You are on page 1of 572

‫‪(&0 G‬‬

‫توقعات البيئة العالمية‬ ‫‪Glo‬‬

‫البيئة من أجل التنمية‬ ‫‪env‬‬

‫برنامج األمم المتحدة للبيئة‬ ‫‪Unit‬‬


‫نشره أو ًال برنامج األمم المتحدة للبيئة في ‪2007‬‬

‫حقوق الطبع لعام ‪ 2007‬محفوظة لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‬

‫ال أو أجزاء منه وبأي شكل للخدمات التعليمية أو غير الربحية دون إذن خاص من مالك‬
‫يجوز استنساخ هذا المنشور كام ً‬
‫حقوق الطبع‪ ،‬بشرط اإلقرار بمصدره‪ .‬وسيكون برنامج األمم المتحدة للبيئة ممتن ًا إلرسال نسخة له من أي منشور يستخدم‬
‫هذا المنشور كمصدر‪.‬‬

‫هذا المنشور ال يجوز استخدامه إلعادة بيعه أو أي غرض تجاري آخر مهما كان دون إذن كتابي مسبق من برنامج األمم‬
‫المتحدة للبيئة‪.‬‬

‫ويجب توجيه طلبات الحصول على مثل هذا اإلذن‪ ،‬مع بيان الغرض وحدود االستنساخ‪ ،‬إلى‬
‫‪Director, DCPI, UNEP, P.O. Box .30552, Nairobi, 00100, Kenya‬‬

‫التسميات المستخدمة وعرض المادة في هذا المنشور ال يدالن ضمن ًا على التعبير عن أي رأي أي ًا كان من جانب برنامج‬
‫األمم المتحدة للبيئة فيما يتعلق بالوضع القانوني ألي بلد‪ ،‬أو مقاطعة أو مدينة أو سلطاتها‪ ،‬أو فيما يتعلق بتعيين تخومها أو‬
‫حدودها‪.‬‬

‫لإلرشاد العام بشأن األمور المرتبطة باستخدام الخرائط في المنشورات‪ ،‬يرجى الذهاب إلى‪:‬‬
‫يشجع‬ ‫‪http://www.un.org/Depts/Cartographic/english/9701474e.htm‬‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫الممارسات السليمة بيئياً على مستوى العالم‬ ‫ذكر شركة تجارية أو منتج في هذا المنشور ال يدل ضمن ًا على دعم برنامج األمم المتحدة للبيئة له‪.‬‬

‫وكذلك على مستوى األنشطة الخاصة به‪.‬‬ ‫وال يسمح باستخدام معلومات من هذا المنشور تخص منتجات مسجلة بعالمات تجارية للنشر أو الدعاية‪.‬‬

‫وقد طُ بعت هذه المطبوعة على ورق خال من الكلور‬


‫وخال من األحماض ومصنوع من لبابة خشب‬
‫مستمدة من غابات تدار إدارة مستدامة‪.‬‬
‫وترمي سياسة التوزيع الخاصة بنا إلى الحد من األثر‬
‫الكربوني لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‪.‬‬
‫تقرير توقعات البيئة العاملية ‪)GEO-4( 4‬‬

‫بالتعاون مع‬

‫‪International‬‬

‫‪Institute for‬‬
‫اللجنة العلمية لمشاكل‬ ‫‪Environment and‬‬
‫مركز أمريكا الالتينية لإليكولوجيا‬
‫المركز العالمي لرصد حماية الطبيعة‬ ‫البيئة‪ ،‬فرنسا‬
‫االجتماعية‪ ،‬أوروجواي‬
‫‪Development‬‬
‫المركز العربي لدراسات المناطق الجافة‬
‫التابع لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للبيئة والتنمية‪،‬‬
‫واألراضي القاحلة‪ ،‬سوريا‬
‫المملكة المتحدة‬ ‫المملكة المتحدة‬

‫المعهد الدولي للتنمية‬ ‫مركز الشبكة الدولية لمعلومات علم‬ ‫معهد المستقبل األفريقي‪ ،‬جنوب أفريقيا‬
‫مركز المعلومات‬ ‫المستدامة‪ ،‬كندا‬ ‫األرض‪ ،‬جامعة كولومبيا‪،‬‬
‫جامعة المحيط الهادئ‪ ،‬بيرو‬
‫العلمية‪ ،‬تركمنستان‬ ‫الواليات المتحدة‪.‬‬

‫مؤسسة موارد الجزر‪ ،‬جزر‬ ‫المعهد العربي للغابات والمراعي‪ ،‬سوريا‬


‫فيرجن األمريكية‬

‫مركز مسوكوتوان للموارد‬


‫البيئية ألفريقيا الجنوبية‬ ‫لجنة التعاون البيئي ألمريكا‬
‫التابع لمركز البحث والتوثيق‬ ‫الشمالية‪ ،‬كندا‬
‫جامعة شيلي‪ ،‬شيلي‬ ‫الجنوب أفريقي‪ ،‬زيمبابوي‬ ‫المركز الدولي لمراجع ومعلومات‬
‫جامعة الخليج العربي‪ ،‬البحرين‬
‫التربة‪ ،‬هولندا‬

‫بدائل التنمية‪ ،‬الهند‬

‫االتحاد العالمي لحماية‬


‫الطبيعة‪ ،‬سويسرا‬ ‫المعهد اآلسيوي للتكنولوجيا‪ ،‬تايالند‬
‫مرصد التنمية بجامعة كوستاريكا‪،‬‬
‫كوستاريكا‬ ‫إدارة الدولة للحماية البيئية‪ ،‬جمهورية‬
‫الصين الشعبية‬

‫هيئة البيئة ‪ -‬أبو ظبي ‪ /‬مبادرة أبو ظبي‬


‫جامعة دينفر‪ ،‬الواليات المتحدة‬ ‫العالمية للبيانات البيئية‪ ،‬أبو ظبي‬ ‫المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‬
‫معهد الكويت لألبحاث‬
‫معهد ستكهولم للبيئة‪ ،‬السويد‪ ،‬المملكة‬ ‫العلمية‪ ،‬الكويت‬
‫المتحدة والواليات المتحدة‬
‫جامعة كاسيل‪ ،‬ألمانيا‬ ‫وكالة البيئة األوروبية‪ ،‬الدنمارك‬
‫الجامعة األميركية ببيروت‪ ،‬لبنان‬

‫جامعة موسكو الحكومية‪،‬‬


‫برنامج األمم المتحدة للبيئة‪/‬قاعدة بيانات‬
‫روسيا االتحادية‬
‫جامعة جنوب الهادئ‪ ،‬جزر فيجي‬ ‫معلومات الموارد العالمية ‪ -‬أرندال‪،‬‬
‫معهد تايالند للبيئة‪ ،‬تايالند‬ ‫النرويج‬
‫مركز بنجالديش للدراسات المتقدمة‪،‬‬
‫بنجالديش‬

‫هيئة اإلدارة البيئية‬


‫معهد الطاقة‬ ‫الوطنية‪ ،‬أوغندا‬
‫والموارد‪ ،‬الهند‬ ‫بوابة قارة أنتاركتيكا‪،‬‬
‫جامعة جزر الهند الغربية‪ ،‬مركز البيئة‬ ‫جامعة كانتربري‪ ،‬نيوزيلندا‬ ‫المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية‬
‫والتنمية‪ ،‬جامايكا‬ ‫المتجددة‪ ،‬البرازيل‬

‫المعهد الوطني للدراسات‬


‫البيئية‪ ،‬اليابان‬
‫معهد ماك أوالي‪،‬‬
‫المملكة المتحدة‬ ‫لجنة المحيط الهندي‪،‬‬
‫جامعة أوروبا الوسطى‪ ،‬المجر‬
‫موريشيوس‬

‫جامعة جزر الهند الغربية‪ ،‬حرم جامعة‬


‫الوكالة الهولندية للتقييم‬
‫سانت أوجستين بجزر الهند الغربية‪،‬‬ ‫مركز البيئة والتنمية لإلقليم العربي‬
‫البيئي‪ ،‬هولندا‬ ‫معهد االستراتيجيات البيئية‬
‫ترينيداد وتوباجو‬ ‫المركز البيئي اإلقليمي لوسط وشرق‬ ‫وأوروبا‪ ،‬مصر‬
‫العالمية‪ ،‬اليابان‬
‫أوروبا‪ ،‬المجر‬

‫شبكة البيئة والتنمية المستدامة في‬ ‫مركز بحوث االقتصاد‬


‫معهد الموارد العالمية‪ ،‬الواليات المتحدة‬ ‫جامعة األمم التحدة‪ ،‬اليابان‬ ‫أفريقيا‪ ،‬كوت ديفوار‬ ‫المعهد الدولي للتغير العالمي‪ ،‬نيوزيلندا‬ ‫العالمي‪ ،‬كوبا‬
‫شكر وتقدير‬
‫المعهد الوطني للدراسات البيئية‪ ،‬اليابان‬ ‫يعرب برنامج األمم المتحدة للبيئة عن شكره لمساهمات العديد من‬
‫الوكالة الهولندية للتقييم البيئي‪ ،‬هولندا‬ ‫الحكومات واألفراد والمعاهد في تحضير ونشر تقرير توقعات البيئة‬
‫شبكة البيئة والتنمية المستدامة في أفريقيا‪ ،‬كوت ديفوار‬ ‫العالمية الرابع‪ :‬تقرير تقييم البيئة من أجل التنمية‪ .‬تشمل الصفحات‬
‫اللجنة العلمية لمشاكل البيئة‪ ،‬فرنسا‬ ‫‪ 506-514‬قائمة كاملة بأسماء األفراد والمؤسسات الذين شاركوا في‬
‫مركز المعلومات العلمية‪ ،‬تركمنستان‬ ‫عملية التقييم‪ .‬وشكر خاص إلى‪:‬‬
‫مركز الموارد البيئية مسوكوتوان التابع لمركز البحث والتوثيق الجنوب‬
‫أفريقي ألفريقيا الجنوبية‪ ،‬زيمبابوي‬ ‫المراكز المتعاونة مع ‪GEO-4‬‬
‫إدارة الدولة للحماية البيئية‪ ،‬جمهورية الصين الشعبية‬ ‫المركز العربي لدراسات المناطق الجافة واألراضي القاحلة‪ ،‬سوريا‬
‫معهد ستكهولم للبيئة‪ ،‬السويد‪ ،‬المملكة المتحدة والواليات المتحدة‬ ‫معهد المستقبل األفريقي‪ ،‬جنوب أفريقيا‬
‫معهد تايالند للبيئة‪ ،‬تايالند‬ ‫المعهد العربي للغابات والمراعي‪ ،‬سوريا‬
‫معهد الطاقة والموارد‪ ،‬الهند‬ ‫جامعة الخليج العربي‪ ،‬البحرين‬
‫معهد ماك أوالي‪ ،‬المملكة المتحدة‬ ‫المعهد اآلسيوي للتكنولوجيا‪ ،‬تايالند‬
‫المركز البيئي اإلقليمي لوسط وشرق أوروبا‪ ،‬المجر‬ ‫المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‬
‫جامعة األمم التحدة‪ ،‬اليابان‬ ‫الجامعة األميركية ببيروت‪ ،‬لبنان‬
‫المركز العالمي لرصد حماية الطبيعة التابع لبرنامج األمم المتحدة‬ ‫مركز بنجالديش للدراسات المتقدمة‪ ،‬بنجالديش‬
‫للبيئة‪ ،‬المملكة المتحدة‬ ‫المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية المتجددة‪ ،‬البرازيل‬
‫جامعة المحيط الهادئ‪ ،‬بيرو‬ ‫جامعة أوروبا الوسطى‪ ،‬المجر‬
‫جامعة شيلي‪ ،‬شيلي‬ ‫مركز البيئة والتنمية لإلقليم العربي وأوروبا‪ ،‬مصر‬
‫مرصد التنمية بجامعة كوستاريكا‪ ،‬كوستاريكا‬ ‫مركز بحوث االقتصاد العالمي‪ ،‬كوبا‬
‫جامعة دينفر‪ ،‬الواليات المتحدة‬ ‫مركز أمريكا الالتينية لإليكولوجيا االجتماعية‪ ،‬أوروجواي‬
‫جامعة كاسيل‪ ،‬ألمانيا‬ ‫مركز الشبكة الدولية لمعلومات علم األرض‪ ،‬جامعة كولومبيا‪ ،‬الواليات‬
‫جامعة جنوب الهادئ‪ ،‬جزر فيجي‬ ‫المتحدة‪.‬‬
‫جامعة جزر الهند الغربية‪ ،‬مركز البيئة والتنمية‪ ،‬جامايكا‬ ‫لجنة التعاون البيئي ألمريكا الشمالية‪ ،‬كندا‬
‫جامعة جزر الهند الغربية‪ ،‬حرم جامعة سانت أوجستين‪ ،‬ترينيداد‬ ‫بدائل التنمية‪ ،‬الهند‬
‫وتوباجو‬ ‫هيئة البيئة ‪ -‬أبو ظبي‪ /‬مبادرة أبو ظبي العالمية للبيانات البيئية‪،‬‬
‫معهد الموارد العالمية‪ ،‬الواليات المتحدة‬ ‫أبو ظبي‬
‫وكالة البيئة األوروبية‪ ،‬الدنمارك‬
‫التمويل‬ ‫برنامج األمم المتحدة للبيئة‪/‬قاعدة بيانات معلومات الموارد العالمية ‪-‬‬
‫مولت حكومات بلجيكا وهولندا والنرويج والسويد مع صندوق البيئة‬ ‫أرندال‪ ،‬النرويج‬
‫لبرنامج األمم المتحدة للبيئة تقييم ‪ GEO-4‬وأنشطة التواصل‬ ‫بوابة قارة أنتاركتيكا‪ ،‬جامعة كانتربري‪ ،‬نيوزيلندا‬
‫المجتمعي‪.‬‬ ‫لجنة المحيط الهندي‪ ،‬موريشيوس‬
‫معهد االستراتيجيات البيئية العالمية‪ ،‬اليابان‬
‫المجموعة االستشارية رفيعة المستوى‬ ‫المعهد الدولي للتغير العالمي‪ ،‬نيوزيلندا‬
‫جاكولين ماك جليد (مساعد الرئيس) وأجنيس كاليباال (مساعد الرئيس)‬ ‫المعهد الدولي للبيئة والتنمية‪ ،‬المملكة المتحدة‬
‫وأحمد عبد الرحيم (مناوب) وسفند أوكن وفيليب بوردو وبريتي‬ ‫المعهد الدولي للتنمية المستدامة‪ ،‬كندا‬
‫بهانداري ونادية مكرم عبيد وإيدن إيدهايم وإكسكويل إيزكورا وبيتر‬ ‫مؤسسة موارد الجزر‪ ،‬جزر فيرجن األمريكية‬
‫هولمجرين وجورج إيلوكا وفريد النجويج وجون ماتوسزاك وجاكو‬ ‫المركز الدولي لمراجع ومعلومات التربة‪ ،‬هولندا‬
‫تافينيار ودان تنستال وفيديز فيك وجودي واكهونجو وتورال باتل ويناند‬ ‫االتحاد العالمي لحماية الطبيعة‪ ،‬سويسرا‬
‫(مناوب)‬ ‫معهد الكويت لألبحاث العلمية‪ ،‬الكويت‬
‫جامعة موسكو الحكومية‪ ،‬روسيا‬
‫هيئة اإلدارة البيئية الوطنية‪ ،‬أوغندا‬

‫‪iv‬‬
‫المؤلفون الرئيسيون المنسقون‪:‬‬
‫جون أجارد وجوزيف ألكامو ونيفيل آش وروسيل أرثرتون وسابرينا‬
‫باركر وجان بار وأيفار بيست ودبليو برادني تشامبرز وديفيد دنت‬
‫وأصغر فاضل وحبيبة جيتاي ومايكل هوبر وجيل جاجر وجون سي آي‬
‫كيولنستيرنا وبيتر إن كنج ومارسيل تي جيه كوك ومارك إيه ليفي‬
‫وكليفر مافوتا ودييجو مارتينو وتريلوك إس بانوار وولتر راست ودال‬
‫إس روثمان وجورج سي في فاروجيز وزينتا زومرز‪.‬‬

‫مجموعة التواصل المجتمعي‬


‫ريتشارد بالك وكوامرل تشاودهري ونانسي كوليتون وهيثر كريتش‬
‫وفيلكس دودز وراندا فؤاد وكاترين هالمان وأليكس كيربي ونيوكوالس‬
‫لوكاس ونانسي ماكفرسون وباتريشا ميد ولوسي أوشي وبروس بوتر‬
‫وإريك كوينسي ونيك رينس والكشمي إم إن راو وسوليتير تاونسند‬
‫وفالنتين يملين‪.‬‬

‫توقعات البيئة العالمية ‪4‬‬

‫تنسيق اإلنتاج‪ :‬نياتي باتل‬ ‫تقرير توقعات البيئة (‪)GEO‬‬


‫تنسيق مراجعة النظير اإللكتروني (‪ )e-peer-review‬لتوقعات البيئية العالمية‬ ‫سيلفيا آدمز وإيفار باست ومانيارادزي تشنجي وهارشا ديف وفولوديماير ديمكن وثيري‬
‫الرابع (‪ :)GEO-4‬هيرب كوديل وشان كوديل وسيلفيا آدمز وهارشا ديف‬ ‫دي أوليفيرا وكارولين دودو أوبيرو وتيسا جوفيرس وإليزابيث ميجونجو بيك ونياتي باتل‬
‫وجوزفين وامبوا‪.‬‬
‫دعم البيانات‪ :‬جاب فان ووردن وستيفان شوارزر وأندريا ديبونو ودياوي كونت‬
‫الخرائط‪ Bounford.com :‬و‪UNEP/GRID-Arendal‬‬
‫فريق تنسيق توقعات البيئة العالمية (‪ )GEO‬اإلقليمي‬
‫المحررون‪ :‬ميرجام شوماخر ومايكل كيتنج ومونيارادزي تشنجي‬
‫عادل عبد القادر وسلفادور سانشيز كولون وجوان إيمر وتشارلز سيبوكيرا وأشبيندو‬
‫تصميم وتخطيط الصفحة‪Bounford.com :‬‬ ‫سينج وكاكوكو ناجاتاني يوشيدا ورون ويت وجينهوا زانج‪.‬‬
‫تصميم الغالف‪ :‬أودري رينجلر‬
‫التواصل المجتمعي واالتصاالت‪ :‬جاكوي تشنجي وإريك فالت وإليزابيث جيلبود كوكس‬ ‫فريق برنامج األمم المتحدة للبيئة الموسع (‪)UNEP‬‬
‫وبث إنجراهام وستيف جاكسون وماني كابيد وفانينا كودر وآنجيل ساي لوه ودانييل‬ ‫جوهانز أكيوومي وجوانا أكروفي وكريستوفر أمباال وبينيدكت بودول وكريستوف بوفيار‬
‫موراي وفرانسيس نجوروج ونيك نوتال وناعومي بولتون وديفيد سيمبسون وجنيفر سميث‬ ‫وماثيو بروجتون وإدجر أريدوندو كاسيالس وخوانيتا كاستانو وماريون تشياتل وتوينكل‬
‫تشوبرا وجيرارد كنينجهام وآري دي جونج وساليف ديوب ولندا دكيوسوني وحبيب إن‬
‫الحبر ونوبرتو فرناندز وسيلفيا جيادا وبيتر جلروث وجريجوري جولياني وماكسويل‬
‫جوميرا وتيريزا هرتادو وبريسيال جوسيه وتشاروان كاليانجكورا ونونجالك كازمسانت‬
‫وأمريتا كنت ونيبا اليثونج وكريستيان المبركثز وماركوس لي وأتشيرا ليوفيراتانا‬
‫وأركادي لفينتانس ومونيكا هويرل ماك ديفيت وإستر ميندوزا وداناباكورن ميراهونج‬
‫وباتريك ماماي وبيوريتي موجوكو وجون ماجوي وجوزفين نيوكابي موانجي وبروس بنجرا‬
‫ودانيال بويج وفاالري رابيساهاال وأنيس الرحمن وبريسيال روزانا وهبة صدقة وفريتس‬
‫شلنجمان وميج سيكي وناليني شارما وجيما شيفرد وسوريندرا شريستا وجيمس سنيفن‬
‫وريكاردو سانشيز سوسا وآنا ستابراوا وجولميرا توليبيفا وسيكو تور وبرينان فان دايك‬
‫وهندريكس فيربيك وآن ماري فيربكن وجانيت واياكاي ومايك ويلسون و كافيه زاهيدي‪.‬‬

‫‪v‬‬
‫احملتويات‬
‫‪16‬‬ ‫املقدمة ‬ ‫ ‬
‫‪18‬‬ ‫متهيد ‬ ‫ ‬
‫‪20‬‬ ‫دليل القارئ ‬ ‫ ‬

‫نظرة عامة‬ ‫القسم ا ‬


‫‪3‬‬ ‫الفصل ‪ 1‬البيئة من أجل التنمية ‬ ‫ ‬

‫حالة البيئة واجتاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫القسم ب ‬


‫‪39‬‬ ‫الفصل ‪ 2‬الغالف اجلوي ‬ ‫ ‬
‫‪81‬‬ ‫الفصل ‪ 3‬األرض ‬ ‫ ‬
‫‪115‬‬ ‫الفصل ‪ 4‬املياه ‬ ‫ ‬
‫‪157‬‬ ‫الفصل ‪ 5‬التنوع البيولوجي ‬ ‫ ‬

‫املنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫القسم ج ‬


‫‪195‬‬ ‫الفصل ‪ 6‬إدامة مستقبل مشترك ‬ ‫ ‬

‫األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫القسم د ‬


‫‪ 01‬‬
‫‪3‬‬ ‫الفصل ‪ 7‬عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص ‬ ‫ ‬
‫‪361‬‬ ‫الفصل ‪ 8‬الترابطات‪ :‬احلوكمة من أجل االستدامة ‬ ‫ ‬

‫التوقعات ‪ -‬نحو ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫القسم هـ ‬


‫‪397‬‬ ‫الفصل ‪ 9‬املستقبل اليوم ‬ ‫ ‬

‫إدامة مستقبلنا املشترك‬ ‫القسم و ‬


‫‪457‬‬ ‫الفصل ‪10‬من الهامش إلى مركزية صنع القرار ‪ -‬خيارات من أجل العمل ‬ ‫ ‬

‫‪498‬‬ ‫عملية تقرير التوقعات البيئية العاملية الرابع (‪ )GEO-4‬‬ ‫ ‬


‫‪502‬‬ ‫اللفظات األوائلية واالختصارات ‬ ‫ ‬
‫‪506‬‬ ‫املساهمون ‬ ‫ ‬
‫‪515‬‬ ‫املسرد ‬ ‫ ‬
‫‪526‬‬ ‫الفهرس ‬ ‫ ‬
‫ ‬

‫‪vi‬‬
‫‪58‬‬ ‫الديزل في ‪ 2007‬‬ ‫قائمة الرسوم التوضيحية‬
‫الشكل ‪ 2-15‬تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغالف‬ ‫الفصل ‪ 1‬البيئة من أجل التنمية‬
‫‪60‬‬ ‫الجوي على مدار ‪ 10000‬عام الماضية ‬
‫الشكل ‪ 1-1‬التصديق على االتفاقات البيئية متعددة‬
‫الشكل ‪ 2-16‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من أنواع الوقود‬ ‫‪9‬‬ ‫األطراف الهامة ‬
‫‪60‬‬ ‫األحفوري حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪ 1-2‬عدد الناس المتأثرين بالكوارث الطبيعية في‬
‫الشكل ‪ 2-17‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل فرد على‬ ‫‪18‬‬ ‫الدول الجزرية الصغيرة النامية (‪ )SIDS‬‬
‫‪61‬‬ ‫المستوى اإلقليمي في ‪ 2003‬‬
‫‪20‬‬ ‫الشكل ‪ 1-3‬مسارات الملوثات إلى منطقة القطب الشمالي ‬
‫الشكل ‪ 2-18‬االحترار المرصود على مدار القرن‬
‫‪21‬‬ ‫الشكل ‪ 1-4‬السكان حسب اإلقليم ‬
‫‪61‬‬ ‫العشرين مقارن ًا بحسابات نموذج المناخ ‬
‫‪22‬‬ ‫الشكل ‪ 1-5‬االعمر المتوقع حسب اإلقليم ‬
‫‪62‬‬ ‫الشكل ‪ 2-19‬دورة الكربون العالمية (‪ )2000-2005‬‬
‫الشكل ‪ 1-6‬سكان الحضر حسب اإلقليم‪ ،‬النسبة المئوية من‬
‫‪63‬‬ ‫الشكل ‪ 2-20‬االنصهار الموسمي لصفحة جليد جرينالند ‬
‫‪22‬‬ ‫إجمالي السكان ‬
‫‪64‬‬ ‫الشكل ‪ 2-21‬المقاييس الزمنية وارتفاع مستوى البحر ‬
‫الشكل ‪ 1-7‬الناتج المحلي اإلجمالي ‪ -‬تعادل القوة‬
‫الشكل ‪ 2-22‬مسارات بلوغ هدف تركيز غازات االحتباس‬ ‫‪24‬‬ ‫الشرائية للفرد ‬
‫الحراري المكافئة لـ ‪ 400‬جزيئ في المليون لثاني أكسيد‬
‫‪27‬‬ ‫الشكل ‪ 1-8‬إمداد الطاقة األولية للفرد ‬
‫الكربون (انبعاثات غازات كيوتو إضافة إلى ثاني أكسيد‬
‫‪66‬‬ ‫كربون استخدام األرض) ‬ ‫الشكل ‪( 1-9‬ا) الهواتف الجوالة‪ ،‬لكل ‪ 1000‬شخص‬
‫‪28‬‬ ‫و(ب) مستخدمو اإلنترنت‪ ،‬لكل ‪ 100‬شخص‪ ،‬حسب اإلقليم ‬
‫‪69‬‬ ‫الشكل ‪ 2-23‬حجم ثقب األوزون األنتاركتيكي عبر الزمن ‬
‫الشكل ‪ 2-24‬االستهالك العالمي من الكلوروفلوروكربونات‬ ‫الفصل ‪ 2‬الغالف الجوي‬
‫‪70‬‬ ‫(‪ )CFCs‬والهيدروكلوروفلوروكربونات (‪ )HCFCs‬‬ ‫الشكل ‪ 2-1‬ملوثات مختارة‪ ،‬متوسط أزمنة بقائها في‬
‫الشكل ‪ 2-25‬تأثير االتفاقات الدولية على الكميات الكبيرة‬ ‫‪43‬‬ ‫الغالف الجوي وأقصى مدى ألثرها ‬
‫المتنبأة من المواد المستنفدة لألوزون (‪ )ODS‬في الغالف‬ ‫الشكل ‪ 2-2‬استخدام الطاقة لكل ألف دوالر من الناتج المحلي‬
‫‪71‬‬ ‫الجوي ‪ 1980-2100‬‬ ‫‪46‬‬ ‫اإلجمالي (حسب تعادل القوة الشرائية (‪ )PPP‬لعام ‪) 2000‬‬
‫الشكل ‪ 2-26‬تقدم اإللغاء التدريجي للبنزين المحتوي على‬ ‫‪46‬‬ ‫الشكل ‪ 2-3‬إمداد الطاقة األولية اإلجمالي حسب مصدر الطاق ة‬
‫‪73‬‬ ‫الرصاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ‬
‫‪47‬‬ ‫الشكل ‪ 2-4‬عدد سيارات الركاب‪ ،‬حسب اإلقليم ‬
‫الفصل ‪ 3‬األرض‬ ‫الشكل ‪ 2-5‬كثافة النشاط مقابل استخدام السيارة الشخصية‬
‫‪84‬‬ ‫الشكل ‪ 3-1‬المياه الخضراء والزرقاء‪ ،‬التدفقات العالمية ‬ ‫‪47‬‬ ‫ال حول العال م‬
‫لكل فرد في ‪ 58‬من مناطق العواصم األعلى دخ ً‬

‫‪89‬‬ ‫الشكل ‪ 3-2‬مساحة الغابات اإلجمالية حسب اإلقليم ‬ ‫الشكل ‪ 2-6‬كمية المساحة المطلوبة لنقل نفس عدد الركاب‬
‫‪48‬‬ ‫بالسيارة أو الحافلة أو الدراجة ‬
‫‪89‬‬ ‫الشكل ‪ 3-3‬مساحة الغابات البدائية حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪ 2-7‬وفيات األطفال المبتسرين نتيجة تعرضهم‬
‫‪90‬‬ ‫الشكل ‪ 3-4‬تسمية الغابات حسب اإلقليم‪ 2005 ،‬‬
‫لجسيمات أصغر من ‪ 10‬ميكرون في الهواء الخارجي‬
‫الشكل ‪ 3-5‬انخفاضات الكربون في الكتلة األحيائية الحية‬ ‫‪52‬‬ ‫للمناطق الحضرية حسب اإلقليم في ‪ 2000‬‬
‫‪90‬‬ ‫وفي نطاق الغابة ‬
‫الشكل ‪ 2-8‬انبعاثات (ا) ثاني أكسيد الكبريت و(ب) فوق‬
‫الشكل ‪ 3-6‬تدهور األرض العالمية باستخدام إنتاج‬ ‫‪52‬‬ ‫أكسيد النيتروجين‪ ،‬حسب اإلقليم ‬
‫الكتلة األحيائية واتجاهات كفاءة استخدام المطر‬
‫الشكل ‪ 2-9‬االتجاهات في متوسط تركيزات الملوثات‬
‫‪92‬‬ ‫بين ‪ 1981-2003‬‬
‫السنوية في المناطق الحضرية (ميكروجرام‪/‬م‪ )3‬في‬
‫الشكل ‪ 3-7‬استخدام أرض كينيا والكتلة األحيائية وكفاءة‬ ‫‪53‬‬ ‫مدن مختارة حول العالم ‬
‫‪93‬‬ ‫استخدام المطر ‬
‫الشكل ‪ 2-10‬متوسط تركيزات الجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون‬
‫الشكل ‪ 3-8‬ثنائي بنزو باراديوكسين متعدد الكلور في‬ ‫المقدرة السنوية في المدن التي يزيد تعدادها عن ‪،100000‬‬
‫‪94‬‬ ‫الغالف الجوي والترسيب‪ 2003 ،‬‬ ‫‪53‬‬ ‫وفي العواصم الوطنية‪ ،‬لعام ‪ 1999‬‬
‫الشكل ‪ 3-9‬األراضي القاحلة ‪ -‬محددة حسب المتوسط‬ ‫الشكل ‪ 2-11‬متوسط تركيزات أوزون الطبقة السفلى من‬
‫‪107‬‬ ‫طويل األجل لنسبة الهطل السنوي إلى البخر المحتمل ‬ ‫الغالف الجوي السنوية المحسوبة في عام ‪ 2000‬المتحصل‬
‫الشكل ‪ 3-10‬االتجاهات في مؤشر االخضرار في‬ ‫‪54‬‬ ‫من ضم نواتج نماذج عديدة ‬
‫‪108‬‬ ‫الساحل‪ 1982-1999 ،‬‬ ‫الشكل ‪ 2-12‬التقديرات العالمية لألمراض نتيجة (ا) التلوث‬
‫الشكل ‪ 3-11‬األرض الصالحة للزراعة والمساحة‬ ‫الداخلي و (ب) الحضري بالجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون‪،‬‬
‫‪110‬‬ ‫المحصودة حبوبً ا‬ ‫‪55‬‬ ‫مقاسة بسنوات العمر المعدلة بسبب اإلعاقة (‪ )DALYs‬‬
‫الشكل ‪ 2-13‬أثر تلوث الهواء المحلي على نمو القمح في ضاحية‬
‫الفصل ‪ 4‬المياه‬
‫‪56‬‬ ‫الهور‪ ،‬باكستان ‬
‫‪118‬‬ ‫الشكل ‪ 4-1‬التوزيع العالمي لمياه العالم ‬
‫الشكل ‪ 2-14‬التوزيع العالمي لمستويات الكبريت في وقود‬

‫‪vii‬‬
‫الشكل ‪ 6-3‬معدل نمو اإلنتاج المحلي اإلجمالي السنوي‬ ‫‪119‬‬ ‫الشكل ‪ 4-2‬ناقل المحيط العالمي ‬
‫‪204‬‬ ‫المجمل وللفرد في أفريقيا ‬ ‫الشكل ‪ 4-3‬الموقف بالنسبة إلى (ا) مياه الشرب‬
‫‪204‬‬ ‫الشكل ‪ 6-4‬اتجاهات السكان ‬ ‫‪120‬‬ ‫و(ب) تغطية الصرف الصحي‪ 2004 ،‬‬
‫الشكل ‪ 6-5‬فئات استخدام األرض الرئيسية في‬ ‫الشكل ‪ 4-4‬التغيرات في استخدام المياه العالمية‬
‫‪205‬‬ ‫أفريقيا‪ 2002 ،‬‬ ‫‪121‬‬ ‫حسب القطاع ‬
‫الشكل ‪ 6-6‬التغيرات في األنصبة القطاعية في العمالة في‬ ‫‪126‬‬ ‫الشكل ‪ 4-5‬اتجاهات الهطل السنوي‪ 1900-2000 ،‬‬
‫‪206‬‬ ‫أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ‬
‫الشكل ‪ 6-7‬أمثلة لآلثار والعرضة للخطر الحالية‬ ‫الشكل ‪ 4-6‬كتلة نهر الجليد العالمي ‪ -‬المتغيرية السنوية‬
‫‪207‬‬ ‫والمستقبلية المرتبطة بمتغيرية المناخ والتغير في أفريقي ا‬ ‫‪127‬‬ ‫والقيم التراكمية ‬
‫‪208‬‬ ‫الشكل ‪ 6-8‬األرض الصالحة للزراعة للفرد ‬ ‫‪132‬‬ ‫الشكل ‪ 4-7‬حاالت الكوليرا وضحايا المعلنة حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪ 6-9‬البلدان في أزمة تتطلب مساعدة غذائية‬ ‫الشكل ‪ 4-8‬مستويات النيتروجين غير العضوي لكل مستجمع‬
‫‪211‬‬ ‫خارجية (تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ )2006‬‬ ‫‪133‬‬ ‫مائي حسب اإلقليم‪ 1979-1990 ،‬و‪ 1991-2005‬‬
‫‪214‬‬ ‫الشكل ‪ 6-10‬استهالك الطاقة حسب اإلقليم الفرعي ‬ ‫‪134‬‬ ‫الشكل ‪ 4-9‬االنتشارات الطحلبية في بحر الصين الشرقي ‬
‫‪215‬‬ ‫الشكل ‪ 6-11‬ثاني أكسيد الكربون اإلجمالي ‬ ‫الشكل ‪ 4-10‬انخفاضات تركيزات الملوثات العضوية في‬
‫‪216‬‬ ‫الشكل ‪ 6-12‬االتجاه في استخدام سيارات الركاب ‬ ‫‪135‬‬ ‫أنهار روسية وصينية مختارة ‬
‫الشكل ‪ 6-13‬متوسط التركيزات السنوية للجسيمات أقل من ‪10‬‬ ‫الشكل ‪ 4-11‬الحجم العالمي للنفط من تسربات الناقالت‬
‫‪216‬‬ ‫ميكرون (ميكروجرام‪/‬م‪ )3‬في مدن آسيوية مختارة‪ 002 ،‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪136‬‬ ‫العرضية المتجاوزة ‪ 136‬طن ًا (‪ 1000‬برميل) ‬
‫الشكل ‪ 6-14‬تركيزات فوق أكسيد النيتروجين‬ ‫‪144‬‬ ‫الشكل ‪ 4-12‬استعادة مستنقعات الرافدين في العراق ‬
‫‪216‬‬ ‫(ميكروجرام‪/‬م‪ )3‬في مدن آسيوية مختارة‪ 2002 ،‬‬ ‫‪145‬‬ ‫الشكل ‪ 4-13‬حالة استغالل مخزونات األسماك البحرية ‬
‫الشكل ‪ 6-15‬متوسط استخدام المياه العذبة حسب‬ ‫الشكل ‪ 4-14‬تغيرات المستوى الغذائي لألسماك في شمال‬
‫‪217‬‬ ‫القطاع في الفترة ‪ 1998-2002‬‬ ‫األطلنطي والمناطق الساحلية عند أعماق المياه أقل من‬
‫الشكل ‪ 6-16‬الحصول على مياه الشرب المحسنة‬ ‫‪146‬‬ ‫‪ 200‬متر‪ ،‬وإنزاالت السمك البحري على األرض اإلجمالي ة‬
‫‪218‬‬ ‫كنسبة مئوية من إجمالي السكان ‬ ‫الشكل ‪ 4-15‬استخدام وجبة السمك في‬
‫الشكل ‪ 6-17‬حالة الشعب المرجانية حسب اإلقليم‬ ‫‪147‬‬ ‫‪ 2002‬و‪( 2012‬مسقّط) ‬
‫‪221‬‬ ‫الفرعي‪ 2004 ،‬‬ ‫الشكل ‪ 4-16‬االتجاهات في إنتاج تربية المائيات والمستويات‬
‫الشكل ‪ 6-18‬التغير في مساحة األرض الزراعية لكل‬ ‫‪147‬‬ ‫الغذائية لألسماك المستخدمة في إنتاج وجبة السمك ‬
‫‪222‬‬ ‫إقليم فرعي ‬
‫الفصل ‪ 5‬التنوع البيولوجي‬
‫الشكل ‪ 6-19‬إنتاج األرز في األقاليم الفرعية آلسيا‬
‫‪223‬‬ ‫والمحيط الهادئ ‬ ‫‪163‬‬ ‫الشكل ‪ 5-1‬حالة األقاليم اإليكولوجية األرضية ‬

‫الشكل ‪ 6-20‬توليد النفايات البلدية للفرد في بلدان‬ ‫الشكل ‪ 5-2‬أمثلة مؤشرات الحالة والضغط واالستجابة‬
‫‪224‬‬ ‫آسيوية مختارة ‬ ‫التي أقرتها اتفاقية التنوع البيولوجي لقياس التقدم‬
‫‪165‬‬ ‫نحو هدف ‪ 2010‬‬
‫الشكل ‪ 6-21‬المتوسط السنوي النحرافات درجة‬
‫‪228‬‬ ‫الحرارة في أوروبا ‬ ‫الشكل ‪ 5-3‬درجة حماية األقاليم اإليكولوجية األرضية‬
‫‪166‬‬ ‫واألنظمة اإليكولوجية البحرية الكبيرة‪ ،‬نسبة مئوية ‬
‫الشكل ‪ 6-22‬االتجاهات في انبعاثات غازات االحتباس‬
‫‪229‬‬ ‫الحراري اإلجمالية ‬ ‫‪172‬‬ ‫الشكل ‪ 5-4‬النطاق المعاصر لألنظمة الزراعية ‬

‫الشكل ‪ 6-23‬األثر المقدر للعوامل المختلفة على خفض‬ ‫الشكل ‪ 5-5‬إمداد الطاقة األولية من مصادر مختلفة‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توليد الحرارة والكهرباء‬ ‫‪176‬‬ ‫واإلسقاطات حتى ‪ 2030‬‬
‫‪229‬‬ ‫العامة في ‪ 25‬بلد ًا أعضاء االتحاد األوروبي (‪ )EU-25‬‬ ‫الشكل ‪ 5-6‬العالقة بين الدخل واستخدام الطاقة في‬
‫الشكل ‪ 6-24‬إنفاق االستهالك النهائي المنزلي‬ ‫‪177‬‬ ‫المناطق الحضرية في ‪ 12‬بلد ًا ناميً ا‬
‫‪230‬‬ ‫(االتحاد األوروبي) ‬ ‫الشكل ‪ 5-7‬التأثيرات الضارة لتغيرات النظام‬
‫الشكل ‪ 6-25‬االنبعاثات والمساقط حسب اإلقليم الفرعي‬ ‫‪181‬‬ ‫اإليكولوجي على صحة اإلنسان ‬
‫‪232‬‬ ‫للجسيمات أصغر من ‪ 10‬ميكرون ومركبات األوزون ‬ ‫‪183‬‬ ‫الشكل ‪ 5-8‬التنوع "البيولوجي الزراعي" في العالم ‬
‫‪233‬‬ ‫الشكل ‪ 6-26‬امتالك السيارة في أوروبا ‬
‫الفصل ‪ 6‬إدامة مستقبل مشترك‬
‫الشكل ‪ 6-27‬سكان الحضر في ‪ 32‬بلد ًا أعضاء‬
‫الشكل ‪ 6-1‬الناتج المحلي اإلجمالي حسب إقليم توقعات‬
‫المجموعة االقتصادية األوروبية (‪ )EEA-32‬المعرضون‬
‫‪201‬‬ ‫البيئة العالمية (‪ )GEO‬‬
‫‪235‬‬ ‫لتلوث هواء يتجاوز القيم الحدية والقيم المستهدفة ‬
‫الشكل ‪ 6-2‬البصمة اإليكولوجية والسعة البيولوجية حسب‬
‫‪238‬‬ ‫الشكل ‪ 6-28‬المياه المفقودة في أرمينيا ‬
‫‪202‬‬ ‫اإلقليم‪ 2003 ،‬‬

‫‪viii‬‬
‫‪286‬‬ ‫إلى األنتاركتيكا ‬ ‫‪238‬‬ ‫الشكل ‪ 6-29‬متوسط تركيزات التلوث في المياه األوروبي ة‬
‫‪289‬‬ ‫الشكل ‪ 6-59‬الدائنون والمدينون اإليكولوجيون ‬ ‫‪243‬‬ ‫الشكل ‪ 6-31‬سكان الحضر كنسبة مئوية من إجمالي السكا ن‬
‫‪247‬‬ ‫الشكل ‪ 6-31‬متوسط التغير السنوي للغابات ‬
‫الفصل ‪ 7‬عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬
‫الشكل ‪ 6-32‬مصيد مجموعات األسماك والالفقاريات الرئيسية‬
‫الشكل ‪ 7-1‬التقدم في تحقيق األهداف اإلنمائية‬
‫‪250‬‬ ‫في النظام اإليكولوجي البحري الكبير لتيار هامبولدت ‬
‫‪305‬‬ ‫لأللفية ‪ )MDG 1( 1‬‬
‫الشكل ‪ 6-33‬عدد العواصف في حوض شمال‬
‫الشكل ‪ 7-2‬االتجاهات اإلقليمية والمساقط لعام‬
‫‪251‬‬ ‫المحيط األطلسي ‬
‫‪306‬‬ ‫‪ 2010 - 2005‬في معدالت وفيات األطفال دون الخامسة ‬
‫الشكل ‪ 6-34‬عودة غزو البعوضة المصرية في أمريكا‬
‫الشكل ‪ 7-3‬االستثمار المباشر األجنبي واالعتماد على المعونة ‪307‬‬
‫‪252‬‬ ‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬
‫‪308‬‬ ‫الشكل ‪ 7-4‬عدد النزاعات المسلحة حسب النوع ‬
‫الشكل ‪ 6-35‬تراجع منطقة نهر الجليد في المنطقة‬
‫‪309‬‬ ‫الشكل ‪ 7-5‬فعالية الحكومة (‪ )2005‬‬ ‫‪253‬‬ ‫الحدودية بين األرجنيتن وشيلي ‬
‫‪310‬‬ ‫الشكل ‪ 7-6‬كثافة البحث والتنمية ‬ ‫‪253‬‬ ‫الشكل ‪ 6-36‬الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‬
‫‪311‬‬ ‫الشكل ‪ 7-7‬انتقاالت مخاطر الصحة البيئية ‬ ‫‪254‬‬ ‫الشكل ‪ 6-37‬استهالك الطاقة للفرد ‬
‫‪311‬‬ ‫الشكل ‪ 7-8‬الفقر ونقص توفر الخدمات األساسية‪ 2002 ،‬‬ ‫الشكل ‪ 6-38‬استهالك الطاقة اإلجمالي حسب‬
‫الشكل ‪ 7-9‬سنوات العمر المعدلة نتيجة اإلعاقة‬ ‫‪254‬‬ ‫القطاع‪ 2004 ،‬‬
‫‪312‬‬ ‫(‪ )DALY‬ومؤشر التنمية البشرية ‬ ‫‪256‬‬ ‫الشكل ‪ 6-39‬إنتاج الطاقة حسب نوع الوقود ‬
‫‪314‬‬ ‫الشكل ‪ 7-10‬أسباب حاالت طوارئ الغذاء في البلدان النامية ‬ ‫الشكل ‪ 6-40‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حسب نوع الوقود ‪257‬‬
‫الشكل ‪ 7-11‬االستخراج المحلي المستخدم في ‪ 15‬بلد ًا‬ ‫الشكل ‪ 6-41‬فئات كثافة اإلسكان في الواليات‬
‫أعضاء االتحاد األوروبي قبل التوسع (‪ )EU-15‬مقارنة‬ ‫‪258‬‬ ‫المتحدة‪ 2000 ،‬‬
‫‪315‬‬ ‫بواردات المعادن والمعادن الخام الصناعية ‬
‫‪261‬‬ ‫الشكل ‪ 6-42‬مقارنة استخدام المياه للفرد حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪ 7-12‬البقع الساخنة األعلى مخاطرة حسب نوع الخطر‬
‫الشكل ‪ 6-43‬استخدام مياه أمريكا الشمالية حسب‬
‫‪317‬‬ ‫الطبيعي ‬
‫‪261‬‬ ‫القطاع‪ 2002 ،‬‬
‫الشكل ‪ 7-13‬تركيب النفايات عبر الحدودية المعلن بواسطة‬
‫الشكل ‪ 6-44‬مصادر إفساد المياه العذبة في‬
‫‪319‬‬ ‫أطراف اتفاقية بازل في ‪ 2000‬‬
‫‪263‬‬ ‫الواليات المتحدة ‬
‫الشكل ‪ 7-14‬المخاطر اإلشعاعية والكيمائية والبيولوجية في‬
‫الشكل ‪ 6-45‬االتجاه في الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫‪320‬‬ ‫آسيا الوسطى ‬
‫‪265‬‬ ‫للفرد ‪ -‬معدل النمو السنوي ‬
‫الشكل ‪ 7-15‬التوزيع المكاني لألشكال النموذجية للنموذج‬
‫الشكل ‪ 6-46‬االتجاهات والمساقط في توفر المياه‬
‫‪323‬‬ ‫األصلي لألرض القاحلة ‬
‫‪266‬‬ ‫العذبة للفرد ‬
‫‪325‬‬ ‫الشكل ‪ 7-16‬العرضة للجفاف وآثاره على رفاهية اإلنسان ‬
‫ال في‬
‫الشكل ‪ 6-47‬طلب المياه الحالي والمقدر مستقب ً‬
‫الشكل ‪ 7-17‬إنزاالت المصيد السمكي لنيوفاوندالند والبرادور ‪327‬‬ ‫‪266‬‬ ‫غرب آسيا ‬
‫الشكل ‪ 7-18‬اإلنزاالت في أعالي البحار بواسطة بلدان‬ ‫‪269‬‬ ‫الشكل ‪ 6-48‬توسع األرض الصالحة للزراعة ‬
‫‪328‬‬ ‫الصيد الرئيسية ‬
‫‪271‬‬ ‫الشكل ‪ 6-49‬المساحات المحمية في غرب آسيا ‬
‫الشكل ‪ 7-19‬الروابط بين التغيرات المرتبطة بالمناخ وصحة‬
‫الشكل ‪ 6-50‬االتجاهات في المصيد السمكي السنوي‬
‫‪329‬‬ ‫اإلنسان في مجتمعات سكان جرينالند األصليين ‬
‫‪272‬‬ ‫للفرد في غرب آسيا ‬
‫الشكل ‪ 7-20‬االتجاهات والمساقط في أمن النفط لألقاليم‬
‫الشكل ‪ 6-51‬االتجاهات في سكان الحضر كنسبة مئوية‬
‫‪331‬‬ ‫المستوردة للطاقة عالية ومنخفضة الدخل ‬
‫‪272‬‬ ‫من إجمالي السكان ‬
‫الشكل ‪ 7-21‬نتائج العرضة للخطر البيئي في الدول الجزرية‬
‫‪273‬‬ ‫الشكل ‪ 6-52‬توليد النفايات الصلبة للفرد في بلدان مختارة ‬
‫‪333‬‬ ‫الصغيرة النامية (‪ )SIDS‬‬
‫‪274‬‬ ‫الشكل ‪ 6-53‬استهالك الطاقة النهائي اإلجمالي للفرد ‬
‫‪334‬‬ ‫الشكل ‪ 7-22‬خسائر منطقة البحر الكاريبي نتيجة األعاصير ‬
‫‪279‬‬ ‫الشكل ‪ 6-54‬اتجاهات درجات الحرارة في القطب الشمالي ‬
‫الشكل ‪ 7-23‬الحالة الصحية للقرى األربع بالقرب من سد‬
‫‪338‬‬ ‫باريكيز في غانا ‬ ‫الشكل ‪ 6-55‬ثلج البحر القطبي الشمالي الصيفي ينكمش‬
‫‪279‬‬ ‫بمعدل ‪ 8.9‬في المائة لكل عقد ‬
‫‪340‬‬ ‫الشكل ‪ 7-24‬سكان السواحل وتدهور خط الشاطئ ‬
‫الشكل ‪ 6-56‬األثر المحتمل الرتفاع مستوي البحر ‪ 5‬أمتار‬
‫الشكل ‪ 7-25‬الخسائر اإلجمالية والخسائر المؤمنة نتيجة‬
‫‪281‬‬ ‫في فلوريدا (فوق) وجنوب شرق آسيا (تحت) ‬
‫‪341‬‬ ‫المخاطر الطبيعية ‬
‫الشكل ‪ 6-57‬االتجاهات في الملوثات العضوية الدائمة‬
‫‪352‬‬ ‫الشكل ‪ 7-26‬مثال لخريطة فقر لكينيا ‬
‫‪283‬‬ ‫(‪ )POPs‬والزئبق في بيض طائر المور سميك المنقار ‬
‫الشكل ‪ 7-27‬المساعدة اإلنمائية الرسمية (‪)ODA‬‬
‫الشكل ‪ 6-58‬أعداد السياح الذين تحملهم السفن‬
‫الصافية كنسبة مئوية من الدخل القومي اإلجمالي‬

‫‪ix‬‬
‫‪419‬‬ ‫للتآكل بسبب الماء ‬ ‫‪355‬‬ ‫(‪ )GNI‬في ‪ 2006‬‬
‫‪420‬‬ ‫الشكل ‪ 9-21‬غلة الحبوب حسب اإلقليم ‬
‫الفصل ‪ 8‬الترابطات‪ :‬الحوكمة من أجل االستدامة‬
‫‪420‬‬ ‫الشكل ‪ 9-22‬توفر الغذاء للفرد ‬
‫‪367‬‬ ‫الشكل ‪ 8-1‬أرضنا "المنكمشة" ‬
‫‪421‬‬ ‫الشكل ‪ 9-23‬سحوبات المياه العالمية حسب القطاع ‬
‫الشكل ‪ 8-2‬تنوع لإلطار المفاهيمي لتوقعات البيئة‬
‫الشكل ‪ 9-24‬السكان الذين يعيشون في أحواض‬ ‫العالمية ‪ )GEO-4( 4‬يلقي الضوء على الدور الثنائي‬
‫‪422‬‬ ‫األنهار ويواجهون نقص مياه قاسي ‬ ‫‪368‬‬ ‫للقطاعين االجتماعي واالقتصادي ‬
‫الشكل ‪ 9-25‬مياه الصرف غير المعالجة المحلية والبلدية‬ ‫‪371‬‬ ‫الشكل ‪ 8-3‬تعاقب النيتروجين واآلثار البيئية المصاحبة ‬
‫‪422‬‬ ‫حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪ 8-4‬الترابطات ودوائر اآلراء بين التصحر وتغير‬
‫الشكل ‪ 9-26‬متوسط وفرة األنواع واالتجاهات‪،‬‬ ‫‪372‬‬ ‫المناخ العالمي وفقد التنوع البيولوجي ‬
‫‪424‬‬ ‫‪ 2000‬و‪ 2050‬‬
‫الشكل ‪ 8-5‬عدد الناس المتأثرين بالكوارث المرتبطة بالمناخ‬
‫الشكل ‪ 9-27‬التغير في متوسط وفرة األنواع األصلية‬ ‫‪374‬‬ ‫في البلدان النامية والمتقدمة ‬
‫‪425‬‬ ‫(‪ )MSA‬من ‪ 2000‬حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪ 8-6‬التغيرات البيئية المتعددة وتأثيراتها على مقومات‬
‫الشكل ‪ 9-28‬اإلسهام في التدهور التاريخي في‬ ‫‪375‬‬ ‫ومحددات رفاهية اإلنسان ‬
‫متوسط وفرة األنواع األصلية (‪ )MSA‬حتى‬
‫‪380‬‬ ‫الشكل ‪ 8-7‬تهريب النفايات ‬
‫‪425‬‬ ‫‪ 2000‬و‪ - 2050‬عالمي ‬
‫‪381‬‬ ‫الشكل ‪ 8-8‬ترابطات الدولية للحوكمة‪-‬البيئة‪-‬التنمية‪-‬التجارة ‬
‫الشكل ‪ 9-29‬اإلنزاالت اإلجمالية من المصائد‬
‫‪427‬‬ ‫السمكية البحرية ‬ ‫الفصل ‪ 9‬المستقبل اليوم‬
‫الشكل ‪ 9-30‬متوسط المؤشر االستوائي (‪)MTI‬‬ ‫الشكل ‪ 9-1‬قوة االستثمارات في فرص خفض العرضة للخطر‬
‫‪427‬‬ ‫إلنزاالت السمك العالمية ‬ ‫‪402‬‬ ‫في أنظمة اإلنسان‪-‬البيئة وتحسين رفاهية اإلنسان ‬
‫الشكل ‪ 9-31‬التغير في الكتلة األحيائية الكلية لمجموعات‬ ‫‪412‬‬ ‫الشكل ‪ 9-2‬اتجاهات السكان ‬
‫‪427‬‬ ‫مختارة من األسماك ‬
‫‪412‬‬ ‫الشكل ‪ 9-3‬الناتج المحلي اإلجمالي ‬
‫الشكل ‪ 9-32‬نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر‬
‫‪412‬‬ ‫الشكل ‪ 9-4‬الصادرات العالمية اإلجمالية ‬
‫‪429‬‬ ‫أمريكي واحد في اليوم حسب اإلقليم ‬
‫‪413‬‬ ‫الشكل ‪ 9-5‬الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‬
‫‪429‬‬ ‫الشكل ‪ 9-33‬نسبة األطفال سيئو التغذية ألقاليم مختارة ‬
‫الشكل ‪ 9-6‬مؤشر جيني العالمي لتفاوت توزيع الدخل‬
‫‪429‬‬ ‫الشكل ‪ 9-34‬صافي االلتحاق بالتعليم االبتدائي حسب اإلقلي م‬
‫‪413‬‬ ‫عبر الدول واألسر ‬
‫الشكل ‪ 9-35‬معدالت جنس االلتحاق بالتعليم االبتدائي‬
‫الشكل ‪ 9-7‬معدل الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‪ -‬نسبة‬
‫‪430‬‬ ‫والثانوي حسب اإلقليم ‬
‫‪ 10‬في المائة من سكان القمة مقارنة بنسبة ‪ 10‬في المائة من سكان‬
‫‪430‬‬ ‫الشكل ‪ 9-36‬العمر المتوقع عند الوالدة حسب اإلقليم ‬ ‫‪414‬‬ ‫ع‬
‫القا ‬
‫‪432‬‬ ‫الشكل ‪9-37‬ا اتجاهات السكان ‪ -‬أفريقيا ‬ ‫‪414‬‬ ‫الشكل ‪ 9-8‬استخدام الطاقة األولية اإلجمالي ‬
‫‪432‬‬ ‫الشكل ‪9-37‬ب الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‪ -‬أفريقيا ‬ ‫‪414‬‬ ‫الشكل ‪ 9-9‬استخدام الطاقة األولية للفرد ‬
‫الشكل ‪9-37‬ج السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر‬ ‫‪415‬‬ ‫الشكل ‪ 9-10‬استخدام الطاقة األولية العالمي حسب الوقود ‬
‫‪432‬‬ ‫أمريكي واحد في اليوم ‪ -‬أفريقيا ‬
‫الشكل ‪ 9-11‬انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة‬
‫‪432‬‬ ‫الشكل ‪9-37‬د سوء التغذية في الطفولة ‪ -‬أفريقيا ‬ ‫‪415‬‬ ‫اإلنسان حسب القطاع ‬
‫الشكل ‪9-37‬هـ السكان الذين يعيشون في أحواض‬ ‫الشكل ‪ 9-12‬االنبعاثات المكافئة للكربون اإلجمالية العالمية‬
‫‪432‬‬ ‫األنهار ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬أفريقيا ‬ ‫‪416‬‬ ‫من مصادر أنشطة اإلنسان حسب القطاع ‬
‫الشكل ‪9-37‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬ ‫الشكل ‪ 9-13‬االنبعاثات المكافئة للكربون للفرد من الطاقة‬
‫‪432‬‬ ‫والمرعى والغابة ‪ -‬أفريقيا ‬ ‫‪416‬‬ ‫والصناعة حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪9-37‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع‬ ‫‪416‬‬ ‫ي‬
‫الشكل ‪ 9-14‬تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجو ‬
‫‪433‬‬ ‫الوقود ‪ -‬أفريقيا ‬
‫الشكل ‪ 9-15‬اتجاهات متوسط انحراف درجة الحرارة‬
‫‪433‬‬ ‫الشكل ‪9-37‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬أفريقيا ‬ ‫‪417‬‬ ‫منذ ما قبل العصر الصناعي ‬
‫الشكل ‪9-37‬ط انبعاثات أكسيد كبريت أنشطة‬ ‫‪418‬‬ ‫الشكل ‪ 9-16‬ارتفاع مستوى البحر نتيجة تغير المناخ ‬
‫‪433‬‬ ‫اإلنسان أفريقيا ‬
‫‪419‬‬ ‫الشكل ‪ 9-17‬أرض الزراعة والمرعى حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪9-37‬ي مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪-‬‬
‫الشكل ‪ 9-18‬زراعات الوقود الحيوي الحديثة كنسبة مئوية‬
‫‪433‬‬ ‫أفريقيا ‬
‫‪419‬‬ ‫من غطاء األرض اإلجمالي حسب اإلقليم ‬
‫الشكل ‪9-37‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في‬
‫‪419‬‬ ‫الشكل ‪ 9-19‬أرض الغابات حسب اإلقليم ‬
‫‪433‬‬ ‫متوسط وفرة األنواع ‪ -‬أفريقيا ‬
‫الشكل ‪ 9-20‬النطاق العالمي للترب ذات الخطر العالي‬

‫‪x‬‬
‫الشكل ‪9-40‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬ ‫الشكل ‪9-38‬ا اتجاهات تعداد السكان ‪ -‬آسيا‬
‫‪439‬‬ ‫والمرعى والغابة ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬ ‫‪435‬‬ ‫والمحيط الهادئ ‬
‫الشكل ‪9-40‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع‬ ‫الشكل ‪9-38‬ب الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‪ -‬آسيا‬
‫‪440‬‬ ‫الوقود ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريب ‬
‫ي‬ ‫‪435‬‬ ‫والمحيط الهادئ ‬
‫الشكل ‪9-40‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬أمريكا‬ ‫الشكل ‪9-38‬ج السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر‬
‫‪440‬‬ ‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬ ‫‪435‬‬ ‫أمريكي واحد في اليوم ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ ‬
‫الشكل ‪9-40‬ط انبعاثات أكسيد كبريت أنشطة‬ ‫الشكل ‪9-38‬د سوء التغذية في الطفولة ‪ -‬آسيا‬
‫‪440‬‬ ‫اإلنسان – أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬ ‫‪435‬‬ ‫والمحيط الهادئ ‬
‫الشكل ‪9-40‬ي مياه الصرف المعالجة وغير‬ ‫الشكل ‪9-38‬هـ السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار‬
‫‪440‬‬ ‫المعالجة ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬ ‫‪435‬‬ ‫ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ ‬
‫الشكل ‪9-40‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط‬ ‫الشكل ‪9-38‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬
‫‪440‬‬ ‫وفرة األنواع ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬ ‫‪435‬‬ ‫والمرعى والغابة ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ ‬
‫‪442‬‬ ‫الشكل ‪9-41‬ا اتجاهات السكان ‪ -‬أمريكا الشمالية ‬ ‫الشكل ‪9-38‬ز طلب الطاقة األولية حسب الوقود ‪ -‬آسيا‬
‫الشكل ‪9-41‬ب الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‪-‬‬ ‫‪436‬‬ ‫والمحيط الهادئ ‬
‫‪442‬‬ ‫أمريكا الشمالية ‬ ‫الشكل ‪9-38‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬آسيا‬
‫الشكل ‪9-41‬ج السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار‬ ‫‪436‬‬ ‫والمحيط الهادئ ‬
‫‪442‬‬ ‫ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬أمريكا الشمالية ‬ ‫الشكل ‪9-38‬ط انبعاثات أكسيد كبريت أنشطة اإلنسان –‬
‫الشكل ‪9-41‬د معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬ ‫‪436‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ ‬
‫‪442‬‬ ‫والمرعى والغابة ‪ -‬أمريكا الشمالية ‬ ‫الشكل ‪9-38‬ي مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪-‬‬
‫الشكل ‪9-41‬هـ االنبعاثات المكافئة للكربون ‪-‬‬ ‫‪436‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ ‬
‫‪442‬‬ ‫أمريكا الشمالية ‬ ‫الشكل ‪9-38‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في‬
‫الشكل ‪9-41‬و انبعاثات أكسيد كبريت أنشطة اإلنسان ‪-‬‬ ‫‪436‬‬ ‫متوسط وفرة األنواع ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ ‬
‫‪442‬‬ ‫أمريكا الشمالية ‬ ‫‪437‬‬ ‫الشكل ‪9-39‬ا اتجاهات السكان ‪ -‬أوروبا ‬
‫الشكل ‪9-41‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع الوقود ‪-‬‬ ‫‪437‬‬ ‫الشكل ‪9-39‬ب الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‪ -‬أوروبا ‬
‫‪443‬‬ ‫أمريكا الشمالية ‬ ‫الشكل ‪9-39‬ج معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬
‫الشكل ‪9-41‬ح مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪-‬‬ ‫‪437‬‬ ‫والمرعى والغابة ‪ -‬أوروبا ‬
‫‪443‬‬ ‫أمريكا الشمالية ‬ ‫الشكل ‪9-39‬د السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار‬
‫الشكل ‪9-41‬ط التدهورات التاريخية والمستقبلية في‬ ‫‪437‬‬ ‫ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬أوروبا ‬
‫‪443‬‬ ‫متوسط وفرة األنواع ‪ -‬أمريكا الشمالية ‬ ‫‪437‬‬ ‫الشكل ‪9-39‬هـ االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬أوروبا ‬
‫‪444‬‬ ‫الشكل ‪9-42‬ا اتجاهات السكان ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫الشكل ‪9-39‬و انبعاثات أكسيد كبريت أنشطة‬
‫‪444‬‬ ‫الشكل ‪9-42‬ب الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫‪437‬‬ ‫اإلنسان ‪ -‬أوروبا ‬
‫الشكل ‪9-42‬ج تعداد السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر‬ ‫الشكل ‪9-39‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع‬
‫‪444‬‬ ‫أمريكي واحد في اليوم ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫‪438‬‬ ‫الوقود ‪ -‬أوروبا ‬
‫‪444‬‬ ‫الشكل ‪9-42‬د سوء التغذية في الطفولة ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫الشكل ‪9-39‬ح مياه الصرف المعالجة وغير‬
‫الشكل ‪9-42‬هـ السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار‬ ‫‪438‬‬ ‫المعالجة ‪ -‬أوروبا ‬
‫‪444‬‬ ‫ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫الشكل ‪9-39‬ط التدهورات التاريخية والمستقبلية في‬
‫الشكل ‪9-42‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬ ‫‪438‬‬ ‫متوسط وفرة األنواع ‪ -‬أوروبا ‬
‫‪444‬‬ ‫والمرعى والغابة ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫الشكل ‪9-40‬ا اتجاهات السكان ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬
‫الشكل ‪9-42‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع‬ ‫‪439‬‬ ‫الكاريبي ‬
‫‪445‬‬ ‫الوقود ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫الشكل ‪9-40‬ب الناتج المحلي اإلجمالي للفرد ‪ -‬أمريكا‬
‫‪445‬‬ ‫الشكل ‪9-42‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫‪439‬‬ ‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬

‫الشكل ‪9-42‬ط انبعاثات أكسيد كبريت أنشطة اإلنسان ‪-‬‬ ‫الشكل ‪9-40‬ج السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي‬
‫‪445‬‬ ‫غرب آسيا ‬ ‫‪439‬‬ ‫واحد في اليوم ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ‬

‫الشكل ‪9-42‬ي مياه الصرف المعالجة وغير‬ ‫الشكل ‪9-40‬د سوء التغذية في الطفولة ‪ -‬أمريكا الالتينية‬
‫‪445‬‬ ‫المعالجة ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫‪439‬‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي ‬

‫الشكل ‪9-42‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في‬ ‫الشكل ‪9-40‬هـ السكان الذين يعيشون في أحواض‬
‫‪445‬‬ ‫متوسط وفرة األنواع ‪ -‬غرب آسيا ‬ ‫األنهار ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬أمريكا الالتينية‬
‫‪439‬‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي ‬

‫‪xi‬‬
‫‪54‬‬ ‫مختلفة حول العالم ‬ ‫الشكل ‪ 9-43‬التدهورات التاريخية والمستقبلية في‬
‫‪56‬‬ ‫اإلطار ‪ 2-5‬اآلثار الصحية للجسيمات الدقيقة ‬ ‫‪447‬‬ ‫متوسط وفرة األنواع ‪ -‬المنطقة القطبية (جرينالند) ‬

‫‪62‬‬ ‫اإلطار ‪ 2-6‬اآلراء اإليجابية في نظام األرض ‬ ‫‪448‬‬ ‫الشكل ‪ 9-44‬معدل التغير في سحوبات المياه العالمية ‬

‫‪69‬‬ ‫اإلطار ‪ 2-7‬المواد المستنفدة لألوزون ‬ ‫الشكل ‪ 9-45‬معدل التغير في مساحة أرض‬
‫‪448‬‬ ‫المرعى والزراعة العالمية ‬
‫اإلطار ‪ 2-8‬آثار إشعاع األشعة فوق البنفسجية قصيرة‬
‫‪70‬‬ ‫المدى في المنطقة القطبية الشمالية ‬ ‫‪448‬‬ ‫الشكل ‪ 9-46‬معدل تغير مساحة الغابات العالمية ‬

‫اإلطار ‪ 2-9‬تغير المناخ واألنظمة المرتبطة بأوزون الجزء‬ ‫الشكل ‪ 9-47‬معدل التغير في نسبة بقاء متوسط وفرة‬
‫‪71‬‬ ‫األعلى من الغالف الجوي ‬ ‫‪449‬‬ ‫األنواع العالمية ‬

‫اإلطار ‪ 2-10‬الحظر العالمي النطاق للبنزين المحتوي على‬ ‫الشكل ‪ 9-48‬معدل التغير في تركيزات ثاني أكسيد‬
‫الرصاص في المتناول‪ ،‬مع التقدم في البلدان األفريقية‬ ‫‪449‬‬ ‫الكربون بالغالف الجوي العالمية ‬
‫‪73‬‬ ‫جنوب الصحراء الكبرى ‬ ‫‪449‬‬ ‫الشكل ‪ 9-49‬معدل تغير درجة الحرارة العالمية ‬

‫الفصل ‪ 3‬األرض‬ ‫الفصل ‪ 10‬من الهامش إلى مركزية صنع القرار ‪ -‬خيارات من أجل العمل‬
‫اإلطار ‪ 3-1‬الموجهات والضغوط المؤثرة على األنظمة‬ ‫الشكل ‪ 10-1‬مسارا تناول المشاكل البيئية بالحلول‬
‫‪89‬‬ ‫اإليكولوجية للغابات ‬ ‫‪460‬‬ ‫المختبرة والناشئة ‬
‫اإلطار ‪ 3-2‬إدارة الغابات المستدامة بواسطة صغار‬ ‫الشكل ‪ 10-2‬عرض المشاكل البيئية حسب اإلدارة‬
‫‪91‬‬ ‫المالك في غابات األمازون البرازيلية ‬ ‫‪461‬‬ ‫والمعكوسية ‬
‫‪93‬‬ ‫اإلطار ‪ 3-3‬تدهور األرض في كينيا ‬ ‫‪465‬‬ ‫الشكل ‪ 10-3‬األهداف العالمية واإلقليمية وبرامج الرصد ‬
‫‪96‬‬ ‫اإلطار ‪ 3-4‬تآكل التربة في سهول بامباس ‬ ‫الشكل ‪ 10-4‬تسلسل تطبيق التقييمات البيئية‬
‫‪99‬‬ ‫اإلطار ‪ 3-5‬الري والملوحة في غرب آسيا ‬ ‫‪477‬‬ ‫االستراتيجية (‪ )SEA‬‬

‫اإلطار ‪ 3-6‬االضطرابات في دورة الكربون نتيجة فقدان‬


‫‪100‬‬ ‫المادة العضوية للتربة ‬ ‫قائمة اإلطارات‬
‫‪101‬‬ ‫اإلطار ‪ 3-7‬حماية التربة من الكيماويات في االتحاد األوروبي ‬ ‫الفصل ‪ 1‬البيئة من أجل التنمية‬
‫‪103‬‬ ‫اإلطار ‪ 3-8‬قصة نجاح منطقة العاصفة الغبارية ‬ ‫‪10‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-1‬البيئة باعتبارها أساس ًا للتنمية ‬
‫اإلطار ‪ 3-9‬المكاسب التي يمكن تحقيقها بالفعالية‬ ‫‪13‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-2‬رفاهية اإلنسان ‬
‫‪104‬‬ ‫األفضل الستخدام المياه ‬
‫‪15‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-3‬خدمات النظام اإليكولوجي ‬
‫‪109‬‬ ‫اإلطار ‪ 3-10‬االستجابات المطلوبة للتعامل مع التصحر ‬
‫‪16‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-4‬تجارة لحوم الحيوانات البرية ‬

‫الفصل ‪ 4‬المياه‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-5‬رفاهية اإلنسان المادية من المصائد السمكية ‬


‫اإلطار ‪ 4-1‬حجز الرواسب يقصر العمر المتوقع‬ ‫اإلطار ‪ 1-6‬النزاع في سيراليون وليبريا‪ ،‬واستيطان‬
‫‪130‬‬ ‫المفيد للسدود ‬ ‫‪19‬‬ ‫الالجئين في غينيا ‬
‫اإلطار ‪ 4-2‬زيادة تكرار ومساحة االنتشار الطحلبي‬ ‫‪20‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-7‬الكيماويات التي تؤثر على الشعوب القطبية ‬
‫‪134‬‬ ‫الضار في بحر الصين الشرقي ‬ ‫‪22‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-8‬االنتقال الديموغرافي ‬
‫اإلطار ‪ 4-3‬التدمير الطبيعي لألنظمة اإليكولوجية المائية‬ ‫‪23‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-9‬الزحف الحضري‪ ،‬الس فيجاس ‬
‫‪137‬‬ ‫الساحلية في أمريكا الوسطى ‬
‫‪24‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-10‬سداد الديون يظل عائق ًا خطير ًا للنمو ‬
‫‪26‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-11‬التجارة والنمو والبيئة ‬
‫اإلطار ‪ 4-4‬األراضي الرطبة الساحلية توفر مصدات‬
‫‪29‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-12‬أنواع االستجابات ‬
‫‪141‬‬ ‫ألمواج العواصف وأحداث األمواج العاتية ‬
‫‪32‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-13‬تقييم إزالة سدي إيلوها وجالينز ‬
‫‪141‬‬ ‫ي‬
‫اإلطار ‪ 4-5‬تطبيق توجيه إطار عمل مياه االتحاد األوروب ‬
‫اإلطار ‪ 1-14‬عقد األمم المتحدة للتعليم من أجل‬
‫‪142‬‬ ‫اإلطار ‪ 4-6‬أسواق المستجمعات المائية ‬
‫‪33‬‬ ‫التنمية المستدامة ‬
‫‪144‬‬ ‫اإلطار ‪ 4-7‬استعادة األنظمة اإليكولوجية ‬
‫اإلطار ‪ 4-8‬القيمة االقتصادية لألراضي الرطبة في‬ ‫الفصل ‪ 2‬الغالف الجوي‬
‫‪148‬‬ ‫حوضي نهري مون األوسط وسونجكرام السفلي ‬ ‫اإلطار ‪ 2-1‬استخدام الطاقة في إطار األهداف اإلنمائية‬
‫‪150‬‬ ‫اإلطار ‪ 4-9‬اإلدارة المتكاملة للموارد المائية ‬ ‫‪44‬‬ ‫لأللفية (‪ )MDGs‬‬
‫‪44‬‬ ‫اإلطار ‪ 2-2‬أمثلة الجمود في الموجهات ‬
‫الفصل ‪ 5‬التنوع البيولوجي‬
‫‪52‬‬ ‫اإلطار ‪ 2-3‬خصائص ملوثات الهواء المخلتفة ‬
‫‪160‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-1‬الحياة على كوكب األرض ‬
‫اإلطار ‪ 2-4‬مسائل تلوث الهواء األساسية تكون‬

‫‪xii‬‬
‫‪234‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-17‬الرصاص ‪ -‬قصة نجاح؟ ‬ ‫اإلطار ‪ 5-2‬قيمة التنوع البيولوجي وخدمات‬
‫‪236‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-18‬تهميش المناطق الريفية ‬ ‫‪161‬‬ ‫النظام اإليكولوجي ‬

‫‪238‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-19‬إمداد المياه والصرف الصحي في أرمينيا ‬ ‫‪162‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-3‬االنقراض السادس ‬

‫‪241‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-20‬إمداد الطاقة وأنماط االستهالك ‬ ‫‪163‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-4‬التنوع البيولوجي ألعماق البحار ‬

‫اإلطار ‪ 6-21‬المشاركة اإلقليمية في االتفاقات البيئية‬ ‫‪170‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-5‬الشعب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي ‬
‫‪242‬‬ ‫متعددة األطراف (‪ )MEAs‬العالمية ‬ ‫اإلطار ‪ 5-6‬استعادة شجر القرم لصد أمواج‬
‫‪246‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-22‬التنوع الثقافي‪ ،‬المعرفة التقليدية والتجارة ‬ ‫‪171‬‬ ‫العواصف في فيتنام ‬

‫اإلطار ‪ 6-23‬الكثافة الزراعية في أمريكا الالتينية‬ ‫اإلطار ‪ 5-7‬عزف سريناد االستدامة‪ :‬مكافأة مزارعو البن في‬
‫‪247‬‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي ‬ ‫‪175‬‬ ‫أمريكا الوسطى للممارسات صديقة التنوع البيولوجي ‬

‫اإلطار ‪ 6-24‬تغير المصائد السمكية في النظام‬ ‫اإلطار ‪ 5-8‬مبادرات للتطبيق بواسطة االتفاقات‬
‫‪250‬‬ ‫اإليكولوجي البحري الكبير لتيار هامبولدت ‬ ‫‪175‬‬ ‫البيئية متعددة األطراف للتنوع البيولوجي ‬

‫اإلطار ‪ 6-25‬الصحة وتغير المناخ واستخدام األرض‪:‬‬ ‫‪177‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-9‬التنوع البيولوجي وإمداد الطاقة للفقراء ‬
‫‪252‬‬ ‫عودة نشوء األوبئة ‬ ‫‪177‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-10‬أمثلة آلثار تغير المناخ على األنواع ‬
‫‪255‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-26‬كفاءة استهالك الطاقة تكون منطقية اقتصادي ًا‬ ‫اإلطار ‪ 5-11‬كبار منتجي الوقود الحيوي في‬
‫اإلطار ‪ 6-27‬أنواع الوقود األحفوري وصحة اإلنسان‬ ‫‪178‬‬ ‫‪( 2005‬مليون لتر) ‬
‫‪256‬‬ ‫في شمال أمريكا ‬ ‫اإلطار ‪ 5-12‬المدفوعات من أجل خدمات النظام اإليكولوجي‪:‬‬
‫‪257‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-28‬آثار تغير المناخ المحتملة على صحة اإلنسا ن‬ ‫‪185‬‬ ‫استعادة مستجمع مياه قناة بنما ‬

‫اإلطار ‪ 6-29‬الواليات والمقاطعات والبلديات واألعمال‬ ‫اإلطار ‪ 5-13‬األسئلة األساسية التي تساعد في تفكير أشمل‬
‫‪257‬‬ ‫التي تتخذ إجراء ًا للتعامل مع تغير المناخ ‬ ‫‪186‬‬ ‫للتنوع البيولوجي والحوكمة في تطوير وتنفيذ السياسة ‬

‫اإلطار ‪ 6-30‬الزحف الحضري يهدد التنوع البيولوجي‬ ‫‪187‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-14‬التمكن من المشاركة واالستفادة منها في الهن د‬
‫‪259‬‬ ‫في الواليات المتحدة ‬ ‫‪189‬‬ ‫اإلطار ‪ 5-15‬فجوات المعلومات واحتياجات البحث ‬
‫‪260‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-31‬الزحف الحضري وصحة اإلنسان ‬
‫الفصل ‪ 6‬إدامة مستقبل مشترك‬
‫‪261‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-32‬نقص المياه في غرب أمريكا الشمالية ‬
‫‪202‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-1‬زيادة طلب ‪ -‬تناقص الموارد الطبيعية العالمية ‬
‫اإلطار ‪ 6-33‬مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف‬
‫‪206‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-2‬السياحة المعتمدة على الطبيعة ‬
‫‪262‬‬ ‫والصحة العامة ‬
‫‪208‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-3‬تكرار الجفاف ونطاقه ‬
‫‪264‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-34‬البحيرات العظمى ‬
‫‪210‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-4‬الصحاري والغبار ‬
‫اإلطار ‪ 6-35‬استنفاد المياه الجوفية األحفورية في دول‬
‫‪267‬‬ ‫مجلس التعاون الخليجي ماذا سيحدث بعد نفاد المياه؟ ‬ ‫‪211‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-5‬المعونة الغذائية ‬

‫‪268‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-36‬اآلثار الصحية لتلوث المياه ‬ ‫اإلطار ‪ 6-6‬تحول األرض الرطبة وطائر الكركي المغبب‬
‫‪212‬‬ ‫المهدد باالنقراض ‬
‫‪271‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-37‬تدهور الشعب المرجانية وابيضاضها ‬
‫‪213‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-7‬تغيرات تدفق المياه في نهر زامبيزي ‬
‫اإلطار ‪ 6-38‬اإللغاء التدريجي للبنزين المحتوي‬
‫‪274‬‬ ‫على الرصاص في لبنان ‬ ‫‪213‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-8‬خطط عمل البيئة ‬

‫‪275‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-39‬أول محطة طاقة بالرياح في الخليج ‬ ‫‪214‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-9‬التقدم تجاه األهداف اإلنمائية لأللفية ‬

‫اإلطار ‪ 6-40‬خدمات النظام اإليكولوجي عالمية النطاق‬ ‫اإلطار ‪ 6-10‬تلوث المياه وصحة اإلنسان في جنوب‬
‫‪277‬‬ ‫التي يقدمها اإلقليمان القطبيان الشمالي والجنوبي ‬ ‫‪218‬‬ ‫آسيا وجنوب شرق آسيا ‬

‫اإلطار ‪ 6-41‬من الطحالب إلى الدببة القطبية‪ ،‬يؤثر تغير‬ ‫‪220‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-11‬تغير المناخ وآثاره المحتملة ‬
‫المناخ على نباتات وحيوانات المنطقة القطبية الشمالية‬ ‫نام للصحة‬
‫اإلطار ‪ 6-12‬النفايات اإللكترونية ‪ -‬خطر ٍ‬
‫‪280‬‬ ‫على مستويات عديدة ‬ ‫‪225‬‬ ‫البشرية والبيئية ‬
‫‪281‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-42‬اإلقليمان القطبيان ودوران المحيط ‬ ‫اإلطار ‪ 6-13‬تجمعات بالد أوروبا التي يشار إليها كثير ًا‬
‫‪282‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-43‬الصيادون يتأقلمون على تغير المناخ ‬ ‫‪227‬‬ ‫في هذا الفصل ‬

‫‪285‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-44‬فقد وتفتيت الموطن ‬ ‫اإلطار ‪ 6-14‬كفاءة استهالك الطاقة وإعادة الهيكلة‬
‫‪229‬‬ ‫الصناعية في أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية ‬
‫‪286‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-45‬أهمية رصد وتقييم توزيع ووفرة األنواع ‬
‫اإلطار ‪ 6-15‬االستهالك واإلنتاج المستدامان (‪)SCP‬‬
‫‪288‬‬ ‫اإلطار ‪ 6-46‬البحر األبيض المتوسط‪ :‬اتخاذ نهج متكامل ‬
‫‪231‬‬ ‫وجدول أعمال السياسة البيئية ‬

‫الفصل ‪ 7‬عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬ ‫اإلطار ‪ 6-16‬زيادة الطلب على النقل يتجاوز‬
‫‪304‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-1‬مفهوم العرضة للخطر ‬ ‫‪233‬‬ ‫التحسينات الفنية ‬

‫‪xiii‬‬
‫‪426‬‬ ‫رفاهية اإلنسان ‬ ‫‪308‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-2‬عالم أقل عنفً ا‬
‫‪314‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-3‬العدالة البيئية ‬
‫الفصل ‪ 10‬من الهامش إلى مركزية صنع القرار ‪-‬‬
‫خيارات من أجل العمل‬ ‫اإلطار ‪ 7-4‬التلوث في منطقة فرغانا أوش خوجاند في‬
‫‪320‬‬ ‫آسيا الوسطى ‬
‫‪465‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-1‬نظرة عامة على أهداف السياسة العالمية ‬
‫اإلطار ‪ 7-5‬تحليل األنواع المختلفة لعرضة الخطر في‬
‫‪470‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-2‬االستخدام المرن ألدوات السياسة في النروي ج‬
‫‪323‬‬ ‫األراضي القاحلة ‬
‫‪476‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-3‬البيئة في استعراض اإلنفاق العام لتنزانيا ‬
‫اإلطار ‪ 7-6‬اإلصالح المؤسسي من أجل تخفيف حدة‬
‫‪480‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-4‬المبادئ العشرة إلعالن ريو واتفاقية آرهوس ‬ ‫‪326‬‬ ‫الفقر في األراضي القاحلة ‬
‫‪482‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-5‬األمطار الحمضية ‬ ‫‪327‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-7‬النزاعات على الموارد البحرية ‬
‫‪484‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-6‬الدور المتغير للدولة ‬ ‫‪329‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-8‬الشعوب األصلية للقطب الشمالي ‬
‫اإلطار ‪ 10-7‬رصد تنفيذ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬ ‫اإلطار ‪ 7-9‬متناقضة الموارد‪ :‬عرضة البلدان المصدرة‪،‬‬
‫‪486‬‬ ‫التصحر (‪ )UNCCD‬في النيجر ‬ ‫‪331‬‬ ‫الغنية بالموارد الطبيعية للخطر ‬
‫اإلطار ‪ 10-8‬استخدام األدوات المعتمدة على‬ ‫‪332‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-10‬برنامج اإليثانول في البرازيل ‬
‫‪488‬‬ ‫السوق في أوروبا ‬
‫‪334‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-11‬التأهب للكوارث ورفاهية اإلنسان ‬
‫‪490‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-9‬العائدات الموثقة لالستثمار البيئي ‬
‫اإلطار ‪ 7-12‬السياحة اإليكولوجية‪ :‬سداد تكاليف‬
‫‪491‬‬ ‫اإلطار ‪ 10-10‬إعادة النظر في قيمة المخاطرة ‬ ‫‪335‬‬ ‫السيطرة على األنواع الدخيلة االجتياحية ‬
‫قائمة الجداول‬ ‫اإلطار ‪ 7-13‬توأمة الحماية البحرية وتعويض الموارد في‬
‫الفصل ‪ 1‬البيئة من أجل التنمية‬ ‫‪335‬‬ ‫الحفاظ على الموارد المعتمد على المجتمع في فيجي ‬

‫‪11‬‬ ‫الجدول ‪ 1-1‬الروابط بين البيئة واألهداف اإلنمائية لأللفية ‬ ‫‪336‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-14‬إطار هيوجو من أجل العمل ‬

‫‪31‬‬ ‫الجدول ‪ 1-2‬األدوات االقتصادية والتطبيقات ‬ ‫اإلطار ‪ 7-15‬إبدال المستجمع المائي الصغير بمشاريع‬
‫‪339‬‬ ‫المياه واسعة النطاق ‬
‫‪32‬‬ ‫الجدول ‪ 1-3‬غرض وتطبيق مناهج التقييم المختلفة ‬
‫اإلطار ‪ 7-16‬تزايد العرضة لخطر الكوارث في المناطق‬
‫الفصل ‪ 2‬الغالف الجوي‬ ‫‪342‬‬ ‫المدينية‪ :‬فيضان نيو أورليانز في ‪ 2005‬‬
‫‪45‬‬ ‫ي‬
‫الجدول ‪ 2-1‬االتجاهات وصلة موجهات مسائل الغالف الجو ‬ ‫‪354‬‬ ‫اإلطار ‪ 7-17‬أصوات قوية كثيرة ‪ -‬بناء الروابط ‬
‫الجدول ‪ 2-2‬الترابطات بين تغيرات الحالة في بيئة الغالف‬
‫الفصل ‪ 8‬الترابطات‪ :‬الحوكمة من أجل االستدامة‬
‫‪50‬‬ ‫الجوي واآلثار البيئية واإلنسانية ‬
‫‪369‬‬ ‫اإلطار ‪ 8-1‬دوائر اآلراء في المنطقة القطبية الشمالية ‬
‫الجدول ‪ 2-3‬السياسات المختارة وإجراءات تخفيف‬
‫‪67‬‬ ‫التغير المناخي ‬ ‫اإلطار ‪ 8-2‬خصائص النظام‪ :‬الحدود والتحويالت‬
‫‪370‬‬ ‫ونقاط االنعطاف والجمود ‬
‫الجدول ‪ 2-4‬أحدث األهداف التي حددتها االتفاقات الدولية‬
‫‪72‬‬ ‫للمواد المبتعثة إلى الغالف الجوي ‬ ‫اإلطار ‪ 8-3‬أمثلة لآلليات القومية المستوى التي تعبر‬
‫‪377‬‬ ‫تحديات الحوكمة البيئية ‬
‫الجدول ‪ 2-5‬التقدم من ‪ 1987‬حتى ‪ 2007‬في العوامل‬
‫األساسية لإلدارة الناجحة ألوزون الجزء األعلى من‬ ‫‪378‬‬ ‫اإلطار ‪ 8-4‬المؤسسات واآلليات اإلقليمية ‬
‫‪75‬‬ ‫الغالف الجوي وتغير المناخ وتلوث الهواء ‬ ‫اإلطار ‪ 8-5‬الجريمة اإليكولوجية تستغل ثغرات‬
‫‪380‬‬ ‫األنظمة القانونية ‬
‫الفصل ‪ 3‬األرض‬
‫‪386‬‬ ‫ش‬
‫اإلطار ‪ 8-6‬االستهالك واإلنتاج المستدامان‪ :‬عملية مراك ‬
‫‪85‬‬ ‫الجدول ‪ 3-1‬ضغوط وموجهات تغير استخدام األرض ‬
‫‪387‬‬ ‫اإلطار ‪ 8-7‬إدارة الملف‪ :‬تحليل اآلثار ‬
‫الجدول ‪ 3-2‬استخدام األرض العالمية ‪ -‬المساحات غير‬
‫المتغيرة (آالف كم‪ )2‬واتفاقات ‪2006–1987‬‬ ‫‪388‬‬ ‫اإلطار ‪ 8-8‬إعادة استثمار إيجار المورد‪ :‬حالة بتسوانا ‬
‫‪86‬‬ ‫(آالف كم‪/2‬سنة) ‬ ‫‪390‬‬ ‫اإلطار ‪ 8-9‬أنواع انفصال الحوكمة ‬
‫‪86‬‬ ‫الجدول ‪ 3-3‬الروابط بين تغيرات األرض ورفاهية اإلنسان ‬ ‫اإلطار ‪ 8-10‬القيادة ومنظمات تضييق الفجوات‪ :‬التعاون‬
‫‪91‬‬ ‫الجدول ‪ 3-4‬التقدم نحو إدارة غابات مستدامة ‬ ‫‪391‬‬ ‫بمنهجية من القاعدة للقمة ومن القمة للقاعدة ‬

‫الجدول ‪ 3-5‬النظام اإليكولوجي واستجابات نظام‬ ‫الفصل ‪ 9‬المستقبل اليوم‬


‫‪98‬‬ ‫الزراعة لندرة المياه ‬
‫اإلطار ‪ 9-1‬مقارنة تلك اإلسقاطات المناخية بتقييم الهيئة‬
‫الفصل ‪ 4‬المياه‬ ‫‪417‬‬ ‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (‪ )IPCC‬الرابع ‬

‫الجدول ‪ 4-1‬الترابطات بين تغيرات الحالة في بيئة المياه‬ ‫‪421‬‬ ‫اإلطار ‪ 9-2‬نقص المياه ‬
‫‪123‬‬ ‫واآلثار البيئية واإلنسانية ‬ ‫‪423‬‬ ‫اإلطار ‪ 9-3‬تعريف وقياس التنوع البيولوجي ‬
‫الجدول ‪ 4-2‬ارتفاع مستوى البحر المرصود‪ ،‬واإلسهامات‬ ‫اإلطار ‪ 9-4‬السيطرة على أثر التغير البيئي على‬

‫‪xiv‬‬
‫‪428‬‬ ‫السيناريوهات ‬ ‫‪125‬‬ ‫المقدرة من المصادر المختلفة ‬
‫‪131‬‬ ‫الجدول ‪ 4-3‬آثار السحب المفرط للمياه الجوفية ‬
‫الفصل ‪ 10‬من الهامش إلى مركزية صنع القرار ‪-‬‬
‫خيارات من أجل العمل‬ ‫الجدول ‪ 4-4‬الترابطات بين تغيرات الحالة في األنظمة‬
‫‪138‬‬ ‫اإليكولوجية المائية واآلثار البيئية واإلنسانية ‬
‫‪468‬‬ ‫الجدول ‪ 10-1‬تصنيف أدوات السياسة البيئية ‬
‫الجدول ‪ 4-5‬االستجابات المختارة لمسائل المياه‬
‫الجدول ‪ 10-2‬األهداف الكمية لسياسة خفض االستهالك‬
‫‪152‬‬ ‫المطروحة في هذا الفصل ‬
‫وإعادة االستخدام وإعادة التدوير اليابانية لألعوام‬
‫‪473‬‬ ‫‪ 2000-2010‬‬
‫الفصل ‪ 5‬التنوع البيولوجي‬
‫الجدول ‪ 5-1‬اآلثار الواقعة على التنوع البيولوجي بسبب‬
‫الضغوط الكبرى والتأثيرات المصاحبة على خدمات‬
‫‪169‬‬ ‫النظام اإليكولوجي ورفاهية اإلنسان ‬
‫الجدول ‪ 5-2‬فوائد التنوع البيولوجي للزراعة من خالل‬
‫‪172‬‬ ‫خدمات النظام اإليكولوجي ‬
‫‪179‬‬ ‫ي‬
‫الجدول ‪ 5-3‬مصادر الطاقة وآثارها على التنوع البيولوج ‬
‫‪183‬‬ ‫الجدول ‪ 5-4‬آثار فقد التنوع الثقافي ‬

‫الفصل ‪ 6‬إدامة مستقبل مشترك‬


‫الجدول ‪ 6-1‬المسائل األولية اإلقليمية األساسية المختارة‬
‫‪203‬‬ ‫من أجل تقرير توقعات البيئة العالمية ‪ )GEO-4( 4‬‬
‫الجدول ‪ 6-2‬البلدان األفريقية التي أثر التملح في ‪ 5‬في المائة أو‬
‫‪209‬‬ ‫أكثر من أراضيها ‬
‫الجدول ‪ 6-3‬التكاليف الصحية واالقتصادية للجسيمات‬
‫‪217‬‬ ‫أقل من ‪ 10‬ميكرون لمدن مختارة ‬
‫‪221‬‬ ‫ي‬
‫الجدول ‪ 6-4‬التغير في مساحة القرم حسب اإلقليم الفرع ‬
‫‪221‬‬ ‫ي‬
‫الجدول ‪ 6-5‬األنواع المهددة باالنقراض حسب اإلقليم الفرع ‬
‫الجدول ‪ 6-6‬إقرار البلدان غير األعضاء في االتحاد‬
‫‪234‬‬ ‫األوروبي (‪ )EU‬لمعايير انبعاثات عوادم المركبات األوروبي ة‬
‫الجدول ‪ 6-7‬الفوائد المتوقعة الستراتيجية الفكرة الرئيسية‬
‫‪235‬‬ ‫لالتحاد األوروبي (‪ )EU‬لتلوث الهواء ‬
‫الجدول ‪ 6-8‬التهديدات الرئيسية للتنوع البيولوجي المعلنة‬
‫‪237‬‬ ‫في كامل إقليم أوروبا ‬

‫الفصل ‪ 7‬عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫الجدول ‪ 7-1‬األعباء المقدرة التي يمكن نسبتها وتجنبها‬
‫‪307‬‬ ‫لعوامل الخطر العشرة الرئيسية المختارة ‬
‫الجدول ‪ 7-2‬نظرة عامة على النماذج األصلية المحللة من‬
‫‪318‬‬ ‫أجل تقرير توقعات البيئة العالمية ‪ )GEO-4( 4‬‬
‫‪338‬‬ ‫الجدول ‪ 7-3‬بعض نتائج بحث اللجنة العالمية للسدود ‬
‫الجدول ‪ 7-4‬الروابط بين العرضة للخطر وتحقيق األهداف‬
‫اإلنمائية لأللفية‪ ،‬وفرص تقليل العرضة للخطر وتحقيق‬
‫‪345‬‬ ‫األهداف اإلنمائية لأللفية ‬

‫الفصل ‪ 8‬الترابطات‪ :‬الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫الجدول ‪ 8-1‬توصيات من بعض عمليات إصالح‬
‫‪383‬‬ ‫الحوكمة البيئية لألمم المتحدة الحديثة ‬

‫الفصل ‪ 9‬المستقبل اليوم‬


‫الجدول ‪ 9-1‬األسئلة األساسية المرتبطة بافتراضات‬
‫‪403‬‬ ‫السيناريو ‬
‫الجدول ‪ :9-2‬التقدم في األهداف اإلنمائية لأللفية عبر‬

‫‪xv‬‬
‫املقدمة‬
‫بتفاوت من التلوث والكوارث‪ .‬فالموارد الطبيعية واألنظمة اإليكولوجية‬
‫تدعم جميع آمالنا في عالم أفضل‪.‬‬

‫الطاقة وتغير المناخ‬


‫إن مسائل الطاقة والمناخ يمكن أن يكون لها تأثير مستقبلي على‬
‫السالم واألمن‪ .‬وهذا األمر حقيقي في األقاليم العرضة للخطر التي‬
‫تواجه ضغوط ًا متعددة في الوقت نفسه ‪ -‬النزاع الموجود من قبل‬
‫والفقر وانعدام العدالة في توفير الموارد والمؤسسات الضعيفة وانعدام‬
‫األمن الغذائي وحدوث أمراض مثل متالزمة نقص المناعة المكتسبة‪/‬‬
‫فيروس نقص المناعة البشرية (اإليدز)‪.‬‬

‫علينا أن نبذل المزيد من أجل استخدام وتنمية مصادر طاقة متجددة‪.‬‬


‫كما أن الكفاءة األكبر في استهالك الطاقة هي أيض ًا أمر حيوي‪ .‬وكذلك‬
‫األمر بالنسبة لتكنولوجيات الطاقة األنظف‪ ،‬التي تشمل الوقود‬
‫األحفوري المتقدم وتكنولوجيات الطاقة المتجددة‪ ،‬التي يمكن أن تقدم‬
‫فرص عمل وتدعم التنمية الصناعية وتقلل تلوث الهواء وتساعد في‬
‫تخفيف حدة انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪ .‬إنه أمر عاجل يتطلب‬
‫عال‪ .‬فأثره الواسع ال يقتصر‬
‫ال ومنسق ًا وعلى مستوى ٍ‬
‫انتباها متواص ً‬
‫فقط على البيئة ولكن أيض ًا يمتد إلى التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫ويحتاج إلى دراسته في سياق التنمية المستدامة‪ .‬ويجب أن يكون محط‬
‫اهتمام جميع البلدان‪ ،‬الغنية والفقيرة‪.‬‬ ‫قليل من المسائل العالمية أكثر أهمية من البيئة وتغير المناخ‪ .‬ومنذ أن‬
‫توليت مهام منصبي‪ ،‬أكدت على نحو متواصل على أخطار االحترار‬
‫الطاقة وتغير المناخ والتنمية الصناعية وتلوث الهواء بنود حاسمة‬ ‫العالمي والتدهور البيئي وفقد التنوع البيولوجي واحتمال تنامي‬
‫يتضمنها جدول األعمال الدولي‪ .‬وتناولها في إطار متناغم يوفر فرص‬ ‫النزاعات بسبب التنافس على الموارد الطبيعية المتضائلة مثل المياه ‪-‬‬
‫نفع كثيرة لجميع المشاركين ويكون حاسم ًا للتنمية المستدامة‪ .‬نحن‬ ‫وهي الموضوعات التي تناولها بالتحليل تقرير التوقعات البيئية‬
‫نحتاج إلى اتخاذ إجراء مشترك على نطاق عالمي لتناول تغير المناخ‪.‬‬ ‫العالمية‪ .)GEO-4( 4-‬والتعامل مع تلك المسائل هو الحتمية األخالقية‬
‫وهناك خيارات سياسة وخيارات تكنولوجية كثيرة متاحة لتناول األزمة‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية الكبرى لوقتنا هذا‪.‬‬
‫المحدقة‪ ،‬ولكننا نحتاج إلى اإلرادة السياسية لكي ننتهزها‪ .‬وأنا أطلب‬
‫منكم االنضمام إلى المعركة ضد تغير المناخ‪ .‬وإذا لم نتحرك‪ ،‬فإن‬ ‫البيئة‬
‫التكلفة الحقيقية لفشلنا ستتحملها األجيال الالحقة‪ ،‬بداية من جيلكم‪.‬‬ ‫إن التغير البيئي السريع يحيط بنا‪ .‬والمثل األكثر وضوح ًا على ذلك هو‬
‫وستكون إرث ًا جائراً؛ يجب علينا جميع ًا أن نتكاتف لكي نتفاداه‪.‬‬ ‫تغير المناخ‪ ،‬الذي سيكون واحد ًا من أهم أولوياتي كسكرتير عام‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬ليس ذلك بالتهديد الوحيد‪ .‬فهناك سحب كثيرة أخرى في األفق‪،‬‬
‫التنوع البيولوجي‬ ‫منها نقص المياه وتدهور األرض وفقد التنوع البيولوجي‪ .‬وهذا االعتداء‬
‫التنوع البيولوجي هو أساس الحياة على األرض وأحد دعامات التنمية‬ ‫على البيئة العالمية يهدد بتقويض أوجه التقدم الكثيرة التي أحرزها‬
‫المستدامة‪ .‬وما لم نحافظ على التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام‬ ‫المجتمع اإلنساني في العقود الحديثة‪ .‬وهو يضعف حربنا ضد الفقر‪.‬‬
‫له‪ ،‬فإننا لن نحقق األهداف اإلنمائية لأللفية‪ .‬فالحفاظ على التنوع‬ ‫بل ويمكن أن يعرض السالم واألمن الدوليين للخطر‪.‬‬
‫البيولوجي واستخدامه المستدام عنصر أساسي ألي استراتيجية‬
‫للتكيف مع تغير المناخ‪ .‬ومن خالل اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية‬ ‫إن هذه المسائل تتجاوز الحدود‪ .‬ولذا‪ ،‬فإن حماية البيئة العالمية يفوق‬
‫إطار عمل األمم المتحدة بشأن تغير المناخ‪ ،‬فإن المجتمع الدولي ملتزم‬ ‫طاقة بلدان بمفردها‪ .‬ولن يكفيها سوى العمل الدولي المخطط والمنسق‪.‬‬
‫بالحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة تغير المناخ‪ .‬واالستجابة‬ ‫فالعالم يحتاج لنظام متماسك لحوكمة بيئية دولية‪ .‬ونحن نحتاج إلى‬
‫العالمية لتلك التحديات تحتاج إلى التحرك بسرعة أكبر وعزم أكبر على‬ ‫التركيز بوجه خاص على احتياجات الفقراء‪ ،‬الذين يعانون بالفعل‬

‫‪xvi‬‬
‫الصناعة‬ ‫كافة المستويات ‪ -‬العالمية والقومية والمحلية‪ .‬ومن أجل األجيال الحالية‬
‫تتقبل الشركات بسرور‪ ،‬على نحو متزايد‪ ،‬االتفاق العالمي ليس ألنه‬ ‫والقادمة‪ ،‬يجب أن نحقق أهداف تلك األدوات التاريخية‪.‬‬
‫يؤدي إلى عالقات عامة جيدة أو ألنهم دفعوا ثمن ًا الرتكاب أخطاء‪ .‬إنهم‬
‫يفعلون ذلك ألنه في عالمنا المتوقف كله على بعض‪ ،‬ال تستطيع قيادة‬ ‫المياه‬
‫األعمال أن تستدام دون أن تظهر دور ًا قيادي ًا في المسائل البيئية‬ ‫إن حالة المياه في العالم مازالت هشة وأصبحت الحاجة إلى نهج‬
‫واالجتماعية والحوكمية‪.‬‬ ‫متكامل ومستدام إلدارة الموارد المائية أكثر إلحاح ًا من ذي قبل‪.‬‬
‫فاإلمدادات المتاحة تخضع لتهديد كبير نتيجة االزدياد الكبير للتلوث‪،‬‬
‫وأنماط االستهالك غير المستدام وممارسات اإلدارة الرديئة والتلوث‬
‫واالستثمار غير الكافي في البنية التحتية والكفاءة المنخفضة في‬
‫استخدام المياه‪ .‬والمرجح أن الفجوة بين عرض وطلب المياه ستتسع‬
‫على نحو أكبر‪ ،‬مهددة التنمية االقتصادية واالجتماعية واالستدامة‬
‫البيئية‪ .‬وستكون لإلدارة المتكاملة للموارد المائية أهمية حاسمة في‬
‫التغلب على ندرة المياه‪ .‬لقد ساعدت األهداف اإلنمائية لأللفية في إلقاء‬
‫بان كي‪-‬مون‬ ‫الضوء على أهمية توفير إمدادات مياه شرب آمنة وصرف صحي كاف‪،‬‬
‫األمين العام لألمم المتحدة‬ ‫األمران اللذان يفصالن على نحو ال يمكن إنكاره الشعوب التي تعيش‬
‫مقر األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪،‬‬ ‫حياة صحية ومنتجة عن تلك التي تعيش في فقر وأكثر عرضة لخطر‬
‫تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪2007‬‬ ‫أمراض عديدة تهدد حياتهم‪ .‬إن إحراز النجاح بشأن جدول أعمال‬
‫المياه والصرف الصحي العالمي أمر حاسم الجتثاث الفقر وتحقيق‬
‫األهداف اإلنمائية األخرى‪.‬‬

‫‪xvii‬‬
‫متهيد‬
‫المقابلة بشأن تغير المناخ أكثر من نواح كثيرة‪ .‬فقد توقفت الهيئة‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (‪ )IPCC‬عند علم ما إذا كانت‬
‫أنشطة اإلنسان تؤثر على الغالف الجوي ووضحت اآلثار المحتملة ‪-‬‬
‫اآلثار التي ليست في مستقبل بعيد ولكن ضمن عمر جيلنا‪.‬‬

‫إن التحدي اآلن ليس ما إذا كان تغير المناخ يحدث أو ما إذا كان‬
‫يجب التعامل معه‪ .‬بل التحدي اآلن هو جمع ‪ 190‬أمة مع ًا في قضية‬
‫مشتركة‪ .‬ولن تكون الجائزة مجرد خفض في انبعاثات غازات االحتباس‬
‫الحراري‪ ،‬ولكنها عودة االلتزام الشامل بأهداف جوهرية ومبادئ للتنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬

‫وبالنسبة لتغير المناخ‪ ،‬فإنه بطبيعته ال يمكن تقسيمه إلى حقائب وزارية‬
‫أو مدخل أحادي الخط في خطط عمل المؤسسات أو مجال وحيد‬
‫لتفعيل المنظمات غير الحكومية‪ .‬تغير المناخ‪ ،‬رغم أنه بالتأكيد مسألة‬
‫بيئية إال أنه أيض ًا تهديد بيئي يؤثر على كل وجه من أوجه حياة‬
‫الحكومة والعامة ‪ -‬من المالية والتخطيط إلى الزراعة والصحة‬
‫والتوظيف والنقل‪.‬‬

‫وإذا كان التعامل مع وجهي عملة المناخ كليهما ممكن ًا ‪ -‬تخفيض‬


‫االنبعاثات والتكيف ‪ -‬عندئذ ربما يمكن تناول تحديات استدامة أخرى‬
‫على نحو شامل ومتماسك وضمن منظور بعيد األمد وليست بالطرق‬ ‫توقعات البيئة العالمية‪ :‬نُشر تقرير التنمية من أجل البيئة (‪ )GEO-4‬في عام ربما‬
‫المجزأة والتدريجية وقصيرة النظر‪.‬‬ ‫يبرهن على أنه استثنائي ‪ -‬عام واجهت فيه البشرية تدهور ًا بيئي ًا بالغ‬
‫المدى وسريع الخطى بإحساس جديد من الواقعية واألمانة يناغمهما‬
‫يحدد تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬االختيارات‬ ‫عمل حازم وحاسم وفوق كل ذلك خيالي‪.‬‬
‫المتاحة لصانعي القرار عبر مجال التحديات البيئية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬المعروفة والناشئة معاً‪ .‬وهو ال يحدد فقط القيمة‬ ‫فهو يلقي الضوء على التغيرات البيئية غير المسبوقة التي نواجهها اليوم‬
‫الضخمة بالتريليون دوالر لألنظمة اإليكولوجية لألرض والمنتجات‬ ‫ويجب أن نتناولها معاً‪ .‬تلك التغيرات تتضمن تغير المناخ وتدهور‬
‫والخدمات التي توفرها‪ ،‬ولكن أيض ًا يؤكد على الدور المركزي للبيئة من‬ ‫األرض وانهيار المصائد السمكية وفقد التنوع البيولوجي وظهور‬
‫أجل التنمية ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫األمراض واألوبئة‪ ،‬ضمن أشياء أخرى‪ .‬وكمجتمع‪ ،‬فإننا مسئولون عن‬
‫التعامل مع تلك التغيرات وتحديات التنمية التي نواجهها‪ .‬واالنطالقة‬
‫إن العام ‪ 2007‬هام جد ًا أيض ًا ألنه الذكرى العشرون لتقرير اللجنة‬ ‫التي تدفع البلدان والمجتمعات نحو إعادة اكتشاف المسئولية الجماعية‬
‫العالمية للبيئة والتنمية‪ ،‬مستقبلنا المشترك‪ .‬فهو يبشر بأن المهندس‬ ‫هي التحدي الذي يلقي بظالله أكثر على هذا الجيل‪ :‬تغير المناخ‪.‬‬
‫الرئيسي للتقرير وشخص له فضل تعميم مصطلح التنمية المستدامة‬
‫كرئيس للجنة ‪ -‬رئيس وزراء النرويج السابق جرو هارلم برونتالند ‪ -‬هو‬ ‫هناك استحالة في أن تنظم طاقة استيعاب البشرية شئونها بطريقة‬
‫أحد ثالثة مبعوثين خاصين للمناخ عينهم هذا العام األمين العام لألمم‬ ‫مستقرة ومستدامة إذا ُسمح لغازات االحتباس الحراري أن تتزايد دون‬
‫المتحدة بان كي‪-‬مون‪.‬‬ ‫سيطرة‪ .‬كما أن محاوالت تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية المرتبطة‬
‫بالفقر والمياه وغيرها من المسائل األساسية ربما تفشل بدون عمل‬
‫إن تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬هو مثال حي‬ ‫سريع ومستدام نحو إزالة الكربون من االقتصاديات‪.‬‬
‫للتعاون الدولي في أفضل صوره‪ .‬فقد شارك حوالي ‪ 400‬عالم وصانع‬
‫قرار وأكثر من مركز متعاون لتوقعات البيئة العالمية ومؤسسات شريكة‬ ‫يكمن االختالف بين تقرير التوقعات البيئية العالمية (‪ )GEO‬هذا‬
‫أخرى من جميع أنحاء العالم في التقييم وكثير منهم تطوعوا بوقتهم‬ ‫والتقرير الثالث‪ ،‬الصادر في ‪ ،2002‬في أن االدعاءات واالدعاءات‬

‫‪xviii‬‬
‫وخبرتهم‪ .‬وأنا أريد أن أشكرهم على إسهامهم الضخم‪.‬‬

‫كما أريد أن أشكر حكومات بلجيكا والنرويج وهولندا والسويد لدعمهم‬


‫المالي لتقييم تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬الذي ال‬
‫يثمن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في تمويل االجتماعات العالمية واإلقليمية‬
‫وعملية مراجعة النظير التي قام بها ‪ 1000‬خبير تمت دعوتهم‪ .‬كما‬
‫أتوجه بشكري إلى المجموعة االستشارية رفيعة المستوى لتقرير‬
‫توقعات البيئة العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬التي قدم أعضاؤها خبرتهم في‬
‫السياسة والعلمية التي ال تقدر بثمن‪.‬‬

‫أشيم شتينر‬
‫وكيل األمين العام لألمم المتحدة والمدير التنفيذي‪ ،‬برنامج األمم‬
‫المتحدة للبيئة‬

‫‪xix‬‬
‫دليل القارئ‬
‫اإلنسان‪ .‬ويقدم توقعات للمستقبل وخيارات سياسة لتناول المسائل‬ ‫يضع تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع‪ :‬البيئة من أجل التنمية‬
‫البيئية الموجودة والناشئة‪ .‬فيما يلي أبرز النقاط لكل فصل‪:‬‬ ‫(‪ )GEO-4‬التنمية المستدامة في لب التقييم وخاصة المسائل التي‬
‫تتعامل مع العدالة ضمن وبين األجيال‪ .‬وتتضمن التحليالت الحاجة إلى‬
‫الفصل ‪ :1‬البيئة من أجل التنمية ‪ -‬يفحص تطور المسائل منذ أن‬ ‫تقييم المنتجات والخدمات البيئية وفائدته‪ ،‬ودور مثل تلك الخدمات في‬
‫بسط مستقبلنا المشترك "التنمية المستدامة" مبرز ًا التطورات المؤسسية‬
‫َّ‬ ‫تحسين التنمية ورفاهية اإلنسان‪ ،‬وتقليل عرضة اإلنسان لخطر التغير‬
‫والتغيرات المفاهيمية في الفكر منذ ذلك الحين‪ ،‬وأيض ًا االتجاهات‬ ‫البيئي‪ .‬والخط القاعدي الزمني لتقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع‬
‫البيئية واالجتماعية واالقتصادية الهامة وتأثيرها على رفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫(‪ )GEO-4‬هو ‪ ،1987‬العام الذي نشرت فيه اللجنة العالمية للبيئة‬
‫والتنمية (‪ )WCED‬تقريرها األصلي‪ ،‬مستقبلنا المشترك‪ .‬تشكلت لجنة‬
‫الفصل ‪ :2‬الغالف الجوي – يلقي الضوء على كيفية تأثير مسائل الغالف‬ ‫برونتالند عام ‪ ،1983‬بموجب قرار الجمعية العمومية لألمم المتحدة‬
‫الجوي على رفاهية اإلنسان والبيئة‪ .‬فتغير المناخ أصبح التحدي األكبر‬ ‫رقم ‪ 38/161‬لدراسة التحديات الخطيرة للبيئة والتنمية‪ .‬وقد تشكلت‬
‫الذي يواجه اإلنسانية اليوم‪ .‬كما يبرز مسائل الغالف الجوي األخرى‪،‬‬ ‫في وقت تزايدت فيه الضغوط بشكل غير مسبوق على البيئة العالمية‬
‫مثل نوعية الهواء واستنفاد طبقة األوزون‪.‬‬ ‫وعندما كانت التنبؤات الخطيرة بشأن مستقبل اإلنسان توشك أن‬
‫تصبح مألوفة‪.‬‬
‫الفصل ‪ :3‬األرض – يتناول مسائل األرض التي حددتها المجموعات‬
‫اإلقليمية لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬ويلقي الضوء على أن ضغوط‬ ‫يمثل العام ‪ 2007‬معلم ًا هام ًا في إبراز ما تحقق في مجال التنمية‬
‫مطالب اإلنسان على موارد األرض هي سبب تدهور األرض‪ .‬والعناصر‬ ‫المستدامة وتسجيل الجهود ‪ -‬من المحلية إلى العالمية ‪ -‬للتعامل مع‬
‫األكثر ديناميكية لتغير استخدام األرض هي التغيرات بعيدة المدى في غطاء‬ ‫التحديات البيئية المتنوعة‪ .‬وبحلوله يكون قد مضى‪:‬‬
‫الغابات وتركيبتها وتوسعة وتكثيف األرض الزراعية والتنمية الحضرية‪.‬‬ ‫‪ n‬عشرون عام ًا منذ إطالق مستقبلنا المشترك‪ ،‬الذي حدد التنمية‬
‫المستدامة كبرنامج عمل للتعامل مع التحديات المترابطة للبيئة‬
‫الفصل ‪ :4‬المياه – يستعرض الضغوط التي تسبب التغيرات في حالة‬ ‫والتنمية‪.‬‬
‫بيئة مياه األرض في سياق الموجهات العالمية واإلقليمية‪ .‬فهو يصف‬ ‫‪ n‬عشرون عام ًا منذ أن أقر مجلس حوكمة برنامج األمم المتحدة‬
‫الحالة واالتجاهات في التغيرات في بيئة المياه‪ ،‬بما في ذلك أنظمتها‬ ‫للبيئة "المنظور البيئي للعام ‪ 2000‬وما وراؤه"‪ ،‬لتطبيق نتائج‬
‫اإليكولوجية ومخزوناتها من األسماك‪ ،‬مركز ًا على العشرين عام ًا‬ ‫دراسات اللجنة العالمية للبيئة والتنمية ووضع العالم على مسار‬
‫الماضية وآثارها على التغيرات في البيئة ورفاهية اإلنسان على‬ ‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫المستويين المحلي والعالمي‪.‬‬ ‫‪ n‬خمسة عشر عام ًا منذ أن أقرت القمة العالمية للبيئة والتنمية (قمة‬
‫األرض في ريو)‪ ،‬جدول أعمال القرن ‪ ،21‬الذي يوفر األساس‬
‫الفصل ‪ :5‬التنوع البيولوجي – يلقي الضوء على التنوع البيولوجي‬ ‫الذي تبنى عليه العدالة ضمن وبين األجيال‪.‬‬
‫كدعامة أساسية للتنمية المستدامة إيكولوجياً‪ ،‬ويقدم تركيب ًا ألخر‬ ‫‪ n‬خمسة أعوام منذ انعقاد القمة العالمية للتنمية المستدامة‬
‫معلومات حالة واتجاهات التنوع البيولوجي العالمي‪ .‬كما يربط‬ ‫(‪ )WSSD‬في ‪ ،2002‬التي أقرت خطة تنفيذ جوهانسبرج‪.‬‬
‫االتجاهات في التنوع البيولوجي بنتائج التنمية المستدامة في عدد من‬
‫المجاالت األساسية‪.‬‬ ‫كما أن العام ‪ 2007‬هو نقطة منتصف الطريق لتنفيذ بعض أهداف‬
‫التنمية التي أقرت دولياً‪ ،‬بما في ذلك األهداف اإلنمائية لأللفية‬
‫الفصل ‪ :6‬إدامة مستقبل مشترك – يحدد ويحلل المسائل البيئية ذات‬ ‫(‪ .)MDGs‬وقد تناول التقرير تلك المسائل وغيرها بالتحليل‪.‬‬
‫األولوية بين ‪ 1987-2007‬لكل واحد من أقاليم التوقعات البيئية‬
‫العالمية السبعة‪ :‬أفريقيا‪ ،‬آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬أوروبا‪ ،‬أمريكا‬ ‫إن تقرير التقييم ‪ GEO-4‬هو نتاج عملية استشارية هيكلية ومدروسة‪،‬‬
‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‪ ،‬شمال أمريكا‪ ،‬غرب آسيا واإلقليمان‬ ‫وهي موجزة في نهاية هذا التقرير‪ .‬يضم تقرير ‪ 10 GEO-4‬فصول‪،‬‬
‫القطبيان الشمالي والجنوبي‪ .‬ويشير الفصل إلى أنه للمرة األولى منذ‬ ‫تقدم نظرة عامة على االتجاهات االجتماعية واالقتصادية العالمية وحالة‬
‫نشر سلسلة تقارير التوقعات البيئية العالمية (‪ )GEO‬في ‪ ،1997‬تقر‬ ‫واتجاهات البيئات العالمية واإلقليمية خالل العقدين الماضيين‪ ،‬إضافة‬
‫األقاليم السبعة تغير المناخ كمسألة هامة‪.‬‬ ‫إلى األبعاد اإلنسانية لتلك التغيرات‪ .‬وهو يلقي الضوء على ترابطات‬
‫وأيض ًا تحديات التغير البيئي والفرص التي توفرها البيئة لرفاهية‬

‫‪xx‬‬
‫األنظمة اإليكولوجية إلى تغطية البيئة بالكامل والتفاعل مع المجتمع‪.‬‬ ‫الفصل ‪ :7‬عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص – يحدد‬
‫ويحاول إطار العمل عكس العناصر األساسية للعقدة والسلسلة تعددية‬ ‫التحديات والفرص لتحسين رفاهية اإلنسان من خالل تحليالت العرضة‬
‫األبعاد والمكانية والزمانية للسبب والتأثير التي تصور التفاعل بين‬ ‫للخطر لبعض األنظمة والمجموعات البيئية في المجتمع بسبب التغيرات‬
‫المجتمع والبيئة‪ .‬إن إطار عمل تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع‬ ‫البيئية واالجتماعية‪-‬االقتصادية‪ .‬لقد تنامى تصدير واستيراد عرضة‬
‫(‪ )GEO-4‬عام ومرن ويدرك أن وجود فكرة رئيسية محددة وتركيز‬ ‫اإلنسان للخطر كنتيجة لالستهالك العالمي الضخم وزيادة الفقر والتغير‬
‫جغرافي ربما يتطلب إطار عمل محدد ومخصص‪.‬‬ ‫البيئي‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬فإن إطار عمل تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع (‪)GEO-4‬‬ ‫الفصل ‪ :8‬الترابطات‪ :‬حوكمة االستدامة – يقدم تقييم ًا للترابطات‬
‫المفاهيمي (الشكل ‪ )1‬يسهم في فهم المجتمع المحسن للروابط بين‬ ‫ضمن وبين مكونات الطبيعيات األحيائية لنظام األرض والتغير البيئي‬
‫البيئة والتنمية ورفاهية اإلنسان والعرضة لخطر التغير البيئي‪ .‬ويضع‬ ‫وتحديات التنمية التي تواجه المجتع اإلنساني وأنظمة الحوكمة التي‬
‫إطار العمل‪ ،‬مع البيئة‪ ،‬المسائل االجتماعية والقطاعات االقتصادية في‬ ‫طورت من أجل التعامل مع مثل تلك التحديات‪ .‬تلك العناصر مترابطة‬
‫فئة "اآلثار" وليس مجرد وضعها حصري ًا في فئتي "الموجهات" أو‬ ‫من خالل تفاعالت وآراء نظامية مهمة وموجهات وسياسة وتعاونات‬
‫"الضغوط" (الشكل ‪ .)1‬وخصائص العناصر األساسية إلطار العمل‬ ‫تكنولوجيا ومقايضات‪ .‬وقد تكون المنهجيات المرنة والتعاونية والقائمة‬
‫التحليلي لتقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬مشروحة‬ ‫على التعلم متجاوبة ومتكيفة أكثر مع التغير ومن ثم‪ ،‬قادرة على تعامل‬
‫أدناه‪.‬‬ ‫أفضل مع تحديات ربط البيئة بالتنمية‪.‬‬

‫الموجهات‬ ‫الفصل ‪ :9‬المستقبل اليوم ‪ -‬يبني على الفصول السابقة بتقديم أربعة‬
‫يشار إحيان ًا إلى الموجهات على أنها الموجهات غير المباشرة أو‬ ‫سيناريوهات حتى العام ‪ - 2050‬األسواق أوال ً‪ ،‬السياسة أوال ً‪ ،‬األمن أوال ً‬
‫الضمنية أو القوى الدافعة‪ .‬وهي تشير إلى العمليات األساسية في‬ ‫واالستدامة أوال ً – التي تستكشف كيف يمكن أن تنتشر االتجاهات‬
‫المجتمع‪ ،‬التي توجه األنشطة ذات األثر المباشر على البيئة‪ .‬تشمل‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والبيئية الحالية وماذا يعني ذلك للبيئة ورفاهية‬
‫الموجهات األساسية‪ :‬الديموغرافيات؛ أنماط االستهالك واإلنتاج؛‬ ‫اإلنسان‪ .‬فالسيناريوهات تفحص منهجيات سياسة واختيارات مجتمعية‬
‫االبتكار العلمي والتكنولوجي؛ الطلب االقتصادي؛ األسواق والتجارة؛‬ ‫مختلفة‪ .‬وهي مقدمة باستخدام حبكة قصصية وبيانات كمّية على‬
‫أنماط التوزيع؛ أطر العمل المؤسسية واالجتماعية‪-‬السياسية وأنظمة‬ ‫المستويين العالمي واإلقليمي معاً‪ .‬والكثير من التغيرات البيئية تختلف‬
‫القيمة‪ .‬وتختلف خصائص وأهمية كل موجه جوهري ًا من إقليم آلخر‪،‬‬ ‫درجته على مدار النصف القرن القادم عبر السيناريوهات كنتيجة‬
‫ال في مجال ديناميكيات السكان‪،‬‬
‫وضمن األقاليم وضمن وبين األمم‪ .‬مث ً‬ ‫لالختالفات في منهجيات السياسة واالختيارات المجتمعية‪.‬‬
‫فإن معظم البلدان النامية مازالت تواجه نمو ًا سكاني ًا بينما البلدان‬
‫المتقدمة يواجهها سكان ال يتغيرون وشائخون‪ .‬وطلب الموارد من‬ ‫الفصل ‪ 10‬من الهامش إلى مركزية صنع القرار ‪ -‬اختيارات من أجل‬
‫الناس يؤثر على التغير البيئي‪.‬‬ ‫العمل ‪ -‬يناقش المشاكل البيئية الرئيسية التي أبرزتها الفصول السابقة‬
‫ويصنفها عبر تسلسل من مشاكل لها حلول مختبرة إلى مشاكل تنشأ‬
‫الضغوط‬ ‫لها حلول‪ .‬كما يصف كفاية استجابات السياسة الحالية والعقبات‬
‫تشمل الضغوط األساسية‪ :‬انبعاثات المواد التي ربما تأخذ شكل‬ ‫الممكنة أمام صياغة وتنفيذ أكثر فعالية للسياسة‪ .‬ثم يوجز تحديات‬
‫ملوثات أو نفايات؛ المدخالت الخارجية مثل األسمدة والكيماويات‬ ‫السياسة المستقبلية مشير ًا إلى الحاجة إلى منهجية بمسارين‪ :‬نشر‬
‫والري؛ استخدام األرض؛ استخراج الموارد؛ وتغير وحركة الكائنات‬ ‫السياسات التي ثبت أنها تنجح مع المشاكل البيئية التقليدية في‬
‫الحية‪ .‬وقد توجه تدخالت اإلنسان نحو التسبب في تغير بيئي مرغوب‬ ‫األقاليم المتباطئة والبدء في معالجة المشاكل البيئية الناشئة من خالل‬
‫مثل استخدام األرض أو ربما تكون نتيجة ثانوية مقصودة أو غير‬ ‫إصالحات هيكلية لألنظمة االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫مقصودة ألنشطة بشرية أخرى‪ ،‬مثالً‪ ،‬التلوث‪ .‬وقد تختلف خصائص‬
‫وأهمية كل ضغط من إقليم آلخر ولكن هناك غالب ًا تآلف ًا من الضغوط‬ ‫تقييم تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬‬
‫الذي يؤدي إلى التغير البيئي‪ .‬مثالً‪ ،‬تغير المناخ هو نتيجة انبعاثات‬ ‫إطار عمل تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬المفاهيمي‬
‫غازات االحتباس الحراري المختلفة وممارسات إزالة األشجار‬ ‫يستخدم تقييم تقرير التوقعات البيئية العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬إطار‬
‫واستخدام األرض‪ .‬أيضاً‪ ،‬تختلف قدرة إنشاء ونقل الضغوط البيئية‬ ‫الموجهات ‪ -‬الضغوط ‪ -‬الحالة ‪ -‬اآلثار ‪ -‬االستجابات (‪ )DPSIR‬في‬
‫على بيئة مجتمعات أخرى من إقليم آلخر‪ .‬فالمجتمعات الغنية ذات‬ ‫تحليل التفاعل بين التغير البيئي على مدار العقدين الماضيين وأيض ًا‬
‫مستويات اإلنتاج واالستهالك والتجارة العالية تميل إلى اإلسهام أكثر‬ ‫في تقديم السيناريوهات األربعة في الفصل ‪.9‬‬
‫نحو ضغوط بيئية عالمية وعبر حدودية عن المجتمعات األقل غنىً التي‬
‫تتفاعل بأسلوب مباشر أكثر مع البيئة التي تعيش فيها‪.‬‬ ‫تكون مفاهيم رفاهية اإلنسان وخدمات النظام اإليكولوجي جوهرية في‬
‫التحليل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يوسع التقرير تقييمه من التركيز حصري ًا على‬

‫‪xxi‬‬
‫تغير المناخ‪ .‬وتعقيد األنظمة الطبيعية والكيميائية والبيولوجية التي‬ ‫الحالة واالتجاهات‬
‫تشكل البيئة تجعل من الصعب التنبؤ بالتغير المناخي‪ ،‬خاصة عندما‬ ‫تشمل الحالة البيئية أيض ًا اتجاهات‪ ،‬التي غالب ًا ما تشير إلى التغير‬
‫يكون عرضة لضغوط عديدة‪ .‬وتختلف حالة البيئة ومرونتها للتغير على‬ ‫البيئي‪ .‬وهذا التغير ربما يكون طبيعي ًا أو بفعل اإلنسان أو كالهما‪.‬‬
‫نحو كبير ضمن وبين األقاليم نتيجة ظروف مناخية وإيكولوجية مختلفة‪.‬‬ ‫وتشمل أمثلة العمليات الطبيعية اإلشعاع الشمسي واألحداث الطبيعية‬
‫المتطرفة والتلقيح والتآكل‪ .‬وتشمل األشكال األساسية للتغير البيئي‬
‫اآلثار‬ ‫بفعل البشر‪ ،‬على سبيل المثل‪ ،‬تغير المناخ والتصحر وتدهور األرض‬
‫تتأثر البيئة بشكل مباشر أو غير مباشر بالقطاعين االجتماعي‬ ‫وفقد التنوع البيولوجي وتلوث الهواء والمياه‪.‬‬
‫واالقتصادي‪ ،‬مسهمة في التغير (سواء السلبي أو اإليجابي) في رفاهية‬
‫اإلنسان وطاقة‪/‬قدرة التكيف مع التغيرات البيئية‪ .‬واآلثار‪ ،‬سواء كانت‬ ‫وتتفاعل األشكال المختلفة للتغيرات الطبيعية أو بفعل اإلنسان‪.‬‬
‫على رفاهية اإلنسان أو القطاعين االجتماعي واالقتصادي أو الخدمات‬ ‫وسيؤدي شكل واحد للتغير‪ ،‬مثالً‪ ،‬تغير المناخ‪ ،‬حتم ًا إلى تغير النظام‬
‫البيئية‪ ،‬تتوقف على نحو كبير على خصائص الموجهات‪ ،‬ومن ثم‪،‬‬ ‫اإليكولوجي‪ ،‬الذي قد يؤدي إلى التصحر أو فقد التنوع البيولوجي أو‬
‫تختلف على نحو ملحوظ بين األقاليم النامية والمتقدمة‪.‬‬ ‫كليهما‪ .‬وأشكال التغير البيئي المختلفة يمكن أن تقوي أو تحيِّد بعضها‬
‫بعضاً‪ .‬مثالً‪ ،‬ارتفاع درجة الحرارة نتيجة تغير المناخ يمكن‪ ،‬في‬
‫أوروبا‪ ،‬أن تعادله جزئي ًا التغيرات في تيارات المحيط التي يتسبب فيها‬

