Professional Documents
Culture Documents
المنطق ومناهج البحث
المنطق ومناهج البحث
في
قواعد النظر
إعداد:د.أ/يوسي الهواري
أستاذ مادة علم أصول الفقه اإلسالمي
جامعة وهران -كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية-
مقدمـــــة
5
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقدمة
* اعتقاد الكث يرين من الطلب ة أن ال ج دوى من دراس ة علم المنط ق ،تمس كا
منهم:
إما بحكم التحريم الذي أطلقه بعض العلماء قديما وحديثا.
وإما بصوريةـ المنطق ،وهي دعوى أطلقه ا رواد المنهج التجري بي
من أمثال فرنسيس بيكون ت 1626م صاحب كتاب "األورجــانون الجديــد"
الذي أراد أن يستبدل به أورجانون (منط ق) أرس طو الق ديم ،وقب ل فرنس يس
بيك ون ش ن ابن تيميةـ رحم ه هللا حرب ا ضروس ا على المنط ق في ك ل من
كتابيه :الرد على المنطقيين ،ونقض المنطق ،وقد وصف ابن تيمي ة المنط ق
بأنه ال يحتاج إليه الذكي وال ينتفع به البليد.
أقول مهما يكن من أمر الدعاوى التي أطلقها منتقضوـ المنطق،
فإنها ال تبرر في رأيي عزوف الطلبة عن دراسة المنط ق ،ألن حكم التح ريم
أمر مختلف فيه على ما سيأتي بيانه ،أما دعوى صورية المنطق وعقمه ،فهذا
مما يمكن نصب الخالف فيه أيضا ،فإلى جانب األطروحات العلمية القاض ية
بصورية المنطق وعدم جدواه ،تمت أطروحات علمية أخرى تقضي بج دوى
المنطق في إنتاج المعرفة ،مما ال يتسع المقام لبيانه.
ومن هنا أقول :فليدرس الطالب هذا المنطق ،حتى إذا ألـ َّم
بقواع ده ،وفَقِ ه ش يئا من مقدمات ه وخلفيات ه الفكري ة ،فلينظ ر بع د ذل ك نظ ر
المتبصر ،في دعاوى األنصار والخص وم ،ف إن عج ز عن إدراك الح ق ،فال
أقل من أن يقف موقف المحايد ،الذي يرى بعين اإلنصاف أن علم المنطق له
ما له وعليه ما عليه.
من هذا المنطل ق ق ررت وض ع م ذكرة في علم المنط ق ،بأس لوب
أراعي فيه ما يلي:
-ما تعود عليه طلبة الجامعة من تبسيط في العب ارات وإف ادة في المع اني من
غير تطويل وتعقيد.
-إيضاح القواعد المنطقية من خالل عدي د األمثل ة المس توحاة من م ادة الفق ه
اإلسالمي وأصوله ما وجدت إلى ذلك سبيال.
-الترك يز على المص طلحات ال واردة في ع رف المناطق ة المس لمين ،م ع
اإلشارة إلى ما ما يقابلها من مص طلحات منطقي ة في أص ولها اليوناني ة ،م ع
5
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقدمة
بيان أوجه الخالف بينها ،مما قد يسهم إلى حد م ا ،في بي ان أص الة ه ذا العلم
عند المسلمين ،ورد دعوى تبعية المناطقة المسلمين المطلقة لمنطق أرسطو.
-االبتعاد عن التطويل والمقارنات ووجهات النظر في المسألة الواحدة ،تفاديا
للجدل الذي قد يحيد بالطالب عن إدراك المسائل ،وينحرف بهذه الم ذكرة عن
مقاص دها ،ومن هن ا ج اءت ه ذه الم ذكرة خالي ة من الحواش ي الس فلية ،إذ
المبتغى من هذه المذكرة ،ترس يخ م ا اتف ق علي ه المناطق ة من قواع د النظ ر
العقلي.
5
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقدمة
الجزائر – وهران10/04/2013م
5
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التمهيد
التمهيد:
لقد وهب هللا سبحانه وتعالى اإلنس ان م ا لم يهب ه لب اقي مخلوقات ه،
وهو العقل الذي عليه مدار التكاليف الشرعية ،باعتباره آل ة اإلدراك ال تي ب ه
يس تطيع فهم الخط اب الموج ه إلي ه ،وبوص ول العق ل إلى تحدي د مقص ود
الشارع ،تتحقق الغايات واألهداف من بعثة األنبياء والرسل وإنزال الش رائع،
وهي تحصيل المنافع في العاجل واآلجل ،ومما ال شك في ه أن رب ط التكلي ف
بالعقل ،فيه من الدالالت ما فيه ،ولعل أبرزها ،قدرة العقل على إدراك الواق ع
ومن تم تكييف جزئيياته على الوجه الذي يضمن لإلنسان تحقي ق عبوديت ه هلل
اختيارا ،إن حركة العقل داخل حدود النص ،استنباطا وتنزيال ،نتيج ة مس لمة
لتصديق العقل الشرع ،بما أوجده هللا س بحانه وتع الى في ه من م دارك الفهم،
التي لو استحضرت وأُعملت على الوجه الذي ينبغي ،لما كان أمام المعترض
إال التسليم بوجود هللا وصدق نبوة محمد صلى هللا عليه وسلم.
ومن هن ا اهتمت الش ريعة اإلس المية من خالل نصوص ها بش أن
العقل اهتماما بالغا.
* فأثنت على أولئك الذين يُ ْع ِملون فكرهم في الكشف عن حقائق األشياء ،في
مواضع كثيرة من القرءان الكريم منها :قوله تعالى ﭽـ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ
ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ
ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ سبأ.٤٦ :
فقد وردت كلمة الفكر في كتاب هللا تعالى العزيز ،بصيغة الفعل
في نحو عشرين موضعا ،وتكاد تتطابق اآليات التي وردت فيه ا ص يغة فع ل
التفكر ،مع اآليات التي وردت فيها صيغة فعل التعقل من حيث المعنى ،وه و
إعم ال النظ ر والفك ر فيم ا ل دينا من معلوم ات للوص ول من خالله ا إلى م ا
المـ َحصّل" :النظــر هــو تــرتيب تصــديقات
نجهله ،قال الرازي رحم ه هللا في ُ
يتوصل بهـا إلى تصـديقات أخـرى ،فـإن من صـدق بـأن العـالم متغـير ،وكـل
متغير ممكن ،حتما لزمه التصديق بأن العـالم ممكن ،فال معـنى لفكـره إال مـا
9
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التمهيد
9
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التمهيد
الح ق واتبع ه ،وه و اإلس الم ،ومن هن ا أك د علماؤن ا رحم ة هللا عليهم أن ال
تعارض بين العقل والشرع ،فال العقل يمكن أن يأتي بما يخ الف الش رع ،وال
الشرع يمكن أن يأتي بما يخالف العقل ،وهذا مع نى ق ولهم أن العقــل دل على
صدق الشرع ،فال يمكن أن يعود الشرع إذن على العق ل باإلبط ال ،فليس في
عبارة القوم ،ال من قريب وال من بعيد ،ما ي دل على أن العق ل يثبت الش رع،
ويكفي في نس ف ه ذا ال وهم ،م ا مق رر عن دهم من أن الحس ن م ا حس نه هللا
والقبيح ما قبح ه هللا ،أي أن األفع ال ال تي يث اب ويع اقب عليه ا إنم ا طريقها
الش رع ليس إال ،فيس تحيل والح ال ه ذه أن يك ون العق ل ب ديال عن الش رع ،
وحتى على قول المعتزلة في الحسن والق بيح العقل يين ،ف إن العق ل وإن أدرك
وجه الحسن والقبح األفعال ،فليس له إال صالحية الكش ف عن أحك ام هللا قب ل
البعثة ،وفرق بين الكشف وبين اإلثبات ،فتنبه لهذا األمر.
إن علم المنطق الذي أريد له أن يكون ميزان التفكير ،يهتم بالكش ف
عن القوانين المطردة ال تي تحكم العق ل وه و يم ارس عملي ة التفك ير ،وال تي
يشترك فيها جميع الناس ،فاللعالم الخارجي واقع يمكن للعقل إدراكه ،وإال لما
ك انت هن اك حقيق ة البت ة ،وه ذا خالف المش اهد من ح ال اإلنس انية ،وكي ف
انتقلت في رقيه ا إلى أن وص لت ه ذه الدرج ة من التط ور العلمي في جمي ع
مناحي الحياة ،فلوال خاصية التفكير هذه التي تميز بها اإلنسان عن غ يره من
الكائنات الحية ،لما استحق أن يكون خليفة هللا في األرض ،ومم ا الش ك فيه ا
أن اإلنسان وهو يمارس عملي ة التفك ير يس تثمر م ا عن ده من معلوم ات على
قلتها في الكشف عن ما هو مجهول ،وسيأتي بيان حقيقة هذه المعلوم ات على
وجه التفصيل تباعا في مباحث المنطق ،المهم في هذا السياق استيعاب حقيق ة
أن التفك ير اإلنس اني تهيمن علي ه مجموع ة من القواع د ،يس عى المناطق ة
جاهدين للكشف عنها.
وهذا ال يعني نفي خصوصيات العلوم ،بل لكل علم من حيث هو ه و
منهجه الخاص في التعاطي مع نوع من أنواع المعرفة ،ومن حيث هو تفك ير
فإنه يخضع لقواعد علم المنطق ،إيمانا من المنطاقة أن التفكــير من حيث هــو
عمليــة ذهنيــة ينتقــل فيهــا الفكــر من معلومــات إلى مجهــوالت ،ال ينبغي أن
يكون مثار خالف ،أم ا خصوص ية الفك ر في تعامل ه م ع مج ال بحث ه ،ك أن
يكون التفك ير في علم أص ول الفق ه ،أو علم التفس ير أو علم الح ديث ،أو علم
النفس ،أوعلم اإلحصائيات ،أو علم األرصاد الجوية ،أو علم الميكانيكا ،فه ذا
يقتضي حتما منطقا خاصا لكل علم بحسب طبيعته.
9
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التمهيد
9
حكم مذكرة في تيسير قواعد المنطق
االشتغال بعلم المنطق
شغلت ه ذه المس ألة أذه ان الكث يرين من طلب ة العل وم اإلس المية،
فأوقعتهم في حيرة ،ومحل الحيرة هذه:
-ما هو معروف من اشتغال العديد من فطاحلة العلماء بعلم المنط ق ،ك أبي
حام د الغ زالي رحم ه هللا ال ذي اش ترطه لتحص يل االجته اد ،وجعل ه معي ار
العلوم وصنف في ه معيــار العلم ،ومحــك النظر ،والقســطاس المســتقيم ،ق ال
رحم ه هللا في مقدم ة المستص فى " :وليســت هــذه المقدمــة من جملــة علم
األصول ،وال من مقدماته الخاصــة بـه ,بــل هي مقدمــة العلــوم كلهـا ,و َمن ال
يحيط بها فال ثقة له بعلومه أصال "وموقف الغزالي رحم ه هللا من المنط ق
هو الذي صار علي ه جمه ور العلم اء ،ك الرازي ،واآلم دي ،وابن الح اجب،
والبيضاوي رحمة هللا عليهم.
-ما وقع من بعض أهل العلم من تحريم االشتغال به ،كابن الصالح والنووي
وابن تيمي ة والس يوطي رحم ة هللا عليهم ،وق د وج دت فت اوى التح ريم ه ذه
رواجا في هذا العصر ،يؤيدها حملة االنتقادات واالعتراض ات ال تي تع رض
لها المنطق من جهات عدة ،ولعل أقوى ما يتمسك ب ه ه ؤالء أن علم المنط ق
جزء ال يتجزء من الفلسفة اليونانية ،بل هو قاعدتها الفكرية.
أقول وباهلل التوفيق :التحقي ق أن ه ذه الح يرة ليس له ا مح ل ،ف إن
فتاوى العلماء بتحريم االش تغال ب المنطق متعلقهــا مبــاحث المنطــق المختلــط
بكالم الفالسفة ،فهذا الذي ي َُحرَّم االشتغال به ،أمــا قواعــد المنطــق المجــردة،
والــتي اعتــنى العلمــاء المســلمون بتهــذيبها وتنقيتهــا من شــوائب الفلســفة
اليونانيةـ ،فهذا مما ال يحرم االشتغال به ،ألن هذه القواعد كما أكد غير واح د
من المناطقة المسلمين ما هي إال مجرد قواعد تعصم الفكر من الخطأ ،وتنظم
عملية االستدالل والبرهنة واالس تنتاج ،ب ل ق د يتأك د االش تغال به ذا المنط ق
لذاك الذي بلغ مبلغا كبيرا من العلم بكتاب هللا تعالى وسنة نبيه صلى هللا علي ه
وسلم.
إن علم المنط ق كب اقي العل وم العقلي ة ،من طب وهندس ة
ورياضيات ،ال تختص بملة وال بأمة ،بل يستوي فيها جميع البشر ،وقد تكون
هذه العلوم من باب ما ال يتم به الواجب فهو واجب ،قال العالم ة أبــو الحســن
16
حكم مذكرة في تيسير قواعد المنطق
االشتغال بعلم المنطق
مســعود اليوسي في كتابــه القــانون في س ياق حديت ه عن حكم تعلم العل وم
العقلي ة والفلس فية ":ال بــأس بجميعهــا ،فنحن ال نلتفت إلى من يحــرم علم
شيء منهــا ،فـإن العلم في نفسـه هــو غـذاء العقــل ،ونزهــة الــروح ،وصــفة
الكمــال ،وإنمــا تختلــف ثمراتــهـ في الشــرف ،بحســب الموضــوع والغايــة،
وتختلف األحكام بحسب النية".
وعلى هذا األساس إن ثبت في واقعنا المعاصر وجود علوم قد تخدم
ه ذه الش ريعة الغ راء ،كعلم االجتم اع وعلم االقتص اد وعلم اإلحص ائيات،
وغيرها من العلوم األخ رى وجب تحص يلها ،إم ا بع د التأك د من خلوه ا من
مقدماتها اإليدلوجية والفكري ة ،وإم ا بع د تنقيته ا من تلكم الخلفي ات الفكري ة،
وعليه ف إن ال زعم ب أن علم المنط ق في ص ورته اإلس المية ،يعكس في ثناي ا
مباحثه فك ر أرس طو الفلس في المنك ر لإللهي ات والنب وات ،في رأيي أم ر ق د
يكون فيه نظر من وجهين:
-الوجــه األول :الث ابت تاريخي ا أن الف رق اإلس المية من معتزل ة وأش عرية
وماتريدية ،استعملت المنطق األرسطي في اس تدالالتها في جزئي ات أص ول
الدين ،دون أن يلزم من ذلك موافقة أرسطو في فلسفته ،بل هذه الفرق مجمع ة
على تكفير من يعتقد اعتقاد أرسطو في اإلالهيات ،وهذا في رأيي ي دل دالل ة
قوية على موضوعية هذا العلم وعدم ارتباطه باألفكار ،كي ف وق د أري د له ذا
العلم أن يكون ميزانا توزن به األفكار واآلراء.
16
حكم مذكرة في تيسير قواعد المنطق
االشتغال بعلم المنطق
فإن هذا المنطق وفي نسخته الثانية ،قد أعيد بلورت ه في إط ار رؤى إس المية
تستمد مادتها من كتاب هللا تعالى وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم ،فليس غريبا
والح ال ه ذه أن يتص در حج ة اإلس الم أبي حام د الغ زالي حمل ة ال رد على
الفالسفةُ ،م َّوظِّفا المنطق في نسخته اإلسالمية ،في ت رتيب حجاج ه الكالمي ة،
وعلى نفس خطى اإلمام الغ زالي ،يس ير اإلم ام ال رازي في رده على الف رق
المخالف ة من مش بهة وفالس فة ،من خالل مؤلفات ه :تأســــيس التقــــديس
والمحصل ،وشرح عيون الحكمة وشرح اإلشارات البن سينا.
إن المنطق الذي تعرض لكثير من االنتق ادات ه و منط ق أرس طو
في نسخته األولى ،هذا المنطق ال ذي ك ان يُ َدرَّسُ في العص ور الوس طى في
أوربا ،منطق وقع التركيز في ه على أش كال األقيس ة دون م واد القض ايا ،أم ا
المنطق الذي اعتنى به علماء الكالم ،فهو وإن اعتمد في أصل نشأته على م ا
ق رره أرس طو من قواع د ،إال أن ه لم يح ظ ب القبول المطل ق ل دى المناطق ة
المسلمين ممن اش تغلوا بعلم الكالم ،ب ل ك ان مح ل نظ ر وبحث في كث ير من
جزئياته.
