You are on page 1of 13

‫التلفزيون والتنشئة االجتماعية‬

‫د‪ :‬أديب عقيل(*)‬


‫ماذا ترى على شاشة التلفزيون من بشاعات وجرائم وانتهاك أعراض واعتداءات‬

‫وحرق وتدمير وطرد وتشريد وتهجير؟ وما زالت زوبعة اإلمبريالية والصهيونية‬

‫تقرضنا دولة بعد أخرى أو جميعاً‪ ،‬وهناك من يقول‪( :‬إننا بحمد هللا ما زلنا بخير‪،‬‬

‫فهذا أمر ال يخصنا وما زال بعيداً عنا)‪ ،‬كفانا دسا ً لرأسنا في الرمال ألننا عما‬

‫قريب لن نجد للرأس في التراب وال في الرمل مكاناً‪.‬‬

‫الذين يبيعونك أجهزتهم لتسليتك‪ ،‬بعد شرائك أفالمهم الخبيثة المضللة والمخدرة‪،‬‬

‫لتثق بهم وتتخلق بأخالقهم‪ ،‬فتتبعهم طيعا ً دون عقل أو إرادة‪ ،‬ولن نلفت النظر إلى‬

‫اإلهانات التي تكال ألمتنا بعشرات اآلالف يوميا ً من قبل اإلعالم العالمي بشتى‬

‫أشكاله وألوانه وأالعيبه على األمم في طول األرض وعرضها‪ ،‬تلك اإلهانات‬

‫واالتهامات التي يأنف الذليل سماعها‪.‬‬

‫وثمة من يتمزق قلبه غيظا ً ويتفطر كبده أسفاً‪ ،‬وآخرون منا تشمئز نفوسهم من‬

‫سماعها‪ ،‬والبقية منا يتململون من رؤية الضحايا من األبرياء والمستضعفين في‬

‫نشرات األخبار‪ ،‬ولكن ال ضير عليهم ما دام يبثها ومن ثم سيسليهم عنها وينسيهم‬

‫شؤمها ويغيب عن آذانهم واحساساتهم المرهفة جداً‪ ،‬لؤم مرتكبي تلك الجرائم‬

‫العالميين والمحترفين‪ ،‬ما دام سيتبع تلك المناظر المزعجة على شاشة التسلية‬

‫المنزلية برنامج ومنوعات وفكاهات تنسيهم جميع ما أزعجهم به عدوهم في تلك‬

‫اللحظات‪ ،‬أو ليس هذا ما يفعله فينا اإلعالم اإلمبريالي الموجه ضدنا؟‪ ،‬أال نفهم أي‬