‫الشكل ‪ 1‬اإلطار التصوري لتوقعات البيئة العالمية الرابع‬


‫الشكل ‪ 1‬اإلطار التصوري لتوقعات البيئة العالمية الرابع‬
‫عالمي‬
‫إقليمي‬
‫محلي‬

‫اآلثار (‪:)I‬‬ ‫المجتمع البشري‬ ‫الموجهات (‪:)D‬‬

‫تغير في رفاهية اإلنسان يمكن تعريفه بشكل‬ ‫رأس المال المادي والبشري واالجتماعي‬
‫واسع على أنه حرية البشر في االختيار‬
‫واإلجراءات من أجل تحقيق األشياء التالية‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫• األمن‬
‫التنمية البشرية‪:‬‬
‫• احتياجات المواد األساسية‬ ‫االستجابات (‪)R‬‬
‫الديموغرافيا‬ ‫ •‬
‫• الصحة الجيدة‬ ‫للتحديات البيئية‪:‬‬ ‫العمليات االقتصادية (االستهالك واإلنتاج‬ ‫• ‬
‫• العالقات االجتماعية الجيدة‬ ‫واألسواق والتجارة)‬
‫مما من شأنه تحقيق التنمية البشرية أو الفقر‬ ‫التكيف الرسمي وغير الرسمي مع التغيرات‬ ‫االبتكار العلمي والتكنولوجي عمليات أنماط‬ ‫• ‬
‫أو عدم المساواة والضعف البشري‪.‬‬ ‫البيئية‪ ،‬والحد منها‪( ،‬بما في ذلك االستعادة)‬ ‫التوزيع (بين األجيال وبين أبناء الجيل الواحد)‬
‫من خالل تغيير األنشطة البشرية وتطوير‬ ‫العمليات الثقافية واالجتماعية والسياسية‬ ‫• ‬
‫أنماط داخل إطارات الموجهات والضغوط‬ ‫والمؤسسية (بما في ذلك قطاع اإلنتاج‬
‫المواد الديموغرافية واالجتماعية‬ ‫واآلثار وبين بعضها البعض من خالل‬ ‫والخدمات)‬
‫(المؤسسية) والمادية التي تحدد‬ ‫أشياء أخرى‪ :‬العلوم والتكنولوجيا والقانون‬
‫والمؤسسات‪.‬‬
‫رفاهية اإلنسان‬

‫الضغوط (‪:)P‬‬
‫العوامل البيئية التي تحدد رفاهية‬
‫اإلنسان‬
‫• الخدمات اإليكولوجية مثل تقديم الخدمات‬
‫البيئة‬ ‫تدخالت اإلنسان في البيئة‪:‬‬
‫• استخدام األراضي‬
‫(االستعمال االستهالكي) والخدمات الثقافية‬
‫(االستعمال غير االستهالكي) وخدمات‬ ‫الحالة واالتجاهات (‪:)S‬‬ ‫• استخراج الموارد‬
‫التنظيم وخدمات الدعم (االستخدام غير‬ ‫• المدخالت الخارجية (األسمدة‪ ،‬الكيماويات‪ ،‬الري)‬
‫المباشر)‬ ‫رأس المال الطبيعي‪:‬‬ ‫• االنبعاثات (الملوثات والنفايات)‬
‫• الموارد الطبيعية غير المرتبطة بالنظام‬ ‫الغالف الجوي والمياه والتنوع البيولوجي‬
‫اإليكولوجي مثل الهيدروكربونات والمعادن‬ ‫• تغير وحركة الكائنات الحية‬
‫والطاقة المتجددة‬
‫• اإلجهاد واألمراض واآلفات واإلشعاع والمخاطر‬
‫ضمن أشياء أخرى‬ ‫اآلثار البيئية والتغيير‪:‬‬
‫• تغير المناخ واستنفاد طبقة أوزون الجزء‬
‫األعلى من الغالف الجوي‬ ‫العمليات الطبيعية‪:‬‬
‫• تغير التنوع البيولوجي‬ ‫• األشعة الشمسية‬
‫• تلوث و‪/‬أو تدهور و‪/‬أو نضوب الهواء والمياه‬ ‫• البراكين‬
‫والمعادن واألراضي (بما في ذلك التصحر)‬
‫• الزالزل‬

‫التوقعات‬ ‫االرتجاعية‬
‫(على المدى المتوسط)‬ ‫‪( 2050‬على المدى البعيد)‬ ‫‪( 2015‬على المدى القصير)‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫الوقت‪:‬‬

‫‪xxii‬‬
‫االستجابات‬
‫تتعامل االستجابات مع مسائل تعرض الناس والبيئة للخطر كليهما‪،‬‬
‫وتوفر فرص ًا لتقليل تعرض اإلنسان للخطر وتحسن رفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫وتحدث االستجابات على مستويات عدة‪ :‬مثالً‪ ،‬القوانين والمؤسسات‬
‫البيئية على المستوى القومي واالتفاقات البيئية متعددة األطراف‬
‫والمؤسسات على المستويين اإلقليمي والعالمي‪ .‬وطاقة استيعاب‬
‫تخفيف حدة التغير البيئي أو التكيف معه أو كالهما تختلف بين وضمن‬
‫األقاليم ولذلك‪ ،‬يكون بناء طاقة االستيعاب عنصر ًا هام ًا ويلقي بظالله‬
‫على عناصر االستجابة‪.‬‬

‫لقد استُخدم إطار عمل تقرير التوقعات البيئية العالمية ‪)GEO-4( 4‬‬
‫في تحاليل المسائل في الفصول العشرة جميعها‪ ،‬صراحة وضمن ًا معاً‪.‬‬
‫ويتمثل نفعه في مكاملة التحاليل لكي تعكس على نحو أفضل السبب‬
‫والتأثير‪ ،‬وعلى نحو جوهري استجابة المجتمع في التعامل مع التحديات‬
‫البيئية التي يواجهها‪.‬‬

‫هناك شكل مختلف للشكل ‪ 1‬يقدمه الفصل ‪ 8‬في الشكل ‪ 8-2‬ليبرز‬


‫على نحو أفضل األدوار الثنائية للقطاعات االقتصادية مثل الزراعة‬
‫والتشجير والمصائد السمكية والسياحة ‪ -‬في اإلسهام في التنمية‬
‫ورفاهية اإلنسان وأيض ًا في بذل ضغط على البيئة والتأثير على التغير‬
‫البيئي‪ ،‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬على عرضة اإلنسان للخطر من مثل التغير‬
‫هذا‪.‬‬

‫‪xxiii‬‬
0° 45° 90° 135°
ARCTIC OCEAN
ARCTIC
80°
OCEAN

Laptev
Sea East
Siberian
Kara Sea Sea
Barents Sea

Arctic Circle

Norwegian
Sea Eastern Europe
Bering
a
Se

North Sea of Sea


ti c
Sea al Okhots
B

Western
Europe Central
Asia
Central Aral
Cas

Europe Sea
Black Sea
pian

Sea
of 40°
Sea

M e d i t e Japan
rr
a Northwest Pacific
n e
a n and East Asia Yellow
S e a
Mashriq Sea

East
China P A C I F I C
Northern Africa Sea
R e

South Asia Tropic of Cancer


Arabian
d

P h i
Peninsula O C E A N
S e

l ip
a

Western Bay of
en South

pi
Africa Ad Bengal
of China
Gulf

ne
Sea

S
e
Eastern

a
Africa Celebes
Central Sea
Gulf of Africa
Guinea 0°
UNEP Headquarters

I N D I A N South East Asia

South
el

O U T H Western O C E A N
nn

Pacific
ha

Indian
e C

A N T I C Ocean Coral
iqu

Southern Sea
amb

C E A N Australia
Africa Tropic of Capricorn
Moz

New
Zealand
40°
Ta s m a n
Sea

UNEP Regional Offices


Collaborating centres

Antarctic Circle

Polar
(Antarctic)
xxiv
0° 45° 90° 135°
180° 135° 90° 45°

80°
ARCTIC OCEAN
Polar
(Arctic)
Beaufort
Baffin
Sea
Bay
Chukchi
Sea
it
ra

Dav
St

B e ri n g
Arctic Circle k
ar

is
m

en
St
S tr a it

D
ra
it
Hudson
Bering
Gulf of
Sea
Alaska North America

40°
N O R T H

A T L A N T I C

O C E A N
Gulf of
Tropic of Cancer Mexico
Caribbean
Meso-
America Ca
rib
bea
n Se
a

P A C I F I C

O C E A N

South America
S O

A T L

O C
Tropic of Capricorn

40°

Antarctic Circle

A N T A R C T I C

O C E A N

xxv
180° 135° 90° 45°
‫أقاليم تقرير التوقعات البيئية العالمية ‪)GEO-4( 4‬‬

‫اإلقليم الفرعي‬ ‫اإلقليم‬ ‫االسم‬

‫أفريقيا‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫الكاميرون‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫جمهورية أفريقيا الوسطى‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫تشاد‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫الكونغو‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫جمهورية الكونغو الديمقراطية‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫غينيا االستوائية‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫الجابون‬
‫وسط أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫ساو تومي وبرنسيب‬

‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫بوروندي‬


‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫جيبوتي‬
‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫إريتريا‬
‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫إثيوبيا‬
‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫كينيا‬
‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫رواندا‬
‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫الصومال‬
‫شرق أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫أوغندا‬

‫شمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫الجزائر‬


‫شمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫مصر‬
‫شمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫الجماهيرية العربية الليبية‬
‫شمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫المغرب‬
‫شمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫السودان‬
‫شمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫تونس‬
‫شمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫الصحراء الغربية‬

‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫أنجوال‬


‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫بتسوانا‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫ليسوتو‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫ماالوي‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫موزمبيق‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫ناميبيا‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫سانت هيلينا (المملكة المتحدة)‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫جنوب أفريقيا‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫سوازيالند‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫جمهورية تنزانيا االتحادية‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫زامبيا‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫زيمبابوي‬

‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫بنين‬


‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫بوركينا فاسو‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫كاب فيرد‬

‫‪xxvi‬‬
‫اإلقليم الفرعي‬ ‫اإلقليم‬ ‫االسم‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫كوت ديفوار‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫جامبيا‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫غانا‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫غينيا‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫غينيا بيساو‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫ليبيريا‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫مالي‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫موريتانيا‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫النيجر‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫نيجيريا‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫السنغال‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫سييرا ليون‬
‫غرب أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫توجو‬

‫غرب المحيط الهندي‬ ‫أفريقيا‬ ‫جزر القمر‬


‫غرب المحيط الهندي‬ ‫أفريقيا‬ ‫مدغشقر‬
‫غرب المحيط الهندي‬ ‫أفريقيا‬ ‫موريشيوس‬
‫غرب المحيط الهندي‬ ‫أفريقيا‬ ‫مايوت (فرنسا)‬
‫غرب المحيط الهندي‬ ‫أفريقيا‬ ‫ريونيون (فرنسا)‬
‫غرب المحيط الهندي‬ ‫أفريقيا‬ ‫سيشيل‬

‫آسيا والمحيط الهادئ‬


‫أستراليا ونيوزيلندا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫أستراليا‬
‫أستراليا ونيوزيلندا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫نيوزيلندا‬

‫وسط آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫كازاخستان‬


‫وسط آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫قرجيزستان‬
‫وسط آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫طاجيكستان‬
‫وسط آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫تركمنستان‬
‫وسط آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫أوزبكستان‬

‫شمال غرب المحيط الهادئ وشرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫الصين‬
‫شمال غرب المحيط الهادئ وشرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية‬
‫شمال غرب المحيط الهادئ وشرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫اليابان‬
‫شمال غرب المحيط الهادئ وشرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫منغوليا‬
‫شمال غرب المحيط الهادئ وشرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جمهورية كوريا‬

‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫أفغانستان‬


‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫بنجالديش‬
‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫بوتان‬
‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫الهند‬
‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫إيران (الجمهورية اإلسالمية)‬
‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫المالديف‬
‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫نيبال‬
‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫باكستان‬

‫‪xxvii‬‬
‫اإلقليم الفرعي‬ ‫اإلقليم‬ ‫االسم‬
‫جنوب آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫سري النكا‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫بروناي دار السالم‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫كامبوديا‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزيرة كريسماس (أستراليا)‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫إندونيسيا‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جمهورية الو الديمقراطية الشعبية‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ماليزيا‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ميانمار‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫الفلبين‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫سنغافورة‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫تايالند‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫تيمور الشرقية‬
‫جنوب شرق آسيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫فيتنام‬

‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ساموا األمريكية (الواليات المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزر كوكوس (كيلنج) (أستراليا)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزر كوك‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫فيجي‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫بولينيسيا الفرنسية (فرنسا)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جوام (الواليات المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جونستون آتول (الواليات المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫كيريباتي‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزر مارشال‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ميكرونيسيا (واليات ميكرونيسيا المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزر ميدواي (الواليات المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ناورو‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫كاليدونيا الجديدة (فرنسا)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫نيوي‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزيرة نورفولك (أستراليا)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزر ماريانا الشمالية (الواليات المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫باالو (جمهورية)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫باباوا غينيا الجديدة‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزيرة بيتكايرن (المملكة المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ساموا‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزر سولومون‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫توكلو (نيوزيلندا)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫تونجا‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫توفالو‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫فانواتو‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫جزيرة ويك (الواليات المتحدة)‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫واليس وفوتونا (فرنسا)‬

‫‪xxviii‬‬
‫اإلقليم الفرعي‬ ‫اإلقليم‬ ‫االسم‬

‫أوروبا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫ألبانيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫البوسنة والهرسك‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫بلغاريا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫كرواتيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫قبرص‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جمهورية التشيك‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫إستونيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫المجر‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫التفيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫ليتوانيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫الجبل األسود‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫بولندا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫رومانيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫صربيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫سلوفاكيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫سلوفينيا‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جمهورية مقدونيا اليوغسالفية السابقة‬
‫وسط أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫تركيا‬

‫شرق أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫أرمينيا‬


‫شرق أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫أذربيجان‬
‫شرق أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫بيالروس‬
‫شرق أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جورجيا‬
‫شرق أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جمهورية مولدوفا‬
‫شرق أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫روسيا االتحادية‬
‫شرق أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫أوكرانيا‬

‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫أندورا‬


‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫النمسا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫بلجيكا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫الدنمارك‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جزر فارو (الدنمارك)‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫فنلندا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫فرنسا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫ألمانيا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جبل طارق (المملكة المتحدة)‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫اليونان‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جيرنزي (المملكة المتحدة)‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫مدينة الفاتيكان‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫أيسلندا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫أيرلندا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جزيرة مان (المملكة المتحدة)‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫إسرائيل‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫إيطاليا‬

‫‪xxix‬‬
‫اإلقليم الفرعي‬ ‫اإلقليم‬ ‫االسم‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جيرسي (المملكة المتحدة)‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫ليختنشتاين‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫لكسمبورج‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫مالطا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫موناكو‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫هولندا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫النرويج‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫البرتغال‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫سان مارينو‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫أسبانيا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫جزر سفالبارد وجان ماين (النرويج)‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫السويد‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫سويسرا‬
‫غرب أوروبا‬ ‫أوروبا‬ ‫المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى‬
‫وأيرلندا الشمالية‬

‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬


‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫أنجويال (المملكة المتحدة)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫أنتيجا وبربودا‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫آروبا (هولندا)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جزر الباهاما‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫بربادوس‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جزر بريتش فيرجن (المملكة المتحدة)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جزر كايمان (المملكة المتحدة)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫كوبا‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫الدومينيكا‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جمهورية الدومينيكان‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جرينادا‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جادلوب (فرنسا)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫هايتي‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جامايكا‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫مارتينيك (فرنسا)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫مونتسيرات (المملكة المتحدة)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جزر آنتيل هولندا (هولندا)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫بورتو ريكو (الواليات المتحدة)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫سانت كيتس ونيفيس‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫سانت لوشا‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫سانت فنسنت وجرينادينز‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫ترينيداد وتوباجو‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جزر تركس وكايكوس (المملكة المتحدة)‬
‫جزر الكاريبي‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جزر فيرجن األمريكية (الواليات المتحدة)‬

‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫بياليز‬


‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫كوستا ريكا‬
‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫السلفادور‬

‫‪xxx‬‬
‫اإلقليم الفرعي‬ ‫اإلقليم‬ ‫االسم‬
‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جواتيماال‬
‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫هندوراس‬
‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫المكسيك‬
‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫نيكاراجوا‬
‫أمريكا الوسطى‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫بنما‬

‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫األرجنتين‬


‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫بوليفيا‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫البرازيل‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫شيلي‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫كولومبيا‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫اإلكوادور‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جويانا الفرنسية (فرنسا)‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫جايانا‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫باراجواي‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫بيرو‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫سورينام‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫أوروجواي‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫فنزويال‬

‫شمال أمريكا‬
‫شمال أمريكا‬ ‫شمال أمريكا‬ ‫كندا‬
‫شمال أمريكا‬ ‫شمال أمريكا‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬

‫القطبان الشمالي والجنوبي‬


‫الجنوبي‬ ‫القطب‬ ‫الجنوبي‬
‫الشمالي‬ ‫القطب‬ ‫القطب الشمالي (بلدان القطب الشمالي الثمانية هي‪ :‬أالسكا‬
‫(الواليات المتحدة) وكندا وفنلندا وجرينالند (الدنمارك)‬
‫وأيسلندا والنرويج وروسيا والسويد)‬

‫غرب آسيا‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫غرب آسيا‬ ‫البحرين‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫غرب آسيا‬ ‫الكويت‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫غرب آسيا‬ ‫عُ مان‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫غرب آسيا‬ ‫قطر‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫غرب آسيا‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫غرب آسيا‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫غرب آسيا‬ ‫اليمن‬

‫المشرق‬ ‫غرب آسيا‬ ‫العراق‬


‫المشرق‬ ‫غرب آسيا‬ ‫األردن‬
‫المشرق‬ ‫غرب آسيا‬ ‫لبنان‬
‫المشرق‬ ‫غرب آسيا‬ ‫فلسطين المحتلة‬
‫المشرق‬ ‫غرب آسيا‬ ‫الجمهورية العربية السورية‬

‫‪xxxi‬‬
‫أ‬ ‫القسم‬

‫نظرة عامة‬

‫الفصل ‪ 1‬البيئة من أجل التنمية‬


‫"البيئة هي املكان الذي نعيش فيه؛ والتنمية هي ما نبذله‬
‫جميع ًا محاولني حتسني حياتنا في ذلك املكان واالثنتان‬
‫متالزمتان‪".‬‬

‫مستقبلنا املشترك‬
‫‪1‬‬ ‫الفصل‬

‫البيئة من أجل التنمية‬


‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬دييجو مارتينو وزينتا زومرز‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬كيري باومان ودون براون وفالفيو كوميم وبيتر كووينهوفني وطون‬
‫وماندرز وباتريك ميليمو وجينيفر محمد كاتريري وثييري دي أوليفيرا‬
‫املؤلفون املساهمون‪ :‬دان كالسني وسيمون دالبي وإيرين دانكيلمان وشون دونالدسون‬
‫ونانسي دوبليدي وروبرت فينشام ووامي هامبيرا وسيلفيا آي‪ .‬كارلسون وديفيد ماكدونالد‬
‫والرس مورتينسني وريناتا روبيان وجويدو شميدت تراوب وماهيندرا شاه وبن سونيفيلد‬
‫وإندرا دي سويسا ورامي زريق و م‪ .‬أ‪ .‬كيزر و و‪ .‬سي‪ .‬م‪ .‬فان فني‬
‫محرر مراجعة الفصل‪ :‬طوني براتو‬
‫منسقو الفصل‪ :‬ثييري دي أوليفيرا وتيسا غوفيرس وأشبيندو سينج‬
‫شارك بالصور‪fotototo/Still Pictures :‬‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫واألنشطة االقتصادية وأنماط االستهالك‪ ،‬ضغطاً متزايداً‬ ‫عشرون عاما ً مضت منذ أن أكد تقرير اللجنة العالمية‬
‫على البيئة‪ .‬وال تزال هناك عوائق خطيرة ومستمرة تعوق‬ ‫للبيئة والتنمية (‪ ،)WCED‬مستقبلنا المشترك‪ ،‬على‬
‫التنمية المستدامة‪ .‬وفي العشرين عاما ً الماضية‪ ،‬كان‬ ‫الحاجة إلى أسلوب حياة مستدام يعالج ليس فقط‬
‫هناك دمج محدود للبيئة في صنع قرار التنمية‪.‬‬ ‫التحديات البيئية الحالية بل أيضا ً يضمن مجتمعا ً آمنا ً‬
‫بحق في المستقبل‪ .‬وهذا الفصل يحلل تطور مثل تلك‬
‫وبسبب ذلك‪ ،‬يقوض التدهور البيئي التنمية ويهدد تقدم‬ ‫األفكار وكذلك االتجاهات العالمية فيما يتعلق بالبيئة‬
‫التنمية المستقبلية‪ .‬والتنمية عملية تمكن الناس من‬ ‫والتنمية االجتماعية‪-‬االقتصادية‪ .‬وفيما يلي رسائله‬
‫تحسين رفاهيتهم‪ .‬والتنمية طويلة المدى يمكن أن‬ ‫الرئيسية‪:‬‬
‫تتحقق فقط من خالل اإلدارة المستدامة لألصول‬
‫المختلفة‪ :‬المالية والمادية والبشرية واالجتماعية‬ ‫تغير العالم على نحو جوهري منذ عام ‪ - 1987‬اجتماعياً‬
‫والطبيعية‪ .‬واألصول الطبيعية‪ ،‬بما في ذلك المياه والترب‬ ‫واقتصادياً وبيئياً‪ .‬فسكان العالم زادوا بأكثر من ‪ 1.7‬بليون‬
‫والنباتات والحيوانات تشكل جزءا ً من أساس أرزاق الناس‪.‬‬ ‫نسمة‪ ،‬من حوالي ‪ 5‬بليون نسمة‪ .‬كما توسع االقتصاد‬
‫العالمي وبات يتسم اآلن بعولمة متزايدة‪ .‬وعلى الصعيد‬
‫يهدد التدهور البيئي أيضاً جميع نواحي رفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫العالمي‪ ،‬زاد نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫فقد ثبت بالدليل ارتباط التدهور البيئي بمشاكل اإلنسان‬ ‫(تعادل القوة الشرائية) من ‪ 5927‬دوالرا ً أمريكيا ً في عام‬
‫الصحية بما في ذلك بعض أنواع السرطانات واألمراض‬ ‫‪ 1987‬إلى ‪ 8162‬دوالرا ً أمريكيا ً في عام ‪ .2004‬ومع ذلك‪،‬‬
‫المعدية وانتقال أمراض الحيوان الناشئة لإلنسان والعجز‬ ‫فهذه الزيادة موزعة على نحو غير متكافئ بين األقاليم‪.‬‬
‫الغذائي وأمراض الجهاز التنفسي‪ .‬وتوفر البيئة أصوال ً مادية‬ ‫وخالل العشرين عاما ً الماضية‪ ،‬ازدادت التجارة العالمية‬
‫أساسية وأساسا ً اقتصاديا ً للمساعي البشرية‪ .‬فحوالي‬ ‫مدعومة بالعولمة واتصاالت أفضل وانخفاض تكاليف‬
‫نصف الوظائف في جميع أنحاء العالم تعتمد على مصائد‬ ‫النقل‪ .‬وتغيرت أيضا ً التكنولوجيا‪ .‬فمجال االتصاالت شهد‬
‫األسماك أو الغابات أو الزراعة‪ .‬واالستخدام غير المستدام‬ ‫ثورة بنمو االتصاالت السلكية والالسلكية واالنترنت‪ .‬وعلى‬
‫للموارد الطبيعية‪ ،‬بما في ذلك األرض والمياه والغابات‬ ‫الصعيد العالمي‪ ،‬ازداد المشتركون في خدمة الهاتف‬
‫والمصائد السمكية‪ ،‬يمكن أن يهدد أرزاق األفراد فضالً عن‬ ‫الجوال من شخصين اثنين لكل ‪ 1000‬شخص في عام‬
‫االقتصادات المحلية والوطنية والدولية‪ .‬ويمكن أن تلعب‬ ‫‪ 1990‬إلى ‪ 220‬شخصا ً لكل ‪ 1000‬شخص في عام‬
‫البيئة دورا ً هاما ً في اإلسهام في التنمية ورفاهية اإلنسان‪،‬‬ ‫‪ ،2003‬كما زاد استخدام اإلنترنت من شخص واحد لكل‬
‫غير أنها يمكن أيضا ً أن تزيد من عرضة اإلنسان للخطر‪،‬‬ ‫‪ 1000‬شخص في عام ‪ 1990‬إلى ‪ 114‬شخصا ً لكل‬
‫مسببة هجرة اإلنسان وانعدام األمن‪ ،‬كما في حالة‬ ‫‪ 1000‬شخص في عام ‪ .2003‬وأخيرا ً‪ ،‬كانت التغيرات‬
‫العواصف أو الجفاف أو سوء اإلدارة البيئية‪ .‬كما أن الندرة‬ ‫السياسية أيضا ً واسعة‪ .‬فقد أدى النمو السكاني‬
‫البيئية يمكن أن تعزز التعاون ولكنها أيضا ً تسهم في‬ ‫واالقتصادي إلى زيادة الطلب على الموارد‪.‬‬
‫التوترات أو النزاعات‪.‬‬
‫أدركت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية (‪ )WCED‬منذ‬
‫االستدامة البيئية‪ ،‬هدف التنمية األلفية السابع‪ ،‬تكون‬ ‫عشرين عاماً أن البيئة والمسائل االقتصادية‬
‫ضرورية لبلوغ أهداف التنمية األلفية األخرى‪.‬والموارد‬ ‫واالجتماعية مرتبطة ببعضها بعضاً‪.‬وأوصت بدمج الثالثة‬
‫الطبيعية هي أساس مورد الرزق في مجتمعات فقيرة‬ ‫في صنع قرار التنمية‪ .‬وفي تعريف التنمية المستدامة‪،‬‬
‫كثيرة‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬يشكل رأس المال الطبيعي ‪ 26‬في‬ ‫أقرت اللجنة بالحاجة إلى التنمية العادلة ‪ -‬بين أفراد‬
‫المائة من ثروات البلدان منخفضة الدخل‪ .‬كما أن ‪ 20‬في‬ ‫الجيل الواحد وبين األجيال التي تلبي ليس فقط احتياجات‬
‫المائة تقريبا ً من إجمالي عبء المرض في البلدان النامية‬ ‫اإلنسان اليوم بل أيضا ً احتياجات المزيد من الناس في‬
‫مرتبط بالمخاطر البيئية‪ .‬وتكون النساء الفقيرات على‬ ‫المستقبل‪.‬‬
‫وجه الخصوص عرضة لإلصابة بأمراض الجهاز التنفسي‬
‫المرتبطة بالتعرض لتلوث الهواء الداخلي‪ .‬كما أن إصابات‬ ‫وضعت الموجهات المتغيرة‪ ،‬مثل النمو السكاني‬
‫تكاليف حماية البيئة ذاتية‪ .‬وتقنيات التقييم يمكن‬ ‫أمراض الجهاز التنفسي الحادة هي السبب الرئيسي لوفاة‬
‫استخدامها لفهم قيمة خدمات األنظمة اإليكولوجية‪.‬‬ ‫األطفال‪ ،‬حيث يقتل االلتهاب الرئوي من األطفال دون عمر‬
‫والسيناريوهات يمكن أن تقدم استبصارات بشأن اآلثار‬ ‫الخامسة أكثر من أي مرض آخر‪ .‬وتآلف المياه غير المأمونة‬
‫المستقبلية لقرارات السياسة‪ .‬ويكون بناء القدرة والتعليم‬ ‫والصرف الصحي السيء هو ثاني أكبر قاتل لألطفال في‬
‫ضروريين لخلق المعرفة واإلحاطة علما ً بعملية صنع القرار‪.‬‬ ‫العالم‪ .‬فهناك ‪ 1.8‬مليون طفل تقريبا ً يموتون سنويا ً و‪443‬‬
‫مليون يوم دراسي تقريبا ً يتغيب عنها التالميذ بسبب‬
‫يكون للمجتمع قدرته على إحداث فرق في طريقة‬ ‫اإلسهال‪ .‬فالمياه والهواء النظيفين دوائين وقائيين قويين‪.‬‬
‫استغالل البيئة لتشكل جزءا ً من أساس التنمية‬ ‫واإلدارة المستدامة للموارد الطبيعية تسهم في تخفيف‬
‫ورفاهية اإلنسان‪ .‬والفصول التالية تلقي الضوء على‬ ‫حدة الفقر‪ ،‬وتساعد في تقليل األمراض ومعدل وفيات‬
‫العديد من التحديات التي يواجهها المجتمع اليوم وتقدم‬ ‫األطفال‪ ،‬وتحسن صحة األمهات ويمكن أن تسهم في‬
‫عالمات إرشادية نحو التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫المساواة بين الجنسين والتعليم العام‪.‬‬

‫هناك بعض التقدم المحرز نحو التنمية المستدامة منذ‬


‫عام ‪ 1987‬عندما صدر تقرير اللجنة العالمية للبيئة‬
‫والتنمية (‪ ،)WCED‬مستقبلنا المشترك‪ .‬فقد زاد عدد‬
‫االجتماعات ومؤتمرات القمة المتعلقة بالبيئة والتنمية‬
‫(مثالً‪ ،‬قمة األرض في ريو عام ‪ 1992‬والقمة العالمية‬
‫للتنمية المستدامة عام ‪ ،)2002‬وحدث نمو سريع في‬
‫االتفاقيات البيئية متعددة األطراف (مثالً‪ ،‬بروتوكول كيوتو‬
‫واتفاقية ستوكهولم للملوثات العضوية الدائمة)‪.‬‬
‫وطبقت استراتيجيات التنمية المستدامة على‬
‫المستويات المحلية والوطنية واإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫وأسهم عدد متزايد من التقييمات العلمية (مثالً‪ ،‬الهيئة‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ) في فهم أكبر‬
‫للتحديات البيئية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تم تحديد الحلول‬
‫المختبرة والعملية للمشاكل البيئية المحدودة في‬
‫نطاقها‪ ،‬العالية الوضوح والخطورة‪( ،‬مثالً‪ ،‬التلوث‬
‫الصناعي للماء والهواء وتآكل التربة المحلية وانبعاثات‬
‫عوادم المركبات)‪.‬‬

‫ورغم ذلك‪ ،‬سوفت بعض المفاوضات الدولية مسألتي‬


‫العدالة وتشارك المسئولية‪ .‬كما أن الترابطات بين‬
‫الموجهات والضغوط على البيئة العالمية تجعل الحلول‬
‫معقدة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬اقتصر العمل على بعض المسائل‬
‫مثل تغير المناخ والملوثات العضوية الدائمة وإدارة‬
‫المصائد السمكية‪ ،‬واألنواع الدخيلة االجتياحية وانقراض‬
‫األنواع‪.‬‬

‫هناك حاجة إلى استجابات فعالة للسياسة على جميع‬


‫مستويات الحوكمة‪ .‬وبينما يستمر استخدام الحلول‬
‫المختبرة‪ ،‬يجب أيضا ً العمل من أجل معالجة موجهات‬
‫التغير والمشاكل البيئية نفسها على حد سواء‪ .‬وربما‬
‫تكون مجموعة منوعة من األدوات التي ظهرت على مدار‬
‫العشرين عاما ً الماضية استراتيجية‪ .‬فاألدوات االقتصادية‪،‬‬
‫مثل حقوق الملكية وخلق األسواق والتعهدات والودائع‪،‬‬
‫يمكن أن تساعد في تصحيح إخفاقات السوق وجعل‬
‫على صحة اإلنسان وإنتاج الطعام وتوافر األمن‬ ‫المقدمة‬
‫والموارد‪.‬‬ ‫تخيل عالم ًا يهدد التغير البيئي فيه صحة الناس واألمن‬
‫‪ n‬أحوال الطقس المتطرف لها أثر كبير على نحو متزايد‬ ‫الطبيعي واالحتياجات المادية والتماسك االجتماعي‪ .‬إنه‬
‫على المجتمعات البشرية المعرضة للخطر‪ ،‬والسيما‬ ‫عالم تحدق به العواصف القوية والمتكررة‪ ،‬ومستويات‬
‫فقراء العالم‪.‬‬ ‫أسطح البحار المرتفعة‪ .‬بعض الناس يتعرضون لفيضانات‬
‫‪ n‬التلوث الداخلي والخارجي كالهما ال يزاالن يسببان‬ ‫عارمة‪ ،‬في حين يتحمل آخرون جفافات حادة‪ .‬وانقراض‬
‫الكثير من الوفيات قبل العمر المتوقع‪.‬‬ ‫األنواع يحدث بمعدالت غير مسبوقة‪ .‬كما أن المياه‬
‫‪ n‬تدهور األرض ينقص اإلنتاجية الزراعية‪ ،‬مؤدي ًا إلى‬ ‫المأمونة باتت محدودة بشكل متزايد‪ ،‬مما يعوق النشاط‬
‫دخول أقل وأمن غذائي منخفض‪.‬‬ ‫االقتصادي وتدهور األرض يعرض حياة ماليين الناس‬
‫‪ n‬إمدادات المياه المأمونة المتناقصة تعرض صحة‬ ‫للخطر‪.‬‬
‫اإلنسان والنشاط االقتصادي للخطر‪.‬‬
‫‪ n‬االنخفاضات الحادة في المخزونات السمكية تسبب‬ ‫هذا هو العالم اليوم‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬كما قررت اللجنة العالمية‬
‫خسائر اقتصادية وخسائر في اإلمدادات الغذائية‬ ‫للبيئة والتنمية (لجنة برونتالند) منذ عشرين عام ًا "البشرية‬
‫معاً‪.‬‬ ‫لديها القدرة على جعل التنمية مستدامة"‪ .‬ويلقي تقرير‬
‫‪ n‬المعدالت المتسارعة النقراض األنواع تهدد بفقدان‬ ‫توقعات البيئة العالمية الرابع الضوء على الخطوات الملحة‬
‫مجموعات وراثية فريدة وكذلك مصادر محتملة‬ ‫الالزمة لتحقيق هذه الرؤية‪.‬‬
‫للتقدمات الطبية والزراعية المستقبلية‪.‬‬
‫يقيِّم تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع الحالة الحالية‬
‫إن الخيارات التي نقررها اليوم ستحدد كيف ستحدث هذه‬ ‫للغالف الجوي للعالم ومياهه وتنوعه البيولوجي‪ ،‬مقدم ًا‬
‫التهديدات في المستقبل‪ .‬وسيكون عكس مثل تلك‬ ‫وصف ًا لحالة البيئة‪ ،‬ومبرهن ًا على أن البيئة أساسية‬
‫االتجاهات البيئية المعاكسة تحدي ًا هائالً‪ .‬وإذا لم يتخذ‬ ‫لتحسين رفاهية اإلنسان واستدامتها‪ .‬كما يوضح أن‬
‫إجراء‪ ،‬فإن انهيار خدمات النظام اإليكولوجي هو إمكانية‬ ‫التدهور البيئي يحد من إمكانية تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫ال يمكن تجاهلها‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن إيجاد حلول لهذه المشاكل‬ ‫ويتركز االنتباه على سياسات العمل لتسهيل سبل التنمية‬
‫اليوم أمر ملح‪.‬‬ ‫البديلة‪.‬‬

‫يقدم هذا الفصل رسالة للعمل اليوم‪ :‬فكوكب األرض هو‬ ‫يدرس هذا الفصل التطورات منذ أن وضع تقرير لجنة‬
‫بيتنا الوحيد‪ .‬ورفاهيته‪ ،‬ورفاهيتنا‪ ،‬معرضان للخطر‪.‬‬ ‫برونتالند التاريخي عام ‪ – 1987‬مستقبلنا المشترك –‬
‫ولضمان رفاهية طويلة األجل‪ ،‬يجب علينا أن ننتهج نهج ًا‬ ‫التنمية المستدامة في مرتبة أعلى كثير ًا في جدول أعمال‬
‫ال للتنمية‪ ،‬الذي يسلم بأهمية البيئة‪.‬‬
‫بدي ً‬ ‫السياسة الدولية‪ .‬فهو يدرس التطورات المؤسسية‬
‫والتغيرات في الفكر منذ منتصف الثمانينيات‪ ،‬ويستكشف‬
‫مستقبلنا المشترك‪ :‬تطور األفكار واألعمال‬ ‫العالقات التي تشمل البيئة والتنمية ورفاهية اإلنسان‪،‬‬
‫منذ عقدين من الزمن‪ ،‬تناول تقرير لجنة برونتالند –‬ ‫ويستعرض االتجاهات البيئية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫مستقبلنا المشترك – الصلة بين التنمية والبيئة‪ ،‬وتحدى‬ ‫الرئيسية وآثارها على البيئة ورفاهية اإلنسان ويطرح‬
‫واضعي السياسة أن يأخذوا بعين االعتبار العالقات‬ ‫خيارات للمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫المتبادلة بين البيئة والمسائل االقتصادية واالجتماعية‬
‫عندما يتعلق األمر بحل المشاكل العالمية‪ .‬وتناول التقرير‬ ‫سوف تحلل الفصول الالحقة التغيرات البيئية في الغالف‬
‫بالدراسة التحديات العالمية الناشئة في‪:‬‬ ‫الجوي واألرض والمياه والتنوع البيولوجي على المستويين‬
‫‪ n‬السكان والموارد البشرية؛‬ ‫العالمي واإلقليمي كليهما‪ ،‬وستلقي الضوء على عرضة‬
‫‪ n‬األمن الغذائي؛‬ ‫اإلنسان للخطر والترابطات االستراتيجية للسياسة من‬
‫‪ n‬األنواع واألنظمة اإليكولوجية؛‬ ‫أجل استجابات فعالة‪ .‬وستقدم وصف ًا للتطورات اإليجابية‬
‫‪ n‬الطاقة؛‬ ‫منذ عام ‪ .1987‬وهي تشمل التقدم نحو تحقيق أهداف‬
‫‪ n‬الصناعة؛ و‬ ‫بروتوكول مونتريال واالنخفاض في انبعاثات المواد‬
‫‪ n‬التحضر‪.‬‬ ‫الكيميائية التي تستنفد طبقة األوزون في الجزء األعلى من‬
‫الغالف الجوي‪ .‬وفوق ذلك‪ ،‬تلقي الفصول الضوء أيض ًا‬
‫أوصت اللجنة بتغييرات مؤسسية وقانونية في ستة مجاالت‬ ‫على االتجاهات البيئية الحالية التي تهدد رفاهية اإلنسان‪:‬‬
‫رئيسية للتعامل مع هذه التحديات‪:‬‬ ‫‪ n‬في بعض الحاالت‪ ،‬يكون لتغير المناخ تأثيرات خطيرة‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪6‬‬


‫أفضت القمة إلى عدة خطوات هامة نحو التنمية‬ ‫‪ n‬الوصول إلى المصادر؛‬
‫المستدامة‪ .‬فقد ساعدت‪ ،‬من خالل إقرار إعالن ريو‬ ‫‪ n‬التعامل مع التأثيرات؛‬
‫وجدول أعمال القرن ‪ ،21‬على إضفاء الصفة الرسمية على‬ ‫‪ n‬تقييم المخاطر العالمية؛‬
‫إطار عمل مؤسسي دولي لتطبيق األفكار التي ألقى تقرير‬ ‫‪ n‬تحديد اختيارات مدروسة؛‬
‫مستقبلنا المشترك الضوء عليها‪ .‬يشتمل إعالن ريو على‬ ‫‪ n‬توفير الوسيلة القانونية؛ و‬
‫‪ 27‬مبد ًأ وافقت األمم على اتباعها لتحقيق األهداف التي‬ ‫‪ n‬االستثمار في مستقبلنا‪.‬‬
‫بينتها لجنة برونتالند‪ .‬وقد شملت االلتزامات الرئيسية في‬
‫إعالن ريو دمج البيئة والتنمية في صنع القرار‪ ،‬واتخاذ‬ ‫أكدت التوصيات على توسيع المؤسسات الدولية من أجل‬
‫ترتيبات ليدفع الملوثون تكلفة التلوث‪ ،‬والتسليم بااللتزامات‬ ‫التعاون‪ ،‬وتوفير اآلليات القانونية من أجل الحماية البيئية‬
‫المشتركة مع كونها متغايرة‪ ،‬وتطبيق نهج وقائي في صنع‬ ‫والتنمية المستدامة‪ ،‬كما أكدت على الروابط بين الفقر‬
‫القرار‪.‬‬ ‫والتدهور البيئي‪ .‬كما طالبت بقدرة متزايدة لتقييم مخاطر‬
‫الضرر غير العكوس لألنظمة الطبيعية واإلبالغ عنها‪،‬‬
‫جرو هارلم برونتالند تقدم إلى الجمعية‬ ‫عبر جدول أعمال القرن ‪ 21‬عن خطة عمل شاملة نحو‬ ‫وكذلك تهديدات بقاء اإلنسان وأمنه ورفاهيته‪.‬‬
‫العمومية تقرير اللجنة العالمية للبيئة‬
‫والتنمية عام ‪ ،1987‬التي كانت ترأسها‪ .‬وقد‬ ‫التنمية المستدامة‪ .‬وهي تشتمل على ‪ 40‬فصالً‪ ،‬يمكن‬
‫تحدى عمل لجنة برونتالند واضعي السياسة‬ ‫تقسيمها إلى أربعة مجاالت رئيسية‪:‬‬ ‫تأسس عمل اللجنة‪ ،‬ضمن أشياء أخرى‪ ،‬على مؤتمر األمم‬
‫‪ n‬المسائل االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬مثل الفقر وصحة‬ ‫المتحدة للبيئة البشرية الذي عقد في ستوكهولم عام‬
‫أن يراعوا الروابط المشتركة بين البيئة‬
‫والمسائل االقتصادية واالجتماعية في إطار‬
‫جهود حل المشاكل العالمية‪.‬‬ ‫اإلنسان والسكان؛‬ ‫‪ 1972‬واالستراتيجية العالمية لحفظ الطبيعة لعام ‪1980‬‬
‫شارك بالصور‪UN Photo/Milton Grant :‬‬ ‫‪ n‬الحفاظ على الموارد الطبيعية وإدارتها بما في ذلك‬ ‫التي شددت على الحفظ متضمن ًا الحماية واالستخدام‬
‫الرشيد للموارد الطبيعية (االتحاد الدولي لحفظ الطبيعة‬
‫والموارد الطبيعية وآخرون ‪ .)1991‬ينسب إلى لجنة‬
‫برونتالند إلى حد كبير تعميم التنمية المستدامة دولي ًا‬
‫(‪ .)Langhelle 1999‬وقد عرفت اللجنة التنمية‬
‫المستدامة بأنها "التنمية التي تلبي احتياجات الجيل‬
‫الحالي دون أن تعرض للخطر قدرة أجيال المستقبل على‬
‫تلبية احتياجاتها"‪ .‬وأوضحت أيض ًا أن "مفهوم التنمية‬
‫المستدامة يتضمن قيود ًا ‪ -‬ليست مطلقة وإنما هي قيود‬
‫تفرضها حالة التكنولوجيا والتنظيم االجتماعي الحالية على‬
‫الموارد البيئية وقدرة المحيط الحيوي على تخفيف تأثيرات‬
‫أنشطة اإلنسان"‪ .‬وقد كانت هناك محاولة للبرهنة على أن‬
‫"التكنولوجيا والتنظيم االجتماعي كالهما يمكن إدارته‬
‫وتحسينه إلفساح الطريق لعهد جديد من النمو االقتصادي"‬
‫(اللجنة العالمية للبيئة والتنمية ‪.)1987‬‬

‫كانت النتيجة الفورية إلى أبعد حد وربما واحدة من أهم‬


‫نتائج تقرير مستقبلنا المشترك هي تنظيم مؤتمر األمم‬
‫المتحدة للبيئة والتنمية‪ ،‬المعروف أيض ًا بقمة األرض‪ ،‬الذي‬
‫جمع الكثير من رؤساء الدول في ريو دي جانيرو عام‬
‫‪ .1992‬ولم يقتصر هذا االجتماع على جمع ‪ 108‬رئيس‬
‫حكومة معاً‪ ،‬بل أيض ًا حضور أكثر من ‪ 2400‬مندوب من‬
‫منظمات غير حكومية ومشاركة أكثر من ‪ 17000‬شخص‬
‫مواز للمنظمات غير الحكومية‪ .‬وقوَّت قمة األرض‬
‫في حدث ٍ‬
‫التفاعل بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والعلماء‪،‬‬
‫وغيرت على نحو جوهري المواقف تجاه الحوكمة والبيئة‪.‬‬
‫وشجعت القمة الحكومات على إعادة التفكير في مفهوم‬
‫التنمية االقتصادية وإيجاد سبل لوقف تدمير الموارد‬
‫الطبيعية وتقليل تلوث الكوكب‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫األرض في ريو‪ ،‬أكد زعماء العالم ثانية على التنمية‬ ‫الغالف الجوي والغابات والتنوع البيولوجي والنفايات‬
‫المستدامة كهدف رئيسي على جدول األعمال الدولي في‬ ‫والمواد الكيميائية السمية؛‬
‫القمة العالمية للتنمية المستدامة (‪ )WSSD‬في‬ ‫‪ n‬دور المجموعات التسع الرئيسية في تطبيق جدول‬
‫جوهانسبرج عام ‪ .2002‬وقد حضر القمة أكثر من‬ ‫أعمال التنمية المستدامة (السلطات المحلية‪ ،‬النساء‪،‬‬
‫ال عن ممثلين ألكثر من ‪ 191‬حكومة‪.‬‬ ‫‪ 21000‬مشارك فض ً‬ ‫المزارعون‪ ،‬األطفال والشباب‪ ،‬الشعوب األصلية‪،‬‬
‫وحدد األمين العام لألمم المتحدة خمسة مجاالت ذات‬ ‫العمال ونقابات العمال‪ ،‬المنظمات غير الحكومية‪،‬‬
‫أولوية للمناقشة‪ :‬المياه‪ ،‬بما في ذلك الصرف الصحي‪،‬‬ ‫المجتمع العلمي والتكنولوجي‪ ،‬واألعمال التجارية‬
‫والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجي‪ .‬ثم أصبحت‬ ‫والصناعة)؛ و‬
‫هذه المجاالت الخمسة تعرف باللفظة األوائلية ‪.WEHAB‬‬ ‫‪ n‬وسيلة التطبيق‪ ،‬بما في ذلك نقل التكنولوجيا‪ ،‬التمويل‪،‬‬
‫وهذه المسائل يمكن أيض ًا أن تعود بدايتها إلى مبادرات‬ ‫العلم‪ ،‬التعليم‪ ،‬واإلعالم العام‪.‬‬
‫مثل لجنة برونتالند‪ .‬وتشمل نتائج مؤتمر القمة العالمية‬
‫للتنمية المستدامة (‪ )WSSD‬إعالن جوهانسبرج للتنمية‬ ‫يدخل في هذه المجاالت األربعة الرئيسية لجدول أعمال‬
‫المستدامة وخطة تطبيق في ‪ 54‬صفحة‪ .‬وقد ألزم زعماء‬ ‫القرن ‪ 21‬التحديات البيئية وكذلك مسائل الحوكمة‬
‫العالم أنفسهم‪" ،‬بتعجيل تحقيق األهداف االجتماعية‪-‬‬ ‫الرئيسية التي ألقى تقرير لجنة برونتالند الضوء عليها‪.‬‬
‫االقتصادية والبيئية المقيدة زمنياً" المتضمنة في خطة‬ ‫وكونه برنامج العمل من أجل التنمية المستدامة‪ ،‬يظل‬
‫التطبيق (إعالن جوهانسبرج للتنمية المستدامة)‪ .‬كما‬ ‫جدول أعمال القرن ‪ 21‬الوثيقة غير الملزمة األكثر أهمية‬
‫حققت هذه القمة التاريخية أيض ًا التزامات جديدة للمياه‪،‬‬ ‫في المجال البيئي (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2002‬‬
‫الصرف الصحي‪ ،‬استئصال الفقر‪ ،‬الطاقة‪ ،‬اإلنتاج‬
‫واالستهالك المستدامين‪ ،‬المواد الكيميائية وإدارة الموارد‬ ‫كان من المقرر الحصول على االعتماد المالي لتطبيق‬
‫الطبيعية (األمم المتحدة ‪.)2002‬‬ ‫جدول أعمال القرن ‪ 21‬من مرفق البيئة العالمية (‪.)GEF‬‬
‫وكونه شراكة بين برنامج األمم المتحدة للبيئة (‪)UNEP‬‬
‫شهدت العشرون عام ًا الماضية أيض ًا نمو ًا في عدد‬ ‫والبرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة (‪ )UNDP‬والبنك‬
‫التقييمات العلمية‪ ،‬مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية‬ ‫الدولي‪ ،‬تأسس مرفق البيئة العالمية (‪ )GEF‬في العام‬
‫بتغيّر المناخ‪ ،‬تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬وتوقعات‬ ‫السابق لقمة األرض لحشد الموارد للمشروعات التي‬
‫البيئة العالمية‪ .‬تأسست الهيئة الحكومية الدولية المعنية‬ ‫تسعى إلى حماية البيئة‪ .‬ومنذ عام ‪ ،1991‬قدم مرفق‬
‫بتغيّر المناخ في عام ‪ 1988‬لتقييم المعلومات العلمية‬ ‫البيئة العالمية ‪ 6.8‬بليون دوالر أمريكي كمنح وولد أكثر‬
‫والتكنولوجية واالجتماعية‪-‬االقتصادية وثيقة الصلة بتغير‬ ‫من ‪ 24‬بليون دوالر أمريكي كتمويل مشترك من مصادر‬
‫المناخ على أساس موضوعي ومنفتح وشفاف‪ .‬وفي عام‬ ‫أخرى لدعم حوالي ‪ 2000‬مشروع تنتج فوائد بيئية عالمية‬
‫‪ ،2007‬أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫في أكثر من ‪ 160‬بلد ًا نامي ًا وبلدان اقتصاداتها في مرحلة‬
‫المناخ (‪ )IPCC‬تقريرها الرابع للتقييم‪ .‬وقد طالب كوفي‬ ‫التحول‪ .‬ساهمت البلدان المانحة في الموارد المالية لمرفق‬
‫عنان األمين العام لألمم المتحدة في ذلك الوقت بإجراء‬ ‫البيئة العالمية (‪ ،)GEF‬وفي عام ‪ ،2006‬تعهد ‪ 32‬بلد ًا‬
‫تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية لتقييم عواقب تغير النظام‬ ‫بتقديم إجمالي ‪ 3.13‬بليون دوالر أمريكي لتمويل مختلف‬
‫اإليكولوجي على رفاهية اإلنسان‪ .‬وتعكس هذه التقييمات‬ ‫المبادرات المتعلقة بالبيئة على مدار أربعة أعوام (مرفق‬
‫العلمية عمل آالف الخبراء في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وقد أدت‬ ‫البيئة العالمية ‪.)2006‬‬
‫إلى فهم أكبر للمشاكل البيئية‪.‬‬
‫حمل منعطف القرن إحساس ًا بإلحاحية محاوالت التعامل‬
‫ونتيجة للمؤتمرات والتقييمات التي ألقي الضوء عليها‬ ‫مع تحديات البيئة والتنمية‪ .‬وسعى زعماء العالم إلى ضمان‬
‫أعاله‪ ،‬تم إقرار مجموعة متنوعة من االتفاقيات البيئية‬ ‫خال من الحاجة‪ .‬وفي إعالن األلفية‪ ،‬الذي تم إقراره‬
‫عالم ٍ‬
‫متعددة األطراف (‪( )MEAs‬انظر الشكل ‪ )1-1‬التي تم‬ ‫عام ‪ ،2000‬التزم زعماء العالم بتحرير شعوبهم من "تهديد‬
‫تحليلها هي واتفاقيات عدة أخرى في فصول وثيقة الصلة‬ ‫الحياة على كوكب أفسدته أنشطة اإلنسان على نحو ال‬
‫بها طوال هذا التقرير‪ .‬وقد وقع ‪ 150‬رئيس حكومة اتفاقية‬ ‫سبيل إلى إصالحه‪ ،‬وموارده لن تكون كافية بعد‬
‫التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬في قمة األرض في ريو‪.‬‬ ‫الحتياجاتهم" (األمم المتحدة ‪ .)2000‬وتبنت قمة األلفية‬
‫وتعرض اتفاقية التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬التزامات حفظ‬ ‫اإلعالن ووضعت غايات وأهداف ًا مقيدة زمني ًا ‪ -‬األهداف‬
‫التنوع البيولوجي‪ ،‬واالستخدام المستدام لعناصره‪،‬‬ ‫اإلنمائية لأللفية (‪ - )MDGs‬لتحسين رفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫والتقاسم العادل والمنصف لمنافعه‪ .‬ويتأسس بروتوكول‬
‫قرطاجنة (كارتاخينا) للسالمة البيولوجية على النهج‬ ‫وبعد عامين من إعالن األلفية وبعد عقد من الزمن على قمة‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪8‬‬


‫والعولمة‪ ،‬التي تربطهم ببعضهم بعضاً‪ ،‬رئيسية أكثر‬ ‫الوقائي من إعالن ريو‪ .‬وينص المبدأ ‪ 15‬من إعالن ريو‬
‫للتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫على أن "متى كانت هناك تهديدات بضرر خطير غير‬
‫عكسي‪ ،‬فإن االفتقار إلى اليقين العلمي الكامل لن يستغل‬
‫تشارك مستويات مختلفة من الحكومة في السياسة البيئية‪.‬‬ ‫كمبرر لتأجيل اتخاذ التدابير فعالة التكلفة لمنع التدهور‬
‫وقد شهدت فترة ما بعد اللجنة العالمية للبيئة والتنمية‬ ‫البيولوجي" (الجمعية العمومية لألمم المتحدة ‪.)1992‬‬
‫(‪ )WCED‬زيادة قوية في عمل حكومة التقسيم اإلداري‬ ‫ويشجع البروتوكول السالمة البيولوجية في التعامل مع‬
‫والمحلية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬خالل عمليات جدول أعمال‬ ‫الكائنات الحية المحورة وراثي ًا ونقلها واستخدامها‪.‬‬
‫القرن ‪ 21‬المحلي‪ .‬وأكدت خطة جوهانسبرج للتنفيذ على‬
‫أن دور السياسات الوطنية واالستراتيجيات اإلنمائية "ال‬ ‫هناك اتفاقيتان اجتذبتا اهتمام ًا كبير ًا خالل العشرين عام ًا‬
‫يمكن المغالة في توكيدها"‪ .‬كما قويت دور المستوى‬ ‫الماضية‪ ،‬بروتوكول مونتريال التفاقية فيينا للمواد‬
‫اإلقليمي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بإعطاء اللجان االقتصادية‬ ‫المستنفدة لطبقة األوزون وبروتوكول كيوتو التفاقية األمم‬
‫اإلقليمية التابعة لألمم المتحدة مهام جديدة وأسست عملية‬ ‫المتحدة اإلطارية المتعلقة بتغير المناخ‪ .‬وقد ساعد‬
‫إعداد إقليمية للجنة التنمية المستدامة (‪( )CSD‬األمم‬ ‫بروتوكول مونتريال‪ ،‬الذي أصبح ساري ًا في عام ‪1989‬‬
‫المتحدة ‪.)2002‬‬ ‫وبلغت أطرافه ‪ 191‬طرف ًا في مطلع عام ‪ ،2007‬في خفض‬
‫أو استقرار تركيزات الغالف الجوي للعديد من المواد‬
‫زاد عدد أصحاب المصالح غير الحكوميين المعنيين‬ ‫المستنفدة لألوزون‪ ،‬بما في ذلك الكلوروفلوروكربونات‪.‬‬
‫بالحوكمة البيئية كثيراً‪ ،‬بينهم منظمات تلعب أدوار ًا رئيسية‬ ‫ويعتبر البروتوكول أحد أكثر االتفاقيات الدولية نجاح ًا حتى‬
‫من المستويات المحلية إلى العالمية‪ .‬وتضاعفت المنظمات‬ ‫اآلن‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬رغم إلحاحية تغير المناخ‪ ،‬كان األمر‬
‫غير الحكومية والجماعات الحقوقية المكرسة للمصلحة‬ ‫أكثر صعوبة لجعل بعض البلدان المسئولة عن انبعاثات‬
‫العامة والقضايا البيئية سريعاً‪ ،‬بخاصة في البلدان التي‬ ‫ذات حجم مؤثر من غازات االحتباس الحراري تصادق‬
‫تشرع في تحوالت ديمقراطية (‪Carothers and‬‬ ‫على بروتوكول كيوتو‪.‬‬
‫‪.)Barndt 2000‬‬
‫تغيرت الحوكمة البيئية منذ لجنة برونتالند‪ .‬واليوم‪ ،‬تجري‬
‫القطاع الخاص أيض ًا يجب عليه أن يفعل شيئ ًا للمساعدة‬ ‫مناقشة نطاق أعرض من المسائل المتعلقة بالبيئة والتنمية‪.‬‬
‫في حماية البيئة‪ .‬ورغم أن األعمال التجارية أولتها لجنة‬ ‫وقد أصبحت مسائل التجارة‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الحوكمة‬
‫ال ‪ ،...‬إال أن هيئات ولجان تنفيذية‬
‫برونتالند اهتمام ًا ضئي ً‬ ‫الرشيدة‪ ،‬نقل التكنولوجيا‪ ،‬سياسات العلم والتعليم‬

‫الشكل ‪ 1-1‬التصديق على االتفاقات البيئية متعددة األطراف الهامة‬


‫عدد األطراف‬
‫‪200‬‬ ‫بازل‬
‫‪CBD‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪CITES‬‬
‫‪CMS‬‬
‫التراث العالمي‬
‫‪150‬‬
‫كيوتو‬
‫أوزون‬
‫‪125‬‬ ‫رامسار‬
‫روتردام‬
‫‪100‬‬ ‫ستكهولم‬
‫‪UNCCD‬‬
‫‪UNCLOS‬‬
‫‪75‬‬
‫‪UNFCCC‬‬
‫قرطاجنة‬
‫‪50‬‬

‫‪25‬‬

‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات‬


‫البيئة العالمية‪ ،‬تم جمعه‬
‫‪0‬‬ ‫من العديد من أمانات اتفاقات‬
‫البيئة متعددة األطراف (‪.)MEA‬‬
‫‪9‬‬

‫‪01‬‬
‫‪73‬‬

‫‪97‬‬

‫‪05‬‬
‫‪87‬‬

‫‪03‬‬

‫‪07‬‬
‫‪91‬‬

‫‪93‬‬
‫‪75‬‬

‫‪97‬‬

‫‪81‬‬

‫‪83‬‬
‫‪71‬‬

‫‪85‬‬
‫‪79‬‬

‫‪89‬‬

‫‪95‬‬

‫‪9‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪9‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫للتنمية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تقرير مستقبلنا المشترك أقر بأن‬ ‫أكثر تحاول دراسة جميع أبعاد آثارهم في وقت واحد‪.‬‬
‫"إما البيئة أو التنمية" هو فصل بينهما غير صحيح‪ .‬وتحول‬ ‫وعلى نفس األجندة وفي نفس الغرفة (المجلس العالمي‬
‫التركيز إلى "البيئة والتنمية"‪ ،‬ثم إلى "البيئة من أجل التنمية‬ ‫لألعمال التجارية من أجل التنمية المستدامة ‪ .)2007‬ومع‬
‫(انظر اإلطار ‪ .")1-1‬ينص المبدأ ‪ 1‬من جدول أعمال‬ ‫ازدياد طلب المستهلك على المنتجات "الخضراء"‪ ،‬وضعت‬
‫القرن ‪ 21‬على‪" :‬يأتي البشر في قلب االهتمامات من أجل‬ ‫بعض المؤسسات التجارية قوانين بيئية تطوعية‪ ،‬أو اتبعت‬
‫التنمية المستدامة‪ .‬فلهم الحق في حياة صحية ومنتجة‬ ‫قوانين وضعتها منظمات غير حكومية وحكومات‬
‫منسجمة مع الطبيعة‪".‬‬ ‫(‪ ،)Prakash 2000‬وبدأت شركات أخرى تراقب آثارها‬
‫على االستدامة وتبلغ عنها‪ .‬وخلصت دراسة قام بها ثمانية‬
‫ينعكس إطار العمل المعياري للتنمية البشرية في األهداف‬ ‫من قادة المؤسسات الكبرى حول الكيفية التي سوف يبدو‬
‫اإلنمائية لأللفية‪( .‬البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة‬ ‫عليها نجاح األعمال التجارية في المستقبل إلى أنه سيكون‬
‫‪ .)2006‬وبالتوقيع على األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬أقرت‬ ‫مرتبط ًا بمساعدة المجتمع في التغلب على تحديات مثل‬
‫األمم صراحة بأن تحقيق الهدف ‪ 7‬المعني باالستدامة‬ ‫الفقر‪ ،‬العولمة‪ ،‬التدهور البيئي‪ ،‬والتغير الديموغرافي‬
‫البيئية ضروري لتحقيق استئصال الفقر‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫(المجلس العالمي لألعمال التجارية من أجل التنمية‬
‫المسائل البيئية ليست مدمجة بدرجة عالية في األهداف‬ ‫المستدامة ‪.)2007‬‬
‫اإلنمائية األخرى لأللفية (البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة‬
‫‪ .)2005a‬ووجود بيئة صحية ضروري لتحقيق جميع‬ ‫أخيراً‪ ،‬صنع القرار مشارك على نحو متزايد‪ .‬فجماعات‬
‫األهداف (انظر الجدول ‪ .)1-1‬ولتحقيق تقدم حقيقي‪،‬‬ ‫المصالح تتفاعل مع بعضها بعض ًا ومع الحكومات من‬
‫يجب التسليم بالترابطات بين الهدف اإلنمائي السابع‬ ‫خالل الشبكات والحوارات والشراكات‪ .‬وقد تم إضفاء‬
‫لأللفية وغيره من األهداف اإلنمائية لأللفية ودمجها في‬ ‫الطابع المؤسسي على التفاعل بين الجماعات على‬
‫جميع أشكال التخطيط‪.‬‬ ‫المستويات المحلية والوطنية والعالمية في خطط عمل‬
‫مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية (‪ )UNCED‬ومؤتمر‬
‫وفي حين أن البيئة الصحية يمكن أن تدعم التنمية‪ ،‬فإن‬ ‫القمة العالمي للتنمية المستدامة (‪ .)WSSD‬وحث الفصل‬
‫العالقة ليست دائم ًا تبادلية‪ .‬ويوجد العديد من الرؤى‬ ‫‪ 37‬من جدول أعمال القرن ‪ 21‬البلدان على إشراك جميع‬
‫البديلة حول فوائد وأضرار التنمية الحديثة (‪Rahnema‬‬ ‫جماعات المصالح الممكنة في بناء إجماع وطني على تنفيذ‬
‫‪ .)1997‬وقد كانت هناك محاوالت للبرهنة على أن التنمية‬ ‫جدول أعمال القرن ‪ ،21‬كما شجع الفصل ‪ 28‬السلطات‬
‫مدمرة ‪ ،‬بل وعنيفة‪ ،‬للطبيعة (‪ .)Shiva 1991‬وكما يوضح‬ ‫المحلية على المشاركة في الحوار مع مواطنيها‪.‬‬
‫تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع (‪ ،)GEO-4‬فإن ممارسات‬
‫التنمية في الماضي لم تكن نافعة للبيئة في أحوال كثيرة‪.‬‬ ‫البيئة كأساس للتنمية‬
‫ومع ذلك‪ ،‬هناك فرص قائمة لجعل التنمية مستدامة‪.‬‬ ‫قبل لجنة برونتالند‪ ،‬كان "تقدم التنمية" مرتبط ًا بالتصنيع‬
‫ويقاس بالنشاط االقتصادي والزيادات في الثروة فحسب‪.‬‬
‫يثير التدهور البيئي نتيجة التنمية تساؤالت أخالقية عميقة‬ ‫وكانت الحماية البيئية يراها الكثيرون على أنها عائق‬
‫تذهب إلى ما وراء نسب التكلفة‪-‬الفائدة االقتصادية‪ .‬وربما‬
‫يكون السؤال عن العدالة هو أهم سؤال أخالقي ينشأ فيما‬ ‫اإلطار ‪ 1-1‬البيئة كأساس للتنمية‬
‫نام‬
‫يتعلق بالتغير البيئي والتنمية المستدامة‪ .‬وهناك دليل ٍ‬
‫التنمية هي عملية تعزيز رفاهية األفراد‪ .‬وتستلزم التنمية الجيدة ما يلي‪:‬‬
‫يبين يبين أن عبء التغير البيئي يحدث بعيد ًا عن أكبر‬
‫‪ n‬زيادة قاعدة األصول وإنتاجيتها؛‬
‫مستهلكي الموارد البيئية‪ ،‬الذين يشعرون بفوائد التنمية‪.‬‬ ‫‪ n‬تمكين الفقراء والمجتمعات المهمشة؛‬
‫وفي أحوال كثيرة‪ ،‬يعاني الناس الذين يعيشون في فقر في‬ ‫‪ n‬الحد من المخاطر وإدارتها؛ و‬

