص ف حجم‬
‫ح تى يس تر عورت ه أم ام من ال يج وز ل ه‬
‫النصارى الكفار أعداء هللا‪ ،‬وهو عالم ة زائ د‬ ‫عظامها‪ .‬وأن ال يكون شفافا يظه ر م ا تحت ه‪.‬‬ ‫رؤيته ا من الن اس وإال ك ان آثم ا يس تحق‬
‫المستعملة في الحســـاب‪ ،‬وق د ثبت أن الن بي‬ ‫ألنه إن كان يحجم الع ورة أو شفـافـا يظهــر‬ ‫العقوبة‪.‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم كان يقـضبـه‪ ،‬إن كـــان‬ ‫ما تحتـه‪ ،‬يصبح من يلبسه وكأنه عريان‪.‬‬
‫على ثوب مـا‪ ،‬أي يحكه حتى ال يبقى له أثر‪.‬‬ ‫وهو اللباس الواجب ت وفر في ه ش روط‬
‫وأم ا الص ورة فج اء النهي الش ديد عن‬ ‫ثالث ا‪ :‬أن ال يمتد أس فل الكع بين لق ول الن بي‬ ‫معين ة إن اخت ل أح دها أثم المخ الف وكلم ا‬
‫التصوير وأن هللا تعالى توعد من صور ما به‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬ما أس فل من الكع بين‬ ‫اختلت أكثر إال وأثم أكثر‪.‬‬
‫روح بالعذاب إذ سوف يأمره بنفخ الروح في ه‬ ‫في النار" أي أن من امتدت ثيابه من الرج ال‬ ‫أوال‪ :‬أن يكون ساترا لما بين الس رة والركب ة‬
‫وليس بن افخ‪ .‬ولـفساد المنهي عن ه وه و‬
‫أسفل كعبيه فهو في النار‪.‬‬ ‫من بــدن الرجل‪ .‬وذلك ألح اديث ع دة؛ منه ا‬
‫تص وير ص ورة م ا ب ه روح‪ ،‬فيحـرم‬
‫إظهـــارهـــا‪.‬‬ ‫ما رواه أحمد والحاكم والبخ اري في تاريخ ه‬
‫رابعا‪ :‬أن ال يشبه لباس النساء‪ .‬لقول الرس ول‬
‫وعلقه في صحيحه‪:‬عن محمد بن جحش قال‪:‬‬
‫ثامنا‪ :‬أن ال يكون ثوبه من حري ر إال بحس ب‬ ‫الكريم علي ه الص الة والس الم‪" :‬ليس من ا من‬
‫تش به بالرج ال من النس اء‪ ،‬وال من تش به‬ ‫مـــر رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم على‬
‫م ا اض طر إلي ه مرتدي ه كمن ك ان جل ده ال‬
‫بالنساء من الرجال"‪.‬‬ ‫معمــر وفخـذاه مكشوفتـان فقال‪ " :‬يا معمــر‬
‫يحتم ل إال الحري ر ثوب ا كس اء‪ .‬لنهي الن بي‬
‫ص لى هللا علي ه وس لم عن لبس الحري ر‬ ‫غـــط فخذيــك فـإن الفخذين عورة "‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬أن ال يك ون لب اس ش هرة‪ .‬لق ول‬
‫للرج ال‪ .‬حيث ق ال في ح ديث رواه البخ اري‬ ‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من لبس ثوب‬ ‫ومـــا رواه مالــك وأحمــد وأبـــو داود‬
‫في ص حيحه‪" :‬من لبس الحري ر في ال دنيا لم‬ ‫ش هرة في ال دنيا ألبس ه هللا ث وب مذل ة ي وم‬ ‫والترمذي وذكــره البخــاري في صحيحــه‬
‫يلبسه في اآلخرة"‪.‬‬ ‫القيامة ثم ألهب فيه النار"‪.‬‬ ‫معلقا‪ :‬عن جرهـد قال‪ :‬مــر رسول هللا صلى‬
‫الرج ال‪ ،‬جهال منهم أو قص دا‪ ،‬والع ورة وكم ا‬ ‫ص لى هللا علي ه وس لم وإن ك انت س نة ع ادة‬ ‫‪ -2‬إعفاء اللحية وإنهاك الشارب أو إحفاؤه‪:‬‬
‫سبق ذكره في هذا البحث ما بين السـرة والركب ة‬ ‫فضال أن تكون سنة عبادة‪.‬‬
‫من جس م الرج ل؛ فإن ه والحال ة ه ذه ال يج وز‬ ‫روى البخ اري ومس لم في ص حيحيهما‬
‫دخول ه إلى الحم ام‪ .‬ألن ه بفعل ه ه ذا يق ع في‬ ‫وغيرهم ا عن عب د هللا ابن عم ر رض ي هللا ‪ -3‬دخـــول الحمـــام‪:‬‬
‫المحظور فيأثم لذلك‪.‬‬ ‫ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وسلـــم‪:‬‬ ‫عنهما ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه‬
‫أمــا إن كــان الحمــام المــراد دخولـه‪،‬‬ ‫"من ك ان ي ؤمن باهلل والي وم اآلخ ر فال ي دخل‬ ‫وسلم‪ " :‬خالفــوا المشركيــن وفــروا اللحــى‬