‫يبرد ألم الحزن عن‬


‫ضيف خطير في بيتنا‪ ،‬هل ما زلنا نعتبره جهاز تسلية وترويح ّ‬

‫نفوسنا المغمومة المهمومة؟ (ومن كان في هذه أعمى فهو في اآلخرة أعمى‬

‫وأضل سبيالً) (‪.)1‬‬

‫فلم يعد اإلرهاب الذي ما زالت األنظار مركزة عليه هو الخطر األول على الشباب‪،‬‬

‫ودون التقليل من أهميته‪ ،‬ينبغي أن ننتبه إلى انتشار العنف الجنائي (البلطجة) في‬

‫صفوف الجيل من طالب المدارس‪ ،‬وإلى انتشار السلبية والالمباالة واالنصراف‬


‫عن العمل العام وعدم االهتمام بالسياسة‪..‬‬

‫التلفزيون أكثر وسائل اإلعالم جذبا ً وتأثيراً بما يقدمه من برامج مشبعة بالضحالة‬

‫واإلسفاف وإشاعة االنحطاط في عقول ووجدان أطفال األمة‪ ،‬ال سيما المراهقين‪،‬‬

‫ومنها المسرحيات التي تنتقص من هيبة الكبار من آباء ومعلمين (من مسلسالت‬

‫محلية أو مستوردة التي تحث على العنف والعدوان والضحك والزحلقة والشحلقة‬

‫بدون سبب)‪.‬‬

‫فصانعة البيتزا ال تملك منظومة قيمية أخالقية‪ ،‬صحيح أن لديها أفكاراً تكفي لصنع‬

‫إمبراطورية قوية دعائمها الفكر الحر واالقتصاد القومي وترسانة أسلحة وإعالم‬

‫جبار‪ ،‬ولكن هذا كله ال يكفي؛ اإلمبريالية تريد أن تنتقل من استراتيجية احتواء‬

‫الحكام إلى استراتيجية أعمق تقوم على احتواء الشعوب‪ ،‬وهذا األمر في غاية‬

‫الصعوبة بل والخطورة ال سيما أنه يتعارض مع القيم األخالقية لمجتمعات هي‬

‫أكثر عراقة وأصالة من المجتمعات الغربية‪.‬‬

‫وإذا وضعنا الظاهرة في إطار العالقة الصحيحة وتعرفنا على أسبابها وعواملها‪،‬‬

‫ببيئة تفسد من كان في األصل صالحاً‪ ،‬ننبه إلى نقطة أساسية هي أن الحلول‬

‫تستنبط من بطون المشكالت‪ ،‬ومن دون ذلك سنظل نلف وندور حول أنفسنا‪،‬‬

‫وتتصاعد الشكوى من جنوح كثرة من الشباب‪ ،‬وال أمل وال شيء ممكن إذا‬

‫انحرفت المقومات الكبرى للتربية والتنشئة‪ ،‬من األسرة والمدرسة والتلفاز‪،‬‬

‫فاليابان أخذت التقنية والتكنولوجيا الحديثة لكنها لم تتخل عن القيم والمبادئ‬

‫األساسية‪.‬‬

‫فاللجوء إلى االنغالق على الذات ال يحل المشكلة وال يحسمها‪ ،‬األمر الذي يقتضي‬

‫التفكير وإيجاد المقاربة العلمية المتالزمة مع تغير المشهد اإلعالمي بما ينسجم‬

‫وقيمنا ومعتقداتنا واالبتعاد عن قيم السلبية واالستهالك واألنانية‪.‬‬

‫التلفزيون ومعوقات التنشئة االجتماعية‬


‫يصعب الحديث عن التلفزيون بصيغة المفرد؛ ألن هناك عدة تلفزيونات ذات أنماط‬

‫مختلفة من التمويل وذات وظائف وأدوار مختلفة ومضامين متباينة وإمكانيات‬


‫تكنولوجية متفاوتة‪ ،‬ولكن مهما تعددت التلفزيونات فإنها تؤكد على أن اإلنسان ال‬

‫يتعلم بالعقل فقط بل بالعاطفة والجسد أيضاً؛ فالتلفزيون هو متعة االستعراض‬

‫والمشاهدة والفرجة(‪.)2‬‬

‫إن التلفزيون الذي أصبح يحتل مكانة مهيمنة في فضاء االتصال الجماهيري يوفر‬

‫اليوم مادة إنتاج ثقافي وفكري غزير‪ ،‬ويشكل ملتقى نقاش يشتد تارة‪ ،‬ويلين تارة‬

‫أخرى‪ ،‬تتشارك فيه مجموعة من مختلف االختصاصات والمهن‪ :‬الساسة‬

‫والمؤرخون‪ ،‬والكتاب والفنانون والمخرجون‪ ،‬والفالسفة والسينمائيون‪ ،‬وعلماء‬

‫االجتماع والنفس‪ ،‬وعلماء االقتصاد‪ ،‬والحقوقيون والصحافيون ونقاد الفن‪ ،‬وهنا‬

‫ال بد من ضبط النشاط التلفزيوني وإخضاعه للسياسة التربوية الشاملة بما‬

‫يتناسب وعملية التنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫تطرح العالقة التربوية بين األطفال والتلفزيون إشكالية تربوية بالغة األهمية‬

‫والتعقيد‪ ،‬وشكلت هذه العالقة أساسا ً من محاور البحث العلمي على المستوى‬

‫التربوي خالل العقود األخيرة من العصر الذي تعيش فيه؛ فالتلفزيون ينافس اليوم‬

‫المدرسة واألسرة في عملية التنشئة االجتماعية؛ مما أدى إلى إثارة اهتمام‬

‫المفكرين‪ ،‬وتجادلهم في اآلثار السلبية المحتملة التي يمكن أن يتركها التلفزيون‬

‫في حياة األطفال النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫يكاد يجمع الباحثون اليوم على أهمية الدور التربوي الذي يؤديه التلفزيون في‬

‫حياة األطفال‪ ،‬وهم يجمعون أيضا ً ‪-‬دون ريب‪ -‬على جملة من اآلثار السلبية التي‬

‫يتركها التلفزيون في حياة األطفال النفسية والتربوية(‪.)3‬‬

‫الطفل والتلفزيون‬
‫تنتشر الفضائيات وتمنحنا خيارات عديدة إلى حد الحيرة في االختيار‪ ،‬فالوالدان‬

‫هما ‪ -‬بشكل عام ‪ -‬األكثر تأثيراً في تشكيل شخصية الطفل في المراحل األولى في‬

‫حياته وهما البنك المعرفي الذي يزود الطفل بالمعلومات‪ ،‬ويرد على تساؤالته‬

‫واستفساراته عندما يحاول أن يفهم ما يدور حوله‪ ،‬وينعكس ذلك إيجابيا ً على‬

‫الطفل‪ ،‬فالتماس المباشر بالطفل يجعل األم أكثر إحساسا ً ودقة ومعرفة بالتغيرات‬
‫التي تطرأ على طفلها‪.‬‬

‫أخذت العالقة بين أفراد األسرة شكالً مختصراً بدخول التلفزيون إلى منازلها‬

‫واتساع المساحة الزمنية المخصصة للبث‪ ،‬وصار بإمكانها‪ ،‬من خالل التحكم عن‬

‫بعد‪ ،‬التنقل بين القنوات المتعددة كما تشاء‪ ،‬وعاشت في نطاق ضيق‪ ،‬وأصبح هذا‬

‫الضيف يفرض نفسه على سهراتنا العائلية الحميمية وأصبح التلفزيون ثالث‬

‫األبوين‪ ،‬وربما أولهم‪ ،‬بالنسبة للطفل‪ ،‬ومع األسف‪ ،‬فإن األبوين كثيراً ما يدفعان‬

