You are on page 1of 61

‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................

‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫نظرة موجزة في تطورالفكراملقاوالتي‪:‬‬

‫ظهر مفهوم الفكر املقاوالتي وتطور بمرور الزمن‪ ،‬حيث ظهر في فرنسا منذ العصور الوسطى أين كان يطلق‬
‫مصطلح "املقاول" على الشخص الذي يقوم بعمل االشراف ويتحمل مسؤولية مجموعة من األفراد‪ ،‬ثم تحول‬
‫مفهوم املصطلح قليال وأصبح يعني الشخص الجريء الذي يواجه املخاطرة االقتصادية‪ ،‬ليتطور هذا املفهوم‬
‫بعد ذلك في القرنين السادس عشر والسابع عشر ميالدي ليشمل األشخاص الذين يتجهون إلى أنشطة‬
‫املضاربة‪ .‬ويعتبر ‪ )1803( Say J.B‬من املفكرين األوائل الذين وضعوا أسس نظرية لهذا املفهوم حيث عرف‬
‫املقاول بالشخص املبدع الذي يقوم باستخدام عوامل االنتاج من خالل الجمع واملزج والتنظيم بهدف خلق‬
‫‪1‬‬
‫منتجات أو منافع جديدة‪.‬‬

‫‪.1‬املقاول في العصرالوسيط‪:‬‬

‫بالرغم من أن موضوع املقاوالتیة بدأ يأخذ مجاال واسعا من االهتمام عند مختلف املفكرين والباحثين في‬
‫السنوات القليلة املاضية‪ ،‬إال أننا نجد مصطلح املقاوالتية له جذور تاريخية تعود لحقبة قديمة من الزمن لم‬
‫یتم فیھا االشارة ملمارسات املقاوالتية باملصطلح املستخدم حاليا‪ ،‬وأطلق على هذه الفترة تسمية " ما قبل‬
‫التأريخ ملصطلح املقاوالتية" قبل الباحثين واملفكرين في هذا املجال‪ ،‬والتي يمكن عرضها وفق ما يلي‪ ( :‬سايبي‪،‬‬
‫‪.)2013‬‬

‫‪.1.1‬املقاول التاجر و املاغامر‪:‬‬

‫تم تقسيم األفراد في النشاط االقتصادي قديما إلى قسمين هما‪ :‬القادة واألتباع‪ ،‬أما في العصر الحالي فتتحدد‬
‫موھبة وقدرة املقاول في القیادة والتوجيه ‪ ،‬وقد صنف املقاول إبان هذه الحقبة ضمن صف التجار‬
‫والعسكریين من خالل صفة النبل التي یحملھا‪ ،‬أ ي القائد العسكري صاحب الكفاءة العالية‪ ،‬كون الحروب‬
‫غالبا ما تقوم لعوامل وأسباب اقتصادیة بحتة‪ ،‬فنجد الجنرال أو القائد العسكري الذي یقوم بوضع وتنفیذ‬
‫إستراتيجية ناجحة في الحرب يتوقع یتحمل مسؤولية مخاطر كبيرة في سعيه لتحقيق أرباح اقتصادية مغرية‬
‫تستحق املخاطرة والجهد املبذول‪ ،‬كما نجد التجا ر يستثمرون أموالهم وممتلكاتهم في مجاالت عمل تتسم‬
‫باملخاطرة وظروف عدم التأكد في سبيل تحقيق عوائد مالية واقتصادية تبرر توجهاتهم نحو املخاطرة بأموالهم‬
‫الخاصة‪ ،‬وضعية التجار هذه تشبه كثيرا وضعیة العسكريين‪ ،‬حیث تتوافق وظیفة التاجر واملغامر عند نفس‬
‫الفرد‪ ،‬فنجد مثال "ماركو بولو" )‪ (Marco Polo‬كان مغامرا يسعى إلى تأسیس تجارة نشطة باتجاه الشرق‪،‬‬
‫حيث تمثلت أهدافه في سعيه للبحث عن أرض تحمل الجدید والسحر اإلنتاجي‪ ،‬من هذا املنطلق فهل یمكن‬
‫اعتبار "ماركو بولو" مقاوال؟‪ ،‬ولكن بالرغم من ذلك فهناك فرق بين مستويات الشجاعة في األعمال ومستويات‬
‫الشجاعة في دخول الحروب‪ ،‬لذلك نجد قدماء الفالسفة واملفكرين ينظرون للتاجر بنوع من الدونية مقارنة‬

‫‪1‬‬
‫‪Brahim. Allali ,Vers une théorie de l’entrepreneuriat , Cahier de recherche L’ISCAE, n° 17 .p.3.‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫بالعسكري‪ ،‬فعلى سبيل املثال نجد أن أرسطو قد أشار إلى مكانة التاجر في مجتمعه دون أن يعتبره ذو مكانة‬
‫مرموقة‪ ،‬على العكس فقد اعتبره هاربا وخائفا من الظروف السيئة‪ ،‬وغير مبالي بمعاناة املجتمع ومشاكله‪،‬‬
‫وحسب منطق أرسطو فإن التجارة الرابحة تنقسم إلى أصناف مختلفة أهمها اإلدارة املنزلية وتجارة التجزئة‪،‬‬
‫فقد اعتبر التاجر بأنه شخص غير طبيعي فهو ييهئ لنفسه وسبلة لكسب املال على حساب اآلخرين‪ ،‬وبالفعل‬
‫فقد كان اهتمام الفالسفة اليونانيين يتجه نحو الحفاظ على الوضع الراهن لتفسير النشاط االقتصاد ي في‬
‫إطار تنافس ي يكسب فيه شخص ويخسر فيه اآلخر‪ ،‬هذه الفكرة ظلت مهيمنة ومسيطرة في الفكر االقتصادي‬
‫إلى غاية القرن الثامن عشر‪ ،‬مما أدى إلى عدم اسهام التجارة واالقتصاد في تحقيق الرفاهية للمجتمع‪،‬‬
‫فالتجربة التي أجريت حول السوق كان ينبغي أن يكون لها فكر مخالف لذلك‪ ،‬مع مالحظة استمرار هذا‬
‫الفكر في وقتنا الحالي‪ ،‬فالربح الذي يعتبر عائدا للمقاوالتية بقي مشتبها فيه حسب رأي الكثير من األفراد‬
‫وخاصة املتعلمين منهم‪ ،‬وذلك نتيجة لقدم التفكير الغربي نسبيا ومساواته لرجل األعمال مع " الشبح" ‪ ،‬الذي‬
‫يعني الفرد الذي يترك أثرا دون رؤيته أو ظهوره للعيان‪.‬‬

‫‪.2.1‬األشكال املكبكرة للمنظمات التجارية‪:‬‬

‫هناك اتفاق على التوجه نحو التأكيد على أهمية قرارات الفرد في تحديد طبيعة استراتيجية النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬والذي يتوقف على مدى االنتشار الواسع للنوع السائد في تنظيم املؤسسة‪ ،‬فقديما كانت تأخذ‬
‫التجارة نطاقها ضمن وحدات صغيرة الحجم نسبيا‪ ،‬أين يبقى فيها رأس املال املطلب الرئيس ي‪ ،‬من هنا تنشأ‬
‫العالقة التكاملية بين الرأسماليين والتجار املغامرين‪ ،‬والتي تتحدد في شكل عقود التي يقومون بإمضائها‪ ،‬حيث‬
‫في نهاية القرن العاشر تغير العرف املالي ليصبح إقراض املال بمعدل فائدة ‪ %20‬في شكل عقود تعرف بالعقود‬
‫التبادلية‪ ،‬بحيث يكون القرض مؤمن بشكل محكم من طرف العقار‪ ،‬أما في أواخر القرن الثاني عشر كان‬
‫الشكل املنتشر انتشارا واسعا لالستثمار التجاري يتمثل في القروض البحرية ) الشركات العاملة في النشاط‬
‫البحري)‪ ،‬حيث تكون في شكل اتفاقيات تعاونية بين املسافرين واملستثمرين في إطار شراكة تجمع بينهما‪ ،‬أين‬
‫تكون غالبا الفوائد املدفوعة أكبر كون األخطار املتعلقة بالغرق والقرصنة تهدد بشكل أكبر املقرض بدال من‬
‫التاجر‪ ،‬لكن حسب رأي رايموند روفر "‪ "Raymond Roover‬فإن الشريك الذي يسافر يواجه مخاطر كبيرة‬
‫في سبيل انجاز األعمال خاصة ما تعلق بحياته مقابل تلقي الربع (‪ )1/4‬فقط من العوائد االقتصادية لهذه‬
‫األعمال‪ ،‬في املقابل تكون حصة األسد أي الثالثة ارباع (‪)3/4‬املتبقية من نصيب للشريك املستثمر‪ ،‬ومن خالل‬
‫شرح رايموند روفر نجد أن الرأسماليين يحصلون على العوائد األكبر ألن الحياة كانت غير مكلفة ) ليست لها‬
‫قيمة مالية) وراس املال نادر‪ ،‬وكانت البندقية تعتبر أكثر املدن األوروبية النشطة في مجال التجارة في القرن‬
‫الثامن عشر‪ ،‬وكانت العقود األكثر انتشارا تعرف بعقود الزمالة "‪ " Colleganze‬وتبعا لهذه العقود فإنه ينبغي‬
‫على الرأسمالي توظيف وكيل ويعده بمنح الربع (‪ )1/4‬من األرباح‪ ،‬في حين ينبغي على التاجر‬
‫املغامر"‪ "Enterprising‬أن يمنح هذه األموال املستثمرة لعدة أفراد آخرين‪ ،‬في القرن الرابع عشر كان يؤمن‬
‫األموال من قبل التجار واملغامرين"‪ " Routledge‬في إطار شروط تتبع معدل الفائدة السوقي تحت شكل عقد‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫يعرف بالزمالة املحلية "‪ ،"Local Colleganza‬و في إطار تجارة الحاويات قد يصبح أحيانا رأس املال مركزا في‬
‫ظل كل شركات األعمال‪ ،‬و بهذا الشكل يمكن التوقع بحجم الخسائر الناجمة عن هذا الرأسمال‪ ،‬و هذا ما‬
‫أثبتته الوثائق التجارية القديمة‪ ،‬في حين نجد أن فریتز ریلیش "‪ "Fritz Redlich‬يضع في القرون الوسطى‬
‫تفسيرا للعائد املرتفع لرأس املال أو فيما يعرف بخطر الربا‪ ،‬حيث في ذلك الزمن كانت الكنيسة تفرض على‬
‫رجال األعمال دفع معدل فائدة مقابل عقد اقتراض رأس املال من الس وق القروض‪ ،‬وهو ما يجبر املقاولين‬
‫على دفع إتاوات مقابل التماس القروض من طرف الكنيسة‪ ،‬فقد كان الكتاب االقتصاديون األوائل عبارة عن‬
‫كهنة الهوتيين ينشطون ضمن الكنائس‪ ،‬وضمن هذا السياق يرى ریموند أنه نتيجة لذلك أخذت األخالق في‬
‫الحسبان وبجدية في أبحاث املفكرين آنذاك‪ ،‬أين حصرت اهتماماتهم في بعض اإلشكاليات التي نجد من بينها‬
‫املقاوالتية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.2‬املقاول في العصر االقتصادي (‪:)1940-1870‬‬

‫عرف موضوع املقاوالتية باعتبارها ظاهرة معقدة‪ ،‬عدة محاوالت لصياغة نظريات خاصة بها من أجل وضع‬
‫أطر عامة وفهم أكثر ملصطلح املقاوالتية‪ ،‬وعلى الرغم من أهميتها وإدراك تلك االهمية من طرف الكثير من‬
‫املفكرين االقتصاديين ‪ ،‬إال أنها لم تلق االهتمام الكبير مع ظهور املدرسة الكالسيكية الحديثة " املدرسة‬
‫النيوكالسيكية"‪ ،‬والتي ركزت على موضوع التوازن بالرغم من وجود بعد االستثناءات التي عرفت في تلك الفترة‬
‫والتي تمثلت في أفكار كل من نایت ‪ knight‬وشومبيتر ‪ Schumpeter‬ومدرسة الفكر النمساوي‪.‬‬

‫‪.1.2‬املقاول حسب شومكبيتر‪:‬‬

‫(‪ ، )1950‬حيث عرف املقاول‬ ‫يرجع مفهوم املقاوالتية لالقتصادي جوزيف شومپيتر‪Joseph Schumpeter‬‬

‫بأنه الفرد الذي يملك اإلرادة والقدرة على تحويل فكرة جديدة أو ابداع جديد إلى ابتكار ناجح‪ ،‬وبالتالي فوجود‬
‫قوى الريادة "التدمير الخالق" في الصناعات املختلفة ومختلف األسواق تؤدي إلى خلق منتجات وأساليب عمل‬
‫جديدة‪ ،‬وبالتالي فإن أصحاب الفكر والعمل الرياديين سوف يعملون على وضع معالم التطور الصناعي‬
‫وقيادته‪ ،‬مما يساعد على تحقيق النمو االقتصادي على املدى الطويل‪ ،‬وقد أدى املقاول في نظرية شومبيتر‬
‫الخاصة بالتطور االقتصادي دورا أساسيا‪ ،‬فهو يصفه بالبطل املغوار الذي يشرح ذلك التطور‪ ،‬وهو الذي يغير‬
‫مجددا ما يسميه شومبيتر التدفق الثابت‪ ،‬أي "نموذج العملية االقتصادية غير املتغيرة‪ ،‬والتي تتدفق بمعدالت‬
‫ثابتة في الزمن وتعيد إنتاج نفسها"‪ .‬في موضوع أخر يصف شومبيتر املقاول بقوله أنه السبب املنتج "التغير‬
‫تلقائي ومتقطع في تيارات التدفق‪ ،‬واضطراب في التوازن‪ ،‬يغير ويزيل إلى األبد حالة التوازن املوجودة سابقا‪،".‬‬
‫ويرى شومبيتر أن املقاول الحقيقي هو الذي يعمل على االبداع واالبتكار من خالل التغييرات الجديدة التي‬

‫‪2‬‬
‫نجاة شادلي‪ ،‬قراءات تاريخية لتطور الفكر المقاوالتي‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪،01‬‬
‫جامعة المسيلة‪ ،2018 ،‬ص ص ‪.292‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫يدخلها على النشاط االقتصادي‪ :‬منتجات أو خدمات جديدة‪ ،‬صناعات جديدة‪ ،‬أساليب إنتاج جديدة‪ ،‬أسواق‬
‫جديدة‪ ،‬إيجاد أو االستيالء على مصادر تموين جديدة‪ ،‬تنظيم جديد ومختلف للصناعة وأشكالها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(‪)1967‬‬ ‫‪.2.2‬املقاول حسب فرانك نايت ‪Frank H. Knight‬‬

‫يعتبر فرانك نايت أن الريادة تتمحور أساسا حول املخاطرة‪ ،‬فالسلوك الريادي هو الذي يبين نوع القدرة‬
‫التي يملكها الشخص الريادي لوضع نشاطه وموقفه املالي في الواقع واملخاطرة عن طريق تطبيق فكرته ووضعها‬
‫محل التنفيذ‪ ،‬وذلك من خالل اعطائها الوقت والجهد الكافيين ورأس املال الالزم مع وجود مخاطرة غير‬
‫مضمونة‪.‬‬

‫وتلخصت مساهمات نايت في بناء النظرية ااملقاوالتية من خالل تأمين املخاطر او املخاطر املؤمنة ‪"Insurable‬‬
‫" ‪ risks‬والالأكادة أو عدم اليقين غير املؤمن" ‪ " Non- uncertainty insurable‬فاملخاطر ترتبط باألحداث‬
‫املتكررة املعروفة احتماالتها من خالل الخبرات السابقة‪ .‬في حين الغموض‪ ،‬عدم اليقين أو الالأكادة تتعلق‬
‫باألحداث الفريدة التي ال يمكن تقدير احتمالها بشكل دقيق‪ ،‬آي تعمل على وضع نظرية للريح تربط الالأكادة‬
‫غير املؤمنة بالتغير االقتصادي السريع واختالف القدرات املقاوالتية "‪ ،"Entrepreneurial ability‬وقد أرجع‬
‫فرانك نايت أسباب عدم اليقين في املخاطرة إلى ما يلي‪:‬‬

‫املخاطرة‪ :‬والتي يمكن قياسها إحصائيا فعلى سبيل املثال احتمال سحب كرية بيضاء من علبة تحتوي‬ ‫‪‬‬

‫على عسر كريات بيضاء وعشر كريات سوداء يمكن حسابه أو توقعه‪.‬‬

‫االلتباس‪ :‬والذي يصعب قياسه إحصائيا‪ ،‬فعلى سبيل املثال احتمال سحب كرية بيضاء من علبة‬ ‫‪‬‬

‫تحتوي عشر كريات بيضاء وعدد غير محدد من الكريات السوداء فهو صعب التوقع أو الحساب‪.‬‬

‫عدم اليقين الفعلي أو ‪ Knightian Uncertainty‬والذي يستحيل تقديره أو توقعه إحصائيا مثل‬ ‫‪‬‬

‫احتمال سحب كرية بيضاء من علبة تضم عدد غير محدد من الكريات البيضاء وعدد غير محدد من‬
‫الكريات ذات ألوان مختلفة‪ ،‬ويحدث عدم اليقين الفعلي حسب نايت عندما يكون املستقبل مجهوال‬
‫إضافة على عدم وجود سبيل ملعرفته مع وجود حاالت غير مصنفة‪.‬‬

‫ويرى نايت أن الفرص تنشأ من حالة عدم اليقين أو الالأكادة املحاطة بالتغيير "إذا كان هناك احتمال للتنبؤ‬
‫بالتغيير الذي سيحصل ليس هناك فرصة للريح" وبالتالي فاملقاول يتلقى باملقابل عائدا التخاذ قرارات في ظل‬
‫ظروف عدم اليقين الحقيقي أو الالأكادة الحقيقية‪ .‬وعليه فالعائد املقاوالتي ناتج عن حقيقة أن النشاط‬
‫الفردي ال يمكن التنبؤ به والكفاءة املقاوالتية تبرز في قدرة الفرد على التعامل مع حالة عدم اليقين أو الالأكادة‬
‫الحقيقية‪.‬‬

‫سندرة سايبي‪ ،‬مقاربة نظرية حول تطور الفكر ْالقاولي‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ، 2013 ،‬ص ‪.204‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫‪4‬‬
‫‪.3.2‬املقاول حسب املدرسة النمساوية‪:‬‬

‫تعتبر جامعة فينا صاحبة الدور االساس ي في ظهور املدرسة النمساوية‪ ،‬أين ظهر بها نهج خاص في علم‬
‫االقتصاد في تسعينات القرن التاسع عشر‪ ،‬وكذا جهود مختلف االقتصاديين الذين يتبعون هذا املنهج في‬
‫مختلف أنحاء العالم‪ ،‬فهم يؤمنون بأن منبع األحداث والتغيرات االقتصادية هو قيم األفراد‪ ،‬سلوكاتهم‬
‫واختياراتهم‪ ،‬حيث تشكل أساسا للظواهر االقتصادية املختلفة كالطلب‪ ،‬العرض‪ ،‬مستويات األسعار‪،‬‬
‫املنافسة في األسواق ‪...‬الخ‪ ،‬ويمكن تصنيف أفكار املدرسة النمساوية وفق ثالث مراحل فكرية ضمن الفكر‬
‫االقتصادي‪:‬‬

‫املرحلة األولى‪ :‬بدأت املرحلة األولى للمدرسة النمساوية مع نشر کتاب" مبادئ علم االقتصاد"‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )1871‬لكارل منجر ‪ )1921-1840( Carl Manger‬الذي انتقد فيه األفكار االقتصادية السائدة وقتها في‬
‫املجتمع املتحدث باألملانية‪ ،‬وأيضا املفكر يوجين فون بوهم بافرك (‪Eugen Von Bohm- )1926-1851‬‬
‫‪ ،Bawwerk‬والذي طور فكر وتوجه كارل منجر الذاتي من خالل تطبيقه في موضوع الفائدة ورأس املال‪ ،‬وكذا‬
‫فريدريك فون فابرز (‪ Friedrich Von Wieser )1926-1851‬الذي تبنى نفس التوجه الفكري في تحليل‬
‫التكلفة التي تنبع من القيم والتفضيالت الذاتية الخاصة بمتخذي القرار والدور األساس ي للمقاولين في اختبار‬
‫مثل هذه القرارات والتفضيالت‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬كانت املرحلة الثانية من الفكر املقاوالتي بقيادة لودفيج فون ميزس (‪)1973-1881‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ Ludwig von mises‬وفريدريك فون هايك (‪ ،Friedrich Von Hayek )1922-1889‬الذي تحصل على جائزة‬
‫نوبل سنة ‪ ، 1975‬وقد قام كل من ميزس وهايك بعملية تعاون سنوات الثالثينات من القرن املاض ي‪ ،‬تهدف‬
‫هذه العملية إلى تفسير دورات االقتصاد خاصة ما تعلق بفترات االنتعاش والكساد الدورية التي تظهر كملمح‬
‫مستديم لالقتصاد والتجارة‪ ،‬أين فسرا تلك الدورات بأنها تنبع من التوجه نحو االئتمان املصرفي واعتماده‬
‫بشكل واسع في النشاط االقتصادي‪ ،‬حيث أن االقتراض الرخيص يشجع املقاولين على االستثمار أكثر في‬
‫النشاط اإلنتاجي‪ ،‬ويشجع املستهلكين على شراء املزيد من املنتجات املعروضة في األسواق‪ ،‬لكن عند غياب‬
‫املحفزات وأدوات التشجيع االئتمانية تظهر الحقيقة‪ ،‬ويجد املقاولون أنفسهم يقومون بانتاج منتجات غير‬
‫مرغوبة بشكل كبير‪ ،‬وليست ضرورية بالنسبة للمستهلكين‪ ،‬وبهذا تتعثر املصانع واملشاريع ويحتم على‬
‫االستثمارات املبالغ في طموحها وأهدافها بالزوال‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬جاءت املرحلة الثالثة من الفكر االقتصادي للمدرسة النمساوية من الواليات‬ ‫‪‬‬
‫املتحدة باألساس‪ ،‬ومن بين أبرز املفكرين في هذه املرحلة إسرائيل كيرزنر (‪ ، Israel Kirzner )1930‬والذي ركز‬
‫األهمية الكبرى للمقاوالتية في دفع التقدم والنمو االقتصادي‪ ،‬حيث أن النمساويين ملا يتحدثون عن‬
‫"املقاولين "أو"املضاربين" فإنهم ال يضعون في أذهانهم صورة الرأسماليين املتأنقين املتالعبين ‪.‬فبسبب‬
‫الغموض الحتمي بشأن املستقبل‪ ،‬هم يعتبرون كل األفعال مضاربة‪ ،.‬وأن كل شخص هو مقاول بشكل معين‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫نجاة شادلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.294-293‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫حيث يسعى الستخدام مهاراته وموارده الخاصة في اقتناص الفرص لتحقيق مکاسب مستقبال‪ ،‬وهذا املنطق‬
‫يتوافق حتى مع نشاط العمال الذين يلتحقون بدورات تدريبية بهدف تنويع وتحسين فرص عملهم‪ ،‬وكذلك ما‬
‫يقوم به مديروا األعمال الذين يبنون املصانع أو املساهمون الذين ينشطون في تجارة األوراق املالية‪.5‬‬

‫ويمكن تلخيص نظرة املدرسة النمساوية للمقاول في اآلتي ذكره‪:‬‬

‫يتخصص البعض في االقتصاد الحديث املتخصص في مهنة املقاوالتية مثلما يتخصص غيرهم في مهنهم كأطباء‬
‫أو مهندسين‪ ،‬حيث يرى كيرزنر أن املقاولين يجلبون لعملية السوق ليس فقط مهاراتهم االبتكارية والتنظيمية‪،‬‬
‫بل أيضا" يقظتهم"‪ ،‬فهم منتبهون على الدوام لفرص كسب الريح‪ ،‬واملواضع التي تظل فيها رغبات املستهلكين غير‬
‫مشبعة‪ ،‬أو املواضع التي يمكن فيها تقديم منتجات أفضل وأرخص لهم‪ ،‬كما يحافظون على تيقظهم الكتشاف‬
‫التغيرات في ظروف السوق‪ ،‬ويحاولون في الواقع التنبؤ بها‪ ،‬ويتحركون لتحقيق الربح منها قبل غيرهم األقل‬
‫تيقظا‪ ،‬قد تكون معلوماتهم أفضل من معلومات اآلخرين‪ ،‬ألن لهم تبصرا أفضل بأسواق معينة يجعلونها‬
‫موضوع اهتمامهم بالتخصص‪ ،‬وهو ما يمكنهم من إعطاء تخمينات أسرع وأدق عن الحالة املستقبلية للطلب ‪.‬‬
‫أو قد يفكرون على نحو مبتكر للعثور على طرق إنتاج منتجات أرخص أو تحسين املنتجات‪ ،‬أو العثور على‬
‫سبل جديدة بالكامل إلرضاء الجماهير‪ ،‬حين ينجحون ويحققون األرباح يشجع هذا األخرين‪ ،‬الذين هم أقل‬
‫تيقظا أو أقل امتالكا للمعلومات‪ ،‬على إتباع نهجهم ‪.‬وبهذه الصورة يساهمون في عملية تحسين متواصلة‬
‫للمستويات العامة للمعيشة‪.‬‬

‫ومجددا يمكن القول أن السوق كله يتكيف‪ ،‬ويوجه املوارد نحو فجوات القيم التي اكتشفها أكثر املقاولين‬
‫تيقظا ‪.‬ومع وجود املزيد من املنافسين املتصارعين على الفجوة نفسها في السوق‪ ،‬يصير جني األرباح أصعب‪ ،‬وفي‬
‫عملية ال نهائية من التيقظ‪ ،‬التخمين واالكتشاف‪ ،‬يستخدم املقاولون معارفهم ومهاراتهم الخاصة للبحث عن‬
‫مواضع جديدة يمكنهم فيها تحقيق الربح من خالل تقديم القيمة للمستهلكين‪ ،‬وبهذا يزيدون من رخاء‬
‫الجماهير‪ ،‬وألن وظيفة املقاولين مهمة للغاية في الحفاظ على مستوى املعيشة‪ ،‬بل تحسينه‪ ،‬ينادي كيرزنر بأنه‬
‫من املهم عدم كبحها‪ ،‬فالضوابط الحكومية‪ ،‬مثال‪ ،‬قد تمنع بعض اإلمكانيات التي قد يخرج بها املقاولون‬
‫ويمكنها أن تنفع اآلخرين‪ ،‬قد تتسبب الضرائب في جعل االبتكارات ال تستحق العناء املبذول فيها‪ ،‬كما أنها تقلل‬
‫من حافز االبتكار من خالل تقليص األرباح التي ال يجب نسيان أنها ليست أكثر من توقعات تكتنفها املخاطرة‬
‫وعدم اليقين‪.‬‬

‫‪.3‬املقاول في الفكرالحديث واملعاصر‪:‬‬

‫نتناول هنا إسهامات بعض مفكري التسيير في العودة املتجددة للمقاول‪ ،‬ودوره في الحياة االقتصادية بعد فترة‬
‫من الغياب املبرر؛ فمنذ بداية الثمانينات ( ‪ ) 1980‬للقرن العشرين عاد مفهوم املقاول ليحتل صدارة االهتمام‬

‫‪5‬‬
‫‪K. Bou Abdallah et A. Zouache, Entrepreneuriat et développement économique, les cahiers du‬‬
‫‪CREAD, Alger , n°73,2005 ,pp.16-17 .‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫لدى االقتصاديين‪ ،‬ذلك أن سنوات النمو االقتصادي كانت على العكس من ذلك تدفع إلى التركيز على الزوج‬
‫)مسير‪ ،‬مؤسسة كبر ى(‪ ،‬وبذلك صار املقاول‪ ،‬وكأنه بيروقراطي السوق‪ ،‬أو موظف رأس املال ‪Fonctionnaire‬‬
‫‪ ، du capital‬وأن عودة املقاول تظهر وكأنها نتيجة إلخفاقات املؤسسة الكبرى‪ ،‬والتي ينظر إليها على أنها جد‬
‫ثقيلة الستغالل التكنولوجيا التي صارت متاحة) إعالم آلي‪ ،‬آلية‪ ... ،‬الخ ( هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن‬

‫خلق مؤسسة ينظر إليه وكأنه وسيلة ملواجهة صعود معدالت البطالة‪ ،‬إذا هناك ظاهرتان رافقتا عودة املقاول‬
‫ينبغي اإلشارة إليهما‪:‬‬

‫‪ ‬إعادة تشكيل النظام الصناعي بفعل تطور التكنولوجيات؛‬


‫‪ ‬تحول الذهنيات " ‪ " - Les mentalities‬نحو تدعيم الفردانية ‪." L'individualisme‬‬

‫وانطالقا من هذا يمكن القول أن األزمة االقتصادية في بداية الثمانينات من القرن املاض ي قد أعطت حيوية‬
‫جديدة للمقاول الذي همش خالل فترة النمو االقتصادي مقارنة باملسير‪ ،‬والتكنوقراطيين‪ ،‬هذا املقاول اتخذ‬
‫من ظاهرة إنشاء املؤسسات الصغيرة خالل الثمانينات كمرجعية رئيسة إلعادة االعتبار له‪ ،‬فأصبح هو املالك‬
‫واملسير في نفس الوقت الوسائل اإلنتاج‪ .‬ولقد أشاد االقتصاديان األمريكيان الباحثان في مجال علوم التسيير‬
‫" ‪"G.GILDER‬و"‪ " P. DRUCKER .‬في بداية الثمانينات من القرن املاض ي باملقاول‪ ،‬ولكن وفق تصور مختلف‬
‫لكل منهما‪ ،‬وفيما يلي نستعرض أفكار بعض الباحثين في مجال املقاوالتية في العصر الحديث‪:‬‬