لقد روج المستشرقون لفكرة أن المسلمين لم يتجاوزوا في تع املهم
مع الفكر اليوناني عتبة الترجمة ،وأنهم لم يحسنوا فهم ه ذا ال تراث اليون اني،
فأنتجوا نظريات غريب ة غنوص ية ،وه ذا م ا ي ردده م ع األس ف ،كث ير ممن
ينتم ون إلى حق ل الدراس ات اإلس المية ،وليس من اإلنص اف في الش يء
اإلصرار على هذه النظرة ،بل البد من تجاوزها اليوم بعدما أثبتت الكثير من
الدراس ات األكاديمي ة ،أن المنط ق اإلس المي لم يكن وفي ا لمنط ق أرس طو
المرتكز أساسا على نظرية الحمل ،فإن المناطقة المس لمين بحث وا في مس ائل
ال نع ثر عليه ا في المدون ة اإلغريقي ة المنطقي ة ،فق د بحث وا في المنط ق
الشرطي ،ومنطق الجهات ،ونظرية المجموعات ،وأعادوا ترتيب الص لة بين
المفهوم والماصدق ،وأحدثوا ما يعرف بمنط ق العالق ات ،كعالق ة االحت واء،
وعالقة العموم والخصوص ،وعالقة التباين.
إن الموق ف الع دائي ال ذين تبن اه بعض المش تغلين بالدراس ات
اإلسالمية في العالم اإلسالمي اليوم -من أنه ال جدوى من علم المنطق ،وأنه
إذا أردنــا أن نلحــق بــركب األمم المتطــورة ،علينــا تبــني المنهج التجريــبيـ
وترسيخـ فكرة النسبية في أبحاثنا العلمية -مب ني في رأيي على نزع ة مادي ة
حسية مترسخة في الغ رب ،وج دت طريقه ا إلى الع الم اإلس المي ،ص ادفت
16
حكم مذكرة في تيسير قواعد المنطق
االشتغال بعلم المنطق
هوى في نفوس أدعاياء التجديد ،وحاملوا لواء النهظة الفكري ة ،وق د س اعدت
قلة معرفتنا بالعلوم الشرعية ،وضعف حصانتنا ،على جعل مثل ه ذه النزع ة
المادي ة اتجاه ا فكري ا ،ألقى بض الله على البح وث العلمي ة واألكاديمي ة في
الجامعات اإلسالمية.
إن المنهج التجريبي أو منهج االستقراء العلمي ،ال ذي يدن دن حول ه
كثير من الباحثين ،منهج قائم أساسا كما ال يخفى على الحواس ،وهو به ذا ال
يمكن تعميم ه على ك ل مج االت المعرف ة ،فه و مح دود بحرك ة النفس في
المحسوس ات ،ف اإلدراك الحس ي يتم ب الجوارح الخمس ة ،وه و مش روط
بالمواجهة ودوام االتصال مع المحسوس ،والحس يك ون على ن وعين :الحس
الظاهري و يتمثل بالحواس الخمسة :السمع والبصر والش م وال ذوق واللمس،
الحس الباطني و يتمثل بالوجدان.
وعلى هذا الذي تم بيانه ،فإن م ا وراء ه ذه المحسوس ات :كوج ود
الخالق ،وحدوث العالم ،ومسائل الرياضيات ،ال س بيل إلى تحص يل أحكام ه،
إال بركون النفس إلى األدلة العقلية المنطقية التي تحكم التفك ير ،مث ل :امتن اع
اجتم اع النقيض ين ،واس تحالة التس لل في الماض ي ،وهي قواع د ال يمكن إال
التسليم بها ،فهي الضامنة لتمييز الحق من الباطل ،فحص ر النظ ر في المنهج
التجريبي وتسوية العقل بالحواس وجعلهما في مرتبة واحدة ،ما هو إال إنكار
للعقل ،وال يخفى على أحد أن إنكار العقل ،ما هو إال إنك ار لوج ود هللا تع الى
وللرساالت ،ألن صدق هذا الدين متوق ف على النظ ر العقلي ،إذ كي ف يمكن
إثبات صدق الرسالة المحمدية ،وبالتالي إقامة الحج ة على الن اس ،في غي اب
أدلة ثابتة يمكن التحاكم إليه؟
16
حكم مذكرة في تيسير قواعد المنطق
االشتغال بعلم المنطق
16
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
تعريف علم المنطق
خلق هللا سبحانه وتعالى اإلنسان ،وأودع فيه من القدرات العقلية ما
جعله بحق أفضل مخلوقاته ،وقد تمكن هذا اإلنسان من تعمير األرض وإقام ة
الحضارات ،وليس خافيا أن التطور الذي شهدته اإلنسانية عبر التاريخ ما هو
إال نتيجة حتمية لتعامل اإلنسان مع ما ق د يعترض ه في حيات ه ،مح اوال ب ذلك
تج اوز ه ذه الع وارض من خالل إعم ال الفك ر وإمع ان النظ ر ،ومن هن ا
فرضت الحاجة على اإلنسان إيجاد علم ينظم أفك اره ويص حح تفك يره ،ح تى
يتمكن من التغلب بفعالي ة على مختل ف الع وارض ال تي ق د توقع ه في ح رج
وعنت في هذه الحياة.
إن التفكير عملية فطرية في اإلنسان ،إذ ال يسع اإلنسان إال التفكير،
وإذا كان التفكير هو استثمار المعلوم ات في س بيل تحص يل المجه والت ،فال
شك أن اإلنسان قد يقع في الخطأ ،وه و يم ارس عملي ة التفك ير ،فيحس ب م ا
ليس نتيج ة ألفك اره نتيج ة ،وم ا ليس ببره ان برهان ا ،أو أن ه ق د يخط أ في
ترتيب أفكاره ،وعلي ه فاإلنس ان بحاج ة إلى م ا يص حح أفك اره ويرش ده إلى
الطريقة المثلى لالستنتاج ،ولقائل أن يقول :إذا كــان اإلنســان بحاجــة إلى علم
يصحح أفكاره ،فما وجه وقوع الكثير منهم في األخطاء؟
الجواب عن هذا اإلشكال :إن المنطق إذا روعيت قواعده هيئة
ومادة ،يعصم الذهن من الوقوع في الخطأ ،وليس األمر كذلك إذا وقع الخلل
في تطــبيق قواعــده ،فــإذا لم يــراع المســتدل مــا ينبغي مراعاتــه في مــواد
القضايا ،فال شك في أن يكون الخطـأ حتميــا ،أمـا الخطــأ في أشـكال القضــايا
فهو قليل.
ليس كل من تعلم النح و والص رف عص م من الخط أ في اللس ان،
وليس كل من تعلم أصول الفقه عصم من الخط أ في اآلجته اد ،وليس ك ل من
تعلم علوم الحديث ومصطلحه عصم من الخطأ في الحكم على الحديث.
وقبل عرض مسائل هذا العلم ،البد من تعريف علم المنطق حدا
ورسما ،وإن كان ق د وق ع اإللم اح إلى ذل ك مس بقا في بي ان الحاج ة إلى علم
المنط ق ،إذ الحكم على الش يء ف رع عن تص وره ،فال يمكن لط الب العلم أن
تتوجه نفسه إلى شيء مجهول من كل وجه ،ومن تم وجب تصور مع نى ه ذا
16
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
تعريف علم المنطق
العلم ولو بوج ه من األوج ه ،ح تى يتمكن ب ذلك ط الب العلم من الخ وض في
مسائل هذا العلم.
عرف المناطقة علم المنطق:
* إما بالنظر إلى مسائل هذا العلم وموضوعه فهو عن دهم ":علم يبحث فيــه
عن المعلومــات التصــوريةـ والتصــديقية من حيث أنهــا توصــل إلى معرفــة
مجهول تصــوري أو تصــديقي ".أي أن علم المنط ق عب ارة عن قواع د كلي ة
تنظم عملية تحصيل ما هو مجهول مما هو معلوم عندنا ،فقد سبق أن التفك ير
هو حصول مجهول مما هو معلوم ،وعليه ف إن علم المنط ق ،يق ع في ه البحث
في بيان هذه المعلومات وكيفية الوصول من خاللها إلى المجهوالت.
*وإما بالنظر إلى فائدة هذا العلم والغاية منه فهو عندهم":آلة قانوني ـةـ تعصــم
مراعاتهــا الــذهن عن الخطــأ في الفكــر ".أي أن الغاي ة والفائ دة من إعم ال
المنطق تنظيم عملي ة التفك ير وبالت الي تف ادي األخط اء في االس تدالالت
واالستنتاجات ،ومن هنا جاء التعبير باآللة ،لبي ان م دى ارتب اط علم المنط ق
ببقية العلوم األخرى ،شأنه شأن علم أصول الفق ه ،ف إذا ك انت الغاي ة من علم
أصول الفقه ،استنباط الحكم الشرعي من دليله التفصيلي ،وليس مجرد معرفة
كيفي ة االس تنباط ،فك ذلك الغاي ة من علم المنط ق ليس ت هي معرف ة قواع د
التفكير ،بل الغاية من علم المنطق ،هي تحص يل المعرف ة في مختل ف العل وم
األخرى ،من خالل إعمال قواعده الكلية.
فتنبة أيه ا الط الب العزي ز إلى :الفــرق بين العلــوم الــتي تســتخدم
لحصول غاية هي غير معرفة نفس مسائل العلم ،كعلم المنطق وعلم أصــول
الفقه وعلــوم اللغــة ،وبين العلــوم الــتي تســتخدم لحصــول غايــة هي معرفــة
نفس مسائل العلم ،كعلم التوحيد وعلم الفقه
قال صاحب السلم:
سبَتُـــــــهُ َكـالنَّ ْحـــــــ ِو ق لِ ْل َ
ـجنَــــــــا ِن * نِ ْ َوبَ ْعـ ُد فَـال َم ْن ِ
ـطـــــــــــــــــــــ ُ
ــــــــــــــــــــــــان
ِ ِللِّ َ
س
الغطَا الخطَا * َوعَـنْ َدقِ ِ
يق الفَ ْه ِـم يَ ْك ِ
شفُ ِ ص ُم األَ ْف َك َ
ار عَنْ َغ ِّي َ فَيَ ْع ِ
ولعلك أدركت أيها الطالب النبيه أن علم المنطق ،علم
يبحث فيه عن القواعد الكلية المنظمة لعمليــة التفكــير ،ف المنطق عب ارة عن
17
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
تعريف علم المنطق
18
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
تعريف علم المنطق
المنطق األرسطي ،وعليه فإن التفكير اإلنساني بجميع أشكاله ليس مرهونا
بقواعد المنطق األرسطي ،بل المعارف
19
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
موضوع علم المنطق
الجاري على لسان العلماء :أن لكل علم موضوع وهو ما يبحث فيه
عن عوارضه الذاتية ،ولما كانت هذه العبارة من أمه ات المس ائل المنطقي ة،
وجب الوق وف عن دها في محاول ة متواض عة للكش ف عن مض امينها ،ف إن
معرفة موضوع العلم ،مفض حتما إلى تمييز هذا العلم عن غ يره من العل وم،
وضبط مسائله ،وكأن طالب العلم حينما يقف على موضوع علم ما فقد أح اط
بجمي ع أبواب ه إحاط ة م ا على ح د تعب ير القطب ال رازي في ش رحه على
الشمسية ،من جهة أخرى نجد لهذا العبارة رواجا في كتب أص ول الفق ه عن د
مستهل تع ريفهم لعلم أص ول الفق ه وبي ان موض وعه ،مم ا يس توجب اإللم ام
بشيء من حيثياتها.
-فما المقصود بالموضوع؟
-ما هو العلم الذي نبحث فيه عن الموضوع؟
-ما المراد بالعوارض؟
* تحديد مفهوم مصطلح الموضوع:
لكل علم مسائل عديدة ،والمسألة هي القضية المركبة من موض وع
ومحمول ،أي مسند ومسند إليه ،كقولنا مثال:
الفاعل ( موضوع) مرفوع (محمول)ـ
فموضوع العلم ه و الج امع بين موض وعات مس ائل ه ذا العلم ،أي
القدر المشترك بين موضوعات مسائل العلم ،خذ على سبيل المثال علم النحو
فإن من مسائله:
الفاعل مرفوع.
المفعول به منصوب.
الحروف مبنية.
23
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
موضوع علم المنطق
23
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
موضوع علم المنطق
23
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
موضوع علم المنطق
* إلى المجهول التصوريـ ويسمى قوال شارحا إذا كان قريبا -
مقاصد التصورات-
* إلى المجهول التصوري ويسمى الكليات الخمس إذا كان بعيدا
-مبادئ التصورات –
* إلى المجه ول التص ديقي ويس مى حج ة إذا ك ان قريب ا -مقاص د
التصديقات. -
* إلى المجه ول التص ديقي يس مى القض ايا وأحكامه ا إذا ك ان بعي دا-
مبادئ التصديقات
23
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الفائدة من علم المنطق
26
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الفائدة من علم المنطق
26
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الفائدة من علم المنطق
26
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
واضع علم المنطق
ال خالف بين الم ؤرخين والدارس ين لعلم المنط ق ،في أن أول من
وض ع علم المنط ق ه و الفيلس وف اليون اني أرس طو في الق رن الراب ع قب ل
الميالد ،ومما الشك فيه أن هذا العلم لم يخرج للوجود جملة واحدة بين عش ية
وضحاها ،بل تمت من خاض في جزئيات هذا العلم قبل أرسطو:
* الفيلسفوف اليوناني زينون الذي ابتكر الجدل.
* الفيتاغوريون الذي ابتكروا النظريات المتعددة في الرياض يات والفلس فة،
معتمدين في ذلك على طرق االستدالل واالستنتاج.
* السفســـطائيون وهم جماع ة من الفالس فة ،اهتم وا بمجادل ة خص ومهم
بأغالي ط منطقي ة ،من أج ل دحض هم والتغلب عليهم ،ال من أج ل معرف ة
الحقيقة.
* الفيلسوف ديمقــريطس وهو أول من وض ع فلس فته بواس طة التص ورات
والتعريفات المنطقية.
* الفيلسوف سقراط الذي دافع عن الحقيقة المطلق ة في مقاب ل نزع ة الش ك
والنسبية لدى السفسطائيين ،من خالل تركيزه على االستقراء والتعريف.
* الفيلسوف أفالطون صاحب المثل األبدية التي ال تتغير.
31
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
واضع علم المنطق
31
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
واضع علم المنطق
31
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
بالتجريد أو الترقي ،ومما يجب التنبه إليه في هذا المقام ،أن العقل وإن اعتم د
على الحواس ،إال أن هذا ال يعني بأي حال من األح وال ع دم اس تقالل العق ل
عن الحواس ،فالحواس مجرد شروط للتعقل ،ومعلوم أن الشرط م ا يل زم من
عدم ه ع دم المش روط وال يل زم من وج وده ع دم وال وج ود لذات ه ،أي أن
المشروط وهو التعقل يبقى بعد زوال الشرط وهو الحواس ،ف إذا رأى أح دهم
طائرة تطير يبدأ العقل في العمل ،ويستمر في عمل ه وإن غ ابت الط ائرة عن
نظره ،وهذا هو معنى أصالة العقل في نظرية المعرفة في اإلسالم.
* المشاعر الوجدانية:ـ وهي مشاعر داخلية نحس به ا كالل ذة واأللم ،والحب
والكراهية ،والخوف والطمع ،وما إلى ذلك من أحاسيس وعواطف ،ق د نتف ق
فيها مع اآلخرين ،وقد ينفرد كل منا بما يجده في نفسه من أحاس يس ،ومعل وم
أن هذه الوجدانيات حاضرة في أنفسنا بأعيانه ا ،بمع نى لم نحص ل عليه ا من
الخارج كما هو الشأن في الص ور الحس ية ،فعلمن ا به ا علم حض وري ،وهي
أي هذه الوجدانيات بهذا االعتبار خارجة عن محل اإلدراك الذهني.