‫األطفال في هذا االتجاه تهربا ً من المسؤولية الملقاة على عاتقهما‪ ،‬أو إللهائهم‬

‫وضمان هدوئهم؛ وبذلك تضاف إلى هذا الجهاز وظيفة أخرى هي وظيفة جليسة‬

‫األطفال (‪.)4‬‬

‫يقضي أطفالنا ساعات طويلة أمام الشاشة في مرحلة الطفولة المبكرة وفي‬

‫المرحلة االبتدائية والثانوية‪ ،‬والتسلية هي الدافع األقوى لمشاهدة الطفل‬

‫للتلفزيون‪ ،‬والطفل يكتسب كل شيء من خالل الترفيه‪ ،‬األمر الذي يؤكد أن الطفل‪،‬‬

‫وعلى الرغم من أنه ال ينظر إلى التلفزيون مصدراً للمعلومات والتوجيه والتعليم‪،‬‬

‫وعلى الرغم من أنه ال يشاهد التلفزيون طلبا ً للمعرفة‪ ،‬وال يجلس أمام التلفزيون‬

‫وهو يقصد التعلم‪ ،‬وكذلك ال ينظر إلى البرامج التعليمية في التلفزيون وكأنها‬

‫اعتداء صريح على وظيفة التلفزيون الرئيسية وهي الترفيه‪ ،‬نقول وعلى الرغم‬

‫من ذلك كله‪ ،‬فإن البحوث اإلعالمية تؤكد أن األطفال يتعلمون من برامج التسلية‬

‫والترفيه أكثر مما يتعلمون من البرامج التعليمية(‪.)5‬‬

‫وفي هذا المجال ال بد من اإلشارة إلى التدهور القيمي في المحطات التلفزيونية‬

‫بما تعرضه من أغان ال تعبر عن أخالقياتنا وقيمنا‪ ،‬باإلضافة إلى إضاعة الوقت‬

‫والتأثر بمشاهد متباينة (من العنف إلى الخيال إلى الطبيعة إلى الحيوان إلى عالم‬

‫الفضاء)‪ ،‬برامج تهجم وتؤثر على قيمنا المعرفية والخلقية أو التربوية؛ برامج‬

‫للضحك‪ ،‬أو برامج للمتعة‪ ..‬ال يراعون الفروق في الجنس أو العمر‪ ..‬برامج تبث‬

‫في المدارس والمشافي والمالهي والسجون ومحطات النقل العام‪...‬الخ‪_.‬‬

‫وسيلة إعالمية ساحرة‬


‫األطفال منذ الشهور األولى وهم بصحبة التلفاز‪ ،‬حيث الطفل ينمو ويتطور إدراكه‬

‫ويتأثر مستوى أدائه من خالل التلفاز‪.‬‬

‫ال شك في أن هناك لفتات مضيئة في إعالمنا‪ ،‬وهذا ليس تفضالً من اإلعالم علينا‪،‬‬

‫بل هو واجب عليه‪ ،‬وهذا هو دوره الريادي الذي يجب أن يقوم به‪ ،‬وعلى الرغم‬

‫من كل هذه اللفتات المضيئة يجب أن نقول لإلعالم‪ :‬أنت تخطئ عندما تفتح‬

‫مساحة ولو كانت ضيقة لبعض المسلسالت األجنبية والمعدة لتناسب أذواق وقيم‬

‫المجتمعات الغربية‪ ،‬فيستوردها إعالمنا ويبثها في مجتمعنا الشرقي فتبدو غريبة‬

‫أو تشعر المشاهد لدينا بإحباط من نوع خاص‪.‬‬

‫إن المسألة أخطر بكثير من مسألة ملء ساعات البث االضطرارية‪ ،‬ومن الواجب‬

‫على المشرف الذي ال يستطيع أن يمأل ساعات بثه بما هو مفيد‪ ،‬أن يتنحى جانبا ً‬

‫بدالً من أن يهدم أجياالً كاملة أو يهدم أمة بأجمعها‪.‬‬

‫إن صانع القرار محكوم بمرجعيته الثقافية والفكرية في انتقاء مادته اإلعالمية‬

‫التي يتوجه بها للجمهور‪ ،‬وعليه االلتزام بحدود القيم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫السائدة في المجتمع‪،‬وعليه أن يحترم عقل اإلنسان وثقافته‪ ،‬فنحن أمة لها‬

‫مرجعيتها الثقافية‪ .‬إن كل مجتمع من المجتمعات ينطلق من فلسفة معينة‪،‬‬

‫المجتمع األمريكي ينطلق من فلسفات (براجماتية)‪ ،‬حيث ينظر للمنفعة المادية وال‬

‫ينظر لسواها حتى لو حطم القيم والمعايير في الحياة‪ ،‬ولكن فلسفتنا تختلف عنها‬

‫فلدينا ثوابت معينة يجب أال نخرج عنها‪ .‬إن هذه الثوابت في الحقيقة تبقى ثابتة ال‬