‫العالم النامي من التأثيرات السلبية للتدهور البيئي‪ .‬وعالوة‬ ‫‪ n‬اتخاذ منظور بعيد المدى فيما يتعلق بالعدالة ضمن وبين األجيال‪.‬‬

‫على ذلك‪ ،‬فإن تكاليف التدهور البيئي سيشعر بها الجنس‬ ‫التنمية أمر أساسي لهذه المتطلبات األربعة جميعها‪ .‬والتنمية طويلة المدى يمكن أن تتحقق فقط من خالل اإلدارة‬
‫البشري في أجيال المستقبل‪ .‬وتثار األسئلة األخالقية‬ ‫المستدامة لألصول المختلفة‪ :‬المالية والمادية والبشرية واالجتماعية والطبيعية‪ .‬وتدعم األصول الطبيعية‪ ،‬بما في‬
‫العويصة عندما يستخلص فوائد البيئة هؤالء الذين ال‬ ‫ذلك المياه والترب والنباتات والحيوانات‪ ،‬أرزاق كل الناس‪ .‬وعلى المستوى الوطني‪ ،‬تمثل األصول الطبيعية ‪ 26‬في‬
‫المائة من ثروة البلدان منخفضة الدخل‪ .‬وتقدم قطاعات مثل الزراعة وصيد األسماك وإدارة الغابات والسياحة‬
‫يتحملون العبء‪.‬‬
‫والمعادن فوائد اقتصادية واجتماعية هامة لألفراد‪ .‬ويكمن التحدي في اإلدارة الصحيحة لهذه الموارد‪ .‬وتقدم التنمية‬
‫المستدامة إطار عمل إلدارة التنمية البشرية واالقتصادية‪ ،‬بينما تضمن توظيفا ً صحيحا ً واألمثل مع مرور الوقت‬
‫عوائق التنمية المستدامة‬ ‫للبيئة الطبيعية‪.‬‬

‫على الرغم من التغيرات في الحوكمة البيئية والفهم األكبر‬ ‫المصادر‪ ،Bass 2006 :‬البنك الدولي ‪2006a‬‬
‫للصالت بين البيئة والتنمية‪ ،‬إال أن التقدم الحقيقي نحو‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪10‬‬


‫الجدول ‪ 1-1‬الروابط بين البيئة واألهداف اإلنمائية لأللفية‬

‫الروابط البيئية المختارة‬ ‫الهدف اإلنمائي لأللفية‬

‫استراتيجيات الرزق واألمن الغذائي للفقراء تعتمد غالب ًا بشكل مباشر على األنظمة اإليكولوجية الصحية وتنوع السلع والخدمات اإليكولوجية التي تقدمها‬ ‫‪.1‬استئصال الفقر المدقع والجوع‬
‫هذه األنظمة‪ .‬رأس المال الطبيعي يمثل ‪ 26‬في المائة من ثروة البلدان منخفضة الدخل‪.‬‬

‫تغير المناخ يؤثر على اإلنتاجية الزراعية‪ .‬أوزون مستوى األرض يتلف المحاصيل الزراعية‪.‬‬

‫الهواء األنظف سيقلل أمراض األطفال نتيجة تعرضهم لملوثات الهواء الضارة‪ .‬وكنتيجة‪ ،‬سيتغيبون عن مدارسهم أيام ًا أقل‪.‬‬ ‫‪ .2‬تحقيق تعليم أساسي عام‬

‫األمراض المرتبطة بالماء مثل عدوى اإلسهال تضيع على التالميد ‪ 443‬مليون يوم دراسي كل عام وتضعف إمكانية التعلم‪.‬‬

‫تلوث الهواء الداخلي والخارجي مسئول عن أكثر من ‪ 2‬مليون حالة وفاة قبل العمر المتوقع سنوياً‪ .‬والنساء الفقيرات على وجه الخصوص معرضات‬ ‫‪.3‬تشجيع المساواة بين الجنسين وتمكين‬
‫ألمراض الجهاز التنفسي‪ ،‬حيث أنهن يتعرضن إلى مستويات أعلى من تلوث الهواء الداخلي‪.‬‬ ‫النساء‬

‫تتحمل النساء والفتيات عبء جمع المياه والحطب‪ ،‬وهي مهام زادت صعوبتها بسبب التدهور البيئي‪ ،‬مثل تلوث المياه وإزالة األشجار‪.‬‬

‫أمراض الجهاز التنفسي الحادة تكون السبب الرئيسي في الوفيات بين األطفال‪ .‬فااللتهاب الرئوي يقتل من األطفال دون سن الخامسة أكثر من أي مرض‬ ‫‪ .4‬خفض معدل وفيات األطفال‬
‫آخر‪ .‬وقد تزيد العوامل البيئية مثل تلوث الهواء الداخلي عرضة األطفال لاللتهاب الرئوي‪.‬‬

‫األمراض المرتبطة بالمياه‪ ،‬مثل اإلسهال والكوليرا‪ ،‬تقتل ما يقدر بحوالي ثالثة ماليين شخص سنوي ًا في البلدان النامية‪ ،‬معظمهم أطفال دون الخامسة‪ .‬وقد‬
‫أصبح مرض اإلسهال ثاني أكبر قاتل لألطفال‪ ،‬حيث يموت ‪ 1.8‬مليون طفل كل عام (‪ 5000‬طفل يومي ًا تقريباً)‪.‬‬

‫يؤثر تلوث الهواء الداخلي وحمل األحمال الثقيلة من المياه والحطب سلب ًا على صحة النساء‪ ،‬ويمكن أن يجعلهن أقل قدرة على اإلنجاب وعرضة أكثر لخطر‬ ‫‪ .5‬تحسين صحة األمهات‬
‫المضاعفات أثناء الحمل‪.‬‬

‫يحد توفير المياه النظيفة من حدوث األمراض التي تتلف تدريجي ًا صحة األم وتسهم في وفيات األمهات‪.‬‬

‫قد يرتبط ما يصل إلى ‪ 20‬في المائة من العبء الكلي للمرض في البلدان النامية بعوامل المخاطر البيئية‪ .‬وتكون إجراءات الصحة البيئية الوقائية بنفس‬ ‫‪ .6‬مكافحة األمراض الخطيرة‬
‫أهمية معالجة الصحة بل وأحيان ًا فعالة التكلفة عنها‪.‬‬

‫تبشر األدوية الجديدة المشتقة من التنوع البيولوجي بمكافحة األمراض الخطيرة‪.‬‬

‫االتجاهات الحالية في التدهور البيئي يجب عكسها من أجل اإلبقاء على صحة وإنتاجية أنظمة العالم اإليكولوجية‪.‬‬ ‫‪.7‬ضمان االستدامة البيئية‬

‫البلدان واألقاليم الفقيرة مجبرة على استغالل مواردها الطبيعية لتوليد عائدات وتسديد ديونها الضخمة‪.‬‬ ‫‪.8‬تطوير شراكة عالمية من أجل التنمية‬

‫ممارسات العولمة الجائرة تصدر آثارها الجانبية الضارة إلى البلدان التي غالب ًا ليس لديها أنظمة حوكمة فعالة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬مأخوذ من إدارة التنمية الدولية وآخرين ‪ ،2002‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ‪ ،2006‬اليونيسيف ‪2006‬‬

‫الفرد وحياة العمل (‪.)Gore 2006‬‬ ‫التنمية المستدامة كان بطيئاً‪ .‬وتواصل حكومات كثيرة‬
‫إعداد سياسات تعنى باألمور البيئية واالقتصادية‬
‫أخرت المفاوضات الدولية بشأن حلول المشاكل البيئية‬ ‫واالجتماعية كمسائل فردية‪ .‬كما أن هناك إخفاق مستمر‬
‫العالمية تكرار ًا تقديم إجابة عن أسئلة العدالة (‪Brown‬‬ ‫في ربط البيئة والتنمية في صنع القرار (‪Dernbach‬‬
‫‪ .)1999‬على سبيل المثال‪ ،‬في حالة تغير المناخ‪ ،‬تباطئت‬ ‫‪ .)2002‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تتجاهل استراتيجيات التنمية في‬
‫المفاوضات الدولية حيال السؤال عن كيفية مقاسمة‬ ‫أحوال كثيرة الحاجة إلى الحفاظ على خدمات األنظمة‬
‫المسئوليات والعبء بين األمم‪ ،‬في ظل مستويات تاريخية‬ ‫اإليكولوجية بالذات التي تعتمد عليها أهداف التنمية طويلة‬
‫وحالية مختلفة لالنبعاثات الوطنية‪.‬‬ ‫األجل‪ .‬وهناك مثال هام‪ ،‬ظهر جلي ًا في أعقاب إعصار‬
‫كاترينا في عام ‪ ،2005‬وهو إخفاق بعض اإلدارات‬
‫أيضاً‪ ،‬أثارت مطالبة جدول أعمال القرن ‪ 21‬بتوفير‬ ‫الحكومية في إدراك الصلة بين تدمير األراضي الرطبة‬
‫مشاركة واسعة االنتشار في صنع قرار التنمية المستدامة‬ ‫الساحلية وتعرض المجتمعات الساحلية على نحو متزايد‬
‫تحديات كبيرة‪ .‬فالتنوع الهائل في المسائل التي تحتاج‬ ‫للعواصف (‪ .)Travis 2005, Fischetti 2005‬وبالنسبة‬
‫إلى أخذها بعين االعتبار في وضع سياسة التنمية‬ ‫للكثيرين‪ ،‬يكون االعتراف بأن التغير البيئي يمكن أن‬
‫المستدامة‪ ،‬إلى جانب الطموحات نحو الشفافية‪ ،‬يجعل‬ ‫يعرض رفاهية اإلنسان في المستقبل للخطر غير مالئم‪،‬‬
‫تخطيط المشاركة العامة مثبط ًا للهمة‪ .‬وإذا عوملت‬ ‫حيث أنه يتطلب مستوى غير مريح من التغيير في حياة‬

‫‪11‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫إلى أن يكون محلي ًا أو وطنياً‪ .‬وتكون اآلثار واضحة‬
‫وخطيرة إلى درجة كبيرة والضحايا من السهل تحديدهم‪.‬‬
‫وخالل العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬تم تحديد حلول فعالة‬
‫للعديد من مثل تلك المشاكل‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬التلوث‬
‫الصناعي للهواء والماء‪ ،‬تآكل التربة المحلية‪ ،‬إزالة شجر‬
‫القرم من أجل تربية المائيات‪ ،‬وانبعاثات عوادم المركبات‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬كان التقدم محدود ًا للمسائل البيئية األصعب في‬


‫إدارتها‪ ،‬التي يمكن أيض ًا اإلشارة إليها على أنها مشاكل‬
‫"دائمة" (‪ .)Janicke and Volkery 2001‬فهي مشاكل‬
‫بنيوية عميقة الجذور‪ ،‬تتعلق بالطرق التي يدار بها اإلنتاج‬
‫واالستهالك على المستويات المحلية والوطنية واإلقليمية‬
‫والعالمية‪ .‬وتميل المشاكل األصعب في إدارتها إلى أن‬
‫تكون ذات أبعاد متعددة وعالمية في نطاقها‪ .‬وبعض العلم‬
‫األساسي لعالقات السبب‪-‬التأثير يكون معروفاً‪ ،‬لكن في‬
‫أحوال كثيرة ليس بالقدر الكافي للتنبؤ بوقت بلوغ نقطة‬
‫القمة أو نقطة الالعودة‪ .‬وكثير ًا ما تكون هناك حاجة إلى‬
‫تنفيذ قياسات على نطاق واسع جداً‪ .‬وتشمل أمثلة مثل‬
‫تلك المشاكل تغير المناخ العالمي‪ ،‬الملوثات العضوية‬
‫الدائمة والفلزات الثقيلة‪ ،‬أوزون مستوى األرض‪ ،‬األمطار‬
‫الحمضية‪ ،‬التدهور واسع النطاق لمصائد األسماك‪،‬‬
‫انقراض األنواع‪ ،‬أو إدخال أنواع دخيلة للمرة األولى‪.‬‬

‫يوفر الوعي بطبيعة مشكلة بيئية ما أساس ًا لوضع‬


‫االستراتيجيات واستهداف الجهود وإيجاد وتطبيق حل‬ ‫المشاركة بسطحية ودمجت كمجرد حصة من جماعات‬ ‫تتحمل النساء والفتيات العبء األكبر لجمع‬
‫الحطب‪ ،‬وهي مهام زادت صعوبتها بسبب‬
‫مستدام‪ .‬ويقدم القسم األخير من هذا الفصل الحلول‬ ‫محددة في عمليات صنع القرار‪ ،‬فإنها بسهولة يمكن أال‬ ‫التدهور البيئي‪.‬‬
‫الممكنة ألنواع مختلفة من المشاكل البيئية‪ ،‬ويلقي بقية‬ ‫تكون أكثر من "تملق"‪ .‬ومهمة تخطيط صنع قرار متعدد‬ ‫شارك بالصور‪Christian Lambrechts :‬‬
‫التقرير الضوء عليها‪ ،‬ويناقشها الفصل ‪ 10‬إلى مدى أبعد‪.‬‬ ‫االختصاصات حديث ومتمازج وشفاف وقائم على أدلة‪،‬‬
‫ليست فقط تحدي ًا مفاهيمياً‪ ،‬بل أيض ًا توجب زيادة هائلة‬
‫رفاهية اإلنسان والبيئة‬ ‫في القدرة المحلية على الديمقراطية وصنع القرار‬
‫لكي تتحقق التنمية المستدامة‪ ،‬يجب دراسة الروابط بين‬ ‫(‪.)MacDonald and Service 2007‬‬
‫البيئة والتنمية‪ .‬وأيضاً‪ ،‬من المهم األخذ بعين االعتبار‬
‫الهدف النهائي للتنمية‪ :‬رفاهية اإلنسان‪ .‬جعلت نشأة أفكار‬ ‫صعبت كثير من التغيرات االجتماعية واالقتصادية‬
‫التنمية مفهوم رفاهية اإلنسان محوري ًا لمناقشة السياسة‪.‬‬ ‫والتكنولوجية الموصوفة الحق ًا في هذا الفصل تنفيذ‬
‫ورفاهية اإلنسان هي محصلة التنمية‪ .‬كما أن رفاهية‬ ‫التوصيات في تقرير مستقبلنا المشترك‪ .‬وكما هو موضح‬
‫اإلنسان وحالة البيئة مترابطان بقوة‪ .‬ومن أهداف هذا‬ ‫باألمثلة في فصول أخرى أيضاً‪ ،‬فإن التغيرات مثل عدد‬
‫التقرير الجوهرية البرهنة على كيفية وجود آثار للتغيرات‬ ‫السكان المتنامي واستهالك الطاقة المتزايد كان لهما أثر‬
‫البيئية على رفاهية اإلنسان‪ ،‬وإظهار أهمية البيئة لرفاهية‬ ‫هائل على البيئة‪ ،‬يتحدى قدرة المجتمع على تحقيق التنمية‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫المستدامة‪.‬‬

‫تعريف رفاهية اإلنسان‬ ‫أخيراً‪ ،‬أثرت طبيعة المشاكل البيئية على فعالية‬
‫تعريف رفاهية اإلنسان (انظر اإلطار ‪ )2-1‬ليس باألمر‬ ‫االستجابات الماضية‪ .‬ويمكن عرض معلومات المشاكل‬
‫السهل‪ ،‬وذلك بسبب الرؤى البديلة حول ما تعنيه‪ .‬وبتعبير‬ ‫البيئية على طوال تسلسل من "مشاكل لها حلول مختبرة"‬
‫بسيط‪ ،‬فإن رفاهية اإلنسان يمكن تصنيفها وفق ًا لثالث‬ ‫إلى "مشاكل ناشئة (أو دائمة) معروفة بدرجة أقل"‬
‫رؤى‪ ،‬لكل منها تداعيات مختلفة على البيئة‪:‬‬ ‫(‪ .)Speth 2004‬ومع المشاكل التي لها حلول مختبرة‪،‬‬
‫تكون عالقات السبب‪-‬التأثير معروفة جداً‪ .‬ويتجه المقياس‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪12‬‬


‫تحقيق ما يريدون أن يكونوا عليه وما يريدون أن يفعلوه‪،‬‬ ‫‪ n‬الموارد التي يمتلكها الناس‪ ،‬مثل المال وغيره من‬
‫وهذا الفهم الجديد لرفاهية اإلنسان له جوانب هامة كثيرة‪.‬‬ ‫األصول‪ .‬فالثروة ينظر إليها على أنها موصل‬
‫أوالً‪ ،‬ينظر إلى تعددية األبعاد على أنها مقوم هام لرفاهية‬ ‫للرفاهية‪ .‬وهذه الرؤية ترتبط على نحو وثيق بمفهوم‬
‫اإلنسان‪ .‬وهكذا‪ ،‬ينظر إلى أثر البيئة على رفاهية اإلنسان‬ ‫االستدامة الضعيفة‪ ،‬الذي يحاول أن يبرهن على أن‬
‫وفق ًا ألبعاد مختلفة كثيرة‪.‬‬ ‫الخسائر البيئية يمكن أن تعوضها الزيادات في رأس‬
‫المال المادي (اآلالت) (‪ .)Solow 1991‬وأن البيئة‬
‫ثانياً‪ ،‬يعتبر الحكم الذاتي مقوم ًا بارز ًا للناس‪ ،‬وللرفاهية‪.‬‬ ‫يمكن أن تسهم في التنمية فقط كوسيلة لتعزيز النمو‬
‫ويمكن تعريف الحكم الذاتي على نحو أوسع بأنه السماح‬ ‫االقتصادي‪.‬‬
‫للناس بأن يقوموا باختيارات فردية أو جماعية‪ .‬وبعبارة‬ ‫‪ n‬كيفية شعور الناس حيال حياتهم (رؤاهم الشخصية)‪.‬‬
‫أخرى‪ ،‬يتطلب معرفة إذا كان شخص ما‪ ،‬رجل أو امرأة‪،‬‬ ‫تأخذ تقييمات األفراد ألحوالهم الحياتية بعين االعتبار‬
‫راض أن يؤخذ بعين االعتبار الموارد والرؤى الذاتية‬ ‫أهمية البيئة الجوهرية لتحقيق الرضا عن الحياة‪.‬‬
‫والقدرة على االختيار والعمل‪ .‬وهذا المفهوم لرفاهية‬ ‫ووفق ًا لهذه الرؤية‪ ،‬فإن الناس تقيم البيئة من حيث‬
‫اإلنسان يلقي الضوء على أهمية فهم ما إذا كان األفراد‬ ‫جوانبها التقليدية أو الثقافية (‪Diener 2000, Frey‬‬
‫ببساطة متفرجين سلبيين لتدخالت السياسة‪ ،‬أم‪ ،‬في واقع‬ ‫‪.)and Stutzer 2005‬‬
‫األمر‪ ،‬عوامل إيجابية في المصير الذي يخصهم‪.‬‬ ‫‪ n‬ما يمكن للناس أن يكونوا عليه وما يمكن أن يفعلوه‪.‬‬
‫تركز هذه الرؤية على ما تسمح به البيئة لألفراد ألن‬
‫سياق رفاهية اإلنسان‬ ‫يكونوا عليه وأن يفعلوه (‪Sen 1985، Sen 1992،‬‬
‫تتأثر إمكانية قيام األفراد والمجتمعات واألمم باختياراتهم‬ ‫‪ .)Sen 1999‬وهي تشير إلى أن البيئة توفر األساس‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬وتعظيم الفرص لتحقيق األمن والصحة‬ ‫لفوائد كثيرة‪ ،‬مثل الغذاء الصحيح‪ ،‬تجنب ال َمرَضية‬
‫الجيدة‪ ،‬وتلبية االحتياجات المادية والحفاظ على العالقات‬ ‫غير الضرورية والوفيات قبل العمر المتوقع‪ ،‬التمتع‬
‫االجتماعية بعوامل كثيرة مترابطة مثل الفقر والظلم ونوع‬ ‫باألمن واحترام الذات‪ ،‬والمشاركة في حياة المجتمع‪.‬‬
‫الجنس‪ .‬ومن الضروري االنتباه إلى كيفية ارتباط هذه‬ ‫وتقدير البيئة يكون أبعد من دورها كمولد للدخل‪،‬‬
‫العوامل ببعضها بعضاً‪ ،‬وبالبيئة‪.‬‬ ‫وآثارها على رفاهية اإلنسان ينظر إليها على أنها‬
‫متعددة األبعاد‪.‬‬
‫الفقر والظلم‬
‫وهو ينطوي على مستوى رفاهية منخفض‪ ،‬مع نتائج مثل‬ ‫ارتقى تطور هذه األفكار من األولى إلى الثالثة‪ ،‬مع إيالء‬
‫الصحة الرديئة‪ ،‬الوفاة قبل العمر المتوقع وال َمرَضية‪،‬‬ ‫أهمية متزايدة للفرص الحقيقية حيث يكون على الناس‬

‫اإلطار ‪ 2-1‬رفاهية اإلنسان‬

‫‪ n‬األمان يرتبط باألمان الشخصي والبيئي‪ .‬ويشمل الوصول إلى الموارد الطبيعية وغيرها‬ ‫رفاهية اإلنسان هى مدى ما يكون لألفراد من قدرة وفرصة ليعيشوا نوعيات حياة تجعلهم‬
‫والتخلص من العنف والجريمة والحروب (تحرضها الموجهات البيئية) وكذلك األمان من‬ ‫يقدرونها‪.‬‬
‫الكوارث الطبيعية والتي يسببها اإلنسان‪.‬‬
‫‪ n‬العالقات االجتماعية تشير إلى السمات اإليجابية التي تحدد التفاعالت بين األفراد‪ ،‬مثل‬ ‫تتشكل قدرة األفراد على السعي من أجل نوعيات الحياة التي يقدرونها من مجموعة كبيرة من‬
‫التماسك االجتماعي والتبادلية واالحترام المتبادل والعالقات الجيدة بين الجنسين والعالقات‬ ‫الحريات المفيدة‪ .‬وتشمل رفاهية اإلنسان األمان الشخصي والبيئي والوصول إلى المواد من أجل‬
‫األسرية والقدرة على مساعدة اآلخرين وإعالة األطفال‪.‬‬ ‫حياة وصحة وعالقات اجتماعية جيدة‪ ،‬وجميعها مرتبط ارتباطا ً وثيقا ً باآلخر‪ ،‬وتؤكد على حرية‬
‫االختيارات والتصرف‪:‬‬
‫تتطلب زيادة الفرص الحقيقية لدى األفراد لتحسين حياتهم التعامل مع كل هذه العناصر‪.‬‬ ‫‪ n‬الصحة هي حالة رفاهية مادية وعقلية واجتماعية كاملة‪ ،‬وليس عدم وجود مرض أو اعتالل‬
‫ويرتبط ذلك ارتباطا ً وثيٍقا ً بالنوعية البيئية واستدامة خدمات النظام اإليكولوجي‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن‬ ‫فحسب‪ .‬وال تقتصر الصحة الجيدة على القوة البدنية والعافية‪ ،‬ولكن أيضا ً التخلص من‬
‫عمل تقييم ألثر البيئة على رفاهية األفراد باكتشاف أثر البيئة على هذه العناصر المختلفة‬ ‫المرض الممكن تجنبه وبيئة مادية صحية والوصول على الطاقة والمياه اآلمنة والهواء‬
‫لرفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫النظيف‪ .‬ويتضمن ما يستطيع الفرد أن يكون عليه ويفعله ضمن أشياء أخرى‪ ،‬القدرة على أن‬
‫يظل سليما ً جسمانيا ً وعقليا ً والحد من اإلجهاد المرتبط بالصحة وضمان الوصول إلى‬
‫الرعاية الطبية‪.‬‬
‫‪ n‬االحتياجات المادية ترتبط بالوصول إلى سلع وخدمات النظام اإليكولوجي‪ .‬ويتضمن األساس‬
‫المادي للحياة الجيدة األرزاق اآلمنة والكافية والدخل واألصول والغذاء الكافي والمياه النظيفة‬
‫في جميع األوقات والمأوى والملبس والوصول إلى الطاقة للتدفئة والتبريد والوصول إلى‬
‫السلع‪.‬‬

‫المصادر‪ :‬تقرير األلفية ‪Sen 1999 ،2003‬‬

‫‪13‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫االنتقال من مجموعة أو فئة أو مستوى اجتماعي إلى آخر‪.‬‬ ‫واألمية‪ .‬وعادة يكون مدفوع ًا بالسيطرة غير الوافية على‬
‫وربما يكون التدهور البيئي مسئو ًال عن حبس األفراد‬ ‫الموارد‪ ،‬والتمييز (بما في ذلك التمييز تبع ًا للعرق أو‬
‫ضمن سبل ذات قابلية انتقال منخفضة‪ ،‬مما يحد من‬ ‫الجنس)‪ ،‬وقلة الوصول إلى األصول المادية والرعاية‬
‫فرص تحسين رفاهيتهم‪.‬‬ ‫الصحية والتعليم (األمم المتحدة ‪.)2004‬‬

‫العرضة للخطر‬ ‫يشير الظلم إلى التوزيع المنحرف لشيء ذي قيمة‪ ،‬مثل‬
‫تتضمن العرضة للخطر تآلف ًا من التعرض للخطر‬ ‫الدخل‪ ،‬الرعاية الطبية‪ ،‬أو المياه النظيفة‪ ،‬بين األفراد أو‬
‫والحساسية للخطر‪ ،‬والعجز عن التغلب على التغير البيئي‬ ‫الجماعات‪ .‬ويظل الوصول غير العادل للموارد البيئية‬
‫أو التكيف معه‪ .‬وفي غالبية األحوال‪ ،‬يكون الفقراء أكثر‬ ‫مصدر ًا هام ًا للظلم بين األفراد‪ .‬والعدالة هي أن يعالج‬
‫عرضة لخطر التغير البيئي‪ .‬ويمكن تحديد أنماط عامة‬ ‫ترتيب اجتماعي ما المساواة فيما يتعلق بشيء ذي قيمة‪.‬‬
‫للعرضة لخطر التغيرات البيئية واالجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫ويُستخدم التحليل التوزيعي لتقييم مقومات رفاهية اإلنسان‬
‫بحيث يمكن لواضعي السياسة االستجابة لها‪ ،‬ليتيحوا‬ ‫الموزعة بغير إنصاف بين األفراد وفق ًا لعوامل عشوائية‪،‬‬
‫الفرص لتقليل العرضة للخطر‪ ،‬بينما يحمون البيئة‪ .‬ويقيم‬ ‫مثل الجنس والعمر والدين والعرق‪ .‬وعندما يركز تحليل‬
‫الفصل ‪ 7‬عرضة نظام البيئة‪-‬اإلنسان للضغوط المتعددة‬ ‫لهذا التوزيع على نهايته األدنى‪ ،‬فإنه يشير إلى الفقر‪.‬‬
‫(الموجهات والضغوط)‪.‬‬
‫قابلية االنتقال‬
‫عدم المساواة بين الجنسين‬ ‫عند رؤية الظلم في منظور حيوي‪ ،‬فإن فهم الظلم والفقر‬ ‫تضع تقييمات األفراد لظروفهم المعيشية في‬
‫االعتبار األهمية الجوهرية للبيئة من أجل‬
‫ال يمكن لتحليل ما لآلثار التوزيعية للبيئة على رفاهية‬ ‫يكون أفضل من خالل مفاهيم قابلية االنتقال االجتماعي‬ ‫الرضا عن الحياة‪.‬‬
‫اإلنسان أن يتجاهل مقومات مثل نوع الجنس‪ .‬وظلم نوع‬ ‫والعرضة للخطر‪ .‬فقابلية االنتقال تتعلق بقدرة الناس على‬ ‫‪Mark Edwards/Still Pictures‬‬
‫الجنس هو أحد أكثر المظالم المستمرة في البلدان‬
‫المتقدمة والنامية على حد سواء‪ ،‬مع كون غالبية الناس‬
‫التي تعيش في فقر من النساء (شعبة السكان التابعة‬
‫لألمم المتحدة ‪ .)2005b‬وكثير ًا ما تتحمل النساء‬
‫والفتيات عبئ ًا غير متكافئ من التدهور البيئي مقارنة‬
‫بالرجال‪ .‬وفهم وضع النساء في المجتمع‪ ،‬وعالقتهم بالبيئة‬
‫ضروري لتعزيز التنمية‪ .‬وفي حاالت كثيرة‪ ،‬تتولى النساء‬
‫والفتيات مسئوليات أكبر عن اإلدارة البيئية‪ ،‬لكن‬
‫أوضاعهن في صنع القرار تكون ثانوية (‪Braidotti and‬‬
‫‪ .)others 1994‬إن النساء في حاجة ليكن في محور‬
‫استجابات السياسة (‪ .)Agarwal 2000‬وفي الوقت‬
‫ذاته‪ ،‬من المهم تجنب قولبة هذه األدوار‪ ،‬وأن تتأسس‬
‫االستجابات على تعقيدات الوقائع المحلية (‪Cleaver‬‬
‫‪.)2000‬‬

‫التغير البيئي ورفاهية اإلنسان‬


‫من النتائج الرئيسية لتقييم النظام اإليكولوجي لأللفية أن‬
‫العالقة بين رفاهية اإلنسان والبيئة الطبيعية تتوسط فيها‬
‫الخدمات التي تقدمها األنظمة اإليكولوجية (انظر اإلطار‬
‫‪ .)3-1‬وتغيرات هذه الخدمات‪ ،‬نتيجة التغييرات في البيئة‪،‬‬
‫تؤثر على رفاهية اإلنسان من خالل آثارها على األمن‪،‬‬
‫المادة األساسية لحياة جيدة‪ ،‬الصحة‪ ،‬والعالقات‬
‫االجتماعية والثقافية (تقييم األلفية ‪ .)2003‬فالناس جميع ًا‬
‫‪ -‬أغنياء وفقراء‪ ،‬مدنيون وريفيون في جميع األقاليم ‪-‬‬
‫يعتمدون على رأس المال الطبيعي‪.‬‬

‫يعتمد أفقر الناس في العالم في المقام األول على السلع‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪14‬‬


‫اإلطار ‪ 3-1‬خدمات النظام اإليكولوجي‬
‫والخدمات البيئية ألرزاقهم‪ ،‬مما يجعلهم تحديد ًا حساسين‬
‫تشمل خدمات النظام اإليكولوجي خدمات التموين‪ ،‬مثل الطعام والماء؛الخدمات التنظيمية‪ ،‬مثل السيطرة على‬ ‫وعرضة لخطر التغيرات البيئية (معهد الموارد العالمية‬
‫الفيضان والمرض؛ الخدمات الثقافية‪ ،‬مثل المنافع الروحانية واالستجمامية والثقافية؛ وخدمات الدعم‪ ،‬مثل تدوير‬ ‫‪ .)2005‬عالوة على ذلك‪ ،‬تستمد مجتمعات كثيرة في‬
‫المواد الغذائية التي تحافظ على األحوال من أجل الحياة على األرض (انظر الجدول ‪ 5-2‬في الفصل ‪ 5‬للتفاصيل)‪.‬‬
‫البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء دخلها من الموارد‬
‫المصدر‪ :‬تقييم األلفية ‪2005a‬‬ ‫البيئية‪ ،‬التي تشمل مصائد األسماك ومنتجات الغابات غير‬
‫الخشبية والحياة البرية‪.‬‬

‫العالمية (‪ )WHO‬بأن أكثر من بليون شخص في البلدان‬ ‫الصحة‬


‫اآلسيوية معرضون لمستويات من ملوثات الهواء تتجاوز‬ ‫قبل نشر تقرير مستقبلنا المشترك بوقت قصير‪ ،‬أوضح‬
‫توجيهاتها (منظمة الصحة العالمية ‪ .)2000‬وفي عام‬ ‫الحادث النووي في تشيرنوبيل األثر الكارثي الذي يمكن‬
‫‪ ،2002‬قدرت منظمة الصحة العالمية (‪ )WHO‬بأن أكثر‬ ‫أن يسببه التلوث على الصحة‪ .‬وبعد عشرين عاماً‪ ،‬بينما ال‬
‫من ‪ 800000‬شخص توفوا قبل العمر المتوقع بسب‬ ‫يزال ضحايا تشيرنوبيل يصارعون المرض‪ ،‬ال تزال صحة‬
‫التلوث الخارجي بالجسيمات الدقيقة أقل من ‪ 10‬ميكرون‬ ‫أعداد ال تحصى من أناس آخرين حول العالم متأثرة‬
‫(جسيمات دقيقة قطرها أصغر من ‪ 10‬ميكرومتر) و‪1.6‬‬ ‫بالتغييرات التي يسببها اإلنسان للبيئة‪ .‬فالتغيرات التي‬
‫مليون شخص بسبب التلوث الداخلي بالجسيمات الدقيقة‬ ‫تؤثر على توفير الخدمات‪ ،‬بما في ذلك المياه‪ ،‬يمكن أن‬
‫أقل من ‪ 10‬ميكرون (منظمة الصحة العالمية ‪)2002‬‬ ‫تؤثر على صحة اإلنسان‪ .‬والتغيرات التي تؤثر على تنظيم‬
‫(انظر الفصل ‪.)2‬‬ ‫الخدمات تؤثر على الصحة من خالل نشر الحشرات الناقلة‬
‫لألمراض والملوثات في المياه والهواء (تقييم األلفية‬
‫يلقي الفصل ‪ 4‬الضوء على كيف أن االستغالل المفرط‬ ‫‪ .)2003‬وتقريب ًا ربع جميع األمراض يتسبب فيها التعرض‬
‫لألنظمة اإليكولوجية للمياه العذبة وتلوثها ‪ -‬األنهار‬ ‫البيئي (منظمة الصحة العالمية ‪.)2006‬‬
‫والبحيرات واألراضي الرطبة والمياه الجوفيه ‪ -‬له آثار‬
‫مباشرة على رفاهية اإلنسان‪ .‬ومع أن الوصول إلى المياه‬ ‫في الفصل ‪ ،2‬ورد أن تلوث هواء الحضر هو أحد أكثر‬
‫النظيفة والصرف الصحي قد شهدا تحسناً‪ ،‬إال أنه في‬ ‫المشاكل البيئية انتشاراً‪ ،‬حيث يؤثر على الصحة في جميع‬
‫عام ‪ 2002‬افتقر أكثر من ‪ 1.1‬بليون شخص إلى الوصول‬ ‫أقاليم العالم تقريباً‪ .‬وفي حين أن تلوث الهواء انخفض في‬
‫تتأثر العالقة بين رفاهية اإلنسان والبيئة‬ ‫إلى المياه النظيفة و‪ 2.6‬بليون شخص إلى الصرف‬ ‫بلدان صناعية كثيرة‪ ،‬إال أنه ازداد في أقاليم أخرى‪،‬‬
‫الطبيعية بالخدمات التي تقدمها األنظمة‬
‫اإليكولوجية‪.‬‬
‫الصحي (منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ‪.)2004‬‬ ‫خصوص ًا في آسيا‪ .‬وهنا‪ ،‬ارتبط النمو السكاني السريع‬
‫شارك بالصور‪Joerg Boethling/Still :‬‬
‫وسنوياً‪ ،‬يموت ‪ 1.8‬مليون طفل بسبب اإلسهال‪ ،‬مما يجعل‬ ‫والتنمية االقتصادية والتحضر باالستخدام المتزايد للوقود‬
‫‪Pictures‬‬ ‫هذا المرض ثاني أكبر قاتل لألطفال في العالم (البرنامج‬ ‫األحفوري وتدهور نوعية الهواء‪ .‬وتقدر منظمة الصحة‬

‫‪15‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫صغيرة النطاق‪ ،‬والتعدين‪ ،‬وتسربات دفن النفايات هي من‬ ‫اإلنمائي لألمم المتحدة ‪.)2006‬‬
‫بين األنشطة الرئيسية التي وضحتها الفصول ‪ 2‬و‪ 3‬و‪.4‬‬
‫أدت التغيرات في البيئة أيض ًا إلى ظهور األمراض‪ .‬فمنذ‬ ‫توجد فلزات ثقيلة كثيرة‪ ،‬مثل الزئبق والرصاص‪ ،‬في المياه‬
‫عام ‪ ،1980‬ظهر أكثر من ‪ 35‬مرض ًا معدي ًا أو اتخذوا‬ ‫والرواسب‪ ،‬وهما مصدر قلق كبير حيث يمكن أن يتراكما‬
‫أهمية جديدة‪ .‬ومن بينها األمراض الناشئة التي لم تكن‬ ‫في أنسجة اإلنسان والكائنات الحية األخرى (اليونيسكو‬
‫معروفة سابقاً‪ ،‬مثل مرض نقص المناعة البشرية (‪)HIV‬‬ ‫‪ .)2006‬وتسهم أنشطة عديدة في التلوث بالفلزات الثقيلة‪.‬‬
‫وسارس وأنفلونزا الطيور (‪ ،)H5N1‬وأيض ًا أمراض كان‬ ‫فحرق الفحم‪ ،‬والترميد (التحويل إلى رماد)‪ ،‬والصرف‬
‫يعتقد فيما مضى أنه يمكن السيطرة عليها مثل حمى‬ ‫الزراعي‪ ،‬والتصريفات الصناعية‪ ،‬واألنشطة الصناعية‬

‫اإلطار ‪ 4-1‬تجارة لحوم الحيوانات البرية‬

‫تشير تقديرات إلى أن الناس الذين يعيشون في حوض الكونغو يستهلكون ما بين ‪ 1.1‬إلى ‪3.4‬‬ ‫تجارة لحوم الحيوانات البرية في أفريقيا الوسطى وأسواق الحياة البرية في آسيا هي هما مثاالن‬
‫مليون طن من الكتل األحيائية لحيوانات برية نيئة‪ ،‬أو لحوم حيوانات برية‪ .‬وقد أهلكت تجارة لحوم‬ ‫لنشاطين يؤثران على البيئة وينطويان على خطر ظهور األمراض‪ .‬ففي فيتنام‪ ،‬تدر تجارة الحياة‬
‫الحيوانات البرية والصيد التجاري للحيوانات البرية‪ ،‬القسم األعظم من أعداد الحيوانات المهددة‬ ‫البرية غير الشرعية حاليا ً ‪ 20‬مليون دوالر أمريكي سنويا ً‪ .‬ولحوم الحيوانات البرية هي مصدر هام‬
‫باالنقراض من األنواع المعمرة مثل حيوانات الشمبانزي‪ .‬والتجارة عالمية بطبيعتها‪ ،‬وقد وجد لحم‬ ‫للبروتين والدخل لسكان الغابات والقرويين الفقراء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الطلب التجاري على لحوم‬
‫الحيوان الرئيس حتى في أسواق بباريس ولندن وبروكسل ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس‬ ‫الحيوانات البرية كان يتزايد نتيجة لالستهالك الحضري‪ ،‬من مطاعم لحوم الحيوانات البرية‬
‫ومونتريال وتورنتو‪ .‬ومالمسة دم وسوائل جسم الحيوان الرئيس أثناء الصيد والذبح عرضت الناس‬ ‫ومتاجر األدوية‪ ،‬بل أيضا ً من األسواق في البلدان المجاورة‪ .‬ومعدالت حصاد الحياة البرية ال تحافظ‬
‫إلى فيروسات غير معروفة‪ .‬وبين عامي ‪ 2000‬و‪ ،2003‬تفشت ‪ 13‬من ‪ 16‬حالة لفيروس إيبوال في‬ ‫على االستدامة‪ ،‬وتهدد بانقراض أنواع مثل حيوان زباد الساحل صغير األسنان‪.‬‬
‫الجابون وجمهورية الكنغو نتيجة التعامل مع جثث لحيوان الغوريال أو الشمبانزي‪ .‬وتثبت دراسة‬
‫حديثة إصابة األفراد الذين يمارسون صيد الحيوانات البرية في ريف الكاميرون بالفيروس الرغوي‬ ‫في أسواق الحياة البرية‪ ،‬تحتك الثدييات والطيور والزواحف وعشرات األنواع األخرى بعدد ال يحصى‬
‫القردي (‪ )SFV‬وفيروس الخلية تي الليمفاوية البشري‪.‬‬ ‫من الناس‪ ،‬مما يزيد فرصة انتقال المرض‪ .‬وليس مفاجأة‪ ،‬أنه أثناء وباء متالزمة الجهاز التنفسي‬
‫الحادة (سارس) في عام ‪ ،2003‬كان بعض أوائل المرضي في إقليم جواندونج بالصين يعملون في‬
‫بيع أو تجهيز الحياة البرية للطعام‪ .‬وربما انتشر المرض أوال ً إلى اإلنسان من قطط الزباد أو‬
‫الخفافيش في أسواق الحياة البرية المحلية‪ .‬ومن خالل سفر اإلنسان جوا ً‪ ،‬انتشر مرض سارس‬
‫سريعا ً في ‪ 25‬بلدا ً عبر القارات الخمس‪ .‬ومع أكثر من ‪ 700‬مليون شخص يسافرون جوا ً سنويا ً‪،‬‬
‫يمكن أن تزداد تفشيات األمراض بسهولة لتصبح أوبئة عالمية االنتشار‪.‬‬

‫المصادر‪Bell and others 2004, Brown 2006, Goodall 2005, Fa and others 2007, Karesh and others 2005, Leroy and others 2004, Li and others 2005, Peiris and others 2004, Peterson 2003, Wolfe :‬‬
‫‪and others 2004, Wolfe and others 2005‬‬

‫يتزايد الطلب التجاري على لحوم الحيوانات البرية ومعدالت حصاد الحياة البرية تضر باالستدامة‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Lise Albrechtsen :‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪16‬‬


‫الزراعي ألفريقيا (‪ .)Spencer 2001‬وتشير دراسة عن‬ ‫الضنك والمالريا والطاعون الدبلي (‪Karesh and‬‬
‫األسر في إقليم ماسفينجو في جنوب شرق زيمبابوي إلى‬ ‫‪ ،others 2005‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2005a‬‬
‫أن ‪ 51‬في المائة من الدخول تأتي من الزراعة‪ ،‬وأن‬ ‫كما أن التغيرات التي تحدث بفعل اإلنسان للبيئة‪ ،‬مثل‬
‫إجمالي الدخل من البيئة يبلغ معدله ‪ 66‬في المائة‬ ‫تغير المناخ وتغير استخدام األرض والتفاعل مع الحياة‬
‫(‪ .)Campbell and others 2002‬وحيثما تتدهو‬ ‫البرية (انظر اإلطار ‪ ،)4-1‬كانت وراء هذا التحول الوبائي‬
‫الموارد‪ ،‬تكون األرزاق في خطر‪ .‬وفقد الغابات ربما يقلل‬ ‫الحديث (‪.)McMichael 2001, McMichael 2004‬‬
‫توافر الطعام وموارد الطاقة ومنتجات الغابات األخرى‪،‬‬ ‫ويزيد احتكاك اإلنسان المتنامي بالحياة البرية‪ ،‬نتيجة‬
‫التي‪ ،‬في مجتمعات كثيرة‪ ،‬تدعم التجارة وكسب الدخل‪.‬‬ ‫ضغط السكان على الموارد البيئية المتبقية التي لم تتغير‬
‫نسبياً‪ ،‬من فرصة تبادل الكائن المُمرض (‪Wolfe and‬‬
‫هناك دليل متزايد يبين أن االستثمار في حفظ النظام‬ ‫‪ .)others 1998‬والعولمة‪ ،‬بدورها‪ ،‬لها أثر على ظهور‬
‫اإليكولوجي‪ ،‬مثل إدارة مستجمعات المياه‪ ،‬يؤدي إلى دخل‬ ‫المرض حيث أن عوامل المرض يكون لديها الفرصة‬
‫زائد للفقراء الريفيين‪ .‬ففي مستجمع مياه أدجاون بالهند‪،‬‬ ‫لالنتقال إلى بيئات مالئمة جديدة وااللتقاء بسكان جدد‬
‫زاد عدد أيام العمل السنوية (العمل مدفوع األجر) لكل‬ ‫معرضين للخطر‪ .‬وينص تقرير حديث لبرنامج األمم‬
‫عامل من ‪ 75‬يوم ًا قبل استعادة مستجمع المياه إلى ‪200‬‬ ‫المتحدة للبيئة (‪ )UNEP‬حول أنفلونزا الطيور والبيئة على‪:‬‬
‫يوم بعد اكتمال ترميمه (‪.)Kerr and others 2002‬‬ ‫"إذا كان ممكن ًا تقليل انتقال الذرية اآلسيوية لفيروس‬
‫وفي فيجي‪ ،‬أدى تقوية نظام إدارة "حظر الصيد" التقليدية‬ ‫‪ H5N1‬بين األسراب المحلية والطيور البرية‪ ،‬فسيكون من‬
‫من أجل تعزيز تعافي الحياة البحرية إلى زيادة بنسبة‬ ‫الضروري اتخاذ إجراءات لتقليل االحتكاك بينها‪.‬‬
‫‪ 35-43‬في المائة في الدخل على مدار ثالثة أعوام (انظر‬ ‫واستعادة صحة األرض الرطبة سوف يقلل حاجة الطيور‬
‫اإلطار ‪( )7-13‬معهد الموارد العالمية ‪ .)2005‬وفي‬ ‫البرية المهاجرة إلى مشاركة الموطن مع الطيور الداجنة‬
‫مشروع رائد إلدارة مستجمع مياه بقيادة الناس في الهند‪،‬‬ ‫المحلية" (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2006‬‬
‫أدى تنفيذ خطة تجديد متشارك إلى إنقاص المسافة إلى‬
‫مستوى المياة الجوفية إلى النصف‪ ،‬ومضاعفة أرض‬ ‫االحتياجات المادية‬
‫الري‪ ،‬وزيادة في إجمالي الدخل الزراعي للقرية من حوالي‬ ‫يعتمد الناس على الموارد الطبيعية لتلبية احتياجاتهم‬
‫‪ 55000‬دوالر أمريكي في عام ‪ ،1996‬قبل تجديد‬ ‫األساسية‪ ،‬مثل الطعام والطاقة والمياه والمسكن‪ .‬وفي‬
‫مستجمع المياه‪ ،‬إلى حوالي ‪ 235000‬دوالر أمريكي في‬ ‫مجتمعات كثيرة‪ ،‬خصوص ًا في البلدان النامية‪ ،‬تسهم‬
‫عام ‪ ،D’Souza and Lobo 2004( 2001‬معهد‬ ‫الموارد البيئية‪ ،‬بما في ذلك المصائد السمكية والخشب‬
‫الموارد العالمية ‪.)2005‬‬ ‫ومنتجات الغابات غير الخشبية والحياة البرية‪ ،‬مباشرة في‬
‫الدخل واألصول المادية األخرى الالزمة لتحقيق حياة‬
‫األمن‬ ‫يقدرها اإلنسان‪ .‬وترتبط القدرة على تلبية االحتياجات‬
‫يدمج األمن النواحي االقتصادية والسياسية والثقافية‬ ‫المادية بقوة بتوفير وتنظيم ودعم خدمات األنظمة‬
‫واالجتماعية والبيئية (‪.)Dabelko and others 2000‬‬ ‫اإليكولوجية (تقييم األلفية ‪.)2003‬‬
‫فهو يشمل التحرر من تهديدات الضرر الجسدي‪ ،‬ومن‬
‫العنف‪ ،‬والجريمة والحرب‪ .‬كما يعني وجود وصول مستقر‬ ‫يعتمد أكثر من ‪ 1.3‬بليون شخص على المصائد السمكية‬
‫والغابات والزراعة للعمل ‪ -‬ما يقرب من نصف جميع‬
‫اإلطار ‪ 5-1‬الرفاهية المادية من مصائد األسماك‬ ‫الوظائف في جميع أنحاء العالم (انظر اإلطار ‪( )5-1‬الفاو‬
‫يلعب قطاع صيد األسماك دورا ً هاما ً في الرفاهية المادية‪ ،‬حيث يوفر توليد الدخل وتخفيف حدة الفقر واألمن الغذائي‬
‫‪2004‬أ)‪ .‬وفي آسيا والمحيط الهادىء‪ ،‬ساهمت المصائد‬
‫في أجزاء كثيرة من العالم‪ .‬والسمك مصدر هام للبروتين‪ ،‬خاصة في العالم النامي‪ ،‬حيث يمد أكثر من ‪ 2.6‬بليون‬ ‫السمكية صغيرة النطاق بخمسة وعشرين في المائة من‬
‫شخص بما ال يقل عن ‪ 20‬في المائة من متوسط الزاد البروتيني الحيواني للفرد‪ .‬وقد تجاوز نمو سكان العالم‬ ‫إجمالي إنتاج مصائد ماليزيا والفلبين وتايالند في العقد‬
‫إجمالي تموين األسماك‪ ،‬وتشير تقديرات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) إلى أنه يتوقع حدوث عجز عالمي (انظر‬
‫المنتهي في عام ‪.)Kura and others 2004( 1997‬‬
‫الفصل ‪.)4‬‬
‫وفي أفريقيا‪ ،‬يعيش أكثر من ‪ 7‬من كل ‪ 10‬أشخاص في‬
‫في الوقت الذي زاد فيه استهالك األسماك في بعض األقاليم‪ ،‬مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية‪،‬‬ ‫مناطق ريفية‪ ،‬ويشارك معظمهم في أنشطة تعتمد على‬
‫انخفض في أقاليم أخرى‪ ،‬منها أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأوروبا الشرقية‪ .‬وكان النهيار صيد سمك القد في‬ ‫الموارد (الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ‪ .)2001‬يشكل‬
‫الساحل الشرقي الكندي في فترة الثمانينيات آثارا ً مدمرة على مجتمعات الصيد المحلية‪ ،‬وهو يوضح أن البلدان‬
‫المتقدمة ليست حصينة من التداعيات االقتصادية لسوء إدارة الموارد الطبيعية‪ .‬فقد أدى إلى بطالة ‪ 25000‬صياد‬
‫اإلنتاج المتطابق صغير النطاق نسبة هامة من الناتج‬
‫و‪ 10000‬عامل آخر (انظر اإلطار ‪ 5-2‬والشكل ‪ 7-17‬في الفصلين ‪ 5‬و‪ 7‬على التوالي)‪.‬‬ ‫المحلي اإلجمالي في بلدان أفريقية كثيرة (المعهد الدولي‬
‫لبحوث سياسات األغذية ‪ .)2004‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تشكل‬
‫المصادر‪ ،Delgado and others 2003 :‬منظمة األغذية والزراعة ‪Matthews 1995 ،2004b‬‬
‫الزراعة صغيرة النطاق أكثر من ‪ 90‬في المائة من اإلنتاج‬

‫‪17‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫قادرين على مغادرة المدينة‪ .‬وكان الناس الضعفاء صحي ًا‬ ‫وموثوق إلى الموارد‪ ،‬والقدرة على اإلحساس باألمان من‬
‫أو يفتقرون إلى القوة الجسدية احتماالت نجاتهم أقل من‬ ‫الكوارث الطبيعية والبشرية‪ ،‬والقدرة على تخفيف حدة‬
‫إعصار تسونامي في المحيط الهندي في عام ‪.2004‬‬ ‫الصدمات والضغوط والتجاوب معها‪ .‬والموارد البيئية هي‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬في القرى الواقعة في شمال آتشيه في‬ ‫جزء هام من أرزاق ماليين الناس‪ ،‬وعندما تهدد التغيرات‬
‫إندونيسيا‪ ،‬شكلت النساء ما يصل إلى ‪ 80‬في المائة من‬ ‫البيئية هذه الموارد‪ ،‬فإنها تهدد أيض ًا أمن الناس‪" .‬في‬
‫الوفيات (‪ .)Oxfam 2005‬وفي سري النكا‪ ،‬لوحظ أيض ًا‬ ‫قلب التنمية المستدامة يكمن التوازن الدقيق بين أمن‬
‫معدل وفيات مرتفع بين جماعات أخرى معرضة للخطر‪:‬‬ ‫اإلنسان والبيئة" (لجنة األمن البشري ‪.)2006‬‬
‫األطفال والكهول (‪.)Nishikiori and others 2006‬‬
‫لقد أظهرت األرض عالمات واضحة على االحترار طوال‬
‫يمكن للتغير البيئي أن يؤثر أيض ًا على األمن من خالل‬ ‫القرن الماضي‪ .‬وتصنف أحد عشر من االثني عشر عام ًا‬
‫التغيرات في توفير الخدمات‪ ،‬التي تمد الطعام والسلع‬ ‫الماضية (‪ )1995-2006‬من بين االثني عشر عام ًا األكثر‬
‫األخرى‪ .‬ولقد كانت ندرة الموارد المشتركة مصدر ًا للنزاع‬ ‫احترار ًا في السجل اآللي لدرجة الحرارة السطحية‬
‫وعدم االستقرار االجتماعي (‪deSombre and Barkin‬‬ ‫العالمية‪( .‬منذ عام ‪( )1850‬الهيئة الحكومية الدولية‬
‫‪ .)2002‬وما تزال الخالفات حول كمية المياه ونوعيتها‬ ‫المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007‬وكما يصور الفصل ‪ ،2‬فإن‬
‫مستمرة في أجزاء عديدة من العالم‪ .‬والتدهور الواضح‬ ‫تغير المناخ من المحتمل جد ًا أن يؤثر على الخدمات‬
‫للموارد الطبيعية لجزيرة إيستر بواسطة سكانها‬ ‫التنظيمية اإليكولوجية‪ ،‬مما يؤدي إلى تزايد تكرار مخاطر‬
‫البولينيزيين‪ ،‬والصراع الناتج عن ذلك بين العشائر‬ ‫الطقس المتطرف وحدتها في أقاليم كثيرة حول العالم‬
‫والزعماء يقدم توضيح ًا حي ًا لمجتمع دمر نفسه باالستغالل‬ ‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪،)2007‬‬
‫المفرط للموارد النادرة (‪ .)Diamond 2005‬فالموارد‬ ‫وعدم أمن أكبر لكثير من سكان العالم (‪Conca and‬‬
‫الطبيعية يمكن أن تلعب دور ًا هام ًا في النزاعات المسلحة‪.‬‬ ‫‪ .)Dabelko 2002‬وستحل آثار أحداث الطقس‬
‫وقد كانت في أحوال كثيرة وسيلة لتمويل الحرب (انظر‬ ‫المتطرف على البلدان النامية على نحو غير متكافئ‪ ،‬مثل‬
‫اإلطار ‪ .)6-1‬كما أن النزاعات المسلحة تم استغاللها‬ ‫الدول الجزرية الصغيرة النامية (‪( )SIDS‬انظر الشكل‬
‫أيض ًا كوسيلة للوصول إلى الموارد (‪،)Le Billion 2001‬‬ ‫‪ ،)2-1‬وأيض ًا على الفقراء في جميع البلدان (الهيئة‬
‫ويمكن أن تدمر الموارد البيئية‪.‬‬ ‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007‬فأثناء‬
‫إعصار كاترينا في الواليات المتحدة في عام ‪ ،2005‬كان‬
‫يمكن أن يسهم انعدام األمن بسبب الحوكمة السيئة أو‬ ‫الناس األفقر الذين ال يملكون وسيلة انتقال خاصة غير‬

‫الشكل ‪ 2-1‬عدد الناس المتأثرين بالكوارث الطبيعية في الدول الجزرية الصغيرة النامية (‪)SIDS‬‬
‫مليون‬
‫‪2‬‬
‫‪3 ,0‬‬

‫‪5 ,9‬‬

‫جزر الكاريبي‬ ‫‪2,0‬‬

‫جنوب المحيط الهادئ‬


‫‪1,8‬‬
‫غرب المحيط الهندي‬
‫‪1,6‬‬

‫‪1,4‬‬

‫‪1,2‬‬

‫‪1,0‬‬

‫‪0,8‬‬

‫‪0,6‬‬

‫مالحظة‪ :‬باستثناء الزالزل‪،‬‬


‫‪0,4‬‬
‫صور العدوى الحشرية‬
‫والثورات البركانية‪.‬‬
‫‪0,2‬‬
‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات‬
‫البيئة العالمية‪ ،‬تم جمعه من‬ ‫‪0‬‬
‫قاعدة بيانات الطوارئ والكوارث‬
‫الدولية – غير مؤرخ‬
‫‪88‬‬

‫‪89‬‬

‫‪90‬‬

‫‪91‬‬

‫‪92‬‬

‫‪93‬‬

‫‪94‬‬

‫‪95‬‬

‫‪96‬‬

‫‪97‬‬

‫‪98‬‬

‫‪99‬‬

‫‪00‬‬

‫‪01‬‬

‫‪02‬‬

‫‪03‬‬

‫‪04‬‬
‫‪87‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪18‬‬


‫الموارد الحيوية‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬كما يوضح اإلطار‬ ‫الحرب في التدهور البيئي‪ .‬فاألمن يتطلب توفر السلع ‪-‬و‪-‬‬
‫‪ ،6-1‬ربما ينتج التدهور عن التغيرات في أنماط‬ ‫الخدمات البيئية الحالية والمستقبلية‪ ،‬من خالل الحوكمة‬
‫االستيطان حيث يضطر الناس إلى الفرار من منطقة ما‬ ‫الرشيدة‪ ،‬وآليات تجنب النزاع وحله‪ ،‬ومنع الكوارث‪،‬‬
‫بسبب األعمال العدائية أو الحرب‪.‬‬ ‫والتأهب لها والتخفيف من حدتها (‪Dabelko and‬‬
‫‪others 2000, Huggins and others 2006,‬‬
‫لقد أصبح واضح ًا في األعوام المؤخرة أن اإلدارة‬ ‫‪ .)Maltais and others 2003‬فالحوكمة والمؤسسات‬
‫المشتركة للشئون البيئية مطلوبة لتسهيل التعاون عبر‬ ‫الجائرة ربما تمنعان الناس من الحصول على أرزاق آمنة‪،‬‬
‫الحدود المجتمعية والدولية لتجنب النزاع (‪Matthew‬‬ ‫وهو ما توضحه نزاعات حيازة األرض في أفريقيا الجنوبية‬
‫‪and others 2002‬؛ برنامج األمم المتحدة للبيئة‬ ‫(‪ ،)Katerere and Hill 2002‬واإلدارة الهزيلة في‬
‫‪ .)2005b‬وحالة المساعي التعاونية للتعامل مع تدهور‬ ‫مستنقعات الخث (فحم المستنقعات) في إندونيسيا‬
‫المصائد السمكية في بحيرة فيكتوريا هي مثال ممتاز على‬ ‫(‪ .)Hecker 2005‬وفي المثالين كليهما‪ ،‬يرتبط المورد‬
‫ذلك‪ .‬ويمكن أيض ًا لتعاون إدارة المياة واألنظمة‬ ‫بإحكام باألرزاق المحلية‪ ،‬وانعدام األمن ليس إلى حد بعيد‬
‫اإليكولوجية عبر الحدود الوطنية أن يدعم العادات‬ ‫جد ًا نتيجة الندرة وإنما الوصول والتوزيع الظالمان لهذه‬

‫اإلطار ‪ 6-1‬النزاع في سيراليون وليبيريا‪ ،‬واستيطان الالجئين في غينيا‬

‫تظهر صورة العام ‪ ،1974‬نقاط مبعثرة صغيرة‪ ،‬منتشرة بانتظام‪ ،‬باللون األخضر الفاتح في‬ ‫ساعدت الموارد الطبيعية‪ ،‬بما في ذلك األلماس وأشجار الخشب‪ ،‬في اندالع الحرب األهلية في‬
‫الغابات باللون األخضر الداكن التي تغطي باروتس بيك وغابات ليبيريا وسيراليون المحيطة‪ .‬وهذه‬ ‫ليبيريا وسيراليون أثناء فترة التسعينيات‪ .‬فقد كان يتم تهريب األلماس من سيراليون إلى ليبيريا‬
‫النقاط هي مجمعات قرى تحيط بها قطع أراض زراعية‪ .‬والمساحات الداكنة في أعلى يسار‬ ‫ومنها إلى السوق العالمي‪ .‬وفي منتصف التسعينيات‪ ،‬تراوحت صادرات ليبيريا الرسمية من‬
‫الصورة هي على األرجح أراض دمرتها الحرائق‪.‬‬ ‫األلماس بين ‪ 300‬مليون إلى ‪ 450‬مليون دوالر أمريكي سنويا ً‪ .‬وقد أطلق على هذه األلماسات‬
‫"ألماسات الدم" حيث ساعدت تجارتها في تمويل جماعات المتمردين والحروب المتواصلة‪ .‬وبنهاية‬
‫في صورة العام ‪ ،2002‬تظهر باروتس بيك بوضوح كمساحة ينتشر فيها اللونان الرمادي الفاتح‬ ‫الحرب في عام ‪ ،2002‬كان هناك أكثر من ‪ 50000‬قتيل و‪ 20000‬مشوه‪ ،‬ونزح ثالثة أرباع السكان‬
‫واألخضر بالتساوي يحيطها غابة ليبريا وسيراليون باللون األخضر الداكن‪ .‬وتبين األلوان الفاتحة‬ ‫في سيراليون وحدها‪.‬‬
‫إزالة األشجار في "المنطقة اآلمنة"‪ ،‬حيث شيد الالجئون معسكرهم‪ .‬وقد اندمج الكثير من‬
‫الالجئين في القرى المحلية‪ ،‬واتخذوا قطع أراض عائلية خاصة بهم بقطع مزيد من األشجار‪.‬‬ ‫عند اندالع الحروب األهلية في سيراليون وليبيريا‪ ،‬فر مئات اآلالف من الالجئين بحثا ً عن األمان في‬
‫ونتيجة لهذا‪ ،‬اندمجت النقاط المعزولة لتصبح مساحة أكبر من غابة متدهورة‪ .‬وتدمير الغابة‬ ‫غينيا‪ .‬وفي عام ‪ ،2003‬أقام حوالي ‪ 180000‬الجئ في غينيا‪ .‬وبين سيراليون وليبيريا‪ ،‬يوجد شريط‬
‫واضح خاصة في الجزء العلوي األيسر‪ ،‬حيث تظهر اآلن المناطق التي كانت خضراء في العام‬ ‫حدودي ينتمي إلى غينيا يسمى باروتس بيك (منقار الببغاء) بسبب كفاف الحدود الدولية بين‬
‫‪ 1974‬باللونين الرمادي والبني‪ ،‬وأيضا ً بسبب قطع األشجار على نطاق واسع‪.‬‬ ‫البلدين الذي يتخذ شكل الببغاء (مرسوم كخط أسود في الصورتين كليهما)‪ .‬وفي شريط األرض‬
‫هذا كان الالجئون يشكلون ‪ 80‬في المائة من سكانه المحليين‪.‬‬