‫‪.1.3‬املقاول حسب فكرجيلدر" ‪: " GILDER . G‬‬

‫يرى جيلدر أن املقاول يعرف " القوانين الخفية" "‪ "Les lois caches‬للسوق‪ ،‬فهو في وضع صراع عادل‬
‫ومستمر مع الفقر من خالل خلقه ملناصب عمل جديدة‪ ،‬وخلقه للثروة؛ وربط جيلدر بين املقاول واملؤسسة‬
‫الصغيرة‪ ،‬حيث ويرى بأن الشخص املقاول هو مالك رأس املال في آن واحد‪ ،‬مسير‪ ،‬منظم‪ ،‬وفي أحيان أخرى‬
‫مهندس‪ ،‬يظهر وكأنه وسيط بين العامل والعالم" ‪ ، " Le savant‬ولكن هذا الربط بين املقاول وظاهرة‬
‫املؤسسات الصغيرة يقود إلى طرح تساؤل مهم‪ ،‬وهو‪ :‬هل هذه الظاهرة هي ناجمة عن عودة " روح املكبادرة‬
‫بتأسيس مؤسسات " بدافع االستقاللية‪ ،‬والقيم االجتماعية؟ أو هي بدافع تأثير الحاجة إلى منصب عمل‬
‫)عند فقدان الكبحث عنه(؟ بمعنى أخر هل بدافع حب املخاطرة الناجمة عن املاغامرة بإنشاء مؤسسة ؟ أم‬
‫بدافع مواجهة الحاجة للعمل يتم إن شاء مؤسسة؟‪ ،‬والجواب عن هذا التساؤل حسب بعض املفكرين ومن‬
‫بينهم ‪ GILDER‬أشاروا إلى أنه في الوقت الحالي يوجد العديد من حاملي الشهادات الجامعية الجدد يعتزمون‬
‫إنشاء مؤسسة‪ ،‬ويفضلون ذلك على تولي مناصب إطارات في مؤسسات كبيرة؛ وباملقابل أيضا يالحظون أن‬
‫وجود بعض القوانين والتشريعات املالئمة فيما يخص إنشاء املؤسسات الفردية في بعض الدول يثير اهتمام‬
‫األفراد الذين تم رفضهم في العديد من املرات من طرف مسؤولي بعض املؤسسات األخرى مما يشجعهم على‬
‫انشاء مؤسساتهم الخاصة‪.‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫‪.2.3‬املقاول حسب فكربيتردراكر" ‪: " P. DRUCKER‬‬

‫حسب فكر دراكر فإن املقاول ال يعمل ويهدف إلى انشاء املؤسسة الصغيرة فحسب‪ ،‬بل هو متواجد في كل‬
‫مكان‪ ،‬في املؤسسة الصغيرة والكبيرة‪ ،‬وفي اإلدارة‪ ،‬فاملقاول بالنسبة له يظهر في السلوك‪ ،‬ويجعل من التغيير‬
‫شعاره؛ وضمن هذا السياق يعطي " ‪" DRUCKER‬مالمح املقاول‪ ،‬والتي يشوبها عدم التعمق والدقة‪ ،‬فهو ليس‬
‫باملضارب‪ ،‬وال الرأسمالي‪ ،‬وال املستثمر‪ ،‬وال األجير ‪....‬الخ؛ انطالقا من هذه الصورة أليس من املمكن أن يعتبر‬
‫املقاول هو نوع من األعوان االقتصاديين غير املعروف بشكل صريح؟‪ ،‬وبالرغم من عدم الدقة هذه‪ ،‬فإن تصور‬
‫دراكر " ‪ "DRUCKER‬يقترب كثيرا من فكر شومبيتر " ‪ ، " SCHUMPETER‬كونه يؤكد على دور املقاول بصفته‬
‫"ثوري اقتصادي" الذي يجعل من التغيير معيارا عاديا لسلوكه؛ وعليه فعمل املقاول والفكر اإلبداعي متالزمان‬
‫بشكل دائم ومستمر؛ هذا الفكر اإلبداعي ينجم عنه خلق فرص جديدة وإعادة تشكيل للسواق؛ وبهذا الشكل‬
‫فإن املقاول في فكر " ‪ " GILDER‬و " ‪ " DRUCKER‬ال يتوفر إال على نقاط مشتركة قليلة مع التصور الحدي‪،‬‬
‫مثل التأكيد على أن املقاول ال يتحمل ضغط قوى السوق بالرغم من وجوده في محيط تنافس ي‪ ،‬أيضا أشار‬
‫دراكر " ‪ " DRUCKER‬إلى أنه يمكن أن نجد مقاولين في مؤسسات عمومية؛ أي بمعنى أن ضمان الوظيفة ال‬
‫يعتبر معيارا ذا أهمية في تحديد صفات املقاول ‪.‬كما جاء املفكر" ‪ " A. D. CHANDLER‬بفكرة أن املقاول هو‬
‫اليد املرئية " ‪ " La main visible‬للسوق‪ ،‬ألنه في سبيل تحقيق منفعته الشخصية يحقق املصلحة العامة عن‬
‫طريق خلقه للثروة‪ ،‬وتطوير املجتمع خاصة في مجاالت العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬

‫‪.3.3‬املقاول حسب فكر مارك كسون )‪: (Mark CASSON‬‬

‫أشار مارك كاسون إلى أنه ال توجد بعد أية نظریة تتناول بشكل دقيق ظاهرة املقاوالتية أو أعدت خصيصا‬
‫لتفسير هذه الظاهرة‪ ،‬أو حتى حددت تعريفا دقيقا للمقاول‪ ،‬فقد تم التخلي عن البحث في ھذا املجال من‬
‫طرف االقتصادیين لصالح علماء االجتماع وعلماء النفس واملختصين في العلوم السیاسیة‪ ،‬وزیادة على ذلك‬
‫نجد محاوالت نظریة تبحث في الفكر املقاوالتي بشكل صريح في كل مسار من مسارات العلوم اإلنسانية عدا‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬ویعود ذلك إلى فرضیتين رئیسیتين‪ ،‬حيث تستند الفرضية األولى إلى فكرة الحصول على‬
‫املعلومات املتبناة من العلوم االقتصادية املستقيمة الرأي‪ ،‬أي املدرسة النیوكالسیكیة للفكر االقتصادي‪،‬‬
‫حيث أن النموذج النیوكالسیكي افترض أن أي فرد يمكنه الحصول على املعلومات الالزمة التخاذ مختلف‬
‫القرارات‪ ،‬أما الفرضیة الثانية فتشير إلى أن اتخاذ القرار يعتبر تطبيقا ميكانيكيا بسيطا للقواعد والنماذج‬
‫الرياضية املثالية‪ ،‬وهو ما يبين عملية اتخاذ القرارات كعملية جد عادية‪ ,‬وال تميز أو تبين الدور الفريد للمقاول‬
‫في اتخاذ قرارات استثنائية‪ ،‬في حين نجد العكس في فكر وتوجه املدرسة االقتصادية النمساوية‪ ،‬والتي تنظر‬
‫للمقاول بنظرة أكثر جدية وموضوعية‪ ،‬حيث نجدها نظرة فلسفية تمنع كل النظريات التنبئية للمقاول فهي‬
‫ترى أنه إذا كان الفرد يملك معلومات مهمة من أجل اتخاذ قرار مرتبط بالتنبؤ بسلوكات املقاولين يجب أن‬
‫يتجنب هذه السيرورة النظرية حتى يكون ھو نفسه مقاوال‪ ،‬كما افترض بعض املنظرين أنه يمكن إعطاء رد‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫الفعل املتوقع على مستوى السلوك الذي يمكن أن يؤدي إلى تغليط التوقعات‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ال يمكن‬
‫تطبيق هذا التحليل إال بالنسبة للتوقعات بالنجاح‪ ,،‬وبهذا يكون من الصعب تطبيقه على التنبؤات بالفشل‪،‬‬
‫ويتمثل القصور اآلخر املرتبط بهذا التحليل في اعتماد القوانين االقتصادية على تحليل الظواهر في شكل‬
‫مجموعة واحدة ملجتمع يتكون من عدة أفراد‪ ،‬حيث من املمكن التنبؤ بسلوك مجموعة من األفراد املقاولين‪،‬‬
‫لكن قد يستحيل التنبؤ بسلوك كل فرد على حدى‪ ،‬وهو ما أدى إلى عدم معرفة أو عدم وضع وتحديد حواجز‬
‫الدخول إلى مهنة املقاول‪ .‬وركز كاسون على العوامل التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تحليل النظريات االقتصادية‪،‬‬


‫‪ ‬التنسيق‪،‬‬
‫‪ ‬املعلومات وتكلفتها‪.‬‬

‫وبالرغم من الثراء والزخم الفكري لكل هذه املدارس واملحاوالت واالجتهادات من قبل كبار املفكرين‬
‫االقتصاديين واالجتماعيين إال أنه ليس من السهولة بمكان ضبط وإدخال مكونات عقالنية في السلوك الخاص‬
‫باملقاول والذي يعتبر أكثر تعقيدا وتشعبا خاصة من النواحي الفكرية والشخصية‪ ،‬وهو ما يعبر عن أهم‬
‫االنتقادات التي أشار إليها االقتصاديون‪ ،‬حيث لم يصلوا إلى فكر دقيق للمقاول واملقاوالتية خاص بالعلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما لم يتمكنوا من ضبط علوم السلوك االقتصادية الخاصة باملقاول‪ ،‬لذلك نجد أن مارك‬
‫كاسون عاد إلى حدود ماهو قابل للقياس الكمي في العلوم االقتصادية‪ ،‬وهو بذلك يكون قد رفض وضع‬
‫النموذج الكمي وقبل النموذج الكيفي الذي وسع من مساحة العلوم االقتصادية في مجال املقاوالتیة‪ ،‬حيث‬
‫أشار إلى أن البحث في املقاوالتیة يتطلب إلى االهتمام بأفكار املدرسة السلوكية من أجل وضع إطار نظري‬
‫للفكر املقاوالتي‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.4.3‬املقاول حسب الفكرالسلوكي (املدرسة السلوكية)‪:‬‬

‫ركز ماك لیالند في دراسته على مسيري املؤسسات الكبيرة‪ ،‬وبالرغم من أن دراسته ترتبط إلى حد بعيد‬
‫باملقاوالتیة فإن كتاباته ال توضح أي عالقة بين الرغبة في تحقيق الذات وإنشاء مؤسسات خاصة‪ ،‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أن ماك ليالند أشار إلى وجود نوع من الرغبة امللحة في تملك السلطة كصفة من صفات املقاول‪،‬‬
‫رغم أنه لم يمنحها نفس الوزن مثل باقي الصفات األخرى‪ ،‬وظهرت العديد من البحوث التي اهتمت بدراسة‬
‫الرغبة في تحقيق الذات‪. ،‬ولكن لم تتوصل إلى نتائج حقيقية يمكنها ترجمة العالقة بين تحقيق الذات ونجاح‬
‫املقاول‪ ،‬في املقابل ھناك من وجد أن الرغبة في تحقيق الذات غير كافية إلنشاء مؤسسة خاصة‪ ،‬واعتبر‬
‫البعض اآلخر من املفكرين أن هدف تحقيق الذات لوحده يمكن أن يؤدي بالفرد إلى إنشاء مؤسسته الخاصة‪،‬‬
‫حيث أن تیمون )‪ (Timmons‬قد اكتشف أن األفراد الذين تلقوا سلسلة من البرامج التكوينية الهادفة إلى‬
‫تنمية الرغبة في تحقيق الذات قاموا بإنشاء مؤسسات بنسبة أكبر من األفراد الذين لم يتلقوا سلسلة البرامج‬

‫‪6‬‬
‫سندرة صايبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.218 ،217‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪..........................................‬المحور األول مدخل عام للفكر المقاوالتي‬

‫التكوينية‪ ،‬وقد الحظ غاس )‪ (Gasse‬اقتصار ماك لیالند ألبحاثه وحصرها فقط على مستوى القطاعات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتعتبر هذه املالحظة جد واقعية ألن الرغبة في تحقيق الذات تظهر تتبع القيمواملمارسات السائدة‬
‫‪7‬‬
‫في مجتمع معين‪.‬‬

‫كما أشار بروخو )‪ (Brockhaus‬إلى أن الرابط الذي يجمع بين املؤسسات الصغيرة والرغبة في تحقيق الذات‬
‫يعتبر عامال قويا جدا رغم أنه ال يعتبر العامل الوحيد في إنشاء املؤسسات‪ ،‬لكن في املقابل ماك لیالند يؤكد‬
‫على أن اإلنسان منتوج اجتماعي‪ ،‬وهو ما يجعلنا نسلم بفرضية بأن األفراد يحاولون إعادة تشكيل نماذجهم‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬ووفق هذا املنطق‪ ،‬يتم شرح دور النموذج في ظل عدة حاالت التخاذ قرار إنشاء املؤسسة‬
‫الخاصة‪ ،‬ويمكننا أيضا القول بأن األمور متكافئة‪ ،‬فكلما زاد عدد املقاولين في مجتمع ما كلما زاد عدد نماذج‬
‫املقاولين‪ ،‬مما يؤدي بدوره إلى زيادة عدد األفراد الذين يقومون بمحاكاة هذه النماذج‪ ،‬أي اختيار النهج‬
‫املقاوالتي كمسار منهي‪.‬‬

‫من خالل ما تم تناوله في هذا املحور يمكن القول أن ظاهرة املقاوالتية كممارسات ميدانية عرفتها املجتمعات‬
‫قديما أين كان ال يفرق بينها وبين أي نشاط تجاري‪ ،‬حيث ارتبط ظهورها بظهور نشاطات التجارة املختلفة‬
‫خاصة ما تعلق باملخاطرة واملغامرة من طرف التجار‪ ،‬ثم بدأ مفهوم املقاوالتية بأخذ خاص ضمن النشاط‬
‫التجاري العام‪ ،‬أين تم تحديد مواصفات خاصة للنشاط املقاوالتي تميزه عن النشاط التجاري العادي‪ ،‬وأخذ‬
‫هذا املفهوم في التطور والدقة والتعمق من طرف مختلف الباحثين في العلوم االجتماعية واالقتصادية‬
‫والسياسية حتى أخذ أبعاد إضافية تتعلق بجوانب شخصية للمقاول وصفات مميزة للمقاول عن التاجر‪ ،‬ليتم‬
‫التوصل مؤخرا إلى ربط املمارسات املقاوالتية باالبداع واالبتكار‪ ،‬وذلك من خالل اشتراط االبداع واالبتكار في‬
‫نشاطات املقاول واملشاريع املقاوالتية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪I. Danjou , l’entrepreneuriat : un champ fretile à la recherche de son untié Revu française de gestion,‬‬
‫‪vol .28 n°138 ,avril\ juin 2002 , page. 112.‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫‪ .1‬مفهوم املقاوالتیة‪ :‬هناك العديد من التعاريف التي تناولت مصطلح املقاوالتیة ومعانيه في شتى‬
‫املجاالت البحثية نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف‪ )1924-1923( Marcel Mauss" :‬حيث عرفها على أنها" الفعل الذي يقوم به املقاول والذي‬
‫ينفذ في سياقات مختلفة وبأشكال متنوعة‪ ،‬فيمكن أن يكون عبارة عن إنشاء مؤسسة جديدة بشكل‬
‫قانوني‪ ،‬كما يمكن أن يكون عبارة عن تطوير مؤسسة قائمة بذاتها‪ .‬إذ أنها عمل اجتماعي بحت‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬تعريف‪ "Beranger" :‬حيث يرى أن املقاوالتیة يمكن أن تعرف بطرقتين‪:‬‬
‫‪-‬على أساس أنها نشاط‪ :‬أو مجموعة من األنشطة والسيرورات تدمج إنشاء وتنمية مؤسسة أو بشكل‬
‫أشمل إنشاء نشاط‪.‬‬
‫‪-‬على أساس أنها تخصص جامعي‪ :‬أي علم يوضح املحيط وسيرورة خلق ثروة وتكوين اجتماعي من‬
‫خالل مجابهة خطر بشكل فردي‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف‪ Robert Hisrih :‬الذي عرف املقاوالتیة على أنها "‪ :‬السيرورة التي تهدف إلى إنتاج منتج جديد‬
‫ذو قيمة‪ ،‬أو تحسين منتج موجود سابقا‪ ،‬وذلك بإعطاء الوقت والجهد الالزمين‪ ،‬مع االستعداد‬
‫لتحمل املخاطر الناجمة عن ذلك بمختلف أنواعها ) مالية‪ ،‬مادية‪ ،‬نفسية‪ ،‬اجتماعية ‪...‬الخ(‪ ،‬وفي‬
‫املقابل يتم تحقيق إشباع مادي ومعنوي‪."2‬‬
‫‪ ‬تعريف ‪ :Damours et Gassa‬حيث توصال في بحثهما حول تعريف ظاهرة املقاوالتية إلى أنها‪" :‬عبارة‬
‫عن تواصل بين املقاول ومؤسسة محركة من طرفه والتي ميزها بثالث أبعاد معرفي‪ ،‬تنسيقي‪ ،‬وهيكلي‪،‬‬
‫فالبعد املعرفي هو نتيجة رؤية مقاوالتية عند الشخص املقاول والتي تتميز بالفكر االستراتيجي‪ ،‬في‬
‫حين يتمثل البعد التنسيقي الناتج عن الفعل املقاوالتي والذي يقود املقاول للتموضع الجيد مقارنة‬
‫بالعديد من املتعاملين في السوق‪ ،‬أما البعد الهيكلي الذي يهتم باإلدماج املقاوالتي فإنه يضع املقاول‬
‫ومؤسسته في ارتباط وطيد وتحديد ما هو مستوى التأثير الذي ينتج عن هذا االرتباط من خالل نجاح‬
‫‪3‬‬
‫املقاول ونمو املؤسسة‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن القول بأن املقاوالتية تعبر عن األنشطة والعمليات االقتصادية‬
‫واالجتماعية التي يمارسها املقاول‪ ،‬بهدف إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬أو تطوير مؤسسة قائمة في إطار القانون‬
‫السائد‪ ،‬وذلك من أجل خلق وزيادة الثروة‪ ،‬عن طريق األخذ باملبادرة‪ ،‬ومواجهة املخاطرة بشتى أنواعها‬
‫ومستوياتها‪ ،‬والتعرف على فرص األعمال واستغاللها بطريقة جيدة‪ ،‬ومتابعتها وتجسيدها على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫توفيق خذاري وحسين بن الطاهر‪ ،‬المقاولة كخيار فعال لنجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية " المسارات والمحددات"‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة في إطار الملتقى الدولي حول واقع وآفاق النظام المحاسبي المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجا رية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حمة لخضر الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 05 - 06‬ماي ‪ ، 2013‬ص‪. 05‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد لمين علون ووسيلة السبتي‪ ،‬المقاوالتية بين الفكرة وعوامل النجاح‪ ،‬مجلة النمو االقتصادي وريادة األعمال‪ ،‬مخبر دراسات التنمية‬
‫المكانية وريادة األعمال‪ ،‬المجلد ‪ 2‬العدد ‪ ،2019 ،1‬ص‪.4‬‬
‫‪3‬‬
‫خزار حليمة‪ ،‬آليات الدعم والمرافقة للمقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجلة قانون العمل والتشغيل‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،02‬جامعة مستغانم‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2019‬ص ‪.199‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫وهناك تداخل بين مفهوم املقاوالتية وإنشاء املؤسسات‪ ،‬حيث نالحظ بعض نقاط التشابه ونقاط االختالف‬
‫يمكن أن نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أوجه التشابه‪:‬‬

‫‪ -‬كالهما يهدف إلى إنشاء مؤسسة وفق األشكال القانونية للمؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬كالهما يضع في الحسبان مستوى معين من املخاطرة‪.‬‬

‫‪ -‬يهدف كل من املقاول ومنش ئ املؤسسة إلى تحقيق أرباح من وراء إنشائهما للمؤسسات ‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن أن تتحول املؤسسة املقاوالتیة مؤسسة نمطية إذا قلدت منتجاتها بشكل واسع‪ ،‬وعدم اعتماد االبداع‬
‫واالبتكار في نشاط املؤسسة املقاوالتية يصنفها ضمن خانة نشاط إنشاء املؤسسات‪.‬‬

‫‪ ‬أوجه االختالف ‪:‬‬

‫‪ -‬تتميز املقاوالتیة بأنها إنشاء مؤسسة غير نمطية‪ ،‬فهي تعتمد اإلبداع واالبتكار والبحث عن خلق الفرص‬
‫واستغاللها بشكل يختلف عن املمارسات التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع مستويات املخاطرة في املؤسسات املقاوالتیة كونها تعتمد االبتكار في املنتجات وأساليب االنتاج وطرح‬
‫منتجات وخدمات جديدة في السوق‪ ،‬ويصاحب هذه املخاطرة توقع عوائد مالية مرتفعة في حالة قبول‬
‫املنتجات والخدمات في السوق‪.‬‬

‫‪ -‬الحصول على أرباح احتكارية غير اعتيادية ناتجة عن التميز في املنتجات والخدمات من خالل حقوق االبتكار‬
‫‪4‬‬
‫مقارنة باملؤسسات النمطية التي تطرح منتجات عادية‪.‬‬

‫‪ -‬املؤسسات املقاوالتیة تكون في غالب األحيان مؤسسات فردية‪ ،‬مقارنة باملؤسسات العادية التي يمكن إنشاؤها‬
‫من طرف مجموعة من الشركاء‪ ،‬وهو ما يمكن املقاول من اعتماد أسلوب التسيير املباشر واملستقل بدل‬
‫أسلوب التسيير املعتمد على مجلس لإلدارة‪ ،‬وهو ما يسمح له بتجسيد أفكاره على أرض الواقع وبكل حرية‪.‬‬

‫‪ .2‬مفهوم املقاوالتية وفق املقاربات الحديثة‪:‬‬


‫‪ ‬املقاوالتیة ظاهرة تنظيمية‪ :‬اعتبر رواد هذا االتجاه املقاوالتیة على أنها إيجاد منظمة أو مؤسسة‬
‫جديدة‪ ،‬وأشهر رواده ويليام كرتنر ‪ William Gartner‬سنة ‪ 1988‬حيث يعتبر أن "املقاوالتیة هي‬
‫عملية إنشاء منظمة جديدة‪ ،‬فحسب هذا االتجاه تشمل املقاوالتیة مجموع األعمال التي يقوم من‬
‫خاللها املقاول بتجنيد وتنسيق املوارد املختلفة من معلومات موارد مالية وبشرية‪ ، ....،‬وذلك من أجل‬

‫‪4‬‬
‫‪Michel Coster, Entrepreneur et entrepreneuriat, Actes de la Journée du 06 Juin 2002. Organisées par‬‬
‫‪E M Lyon, Eclly Cadres et Entrepreneuriat, Mythes et Réalités, Les Cahier de Cadres 2003.3‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫تجسيد فكرة في شكل مشروع مهيكل وأن يكون قادرا على التحكم في تغيير طريقة النشاط ومسايرته‬
‫ألنشطة مقاوالتية جديدة"‪ ،‬ويرى أالن فايول أن التعاريف السابقة لم تتناول ما تطرق إليه التعريف‬
‫الذي جاء به ويليام كارتنر مع بداية التسعينات من القرن املاض ي‪ ،‬حيث يرى نموذج املقاوالتیة يتكون‬
‫من مجموعة األنشطة التي تسمح بإنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬البحث عن الفرص‪.‬‬

‫‪-‬تجميع املوارد‬

‫‪-‬تصميم املنتج موضوع الفكرة‪.‬‬

‫‪-‬إنتاج املنتج‪.‬‬

‫‪-‬تحمل املسؤولية اتجاه االقتصاد واألفراد‪.‬‬

‫كما عرف دولنق )‪ ) Dolling‬سنة ‪ 1995‬املقاوالتیة بأنها " عملية خلق منظمة اقتصادية مبدعة من أجل‬
‫تحقيق الربح أو النمو تحت ظروف املخاطرة وعدم التأكد واالستفادة من فرص جديدة عامة‪" .‬‬

‫‪ ‬املقاوالتیة استغالل للفرص‪ :‬مع مطلع التسعينيات من القرن العشرين ظهر تعريف املقاوالتیة على‬
‫أنها سيرورة تحويل الفرص إلى انطالق األعمال‪ " ،‬فاملقاوالتية كمجال بحث‪ ،‬يتمثل البحث عن فهم‬
‫كيف يتم اكتشاف الفرص إلنتاج مواد وخدمات ال توجد حاليا ويتم تحقيقها واستغاللها؟ ومن طرف‬
‫من؟ وما هي آثار ذلك؟‪ ".‬وأهم رواد هذا االتجاه ‪ Shane‬و ‪ Venkatarman‬سنة ‪ 2000‬حيث عرفا‬
‫املقاوالتیة بأنها " العملية التي يتم من خاللها اكتشاف وتثمين الفرص التي تسمح بخلق منتجات‬
‫وخدمات مستقبلية"‪.‬‬
‫كما عرف ‪ Venkatarman‬سنة ‪ 1997‬املقاوالتیة على أنها حقل أكاديمي يسعى لفهم كيف تنبثق‬
‫وتظهر الفرص التي تؤدي إلى خلق مؤسسة أو مشروع جديد أو سلع وخدمات يتم اكتشافها وابتكارها‬
‫بواسطة مجموعة من األشخاص املقاولين‪.‬‬
‫تعريف الفرصة ‪ :‬حسب ‪ Casson‬الفرصة تعبر عن الحاالت والظروف املواتية التي تسمح بتقديم‬
‫منتجات‪ ،‬خدمات ومواد أولية جديدة‪ ،‬باإلضافة أيضا إلى إدخال طرق جديدة في االنتاج والتنظيم‪،‬‬
‫وبيعها بسعر أعلى من تكلفة اإلنتاج‪ ،‬عن طريق املقاول الذي يتصف بالقدرة على اكتشاف املوارد غير‬
‫املثمنة‪ ،‬والتي يقوم بشرائها ويعمل على تنظيمها لبيعها على شكل سلع وخدمات مثمنة‪ ،‬ويرى أن‬
‫إدراك املقاول لهذه الفرص يولد لدية تصور مقاوالتي إلنشاء مؤسسة بغرض استغالل الفرصة‪.‬‬
‫‪ ‬املقاوالتیة من منظور خلق القيمة‪ :‬قدم ‪ Morin‬تعريفا يندرج ضمن ديناميكية للتغيير وفق‬
‫منظورين هما‪:‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫‪-‬املنظور األول‪ :‬ينطلق من الفرد ويعتبره الشرط األساس ي في خلق القيم فهو العامل الرئيس ي في الثنائية إذ‬
‫يقوم بتحديد طرق اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي املقاول هو ذلك الشخص أو املجموعة في صدد خلق قيمة كإنشاء مؤسسة‬
‫جديدة‪ ،‬ولواله ملا تحققت هذه القيمة‪.‬‬

‫‪-‬املنظور الثاني‪ :‬يعتبر أن خلق القيمة من خالل املؤسسة التي أنشأها هذا الفرد‪ ،‬تؤدي إلى جعل هذا األخير‬
‫مرتبطا باملشروع املقاوالتي لدرجة أنه يصبح معرفا به‪ ،‬وتحتل القيمة مكانة كبير في حياته‪ ،‬إذ تدفع املقاول‬
‫لتعلم أشياء جديدة‪ ،‬وهي قادرة على تغيير صفاته وقيمه‪ ،‬فعند قيام الفرد بإنشاء مؤسسة أو تقديم ابتكار‬
‫فإنه يصبح ملزما باملشروع الذي أقامه‪ ،‬أما عن القيمة املقدمة فهي تتمثل في مجموع النتائج التقنية‪ ،‬املالية‬
‫والشخصية التي تقدمها املؤسسة والتي تولد رضا املقاول واألطراف التي تتعامل معه والفاعلة‪.‬‬

‫لقد تطور مفهوم املقاوالتیة وأصبحت تأخذ أكثر من صورة‪ ،‬حيث يرى ‪ Alain Fayolle‬أن هذه الظاهرة يمكن‬
‫أن تأخذ األشكال التالية‪:‬‬

‫‪-‬إنشاء مؤسسة أو نشاط من طرف أفراد مستقلين أو من طرف مؤسسات‪.‬‬

‫‪-‬استعادة نشاط أو مؤسسة‪ ،‬تكون في وضع جيد( سليمة )أو تواجه صعوبات من طرف أفراد مستقلين أو من‬
‫طرف مؤسسات‪.‬‬

‫‪-‬تطوير وإدارة بعض املشاريع (الواقعة في خطر أو تواجه مخاطر كبيرة) في املؤسسات‪.‬‬

‫‪-‬القيام بتسيير بعض الوظائف أو املسؤوليات داخل املؤسسات‪.‬‬

‫‪ ‬املقاوالتیة من منظور االبتكار‪ :‬بالنسبة لبعض االقتصاديين يعتبرون أن املقاوالتیة هي حلقة ضائعة‬
‫بين الفكرة وتجسيد الفكرة‪ ،‬فقد ركز شومبيتر من خالل نظريته " التفكيك الخالق "على دور‬
‫االبتكار في العملية املقاوالتیة‪ ،‬رغم أنه ال يوجد إجماع حول مفهومه‪ ،‬إال أن هناك مفهوم ضيق‬
‫ومفهوم واسع لالبتكار ‪ ،‬فاملفهوم الضيق يعرف االبتكار على أنه مرتبط بالجوانب التكنولوجية‪،‬‬
‫والعيب في هذا املنظور هو تضييق صور ونماذج املقاوالتیة‪ ،‬ألن القليل من املقاولين يمكنهم ربطهم‬
‫بهذا التعريف الضيق لالبتكار‪.‬‬
‫‪ .3‬املقاول‪ ،‬صفاته ومهاراته‪:‬‬
‫‪ ‬مفهوم املقاول‪:‬‬

‫كما تناولنا في محور تطور الفكر املقاوالتي الذي تبين من خالله أن مفهوم املقاول ظهر قديما وتطور مع مرور‬
‫الزمن‪ ،‬ففي فرنسا وخالل العصور الوسطى كانت كلمة املقاول )‪ (Entrepreneur‬واستعملت الكلمة أول مرة في‬
‫القرن السادس عشر بفرنسا‪ ،‬وتعني الشخص الذي يشرف على مسؤولية ويتحمل أعباء مجموعة من األفراد‪،‬‬
‫ثم أصبح يعني الفرد الجريء الذي يسعى من أجل تحمل مخاطر اقتصادية‪ ،‬وتعني أيضا الشخص الذي التزم‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫أو باشر ‪ ،‬أو تعهد‪ .‬كما استعمل نفس املصطلح في اللغة االنجليزية توحيدا للمعنى وقد تناول القاموس العام‬
‫للتجارة الذي نشر في فرنسا بباريس سنة ‪ 1723‬مصطلح املقاول وفق الكلمتين ‪(entreprendre et :‬‬
‫)‪entrepreneur‬أين تم تعريفه كما يلي‪:‬‬