‫تتغير؛ الصدق هو الصدق‪ ،‬والكذب هو الكذب‪ ،‬والغش هو الغش والخداع هو‬

‫الخداع‪ ،‬فاإلعالم الجيد يسهم في خلق أمة جيدة انطالقا ً من هذا المعيار القيمي؛‬

‫فلم نعد بحاجة إلى ما يعرضه التلفاز من حكايات خرافية غير هادفة‪ ،‬وهذه كلها‬

‫تخطاها الزمن‪ ،‬ومسؤولية القائمين على أجهزة اإلعالم واسعة بمقدار سعة هذه‬

‫األمة‪ ،‬أي بمقدار ما تصل إليه هذه الرسالة اإلعالمية‪.‬‬

‫التلفاز أخذ يلعب الدور األكبر في التنشئة االجتماعية‪ ،‬ومحطات التلفزة تبث‬

‫برامجها خالل ساعات الليل والنهار‪ ،‬وتتسارع لتقدم األبهى واألروع‪ ،‬وأصبح‬
‫التلفاز هو العامل الرئيسي األول المنافس لألسرة والمدرسة‪ ،‬إنه يقدم الموسيقى‬

‫والرياضة والفكاهة‪ ..‬إلخ‪ ،‬لذلك علينا االهتمام بالبرامج الموجهة إلى األطفال‪،‬‬

‫وتخصيص ساعات محدودة لمشاهدة التلفاز وأية برامج يشاهدها الطفل والتفريق‬

‫بين ما يعرض للصغار وما يعرض للكبار‪ ،‬ولعل اإلعالميين معنيون بالسعي‬

‫لالرتقاء بهذه األمة عن طريق هذه اآللة اإلعالمية‪ ،‬وأن يكونوا مع هذه األمة في‬

‫ضميرها وتوجهاتها وفكرها‪ .‬ومن المفيد هنا أن تتعاون المؤسسات الرسمية‬

‫وغير الرسمية كافة في سبيل تكريس المعاني الخيرة وتعميقها‪.‬‬

‫موقف األسرة من التلفزيون‬


‫هناك من يعد التلفزيون أداة تربوية تعليمية‪ ،‬وأنه يزيد من قدرات أطفالهم فكريا ً‬

‫وثقافياً‪ ،‬ويرون أنه يكسب األطفال عادات وقيما ً مرغوبا ً بها‪ ،‬ويذهب بعضهم إلى‬

‫االعتقاد بأن التلفزيون يشكل رابطة أسرية هامة‪ ،‬وأنه ال يشكل خطراً يهدد حياة‬

‫األسرة‪ ،‬كما ترى بعض األمهات أن التلفزيون يشكل عامل تنظيم داخل األسرة‪،‬‬

‫فهو أحد أساليب الضبط والتوجيه التربوي داخل األسرة‪ ،‬وفي ذلك يقول الدكتور‬

‫مصطفى أحمد تركي‪( :‬إن األسر تنازلت عن بعض أدوارها في التنشئة االجتماعية‬

‫للتلفزيون)‪ ،‬لكن بعض الناس ينظرون إلى التلفزيون بوصفه أداة استالب وقهر‬

‫ثقافي وتربوي‪ ،‬وهم يركزون على مخاطر البرامج التلفزيونية وعلى آثارها‬

‫السلبية في عقول األطفال (‪.)6‬‬

‫وثمة مضامين إعالمية تريد من الشباب أن يكون سياسيا ً يستهلك األطروحات‬

‫األيديولوجية والسياسية المطروحة عليه‪ ،‬في حين تسعى مضامين أخرى إلى أن‬

‫يكون كائنا ً استهالكيا ً مجرداً في زمن االستهالك الالمعقول‪ .‬تقوم البرامج الموجهة‬

‫بقتل عقل المشاهد بمواد ال فائدة منها لتجعله في النهاية إنسانا ً فارغا ً وتحاول أن‬

‫تتحكم في تصوراته ومعتقداته ليكون فرداً سلبيا ً ومطواعا ً وقابالً للتوجيه وفق‬

‫غايات اإلمبراطورية العالمية!‪.‬‬

‫وفي هذا المجال ال بد من تدخل األهل من أجل ضبط مشاهدة أطفالهم للتلفزيون‬

‫مع تقدير ملكات الطفل ورغباته بما يتناسب ونوعية البرامج وخصوصيتها‪.‬‬
‫وهنا نؤكد على احترام رأي الطفل‪ ،‬ولكن بتحديد وقت المشاهدة وعدم تركه‬

‫لساعات طويلة أمام التلفزيون؛ وذلك عن طريق الحوار والمناقشة‪ ،‬واالبتعاد عن‬

‫القسر التعسفي‪ ،‬وجعل الحوار عفويا ً طبيعياً‪ ،‬ومنعهم من مشاهدة أفالم العنف؛‬

‫فالتعرض المتكرر لوسائل اإلعالم العنيفة يعلم العنف‪ ،‬ويحفز من لديهم االستعداد‬

‫للتصرف بعدوانية‪.‬‬

‫وربما كانت معدالت جرائم القتل أصدق مقياس للعنف في العالم‪ ،‬فعلى سبيل‬

‫المثال تشير دراسة أجريت على أطفال المدارس في الواليات المتحدة إلى أن‬

‫التعرض المتكرر لبرامج التلفزيون العنيفة يزيد من احتمال أن يسلك األطفال‬

‫سلوكا ً أكثر عدوانية‪ ،‬إال أن التقاليد الثقافية القوية في اليابان المضادة لتعبيرات‬