* األخبار :وهي ما ينقل إلينا من معلومات ،مقروؤة أو مس موعة أو مكتوب ة
أو مشاهدة ،بصرف النظر عن صدق أو كذب هذه المعلومات.
يتضح من خالل ما سبق أن العلم ينقسم إلى قسمين:
العلم الحصــولي وه و حص ول ص ورة الش يء ،وع دم ت رتب اآلث ار علي ه،
كتصور الكفر والفسق ،فإنه ال يكون اإلنسان ك افرا أو فاس قا ،إذ المعت بر في
العلم الحص ولي ال ذي يحص ل علي ه اإلنس ان من انفعال ه ب الواقع الخ ارجي
الصورة الذهنية للشيء والواقع الخارجي له ،فاألول يس مى معلوم ا بال ذات،
أي من دون واسطة ،والثاني معلوما بالعرض أي بواسطة الص ورة الذهني ة،
فمن رأى ط ائرة فق د حص ل ل ه علم بواقعه ا الخ ارجي من خالل ص ورتها
اللذهنية ،على أن التطابق بين الصورة الذهنية والواقع الخارجي أو الص ورة
الحسية ،قد قد يقع ،وقد ال يقع ،فيكون الخطأ في الفكر.
العلم الحضوري :وهو حضور نفس المعلوم لدى العالم ،وترتب آث اره علي ه،
كالتألم د وما يترتب علي ه من ص راخ وت أوه ،ف المعتبر في العلم الحض وري
الوج ود الواح د والعي ني ،فض ال عن حتمي ة التط ابق بينهم ا ،إذ الش يء إم ا
حاضر لديك وإما غير حاضر ،وجدير بالذكر أن العلم الحضوري قد يتح ول
إلى علم حصولي ،فمن داق حالوة العسل فقد حضر عن ده علم به ذه الحالوة،
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
فإذا زالت هذه الحالوة ،بقيت صورتها الذهنية ،وك ذا تح ول العلم الحص ولي
إلى العلم الحضوري ،كالتصديق بصدق اإلسالم ،فإن
إن علم المنطق يبحث في العلم الحصولي الذي ينقس م إلى تص ور وتص ديق،
ألجل تصحيح الخطأ فيه ،فقد تطابق الصورة الهنية فيه الواقع الخ ارجي وق د
ال تطابق،الحتمال الخطأ أة الغفلة.
ثانيا – كيفية اإلدراك:
عن دما يواج ه اإلنس ان الواق ع الخ ارجي ،ي درك ه ذا الواق ع ع بر
حواسه ،فعندما يرى الواحد منا سيارة مثال ،تحصل لديه صورة له ا بواس طة
حاسة البصر ،وعندها يحصل لديه ارتب اط واتص ال بالس يارة من خالل ه ذه
ّ
الحاس ة ،أو في الم دارك الحس ية، الحاسة ،فهذه الص ورة موج ودة في الق وة
ولهذا نقول :إن السيارة التي تراه أمام ك هي ص ورة محسوس ة جزئي ة ،فهي
ليست عينها السيارة الموجودة في الخارح ،بل صورة طب ق األص ل لم ا ه و
موجود في الخارج ،فإذا كانت الس يارة الموج ودة أمام ك في الخ ارج س يارة
بيضاء من نوع بيجو 5008سنة 2011م ،فإن السيارة الموجودة في الص ورة
الحسية سيارة بيض اء من ن وع بيج و 5008س نة2011م ،وه ذا مع نى ق ول
المناطقة أن الصورة الحسية صورة جزئي ة ،أي أنه ا تنطب ق على متش خص
بعينه في الخارج.
تأتي بعد ه ذه المرحل ة من اإلدراك الحس ي مرحل ة أخ رى ،و هي
مرحلة اإلدراك الخيالي ،حيث تعمل فيه قوة أخرى غير قوة الحس ،وهي قوة
الخيال أو قوة الحافظة أو قوة الذاكرة ،وهي قوة تلي مرتب ة ق وة الحس ،ف إذا
ك انت ق وة الحس هي ال تي تلتق ط الص ورة الحس ية من الوج ود العي ني
الخارجي ،فإن قوة الخيال تأخذ هذه الصورة من القوة الحاس ة ،وتن تزع منه ا
صورة تناسبها هي الصورة الخيالية الجزئية ،بمعنى أن صورة السيارة ال تي
انتزعته ا الق وة الخيالي ة من الص ورة الحس ية للس يارة ،هي ص ورة س يارة
بيضاء من نوع بيجو 5008سنة 2001م.
و يجب التنبه هاهنا إلى أن الصورة الموجودة في القوة الحاسة غير
الص ورة الموج ودة في الق وة الخيالي ة ،أي أن الق وة الحاس ة تحتف ظ بص ورة
مناسبة لها ،بينما قوة الخيال تصنع ص ورة غ ير تل ك الص ورة ،وتك ون ه ذه
الصورة موجودة في وعاء خاص في قوة الخيال.
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
ثم بعد ذلك يرتقي اإلدراك إلى مرتبة أعلى من مرتبة إدراك
الصورة الحس ية ومن مرتب ة إدراك الص ورة الخيالي ة ،وهي مرتب ة اإلدراك
العقلي ،حيث تنتزع قوة العقل من الصورة الخيالية صورة عقلية ،إال أن ه ذه
الص ورة ال تي تنتزعه ا ق وة العق ل ،عب ارة عن ص ورة ألغى فيه ا العق ل،
الصفات التي تميز الصورة الحسية عن غيره ا من الص ور الحس ية الجزئي ة
المماثلة لها ،وأبقى فيها الصفات التي تشترك فيها هذه الص ورة الحس ية م ع
غيرها من الصور الحسية الجزئية المماثلة لها.
وإذا اتضح هذا األمر نظري ا ،لنع د إلى س يارتنا البيض اء من ن وع
بيجو 5008س نة 2011م ،ال تي م رت بمرتب ة اإلدراك الحس ي أي حص ول
صورة لها في قوة الحس ،وبمرتبة اإلدراك الخي الي أي حص ول ص ورة له ا
في ق وة الخي ال ،على أن الص ورتين الحس ية والخيال ة ص ورتان جزئيت ان
منطبقتان على متشخص خارجي بعينه وهو في مثالنا ه ذا س يارة بيض اء من
نوع بيج و 5008س نة 2011م ،ف إذا انتق ل إدراك ه ذه الس يارة إلى مرحل ة
اإلدراك العقلي ،فإن العقل سينتزع من الصورة الخيالية صورة معنى السيارة
ال ص ورة عين الس يارة ،فيلغي ل ون ون وع وس نة الس يارة وهي أوص اف
تش ترك فيه ا جمي ع الس يارات ،ويحتف ظ بم ا تش ترك في ه جمي ع الس يارت
المصنعة وغير المصنعة ،من صفات التي لوالها ما وج دت حقيق ة الس يارة،
كالهيكل المعدني والمحرك والعجالت مثال ،فالموجود في العقل ص ورة كلي ة
ال تصدق على سيارتنا البيضاء من نوع بيجو 5008سنة 2011م بل تصدق
على جميع السيارات ،وهذا معنى قول المناطقة أن المعقوالت كلي ات ،أي أن
ميزة العقل هي في إيجاد مفاهيم كلية قابلة للتعميم ،وهذا هو الفرق الج وهري
بين اإلنسان والحيوان.
خالصة القول:
* اإلنسان يتعامل مع صور حسية وصور خيالية وصور عقلية.
* الصور الحسية والخيالية هي صور جزئيةـ تصدق على متشخص خارجي
بعينه ،ومثل هذه الصور تحصل للحيوان أيضا.
* الصور العقلية هي مفاهيم كلية تجريديةـ قد يكون لها مصــاديق كثــيرة في
الخارج ،وهي خاصة باإلنسان فقط.
* لوال الصور الحسية والخيالية ما وجدت الصور العقلية.
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
أن هذا العلم الذي ال يمكن أن يكون كله بدهيا ،وإال لما وقع الخالف
بين الناس ،ولما احتاجوا إلى اكتساب علوم جديدة ،كما ال يمكن أن يكون كله
نظريا ،ألن الناس هم في حاجة إلى بناء معارفهم الجديدة على معارف
متحققة ،وهذا واقع ال ينكره إال مكابر ،وعليه ينقسم العلم الحصولي
بتصوراته وتصديقاته إلى:
-1علم تصوري بدهي(ضروري) :وهو العلم الذي ال يتوقف
حصوله على نظر وفكر ،كتصور الواحد منا وجوده ،فإننا ال نحتاج إلى
إعمال الفكر حتى ندرك وجودنا.
-2علم تصوريـ نظري :وهو العلم الذي يحتاج إلى تأمل وإعمال
فكر ،كتص ور مع نى أص ول الفق ه ،فإن ه يحت اج إلى تعريف ه وش رح حقيقت ه
وإعمال الفكر في معانيه ،فإن الواح د من ا ال يمكن أن يتص ور مع نى أص ول
الفقه ،إال بعد أن ينظر في تعريفات األصوليين لعلم أصول الفقه في كتبهم.
-3علم تصديقي بدهي :وهو العلم الذي ال يتوقف حصوله على
كسب ونظر ،فهو إدعان النفس بصحة النسبة القائمة بين الموضوع
والمحمول بمجرد تصورهما ،كالتصديق باستحالة الجمع بين النقيضين،
وكالتصديق بأن الواحد نصف االثنين ،فإن هذا اإلدراك وإن كان تصديقا ،إال
أن هذا التصديق ال يحتاج في إدراكه إلى إقامة األدلة.
-4علم تصديقي نظري:وهو العلم الذي يحتاج إلى تأمل وإعمال فكر،
ففيه يتوقف إدعان النفس بصحة النسبة القائمة بين الموضوع والمحمول على
النظر واالستدالل ،كالتصديق بكروية األرض ،فإن هذا اإلدراك.
يتضح من خالل ما سبق بيانه في تقسيم العلم الحصولي:
* إن الضروري أو البديهي علم ال يحتاج في حصوله إلى كسب ونظر
وفكر ،فالنفس في العلم الضروري تضطر إلى قبوله ،من دون توقف على
شيء آخر ،كتصور مفهوم الوجود ،فإن مفهوم الوجود من أوضح األشياء ،إذ
ال يتوقف تصور الوجود على أي شيء آخر ،أو كالتصديق بأن النقيضين ال
يجتمعان ،فبعد تصور الموضوع والمحمول وتصور النسبة بينهما ،تدعن
النفس وتحكم بصحة النسبة ،دون إجراء عمليات أو استدالالت عقلية.
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
كالتواتر في األخبار ،فعلى الرغم من كونه بديهيا ،إال أن تمت أخبار تواترت
عن د البعض دون البعض اآلخ ر ،والس بب في ذل ك أن من ت واترت عن ده
األخبار ،حصلت له مقدمة التواتر وهو االستماع إلى كثيرين يمتنع تواط ؤهم
على الكذب.
رابعا :تعرف الفكر
الفكر المصطلح عليه عند المناطقة ،والذي عليه مدار مب احث علم
المنط ق ،ه و حركــة العقــل من المطــالب إلى المبــادئ ومن المبــادئ إلى
المطالب.
توضيحـ هذا التعريف:ـ
قد يواجه أحدهم مشكلة من المشكالت ،فيحاول أن يتعرف على نوع
هذا المش كلة ،أه و من المعق والت أم من المحسوس ات ،وذل ك ب الرجوع إلى
المعلوم ات المخزون ة وترتيبه ا ،لتحدي د نوعي ة المش كل ،ثم االنتق ال من
المعلومات المعينة للكشف عن المجهول ،وعلى هذا األس اس يمكن الق ول أن
العقل في عملية التفكير المنطقي يمر باألدوار التالية:
-1مواجة المشكل أي المجهــول ،حــتى ينتقـلـ العقــل في عمليــة التفكــير إلى
المعلوم.
-2معرفة نوع المشكل ولو بوجه من األوجه.
-3حركة العقل من المشكل إلى المعلومات المخزونة عنده.
-4حركة العقــل بين المعلومــات للفحص عنهــا وتــأليف مــا يناســب المشــكل
ويصلح لحله.
-5حركة العقل من المعلوم الذي استطاع تأليفه مما عنده إلى المطلوب.
نبه المناطقة في مؤلفاتهم ،أن كل عملية تفك ير يق وم به ا اإلنس ان،
إال وتم ر به ذه األدوار ،دون أن يش عر به ا اإلنس ان ،على أن ه تمت بعض
األش خاص ق د يجت ازون بعض ه ذه المراح ل ،فينتقل ون مباش رة إلى ال دور
الخامس ،وهو حل المشكل ،بمجرد معرفة نوعه ،وهؤالء ق د أوت و من العلم،
ما مكنهم من اجتياز الدور الثالث والرابع ،وهذا ما يسميه المناطقة بالحــدس،
48
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
المدركات الذهنية
فلبعض الناس استعداد ق وي لتقلي العل وم والمع ارف ،بخالف البعض اآلخ ر
الذي ال يسعه إال االلتزام في عملية التفكير ،بجميع أدوارها.
قال صاحب السلم:
الجلِي
ي َ ض ُرو ِر ُّ
ُـو ال َّ َاج لِلتَّـأ َ ُّم ِل * َو َع ْك ُ
سـهُ ه َ َوالنَّظَـ ِري َما ْ
احت َ
يتبين من خالل ما سبق ذكره ،أن التصورات والتصديقات على حد
سواء ،منها ما هو بديهي ضروري ال يحتاج في تحص يله إلى إعم ال التأم ل
والفكر ،ومنها ما هو كس بي نظ ري يحت اج في تحص يله إلى التأم ل وإعم ال
الفكر ،ومادام علم المنطق يعنى بالقواعد والقوانين ال تي تنظم عملي ة التفك ير
القائمة على التصورات والتصديقات ،اهتم المناطقة ببيان الطرق الموصلة :
-إلى التصورات وسموها بالقول الشارح أو التعريف ،ألنه يشرح أو يعرف
المجهول ،وبهذه الطرق اللفظية أمكننا نقل تصوراتنا إلى اآلخرين.
-إلى التصديقات وسموها بالحجة والبرهــان والــدليل والقيــاس ،وهي طرق
الوص ول إلى معلوم ات تص ديقية نظري ة ،وق د تك ون أيض ا طرق ا إلل زام
الخصوم وإقناعهم.
قال صاحب السلم:
ح فَ ْلتَ ْبتَ ِه ْل صــــــ ْل * يُ ْدعَـى بِقَ ْ
ـو ٍل شَـا ِر ٍ ـو ٍر ُو ِ َو َمـا بِ ِه إِلَى ت َ
َص ُّ
ـج ٍة يُ ْعــــــــــ َرفُ ِع ْنـ َد
صــــــــالَ * بِ ُح َّ
يق بِ ِه تُ ُو ِّ
َصـ ِد ٍ
َو َمـا لِت ْ
ال ُعقَـالَ
48
مبحث التصورات
مبادئ التصورات
مقاصد التصورات
مبادئ التصورات
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الداللة اللفظية
الداللة وأقسامها
-إيساغوجي-
54
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الداللة اللفظية
أن يعلم غيره مجهوالً تصوريا ً أو تصديقا ً بالقول الشارح أو الحجة ،فال بد ل ه
هن اك من األلف اظ ليمكن ه ذل ك ،وأم ا إذا أراد أن يحص ل ه و لنفس ه أح د
المجهولين بأحد الطريقين ،فليس األلفاظ هناك أمراً ضرورياً ،إذ يمكنه تعق ل
المعاني مج ردة عن األلف اظ لكن ه عس ير ج داً ،وذل ك ألن النفس ق د تع ودت
مالحظة المعاني من األلف اظ ،بحيث إذا أرادت أن تتعق ل المع اني وتالحظه ا
تتخي ل األلف اظ وتنتق ل منه ا إلى المع اني ،ول و أرادت تعق ل المع اني حزم ة
صعب عليها ذلك صعوبة تامة كما يشهد به الرجوع إلى الوجدان".
أوال -تعريف الداللة:
الداللة لغة الهداية والتسديد إلى الشيء ،أما اصطالحا فهي فهم أمر
من أمر ،كداللة إشارات المرور على معان مختلفة.