‫‪ :Entreprendrez‬وتعني تحمل مسؤولية عمل معين أو نشاط معين‪ ،‬أو مشروع أو صناعة…إلخ‪.‬‬

‫‪ :Entrepreneur‬ومعناها الشخص الذي يباشر عمال‪ ،‬نشاطا‪ ،‬أو مشروعا ما‪.‬‬

‫وعرفه ‪ )1803( SayJ.B‬الذي يعتبر من أوائل املنظرين لهذا املفهوم خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر‬
‫على أنه الفرد الذي يتجه إلى أنشطة املضاربة‪ ،‬حيث اعتبر املقاول الشخص املبدع الذي يقوم بجمع وتنظيم‬
‫‪5‬‬
‫وسائل اإلنتاج‪ ،‬بهدف خلق منفعة جديدة‪ ،‬كما يتميز بالقدرة على إدارة أموال املشروع واتخاذ القرار املناسب‪.‬‬

‫كما عرف شومبتر املقاول (‪ )1950‬بأنه ذلك الشخص الذي لديه اإلرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو‬
‫اختراع جديد إلى ابتكار ‪ ،‬حيث استعمل مصطلح "التفكيك أو التدمير الخالق" في ظل النظام الرأسمالي‪،‬‬
‫وبالتالي فبوجود قوى الريادة "التفكيك أو التدمير الخالق" في األسواق والصناعات املختلفة تنشأ منتجات‬
‫ونماذج عمل جديدة‪ ،‬وبالتالي فإن الرياديين يساعدون ويقودون التطور الصناعي والنمو االقتصادي على املدى‬
‫الطويل‪ .‬كما فسر انتقال االقتصاد الرأسمالي من حالة ثبات إلى حالة ديناميكية بظهور نشاط غير مسبوق‬
‫ملقاولين مبدعين‪.‬‬

‫وحسب كل من "‪ ،Marchesney" "Julien‬فاملقاول هو الذي يتكفل بحمل مجموعة من الخصائص األساسية‪:‬‬
‫"يتخيل الجديد ولديه ثقة كبيرة في نفسه‪ ،‬املتحمس والصلب الذي يحب حل املشاكل ويحب التسيير‪ ،‬الذي‬
‫يصارع الروتين ويرفض املصاعب والعقبات وهو الذي يخلق معلومة هامة"‪ ،‬غير أن املقاول ليس بالشخص‬
‫الخيالي‪ ،‬وإنما هو عبارة عن شخصية تتصرف بمفردها وبشكل مستقل "مقاوم‪ ،‬متمرد ومبدع" ‪.‬‬

‫وعرف كونتيلون في القرن " ‪18‬م" املقاول على أنه الشخص الذي يتوقع‪ ،‬يواجه ويتحمل املخاطر ويتولى‬
‫مسؤولية تمويل رأس املال‪.‬‬

‫أما دراكر سنة ‪1964‬م فقد أعطى تعريفا موسعا‪ ،‬وعرف املقاول على أنه الشخص الذي يبحث عن الفرص‬
‫ويعمل على تعظيمها واستغاللها بالشكل املناسب‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫كما قدم ‪ Petit Robert‬ثالثة تعاريف ملصطلح املقاول كما يلي‪:‬‬

‫تعريف أول ‪ :‬متوافق تماما مع تعريف القاموس الفرنس ي املذكور سابقا‪.‬‬

‫تعريف ثاني ‪ :‬يقول بأن املقاول هو الفرد املكلف بتنفيذ عمل معين‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Brahim allali, vers une théorie de l'entrepreneuriat, cahier de recherche N17, ISKAE‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Brahim allali, vers une théorie de l'entrepreneuriat, cahier de recherche N17, ISKAE‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫تعريف ثالث ‪ :‬يقول بأن املقاول هو كل فرد يدير مؤسسة لحسابه الخاص‪ ،‬ويمزج ويستخدم مختلف عوامل‬
‫اإلنتاج بهدف إنتاج وبيع سلع أو خدمات‪.‬‬

‫من خالل ما تم عرضه من تعاريف يمكن القول بأن املقاول هو الشخص الذي يملك اإلرادة والقدرة على‬
‫إيجاد أفكار جديدة وتطبيقها على أرض الو اقع‪ ،‬أو تحويل مختلف االبداعات إلى ابتكارات يجسدها على‬
‫ارض الو اقع ويواجه ويتحمل املخاطر‪ ،‬اعتمادا على قدراته الشخصية وامكانياته املادية بهدف تحقيق‬
‫عوائد مالية‪ ،‬وبهذا فهو يساهم في دفع عجلة النمو والتطورالتطوراالقتصادي‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص املقاول‪ :‬يتميز املقال عن غيره من التجار أو األفراد أو األعوان االقتصاديين بمجموعة من‬
‫الخصائص نوجزها في اآلتي‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ‬الخصائص الشخصية‪:‬‬

‫‪-‬الطاقة الحركية ‪ :‬أمر ضروري ال يمكن االستغناء عنه ألن عملية إنشاء مؤسسة تتطلب بذل جهد البأس به‬
‫وتهيئة الوقت والطاقة الالزمة للقيام باألعمال‪.‬‬

‫‪-‬القدرة على احتواء الوقت وتنظيمه ‪ :‬من الضروري لصاحب الفكرة أو املشروع القيام بمجموعة من األعمال‬
‫في الوقت الحاضر‪ ،‬والتي يكون لها تأثير في املستقبل ‪.‬فال يمكن أن نتصور نجاح املشروع دون التفكير في‬
‫املستقبل وتحديد الرؤية على املدى املتوسط والطويل‪.‬‬

‫‪-‬القدرة على حل مختلف املشاكل‪ :‬املقاول شخص مخاطر‪ ،‬يتوقع الوقوع في مشاكل ترتبط بنشاطه‬
‫االقتصادي الذي يواجه مستويات عالية من املخاطر‪ ،‬لذلك فهو يملك القدرة على معالجة مختلف التهديدات‬
‫التي تواجهه‪ ،‬كما يرفع التحدي لتحقيق األهداف الصعبة باستخدام امكانياته املادية وقدراته الشخصية‪.‬‬

‫‪-‬التجديد واإلبداع‪ :‬تعتبر هذه الخاصية من أهم ما يميز املقاول عن التاجر أو منش ئ املؤسسة كون التجديد‬
‫والتطوير عن طريق اإلبداع يساهم في خلق منتجات أو خدمات جديدة تلبي حاجات املجتمع وتعود على املقاول‬
‫بأرباح احتكارية‪ ،‬لذلك يسعى املقاول دائما إلى االبداع في نشاطه حتى يستمر العمل املقاوالتي في النجاح‪.‬‬

‫‪-‬االستعداد وامليل نحو املخاطر ‪ :‬ينبغي على املقاول أن يتسم بقدرات خاصة على توقع املخاطر والعمل على‬
‫مواجهتها لتحقيق أهدافه‪ ،‬كما أن أهم ما يجب أن يتمتع املقاول هو الشجاعة والصبر على العمل الشاق‬
‫وانتهاز الفرص السانحة دون كلل أو ملل‪ ،‬كما أن هناك مجموعة منها الرغبة في النجاح‪ ،‬االستعداد الطوعي‬
‫للعمل ساعات طويلة كما يجب أن يتميز باملنهجية والنظام‪.8‬‬

‫‪7‬‬
‫شافية شاوي‪ ،‬المقاوالتية ودورها في تفعيل حركة القطاع السياحي في الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة قالمة للعلوم االجتماعية واالنسانية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2016 ،14‬ص ص ‪.52-50‬‬
‫‪8‬‬
‫اسماعيل حجازي وآخرون‪ ،‬السمات الشخصية للمقاول كأهم العوامل المؤثرة على اكتشاف الفرصة المقاوالتية‪ ،‬مجلة االمتياز‬
‫لبحوث االقتصاد واالدارة‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.54‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫كما أن هناك صفات أخرى يجب أن يتمتع بها املقاول‪ ،‬ويمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الثقة بالنفس‪.‬‬

‫‪ -‬االندفاع للعمل‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام‪.‬‬

‫‪-‬التفاؤل وتقبل الفشل‪,‬‬

‫‪ ‬الخصائص السلوكية ‪ :‬يمتلك املقاول نوعين من املهارات السلوكية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬املهارات التفاعلية ‪ :‬وتتمثل هذه املهارات اإلنسانية من حيث بناء وتكوين عالقات إنسانية بين العاملين‬
‫واإلدارة واملشرفين على األنشطة والعملية اإلنتاجية‪ ،‬والسعي إليجاد بيئة عمل تفاعلية تستند إلى التقدير‬
‫واالحترام واملشاركة في حل املشكالت وتنمية اإلبداع وإقامة قنوات‬

‫اتصال فعالة وهذه املهارات توفر األجواء لتحسين األداء‪.‬‬

‫‪-‬املهارات التكاملية ‪ :‬يجب أن يسعى املقاول باستمرار إلى تنمية مهارا م التكاملية بين العاملين‪ ،‬حيث تصبح‬
‫املؤسسة أو املشروع وكأنه خلية عمل متكاملة وتضمن إنسانية األعمال والفعاليات بين الوحدات‪.‬‬

‫‪-‬الخصائص اإلدارية ‪ :‬وتتمثل هذه الخصائص فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬املهارات اإلنسانية ‪ :‬وتتمثل في املهارات الخاصة بالتعامل اإلنساني والتركيز على إنسانية العاملين‪ ،‬ظروفهم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية وتهيئة األجواء الخاصة بتقدير واحترام الذات فضال عن اح ترام الذات واملشاعر‬
‫اإلنسانية والكيفية التي يتم فيها استثمار الطاقات من خالل بناء بيئة أعمال ترتكز على الجانب السلوكي‬
‫واإلنساني مما ينعكس على أداء املشروع‪.‬‬

‫‪-‬املهارات الفكرية ‪ :‬تتطلب إدارة املشروعات مجموعة املهارات الفكرية وامتالك املعارف والجوانب العلمية‬
‫والتخطيطية والرؤيا إلدارة مشروعه والقدرة على تحديد السياقات والنظم وصياغة األهداف على أسس‬
‫رشيدة وعقالنية‪.‬‬

‫‪-‬املهارات التحليلية ‪ :‬وتهتم بتفسير العالقات بين العوامل واملتغيرات املؤثرة حاليا ومستقبليا على أداء املشروع‬
‫وتحليل األسباب وتحديد عناصر القوة والضعف الخاصة بالبيئة الداخلية للمشروع‪ ،‬والتهديدات املحيطة‬
‫باملشروع في البيئة الخارجية‪ ،‬وتحديد ذلك على املركز التنافس ي للمؤسسة‪ ،‬وكذلك تحليل سلوكيات املنافسين‬
‫وتصوراتهم املستقبلية وسلوكيات املستهلكين وأثر ذلك على الحصة السوقية للمشروع‪.‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫‪-‬املهارات الفنية ‪ :‬تتمثل في املهارات األدائية ومعرفة طبيعة العالقات بين املراحل اإلنتاجية واملهارات‬
‫التصميمية للسلع ومعرفة كيفية أداء األعمال خاصة ما يتعلق بتصميم املنتج وكيفية تحسين أدائه وكل ما‬
‫يرتبط بالجوانب الفنية والتشغيلية ومعرفة كيفية تركيب األجزاء وصيانة بعض املعدات‪.‬‬

‫‪ ‬سلوكيات املقاول ‪ :‬هناك مجموعة من السلوكيات التي يتمتع بها املقاول الناجح يمكن تلخيصها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬البحث عن مصادر الفرص‪.‬‬

‫‪-‬أخذ املبادرات‪.‬‬

‫‪-‬السعي لحل املشكالت واالبداع‪.‬‬

‫‪-‬إمكانية اإلدارة الناجحة مع الحكم الذاتي‪.‬‬

‫‪-‬تحمل املسؤولية‪.‬‬

‫‪-‬السعي لتجميع املوارد والجهور من أجل استثمارها‪.‬‬

‫‪-‬أخذ املخاطر املحسوبة‪.‬‬

‫وقد تعددت املقاربات التي تناولت املقاول من عدة جوانب‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫*املقاربة الوظيفية‪ :‬هذه املقاربة التي يمثلها "‪ Shumpeter‬وهو األب الحقيقي للحقل املقاوالتي من خالل‬
‫نظريته" التطور االقتصادي"‪ ،‬هذا األخير اعتبر املقاول شخصية محورية في التنمية االقتصادية‪ ،‬يتحمل‬
‫مخاطر من أجل اإلبداع‪ ،‬وخاصة خلق طرق إنتاج جديدة‪.‬‬

‫*املقاربة التي ترتكز على الفرد الهادف إلى إنتاج املعرفة‪ :‬والتي ترتكز على الخصائص البسيكولوجية للمقاول‬
‫مثل الصفات الشخصية والدوافع والسلوك باإلضافة إلى أصولهم ومساراتهم االجتماعية وقد سلط ‪weber‬‬
‫الضوء على أهمية نظام القيم ودورها في إضفاء الشرعية وتشجيع أنشطة املقاوالتیة كشرط ال غنى عنه‬
‫للتطور الرأسمالي‪.‬‬

‫* املقاربة العملياتية أو التشغيلية‪ :‬والتي أظهرت القيود املفروضة على املقاربة السابقة‪ ،‬واقترحت على‬
‫‪9‬‬
‫الباحثين االهتمام بماذا يفعل املقاول‪ ،‬وليس شخصه‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ALAN. FUSTIK, la responsabilité sociale d'entreprise est une source de richesse et de performance‬‬
‫‪pour les PME. Ou comment créer de la richesse en alliant la RSE et le pilotage des actifs immatériels ?,‬‬
‫‪Livre Blanc, Edité par L’agence Lucie et L IFEC, Juillet 2012.‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫‪ .4‬ثقافة املقاوالتیة‪ :‬تلعب ثقافة املقاوالتیة دورا هاما في إرساء العملية املقاوالتیة وتشجيعها لتحقيق‬
‫أهداف النمو االقتصادي‪ ،‬حيث يقترح اليوم عدد من االقتصاديين ومنظري الفكر املقاوالتي أن تمر‬
‫عملية خلق الثروة عبر تطوير الثقافة املقاوالتیة التي تفضل املبادرة الذاتية في إعطاء األولوية لتنمية‬
‫العديد من القيم املقاوالتیة‪.‬‬

‫حيث يرى ‪ Batman‬سنة ‪ 1997‬أن االقتصاديات التي شهدت نموا وازدهارا في أواخر القرن العشرين كلها تتمتع‬
‫بثقافة األعمال‪ ،‬وهي الثقافة التي يمكن أن توصف بالثقافة املقاوالتیة‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف ثقافة املقاوالتیة‪ :‬هي مجمل املهارات واملعلومات املكتسبة من فرد أو مجموعة األفراد‪،‬‬
‫ومحاولة استغاللها وذلك بتطبيقها في االستثمار في رؤوس األموال بإيجاد أفكار مبتكرة‪ ،‬وهي تتضمن‬
‫التصرفات‪ ،‬التحفيز‪ ،‬ردود أفعال املقاولين‪ ،‬باإلضافة إلى التخطيط‪ ،‬اتخاذ القرارات‪ ،‬التنظيم‬
‫والرقابة‪ ،‬وترسخ هذه الثقافة من خالل ثالث فضاءات مهمة هي ‪:‬العائلة‪ ،‬املدرسة واملؤسسة‪.‬‬

‫يعتبر تعريف ‪ E. H. Shein‬لثقافة املقاولة أكثر التعاريف انتشارا وتداوال ويعرفها ب" ‪:‬البنية التي تتشكل من‬
‫املسلمات األساسية التي تبتكرها‪ ،‬تكتشفها أو تصوغها مجموعة معينة عندما تتعلم كيف تواجه مشاكل‬
‫التكيف الخارجي واالندماج الداخلي‪ ،‬وهي مسلمات أدت دورها بشكل جيد لدرجة اعتبرت معها كش يء صالح أو‬
‫ش يء يلقن لألعضاء بوضعه طريقة صحيحة في اإلدراك والتفكير واإلحساس في التعامل مع تلك املشاكل‪" .‬‬

‫ويعرفها سامي فياض العزاوي بأنها‪ " :‬مجموعة املعتقدات الخفية والظاهرة من الطقوس والشعائر والرموز‬
‫التي يعتنقها املشاركون‪ ،‬التي يكون لها دور أساس ي في كيفية ممارسة تلك الشعائر والطقوس واللغة والروتين‬
‫واملنافسة ودرجة قبولهم لقاد م ومديريهم ودرجة مشاركتهم مع قيم املنظمة وقيم العمل والجودة‪.‬‬

‫كما نجد تعريف إليو جاك ‪ E .Jacques‬لثقافة املقاوالتیة حيث اعتبرها" ‪:‬طريقة التفكير والسلوك االعتيادي‬
‫والتقليدي وتتميز بتقاسمها واشتراكها بين أعضاء التنظيم وتعلم تدريجيا لألعضاء الجدد بهدف قبولهم في‬
‫املقاولة‪ " .‬فهي تعبر عن مجموعة من الصفات واملواقف املعبرة عن الرغبة في املبادرة واملشاركة في ما يراد‬
‫القيام به وتنفيذه‪ ،‬إذ ينظر إليها كثقافة خاصة بخلق املشروعات كونها تعمل على إنتاج الجديد وإحداث‬
‫التغيير‪ ،‬أو كثقافة إنشاء وبناء ‪.‬ويمكن تقسيم الثقافة املقاوالتیة إلى ثالثة عناصر‪:‬‬

‫املسبقات ‪ :‬وهي مجموع املعارف املتقاسمة بواسطة أفراد‪ ،‬والتي يكتسبها الفرد من محيطه والتي تساعد على‬
‫ظهور االستعدادات عند األفراد‪.‬‬

‫االستعدادات ‪ :‬وهي مجموع الخصائص النفسية‪ ،‬التصرفات والقيم التي تظهر عند املقاول مثل أفعاله‬
‫الخاصة تجاه بعض املواقف‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬الشعور باملسؤولية وتحملها‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬التضامن مع الغير‪،‬‬
‫الريادة‪ ،‬املخاطرة ‪...‬الخ‪.‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫مهارات الخبرة واملعرفة ‪ :‬مثل التعلم من املواقف السابقة‪ ،‬تحسين األداء‪ ،‬ومدى حسن التصرف مع اآلخرين‬
‫خاصة في العملية املقاوالتیة‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية ترقية ثقافة املقاوالتیة‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫جعل املقاوالتیة خيارا مرغوبا في املسار املنهي خاصة لالئك الذي لديهم مهارات وقدرات خاصة وغير عادية‪.‬‬

‫استدراك التأخر في خلق املؤسسات مقارنة ببلدان أخرى‪.‬‬

‫تثمين الثروات االقتصادية خاصة البشرية‪ ،‬واستغاللها لخلق الثروة ‪.‬‬

‫تحفيز التنافسية‪ ،‬االبداع واالبتكار من أجل زيادة اإلنتاجية والنمو االقتصادي ‪.‬‬

‫تحسين قدرة األفراد على التأقلم واالستجابة للتغيرات السريعة التي أصبح يعيشها العالم في شتى املجاالت‪.‬‬

‫ويندرج تحت الثقافة املقاوالتیة عامل التعليم عبر مختلف األطوار‪ ،‬حيث يعتبر محورا أساسيا في تنمية‬
‫املقاوالتیة وتطوير املهارات والسمات العامة لها‪ ،‬لذلك البد من استثمار دور التعليم في تنمية روح املقاوالتیة في‬
‫سن مبكر‪ ،‬من أجل اكتشاف قدرات ومميزات األشخاص القادرين على القيام بالعملية املقاوالتیة‪.‬‬

‫‪ ‬مقومات ثقافة املقاوالتیة‪ :‬تتمثل هذه الثقافة في مجموعة من العوامل يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬املحيط االجتماعي ‪ :‬يعتبر املحيط االجتماعي عنصرا مهما في الدفع نحو إنشاء املؤسسة نظرا‬
‫لتركيبته املعقدة والثرية‪.‬‬
‫‪ ‬األسرة ‪ :‬يمكن لألسرة أن تعمل على تنمية القدرات املقاوالتیة ألبنائها ودفعهم لتبني إنشاء املؤسسات‬
‫كمستقبل منهي خاصة إذا كان هؤالء اآلباء يمتلكون مشاريع خاصة عن طريق تشجيع األطفال منذ‬
‫الصغر على القيام ببعض النشاطات وتحمل بعض املسؤوليات‪.‬‬
‫‪ ‬املدرسة ‪ :‬باإلضافة إلى دورها التكويني والتربوي املعتاد يتعين عليها أن تقيم جسور االلتقاء مع املقاولة‬
‫وبالتالي تشكل قاطرة التنمية من خالل انفتاحها على املقاوالتیة وثقافة املقاوالتیة لدى التالميذ‬
‫والطلبة‪.‬‬
‫‪ ‬الدين ‪ :‬يعتبر الدين من بين العوامل االجتماعية التي يستمد منها الفاعلون االجتماعيون الكثير من‬
‫القيم واملعايير‪ ،‬فقيم العمل وإتقانه وكذا االعتماد على النفس في الحصول على القوت‪ .....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬العادات والتقاليد‪ :‬تعتبر العادات والتقاليد من العوامل املؤثرة على التوجه نحو إنشاء املؤسسات‪،‬‬
‫فاملجتمعات البدوية تمارس الزراعة والرعي مع أبنائها كنشاط يقتاتون منه‪ ،‬أما الصناعات التقليدية‬
‫واألنشطة التجارية فيتوارثها األجيال‪.‬‬
‫‪ .5‬روح املقاوالتیة‪ :‬تساهم روح املقاوالتیة في جعل األفراد أكثر ارتباط باملبادرة والنشاط‪ ،‬فاألفراد الذين‬
‫يملكون روح املقاولة لهم إرادة تجريب أشياء جديدة لم تكن سابقا‪ ،‬والقيام بأشياء بطريقة تختلف‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫عما هو مألوف بفضل تميزهم بقدر م وإمكانيتهم للتغير ‪.‬وليس بالضرورة أن يكون لهؤالء األفراد‬
‫رغبة في إنشاء مؤسسة‪ ،‬أو تكوين مسار منهي مقاوالتي‪ ،‬ألن هدفهم يسعى لتطوير قدرات خاصة‬
‫للتماش ي والتكيف مع التغيير‪ ،‬وهناك من يرى أن روح املقاوالتیة تتجسد في تحديد الفرص وجمع‬
‫املوارد الالزمة واملختلفة من أجل تحويلها إلى مشروع مقاوالتي‪.‬‬
‫‪ ‬مفهوم روح املقاوالتية ‪ :‬هناك العديد من التعاريف التي تناولت مصطلح الروح املقاوالتية نذكر منها‪:‬‬
‫*عرفت بأنها" ‪:‬املبادرة التي يبديها الفرد بقدرته على الخروج عن املألوف في التفكير ويحصل التغيير‬
‫من خالل العملية التي يصبح عندها الفرد حساسا للمشكالت التي يواجهها والتغيرات التي تحدث في‬
‫البيئة املحيطة فعندها يوجه التفكير اإلبداعي نحو متطلبات الحياة العملية وخاصة في مجال‬
‫‪10‬‬
‫األعمال "‪.‬‬
‫*الروح املقاوالتية هي" ‪:‬مبادرة األف ا رد الذين يملكون إ ا ردة تجريب أشياء جديدة وقيام األشياء‬
‫بشكل مختلف‪ ،‬وهذا نظرا لوجود إمكانية مع التغيير وهذا عن طريق عرض أفكارهم والتصرف بكثير‬
‫من االنفتاح واملرونة‪ ،‬فهي تتطلب تحديد الفرص وجمع املوارد الالزمة واملختلفة من أجل تحويلها‬
‫ملؤسسة‪." 11‬‬
‫*وحسب التعريف املقدم من مجموعة املختصين في االتحاد االوروبي املكلفين بتدريس املقاوالتية‪،‬‬
‫يجب أن ال تنحصر روح املقاوالتية فقط في عملية إنشاء املؤسسات‪ ،‬بل يجب النظر إليها كموقف‬
‫عام يمكن استعماله بفائدة من طرف كل فرد في حياته اليومية وفي كل النشاطات املهنية‪ ،‬ولذلك ال‬
‫يجب حصر روح املقاوالتية في مجموعة الوسائل والتقنيات التي تسمح باالنطالق في نشاط تجاري‬
‫‪12‬‬
‫ألنها تتعلق قبل كل ش يء باملبادرة والعمل ‪.‬‬
‫من التعاريف السابقة يمكن تعريف روح املقاوالتية بأنها املؤهالت واملها ا رت والقد ا رت الشخصية‬
‫الفردية املتعلقة بروح املقاوالتية‪ ،‬وامتالك العزيمة على تجريب أشياء جديدة‪ ،‬أو على إنجاز األعمال‬
‫بطريقة مختلفة وذلك بسبب بسيط يكمن في وجود إمكانية للتغيير‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص روح املقاوالتية ‪ :‬لم يتفق الباحثين على حصرها‪ ،‬ولكن يمكن أن نذكر منها كالتالي‪: 13‬‬
‫اكتشاف الفرص والعمل على اقتناصها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق القيمة ‪ :‬حيث تعكس هذه القدرة إمكانيات املقاوالتية اإلبداعية في إيجاد توليفات جديدة‬ ‫‪-‬‬
‫لإلمكانيات املتاحة وفي ظروف معينه في إنتاج سلع أو خدمات جديدة‪ ،‬أو إدخال طرق عمل‬

‫‪10‬‬
‫لطيفة برني‪ ،‬اليمن فالتا‪ ،‬البرامج التكوينية وأهميتها في تعزيز الروح المقاوالتية‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الوطني حول المقاوالتية ‪:‬‬
‫التكوين وفرص األعمال‪ ،‬كلية علوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬من ‪ 06‬إلى ‪ 08‬أفريل‬
‫‪ ،2010‬ص‪.12‬‬
‫‪11‬‬
‫منيرة سالمي‪ ،‬التوجه المقاوالتي للمرأة في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2007،‬ص ‪.06‬‬
‫‪12‬‬
‫نادية دباح‪ ،‬دراسة واقع المقاوالتية في الجزائر وآفاقها (‪ ، )2009-2000‬رسالة ماجستير) غير منشورة(‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 3‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪13‬‬
‫أيوب صكري وآخرون ‪ ،‬واقع التعليم المقاوالتي في الجزائر" االنجازات والطموحا ت" ‪ ،‬مجلة اقتصاديات المال واألعمال‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،04‬المركز الجامعي ميلة‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص‪.14‬‬
‫مدخل عام للمقاوالتية والمصطلحات المرتبطة بها‬ ‫المحور الثاني‪:‬‬

‫جديدة‪ ،‬فتح أسواق جديدة‪ ،‬إيجاد مصادر التمويل والتموين جديدة‪ ،‬وصف طريقة تنظيمية‬
‫جديدة‪.‬‬
‫إيجاد األفكار الجديدة الخالقة التي تسمح برفع التحدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتخاذ القرارات الصائبة‪. .‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬املبادرة وتحقيق السبق واقتحام الغموض‪.‬‬
‫السعي نحو تحقيق أفضل األهداف في ظل ظروف املخاطرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعامل مع مختلف حاالت ومواقف عدم التأكد في البيئة الخارجية من خالل التصرف‬ ‫‪-‬‬
‫املحسوب واملبني على توقعات مدروسة بدقة‪.‬‬
‫التعامل بمرونة من خالل احداث التغيير الذي يسمح بتحقيق مكاسب جديدة في الوقت‬ ‫‪-‬‬
‫املناسب ‪.‬‬
‫لقد تعددت هذه الخصائص وتشابك الكثير منها حتى تكاد أن تستعص ى عن الفصل بينها فهي مكملة‬
‫لبعضها وأثرها على الشخصية املقاولة‪ ،‬ومع ذلك فهي وفي اعتقادنا يمكن تدعيمها وتعزيزها بطرق‬
‫وأدوات شتى أهمها البرامج والدورات التكوينية‪ ،‬إضافة إلى نشاطات الدعم واملرافقة وحضانة األفكار‬
‫واملؤسسات الناشئة‪ ،‬هذه األدوات يمكن أن تساهم بشكل كبير في تنمية ودعم الروح املقاوالتية‬
‫وتوجيهها نحو االبداع واالبتكار وخلق القيمة‪.‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫اإلبداع واالبتكار على اختالفهما هما من األدوات األساسية في تطوير األعمال واملؤسسات‪ .‬فاإلبداع قد‬
‫يثري املؤسسة أو املنتج أو الخدمة بأفكار تعطي ميزة تنافسية تزيد املبيعات‪ ،‬أما االبتكار فإنه كفيل بخلق ثورة‬
‫في املنتجات أو الخدمات التي تطرحها املؤسسة من خالل إعادة تصميم بيئة العمل الحالية إلدخال تعديالت‬
‫على املنتج أو ابتكار منتج جديد من املواد واألدوات املوجودة أصال‪.‬‬

‫لقد بينت الدراسات واألبحاث االقتصادية أن عملية اإلبداع واالبتكار هي عملية استراتيجية هامة‬
‫لالقتصاد‪ ،‬ألنها تحرك النشاط االقتصادي وتمنحه نفسا قويا‪ ،‬فرواد األعمال الصغيرة واملتوسطة هم من‬
‫يبتكرون في املنتجات والخدمات ويساهمون في إيجاد فرص عمل جديدة وعدد كبير من األعمال وعليه‬
‫أصبحت معظم االقتصاديات تمنح فرصا لتشجيع رواد األعمال نحو ابتكار منتجات وخدمات تدفع‬
‫باقتصادها نحو النمو‪ ،‬وتعتبر عمليتي اإلبداع )‪ (Invention‬واالبتكار) ‪ (Innovation‬املحرك الرئيس ي للنشاط‬
‫املقاوالتي‪ ،‬ألنه في الواقع تسعى املؤسسات لكسر الروتين والخروج من حالة املنافسة التامة وكسب ميزة‬
‫تنافسية للحصول على مكانة وحصة هامة في السوق‪ ،‬فتعتمد البحث والتطوير اللذان يرتكزان على عمليتي‬
‫اإلبداع واالبتكار‪.‬‬