‫العدوان الخارجي قد تكبح بالفعل جماح العنف الذي يتم تعلمه من خالل وسائل‬

‫اإلعالم (‪.)7‬‬

‫إن الطفل الذي يظل وحيداً ولمدة طويلة يشاهد التلفزيون‪ ،‬وال سيما البرامج‬

‫العنيفة‪ ،‬لن يكون طفالً سعيداً‪ ،‬وهذا كله يتوقف على فعالية األهل ومدى مراقبتهم‬

‫وتوجيههم‪.‬‬

‫فال بد من سيطرة األهل بالتفاهم مع األطفال على التلفزيون‪ ،‬ومساعدتهم في فهم‬

‫واستيعاب ومن ثم االستفادة مما يشاهدونه‪.‬‬

‫ويمكن القول بشكل عام بأن التلفزة تتحكم بطريقتين‪:‬‬

‫‪ -‬األولى رسمية وتتصل بقيم التنشئة االجتماعية والسياسية وبمبادئ المعتقد‪.‬‬

‫‪ -‬الثانية غير رسمية وتوجه القيم الجمالية والذهنية والسلوكية واللباسية وحتى‬

‫كيفية التعامل مع األقران (‪.)8‬‬

‫فقد غدت التلفزة اليوم بال منازع‪ ،‬أقوى وسيلة إعالمية ذات قدرة فائقة على‬

‫النفاذ إلى كل البيوت‪ ،‬فهي قادرة على تشكيل الذهنيات وإعادة إنتاج المجتمع‬

‫والتحكم في توجهاته الراهنة والمستقبلية‪.‬‬

‫التلفزيون وإشكاليات& التغيير‬


‫يكثر الحديث عن تأثير التلفزيون بالمجتمع في المجال السياسي واالجتماعي‬
‫والثقافي واالقتصادي‪ ،‬وأصبح واضحا ً أنه من غير الممكن ترك اإلعالم بال تخطيط‬

‫أو سياسة واضحة‪ ،‬ألن هذا يؤدي إلى عرقلة قضايا التنمية والتحول‪ ،‬ويضع‬

‫عقبات في طريقها‪ ،‬ولم يعد ممكنا ً النظر إلى البرامج اإلعالمية على أنها خدمة‬

‫عارضة يمكن أن تترك للمصادفة‪ ،‬بل ال بد من وضع سياسات شاملة لالتصال‪.‬‬

‫وتشهد دول المنطقة أيضا ً تغييراً في بنائها االجتماعي انعكس على مجموعة من‬

‫القيم والتطلعات وأنماط السلوك‪ ،‬مما يقتضي بالضرورة أن تتشكل السياسات‬

‫والممارسات اإلعالمية لتلبي متطلبات التغير وتساعد على ترشيده حفاظا ً على‬

‫التوازن االجتماعي المنشود‪ .‬من هنا يجب أن ينفتح التلفزيون على المجتمع‬

‫ويعبر عن طموحاته واهتماماته ويعتمد على المجتمع كمصدر أساسي لكافة‬

‫برامجه باالنفتاح على مختلف المواضيع التي تهم أفراد المجتمع‪ ،‬وبخاصة تلك‬

‫التي ترتبط بواقعهم المعيشي‪.‬‬

‫إن االهتمام ببناء المجتمع هو في حقيقة األمر االهتمام بالمواطن‪ ،‬بماضيه وتراثه‬

‫الثقافي والفكري وبحاضره وبمستقبله‪ ،‬والتعامل معه إنسانا ً راشداً يمكن أن ينتج‬

‫ويسهم في بناء المجتمع القادر على البناء والتغيير‪.‬‬

‫التلفزيون هو أداة التحديث في المجتمعات النامية‪ ،‬والرؤية النقدية المقابلة التي‬

‫تعمل على مواجهة اإلعالم الغربي الذي يعد نوعا ً من االستعمار الثقافي الذي‬

‫يفرض القيم الغربية؛ فالتلفزيون يلعب دوراً مزدوجاً؛ فهو يمكن أن يكون أداة‬

‫للضبط االجتماعي وأداة للتحرر في الوقت ذاته‪ ،‬كما أنه يمكن أن يعبر عن‬

‫الهيمنة الكونية للغرب‪ ،‬وفي الوقت ذاته يمكن أن يكون وسيلة إلنعاش وإحياء‬

‫الثقافات المحلية‪.‬‬

‫كيف يمكن أن نجعل التلفزيون مواكبا ً للتحوالت السريعة التي تعيشها مجتمعاتنا‪:‬‬

‫‪ -1‬االرتباط بأهداف التنمية الشاملة وخططها بشكل رشيد وديناميكي‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تستهدف سياسات االتصال إصالح التربية بما يتطلبه ذلك من تنمية ملكات‬