‫المصادر‪ ،Meredith 2005 :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2005b‬المفوضية السامية لألمم المتحدة لشئون الالجئين ‪2006a‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2005b‬‬

‫‪19‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫فالدول الجزرية الصغيرة النامية معرضة للخطر بسبب‬ ‫الدبلوماسية للتشاور والحوار مع نتائج سياسية إيجابية‪،‬‬
‫ارتفاع مستوى سطح البحر وتزايد شدة العواصف‬ ‫بما يوحي بأن أمن اإلنسان والبيئة مرتبطان ارتباط ًا وثيق ًا‬
‫وأعدادها (‪( )Watson and others 1997‬انظر الفصل‬ ‫(‪.)Dodds and Pippard 2005‬‬
‫‪ .)7‬وتوفالو مثال لجزيرة معرضة لخطر التغير البيئي‪.‬‬
‫ورغم أن ثقافتها مرتبطة بقوة بالبيئة المحلية‪ ،‬فإن سكان‬ ‫العالقات االجتماعية‬
‫الجزيرة ينبغي أن يأخذوا بعين االعتبار االرتحال إلى‬ ‫تؤثر البيئة أيض ًا في العالقات االجتماعية بتوفير الخدمات‬
‫بلدان أخرى للفرار من مستوى سطح البحر الصاعد نتيجة‬ ‫الثقافية‪ ،‬مثل فرصة التعبير عن القيم الجمالية أو الثقافية‬
‫تغير المناخ‪ .‬وربما تضيع آليات التكيف الراسخة في مثل‬ ‫أو الروحية المرتبطة باألنظمة اإليكولوجية (تقرير األلفية‬
‫تلك الثقافات‪ ،‬مما يجعل المجتمع أقل مرونة تجاه الكوارث‬
‫الطبيعية المستقبلية (‪.)Pelling and Uitto 2001‬‬
‫اإلطار ‪ 7-1‬الكيماويات تؤثر على الشعوب القطبية‬

‫يلعب غذاء األطعمة التقليدية دور ًا هام ًا خصوص ًا في‬ ‫والتعلم‬ ‫للمالحظة‬
‫عام‪ .‬وقد‬ ‫هويتهافرص ًا‬
‫ورفاهيتها بوجه‬ ‫الطبيعيفييوفر‬ ‫فالعالم‬
‫تلعب دورا ً هاما ً‬ ‫‪.)2005a‬‬
‫بالبيئة‬ ‫جاء في الفصلين ‪ 5‬و‪ 6‬أن عالقات الشعوب المحلية‬
‫الصحة االجتماعية والثقافية والغذائية واالقتصادية‬ ‫واالستجمام واالستمتاع الجمالي‪ ،‬وجميعها لها قيمتها ألي‬
‫في‬ ‫اإليكولوجي‬ ‫النظام‬ ‫عناصر‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫ثقيلة‬ ‫وفلزات‬ ‫(‪)POPs‬‬ ‫وجدت التقييمات العلمية ملوثات عضوية دائمة‬
‫المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬وكذلك في األفراد‪ .‬وتوجد معظم هذه المواد في األنظمة اإليكولوجية وأغذية األفراد‬
‫للشعوب األصلية التي تعيش في منطقة القطب الشمالي‬ ‫بنية العالقات‬ ‫مجتمع‪ .‬وفي بعض المجتمعات‪ ،‬تعزز البيئة‬
‫في المنطقة القطبية الشمالية نتيجة اختيارات المجتمعات الصناعية في أماكن أخرى (مثل استخدام‬
‫(‪ .)Donaldson 2002‬كما يرتبط صيد الحيوانات‬ ‫ثقافات‬
‫أنحاء‬ ‫فإنجميع‬ ‫الفصل ‪،5‬‬
‫الشمالية من‬ ‫القطبية‬‫يوضح‬ ‫المنطقة‬‫وكما‬ ‫نفسها‪ .‬إلى‬ ‫االجتماعية‬
‫وتصل الملوثات‬ ‫التوكسافين المبيد للحشرات في حقول القطن)‪.‬‬
‫وصيد األسماك وجمع النباتات والثمار اللبية بالقيم‬ ‫مرتبطة ارتباط ًا وثيق ًا‬ ‫األهلية‪،‬الغذاء‪.‬‬
‫الثقافات سلسلة‬
‫خاصة‪ ،)3-1‬لتدخل‬ ‫كثيرة‪،‬‬
‫(انظر الشكل‬ ‫العالم بواسطة تيارات الريح والهواء والمياه‬

‫والممارسات التقليدية الهامة التي تكون محورية لهويتهم‬ ‫بالبيئة المحلية‪ .‬يشكل تغير المناخ قلق ًا بالغ ًا للدول‬
‫ويعتبر سكان اإلنويت في المنطقة القطبية بكندا الشرقية وجرينالند‪ ،‬أكثر عرضة من السكان في أي مكان آخر‬
‫كشعوب أصلية‪ .‬فطعامهم التقليدي معرض للخطر بسبب‬ ‫الجذور الرفيع؛‬
‫الثقافي‬ ‫وتنوعهابترك‬
‫(‪)SIDS‬المستدام‪،‬‬
‫أسلوب الحياة‬‫النامية‬ ‫الصغيرة‬
‫لهذا‪ ،‬فإن‬ ‫للملوثات العضوية الدائمة والزئبق من غذاءالجزرية‬
‫تقليدي‪ .‬ونتيجة‬
‫الملوثات البيئية (انظر اإلطار ‪ 7-1‬والشكل ‪ )3-1‬وتغير‬ ‫القديمة في الحصاد وتوزيع واستهالك الموارد المتجددة المحلية‪ ،‬مهدد بالخطر‪.‬‬
‫المناخ (انظر الفصل ‪ ،)6‬ويؤثر ذلك في جميع أبعاد‬
‫المصادر‪Doubleday 1996, Van Oostdam 2005 :‬‬
‫رفاهية الشعوب األصلية‪ .‬وتتعاظم المسألة في ضوء فقدان‬
‫بدائل يسهل الوصول إليها ومقبولة ثقافي ًا وغير مكلفة‪.‬‬
‫الشكل ‪ 3-1‬مسارات الملوثات إلى المنطقة القطبية الشمالية‬
‫وتخزين الطعام مكلف ويفتقر إلى األهمية والمعنى‬
‫الثقافيين‪ .‬وتتطلب الحلول طويلة األجل أخذ أساليب الحياة‬
‫تيارات المحيط‬
‫في منطقة القطب الشمالي بعين االعتبار عند طرح‬ ‫دوران المياه السطحية‬ ‫جرف ممتد‬
‫تيار بيوفورت‬ ‫عبر القطب‬
‫اختيارات التنمية في األقاليم الصناعية والزراعية حول‬ ‫مصب النهر‬
‫العالم (‪.)Doubleday 2005‬‬ ‫مالحظة‪ :‬تعد األنهار وتيارات‬
‫المحيطات مسارات هامة‬
‫للملوثات التي تذوب في المياه‬
‫موجهات التغير والضغوط‬ ‫وتلك التي تلتصق بالجسيمات‬
‫الموجودة في المياه‪.‬‬
‫تنجم التغيرات البيئية والتأثيرات على رفاهية اإلنسان عن‬
‫موجهات وضغوط مختلفة‪ .‬وتسبب موجهات مثل‪ ،‬التغيرات‬
‫الديموغرافية‪ ،‬الطلب االقتصادي والتجارة‪ ،‬العلم‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬وأيض ًا أطر العمل المؤسسية واالجتماعية‪-‬‬
‫السياسية‪ ،‬ضغوط ًا التي‪ ،‬بدورها‪ ،‬تؤثر على حالة البيئة‬
‫ترددات الرياح‬
‫بآثار على البيئة نفسها وعلى المجتمع والنشاط‬ ‫الشتاء‪25% :‬‬
‫االقتصادي‪ .‬وتنشأ معظم الضغوط على األنظمة‬ ‫الصيف‪5% :‬‬

‫االيكولوجية عن‪ ،‬مثالً‪ ،‬التغيرات في االنبعاثات واستخدام‬ ‫ال‬ ‫ي‪،‬‬


‫طب‬
‫حزام‬
‫األرض واستخراج الموارد‪ .‬وتشكل تحليالت االرتباطات‬ ‫بي‪،‬‬ ‫القط‬ ‫الق‬
‫م‬
‫تاء‬‫الش‬ ‫حزا ف‬
‫ال صي‬
‫التي يوضحها إطار عمل الموجهات‪-‬الضغوط‪-‬الحالة‪-‬‬ ‫مالحظة‪ :‬توفر الرياح مسار‬ ‫ال‬
‫سريع النتقال الملوثات من‬
‫اآلثار‪-‬االستجابات (موضح في دليل القارئ إلى التقرير)‬ ‫المناطق الصناعية إلى‬
‫ترددات الرياح‬
‫المنطقة القطبية وخاصة في‬
‫األساس الذي يقوم عليه تقييم تقرير التوقعات البيئة‬ ‫فصل الشتاء‪.‬‬ ‫الشتاء‪40% :‬‬
‫العالمية ‪ .)GEO-4( 4‬وخالل العقدين منذ إنعقاد لجنة‬ ‫الصيف‪10% :‬‬

‫برونتالند‪ ،‬تغيرت هذه الموجهات والضغوط‪ ،‬في أحوال‬ ‫ترددات الرياح‬


‫الشتاء‪15% :‬‬
‫كثيرة بمعدل متزايد‪ .‬والنتيجة أن البيئة تغيرت بشكل كبير‪.‬‬ ‫الصيف‪5% :‬‬
‫وال يوجد إقليم اجتنب واقع البيئة المتغيرة وآثارها الحالية‬ ‫شارك بالصور‪AMAP 2002 :‬‬
‫والقصيرة والطويلة المدى على رفاهية اإلنسان‪.‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪20‬‬


‫الشكل ‪ 4-1‬السكان حسب اإلقليم‬ ‫السكان‬
‫مليار‬
‫السكان موجه هام للتغير البيئي‪ ،‬يؤدي إلى طلب متزايد‬
‫على الغذاء والمياه والطاقة‪ ،‬ويضع ضغط ًا على الموارد‬
‫‪4,0‬‬ ‫أفريقيا‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‪3,5‬‬
‫أوروبا‬
‫الطبيعية‪ .‬والسكان اليوم ثالثة أضعاف ما كانوا عليه في‬
‫‪3,0‬‬
‫أمريكا الالتينية‬ ‫بداية القرن العشرين‪ .‬وخالل العشرين عام ًا الماضية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫‪2,5‬‬ ‫واصل تعداد السكان العالمي ارتفاعه‪ ،‬حيث زاد من ‪5‬‬
‫شمال أمريكا‬
‫‪2,0‬‬ ‫غرب آسيا‬ ‫بليون عام ‪ 1987‬إلى ‪ 6.7‬بليون في عام ‪( 2007‬انظر‬
‫‪1,5‬‬
‫الشكل ‪ ،)4-1‬بمعدل نمو سنوي متوسط ‪1.4‬في المائة‪.‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬هناك اختالفات كبيرة في النمو واضحة عبر‬
‫‪1,0‬‬
‫األقاليم‪ ،‬حيث تسجل أفريقيا وغرب آسيا معدالت نمو‬
‫‪0,5‬‬
‫عالية‪ ،‬ويستقر تعداد السكان األوروبيين (انظر الفصل ‪6‬‬
‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات البيئة‬
‫‪0‬‬
‫العالمية‪ ،‬تم جمعه من شعبة‬ ‫لمزيد من التفاصيل)‪ .‬ورغم تزايد سكان العالم‪ ،‬إال أن‬
‫السكان باألمم المتحدة ‪2007‬‬
‫‪99‬‬

‫‪01‬‬
‫‪91‬‬

‫‪03‬‬

‫‪05‬‬
‫‪89‬‬

‫‪93‬‬

‫‪95‬‬

‫‪97‬‬

‫‪07‬‬
‫‪87‬‬

‫معدل الزيادة يتباطأ (انظر اإلطار ‪.)8-1‬‬


‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ ،2007‬سيفوق سكان المدن سكان المناطق الريفية للمرة‬ ‫تؤثر الهجرات االضطرارية واالقتصادية على التغيرات‬
‫األولى في التاريخ (برنامج األمم المتحدة للمستوطنات‬ ‫الديموغرافية وأنماط االستيطان‪ ،‬وخصوص ًا على المستوى‬
‫البشرية ‪ .)2006‬ففي شمال شرق وجنوب شرق آسيا‪،‬‬ ‫اإلقليمي‪ .‬ففي عام ‪ ،2005‬كان هناك ‪ 190‬مليون مهاجر‬
‫زاد عدد السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية من‬ ‫دولي‪ ،‬مقابل ‪ 111‬مليون ًا في عام ‪ .1985‬وقد انتقل‬
‫‪ 28-29‬في المائة عام ‪ 1985‬إلى ‪ 44‬في المائة عام‬ ‫حوالي ثلث المهاجرين في العالم من بلد نام إلى بلد نام‬
‫‪ ،2005‬ومن المتوقع أن يزيدوا إلى ‪ 59‬في المائة بحلول‬ ‫آخر‪ ،‬بينما انتقل ثلث آخر من بلد نام إلى بلد متقدم (األمم‬
‫عام ‪( 2025‬بوابة بيانات تقرير توقعات البيئة العالمية‬ ‫المتحدة ‪ .)2006‬وكثير من المهاجرين الجئين أو مشردين‬
‫(‪ ،)GEO‬من شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة ‪.)2005‬‬ ‫داخلي ًا أو بدون جنسية‪ .‬وفي أواخر عام ‪ ،2005‬تم‬
‫وفي بعض المناطق‪ ،‬تزداد المناطق الحضرية بمعدل‬ ‫تصنيف ما يزيد عن ‪ 20.8‬مليون شخص على أنهم "محل‬
‫أسرع من سكان الحضر‪ ،‬وهي عملية تعرف بالزحف‬ ‫اهتمام" للجنة العليا لالجئين التابعة لألمم المتحدة (اللجنة‬
‫الحضري‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬زادت المساحة اإلجمالية‬ ‫العليا لالجئين التابعة لألمم المتحدة ‪ .)2006b‬وهؤالء‬
‫ألكبر ‪ 100‬منطقة حضرية في الواليات المتحدة إلى ‪82‬‬ ‫يشملون الالجئين والمشردين داخلي ًا واألشخاص بدون‬
‫في المائة بين عامي ‪ 1970‬و‪ .1990‬وكان النمو السكاني‬ ‫جنسية‪ .‬وقد تناقصت أعداد الالجئين على مستوى العالم‬
‫السبب في فقط نصف هذه الزيادة (‪Kolankiewicz‬‬ ‫منذ عام ‪ ،2000‬إال أنه كان هناك اتجاه صاعد في أعداد‬
‫‪( )and Beck 2001‬انظر اإلطار ‪ .)9-1‬ويعيش عدد‬ ‫الجماعات المشردة األخرى (اللجنة العليا لالجئين التابعة‬
‫متزايد من سكان المناطق الحضرية في أحياء الفقراء ‪-‬‬ ‫لألمم المتحدة ‪.)2006b‬‬
‫مساكن غير مالئمة بدون الخدمات األساسية أو بالقليل‬
‫منها (برنامج األمم المتحدة للمستوطنات البشرية ‪.)2006‬‬ ‫استخدم المصطلح "المهاجر اإليكولوجي" لوصف أي‬
‫وفي كثير من المدن األفريقية جنوب الصحراء الكبرى‪،‬‬ ‫شخص يكون احتياجه إلى الهجرة متأثر ًا بالعوامل البيئية‬
‫يكون األطفال الذين يعيشون في األحياء الفقيرة أكثر‬ ‫(‪ .)Wood 2001‬وكانت هناك إدعاءات بأنه خالل‬
‫عرضة للموت بسبب األمراض التي تنقلها المياه وأمراض‬ ‫منتصف التسعينيات‪ ،‬اضطر حوالي ‪ 25‬مليون شخص‬
‫الجهاز التنفسي مقارنة باألطفال الريفيين‪ .‬وفي عام‬ ‫للفرار نتيجة التغير البيئي‪ ،‬وقد يكون حوالي ‪ 200‬مليون‬
‫‪ ،2005‬قدر عدد سكان األحياء الفقيرة بحوالي بليون‬ ‫شخص في آخر األمر معرضين لخطر التشرد (‪Myers‬‬
‫شخص (برنامج األمم المتحدة للمستوطنات البشرية‬ ‫‪ .)1997‬وأظهرت تحليالت أخرى أنه في حين أن البيئة‬
‫‪.)2006‬‬ ‫ربما تلعب دور ًا في الهجرة االضطرارية‪ ،‬فإن الهجرة‬
‫ترتبط عادة أيض ًا باالنقسامات السياسية والمصالح‬
‫ترتبط الهجرة والتحضر بعالقات معقدة مع التغير البيئي‪.‬‬ ‫االقتصادية والمنافسات العرقية (‪ .)Castles 2002‬وفي‬
‫فالكوارث الطبيعية وتدهور األرض واألنظمة اإليكولوجية‬ ‫أحوال كثيرة يصعب الفصل الواضح بين العوامل‪.‬‬
‫المحلية هي من أسباب الهجرة (‪.)Matutinovic 2006‬‬
‫وتغير األنماط الديموغرافية‪ ،‬الذي تسببه الهجرة أو‬ ‫يواصل التحضر توسعه في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وبخاصة‬
‫التحضر‪ ،‬يغير استخدام األرض والطلب على خدمات‬ ‫في البلدان النامية‪ ،‬حيث تستمر الهجرة من الريف لتزيد‬
‫األنظمة اإليكولوجية (انظر اإلطار ‪.)9-1‬‬ ‫من النمو المديني (انظر الشكل ‪ .)6-1‬وبنهاية عام‬

‫‪21‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫اإلطار ‪ 8-1‬التحول الديموغرافي‬

‫أدت الصحة المحسنة إلى انخفاض معدالت الوفيات وارتفاع متوسطات‬ ‫انخفض معدل النمو السكاني العالمي السنوي من ‪ 1.7‬في المائة عام‬
‫األعمار المتوقعة في معظم األقاليم (انظر الشكل ‪ .)5-1‬ومع ذلك‪ ،‬تناقص‬ ‫‪ 1987‬إلى ‪ 1.1‬في المائة عام ‪ .2007‬ويحلل الفصل ‪ 6‬التغيرات اإلقليمية‬
‫متوسط العمر المتوقع في أجزاء كثيرة من أفريقيا أثناء العشرين عاما ً‬ ‫الهامة‪ .‬ويمكن أن يوضح التحول الديموغرافي‪ ،‬التغير من معدالت مواليد‬
‫الماضية‪ ،‬جزئيا ً نتيجة وباء اإليدز‪ .‬وحول العالم‪ ،‬توفى أكثر من ‪ 20‬مليون‬ ‫ووفيات مرتفعة إلى معدالت منخفضة‪ ،‬هذه التغيرات في السكان‪ .‬ونتيجة‬
‫شخص منذ تشخيص أولى حاالت اإليدز في عام ‪ .1981‬ويقدر أنه في عام‬ ‫للتنمية االقتصادية‪ ،‬هناك انخفاض في معدالت الخصوبة في جميع‬
‫‪ 2005‬كان يعيش ‪ 39.5‬مليون بالغ وطفل مصابين بفيروس نقص المناعة‬ ‫األقاليم‪ .‬وفي الفترة بين عامي ‪ 2000‬و‪ ،2005‬سجل العالم معدل خصوبة‬
‫البشرية (‪ ،)HIV‬منهم ‪ 24.7‬مليونا ً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪ .‬وفي‬ ‫‪ 2.7‬طفل لكل امرأة‪ ،‬مقارنة بمعدل الخصوبة ‪ 5.1‬طفل لكل امرأة قبل‬
‫أكثر البلدان تضررا ً‪ ،‬تسبب الوباء في تناقص متوسط العمر المتوقع‪ ،‬وقلة‬ ‫‪ 50‬عاما ً‪ .‬وأخيرا ً‪ ،‬فإن الخصوبة ربما تنخفض إلى أقل من طفلين‪ ،‬معدل‬
‫عدد العمال الزراعيين األصحاء وزيادة الفقر‪.‬‬ ‫التعويض‪ ،‬مؤدية إلى انخفاض تعداد السكان العالمي‪ .‬وبعض البلدان‬
‫األوروبية بلغت هذه المرحلة‪ ،‬وسكانها في مرحلة الشيخوخة‪.‬‬

‫المصادر‪ :‬بوابة بيانات تقرير توقعات البيئة العالمية (‪ ،)GEO‬من شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة ‪ ،2007‬برنامج األمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض اإليدز ‪2006‬‬

‫الشكل ‪ 5-1‬االعمر المتوقع حسب اإلقليم‬


‫سنة‬
‫‪80‬‬
‫أفريقيا‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫‪70‬‬

‫أوروبا‬ ‫‪60‬‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫‪50‬‬
‫البحر الكاريبي‬
‫شمال أمريكا‬ ‫‪40‬‬

‫غرب آسيا‬ ‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬
‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات البيئة‬
‫العالمية‪ ،‬تم جمعه من شعبة‬ ‫‪0‬‬
‫السكان باألمم المتحدة ‪2007‬‬ ‫‪1985–90‬‬ ‫‪1990–95‬‬ ‫‪1995–2000‬‬ ‫‪2000–05‬‬

‫الشكل ‪ 6-1‬سكان الحضر حسب اإلقليم‪ ،‬النسبة المئوية من إجمالي السكان‬


‫‪%‬‬
‫‪90‬‬
‫أفريقيا‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‪80‬‬
‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫‪70‬‬

‫شمال أمريكا‬
‫غرب آسيا‬ ‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات البيئة‬


‫العالمية‪ ،‬تم جمعه من شعبة السكان‬ ‫‪0‬‬
‫باألمم المتحدة ‪2005‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2025‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪22‬‬


‫ال لبعض من الضغوط‬‫ينبغي‪ ،‬يمكن أيض ًا أن تصبح ح ً‬ ‫يمكن أن يمارس التحضر على وجه الخصوص ضغط ًا‬
‫البيئية‪ .‬فهي توفر اقتصاديات الحجم الكبير وفرص النقل‬ ‫كبير ًا على البيئة (انظر الفصل ‪ .)6‬وكثير ًا ما تسبب‬
‫المستدام وخيارات الطاقة الفعالة‪.‬‬ ‫المناطق الحضرية الساحلية تلوث مياه الشاطئ‪ .‬ويتوقع‬
‫أن يبلغ فقط سكان المناطق الساحلية ‪ 6‬بليون شخص‬
‫النمو االقتصادي‬ ‫بحلول عام ‪ .)Kennish 2002( 2025‬وفي هذه‬
‫ال خالل العقدين الماضيين‪ .‬فقد‬ ‫كان النمو االقتصادي مذه ً‬ ‫المناطق‪ ،‬تتسبب أعمال التطوير واسعة النطاق في‬
‫ارتفع الناتج المحلي اإلجمالي للفرد (تعادل القوى‬ ‫مدخالت غذائية مفرطة من المخلفات البلدية والصناعية‪.‬‬
‫الشرائية) ‪ 1.7‬في المائة تقريب ًا سنوياً‪ ،‬إال أن هذا النمو‬ ‫وكما يوضح الفصل ‪ ،4‬فإن النمو المفرط للطحالب‬
‫لم يوزع بالعدل (انظر الشكل ‪ .)7-1‬فالناس في أفريقيا‬ ‫الضارة يسهم في إيجاد مناطق ميتة‪ ،‬مناطق لمياه يقل‬
‫وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وبعض مناطق أمريكا‬ ‫فيها األكسجين المذاب أو ينعدم‪ .‬واألسماك ال تستطيع أن‬
‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي أشد فقر ًا من الناس في‬ ‫تحيا فيها‪ ،‬وتتدمر األنظمة اإليكولوجية المائية‪ .‬والمناطق‬
‫أمريكا الشمالية وأوروبا الوسطى والغربية‪ .‬وكثير من‬ ‫الميتة مشكلة ناشئة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية‪،‬‬
‫البلدان في هذه اإلقاليم لم تحقق أي نمو وحتى بعضها‬ ‫ولكنها موجودة في جميع أنحاء العالم‪ .‬ومع نمو السكان‬
‫عانت من تراجع اقتصادي كبير بين عامي ‪1987‬‬ ‫والتصنيع والتحضر المتزايدين‪ ،‬فإن المناطق الميتة‬
‫و‪ .2004‬وفي أفريقيا بخاصة كانت هناك اختالفات كبيرة‬ ‫يمكنها فقط أن تواصل اتساعها‪ .‬والمدن التي تدار كما‬

‫اإلطار ‪ 9-1‬الزحف الحضري‪ ،‬الس فيجاس‬

‫تقدم صور األقمار االصطناعية لمدينة الس فيجاس توضيحا ً مثيرا ً لألنماط المكانية ومعدالت‬ ‫تجسد الس فيجاس‪ ،‬أسرع المناطق العاصمية نموا ً في الواليات المتحدة‪ ،‬مشاكل الزحف‬
‫التغير نتيجة الزحف الحضري للمدينة‪ .‬فالمدينة تغطي في الدرجة األولى المناطق الخضراء‬ ‫الحضري المتفشي‪ .‬ومع ازدهار صناعة المقامرة والسياحة‪ ،‬ازدهر سكان المدينة‪ .‬ففي عام‬
‫والرمادية في وسط هذه الصور المسجلة في عام ‪ 1973‬و‪ .2000‬الحظ تزايد الطرق والبنية‬ ‫‪ ،1985‬كان يقطن الس فيجاس ‪ 557000‬نسمة‪ ،‬وكانت في المرتبة ‪ 66‬بين أكبر المناطق‬
‫التحتية األخرى (النموذج مستطيل الشكل ذو الخطوط السوداء) والزيادة الهائلة في المناطق‬ ‫العاصمية في الواليات المتحدة‪ .‬وفي عام ‪ ،2004‬احتلت منطقة باراديز بالس فيجاس المرتبة ‪32‬‬
‫المروية‪.‬‬ ‫من حيث الحجم‪ ،‬بسكان دائمين يقترب عددهم من ‪ 1.7‬مليون نسمة‪ .‬وطبقا ً ألحد التقديرات‪ ،‬فإن‬
‫هذا التعداد قد يتضاعف بحلول عام ‪ .2015‬وقد ألقى النمو السكاني عبئا ً على إمدادات المياه‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2005b‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2005b‬‬

‫‪23‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫الشكل ‪ 7-1‬الناتج المحلي اإلجمالي ‪ -‬تعادل القوة الشرائية للفرد‬
‫ألف دوالر‬
‫‪40‬‬
‫‪1987‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬
‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات‬
‫البيئة العالمية‪ ،‬تم جمعه من‬ ‫‪0‬‬
‫البنك الدولي ‪2006b‬‬ ‫أفريقيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬ ‫أمريكا الالتينية‬ ‫شمال أمريكا‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬

‫فالصين‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يتوقع أن تصبح أكبر اقتصاد‬ ‫ضمن اإلقليم الواحد‪ ،‬وحتى البلدان التي حققت نمواً‪،‬‬
‫في العالم بين عامي ‪ 2025‬و‪ .2035‬ونموها االقتصادي‬ ‫يواجهها عبء الديون الثقيلة (انظر اإلطار ‪ .)10-1‬وال‬
‫المتسارع يؤثر على األنماط العالمية إلنتاج الموارد‬ ‫يزال الدخل في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ يقل كثير ًا‬
‫واستهالكها‪ ،‬وله عواقبه البيئية والسياسية الطبيعية على‬ ‫عن المتوسط العالمي‪ ،‬إال أن معدل نموهما بلغ ضعفي‬
‫حد سواء (‪ .)Grumbine 2007‬وتوضح أنماط امتالك‬ ‫المتوسط العالمي‪ .‬وهذه االختالفات دون اإلقليمية يلقي‬
‫المركبات أثر أنماط االستهالك المتغيرة (انظر الفصل ‪.)2‬‬ ‫الفصل ‪ 6‬الضوء عليها‪.‬‬
‫فالصين كان بها حوالي ‪ 27.5‬مليون مركبة ركاب و‪79‬‬
‫مليون دراجة بخارية مستخدمة بحلول عام ‪( 2004‬إدارة‬ ‫يمثل النمو االقتصادي وأنماط االستهالك غير المستدام‬
‫اإلحصاءات الصينية ‪ .)1987-2004‬ويؤثر االتجاه‬ ‫ضغط ًا متزايد ًا على البيئة‪ ،‬إال أن هذا الضغط كثير ًا ما‬
‫المتزايد في امتالك المركبات على نوعية هواء الحضر‪،‬‬ ‫يوزع بغير عدل‪ .‬وتحاول داشجبتو (‪ )2002‬أن تبرهن‬
‫الذي له عواقب واضحة على صحة اإلنسان‪.‬‬ ‫على أن النمو االقتصادي في البلدان الفقيرة غير مستدام‪،‬‬
‫جزئي ًا بسبب استدامته في البلدان الغنية‪ .‬فالبلدان التي‬
‫العولمة‬ ‫تصدر الموارد تدعم مالي ًا استهالك البلدان المستوردة‬
‫اتسم اقتصاد العالم بالعولمة المتزايدة‪ ،‬التي تحث على‬ ‫(‪ .)Dasgupta 2002‬ومع ذلك‪ ،‬فإن أنماط االستهالك‬
‫الدمج المتزايد لالقتصاد العالمي من خالل التجارة‬ ‫بين األقاليم تتغير مع ظهور اقتصاديات وقوى جديدة مثل‬
‫والتدفقات المالية‪ ،‬ودمج المعرفة من خالل نقل المعلومات‬ ‫الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا والمكسيك‪.‬‬
‫والثقافة والتكنولوجيا (‪.)Najam and others 2007‬‬
‫كما أصبحت الحوكمة معولمة‪ ،‬بتفاعالت بين الدول معقدة‬
‫اإلطار ‪ 10-1‬استمرار سداد الديون كعائق رئيسي للنمو‬
‫على نحو متزايد‪ ،‬ودور نام لممثلين من غير الدول‪.‬‬
‫وأصبحت الشركات الدولية ممثلين اقتصاديين مؤثرين في‬ ‫رغم أن أفريقيا بها ‪ 5‬في المائة فقط من دخل العالم النامي‪ ،‬إال أنها مثقلة بعبء حوالي ثلثي ديون العالم الجنوبي‬
‫سياق حوكمة عالمية تسيطر عليها األمم على النحو‬ ‫‪ -‬التي تزيد عن ‪ 300‬بليون دوالر أمريكي‪ .‬ورغم الفقر المدقع‪ ،‬تحول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ‪ 14.5‬بليون دوالر‬
‫التقليدي‪ .‬وبينما الدول "تحكم العالم"‪ ،‬قصدت الشركات‬ ‫أمريكي سنويا ً إلى األمم الغنية سدادا ً لديونها الخارجية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن البلد العادي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبري‬
‫ينفق لسداد ديونه ثالثة أضعاف ما ينفقه على توفير الخدمات األساسية لشعبه‪ .‬وبحلول نهاية عام ‪ ،2004‬أنفقت‬
‫عالنية المنصة السياسية العالمية في التجمعات مثل‬ ‫أفريقيا حوالي ‪ 70‬في المائة من مكاسب صادراتها على خدمة الدين الخارجي‪ .‬وفي قمة جلين إيجلز عام ‪،2005‬‬
‫المنتدى االقتصادي العالمي وفي المفاوضات متعددة‬ ‫ألغت مجموعة البلدان الثمانية الكبرى ‪ 100‬في المائة من ديون عدد من البلدان الفقيرة المثقلة بالديون المؤهلة‬
‫األطراف‪ ،‬مثل اتفاقية االستثمار متعددة األطراف (‪De‬‬ ‫لدى ثالث مؤسسات متعددة األطراف ‪ -‬صندوق النقد الدولي (‪ )IMF‬والمؤسسة الدولية للتنمية (‪ )IDA‬وصندوق‬
‫التنمية األفريقي‪ .‬وكانت هذه خطوة نحو تخفيف العبء الذي يضعه سداد الدين على النمو والخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪Graham ،Grauwe and Camerman 2003‬‬
‫ونتيجة إللغاء الديون وزيادة المساعدات المستهدفة بين عامي ‪ 2000‬و‪ ،2004‬استطاع ‪ 20‬مليون طفل آخرين في‬
‫‪ .)2000‬وقد عززت أيض ًا التقدمات في التكنولوجيا‬ ‫أفريقيا االلتحاق بالمدارس‪ .‬وبينما أكدت مجموعة البلدان الثمانية الكبرى مجددا ً في قمة هيليجيندام عام ‪2007‬‬
‫واالتصاالت‪ ،‬مثل اإلنترنت‪ ،‬دور األفراد والمنظمات‬ ‫تعهدات قمة جلين إيجلز‪ ،‬فإن قدرتها على الوفاء بهذه الوعود محل شك‪.‬‬
‫كممثلين رئيسيين في عالم معولم (‪.)Friedman 2005‬‬
‫المصادر‪ :‬الكنيسة اإلصالحية المسيحية ‪ ،2005‬داتا ‪Katerere and Mohamed-Katerere 2005 ،2007‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪24‬‬


‫تجارة السلع من ‪ 47‬إلى ‪ 70.5‬في المائة من الناتج‬ ‫تثير العولمة المخاوف والتوقعات على حد سواء‪ .‬فالبعض‬
‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬وزادت صادرات التكنولوجيا المتقدمة‬ ‫يقول بأن التكافل المتزايد مفيد للتعاون والسالم وحل‬
‫من ‪ 16‬إلى ‪ 33‬في المائة من الصادرات المصنعة‪ .‬وعلى‬ ‫المشاكل المشتركة (‪Bhagwati 2004, Birdsall and‬‬
‫نحو مغاير‪ ،‬زادت تجارة السلع في غرب آسيا وشمال‬ ‫‪.)Lawrence 1999, Russett and Oneal 2001‬‬
‫أفريقيا فقط من ‪ 46.6‬إلى ‪ 50.4‬في المائة من الناتج‬ ‫وربما يقدم االندماج االقتصادي فوائد فعالة‪ ،‬مثل إنتاجية‬
‫المحلي اإلجمالي‪ .‬وشكلت صادرات التكنولوجيا المتقدمة‬ ‫أعلى‪ .‬كما يساعد تبادل السلع والخدمات تبادل األفكار‬
‫فقط ‪ 2‬في المائة من الصادرات المصنعة في عام ‪2002‬‬ ‫والمعرفة‪ .‬ويكون االقتصاد المنفتح نسبي ًا أفضل قدرة على‬
‫(البنك الدولي ‪ .)2005‬ومنذ عام ‪ ،1990‬زادت البلدان‬ ‫تعلم وتبني أحدث التكنولوجيات الخارجية مقارنة‬
‫األقل نمو ًا (‪ )LDC‬من حصتها في التجارة العالمية للسلع‪،‬‬ ‫باالقتصاد المنغلق نسبي ًا (‪Coe and Helpman 1995,‬‬
‫إال أنها ما زالت تشكل ‪ 0.6‬في المائة فقط من الصادرات‬ ‫‪ .)Keller 2002‬ومع ذلك‪ ،‬يرى آخرون أن التكافل‬
‫العالمية و‪ 0.8‬في المائة من الواردات العالمية في عام‬ ‫االقتصادي المتزايد مزعزع لالستقرار‪ .‬وهم يقولون بأن‬
‫‪( 2004‬منظمة التجارة العالمية ‪.)(WTO) 2006‬‬ ‫تدفقات االستثمار السريعة إلى ومن البلدان تسبب فقد‬
‫الوظائف وزيادة عدم المساواة واألجور المنخفضة‬
‫كما هو الحال مع العولمة‪ ،‬توجد عالقة ثنائية االتجاه بين‬ ‫(‪ )Haass and Litan 1998‬وتؤدي إلى اإلضرار‬
‫البيئة والتجارة‪ .‬فالنقل زاد نتيجة زيادة تدفقات السلع‬ ‫ال‬
‫بالبيئة‪ .‬وهناك قول بأن العولمة مستغلة‪ ،‬وتخلق مستقب ً‬
‫وشبكات اإلنتاج العالمية‪ .‬والنقل اآلن هو أحد أكثر‬ ‫مظلم ًا للتعاون والعدالة العالميين (‪Falk 2000, Korten‬‬
‫القطاعات ديناميكية في أي اقتصاد حديث‪ ،‬وله آثار بيئية‬ ‫‪.)2001, Mittelman 2000‬‬
‫قوية (‪( )Button and Nijkamp 2004‬انظر الفصلين‬
‫‪ 2‬و‪ .)6‬والتجارة نفسها يمكن أن تمارس ضغوط ًا على‬ ‫ترتبط البيئة والعولمة على نحو جوهري‪ .‬فقد سهلت عولمة‬
‫البيئة‪ .‬فالزيادات في األسعار الدولية للحبوب ربما تزيد‬ ‫التجارة انتشار األنواع الدخيلة‪ ،‬بما في ذلك أهم خمسة‬
‫ربحية الزراعة‪ ،‬وتؤدي إلى اتساع الرقعة الزراعية نحو‬ ‫أنواع من غزاة التغذي على العوالق المائية في المياه‬
‫المناطق المزروعة غابات‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في أمريكا‬ ‫العذبة (فورتيني)‪ .‬وقد انتشر بلح البحر المخطط‬
‫الالتينية وبحر الكاريبي (انظر اإلطار ‪ .)11-1‬وتسهم‬ ‫(‪ )Dressena polymorpha‬في أمريكا الشمالية خالل‬
‫تجارة الحياة البرية في منغوليا‪ ،‬تقدر بحوالي ‪ 100‬مليون‬ ‫العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬مسبب ًا آثار ًا إيكولوجية واقتصادية‬
‫دوالر أمريكي سنوياً‪ ،‬في التناقص السريع لألنواع مثل‬ ‫خطيرة‪ .‬ويوافق دخول بلح البحر المخطط ألول مرة الزيادة‬
‫ظبي السايجا (البنك الدولي وجمعية الحفاظ على الحياة‬ ‫الكبيرة في شحنات القمح بين الواليات المتحدة وكندا‬
‫البرية ‪ .)2006‬وفي ظل وجود السوق وفشل التدخل بغية‬ ‫واالتحاد السوفيتي السابق (‪Karatayev and others‬‬
‫إحداث تغيير‪ ،‬فإن التجارة الدولية ربما أيض ًا تفاقم‬ ‫‪ )2007‬ففي عالم محكوم بالعولمة‪ ،‬ربما يكون على‬
‫المشاكل البيئية بشكل غير مباشر‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫القرارات الهامة المتعلقة بالحماية البيئية أن تتعامل مع‬
‫يمكن أن يشجع الدعم المالي لإلنتاج في قطاع الصيد‬ ‫إدارة الشركات ونتائج السوق أكثر مما تتعامل مع مستوى‬
‫على الصيد الجائر لألسماك (منظمة التعاون االقتصادي‬ ‫الدولة‪ ،‬العوامل السياسية‪ .‬فقد تكره البلدان تطبيق قوانين‬
‫والتنمية ‪ .)1994‬وبالتالي‪ ،‬يمكن أن تؤثر الكوارث‬ ‫بيئية صارمة‪ ،‬خوف ًا من انتقال الشركات إلى أماكن أخرى‪.‬‬
‫الطبيعية على التجارة على المستوى الوطني‪ ،‬عندما‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬كثير ًا ما ينسى أن البيئة نفسها يمكن أن يكون‬
‫تنخفض الصادرات نتيجة الضرر المادي‪ .‬ومثال على هذا‬ ‫لها أثر على العولمة‪ .‬فالموارد هي التي تدعم النمو‬
‫االرتباط هو الضرر الذي ألحقه اإلعصار بمصافي النفط‬ ‫االقتصادي العالمي والتجارة‪ .‬والكوارث البيئية‪ ،‬مثل تغير‬
‫في خليج المكسيك عام ‪ .2005‬فقد انخفض إنتاج النفط‬ ‫ال عالمي ًا منسق ًا وتعميم ًا أكبر‬
‫المناخ‪ ،‬تتطلب حلولها عم ً‬
‫في خليج المكسيك‪ ،‬الذي يؤمن ‪ 2‬في المائة من إمدادات‬ ‫للحوكمة (‪.)Najam and others 2007‬‬
‫النفط الخام للعالم‪ ،‬عقب إعصار كاترينا‪ ،‬وقفزت أسعار‬
‫النفط الخام ألكثر من ‪ 70‬دوالر ًا أمريكي ًا للبرميل (منظمة‬ ‫التجارة‬
‫التجارة العالمية ‪.)2006‬‬ ‫واصلت التجارة العالمية نموها خالل العشرين عام ًا‬
‫الماضية‪ ،‬نتيجة انخفاض تكاليف النقل واالتصاالت‬
‫والتجارة يمكنها أيض ًا أن تكون إيجابية للبيئة‪ .‬والنقاش‬ ‫وتحرير التجارة واتفاقيات التجارة متعددة األطراف‪ ،‬مثل‬
‫يحتدم حول ما إذا كانت التجارة الحرة سترفع الدخول‬ ‫اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا‪ .‬وبين عامي ‪1990‬‬
‫إلى درجة تصبح معها الحماية البيئية أولوية (جاالجار‬ ‫و‪ ،2003‬زادت تجارة السلع من ‪ 32.5‬إلى ‪ 41.5‬في‬
‫‪ .)2004‬وفي مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة عام‬ ‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي العالمي‪ .‬وقد كانت‬
‫‪ 2002‬في جوهانسبورج‪ ،‬كانت هناك تعهدات بتوسيع‬ ‫هناك اختالفات بين األقاليم‪ .‬ففي شمال شرق آسيا‪ ،‬زادت‬

‫‪25‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫الطلب العالمي للطاقة تزايده‪ ،‬واضع ًا عبئ ًا متزايد ًا دائم ًا‬ ‫أسواق السلع والخدمات البيئية‪ .‬وربما يساعد تحرير‬
‫على الموارد الطبيعية والبيئة‪ .‬وعلى مدار ثالثة عقود‬ ‫تجارة السلع التي تحمي البيئة في تحفيز إنشاء صناعة‬
‫تقريباً‪ ،‬زاد الطلب العالمي على الطاقة األولية ‪ 2.1‬في‬ ‫مكرسة للتحسينات البيئية (منظمة التعاون االقتصادي‬
‫المائة سنوياً‪ ،‬حيث زاد من ‪ 5.566‬مليون طن من النفط‬ ‫والتنمية ‪ .)2005‬وتفضيالت المستهلك يمكن أن تؤثر على‬
‫أو ما يعادله في عام ‪ 1971‬إلى ‪ 11.204‬مليون طن من‬ ‫معايير اإلنتاج‪ ،‬التي يمكن استغاللها لتحسين الحاالت‬
‫النفط أو ما يعادله في عام ‪( 2004‬وكالة الطاقة الدولية‬ ‫البيئية‪ .‬وفي عام ‪ ،2006‬فرض موزع حبوب كبير حظر ًا‬
‫‪ .)2006b‬وأكثر من ثلثي هذه الزيادة جاء من البلدان‬ ‫على شراء فول الصويا المزروع في المناطق التي أزيلت‬
‫النامية‪ ،‬إال أن بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬ ‫غاباتها في منطقة األمازون‪ ،‬نتيجة لحملة السالم األخضر‬
‫ما زالت تشكل ‪ 50‬في المائة تقريب ًا من طلب الطاقة‬ ‫في أوروبا (‪ ،Cargill 2006‬منظمة السالم األخضر‬
‫العالمي‪ .‬وفي عام ‪ ،2004‬كان معدل استهالك الفرد من‬ ‫‪.)2006‬‬
‫الطاقة األولية في بلدان منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية ال يزال عشرة أضعاف معدل الفرد في أفريقيا‬ ‫الطاقة‬
‫جنوب الصحراء الكبرى‪ .‬ويوضح الشكل ‪ 8-1‬إمداد‬ ‫يواجه العالم خطرين متالزمين‪ :‬إمدادات طاقة غير كافية‬
‫الطاقة األولية للفرد‪.‬‬ ‫وغير آمنة بأسعار مقبولة وضرر بيئي بسبب االستهالك‬
‫المفرط للطاقة (وكالة الطاقة الدولية ‪ .)2006a‬يواصل‬

‫اإلطار ‪ 11-1‬التجارة والنمو والبيئة‬

‫نقص هائل في تنوع المناظر الطبيعية وأيضا ً السلع والخدمات من الغابات‪ .‬وتظهر الصورتان‪،‬‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬تعتبر شيلي أحد أكثر البلدان تنافسية اقتصاديا ً في أمريكا الالتينية‬
‫اللتان التقطتا في عام ‪( 1975‬اليسرى) وعام ‪( 2001‬اليمنى)‪ ،‬تراجعات واضحة في األرض التي‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي‪ .‬ويعتمد النمو السريع في إنتاج شيلي وتصدير منتجات الغابات على‬
‫تغطيها الغابات من ناحية (األسهم الحمراء)‪ ،‬ومساحات الغابات الجديدة من الناحية األخرى‬ ‫التوسع في األنواع الغريبة وإدارتها في الغابات المزروعة حديثا ً طوال الثالثين عاما ً الماضية‪.‬‬
‫(السهم األصفر)‪.‬‬ ‫ولعمل ذلك‪ ،‬استبدلت األساليب التقليدية الستخدام األرض في تقطيع أشجار خشب الغابات‬
‫المحلية على نطاق محدود‪ ،‬وتربية الماشية واإلنتاج الزراعي بإنتاج األخشاب على نطاق واسع‪ .‬وقد‬
‫تأثرت أشجار وشجيرات كثيرة مهددة باالنقراض بهذا النمو للغابات المزروعة‪ ،‬الذي أدى أيضا ً إلى‬

‫المصدر‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2005b‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2005b‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪26‬‬


‫الشكل ‪ 8-1‬إمداد الطاقة األولية للفرد‬ ‫ترجع الزيادة العالمية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫كجم من مكافئ النفط لكل فرد‬ ‫أساس ًا إلى استخدام الوقود األحفوري (الهيئة الحكومية‬
‫‪9 000‬‬ ‫أفريقيا‬ ‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ ،)2007‬الذي لبت أنواعه ‪82‬‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‪8 000‬‬ ‫في المائة من طلب الطاقة العالمي في عام ‪ .2004‬وال‬
‫أوروبا‬
‫‪7 000‬‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫تزال الكتل األحيائية التقليدية (حطب الوقود وروث‬
‫‪6 000‬‬
‫البحر الكاريبي‬
‫الحيوانات) مصدر ًا مهم ًا للطاقة في البلدان النامية‪ ،‬حيث‬
‫شمال أمريكا‬
‫غرب آسيا‬ ‫يعتمد ‪ 2.1‬بليون شخص عليها للتدفئة والطهي (وكالة‬
‫‪5 000‬‬
‫الطاقة الدولية ‪ .)2002‬ويظل استخدام مصادر الطاقة‬
‫األنظف‪ ،‬مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‪ ،‬األدنى ككل‬
‫‪4 000‬‬

‫‪3 000‬‬ ‫(انظر الشكل ‪ ،5-5‬الفصل ‪ 5‬إلمداد الطاقة حسب‬


‫‪2 000‬‬ ‫المصدر)‪ .‬والحاجة إلى كبح الزيادة في طلب الطاقة‬
‫‪1 000‬‬
‫وزيادة تنويع مصادر الوقود والحد من االنبعاثات التي‬
‫تزعزع استقرار المناخ هي أكثر إلحاح ًا من أي وقت‬
‫‪0‬‬ ‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات‬
‫البيئة العالمية‪ ،‬تم جمعه من‬ ‫مضى (وكالة الطاقة الدولية ‪ .)2006a‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫‪04‬‬
‫‪99‬‬

‫‪01‬‬
‫‪91‬‬

‫‪20 3‬‬
‫‪97‬‬
‫‪87‬‬

‫‪89‬‬

‫‪93‬‬

‫‪95‬‬

‫‪0‬‬

‫‪IEA 2006a‬‬
‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫التوسع في مصادر الطاقة البديلة‪ ،‬مثل أنواع الوقود‬


‫الحيوي‪ ،‬يجب أن يخطط بحرص‪ .‬وتتوقع البرازيل أن‬
‫انتشار نمو طحالب أنظمة المياه العذبة ونقص األكسجين‬ ‫تضاعف إنتاج اإليثانول‪ ،‬وقود حيوي "حديث"‪ ،‬في العقدين‬
‫في األنظمة اإليكولوجية البحرية الساحلية من فرط‬ ‫القادمين (حكومة البرازيل ‪ .)2005‬ومن أجل إنتاج‬
‫استخدام األسمدة غير العضوية‪ .‬كما أسهمت التقدمات‬ ‫محاصيل زراعية كافية لتحقيق أهداف اإلنتاج‪ ،‬تزداد‬
‫في تكنولوجيات صيد األسماك بخطورة في استنزاف‬ ‫المساحة المزروعة بسرعة‪ .‬ويهدد نمو الزراعة األقاليم‬
‫مخزونات األسماك البحرية‪.‬‬ ‫اإليكولوجية كافة‪ ،‬مثل إقليم سيرادو‪ ،‬إحدى بقاع التنوع‬
‫البيولوجي الساخنة في العالم (‪Klink and Machado‬‬
‫شهدت االتصاالت واألنماط الثقافية في العشرين عام ًا‬ ‫‪.)2005‬‬
‫الماضية تغيير ًا ثورياً‪ ،‬مع النمو المتضاعف لإلنترنت‬
‫يواصل الطلب العالمي للطاقة تزايده‪ ،‬واضعا ً‬
‫واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ .‬وعلى الصعيد العالمي‪،‬‬ ‫االبتكار التكنولوجي‬
‫عبئا ً متزايدا ً دائما ً على الموارد الطبيعية‬
‫والبيئة‪.‬‬ ‫ازداد المشتركون في خدمة الهاتف الجوال من شخصين‬ ‫قدمت التقدمات في مجاالت الزراعة والطاقة والطب‬
‫شارك بالصور‪Ngoma Photos :‬‬ ‫اثنين لكل ‪ 1000‬شخص في عام ‪ 1990‬إلى ‪220‬‬ ‫والتصنيع األمل في تنمية بشرية مستمرة وبيئة أنظف‪.‬‬
‫فتكنولوجيات وممارسات الزراعة الجديدة المرتبطة‬
‫باستخدام المياه واألسمدة وتربية النبات حولت الزراعة‪،‬‬
‫فزودت اإلنتاج الغذائي وتعاملت مع نقص التغذية‬
‫والمجاعة المستمرة في بعض األقاليم‪ .‬ومنذ عام ‪،1970‬‬
‫يزداد استهالك الغذاء في جميع األقاليم‪ ،‬ويتوقع استمرار‬
‫هذه الزيادة نتيجة التنمية االقتصادية والنمو السكاني‪ .‬وقد‬
‫نشأت مخاوف بشأن القدرة على تلبية الطلب في‬
‫المستقبل‪ :‬هناك ‪ 11‬في المائة من أراض العالم مستخدمة‬
‫للزراعة بالفعل‪ ،‬وفي أماكن كثيرة ال توجد إمكانية كبيرة‬
‫للتوسع الزراعي نتيجة نقص األرض أو المياه‪.‬‬
‫والتكنولوجيا البيولوجية‪ ،‬بما في ذلك التعديل الوراثي‪،‬‬
‫إضافة إلى تكنولوجيا النانو‪ ،‬يمكن أن تزيد اإلنتاج في‬
‫الزراعة وتسهم في تحسين صحة اإلنسان (برنامج األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي ‪ ،)2004‬إال أنها ال تزال محل جدل كثير‬
‫حول تأثيراتها على الصحة والبيئة‪ .‬وتبين الدروس السابقة‬
‫من التكنولوجيات الجديدة أهمية تطبيق النهج الوقائي‬
‫(مركز القانون البيئي الدولي ‪ ،)1991‬ألن التأثيرات‬
‫العرضية للتقدمات التكنولوجية يمكن أن تؤدي إلى تدهور‬
‫خدمات األنظمة اإليكولوجية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ينتج‬

‫‪27‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫(‪ ،)1995‬والمستوطنات البشرية (‪ .)1996‬وعلى حد‬ ‫شخص ًا لكل ‪ 1000‬شخص في عام ‪ ،2003‬كما زاد‬
‫سواء كانت األلفية نشطة ولها جدول أعمال محدد‪ ،‬بدء ًا‬ ‫استخدام اإلنترنت من شخص واحد لكل ‪ 1000‬شخص‬
‫بمؤتمر قمة األلفية في عام ‪ 2000‬ومتابعته في عام‬ ‫في عام ‪ 1990‬إلى ‪ 114‬شخص ًا لكل ‪ 1000‬شخص في‬
‫‪ .2005‬وتوضح التصريحات المعيارية وخطط العمل‬ ‫عام ‪ .2003‬وأخيراً‪ ،‬كانت التغيرات السياسية أيض ًا‬
‫الطموحة من جميع مؤتمرات القمة هذه وجود اتفاق ناشئ‬ ‫واسعة (بوابة بيانات تقرير توقعات البيئة العالمية (‪،)GEO‬‬
‫بشأن كيفية فهم الحكومات والمجتمع الدولي للمشاكل‬ ‫من االتحاد الدولي لالتصاالت ‪ .)2005‬وتتصدر كثير من‬
‫المعقدة والعالمية وصياغة االستجابات المناسبة‪ .‬وقد عزز‬ ‫البلدان المتقدمة أعداد مستخدمي اإلنترنت والمضيفين‬
‫إنشاء منظمة التجارة العالمية في عام ‪ 1994‬الحوكمة‬ ‫والملقمات اآلمنة‪ ،‬مما يشجع البعض على القول بأن هناك‬
‫العالمية من خالل سلطتها الكبيرة في مناطق التجارة‪،‬‬ ‫ال رقمي ًا بين مختلف األقاليم في العالم‪ .‬ففي أستراليا‬
‫فص ً‬
‫بينما حاولت محكمة العدل الدولية في عام ‪ 2002‬القيام‬ ‫ونيوزيالندا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬كان يستخدم اإلنترنت ‪4‬‬
‫بنفس الشيء بالنسبة للجرائم ضد اإلنسانية‪ .‬وقد شهد‬ ‫في المائة فقط من السكان في عام ‪ ،1996‬إال أنه بحلول‬
‫نظام األمم المتحدة بعض اإلصالحات الهامة‪ ،‬من بينها‬ ‫عام ‪ 2003‬زادوا إلى ‪ 56‬في المائة‪ .‬وعلى نحو مغاير في‬
‫النهج الذي يستخدم على نحو متزايد الشراكات (مثل‬ ‫عام ‪ ،2003‬في البلدان الفقيرة مثل بانجالديش وبوروندي‬
‫شراكة المياه العالمية) والعمليات ذات اإلطار المؤسسي‬ ‫وأثيوبيا وميانمار وطاجيكستان كان يستخدم اإلنترنت‬
‫لتقوية مشاركة المجتمع المدني (مثل المنتدى العالمي‬ ‫واحد أو اثنان من كل ‪ 1000‬شخص (منفذ بيانات تقرير‬
‫للمجتمع المدنى والجمعية النسائية العالمية للبيئة التابعين‬ ‫توقعات البيئة العالمية (‪ ،)GEO‬من االتحاد الدولي‬
‫لبرنامج األمم المتحدة للبيئة)‪.‬‬ ‫لالتصاالت ‪.)2005‬‬

‫على المستوى اإلقليمي‪ ،‬وسعت البلدان أو أنشأت‬ ‫الحوكمة‬


‫مؤسسات لتعزيز التعاون‪ ،‬من بينها االتحاد األوروبي‬ ‫شهد السياق السياسي العالمي واإلقليمي تغيرات كبيرة‬
‫(‪ )EU‬واتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا (‪)NAFTA‬‬ ‫منذ انعقاد لجنة برونتالند‪ ،‬حيث جدد انتهاء الحرب الباردة‬
‫والسوق المشتركة ألمريكا الجنوبية (‪)MERCOSUR‬‬ ‫التفاؤل بحوكمة متعددة األطراف وعالمية‪ .‬فقد كانت حقبة‬
‫ورابطة جنوب شرق آسيا (‪ )ASEAN‬واالتحاد األفريقي‬ ‫التسعينيات عقد ًا لمؤتمرات القمة العالمية حول مسائل‬
‫(‪ .)AU‬وأصبحت األقاليم أكثر ظهور ًا في التشاورات‬ ‫متنوعة‪ ،‬بما في ذلك األطفال (‪ ،)1990‬التنمية المستدامة‬
‫العالمية‪ ،‬من خالل‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬التأكيد على أهمية‬ ‫(‪ ،)1992‬حقوق اإلنسان (‪ ،)1994‬السكان (‪،)1994‬‬
‫االجتماعات التحضيرية اإلقليمية للقمة العالمية للتنمية‬ ‫التنمية االجتماعية (‪ ،)1995‬المساواة بين الجنسين‬

‫الشكل ‪( 9-1‬ا) الهواتف الجوالة‪ ،‬لكل ‪ 1000‬شخص و(ب) مستخدمو اإلنترنت‪ ،‬لكل ‪ 100‬شخص‪ ،‬حسب اإلقليم‬
‫‪a‬‬ ‫‪b‬‬
‫عدد المشتركين‬ ‫عدد المستخدمين‬
‫أفريقيا‬ ‫‪600‬‬ ‫‪60‬‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫‪500‬‬ ‫‪50‬‬
‫البحر الكاريبي‬
‫شمال أمريكا‬
‫غرب آسيا‬ ‫‪400‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪300‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪10‬‬

‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات البيئة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬


‫العالمية‪ ،‬تم جمعه من برنامج‬
‫‪98‬‬

‫‪00‬‬
‫‪92‬‬

‫‪02‬‬

‫‪00‬‬

‫‪02‬‬
‫‪92‬‬

‫‪98‬‬

‫‪03‬‬
‫‪94‬‬

‫‪96‬‬

‫‪03‬‬
‫‪99‬‬

‫‪01‬‬

‫‪94‬‬

‫‪96‬‬
‫‪90‬‬
‫‪91‬‬

‫‪91‬‬

‫‪99‬‬

‫‪01‬‬
‫‪90‬‬
‫‪93‬‬

‫‪95‬‬

‫‪97‬‬
‫‪95‬‬

‫‪97‬‬

‫‪93‬‬

‫االتحاد الدولي لالتصاالت ‪2005‬‬


‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫‪19‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪28‬‬


‫سبيل المثال‪ ،‬تنظيم مستويات االنبعاثات واستخدام‬ ‫المستدامة‪.‬‬
‫األرض واستخراج الموارد‪ .‬والتعامل مع المشاكل الدائمة‬
‫(أو الناشئة) المعروفة بدرجة أقل‪ ،‬يحتاج إلى سياسات‬ ‫وال يزال المستوى الوطني محوري ًا في الحوكمة‪ ،‬رغم‬
‫تحويلية‪ .‬وهذه السياسات تتعامل مع موجهات المشاكل‬ ‫المناقشات في سياق العولمة واإلقليمية‪ .‬فبعض البلدان‬
‫البيئية‪ ،‬مثل التغير الديموغرافي وأنماط االستهالك‪ .‬وتكون‬ ‫تنتهج أنظمة حوكمة مبتكرة ولديها اتجاه نحو الالمركزية‬
‫اإلدارة التكيفية أساسية‪ ،‬لتمكين واضعي السياسة من‬ ‫السياسية والمالية للحوكمة إلى مستويات التقسيمات‬
‫التعلم من الخبرة السابقة وأيض ًا االستفادة من مجموعة‬ ‫اإلدارية‪ .‬وهذا ال يعني بالضرورة تفويض السلطات‬
‫كبيرة من األدوات الجديدة التي قد يكون لها احتياج‪.‬‬ ‫المحلية‪ .‬ويقول البعض بأن الالمركزية بدون تنازل عن‬
‫السلطة يمكن أن تكون وسيلة لتقوية وجود السلطة‬
‫األدوات االقتصادية‬ ‫المركزية (‪ .)Stohr 2001‬أيضاً‪ ،‬انخرطت الحكومات‬
‫اليوم‪ ،‬هناك تركيز كبير على االستخدام المحتمل لألدوات‬ ‫المحلية أكثر في التعاون الدولي في ميادين شتى‪ ،‬وقويت‬
‫االقتصادية للمساعدة في تصحيح إخفاقات السوق‪ .‬وقد‬ ‫أدوارها على المستوى العالمي من خالل تأسيس اللجنة‬
‫دعم المبدأ ‪ 16‬من إعالن ريو هذه األدوات‪" :‬يتعين على‬ ‫االستشارية للسلطات المحلية التابعة لألمم المتحدة‬
‫السلطات الوطنية السعي لتشجيع تدويل التكاليف البيئية‬ ‫(‪ )UNACLA‬في عام ‪ 2000‬والمنتدى الحضري العالمي‬
‫واستخدام األدوات االقتصادية‪".‬‬ ‫في عام ‪ ،2002‬وأيض ًا منظمة المدن الموحدة والحكومات‬
‫المحلية في عام ‪.2004‬‬
‫ال رأسمالي ًا ينتمي إلى‬
‫يمكن اعتبار الموارد الطبيعية أص ً‬
‫حافظة عامة‪ ،‬التي تتكون من أصول ورؤس أموال أخرى‪،‬‬ ‫االستجابات‬
‫مادية ومالية وبشرية واجتماعية‪ .‬وإدارة هذه الحافظة‬ ‫تمثل التفاعالت بين الموجهات والضغوط‪ ،‬وآثارها الناتجة‬
‫بطريقة جيدة ومستدامة لمضاعفة عائداتها وفوائدها بمرور‬ ‫على خدمات األنظمة اإليكولوجية ورفاهية اإلنسان‪،‬‬
‫الوقت هو استثمار جيد‪ .‬كما أنها رئيسية للتنمية‬ ‫التحديات التي لم يمكن التنبؤ بها في عام ‪ .1987‬وهناك‬
‫المستدامة‪.‬‬ ‫حاجة ملحة الستجابات سياسة فعالة على كافة المستويات‬
‫‪ -‬الدولية واإلقليمية والوطنية والمحلية‪ .‬وكما توضح‬
‫توجد مجموعة مختلفة من األدوات االقتصادية‪ ،‬من بينها‬ ‫الفصول األخرى لهذا التقرير‪ ،‬فإن نطاق ومجال خيارات‬
‫حقوق الملكية‪ ،‬خلق األسواق‪ ،‬األدوات األميرية (الخاصة‬ ‫االستجابة المتاحة لواضعي السياسة تطورا خالل األعوام‬
‫بخزانة الدولة)‪ ،‬وأنظمة الرسوم‪ ،‬واألدوات المالية وأنظمة‬ ‫العشرين الماضية (انظر اإلطار ‪ ،)12-1‬كما أن هناك‬
‫التعويضات والتعهدات والودائع‪ .‬وهناك مزيج لما يسمى‬ ‫اتفاقيات بيئية متعددة األطراف ومؤسسات تشارك اآلن‬
‫باألدوات القائمة على السوق وأدوات القيادة ‪-‬و‪-‬السيطرة‬ ‫محاولة التعامل مع التحديات‪ .‬وقد سببت زيادة أنظمة‬
‫لتمكين واضعي السياسة من إدارة أفضل والحصول على‬ ‫الحوكمة تحديات خاصة بها‪ ،‬من بينها المنافسة والتداخل‪.‬‬
‫ويستلزم ذلك نهج ترابطات إلدارة البيئة ليس كأجزاء‬
‫مستقلة وإنما بشكل أكثر تكامالً‪ .‬ويعترف هذا النهج بأن‬
‫اإلطار ‪ 12-1‬أنواع االستجابات‬
‫البيئة نفسها مترابطة‪ ،‬فاألرض والمياه والغالف الجوي‬
‫تشمل الئحة التحكم‪-‬و‪-‬المراقبة المعايير والمحظورات والمسموحات والحصص وتقسيم المناطق وأنظمة‬ ‫مترابطة بطرق عدة‪ ،‬وبخاصة من خالل دورات الكربون‬
‫المسئولية القانونية والتعويض القانوني والالئحة المرنة‪.‬‬ ‫والنيتروجين والمياه‪ .‬ويلقى الفصل ‪ 8‬الضوء على ترابطات‬
‫نظام الطبيعيات األحيائية ونظام الحوكمة على حد سواء‪.‬‬
‫تتعامل قرارات الحكومة المباشرة مع البنية التحتية البيئية والمناطق أو المحميات اإليكولوجية‪-‬الصناعية‬
‫والمناطق المحمية ومرافق الترفيه وإعادة تأهيل النظام اإليكولوجي‪.‬‬
‫يلقي الفصل ‪ 10‬الضوء على تطور إجراءات استجابات‬
‫ترتبط مشاركة القطاعين العام والخاص بالمشاركة العامة والالمركزية والكشف عن المعلومات واستخدام‬ ‫السياسة ‪ -‬من التركيز على سياسات القيادة والسيطرة‬
‫الشعار اإليكولوجي مع المنتجات واالتفاقيات الطوعية والشراكات العامة‪-‬الخاصة‪.‬‬
‫إلى خلق األسواق والحوافز‪ ،‬وبخاصة للصناعة لتنفيذ‬
‫يشمل استخدام السوق الضرائب والرسوم البيئية ورسوم المستخدم وأنظمة إعادة التأمين واإلعانات المالية‬ ‫إجراءات طوعية تهدف إلى الحد من الضرر البيئي‪.‬‬
‫المستهدفة والتخلص من اإلعانات المالية المعاكسة‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمشاكل البيئية التقليدية المعروفة التي لها حلول‬
‫مختبرة‪ ،‬فإنه من الضروري االستمرار في تطبيق المناهج‬
‫يتناول خلق السوق مسائل حقوق الملكية والحقوق والرخص القابلة للتداول التجاري وبرامج الموازنة والبرامج‬
‫الخضراء وصناديق االستثمار البيئية وصناديق تمويل التأسيس والحوافز‪.‬‬ ‫الناجحة السابقة وتحسينها أكثر‪ .‬ويتعين على البلدان التي‬
‫لم تتعامل بعد مع مثل هذه المشاكل تطبيق هذه الحلول‬
‫المختبرة والعملية للمشاكل الحالية‪ .‬فقد تناولت المناهج‬
‫الناجحة السابقة عموم ًا التغييرات على الضغوط‪ ،‬على‬