‫يرتدي كل من رواده مئزرا يستر عورة الرجل‪،‬‬ ‫حليلت ه (زوجت ه) الحم ام‪ ،‬ومن ك ان ي ؤمن باهلل‬
‫واليوم اآلخ ر فال ي دخل الحم ام إال بم ئزر‪"... ،‬‬
‫واحفـــوا الشـوارب" وفي رواية "انـهـكـــوا‬
‫فيكون االستحمام ب ه أم را مطلوب ا ح تى ينظ ف‬
‫المسلم بدنه مما عل ق ب ه من أوس اخ‪ .‬وإال وجب‬ ‫الح ديث أخرج ه الترم ذي والنس ائي والح اكم‬ ‫الش وارب واعفــوا اللحى"‪ .‬وفي رواي ة‬
‫عليه االستحمام في بيت ه فق ط أو في مك ان ي أمن‬ ‫واللفظ له وصححه ووافقه الذهبي‪.‬‬ ‫لمس لم‪ " :‬خالفـوا المجـوس ألنهم كانـوا‬
‫على عورته أن تنكشف لمن ال يجوز ل ه رؤيته ا‬ ‫وق ال علي ه الص الة والس الم في ح ديث‬ ‫يقصرون لحاهم ويطولون الشوارب "‪.‬‬
‫كما هو الواجب على النساء‪.‬‬ ‫مخرج في ص حيح مسلـم‪ " :‬ال ينظــر الرجــل‬
‫‪ -4‬الـــرزق الحـــالل‪:‬‬ ‫إلى ع ورة الرجل وال الم رأة إلى ع ورة الم رأة‬ ‫ومث ل ه ذه األح اديث ال تي ج اءت في‬
‫في حديث رواه اإلم ام البغ وي رحم ه هللا‬ ‫وال يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واح د وال‬ ‫األم ر بإعفــاء اللحي ة وإنهـاك الش ارب أو‬
‫في شرح الس نة ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه‬ ‫تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد"‪.‬‬ ‫إحفائه كث يرة‪ ،‬يستش ف منه ا وج وب إعف اء‬
‫وفي صحيح مس لم أيض ا‪ ،‬أن المس ور بن‬
‫وسلم ‪":‬أيها الناس إنه ليس من شيء يق ربكم من‬ ‫اللحية وعدم حلقها من جهة‪ ،‬ووجوب إنه اك‬
‫مخرمة رضي هللا عنه قال‪ :‬أقبلت بحج ر أحمل ه‬
‫الجن ة ويباع دكم من الن ار إال وق د نهيتكم عن ه‪،‬‬ ‫ثقي ل وعلي إزار خفي ف ق ال‪ :‬فانح ل إزاري‬ ‫الشارب أو إحفـائه من جهة أخرى ال حلقــه‪.‬‬
‫وإن ال روح األمين نفث في روعي إن ه ليس من‬ ‫ومعي الحجر لم أستطع أن أضعه حتى بلغت ب ه‬ ‫إذن‪ :‬فحلق اللحية حـرام‪ ،‬يأثم من يفع ل‬
‫نفــس تموت حتى تستوفي رزقهــا‪ ،‬فاتقــوا هللا‬ ‫إلى موض عه فق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه‬ ‫ذلك بل ويتكرر أخذه اإلثم بتكرر عدد مرات‬
‫واجملوا في الطلــب وال يحملكم استبطاء الرزق‬ ‫وسلم‪ " :‬ارجع إلى ثوبك فخذه وال تمش وا عـراة‬ ‫حلقه لها وكذلك قصه لها أقصر من القبضة‪.‬‬
‫أن تطلبوه بمعاصي هللا‪ ،‬فإنه ال يدرك ما عند هللا‬ ‫"‪.‬‬
‫إال بطاعته"‪.‬‬ ‫فـمن األح اديث الس الفة ال ذكر‪ ،‬يستش ف‬ ‫وأم ا قـــصها دون القبض ة فجائــز ‪-‬‬
‫أنه وكما يجب على المس لم ع دم إظه ار عورت ه‬
‫إذن‪ :‬فواجب على كل مسلم أن يبحث عن‬
‫لمن ال يج وز ل ه رؤيته ا‪ ،‬فك ذلك ال يج وز ل ه‬ ‫أي يقبض الرجل لحيته من ذقنه بيده فما زاد‬
‫سبب جميل أي‪ :‬سبب حـالل طيـب عن د طلب ه‬ ‫النظ ر إلى ع ورة غ يره من الرج ال فض ال عن‬ ‫عن القبضة جاز له قصه ‪ -‬وذلك لثبوت فعل‬
‫للرزق‪ .‬وال يطلب الرزق من طريق حـــرام أو‬ ‫عورة النساء‪.‬‬ ‫ذلك عن جمع من الصحابة رضي هللا عنهم‪،‬‬
‫هو شبهة لم يتبين له جوازه وحليته‪.‬‬ ‫ومن تم إن ك ان دخول ه إلى الحم ام‬ ‫من بينهم راوي حديث وجوب إعف اء اللحي ة‬
‫هذا وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله‬ ‫سيعرض ه للنظ ر إلى ع ورة من هم ال يتخلق ون‬ ‫وتوفيرها وهو عب د هللا ابن عم ر رض ي هللا‬
‫وصحبه وسلم تسليما‪.‬‬ ‫بأخالق اإلسالم بعدم إظهار عورتهم لغيرهم من‬ ‫عنهما‪ ،‬الذي ثبت تمس كه باقتف اء س نة الن بي‬
‫تأليف‪ :‬أبو محمد سعيد مسكيني‬