‫التعلم الذاتي‪ ،‬والتفكير العلمي‪ ،‬وملكة التكيف واإلبداع‪ ،‬وفهم المشكالت‬

‫ومواجهتها‪ ،‬واالنتقال من التلقين إلى تطوير الشخصية‪ ،‬ومن التربية المحدودة‬


‫إلى التربية الشاملة‪ ،‬ومن التربية االستهالكية إلى التربية االنتاجية؛ مما يدعم‬

‫قدرة الجمهور على التحكم‪.‬‬

‫‪ -3‬تدعيم اإلحساس بالمواطنة واالنتماء والرغبة في المشاركة في بناء الوطن‬

‫واإلسهام في تشكيل الهوية الوطنية ومحاولة خلق وعي عام لدى الجماهير‬

‫بأهمية االكتفاء الذاتي واالعتماد على النفس‪.‬‬

‫‪ -4‬الحفاظ على القيم الذاتية الثقافية الوطنية وتعزيزها والحيلولة دون الغزو‬

‫الثقافي وفرض اتجاهات اجتماعية ونماذج سلوكية قد تعوق التنمية‪ ،‬وتستمر‬

‫معها أوضاع الظلم االجتماعي والتبعية‪ ،‬وإن كان هذا ال يمنع من االنفتاح على‬

‫الثقافات األخرى‪ ،‬دون االعتماد الكلي على اإلنتاج الثقافي وقبوله بال تمحيص‪.‬‬

‫‪ -5‬بناء نموذج اتصالي يقوم على المشاركة ال على فرض االعتقادات‪ ،‬بتجنب‬

‫االعتماد على النموذج الرأسي في االتصال‪ ،‬وتوفير الفرص للمشاركة الشعبية في‬

‫االتصال وتحقيق ديمقراطيته‪ ،‬وبذا يتخلص النظام االتصالي من سمة االتجاه‬

‫الواحد ويحقق فكرة االتصال كحق أساسي وينظر للجمهور كمشاركين ال كمتلقين‬

‫أو مستهلكين فحسب‪.‬‬

‫‪ -6‬االلتزام بمفهوم واضح للحرية يحترم هوية كل شعب وحقوق اإلنسان وحرية‬

‫التعبير‪.‬‬

‫‪ -7‬تدعيم القيم الروحية وخاصة مع انعكاس آثار الثورة التقنية على اإلنسان‬

‫وفشل تجارب االنغماس في الحضارة الغربية‪.‬‬

‫‪ -8‬اعتماد اللغة العربية الفصحى التي يفهمها أفراد المجتمع(‪.)9‬‬

‫إن التلفزيون مؤسسة اجتماعية وثقافية‪ ،‬قبل أن يكون منتجا ً وموزعا ً لإلعالم؛‬

‫فهي تقيم االتصال بأفراد المجتمع وتعيد (إنتاج الثقافة) أو تقوم بتوزيع سلع‬

‫ثقافية عبر إقامة عالقات اجتماعية مع المتلقي؛ وذلك من خالل تعزيز الذاتية‬

‫الثقافية وتدعيم الثقافات الوطنية دون إغالق األبواب أمام الثقافات األخرى‬

‫والسعي لغرس روح المبادرة واالعتماد على النفس وروح االبتكار واإلبداع‬

‫والتأكيد على بعض القيم مثل روح الجماعة والتعاون والمشاركة وإتاحة الفرصة‬
‫لكل التيارات الفكرية والثقافية السائدة في المجتمع للتعبير عن ذاتها بشكل‬

‫متواصل بما يخدم مصلحة الشعب واألمة‪ ،‬وتنظيم حوار داخلي حول موضوعات‬

‫تتعلق بقضايا الشباب وتوسيع مداركهم الذهنية‪ ،‬وتعليمهم الطرق التحليلية‬

‫والمنطقية (في عالج الظواهر) والشعور بالفكاهة ومشاعر الصداقة والمساعدة‬

‫المتبادلة بين المجموعات واألفراد‪.‬‬

‫توصيات ومقترحات‬
‫ال ن ّدعي أننا نملك حلوالً سحرية‪ ،‬غير أن ذلك ال يمنع من أن نبحث في هذه‬

‫المشكلة ونحاول أن نسلط عليها بعض األضواء ونحللها‪ ،‬فإن اإلحساس بوجود‬

‫المشكلة‪- ،‬أية مشكلة‪ -‬هو الخطوة األولى باتجاه حلها‪ ،‬ويبقى األمر متعلقا ً بكل‬