ومث ال ذل ك :إش ارة من ع التوق ف ت دل على مع نى من ع التوق ف،
فاإلشارة دال ومنع التوقف مدلول ،أو كداللة المخلوق ات بش تى أنواعه ا على
وجود الخالق ،فالمخلوق ات دال ووج ود المخل وق مــدلول ،وه ذا مع نى ق ول
األعرابي وقد سئُل عن دليل وجود هللا ,فقال :البعرة تدل على البع ير ،واألث ر
ير، دل على المس ي
فسماء ذات أبراج ،وأرض ذات فج اج ،أال ت دل على العليم الخب ير؟ فس بحان
هللا.
وهكذا تمت موجودات إذا ما حصلت في ذهن اإلنس ان ،انتق ل ذهن
اإلنسان إلى تصور موجود آخر ،فإن ك ان ال دال لفظ ا ،فالدالل ة لفظي ة ،وإال
غير لفظي ة ،على أن التالزم بين ال دال والم دلول ،في الدالل ة اللفظي ة وغ ير
اللفظية ،منشؤه العالقة بين الموجود األول والموج ود الث اني ،وه ذه العالق ة
تارة تكون واقعية تكوينية ،وتارة تكون بحسب طب ع اإلنس ان ،وت ارة أخ ري
تكون بحسب وض ع الواض ع ،وألج ل ه ذا قس مت الدالل ة إلى لفظي ة وغ ير
لفظية ،وكل منهما إلى عقلية وطبيعية ووضعية.
ثانيا -أقسام الداللة:
تنقسم الداللة إلى قسمين:
54
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الداللة اللفظية
-1داللـة لفظيـة :كداللة اإلنسان على الحيوان الناطق ،أو داللة لفظ
الس يارة على الم ركب الميك انيكي المع روف عن دنا ،وهي تنقس م إلى ثالث ة
أقسام:
أ -داللة لفظية عقلية – ضروريةـ : -كداللة المتكلم على أنه
حي.
ب -داللة لفظية عادية-طبيعية: -كداللة األنين على الوجع،
أو كداللة السعال على مرض الصدر.
ج-داللة لفظية وضعية – عرفية : -وهي داللة األلفاظ على
معانيها ،كداللة لفظ الحاسوب على المعنى الموضوع له ،وهي اآللة الحاس بة
المكونة من الشاشة ولوحة المفاتيح والوحدة المركزية.
-2داللـة غير لفظية :كداللة العلم الجزائري على دولة الجزائر،
وداللة االحمرار على الخجل أو الحياء ،وهي تنقسم إلى ثالثة أقسام:
أ -داللة غير لفظية عقلية –ضرورية-ـ :كداللة األثر على
المؤثر ،أو داللة البناء على الباني.
ب -داللة غير لفظية عادية -طبيعية: -كداللة االكتئاب على
الهم والحزن.
ج -داللة غير لفظية وضعية -عرفية : -كداللة المحراب في
المسجد على جهة القبلة.
* المعت بر في علم المنط ق من ه ذه ال دالالت الداللـــة اللفظيـــة
الوضعية ،النضباطها ولكونها أس هل من غيره ا وأكثره ا نفع ا ،فاللف ظ ي دل
على المحس وس والمعق ول مع ا ،ف إن ق ال قائ ل ط ائرة ،دل ه ذا اللف ظ على
المعنى المقصود بهذه الكلمة وهي المركب ة الق ادرة على الط يران ،وفي نفس
الوقت دل هذا اللفظ على طائرة البوينغ بمختلف أحجامه ا ،وط ائرة اآلربص
بمختل ف أحجامه ا ،وط ائرة الم يراج الحربي ة ،وط ائرة المي غ والس خوي
وغيرها ،فلفظة الطائرة دلت على المعقول والمحسوس.
ثالثا :أقسام الداللة اللفظية الوضعية
54
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الداللة اللفظية
التض من ودالل ة االل تزام ،وأم ا من ذهب منهم إلى أنهم ا عقليت ان فنظ ر إلى
الواس طة ال تي به ا نفهم الج زء والالزم وهي العق ل ،ففي دالل ة المطابق ة ال
نحت اج إلى ض ميمة في إدراك المع نى الم راد من اللف ظ ،بخالف التض من
واالل تزام ف إن ال ذهن يحت اج زي ادة على فهم المع نى الوض عي إلى ض ميمة
العقل.
* اللزوم هو ع دم انفك اك الالزم عن المل زوم ،فه و به ذا المع نى ع دم
تخل ف ش يء عن ش يء ،ف إذا قلن ا( :أ>ب)و(ب>ج) يل زم (أ>ج) فكلم ا
استحضرنا الملزوم وه و( :أ>ب)و(ب>ج) فإنن ا نستحض ر في عقلن ا الالزم
وهو(أ>ج) ،وهو ينقسم أي اللزوم إلى:
القسم األول :الزم ذهنا ً وخارجاً ،كقابل العلم ،وصنعة الكتابة لإلنسان.
القسم الثاني :الزم خارجا ً فقط ،كسواد الغراب والزنجي ،وإنما لم يكن ذهنيا ً
أيضا ً ألن العقل ال يحي ُل غرابا ً أبيض.
القسم الثالث :الزم ذهنا ً فق ط ،فإن ه ال يمكن أن يتص ور العمى في ال ذهن إال
ويتصور معه البصر ،وهما في الخارج متنافيان ،وهو إما:
-بين بالمعنى األخص :وهو الذي يكفي في الج زم بلزوم ه تص ور
الملزوم كالزوجية لالثنين.
-بين بالمعنى األعم :ما يكون تصور الملزوم والالزم كافيا ً في الجزم
بلزومه.
* المعتبر عند المناطقة في داللة االلتزام اللزوم الذهني ،وهو عدم
انفكاك المعنى الالزم عن المعنى الملزوم ،كمعنى الزوجية الالزمة عن معنى
األربع ة ال تي دل عليه ا اللف ظ ،فكلم ا فهم مع نى األربع ة فهم مع ه مع نى
الزوجية ،فال يمكن عقال الفصل بين المعنيين ،أم ا عن د األص وليين ف المعتبر
عندهم في داللة االلتزام اللزوم مطلقا سواء أكان لزوما ذهنيا أو أك ان لزوم ا
خارجيا كسواد الغ راب مثال ،ف إن مع نى الس واد مع نى الزم لمع نى الغ راب
الذي دل عليه اللفظ بالمطابقة ،وال يمكن تصور غراب بدون سواد في الواقع
الخارجي ،أما في الذهن فيمكن تصور غراب أبيض.
54
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الداللة اللفظية
54
ال ُميسر في قواعد النظر
تقسيمات األلفاظ
تقسيمات األلفاظ
إن اللفظ الدال على معناه يتضح مما سبق ذك ره في تقس يم الدالل ة
اللفظية الوضعية:
* أن داللة المطابقة هي األصل في داللة اللفظ على المعنى.
* أن داللة التضمن وداللة االلتزام تابعتان لداللة المطابقة.
فكل ما يثبت للفظ بداللة التضمن وااللتزام ،فقد ثبت له بداللة
المطابقة ،وليس العكس:
فلفظ اإلنسان يدل:
-بالمطابقة على الحيوان الناطق.
-بالتضمن يدل على الحيوان .
-بااللتزام يدل على الضحك.
إن معنى الحيوان ومعنى الضحك ،معنيان مندرجان تحت المع نى
ال ذي دل علي ه اللف ظ بالمطابق ة ،فال يمكن تص ور دالل ة التض من ودالل ة
االلتزام إال في إطار داللة المطابقة ،في حين يمكن تصور دالل ة المطابق ة
بدون داللة التضمن وبدون داللة االلتزام ،وإذا تقرر هذا األم ر ف إن اللف ظ
الدال بالمطابقة على معناه قد:
أوال -اللفظ المفرد :هو الذي ال يدل جزءه على ج زء معن اه دالل ة مقص ودة،
مثل لفظ :الصالة ،التيمم ،العام ،المطلق ،اآلحاد ،أصول الفقه ،ف إن أي واح د
من هذه األلفاظ ال يدل جزءه على جزء معناه الموضوع له.
والقاعدة في المفرد عند المناطقة أن كل لفظ ال تريد أن تدل بجزء
منه على جزء معناه فهــو مفــرد وإن كــان مركبا ،كلفظ أص ول الفق ه علم
لفن مخصوص ،فإنه إذا أطلق وأريد به العلم المخصوص ،فهو مف رد وإن
كان مركبا من كلمتين أصول وفقه.
57
ال ُميسر في قواعد النظر
تقسيمات األلفاظ
ثانيا -اللفظ المركب :وهو الذي يدل جزءه على جزء معناه دالل ة مقص ودة،
مثل قولهم جامعة وهران ،فإن ك ل ج زء من أج زاء ه ذا ال تركيب ي دل على
جزء معناه داللة مقصودة ،فلفظة جامعة تدل على المك ان المخص ص للتعليم
العالي ،ولفظة وهران تدل على المدينة الموجودة بالجزائر شمال إفريقيا.
وعلى العموم القاعدة في المركب عند المناطقة أن كل لفظ تريد أن تدل
بجزء منه على جزء معناه فهو مركب.
قال صاحب السلم:
ــــــــــــب َوإِ َّمـا
ٌ وج ُد * إِ َّمـا ُمـ َر َّك ث يُ َ ستَ ْع َم ُـل األَلفَ ِ
اظ َح ْي ُ ُم ْ
ُمفـــــــــــــــــــْـ َر ُد
الخبر واإلنشاء
ينقسم اللفظ المركب إلى تام وناقص ،والمركب التام هو الجملة ال تي
يحسن السكوت عليها ،بخالف الناقص ،وعلى العموم المركب التام ينقسم إلى
قسمين:
أوال -إنشــاء :وه و م ا ال يحتم ل الص دق والك ذب لذات ه ،ك األمر والنهي
والدعاء واالستفهام والتمني والترجي والنداء.
ثانيا -الخبر :وهو ما يحتمل الصدق والكذب لذاته ،مثل جاء زيد.
والغرض من تقسيم اللفظ المركب إلى خبر وإنشاء ،بيان أن المنطقي ال
يبحث إال في الخبر ،ألن اإلنشاء ال يمكن وصفه بالصدق أو الكذب.
قال صاحب السلم:
57
ال ُميسر في قواعد النظر
تقسيمات األلفاظ
57
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكلي والجزئي
الكلي والجزئي
62
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكلي والجزئي
62
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكلي والجزئي
62
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكلي والجزئي
ان وجوده ا في الخ ارج يع ني من جنس الماهيّات الموجودة في الخ ارج ب ل ّ
وان اتّصاف األعيان الخارجيّ ة به ا يك ون في انّها صفات لألعيان الخارجيّة ّ
ظرف الخارج ،فليس لها وجود في مقابل األعيان الخارجيّ ة يمكن أن يش ار
إلي ه باس تقالله كم ا يش ار الى الش جر والحج ر ،فالعليّ ة والمعلوليّ ة وهك ذا
اإلمكان والوجوب صفات واقعيّة تتّص ف به ا األعي ان الخارجيّ ة في ظ رف
ان ه ذهالخارج وليس لها وجود في عرض وجود هذه األشياء الخارجيّ ة ب ل ّ
األعيان الخارجيّة إ ّما أن تكون علّة أو تكون معلوال كما قد تك ون واجب ة وق د
تكون ممكنة ،وليس ث ّمة مفهوم فلسفي ال يك ون منطبق ه ش يئا من الوج ودات
الخارجيّة ،وهذا ما يميّزها عن المعق والت الثاني ة المنطقيّ ة وال تي ال يك ون
ان اتّص اف المعق والت األوليّ ة واحدا منها منطبقا على الخارج أص ال ،كم ا ّ
بها ال يكون إالّ في ظرف الذهن.
ينقس م الكلي كم ا س بق بيان ه من ذي قب ل ،في بي ان كيفي ة حص ول
عملي ة اإلدراك إلى كلي منطقي وه و المعق ول الث اني المنطقي ،وإلى كلي
عقلي ،وكالهما موجود في الذهن ،فلو قلنا اإلنسان كلي ،فقد أسندنا الكلي إلى
اإلنسان ،فلو نظرنا إلى صفة الكلي المسندة إلى اإلنسان ،وهي المفه وم ال ذي
ال يمتنع فرضه صدقه على كثيرين
المراد الوجود نفس الحقيقة العينية الخارجية
62
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكليات الـ×ـمـس
الذاتي والعرضي
ومن هنا قسم المناطقة الكلي باعتبار اندراجه أو عدم اندراجه في
الحقيقة إلى قسمين:
أوال -الكلي الــذاتي :هو م ا ال تعق ل الماهي ة إال ب ه ،س واء ان درج في
الماهية( الجنس ،الفصل) ،أو كان تم ام الماهي ة (النــوع) ،وعلى ه ذا يش مل
الكلي الذاتي ثالثة من الكليات:
-1الجنس :وهو ما يصدق على كثيرين مختلفين بالحقيقة،
ويقع في جواب ما هو.
ف الجنس كلي باعتب ار أن معن اه يص دق على أف راد كث يرين ،أي ال
يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه ،وهذا حال جميع الكلي ات الخمس ،إال أن
هذا الذي يصدق عليهم المعنى ،مختلفون من حيث حقيقتهم ومن األمثل ة على
ذلك :
* الحيوان فإن معناه يصدق على اإلنسان والفرس والفيل...إال أن
حقيق ة اإلنس ان غيره ا حقيق ة الف رس ،وحقيق ة الف رس غيره ا حقيق ة الفي ل
وهكذا ...وعلى هذا األساس ،الجنس قدر مشترك بين أفراد كثيرين حقــائقهم
مختلفة ،فالحيوانية هو األمر الج امع بين اإلنس ان والف رس والفي ل وغ يرهم
من الحيوانات األخرى.
* خطاب هللا تعالى فإن معن اه يص دق على الحكم الش رعي ،وعلى
القصص القرآني ،وعلى وصف الجنة والنار ...إال أن حقيق ة الحكم الش رعي
غيرها حقيقة القصص القرآني ،وحقيقة القصص القرآني غيرها حقيقة أخب ار
الجنة والنار ،إال أن الق در المش ترك بين ه ذه الحق ائق كونه ا من خط اب هللا
تع الى ،فهي كالم هللا الموج ه للغ ير ،فق د يك ون ه ذا الغ ير المكل ف كقول ه
تعالى":وأقيموا الصالة" وهو الحكم الش رعي بقس ميه التكليفي والوض عي،
وقد يكون الغير جمادا ،كقوله تعالى":وقال لها وللسماء اتيا طوعا أو كرها"
وينقسم الجنس إلى:
أ -جنس قريب :وهو ما ال جنس تحته بالنسبة إلى الماهية المراد تعريفها ب ه،
بل يكون تحته األنوع ،كالحيوان ال جنس تحته ،وإنما تحته األن واع ك الفرس
واألسد والدئب...
73
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكليات الـ×ـمـس
ب -جنس بعيد :وهو ما ال جنس فوقه بل تحته أجن اس ،ك الجوهر ليس فوق ه
جنس ،بل تحته أجناس وهي الجسم والنامي والحيوان.
ج -جنس متوسطـ :وه و م ا فوق ه جنس وتحت ه أجن اس ،كالن امي ف إن تحت ه
أجناسا وهي :شجر ،وزرع ،وحي وان ،وفوق ه أجن اس أعلى من ه ،ف إن فوق ه
الجسم المطلق وفوق الجسم المطلق الجوهر.
-2النوع :وهو ما يصدق على كثيرين متفقين بالحقيقة ،ويقع
في جواب ما هو.
فالنوع كلي باعتبار أن معناه يصدق على كثيرين ،إال أن هذا الذي
يصدق عليهم المعنى ،متفقون في الحقيقة ،ومن األمثلة على ذلك:
* اإلنســان فإن معن اه يص دق على زي د وعم ر وك ريم وغ يرهم،
فالحقيق ة المنطبق ة على زي د هي نفس ها المنطبق ة على عم ر ،هي نفس ها
المنطبقة على كريم وهكذا...
* الصالة :فإن معناه ا يص دق على ص الة الص بح ،وعلى ص الة
الظه ر ،وعلى ص الة العص ر ،وعلى ص الة المغ رب ،فحقيق ة الص الة
الموجودة في صالة الصبح هي نفسها الموجودة في صالة الظهر وهكذا.
-3الفصل :وهو ما يصدق على كثيرين متفقين بالحقيقة ،ويقع في
جواب أي شيء يميز الماهية ويكون مندرجا في ذاتياتها.