‫‪.1‬االبداع‪:‬‬

‫‪.1.1‬تعريف االبداع ‪ :‬هو عملية ذهنية هادفة إلى خلق أعمال أو أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل وغير‬
‫مألوفة‪ ،‬ويرى البعض أن مفهوم اإلبداع هو املبادرة التي يبديها الفرد بقدرته على الخروج عن املألوف والروتين‪.‬‬

‫وأشار الباحثان ( ‪ Daft‬و ‪ ( Noe‬إلى أن االبداع هو القدرة على جمع أو مشاركة املعلومات بغرض تطوير‬
‫أفكار جديدة‪ ،‬وبعبارة أخرى هو تطوير األفكار االبتكارية التي تعكس الحاجات املدركة وتستجيب للفرص في‬
‫املنظمة‪ ،‬وهو يعتبر الفكرة األولى لالبتكار ويساهم في نجاح املنظمة على املدى الطويل‪ ،‬كما أنه يحسن من‬
‫عملية صنع القرار من خالل تشجيع العصف الذهني كأحد األساليب املستخدمة في جمع وجهات نظر وأفكار‬
‫أعضاء مجلس االدارة معا لتطوير أفكار جديدة بحرية وعفوية دون انتقاد‪.‬‬

‫اإلبداع هو قدرة إنسانية خاصة تذلل املصاعب وتولد األفكار البناءة وتحول املؤسسات الخاملة إلى‬
‫مؤسسات نشطة ومتطورة‪ ،‬فهو يساعد املؤسسة على مواجهة املخاطر والتهديدات بهدف تحسين تنافسيتها‬
‫وزیادة أرباحها على املدى الطويل‪ ،‬وعموما فاملبدع هو الذي ينتج األفكار والتصاميم واألنشطة الخارجة عن‬
‫‪1‬‬
‫املألوف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بورنان مصطفى‪ ،‬أثر االبداع في تحسين أداء المنظمات الحديثة‪ ،‬مجلة اقتصاديات المال واألعمال‪ ،‬العدد ‪ ،08‬المركز الجامعي‬
‫ميلة‪ ،2019 ،‬ص ‪.55‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫يعرف معجم إدارة املوارد البشرية االبداع بأنه " إيجاد طرق جديدة في العمل أو أفكار حديثة في حل ومواجهة‬
‫‪1‬‬
‫املخاطر والعوائق‪ ،‬والتي تؤدي إلى زيادة كفاءة العمل وقدرات العاملين في األداء"‪.‬‬

‫يعتبر ‪ Schumpeter‬أول من ركز على االبداع في االقتصاد كما رأينا سابقا‪ ،‬وعرف مصطلح االبداع" بأنه‬
‫الحصيلة الناتجة عن ايجاد طريقة أو نظام في اإلنتاج يؤدي إلى تغيير مكونات املنتج وكيفية تصميمه‪" .‬‬

‫وقد صنف شومبيتر االبداع إلى خمسة أصناف‪ ،‬وهي‪:2‬‬

‫‪-‬إنتاج منتجات جديدة استجابة لطلبات مستقبلية‪.‬‬

‫‪-‬الكشف عن طرائق جديدة في اإلنتاج لم تكن معروفة من قبل تسهم في تخفيض التكاليف‪.‬‬

‫‪-‬إيجاد منفذ جديد لتصريف املنتجات‪.‬‬

‫‪-‬اكتشاف مصدر جديد للمواد األولية‪.‬‬

‫‪-‬إيجاد تنظيم جديد‪.‬‬

‫ومن الصفات األساسية للمبدعين نذكر‪:‬‬

‫‪-‬العقل املتسائل الخالق ‪ :‬وهي صفة تولد مع اإلنسان وتعززها التربية والتدريب املبكر فهي صفة محيرة ألنها‬
‫تتحدى فضول األسرة‪ ،‬حيث ينتمي شخصان لنفس األسرة إال أن أحدهما يتمتع بعقل متسائل بينما الثاني ال‬
‫يتمتع بذلك‪ ،‬فهو عقل خالق ال يقبل بإجابة واحدة وسهلة بل يبحث في األعماق إليجاد البدائل‪.‬وبذلك يمنح‬
‫العقل القدرة على توليد عدد كبير من األفكار والبدائل والتصورات املتعددة واملتنوعة والتي يمكن تركيب‬
‫بعضها البعض لتصل في النهاية لألفكار اإلبداعية االبتكارية‪.‬‬

‫‪-‬القدرة على التحليل‪ :‬حيث يتمتع الشخص املبدع بقدرات كبيرة تمكنه من فهم الظروف واملتغيرات املحيطة‬
‫وتفسيرها مع توقع آثارها املستقبلية على نشاطه‪ ،‬باإلضافة إلى قدرته على تحليل مختلف البيانات واملعطيات‬
‫الخاصة بمختلف الظواهر أو املشكالت التي تصادفه والعمل على ايجاد الحلول الالزمة‬

‫‪-‬النشاط املتميز‪ :‬غالبا ما نجد الشخص املبدع يمارس نشاطاته على شتى أنواعها ومجاالتها بشكل يختلف عن‬
‫اآلخرين‪ ،‬فهو شخص يحب التغيير والتطوير بشكل مستمر‪ ،‬كما نجده يمارس عمله بشكل متقن وبجودة‬
‫وكفاءة عالية‬

‫‪1‬‬
‫بوالقمح هدى‪ ،‬تفعيل االبداع كمدخل لتعزيز اقتصاد المعرفة‪ ،‬مجلة االصالحات االقتصادية لالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،13‬العدد ‪ ،01‬المدرسة العليا للتجارة‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪2‬‬
‫مرزوق فاتح وبوشعير لويزة‪ ،‬مساهمة الحاضنات الصناعية في ترقية االبداع المقاوالتي لدى حاملي المشاريع المحتضنة بالجزائر‪،‬‬
‫مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،01‬جامعة بشار‪ ،2020 ،‬ص ‪.464‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫‪-‬املرونة‪ :‬الشخص املبدع سريع التغيير ويسعى دائما للتجديد والتطوير‪ ،‬كما لديه رغبة جامحة ملواكبة‬
‫التطورات الحاصلة بشكل مرن ويساهم في احداث التطور والتغيير‬

‫‪.2.1‬خصائص االبداع‪:‬‬

‫‪-‬اإلبداع يعني التمايز وهو اإلتيان بما هو مختلف عن اآلخرين من املنافسين املباشرين‪ ،‬هدفه إنشاء شريحة‬
‫سوقية من خالل االستجابة املتفردة ملختلف الحاجات عن طريق االبداع‪.‬‬

‫‪-‬الجدية و الحداثة ‪ :‬اإلبداع وهو يمثل الجديد كليا أو جزئيا في مقابل الحالة القائمة‪ ،‬كما يمثل مصدر‬
‫التجديد للمحافظة على حصة املؤسسة في السوق وتطويرها‪.‬‬

‫‪-‬اإلبداع هو التوليفة الجديدة‪ ،‬وهو االتيان بالجديد كليا أو جزئيا في مقابل الحالة القائمة‪ ،‬كما يمثل مصدر‬
‫التجدد من أجل املحافظة على حصة الشركة السوقية وتطويرها‪.‬‬

‫‪-‬اإلبداع هو أن يكون الفرد املبدع هو الذي يتحول في السوق‪ ،‬ألنه األول قبل اآلخرين الذي توصل إلى الفكرة‬
‫واملنتج والسوق‪.‬‬

‫‪-‬االبداع هو القدرة على اكتشاف الفرص وهو يمثل نمطا من أنماط اإلبداع الذي يستند على قراءة جديدة‬
‫ومختلفة للحاجات والتوقعات‪.‬‬

‫‪-‬االبداع هو خلق للمنفعة أو القيمة‪.‬‬

‫‪-‬االبداع هو ورؤية خالقة الكتشاف قدرات املنتج الجديد في خلق طلب فعال واكتشاف السوق الجديد الذي‬
‫هو غير موجود‪.‬‬

‫‪.3.1‬آثار اإلبداع في املؤسسة ‪ :‬ويمكن تلخيص اآلثار اإليجابية لإلبداع فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬تحسين أداء املؤسسة‪ :‬من خالل الرفع في مختلف مؤشران األداء الداخلي والكلي للمؤسسة‬
‫‪ ‬تحسين التنظيم اإلداري في املؤسسة‪ :‬يعمل اإلبداع على ترسيخ العمل الجماعي بين أفراد املؤسسة‪،‬‬
‫كما يساهم في وضع واعتماد نماذج وطرق جديدة في التنظيم االداري من شأنها تحسين املمارسات‬
‫االدارية وتوجيه الجهود نحو تحقيق أهداف التميز وخلق واملحافظة على امليزات التنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬خفض النفقات ‪ :‬ابتكار املنتج أو الخدمة أو العملية له تأثير كبير على خفض النفقات سواء‬
‫بالتوصل ملنتجات أصغر) مواد أقل في وحدة املنتج(‪ ،‬أو تقديم خدمات أسرع) تكلفة عمل أقل(‪ ،‬أو‬
‫عمليات أكثر دقة) خفض تكلفة التلف‪ ،‬وإعادة العمل والتخلص من التوالف(‬

‫‪1‬‬
‫بسويح منى وآخرون‪ ،‬دور الحوكمة في تعزيز االبتكار داخل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجلة الحوكمة المسؤولية االجتماعية‬
‫والتنمية المستدامة‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،01‬المركز الجامعي غليزان‪ ،2020 ،‬ص ‪.219‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫‪ ‬تدعيم تنافسية املؤسسة‪ :‬يعمل اإلبداع على اكتساب املؤسسة مزايا تنافسية تعزز مركزها‬
‫التنافس ي في السوق‪ ،‬و هذا من خالل تحسين جودة املنتجات و تقليص التكاليف أي تخفيض‬
‫األسعار ‪،‬‬
‫‪ ‬مواكبة التطور التكنولوجي‪ :‬يؤدي اإلبداع التكنولوجي إلى قدرة املؤسسة على مواكبة التطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬وذلك من خالل تكثيف نشاطات البحث و التطوير ‪ ،‬قصد التحسين املستمر ملنتجا ا‪،‬‬
‫وبالتالي تمديد دورة حياتها‪.‬‬

‫‪.2‬االبتكار ‪ :‬هناك عالقة تكاملية متداخلة بين اإلبداع واالبتكار‪ ،‬أي أن وجود أفكار مبدعة ال يكون إال من‬
‫خالل أفراد مبتكرين وفرق عمل تبحث عن التميز‪ ،‬فعلى أساس عملية االبتكار يقومون باملحافظة على ديمومة‬
‫املؤسسة‪ ،‬فاالبتكار مهم للمؤسسة وال يمكنها املحافظة على حصتها في السوق إال من خالل اعتماد االبداع‬
‫واالبتكار‪ ،‬من وجهة نظر ‪ Amabile‬فإن العالقة ما بين اإلبداع واالبتكار هي عالقة مكملة لبعضها بعضا ولكن‬
‫اإلبداع يختلف عن االبتكار‪ ،‬حيث أن اإلبداع يعبر عن عملية عقلية خالقة تأتي بأفكار جديدة ومفيدة‪ ،‬غير‬
‫مألوفة كما تناولنا سابقا‪ ،‬أما االبتكار هو نتاج األفكار املبدعة والتي تعتبر الركيزة واألساس في العملية‬
‫االبتكارية وضمن هذا السياق يشير ‪ Drucker‬إلى أن االبتكار يمثل التخلي املنظم عن الش يء القديم ويؤكد ما‬
‫جاء به ‪ Schumpeter‬على أن االبتكار فيه هدم وبناء‪ ،1‬ويعبر عن العالقة بين االبداع واالبتكار بالعالقة التالية‪:‬‬
‫االبتكار= االبداع ‪ +‬التطبيق‪.‬‬

‫ان جميع االبتكارات تبدأ أصال بأفكار إبداعية حيث يعمل االبتكار على هذه األفكار بإحداث تغييرات معينة‬
‫ملموسة في املنتج‪ ،‬وهكذا يصبح االبتكار ‪ Innovation‬التطبيقات الناجحة لألفكار اإلبداعية في أي مؤسسة‬
‫أو منظمة‪ ،‬ومن هنا يكون اإلبداع أو األفكار اإلبداعية انطالقة لالبتكار‪ ،‬فهو ضروري لالبتكار ولكنه غير كاف‬
‫في حد ذاته حيث ينبغي أن يتم فحص األفكار وتجريبها على أرض الواقع للتعرف على فعاليتها والعمليات‬
‫املرتبطة بها وطرق إدارة هذه العمليات بأقل تكلفة وجهد‬

‫‪.1.2‬تعريف االبتكار ‪ :‬ال يوجد اتفاق على تعريف االبتكار إال أنه يمكن تعريفه على أنه"االتيان بالجديد الذي‬
‫لم يكن معروفا من قبل وتطبيقه على أرض الواقع "‪ ،‬وهو عملية تطبيق لإلبداع و إنشاء قيمة مضافة بتطوير‬
‫أعمال أو أشياء تم اختراعها من قبل ‪.‬‬

‫وترى ‪ Marie Debourg‬بأن االبتكار هو تطبيق تجاري لإلبداع ‪ ،‬وحسب هذا الرؤية فإنه يمكن التعبير عن‬
‫االبتكار باملعادلة التالية ‪:‬االبتكار = االبداع ‪ +‬التطبيق التجاري‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫عاكف لطفي خصاونة‪ ،‬ادارة االبداع واالبتكار في منظمات األعمال‪ ،‬ط‪ ،1‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫بلعجال فوزية‪ ،‬شروط االبتكار في المؤسسة االقتصادية " دراسة حالة مجمع شي علي لألنابيب‪ ،‬ومؤسسة خنثر للمركبات‬
‫االلكترونية"‪ ،‬مجلة اآلفاق للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،07‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،2019 ،‬ص ‪.78‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫وتعرف مؤسسة التعاون االقتصادي والتنمية االبتكار في املؤسسات على أنه مجموع من الطرق العلمية‪،‬‬
‫التكنولوجية‪ ،‬التنظيمية‪ ،‬املالية والتجارية التي تمكن املؤسسة من طرح منتجات جديدة أو محسنة في‬
‫السوق‪ ،‬فكل ابتكار يبدأ بأفكار مبدعة‪ ،‬واإلبداع يكون إما من طرف األفراد أو الفرق‪ ،‬والذي هو نقطة بداية‬
‫االبتكار فاألول ضروري لكنه غير كاف‪ ،‬ويشكل اإلبداع أحد مدخالت االبتكار ‪ ،‬بحيث اإلبداع هو عملية عقلية‬
‫تؤدي إلى إنتاج أفكار جديدة ‪ .‬أما االبتكار هو عملية التطبيق اإليجابي لتلك األفكار اإلبداعية‪.‬‬

‫هناك تعريف آخر لالبتكار يشير إلى خاصية يمكن الن تكتسبها املؤسسة من خالل تقديمها لالبتكار‪ ،‬وهو‬
‫تعريف قاموس األعمال ‪ Longman‬حيث يعرف االبتكار على أنه " أي اختراع جديد أو طريقة محسنة في إنتاج‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬أو أي تغيير في طرق االنتاج التي تعطي للمنتج أو الخدمة أفضلية عن املنافسين في تحقيق‬
‫احتكار مؤقت‪".1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.2.2‬تصنيف االبتكار حسب نمط النشاط في املؤسسة ‪ :‬وهو على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬االبتكار االستراتيجي ‪ :‬يشير االبتكار االستراتيجي إلى العملية الكاملة التي تقوم من خاللها املؤسسات‬
‫بإعادة تصميم عملياتها ومنتجاتها التجارية لتمكينها من تقديم منتجات وخدمات أكثر تفوقا‬
‫لعمالئها‪ ،‬ويؤدي إلى تحقيق التميز االستراتيجي أو مليزة التنافسية ويساهم في إعادة تعريف نموذج‬
‫أعمال املنظمة وإيجاد أسواق جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار في اإلنتاج ‪ :‬يظهر االبتكار في كل مجاالت اإلنتاج‪ ،‬فقد يتمثل في خلق مشروع جديد أو إعادة‬
‫تشكيل منتوجات كانت موجودة بطريقة متطورة أو مختلفة‪ ،‬بحيث يعرض املنتج خصائص جديدة‬
‫على الزبائن مزايا جديدة‪،‬‬
‫‪ ‬االبتكار التقني ‪ :‬يمكن صنع املنتوج بتكنولوجيا جديدة‪ ،‬أو سيرورة إنتاج غير معروفة‪ ،‬فقد يتجسد‬
‫االبتكار في شكل تجهيزات جديدة لإلنتاج‪ ،‬أو إدخال مادة أولية مختلفة‪ ،‬أو تنسيق جديد بين مختلف‬
‫التجهيزات‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار االداري ‪ :‬وهو العملية التي يترتب عليها فكرة أو ممارسة أو خدمة جديدة يمكن تبنيها‬
‫واعتمادها من قبل موظفي املؤسسات أو فرضها عليهم من قبل أصحاب الق رار‪ ،‬بحيث ينتج عنها‬
‫إحداث نوع من التغيير في بيئة أو عمليات أو مخرجات املنظم‪ ،‬وهو ينشأ نتيجة الخبرة واإلملام‬
‫اإلداري واالدراك لواقع املنظمة واملستند إلى املعلومات الشاملة ألجزاء التنظيم املختلفة وتحليلها‪،‬‬
‫مما يتطلب توافر قدرات ابتكاريه للوصول إلى كل ما هو جديد ومفيد‪ .‬كما يمكن لالبتكار أن يحول‬
‫التنظيم إلى تنظيم يستجيب بسرعة لتدفقات الطلب وتقليص التخزين في آن واحد‪ ،‬يؤدي إلى‬
‫تشجيع العمل الجماعي ويضمن مرونة كبيرة في إنجاز املهام‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪G.F. ADAM, Longman Dictionary of BUSINESS ENGLISH, YORK Press, Beirut,1982, p. 244‬‬
‫‪2‬‬
‫لواج منير‪ ،‬دور حاضنات األعمال في تنمية قدرات االبتكار للمؤسسات المصغرة والصغيرة في الجزائر‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،01‬جامعة بشار‪ ،2020 ،‬ص ص ‪.481 ،480‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫‪ ‬االبتكار التسويقي ‪ :‬وهو تطبيق طرق جديدة في التسويق تشتمل في جوهرها على وضع أفكار جديدة‬
‫غير تقليدية في املمارسات التسويقية‪ ،‬تشمل تغييرات هامة في كل عناصر املزيج التسويقي‪ ،‬كما يمس‬
‫االبتكار منافذ التوزيع وأساليبه ‪ ،‬وكذا النقل واملستودعات وغيرها‪.‬‬

‫‪.3‬مراحل االبداع واالبتكار‪ :‬هناك أربعة مراحل أساسية يمر بها االبداع‪:‬‬

‫‪ ‬مرحلة االعداد ‪ :‬تنشأ هذه املرحلة بإدراك الشخص لوجود مشكلة‪ ،‬استنادا إلى مكتسباته‬
‫ومعارفه العلمية وخبرته في امليدان‪ ،‬مما يسمح له بتكوين وتجسيد قاعدة تشكل منطلقا‬
‫ألفكار جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة التركيز‪ :‬ويتم في هذه املرحلة االحاطة الجيدة بجوانب املشكلة‪ ،‬دون وجود بوادر‬
‫لحلها‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة االحتضان ‪ :‬تتميز هذه املرحلة بالتفكير الالشعوري للمشكلة‪ ،‬عن طريق تحويل‬
‫التفكير إلى أشياء أخرى في لحظات غير محددة‪ ،‬كاالستيقاظ من النوم أو عند ممارسة‬
‫نشاط ما‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة االلهام ‪ :‬يظهر الحل في هذه املرحلة بشكل فجائي غير متوقع أو عن طريق أفكار‬
‫يبعثها العقل االنساني على شكل ومضات فكرية كحلول للمشكلة أو املوضوع محل التفكير‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة التجريب واالختبار ‪ :‬يختبر املبدع في هذه املرحلة صحة وجود ابداعه وامكانية‬
‫تطبيقه في أرض الواقع من خالل التجريب‪ ،‬وقد يجري بعض التعديالت أو التغييرات من‬
‫أجل تحسين ابداعه‪ .‬هذه املراحل الخمس األولى تمثل مراحل االبداع والتي تليها تمثل تكملة‬
‫االبداع ليتحول إلى ابتكار‬
‫‪ ‬مرحلة اإلعداد لتنفيذ الفكرة‪ :‬يتم في هذه املرحلة التخطيط لتنفيذ الفكرة من خالل وضع‬
‫مخطط عملي يحدد فيه الخطوات الواجب اتباعها لتنفيذ الفكرة مع تحديد مختلف‬
‫االحتياجات الالزمة في التنفيذ‪ ،‬ثم القيام بعمليات تنظيمية بهدف االنطالق في التنفيذ من‬
‫خالل تحديد املهام والصالحيات واملسؤوليات عن التنفيذ‬
‫‪ ‬مرحلة تنفيذ الفكرة‪ :‬يتم فيها وضع الخطة الخاصة بالفكرة املعتمدة محل التنفيذ‬
‫ومباشرة العمل ومتابعته حتى آخر خطوة مبرمجة في الخطة املعدة في املرحلة السابقة‬
‫‪ ‬مرحلة الرقابة على التنفيذ وتصحيح االنحر افات‪ :‬بعد االنتهاء من التنفيذ البد من القيام‬
‫بمقارنة ما تم انجازه فعال مع ما تم التخطيط له في البداية بهدف معرفة مدى نجاح‬
‫الفكرة‪ ،‬والتأكد النهائي من الحصول على ابتكار يناسب الحاجة التي وجد من أجل تلبيتها‬
‫وادخال التعديالت أو التحسينات الالزمة‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫‪.4‬العوامل املساعدة على اإلبداع واالبتكار في املؤسسة ‪ :‬هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر‬
‫على مستويات االبداع والبتكار في املؤسسة منها‪:‬‬

‫‪.1.4‬الخصائص الشخصية ‪ :‬تلعب الخصائص الشخصية دورا مهما للفرد املبتكر‪ ،‬فهم يتميزون بمجوعة من‬
‫‪1‬‬
‫السمات تختلف عن غيرهم أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة في معالجة املشاكل والقضايا الغامضة واملعقدة‬

‫‪ -‬تحقيق الذات والرضا عن النفس‬

‫‪ -‬الرغبة في االنجاز وتقديم الش يء الجديد املبتكر‬

‫‪ -‬الحصول على املكافآت املالية عن طريق االبداع واالبتكار‬

‫‪ -‬الحصول على الشهرة والثناء والسمعة الجيدة‬

‫‪ -‬الرغبة في خدمة االقتصاد الوطني عن طريق انشاء وتطوير املؤسسات االقتصادية‬

‫‪-‬حب االطالع والرغبة في تجربة األشياء والطرق الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة في مراجعة األطر املرجعية في التفكير وإضافة التعديالت املمكنة أو معالجة مواطن النقص في هذه‬
‫األطر املرجعية ‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عن طرق جديدة ملواجهة املشاكل واستغالل الفرص‪.‬‬

‫‪.2.4‬مجموعة العوامل التنظيمية‪ :‬وتتمثل هذه العوامل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬القيادة ‪ :‬تعتبر طبيعة القيادة من أهم العوامل التي تؤثر في القدرة اإلبداعية للمؤسسة بحيث‬
‫املؤسسات التي لها قادة يتمتعون بالصفات القيادية ذات الكفاءة ‪ ،‬و تعمل على تحفيز املشاركة‬
‫تكون فيها القدرة على اإلبداع عالية‪.‬‬
‫‪ ‬الهيكل التنظيمي ‪ :‬يؤثر الهيكل التنظيمي تأثير مباشر على مستوى القدرة على اإلبداع في املؤسسة ‪،‬‬
‫وذلك من خالل الطريقة التي يتم بموجبها تنظيم املؤسسة سواء كانت بطريقة ال مركزية أو مركزية‪.‬‬
‫‪ ‬ثقافة املؤسسة ‪ :‬تشكل ثقافة املؤسسة كمؤثر على القدرة اإلبداعية ‪ ،‬وأصبح ش يء مؤكد عند‬
‫املختصين أن التغيير التنظيمي يشمل على التغيير الثقافي‪.‬‬
‫‪ ‬البيئة االجتماعية والسياسية ‪ :‬التفاعل القائم بين الفرد واملجتمع هو الذي يحدد شخصية الفرد‬
‫املبتكر وتطور سلوكه‪ ،‬وينطلق هذا التفاعل على مستوى األسرة التي تشكل البيئة املؤثرة األولى للفرد‬
‫‪1‬‬
‫غريب الطاوس ودريد حنان‪ ،‬التعليم المقاوالتي كآلية لتشجيع االبتكار المؤسسي لدى الشباب " دراسة عينة من الطلبة الجامعيين"‪،‬‬
‫مجلة آفاق علوم االدارة واالقتصاد‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬جامعة تبسة‪ ،2019 ،‬ص ‪.77‬‬
‫د‪ .‬واضح فواز ‪...................‬المحور الثالث‪ :‬االبداع واالبتكار كمحور للمقاوالتية‬

‫املبتكر‪ ،‬ثم يأتي بعدها دور املؤسسات واملنظومات التعليمية والثقافية في تحفيز الفرد على االهتمام‬
‫باإلبداع واالبتكار من خالل وسائل التربية والتوجيه الثقافي والحوافز‪،‬‬
‫‪ ‬مؤسسات البحث والتطوير في املجتمع‪ :‬تلعب مراكز البحث والجامعات دورا مهما في تشجيع البحث‬
‫من خالل خلق وتعزيز مكانة الباحثين املتميزين واملبتكرين في املجتمع‪ ،‬وتنقسم هذه املؤسسات إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الهياكل العمومية ‪ :‬وتشمل مؤسسات البحث والتطوير التابعة للدولة ومديريات البحث التطبيقي في‬
‫املؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬وتضم املخابر العلمية في الجامعات‪ ،‬مراكز البحث التطبيقي‬
‫الجهوية والوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬الهياكل الخاصة ‪ :‬وتشمل مقاوالت القطاع الخاص والتي تنشأ هياكل البحث‪ ،‬االختراع واالبداع‬
‫التكنولوجي‪ ،‬باإلضافة إلى املبدعين األحرار ذوي املواهب والقدرات االبداع‪.‬‬
‫‪ ‬نظام براءة االختراع ‪ :‬كما يلعب نظام براءة الحقوق الفكرية وبراءة االختراع دورا فعاال في إيجاد البعد‬
‫املؤسس ي لحماية حقوق املبتكرين واملؤسسات االبتكارية‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل الالزم ‪ :‬حيث يلعب وجود رؤوس األموال وآليات الدعم املالي دورا مهما‪ ،‬خاصة ما يتعلق‬
‫باالبتكارات ذات املخاطر العالية جدا‪.‬‬

‫أما على مستوى املؤسسة البد من‪:‬‬

‫‪-‬وضع هيكل تنظيمي يشجع حرية التفكير و تنمية روح املبادرة و املشاركة و احترام افكار العمال‪.‬‬

‫‪-‬االعتراف بالفروقات الفردية في املؤسسة‪.‬‬

‫‪-‬متابعة ومكافأة األفراد ألفكارهم اإلبداعية ‪ ،‬و ذلك من خالل حوافز مادية و معنوية‪.‬‬

‫‪-‬تطور تكنولوجيا املعلومات والذي انعكس إيجابا على أنشطة اإلبداع و التطوير حيث تساهم اإلنترنت مثال في‬
‫تقديم خدمات في مجال التصاميم و التحسين و غيرها في مختلف املؤسسات‪.‬‬

‫‪-‬البحث والتطوير الذي يتعلق بتلك الجهود املوجهة نحو زيادة املعرفة العلمية‪ ،‬واستخدامها في تطبيقات‬
‫جديدة في النشاط اإلنتاجي‪ ،‬مما يعمل على تحقيق اإلبداع في املنتجات واألساليب‪.‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫‪.1‬عوامل النجاح والفشل املرتبطة بالبيئة الخارجية‪:‬‬

‫قدم" بورتر " في دراسته لتأثير البيئة الخارجية التنافسية للمؤسسة في إطار تحليله لهيكل الصناعة في‬
‫الدول املتقدمة تحليال هيكليا مفصال لقطاعات النشاط املختلفة وقوى املنافسة الفاعلة فيها واملحددة‬
‫لجاذبيتها وربحيتها ضمن ما أصبح يعرف بنموذج قوى املنافسة لـ بورتر‪ ،‬إذ يؤكد من خالل هذا التحليل على أن‬
‫"هيكل القطاع يمارس تأثيرا كبيرا في تحديد قواعد اللعبة التنافسية وعلى االستراتيجيات التي يمكن للمؤسسة‬
‫اعتمادها"‪ ،‬على اعتبار أن املنافسة في صناعة ما تتجاوز كثيرا سلوك املتنافسين الحاليين واملنتجات والخدمات‬
‫‪1‬‬
‫في الصناعة الواحدة‪ ،‬بل تتعداهم إلى باقي القوى األخرى التي تحكم مجتمعه قواعد املنافسة‪.‬‬

‫‪ 1.1‬العوامل الخاصة ببيئة الصناعة وفقا لنموذج «‪:»Porter‬‬

‫صنف «‪ »Porter‬القوى التي تحكم املنافسة في الصناعة ضمن خمسة أصناف وفق ما يوضحه الشكل‬
‫املوالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )1‬القوى الخاصة ببيئة الصناعة وفق نموذج بورتر‪:‬‬

‫الداخلون المحتملون‬

‫تهديدات الداخلين‬
‫الجدد‬
‫قوة التفاوض‬ ‫قوة التفاوض لدى‬
‫لدى الزبائن‬ ‫المتنافسون في القطاع‬ ‫الموردين‬

‫الزبائن‬ ‫الموردون‬

‫شدة المزاحمة بين‬


‫تهديدات المنتجات‬
‫البديلة‬

‫المنتجات البديلة‬

‫‪Source: Michael Porter, Choix Stratégiques Et Concurrence, Paris, Economica, 1986, P04.‬‬

‫‪1‬‬
‫سماللي يحضيه‪ ،‬أثر التسيير االستراتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات علي امليزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة‪ ،‬تخصص‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪،2005 ،‬ص‪.32‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫ومن خالل الشكل أعاله يمكن أن نذكر مجموعة من العناصر‪ ،‬التي يمكن أن تدخل ضمن كل عنصر من‬
‫عناصر قوى الخاصة بالصناعة‪ ،‬وذلك كما حددها " ‪ " Porter‬في نموذجه القوى الخمسة للمنافسة املحددة‬
‫لنجاح وفشل املؤسسات العاملة في الصناعة الصناعة‪ ،‬وذلك حسب الجدول املوالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1‬محددات عوامل النجاح والفشل وفق نموذج القوى الخمسة للمنافسة ل ـ " ‪." Porter‬‬