‫‪29‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫يقدم التقييم مجموعة من التحديات وراء أنظمة القيم‬ ‫معلومات دقيقة أكثر بشأن حافظة األصول الرأسمالية‪.‬‬
‫المتعارضة أو انعدام مؤسسات السوق‪ .‬وهو يستخدم‬ ‫ويلخص الجدول ‪ 2-1‬األدوات االقتصادية المختلفة‪،‬‬
‫مقاييس افتراضية وغير مباشرة لتقدير القيم االقتصادية‬ ‫وكيفية تطبيقها على القطاعات البيئية المختلفة‪ .‬وإحدى‬
‫للخدمات الملموسة وغير الملموسة التي تقدمها البيئة‪ .‬وقد‬ ‫هذه األدوات هو التقييم‪ ،‬الذي يمكن استخدامه للمساعدة‬
‫تم إنجاز كم متزايد من عمل التقييم بشأن توفير خدمات‬ ‫في تقدير أفضل لقيمة خدمات األنظمة اإليكولوجية‬
‫األنظمة اإليكولوجية‪ .‬وقدم هذا العمل تقديرات لقيمة‬ ‫وتكاليف التغيرات التي يسببها اإلنسان للبيئة‪.‬‬
‫منتجات الغابة غير الخشبية وزراعة الغابات والعناية بها‬
‫واآلثار الصحية لتلوث الهواء واألمراض التي تنتقلها‬ ‫التقييم‬
‫المياه‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فقد كان من الصعب الحصول على‬ ‫الوزارات والهيئات البيئية هي آخر المستفيدين من‬
‫دراسات حول الخدمات الملموسة بدرجة أقل ولكنها‬ ‫االستثمارات‪ ،‬ألن قرارات إنفاق الحكومة تخص باألولوية‬
‫مازالت هامة‪ ،‬مثل تنقية المياه ومنع الكوراث الطبيعية‪،‬‬ ‫االقتصاديات وتوليد النمو‪ .‬ويرجع ذلك في أحوال كثيرة‬
‫إضافة إلى الخدمات الترفيهية والجمالية والثقافية‪ .‬ويظل‬ ‫إلى نقص المعلومات حول قيمة وحدود تحمل أنظمة‬
‫الحصول على تقديرات مالية موضوعية لهذه الخدمات أمر ًا‬ ‫األرض اإليكولوجية‪ .‬ويربط في كثير من األحوال بين‬
‫صعباً‪ .‬فبيانات السوق مقصورة على عدد قليل من‬ ‫قياس التنمية االقتصادية والتقدم بمقاييس المردود‬
‫الخدمات التي تقدمها األنظمة اإليكولوجية‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫االقتصادي مثل الناتج الوطني اإلجمالي‪ .‬وال تأخذ هذه‬
‫فإن المنهجيات مثل تحاليل التكلفة‪-‬الفائدة وطريقة التقييم‬ ‫المقاييس اإلجمالية بعين االعتبار استنزاف رأس المال‬
‫المشروط قد تثير مشاكل االنحياز‪.‬‬ ‫الطبيعي بسبب استهالك وإنتاج السلع‪-‬و‪-‬الخدمات‪.‬‬
‫وأنظمة المحاسبة الوطنية تحتاج إلى مراجعة لتشمل على‬
‫أظهر أيض ًا استخدام أدوات السوق واألدوات غير القائمة‬ ‫نحو أفضل قيمة التغيرات في المورد البيئي نتيجة أنشطة‬
‫على السوق فجوات في تناول مسائل العدالة التوزيعية‬ ‫اإلنسان (‪Maler 1974, Dasgupta and Maler‬‬
‫وبين األجيال (تقييم األلفية ‪ ،)2005b‬وخاصة فيما يتعلق‬ ‫‪.)1999‬‬
‫بالمسائل المرتبطة بالفقر‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬تفشل كثير من‬
‫دراسات التقييم التي تقدر أثر السياسات أو المشروعات‬ ‫يتضمن تقييم السلع والخدمات المختلفة مقارنات بين‬
‫على رفاهية اإلنسان نتيجة نقص التقديرات الدقيقة على‬ ‫مجموعات أشياء مختلفة‪ .‬وكيفية تفسير هذه األشياء‬
‫نحو كاف لعواقب هذه السياسات أو المشروعات اآلن وفي‬ ‫وكيفية تحسين الخدمات التي توفرها األنظمة اإليكولوجية‪،‬‬
‫المستقبل‪ .‬وعلى الرغم من هذه النواقص‪ ،‬فإن التقييم ربما‬ ‫مثالً‪ ،‬لرفاهية اإلنسان تسمى سعر المحاسبة‪ .‬ويوضح‬
‫يكون أداة مفيدة يمكن استخدامها لفحص العالقات‬ ‫الجدول ‪ 3-1‬مناهج مختلفة للتقييم‪ ،‬وكيفية استخدامها‬
‫المعقدة واآلراء التي تشمل البيئة والنمو االقتصادي‬ ‫للمساعدة في تقييم أثر السياسات على التغير البيئي‬
‫ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫ورفاهية اإلنسان‪.‬‬

‫األدوات غير االقتصادية‬ ‫تكون "مجموعة المؤسسات القادرة على إدارة الموارد‬
‫إضافة إلى األدوات االقتصادية‪ ،‬وظفت مجموعة من‬ ‫الطبيعية‪ ،‬أطر العمل القانونية‪ ،‬جمع عوائد الموارد‪ ،‬وإعادة‬
‫األدوات غير االقتصادية للتعامل مع المشاكل البيئية‬ ‫توجيه هذه العوائد إلى استثمارات مربحة" أساسية‬
‫المختبرة المعروفة وأيض ًا الناشئة األقل وضوح ًا (أو‬ ‫لالستغالل الفعال للتقييم (البنك الدولي ‪2006‬أ)‪ .‬وتقييم‬
‫المستمرة)‪ .‬واليوم‪ ،‬يؤثر الفهم الناشئ لرفاهية اإلنسان‬ ‫الموارد الطبيعية وتقدير السياسات‪ ،‬في ظل غياب‬
‫على نحو متزايد على اختيارنا لألدوات‪.‬‬ ‫مؤسسات مثل األسوق‪ ،‬وانعدام حقوق الملكية الفردية‪،‬‬
‫يفرض تحديات‪ .‬وفي ظل مثل تلك الشكوك‪ ،‬وحيثما توجد‬
‫مشاركة العامة‬ ‫مجموعات قيم مختلفة عن بعضها بعضاً‪ ،‬يمكن قياس‬
‫تتوقف رفاهية اإلنسان على قدرة الناس غير المقيدة على‬ ‫القيمة االقتصادية للموارد المشتركة بالكمية القصوى من‬
‫المشاركة في القرارات‪ ،‬بحيث يمكنهم تنظيم المجتمع‬ ‫السلع والخدمات األخرى التي يرغب األفراد في االستغناء‬
‫بطريقة تتناغم مع أعلى قيمهم وطموحاتهم‪ .‬وبمعنى آخر‪،‬‬ ‫عنها للحصول على سلعة أو خدمة معينة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإنه من‬
‫فإن مشاركة العامة ليست فقط مسألة عدالة إجرائية‪ ،‬بل‬ ‫الممكن ترجيح الفوائد من نشاط ما مثل تشييد سد مقابل‬
‫أيض ًا شرط ًا مسبق ًا لتحقيق الرفاهية‪ .‬وفي حين أن هذا‬ ‫آثاره السلبية على الصيد وأرزاق المجتمعات المجاورة‬
‫األمر صعب‪ ،‬يتعين على المديرين إشراك المجتمع المدني‬ ‫والتغيرات في القيم الجمالية والتصويرية‪ .‬يقدم اإلطار‬
‫في تدخالت السياسة‪ .‬وتقدم اتفاقية التنوع البيولوجي‬ ‫‪ 13-1‬مثا ًال لتقييم غير قائم على السوق باستخدام طريقة‬
‫أمثلة عديدة النخراط أصحاب المصالح المحتملين في‬ ‫التقييم المشروط (‪.)CVM‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪30‬‬


‫الجدول ‪ 2-1‬األدوات االقتصادية والتطبيقات‬

‫التعهدات ومبالغ‬ ‫أنظمة المسئولية‬


‫التأمين‬ ‫القانونية‬ ‫األدوات المالية‬ ‫أنظمة الرسوم‬ ‫األدوات األميرية‬ ‫خلق السوق‬ ‫حقوق الملكية‬

‫تعهدات إعادة‬ ‫مسئولية الموارد‬ ‫حوافز إعادة‬ ‫الضرائب والعوائد‬ ‫مبنى حق االمتياز‬ ‫حقوق المجتمعات‬ ‫الغابات‬
‫التشجير وتعهدات‬ ‫الطبيعية‬ ‫التشجير‬ ‫الخاصة‬
‫إدارة الغابات‬

‫تسعير المياه‬ ‫ضريبة المكاسب‬ ‫حصص المياه‬ ‫حقوق المياه‬ ‫موارد المياه‬
‫الرأسمالية‬
‫رسوم حماية المياه‬

‫تعهدات تسرب‬ ‫حقوق صيد األسماك‪،‬‬ ‫المحيطات‬


‫النفط‬ ‫الحصص الفردية القابلة‬ ‫والبحار‬
‫لالنتقال‬
‫الترخيص‬

‫تعهدات استصالح‬ ‫الضرائب والعوائد‬ ‫حقوق التعدين‬ ‫المعادن‬


‫األرض‬

‫مسئولية الموارد‬ ‫رسوم الوصول‬ ‫الحياة البرية‬


‫الطبيعية‬

‫مسئولية الموارد‬ ‫رسوم السياحة العلمية‬ ‫حقوق التنمية القابلة لالنتقال‬ ‫براءات االختراع‬ ‫التنوع‬
‫الطبيعية‬ ‫حقوق التنقيب‬ ‫البيولوجي‬

‫القروض منخفضة‬ ‫رسوم معالجة المياه‬ ‫رسوم النفايات السائلة‬ ‫رخص النفايات السائلة القابلة‬ ‫تلوث المياه‬
‫الفائدة‬ ‫للتداول للتجاري‬

‫تعهدات استصالح‬ ‫حوافز حماية التربة‬ ‫ضرائب الملكية‪،‬‬ ‫حقوق األرض‪،‬‬ ‫األرض والترب‬
‫األرض‬ ‫(مثل القروض)‬ ‫ضرائب استخدام‬ ‫حقوق االستخدام‬
‫األرض‬

‫اإلعانات المالية للتكنولوجيا‪،‬‬ ‫رسوم االنبعاثات‬ ‫رخص االنبعاثات القابلة‬ ‫تلوث الهواء‬
‫القروض منخفضة الفائدة‬ ‫للتداول للتجاري‬

‫أنظمة إعادة التأمين‬ ‫رسوم الجمع‬ ‫النفايات‬


‫الخطيرة‬

‫اإلعانات المالية للتكنولوجيا‪،‬‬ ‫ضرائب الملكية‬ ‫النفايات‬


‫القروض منخفضة الفائدة‬ ‫الصلبة‬

‫إعادة التأمين‬ ‫المسئولية القانونية‪،‬‬ ‫الضرائب التفاضلية‬ ‫السموم‬


‫تأمين المسئولية عن‬ ‫الكيماويات‬
‫األضرار‬

‫حوافز استبدال‬ ‫ضرائب الكربون‬ ‫رخص انبعاثات غاز ثاني‬ ‫تخويالت االنبعاثات‬ ‫المناخ‬
‫الكلوروفلوروكربون‬ ‫ضريبة الوحدة‬ ‫أكسيد الكربون القابلة للتداول‬ ‫القابلة للتداول‬
‫الحرارية البريطانية‬ ‫التجاري‬ ‫التجاري‬
‫مواثيق الحفاظ على‬ ‫(‪)BTU‬‬ ‫حصص الكلوروفلوروكربون‬
‫الغابات‬ ‫القابلة للتداول التجاري‬ ‫التزامات حماية‬
‫بيع حصص‬ ‫الغابات القابلة‬
‫الكلوروفلوروكربون بالمزاد‬ ‫للتداول التجاري‬
‫العلني‬
‫موازنة الكربون‬

‫تعهدات إتمام‬ ‫التحسين‬ ‫رسوم‬ ‫ضرائب الملكية‪،‬‬ ‫رسوم الوصول‬ ‫حقوق األرض‬ ‫المستوطنات‬
‫التنمية‬ ‫التنمية‬ ‫رسوم‬ ‫ضرائب استخدام‬ ‫حصص التنمية القابلة للتداول‬ ‫البشرية‬
‫استخدام األرض‬ ‫رسوم‬ ‫األرض‬ ‫التجاري‬
‫عبور الطريق‬ ‫رسوم‬ ‫حقوق التنمية القابلة لالنتقال‬
‫االستيراد‬ ‫رسوم‬

‫المصدر‪ :‬مأخوذ من ‪Panayotou 1994‬‬

‫‪31‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫الجدول ‪ 3-1‬الغرض من نهوج التقييم المختلفة وتطبيقها‬

‫كيفية التطبيق‬ ‫سبب التطبيق‬ ‫النهج‬

‫تحديد جميع الخدمات المتناغمة المقدمة تبادلياً‪.‬‬ ‫إلدراك مساهمة األنظمة اإليكولوجية في‬ ‫تحديد القيمة اإلجمالية للتدفق الحالي‬
‫المجتمع وفي رفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫للفوائد من نظام إيكولوجي‪.‬‬
‫قياس مقدار كل خدمة مقدمة‪ ،‬وضربه في قيمة كل خدمة‪.‬‬

‫قياس كيفية تغير مقدار كل خدمة نتيجة التدخل‪ ،‬مقارن ًة بمقاديرها بدون التدخل‪.‬‬ ‫لتقييم ما إذا كان التدخل جدير ًا باالهتمام‪.‬‬ ‫تحديد الفوائد الصافية لتدخل ما يغير‬
‫أحوال النظام اإليكولوجي‪.‬‬
‫الضرب في القيمة الحدية لكل خدمة‪.‬‬

‫تحديد جماعات أصحاب المصالح ذات الصلة‪.‬‬ ‫لتحديد الفائزين والخاسرين‪ ،‬ألسباب أخالقية‬ ‫فحص كيفية توزيع تكاليف وفوائد نظام‬
‫وعملية‪.‬‬ ‫إيكولوجي (أو تدخل)‪.‬‬
‫تحديد الخدمات المعينة التي يستخدمونها‪ ،‬وقيمة هذه الخدمات لتلك الجماعة (أو التغيرات في القيم الناتجة عن تدخل)‪.‬‬

‫تحديد الجماعات التي تحصل على تدفقات فوائد ضخمة يمكن استخالص موارد مالية منها‪ ،‬باستخدام آليات مختلفة‪.‬‬ ‫للمساعدة في جعل الحفاظ على النظام‬ ‫تحديد مصادر التمويل المحتملة للحفاظ‬
‫اإليكولوجي ذاتي االستدامة مالياً‪.‬‬ ‫على النظام اإليكولوجي‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬مأخوذ من ‪Stephano 2004‬‬

‫وهام في عملية صنع القرار‪ .‬ويجب ضمان وصول النساء‬ ‫صنع القرار‪ .‬ومن بينها اتفاقية التنوع البيولوجي ‪،7/12‬‬
‫والمجتمعات المهمشة إلى التعليم‪ .‬وقد أطلقت األمم‬ ‫وإرشادات أديس أبابا حول االستخدام المستدام لعناصر‬
‫المتحدة عقد التعليم من أجل التنمية المستدامة (‪)DESD‬‬ ‫التنوع البيولوجي‪ ،‬وإرشادات اتفاقية التنوع البيولوجي‬
‫في عام ‪ 2005‬واختارت منظمة اليونسكو كهيئة رئيسية‬ ‫‪ 7/14‬حول تنمية السياحة المستدامة‪ ،‬واتفاقية التنوع‬
‫لترويج العقد (انظر اإلطار ‪.)14-1‬‬ ‫البيولوجي ‪ 7/16‬أكوا حول اإلرشادات الطوعية إلجراء‬
‫تقييمات األثر الثقافي والبيئي واالجتماعي لمقترحات‬
‫العدالة واألخالق‬ ‫التنمية في األماكن المقدسة واألراضي والمياه التي‬
‫حيث أن البيئة تؤثر على األساس الحقيقي لرفاهية‬ ‫تشغلها أو تستخدمها المجتمعات األهلية والمحلية‪ .‬ويتعين‬
‫اإلنسان‪ ،‬فإنه من العدل أن نفكر في آثار التدهور البيئي‬ ‫تشجيع تطوير اتفاقيات وبروتوكوالت مماثلة التي تعزز‬
‫على اآلخرين‪ ،‬ونحاول أن نحجم ضرره على أجيال‬ ‫االنخراط الفعال لكافة قطاعات المجتمع‪.‬‬
‫الحاضر والمستقبل‪ .‬ويقول البعض بأن هناك حاجة إلى‬
‫"أخالق عالمية" للتعامل مع مشاكل القرن الواحد‬ ‫التعليم‬
‫والعشرين (‪ .)Singer 2002‬وهناك أيض ًا إدراك للقيمة‬ ‫الوصول إلى المعلومة والتعليم حق أساسي لإلنسان ووجه‬
‫الجوهرية لألنواع (االتحاد العالمي لحفظ الطبيعة وآخرون‬ ‫هام لرفاهية اإلنسان‪ .‬كما أنه أداة هامة لتوليد المعرفة‬
‫‪ .)1991‬وقد يضر السعي وراء فرص وحريات بعض‬ ‫التي تربط التحليالت اإليكولوجية بالتحديات االجتماعية‪،‬‬

‫اإلطار ‪ 13-1‬تقييم إزالة سدي إيلوها وجالينز‬

‫دفعت كل أسرة في واشنطن ‪ 73‬دوالرا ً أمريكيا ً‪ ،‬كان يمكن تغطية تكاليف إزالة السدين وترميم‬ ‫أجري في التسعينيات تحليل لألثر البيئي باستخدام طريقة التقييم المشروط لعمل دراسة أولية‬
‫النهر‪ .‬وعند إضافة العائد الناتج من رغبة سكان واشنطن لدفع التكلفة إلى رغبة باقي‬ ‫عن إزالة سدي إيلوها وجالينز في والية واشنطن بالواليات المتحدة‪ .‬والسدان‪ ،‬بارتفاع ‪ 30‬متر و‪60‬‬
‫األمريكيين (‪ 86‬مليون أسرة ويرغبون في دفع ‪ 68‬دوالرا ً أمريكيا ً لكل رأس في المتوسط) ستكون‬ ‫مترا ً على الترتيب‪ ،‬قديمان ويعترضان هجرة األسماك إلى ‪ 110‬كم من المياه المحتفظة بنقائها‬
‫المحصلة أكثر من بليون دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫األصلي الموجودة في المتنزه الوطني األوليمبي‪ .‬كما أن السدان يضران قبيلة كالالم في إيلوها‬
‫السفلى التي تعتمد على سمك السلمون والنهر لرفاهيتهم المادية والروحانية والثقافية‪ .‬وإزالة‬
‫وبعد سنوات من المفاوضات‪ ،‬تقرر إزالة السدين‪ ،‬وسوف يمضي قدما ً مشروع استعادة النظام‬ ‫السدين يمكن أن تحقق فوائد صيد كبيرة‪ ،‬بكميات سمك سلمون مضاعفة أكثر من ثالث مرات‪.‬‬
‫اإليكولوجي إليلوها‪ .‬وهذا أكبر مشروع إزالة لسد في التاريخ‪ ،‬وحدث ذو أهمية قومية في الواليات‬ ‫وتقدر تكلفة إزالة السدين‪ ،‬وخاصة تراكم الرواسب‪ ،‬بين ‪ 100‬مليون و‪ 125‬مليون دوالر أمريكي‬
‫المتحدة‪ .‬ويتوقع إزالة السدين على مراحل في غضون ثالثة أعوام‪ ،‬بين عامي ‪ 2009‬و‪.2011‬‬ ‫تقريبا ً‪ .‬ولن تكون فوائد الصيد الترفيهي والتجاري الناتجة عن إزالة السدين كافية لتغطية هذه‬
‫التكاليف‪.‬‬

‫أجري هذا التقييم بطريقة التقييم المشروط وأسفر عن استجابة بنسبة ‪ 68‬في المائة في والية‬
‫واشنطن و‪ 55‬في المائة لباقي الواليات المتحدة‪ .‬وقد تراوحت الرغبة في دفع تكلفة إزالة السدين‬
‫بين ‪ 73‬دوالرا ً أمريكيا ً لكل أسرة في واشنطن إلى ‪ 68‬دوالرا ً أمريكيا ً في باقي الواليات المتحدة‪ .‬وإذا‬

‫المصدر‪American Rivers 2006, Loomis 1997, USGS 2006 :‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪32‬‬


‫المفاهيمية التي نشأت لتحليل وفهم هذه المشاكل البيئية‪،‬‬ ‫الناس بفرص وحريات البعض اآلخر أو تحجيمها‪ .‬ومن‬
‫ودل على خيارات تحقيق التقدم‪.‬‬ ‫المهم أن ينتبه واضعو السياسة إلى التأثيرات العكسية‬
‫لقراراتهم على الناس والبيئة في المناطق أو األقاليم‬
‫الفصول التالية تلقي الضوء على مجاالت ساهم المجتمع‬ ‫األخرى‪ ،‬حيث أن مثل تلك المجتمعات ال تشارك في صنع‬
‫في تدهورها البيئي وتعريض اإلنسان للخطر‪ .‬فكل فرد‬ ‫القرار المحلي‪.‬‬
‫يعتمد على البيئة‪ .‬وهي أساس كل التنمية‪ ،‬وتقدم فرص ًا‬
‫للناس والمجتمع ككل لتحقيق آمالهم وطموحاتهم‪ .‬والتدهور‬ ‫تطوير السيناريو‬
‫البيئي الحالي يقوض أساس األصول الطبيعية ويؤثر سلب ًا‬ ‫يزداد استخدام السيناريوهات إلعالم عمليات السياسة‪،‬‬
‫على رفاهية اإلنسان‪ .‬ومن الواضح أن البيئة المتدهورة‬ ‫فيتيح لواضعي السياسة فرص ًا الستطالع التأثيرات‬
‫ظلم ألجيال الحاضر والمستقبل‪.‬‬ ‫والنتائج المحتملة لقرارات السياسة المختلفة‪ .‬وهدف‬
‫تطوير السيناريوهات "يكون غالب ًا دعم صنع قرار مدروس‬
‫تركز الفصول أيض ًا على توافر سبل التنمية البديلة التي‬ ‫ومنطقي أكثر يضع في الحسبان المعروف وغير‬
‫تحمي البيئة‪ .‬فبراعة اإلنسان ومرونته وقدرته على التكيف‬ ‫المعروف"‪( .‬تقرير األلفية ‪ .)2005c‬ويكون غرضها توسيع‬
‫هي قوى جبارة يمكن أن تحدث تغييراً‪.‬‬ ‫اآلفاق وتوضيح المسائل الرئيسية التي ربما تكون من‬
‫نواح أخرى مغفلة أو منبوذة‪ .‬يستخدم الفصل ‪ 9‬أربعة‬
‫تخيل عالم ًا فيه رفاهية اإلنسان مضمونة للجميع‪ .‬وكل فرد‬ ‫سيناريوهات مقبولة ظاهري ًا الستكشاف أثر قرارات‬
‫يمكنه الوصول إلى هواء ومياه نظيفين‪ ،‬مما يضمن‬ ‫السياسة المختلفة على التغير البيئي ورفاهية اإلنسان في‬
‫تحسينات في الصحة العالمية‪ .‬واالحترار العالمي تم‬ ‫المستقبل‪.‬‬

‫اإلطار ‪ 14-1‬عقد التعليم من أجل التنمية المستدامة التابع‬ ‫الخاتمة‬


‫لألمم المتحدة‬ ‫بعد مرور عقدين على تقرير مستقبلنا المشترك‪ ،‬تأكدت‬
‫ضرورة التنمية المستدامة الملحة‪ ،‬حيث يواصل التدهور‬
‫البيئي تهديده لرفاهية اإلنسان والصحة واألمن المادي‬
‫والتماسك االجتماعي والقدرة على تلبية االحتياجات‬
‫المادية‪ .‬وتلقي التحليالت خالل تقرير توقعات البيئة‬
‫العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬الضوء على االختفاء السريع‬
‫للغابات وتدهور المناظر الطبيعية والمياه الملوثة والزحف‬
‫الحضري‪ .‬والهدف ليس تقديم سيناريو مظلم وكئيب‪ ،‬ولكن‬
‫نداء عاجل للتحرك‪.‬‬

‫في الوقت الذي تحقق فيه بعض التقدم نحو التنمية‬


‫المستدامة من خالل االجتماعات واالتفاقيات والتغيرات في‬
‫الحوكمة البيئية‪ ،‬إال أن التغير الحقيقي بطيء‪ .‬فمند عام‬
‫‪ ،1987‬وضعت تغيرات الموجهات‪ ،‬مثل النمو السكاني‬
‫يهدف عقد التعليم من أجل التنمية المستدامة (‪ )DESD‬إجماال ً إلى‬ ‫وأنماط االستهالك واستخدام الطاقة‪ ،‬ضغط ًا زائد ًا على‬
‫"دمج مبادئ وقيم وممارسات التنمية المستدامة في جميع نواحي‬ ‫حالة البيئة‪ .‬وللتعامل مع المشاكل البيئية بفعالية‪ ،‬يتعين‬
‫التعليم والتعلم‪".‬‬
‫على واضعي السياسة تصميم سياسات تعالج الضغوط‬
‫وهذا الجهد التعليمي سيشجع على تغييرات في السلوك الذي‬ ‫والموجهات وراء تلك المشاكل‪ .‬ويمكن استخدام األدوات‬
‫سيخلق مستقبالً أكثر استدامة فيما يتعلق بالسالمة البيئية وقابلية‬ ‫االقتصادية مثل خلق األسواق وأنظمة الرسوم للمساعدة‬
‫التطبيق االقتصادي ومجتمع سليم ألجيال الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫في حث السلوك المستدام بيئياً‪ .‬ويمكن أن يساعد التقييم‬
‫وعلى المدى الطويل‪ ،‬يجب أن يسهم التعليم في بناء قدرة الحكومة‪،‬‬ ‫واضعي السياسة في اتخاذ قرارات مدروسة عن قيمة‬
‫بحيث يمكن للخبرة العلمية أن تؤثر في السياسة‪.‬‬ ‫التغيرات في خدمات األنظمة اإليكولوجية‪ .‬ويجب استخدام‬
‫المصدر‪ :‬اليونيسكو ‪2007‬‬
‫األدوات غير االقتصادية للتعامل مع المشاكل المعروفة‬
‫جيد ًا التي لها حلول مختبرة والمشاكل الناشئة األقل‬
‫وضوحاً‪ .‬وقد قدم هذا الفصل نظرة عامة على تحديات‬
‫القرن الواحد والعشرين‪ ،‬فألقى الضوء على األفكار‬

‫‪33‬‬ ‫البيئة من أجل التنمية‬


‫التعامل معه‪ ،‬من خالل تخفيضات في استخدام الطاقة‬ ‫تخيل عالما ً فيه رفاهية اإلنسان مضمونة‬

‫واالستثمار في التكنولوجيا النظيفة‪ .‬والمجتمعات المعرضة‬


‫للجميع‪ .‬هذا الخيال يمكن أن يتحول إلى واقع‪،‬‬
‫ومسئولية هذا الجيل أن يبدأ العمل من أجل‬
‫للخطر حصلت على مساعدة‪ .‬فاألنواع تزدهر عند تأمين‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫سالمة النظام اإليكولوجي‪ .‬وهذه الصور يمكن تحويلها إلى‬ ‫شارك بالصور‪T. Mohr/Still Pictures :‬‬

‫واقع‪ ،‬ومسئولية هذا الجيل أن يبدأ في عمل ذلك‪.‬‬

‫القسم أ‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪34‬‬


DeSombre, E.R. and Barkin, S. (2002). Turbot and Tempers in the North Atlantic. Matthew, R. Halle, M. and Switzer, J (eds.). In Conserving the Peace: Resources, ‫المراجع‬
)Inindex.htm (last accessed 1 May 2007 Livelihoods, and Security 325-360. International Institute for Sustainable Development
Agarwal, B. (2000). Conceptualizing Environmental Collective Action: Why Gender
and The World Conservation Union, Winnipeg, MB
IFPRI (2004). Ending Hunger in Africa: Prospects for the Small Farmer. International Matters. In Cambridge Journal of Economics 24(3):283-310
Food Policy Research Institute, Washington, DC http://www.ifpri.org/pubs/ib/ib16. Diamond, J. (2005). Collapse: How Societies Choose to Fail or Survive. Penguin
AMAP (2002). Persistent Organic Polluatants, Heavy Metals, Radioactivity, Human
)pdf (last accessed 1 May 2007 Books, London
Health, Changing Pathways. Arctic monitoring and Assessment Programme, Oslo
IPCC (2001). Technical Summary, Climate Change 2001: Impacts, Adaptation and Diener, E. (2000). Subjective well-being. The science of happiness and a proposal for a
American Rivers (2006). Elwha River Restoration. http://www.americanrivers.org/
Vulnerability. Contribution of Working Group II to the Third Assessment Report of the national index. In The American Psychologist 55:34-43
)site/PageServer?pagename=AMR_elwharestoration (last accessed 12 June 2007
Intergovernmental Panel on Climate Change. Intergovernmental Panel on Climate
Dodds, F. and Pippard, T. (eds.) (2005). Human and Environmental Security: An
Change. Cambridge University Press, New York, NY Bass, S. (2006). Making poverty reduction irreversible: development implications of
agenda for change. Earthscan, London
the Millennium Ecosystem Assessment. IIED Environment for the MDGs’ Briefing Paper.
IPCC (2007). Climate change 2007: The Physical Science Basis. Summary for
Donaldson, S. (2002). Re-thinking the mercury contamination issue in Arctic Canada. International Institute on Environment and Development, London
Policymakers. Contribution of Working Group 1 to the Fourth Assessment Report of the
M.A. Thesis (Unpublished). Carleton University, Ottawa, ON
Intergovernmental Panel on Climate Change, Geneva Bell, D., Robertson, S. and Hunter, P. (2004). Animal origins of SARS coronavirus:
Doubleday, N. (1996). “Commons” concerns in search of uncommon solutions: Arctic possible links with the international trade of small carnivores. In Philosophical
ITU (2005). ITU Yearbook of Statistics. International Telecommunication Union (in GEO
contaminants, catalyst of change? In The Science of the Total Environment 186:169- Transactions of the Royal Society London 359:1107-1114
.)Data Portal
179
Bhagwati, J. (2004). In Defense of Globalization. Oxford University Press, Oxford
IUCN, UNEP and WWF (1991). Caring for the Earth: A Strategy for Sustainable Living.
Doubleday, N. (2005). Sustaining Arctic visions, values and ecosystems: writing Inuit
The World Conservation Union, United Nations Environment Programme and World Birdsall, N. and Lawrence, R. (1999). Deep Integration and Trade Agreements: Good
identity, reading Inuit Art. In Williams, M. and Humphrys, G. (eds.). Cape Dorset,
Wide Fund for Nature, Gland for Developing Countries? In Grunberg, K. and Stern, M (eds.). In Global Public Goods:
Nunavut’ in Presenting and Representing Environments: Cross-Cultural and Cross-
International Cooperation in the 21st Century. Oxford University Press, New York, NY
Jänicke, M. and Volkery, A. (2001). Persistente Probleme des Umweltschutzes. In Disciplinary Perspectives. Springer, Dordrecht
Natur und Kultur 2(2001):45-59 Braidotti, R., Charkiewicz, E., Hausler, S. and Wieringa, S. (1994). Women, the
EM-DAT (undated). Emergency Events Database: The OFDA/CRED International Disaster
Environment and Sustainable Development. Zed, London
Karatayev, A., Padilla, D., Minchin, D., Boltovskoy, D. and Burlakova, L. (2007). Database (in GEO Data Portal). Université Catholique de Louvain, Brussels
Changes in global economies and trade: the potential spread of exotic freshwater Brown, D. (1999). Making CSD Work. In Earth Negotiations Bulletin 3(2):2-6
Fa, J., Albrechtsen, L. and Brown. D. (2007). Bushmeat: the challenge of balancing
bivalves. In Bio Invasions 9:161-180
human and wildlife needs in African moist tropical forests. In Macdonald, D. and Brown, S. (2006). The west develops a taste for bushmeat. In New Scientist 2559:8
Karesh, W., Cook, R., Bennett, E. and Newcomb, J. (2005). Wildlife Trade and Global Service, K. (eds.) Key Topics in Conservation Biology 206-221. Blackwell Publishing,
Button, K. and Nijkamp, P. (2004). Introduction: Challenges in conducting transatlantic
Disease Emergence. In Emerging Infectious Diseases 11 (7):1000-1002 Oxford
work on sustainable transport and the STELLA/STAR Initiative. In Transport Reviews 24
Katerere, Y. and Hill, R. (2002). Colonialism and inequality in Zimbabwe. In Matthew, Falk, R. (2000). Human rights horizons: the pursuit of justice in a globalizing world. (6):635-643
R., Halle, M. and Switzer, J. (eds.). Conserving the Peace: Resources, Livelihoods, and Routledge, New York, NY
Campbell, B., Jeffrey, S., Kozanayi, W., Luckert, M., Mutamba, M. and Zindi, C.
Security 247-71 International Institute for Sustainable Development and The World
FAO (2004a). The State of Food and Agriculture 2003-2004: Agriculture (2002). Household livelihoods in semi-arid regions: options and constraints. Center for
Conservation Union, Winnipeg and Gland
Biotechnology-Meeting the Needs of the Poor? Food and Agriculture Organization of the International Forestry Research, Bogor
Katerere, Y. and Mohamed-Katerere, J. (2005). From Poverty to Prosperity: Harnessing United Nations, Rome http://www.fao.org/WAICENT/FAOINFO/ECONOMIC/ESA/en/
Castles, S. (2002). Environmental change and forced migration: making sense of the
the Wealth of Africa’s Forests. In Mery, G., Alfaro, R., Kanninen, M. and Lobovikov, M. )pubs_sofa.htm (last accessed 11 June 2007
debate. New Issues in Refugee Research, Working Paper No. 70. United Nations High
(eds.). Forests in the Global Balance – Changing Paradigms. IUFRO World Series Vol.
FAO (2004b). The State of the World’s Fisheries and Aquaculture 2004. Food and Commission for Refugees, Geneva
17. International Union of Forest Research Organizations, Helsinki
Agriculture Organization of the United Nations, Rome
Cargill (2006). Brazilian Soy Industry Announces Initiative Designed To Curb Soy-
Keller, W. (2002). Trade and the Transmission of Technology. In Journal of Economic
Fischetti, M. (2005). Protecting against the next Katrina: Wetlands mitigate flooding, Related Deforestation in the Amazon. http://www.cargill.com/news/issues/issues_
Growth 7:5-24
but are they too damaged in the gulf? In Scientific American October 24 )soyannouncement_en.htm (last accessed 11 June 2007
Kennish, M. (2002). Environmental Threats and Environmental Future of Estuaries. In
Frey, B and Stutzer, A. (2005). Beyond Outcomes: Measuring Procedual Utility. In Carothers, T. and Barndt, W. (2000). Civil Society. In Foreign Policy (11):18-29
Environmental Conservation 29 (1):78 – 107
Oxford Economic Papers 57(1):90-111
China Statistical Bureau (1987-2004). China Statistical Yearbook (1987-2004). China
Kerr J., Pangare G., and Pangare V. (2002). Watershed development projects in India:
Friedman, T. (2005). The World is Flat: A Brief History of the Twenty-First Century. 28 Statistics Press (in Chinese), Beijing
An evaluation. In Research Report of the International Food Policy Research Institute
Farrar, Straus, and Giroux, New York, NY
127:1-90 CIEL (1991). The Precautionary Principle: A Policy for Action in the Face of Uncertainty.
Gallagher, K. (2004). Free Trade and the Environment: Mexico, NAFTA and Beyond. King’s College, London
Klink, C. and Machado, R. (2005). Conservation of the Brazilian Cerrado. In
Stanford University Press, Stanford
Conservation Biology 19 (3):707-713 Cleaver, F. (2000). Analysing Gender Roles in Community Natural Resource
GEF (2006). What is the GEF? The Global Environment Facility, Washington, DC Management: Negotiation, Life Courses, and Social Inclusion. In IDS Bulletin 31(2):60-
Kolankiewicz, L. and Beck, R. (2001). Weighing Sprawl Factors in Large U.S. Cities,
http://www.gefweb.org/What_is_the_GEF/what_is_the_gef.html (last accessed 1 67
Analysis of U.S. Bureau of the Census Data on the 100 Largest Urbanized Areas of the
)May 2007
)United States. http://www.sprawlcity.org (last accessed 1 May 2007 Coe, D. T. and Helpman, E. (1995). International R&D Spillovers. NBER Working
GEO Data Portal. UNEP’s online core database with national, sub-regional, regional and Papers 4444. National Bureau of Economic Research, Inc, Cambridge, MA
Korten, D. (2001). When Corporations Rule the World, 2nd edition. Kumarian Press,
global statistics and maps, covering environmental and socio-economic data and
Bloomfield Christian Reformed Church (2005). Global Debt. An OSJHA Fact Sheet. Office of Social
indicators. United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/
Justice and Hunger Action http://www.crcna.org/site_uploads/uploads/factsheet_
Kura,Y., Revenga, C., Hoshino, E. and Mock, G. (2004). Fishing for Answers: Making )geo/data or http://geodata.grid.unep.ch (last accessed 12 June 2007
)globaldebt.doc (last accessed 21 April 2007
Sense of the Global Fish Crisis. World Resources Institute, Washington, DC
Goodall, J. (2005). Introduction. In Reynolds, V. (ed.). The Chimpanzees of the
CHS (2006). Outline of the Report of the Commission on Human Security. Commission
Langhelle, O. (1999). Sustainable development: exploring the ethics of Our Common Budongo Forest. Oxford University Press, Oxford
on Human Security http://www.humansecurity-chs.org/finalreport/Outlines/outline.
Future. In International Political Science Review 20 (2):129-149
Gore, A. (2006). An Inconvenient Truth: the planetary emergency of global warming )pdf (last accessed 1 May 2007
Le Billion, P. (2001). The political Ecology of war: natural resources and armed conflict. and what we can do about it. Bloomsbury, London
Conca, K. and Dabelko, G. (2002). Environmental Peacemaking. Woodrow Wilson
In Political Geography 20:561-584
Graham, E. (2000). Fighting the Wrong Enemy: Antiglobal Activists and Multinational Center Press, Washington, DC
LeRoy, E., Rouquet, P., Formenty, P., Souquière, S., Kilbourne, A., Froment, J., Bermejo, Enterprises. Institute of International Economics, Washington, DC
Dabelko, D., Lonergan, S. and Matthew, R. (2000). State of the Art Review of
M., Smit, S., Karesh, W., Swanepoel, R., Zaki, S. and Rollin, P. (2004). Multiple Ebola
Greenpeace (2006). The future of the Amazon hangs in the balance. http://www. Environmental Security and Co-operation. Organisation for Economic Cooperation and
virus transmission events and rapid decline of central African wildlife. In Science
)greenpeace.org/usa/news/mcvictory (last accessed 11 June 2007 Development, Paris
303:387-390
Grumbine, R. (2007). China’s emergence and the prospects for global sustainability. In Dasgupta, P. (2002). Is contemporary economic development sustainable? In Ambio
Li, W., Shi, Z., Yu, M., Ren, W., Smith, C., Epstein, J. Wang, H. Crameri, G., Hu., Z.,
BioScience 57 (3):249-255 31(4):269-271
Zhang, H., Zhang, J., McEachern, J., Field, H., Daszak, P., Eaton, B., Zhang, S. and
.Wang, L. (2005). Bats are natural reservoirs of SARS-like coronavirsues Haass, R., and Litan, R. (1998). Globalization and Its Discontents: Navigating the Dasgupta, P. and Mäler, K.G. (1999). Net National Product, Wealth, and Social Well-
In Science 310:676-679 Dangers of a Tangled World. In Foreign Affairs 77(3):2-6 Being. In Environment and Development Economics 5:69-93
Hecker, J.H. (2005). Promoting Environmental Security and Poverty Alleviation in the DATA (2007). The DATA Report 2007: Keep the G8 Promise to Africa. Debt AIDS Trade
Peat Swamps of Central Kalimantan, Indonesia. Institute of Environmental Security, The Africa, London
Hague
De Grauwe, P. and Camerman, F. (2003). Are Multinationals Really Bigger Than
IEA (2002). World Energy Outlook 2003. International Energy Agency, Paris Nations? In World Economics 4 (2):23-37
IEA (2006a). World Energy Outlook 2006. International Energy Agency, Paris Delgado, C., Wada, N., Rosegrant, M., Meijer, S. and Ahmed, M. (2003). Outlook for
fish to 2020. In Meeting Global Demand. A 2020 Vision for Food, Agriculture, and the
IEA (2006b). Key Energy Statistics. International Energy Agency, Paris
Environment Initiative, International Food Policy Research Institute, Washington, DC
IFAD (2001). Rural Poverty Report 2001. The Challenge of Ending Rural Poverty.
Dernbach, J. (2002). Stumbling Toward Sustainability. Environmental Law Institute,
/International Fund for Agricultural Development, Rome http://www.ifad.org/poverty
Washington, DC

35 ‫البيئة من أجل التنمية‬


UN-Habitat (2006). State of the World’s Cities 2006/7. United Nations-Habitat, Sen, A. (1992). Inequality Re-examined. Clarendon Press, Oxford Loomis, J. (1997). Use of Non-Market Valuations Studies. Water Resources
Nairobi Management Assessments. In Water Resources Update 109:5-9
Sen, A. (1999). Development as Freedom. Oxford University Press, Oxford
UNHCR (2006a). Statistical Yearbook 2004 Country Data Sheets: Guinea. United MA (2003). Ecosystems and Human Well-being; a framework for assessment.
Shiva, V. (1991). The Violence of the Green Revolution: Third World Agriculture,
Nations High Commission for Refugees, Geneva Millennium Ecosystem Assessment. Island Press, Washington, DC
Ecology and Politics. Zed Books, London
UNHCR (2006b). 2005 Global refugee trends statistical overview of populations of MA (2005a). Ecosystems and Human well-being: Biodiversity Synthesis. Millennium
Singer, P. (2002). One World. Yale University Press, London
refugees, asylum-seekers, internally displaced persons, stateless persons, and other Ecosystem Assessment. World Resources Institute. Island Press, Washington, DC
persons of concern to UNHCR. United Nations High Commission for Refugees, Geneva Smith, K. (2006). Oil from bombed plant left to spill. In Nature 442:609
MA (2005b). Ecosystems and Human Well-Being. Synthesis Report. Millennium
UNICEF (2006). Pneumonia: The forgotten killer of children. United Nations Childrens Solow, R. M. (1991), Sustainability: An Economist’s Perspective. The Eighteen J. Ecosystem Assessment. Island Press, Washington, DC
Fund and World Health Organization, New York, NY Seward Johnson Lecture to the Marine Policy Center, Woods Hole Oceanographic
MA (2005c). Ecosystems and Human Well-being: Volume 2 – Scenarios. Millennium
Insitution. In Economics of the Environment: Selected Readings (ed. R. Dorfman and
UNPD (2005). World Urbanisation Prospects: The 2005 Revision (in GEO Data Portal). Ecosystem Assessment. Island Press, Washington, DC
N.s Dorfman) 179-187. Norton, New York, NY
UN Population Division, New York, NY http://www.un.org/esa/population/unpop.
MacDonald, D. and Service, K (2007). Key Topics in Conservation Biology. Blackwell
)htm (last accessed 4 June 2007 D’Souza, M. and Lobo, C. (2004). Watershed Development, Water Management and
Publications, Oxford
the Millennium Development Goals. Paper presented at the Watershed Summit,
UNPD (2007). World Population Prospects: The 2006 Revision (in GEO Data Portal).
Chandigarh, November 25-27, 2004. Watershed Organization Trust, Ahmednagar Mäler, K-G. (1974). Environmental Economics: A Theoretical Enquiry. John Hopkins
UN Population Division, New York, NY http://www.un.org/esa/population/unpop.
University Press, Baltimore, MB
)htm (last accessed 4 June 2007 Spencer, D. (2001). Will They Survive? Prospects for Small farmers in sub-Saharan
Africa. Paper Presented in Vision 2020: Sustainable food Security for All by 2020. Maltais, A., Dow, K. and Persson, A. (2003). Integrating Perspectives on Environmental
USGS (2006). Studying the Elwha River, Washington, in Preparation for Dam Removal.
International Conference Organized by the International Food Policy Research Institute Security. SEI Risk and Vulnerability Programme, Report 2003-1. Stockholm
In Sound Waves Monthly Newsletter. US Geological Survey, Washington, DC http://
(IFPRI), September 4-6, 2001, Bonn Environment Institute, Stockholm
)soundwaves.usgs.gov/2006/11/fieldwork3.html (last accessed 12 June 2007
Speth, J. (2004). Red Sky at Morning: America and the Crisis of the Global Matthews, D. (1995). Common versus open access. The collapse of Canada’s east
Van Oostdam, J., Donaldson, S., Feeley, M., Arnold, D., Ayotte, P., Bondy, G., Chan, L.,
Environment. Yale University Press, New Haven and London coast fishery. In The Ecologist 25:86-96
Dewaily, E., Furgal, C.M., Kuhnlein, H., Loring, E., Muckle, G., Myles, E., Receveur, O.,
Tracy, B., Gill, U., Kalhok, S. (2005). Human health implications of environmental Stefano, P., Von Ritter, K. and Bishop, J. (2004). Assessing the Economic Value of Matthew, R., Halle, M. and Switzer, J. (eds.) (2002). Conserving the Peace:
contaminants in Arctic Canada: A review. In Science of the Total Environment Ecosystem Conservation. Environment Development Paper No.101. The World Bank, Resources, Livelihoods and Security. International Institute for Sustainable Development,
351–352:165–246 Washington, DC Winnipeg, MB
Watson, R., Zinyower, M. and Dokken, D. (eds.) (1997). The regional impacts of Stohr, W. (2001). Introduction. In New Regional Development Paradigms: Matutinovic, I. (2006). Mass migrations, income inequality and ecosystem health in
climate change: an assessment of vulnerability. Summary for Decision Makers. Special Decentralization, Governance and the New Planning for Local-Level Development. (ed. the second wave of globalization. In Ecological Economics 59:199 – 203
Report of IPCC Working Group II. Intergovernmental Panel on Climate Change Stohr, W., Edralin, J. and Mani, D). Contributions in Economic History Series (225).
McMichael, A. (2001). Human culture, ecological change and infectious disease: are
Published in cooperation with the United Nations and the United Nations Centre for
WBCSD (2007). Then & Now: Celebrating the 20th Anniversary of the “Brundtland we experiencing history’s fourth great transition? In Ecosystem Health (7):107-115
Regional Development. Greenwood Press, Westport, CT
Report” – 2006 WBCSD Annual Review. World Business Council for Sustainable
McMichael, A. (2004). Environmental and social influences on emerging infectious
Development, Geneva UN (2000). United Nations Millennium Declaration. United Nations, New York, NY
disease: past, present and future. Philosophical Transactions of the Royal Society of
http://www.un.org/millennium/declaration/ares552e.htm (last accessed 1 May
WCED (1987). Our Common Future. Oxford University Press, Oxford London Biology 10:1-10
)2007
WHO (2000). Guidelines for Air Quality. WHO/SDE/OEH/00.02, World Health Meredith, M. (2005).The State of Africa: A history of fifty years of independence. Free
UN (2002). Report of the World Summit on Sustainable Development. Johannesburg,
Organization, Geneva Press, London
South Africa, 26 August - 4 September. A/CONF.199/20. United Nations, New York,
WHO (2002) The World Health Report. Reducing risks, promoting healthy life. World NY Government of Brazil (2005). Diretrizes de Política de Agroenergia 2006–2011.
Health Organization, Geneva Ministério da Agricultura, Pecuária e Abastecimento, Ministério da Ciência e Tecnologia,
UN(2004). Human Rights and Poverty Reduction. A conceptual framework. United
Ministério de Minas e Energia, Ministério do Desenvolvimento, Indústria e Comércio
WHO (2006). Preventing disease through healthy environments: Towards an estimate Nations Office of the High Commissioner for Human Rights. United Nations, New York
Exterior, Brasilia
of the environmental burden of disease. World Health Organization, Geneva and Geneva
Mittelman, J. (2000). Capturing Globalization. Carfax, Abingdon
WHO and UNICEF (2004). Meeting the MDG drinking-water and sanitation target: A UN (2006). Trends in Total Migrant Stock: The 2005 Revision. Population Division of
mid-term assessment of progress. World Health Organization and United Nations the Department of Economic and Social Affairs of the United Nations Secretariat, New Myers, N. (1997). Environmental Refugees. In Population and Environment
Children’s Fund, Geneva and New York, NY York, NY http://www.un.org/esa/population/publications/migration/UN_Migrant_ 19(2):167-82
)Stock_Documentation_2005.pdf (last accessed 1 May 2007
Wolfe, N., Escalante, A., Karesh, W., Kilbourn, A., Spielman, A. and Lal, A. (1998). Najam, A., Runnalls, D. and Halle, M. (2007). Environment and Globalization: Five
Wild Primate Populations in Emerging Infectious Disease Research: The Missing Link? In UNAIDS (2006). 2006 Report on Global AIDS Epidemic. United Nations Programme on Propositions. International Institute for Sustainable Development, Winnipeg
Emerging Infectious Diseases 4 (2):148-159 HIV/AIDS, Geneva
Nishikiori, N., Abe, T., Costa, D., Dharmaratne, S., Kunii, O. and Moji, K. (2006). Who
Wolfe, N., Heneine, W., Carr, J., Garcia, A., Shanmugam, V., Tamoufe, U., Torimiro, J., UNDP (2004). Human Development Report 2001: Making New Technologies Work for died as a result of the tsunami? Risk factors of mortality among internally displaced
Prosser, T., LeBreton, M., Mpoudi-Ngole, E., McCutchan, F., Birx, D., Folks, T., Burke, D. Human Development. United Nations Development Programme, New York, NY persons in Sri Lanka: a retrospective cohort analysis. In BMC Public Health 6:73
and Switzer, W. (2005). Emergence of unique primate T-lymphotropic viruses among
UNDP (2005a). Environmental Sustainability in 100 Millennium Development Goal OECD (2005). Trade that Benefits the Environment and Development: Opening Markets
central African bushmeat hunters. In Proceedings of the National Academy of Sciences
Country Report. United Nations Development Programme, New York, NY for Environmental Goods and Services. Organisation for Economic Co-operation and
102 (22):7994 – 7999
Development, Paris
UNDP (2005b) Human Development Report 2005: International Cooperation at a
Wolfe, N., Switzer. W., Carr, J., Bhullar, V., Shanmugam, V., Tamoufe, U., Prosser, A.,
Crossroads. United Nations Development Programme, New York, NY OECD (1994). The Environmental Effects of Trade. Organisation for Economic
Torimiro, J., Wright, A., Mpoudi-Ngole, E., McCutchan, F., Birx. D., Folks, T., Burke, D.
Co-operation and Development, Paris
and Heneine, W. (2004). Naturally acquired simian retrovirus infections in central UNDP (2006) Human Development Report 2006. Beyond Scarcity: power, poverty and
African hunters. In The Lancet 363:932- 937 the global water crisis. United Nations Development Programme, New York, NY Oxfam (2005). The Tsunami’s Impact on Women. Oxfam Briefing Note. http://www.
oxfam.org.uk/what_we_do/issues/conflict_disasters/bn_tsunami_women.htm (last
Wood, W.B. (2001). Ecomigration: Linkages between environmental change and UNEP (2002). Global Environment Outlook (GEO-3). United Nations Environment
)accessed 11 June 2007
migration. In Zolberg, A.R. and Benda, P. M.(eds.) Global Migrants, Global Refugees. Programme, Nairobi
Berghahn, Oxford Panayotou, T. (1994). Economic Instruments for environmental Management and
UNEP (2004b). GEO Year Book 2003. United Nations Environment Programme,
Sustainable Development. Environmental Economics series Paper No.1, United Nations
World Bank (2005). The Little Data Book 2005. The World Bank, Washington, DC Nairobi
Environment Programme, Nairobi
World Bank (2006a). Where is the Wealth of Nations? Measuring Capital for the 21st UNEP (2005a). GEO yearbook 2004/2005. United Nations Environment Programme,
Peiris, J., Guan, Y. and Yuen, K. (2004). Severe acute respiratory syndrome. In Nature
Century. The World Bank, Washington, DC Nairobi
Medicine 10 (12):S88- S97
UNEP (2005b). One Planet Many People: Atlas of our Changing Environment. United
Pelling, M. and Uitto, J. (2001). Small island developing states: natural disaster
Nations Environment Programme, Nairobi
vulnerability and global change. In Environmental Hazards 3:49-62
UNEP (2006). Avian Influenza and the Environment: An Ecohealth Perspective. Paper
Peterson, D. (2003). Eating Apes. University of California Press, London
prepared by David J. Rapport on behalf of UNEP, United Nations Environment
Programme and EcoHealth Consulting, Nairobi Prakash, A. (2000). Responsible Care: An Assessment. In Business and Society
39(2):183-209
UNESCO (2007). United Nations Decade of Education for Sustainable Development
(2005-2014) http://portal.unesco.org/education/en/ev.php-URL_ID=27234&URL_ Rahnema, M. (Ed.) (1997). The Post-Development Reader. Zed Books, London
)DO=DO_TOPIC&URL_SECTION=201.html/ (last accessed June 25
Russett, B. and Oneal, J. (2001). Triangulating Peace: Democracy, Interdependence,
UNESCO-WWAP (2006). Water for People. Water for Life, The United Nations World and International Organizations, The Norton Series in World Politics. W. W. Norton and
Water Development Report. United Nations Educational, Scientific and Cultural Company, London
Organization, Paris and Berghahn Books, Oxford and New York, NY
Sen, A. (1985). Commodities and Capabilities, Oxford University Press, Oxford

‫ نظرة عامة‬:‫القسم أ‬ 36
‫ب‬ ‫القسم‬

‫حالة البيئة واجتاهاتها‪:‬‬


‫‪2007–1987‬‬
‫الفصل ‪ 2‬الغالف اجلوي‬

‫الفصل ‪ 3‬األرض‬

‫الفصل ‪ 4‬املياه‬

‫الفصل ‪ 5‬التنوع البيولوجي‬


‫يؤثر تغير املناخ على دفء وحموضة احمليط العاملي‪ ،‬فهو‬
‫يؤثر على درجة حرارة سطح األرض وكمية الهطل وتوقيته‬
‫وشدته‪ ،‬مبا في ذلك العواصف واجلفاف‪ .‬وعلى األرض‪،‬‬
‫تؤثر هذه التغيرات على توافر املياه العذبة وجودتها وصرف‬
‫مياه السطح وتعويض املياه اجلوفية وانتشار ناقالت‬
‫األمراض املنقولة باملياه‪ ،‬ومن املرجح أن تلعب هذه‬
‫التغيرات دور ًا متزايد ًا في إحداث تغييرات في التنوع‬
‫البيولوجي وتوزيع األنواع ووفرتها النسبية‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫الفصل‬

‫الغالف اجلوي‬
‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬جون سي آى كولينستيرنا وتريلوك إس بانوار‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬مايك أشمور‪ ،‬دنش براك‪ ،‬هانز إيرنيز‪ ،‬سارة فيريسو‪ ،‬كيجون جيانغ‪،‬‬
‫هيكتور جوركويرا‪ ،‬سيفان كارثا‪ ،‬يوسف مسلماني‪ ،‬لويزا تي مولينا‪ ،‬فرانك موراي‪ ،‬لني‬
‫بيرسون‪ ،‬ديتر شويال‪ ،‬هانز مارتن سيب‪ ،‬أنشا سيرينيفاسان‪ ،‬وبينجيان واجن‬
‫محررو مراجعة الفصل‪ :‬مايكل جي تشادويك ومحمود احلويحي‬
‫منسق الفصل‪ :‬فولودميير دميكني‬
‫شارك بالصور‪ :‬مونيارادزي تشنجي‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫اهتمامات المناخ في تخطيط التنمية أمر ملح‪ ،‬خاصة في‬ ‫تواجه العالم مسائل هامة خاصة ببيئة الغالف الجوي‪ ،‬مع‬
‫قطاعات مثل الطاقة والنقل والزراعة والغابات وتطوير‬ ‫تحديات قصيرة وطويلة المدى‪ ،‬تؤثر بالفعل على صحة‬
‫البنية التحتية‪ ،‬على مستوى السياسة ومستوى التنفيذ‬ ‫ورفاهية اإلنسان‪ .‬وهذه اآلثار تتغير في طبيعتها‪ ،‬ونطاقها‬
‫على حد سواء‪ .‬أيضا ً‪ ،‬فإن السياسات التي تسهل التكيف‬ ‫وتوزيعها اإلقليمي‪ ،‬وهناك مزيج من التطورات المقلقة‬
‫مع تغير المناخ في القطاعات المعرضة للخطر‪ ،‬مثل‬ ‫والتقدم الجوهري‪.‬‬
‫الزراعة‪ ،‬تكون حاسمة لتحجيم اآلثار المعاكسة‪.‬‬
‫والتحوالت في الهيكلين االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬مع‬ ‫تغير المناخ هو تحدٍ عالمي خطير‪ .‬وآثاره واضحة‬
‫مشاركة واسعة لجماعات المصالح نحو مجتمعات‬ ‫بالفعل‪ ،‬والتغيرات في توافر المياه واألمن الغذائي‬
‫ينخفض فيها معدل الكربون‪ ،‬هي أمور حاسمة‪.‬‬ ‫وارتفاع مستوى سطح البحر من المتنبأ أن تؤثر على‬
‫ماليين الناس بشكل كبير‪ .‬وانبعاثات غازات االحتباس‬
‫هناك تقدير بأن أكثر من ‪ 2‬مليون شخص على المستوى‬ ‫الحراري األنثروبولوجية (‪( )GHG‬ثاني أكسيد الكربون في‬
‫العالمي سيموتون كل عام قبل العمر المتوقع نتيجة‬ ‫الدرجة األولى) هي الموجهات الرئيسية للتغير‪ .‬واآلن‬
‫تلوث الهواء الداخلي والخارجي‪ .‬ورغم تحسن نوعية‬ ‫يوجد دليل واضح وال لبس فيه على آثار تغير المناخ‪ .‬وهناك‬
‫الهواء على نحو كبير في بعض المدن‪ ،‬فإن مناطق كثيرة‬ ‫تأكيد على أن متوسط درجة حرارة األرض زاد ‪ 0.74‬درجة‬
‫ال تزال تعاني من تلوث خطير للهواء‪ .‬ووضع تلوث الهواء‬ ‫مئوية تقريبا ً عن القرن الماضي‪ .‬وتشمل آثار االحترار ارتفاع‬
‫متفاوت‪ ،‬فهناك بعض النجاحات في البلدان المتقدمة‬ ‫مستوى سطح البحر وزيادة تكرار وحدة موجات الحر‬
‫والنامية على حد سواء‪ ،‬غير أن المشكالت الخطيرة مازالت‬ ‫والعواصف والفيضانات والجفاف‪ .‬وأفضل تقدير لالحترار‬
‫باقية‪ .‬فقد انخفض تلوث الهواء في بعض المدن في أجزاء‬ ‫خالل هذا القرن تنبأت به الهيئة الحكومية الدولية‬
‫مختلفة من العالم من خالل الجمع بين تحسن‬ ‫المعنية بتغيّر المناخ (‪ )IPCC‬ليكون بين ‪ 1.8‬و‪ 4‬درجات‬
‫التكنولوجيا وإجراءات السياسة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن نشاط‬ ‫مئوية إضافية وسيزيد ذلك من حدة اآلثار‪ ،‬مؤديا ً على نحو‬
‫اإلنسان المتزايد يطيح ببعض المكاسب‪ .‬فالطلب على‬ ‫محتمل إلى عواقب وخيمة‪ ،‬خاصة للناس األكثر عرضة‬
‫النقل يتزايد كل عام‪ ،‬وهو مسئول عن جزء ضخم من‬ ‫للخطر‪ ،‬وفقرا ً وحرمانا ً على الكوكب‪ .‬وهناك قلق متزايد‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري األنثروبولوجية والتأثيرات‬ ‫بشأن احتمال حدوث تغيرات في أنماط هطول األمطار‬
‫الصحية نتيجة تلوث الهواء‪ .‬وكثير من الناس‪ ،‬خاصة في‬ ‫وتوافر المياه‪ ،‬مما يؤثر بدوره على األمن الغذائي‪ .‬كما يتنبأ‬
‫آسيا حيث توجد أكثر المدن تلوثا ً اآلن‪ ،‬ما زالوا يعانون من‬ ‫بحدوث تغيرات كبيرة لألقاليم‪ ،‬مثل أفريقيا‪ ،‬األقل قدرة على‬
‫مستويات عالية للغاية من الملوثات في الهواء الذي‬ ‫التغلب عليها‪ .‬ويهدد ارتفاع مستوى سطح البحر ماليين‬
‫يتنفسونه‪ ،‬وتحديدا ً من الجسيمات الدقيقة للغاية‪،‬‬ ‫الناس ومراكز اقتصادية هامة في المناطق الساحلية‬
‫الملوث الرئيسي للهواء الذي يؤثر على صحة اإلنسان‪.‬‬ ‫والوجود الفعلي للدول الجزرية الصغيرة‪ .‬والتكيف مع‬
‫ويرتبط ذلك أيضا ً بالتوسع الصناعي الهائل في مدن‬ ‫التغير المناخي المتوقع هو اآلن أولوية عالمية‪.‬‬
‫آسيوية عديدة التي تنتج سلعا ً لالقتصاد العالمي‪ .‬كما أن‬
‫هذا التلوث يضعف وضوح الرؤية بتكوينه الضباب الدقائقي‬ ‫للحيلولة دون اآلثار الخطيرة للتغير المناخي‪ ،‬هناك‬
‫في المناطق الحضرية واإلقليمية‪ .‬وهناك مجتمعات فقيرة‬ ‫خطوات قاسية ضرورية لتقليل االنبعاثات من قطاعات‬
‫كثيرة التزال تعتمد على الحطب التقليدي للطهي‪ .‬وصحة‬ ‫الطاقة والنقل والغابات والزراعة‪.‬لقد كان هناك افتقار‬
‫النساء واألطفال تحديدا ً تعاني نتيجة تلوث الهواء داخل‬ ‫ملحوظ إلى اإللحاحية في معالجة انبعاثات غازات‬
‫المنازل‪ ،‬ويقدر أن ‪ 1.6‬مليون شخص سيموتون كل عام قبل‬ ‫االحتباس الحراري أثناء معظم فترة العقدين الماضيين‪.‬‬
‫العمر المتوقع‪ .‬وتعجل ملوثات هواء كثيرة‪ ،‬من بينها‬ ‫ومنذ تقرير ‪ 1987‬للجنة العالمية للبيئة والتنمية (لجنة‬
‫أكاسيد الكبريت والنيتروجين‪ ،‬تلف المواد‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫برونتالند)‪ ،‬كان هناك ازدياد حاد ومستمر في االنبعاثات‪.‬‬
‫المباني التاريخية‪ .‬واالنتقال طويل المدى لمجموعة‬ ‫وهناك اتفاق سارٍ‪ ،‬بروتوكول كيوتو‪ ،‬إال أن االستجابة‬
‫متنوعة من ملوثات الهواء يظل مصدر قلق لصحة اإلنسان‬ ‫العالمية غير كافية على اإلطالق‪ .‬وتوضح الدراسات‬
‫والبيئة وتوفر خدمات النظام اإليكولوجي‪ .‬ويزداد أوزون‬ ‫الحديثة أن التكلفة اإلجمالية إلجراءات تخفيف التغير‬
‫الطبقة السفلى من الغالف الجوي (مستوى األرض) في‬ ‫المناخي ستكون جزءا ً صغيرا ً من االقتصاد العالمي‪ .‬ودمج‬
‫األماكن التي انخفض فيها تلوث الهواء‪ ،‬فاقت الفوائد‬ ‫أنحاء نصف الكرة األرضية الشمالي‪ ،‬وهو ملوث إقليمي‬
‫االقتصادية المرتبطة بآثاره المخففة تكاليف العمل كثيرا ً‪.‬‬ ‫يؤثر على صحة اإلنسان والمحاصيل الزراعية‪ .‬وتتراكم‬
‫وبالنسبة لتغير المناخ‪ ،‬تكون النهوج األكثر ابتكارا ً وانصافا ً‬ ‫الملوثات العضوية الدائمة الناتجة عن االقتصاديات‬
‫لتخفيف آثاره والتكيف معه حاسمة‪ ،‬وستتطلب تغييرات‬ ‫الصناعية في منطقة القطب الشمالي‪ ،‬لتؤثر على أناس ال‬
‫نظامية في أنماط االستهالك واإلنتاج‪ .‬وحاليا ً‪ ،‬فإن‬ ‫يد لهم في االنبعاثات‪.‬‬
‫السياسات والتكنولوجيات المطلوبة لمواجهة انبعاثات‬
‫غازات االحتباس الحراري وملوثات الهواء كثيرة وفعالة‬ ‫إن "الثقب" الموجود فوق القطب الجنوبي في طبقة‬
‫التكلفة‪ .‬وقد بدأت بعض األمم تطبيق تغييرات‪ .‬وفي الوقت‬ ‫أوزون الطبقة العليا من الغالف الجوي‪ ،‬التي توفر‬
‫الذي يجب أن تتواصل فيه جهود البحث والتقييم‪ ،‬تكون‬ ‫الحماية من األشعة فوق البنفسجية الضارة أصبح اآلن‬
‫القيادة الديناميكية والتعاون الدولي‪ ،‬بما في ذلك التحول‬ ‫أكثر اتساعاً عن أي وقت مضى‪ .‬وانبعاثات المواد‬
‫التكنولوجي واآلليات المالية الفعالة‪ ،‬مطلوبين لتعجيل‬ ‫المستنفدة لألوزون (‪ )ODS‬انخفضت خالل العشرين‬
‫تطبيق السياسة حول العالم‪ .‬والمخاطر طويلة األمد من‬ ‫عاماً الماضية‪ ،‬إال أن المخاوف بشأن حالة أوزون الطبقة‬
‫انبعاثات المواد التي يمتد بقاؤها لفترات طويلة‪ ،‬خاصة تلك‬ ‫العليا من الغالف الجوي ال تزال قائمة‪ .‬وفي الجانب‬
‫التي هي أيضا ً غازات االحتباس الحراري‪ ،‬يجب أن تشجع‬ ‫اإليجابي‪ ،‬اتخذت بعض البلدان الصناعية إجراءا ً وقائيا ً بشأن‬
‫بقوة استخدام نهج وقائي اآلن‪.‬‬ ‫استنفاد أوزون الطبقة العليا من الغالف الجوي قبل ظهور‬
‫هذه اآلثار‪ .‬وكان دورها القيادي أساسيا ً لجعل االنخفاضات‬
‫في تصنيع واستهالك المواد المستنفدة لألوزون قصة‬
‫نجاح عالمية‪ .‬ورغم انخفاض انبعاثات المواد المستنفدة‬
‫لألوزون على مدار العشرين عاما ً الماضية‪ ،‬فإن التقديرات‬
‫تشير إلى أن طبقة األوزون فوق منطقة القطب الجنوبي لن‬
‫تعود إلى حالتها الطبيعية قبل الفترة بين عامي ‪2060‬‬
‫و‪ ،2075‬مع افتراض االلتزام الكامل ببروتوكول مونتريال‪.‬‬

‫ويستمر النمو السريع في طلب الطاقة والنقل وأشكال‬


‫االستهالك األخرى في التسبب في تلوث الهواء‪ ،‬وهي‬
‫مسئولة عن الزيادة المطلقة غير المسبوقة في‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري األنثروبولجية‪.‬ومنذ‬
‫أكدت لجنة برونتالند على الحاجة الملحة إلى مواجهة‬
‫هذه المشاكل‪ ،‬تغير الموقف‪ ،‬لألفضل في بعض الحاالت‪،‬‬
‫ولكن لألسوأ في حاالت أخرى‪ .‬وال يزال عدد من الضغوط‬
‫يستفحل‪ ،‬مسببا ً تزايدا ً سريعا ً لالنبعاثات‪ .‬فالسكان‬
‫يتزايدون‪ ،‬والناس تستخدم الطاقة القائمة على الوقود‬
‫األحفوري أكثر وأكثر‪ ،‬ويستهلكون سلعا ً أكثر ويسافرون‬
‫لمسافات أبعد‪ ،‬ويستخدمون المركبات بازدياد باعتبارها‬
‫طريقتهم المفضلة للتنقل‪ .‬وصناعة الطيران تنمو بسرعة‬
‫وتزايد حركة التجارة‪ ،‬كجزء من االقتصاد المعولم‪ ،‬يؤدي إلى‬
‫تزايد نقل السلع بحرا ً‪ ،‬حيث ال تخضع نوعية الوقود‬
‫واالنبعاثات حاليا ً لسيطرة صارمة‪ .‬وهذه الضغوط يتم‬
‫موازنتها إلى حد ما بزيادة الكفاءة و‪/‬أو تطبيق تكنولوجيا‬
‫جديدة أو محسنة‪.‬‬

‫وإجراءات معالجة االنبعاثات الضارة متوفرة وفعالة‬


‫التكلفة‪ ،‬لكنها تتطلب قيادة وتعاون‪.‬واآلليات القائمة‬
‫لمعالجة المواد المستنفدة لألوزون كافية‪ ،‬بينما إدارة‬
‫نوعية الهواء في أجزاء كثيرة من العالم تتطلب تقوية‬
‫الموارد المؤسسية والبشرية والمالية للتطبيق‪ .‬وفي‬
‫أكثر المسائل البيئية تأثير ًا على التنمية عبر العالم‪ .‬وتغير‬ ‫المقدمة‬
‫المناخ يهدد المناطق الساحلية واألمن الغذائي وأرزاق‬ ‫في عام ‪ 1987‬أقرت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية‬
‫الناس في األقاليم األكثر عرضة للخطر‪ .‬وتلوث الهواء‬ ‫(‪ ،)WCED‬المعروفة أيض ًا بلجنة برونتالند‪ ،‬بمشاكل تلوث‬
‫داخل المنازل‪ ،‬من حرق الكتل األحيائية أو الفحم للطهي‪،‬‬ ‫الهواء اإلقليمي‪ ،‬وآثاره على القيم البيئية والثقافية (انظر‬
‫يؤثر على النساء واألطفال الصغار تحديداً‪ .‬وتلوث الهواء‬ ‫الفصل ‪ .)1‬وقررت اللجنة أن الوقود األحفوري المحترق‬
‫خارج المنازل في المدن أو قرب الصناعات الكبرى يقتل‬ ‫يزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (‪ ،)CO2‬وأن أثر‬
‫أو يضر بصورة متفاوتة صحة الناس األفقر‪ .‬وستسهم‬ ‫االحتباس الحراري الناتج "ربما يرفع متوسط درجات‬
‫معالجة االنبعاثات في تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬ ‫الحرارة العالمية بحلول القرن القادم بما يكفي لتغيير‬
‫(األمم المتحدة ‪ ،)2007‬خاصة أهداف استئصال الجوع‬ ‫مساحات اإلنتاج الزراعي ورفع مستوى سطح البحر ليغمر‬
‫وضمان صحة جيدة للجميع وضمان االستدامة البيئية‪.‬‬ ‫المدن الساحلية وتعطيل االقتصاديات الوطنية"‪ .‬كما ذكرت‬
‫أن "الغازات الصناعية األخرى تهدد درع األوزون الواقي‬
‫مسائل بيئة الغالف الجوي معقدة‪ .‬فالملوثات الرئيسية‬ ‫لهذا الكوكب" و"الصناعة والزراعة تضعان مواد سامة في‬
‫المختلفة المبتعثة والملوثات الثانوية المتكونة في الغالف‬ ‫سلسلة غذاء اإلنسان‪ "،‬ملقية الضوء على االفتقار إلى نهج‬
‫الجوي‪ ،‬تختلف مدة بقائها تماماً‪ ،‬وتنقل لمسافات متفاوتة‪،‬‬ ‫إلدارة فعالة للكيماويات‪.‬‬
‫وهذا يؤثر على النطاق الذي يكون أثرها محسوس ًا فيه‬
‫(انظر الشكل ‪ .)2-1‬وتلك المواد التي تكون فترات بقاؤها‬ ‫أشارت النتائج الرئيسية لتقرير لمستقبلنا المشترك‪ ،‬تقرير‬
‫قصيرة جد ًا تؤثر على نوعية الهواء الداخلي والمحلي‪.‬‬ ‫لجنة برونتالند‪ ،‬إلى أنه بينما للنشاط االقتصادي واإلنتاج‬
‫والمواد التي تطول فترة بقائها من أيام إلى أسابيع تثير‬ ‫الصناعي واالستهالك آثار بيئية عميقة‪ ،‬فإن "الفقر هو‬
‫المشاكل المحلية واإلقليمية‪ ،‬وتلك التي تطول فترة بقائها‬ ‫سبب ‪-‬و‪-‬تأثير رئيسي للمشاكل البيئية العالمية‪ ".‬وتتأثر‬ ‫رغم وجود قصص نجاح هامة للسيطرة على‬

‫من أسابيع إلى شهور تثير المشاكل القارية ومشاكل‬ ‫رفاهية اإلنسان‪ ،‬خاصة الفقر والعدالة‪ ،‬بجميع مسائل بيئة‬ ‫التلوث‪ ،‬ما زالت مشكالت الغالف الجوي التي‬
‫أبرزتها لجنة برونتالند قائمة (مثل هنا في‬
‫الغالف الجوي لألرض‪ ،‬وتلك التي يطول بقاؤها لسنوات‬ ‫الغالف الجوي التي يتناولها هذا الفصل‪ .‬ومن الواضح أن‬ ‫سانتياجو في شيلي)‪.‬‬

‫تثير المشاكل العالمية‪ .‬وبعض غازات االحتباس الحراري‬ ‫تلوث الهواء الناتج عن أنشطة اإلنسان يشكل واحدة من‬ ‫شارك بالصور‪Luis A. Cifuentes :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪42‬‬


‫الشكل ‪ 2-1‬ملوثات مختارة‪ ،‬متوسط مدد بقائها في الغالف الجوي وأقصى مدى ألثرها‬
‫الحد األقصى لنطاق المشكلة‬

‫عالمي‬ ‫‪$0$) /04')'$T1'$T)$'$T$'$T‬‬

‫متعلق بنصف‬ ‫‪$0‬‬


‫الكرة‬
‫أوزون الطبقة السفلى‬
‫من الغالف الجوي‬
‫إقليمي‬
‫‪40o /0o/) 1.‬‬

‫إقليمي‬ ‫ ‪40/0 /0/) 1.‬‬

‫المصدر‪ :‬مركز المواد‬


‫العضوية المحمولة في‬
‫الجو ‪1997‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أع‬ ‫قر‬
‫اع‬
‫س‬ ‫يام‬ ‫ساب‬ ‫هر‬
‫ش‬
‫وام‬ ‫ون‬
‫ات‬ ‫يع‬
‫مدة البقاء في الغالف الجوي‬

‫آثارها الخطيرة على صحة اإلنسان واالقتصاديات‬ ‫ربما تستمر حتى ‪ 50000‬عام في الغالف الجوي‪.‬‬
‫واألرزاق‪ ،‬وكذلك على سالمة النظام اإليكولوجي واإلنتاجية‪.‬‬
‫هناك إجماع اآلن بين الغالبية العظمى من العلماء على أن‬
‫تؤدي انبعاثات المواد المستنفدة لألوزون‪ ،‬مثل‬ ‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري التي يسببها اإلنسان‪،‬‬
‫الكلوروفلوروكربونات‪ ،‬إلى إضعاف طبقة أوزون الجزء‬ ‫وأخطرها ثاني أكسيد الكربون والميثان‪ ،‬تسبب بالفعل‬
‫األعلى من الغالف الجوي‪ ،‬مما يتسبب في تزايد األشعة‬ ‫تغير المناخ‪ .‬واالنبعاثات العالمية مازالت تتزايد وسوف‬
‫فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح األرض‪ .‬وثقب‬ ‫تشعر بأثرها جميع أقاليم العالم‪ ،‬مع أنماط الطقس‬
‫األوزون‪ ،‬أو استنفاد األوزون الموسمي فوق المنطقة‬ ‫المتغير وارتفاع مستوى سطح البحر وتأثيرهما على‬
‫القطبية الجنوبية‪ ،‬مازال يحدث فوق المنطقة القطبية‬ ‫المستوطنات البشرية الساحلية وأنماط األمراض وإنتاج‬
‫الشمالية‪ .‬وتؤثر األشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى‬ ‫الطعام وخدمات النظام اإليكولوجي‪.‬‬
‫المتزايدة على معدالت اإلصابة بسرطان الجلد والعين‬
‫وجهاز المناعة‪ ،‬وبذلك يكون لها تداعيات ال يستهان بها‬ ‫وال يزال تلوث الهواء يؤدي إلى وفاة عدد كبير من الناس‬
‫على الصحة العامة (منظمة الصحة العالمية ‪2006‬ب)‪.‬‬ ‫قبل العمر المتوقع‪ .‬ورغم تحسن نوعية الهواء في بعض‬
‫وهناك مخاوف بشأن تأثير األشعة فوق البنفسجية قصيرة‬ ‫المدن على نحو كبير خالل العشرين عام ًا الماضية‪،‬‬
‫المدى على األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬على سبيل المثال من‬ ‫وأساس ًا في األمم األغنى‪ ،‬تدهورت نوعية هواء كثير من‬
‫خالل اآلثار على النباتات المغمورة في المياه وشبكات‬ ‫المدن في األمم النامية لمستويات سيئة جداً‪ .‬وحتى في‬
‫الغذاء البحري (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2003‬‬ ‫البلدان األغنى‪ ،‬في األعوام األخيرة‪ ،‬ركدت التحسينات في‬
‫مستويات المادة الجسيمية وأوزون الطبقة السفلى من‬
‫ومنذ عام ‪ ،1987‬أصبح جلي ًا أن هناك مستويات مرتفعة‬ ‫الغالف الجوي‪ ،‬وهناك حاجة إلى إجراءات أكثر‪ .‬ومشاكل‬
‫من الملوثات العضوية الدائمة والزئبق في سالسل الغذاء‪،‬‬ ‫تلوث الهواء اإلقليمي بالتأكسد قلت في أوروبا وأمريكا‬
‫مع احتمال أن تؤثر على صحة البشر والحياة البرية‪ ،‬وخاصة‬ ‫الشمالية‪ ،‬إال أنه هناك تركيز متزايد للسياسة في أجزاء‬
‫األنواع األعلى في سالسل الغذاء‪ .‬وتمثل الملوثات العضوية‬ ‫من آسيا‪ ،‬حيث زاد الترسب الحمضي‪ .‬ويسبب أوزون‬
‫الدائمة مشكلة عالمية‪ .‬فبعض هذه الملوثات يبقى لفترات‬ ‫الطبقة السفلى من الغالف الجوي (مستوى األرض)‬
‫قصيرة في الغالف الجوي‪ ،‬إال أنها تتطاير مرة ثانية‪ ،‬ويمكنها‬ ‫انخفاضات خطيرة في نتاج المحاصيل وجودتها‪ .‬ونقل‬
‫أن تنتقل لمسافات طويلة وتبقى في البيئة‪ .‬وتنتقل ملوثات‬ ‫الملوثات عبر نصف الكرة الشمالي‪ ،‬خاصة أوزون الطبقة‬
‫عضوية دائمة كثيرة خالل الغالف الجوي‪ ،‬ولكن آثارها تخففها‬ ‫السفلى من الغالف الجوي‪ ،‬يصبح مسألة تتزايد أهميتها‪.‬‬
‫السالسل الغذائية المائية واألرضية (انظر الفصلين ‪ 3‬و‪)4‬‬ ‫ورغم جهود معالجة تلوث الهواء منذ عام ‪ ،1987‬ال تزال‬
‫وتتراكم في األقاليم القطبية (انظر الفصل ‪.)6‬‬ ‫انبعاثات ملوثات الهواء المختلفة في الغالف الجوي لها‬

‫‪43‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫للتأثيرات الصحية المعاكسة التي يسببها تلوث الهواء‬ ‫موجهات التغير والضغوط‬
‫(انظر الفصول ‪ 6‬و‪ 7‬و‪.)10‬‬ ‫يتأثر تركيب الغالف الجوي فعلي ًا بجميع أنشطة اإلنسان‪.‬‬
‫وتحفز زيادة السكان ونمو الدخل والتحرير العالمي‬
‫نظر ًا للجمود في األنظمة االقتصادية والثقافية والمؤسسية‪،‬‬ ‫للتجارة في السلع‪-‬و‪-‬الخدمات ارتفاع الطلب على الطاقة‬
‫فإن التحوالت إلى أنماط أكثر استدامة لإلنتاج واالستهالك‬ ‫والنقل‪ .‬وهذه موجهات النبعاثات المواد في الغالف الجوي‪،‬‬
‫تكون بطيئة ومرهقة‪ .‬ونموذجياً‪ ،‬يستغرق األمر من ‪ 30‬إلى‬ ‫وكما أوضحت العديد من دراسات التكلفة‪-‬الفائدة (ستيرن‬
‫‪ 50‬عام أو أكثر قبل تطبيق مثل هذه التغييرات بالكامل‪،‬‬ ‫‪ ،)2006‬فإن تكاليف تحقيق رفاهيتنا الجماعية تفوق دائم ًا‬
‫رغم أن التحسنات األولى يمكن رؤيتها في مرحلة مبكرة‬ ‫المنافع الفردية ألساليب الحياة عالية االستهالك التي لدى‬
‫جد ًا (انظر اإلطار ‪ .)2-2‬وفهم الكيفية التي ستؤثر بها‬ ‫الناس أو يتطلعون إليها (انظر الفصل ‪ .)1‬وفي حاالت‬
‫قرارات السياسة على األنشطة االقتصادية واالنبعاثات‬ ‫عديدة‪ ،‬تنتج االنبعاثات من إشباع حاجات الطبقة الغنية‬
‫واآلثار المرتبطة بها يمكن أن يسهل وجود إشارات إنذار‬ ‫الصاعدة بد ًال من تلبية االحتياجات األساسية (انظر‬
‫مبكر وإجراءات مناسبة التوقيت‪ .‬الجدول ‪ 2-1‬يقدم‬ ‫اإلطار ‪ .)2-1‬وقد كان هناك ضغط للنزول بمستوى‬
‫الموجهات الرئيسية المؤثرة على الغالف الجوي‪.‬‬ ‫االنبعاثات نتيجة الزيادة في الكفاءة و‪/‬أو تطبيق تكنولوجيا‬
‫جديدة أو محسنة‪.‬‬
‫اإلنتاج واالستهالك ونمو السكان‬
‫جوهرياً‪ ،‬تكون موجهات آثار بيئة الغالف الجوي هي‬ ‫ال يزال العالم المتقدم هو المستخدم الرئيسي للوقود‬
‫النطاق المتزايد والشكل المتغير لنشاط اإلنسان‪ .‬ويسهم‬ ‫األحفوري‪ ،‬وغالب ًا ما يصدر التكنولوجيا القديمة والبالية‬
‫تزايد السكان على الكوكب في نطاق النشاط ولكن‪ ،‬على‬ ‫والملوثة إلى البلدان النامية‪ .‬كما "تنقل" األمم األغنى‬
‫نحو أكبر أهمية‪ ،‬أدى التوسع المستمر لالقتصاد العالمي‬ ‫التلوث بشراء السلع المنتجة بطريقة أقل صداقة للبيئة في‬
‫إلى زيادات ضخمة في اإلنتاج واالستهالك (انظر الفصل ‪،)1‬‬ ‫البلدان منخفضة الدخل‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تكون المجتمعات‬
‫مسبب ًا بشكل غير مباشر أو مباشر االنبعاثات في الغالف‬ ‫المعرضة للخطر في البلدان النامية هي األكثر عرضة‬
‫الجوي‪.‬‬
‫اإلطار ‪ 2-1‬استخدام الطاقة في سياق األهداف‬
‫منذ صدور تقرير لجنة برونتالند‪ ،‬زاد سكان األرض حوالي‬ ‫اإلنمائية لأللفية (‪)MDGs‬‬
‫‪ 30‬في المائة (انظر الفصل ‪ ،)1‬مع زيادات إقليمية‬
‫حاليا ً‪ ،‬يعتبر الوصول إلى الطاقة للتدفئة والطهي والنقل والكهرباء‬
‫تتراوح بين ‪ 5.1‬في المائة في أوروبا إلى ‪ 57.2‬في المائة‬
‫حقا ً أساسيا ً لإلنسان‪ .‬وقد بحثت دراسات عديدة نتائج الوفاء بالمعايير‬
‫في أفريقيا (بوابة بيانات ‪ ،GEO‬من شعبة السكان التابعة‬ ‫األدنى المحددة في األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬وتوصلت إلى أن الكمية‬
‫لألمم المتحدة ‪ .)2007‬وارتفع الناتج االقتصادي العالمي‬ ‫اإلجمالية للطاقة األساسية المطلوبة للوفاء بالمعايير األدنى تافهة‬

‫(مقاس ًا بما يعادل القوة الشرائية (‪ ))PPP‬بنسبة ‪ 76‬في‬ ‫على النطاق العالمي‪ .‬وستتطلب كهرباء اإلنارة (في المنازل والمدارس‬
‫والمرافق الصحية الريفية) وغاز البترول المسال لوقود الطهي (من أجل‬
‫المائة‪ ،‬مضاعف ًا تقريب ًا متوسط نصيب الفرد من إجمالي‬ ‫‪ 1.7‬بليون ساكن حضري وريفي) والديزل المستخدم في السيارات‬
‫الدخل المحلي من ‪ 3300‬دوالر أمريكي إلى ‪ 6400‬دوالر‬ ‫والحافالت للنقل (من أجل ‪ 1.5‬مليون مجتمع ريفي) أقل من ‪ 1‬في المائة‬
‫أمريكي‪ .‬وتحجب هذه الزيادة لمتوسط دخل الفرد‬ ‫من إجمالي طلب الطاقة العالمي السنوي‪ ،‬وسوف ينتجون أقل من ‪1‬‬
‫في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية السنوية الحالية‪.‬‬
‫اختالفات إقليمية كبيرة‪ ،‬تتراوح بين الركود الفعلي في‬
‫ويوضح ذلك أن خدمات الطاقة يمكن تقديمها لتحقيق األهداف اإلنمائية‬
‫أفريقيا إلى التضاعف في بعض البلدان في آسيا والمحيط‬ ‫لأللفية دون زيادة اآلثار البيئية لقطاع الطاقة العالمي بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫الهادئ‪ .‬وخالل الفترة نفسها‪ ،‬زاد سكان الحضر‬
‫المصادر‪Porcaro and Takada 2005, Rockström and others 2005 :‬‬
‫ليتضمنوا نصف البشرية‪ .‬ورغم توقع استمرار تباطؤ نمو‬

‫اإلطار ‪ 2-2‬أمثلة الجمود في الموجهات‬

‫النقل‬ ‫إمداد الطاقة‬


‫إنتاج مركبات الطرق والطائرات والسفن جميعها أمثلة لألسواق الناضجة التي تنمو باستمرار‪.‬‬ ‫يحتاج قطاع الطاقة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية لتلبية الطلب المقدر‪ .‬وتقدر‬
‫والمفاهيم الجديدة‪ ،‬مثل المركبات الهجينة أو مركبات خلية وقود الهيدروجين أو القطارات‬ ‫وكالة الطاقة الدولية (‪ )IEA‬أن االستثمارات سيصل إجماليها حوالي ‪ 20‬تريليون دوالر أمريكي من‬
‫المغناطيسية عالية السرعة‪ ،‬ستستغرق بعض الوقت لتخترق األسواق على نطاق واسع‪ .‬وحواجز‬ ‫عام ‪ 2005‬إلى عام ‪ ،2030‬أو ‪ 800‬بليون دوالر أمريكي سنويا ً‪ ،‬مع التهام قطاع الكهرباء لمعظم هذا‬
‫ومعايير التكنولوجيا وتخفيضات التكاليف ومنشآت اإلنتاج الجديدة وأخيرا ً اختراق السوق جميعها‬ ‫االستثمار‪ .‬وسوف تحتاج البلدان النامية‪ ،‬حيث يتوقع زيادة الطلب على الطاقة سريعا ً‪ ،‬إلى حوالي‬
‫عوائق صعبة‪ .‬وغالبا ً ما تستمر منشآت اإلنتاج القديمة تعمل حتى تصبح غير فعالة اقتصاديا ً‪،‬‬ ‫نصف مثل هذه االستثمارات‪ .‬وغالبا ً‪ ،‬تكون هذه االستثمارات طويلة المدى‪ .‬فالمحطات النووية‪،‬‬
‫وعمر المركبة الجديدة يزيد عن العقد بكثير‪ .‬والوقت الذي يستغرقه اختراق تكنولوجيا جديدة‪،‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬مصممة ليطول عمرها إلى ‪ 50‬عام أو أكثر‪ .‬وسوف تؤثر القررات التي تتخذ‬
‫مثل مركبات خلية وقود الهيدروجين‪ ،‬حتى في ظل أكثر التقديرات تفاؤال ً‪ ،‬لن يقل عن ‪ 40‬عاما ً‪.‬‬ ‫اليوم إلى حد بعيد على مستقبلنا‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬وكالة الطاقة الدولية ‪2006‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪44‬‬


‫العالمي بنسبة ‪ 4‬في المائة سنوي ًا بين عامي ‪1987‬‬ ‫السكان‪ ،‬مازال يتوقع بأن يزيد سكان العالم بنسبة ‪ 27‬في‬
‫و‪( 2004‬بوابة بيانات ‪ ،GEO‬من وكالة الطاقة الدولية‬ ‫المائة عن المستويات الحالية بحول عام ‪( 2030‬بوابة‬
‫‪ )2007a‬منذ برونتالند‪ ،‬وال تزال أنواع الوقود األحفوري‬ ‫بيانات ‪ ،GEO‬من المتغير المتوسط لشعبة السكان التابعة‬
‫تمد ما يزيد عن ‪ 80‬في المائة من احتياجاتنا من الطاقة‬ ‫لألمم المتحدة ‪ .)2007‬ومن المتوقع أن تتركز جميع‬
‫(انظر الشكل ‪ .)2-3‬وزادت مساهمة مصادر الطاقة‬ ‫الزيادة السكانية للعالم تقريب ًا خالل تلك الفترة في المناطق‬
‫المتجددة من غير الكتل األحيائية (الشمسية والرياح والمد‬ ‫الحضرية (انظر الفصل ‪)1‬‬
‫والجزر والمائية والحرارية األرضية) في إمداد الطاقة‬
‫العالمي اإلجمالي ببطء شديد‪ ،‬من ‪ 2.4‬في المائة عام‬ ‫تماشي ًا مع نمو السكان والناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬هناك‬
‫‪ 1987‬إلى ‪ 2.7‬في المائة عام ‪( 2004‬بوابة بيانات‬ ‫زيادة في اإلنتاج واالستهالك‪ .‬وقد تم فصل استخدام‬
‫‪ ،GEO‬من وكالة الطاقة الدولية ‪( )2007a‬انظر الفصل ‪.)5‬‬ ‫الطاقة جزئي ًا عن نمو الناتج المحلي اإلجمالي (انظر‬
‫الشكل ‪ ،)2-2‬نظر ًا للكفاءة المتزايدة في إنتاج الطاقة‬
‫انخفضت كثافة الطاقة في مجتمعنا (المعرفة باستخدام‬ ‫والكهرباء وعمليات اإلنتاج المحسنة واالنخفاض في كثافة‬
‫الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي اإلجمالي في وحدات‬ ‫المادة‪ .‬وبرغم ذلك‪ ،‬تنتج النسبة األكبر من انبعاثات‬
‫تعادل القوة الشرائية) منذ برونتالند بنسبة ‪ 1.3‬في المائة‬ ‫الملوثات من األنشطة المرتبطة بالطاقة‪ ،‬خاصة من‬
‫سنوي ًا (انظر الشكل ‪ .)2-2‬ومع ذلك‪ ،‬فإن أثر النمو الكلي‬ ‫استخدام الوقود األحفوري‪ .‬وقد زاد إمداد الطاقة األولية‬

‫الجدول ‪ 2-1‬االتجاهات ومدى صلتها بموجهات مسائل الغالف الجوي‬


‫تلوث الهواء‬ ‫تغير المناخ‬ ‫استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬ ‫الموجه‬

‫مدى الصلة‪/‬االتجاه‬ ‫مدى الصلة‪/‬االتجاه‬ ‫مدى الصلة‪/‬االتجاه‬


‫‪2007‬‬ ‫الوضع عام ‪1987‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫الوضع عام ‪1987‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫الوضع عام ‪1987‬‬

‫المدينية المتزايدة‬ ‫هام‪ ،‬مع تأثر المناطق‬ ‫الزيادات في الطلب تؤدي‬ ‫هام‬ ‫انخفاض االنبعاثات لكل‬ ‫هام‬ ‫السكان‬
‫عرضت أناس أكثر‬ ‫الحضرية للغاية‬ ‫إلى انبعاثات زائدة‬ ‫فرد على نحو كبير‬
‫للخطر‬

‫زادت االنبعاثات مع‬ ‫انبعاثات األمونيا‬ ‫الزيادات في اإلنتاج‬ ‫مهم بسبب انبعاثات‬ ‫بروميد الميثيل اآلن‬ ‫مصدر تافه‬ ‫اإلنتاج الزراعي‬
‫اإلنتاج المتزايد‬ ‫والمبيدات‬ ‫تسبب انبعاثات زائدة‬ ‫الميثان وأكسيد النيتروز‪،‬‬ ‫يمثل نسبة أكثر خطورة‬
‫وتغير استخدام األرض‬ ‫من انبعاثات المواد‬
‫المستنفدة لألوزون‬
‫الباقية‬

‫زيادة تكرار حرائق‬ ‫انبعاثات أكسيد الكربون‬ ‫إزالة األشجار المستمرة‬ ‫مساهم هام في انبعاثات‬ ‫مصدر تافه‬ ‫مصدر تافه‬ ‫إزالة األشجار (بما في‬
‫الغابات‬ ‫والمواد الدقيقة وأكاسيد‬ ‫تسهم كثير ًا في انبعاثات‬ ‫غازات االحتباس‬ ‫ذلك حرائق الغابات)‬
‫النيتروجين‬ ‫غازات االحتباس‬ ‫الحراري‬
‫الحراري‬

‫ينخفض اإلنتاج في‬ ‫مصدر انبعاثات هام‬ ‫هام‪ ،‬ولكن حصة‬ ‫هام‬ ‫انخفاض كبير في‬ ‫أكبر مصدر لالنبعاثات‬ ‫اإلنتاج الصناعي‬
‫بعض األقاليم‪ ،‬ويزيد في‬ ‫االنبعاثات تنخفض‬ ‫إنتاج المواد المستنفدة‬
‫أقاليم أخرى‬ ‫لألوزون‬

‫حصة االنبعاثات تنخفض‬ ‫مصدر انبعاثات هام‬ ‫موجه هام على نحو‬ ‫هام‬ ‫مصدر تافه‬ ‫مصدر تافه‬ ‫إنتاج الكهرباء‬
‫في بعض األقاليم‪ ،‬وتزيد‬ ‫متزايد‬
‫في أقاليم أخرى‬

‫يختلف حسب اإلقليم‬ ‫انبعاثات الرصاص‬ ‫زيادة كبيرة في النقل‬ ‫هام‬ ‫ضعف في الصلة‪ ،‬لكن ال‬ ‫وثيق الصلة‬ ‫النقل‬
‫والملوث‬ ‫وأول أكسيد الكربون‬ ‫وانبعاثاته‬ ‫يزال مصدر ًا‬
‫والمواد الدقيقة وأكاسيد‬
‫النيتروجين‬

‫حصة مرتفعة مستمرة‬ ‫انبعاثات ضخمة من‬ ‫دائمة‬ ‫حصة صغيرة من‬ ‫ضعف في الصلة‬ ‫وثيق الصلة‬ ‫استهالك السلع‬
‫في المجتمعات الريفية‬ ‫الكتلة األحيائية التقليدية‬ ‫االنبعاثات‬ ‫األساسية‬

‫حصة انبعاثات متزايدة‬ ‫حصة انبعاثات متوسطة‬ ‫حصة انبعاثات متزايدة‬ ‫هام‬ ‫ضعف كبير في الصلة‬ ‫هام‬ ‫استهالك السلع الكمالية‬

‫حاسم للتحسينات في‬ ‫هام لكل االنبعاثات‬ ‫صلة عالية بالكفاءة‬ ‫هام لتحسينات كفاءة‬ ‫هام جد ًا للحلول‬ ‫بدء االبتكار‬ ‫االبتكار العلمي‬
‫كافة القطاعات‬ ‫وتوليد الطاقة‬ ‫استهالك الطاقة‬ ‫والتكنولوجي‬

‫عدد متزايد لألقاليم التي‬ ‫تأسست في البلدان‬ ‫تحسن كبير‬ ‫غير موجود‬ ‫متقدم جد ًا‬ ‫بدء أطر العمل‬ ‫أطر العمل المؤسسية‬
‫تعالج المشكالت‬ ‫المتقدمة‬ ‫واالجتماعية‪-‬السياسية‬

‫‪45‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫زادت احتياجات اإلنسان لألرض على الكوكب بشكل أكبر‬ ‫الشكل ‪ 2-2‬استخدام الطاقة لكل ألف دوالر من إجمالي الناتج المحلي (حسب تعادل القوة الشرائية (‪ )PPP‬لعام ‪)2000‬‬

‫على نحو متماثل‪ .‬فقد زاد الطلب على الموارد البشرية‬


‫كجم من المكافئات النفطية‬

‫أفريقيا‬ ‫‬
‫وأضحى العبء على البيئة أثقل‪ ،‬ويبدو أن هذا االتجاه‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫مهيأ لالستمرار رغم وجود تغيرات في مصادر الضغوط‪.‬‬ ‫أوروبا‬ ‫‬

‫فقد انخفض نصيب الناتج المحلي اإلجمالي الكلي لقطاعي‬ ‫على مستوى العالم‬
‫‬
‫الزراعة والصناعة من ‪ 5.3‬و‪ 34.2‬في المائة عام ‪1987‬‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫إلى ‪ 4‬و‪ 28‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي عام‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬

‫‪( 2004‬بوابة بيانات ‪ GEO‬من البنك الدولي ‪ .)2006‬وقد‬


‫أظهر قطاع النقل معدل نمو مرتفع على نحو متماسك‬
‫‬

‫خالل نفس الفترة‪ ،‬مع زيادة ‪ 46.5‬في المائة في الطاقة‬ ‫‬


‫المستخدمة عالمي ًا بواسطة النقل البري بين عامي ‪1987‬‬
‫و‪( 2004‬بوابة بيانات ‪ ،GEO‬من وكالة الطاقة الدولية‬ ‫‬

‫‪ .)2007a‬وتقليل آثار هذه الموجهات الرئيسية لتلوث‬ ‫‬


‫الغالف الجوي سيتضمن تحوالت متعددة في قطاعات مثل‬
‫الطاقة والنقل واستخدام األرض الزراعية والبنية التحتية‬ ‫‬

‫الحضرية‪ .‬والمزج الصحيح للوائح الحكومية المناسبة‪،‬‬ ‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬
‫تم جمعه من ‪ IEA 2007a‬و‬ ‫‬
‫واستخدام التكنولوجيات الموفرة للطاقة على نحو أكبر‬ ‫‪The World Bank 2006‬‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫والتغير السلوكي يمكن أن يخفض انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫الكربون بشكل كبير من قطاع البناء‪ ،‬الذي يمثل ‪30-40‬‬ ‫للناتج المحلي اإلجمالي على استخدام الطاقة فاق هذه‬
‫في المائة من استهالك الطاقة العالمي‪ .‬ووجود سياسة‬ ‫التحسنات في الكفاءة المخففة ألثره‪.‬‬
‫صارمة لكفاءة استهالك الطاقة في هذا القطاع يمكن أن‬
‫تخفض باليين األطنان من االنبعاثات سنوي ًا (برنامج األمم‬ ‫يمكن أن تسبب عمليات التصنيع أيض ًا انبعاثات مباشرة‪،‬‬
‫المتحدة للبيئة ‪.)2007a‬‬ ‫مثل ثاني أكسيد الكربون من إنتاج الصلب واألسمنت‪،‬‬
‫وثاني أكسيد الكبريتمن إنتاج النحاس والرصاص والنيكل‬
‫يؤدي الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات مثل التبريد‬ ‫والزنك وأكاسيد النيتروجين من إنتاج حمض النيتريك‬
‫وتكييف الهواء والرغاوي والمرذاذات والمذيبات الصناعية‬ ‫والكلوروفلوروكربونات من التبريد وتكييف الهواء وسداسي‬
‫ومخمدات الحريق إلى زيادة إنتاج مجموعة متنوعة من‬ ‫فلوريد الكبريت من استخدام معدات الكهرباء‬
‫الكيماويات‪ .‬وبعضها‪ ،‬عقب إطالقه في الغالف الجوي‪،‬‬ ‫والبيرفلوروكربونات من صناعة اإللكترونيات وإنتاج‬
‫يمكن أن يرتفع ليصل إلى الجزء األعلى من الغالف‬ ‫األلومنيوم‪.‬‬

‫الشكل ‪ 2-3‬إمداد الطاقة األولية اإلجمالي حسب مصدر الطاقة‬


‫‬ ‫النفط الخام والغاز الطبيعي المسال‬
‫‬ ‫والمواد الخام (النفط الخام)‬
‫الفحم ومنتجاته‬

‫الغاز الطبيعي‬

‫المواد المتجددة القابلة‬


‫لالحتراق والنفايات‬

‫النووية‬

‫الطاقة الكهرومائية‬

‫الطاقة الحرارية األرضية‬

‫مالحظة‪ = NLG :‬الغاز‬ ‫الطاقة الشمسية‪/‬طاقة‬


‫الطبيعي المسال‪.‬‬ ‫الرياح‪/‬أنواع طاقة أخرى‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫المصدر‪GEO Data Portal :‬‬


‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫تم جمعه من ‪IEA 2007a‬‬ ‫مليون طن من مكافئ نفطي‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪46‬‬


‫الشكل ‪ 2-4‬عدد سيارات الركاب‪ ،‬حسب اإلقليم‬ ‫الجوي‪ ،‬حيث تنفصل هناك‪ ،‬مطلقة ذرات الكلور والبروم‪،‬‬
‫آالف‬
‫‬ ‫التي يمكنها تدمير جزيئات األوزون‪ .‬ورغم أن الكمية‬
‫أفريقيا‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫الفعلية النبعاثات المواد المستنفدة لألوزون لم تكن أبد ًا‬
‫‬
‫أوروبا‬ ‫ضخمة جد ًا مقارنة باالنبعاثات األخرى لألنشطة البشرية‬
‫‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫في الغالف الجوي‪ ،‬فإن المخاطر المرتبطة بآثارها‬
‫‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫المحتملة هائلة‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬كانت االستجابة لهذه المشكلة‬
‫‬
‫غرب آسيا‬ ‫قصة نجاح‪.‬‬

‫‬
‫القطاعات والتكنولوجيا‬
‫‬
‫النقل‬
‫‬ ‫يكشف النمو المرتفع النسبي في مبيعات سيارات الركاب‬
‫‬
‫أن الناس يفضلون إلى حد كبير امتالك مركبة عندما‬
‫يصبحون ميسوري الحال (انظر الشكل ‪ .)2-4‬عالوة على‬
‫‬
‫ذلك‪ ،‬كان هناك تحول إلى المركبات األكبر واألقوى‪،‬‬
‫‬ ‫المجهزة بعدد كبير من المميزات التي تتطلب الطاقة (على‬
‫‬ ‫سبيل المثال تكييف الهواء والنوافذ األوتوماتيكية)‪ ،‬التي‬
‫المصدر‪ ,GEO Data Portal :‬تم‬
‫تسببت في زيادة أكبر من المتوقع في استهالك الطاقة‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫جمعه من ‪UNSD 2007a‬‬


‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫بواسطة قطاع النقل‪.‬‬


‫النقل الجوي هو أسرع أساليب النقل نمواً‪ ،‬مع زيادة ‪80‬‬
‫في المائة في الكيلومترات المقطوعة طيران ًا بين عامي‬ ‫تعتمد انبعاثات الغالف الجوي من قطاع النقل على عدة‬
‫‪ 1990‬و‪( 2003‬بوابة بيانات ‪ GEO‬من شعبة اإلحصاء‬ ‫عوامل‪ ،‬مثل حجم أسطول المركبات والعمر والتكنولوجيا‬
‫باألمم المتحدة ‪ .)2007b‬وقد كانت هذه الزيادة الكبيرة‬ ‫ونوعية الوقود والكيلومترات التي قطعتها المركبة وأساليب‬
‫مدفوعة بالغنى المتزايد وتزايد المطارات وشركات‬ ‫القيادة‪ .‬ومعدل اإلحالل المنخفض لألسطول‪ ،‬خاصة‬
‫الطيران منخفضة التكلفة وتشجيع السياحة الخارجية‪.‬‬ ‫لمركبات محركات الديزل‪ ،‬وتصدير المركبات األقدم من‬
‫وتدفع الكفاءة االقتصادية التحسينات في كفاءة استهالك‬ ‫البلدان الغنية إلى الفقيرة‪ ،‬يبطئ التقدم في كبح االنبعاثات‬
‫الطاقة‪ ،‬ويزعم أن الطائرات التجارية الجديدة تستهلك حتى‬ ‫في البلدان النامية‪ .‬وفي بعض أجزاء آسيا‪ ،‬تتكون معظم‬
‫‪ 20‬في المائة وقود ًا أقل مقارنة بالطائرات المباعة منذ ‪10‬‬ ‫مركبات الطرق من عربات بعجلتين وثالث عجالت مزودة‬
‫سنوات (االتحاد الدولي للنقل الجوي ‪ .)2007‬وقد نما‬ ‫بمحركات صغيرة‪ .‬وهي توفر وسيلة تنقل لماليين األسر‪.‬‬
‫ورغم رخص ثمنها وقلة استهالكها للوقود عن المركبات أو‬
‫الشاحنات الخفيفة على أساس كل مركبة‪ ،‬فإنها تسهم على‬
‫الشكل ‪ 2-5‬كثافة النشاط مقابل استخدام السيارة الشخصية‬
‫لكل فرد في ‪ 58‬من مناطق العواصم األعلى دخالً حول العالم‬ ‫نحو غير متناسب في انبعاثات الجسيمات الدقيقة‬
‫كم للفرد‬ ‫والهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون (البنك الدولي‬
‫‬
‫‪.)Faiz and Gautam 2004 ،2000‬‬

‫يزيد التحول من أنظمة النقل العام إلى استخدام المركبة‬


‫‬

‫الخاصة االزدحام وانبعاثات الغالف الجوي‪ .‬والتخطيط‬


‫‬
‫السيء الستخدام أرض الحضر‪ ،‬الذي يؤدي إلى مستويات‬
‫‬
‫عالية من الزحف الحضري (نشر سكان الحضر على‬
‫مساحة أكبر)‪ ،‬يتسبب في انتقال أكبر بالمركبات (انظر‬
‫‬ ‫الشكل ‪ )2-5‬واستهالك أعلى للطاقة‪ .‬ويسهم أيض ًا عدم‬
‫وجود بنية تحتية مناسبة للمشي وركوب الدراجات‪ ،‬أكثر‬
‫‬ ‫مالحظة‪ :‬تعرف كثافة النشاط‬ ‫أساليب النقل صداقة للبيئة‪ ،‬في استخدام متزايد‬
‫على أنها عدد الوظائف زائد عدد‬
‫األشخاص لكل هكتار حضري‪.‬‬ ‫للمركبات‪ .‬ويوضح الشكل ‪ 2-6‬المساحة النسبية المطلوبة‬
‫‬ ‫الستيعاب الناس الذين يقودون مركبات أو يستخدمون‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الحافالت أو الدراجات‪ ،‬مع تداعيات واضحة إلستراتيجية‬


‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫المصدر‪Newman and Kenworthy 2006 :‬‬


‫كثافة النشاط‬
‫وتخطيط النقل‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫الشكل ‪ 2-6‬كمية المساحة المطلوبة لنقل نفس عدد الركاب بالسيارة أو الحافلة أو الدراجة‪.‬‬
‫(ملصق في مكتب التخطيط الكائن بمدينة مونستر‪ ،‬أغسطس ‪)2001‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬صحافة‪-‬مكتب‬


‫مدينة مونستر‪ ،‬ألمانيا‬

‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من البلدان النامية من عام‬ ‫النقل البحري بصورة ملحوظة منذ لجنة برونتالند‪ ،‬عاكس ًا‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 2020‬فقط نصف ما ستكون عليه عند عدم‬ ‫الزيادة في التجارة العالمية‪ .‬فقد ارتفع من ‪ 4‬بليون طن‬
‫القيام بذلك (وزارة االقتصاد والتجارة والصناعة ‪.)2004‬‬ ‫عام ‪ 1990‬إلى ‪ 7.1‬بليون طن من إجمالي السلع‬
‫والمصادر الصناعية التي تستخدم تكنولوجيا قديمة‪ ،‬وال‬ ‫المشحونة عام ‪( 2005‬مؤتمر األمم المتحدة للتجارة‬
‫يوجد ضوابط النبعاثاتها وال تخضع إلى إجراءات للتنفيذ‬ ‫والتنمية ‪ .)2006‬وقد كانت التحسينات في األداء البيئي‬
‫فعالة تسهم على نحو كبير في حمل االنبعاثات‪ .‬وعموماً‪،‬‬ ‫لصناعة النقل البحري ملحوظة بدرجة أقل عن التحسينات‬
‫حفز تطبيق اللوائح الحكومية استخدام التكنولوجيات التي‬ ‫في النقل الجوي‪.‬‬
‫غالب ًا تخفض التكاليف وتسفر عن فوائد أكبر من المتوقعة‪.‬‬
‫الصناعة‬
‫هناك صعوبة أكبر في ضبط االنبعاثات من المصانع‬ ‫يمكن أن يتضح التحول في الطابع اإلقليمي لإلنتاج‬
‫والمصادر الصناعية الصغيرة‪ .‬وتطبيق االلتزام بمعايير‬ ‫الصناعي‪ ،‬الذي انخفض في البلدان المتقدمة وزاد في‬
‫االنبعاثات صعب سياسي ًا ومكلف‪ .‬والحلول التكنولوجية‬ ‫العالم النامي‪ ،‬من خالل التغيرات في استخدام الطاقة‬
‫أكثر تحدياً‪ ،‬وال توجد طريقة بسيطة للتأكد من أن أفضل‬ ‫الثانوية بواسطة القطاع الصناعي‪ .‬ففي الواليات المتحدة‪،‬‬
‫ممارسات اإلدارة تكون مستخدمة‪.‬‬ ‫تم جزئي ًا موازنة استخدام الطاقة المتزايد في قطاعي‬
‫النقل والخدمات باالنخفاض (ما يعادل ‪ 0.48‬طن نفط‪/‬‬
‫الطاقة‬ ‫فرد) في القطاع الصناعي‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬في آسيا‬
‫في العالم الصناعي‪ ،‬يتم مواجهة منشآت الطاقة الضخمة‬ ‫والمحيط الهادئ وأمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‪،‬‬
‫بمعايير بيئية صارمة للغاية‪ .‬وهناك مجموعة كبيرة من‬ ‫كانت هناك زيادة في استخدام الطاقة لكل فرد في جميع‬
‫الخيارات إلنتاج الطاقة النظيفة قائمة‪ ،‬وبدأت في اختراق‬ ‫القطاعات (بوابة بيانات ‪.)GEO 2006‬‬
‫السوق‪ ،‬ويتم تحفيزها غالب ًا بإعانات من الحكومة‪ .‬ومنذ‬
‫عام ‪ 1987‬لوحظت معدالت النمو المرتفعة في خيارات‬ ‫في البلدان المتقدمة‪ ،‬تم خفض انبعاثات الغالف الجوي‬
‫الطاقة النظيفة‪ ،‬وخاصة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح‪.‬‬ ‫من المصادر الثابتة الضخمة باستخدام أنواع وقود أنظف‬
‫وزاد إمداد الطاقة من طاقة الرياح ‪ 15‬مرة بحلول عام‬ ‫وضوابط نهاية األنبوب (معالجة الملوثات في مرحلتها‬
‫‪ ،2004‬بمتوسط نمو ‪ 30‬في المائة تقريب ًا سنوياً‪ ،‬رغم أن‬ ‫األخيرة) ونقل المصادر عالية االنبعاثات إلى أماكن أخرى‬
‫حصتها في إمدادات الكهرباء العالمية ال تزال صغيرة جد ًا‬ ‫أو غلقها وتشجيع استهالك أكثر كفاءة للطاقة‪ .‬وفي بلدان‬
‫بنسبة ‪ 0.5‬في المائة عام ‪( 2004‬وكالة الطاقة الدولية‬ ‫نامية كثيرة لم تطبق مثل هذه اإلجراءات بالكامل‪ ،‬ولكنها‬
‫‪.)2007b‬‬ ‫لديها إمكانية لخفض االنبعاثات بسرعة‪ .‬وفي حال توفير‬
‫‪ 20‬في المائة من الطاقة في منشآت توليد الطاقة‬
‫حظيت تحسينات كفاءة استهالك الطاقة والحفاظ عليها‬ ‫والمنشآت الصناعية القائمة في البلدان النامية من خالل‬
‫بأولوية عالية في إستراتيجيات تطوير الطاقة لبلدان كثيرة‪،‬‬ ‫استخدام التكنولوجيات المتاحة حالياً‪ ،‬ستكون الزيادة في‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪48‬‬


‫المستوطنات الحضرية‬ ‫بما في ذلك البلدان النامية‪ .‬وستكون الكفاءة العالية‬
‫تميل االنبعاثات في المناطق المكتظة بالسكان إلى أن‬ ‫والتكنولوجيا النظيفة حاسمة لتحقيق مسار تنمية منخفض‬
‫تكون أعلى نظر ًا للمستوى اإلجمالي للنشاط المرتبط‬ ‫االنبعاثات‪ ،‬مقترن ًا بتأمين اإلمداد‪ .‬ومن بين العوامل التي‬
‫باالنبعاثات‪ ،‬وذلك رغم انخفاض معدل االنبعاثات لكل فرد‬ ‫تحدد مستوى االنبعاثات نوعية الوقود والتكنولوجيا‬
‫نتيجة الكفاءة األعلى ومسافات التنقل األقصر باستخدام‬ ‫وإجراءات مراقبة االنبعاثات والتشغيل وممارسات‬
‫وسيلة االنتقال الشخصية (انظر الشكل ‪ .)2-5‬وبجانب‬ ‫الصيانة‪ .‬وغالب ًا ما تحدد اعتبارات تأمين الطاقة وتكاليف‬
‫ظروف التشتيت الضعيف‪ ،‬يتسبب ذلك في تعرض كثير من‬ ‫الوقود اختيار أنواع الوقود‪ ،‬مثل الفحم والوقود النووي‬
‫السكان إلى نوعية هواء سيئة‪ .‬تتواصل المدينية‪ ،‬التي‬ ‫(انظر الفصل ‪ .)7‬ومحطات الطاقة الحرارية التي تحرق‬
‫الفحم هي أكبر مصادر تلوث الهواء‪ ،‬وتبعث مستويات‬
‫ملوثات كثيرة أعلى من تلك التي تبعثها محطات الطاقة‬
‫التي تعمل بالغاز إلنتاج نفس كمية الطاقة‪ .‬ومصادر‬
‫الطاقة النظيفة‪ ،‬مثل الطاقة الحرارية األرضية وطاقة‬
‫الرياح والطاقة الشمسية ال تزال غير مستغلة بالكامل‪.‬‬
‫ومع أسعار النفط المرتفعة مؤخراً‪ ،‬أصبحت محطات‬
‫الطاقة األكثر كفاءة فعالة التكلفة على نحو أكبر‪ ،‬ولكنها ما‬
‫زالت تتطلب استثمار ًا كبير ًا في البنية التحتية‪ .‬وال‬
‫تستطيع بلدان كثيرة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أفريقيا جنوب‬
‫الصحراء الكبرى‪ ،‬مواجهة طلب الطاقة المتزايد‪ ،‬وتواصل‬
‫اعتمادها على محطات الطاقة القديمة منخفضة الكفاءة‬
‫التي تبعث مستويات ملوثات عالية‪.‬‬

‫ممارسات استخدام األرض‬


‫في المناطق الريفية‪ ،‬تدفع ممارسات استخدام األرض‬
‫المعتادة انبعاثات الغالف الجوي‪ .‬وإزالة أرض الغابات‪،‬‬
‫واستخدامها بعد ذلك في الرعي وإنتاج المحاصيل‪ ،‬يطلق‬
‫الكربون المخزن في األشجار والتربة‪ ،‬ويستنفد قدرتها‬
‫كبالوعة لثاني أكسيد الكربون (انظر الفصل ‪ .)3‬ويمكن‬
‫أيض ًا أن يزيد انبعاثات الميثان واألمونيا وأكسيد‬
‫النيتروجين‪ .‬ومن المعروف أن إزالة األشجار تسهم بنسبة‬
‫‪ 20‬إلى ‪ 25‬في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫السنوية في الغالف الجوي (الهيئة الحكومية الدولية‬
‫المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2001a‬وتزيد ممارسات استخدام‬
‫تسبب إزالة مساحات األرض التي تغطيها‬
‫يمكن رؤيتها في صور مثل نمو سكان الحضر في أمريكا‬ ‫األرض الزراعية العادية‪ ،‬مثل حرق مخلفات المحاصيل‬
‫الغابات واستخدامها بعد ذلك للرعي وإنتاج‬
‫المحاصيل في إطالق الكربون المخزن في‬ ‫الالتينية وآسيا وأفريقيا‪ ،‬والزحف الحضري في أمريكا‬ ‫والحرائق المتعمدة األخرى‪ ،‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫األشجار والترب‪ ،‬ويستنفد قدرتها كبالوعة‬ ‫الشمالية وأوروبا‪ ،‬نتيجة توليفة من الموجهات االجتماعية‬ ‫والجسيمات والملوثات األخرى (‪Galanter and others‬‬
‫لثاني أكسيد الكربون‪.‬‬
‫واالقتصادية‪ .‬وتكثف المناطق الحضرية طلبات الطاقة‬ ‫‪ .)2000‬كما تطلق الحرائق الهائلة وحرائق الغابات‬
‫شارك بالصور‪Ngoma Photos :‬‬
‫للنقل والتدفئة والطهي وتكييف الهواء واإلضاءة واإلسكان‪.‬‬ ‫المستخدمة إلزالة األرض أيض ًا مستويات عالية من‬
‫ورغم الفرص الواضحة التي توفرها المدن‪ ،‬مثل منافعها‬ ‫الجسيمات‪ .‬وكبد ضباب جنوب شرق آسيا عام ‪،1997‬‬
‫االقتصادية والثقافية‪ ،‬فهي ترتبط غالب ًا بالمشاكل التي‬ ‫الناتج عن إزالة األرض‪ ،‬الناس في ذلك اإلقليم حوالي ‪1.4‬‬
‫تتفاقم بسبب الزيادات الكبيرة في السكان والموارد المالية‬ ‫بليون دوالر أمريكي‪ ،‬معظمها تكاليف صحية قصيرة‬
‫المحدودة‪ ،‬التي تجبر سلطات المدن على قبول حلول‬ ‫المدى (مصرف التنمية اآلسيوي ‪ .)2001‬ومنذ عام‬
‫قصيرة المدى غير مستدامة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬هناك‬ ‫‪ ،1987‬كان هناك تقدم ًا محدود ًا في تخفيف هذه التأثيرات‬
‫ضغط الستخدام األرض المحمية كمساحات الخضراء‬ ‫غير المرغوبة‪ .‬وجسيمات الغبار الدقيقة من األرض هي‬
‫ألنظمة النقل العام في المستقبل للمساكن والمكاتب‬ ‫أيض ًا مصدر قلق بالغ في المناطق الجافة وشبه الجافة‬
‫والمجمعات الصناعية أو االستخدامات األخرى مرتفعة‬ ‫المعرضة لرياح قوية موسمية أو دورية‪.‬‬
‫القيمة االقتصادية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تخلق المدن بقع ًا حارة‬

‫‪49‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫أكبر في البلدان النامية‪.‬‬ ‫تغير األحوال الجوية اإلقليمية وتؤثر على كيمياء الغالف‬
‫الجوي والمناخ‪ .‬وعكس اتجاه التنمية غير المستدامة هو‬
‫االتجاهات واالستجابات البيئية‬ ‫تحد لسلطات مدن كثيرة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫في هذا الفصل‪ ،‬يتناول التحليل بالتفصيل ثالث مسائل‬
‫بيئية هامة متعلقة بالغالف الجوي‪ :‬تلوث الهواء وتغير‬ ‫االبتكار التكنولوجي‬
‫المناخ واستنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‪.‬‬ ‫االبتكار التكنولوجي‪ ،‬إضافة إلى نقل التكنولوجيا ونشرها‪،‬‬
‫ولكل مسألة‪ ،‬ترتبط التغيرات في الحالة البيئية باآلثار على‬ ‫أساسي لخفض االنبعاثات‪ .‬وتوافر مجموعة كبيرة من‬
‫البيئة ورفاهية اإلنسان مع ًا للفترة منذ عام ‪ .1987‬ويتبع‬ ‫التكنولوجيات ضروري‪ ،‬حيث لن تستطيع تكنولوجيا‬
‫ذلك شرح لما تم فعله لكبح االنبعاثات‪ .‬ويلخص الجدول‬ ‫بمفردها أن تكون كافية لتحقيق مستوى االنبعاثات‬
‫‪ 2-2‬أدناه االرتباطات المتبادلة بين التغيرات في الغالف‬ ‫المطلوب‪ .‬وتكنولوجيات إزالة الكبريت وغرف االحتراق‬
‫الجوي ورفاهية اإلنسان‪ ،‬بما في ذلك التغيرات في حالة‬ ‫منخفضة النيتروجين ووسائل احتجاز جسيمات نهاية‬
‫الغالف الجوي واآلليات التي تحدث من خاللها اآلثار‬ ‫األنبوب هي أمثلة للتكنولوجيات التي أسهمت بشكل كبير‬
‫والتغيرات في رفاهية اإلنسان بمرور الوقت‪.‬‬ ‫في خفض انبعاث ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين‬
‫والجسيمات‪ .‬وقد يلعب عدد من التكنولوجيات أدور ًا‬
‫تلوث الهواء‬ ‫أساسية في خفض انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪.‬‬
‫تحد كبير‪ ،‬ومسألة‬ ‫تعرض اإلنسان والبيئة إلى تلوث الهواء ٍ‬ ‫وهي تشمل تكنولوجيات كفاءة الطاقة المحسنة والطاقة‬
‫تثير مخاوف العالم على الصحة العامة‪ .‬وقدرت منظمة‬ ‫المتجددة والدورة المختلطة المتكاملة للتحويل إلى غاز‬
‫الصحة العالمية (‪ )WHO‬أن ‪ 2.4‬مليون شخص تقريب ًا‬ ‫(‪ )IGCC‬والفحم النظيف والطاقة النووية وتنحية الكربون‬
‫يموتون قبل العمر المتوقع كل عام بسبب الجسيمات‬ ‫(‪ .)Goulder and Nadreau 2002‬وهناك حاجة إلى‬
‫الدقيقة (منظمة الصحة العالمية ‪ ،2002‬منظمة الصحة‬ ‫نهج "دفع التكنولوجيا"‪ ،‬يعتمد على بحث واسع النطاق‬
‫العالمية ‪ .)2006c‬ويشمل ذلك ‪ 800000‬حالة وفاة بسبب‬ ‫وبرامج نشر التكنولوجيا والتكنولوجيات المكتشفة الجديدة‬
‫الجسيمات الدقيقة أقل من ‪ 10‬ميكرون في الهواء‬ ‫األخرى‪ ،‬لتحقيق تخفيضات أكبر في انبعاثات غازات االحتباس‬
‫الخارجي للحضر (انظر اإلطار ‪ 2-3‬للتوضيح)‪ ،‬و‪1.6‬‬ ‫الحراري على المدى الطويل (‪ 2050‬وما بعدها)‪.‬‬
‫مليون بسبب المواد الدقيقة أقل من ‪ 10‬ميكرون في الهواء‬
‫الداخلي‪ ،‬وذلك رغم أن الدراسة لم تشمل كافة أسباب‬ ‫إضافة إلى استثمار الحكومة والقطاع الخاص في البحث‬
‫الوفاة المرجح ارتباطها بتلوث الهواء‪ .‬ويوضح الشكل ‪2-7‬‬ ‫والتطوير التكنولوجي‪ ،‬فإن قوانين الطاقة والبيئة والصحة‬
‫معدل الوفاة السنوي الذي يرجع إلى المواد الدقيقة أقل‬ ‫تكون موجهات رئيسية لتحفيز نشر التكنولوجيات األنظف‬
‫من ‪ 10‬ميكرون في الهواء الخارجي في أقاليم العالم‬ ‫في البلدان النامية‪ .‬ومن المهم أيض ًا تحجيم خطر حبس‬
‫المختلفة‪ .‬ويحدث أكبر عدد من حاالت الوفاة قبل العمر‬ ‫تكنولوجيات الطاقة كثيفة ثاني أكسيد الكربون على نحو‬