فالفصل كلي باعتبار أن معناه يصدق على كثيرين متفقين في
الحقيقة ،إال أن ه ذا المع نى م ع كون ه ج زء من الماهي ة يم يز الماهي ة عن
غيرها ،ومن األمثلة على ذلك:
* ناطق بالنسبة لإلنس ان ،ف إن معن اه يص دق على كث يرين متفقين
بالحقيقة ،فمع نى النط ق ج زء من ماهي ة اإلنس ان ،وه ذا المع نى يم يز ه ذه
الماهية عن غيرها ،فإذا قيل أي شيء يميز اإلنسان عن غيره ويكون مندرجا
في حقيقته ،كان الجواب أن الذي يميز اإلنسان عن غ يره من الحيوان ات ه و
كونه ناطقا.
* تكبيرة اإلحــرام والتســليم بالنسبة للص الة ،ف إن معناه ا يص دق
على كثيرين متفقين بالحقيقة ،فتكبيرة اإلحرام جزء من ماهي ة ص الة الظه ر
73
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكليات الـ×ـمـس
وجزء من ماهية صالة العصر ...وهذا المعنى وهو تكبيرة اإلحرام والتسليم،
يم يز الص الة عن ب اقي أن واع العب ادات األخ رى ،ف إذا قي ل أي ش يء يم يز
الصالة عن باقي العب ادات كالص يام والحج والزك اة ،ك ان الج واب أن ال ذي
يميز الصالة عن غيرها من العبادات تكبيرة اإلحرام والتسليم.
ينقسم الفصل إلى:
أ -الفصل القريب :هو ما يميّز الشيء عما يشاركه في جنسه القريب ،ومثاله:
* اإلنسان جنسه القريب عليه هو الحيوان ،والفرس واألسد والفيل
ونحوها تشترك مع اإلنسان في الحيوانية ،والشيء الذي يم يز اإلنس ان عنه ا
هو الناطق ،فهذا يسمى فصال قريبا ،ألنه فصل اإلنسان عن بقية األنواع التي
تشترك معه في الجنس القريب الذي هو الحيوان.
* التيمم جنسه القريب الطهارة ،والوضوء والغسل يشتركان معه
في الطهارة ،والش يء ال ذي يم يز ال تيمم عنهم ا ه و أنه ا ترابي ة أي تحص ل
باستعمال التراب ،فهذا يسمى فصال قريبا ،ألنه فصل التيمم عم ا يش اركه في
جنسه القريب الذي هو الطهارة.
ب -الفصل البعيد :هو ما يميّز الشيء عما يشاركه في جنسه البعيد ،ومثاله:
* اإلنسان جنسه البعيد عليه هو الجسم النامي ،والنباتات تشترك
مع اإلنسان في الجسم النامي ،والشيء الذي يميّز اإلنسان عنها هو الحساس،
ألن النباتات غير حساسة ،فهذا يسمى فصال بعيدا ،ألن ه فص ل اإلنس ان عم ا
يشاركه في جنسه البعيد الذي هو الجسم النامي.
* التيمم جنسه البعيد العبادة ،والصالة والزكاة والصوم والحج
تشاركه في العبادة ،والشيء الذي يميز التيمم عنها ه و زوال المن ع الم ترتب
على الحدث والنجس ،فهذا هو ما يفصل التيمم عن تلك العبادات ،ه ذا يس مى
فصال بعيدا ألنه فصل التيمم عما يشاركه في جنسه البعيد الذي هو العبادة.
مما سبق بيانه يمكن القول أن ما يميز الفصل القريب عن الفصل
البعيد:
أن الفصل القريب هو الفصل الذي يميزه عن كل مشاركاته في
الجنس ،بينم ا الفصـــــل البعيد ال يم يزه عن ك ل مش اركاته ب ل عن
73
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكليات الـ×ـمـس
73
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكليات الـ×ـمـس
* النية بالنسبة للصالة ،فإنها وإن كانت جزء من ماهي ة الص الة،
إال أنه ا ال تختص بالص الة ،ب ل هي موج ودة في ب اقي أن واع العب ادات
األخرى ،كالحج مثال أو الصيام.
الحمل وأنواعه
73
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الكليات الـ×ـمـس
مما الشك فيه أن معرفة الحمل وأنواع ه ،من أهم األبح اث في
علم المنطق ،إذ عليها يتوقف فهم كثير من مباحث علم الكمنطق بل العلوم
األخرى ،قد اتض ح مم ا س بق ذك ره أن الكلي ات الخمس هي المحم والت
على موضوعاتها ،فالكلي المحمول على موض وعه ،إم ا أن يك ون داخال
في ماهية الموضوع ،وإما أن يكون خارج ا عنه ا ،وعلي ه ف الكلي إم ا أن
يكون ذاتيا ،وإما أن يكون عرضيا.
تعريف الحمل :هو االتح اد بين ش يئين ،فكأنم ا حكمن ا باتح اد الموض وع
والمحمول خارجا ،وه ذا ال يع ني أنهم ا ش يء واح د ،إلذ يس تحيل حم ل
الشيء على نفسه ،مما يستدعي وجود جهة مغايرة بينهما ،ليكونا شيئين.
ومن هنا قرر علماء المنط ق أن فائ دة الحم ل مرهون ة بتحق ق
ش رط االتح اد من جه ة والمغ ايرة من جه ة أخ رى ،وإال ك ان من حم ل
الشيء على نفسه ،إذ الشيء ال يغاير نفسه.
73
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
نسبة األلفاظ للمعاني
82
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
نسبة األلفاظ للمعاني
والمالحظ في تعداد المناطقة للنسب بين اللف ظ والمع نى ،أن البحث
فيها قد يقع مع غض النظر عن وجود األفراد أي المص اديق في الخ ارج ،أو
عدم وجودها ،ومع غض النظر عن كونها متباينة أو متداخلة ،أو كون النسبة
بينها العموم المطلق أو من وجه ،وق د يق ع البحث في النس ب بمالحظ ة ذل ك
كله.
أوال :النسب بين اللفظ والمعنى باعتبار المفهوم:
-1الترادف :وهو اشتراك األلفاظ المتعددة في معنى واحد أي المفه وم ،من
جه ة دالل ة ك ل منه ا على مع نى واح د ،ففي ال ترادف يتع دد اللفظ ،ويتح د
المع نى ،مث ل ب ر وقمح ،اللفظ ان مختلف ان والمع نى واح د ،ومث ل المن دوب
والمستحب ،اللفظان مختلفان والمعنى واحد ،وهو ما طلب الشارع فعل ه على
غير وجه الحتم واإللزام.
-2التباين :وهو أن يك ون لك ل لف ظ مع نى مختص ب ه ،بص رف النظ ر عن
المصاديق ،ف المعتبر في التب اين بمعن اه األعم تك ثر المع اني بتك ثر األلف اظ،
كالسيف والصارم ،فالصارف ه و الس يف الق اطع ،أم ا الس يف فه و الحدي دة
الطويلة فقد تكون قاطع ة وق د ال تك ون قاطع ة ،ومن هن ا ف إن الس يف مب اين
للصارم ،باعتبار اختصاص السيف بمعنى يباين مع نى الص ارم ،في حين إذا
نظرنا إلى ما يصدق عليه مفهوم السيف من أفراد ،س وف نج د أن الص ارف
هو أحد أفراد السيف ،فكل صارم سيف وليس كل س يف ص ارم ،وله ذا ك ان
المعتبر في التباين بالمعنى األعم المفهوم بصرف النظر عن المصاديق.
اتضح فيما س بق أن التب اين في األلف اظ ،إنم ا يك ون باعتب ار تع دد
وتغير المعاني ،فالتباين للمعاني أوال وبالــذات ،وأللفاظهــا الموضــوعة ثانيــا
وبالعرض ،وه ذا التب اين بين مع اني األلف اظ ،ت ارة يك ون بنح و الثمات ل ،إن
لوحظ فيهما ،اشتراكهما في حقيقة واحدة ،وأخرى بنح و التخ الف ،إن لوح ظ
فيهما أنهما متغايران ،دون مالحظة جهة اشتراكهما ،وثالثة بنحو التقاب ل ،إن
لم يشتركا في حقيق ة واح دة ،وكان ا من المع اني ال تي ال يمكن أن تجتم ع في
محل واحد في زمن واحد.
أ -التماثل:هو اشتراك المعنيين المتغايرين في حقيقة واح دة ،بم ا هم ا
مشتركان ،أي مع مالحظة جهة االش تراك ،كعم ر وزي د ،اس مين لشخص ين
مشتركين في حقيقة واحدة ،وهي اإلنسانية ،هذا إذا لوحظ في عمر وزيد ه ذه
82
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
نسبة األلفاظ للمعاني
الحقيق ة ،أم ا إذا لم نالح ظ جه ة االش تراك ،فهم ا من قبي ل المتخالف ان ،كم ا
س يأتي بيان ه ،على أن ه يجب التنب ه إلى أن جه ة االش تراك بين المعن يين إن
كانت:
* في النوع ،بأن كان المعنيان فردين من نوع واحد ،كان االشتراك
تماثال.
* في الجنس كاإلنسان والفرس ،كان التماثل تجانسا.
* في الكم أي في المقدار ،كأن يقال هذا الخط مثل هذا الخط في
الطول ،كان االشتراك تساويا.
* في الكيف والهيئة،ـ كأن يقال هذا الجسم حار وذاك الجسم حار،
كان االشتراك تشابها.
ب -التخالف :هو التغاير بين المعنيين ،من حيث هما متغ ايران ،أي م ع
مالحظة جهة التغاير بينهما ،دون مالحظة جهة االش تراك بينهم ا ،كاإلنس ان
فإن ه مخ الف للف رس ،فحقيق ة اإلنس انية غيره ا حقيق ة الفرس ية ،فهم ا به ذا
االعتبار مختلفان ،مع أنهما متفقان في حقيقة الحيوانية.
ج -التقابل :هو التنافر بين المعنيين ،واستحالة اجتمعهما في محل واحد،
من جهة واحدة ،في زمان واحد ،كالسواد والبياض ،يس تحيل اجتماعهم ا في
مح ل واح د ،ك األبوة والبن وة ،إذ يس تحيل على اإلنس ان أن يك ون أب ا وابن ا
لشخص واحد ،أو كالبرودة والحرارة ،إذ يستحيل أن يكون الماء باردا وحارا
في آن واحد ،وعلى هذا األساس يمكن تقسيم التقابل إلى:
* النقيضان :وهما أمران وجودي وعدمي ،ونقيض الشيء رفعه،
فنقيض وجود اإلنسان ال إنسان ،ونقيض وجود السماء ال السماء ،والنقيض ان
ال يجتمع ان وال يرتفع ان مع ا ،وال واس طة بينهم ا ،فالتن اقض ع دم إمك ان
اجتماعهما معا ،وعدم إمكان ارتفاعهما معا ،فالبد من وجود أح دهما وانتف اء
اآلخر،كالوجود والعدم فهما معني ان متناقض ان ،إذ ال يمكن للش يء أن يك ون
موجود ومعدوما في آن واح د ،كم ا أن ه ال يمكن للش يء أن ال يك ون مج ودا
ومعدوما في آن واحد ،فإما أن يكون الشيء موجودا ،وإما أن يكون مع دوما،
فم تى ثبت أح دهما انتفى اآلخ ر ،كالبص ر وال بص ر ،والمش ي وال مش ي
والضحك وال ضحك.
82
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
نسبة األلفاظ للمعاني
اللفظان
متباينان مترادفان
82
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
نسبة األلفاظ للمعاني
82
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
نسبة األلفاظ للمعاني
ـام بِـالَ
س ٍ سةُ أَ ْق َ
سبَةُـ األَ ْلفَـا ِظ لِ ْل َم َعـانِــــــي* َخ ْمـ َ
َونِ ْ
ــــــــــان
ِ نُ ْق َ
ص
82
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الـ×ــبـر واإلنشاء
81
الكل -الكلي – الكلية – مذكرة في تيسير قواعد المنطق
الجزء -الجزئية
المقصود من هذا المبحث بيان معاني هذه المص طلحات ،ح تى ال
تشتبه علينا مع ما سبق بيانه من مصطلح الكلي والجزئي:
-الكل :هو الحكم على المجموع من حيث ه و مجم وع ،فال يش مل الحكم في
الكل،كل فرد استقالال ،ب ل الحكم ه و للهيئ ة االجتماعي ة ،ومثال ه كــل الطلبــة
دخلــوا المــدرج ،فال دخول ث ابت لمجم وع الطلب ة س واء دخل وا جميعهم أو
بعضهم ،وعليه فالكل ههنا كل مجموعي.
-الكلي :عب ارة عن مع نى يص دق على كث يرين هم أف راده ،كاإلنس ان فإن ه
معنى أو حقيقة ال تصدق على واح د مش خص بعين ه ،ب ل هي حقيق ة تص دق
على أفرادها ،فالمعتبر في الكلي الوجود الذهني الذي يصدق على كثيرين.
-الكلية :هي الحكم على جميع األفراد ،كقوله تعالى" كــل من عليهــا فــان"
وعليه فإن الكل ههنا كل استغراقي شمولي.
-الجزء :وهو ما تركب منه ومن غيره كل ،كأجزاء البيت التي تركب منها.
-الجزئية:ـ هي الحكم على بعض أفراد ،كقولهم بعض اإلنسان كاتب.
قال صاحب السلم:
83
51
مقاصد التصورات
القول الشارح
أو
المعرفات
مقاصد مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصورات :القول الشارح
القول الشارح
95
مقاصد مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصورات :القول الشارح
95
مقاصد مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصورات :القول الشارح
95
مقاصد مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصورات :القول الشارح
س َو َخـا َ
ص ٍة َم َعا ـل َوقَ َعا * ال َّر ْ
سـ ُم بِا ْل ِجـ ْن ِ ص ٍس َوفَ ْ فَ َ
الحـ ُّد بِا ْل ِج ْن ِ
ب َوقَـ َعــــا ص ٍل أَ ْو َمـ َعا * ِج ْنـ ٍ
س بَعيِــ ٍد الَ قَـ ِري ٍ الح ِّد بِفَ ْ
ـص ََونَاقِ ُ
س أَ ْب َعـ ٍد قَ ِد ْ
ارتَبَ ْط اص ٍة فَقَـ ْط * أَ ْو َمـ َع ِج ْنـ ٍ
س ِم بِ َخ َ َونَاقِ ُ
ـص ال َّر ْ
يـف أَ ْ
ش َهـــــــ َرا ـظ ٍّي لَ َد ْي ِه ْم شُـهـــــــــــــــ ِ َرا * تَ ْبـ ِديـ ُل لَ ْفـ ٍظ بِ َر ِد ٍ
َو َمـا بِلَ ْف ِ
شروط التعريف
95
مقاصد مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصورات :القول الشارح
وذلك بأن يكون التعريف جامع ا لجمي ع أف راد المع رف ،مانع ا من
دخول أفراد أخرى غير أفراد المعرف ،ومثاله:
* تعري ف الوق ف عن د الحنفي ة بأنه ":حبس المملــوك عن التمليــك من
الغير"
-اعترض على هذا التعريف أنه غير مانع ،وذلك ألن لفظ (المملوك) ال وارد
في التعريف لفظ عام ،يشمل كل ممل وك س واء ك ان عق ارا أو منق وال ،وأب و
حنيفة رحمه هللا ال يرى صحة وقف المنقول.
-اعترض على هذا التعريف أنه غير جامع ألنه جعل ملكية العين باقي ة على
ملك الواقف ،يرد عليها (وقف المسجد) فإنه وقف على ملك هللا تعالى.
* تعريف االحتياط بأنه " :اتقاء ما غيره خير منه عند ذلك المحتاط"
-اع ترض على ه ذا التعري ف بأن ه غــير جــامع ألن ه حص ر االحتي اط في
الخ روج من الخالف ،وذل ك ال يع دو أن يك ون ص ورة من ص ور االحتي اط
الكثيرة.
-الشرط الثالث :أن ال يكون في ألفاظ التعريف لفظ مجزي أو لفظ مشترك.