‫اقتصاديات الحجم‪ ،‬تمييز املنتج‪ ،‬العالمة التجارية‪ ،‬تكاليف التحويل‪ ،‬متطلبات‬


‫رأس املال‪ ،‬سهولة الوصول إلى قنوات التوزيع‪ ،‬مزايا التكاليف الكاملة‪ ،‬تملك‬
‫الحواجز أمام الدخول‬
‫منحني التعلم‪ ،‬سهولة الحصول على املدخالت الالزمة‪ ،‬سياسة الحكومة‪ ،‬االنتقام‬
‫املتوقع‪.‬‬

‫نمو الصناعة‪ ،‬التكاليف أو القيمة املضافة‪ ،‬الطاقة الزائدة املتقطعة‪،‬‬


‫الخصائص املميزة للمنتج‪ ،‬هوية العالمة التجارية‪ ،‬تكاليف التحويل‪ ،‬التركيز‬
‫محددات املنافسة‬
‫والتوازن‪ ،‬تعقيد املعلومات‪ ،‬تنوع املنافسين‪ ،‬حواجز الخروج‪.‬‬

‫السعر أو األداء لحاالت اإلحالل‪ ،‬تكاليف التحويل‪ ،‬نزوع املشتري لإلحالل‪.‬‬ ‫محددات تهديد اإلحالل‬

‫تمايز املدخالت‪ ،‬تكاليف التحويل من املوردين في الصناعة‪ ،‬توفير مدخالت‬


‫اإلحالل‪ ،‬تركز املوردين‪ ،‬أهمية الحجم للمورد‪ ،‬نسبة التكاليف إلى إجمالي‬
‫محددات قوة املوردين‬
‫املشتريات في الصناعة‪ ،‬تأثير املدخالت على التكاليف أو التمييز في املنتج‪ ،‬تهديد‬
‫التكامل‪.‬‬

‫القوة الدافعة التفاوضية‪ ،‬تركز املشتري‪ ،‬حجم املشتري‪ ،‬تكاليف تحول املشتري‪،‬‬
‫معلومات املشتري‪ ،‬القدرة على التكامل إلى الوراء‪ ،‬منتجات اإلحالل‪ ،‬اختيار‬
‫محددات قوة الزبائن‬
‫املراحل الخطرة‪ ،‬حساسية السعر‪ ،‬السعر إلى إجمالي املشتريات‪ ،‬تمييزات املنتج‪،‬‬
‫العالمة التجارية‪ ،‬التأثير على الجودة‪ /‬األداء‪ ،‬أرباح املشتري‪ ،‬حوافز متخذي‬
‫القرار‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬روبرت بيتس‪ ،‬ديفيد لي‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية بناء امليزة التنافسية‪ ،‬ترجمة عبد الحكيم الخزامي‪ ،‬دار‬
‫الفجر للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.139‬‬

‫ويوضح الجدول السابق أن لكل قوة من قوى املنافسة الخمسة التي طرحها "‪ "Porter‬في نموذجه‪ ،‬مجموعة من‬
‫املحددات التي تدخل ضمن هذه القوة‪ ،‬وسنشرح كل قوة من قوى املنافسة الخمسة في ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تهديد الداخلين املحتملين‪ :‬إن تحليل هيكل الصناعة حسب "بورتر" ال يقتصر على املتنافسين‬
‫املتواجدين فعليا ضمن القطاع والسعي وراء تحقيقهم مليزة تنافسية‪ ،‬بل يتعدى األمر إلى املنافسين‬
‫املحتمل دخولهم إلى السوق والذين ال يمكن تجاهلهم بحيث يمكن أن تكون لديهم قدرات جديدة‬
‫وموارد نوعية مع الرغبة في امتالك حصة في السوق‪ ،‬ويعتمد تهديد داخلين جدد للقطاع على طبيعة‬
‫املعوقات التي تحول دون الدخول إلى البيئة التنافسية‪ ،‬وعلى رد الفعل الذي يمكن أن يتعرض له‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫هؤالء الداخلون الجدد من قبل املتنافسين املتواجدين‪ ،‬ومن ثم فإن االستراتيجية املعتمدة على زيادة‬
‫الحواجز ستؤدى إلى تحقيق الصناعة لعوائد مرتفعة على املدى الطويل‪ ،‬ويمكن حصر تلك الحواجز‬
‫في العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اقتصاديات السلم والتكاليف غير املرتبطة بحجم اإلنتاج‪ :‬تهدف اقتصاديات السلم إلى إحداث‬
‫تخفيضات في تكلفة الوحدات املنجزة من خالل زيادة حجم اإلنتاج‪ ،‬مشكلة بذلك حاجزا أمام‬
‫الداخلين الجدد لعدم استطاعتهم تحمل مخاطر االنطالق بحجم كبير أمام ردود الفعل القوية‬
‫للمنافسين املتواجدين‪ ،‬كما أنه ال يمكنهم االنطالق بحجم محدود خال من امتيازات التكلفة التي‬
‫‪1‬‬
‫تحققها اقتصاديات السلم‪ ،‬والتي يمكن اللجوء إليها في جميع مستويات النشاط باملؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬تمييز املنتج‪ :‬تمايز املنتجات يأتي من خالل امتالك املؤسسة‪ ،‬لعالمة تجارية متميزة أو امتالك زبائن‬
‫أوفياء‪ ،‬وهذا يأتي من خالل الخدمات اإلههارية‪ ،‬التي تقدمها املؤسسة عن منتجها‪ ،‬وتمييز املنتجات‬
‫ببساطة يمنح املؤسسة مكانة خاصة في القطاع الذي تنشط فيه‪ ،‬ومن خالل هذا فإن تمييز املنتج‬
‫يخلق حاجز دخول أمام املؤسسات الراغبة في الدخول‪ ،‬من خالل إجبارها على إنفاق مبالغ ضخمة‬
‫في مجال اإلههار‪ ،‬وذلك من أجل الحصول على والء الزبائن‪ ،‬وهذا يؤدى باملؤسسة إلى تحمل خسائر‬
‫‪2‬‬
‫كبيرة في البداية‪ ،‬وال تحصل على والء الزبائن إال بعد مرور وقت على تواجدها في الصناعة‪.‬‬
‫‪ ‬النفاذ إلى قنوات التوزيع‪ :‬إن عدم توافر قنوات التوزيع للداخلين الجدد يخلق عائقا أمام دخولهم‪،‬‬
‫ففي أغلب األحيان تمتلك املؤسسات املوجودة في الصناعة تأثيرا كبيرا في منافذ التوزيع‪ ،‬أو تمتلك‬
‫الخبرة في مجال التوزيع‪ ،‬أو محدودية قنوات التوزيع‪ ،‬إلى غير ذلك من تلك الصعوبات‪ ،‬التي تقف أمام‬
‫الدخول الجديد من طرف املؤسسات الجديدة‪ ،‬وتجعل من عملية الدخول مكلفة جدا‪.3‬‬
‫‪ ‬سياسة الحكومة‪ :‬بإمكان الحكومات الحد من دخول صناعات معينة أو منعه باملرة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫ما تسنه من قوانين وتشريعات وفق ما يسمى بسياسة الترخيص الصناعي‪ ،‬أو دخولها كطرف متعامل‬
‫داخل القطاع‪ ،‬إما في صفة زبون كما هو الشأن لبعض التجهيزات العسكرية‪ ،‬أو صفة مورد حينما‬
‫يتعلق األمر ببعض املواد االستراتيجية‪ ،‬وهذا الدور يتجلى أكثر فأكثر كلما خرجنا من دائرة الدول‬
‫املتقدمة إلى الدول النامية‪.4‬‬
‫‪ ‬قوة مساومة املوردين‪ :‬بإمكان قوة مساومة املوردين أن تشكل تهديدا حقيقيا للقطاع‪ ،‬إذ يمكن أن‬
‫تقلص من مردوديته عن طريق الضغط الذي يمارسونه برفع األسعار أو بتدنية مستويات الجودة‬
‫للمواد املوردة‪ ،‬ويكون هذا التهديد أهد خطورة في حالة عجز القطاع عن إدماج االرتفاع الحاصل في‬
‫التكاليف‪ 5.‬ويكون املوردون في قوة في ظل الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬درجة تركز املوردين مقارنة مع الزبائن‪ :‬حيث كلما كانت السيطرة في صناعة ما‪ ،‬من طرف املوردين‬
‫كبيرة (بمعنى وجود عدد قليل من املوردين)‪ ،‬كلما كان تحكم املوردين في السعر والجودة وهروط البيع‬
‫كبير‪.‬‬

‫‪ 1‬سماللي يحضيه‪ ،‬أثر التسيير االستراتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات علي امليزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.34،35‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Michel Porter, Les Choix Stratégiques et Concurrence, Op-Cit, P 10.‬‬
‫‪ 3‬كاظم نزار الركابي‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية العوملة واملنافسة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2004 ،‬ص‪.129‬‬
‫‪4‬‬
‫سماللي يحضيه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ 5‬سماللي يحضيه‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫‪ ‬عدم توفر املنتجات البديلة‪ :‬بمعنى عدم وجود بدائل للمواد التي يقدمها املوردون‪ ،‬الش يء الذي يزيد‬
‫من القدرة التفاوضية لهم‪.‬‬
‫‪ ‬تمييز منتجاتهم بالدرجة التي تكلف املؤسسة كثيرا‪ :‬بحيث أن املؤسسة التي تتحول من املنتج الذي‬
‫يورده املورد‪ ،‬إلى منتج بديل آخر يكلف املؤسسة كثيرا‪.‬‬
‫‪ ‬درجة أهمية املؤسسة بالنسبة للمورد‪ :‬عندما ال يمثل قطاع املؤسسات التي تشتري من املوردين‪،‬‬
‫سوى حصة بسيطة من رقم أعمالهم‪ ،‬فإن القوة التفاوضية لدى املوردين تكون كبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬درجة أهمية منتجات املورد بالنسبة للمؤسسة‪ :‬فكلما كانت املواد األولية أو السلع النصف مصنعة‬
‫التي يوردها املورد‪ ،‬ذات أهمية بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬زاد ذلك من القدرة التفاوضية للمورد‪.‬‬
‫‪ ‬املوردون يشكلون تهديد التكامل األمامي‪ :‬بحيث يمكن للمورد الذي يزود املؤسسة بعوامل اإلنتاج‪،‬‬
‫أن يتحول إلى منافس لها في الصناعة التي تنشط فيها‪ ،‬وبالتالي هذا يمنح املورد قوة تفاوضية كبيرة‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن للمؤسسة تحقيق ميزة تنافسية من خالل العالقة مع املوردين‪ ،‬فاملورد الذي هو مصدر املواد‬
‫ومستلزمات العملية اإلنتاجية أصبح مصدرا الستغالل املهارات وتدعيم األفضلية التنافسية‪ ،‬حيث أن‬
‫عمليات التقاول الباطني تمكن املؤسسة من استغالل مهارات وكفاءات املورد من خالل أخرجة بعض أنشطتها‬
‫وهنا يشهد الفكر االستراتيجي والتنافس ي ميالد مفهوم جديد لعملية اإلنتاج إذ أن جميع أنشطة املؤسسة قابلة‬
‫‪1‬‬
‫لألخرجة ماعدا تلك التي كونت فيها املهارات األساسية‪.‬‬

‫‪ ‬قوة مساومة الزبائن‪ :‬يمكن للزبائن التأثير على طبيعة املنافسة في القطاع‪ ،‬ذلك أن الزبون دائما‬
‫يسعى إلى الحصول على املنتج بأسعار منخفضة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يسعى أيضا إلى الحصول‬
‫على هذا املنتج بمواصفات وجودة عالية‪ ،‬وتتوقف قدرتهم في التأثير على املؤسسات الناهطة في‬
‫الصناعة على مجموعة من العوامل منها‪ 2‬درجة تركزهم وكبر حجم الكميات التي يشترونها‪ ،‬أهمية‬
‫املنتجات من حيث التكاليف والحجم بالنسبة ملجموع مشتريات الزبون‪ ،‬معيارية املنتجات ومدى‬
‫تميزها‪ ،‬الهوامش املطبقة‪ ،‬إمكانية التكامل الرأس ي في سوق التوزيع‪ ،‬املعلومات املتوفرة لدى الزبون‬
‫‪3‬‬
‫وحماية الدولة للزبائن‪.‬‬
‫‪ ‬تهديد املنتجات البديلة‪ :‬ال يقتصر األمر على كل من املنافسين املزاحمين في الصناعة وكذلك‬
‫املنافسين املحتملين‪ ،‬بل هناك قوى أخرى محورية لتحديد جاذبية الصناعة هي املنتجات البديلة‪،‬‬
‫وتتمثل في وجود مؤسسات أخرى تقدم بدائل تحل محل املنتجات أو الخدمات التي تقدمها املؤسسة‪،‬‬
‫أو تقدم بديل إلهباع هذا الطلب‪ ،‬وتؤثر البدائل بطرق مختلفة على مدى جاذبية الصناعة‪ ،‬ويعتمد‬
‫هذا التأثير على ربحية الصناعة على عدد من العوامل منها مدى توافر بدائل قريبة‪ ،‬تكلفة التبديل‬
‫ملستخدمي السلعة‪ ،‬مدى تشدد منتجي السلع البديلة‪ ،‬مقايضة السعر والقيمة بين املنتجات األصلية‬
‫‪4‬‬
‫وبدائلها من السلع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد املليك مزهودة‪ ،‬التسيير االستراتيجي للمؤسسات مقاربات مفهومية وتحديات تنافسية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2006/04‬ص ‪ ،91‬ملزيد من املعلومات أنظر املوقع‪.http://rcweb.luedld.net :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Raymond-Alain Thietart, La strategie d’entreprise, Ed international, 1996, 2 e édition, P82 .‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد املليك مزهودة‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية للمؤسسات‪ ،‬محاضرات غير منشورة‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2006/2005 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪4‬‬
‫نبيل مرس ي خليل‪ ،‬امليزة التنافسية في مجال األعمال‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص ‪.72‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫‪ ‬شدة املنافسة بين املؤسسات املوجودة في الصناعة‪ :‬تمثل هدة املنافسة بين املؤسسات املوجودة‬
‫في الصناعة مرتكزا أساسيا في نموذج بورتر لتحديد جاذبية الصناعة‪ ،‬وهدة املنافسة تعد حالة‬
‫طبيعية أو مألوفة بين املتنافسين في الصناعة‪ ،‬وتعبر مقاييس التركيز عن مدى تركز اإلنتاج في إحدى‬
‫الصناعات أو األسواق في أيدي عدد محدود من املؤسسات‪ ،‬فالسوق يكون أكثر تركيزا كلما قل عدد‬
‫املؤسسات املنتجة أو زاد التباين بين أنصبتها في السوق‪ ،1‬وهناك مجموعة من مقاييس التركز وأهم‬
‫هذه املقاييس‪:‬‬
‫‪ ‬مقلوب عدد املؤسسات‪ :‬يأخذ هذا املقياس الصيغة التالية م=‪/1‬ن‪ 2.‬حيث ن‪ :‬عدد املؤسسات‬
‫العاملة بالصناعة‪ .‬إذا وجد بالصناعة مؤسسة واحدة محتكرة‪ ،‬فإن قيمة هذا املقياس‪ ،‬تساوي‬
‫الواحد الصحيح‪ ،‬وفي حالة املنافسة الكاملة؛ عندما يؤول ن إلى ما ال نهاية‪ ،‬تصل قيمة هذا املقياس‬
‫إلى الصفر‪ ،‬يعتبر هذا املقياس أكثر مالئمة إذا كانت املؤسسات التي تعمل بالصناعة متماثلة‬
‫الحجم‪ ،‬ويعتبر مضلال إذا كـان غير ذلك‪ ،‬فدخول مؤسسة كبيرة الحج ــم إلى الصناعة يؤدي إلى زيادة‬
‫درجة التركز بدال من نقصها‪ ،‬كما أنه ال يأخذ في الحساب‪ ،‬أثر تحويل املبيعات من مؤسسة صغيرة‬
‫إلى كبيرة على درجة التركز مع ثبات حجم السوق‪ ،‬طاملا لم تختفي إحدى املؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬مقياس نسبة التركز‪ :‬وهي تشير إلى النسبة املئوية لنصيب أكبر "‪"r‬من املؤسسات من ناتج الصناعة‪.‬‬
‫حيث"‪ "r‬هي أي رقم‪ ،‬ولقد جرى العرف أن تتراوح بين العددين "‪"3‬و"‪ ،"8‬ويأخذ الصيغة التالية‪:3‬‬
‫‪ Cr = Xr/X‬حيث‪ Cr :‬تمثل نسبة التركز‪ Xr ،‬تمثل مجموع أنصبة أكبر‪ r‬مؤسسة في الصناعة‪ X ،‬تمثل‬
‫النصيب الكلي للصناعة‪.‬‬

‫ويتمتع هذا املؤهر بأفضلية خاصة في الدراسات الوصفية والعملية حيث يسهل حسابه ويتيسر فهمه‪،‬‬
‫ويتميز هذا املقياس بأنه يعامل كل املؤسسات الداخلة في القياس بصورة متساوية‪.4‬‬

‫إن استخدام االستراتيجيات مثل األسعار التنافسية‪ ،‬وتقديم املنتجات أو الخدمات بجودة عالية‪ ،‬تتيح ملثل‬
‫تلك املؤسسات تحقيق ربحية في الصناعة أفضل من املنافسين‪ ،‬ويرى بورتر أن هدة املنافسة مرتبطة بعدة‬
‫عوامل أهمها ما يلي‪:‬‬

‫قائد الصناعة‪ :‬يستطيع قــائد الصناعة القوي‪ ،‬أن يحبط حروب األسعار بسبب موارده الكبيرة‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫تكون الصناعة بربحية عالية‪ ،‬كما أن الصناعة تكون عرضة لعدم االستقرار كلما كان عدد املنافسين‬
‫كبيرا‪ ،‬وهذا عكس ما إذا كانت تتميز بسيطرة و تمركز عدد محدود من املتنافسين‪ ،‬بحيث تستطيع‬
‫املؤسسات الكبرى فرض تقاليد خاصة للمنافسة‪ ،‬وتحديد األسعار املوجهة فيما بينها‪ ،‬كما أن عوائق‬
‫الدخول بمختلف أهكالها‪ ،‬وسعة مجال التميز‪ ،‬من هأنها أن تؤثر إيجابا على استقرار ومردودية‬
‫القطاع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫روجر كالرك‪ ،‬اقتصاديات الصناعة‪ ،‬تعريب فريد بشير طاهر وكامل سلمان العاني‪ ،‬دار املريخ‪ ،‬السعودية‪،1994،‬ص ص ‪.30.29‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد سعيد بامخرمة‪ ،‬اقتصاديات الصناعة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.52‬‬
‫‪3‬‬
‫روجر كالرك‪ ،‬اقتصاديات الصناعة‪ ،‬تعريب فريد بشير طاهر وكامل سلمان العاني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.34‬‬
‫‪4‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫أحوال الطلب‪ :‬كلما كان هناك طلب كافي على كل منتجات القطاع‪ ،‬فإنه يستبعد وجود منافسة‬ ‫‪-‬‬
‫قوية‪ ،‬أما في حالة العكس‪ ،‬فإن املؤسسات تكون مستعدة لخوض حرب من أجل الحفاظ على حصتها‬
‫السوقية‪ .‬كما أن عدد املتنافسين و أحجامهم ينعكس سلبا على ربحية القطاع‪.‬‬
‫عدد املتنافسين‪ :‬كلما قل عدد املتنافسين في الصناعة‪ ،‬كلما أدى ذلك إلى زيادة هدة التنافس فيما‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫بينهم‪.‬‬
‫معدل نمو الصناعة‪ :‬فإذا كان نمو الصناعة سريع فسوف يتيح ملعظم املؤسسات فرص لتحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫أهدافها‪ ،‬أما إذا كان نمو الصناعة بطيء فإن املنافسة سوف تشتد وقد يشكل تهديد للمؤسسات‬
‫لبلوغ أهدافها‪.‬‬
‫التكاليف الثابتة‪ :‬ذلك أنه كلما كانت التكاليف الثابتة للمؤسسة منخفضة كلما كانت تكلفة اإلنتاج‬ ‫‪-‬‬
‫منخفضة أيضا‪ ،‬وبالتالي فاملؤسسة تملك قدرة على التنافس باألسعار‪.‬‬
‫تمييز املنتجات أو الخدمات‪ :‬فاملؤسسات التي تتميز منتجاتها‪ ،‬فإنها سوف تمتلك قدرة عالية على‬ ‫‪-‬‬
‫التنافس في الصناعة وبالتالي تحقيق أرباح عالية وأفضل من املؤسسات التي ال تمتلك تمييز في‬
‫منتجاتها‪.‬‬
‫الطاقة اإلنتاجية‪ :‬تفضل الكثير من املؤسسات استخدام أقص ى طاقة إنتاجية من أجل تحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫اقتصاديات الحجم‪.‬‬
‫عوائق الخروج عالية‪ :‬عندما تكون عوائق الخروج كبيرة‪ ،‬ربما كان األمر مكلفا من الناحية‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادية واالستراتيجية‪ ،‬أو حتى العاطفية أن تتوقف املؤسسة وتخرج من املنافسة‪ ،‬وبالتالي نجد‬
‫أن الشركات تستمر في التنافس‪ ،‬حتى ولو كانت تعتقد أن ذلك ال يدر عليها الكثير من الربح‪ ،‬ومن‬
‫األمثلة عن عوائق الخروج ما يلي‪ :‬القوانين الخاصة بتسريح العمال وإغالق املصنع‪ ،‬اتفاقيات العمل‬
‫‪3‬‬
‫التي تكلف الكثير عند نقضها‪ ،‬االرتباط الروحي والعاطفي الذي يشعر به املالك واملدراء‪.‬‬
‫تنوع املنافسين‪ :‬بمعنى التنوع في االستراتيجيات التي يتبناها املنافسون‪ ،‬واالختالف في األساليب‬ ‫‪-‬‬
‫والسياسات املتبعة في بيئة التنافس‪.‬‬

‫ويمكننا القول أن نموذج بورتر للقوى الخمس املوضح في الشكل رقم (‪ ،)6-1‬يتيح لرؤساء املؤسسات دراسة‬
‫القوى املؤثرة في بيئة الصناعة واتجاهاتها باملاض ي والحاضر واملستقبل والتعرف على الفرص والتهديدات‬
‫‪4‬‬
‫املحيطة باملؤسسة‪.‬‬

‫‪ ‬أصحاب املصالح اآلخرون*‪ :‬يوص ي فريمان بإضافة هذه القوة إلى قوى بورتر الخمس‪ ،‬حيث تختلف‬
‫أهمية وتأثير هذه الجماعات من مؤسسة إلى أخرى ومن صناعة إلى أخرى‪ .‬وأصحاب املصالح يمكن‬
‫أن يكونوا أفرادا أو جماعات لهم مصالح أو نصيب لدى املؤسسة يعطيهم الحق في السؤال عن طبيعة‬
‫وكيفية أدائها‪ ،‬فاألطراف ذات املصلحة يمكن تقسيمهم إلى فئتين داخلية (العاملون بها‪ ،‬أعضاء‬

‫‪ 1‬ياسين عطا هلل‪ ،‬دور تحليل البيئة الخارجية في صياغة استراتيجيات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬الجزائر‪،2009،‬ص‪.61‬‬
‫‪ 2‬زكريا مطلك الدوري‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية مفاهيم وعمليات وحاالت دراسية‪ ،‬دار اليازور العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.107‬‬
‫‪ 3‬عماري عمار‪ ،‬بن واضح الهاشمي‪ ،‬تقييم البيئة الخارجية وأثرها علي فعالية تسيير المؤسسة االقتصادية الجزائرية‪ ،‬الملتقي الدولي‬
‫األول حول التسيير الفعال في المؤسسة االقتصادية‪ 4-3 ،‬ماي ‪ ،2005‬المسيلة‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 4‬زكريا مطلك الدوري‪ ،‬االدارة االستراتيجية مفاهيم وعمليات وحاالت دراسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫* تتمثل في الحكومات‪ ،‬النقابات‪ ،‬مجتمعات محلية‪ ،‬مقرضين‪ ،‬الغرف التجارية‪ ،‬باإلضافة إلى بعض الجماعات ذات المصالح الخاصة‪...‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫مجلس اإلدارة‪ )...،‬وأخرى خارجية (العمالء‪ ،‬املوردون‪ ،‬الحكومات‪ ،‬االتحادات والنقابات‪،)...،‬‬


‫فاألطراف ذات املصلحة لها مطالب ال بد لها أن تأخذها املؤسسة (واضعو االستراتيجية) بعين‬
‫االعتبار عند صياغة االستراتيجية وإال فقد يسحب أصحاب املصلحة دعمهم للمؤسسة‪ ،1‬كما أن‬
‫أهمية أصحاب املصالح تختلف من صناعة إلى أخرى وال يمكن تجاهلها كقوة مؤثرة على جاذبية‬
‫الصناعة‪.‬‬

‫ويلخص بورتر من خالل تحليليه لهذه القوى إلى أنه كلما زادت قوة عامل من هذه العوامل‪ ،‬كلما تقلصت‬
‫بدرجة أكبر قوة املؤسسات القائمة على رفع األسعار وتحقيق األرباح‪ ، 2‬فعلى سبيل املثال يمكن اعتبار عامل‬
‫املنافسة القوي كعامل تهديد للمؤسسة حيث انه يؤدي إلى تقليص األرباح‪ ،‬أما عامل املنافسة الضعيف‬
‫فيمكن اعتباره على أنه فرصة للمؤسسة حيث انه يتيح لها أرباح أعظم‪ ،‬كما يمكن أن تتغير قوة تأثير العوامل‬
‫الخمسة على مدار الوقت وفقا لتغيرات الظروف في الصناعة‪ ،‬مما يفرض على املؤسسة صياغة استراتيجية‬
‫مناسبة للتعامل مع تلك التغيرات‪ ،‬فكلما كانت تلك القوى في محلها وواقعة تحت سيطرة املؤسسة‪ ،‬كلما كانت‬
‫فرصتها أفضل لتحقيق أداء جيد‪.‬‬

‫وبالرغم من أن املؤسسات في نفس الصناعة قد تواجه نفس الضغوط من الزبائن واملوردين واملنتجات‬
‫البديلة‪ ،‬والداخلين الجدد‪ ،‬إال أن هذه املؤسسات مختلفة تمــاما من حيث خصائص منتجاتها‪ ،‬التركيز على‬
‫الجودة‪ ،‬نوع التكنولوجيا املستخدمة‪ ،‬قنوات التوزيع ونـ ــوع الزبون الذي تسعى إلى خدمته‪.‬‬

‫‪.2‬عوامل النجاح والفشل املرتبطة بالبيئة الداخلية‪:‬‬

‫هناك العديد من العناصر التي تشكل البيئة الداخلية ألي مؤسسة‪ ،‬يمكن عرضها وفق مجموعة من مجاالت‬
‫التحليل املتمثلة في كل من‪ :‬الهيكل التنظيمي‪ ،‬ثقافة املؤسسة‪ ،‬باإلضافة إلى الوظائف األساسية للمؤسسة‬
‫مثل‪ :‬التسويق‪ ،‬التمويل‪ ،‬البحوث والتطوير‪ ،‬العمليات‪ ،‬املوارد البشرية‪ ،‬والتي تمثل مجتمعة االمكانيات‬
‫واملمارسات الداخلية في املشاريع أو املؤسسات االقتصادية بصفة عامة‪ ،‬وتشمل املوارد الوظيفية كل من‬
‫األصول املادية والبشرية في كل مجال باإلضافة إلى قدرة األفراد في كل مجال على صياغة وتنفيذ االستراتيجيات‬
‫واألهداف والسياسات الوظيفية املطلوبة‪ ،‬وإذا استخدمت تلك املوارد بمهارة فإنها تعد بمثابة مجاالت القوة‬
‫التي تساعد املؤسسة على أداء نشاطها‪ ،‬وإذا استخدمت بشكل غير صحيح أو بإهدار لهذه املوارد فإنها تعد‬
‫نقاط ضعف تؤثر سلبا على أداء املؤسسة‪ ،3‬وفيما يلي سوف نتناول عوامل النجاح والفشل الخاصة بالبيئة‬
‫الداخلية‪:‬‬