‫فرد على حده فهو الذي يقرر ما ينبغي فعله بعدما توضحت األسباب والنتائج لهذه‬

‫الظاهرة ما دام كشف األسباب الحقيقية لهذه الظاهرة‪ ،‬إضافة إلى أن الكثير من‬

‫األبحاث أشارت إلى أن الفكرة السائدة والقائلة بأن التلفزيون أحد وسائل التعليم‬

‫هي فكرة غير صائبة‪ ،‬فقد بينت األبحاث أن الطفل وحتى سن المدرسة ال يتذكر‬

‫الكثير مما يراه‪ ،‬وبالتالي ال يشكل له ذلك زاداً معرفيا ً(‪.)10‬‬

‫إذاً ال بد من االنتباه إلى عدم استنزاف وقت الطفل مما يعوقه عن الدخول في‬

‫تجربة القراءة وتعطيله عن واجباته األساسية وإيجاد حالة من التوازن بين‬

‫التلفزيون الذي يحظى بسطوة كبيرة على الجيل وبين األسرة التي بدأ دورها‬

‫يتراجع بوضوح لصالح هياكل جديدة‪.‬‬

‫وهذا يتطلب استراتيجية واضحة إلعادة االعتبار لألسرة ودورها الضروري في‬

‫عملية التنشئة االجتماعية‪ .‬من أجل تحقيق ذلك ال بد من العمل على جملة من‬

‫الشروط قد تكون مفيدة‪:‬‬

‫‪ -1‬إنشاء مجالس ولجان من األخصائيين االجتماعيين والنفسانيين لمراقبة برامج‬

‫القنوات التلفزيونية والسهر على احترام ضوابط بث األفالم وممارسة حق الرد‬

‫والخضوع لمتطلبات الرأي العام واالبتعاد عن البرامج المرتجلة والعفوية‪.‬‬

‫‪ -2‬صياغة منظومة قيمية تعبر عن وعي األجيال وضميرها وتبني ذاتيتها بنا ًء‬
‫سليماً‪.‬‬

‫‪ -3‬تحصين األجيال ضد التأثيرات الخارجية وبخاصة ضد التأثيرات السلبية التي‬

‫تنعكس على تشكل الهوية الثقافية من خالل التكامل الفعلي واإليجابي بين األسرة‬

‫والمدرسة والتلفزيون‪ ،‬وهي المؤسسات المعنية مباشرة بشروط التنشئة‬

‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -4‬تفعيل دور المنظمات الشعبية واألهلية من أجل اإلعداد لبيئة تربوية وثقافية‬

‫تتسم بالخبرات الفنية التي تنمي قدرات الطفل النظرية والعلمية والوجدانية‪،‬‬

‫فالحرمان الثقافي للطفل له آثار سلبية على شخصيته؛ لذا ال بد من ضبط سلوك‬

‫الطفل وانفعاالته وتعريفه بما هو ممنوع عنه وما هو مرغوب به‪.‬‬

‫‪ -5‬على اآلباء مرافقة األبناء إلى المسارح والمالعب والمراكز الثقافية‪،‬‬

‫وتشجيعهم على توجيه الطاقة الموجودة عند الطفل إلى الحركة واالنطالق في‬

‫االتجاه الصحيح المفيد‪ ،‬كأن يقوم بالمساعدة في أعمال البيت أو إنجاز أشياء‬

‫مفيدة له ولألسرة‪ ،‬وهذا يكسب الطفل الشعور باألهمية وبالدور الذي يقوم به‬

‫داخل هذا المجتمع الصغير‪ ،‬مما يمنحه احترام الذات وتقديرها والثقة بالنفس‪،‬‬

‫واللعب يفيد الطفل في بث روح الجماعة‪ ،‬وغرس معنى االجتماع والمشاركة‬

‫الجماعية‪.‬‬

‫‪ -6‬العمل على زيادة مساحة األفالم والبرامج التعليمية والعلمية المخصصة‬

‫لألطفال‪ .‬كما ينبغي أن نركز على معرفة أنفسنا وتاريخنا ومقومات حضارتنا‬

‫وأهدافنا‪ ،‬بل يجب علينا معرفة طبيعة عدونا المتربص بنا‪.‬‬

‫‪ -7‬زيادة إنتاج أفالم تلفزيونية مخصصة لألطفال محلياً‪ ،‬تنسجم مع ثقافتنا وتعبر‬

‫عن االستراتيجيات التربوية المطروحة على ساحتنا وتساعد على حماية األطفال‬

‫من التأثير الثقافي القادم من البلدان األجنبية(‪.)11‬‬

‫‪ -8‬التخفيف من ساعات المشاهدة الطويلة نظراً لمنعكساتها السلبية على الصحة‬

‫والذاكرة‪ ،‬فاألطفال الذين يقضون ساعات طويلة في المشاهدة يعانون البدانة‬

‫نتيجة ألكلهم كميات كبيرة من األطعمة أو الحلويات وعدم الحركة أثناء الجلوس‬
‫الطويل(‪ ، )12‬وبذلك يتعرض الفرد ألمراض الدم والسكري والروماتيزم والسمنة‪.‬‬