وذلك ب أن ال تك ون في ألف اظ التعري ف ألف اظ مجازي ة ،ألن اللف ظ
المجازي ي دل على غ ير م ا وض ع ل ه ،وك ذلك اللف ظ المش ترك فإن ه وض ع
لمعنيين اثنين وضعا مستقال ،والمبتغي في التعريف إيض اح المع رف وبيان ه
بأقوى األلفاظ ،ومن تم ال يصلح اس تعمال المج از و المش ترك في التعري ف،
لإليه ام واإلبه ام ،اللهم إال إذا وج دت قرين ة تعين المع نى الم راد ،فال م انع
عن دها من اس تعمال المج از والمش ترك في التعري ف ،النتف اء
المحضور،ومثاله:
* تعريف بعضهم األم ر بأنه :صــيغة " افعــل " بشــرط أن تكــون
معهــا إيــرادات ثالث ( إرادة وجــود اللفــظ ،وإرادة داللــة اللفــظ على األمــر،
وإرادة االمتثال.
فالقيد األول :أعني إرادة وجود اللفظ ،احتراز عن قول النائم .
والقيد الثاني :أي إرادة داللة اللفظ على األمر ،احتراز عن التهديد وغيره .
والقيد الثالث :أي إرادة االمتثال ،احتراز عن قول المبلغ .
اعترض على هذا التعريف بأنه إن كان المراد باألمر المذكور في
الحد ،اللفظ فسد التعريف ،لقوله وإرادة داللتها على األمر ،إذ الصيغة لم ت رد
داللتها على اللفظ ،وإن كان المراد من األمر المذكور في الحد المعنى ،فس د
التعريف أيضا ،لقوله األمر صيغة " افعل " ،ف إن الص يغة لف ظ واللف ظ ال
يستقيم تفسيره بالمعنى ،ف إن قي ل لم ال يج وز أن يك ون الم راد ب األمر األول
اللفظ ،وه و مفس ر بالص يغة ،وب األمر الث اني المع نى وه و الطلب ،وحينئ ذ
يستقيم الحد ،ألنه حينئذ يكون معناه األمر :الصيغة الم راد به ا داللته ا على
الطلب .يجاب بأنه حينئذ يلزم استعمال اللفظ المش ترك في التعري ف من غ ير
قرينة وهو ال يجوز .
الشرط الرابع :أن ال يتوقف العلم بألفاظ التعريف على المعرف
وذل ك ب أن ي دخل في التعري ف ،م ا ال يمكن معرفت ه إال بنفس
التعريف ،كتعريف العلم بأنه معرفة المعلوم ،فإن معرفة المعلوم أمر متوق ف
على معرفة العلم ،ويمكن إعطاء مثال لهذا الشرط بتعريف االحتي اط الس ابق
ذكره بأنه ":اتقــاء مــا غــيره خــير منــه عنــد ذلــك المحتــاط" فه ذا التعري ف
95
مقاصد مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصورات :القول الشارح
اشتمل على ما يتوق ف تص وره على تص ور المح دود ،وه و قول ه عنــد ذلــك
المحتاط ،وإدراك حقيقة المحتاط ال تتم على الوج ه الم راد إال ب إدراك حقيق ة
االحتياط ،وذلك دور ممنوع ي ذهب بقيم ة التعري ف ،ويجعل ه من قبي ل م اال
يمكن التعويل عليه في فهم حقيقة المحدود .
الشرط الخامس :عدم ذكر األحكام في التعريف
وذلك بأن يشتمل التعريف على أحكام متعلقة بالمعرف ،ألن الحكم
على الشيء فرع عن تصوره ،نعرف الشيء أوال ثم بعد بذلك نصدر األحكام
بشأنه ،فإذا أردنا تعريف الصالة مثال في الفقه اإلس المي ،فال يص ح أن يق ال
هي العبادة الــتي أوجبهــا هللا خمس مــرات في اليــوم ،ألن الوج وب حكم من
األحك ام ال تي تثبت له ا ،ب ل يق ال مثال :الصــالة عبــادة بنيــة ذات أفعــال
مخصوصة وأقوال مخصوصةـ مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.
الشرط السادس :عدم ذكر أو في التعريف
وذل ك أن التعري ف ي ؤتى ب ه لإليض اح والبي ان ،ف إذا ك انت أو
المستعملة في التعريف للترديد أو التشكيك فهي ال تزي د المجه ول إال جهال ة،
بخالف أو التي تفي د التنوي ع والتقس يم ،فإن ه يج وز دخوله ا في الرس وم دون
الحدود ،كقول النحاة في تعريف الكلمة هي اسم أو فعل أو حرف.
وإنما جاز دخول أو للتنويع والتقسيم في الرسوم دون الح دود ،ألن
الح د ه و التعري ف بحقيق ة الش يء ،والش يء الواح د ال يمكن أن يك ون ل ه
حقيقتان ،بخالف الرسم فإنه تعريف بالخواص أو العالمات ،ويج وز للحقيق ة
الواحدة أن يكون لها أكثر من خاصة أو عالمة.
قال صاحب السلم:
95
مقاصد مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصورات :القول الشارح
95
مبحث التصديقات
مبادئ التصديقات
القضايا وأحكامها
مبادئ التصديقات: مذكرة في تيسير قواعد المنطق
القضايا وأحكامها
القضـايـا
اتضح مما سبق ذكره ،أن عناية المناطقة بدالالت األلفاظ ،لم تكن
غاية في حد ذاتها ،وإنما هي وسيلة لمعرفة الحدود والرسوم التي هي وس ائل
للتعري ف باألش ياء ،أي الوص ول إلى المجه والت التص ورية ،ح تى إذا م ا
وصلنا إلى هذه التصورات ،وظفناها في البحث النظري أو االس تدالل عليه ا
في شكل قض ايا ،ومن هن ا ف إن الحكم على ه ذه القض ايا من خالل األقيس ة،
يحتاج أوال إلى دراسة الجانب الشكلي لهذه القضايا.
أوال -تعريف القضية :هي كل قول يحتمل الصدق والكذب لذاته.
وعلى ه ذا ف إن القض ية عن د المناطق ة ،هي ك ل خ بر يمكن أن
يوصف بالصدق أو الكذب.
* فإن قال أحدهم ":دخل األستاذ المدرج " فقد يكون صادقا ،إن كان كالم ه
مطابقا للواقع ،وعليه فالقضيةـ صادقة ،وقد يكون كاذبا إن كان كالمه مخالف ا
للواقع ،وعليه فالقضيةـ كاذبة.
* أما إذا قال أحدهم ":اللهم اهدني صــراطك المســتقيم" فإن ه ذا الكالم وإن
أفاد معنى معينا ،إال أن ه ذا المع نى ليس مح ل ص دق أو ك ذب ،كاالس تفهام
والتعجب ،وكل معنى ال يمكن أن نصفه بالصدق أو الكذب.
94
مبادئ التصديقات: مذكرة في تيسير قواعد المنطق
القضية الحملية
101
مبادئ التصديقات: مذكرة في تيسير قواعد المنطق
القضية الحملية
101
مبادئ التصديقات: مذكرة في تيسير قواعد المنطق
القضية الحملية
موضوع هذه القضية ،وهو اإلنسان على اإلنس ان الواح د ،وق د يص دق على
االثنين وقد يصدق على األكثر ،وعلى هذا األس اس فالقض ية الحملي ة إم ا أن
تكون:
* كلية موجية :وهي القضية المسورة بسور كلي موجب يثبت فيه المحمول
لجميع ما يصدق عليه الموضوع من مفهومات ،كقولك كــل إنســان ميت ،فق د
حكمنا ههنا بالموت على كل من تنطبق عليه حقيقة اإلنسان.
* كلية سالبة :وهي القضية المسورة بســور كلي ســالب ينتفي في ه المحم ول
عن جميع ما يصدق عليه الموضوع من مفهومات ،كقولك ال أحد من الرجال
في الــدار ،فقد حكمن ا ههنا بنفي الوج ود في ال دار عن ك ل من تنطب ق علي ه
حقيقة الرجولة.
* القضــيةـ الجزئيـةـ الموجبة :وهي القض ية المس ورة بســور جــزئي مــوجب
يثبت فيه المحمول لبعض ما يصدق علي ه الموض وع من مفهوم ات ،كقول ك
بعض اإلنســان ميت ،فق د حكمن ا ههن ا ب الموت على بعض من تنطب ق علي ه
حقيقة اإلنسان.
* القضية الجزئيةـ السالبة :وهي القضية المسورة بسور جزئي ســالب ينتفي
فيه المحم ول عن بعض م ا يص دق علي ه الموض وع من مفهوم ات ،كقول ك
ليس بعض الرجــال في الــدار ،فقد حكمن ا ههنا بنفي الوج ود في ال دار عن
بعض من تنطبق عليه حقيقة الرجولة.
* القضية المهملة الموجبة :وهي القضية الموجبة غير المسورة ،يتردد فيه
إثبات المحمول ،بين بعض ما يص دق علي ه الموض وع وبين ك ل م ا يص دق
عليه الموضوع ،كقولك الحيوان إنسان ،فحكمنا ههن ا بثب وت ص فة الحي وان
لإلنس ان م تردد بين ك ل أف راد اإلنس ان أو بعض أف راد اإلنس ان ،فليس في
القضية سور كلي أو جزئي يبين كمية الموضوع.
* القضــيةـ المهملــة الســالبة :وهي القضية الس البة المهمل ة غــير المســورة،
يتردد فيه نفي المحمول ،بين بعض ما يص دق علي ه الموض وع وبين ك ل م ا
يصدق علي ه الموض وع ،كقول ك الحيــوان ليس بإنســان ،فحكمن ا ههن ا بنفي
صفة الحيوان لإلنسان متردد بين كل أفراد اإلنسان أو بعض أف راد اإلنس ان،
فليس في القضية سور كلي أو جزئي يبين كمية الموضوع.
101
مبادئ التصديقات: مذكرة في تيسير قواعد المنطق
القضية الحملية
101
مبادئ التصديقات: مذكرة في تيسير قواعد المنطق
القضية الحملية
101
مبادئ التصديقات مذكرة في تيسير قواعد المنطق
:القضية الشرطية
-2القضية الشرطية:
وهي القضية ال تي يفي د فيه ا الحكم بقي د أو ش رط ،أو هي
القضية التي حكم فيها باالتصال بين نسبتين أو بعدمه ،ومثال ذل ك :إذا كــانت
الشمس طالعة فالنهار موجود ،فالقضية الشرطية هي في األصل:
قضية أولى :وهي الشرط وتسمى مقدم.
قضية ثانية:ـ وهي جواب الشرط وتسمى تالي.
ربــط بينهمــا بــأداة االتصــال ،وال تي هي :إذا وإن ول و أو ربــط بينهمــا بــأداة
انفصال :مثل إما وأو.
وتنقسم الشرطية إلى قسمين:
أ -شرطية متصلة :هي التي حكم فيه باالتصال بين نسبتين أو بعدم ه ،مث ل:
إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجــود ،فقد س ميت ه ذه القض ية بالمتص لة
التصال طرفيها ،أي اجتماعهما في الوج ود ،فليس وج ود أح دهما مانع ا من
وجود اآلخر.
فحقيقة القضية الشرطية المتصلة قائمة على التالزم بين الجزأين
في الوجود ،بصرف النظر عن حقيقة هذا التالزم ،إذ ق د يك ون مج رد اتف اق
بين الجزأين ،مثاله :كلما كانت السيارة البيضاء موجودة في حظيرة الجامعة
كان األستاذ موجــودا بالمــدرج ،وق د يك ون الل زوم منش أه العلي ة ومثال ه :إن
كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.
ب -شرطية منفصلة :هي التي يحكم فيها بالتنافي والعناد بين طرفيها ،كقولنا
العدد إما زوج أو فرد ،فقد سميت هذه القضية بالمنفصلة ،النفصال طرفيها،
أي عدم اجتماعهما في الوجود.
فحقيقة الشرطية المنفصلة التنافر والتباعاد بين طرفيها المقدم
والت الي في الص دق أو الك ذب أو فيهم ا مع ا ،وعلى ه ذا تنقس م الش رطية
المنفصلة إلى:
مانعـــة جمـــع :هي م ا حكم فيه ا بالتن افر والتعان د بين طرفيه ا
صدقا(االجتماع) فقط ،فال يجتمعان في الوجود ويمكن ارتفاعهما ،مثل:
إما أن يكون هذا الجسم أبيض ،وإما أن يكون أسود
106
مبادئ التصديقات مذكرة في تيسير قواعد المنطق
:القضية الشرطية
106
مبادئ التصديقات مذكرة في تيسير قواعد المنطق
:القضية الشرطية
مانعة جمع وخلو :وهي الحقيقية ،التي حكم فيها بالتن افر والتعان د
بين طرفيها صدقا وكذبا(اجتماعا وارتفاعا) ،أي أن طرفيها ينتفيان اجتماعا،
فال يصدقان على شيء واحد ،وينتفيان ارتفاعا ،فال يرتفعان عن شيء واحد،
مثل:
العدد إما أن يكون زوجا وإما أن يكون فردا
فالزوجية والفردي ة ال تجتمع ان في ع دد واح د ،كم ا أن الزوجي ة
والفردية ال ترتفعان عن العدد ،باعتبار أن العدد ال يمكن أن يك ون إال زوج ا
أو فردا.
والضــابط في مانعــة جمــع وخلو أن ت تركب القض ية من الش يء
ونقيضه ،أو من الشيء ومن المساوي لنقيضه ،فنقيض الشيء هو نفي ه ،مث ل
موجود نقيضه غير موجود ،والمساوي للنقيض ،كالزوجية والفردية ،فنقيض
زوج ال زوج ،وال زوج مساو للفرد ،ألن بانتفاء الزوجية تكون بالفردية.
قال صاحب السلم:
َـر ِطــــــــيَّةٌ
يـــــــق فِي َهـــــــا قَـــــــ ْد ُح ِك ْم * فَـإِنَّــــــــ َها ش ْ
ِ َوإِنْ َعلَى التَّ ْعلِ
ـســـــــــــــــــــــــــــــ ْم َوتَ ْنقَ ِ
صلَـــــــــــــــــــــــــــ ْه * َو ِم ْثـــلِ َها ش ْ
َـر ِطـــيَّ ٍة ضا إِلَـــى ش َْر ِطـــيَّ ٍة ُمتَّ ِأَ ْيـــ ً
ُم ْنفَ ِ
ـصلَــــــــــــــــــــــــــ ْه
106
مبادئ التصديقات مذكرة في تيسير قواعد المنطق
:القضية الشرطية
106
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات :أحكام القضايا
أحكـــام القضـايــا
االستدالل المباشر
107
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات :أحكام القضايا
110
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات :أحكام القضايا
110
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات:أحكام القضايا
118
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات:أحكام القضايا
118
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات:أحكام القضايا
118
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات:أحكام القضايا
118
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات:أحكام القضايا
* رجل ظن اليــوم جمعة ،وذهب إلى المســجد بنيـةـ الجمعــة ،فوجــد الصــالة
قائمة ،ودخل بنيةـ الجمعة ،واليوم ليس بجمعــة ،فهــل تكفيه؟ نعم تكفي ه ه ذه
النية التي دخ ل به ا في الص الة -وس يرى أن اإلم ام يق رأ س را ،وأنهم ق اموا
للثالثة...فيغير النية فقط ،وصالته ص حيحة ،وذل ك ألن ش رط الجمع ة أخص
من شروط الظهر ،وني ة األخص تس تلزم ني ة األعم ،دون العكس ،فل و ن وى
الظهر والصالة جمعة لم تجزئه.
ب -ضوابط العكس:
* كل قضية موجبة تنعكس موجبة جزئية.
* كل سالبة جزئية أو مهملــة ال تنعكس لج واز عم وم الموض وع
في الحملية أو المقدم في الشرطية.
* السالبة الكلية والشخصية السالبة تنعكسان سالبة كلية.