‫‪ ‬الهياكل التنظيمية‪ 4:‬هناك تنوع كبير في أهكال الهياكل التنظيمية‪ ،‬إال أنه هناك بعض األهكال‬
‫األكثر هيوعا في املؤسسات الحديثة التي تتميز بشدة التعقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هارلزهل‪ ،‬جاريث جونز‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية (مدخل متكامل)‪ ،‬ترجمة رفاعي محمد رفاعي‪ ،‬محمد سيد أحمد عبد املتعال‪ ،‬دار املريخ‪ ،‬السعودية‪،2001 ،‬‬
‫ص‪.78‬‬
‫‪2‬‬
‫هارلزهل‪ ،‬جاريث جونز‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪3‬‬
‫إسماعيل محمد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.169 -168‬‬
‫‪4‬‬
‫نادية العارف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.112 -111‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫‪ ‬الهيكل البسيط‪ :‬وهو غير مقسم إلى وظائف أو منتجات‪ ،‬ويصلح لالستخدام في حالة املؤسسات‬
‫صغيرة الحجم التي يسيطر عليها املدير (املالك)‪ ،‬وتنتج سلعة أو سلعتين‪ ،‬وتسوق إنتاجها في سوق‬
‫محدد )‪ ،(niche‬وعادة يتسم العاملون بأنهم غير متخصصين‪ ،‬ويقومون بكافة املهام التي يتطلبها‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ ‬الهيكل الوظيفي‪ :‬يالئم هذا الهيكل املؤسسات متوسطة الحجم التي يوجد بها عدة خطوط تنتج‬
‫داخل نفس الصناعة‪ ،‬وعادة ما يكون العاملون متخصصين في الوظائف املختلفة‪ ،‬مثال في التسويق‪،‬‬
‫التمويل‪ ،‬اإلنتاج أو املوارد البشرية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬هيكل األقسام‪ :‬يصلح هذا الشكل للتطبيق في حالة املؤسسات التي يوجد بها عدة خطوط منتج في‬
‫عدد من الصناعات املرتبطة‪ ،‬وعادة ما يتسم العاملون بها بالتخصص الوظيفي‪ ،‬وتهدف املؤسسة إلى‬
‫إيجاد بعض التعاونية بين أنشطة األقسام املختلفة من خالل استخدام اللجان وحلقات الوصل‬
‫(الروابط) األفقية‪.‬‬
‫‪ ‬وحدات األعمال االستراتيجية‪ :‬ويعكس هذا الهيكل تعديل حديث طرأ على هيكل األقسام‪ ،‬وتمثل‬
‫وحدة األعمال وحدة قد تكون من أي حجم أو في أي مستوى ولكن ال بد أن يكون لها رسالة مميزة‪،‬‬
‫منافسين محددين‪ ،‬توجه للسوق الخارجي وسيطرة على أنشطتها الوظيفية‪ ،‬إذن الفكرة األساسية‬
‫هنا هي تحقيق الالمركزية على أساس العناصر االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬الهيكل املركب (املصفوفي)‪ :‬يالئم هذا الهيكل املؤسسات الكبيرة ذات خطوط املنتج املتنوعة في عدة‬
‫صناعات غير مترابطة‪ ،‬وأحيانا يطلق عليه املؤسسة القابضة أو الهيكل املصفوفي‪ ،‬ويتكون من‬
‫مجموعة من املشاريع أو مؤسسات مستقلة أو تابعة تعمل تحت مظلة مؤسسة واحدة‪ ،‬ولكن‬
‫يسيطر عليها مجالس إدارات املؤسسات التابعة ويتعذر تحقيق مزايا التعاونية‪ ،‬حيث أن املؤسسات‬
‫التابعة تعمل في مجاالت غير مترابطة‪.‬‬

‫* ولكي تضمن املؤسسة نجاح استراتيجيتها ال بد من توافق الهيكل التنظيمي مع االستراتيجية‪ ،‬وتعكس‬
‫االستراتيجية مجموعة التصرفات التي تتبعها املؤسسة إلنجاز أهدافها وتحقيق رسالتها‪ ،‬بينما يحدد الهيكل‬
‫التنظيمي كيفية أداء املؤسسة لعملياتها الداخلية‪ ،‬ويعكس كذلك الثقافة السائدة داخل املؤسسة‪ ،‬ويؤثر‬
‫بدرجة ملموسة على قدرتها التنافسية‪ ،‬بمعنى آخر بدون الهيكل التنظيمي املناسب يتعذر تنفيذ االستراتيجية‬
‫بفعالية‪ ،‬وخالصة القول أنه ينبغي تركيز االهتمام على كل من الهيكل التنظيمي وأسلوب تقييم البدائل حتى‬
‫تتمكن املؤسسة من تنفيذ االستراتيجية بنجاح‪. 1‬‬

‫وما يجب مالحظته في مختلف أنواع الهياكل التنظيمية هو أنها تخضع عمليا لالستراتيجية واألهداف في‬
‫املؤسسة‪ ،‬إذ يكون الهيكل التنظيمي منطقيا تابعا لالستراتيجية العامة للمؤسسة‪ ،‬وهي التي تحدده‪ ،‬لكن هناك‬
‫من يقول بأن العملية عكسية أي أن االستراتيجية تتبع الهيكل التنظيمي نظرا ملا لهذا األخير من تأثير وتحكم في‬
‫‪2‬‬
‫حركة و تخطيط املؤسسة‪ ،‬انطالقا من التأثير عليها من املحيط املتغير و املتذبذب أحيانا‪.‬‬

‫‪ 1‬فيروز شين‪ ،‬محاولة لتصميم استراتيجية مؤسسة صناعية‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ 2‬ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪،‬ط‪،1‬دار المحمدية العامة‪،‬الجزائر‪،1998،‬ص ص ‪.232،233‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫‪ ‬الثقافة التنظيمية‪ :‬تعبر الثقافة في أي مؤسسة عن مجموعة املعتقدات والتوقعات والقيم السائدة‬
‫بين العاملين داخل املؤسسة‪ ،‬واملتوارثة عبر األجيال املتعاقبة من العاملين‪ ،‬وعادة تعكس الثقافة‬
‫رسالة املؤسسة وقيم املؤسسين‪ ،‬والثقافة التنظيمية تتسم بدرجة عمق معينة‪ ،‬ينعكس ذلك في‬
‫مدى اقتناع العاملين بها‪ ،‬فعلى سبيل املثال إذا نصت رسالة املؤسسة على االهتمام بالجودة فال بد‬
‫أن ينعكس ذلك في الثقافة السائدة بداخلها‪ ،‬ويعمل كافة العاملين على املحافظة على الجودة‬
‫باعتبارها جزء من تقاليد املؤسسة‪ ،‬والجدير بالذكر أنه بالرغم من أن ثقافة املؤسسة عادة ما تكون‬
‫موحدة‪ ،‬إال أنه قد يظهر بعض التباين في بعض جوانبها بين اإلدارات واألقسام املختلفة‪ ،‬وتساهم‬
‫الثقافة التنظيمية في تشكل سلوك األفراد وتصرفاتهم داخل املؤسسة‪ ،‬وال بد من إدراك أنه إذا حدث‬
‫تعديل في رسالة أو سياسة أو أهداف أي مؤسسة يتعارض مع الثقافة السائدة بداخلها‪ ،‬فإنه يتعذر‬
‫تطبيقه‪ ،‬وستواجه املؤسسة مقاومة من جانب العاملين‪ ،1‬والثقافة التنظيمية صعبة التغيير‬
‫وتتطلب مدة زمنية كبيرة لتعديلها‪ ،‬ذلك ألنها تتكون في مدة طويلة من الزمن‪ ،‬وخالصة القول أن‬
‫االستراتيجية يمكن أن تعكس جانب قوة أو ضعف وفقا للثقافة التنظيمية السائدة باملؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسات الوظائف األساسية للمؤسسة‪ :‬توجد باملؤسسة العديد من الوظائف األساسية‪،‬‬
‫وتختلف هذه الوظائف من مؤسسة إلى أخرى تبعا لنوع وحجم املؤسسة‪ ،‬ومن الوظائف التي توجد‬
‫باملؤسسة‪ :‬التسويق‪ ،‬اإلنتاج والعمليات‪ ،‬التمويل‪ ،‬املوارد البشرية‪ ،‬العالقات العامة‪...‬إلخ‪ ،‬وتمثل‬
‫جوانب القوة تلك الجوانب من الوظائف التي تستطيع أن تنافس بها املؤسسة في األسواق التي تبني‬
‫حولها استراتيجيتها‪ ،‬أما جوانب الضعف فهي الجوانب التي ال تستطيع املؤسسة أن تنافس بها ألنها‬
‫تحد من قدرتها على املنافسة‪ ،‬ويطلق على تحليل جوانب القوة والضعف للمجاالت الوظيفية اسم‬
‫تحليل املزايا التنافسية‪ ، competitive advantages‬وامليزة التنافسية ما هي إال ذلك الجانب الذي‬
‫يمكن املؤسسة من املنافسة بصورة أكثر فعالية في األسواق‪ ،2‬وفيما يلي سوف نتناول مختلف‬
‫الوظائف األساسية لعمل املؤسسة بالتفصيل‪:‬‬
‫‪ ‬ممارسات الوظيفة التسويقية‪ :‬تعد وظيفة التسويق بمثابة حلقة الوصل الرئيسية مع العميل‬
‫واملنافسة‪ ،‬ولذا ال بد من توجيه املزيد من االهتمام للمركز السوقي للمؤسسة‪ ،‬واملزيج التسويقي‪،‬‬
‫ويساعد تحديد املركز السوقي في التعرف على عمالء املؤسسة‪ ،‬ومن خالل بحوث السوق تتمكن‬
‫املؤسسات من تقسيم السوق إلى قطاعات‪ ،‬ويعتمد املزيج التسويقي للمؤسسة على تعريف القطاع‬
‫السوقي املستهدف حتى تنجح املؤسسة في تصميم السلعة املالئمة‪ ،‬وتقديمها بالسعر املناسب من‬
‫خالل منافذ التوزيع املناسبة‪ ،3‬ومعتمدة في ذلك على الحمالت الترويجية املخططة بدقة‪ ،‬وال بد من‬
‫األخذ في الحسبان أن لكل سلعة دورة حياة معينة تختلف باختالف املجتمع املستهدف‪ ،‬وطبيعة‬
‫الصناعة‪ ،‬باإلضافة إلى عدة متغيرات بيئية أخرى تلعب دورا حيويا في تحديد املراحل املختلفة لدورة‬
‫حياة السلعة أو الخدمة مثل التطور التكنولوجي‪ ،‬درجة توافر بعض املنتجات البديلة للمنتج ودرجة‬
‫قبول السوق للمنتج الجديد‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ 1‬نادية العارف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114‬‬


‫‪ 2‬إسماعيل محمد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kamel Hamdi , dignostic et redressement d’ entreprise , cs – salem , cheraga , Alger 2002 , p 64.‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫إن تقييم النشاط التسويقي للمؤسسة البد أن يتضمن تقييما ألربعة عناصر أساسية وهي مزيج املنتج‪،‬‬
‫والسعر‪ ،‬والترويج‪ ،‬والتوزيع وهي تلك الجوانب التي تمثل عناصر املزيج التسويقي‪ ،‬فاإلستراتيجيات التسويقية‬
‫تهدف إلى تحقيق أربعة أهداف أساسية وهي‪:1‬‬

‫‪ -‬تقديم سلعة أو خدمة مطلوبة من طرف املستهلك‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد السعر‪ ،‬الجودة‪ ،‬والصورة الذهنية التي يتوقعها كل من املستهلك واملؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد وسائل االتصال وأساليبه املختلفة للوصول إلى املستهلك املرغوب‪.‬‬

‫‪ -‬جعل السلعة أو الخدمة متوافرة في األماكن التي يتوقع املستهلك أن يجدها فيها‪.‬‬

‫‪ ‬ممارسات وظيفة التمويل‪ :‬إن املسؤولية الرئيسية لوظيفة املالية في املؤسسة هي توفير أفضل املوارد‬
‫املالية‪ ،‬وأفضل استخدام ممكن لتلك املوارد والرقابة عليها‪ ،‬وهي املسئولة عن توفير السيولة الالزمة‬
‫سواء من املصادر الداخلية أو الخارجية ( املحلية أو العاملية) وتخصيصها لالستخدامات املختلفة‪،‬‬
‫كما يقع على عاتق املسؤولين بهذه الوظيفة مسؤولية متابعة التدفقات النقدية وأسعار صرف‬
‫العمالت األجنبية‪ ،‬ويساعد مفهوم الرفع املالي ( نسبة إجمالي القروض إلى إجمالي األصول) في تحسين‬
‫وضع حملة األسهم العادية‪ ،‬حيث أن تمويل األنشطة من خالل طرح السندات يؤدي إلى رفع إجراء‬
‫السهم )‪ ( Eavning pershare‬ألن الفائدة املدفوعة على القرض تخصم من الدخل الخاضع للضريبة‪،‬‬
‫ويترتب على استخدام الرفع املالي ارتفاع نقطة تعادل املؤسسة عن ما إذا كان التمويل من املوارد‬
‫الداخلية فقط‪ ،‬وبالتالي يمكن النظر إلى الرفع املرتفع باعتباره نقطة قوة في فترات الرخاء والزيادة‬
‫املستمرة في املبيعات‪ ،‬أو نقطة ضعف في فترات الكساد وانخفاض حجم املبيعات‪ ،‬وتقوم اإلدارة‬
‫املالية بإعداد املوازنات الرأسمالية من خالل تحليل وترتيب االستثمارات املتاحة في األصول الثابتة‬
‫مثل األراض ي واملباني واآلالت‪ ،2‬وبصفة عامة تستخدم املؤسسات عدد من النسب املالية في القيام‬
‫بالتحليل الذي يهدف إلى معرفة موقفها املالي‪ ،‬فنسب الربحية توفر مؤهرات لقدرة املؤسسة على‬
‫استخدام املبيعات الجارية في تحقيق األرباح‪ ،‬ونسب السيولة تقيس قدرة املؤسسة على سداد‬
‫الديون القصيرة األجل عندما يأتي تاريخ استحقاقها‪ ،‬أما نسب الرفع فإنها تستخدم بغرض تقييم‬
‫موقف املؤسسة من الديون الطويلة األجل‪ ،‬أما نسب الكفاءة التشغيلية فهي مؤهر لقدرة املؤسسة‬
‫على استخدام مواردها في تحقيق املبيعات و األرباح‪ ،‬وبصفة عامة فإن حجم هذه النسب (سواء‬
‫كانت نسبة عالية جدا أو منخفضة جدا ) يعد مؤهرا على وجود بعض املشاكل في األداء و يتطلب‬
‫‪3‬‬
‫الوصول إلى أسباب هذه املشاكل القيام ببعض أنواع التحليل األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسات وظيفة البحث والتطوير‪ :‬يعد مدير وظيفة البحث والتطوير هو املسؤول أساسا عن‬
‫اقتراح االستراتيجية التكنولوجية للمؤسسة وتنفيذها في ضوء أهداف وسياسات املؤسسة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تشمل مهمة مدير وظيفة البحث والتطوير ‪:4‬‬

‫‪ 1‬إسماعيل محمد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.170-169‬‬


‫‪ 2‬نادية العارف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.116 -115‬‬
‫‪ 3‬إسماعيل محمد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.183‬‬
‫‪ 4‬أحمد القطامين‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية "مفاهيم وحاالت تطبيقية"‪ ،‬دار مجدالوي‪،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫اختيار التكنولوجيا املالئمة للمؤسسة من ضمن البدائل املتاحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫وضع أسلوب يتيح استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة في منتجات وعمليات جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستغالل الفعال للموارد املتاحة حتى يمكن تطبيق التكنولوجيا الجديدة بنجاح‪ ،‬ويجب على‬ ‫‪-‬‬
‫املسؤولين في املؤسسة توفير املوارد الالزمة إلجراء البحوث والتطوير‪.‬‬

‫وحاليا ينظر إلى حدة البحوث والتطوير في املؤسسة ( أي إنفاقها على البحوث والتطوير كنسبة من إيراد‬
‫املبيعات) كوسيلة أساسية للحصول على حصة سوقية في ظل املنافسة العاملية‪ ،‬وتؤثر طبيعة الصناعة على‬
‫حجم املنفق على البحوث والتطوير‪ ،‬فنجد أن الشركات املنتجة لبرامج الحاسب اآللي تنفق مبالغ باهظة على‬
‫البحوث والتطوير مقارنة بالشركات العاملة في مجاالت أخرى‪ ،‬كصناعة الورق مثال‪ ،‬ولالسترهاد في هذا املجال‬
‫ينبغي على املؤسسات أن تتبع منافسيها عند تحديد حجم اإلنفاق على البحوث والتطوير إال إذا تطلبت الخطة‬
‫االستراتيجية حجم إنفاق غير عادي‪ ،‬والواقع أن اإلنفاق على البحوث والتطوير ال يستلزم بالضرورة تحقيق‬
‫النتائج املرجوة‪ ،‬حيث أنه يمكن أن يكون هناك فجوة بين الكفاءة التكنولوجية والقدرة على االستخدام الفعال‬
‫لهذه التكنولوجيا‪ ،‬أي أن املؤسسة قد تنجح في تطوير تكنولوجيا حديثة إال أنها غير قادرة على نقل هذه‬
‫‪1‬‬
‫التكنولوجيا من املصنع إلى السوق‪ ،‬أي عدم قدرتها على تحويل هذه التكنولوجيا إلى سلع يمكن تسويقها‪.‬‬

‫* ويعد منحنى الخبرة من املفاهيم الجديرة بالذكر في هذا املجال ويشير منحنى الخبرة )‪،) Experience Curve‬‬
‫أو منحنى التعلم إلى أن تكاليف اإلنتاج الوحدوية تتناقص بنسبة ثابتة ( عادة من ‪ 20‬إلى ‪ ) %30‬مع تضاعف‬
‫عدد وحدات اإلنتاج‪ ،‬وتتفاوت هذه النسبة باختالف طبيعة الصناعة‪ ،‬باإلضافة إلى عدة متغيرات أخرى منها‪:‬‬
‫الفترة الزمنية التي يستغرقها الفرد في تعلم مهمة جديدة‪ ،‬اقتصاديات الحجم‪ ،‬التحسينات في العملية واملنتج‪،‬‬
‫واألسعار األقل للمواد الخام‪.2‬‬

‫عادة ما تستخدم املؤسسة منحنى الخبرة في تقدير تكاليف اإلنتاج في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إنتاج سلعة جديدة باألساليب والعمليات املتاحة حاليا‪.‬‬

‫‪ -‬عند إنتاج سلعة حالية باستخدام أساليب وعمليات جديدة‪ ،‬وبالرغم من أن مفهوم منحنى الخبرة استخدم‬
‫بداية في مجال السلع فقط‪ ،‬إال أنه يصطلح أيضا للتطبيق في مجال الخدمات‪.‬‬

‫‪ ‬ممارسات وظيفة املوارد البشرية‪ 3:‬تعتبر وظيفة املوارد البشرية من الوظائف املساندة في املؤسسة‪،‬‬
‫فهي تهتم بإعداد الخطط‪ ،‬وكل ما يتعلق بتسيير املوارد البشرية في املؤسسة‪ ،‬كما تقوم في نفس‬
‫الوقت بتنفيذ جزء من البرامج و الخطط‪ ،‬وتهتم هذه الوظيفة بمجموعة األنشطة املرتبطة بأفراد‬
‫املؤسسة من منطلق مجموعة من العناصر ( إدارة املؤسسة وأهدافها‪ ،‬البيئة و املجتمع‪ ،‬الوحدات و‬
‫املجموعات التنظيمية للمؤسسة‪ ،‬العوامل املؤثرة على الفرد من حيث الدوافع و القيم و الجهد)‪،4‬‬
‫ويتمثل الهدف الرئيس ي لوظيفة املوارد البشرية في تحسين درجة التوافق بين األفراد والوظائف‪ ،‬وكلما‬

‫‪ 1‬نادية العارف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪ 2‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ 3‬أحمد القطامين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 4‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.295‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫كان الفرد مالئما لطبيعة العمل كلما تحسن أداؤه‪ ،‬وارتفعت كفاءته وحاليا يلقى الجانب البشري‬
‫الكثير من االهتمام من املؤسسات‪ ،‬وبدأت بعض املؤسسات في االعتماد على فرق العمل املكونة من‬
‫العاملين في إدارة واحدة‪ ،‬أو من عدة إدارات‪ ،‬كما يوجه املسؤولون على وظيفة املوارد البشرية‬
‫اهتماما كبيرا لعالقاتهم مع النقابات املهنية والعمالية وللعمالة املؤقتة‪ ،‬وهناك اهتمام ملموس‬
‫بتحسين "جودة حياة العمل" في املؤسسة بالنسبة للعاملين من خالل تقديم فكرة املشاركة في حل‬
‫املشاكل‪ ،‬إعادة هيكلة العمل‪ ،‬تقديم نظم مكافآت مطورة‪ ،‬تحسين بيئة العمل‪ ،‬وإرساء ثقافة‬
‫‪1‬‬
‫االنضباط والنشاط‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسات وظيفة اإلنتاج والعمليات‪ 2:‬تعرف وظيفة اإلنتاج والعمليات بأنها تلك الوظيفة الخاصة‬
‫بإدارة املوارد الالزمة إلنتاج السلعة أو الخدمة التي تقوم املؤسسة بتقديمها إلى السوق‪ ،‬وتختص‬
‫االستراتيجيات الخاصة باإلنتاج بكل من الجودة والتكاليف‪ ،‬وخدمات املستهلك وفعالية اإلنتاج وزمن‬
‫االستجابة‪ ،‬ومن خالل هذه االستراتيجيات تصبح املؤسسة قادرة على خلق سمعة جيدة لها تميزها‬
‫عن باقي املنافسين لها في الصناعة‪ ،‬كذلك فإن االستراتيجيات اإلنتاجية عليها أن تهتم ببعض‬
‫الجوانب األخرى السابقة مثل التكنولوجيا واملواد األولية وتعميم استخدام اآلالت والتسهيالت‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وكذلك الرقابة على اإلنتاج‪ ،‬وباختصار فإن االستراتيجيات اإلنتاجية تتعلق بعملية اختيار‬
‫وتصميم وتحديث والرقابة على أنشطة املؤسسة الالزمة إلنتاج منتجات أو خدمات تعكس مستوى‬
‫الجودة والتكلفة والخدمة والفعالية اإلنتاجية‪ ،‬وجدولة اإلنتاج املرغوب فيها من املؤسسة‪.3‬‬
‫‪ -‬فاالختيار يتضمن تحديد املؤسسة لكل من املنتجات التي سوف يتم إنتاجها وللعمليات اإلنتاجية‬
‫املستخدمة واملعدات واآلالت التي سوف تستخدم‪ ،‬وكذلك القوى العاملة الالزمة لوضع الخطة‬
‫االستراتيجية للمؤسسة موضع التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬أما التصميم فيتضمن تصميم املنتجات والعمليات اإلنتاجية واملعدات واآلالت املستخدمة‬
‫والوظائف وطرق العمل ونظم الرقابة على اإلنتاج‪ ،‬بحيث يعد من االستراتيجيات اإلنتاجية الهامة‪،‬‬
‫وفي هذا الصدد فال بد وأن تقرر املؤسسة ما إذا كانت األوامر الخاصة بطلب منتجات معينة سوف‬
‫يتم تنفيذها على أساس الوظائف‪ ،‬أو دفعات‪ ،‬أو إنتاج نمطي كبير الحجم أو عمليات مستمرة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬أما فيما يخص التحديث فيتضمن مراجعة لنظام اإلنتاج في ضوء ضرورة إنتاج بعض املنتجات‬
‫الجديدة‪ ،‬أو ضرورة استخدام بعض الخدمات‪ ،‬أو العمليات اإلنتاجية الخارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬فالتغيير الذي يحدث في النظام اإلنتاجي يعكس استجابة املؤسسة ألي تغيرات تحدث في بيئتها‬
‫‪4‬‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬أما الرقابة على اإلنتاج فتعد من العمليات املستمرة في النظام اإلنتاجي وتتضمن وضع جداول اإلنتاج‬
‫وتحديد طرق التعامل مع اآلالت واملعدات والرقابة على العاملين في ميدان اإلنتاج‪ ،‬وتتضمن أيضا‬
‫عملية الجدولة وتحديد حجم العمل األمثل الذي ينبغي أن يؤدي على كل آلة‪ ،‬أو في كل قسم من‬
‫األقسام اإلنتاجية‪ ،‬وكذلك حجم اإلنتاج الذي يجب تحقيقه‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ 1‬نادية المعارف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.118‬‬


‫‪ 2‬إسماعيل محمد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.184 -183‬‬
‫‪ 3‬احمد القطامين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪4‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.137 -136‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫‪ ‬ممارسات وظيفة نظم املعلومات‪ 1:‬تتمثل املهمة الرئيسية للمسؤول على نظم املعلومات في تصميم‬
‫وإدارة املعلومات داخل املؤسسة بحيث تساهم في رفع اإلنتاجية وتحسين عملية اتخاذ القرارات‬
‫وذلك بتوفير املعلومات في الوقت املناسب والنوعية املناسبة‪ ،‬وينبغي جمع املعلومات وتخزينها‬
‫وتحليلها في هكل يساهم في اإلجابة على التساؤالت االستراتيجية التي تهم املسؤولين في املؤسسة‪،‬‬
‫والواقع أن أهمية نظم املعلومات في تزايد مستمر نظرا لدورها املؤثر على كل مرحلة من مراحل‬
‫التخطيط االستراتيجي‪ ،‬سواء في مرحلة التخطيط أو املتابعة أو الرقابة‪ ،‬ومن االتجاهات الحديثة في‬
‫مجال نظم املعلومات في املؤسسات هي التوسع في استخدام االنترنت في التسويق واالنترانت في‬
‫االتصاالت الداخلية‪ ،‬وتشير االنترانت ‪ Intranet‬إلى هبكة املعلومات داخل املؤسسة واملتصلة في ذات‬
‫الوقت باألنترنت ‪ Internet‬على مستوى العالم‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة ومستوى الكفاءات‪ :‬تعبر الكفاءات عن عملية اتخاذ املبادرة واملسؤولية على اتخاذ القرارات‬
‫وعن كافة موارد املؤسسة‪ ،‬وتكون من أجل غاية معينة لتحقيق األداء الجيد‪ ،‬وهي بذلك تعبر عن‬
‫مظهر اجتماعي وذكاء فردي وجماعي للحاالت املنتجة‪ ،2‬وتعرف الكفاءات على أنها مزيج املعارف‬
‫النظرية واملعارف العلمية والخبرة املمارسة‪ ،‬والتي تتم مالحظتها واالعتراف بها من خالل الوضعية‬
‫املهنية‪ ،‬وبتعبير آخر هي مجموعة املعارف العلمية والعملية التي تتوفر عليها املؤسسة والتي تعمل على‬
‫تقييمها وتطويرها‪ ،‬وتتم عملية تعبئة الكفاءات من خالل تعبئة الوسائل التشغيلية التي تحقق‬
‫الفعالية‪ ،‬وذلك عن طريق تجميع املوارد ووضعها تحت السيطرة‪ ،3‬وفحص برامج التدريب وجعلها‬
‫تحت وصاية املؤسسة‪ ،4‬ويشير كل من "هامل" )‪ (Hamel‬و "براهالد" )‪ (Prahalad‬إلى الكفاءات‬
‫األساسية والتي تمثل املعرفة الجماعية للتنظيم‪ ،‬حيث تسمح املؤسسة بنشر مجموع التكنولوجيا‬
‫واملعارف العلمية من أجل تكييف األنشطة بسرعة على السوق‪ ،‬وتتميز هذه الكفاءات بثالث‬
‫‪5‬‬
‫خصائص هي‪:‬‬
‫‪ -‬الكفاءات تمثل قيمة قوية في عيون العمالء‪ ،‬وهي ميزة كبيرة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬الكفاءات متماثلة في السوق‪ ،‬وواضحة للمؤسسة مقارنة باملنافسين‪.‬‬
‫‪ -‬الكفاءات مرنة‪ ،‬أي أنها تتميز بالبراعة واإلتقان في تقديم املنتجات الجديدة‪ ،‬والقيام بتحليل‬
‫الكفاءات‪ ،‬ويجب تنظيم الكفاءات األساسية للمؤسسة من خالل مالحظة األفراد في العمل‪ ،‬لتحديد‬
‫الكفاءات املهنية كمجموعة من املعارف العلمية والتطبيقية املوجودة لدى األفراد‪ ،‬وذلك قصد‬
‫‪6‬‬
‫الحصول على خريطة تفصيلية للكفاءات املتواجدة باملؤسسة‪.‬‬

‫‪ 1‬نادية العارف‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Bernard Galaubaud , si la GRH (était de la gestion), liaisons, vueil maison , paris, 2002, p174.‬‬
‫‪ 3‬أحمد باللي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.104‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Jean- François AUDROING, la décision stratégique, economica, paris,2000,p185.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪jean- lue ARREGLE et autre,les nouvelles approches de la gestion des organisation,‬‬
‫‪economica,paris,2000,pp147,148.‬‬

‫‪ 6‬عبد المليك مزهودة‪ ،‬المقاربة االستراتيجية لموارد المؤسسة أداء لضمان نجاعة األداء‪ ،‬الملتقى العلمي األول حول أهمية الشفافية‬
‫ونجاعة األ داء لالندماج الفعلي في االقتصاد العالمي‪ ،‬األوراسي‪ 31 ،‬ماي‪ 02- 01 ،‬جوان ‪ ،2003‬ص ‪.15‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫‪ .3‬التحليل الثنائي للعوامل الخارجية والداخلية ( ‪.) SWOT‬‬

‫إن تحليل الثنائي ( ‪ ) SWOT‬كما هو معروف يتناول فحص واستكشاف بيئتين تحكمان عمل مؤسسات‬
‫األعمال هما البيئة الداخلية والبيئة الخارجية ‪ .‬فهو من جانب يحاول فحص املنظومة الداخلية ملؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫األعمال لتحديد نقاط القوة التي تتميز بها نظم املؤسسة املختلفة ونقاط الضعف التي تعاني منها تلك النظم‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالبيئة الخارجية (بيئة الصناعة) فإن تحليل ( ‪ ) SWOT‬يتنبأ بالفرص التي توفرها البيئة‬
‫للمؤسسة وكذلك التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها من بيئة الصناعة‪.‬‬

‫إن محاولة اقتناص الفرص التي توفرها بيئة الصناعة للمؤسسة تتضمن بالتأكيد نسبة مخاطرة‪ ،‬إن كانت‬
‫بإنتاج سلعة أو خدمة جديدة أو الدخول في سوق جديد‪ ،‬التوسع بالسوق الحالية‪ ،‬أو زيادة التنوع بالسلع‬
‫والخدمات املقدمة ‪ .‬كما أن عملية مواجهة التهديدات التي قد تتعرض لها املؤسسة االقتصادية فيها جانب من‬
‫املخاطرة عند عدم اتخاذ اإلجراء املناسب بالوقت املناسب اعتمادا على نظام تنبؤ دقيق وكفء‪. 2‬‬

‫لذلك فإن التحليل الثنائي( ‪ ) SWOT‬يعتبر أداة تحليلية مهمة وضرورية لكل مؤسسات األعمال‪ ،‬ألنها تمكن‬
‫تلك املؤسسات من تحديد االتجاهات الضرورية لتحديد االستراتيجيات املناسبة في ظل التغيرات البيئية‬
‫‪3‬‬
‫املستمرة والعمل على تقليل املخاطر التي يمكن أن تتعرض لها ‪.‬‬

‫من خالل املفاهيم السابقة نستنتج أن التحليل الثنائي ( ‪ ) SWOT‬هو‪:‬‬

‫‪ -‬هو تحليل للعوامل الداخلية املتمثلة نقاط القوة والضعف‪ ،‬والعوامل الخارجية املتمثلة في الفرص‬
‫والتهديدات البيئية‪.‬‬

‫‪ -‬تحليل ( ‪ ) SWOT‬هو أداة مفيدة لتحليل الوضع العام للمؤسسة على أساس عناصر القوة والضعف‬
‫والفرص والتهديدات‪.‬‬