‫‪ -9‬دراسة مضمون وخلفية البرامج المستوردة وتحليلها واختيار ما هو مناسب‬

‫منها‪ ،‬لقد ازداد تطور أجهزة وأدوات وتقنيات قياس مشاهدة الشاشة الصغيرة‪،‬‬

‫من دعاية وفيديو كليب‪ ،‬وتزايد االعتراض والتشكيك في فاعلية بعضها‪ ،‬وازدادت‬

‫خشية البعض من خطرها على (تسليع) الثقافة ‪-‬أي تحويلها إلى سلعة‪ ،-‬لكن‬

‫المردودية االقتصادية والثقافية واإلعالمية تعطي شرعية لقياس المشاهدة ضمن‬

‫أشكال االهتمام بأنواع الحصص التلفزيونية‪ ،‬لذا يعد قياس المشاهدة أداة أساسية‬

‫ضمن األدوات األخرى التي تربط التلفزيون بالمجتمع وتدفعه نحو األفضل(‪.)13‬‬

‫‪ -10‬إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول أهمية التلفزيون ودوره في‬

‫التأثير على األجيال الصاعدة‪.‬‬

‫‪ -11‬التشجيع على تنمية الحوار واحترام رأي األطفال والشباب وإفساح المجال‬

‫أمام تصوراتهم واالهتمام بمقترحاتهم؛ حرصا ً على تكوين تصور عام ومتفهم‬

‫للمرحلة القادمة‪ ،‬وإشراكهم في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫إذاً ونتيجة لهذا كله ال بد من أن نحاول العثور على حل للخروج من هذه األزمة‬

‫التي تتفاقم يوما ً بعد يوم‪ ،‬أو أن نتدارك الخطأ قبل أن يستفحل الخطر‪ .‬ال بد من أن‬

‫نقنن ساعات المشاهدة‪ ،‬وأن نكون صارمين في ذلك‪ ،‬وأن نشغل األطفال بأشياء‬

‫مفيدة‪ ،‬وأن نغرس فيهم حب القراءة والمطالعة‪ ،‬وأن نعيش معهم لذة المعرفة‬

‫واكتشاف الجديد‪ ،‬وأن نثق بهم ونعتمد عليهم بما يحسنون صنعه‪ ،‬ونمنحهم‬

‫الفرصة للتعلم‪ ،‬وبذلك نمنحهم الثقة بأنفسهم ونعلمهم االعتماد على الذات‪،‬‬

‫فيصبحوا بشراً صالحين لذويهم ولمجتمعاتهم‪.‬‬

‫الخــــاتمـــة&‬
‫نستخلص مما سبق أن التلفزيون ليس أفكاراً ثابتة أو جاهزة‪ ،‬إنه حقيقة‬

‫اجتماعية وثقافية تختزن تاريخ المجتمع وتجسد تقاليده‪ ،‬ينمو ويتطور بتطور‬

‫الجمهور وتنوع حاجاته اإلعالمية والثقافية والترفيهية‪.‬‬


‫الهــــوامــــش‪:‬‬
‫(*) أستاذ في جامعة دمشق كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية (قسم علم االجتماع)‪.‬‬

‫(‪ )1‬بحوث في واقع أمتنا‪ :‬محمد ياسين حمودة‪ ،‬المجلد األول ‪ 1994‬ص‪.5-12‬‬

‫(‪ )2‬التلفزيون‪،‬البرامجة‪ ،‬المشاهدة‪ :‬آراء ورؤى‪ :‬نصر الدين العياضي‪ ،‬وزارة‬

‫الثقافة‪ -‬دمشق‪ 1998 ،‬ص‪.7‬‬

‫(‪ )3‬العالقات التربوية بين الطفل والتلفزيون في محافظة درعا‪ :‬علي وطفة‪،‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة دمشق‪ -‬المجلد ‪ -13‬العدد الثاني ‪ 1997‬ص‪.79‬‬

‫(‪ )4‬مجلة العربي‪ :‬إبراهيم العاسمي‪ /‬العدد ‪ 507‬عام ‪.2001‬‬

‫(‪ )5‬عادات مشاهدة الطفل السوري للتلفزيون وأنماطها‪ :‬أديب خضور‪ ،‬ص‪.247‬‬

‫(‪ )6‬مرجع سابق‪ :‬علي وطفة‪ ،‬ص‪.83‬‬

‫(‪ )7‬الوجه اآلخر للعولمة‪ :‬مايربونيفتش موريسون‪ ،‬ترجمة‪ :‬أحمد محمد‪ ،‬مجلة‬

‫الثقافة العالمية‪ ،‬العدد ‪ 103‬عام ‪ 2001‬ص‪.65-60‬‬

‫(‪ )8‬التلفزة وتحديات التنشئة االجتماعية‪ :‬المنصف وناس‪ ،‬مجلة اإلذاعات‬

‫العربية‪ ،‬العدد ‪ 3‬عام ‪200‬م‪.‬‬

‫(‪ )9‬مجلة عالم الفكر‪ :‬ليلى عبد المجيد ‪-‬ديسمبر ‪ 1994‬ص‪.61-60‬‬

‫(‪ )10‬مرجع سابق‪ :‬إبراهيم العاسمي‪ ،‬ص‪.176‬‬

‫(‪ )11‬مرجع سابق‪ :‬علي وطفة‪ ،‬ص‪.124‬‬

‫(‪ )12‬مرجع سابق‪ :‬إبراهيم العاسمي‪ ،‬ص‪.177‬‬

‫(‪ )13‬مرجع سابق‪ :‬نصر الدين العياضي‪ ،‬ص‪.8‬‬

You might also like