ج – جدول عكس القضايا:
العكس األصل القضية
بعض الصالة صالة ظهر صالة الظهر صالة الشخصية الموجبة
ال شيء من المعامالت ليست صالة الظهر الشخصية السالبة
بصالة ظهر بمعاملة
كل حكم شرعي خطاب بعض خطاب هللا تعالى حكم الكلية الموجبة
شرعي هللا تعالى
ال شيء من األحكام ال شيء من األحكام الكلية السالبة
الوضعية حكم تكليفي التكليفية حكم وضعي
بعض الصالة عبادات بعض العبادات صالة الجزئية الموجبة
ال تنعكس الجزئية السالبة
بعض المعاملة بيع البيع معاملة المهملة الحملية
قد يكون عبادة كل ما كان كل ما كان حجا كان الشرطية المتصلة
حجا عبادة الكلية الموجبة
قد يكون إذا كان عبادة قد يكون إذا كان حجا فهو الشرطية المتصلة
عبادة فهو حجا الجزئية الموجبة
ليس البتة إذا كان الليل ليس البتة إن كانت الشرطية المتصلة
موجودا كانت الشمس الشمس طالعة فالليل الكلية السالبة
طالعة موجود
ال تنعكس الشرطية المتصلة
118
مبادئ مذكرة في تيسير قواعد المنطق
التصديقات:أحكام القضايا
الجزئية السالبة
قد ال يكون إكرامي لك إن قد ال يكون إن جئتني الشرطية المتصلة
جئتني اليوم اليوم أكرمتك الشخصية
118
مقاصد التصديقات
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
القياس
118
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات :القياس
* من الحكم على الجزئي إلى الحكم على جزئي آخر فهو التمثيل.ـ
المش هور عن المناطق ة أنهم حص روا االس تدالل في القي اس وه و
قي اس الش مول ،وه و االس تدالل ب الكلي على الج زئي ،وه ذا إلفادت ه العلم
واليقين ،وعلي ه ال يع د قي اس التمثي ل عن دهم طريق ا ص حيحا من ط رق
االستدالل ،وقياس التمثيل عند البعض هو القياس الفقهي ،المع روف بأركان ه
وشروطه عند األصوليين ،وسبب عدم اعتداد المناطقة بقي اس التمثي ل إفادت ه
الظن ،وهذا مما انتقضه البعض على المناطقة.
والواقع أنه لم ينقل عن المناطقة المسلمين أنهم حصروا االس تدالل
في قي اس الش مول ،ب ل لك ل من القياس ين مجاالت ه ،فقي اس التمثي ل مجال ه
العمليات ،وهي على هذا األساس يكفي فيها الظن ،أما العلمي ات وهي العقائ د
فال يكفي فيها الظن ،بل المعتبر هو القطع الذي يفي ده قي اس الش مول ،وبس ط
هذا األم ر ليس ه ذا محل ه ،لكن وجب التنبي ه على أن علماءن ا ال ذي درس وا
المنط ق لم يكون وا مج رد نقل ة ،ب ل حقق وا النظ ر في كث ير من مس ائل ه ذا
المنطق ،وحاولوا تجريد هذا المنطق من شوائبه الفلسفية ،ح تى يك ون مج رد
آلة تنظم عملية التفكير ،فنحن عندما نتكلم على علم المنط ق ،فإنن ا نقص د ب ه
المنطق كما وضحه العلماء اإلسالميون في كتبهم المنطقية ،كالشمس ية وكتب
اإلمام الرازي والغزالي والتفتازاني وغيرهم.
ومنه أقول إن كثيرا من االنتقادات التي يوجهها البعض ال يميزون
فيها بين المنط ق األرس طي في نس خته األولى ،وبين المنط ق األرس طي في
نس خته المحقق ة على أي دي المناطق ة المس لمين ،ولعلي ال أك ون مبالغ ا أو
مج اوزا لح دي ،إذا م ا قلت أن المنط ق ،الب د أن نتعام ل مع ه من منطلقين
اثنيين:
المنطلق األول :علم المنطق ،محاولة جادة وأصيلة ،القصد منها تنظيم عملي ة
الفكر ،فهو أي علم المنطق ال ينتج معرفة ،بل يهيئ الس بل ،وي دلل الص عاب
أمام حركة الفكر اإلنساني ،حتى تنتج علما ومعرفة ،فهو من ه ذا المنطل ق ال
يمكن نقض ه ،ض رورة وج ود منهج ينظم عملي ة الفك ر ،يمث ل علم المنط ق
أصله وأساسه ،وال يعيب هذا المنطق ما وجه إليه من انتقادات ،ألن هذا النقد
قام به المناطقة منذ أق دم العص ور إلى يومن ا ه ذا ،وعلي ه ف إن نق د ج زء من
أجزاء المنطق ،ليس نقضا للكل دائما ،وال هو مبرر لنسف الصنعة برمتها.
121
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات :القياس
المنطلق الثاني :علم المنطق يعنى بالدرج ة األولى ب العلم اليقي ني والقطعي،
ومن هنا وقع التركيز فيه على القياس البرهاني ،ومج ال اليقين :العقائ د عن د
المتكلمين أو الماورئيات عند الفالسفة ،فإثبات وجود هللا وحدوث العالم وبيان
صدق الرسالة المحمدية مما ال يمكن إثباته ب الظن ،ب ل التعوي ل في ه ذا كل ه
على األدلة العقلية القطعية التي تشترك فيها ك ل العق ول ،أم ا العل وم ال تي ال
تتعامل مع العقائد أو الماورئيات كالعلوم الطبيعية فيكفي فيها الظن ،ومن هن ا
ال وجه لمن قال ":إن علم المنطــق فقــد هيمنتـهـ على العلــوم ،فبعــد أن كــان
المنطق األرسطي شامال لجميع العلوم ،باعتباره اآللة التي تعصم الذهن عن
الوقوع في الخطأ ،أصــبح اليــوم محاصــرا بتشــعبات العلــوم وتطورهــا ،ممــا
يقتضي أن يكون لكل علم منهجهـ الخـاص بــه تبعــا لموضــوعه ،فنحن اليــوم
بإزاء أنواع كثيرة من المنطق".
إن المنط ق في رأيي لم يفق د هيمنت ه على العل وم ،فقواع د التفك ير
السليم ال ينبغي أن تكون محل خالف ،فمبدأ الهوي ة ومب دأ العلي ة ومب دأ ع دم
التناقض ،مبادىء تؤطر التفكير في أي حقل من حقول المعرفة ،وهذا ال يمنع
من أن يختص كل علم بمنهج خاص بحسب طبيعته.
121
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
124
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
124
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
أقسام القياس
ينقسم القياس إلى قسمين:
أوال -االقتراني :وهو غ ير المص رّح في مقدمات ه بالنتيج ة وال بنقيض ها ،أو
هو ما ذكرت فيه النتيجة بمادتها ،مثال ذلك قولنا:
المقدمة صغرى خالد يشرب الخمر
كل من يشرب الخمر فاسق مقدمة كبرى
النتيجةـ خالد فاسق
المالحظ في هذا القياس أن النتيجة غير مصرح بها في المقدمتين،
أي أن نتيجةـ خالد فاسق بهذه الص ورة ،غ ير موج ودة في المق دمتين ،وإنم ا
هي أي نتيجـــة خالـــد فاسق مركب ة من مجم وع المق دمتين ،فموض وعها
موضوع الصغرى ،ومحمولها محمول الكبرى.
قال صاحب السلم:
سـ َما ِن * فَ ِمـ ْنهُ َمـا يُ ْدعَـى بِااِل ْقـتِ َرانِي ثُ َّم القِيَ ُ
ـاس ِع ْن َدهُـ ْم قِ ْ
ـالح ْمـلِيَّــــ ِة.
َص بِ َ
اخـت َّ َوهْـ َو الَّ ِذي َد َّل َعلَى النَّـتِ َ
يج ِة* بِقُـ َّو ٍة َو ْ
129
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
129
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
يج ِة* أَ ْو ِ
ضـ ِّدهَـا بِالفِـ ْع ِل الَ بِالقُـ َّو ِة َوه َْو الَّ ِذي َد َّل عَـلَى النَّتِ َ
* وج ود أداة االس تثناء – لكن – والم راد باالس تثناء ،ك ل لف ظ ي دل على
االستدراك ،ولهذا سمي هذا القياس باالستثنائي أو الشرطي.
129
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
ضـ ُع َذا َك َو ْ
ضـ َع التَّالِي صا ِل * أَ ْنت َ
َـج َو ْ فَـإِنْ يَ ُك الش َّْر ِط ُّي َذا اتِّ َ
َـال َر ْفـــــــــــــــ َع أَ َّو ٍل َوالَ * يَ ْلـزَ ُم فِي َع ْك ِ
سـ ِه َما لِ َما ا ْن َجلَى َو َر ْفـ ُع ت ٍ
ب -القياس االسثتنائي المنفصل :ه و القي اس الم ركب من ش رطية منفص لة
واستثنائية ،ولهذا القياس ثالث حاالت:
الحالة األولى :الشرطية المنفصلة الحقيقية ،وهي مانعة جمع وخل و ،ووله ا
أربعة أضرب منتجة:
الضرب األول :إثبات المقدم ينتج رفع التالي ،ومثاله:
إما أن تكون القاعة مضيئةـ (مقدم) أو مظلمة(التالي) مقدمة كبرى
مقدمة صغرى لكنها مضيئة(إثبات المقدم)
136
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
136
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
مقاصد التصديقات:القياس
136
مقاصد التصديقات:أشكال وأضرب القياس مذكرة في تيسير قواعد المنطق
يطلق الشكل عند المناطقة ،ويرادبه هيئة قضيتي القياس ،من دون
اعتب ار األس وار ،وذل ك باعتب ار ت رتيب الح د األوس ط م ع طرفي ه األك بر
واألصغر في كل من المقدمتين ،أما إذا اعتبرنا الكم والكيف ف إن ذل ك يس مى
بالضرب ،والذي دعى المناطقة إلى بيان األشكال والض روب ،ه و حرص هم
على أن يكون القياس منتجا ،فالقضايا تختلف أنواعها ،فمنها الكلية والجزئية،
ومنه ا الموجب ة والس البة ،ومنه ا الص ادقة والكاذب ة ،ومم ا ال ش ك في ه أن
الوقوف على هذه األش كال يمكن من التمي يز بين القض ايا المنتج ة والقض ايا
العقيمة.
قال صاحب السلم:
س
ضيَّـت َْى قِــــــيـَـا ِ س* يُ ْطـلَــ ُ
ق عَـنْ قَ ِ ش ْكـ ُل ِع ْنـ َد َه ُؤالَ ِء النَّـــــــــا ِ
ال َّ
ب لَـهُ يُـــــشَـا ُر
ـر ِ
ض ْـوا ُر * إِ ْذ َذاكَ بِال َّ
س َِمـنْ َغ ْي ِر أَنْ تُ ْعتَـبَ َر األَ ْ
المالح ظ في القي اس االق تراني حملي ا ك ان أو ش رطيا ،أن الح د
األوس ط وه و الح د المتك رر كم ا م ر ،ق د يك ون موض وعا – مقــدما -في
المقدمتين ،أو محموال فيهما – تاليــا ،-أو موض وعا في الص غرى ومحم وال
في الكبرى ،أو بالعكس ،فهذه أربع ة أش كال ،أم ا أض رب القي اس االق تراني
فستة عشر حاصلة من ضرب ح االت المقدم ة الص غرى األرب ع في ح االت
المقدمة الكبرى األربع.
ـــــــراهُ * َوأَنْ ت َ
ُــــرى ُكلِّــيَّــــــــــــــــــــــــــــةً َ ص ْغ
ــــاب فِي ُ
يج ُ شـــ ْرطُهُ ِ
اإل َ فَ َ
ُك ْب َ
ــراهُ
وبتحقي ق ه ذين الش رطين يظه ر أن الض روب المنتج ة في ذا الش كل
أربعة فقط ،والعقيم اثنا عشر ضربا.
قال صاحب السلم :فَ ُم ْنــتِ ٌج أِل َ َّو ٍل أَ ْربَــ َعةُ
- 2الشكل الثاني :أن يكون الحد األوسط فيه محموال في المقدمتين ،ومثاله:
كـــل منـــدوب( موض وع –ح د أك بر) حكم تكليفي(محم ول-ح د أوس ط)
المقدمة الكبرى
وال واحد من األحكام الوضعية(موضوع -حد أصغر) بحكم تكليفي(محم ول-
حد أوسط) المقدمة الصغرى
النتيجة ال مندوب من األحكام الوضعية
قال صاحب السلم:
َو َح ْملُهُ فِي ال ُك ِّل ثَانِيـًا ُع ِرفْ
أضرب الشكل الثاني:
يشترط المناطقة في هذا الشكل حتى يكون منتجا شرطين اثنين:
الشــرط األول :اختالف المقــدمتين في الكيــف ،أي يجب إذا ك انت إح داهما
موجبة ،أن تكون األخرى سالبة،
الشرط الثاني :كلية المقدمة الكبرى ،وهذا ح تى ين درج الح د األوس ط وه و
موضوعها ،في الحد األكبر وهو محمولها.
قال صاحب السلم:
َـرطٌ َوقَ ْع َوالثَّا ِن أنْ يَ ْختَلِفَا فِي ال َك ْي ِ
ف َم ْع * ُكلِّيَّ ِة ال ُك ْبـ َرى لَـهُ ش ْ
137
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
أشكال وأضرب القياس
وبتحقي ق ه ذين الش رطين يظه ر أن الض روب المنتج ة في ذا الش كل
أربعة فقط ،والعقيم اثنا عشر ضربا.
قال صاحب السلم:
سـتَّةُ َكـالثَّ ِ
ـان ثُ َّم ثَالِ ٌ
ـث فَ ِ
* جدول األضرب المنتجة
النتيجة المقدمة الكبرى المقدمة الصغرى
سالبة كلية سالبة كلية موجبة كلية
ال شيء من الصالة ال شيء من المعامالت كل صالة عبادة
معاملة عبادة
سالبة كلية موجبة كلية سالبة كلية
الشيء من المعاملة كل عبادة تفتتحـ بالتكبير الشيء من المعاملة
عبادة تفتتحـ بالتكبير صالة صالة
سالبة جزئية سالبة كلية موجبة جزئية
بعض العبادة ليس زكاة ال شيء من الزكاة بعض العبادة صالة
صالة
سالبة جزئية موجبةكلية سالبة جزئية
بعض األحكام الشرعية كل حكم شرعي على بعض األحكام الشرعية
وجه الحتم فهو واجب ليس على وجه الحتم ليس بواجب
المالحظ في هذه النتائج أنها كلها سلبية ،س البتان كليت ان ،وس البتان
جزئيتان ،وسبب ذلك أن النتيجة تتبع األخس( األضعف) من مقدمتي القياس،
فإذا كانت إحدى المقدمتين سالبة كانت النتيجة سالبة ،وإذا كانت إحدى
139
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
أشكال وأضرب القياس
المقدمتين جزئية ،كانت النتيجة جزئية ،ومثل هذا القي اس يس تخدم ع ادة لنفي
شيء ما.
قال صاحب السلم:
ت َه َكـ َذا ُز ِكنْ ـجةُ األَ َخ َّ
س ِمـنْ * تِ ْلـكَ ال ُمقَـ ِّد َمـا ِ َوتَ ْتبَ ُـع النَّتِ ْي َ
-3الشكل الثــالث :ه و م ا ك ان الح د األوس ط في ه موض وعا في المق دمتين،
ومثاله:
كل إنسان (موضوع -ح د أوس ط) حيــوان(محم ول – ح د أك بر ) المقدمــة
الكبرى
كل إنسان(موضوع -حد أوس ط) نــاطق (محم ول – ح د أص غر ) المقدمــة
الصغرى
بعض الحيوان(موضوع – حد أكبر) ناطق(محمول – حد أصغر ) النتيجة
قال صاحب السلم:
ض ُعهُ فِي ال ُكـ ِّل ثَالِثًـا أُلِفْ
َو َو ْ
أضرب الشكل الثالث:
يشترط المناطقة في هذا الشكل حتى يكون منتجا شرطين اثنين:
الشرط األول :إيجاب المقدمة الصغرى.
الشرط الثاني :كلية إحدى القضيتين.