‫‪ -‬تحليل ( ‪ ) SWOT‬إنه أسلوب فعال ملعرفة وفهم نقاط قوتك ونقاط ضعفك‪ ،‬والنظر للفرص والتهديدات التي‬
‫تواجهها‪.‬‬

‫‪ -‬إنه إجراء تحليل ظرفي بنظرة أساسية للعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على املؤسسة االقتصادية‬
‫واستخدام املعرفة املكتسبة لتحسين وتنفيذ التخطيط ‪.‬‬

‫‪ -‬إن تحليل (‪ )swot‬والذي يتمثل في تحليل نقاط القوة و الضعف مع الفرص و التهديدات‪ ،‬يعد عملية هامة‬
‫ألنها املحدد األساس ي ألي استراتيجية يمكن للمؤسسة اتباعها‪ ،‬ويشمل هذا التحليل البحث املنظم واملرتب‬
‫للبيانات‪ ،‬ودراسة االتجاهات في الصناعة ومراجعة املعلومات الداخلية و الخارجية‪ ،‬هذا إلى جانب إمكانية‬
‫استخدام املسؤولين لحكمهم وآرائهم وخبراتهم السابقة‪ ،‬ومن املعلوم أن التهديدات و الفرص تقع في ظل عوامل‬

‫‪1‬‬
‫عبدد السدتار حسددين يوسددي تقدددير المخداطرة فددي د تحليد ‪ ) SWOT‬فددي المسسسدات العددناعيةي المدستمر الللمددي الددولي السددنو‬
‫السابع إدارة المخاطر واقتعاد الملرفةي كلية االقتعادي جاملة الزيتونةياألردني‪ 18-16‬أفري ‪2007‬يص‪.13‬‬

‫‪ 2‬عبد الستار حسين يوسف‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.14‬‬


‫‪ 3‬نادية العارف‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.177‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫بيئة الصناعة للمؤسسة والتي ال تخضع لسيطرة ورقابة املؤسسة‪ ،‬بينما تقع مواطن القوة والضعف فتقع في‬
‫‪1‬‬
‫ظل عوامل املحيط الداخلي التي تخضع إلى حد كبير لرقابة وسيطرة املؤسسة‪.‬‬

‫ومن األمثلة الشائعة على نقاط القوة و الضعف‪ ،‬الفرص والتهديدات اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬نقاط القوة ‪:‬‬

‫‪ -‬املؤسسة تقع في الربع األول من تصنيف الصناعة‪ -،‬املؤسسة تمتلك امتياز تنافس ي بارز‪.‬‬

‫‪ -‬هناك سبب يدعو الزبائن الختيار املؤسسة واستعمال منتجاتها‪.‬‬

‫‪ -‬عالقات زبائنية مربحة‪.‬‬ ‫‪ -‬توفير دخل جيد أو إضافة قيمة حقيقة للزبون‪،‬‬

‫‪ -‬معلومات زبائنية دقيقة وقواعد بيانات محددة بدقة‪ - ،‬تدفق نقدي مربح ‪.‬‬

‫‪ -‬عاملون ذووا أداء عالي الكفاءة ‪.‬‬ ‫‪ -‬مستلزمات مادية وتسهيالت جيدة‪،‬‬

‫‪ -‬سمعة ممتازة للنشاط االقتصادي وعالمة تجارية قوية‪ - ،‬املعرفة بالخدمة‪ ،‬السلعة والتكنولوجيا‪- ،‬‬
‫إمكانيات جيدة للدخول واستخدام قنوات التوزيع ‪.‬‬

‫‪ -2‬نقاط الضعف ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت املؤسسة مصنفة في الربع األخير في القطاع الصناعي‪ -،‬ال تمتلك املؤسسة ميزة تنافسية‪ -،‬الزبائن‬
‫يقصدون املؤسسة ولكن املؤسسة ال يمكنها إيصال طلباتهم‪.‬‬

‫‪ -‬املؤسسة ال تحقق ربحا مقبوال أو ربما تحقق خسارة‪ - ،‬محددات في السلعة ‪ /‬الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬معوقات الحجم وارتفاع كلف اإلنتاج‪ - ،‬اهتمام ضعيف بعالمة املؤسسة التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬محدودية املوارد املالية والتدفقات النقدية‪ - ،‬االعتماد على عدد محدود من العاملين‪.‬‬

‫‪ -‬خدمات توصيل ضعيفة وضعف السيطرة على الجودة‬

‫‪ -‬نقص في عمليات التوثيق واملعالجات املصاحبة لها‬

‫‪ -3‬الفرص‪:‬‬

‫‪ -‬توفر املجال لبناء عالقة املبيعات ‪ /‬األرباح ‪ /‬الدخل ‪.‬‬

‫‪ -‬توفر املداخل املناسبة للوصول إلى الزبائن الجدد أو تطوير مدخل للمزيد من العالقة مع الزبائن الحاليين ‪.‬‬

‫‪ -‬وجود اختراق ( تطور ) تكنولوجي يمكن استخدامه ‪.‬‬

‫‪-‬إمكانيات توزيع السلعة ‪ /‬الخدمة بكفاءة أعلى لتحسين العالقة مع الزبائن ‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.152‬‬


‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫ومن األمثلة العملية عن الفرص البيئية ‪:‬‬

‫‪ -‬زبائن جدد‪ - ،‬أسواق جغرافية جديدة‪ - ،‬التكنولوجيا الجديدة‪ -،‬مصادر تحكم إضافية‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة توزيع جديدة والبيع عن طريق اإلنترنت‪ - ،‬االستحواذ على املنافسين‪.‬‬

‫‪ -4‬التهديدات‪:‬‬

‫‪ -‬الخطر على وجود املؤسسة‪ - ،‬وجود مخاطرة بالنسبة لدخل ‪ /‬ربح املؤسسة ‪.‬‬

‫‪ -‬وجود خطر على استمرار السلعة ‪ /‬الخدمة أو العمليات في املؤسسة ‪.‬‬

‫‪ -‬خفض قيمة رأس املال ‪ /‬املبيعات للمؤسسة ‪.‬‬

‫ومن األمثلة العملية عن التهديدات البيئية ‪:‬‬

‫‪ -‬أنشطة املنافسين( خصومات السعر‪ ،‬إطالق منتج جديد‪ ،‬منتجات أرخص) ‪.‬‬

‫‪ -‬انحدار بالدورة االقتصادية ‪ /‬ارتفاع معدالت الفائدة‪ - ،‬مشاكل مع املجهزين تتعلق بالتوصيل ‪.‬‬

‫‪ -‬عدم تجديد عقود االمتياز أو خسارة في توزيع املنتجات ‪.‬‬

‫يربط نموذج ‪ SWOT‬بين تحليل نقاط القوة والضعف للمؤسسة والتهديدات والفرص املتاحة في السوق كما‬
‫يبين ذلك الشكل رقم(‪.)2‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬نموذج ‪ SWOT‬لتحليل العوامل الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫عوامل البيئة الخارجية‬

‫تهديدات ‪Threats‬‬ ‫فرص ‪Opportunities‬‬

‫ضعف ‪Weaknesses‬‬ ‫نقاط‬ ‫قوة ‪Strengths‬‬ ‫نقاط‬

‫عوامل البيئة الداخلية‬

‫املصدر‪ :‬سيد الهواري‪ ،‬القائد التحويلي‪ ،‬دار الجيل للطباعة‪،1999،‬ص‪.126‬‬


‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫يعتبر هذا النموذج التحليلي بمثابة تحليل للوضع الحالي واملستقبلي للمؤسسة وانعكاساته على استراتيجية‬
‫املؤسسة‪ ،‬وليس فقط مجرد وضع قائمة من التساؤالت لهذه العناصر األربعة‪ ،‬ويرى البعض بأن قياس جودة‬
‫‪1‬‬
‫التحليل الرباعي يكمن في استطاعة املؤسسة اإلجابة على التساؤالت‪ ،‬والتي من بينها‪:‬‬

‫*هل املؤسسة لديها نقاط قوة داخلية يمكن أن تبني عليها استراتيجية جيدة وتحقق النجاح؟‬

‫*هل املؤسسة لديها نقاط ضعف تجعلها عرضة لضغوط تنافسية قد تؤدي إلى فشلها؟ وهل يحول ذلك دون‬
‫اغتنام فرص جديدة؟ وما هي نقاط الضعف التي يجب التركيز عليها لتصحيحها من خالل االستراتيجية؟‬

‫*ما هي الفرص التي يمكن للمؤسسة بما لديها من موارد بشرية ومادية أن تغتنمها؟‬

‫*ما هي التهديدات التي يجب أن نقلق تجاهها أكثر؟ وما هو التحرك االستراتيجي املناسب لصياغة دفاع جيد‬
‫ضدها؟‬

‫يمـكن أن يستخدم هذا النموذج التحليلي لتنمية عدد من االستراتيجيات البديلة للمؤسسة‪ ،‬بحسـب نقاط‬
‫قوتها وضعفها والفرص والتهديدات التي تواجهها في بيئة الصناعة (استغالل الفرص وتجنب التهديدات)‪ ،‬من‬
‫ناحية أخرى تساعد املصفوفة املسؤولين على تحليل موقف مؤسساتهم وتنمية االستراتيجيات والتصرفات‬
‫بغرض تحقيق أهدافها ورسالتها بفعالية وكفاءة‪ ،‬كما يوضح ذلك الجدول رقم(‪.)2‬‬

‫من ثم فالبد على املسؤولين في املؤسسات‪ ،‬أن ال يعتمدوا على إبراز نقاط القوة فقط ويتجاهلوا وال يهتموا‬
‫بتحديد نقاط الضعف التي قد تعوق املؤسسة في تحقيق أهدافها االستراتيجية‪ ،‬ومنه فالبد من وجود تكامل‬
‫‪2‬‬
‫بين تحديد نقاط القوة والضعف مع تحليل الفرص والتهديدات املوجودة في بيئة الصناعة‪.‬‬

‫تجدر اإلهارة إلى أن املؤسسات الكبيرة ال تنتظر الفرص لتأتي إليها‪ ،‬بل في أغلب األحيان تبحث عنها وتخصص‬
‫أمواال معتبرة لخلقها واستثمارها وتعظيم املنافع املترتبة عن امتالكها‪ ،‬واملثال التالي يبين ذلك‪" :‬املوارد الضخمة‬
‫التي خصصتها هركة (‪ )Hitachi‬لـ‪ 80‬باحث متفرغ للدراسة والتطوير والبحث في مجال البيوتكنولوجيا‪ ،‬لكي‬
‫تحل محل املايكرو إلكترونيك في عدة تطبيقات ولفترة طويلة ومن أجل تقوية موقع هذه املؤسسة‪ ،‬من خالل‬
‫االستفادة الكاملة من مزايا اإلبداع التكنولوجي"‪.‬‬

‫نخلص في األخير إلى أن تحديد و إعداد االستراتيجيات التنافسية السليمة‪ ،‬ينطلق من التغيير الذي ينبع من‬
‫التهديدات والفرص املتواجدة في البيئة التي تنشط فيها املؤسسة‪ ،‬وذلك من خالل التحليل النظامي ملختلف‬
‫العوامل البيئية والتفاعالت التي تحدث فيما بينها‪ ،‬وهذا باالستناد إلى أهداف استراتيجية واضحة ومتناسبة مع‬
‫املوارد املتاحة للمؤسسة‪ ،‬أو مع امليزة االستراتيجية للمؤسسة‪ ،‬وهذا باألخص في ظل التحوالت السريعة التي‬
‫تعرفها الساحة العاملية على جميع األصعدة‪ ،‬وبالتالي تتعدد املخاطر وحاالت عدم التأكد املواجهة للمؤسسة‬
‫التي تنشط في ظل املنافسة الشرسة‪ ،‬التي تفرض على املؤسسة معرفة كل صغيرة وكبيرة في بيئة الصناعة‪،‬‬
‫والعمل على استغالل الفرص التي تتيحها أحسن استغالل وبطريقة أكثر مردودية وفعالية من منافسيها‬

‫‪ 1‬سيد الهواري‪ ،‬القائد التحويلي‪ ،‬دار الجيل للطباعة‪ ،1999 ،‬ص‪.127‬‬


‫‪ 2‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ورمضان فهيم غربية‪ ،‬التخطيط االستراتيجي‪ ،‬المكتبة العصرية‪،‬مصر‪،2006،‬ص‪.58‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ .........................................................‬املحور الرابع‪ :‬عوامل نجاح وفشل املشاريع املقاوالتية‬

‫املباهرين‪ ،‬كما تعمل على التخلص من التهديدات في السوق من خالل اليقظة املستمرة‪ ،‬األمر الذي يسمح‬
‫للمؤسسة بالتحديد الصحيح و الناجح لالستراتيجيات التنافسية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬نموذج التحليل الثنائي‪.‬‬

‫تقييم البيئة‬

‫نقاط الضعف‬ ‫نقاط القوة‬ ‫الداخلية‬ ‫تقييم‬

‫البيئة الخارجية‬

‫استراتيجيات إصالحية‬ ‫استراتيجيات هجومية‬ ‫الفرص‬

‫استراتيجيات انكماهية‬ ‫استراتيجيات دفاعية‬ ‫التهديدات‬

‫املصدر‪ :‬سيد الهواري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.128‬‬


‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫خطوات إنشاء مشروع مقاوالتي‪:‬‬

‫تمر املشاريع املقاوالتية قبل دخولها للسوق والعمل فيه على مجموعة من املراحل األساسية انطالقا من‬
‫البحث عن الفكرة ومصادرها إلى اعتماد الفكرة عن طريق االختيار املدروس والدقيق وصوال إلى انشاء مؤسسة‬
‫وفق شكل من األشكال القانونية للمؤسسات وفق التشريع املعمول به‪ ،‬وبعدها ينطلق املشروع في العمل‬
‫وتقديم مخرجاته للسوق كحلول ملشكالت معينة أو لتلبية حاجات ملحة‪ ،‬وفيما يلي سوف نستعرض بالتحليل‬
‫مختلف هذه الخطوات بالتفصيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االنتقال من الفكرة إلى الفرصة ‪ :‬في البداية يتواجد في ذهن الشخص املقاول مجموعة متنوعة من‬
‫األفكار التي يسعى إلى اختبار نجاعتها الختيار الفكرة املناسبة إلنشاء مشروع صغير‪ ،‬من خالل تحويل الفكرة‬
‫إلى منتج أو خدمة يمكن تقديمها بشكل غير مسبوق‪ ،‬ومعرفة مختلف عوامل النجاح التي تدفع باملقاول نحو‬
‫تجسيد فكرة بالشكل املطلوب‪ ،‬وعند االعتماد على فكرة معينة ويقع عليها االختيار يجب القيام بدراسة جدوى‬
‫هذه الفكرة وامكانية تطبيقها ونجاحها في امليدان‪ ،‬ويقصد هنا بدراسة الجدوى القيام بمجموعة من العمليات‬
‫التي تبدأ بتحديد املصادر التي يمكن االعتماد عليها في توفير البيانات واملعلومات الالزمة لها التي تلتزم من أجل‬
‫اتخاذ القرارات السليمة وصوال إلى تحديد مصادر التمويل واألفراد واملعدات الالزمة لتنفيذ الفكرة‪ ،‬ومعرفة‬
‫مدى تقديم املشروع لقيمة مضافة سواء بالنسبة للمقاول أو للمجتمع واالقتصاد‪.‬‬

‫‪ .1‬مراحل إيجاد الكفاا ‪:‬‬

‫‪ ‬توليد الكفاا ‪ :‬إن الوصول إلى فكرة املشروع الصغير هي نقطة البداية واألساس لنجاحه‪ ،‬فعندما‬
‫يصل شخص ما إلى فكرة معينة‪ ،‬فإنه يأخذ بعين االعتبار أن هذه الفكرة قابلة للتطبيق وممكن‬
‫تحويلها إلى مشروع واقعي وناجح‪ ،‬واألفكار الجيدة هي تلك املتناسبة مع البيئة والنابعة من شخص‬
‫املقاول نفسه ويعمل على تطويرها بذاته وليست املقلدة دون اعتبار للفوارق واملعطيات السائدة في‬
‫البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬صياغة الفكرة ‪ :‬يقصد بصياغة الفكرة القدرة على شرح الفكرة والتعبير عنها بشكل واضح يحدد‬
‫معاملها ويصف مكوناتها‪ ،‬ويتطلب التعبير عن الفكرة مشاركة اآلخرين حتى تنضج ويمكن وضع تعريف‬
‫لها‪ ،‬ثم تصنيفها وفقا ملجال النشاط‪ ،‬وفي هذه املرحلة يمكن أن يقترح املقاول ويدرس عدة صيغ أو‬
‫طرق للتعبير عن الفكرة مع وجود بعض االختالف بين هذه املقترحات أو الصيغ من أجل اعتماد‬
‫واختيار الصيغة املناسبة للفكرة‪ ،‬ويشترط أن تكون الفكرة‪:‬‬
‫‪ ‬قابلة للتجسيد‪.‬‬
‫‪ ‬واقعية‪.‬‬
‫‪ ‬مفهومة وواضحة املعالم ‪.‬‬
‫‪ ‬قابلة للقياس‪.‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫‪ ‬تقدم حلوال ملشكالت معينة أو تلبي حاجات جديدة‪.‬‬

‫حيث يجب أن ال تكون الفكرة املعتمدة غامضة أو مستحيلة التجسيد‪ ،‬بل يجب أن تكون فكرة واقعية ممكنة‬
‫التحقيق وفق اإلمكانات املتاحة والقدرات املتوفرة والوقت املتاح واملحدد من طرف املقاول ‪ ،‬إذ ال فائدة ترجى‬
‫من وضع أفكار يستحيل تحقيقها لعدم واقعيتها أو عدم الجدوى من العمل بها أو كونها نابعة من تخيالت‬
‫وهمية ال تمت للواقع بصلة‪ ،‬كما يجب أن تكون قابلة للقياس واملتابعة حتى تتم الرقابة عليها ومعرفة ما إذا‬
‫كان هناك نجاح في تنفيذها أو انحراف وجبت معالجته وتصحيحه للوصول إلى الهدف املنشود‪.‬‬

‫‪ ‬تقييم الكفاا ‪ :‬ليس بالضرورة أن تكون كل فكرة مشروعا ناجحا وأن تكون فرصة استثمارية جيدة‪،‬‬
‫بمعنى أنه ليست كل فكرة ترد إلى ذهنك من املمكن أن تتطور لكي تصبح فرصة استثمارية ملشروع‬
‫ناجح‪ ،‬فالفكرة مهما تحمس إليها صاحبها البد أن تخضع للتقييم حتى ال يؤدي هذا الحماس إلى‬
‫الفشل‪ ،‬ويتطلب ذلك إجراء فرز أولي سريع لألفكار أو إعداد أفكار جديدة أفضل‪ .‬لذا البد من خضوع‬
‫الفكرة للتقييم وفق معايير محددة تساعد على االختيار السليم للفكرة املناسبة‪ ،‬ويمكن تقييم الفكرة‬
‫من خالل املعايير الخمسة التالية‪:1‬‬
‫‪ ‬املعيا املالي ‪ :‬مرتبط بقدرة املقاول من النواحي املالية من خالل امتالك األموال أو قدرته‬
‫على توفير األموال من املصادر املالية الخارجية بهدف تحويل الفكرة إلى مشروع‪.‬‬
‫‪ ‬املعيا البشري‪ :‬أي امكانية الحصول على الكفاءات البشرية الالزمة لتنفيذ املشروع سواء‬
‫من ناحية املهارات والخبرات أو من ناحية الكم‪.‬‬
‫‪ ‬املعيا التسويقي ‪ :‬ويقصد باملعيار التسويقي جاذبية الفكرة وامكانية خلق الطلب في‬
‫السوق‪ ،‬وكذا الفترة الالزمة للتعريف باملنتجات والخدمات وامكانية تقبل السوق للمنتجات‬
‫أو الخدمات املقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬املعيار الشخص ي‪ :‬أي طموح املقاول ومستوى حماسه ورغبته في تنفيذ فكرته وتحويلها إلى‬
‫مشروع ناجح‪.‬‬
‫‪ ‬املعيا املعرفي ‪ :‬خاصة ما تعلق بكفاءة املقاول وخبراته ومعارفه الخاصة في مجال أو نشاط‬
‫املشروع‪.‬‬
‫‪ ‬اختيا الفكرة ‪ :‬بعد عملية التقييم تظهر لدى املقاول نتائج تقييم كل خيار على حدى وفق مؤشرات‬
‫ومعايير التقييم املختلفة‪ ،‬وهو ما يمكنه من تحديد الخيار املناسب وفق امكانياته وقدراته‪ ،‬بعدها‬
‫يقوم باستشارة أشخاص يملكون خبرات في مجال النشاط الذي وقع عليه االختيار‪ ،‬أو سبق لهم أن‬
‫عملوا في نشاطات وأسواق مشابهة لنشاط املشروع‪ ،‬فاالستشارة تساعد املقاول على تجنب مختلف‬
‫التهديدات أو األخطاء في التنفيذ‪ ,،‬ويجب على املقاول أن يقوم بترتيب األفكار وضع مخطط عمل يأخذ‬

‫‪1‬‬
‫خالد سليمان الراجحي‪ ،‬تحويل الفكرة إلى فرصة‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2012 ،‬ص ‪.07‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫بعين االعتبار األهداف واإلجراءات واألمور الواجب إنجازها لكل مرحلة من مراحل املشروع وفق عملية‬
‫تنظيمية واضحة املعالم تحدد فيها الوظائف واملسؤوليات واألفراد املنفذين ملختلف العمليات‪.‬‬
‫واختيار الفكرة يجب أن يتضمن العناصر التالية‪:‬‬
‫البحث عن العوامل األساسية للنجاح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة التطوير املتوقع لهذه العوامل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد وتقدير نقاط القوة والضعف للمشروع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع تصور مستقبلي للمشروع في ضوء استغالل نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الشال قم (‪ :)1‬مراحل تحويل الكفاا إلى كفرص‬

‫خالد سليمان الراجحي‪ ،‬تحويل الفكرة إلى فرصة‪ ،‬مكتبة امللك فهد الوطنية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،2012 ،‬ص ‪.08‬‬ ‫املصد ‪:‬‬

‫‪.2‬مصاد الكفاا ‪ :‬يستفيد املقاول من مختلف املعارف التي اكتسبها خالل فترات تكوينه أو خبراته التي تعلمها‬
‫أثناء ادائه لعمل معين أو وظيفة معينة‪ ،‬حيث تكون هذه املعارف والخبرات نقطة االنطالق لتفكيره املعمق‬
‫والدقيق للبحث في مشاكل وحاجيات املجتمع امللحة‪ ،‬والتي تتطلب توفير منتج أو خدمة لحل املشكلة أو تلبية‬
‫الحاجة‪ ،‬فيقوم املقاول باستخدام طاقاته العقلية والفكرية وخبراته امليدانية ويوجهها إليجاد فكرة مناسبة‬
‫ومختلفة تنتهي بإنجاز مشروع خاص يحقق به ذاته ويخدم به مجتمعه‪ ،‬ويمكن للمقاول الحصول على‬
‫املعلومات واألفكار األولية من جهات مختلفة أهمها السوق أو املجتمع الذي يعيش فيه خاصة ما تعلق‬
‫باملستهلكين واملؤسسات العاملة في السوق أو شبكات التوزيع املختلفة‪ ،‬وكذا نشاطه داخل مؤسسة معينة أو‬
‫‪2‬‬
‫مجهوداته البحثية في املخابر أو الجامعات ‪...‬الخ‪ ،‬ويمكن تناول هذه املصادر وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬املستهلكون املتواجدون في السوق‪ :‬وذلك بالبحث في حاجات املستهلكين امللحة‪ ،‬أو من خالل‬
‫آرائهم وانطباعاتهم على مختلف املنتجات والخدمات املتوفرة في السوق‪ ،‬والتي تتطلب مزيدا من‬

‫‪2‬‬
‫صندرة صايبي‪ ،‬محاضرات في إنشاء المؤسسة‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.15،16‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫التحسين أو التجديد وفق التطورات الحاصلة‪ ،‬فالتركيز والبحث في حاجات ومتطلبات الزبائن‬
‫قد يساعد املقاول في إيجاد أفكار ملشاريع جديدة تحقق أهدافه وتلبي حاجات الزبائن في السوق‪.‬‬
‫‪ ‬املؤسسات املتناكفسة في السوق‪ :‬حيث يقوم املقاول بعمليات مالحظة معمقة ملختلف املنتجات‬
‫والخدمات املعروضة في السوق وتقييم مدى تلبية الخدمات واملنتجات الحالية ملختلف‬
‫متطلبات املجتمع‪ ،‬وهو ما يسمح له بابتكار أفكار جديدة تساهم في تقديم خدمات أو منتجات‬
‫متميزة عن ما هو موجود حاليا في السوق‪ ،‬أي تحسين مستوى الخدمات واملنتجات الحالية من‬
‫حيث الجودة او أسلوب التسويق أو اساليب اإلنتاج املختلفة التي تساعد على تخفيض تكاليف‬
‫اإلنتاج مما يساعد على عرض املنتجات والخدمات بأسعار تنافسية تساهم في نجاح املشروع‬
‫املقاوالتي‪.‬‬
‫‪ ‬شباات ومناكفذ التوزيع‪ :‬يستعين املقاول باألفراد العاملين على مستوى مختلف شبكات التوزيع‬
‫في الحصول على معلومات قد تكون مصدرا ألفكار ناجحة مستقبال‪ ،‬فقرب رجال البيع والعاملين‬
‫في مختلف منافذ وشبكات التوزيع من املستهلكين من جهة واملؤسسات العاملة في السوق من‬
‫جهة ثانية يمكنهم من امتالك معلومات هامة قد تشكل لبنة أساسية ألفكار مقاوالتية تنتهي‬
‫بإنجاز مشروع مقاوالتي ناجح ومتميز‪.‬‬
‫‪ ‬القوانين والتشريعات الحكومية املنظمة للسوق‪ :‬في بعض األحيان تقوم الحكومات بتعديالت‬
‫وإصالحات خاصة بصناعة ما‪ ،‬فيستغل املقاول تلك التشريعات واإلصالحات في البحث عن‬
‫أفكار ملشاريع تتوافق مع تلك اإلصالحات‪ ،‬أو أفكار ملشاريع تنتج منتجات او خدمات جديدة‬
‫تفرضها تلك التشريعات أو اإلصالحات‪ ،‬لتتحول تلك األفكار في النهاية إلى مشاريع تحقق نجاحات‬
‫غير مسبوقة‪.‬‬
‫‪ ‬نشاطات البحث والتطوير‪ :‬يستطيع املقاول إيجاد أفكار املشاريع من خالل نشاطات البحث‬
‫الفردية أو الجامعية‪ ،‬سواء من خالل مساره التعليمي أو عمله في مخبر أو مؤسسة اقتصادية أو‬
‫عمومية‪ ،‬فعمليات البحث والتطوير دائما ما تساهم في ظهور الخدمات واملنتجات الجديدة من‬
‫خالل مشاريع متميزة تحقق ارباح احتكارية لفترات طويلة‪ ،‬وقد تولد فكرة املشروع نتيجة‬
‫االبتكارات التقنية الناتجة عن األبحاث العلمية أو التكنولوجية خاصة على مستوى املؤسسات‬
‫الكبيرة التي تخصص جزءا من مواردها لإلبداع واالبتكار‪ ،‬كما أن بعض الجامعات ومراكز‬
‫البحث ال تقوم باالستثمار التجاري وإنما تقدم ابداعات وأفكار جديدة يمكن الحصول عليها‬
‫الستثمار نتائج البحث في مؤسسات جديدة‪ ،‬كما تسجل فيها براءات اختراع تحميها من التقليد‬
‫والسرقة‪.‬‬
‫‪ ‬الزمات واملو اقف الطا ئة ‪ :‬قد تلعب األزمات أو املواقف الطارئة دورا مهما في توليد أفكار لدى‬
‫بعض األشخاص إلنشاء مؤسسات صغيرة‪ ،‬من خالل دراسة أسباب األزمة ومراقبة النقائص‬
‫التي تولدها‪ ،‬فهذا الرفض لهذه املواقف يؤدي إلى تبني أفكار استثمارية‪.‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫‪ ‬الكفاا املأخوذة من السفريات والزيا ات ‪ :‬إن السفر إلى خارج االقتصاد يمنح لألفراد فرصة‬
‫إليجاد أفكار استثمارية من خالل اكتشافهم لسلع وخدمات غير معروفة في البلد الذي يعيشون‬
‫فيه‪ ،‬وطريقة إنتاج أو أسلوب في التنظيم أو غيرها من األمور غير املعروفة في مجتمعاتهم فتتولد‬
‫لديهم فكرة إدخال هذه األمور الجديدة‪.3‬‬
‫‪ ‬السياسة االقتصادية في الدولة ‪ :‬قد تؤدي املشاكل التي تعترض عملية التنمية إلى تبني‬
‫سياسات اقتصادية من طرف الدولة الغاية منها تشجيع إقامة مشاريع جديدة في قطاعات معينة‬
‫أو تقديم دعم لألفراد على إقامة مشاريع ما يحفزهم على إظهار أفكارهم وتطلعاتهم املستقبلية‬
‫في بناء مشاريع مقاوالتية ناجحة‪ ،‬مما يجعل هذه السياسات مصدرا لألفكار االستثمارية‪.‬‬
‫‪ ‬تشا ك الكفاا ‪ :‬في بعض األحيان ال يمتك الفرد فكرة مقنعة أو جاهزة للتحليل‪ ،‬مما يدفعه‬
‫للبحث عن الفكرة أو االعتماد على اآلخرين‪ ،‬وذلك بالدخول مع شخص ما يملك فكرة مغرية في‬
‫شراكة ‪ ،‬أو إبرام عقد استغالل أو براءة اختراع‪... .‬‬
‫‪ ‬اإلبحا في وسائل اإلعالم والشبكة العنكبوتية ‪ :‬إن الحصول على أفكار من هذا النوع يتطلب‬
‫االطالع الواسع واملستمر للدوريات املجالت واالعالنات املتخصصة على شبكة االنترنت‪ ،‬وكذلك‬
‫زيارة املعارض االقتصادية وغرف التجارة واملهرجانات الكتساب األفكار واالستفادة كن الخبرات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.3‬طرق إنشاء الكفاا ‪:‬‬