قال صاحب السلم:
*وأَنْ تُ َرى ُكلِّـيَّةً إِ ْحــدَا ُه َمـا
ص ْغ َرا ُه َما َ
اب ِفي ُ
يج ُ َوالثَّالِ ُ
ث ا ِإل َ
وبتحقيق هذين الشرطين يظه ر أن الض روب المنتج ة في ه ذا الش كل
ستة ضروب،
قال صاحب السلم:
سـتَّةُ َكـالثَّ ِ
ـان ثُ َّم ثَالِ ٌ
ـث فَ ِ
145
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
أشكال وأضرب القياس
145
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
أشكال وأضرب القياس
145
مذكرة في تيسير قواعد المنطق
أشكال وأضرب القياس
وضعية الشرعية
سالبة جزئيةـ سالبة كلية موجبة جزئيةـ
بعض األحكام التكليفية وال شيء من األسباب بعض األحكام التكليفية
ليس بسبب بحكم تكليفي مكروه
وقبل االنتقال إلى مادة القياس البد من التنبيه في هذا المقام على:
* أن األشكال األربعة للقياس ،ليست مختصة بالقياس االقتراني الحملي ،كما
هو اختيار صاحب السلم في منظومته ،بل المعتبر عن د جمه ور المناطق ة أن
األش كال األربع ة كم ا ت تركب من الحملي ات ت تركب أيض ا من الش رطيات،
ويسمى القياس فيها قياسا اقتراني ا ش رطيا ،والح د األك بر في ه ه و الت الي في
النتيجة ،والحد األوسط فيه هو المكرر بين المقمتين ،ومثاله:
كلما كان صالة(مقدم)(حد أصغر)كان عبادة(التالي)(حد أوسط)
المقدمة الصغرى
وكلما كان عبادة(مقدم)(حد أوسط)كان محتاجا إلى نية(التالي)(الحد األكبر)
المقدمة الكبرى
فكلما كان صالة (المقدم)كان محتاجا إلى نية(التالي)
النتيجة
145
مذكرة في تيسير المنطق
مواد القياس
مواد القياس
ال يكتمل الحديث عن القياس ،إال بعد بيان ما يتعلق بمقدمات القياس
من حيث حظه ا من الص دق واليقين ،ودرجته ا في الخط أ والص واب،وعلى
هذا ينقسم القياس أو الدليل أو الحجة من حيث مادته:
قياس يقينيـ المقدمات وهو قسم واحد وهو القياس البرهاني.
قياس غير يقيني ،وهو أربعة أقسام :القياس الجدلي ،القيــاس الخطــابي،
القياس الشعري ،القياس السفسطائي.
ووجــه حصــر ال دليل أو الحج ة أو القي اس في ه ذه الخمسة ،ه و أن
القياس إن أفاد يقينا فهو القياس البرهاني ،وإن أفاد يقينا على وجه االع تراف
والتسليم ،فهو القايس الجدلي ،وإن افاد ظن ا فه و القي اس الخط ابي ،وإن أف اد
تخيال وتأثرا في النفس فهو القياس الشعري ،وإن أفاد كذبا بأن كانت مقدامت ه
كاذبة فهو القياس السفسطائي.
قال صاحب السلم:
سةٌ َجلِـيَّـــــــــ ْه َو ُح َّجـةٌ نَ ْقلِـيَّةٌ َع ْقلِــيَّـــــــــــــــــ ْه * أَ ْق َ
سـا ُم هَـ ِذي َخ ْمـ َ
سـطَةٌ نِ ْلتَ األَ َم ْل
س ْف َ َخطَـابَةٌ ِ
ش ْعـ ٌر َوبُ ْرهَانٌ َج َد ْل * َو َخـا ِم ٌ
س َ
145
مقاصد التصديقات
مواد القياس :القياس البرهاني
أوال -تعريف القياس البرهاني :هو ما ت ركب من قض ايا يقيني ة ،وله ذا ك ان
البرهان عند المناطقة هو العم دة في الوص ول إلى التص ديقات وهي القض ايا
الكلية التي عليها مدار العلوم باعتبارها قواعد وقوانين مطردة.
قال صاحب السلم:
أَ َجلُّ َهـا البُ ْرهَـانُ َما أُلِّفَ ِمنْ * ُمقَـ ِّد َمـا ٍ
ت بِـاليَقِـي ِن تَ ْقـتَ ِرنْ
-مادة المقدمات اليقينية :المقدمات اليقينية التي يتركب منها القياس
البرهاني قسمان:
أ -قضايا يقينية نظريةـ يحتاج التصديق بها إلى دليل.
ب -القضايا اليقينية الضرورية :وهي ستة أنواع:
* األوليات :وهي قضايا تصور طرفيها ،كاف في الجزم بالنسبة بينهما،
كقولنا :الكلم أعظم من الجزء ،والواحد نصف االثنين ،واألب أكبر من االبن.
* المشاهدات :وهي قضايا يحكم بها بالحواس الظاهرة ،كالحكم بأن الشمس
مضيئة وأن الليل مظلم.
* المحسوسات :وهي قضايا يحكم بها بالحس الباطني ،كالحكم بأنك جائع،
أو أنك غاضب.
* المجربات :وهي قضايا يحكم بها لمشاهدات متكررة ،مثل كون بعض
األدوية مسكن لأللم.
* المتواترات :وهي القضايا التي يحكم بها لكثرة الشهادات بعد العلم بعدم
امتناعها ،واألمن من التواطؤ على الكذب فيها ،كالعلم بوجود مكة.
* الحدسيات :وهي القض ايا ال تي يحكم به ا بواس طة ظن مس تند إلى أم ارة،
كقولنا نور القمر مستفاد من الشمس.
قال صاحب السلم:
ت
ــــــــــــــــــرا ِ
َ ت ُمتَــ َواتِ
ت * ُم َجــ َّربَـا ٍ ِمـنْ أَ َّولِيَّـا ٍ
ت ُمشَاهَــــــــدَا ِ
ت * فَتِ ْلـكَ ُج ْمــلَةُ اليَقِيـنِيَّا ِ
ت سا ِ
سو َ
ت َو َم ْح ُ
سيَّـا ٍ
َو َحـ َد ِ
ثانيا:أقسام القياس البرهاني
154
مقاصد التصديقات
مواد القياس :القياس البرهاني
154
مقاصد التصديقات
مواد القياس :القياس البرهاني
والواقع أن هذا الخالف خالف كالمي يرجع في أصله إلى مسألة تعليل أفعال
هللا:
القــــول األول :وه و الل زوم العقلي ،فال يمكن عقال تخل ف النتيج ة عن
المقدمات ،إذا استوفى القياس الشروط ،وهو قول إمام الحرمين رحمه هللا.
القــول الثــاني :وه و الل زوم الع ادي ،يمكن تخل ف النتيج ة عن المق دمات
الصحيحة ،وهو قول اإلمام أبي الحسن األشعري.
القول الثالث :وهو لزوم التولد ،أي أن النتيجة تتولد عن القايس ،كم ا تتول دن
حركة الخاتم عن حركة األصبع ،وهذا ق ول المعتزل ة ،وه و وف ق م ذهبم في
خلف أفعال العباد.
القول الرابع :وهو اللزوم ال واجب ،أي أن المق دمات أث رت ب ذاتها في العلم،
وهو قول الفالسفة.
والراجح من ه ذه األق وال الق ول األول والق ول الث اني ،باعتب ار أن ال
مناف ة بينهم ا ،إذ المقص ود من الل زوم العقلي ع دم تص ور انفك اك العل ة عن
المعلول ،ال أن العلة مؤثرة بذاتها في المعل وم ،ف احتراق القطن عن د مماس ته
للنار ،إنما هو باعتبار العادة ،فقد جرت العادة أن القطن يحترق عن د مماس ته
للنار ،التفاق الجميع أن الخالق هو هللا.
قال صاحب السلم:
* ذكر اللفظ المباين بأن يجعل مثل المرادف ،كأن يقو أحدهم:
هذا سيف(إشارة إلى غير القاطع) مقدمة صغرى
مقدمة كبرى وكل صارم سيف
النتيجة الباطلة هذا صارم
وسبب بطالن النتيج ة أن الس يف يطل ق على الهيئ ة المخصوص ة من
المعدن بصرف النظر عن كون ه قاطع ا أو غ ير ق اطع ،في حين أن الص ارم
خاص بالقاطع ،فببينهما تب اين ج زئي ،فك ل ص ارم س يف ،وليس ك ل س يف
صارم.
قال صاحب السلم:
يـف َمأْ َخـ َذا
او َك َج ْع ِل َذا * تَبَـايُ ٍن ِم ْثـ َل ال َّر ِد ِ
اك ْ فِي اللَّ ْف ِظ َكا ْ
شتِ َر ٍ
ْق فَا ْف َه ِـم ال ُم َخاطَبَ ْه
ص ـد ٍ * بِـ َذا ِ
ت ِ س ال َكا ِذبَ ْه
َوفِي ال َم َعـانِي اِل لتِبَا ِ
-2خطــأ في المعــنى :وه و التب اس القض ية الكاذب ة بالقض ية الص ادقة ،أي
اشتباهها بها ،وهو على ثالثة أنواع:
154
مقاصد التصديقات
مواد القياس :القياس البرهاني
154
مقاصد التصديقات
مواد القياس :القياس البرهاني
الـذاتِي * أَ ْو نَـاتِ ٍ
ج إِ ْحـدَى ال ُمقَـ ِّد َمـا ِ
ت ضي َك َّ
َك ِم ْث ِل َج ْع ِل ال َع َر ِ
ع * َو َج ْعـ ُل َكالقَ ْط ِـع ِّي َغ ْي ِر القَ ْط ِعي الح ْك ُم لِ ْل ِج ْن ِ
س بِ ُح ْك ِم النَّ ْ
ـو ِ َو ُ
ب -خطــأ في الصــورة :يك ون الخط أ في ص ورة القي اس وهيئت ه بواح د من
أمرين:
* الخروج عن أشكال القياس ،فيما إذا لم يتكرر الحد األوسط الذي يربط
األصغر باألكبر ،ومثاله:
كل إنسان حيوان
وكل زرع نبات
فهذا القياس غير منتج ،ألن الشكل المطلوب لم يتحقق لعدم وجود الح د
األوسط فيه.
* ترك شرط من شروط االنتــاج التي تق دم اش تراطها م ع ك ل ش كل ،ك ترك
شرط اإليجاب في الصغرى ،ومثاله:
مقدمة صغرى سالبة ال شي من اإلنسان بفرس
مقدمة كبرى موجبة كل فرس حيوان
نتيجة باطلة ال شيء من اإلنسان بحيوان
قال صاحب السلم:
َـر ِط النَّ ْت ِ
ـج ِمنْ إِ ْك َمالِ ِه وج عَـنْ أَ ْ
ش َكالِ ِه * َوت َْر ِك ش ْ َوالثَّا ِن َك ُ
الخـ ُر ِ
154
مواد مذكرة في تيسير المنطق
القياس :القياس غير اليقيني
الوص ول إلى مجه ول تص ديقي يقي ني ،وإنم ا الغ رض من ه أال يص ير
الجدلي ملزوما ،فيكون مجيبا حافظا لرأي ه ،أو أن يل زم الج دلي خص مه،
فيكون سائال معترضا هدما لوضع ما.
-2القيــاس الخطــابي :ه و القي اس ال ذي يت ألف من مق دمات مظنون ة أو
مقبولة ،والغرض من القياس الخطابي ،والغرض من ه ت رغيب الن اس في
فعل الخير وترك الشر ،ومثاله:
محمد يجتهد في دروسه
وكل من يجتهد في دروسة ينجح آخر العام
محمد ينجح آلخر العام
-3القيــاس الشــعري :ه و القي اس ال ذي يت ألف من مق دمات متخيل ة أو
وهمية ،تنقبض منها النفس أو تنبسط ،والغرض منه ه و انفع ال النفس أو
تأثيرها بما فيه من ألفاظ ترغب في الشيء أو تنفرمنه.
-4القياس السفسطائي :هو القياس الذي يت ألف من مق دمات وهمي ة كاذب ة،
ش بيهة ب الحق في الص ورة أو المع نى ،والغ رض من ه ذا القي اس ،مغالط ة
الخصم وهو الطرف المقابل ،وهذا الن وع من القي اس الق ائم على المغالط ات
يستعمله السوفسطائيون وهم الذين ال يثبت ون حق ائق األش ياء ،وفائ دة معرف ة
هذه القياس على مافيه من باطل ،التحرز منه وعدم الوق وع في ه ،ك ذا التمكن
من مواجهة المغالطين ومدافعة مغالطاتهم.
وفرق بين المغالطة والغلط ،فالمغالطة استدالل يبدو في الظ اهر
متماس كا ومش روعا ولكن ه في الواق ع مخت ل من جه ة ص ياغته المنطقي ة
والغرض منه التالعب وخداع الن اس ،أم ا الغل ط ه و خل ط أو خط أ غ ير
مقصود ودون وعي من صاحبه.
157
مواد مذكرة في تيسير المنطق
القياس :القياس غير اليقيني
163
مقاصد التصديقات
لواحق القياس
لواحق القياس
أوال -القياس المركب :وهو ما تركب من قياس ين بس يطين ف أكثر ،نتيج ة
القياس األول هي مقدمة القياس الثاني مع مقدم ة أخ رى ،ونتيج ة القي اس
الثاني هي مقدمة القياس الثالث ،وهكذا حسب الحاجة ،ومثاله:
مقدمة صغرى كل إنسان حيوان
مقدمةكبرى وكل حيوان حساس
فكل إنسان حساس نتجيةـ – مقدمة صغرى
مقدمة كبرى كل حساس نام
نتيجةـ فكل إنسان نام
قال صاحب السلم:
ـج قَـ ْد ُر ِّكبَا َو ِم ْنـهُ َمـا يَ ْدعُونَهُ ُم َر َّكبَا * ِل َك ْ
ـونِ ِه ِمـنْ ُح َج ٍ
فَ َر ِّكبَـ ْنهُ إِنْ تُ ِر ْد أَنْ تَ ْعلَ َم ْه * َوا ْقـلِ ْب نَتِ َ
يـجةً بِـ ِه ُمقَـ ِّد َمـ ْه
ثانيا :االستقراء :هو تتبع الجزئيات كلها أو بعضها ،للوصول إلى حكم عام
يشملها جميعا ،أو هو انتقال الفكر من الحكم على الجزئي ،من خالل الحكم
على الحكم الداخل تحته هذا الجزئي ،ومثاله كما لو درسنا عدة أنواع من
الحيوان فوجدنا كل نوع منها يحرك فكه األسفل عند المضغ فنستنبط منها
قاعدة عامة وهي :أن كل حيوان يحرك فكه األسفل عند المضغ.
واالستقراء هو األساس لجميع أحكامنا الكلية وقواعدنا العامة ألن
تحصيل القاعدة العامة والحكم الكلي ال يكون إال بعد فحص الجزئيات
واستقرائها فإذا وجدناها متحدة في الحكم نلخص منها القاعدة أو الحكم
الكلي .فحقيقة االستقراء هو االستدالل بالخاص على العام وعكسه القياس
وهو االستدالل بالعام على الخاص ألن القياس البد أن يشتمل على مقدمة
كلية ،الغرض منها تطبيق حكمها العام على موضوع النتيجة.
-1أقسام االستقراء :يتضح من خالل تعريف االستقراء ،أن االستقراء
ينقسم إلى قسمين
القسم األول:االستقراء التام هو تتبع جميع الجزئيات ،واالنتقال منها إلى
حكم كلي عام يشملها جميعا ،ومثاله كل شكل إما كروي وإما مضلع وكل
كروي متناه وكل مضلع متناه فينتج (كل شكل متناه).
القسم الثاني:االستقراء الناقص هو تتبع بعض الجزئيات ،واالنتقال منها
إلى حكم كلي ،يشمل جميع الجزئيات ،ومثاله
-2العالقة بين القياس واالستقراء :القياس واالستقراء نوعان
من االستدالل ،وبينهما من االرتباط والتالزم ،ما يجعل كال منهما في حاجة
إلى اآلخر ،فاالستقراء يضمن مطابقة مقدمات القياس للواقع ،فهو الذي يمد
القياس بمقدمات كليلة صحية من حيث مطابقها مع الواقه ،والقياس يضمن
عدم تناقض الكلية عدم تناقض االنتقال من مقدمات ما إلى نتيجة صحيحة
صحة منطقية ،فهو أي االستقراء يقوم بدور المراجع للقياس ،ألن القضايا
الكلية ال نتسطيع التحقق من صدقها إال من خالل تطبيقها على حاالت
جزئية.
قال صاحب السلم:
ستِ ْق َ
ـرا ِء َوالتَّ ْمـثِيلـ ـاس ااِل ْ
قِيَ ُ َوالَ يُفِيـ ُد القَ ْطـ َع بِال َّدلِ ِ
ـيل *
مقاصد التصديقات
لواحق القياس
الخاتمة
128
129