‫‪ ‬حلقات النقاش أو مجموعات التقا ب ‪ :‬تستخدم حلقات النقاش في العديد من األغراض‪ ،‬حيث‬
‫يجري تعيين املدير للجلسة التي تتكون عادة من مجموعة من األفراد يبلغ تعدادها ما بين ثمانية إلى‬
‫خمسة عشر فردا‪ ،‬ويتم املناقشة من خاللها بعمق وبحرية وانفتاح كامل ويجري ‪ -‬عادة في مثل هذا‬
‫النوع من الجلسات طرح األفكار ومناقشتها وتقييمها من أجل الوصول إلى قرارات مرتبطة بالنشاطات‬
‫واملنتجات أو الخدمات الجديدة‪ ،‬أو املفاهيم الجديدة من خالل تحليل النتائج‪ ،‬بعد طرح أسئلة من‬
‫أجل استقطاب اإلجابة من طرف الحاضرين‪.‬إضافة إلى ذلك فإنه إلنشاء أفكار جديدة تعتبر‬
‫مجموعة التقارب طريقة جيدة للفرز االبتدائي ملختلف األفكار واملفاهيم األولية‪ ،‬فهذا األسلوب‬
‫يتضمن العديد من اإلجراءات والطرق الخاصة لتحليل وتقديم النتائج بطريقة أكثر كمية‪ ،‬ومن خالل‬
‫هذه التقنية أصبح أسلوب حلقات النقاش أو مجموعات التقارب الطريقة األكثر استعماال إليجاد‬
‫‪5‬‬
‫األفكار الجديدة خاصة املرتبطة باملشاريع املقاوالتية واملؤسسات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬العصف الذهني ‪ :‬يساعد العصف الذهني على تقديم األفكار الجديدة بصورة جماعية في محاولة‬
‫للوصول إلى حلول جديدة وأنماط جديدة من املنتجات والخدمات‪ ،‬ويتم ذلك من خالل جلسة‬

‫‪3‬‬
‫أوس نايف الطيف‪ ،‬إدارة المشروعات إزاء اتجاهات التغيير والتطوير للفرص االستثمارية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة حضر موت‪،‬‬
‫فلسطين‪ ،2009 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Luc de Brandere, Le management des idées, Dunod, Paris, 1998, P 151.‬‬
‫‪5‬‬
‫صندرة صايبي‪ ،‬محاضرات في إنشاء المؤسسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫مفتوحة يشارك فيها مجموعة من األفراد في طرح األفكار بحرية‪ ،‬من أجل تطوير مجموعة من األفكار‬
‫الجدية‪ ،‬ويعتمد هذا األسلوب على اتباع القواعد التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ال يجوز تأييد أو نقد األفكار املطروحة‪.‬‬
‫‪ ‬طرح األفكار بكل حرية وبساطة‪ ،‬وال يجوز استخدام لغة الهيمنة‪.‬‬
‫‪ ‬كلما كثرت األفكار كانت الفرصة للوصول إلى نتيجة أفضل‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز تطوير األفكار املطروحة أو البناء على أفكار اآلخرين‪.‬‬
‫فأسلوب العصف الذهني يجب أن يكون بحرية وعفوية دون سيطرة أي طرف على األفكار املطروحة‬
‫بشكل أوسع قدر املستطاع‪.‬‬
‫‪ ‬أسلوب تحليل املشاكل ‪ :‬يعتبر أسلوب تحليل املشاكل من األساليب الناجحة للحصول على األفكار‬
‫والحلول الجديدة من خالل التركيز على املشاكل القائمة‪ ،‬خاصة عندما تحلل املشاكل التي تتعلق‬
‫بمنتج أو خدمة معروفين مما يسهل محاولة الوصول إلى األفكار الجديدة التي تقود إلى تطوير املنتج‬
‫الجديد‪.‬‬

‫‪.4‬الكفاا الصحيحة والخاطئة‪ :‬على املقاول أن يميز بين الكثير من األفكار ويقوم بتحليلها بصفة دقيقة‪ ،‬ومن‬
‫املمكن أن يستعين املقاول بنصائح ذوي الخبرة في املجال‪ ،‬فال توجد أفكار صحيحة بشكل مطلق وال أفكار‬
‫خاطئة بشكل مطلق‪ ،‬فاألمر هنا يبقى مرهون بمختلف الظروف البيئية املحيطة واإلمكانيات الخاصة باملقاول‪،‬‬
‫ونجد في الغالب املقاولين يعتمدون بشكل كبير على تحليالتهم الخاصة دون اللجوء على االستشارة‪،‬‬
‫فالتخطيط الفردي قد يؤدي باملقاول إلى عدم االستفادة من بعض النصائح الخارجية التي قد تساهم في نجاح‬
‫املشروع بشكل أفضل‪ ،‬وبعد الوصول إلى الفكرة الصحيحة يجب على املقاول اختبار امكانية تجسيد هذه‬
‫‪6‬‬
‫الفكرة في أرض الواقع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الد اسة االقتصادية واملالية للمشروع‪.‬‬

‫سواء كان األمر يتعلق بإنشاء مشروع جديد أو شراء مشروع قائم‪ ،‬فإن الدراسة االقتصادية واملالية للمشروع‬
‫مهمة جدا‪ ،‬كونها عامل جوهري يساعد على التعرف على السيناريوهات الضرورية والتي سيواجهها املشروع‬
‫أثناء نشاطه وأهم هذه الدراسات‪:‬‬

‫‪ .1‬د اسة السوق ‪ :‬تعتبر دراسة السوق مهمة في اإلعداد إلنشاء مشروع وتتضمن هذه الدراسة‪:7‬‬

‫‪ ‬الد اسة التسويقية ‪ :‬تعتبر دراسة الطلب على منتجات املشروع من أهم عناصر الدراسة التسويقية‬
‫وهي الحجر األساس الختبار الفكرة االستثمارية‪ ،‬وتتضمن هذه الدراسة النقاط التالية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Philippe Gorre, Guide de créateur d'entreprise, 13éme édition, Les presses du management, Paris,‬‬
‫‪1996, P .53.‬‬
‫‪7‬‬
‫ثابت عبد الرحمان إدريس‪ ،‬بحوث التسويق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.169 ،168‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫دراسة العوامل املحددة للطلب والعرض بالنسبة للمنتج الذي سيقدمه املشروع الجديد_ ‪.‬‬

‫التعرف على هيكل السوق وحجمه وخصائصه واإلجراءات املنظمة للتعامل فيه_ ‪.‬‬

‫تحليل العرض السابق ولحالي من حيث مصدره مستورد أو إنتاج محلي‪ ،‬حجم املبيعات‪ ،‬مدى استقرار‬
‫األسعار‪ ،‬السياسات_ التسويقية للمنافسين‪... .‬‬

‫تقدير نصيب املشروع في السوق على ضوء الطلب والعروض وظروف املشروع أمام املنافسين له وتحديد معالم‬
‫السياسة التسويقية_ املقرر اتباعها‪.‬‬

‫‪:‬و من خالل تحليل السوق فإن املقاول يقوم بتحليل مجموعة مت العناصر املهمة‪ ،‬منها‬

‫•البيئة االقتصادية ‪ :‬مثل القدرة الشرائية لدى العمالء املحتملين‪ ،‬وهل من السهل التوصل إليهم‪ ،‬وأساليب‬
‫إنفاقهم‪.‬‬

‫•البيئة االجتماعية ‪ :‬مثل أعمار العمالء‪ ،‬وتركيبة األسرة‪ ،‬عدد األطفال وأماكن تمركزهم‪ ،‬إلخ‪... .‬‬

‫• التحليل الرباعي ) ‪ :(SWOT‬وهو تحليل يقصد به التعرف على أربعة اعتبارات أساسية وهي ‪ :‬نقاط القوة‬

‫للمقاول‪ ،‬نقاط الضعف‪ ،‬الفرص املتاحة عند انطالق املشروع‪ ،‬والتهديدات التي قد تواجه املشروع‪ ،‬وتسمى‬
‫) ‪ (SWOT‬لتعني اختصار الحروف األولى للكلمات االنجليزية ‪(Strenght-Weakness-Opportunities-‬‬
‫) ‪ ، Threat‬ويمكن تحليل هذه النقاط كما يلي‪:‬‬

‫نقاط القوة ‪ :‬هي الخصائص والصفات التي سيتميز بها املشروع املستقبلي بحيث تجعله قويا مقارنة‬
‫باملشروعات األخرى ‪ ،‬وأمثلة من نقاط القوة التي يمكن للمشروع املستقبلي االعتماد عليها لنجاحه التميز في‬
‫الجودة‪ ،‬التميز في السعر‪ ،‬التميز بنوع الخدمة‪ ،‬القرب من السوق أي املوقع املالئم‪ ،‬انخفاض التكلفة وعيرها‬
‫من العوامل التي تساهم في نجاحه‪.‬‬

‫نقاط الضعف ‪ :‬هي الخصائص والصفات واألشياء التي يمكن أن يعاني منها املشروع املستقبلي‪ ،‬وتقيم على أ ا‬
‫سلبيات تضعف موقف املشروع مقارنة باملشاريع املنافسة‪ ،‬ومن أمثلة نقاط الضعف التي يمكن أن يعاني منها‬
‫املشروع املستقبلي‪ ،‬ارتفاع تكلفة االعتماد على مورد واحد‪ ،‬محدودية الزبائن‪ ،‬عدم توفر املهارات الالزمة‪.‬‬

‫الفرص ‪ :‬هي مجمل التطورات املستقبلية التي ستؤثر إيجابا في نجاح املشروع‪ ،‬وتسمح للمقاول باالستفادة من‬
‫نتائجها لصالح املشروع‪ ،‬وكأمثلة عن هذه الفرص ‪ :‬خروج بعض املنافسين من السوق‪ ،‬النجاح في دخول‬
‫أسواق جديدة غير األسواق التقليدية ‪ ،‬االستفادة من تطور أو ابتكار أو اكتشاف ما‪ ،‬التوسع في املشروع‬
‫ليشمل مجاالت وأنشطة جديدة‪.‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫التهديدات‪ :‬هي الوقائع واألحداث التي يمكن أن تحدث مستقبال وتؤثر سلبا على املشروع املستقبلي‪ ،‬وعلى إدارة‬
‫املشروع في كيفية التعامل معها بجدية‪ ،‬ومن التهديدات املحتملة ظهور منافسين جدد في الوقت القريب‪ ،‬ظهور‬
‫سلعة بديلة للسلع التي ينتجها املشروع‪ ،‬اختفاء سلعة مكملة ملنتجات املشروع‪ ،‬استصدار قوانين وتشريعات‬
‫غير مالئمة وليست في صالح املشروع‪.‬‬

‫‪ ‬مصاد ومحتوى الد اسة التسويقية ‪ :‬وتتضمن هذه املعلومات ما يلي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬املعلومات الثانوية ‪ :‬هي عبارة عن بيانات سبق جمعها وتحليلها وتفسيرها ونشرها عن طريق اآلخرين‬
‫ألغراض قد تختلف عن أغراض الدراسة ‪ ،‬وتتمثل مصادر هذه املعلومات فيما يلي‪:‬‬

‫الهيئات الحكومية ‪ :‬مثل الهيئات الوطنية لإلحصاء والدراسات االقتصادية والبنوك وغرف التجارة والصناعة‬
‫‪.....‬وغيرها_ ‪.‬‬

‫الجهات الداعمة إلنشاء املؤسسات ‪:‬هناك جهات داعمة ومتخصصة في كل دولة لدعم املقاولين واملؤسسات‬
‫الصغيرة‪ ،‬تعمل على تقديم املعلومات وشرحها بدون مقابل‪.‬‬

‫الهيئات الخاصة ‪ :‬كالشركات املتخصصة في الدراسات‪ ،‬والنقابات الوظيفية واالستعالمات التجارية‪.‬وغيرها‪،‬‬


‫وتعطي معلومات تقنية وسياسية واقتصادية وقانونية وتجارية‪.‬‬

‫وسائل اإلعالم ‪:‬مثل املقاالت‪ ،‬الصحف‪ ،‬حصص الراديو‪ ،‬التلفزيون‪ ،‬منتديات االنترنت_ ‪... .‬‬

‫املقابالت الشخصية والبحث عن الخبرات ‪ :‬ليس هناك ما يضاهي التحدث واالحتكاك مع األشخاص‬
‫املرتبطين بنشاط املشروع موضوع الدراسة والذين لديهم خبرة‪.‬‬

‫املناكفسين ‪:‬من خالل الوثائق التجارية التي تنشرها بعض املؤسسات ( مجلة املؤسسة‪ ،‬لوحات تقديم منتج ‪...).‬‬

‫ب ‪ -‬املعلومات الولية ‪ :‬وتضم‬

‫تقنيات كمية ‪ :‬غايتها األساسية هي قياس السلوكيات أو اآلراء من خالل استعمال تقنية االستبيان_ ‪.‬‬

‫تقنيات كيفية ‪:‬الغاية منها هو اإلجابة عن السؤال ‪ :‬ملاذا؟_ ‪.‬‬

‫‪-‬توصيف سوق السلعة التي سينتجها السوق باإلحاطة بمختلف العوامل املؤثرة فيه‪.‬‬

‫‪-‬دراسة الطلب على السلعة التي سينتجها املشروع‪.‬‬

‫‪-‬تسعير السلع التي سينتجها املشروع‪.‬‬


‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫‪-‬التنبؤ باملبيعات وتقدير االتجاه العام لها الذي على أساسه يتم تقرير نشاط املشروع من إنتاج‪ ،‬تسويق‬
‫وتمويل‪ ،‬املخزون ومستلزمات اإلنتاج‪.‬‬

‫وعلى أساس هذه الدراسة يتم تحديد االستراتيجية التسويقية والتي يهدف املقاول من خاللها إلى اختيار الزبائن‬
‫وتقدير اإلمكانيات املالية والبشرية والتقنية للبحث في كيفية التموقع في السوق بصورة مميزة مقارنة مع‬
‫املشاريع املنافسة ‪.‬وتحديد عناصر املزيج التسويقي املالئم للمشروع‪.‬‬

‫‪.2‬الد اسة الفنية والهندسية‪ :‬وتضم‪:‬‬

‫‪ ‬الد اسة الفنية ‪ :‬وتتضمن الدراسة الفنية ما يلي‪:8‬‬

‫‪-‬تقدير حجم املشروع وطاقته اإلنتاجية ‪:‬ويعني عدد الوحدات من املنتج املمكن إنتاجها خالل فترة زمنية‬
‫محددة‪ ،‬واملعبرة عن العمر االفتراض ي للمشروع موضوع الدراسة‪.‬‬

‫‪-‬اختيا موقع املشروع ‪:‬يمثل قرار اختيار وتحديد املشروع من القرارات األساسية في دراسة إمكانية إقامة‬
‫املشروع‪ ،‬وذلك ملا يترتب عليه من نتائج يمتد تأثيرها لفترة طويلة من الزمن يصعب تحديدها‪ ،‬وبالنسبة الختيار‬
‫املوقع يجب أن ينصب االهتمام على مسألة تدنية التكاليف مع عدم إغفال العوامل األخرى مثل عناصر‬
‫اإلنتاج واأليدي العاملة وسوق تصريف املنتج ‪ ،‬واالعتبارات االجتماعية والطبيعية والقرب من املشاريع‬
‫األخرى ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪-‬تحديد نوع اإلنتاج والعمليات اإلنتاجية ‪:‬يقصد بنوع نظام اإلنتاج سواء كان نظاما مستمرا أو نظام اإلنتاج‬
‫حسب الطلب أو نظام اإلنتاج املتغير‪ ،‬أما بالنسبة لتحديد العمليات اإلنتاجية الهدف منه تحديد األنشطة‬
‫واملراحل اإلنتاجية املختلفة املستخدمة في تحويل املدخالت إلى مخرجات تامة ونهائية‪ ،‬ويرتبط بمسألة الفن‬
‫االنتاجي ‪ ،‬كما يجب إعطاء أهمية خاصة ملسألة املفاضلة بين األساليب التكنولوجية املتاحة‪.‬‬

‫‪-‬اختيا اآلالت واملعدات ‪:‬يرتبط اختيار اآلالت واملعدات بالنقطة السابقة إلى حد كبير‪ ،‬ففي ضوء ما تفض ي‬
‫إليه عملية تحديد النظام اإلنتاجي والعمليات اإلنتاجية‪ ،‬يتقرر نوع اآلالت واملعدات الواجب استخدامها والتي‬
‫تتناسب مع طبيعة املنتج‪.‬‬

‫‪-‬التخطيط الداخلي للمشروع ‪:‬ويقصد به وضع التصاميم الهندسية سواء ما يتعلق باألعمال املدنية أو‬
‫امليكانيكية‪ ،‬بمعنى تحديد مواقع ومواصفات األبنية الخاصة باإلدارة واملخازن وورش العمل ومراكز التدريب‬
‫والصيانة والتخطيط الداخلي الناجح ألي مشروع‪ ،‬بحيث يضمن قنوات اتصال سهلة وسريعة ورخيصة بين‬
‫جميع الوحدات داخل املشروع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Claude Annie Duplat, Pour gérer une entreprise à croissance rapide, Les éditions d'Organisation,‬‬
‫‪Paris, 2002, P 164.‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫‪ ‬د اسة الجوانب املالية للمشروع ‪ :‬أين يتم دراسة مختلف االحتياجات املالية املتوقعة لالنطالق في‬
‫‪9‬‬
‫املشروع‪ ،‬ويمكن إيجازها على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬التااليف الرأسمالية ‪ :‬وهي تكاليف مرتبطة باختيار املوقع‪ ،‬البنايات والخدمات املرتبطة بها‪،‬‬
‫التكاليف الخاصة باآلالت واملعدات‪ ،‬وتكاليف شراء وتركيب األثاث واللوازم املكتبية‪.‬‬
‫‪ ‬تااليف التأسيس ‪ :‬وتضم كل من التكاليف الخاصة بالعمليات التأسيسية للمشروع‪،‬مصاريف‬
‫الدراسات األولية املختلفة‪ ،‬تكاليف براءة االختراع والعالمة التجارية‪ ،‬تكاليف االنطالق‪ ،‬مخصصات‬
‫احتياطات الطوارئ ملواجهة التغيرات في التكاليف الرأسمالية‪.‬‬
‫أس املال العامل االبتدائي ‪ :‬حيث يخصص هذا النوع من رأس املال لسد الفجوة بين اإليرادات‬ ‫‪‬‬
‫واملصروفات النقدية التي تنشأ بسب عدم قدرة املشروع في بداية نشاطه على تحقيق إيرادات نقدية‬
‫كافية ملواجهة مصروفاته النقدية‪ ،‬خاصة وأن الفترة األولى للنشاط تكون فيها التكاليف الثابتة‬
‫مرتفعة مقارنة بحجم اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬تااليف التشغيل والنشاط ‪ :‬حيث تتضمن مستلزمات املواد األولية ومصاريف مواد الطاقة‬
‫املختلفة ‪ ،‬األجور والرواتب‪ ،‬املكافآت والحوافز‪ ،‬الصيانة‪ ،‬اإليجارات‪،‬مصاريف عمليات البحث‬
‫والتطوير‪ ،‬التأمين على العمال واملمتلكات‪ ،‬مصاريف التسويق خاصة ما تعلق بالدعاية للمشروع‬
‫ومنتجاته‪ ،‬الضرائب‪ ،‬واالتصاالت ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬احتياجات املشروع من القوى العاملة ‪ :‬أين يتم وضع مخطط مفصل لالحتياجات البشرية على‬
‫أساس إداري‪ ،‬فني‪ ،‬خدمي‪ ،‬كما يجب أن يحدد وبشكل دقيق ومفصل التعداد املطلوب من الكفاءات‬
‫واألجور السنوية املناسبة لها‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير احتياجات املشروع من املواد الخام ومستلزمات اإلنتاج ‪ :‬وذلك كما ونوعا وكذا أسعار هذه‬
‫االحتياجات‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار الفواقد التي تحصل أثناء عملية اإلنتاج‪ ،‬أو أثناء عمليات‬
‫التخزين والنقل‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير عمر املشروع ‪ :‬في غالب األحيان يقوم املقاول بوضع تقدير خاص لعمر املشروع‪ ،‬مع امكانية‬
‫تطوير وتنمية املشروع الصغير ليتحول إلى مؤسسة كبيرة‪ ،‬ويجب أن يكون هناك عمر للمشروع يحدد‬
‫مقدما وعلى أساس فترة زمنية أو عدد معين من السنوات‪ ،‬واملهم هو تحديد العمر االقتصادي وليس‬
‫العمر التشغيلي في حالة اختالفهما‪ ،‬فالعمر التشغيلي للمشروع ينتهي عندما تصبح تكاليف صيانة‬
‫املوجودات أكبر من أن تغطيها إيرادات اإلنتاج في املشروع‪ ،‬بينما العمر االقتصادي للمشروع ينتهي‬
‫عندما تصبح القيمة الحالية للتدفقات النقدية الداخلة من جراء تشغيل املشروع في املدة املتبقية‬
‫من عمره التشغيلي أقل من القيمة البيعية للمشروع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Emanuel Monod, La méthode business plan pour la gestion de vos projets, Editions d'Organisation,‬‬
‫‪Paris, 2003, p p 71,72.‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫‪ ‬تحديد مصاد التمويل ‪ :‬من املهم جدا اختيار مصادر التمويل املالئمة للمؤسسة املستقبلية ‪ ،‬لذا‬
‫فإن املقاول أن يكون حريصا على االطالع على مختلف مصادر التمويل املمكنة الختيار األسلوب أو‬
‫األساليب املناسبة لتمويل مشروعه‪ ،‬ويمكن اختصار هذه املصادر فيما يلي‪:‬‬
‫مصادر التمويل الداخلية‪ :‬وتمثل املوارد املالية املوضوعة تحت تصرف صاحب املشروع سواء كانت‬ ‫‪-‬‬
‫أمواله الخاصة أو ممتلكات عينية إضافة إلى مساهمات الشركاء إن وجدوا‪.‬‬
‫مصادر التمويل الخارجية‪ :‬واملتمثلة في البنوك واملؤسسات املالية التي تمنح قروض القروض بمختلف‬ ‫‪-‬‬
‫أنواعها باإلضافة إلى املوردين املتعاقدين مع صاحب املشروع خاصة إذا تم الحصول على مختلف‬
‫املواد واملعدات على الحساب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلجراءات القانونية‪.‬‬

‫باملوازاة مع اختيار الشكل القانوني للمؤسسة يتم اختيار االسم التجاري للمؤسسة حيث يتم استخراج‬
‫شهادة رسمية من السجل التجاري تفيد أن اسم املؤسسة ال يلتبس مع اسم مؤسسة أخرى‪ ،‬البد من اختيار‬
‫اسم للمؤسسة يجذب العمالء بشكل يلفت نظرهم ويحفزهم للتعرف على صاحب املؤسسة الجديدة‬
‫ومنتجاتها أو خدماتها املقدمة‪ ،‬فعملية اختيار الشعار واالسم مهمة للغاية كنوع من الدعاية للمشروع وإيصال‬
‫اسم املؤسسة لشريحة واسعة من العمالء‪ ،‬وكذلك تحديد عنوان املقر االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .1‬اختيا الشال القانوني للمؤسسة‬

‫قبل البدء في تنفيذ اإلجراءات القانونية إلنشاء املشروع يجب على صاحب املشروع التفكير في الشكل‬
‫القانوني الذي يناسب فكرة مشروعه ومجال نشاطه‪ ،‬وذلك من بين االشكال القانونية التي يتيحها القانون‬
‫التجاري في البلد الخاص باملشروع‪ ،‬ومن بين العوامل املحددة للشكل القانوني للمشروع نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬هدف املؤسسة ومدى تفضيل املقاول لحقه في التصرف في أمواله‪.‬‬


‫‪ ‬مدى قدرة املقاول على توفير األموال الالزمة إلنشاء مؤسسته‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على تحمل املسؤولية ومواجهة املخاطر‪.‬ا‬
‫‪ ‬املزايا الضريبية السائدة في االقتصاد على كل شكل من األشكال القانونية للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬مدى الحاجة إلى الكفاءات والخبرات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬حجم املؤسسة والنشاط الذي سيزاوله املقاول‪.‬‬

‫‪.2‬إعداد القانون الساس ي للشركة ‪ :‬بعد تحديد الشكل القانوني املناسب للمشروع املقاوالتي يقوم صاحب‬
‫املشروع باالتصال بالسلطات التنظيمية املخولة لطلب التسجيل في السجل التجاري‪ ،‬كما يقوم باالستعانة‬
‫باملوثق من أجل إعداد العقد التأسيس ي وتسجيله‪ ،‬وكذا وتحضير الوثائق التي يطلبها خاصة الوثائق اآلتي‬
‫ذكرها‪( :‬نسخة من بطاقة التعريف الوطنية لألطراف‪ ،‬نسخة من شهادة امليالد‪ ،‬شهادة التسمية‪ ،‬شهادة‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫السوابق العدلية لألطراف)‪ ،‬وينشر ملخص منه بجريدة يومية ‪ ،‬كما ينشر ملخص منه في النشرة الرسمية‬
‫لإلعالنات القانونية الرسمية لإلعالنات‪.‬‬

‫‪ .3‬إعداد ملف اإلنشاء ‪ :‬وهو ملف متوفر لدى الهيئات املتخصصة في إنشاء املؤسسات االقتصادية‪ ،‬مثل‬
‫السجل التجاري‪ ،‬الغرفة التجارية والصناعية‪ ،‬مصالح الضرائب‪ ،‬وغيرها من املصالح املتخصصة في ذلك‪.‬‬

‫‪ .4‬الد اية بالرسوم والحقوق التي تخضع لها املؤسسة‪:‬‬

‫تخضع املؤسسات االقتصادية اللتزامات ضريبية وجبائية‪ ،‬سواء عند إنشائها أو أثناء انطالقها وممارسة‬
‫أنشطتها‪ ،‬ويمكن اختصار هذه االلتزامات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬حقوق التسجيل املرتبطة بهيال املؤسسة ‪ :‬يتميز عقد الشركة عن غيره من العقود بأنه يتولد عنه‬
‫كيان له ذمة مالية مستقلة‪ ،‬وتخضع الشركة باعتبارها شخصية معنوية للعديد من االلتزامات‬
‫الضريبية في مراحل مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب والرسوم الخاصة بمرحلة اإلنشاء‪ :‬عند انشاء املشروع يفرض على املقاول مجموعة من‬
‫الرسوم املرتبطة بالتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬ورسوم أخرى خاصة باستخراج بعض الوثائق‬
‫املطلوبة في التأسيس والتسجيل‪ ،‬ويتوجب على املقاول معرفتها ووضعها في الحسبان عن التفكير أو‬
‫التخطيط إلنشاء مشروعه‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب والرسوم الخاصة بإحداث تعديالت في عقد التأسيس‪ :‬في الكثير من األحيان يضطر‬
‫املقاول أو الشركاء إلى تعديل عقد التأسيس أو القانون األساس ي لسبب من األسباب املعروفة قانونا‪،‬‬
‫مما يستوجب تحمل بعض الضرائب والرسوم املرتبطة بالتعديل أو التغيير‪ ،‬فيتوجب علهم أخذها‬
‫بعين االعتبار عند التفكير في التعديل أو حتى عند مرحلة التأسيس األولي في البداية لتجنب االضطرار‬
‫للتعديل‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬مرحلة االنطالق واملر اقبة‪.‬‬

‫بعدما ينتهي املقاول من دراسة فكرته وتحليلها واالختيار بين البدائل املمكنة والقيام بدراسة السوق‪،‬‬
‫الدراسة التقنية والهندسية‪ ،‬الدراسة املالية وتحديد مصادر التمويل‪ ،‬اإلجراءات القانونية واختيار الشكل‬
‫القانوني للمؤسسة‪ ،‬وبناء على خطة العمل التي قام بإعدادها يمكن له االنطالق في النشاط ‪ .‬ولكن ال تنته مهام‬
‫املقاول بمجرد انطالق املشروع بل املهمة األكبر في متابعة نشاط املشروع وتنفيذه‪ ،‬لذا عليه أن يقوم ببعض‬
‫‪10‬‬
‫التدابير من أجل النجاح‪ .‬نذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫صندرة صايبي‪ ،‬سيرورة إنشاء المؤسسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫د‪ .‬فواز واضح ‪ ...................‬المحور الخامس‪ :‬سيرورة إنشاء المشاريع المقاوالتية‬

‫تجميع وتدوين البيانات الفعلية الخاصة بمختلف العمليات واألنشطة خاصة ما تعلق بتوقيت‬ ‫‪-‬‬
‫العمليات وتكاليفها وكميات املواد املستخدمة فيها ‪...‬الخ‪.‬‬
‫رصد ومراقبة خطوات املشروع من خالل املقارنة املستمرة بين بيانات النتائج املخطط لها والبيانات‬ ‫‪-‬‬
‫الفعلية الحاصلة أثناء التنفيذ‪ ،‬والتأكد أن املشروع يتجه نحو تحقيق األهداف التي أسس من أجلها‬
‫وأن األنشطة تتم في الوقت املحدد لها‪.‬‬
‫متابعة املوارد املالية حيث يتم التأكيد على أن رصيد املشروع ال يعاني من نقص األموال والعمل على‬ ‫‪-‬‬
‫متابعة تنفيذ امليزانية العامة وفقا لخطة العمل‪.‬‬
‫متابعة فريق العمل للتحقق من إنجاز وفعالية املوظفين في االتجاه الصحيح‪ ،‬وذلك بمدى التزامهم‬ ‫‪-‬‬
‫بتنفيذ خطة العمل وكذا ملدى التزامهم بمهامهم وأدوارهم املحددة‪.‬‬
‫تحليل الفروقات بين بيانات النتائج املخطط لها و البيانات الفعلية الحاصلة أثناء التنفيذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع تدابير الرقابة و القيام بتنفيذها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعالم املوظفين و العمال بمجرى املشروع عن طريق تقارير دورية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكذلك متابعة املحيط الخارجي للمؤسسة وردود أفعال املستهلكين‪ ،‬املنافسين‪ ،‬مشاريع السلع البديلة‬ ‫‪-‬‬
‫وغيرهم من املتعاملين‪... .‬‬
‫مراقبة املخاطر التي قد يواجهها املشروع أثناء نشاطه ودراسة كيفية مواجهتها بناء على ما هو متاح‪.‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like