‫الجدول ‪ 2-2‬الترابطات بين تغيرات الحالة في بيئة الغالف الجوي واآلثار البيئية والبشرية‬
‫اآلثار على رفاهية اإلنسان‬

‫األمن الطبيعي‬ ‫اآلثار البيئية‪/‬آثار النظام‬


‫اآلثار األخرى‬ ‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫والسالمة‬ ‫األمن الغذائي‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫اإليكولوجي المتوسطة‬ ‫تغيرات الحالة‬

‫المسائل المتعلقة بتلوث الهواء الخارجي‬

‫إمكانية السياحة‬ ‫تكاليف الصحة‬ ‫النزاع على التحرك‬ ‫إنتاجيات المحاصيل‬ ‫أمراض الجهاز‬ ‫التعرض لنوعية هواء‬ ‫تركيز‪/‬ترسيب الملوثات‬
‫الرؤية‬ ‫سنوات العمر المعدلة‬ ‫عبر الحدودي‬ ‫التنفسي والقلب‬ ‫سيئة‪:‬‬ ‫المعروفة بخطورتها على‬
‫الضباب‬ ‫نتيجة اإلعاقة‬ ‫وفيات قبل العمر‬ ‫البلدان النامية‬ ‫صحة اإلنسان‬
‫تكلفة السيطرة على‬ ‫المتوقع ومرضية‬ ‫البلدان المتقدمة‬ ‫(ليس أوزون الطبقة السفلى‬
‫التلوث‬ ‫ربو الطفولة‬ ‫من الغالف الجوي)‬
‫البلدان المتقدمة‬
‫إمكانية السياحة‬ ‫تكاليف صيانة البنية‬ ‫تآكل المواد‬ ‫تدهور الغابات‬ ‫التحمض‬ ‫البلدان النامية‬
‫التحتية المادية‬ ‫واألنظمة اإليكولوجية‬
‫الطبيعية‬

‫أذى الرائحة‬ ‫نقص التنوع‬ ‫إمداد األسماك عندما‬ ‫التشبع الغذائي‬


‫البيولوجي‬ ‫تدخل المواد المغذية‬
‫المياه السطحية‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪50‬‬


‫الجدول ‪ 2-2‬الترابطات بين تغيرات الحالة في بيئة الغالف الجوي واآلثار البيئية والبشرية تابع‬
‫اآلثار على رفاهية اإلنسان‬

‫األمن الطبيعي‬ ‫اآلثار البيئية‪/‬آثار النظام‬


‫اآلثار األخرى‬ ‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫والسالمة‬ ‫األمن الغذائي‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫اإليكولوجي المتوسطة‬ ‫تغيرات الحالة‬

‫المسائل المتعلقة بتلوث الهواء الخارجي‬

‫توليد الدخل (خاصة‬ ‫نقص التنوع‬ ‫إنتاجيات المحاصيل‬ ‫التهاب الجهاز‬ ‫تعرض المحاصيل‬ ‫تكون أوزون الطبقة‬
‫للفقراء)‬ ‫البيولوجي‬ ‫التنفسي‬ ‫واألنظمة اإليكولوجية‬ ‫السفلى من الغالف‬
‫أيام النشاط المحدود‬ ‫الوفيات والمرضية‬ ‫الطبيعية والبشر‬ ‫الجوي وتركيزاتها‬
‫نصف الكرة الشمالي‬

‫تكاليف الصحة‬ ‫تلوث السلسلة‬ ‫حدوث األمراض‬ ‫نوعية الهواء‬ ‫تركيزات سموم الهواء‬
‫الغذائية‬ ‫المسرطنة‬ ‫(الفلزات الثقيلة‬
‫والهيدروكربونات‬
‫العطرية متعدد‬
‫الحلقات (‪)PAHs‬‬
‫والمركبات العضوية‬
‫المتطايرة)‬

‫قيمة األسماك‬ ‫استدامة الموارد‬ ‫سالمة الغذاء‬ ‫الترسيب على األنظمة‬ ‫انبعاثات الملوثات‬
‫التجارية‬ ‫السمكية‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫اإليكولوجية الطبيعية‬ ‫العضوية الدائمة‬
‫عرضة المجتمعات‬ ‫التراكم البيولوجي في‬
‫القطبية للخطر‬ ‫السلسلة الغذائية‬

‫المسائل المتعلقة بتلوث الهواء الداخلي‬

‫األثر على النساء‬ ‫عرضة المجتمعات‬ ‫الوفيات وأمراض‬ ‫السكان المعرضون‬ ‫الملوثات المعروفة‬
‫واألطفال‬ ‫الفقيرة للخطر‬ ‫الجهاز التنفسي‬ ‫بخطورتها على صحة‬
‫اإلنسان وسموم الهواء‬
‫البلدان النامية‬

‫المسائل المتعلقة بتغير المناخ‬

‫أرزاق المجتمعات‬ ‫متطلبات الطاقة‬ ‫تعرض الناس للخطر‬ ‫خطر المجاعة‬ ‫الوفيات بسبب وطأة‬ ‫درجة الحرارة‬ ‫تركيزات غازات‬
‫مهددة‬ ‫للتبريد‬ ‫(انظر الفصلين ‪ 6‬و‪)8‬‬ ‫إنتاج المحاصيل‬ ‫الحر‬ ‫أحداث الطقس‬ ‫االحتباس الحراري‬
‫عرضة المجتمعات‬ ‫خسارة الممتلكات‬ ‫(انظر الفصلين ‪3‬‬ ‫األمراض (اإلسهال‬ ‫المتطرف‬
‫الفقيرة للخطر‬ ‫االقتصادية‬ ‫و‪)6‬‬ ‫واألمراض المنقولة‬
‫بناقل)‬

‫انظر الجدول ‪4-2‬‬ ‫درجة حرارة سطح‬


‫البحر‬
‫الترسيب‬
‫ذوبان جليد اليابسة‬
‫والبحر‬
‫تحمض المحيط‬

‫المسائل المتعلقة بأوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬

‫االحترار العالمي‬ ‫األوقات المقضية في‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫سرطان الجلد‬ ‫األشعة فوق البنفسجية‬ ‫انبعاثات المواد‬
‫(بسبب فترات البقاء‬ ‫األماكن المكشوفة‬ ‫(األثر على النباتات‬ ‫ضرر العينين ونظام‬ ‫قصيرة المدى‬ ‫المستنفدة لألوزون‬
‫الطويلة)‬ ‫(تغير أسلوب‬ ‫المغمورة في المياه‬ ‫المناعة‬ ‫استنفاد أوزون الجزء‬ ‫تركيزات المواد‬
‫المعيشة)‬ ‫والكائنات الحية‬ ‫األعلى من الغالف‬ ‫المستنفدة لألوزون‬
‫اإلنفاق على الحيلولة‬ ‫األخرى) (انظر‬ ‫الجوي عند القطبين‬ ‫في الجزء األعلى من‬
‫دون التعرض لألشعة‬ ‫الفصل ‪)4‬‬ ‫الغالف الجوي‬
‫فوق البنفسجية‬ ‫اإلنتاج الغذائي (حدة‬
‫قصيرة المدى‬ ‫المرض المتغيرة)‬

‫متزايد‬
‫منخفض‬
‫متغير حسب الموقع‬

‫‪51‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫وقد كانت هناك انخفاضات في االنبعاثات الوطنية في‬ ‫المتوقع المقدرة سنوي ًا في البلدان النامية بآسيا والمحيط‬
‫البلدان األغنى بأوروبا وأمريكا الشمالية منذ عام ‪.1987‬‬ ‫الهادئ (‪.)Cohen and others 2004‬‬
‫ومؤخراً‪ ،‬تشعر أوروبا بقلق من انبعاثات الكبريت غير‬
‫المنظمة من الشحن البحري الدولي كما هو الحال بالنسبة‬ ‫وباإلضافة إلى التأثيرات على صحة اإلنسان‪ ،‬فإن تلوث‬
‫للمصادر األرضية المنظمة‪ .‬وبالنسبة للبالد الصناعية في‬ ‫الهواء له آثار معاكسة على نتاج المحاصيل ونمو الغابات‬
‫آسيا‪ ،‬زادت االنبعاثات‪ ،‬أحيان ًا على نحو مثير‪ ،‬على مدار‬ ‫وهيكل النظام اإليكولوجي ووظيفته والمواد والرؤية‪.‬‬
‫العقدين األخيرين‪ .‬وال توجد بيانات إجمالية لألقاليم بعد‬ ‫وملوثات الهواء‪ ،‬بمجرد إنطالقها في الغالف الجوي‪ ،‬يمكن‬
‫عام ‪ ،2000‬ولذلك فإن التغيرات الحديثة في انبعاثات‬ ‫أن تحملها الرياح‪ ،‬وتمتزج بالملوثات األخرى‪ ،‬وتخضع‬
‫البلدان النامية غير معلومة‪ ،‬خاصة في آسيا‪ .‬على سبيل‬ ‫لتحوالت كيميائية‪ ،‬وفي النهاية تترسب على األسطح‬
‫المثال‪ ،‬من عام ‪ 2000‬إلى ‪ ،2005‬زادت انبعاثات ثاني‬ ‫المختلفة (انظر اإلطار ‪.)2-3‬‬
‫أكسيد الكبريت الصينية بنسبة ‪ 28‬في المائة تقريب ًا‬
‫(اإلدارة الحكومية لحماية البيئة ‪ )2006‬وتفترض بيانات‬ ‫اتجاهات انبعاثات الغالف الجوي وتلوث الهواء‬
‫القمر االصطناعي أن انبعاثات أكاسيد النيتروجين في‬ ‫تظهر االنبعاثات في أقاليم مختلفة اتجاهات مختلفة لثاني‬
‫الصين زادت بنسبة ‪ 50‬في المائة بين عامي ‪1996‬‬ ‫أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين (انظر الشكل ‪.)2-8‬‬
‫و‪ .)Akimoto and others 2006( 2003‬والنتيجة‬
‫الرئيسية هي تزايد االنبعاثات العالمية لثاني أكسيد‬
‫الشكل ‪ 2-7‬وفيات األطفال المبتسرين نتيجة تعرضهم لجسيمات أصغر من ‪ 10‬ميكرون‬
‫الكبريت وأكاسيد النيتروجين فيما يتعلق بمستويات عام‬ ‫في الهواء الخارجي للمناطق الحضرية حسب اإلقليم في ‪2000‬‬
‫‪ .1990‬وفي أفريقيا وأمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬ ‫أفريقيا‬
‫الوفيات المنسوبة (باآلالف)‬
‫‬
‫الكاريبي أفادت التقارير زيادات بسيطة‪.‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫‬
‫أوروبا‬ ‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫‬
‫البحر الكاريبي‬
‫اإلطار ‪ 2-3‬خصائص ملوثات الهواء المخلتفة‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬

‫غرب آسيا‬ ‫‬


‫ستة ملوثات شائعة ‪ -‬المواد الدقيقة العالقة (‪ )SPM‬وثاني أكسيد‬
‫المصدر‪Cohen and others 2004 :‬‬ ‫‬
‫الكبريت (‪ )SO2‬وثاني أكسيد النيتروجين (‪ )NO2‬وأول أكسيد الكربون‬
‫(‪ )CO‬وأوزون الطبقة السفلى من الغالف الجوي (‪ )O3‬والرصاص (‪- )Pb‬‬
‫تضر بصحة اإلنسان وتستخدمها الهيئات التنظيمية كمؤشرات‬
‫لنوعية الهواء‪ .‬وتعرف بملوثات المعايير‪ ،‬ومن أجلها أوصت منظمة‬
‫الشكل ‪ 2-8‬انبعاثات (ا) ثاني أكسيد الكبريت و(ب) فوق أكسيد النيتروجين‪ ،‬حسب اإلقليم‬
‫الصحة العالمية بإرشادات نوعية الهواء المحيط القائمة على الصحة‪.‬‬
‫‪B‬‬ ‫مليون طن‬
‫ويميز المواد الدقيقة أنها أجزاء صغيرة مختلفة قابلة لالستنشاق‬
‫‬
‫مصنفة كجسيمات خشنة وناعمة ذات أقطار ديناميكية هوائية أقل‬ ‫أفريقيا‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫‬
‫من ‪ 10‬ميكرون (‪ )10PM‬و‪ 2.5‬ميكرون (‪ )2.5PM‬على التوالي‪.‬‬
‫أوروبا‬ ‫‬

‫قد تعتبر ملوثات الهواء أولية ‪ -‬تبعث مباشرة في الهواء ‪ -‬أو ملوثات‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫‬
‫ثانوية تتكون في الهواء بالتفاعالت الكيميائية و‪/‬أو الضوئية الكيميائية‬ ‫البحر الكاريبي‬
‫‬
‫للملوثات األولية‪ .‬ويعتمد تكوين الملوثات الثانوية‪ ،‬مثل أوزون الطبقة‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫‬
‫السفلى من الغالف الجوي والهباءات الجوية الثانوية‪ ،‬من الملوثات‬ ‫غرب آسيا‬
‫‬
‫األولية مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين واألمونيا‬
‫‬
‫والمركبات العضوية المتطايرة‪ ،‬بقوة على المناخ وتركيب الغالف‬
‫‬
‫الجوي‪ .‬وبسبب نقل الغالف الجوي‪ ،‬فإن آثارها يمكن أن تقع بعيدا ً عن‬
‫مصادرها‪.‬‬ ‫‪C‬‬ ‫مليون طن‬
‫‬
‫والعناصر الكيميائية الرئيسية للمواد الدقيقة هي الكبريتات والنترات‬
‫‬
‫واألمونيوم والكربون العضوي والكربون العنصري وغبار التربة (يتكون من‬
‫عناصر معادن متعددة)‪ .‬وتشمل الملوثات األولية الرئيسية األخرى‬ ‫‬

‫الفلزات الثقيلة‪ ،‬مثل الزئبق والكادميوم والزرنيخ‪ ،‬والمركبات العضوية‬ ‫‬


‫المتطايرة‪ ،‬مثل البنزين والتولوين وإيثيل البنزين والزايلينات‬
‫‬
‫والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات وبعض الملوثات العضوية‬
‫الدائمة‪ ،‬مثل الديوكسينات والفورانات‪ .‬وتنتج ملوثات الهواء هذه من‬ ‫‬

‫احتراق الوقود األحفوري والكتلة األحيائية والنفايات الصلبة‪ .‬وتنبعث‬ ‫‬


‫األمونيا (‪ )NH3‬أساسا ً من المصادر الزراعية‪.‬‬
‫‬
‫المصدر‪GEO Data Portal, :‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪ ،Molina and Molina 2004 :Source‬منظمة الصحة العالمية ‪2006‬أ‬ ‫‪from RIVM-MNP 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪52‬‬


‫الشكل ‪ 2-9‬االتجاهات في متوسط تركيزات الملوثات السنوية في‬ ‫في مدن كبرى كثيرة في البلدان النامية‪ ،‬تكون تركيزات‬
‫المناطق الحضرية (ميكروجرام‪3/‬م) في مدن مختارة حول العالم‬
‫تلوث الهواء الحالية عالية جداً‪ ،‬خاصة المواد الدقيقة أقل‬
‫تركيزات الرصاص المحيطة‬
‫ ‬ ‫بانكوك‬ ‫من ‪ 10‬ميكرون (انظر الشكلين ‪ 2-9‬و‪ .)2-10‬ورغم ذلك‪،‬‬
‫ ‬ ‫بكين‬ ‫تنخفض مستويات الملوثات‪ ،‬عادة بسبب الضوابط على‬
‫كيب تاون‬
‫ ‬
‫دلهي‬
‫مصادر االنبعاثات وأنماط استخدام الوقود المتغيرة‬
‫ ‬
‫لندن‬ ‫وإغالق المنشآت الصناعية القديمة‪ .‬وبالنسبة للرصاص‪،‬‬
‫ ‬ ‫مكسيكو سيتي‬
‫ ‬ ‫نيويورك‬
‫تنخفض االتجاهات‪ ،‬والمستويات المحيطة في معظم المدن‬
‫‬ ‫سول‬ ‫تقل حالي ًا عن إرشادات منظمة الصحة العالمية (منظمة‬
‫التركيز المحيط بنسبة ‪ 10‬ميكرون‬
‫طوكيو‬
‫الصحة العالمية ‪ .)2006‬وبشكل عام‪ ،‬تنخفض مستويات‬
‫توجيهات منظمة‬
‫‬ ‫الصحة العالمية‬ ‫المواد الدقيقة أقل من ‪ 10‬ميكرون وثاني أكسيد الكبريت‪،‬‬
‫‬
‫‬ ‫رغم أن مستويات المواد الدقيقة أقل من ‪ 10‬ميكرون ال‬
‫‬ ‫تزال أعلى عدة مرات من إرشادات منظمة الصحة العالمية‬
‫في بلدان نامية كثيرة‪ ،‬ومستويات ثاني أكسيد الكبريت‬
‫‬
‫‬
‫‬ ‫أعلى من إرشادات منظمة الصحة العالمية في عدد من‬
‫‬
‫المدن واالختالفات كبيرة في األقاليم المختلفة‪ .‬وتتجاوز‬
‫تركيز ثاني أكسيد الكبريت المحيط‬
‫معظم المدن الكبرى إرشادات منظمة الصحة العالمية‬
‫‬
‫مالحظات‪ :‬تم توضيح توجيهات‬ ‫بالنسبة لثاني أكسيد النيتروجين‪ ،‬وال تظهر المستويات أية‬
‫‬ ‫المتوسط السنوي ذات الصلة‬
‫لمنظمة الصحة العالمية‪.‬‬ ‫انخفاضات هامة‪.‬‬
‫‬ ‫المتوسط اليومي للتوجيهات‬
‫المتعلقة بثاني أكسيد الكبريت‬
‫‬ ‫هو ‪ 20‬ميكروجرام‪3/‬م‪ ،‬غير أنه‬
‫لم يتم تحديد متوسط سنوي‪.‬‬ ‫تدل المحاكاة على أن أعلى مستويات أوزون الطبقة‬
‫توجيهات المتوسط السنوي‬
‫السفلى من الغالف الجوي ‪ -‬عنصر رئيسي للضباب‬
‫‬
‫لنسبة ‪ 10‬ميكرون هي ‪20‬‬
‫ميكروجرام‪3/‬م‬
‫‬
‫الكيميائي الضوئي ‪ -‬موجودة في حزام شبه استوائي‬
‫تركيز ثاني أكسيد النيتروجين المحيط‬
‫‬ ‫يشمل األجزاء الجنوبية الشرقية ألمريكا الشمالية وأوروبا‬
‫‬
‫المصادر‪ ،APMA 2002 :‬مكتب بكين‬
‫لالحصائيات ‪ ،2005‬مدينة كاب تاون‬
‫الجنوبية وشمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية واألجزاء‬
‫‬
‫‪ ،CPCB 2001 -2006 ،2006‬بوابة‬
‫بيانات توقعات البيئة العالمية‪،‬‬
‫الجنوبية والشمالية الشرقية آلسيا (انظر الشكل ‪.)2-11‬‬
‫‬
‫شبكة المراقبة الجوية لمحيط‬
‫مدينة ميكسكو سيتي ‪،2006‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬هناك احتياج حالي ًا لمقاييس ريفية في آسيا‬
‫‬
‫‪ ،OECD 2002، TERI 2001‬منظمة‬
‫الصحة العالمية ‪2006‬أ‬
‫وأفريقيا وأمريكا الالتينية التي يمكنها إثبات هذه النتائج‪.‬‬
‫‬
‫وهناك اتجاه لتركيزات مرتفعة المتوسط السنوي ألوزون‬
‫الجزء السفلى من الغالف الجوي عبر نصف الكرة‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫الشكل ‪ 2-10‬متوسط تركيزات الجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون المقدرة السنوية في المدن التي يزيد تعدادها عن ‪ 100000‬نسمة‪ ،‬وفي العواصم الوطنية‪ ،‬لعام ‪1999‬‬

‫‪ 10‬ميكرون (ميكروجرام‪3/‬م)‬

‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬

‫مالحظة‪ :‬توجيهات المتوسط السنوي‬


‫لمنظمة الصحة العالمية لنسبة ‪10‬‬
‫ميكرون هي ‪ 20‬ميكروجرام‪3/‬م‬

‫المصدر‪Cohen and others 2004 :‬‬

‫‪53‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫الشكل ‪ 2-11‬متوسط تركيزات أوزون الطبقة السفلى من الغالف الجوي السنوية المحسوبة في عام ‪ 2000‬المتحصل من ضم نواتج نماذج عديدة‬

‫ ‪QQCW‬‬

‫‬
‫‪/‬‬
‫‬
‫‬
‫‬ ‫‪/‬‬
‫‬
‫خط العرض (درجة)‬

‫‬
‫‬

‫‬ ‫‪&2‬‬
‫‬
‫‬
‫‬ ‫‪4‬‬
‫‬
‫‬
‫‪4‬‬
‫‪ = ppbv‬جزء من المليار من‬‫*‬
‫حيث الحجم‬

‫المصدر‪Dentener and :‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫&‬ ‫&‬ ‫&‬ ‫&‬ ‫&‬ ‫&‬ ‫&‬
‫‪others 2006‬‬ ‫خط الطول (درجة)‬

‫(انظر اإلطار ‪ .)2-4‬ويرتبط تلوث الهواء الداخلي‬ ‫الشمالي (‪ )Vingarzan 2004‬يلمح إلى أن أقاليم عديدة‬
‫والخارجي كالهما بمجموعة كبيرة من اآلثار الخطيرة‬ ‫قد تحتاج إلى التعاون لمواجهة المشكلة‪.‬‬
‫والمزمنة على الصحة‪ ،‬مع النوع المحدد لألثر حسب‬
‫خصائص الملوث‪ .‬ويقدر أن تتكبد األمم النامية في شمال‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تتعلق سحب الجسيمات الضبابية متناهية‬
‫شرق وجنوب شرق وجنوب آسيا حوالي ثلثي حاالت الوفاة‬ ‫الصغير من االنبعاثات فوق عدد من األقاليم (معروفة‬
‫قبل العمر المتوقع في العالم بسبب تلوث الهواء الداخلي‬ ‫بالسحب البنية في الغالف الجوي)‪ .‬وتقلل هذه الطبقات‬
‫والخارجي (‪.)Cohen and others 2005‬‬ ‫الموسمية من الضباب كمية أشعة الشمس التي يمكن أن‬
‫تصل إلى سطح األرض‪ ،‬األمر الذي له آثار محتملة‬
‫أهم ملوثات الهواء من منظور مرضي هو المادة الدقيقة‬ ‫مباشرة وغير مباشرة على دورة المياه والزراعة وصحة‬
‫الناعمة‪ .‬وقدرت منظمة الصحة العالمية أن المواد‬ ‫اإلنسان (‪.)Ramanathan and others 2002‬‬
‫الجسيمية (انظر اإلطار ‪ )2-5‬في المناطق الحضرية على‬ ‫ويمتص الضباب وملوثات الهواء الدقيقة األخرى في‬
‫مستوى العالم تسبب حوالي ‪ 2‬في المائة من وفيات‬ ‫الغالف الجوي الطاقة الشمسية ويعكسون أشعة الشمس‬
‫األمراض القلبية الرئوية في البالغين‪ ،‬و‪ 5‬في المائة من‬ ‫ليعيدونها إلى الفضاء (‪.)Liepert 2002‬‬
‫وفيات سرطان القصبة الهوائية وسرطان شعبة القصبة‬
‫الهوائية وسرطان الرئة‪ ،‬وحوالي ‪ 1‬في المائة من وفيات‬ ‫تأثيرات تلوث الهواء‬
‫عدوى الجهاز التنفسي الحادة في األطفال‪ ،‬التي تبلغ‬ ‫تلوث الهواء هو أحد العوامل البيئية الرئيسية المسببة آلثار‬
‫حوالي ‪ 1‬في المائة من الوفيات قبل العمر المتوقع في‬ ‫معاكسة على صحة اإلنسان والمحاصيل واألنظمة‬
‫العالم كل عام (منظمة الصحة العالمية ‪ .)2002‬وعالوة‬ ‫اإليكولوجية والمواد‪ ،‬مع اختالف الترتيب بين األقاليم‬

‫اإلطار ‪ 2-4‬مسائل تلوث الهواء األساسية تختلف حول العالم‬

‫‪ n‬مخاطر الترسيب الحمضي غير مفهومة جيدا ً حتى االن‪ ،‬لكن التحمض هو بالفعل محل‬ ‫(انظر الرسوم البيانية المقدمة في هذا الفصل والفصل ‪ 6‬للتفاصيل)‬
‫تركيز السياسة في أجزاء من آسيا والمحيط الهادئ‪.‬‬
‫أفريقيا‪ ،‬آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي وغرب آسيا‬
‫‪ n‬المسألة ذات األولوية األعلى لهذه األقاليم هي تأثير الجسيمات في الهواء الداخلي والخارجي‬
‫أوروبا وأمريكا الشمالية‬
‫على صحة اإلنسان‪ ،‬وخاصة النساء واألطفال الصغار الذين يتعرضون للدخان الداخلي عند‬
‫‪ n‬المسائل ذات األولوية لهذه األقاليم هي آثار الجسيمات الناعمة وأوزون الطبقة السفلى من‬
‫الطهي‪.‬‬
‫الغالف الجوي على صحة اإلنسان واإلنتاجية الزراعية‪ ،‬وآثار ترسب النيتروجين على األنظمة‬
‫‪ n‬يمثل االستخدام واسع االنتشار ألنواع الوقود رديئة النوعية للعمليات الصناعية والنقل‬
‫اإليكولوجية الطبيعية‪.‬‬
‫مسألة تلوث خطيرة لهواء الحضر الخارجي أمام واضعي سياسة األقاليم‪ ،‬خاصة في آسيا‬
‫‪ n‬تأثيرات انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت والجسيمات الخشنة والترسيب الحمضي مفهومة‬
‫والمحيط الهادئ‪.‬‬
‫جيدا ً في هذه األقاليم‪ .‬وتم مواجهتها عموما ً بنجاح وأهميتها متناقصة (انظر الفصل ‪)3‬‬
‫‪ n‬تمثل مسائل األمن الغذائي الناتجة عن المستويات المتزايدة ألوزون الطبقة السفلى من‬
‫الغالف الجوي تحديات مستقبلية ألجزاء من األقاليم‪.‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪54‬‬


‫والرعاية الطبية (‪.)Martins and others 2004‬‬ ‫على ذلك‪ ،‬قدرت منظمة الصحة العالمية أن الدخان‬
‫الداخلي من الوقود الصلب يسبب حوالي ثلث عدوى‬
‫يؤثر تلوث الهواء عكسي ًا أيض ًا على الزراعة‪ .‬وتشير تقديرات‬ ‫الجهاز التنفسي السفلي‪ ،‬وحوالي خمس حاالت مرض‬
‫إلى أن اآلثار‪ ،‬إقليمية النطاق‪ ،‬القابلة للقياس‪ ،‬التي يسببها‬ ‫انسداد الرئة المزمن‪ ،‬وتقريب ًا ‪ 1‬في المائة من حاالت‬
‫أوزون الطبقة السفلى من الغالف الجوي‪ ،‬على نتاج المحاصيل‬ ‫سرطان القصبة الهوائية وسرطان شعبة القصبة الهوائية‬
‫ال للزراعة‬‫تسبب خسائر اقتصادية لعدد ‪ 23‬محصو ًال قاب ً‬ ‫وسرطان الرئة (منظمة الصحة العالمية ‪ .)2002‬ويبين‬
‫في أوروبا‪ ،‬تتراوح بين ‪ 5.72‬إلى ‪ 12‬بليون دوالر‬ ‫الشكل ‪ 2-12‬التقديرات العالمية لعبء األمراض بسبب‬
‫أمريكي‪/‬سنوي ًا (‪ .)Holland and others 2006‬وهناك‬ ‫التلوث الداخلي والتلوث الحضري بالمواد الدقيقة أقل من‬
‫دليل على تأثيرات معاكسة خطيرة على المحاصيل المنتجة‬ ‫‪ 10‬ميكرون‪.‬‬
‫بوفرة في بعض البلدان النامية‪ ،‬مثل الهند وباكستان‬
‫والصين‪ ،‬التي بدأت اآلن التعامل مع هذه المسألة‬ ‫ترتبط اآلثار الصحية لتلوث الهواء ارتباط ًا وثيق ًا بمسائل‬
‫(‪( )Emberson and others 2003‬انظر أيض ًا المثال‬ ‫الفقر والنوع‪ .‬وتتحمل النساء في األسر الفقيرة عبئ ًا متفاوت ًا‬
‫في الشكل ‪.)2-13‬‬ ‫من آثار تلوث الهواء نظر ًا لتعرضهم على نحو أكبر للدخان‬
‫من الوقود سيء النوعية للطهي‪ .‬وعموماً‪ ،‬يكون الفقراء‬
‫في عام ‪ 1987‬كانت اآلثار اإلقليمية لألمطار الحمضية‬ ‫أكثر عرضة لتلوث الهواء بسبب موقع مساكنهم وأماكن‬
‫التي يسببها ترسب الكبريت والنيتروجين ذات أهمية كبيرة‬ ‫عملهم وقابلية تأثرهم الزائد بسبب عوامل مثل سوء التغذية‬

‫الشكل ‪ 2-12‬التقديرات العالمية لألمراض نتيجة (ا) التلوث الداخلي و (ب) الحضري بالجسيمات أقل من ‪10‬‬
‫ميكرون‪ ،‬مقاسة بسنوات العمر المعدلة بسبب اإلعاقة (‪)DALYs‬‬
‫نسبة سنوات العمر المعدلة‬
‫‪B‬‬ ‫بسبب اإلعاقة المعزاة إلى‬
‫تلوث الهواء الداخلي‬

‫ ‬
‫ ‪ o‬‬
‫ ‪o‬‬
‫ ‪o‬‬
‫ ‪o‬‬

‫نسبة سنوات العمر المعدلة‬


‫بسبب اإلعاقة المعزاة إلى‬
‫التلوث الحضري بنسبة ‪10‬‬
‫ميكرون‬

‫ ‬
‫‪C‬‬ ‫ ‪ o‬‬
‫ ‪o‬‬

‫مالحظات‪ = DALYs :‬سنوات‬


‫العمر المعدلة حسب اإلعاقة‪.‬‬
‫وتعادل السنة الواحدة من هذه‬
‫السنوات خسارة عام واحد‬
‫من الحياة الصحية‪ .‬وتعد هذه‬
‫النسبة فقط بمثابة مؤشر‬
‫كمي للعبء المرضي الذي‬
‫يعكس الكمية اإلجمالية‬
‫لفقد الحياة الصحية نتيجة‬
‫لجميع األسباب‪ ،‬سوا ًء كانت‬
‫الوفيات قبل العمر المتوقع أو‬
‫درجة اإلعاقة‪.‬‬

‫المصدر‪WHO 2002 :‬‬

‫‪55‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫اإلطار ‪ 2-5‬اآلثار الصحية للجسيمات الدقيقة‬
‫‪)others 2001, Larssen and others 2006‬‬
‫(انظر الفصلين ‪ 3‬و‪.)6‬‬ ‫تتوقف اآلثار الصحية للجسيمات كثيرا ً على خصائصها الفيزيائية والكيميائية‪ .‬وحجم الجسيم هام‪ ،‬حيث يؤثر ذلك‬
‫على سهولة دخول الجسيمات إلى الرئتين‪ .‬وترتبط قدرة الجسم على حماية نفسه من الجسيمات المستنشقة‬
‫وقابلية تأثر األشخاص بالجسيمات ارتباطا ً وثيقا ً بحجم الجسيم وتركيبه الكيميائي‪ .‬والجسيمات التي يكون‬
‫على مدى العقود األخيرة سبب تأثير اإلثراء الغذائي للمياه‬
‫قطرها أكبر من ‪ 10‬ميكرون عادة ال تنفذ إلى الرئة وتبقى لفترة قصيرة في الغالف الجوي‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يربط الدليل‬
‫بسبب ترسب النيتروجين خسائر كبيرة في التنوع البيولوجي‬ ‫الوبائي عموما ً الجسيمات األقل من ‪ 10‬ميكرون واألقل من ‪ 2.5‬ميكرون بالتاثيرات المعاكسة على الصحة‪.‬‬
‫في بعض األنظمة اإليكولوجية الحساسة محدودة التغذية‪،‬‬
‫مثل المروج والبرك والمستنقعات في أوروبا الشمالية وأمريكا‬ ‫هناك اهتمام أكبر مؤخرا ً بالجسيمات فائقة الدقة (التي يقل قطرها عن ‪ 0.1‬ميكرون) ألن الجسيمات فائقة الدقة‬
‫غير القابلة للذوبان يمكنها أن تنتقل من الرئة إلى الدم ثم إلى أجزاء أخرى من الجسم‪ .‬ويعلم العلماء أن التركيب‬
‫الشمالية (‪ .)Stevens and others 2004‬وقد أقرت‬ ‫الكيميائي وحجم الجسيمات يرتبطان غالبا ً بالتأثيرات الصحية‪ ،‬وأن عدد الجسيمات ومساحة السطح عوامل هامة‬
‫اتفاقية التنوع البيولوجي بأن ترسب النيتروجين موجه هام‬ ‫أيضا ً في تقييم التأثيرات الصحية للجسيمات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك فهم مفصل بعض الشيء حتى اآلن للمكونات‬
‫لفقد األنواع‪ .‬وتم تحديد عدة بقع ساخنة رئيسية عالمية‬ ‫الكيميائية المعينة للجسيمات المسئولة عن نتائج صحية معاكسة‪.‬‬

‫للتنوع البيولوجي على أنها تتعرض لخطر كبير بسبب‬ ‫المصدر‪Lippmann 2003, Pope and Dockery 2006 :‬‬
‫ترسب النيتروجين (‪)Phoenix and others 2006‬‬
‫(انظر الفصول ‪ 4‬و‪ 5‬و‪.)6‬‬
‫في أوروبا وأمريكا الشمالية‪ ،‬حيث تسبب تحميض البحيرة‬
‫تتأثر البيئة المبنية بتلوث الهواء بطرق عديدة‪ .‬تترسب‬ ‫وتدهور الغابة‪ ،‬نتيجة تحمض التربة في المقام األول‪ .‬وفي‬
‫جسيمات السخام والغبار من النقل على المعالم األثرية‬ ‫اآلونة األخيرة‪ ،‬تم توثيق مثل هذه التدهورات في المكسيك‬
‫والمباني‪ ،‬ويسبب ثاني أكسيد الكبريت والترسب الحمضي‬ ‫والصين‪ ،‬وعلى األرجح أنها تحدث في بلدان كثيرة أخرى‬
‫تآكل الهياكل الحجرية والمعدنية ويهاجم األوزون الكثير‬ ‫(‪ .)Emberson and others 2003‬ويوجد دليل حديث‬
‫من المواد االصطناعية‪ ،‬حيث يقلل عمرها المفيد ويفسد‬ ‫على أن ضوابط االنبعاثات أدت إلى عكس تحميض المياه‬
‫مظهرها‪ .‬وتفرض جميع هذه التأثيرات تكاليف باهظة‬ ‫العذبة (‪ ،)Skjelkvåle and others 2005‬والتحذيرات‬
‫للصيانة واإلحالل‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تقلل الجسيمات‬ ‫المرعبة المرتبطة بانتشار تدهور الغابة عبر أوروبا وأمريكا‬
‫الناعمة في البيئات الحضرية نموذجي ًا الرؤية بمقدار عشرة‬ ‫الشمالية في الوقت الذي لم تكن لجنة برونتالند قد ظهرت بعد‪.‬‬
‫أضعاف (‪.)Jacob 1999‬‬ ‫واآلن هناك خطر التحمض في مناطق أخرى من العالم‪ ،‬خاصة‬
‫آسيا (‪Ye and others 2002, Kuylenstierna and‬‬

‫الشكل ‪ 2-13‬أثر تلوث الهواء المحلي على نمو القمح في ضاحية الهور‪ ،‬باكستان‬

‫مالحظة‪ :‬نمت النباتات‬


‫الموجودة في الجزء‬
‫األوسط واأليمن في‬
‫الهواء المحلي‪ ،‬في حين‬
‫نمت النباتات الموجودة‬
‫بالجانب األيسر في الهواء‬
‫النقي‪ .‬ولقد ساعد تأثير‬
‫تنقية الهواء الملوث على‬
‫زيادة المحاصيل بنسبة‬
‫وصلت إلى ‪ 40‬بالمائة‬
‫تقريباً‪.‬‬

‫شارك بالصور‪A. Wahid :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪56‬‬


‫استخدام ملوثات معينة وانبعاثها (الملوثات العضوية‬ ‫برزت الملوثات العضوية الدائمة والزئبق كمسائل هامة منذ‬
‫الدائمة)‪ .‬ورغم أن لجنة برونتالند ألقت الضوء على مسألة‬ ‫عام ‪ .1987‬وتصبح هذه المواد السامة متطايرة عند‬
‫الزئبق في البيئة‪ ،‬لم يتم التوصل إلى اتفاق عالمي للحد‬ ‫انبعاثها في البيئة‪ ،‬وعندئذ يمكن نقلها إلى مسافات طويلة‪.‬‬
‫من تلوث الزئبق‪ .‬وقد كان هناك برنامج عالمي للزئبق‬ ‫وعندما تكون الملوثات دائمة‪ ،‬ستزداد التركيزات في البيئة‪،‬‬
‫معمول به منذ ‪ ،2001‬ويبدو أن التغيرات في التكنولوجيا‬ ‫مسببة خطر التراكم البيولوجي في السالسل الغذائية‪.‬‬
‫واستخدام مركبات بديلة خفض االنبعاثات (برنامج األمم‬ ‫وكثير من الملوثات العضوية الدائمة موجود اآلن حول‬
‫المتحدة للبيئة‪/‬الكيماويات ‪)2006‬‬ ‫العالم‪ ،‬حتى بعيد ًا عن مصادرها‪ .‬وفي بيئة القطب‬
‫الشمالي‪ ،‬لوحظت تأثيرات صحية ضارة في الحياة البرية‬
‫انبعاثات النقل‬ ‫الشمالية‪ ،‬ويهدد التلوث سالمة أنظمة الغذاء التقليدي‬
‫تحسنت تكنولوجيات الوقود والمركبات بشكل كبير خالل‬ ‫وصحة السكان المحليين (انظر الفصل ‪.)6‬‬
‫العقدين األخيرين‪ ،‬مدفوعة بالتطورات التكنولوجية‬
‫والتشريعية‪ .‬وتمت السيطرة على انبعاثات المركبات جزئي ًا‬ ‫إدارة تلوث الهواء‬
‫بإزالة الرصاص من البنزين واشتراطات المحوالت‬ ‫يقدم التقدم في إدارة تلوث الهواء صورة مختلطة‪ .‬ويظل‬
‫المحفزة وضوابط انبعاثات التبخر المحسنة وتحسينات‬ ‫تلوث هواء الحضر مسألة خطيرة‪ ،‬حيث يؤثر على صحة‬
‫الوقود واألنظمة التشخيصية بالمركبات وإجراءات أخرى‪.‬‬ ‫الناس في بلدان نامية كثيرة‪ ،‬رغم أن التقدم واضح في‬
‫وتم خفض انبعاثات مركبات الديزل بالتصميم المحسن‬ ‫البلدان مرتفعة الدخل‪ .‬وقد تمت مواجهة بعض مسائل‬
‫للمحرك‪ ،‬ولبعض المركبات‪ ،‬مصائد الجسيمات‪.‬‬ ‫تلوث الهواء اإلقليمي‪ ،‬مثل األمطار الحمضية‪ ،‬بنجاح في‬
‫واالستخدام واسع النطاق لمصائد الجسيمات يتوقع أن‬ ‫أوروبا‪ ،‬إال أنها تفرض تهديد ًا في أجزاء من آسيا‪ .‬وظهر‬
‫يخفض الكبريت في وقود الديزل إلى أقل من ‪ 15‬جزيئ‬ ‫أوزون الطبقة السفلى من الغالف الجوي كمشكلة عسيرة‬
‫في المليون‪ .‬وتختلف مستويات كبريت وقود الديزل الحالية‬ ‫المعالجة‪ ،‬في الدرجة األولى في نصف الكرة الشمالي‪،‬‬
‫على نحو كبير بين األقاليم (انظر الشكل ‪ .)2-14‬وخفض‬ ‫حيث يؤثر على المحاصيل والصحة‪ .‬ويفرض حرق وقود‬
‫الكبريت في البنزين إلى مستويات منخفضة يتيح استخدام‬ ‫الكتلة األحيائية داخل المنازل في البلدان النامية عبئ ًا‬
‫محوالت محفزة أكثر كفاءة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى سيطرة‬ ‫ال على األسر الفقيرة‪ ،‬خاصة النساء واألطفال‬ ‫صحي ًا هائ ً‬
‫أفضل على االنبعاثات‪ .‬والمركبات الهجينة التي تعمل‬ ‫كاف‬ ‫الصغار‪ .‬واإلجراء المتخذ في البلدان النامية غير ٍ‬
‫بالبنزين والكهرباء‪ ،‬التي تميل إلى أن تكون أكثر كفاءة في‬ ‫حتى وقتنا هذا‪ ،‬ولكن تظل هناك فرصة لتحسين الصحة‬
‫استهالك الوقود في المرور الحضري عن المركبات التي‬ ‫وخفض الوفيات قبل العمر المتوقع‪.‬‬
‫تعمل بالبنزين فقط‪ ،‬طرحت في بلدان متقدمة كثيرة‪ ،‬غير‬
‫أن استخدامها ال يزال محدود ًا جداً‪.‬‬ ‫تحقق التقدم الكبير في منع تلوث الهواء والسيطرة عليه‬
‫في أجزاء كثيرة من العالم من خالل إجراءات القيادة‪-‬و‪-‬‬
‫حققت معظم البلدان المتقدمة تقدم ًا في خفض انبعاثات كل‬ ‫السيطرة بشكل أساسي‪ ،‬على المستويين الوطني‬
‫مركبة‪ ،‬وقد طبقت بلدان متوسطة الدخل كثيرة إجراءات‬ ‫واإلقليمي كليهما‪ .‬وعلى المستوى الوطني‪ ،‬كثير من البلدان‬
‫هامة لضبط انبعاثات المركبات‪ .‬وإلى جانب تكنولوجيات‬ ‫لديها قوانين للهواء النظيف تحدد معايير االنبعاثات ونوعية‬
‫المركبات المحسنة‪ ،‬ساعدت البرامج الفعالة لفحص المركبات‬ ‫الهواء المحيط لحماية الصحة العامة والبيئة‪ .‬وعلى‬
‫وصيانتها في مراقبة انبعاثات المركبات وفرض معايير‬ ‫المستوى اإلقليمي‪ ،‬تشمل األمثلة اتفاقية تلوث الهواء بعيد‬
‫االنبعاثات (‪ .)Gwilliam and others 2004‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫المدى العابر للحدود (اللجنة االقتصادية ألوروبا التابعة‬
‫فإن التقدم في بعض البلدان منخفضة الدخل كان بطيئاً‪.‬‬ ‫لألمم المتحدة (‪ )UNECE 2005-1979‬واالتفاق الكندي‬
‫ولن تحقق البلدان النامية فوائد التكنولوجيات المتقدمة‬ ‫األمريكي لنوعية الهواء (بيئة كندا ‪ )2006‬وتشريع االتحاد‬
‫لضبط االنبعاث ما لم تطبق خيارات الوقود األنظف‪.‬‬ ‫األوروبي (االتحاد األوروبي ‪ 1996‬و‪ 1999‬و‪.)2002‬‬
‫وتشمل االتفاقات الحكوماتية اإلقليمية الناشئة األخرى‬
‫في بعض البلدان اآلسيوية تسهم المركبات ذات العجلتين‬ ‫اتفاق ضباب رابطة جنوب شرق آسيا (‪)ASEAN 2003‬‬
‫والثالث عجالت على نحو غير متناسب في االنبعاثات‪ .‬ومع‬ ‫وإعالن مالي بشأن مراقبة ومنع تلوث الهواء في جنوب‬
‫ذلك‪ ،‬فاللوائح في بعض البلدان تخفض االنبعاثات من هذه‬ ‫آسيا (برنامج األمم التحدة للبيئة‪/‬مركز الموارد اإلقليمي‪-‬‬
‫المركبات‪ .‬وسيؤدي‪ ،‬في وقت ما‪ ،‬التحول من المحركات‬ ‫آسيا والمحيط الهادي ‪ )2006‬وشبكة معلومات تلوث‬
‫ثنائية األشواط إلى المحركات رباعية األشواط‪ ،‬وتقديم‬ ‫الهواء بأفريقيا (‪ ،)APINA‬شبكة علم من اجل السياسة‬
‫معايير االنبعاثات التي تحظر على نحو فعال بيع المركبات‬ ‫إقليمية‪ .‬وعلى المستوى العالمي‪ ،‬تنظم اتفاقية ستكهولم‬
‫الجديدة التي تعمل بمحركات ثنائية األشواط إلى تحسن‬ ‫للملوثات العضوية الدائمة (اتفاقية ستكهولم ‪)2000‬‬

‫‪57‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫بسبب هذه االتفاقيات‪ .‬وأيض ًا نتيجة السياسات المطالبة‬ ‫كبير في انبعاثات المركبات (المجلس العالمي لألعمال‬
‫بأنواع وقود أنظف‪ ،‬وإزالة الكبريت من غاز المداخن‬ ‫التجارية من أجل التنمية المستدامة ‪Faiz and ،2005‬‬
‫والعمليات الصناعية الجديدة‪ .‬انخفضت االنبعاثات أيض ًا‬ ‫‪.)Gautam 2004‬‬
‫نتيجة توقف صناعات ثقيلة عديدة‪ ،‬خاصة في أوروبا‬
‫الشرقية واالتحاد السوفيتي السابق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬زادت‬ ‫النقل الجماعي بديل هام للمركبات الخاصة‪ ،‬وتم تطبيقه‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في أقاليم بالد نامية كثيرة‪.‬‬ ‫بنجاح في مدن عديدة باستخدام أنظمة الترام ومترو األنفاق‬
‫والحافلة السريعة (‪.)Wright and Fjellstrom 2005‬‬
‫أطلقت اللوائح البييئة األكثر صرامة واألدوات االقتصادية‬ ‫وتم تطبيق تحويل الوقود من الديزل إلى الغاز الطبيعي‬
‫تقديم التكنولوجيات األنظف وشجعت المزيد من االبتكار‬ ‫المضغوط لمركبات النقل العام في مدن مثل دلهي‬
‫التكنولوجي‪.‬‬ ‫والقاهرة‪ ،‬مما أدى إلى انخفاضات في انبعاثات المادة‬
‫الدقيقة وثاني أكسيد الكبريت‪ .‬ولكن في بلدان كثيرة‪،‬‬
‫تبعث السياسات االقتصادية إشارات هامة إلى المنتجين‬ ‫يتعرض استخدام النقل الجماعي على نطاق واسع‬
‫والمستهلكين‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تتحول أوروبا من فرض‬ ‫لمعوقات مستمرة‪ ،‬من ناحية ثانية‪ ،‬لعدم كفاءته‬
‫الضرائب على العمل إلى فرض الضرائب على استهالك‬ ‫وللمالحظات السلبية‪.‬‬
‫الطاقة لكي تظهر بشكل أفضل آثار االنبعاثات (‪Brown‬‬
‫‪ .)2006‬ومن بين األمثلة الناجحة األخرى سياسات‬ ‫انبعاثات قطاع الصناعة والطاقة‬
‫السقف‪-‬و‪-‬المتاجرة في الواليات المتحدة لخفض انبعاثات‬ ‫في بلدان متقدمة كثيرة تم ضبط االنبعاثات من المصادر‬
‫ثاني أكسيد الكبريت من محطات الطاقة (برنامج األمم‬ ‫الصناعية الضخمة بتغيير أنواع الوقود وقوانين مراقبة‬
‫المتحدة للبيئة ‪ .)2006‬وينمو االستخدام الدولي لمثل هذه‬ ‫االنبعاثات‪ .‬وقد كان خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت‬
‫األدوات االقتصادية (‪ .)Wheeler 1999‬وكثير من‬ ‫في أوروبا وأمريكا الشمالية واحدة من قصص النجاح في‬
‫التكنولوجيات األنظف وخيارات اإلنتاج األنظف مدروسة‬ ‫العقود األخيرة‪ .‬وقد لعبت االتفاقيات مثل اتفاقية تلوث‬
‫ومتاحة تجارياً‪ ،‬لكن هناك حاجة كبيرة إلى التعاون الدولي‬ ‫الهواء بعيد المدى العابر للحدود‪ ،‬التي أبرمتها اللجنة‬
‫فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا لجعلها متاحة على نطاق‬ ‫االقتصادية ألوروبا التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬دور ًا هام ًا في‬
‫أوسع‪.‬‬ ‫هذا النجاح‪ .‬وتبنت اتفاقية اللجنة االقتصادية ألوروبا‬
‫مفهوم األحمال الحرجة (الحدود في البيئة) عام ‪،1988‬‬
‫نوعية الهواء الداخلي‬ ‫وفي عام ‪ 1999‬وضع بروتوكول جوتنبرج أهداف ًا‬
‫مع وفاة ‪ 1.6‬مليون شخص تقريب ًا قبل العمر المتوقع كل‬ ‫لالنبعاثات الوطنية لثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد‬
‫عام جراء التعرض للهواء الداخلي الملوث (منظمة الصحة‬ ‫النيتروجين واألمينات والمركبات العضوية المتطايرة‪ .‬وفي‬
‫العالمية ‪ ،)2006c‬حاولت بلدان نامية كثيرة في أفريقيا‬ ‫أوروبا انخفض ثاني أكسيد الكبريت بشكل كبير‪ ،‬جزئي ًا‬

‫الشكل ‪ 2-14‬التوزيع العالمي لمستويات الكبريت في وقود الديزل في ‪2007‬‬


‫جزيء في المليون فما أقل‬
‫‪ 15-50‬جزيء في المليون‬
‫‪ 50-500‬جزيء في المليون‬
‫‪ 500-2000‬جزيء في المليون‬
‫‪ 2000-5000‬جزيء في المليون‬
‫‪ 5000‬جزيء في المليون فما أكثر ‬
‫البيانات المتعارضة‪/‬المفقودة‬

‫مالحظات‪ :‬الحد األقصى لمستويات الكبريت‬


‫المسموح بها بداية من فبراير ‪.2007‬‬

‫المصدر‪UNEP 2007b :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪58‬‬


‫حاولت البلدان نامية كثيرة مواجهة المخاوف‬
‫تعتمد المجتمعات الفقيرة غالب ًا في أرزاقها بشكل مباشر‬ ‫وآسيا وأمريكا الالتينية مواجهة االنبعاثات من حرق وقود‬
‫الصحية من إحراق أنواع وقود الكتلة األحيائية‬
‫والفحم داخل المنازل‪ ،‬من خالل استجابات مثل‬ ‫على المناخ المستقر والمالئم‪ .‬وفي البلدان النامية‪ ،‬يعتمد‬ ‫الكتلة األحيائية والفحم داخل المنازل‪ .‬وتتضمن‬
‫إمداد األسر بمواقد مطورة وموفرة للوقود‪.‬‬
‫الفقراء‪ ،‬الذين يعتمدون غالب ًا على زراعة مورد الرزق‬ ‫االستجابات تزويد األسر بمواقد مطورة وأنواع وقود‬
‫شارك بالصور‪Charlotte Thege/Das :‬‬
‫البعلية والموارد الطبيعية المجموعة‪ ،‬بشكل كبير على‬ ‫أنظف‪ ،‬مثل الكهرباء والغاز والكيروسين‪ ،‬وتقديم‬
‫‪Fotoarchiv/Still Pictures‬‬
‫أنماط المناخ‪ ،‬مثل الرياح الموسمية‪ ،‬وهم أكثر عرضة إلى‬ ‫المعلومات والتثقيف لتوعية الناس بآثار الدخان على صحة‬
‫دمار أحداث الطقس العاتية‪ ،‬مثل األعاصير‪ .‬وتعاني‬ ‫من يتعرضون له‪ ،‬وال سيما النساء واألطفال الصغار‪ .‬وتم‬
‫بالفعل المجتمعات المعرضة للخطر من متغيرية المناخ‪،‬‬ ‫إنجاز تحول بسيط من أنواع وقود الكتلة األحيائية الصلبة‪،‬‬
‫على سبيل المثال بسبب زيادة تكرر نوبات الجفاف في‬ ‫مثل األخشاب والروث والمخلفات الزراعية‪ ،‬إلى أنواع‬
‫أفريقيا (المؤتمر األفريقي الوزاري للبيئية (‪)AMCEN‬‬ ‫وقود أنظف‪ ،‬ودعمت الحكومات مثل هذه اإلجراءات‪ ،‬لكن‬
‫وبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،)2002‬وكما أظهرت‬ ‫المضي قدم ًا في نفس هذه االتجاهات ضروري على نحو‬
‫تأثيرات إعصار كاترينا عام ‪ 2005‬والموجة الحارة‬ ‫عاجل إذا كانت هناك رغبة في إحراز تقدم كبير (منظمة‬
‫األوروبية عام ‪ ،2003‬فإن الفقراء والمعرضين للخطر هم‬ ‫الصحة العالمية ‪.)2006c‬‬
‫الذين يعانون أكثر من أحوال الطقس القاسية‪ ،‬حتى في‬
‫المجتمعات الغنية نسبياً‪.‬‬ ‫تغير المناخ‬
‫اتجاه االحترار العالمي محتوم فعلياً‪ ،‬مع تصنيف ‪ 11‬عام ًا من‬
‫بينما اختلف مناخ األرض على مدى عصور ما قبل التاريخ‪،‬‬ ‫‪ 12‬عام ًا األخيرة (‪ )1995-2006‬على أنها ضمن أكثر ‪12‬‬
‫شهدت العقود القليلة األخيرة تمزق ًا مناخي ًا عالمي ًا غير مسبوق‬ ‫عام احترار ًا منذ ‪ ،1850‬ومنذ ذلك الوقت كان هناك احتفاظ‬
‫في األلفية األخيرة‪ ،‬فترة استقرار مناخي نسبي التي‬ ‫نظامي بالحرارة (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬
‫نشأت خاللها المدنية (‪،Moberg and others 2005‬‬ ‫المناخ ‪ .)2007‬ويتضمن الدليل على هذا االحترار عدد ًا‬
‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2007‬‬ ‫من أنهار الجليد الجبلية المنكمشة (أورلمانز ‪،)2005‬‬
‫وبعض األقاليم‪ ،‬خاصة منطقة القطب الشمالي‪ ،‬سوف‬ ‫وذوبان طبقة األرض دائمة التجمد (تقييم أثر مناخ المنطقة‬
‫تتأثر بتغير المناخ أكثر من األقاليم األقرب إلى خط‬ ‫القطبية الشمالية ‪ ،)(ACIA) 2005‬وانفصال جليد النهر أو‬
‫االستواء (انظر قسم األقاليم القطبية الفصل ‪ .)6‬وفي‬ ‫البحيرة المبكر‪ ،‬وطول المواسم المتزايدة لخطوط العرض‬
‫أقاليم كثيرة‪ ،‬سوف يتأثر القطاع الزراعي تحديداً‪.‬‬ ‫المتوسطة والعالية‪ ،‬وتحوالت مواطن النباتات والحشرات‬
‫وسيكون صعب ًا التكيف خصوص ًا مع اجتماع درجات‬ ‫والحيوانات‪ ،‬وإزهار األشجار‪ ،‬وبزوغ الحشرات ووضع‬
‫الحرارة المرتفعة ورطوبة التربة المنخفضة المتنبأ بهما‬ ‫البيض في الطيور المبكر (‪،)Menzeland others 2006‬‬
‫ألجزاء من أفريقيا‪ .‬ومع كفاح غالبية سكان العالم لتلبية‬ ‫والتغيرات في أنماط التهطل وتيارات المحيط (‪Bryden‬‬
‫احتياجات التنمية األساسية‪ ،‬مثل تلك المحددة في‬ ‫‪ ،)and others 2005‬وربما زيادة شدة وفترات العواصف‬
‫األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬فإن البشرية يمكنها بصعوبة‬ ‫المدارية في بعض األقاليم (الهيئة الحكومية الدولية المعنية‬
‫تحمل هذا العبء اإلضافي آلثار تغير المناخ (‪Reidand‬‬ ‫بتغيّر المناخ ‪Webster and others 2005, ،2007‬‬
‫‪.)Alam 2005‬‬ ‫‪.)Emanuel 2005‬‬

‫‪59‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫الشكل ‪ 2-15‬تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي على مدار ‪ 10000‬عام الماضية‬
‫جزيء في المليون من ثاني أكسيد الكربون‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬ ‫‬ ‫‬


‫‪"ÒP‬‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬تظهر مقاييس ثاني‬
‫أكسيد الكربون من العينات‬
‫الجليدية الجوفية (الرموز ذات‬
‫األلوان المختلفة للدراسات‬
‫المختلفة) ونماذج الغالف الجوي‬
‫(الخطوط الحمراء)‪.‬‬ ‫‬

‫‬ ‫‬ ‫‬


‫المصدر‪IPCC 2007 :‬‬ ‫الوقت (قبل ‪)2005‬‬

‫تركيزات غازات االحتباس الحراري واحترار أنشطة اإلنسان‬


‫ينشأ أكبر ضغط بشري مباشر على نظام المناخ من‬
‫الشكل ‪ 2-16‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من أنواع الوقود األحفوري حسب اإلقليم‬
‫انبعاث غازات االحتباس الحراري‪ ،‬وفي مقدمتها ثاني‬ ‫مليار طن في العام‬
‫أكسيد الكربون‪ ،‬الذي ينشأ أساس ًا من استهالك الوقود‬ ‫‬
‫أفريقيا‬
‫األحفوري‪ .‬ومنذ فجر العصر الصناعي‪ ،‬تزيد تركيزات هذه‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫الغازات بثبات في الغالف الجوي‪ .‬يوضح الشكل ‪2-15‬‬ ‫أوروبا‬ ‫‬
‫تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي على مدى‬ ‫أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫‪ 10000‬عام المنصرمة‪ .‬وقد نتج عن االرتفاع األخير غير‬ ‫‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫حال يبلغ ‪ 380‬جزئ في المليون‪ ،‬أعلى‬‫المسبوق مستوى ٍ‬ ‫غرب آسيا‬
‫بكثير من مستوى ما قبل الصناعة (القرن الثامن عشر)‬ ‫‬

‫الذي بلغ ‪ 280‬جزئ في المليون‪ .‬ومنذ عام ‪ ،1987‬زادت‬


‫االنبعاثات السنوية العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون من‬ ‫‬

‫احتراق الوقود األحفوري بحوالي الثلث (انظر الشكل‬


‫‪ ،)2-16‬وتظهر االنبعاثات الحالية لكل فرد بوضوح‬ ‫‬

‫االختالفات الكبيرة بين األقاليم (انظر الشكل ‪.)2-17‬‬


‫‬

‫كان هناك أيض ًا ارتفاع حاد في كمية الميثان‪ ،‬غاز‬


‫‬
‫احتباس حراري آخر رئيسي‪ ،‬بمستوى في الغالف الجوي‬
‫بلغ ‪ 150‬في المائة زيادة عن مستوى القرن التاسع عشر‬
‫‬
‫(‪Siegenthaler and others 2005, Spahniand‬‬
‫‪ .)others 2005‬وكشف فحص عينات جليدية أسطوانية‬ ‫‬
‫أن مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان اآلن بعيدة جد ًا‬
‫عن نطاقات المتغيرية الطبيعية لها على مدى ‪500000‬‬ ‫‬

‫عام السابقة (‪.)Siegenthaler and others2005‬‬


‫‬

‫هناك ملوثات أخرى في الغالف الجوي تؤثر على التوازن‬


‫الحراري للكوكب‪ .‬وهذه الملوثات تشمل الغازات الصناعية‪،‬‬ ‫‬

‫مثل سداسي فلوريد الكبريت والهيدروفلوروكربونات‬ ‫المصدر‪ ,GEO Data Portal :‬تم‬
‫جمعه من ‪UNFCCCCDIAC 2006‬‬
‫والبيرفلوروكربونات؛ غازات مستنفدة لألوزون عديدة التي‬ ‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫نظمها بروتوكول مونتريال؛ وأوزون الطبقة السفلى من‬


‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪60‬‬


‫الشكل ‪ 2-17‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل فرد على المستوى اإلقليمي في ‪2003‬‬
‫الغالف الجوي وأكسيد النيتروز والمواد الدقيقة والهباء‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالطن لكل فرد‬
‫الجوي الذي أساسه الكبريت والكربون من حرق الوقود‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫األحفوري والكتل األحيائية‪ .‬ويسهم هباء الكربون األولي‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬ ‫(السخام أو "الكربون األسود") في االحترار العالمي‬
‫بامتصاص اإلشعاع قصير الموجة‪ ،‬بينما يسهم أيض ًا في‬
‫‬
‫أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫تلوث الهواء المحلي‪ .‬وستكون إزالة هذه الملوثات مفيدة‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫‬
‫فيما يتعلق بتغير المناخ والتأثيرات الصحية كليهما‪ .‬ومن‬
‫غرب آسيا‬
‫مالحظات‪ :‬يعكس عرض كل شريط‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬تبرد ملوثات الهباء التي أساسها الكبريت‬
‫‬ ‫السكان اإلقليميين‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫منطقة كل شريط تمثل إجمالي‬
‫الكوكب من خالل تأثيرها على تكوين السحب وتشتيت‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على‬
‫المستوى اإلقليمي‪ .‬وال يشمل ذلك‬ ‫أشعة الشمس القادمة‪ ،‬وهكذا "تحمي" حالي ًا الكوكب من‬
‫‬
‫انبعاثات تغير استخدام األراضي‪.‬‬
‫تأثير االحترار الكامل النبعاثات غازات االحتباس الحراري‬
‫المتوسط العالمي‬ ‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات‬
‫البيئة العالمية‪ ،‬من ‪UNFCCC-‬‬
‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2007‬‬
‫‬
‫‪ CDIAC 2006‬و‪UNPD 2007‬‬ ‫وفي المستقبل‪ ،‬سوف تضعف أجراءات السياسة‪ ،‬المطلوبة‬
‫لتقليل مشاكل الصحة العامة واآلثار البيئية المحلية‬
‫المرتبطة بالملوثات التي أساسها الكبريت‪ ،‬هذه الحماية‬
‫معظم االختالفات السابقة بين قياسات درجة حرارة‬ ‫غير المقصودة ولكنه القدر‪.‬‬
‫السطح وقياسات األقمار االصطناعية (‪Mears and‬‬
‫‪ .)Wentz 2005‬وتقدم الحسابات النموذجية بما في ذلك‬ ‫زادت درجة حرارة سطح األرض ‪ 0.74‬درجة مئوية تقريب ًا‬
‫الموجهات الطبيعية وتلك الناتجة عن نشاط اإلنسان اتفاق ًا‬ ‫منذ عام ‪ ،1906‬والعلماء على ثقة كبيرة بأن متوسط التأثير‬
‫جيد ًا إلى حد بعيد مع التغيرات المرصودة منذ بداية‬ ‫النهائي عالمي ًا ألنشطة اإلنسان منذ عام ‪ 1750‬كان أحد‬
‫العصر الصناعي (انظر الشكل ‪ .)2-18‬ومعظم االحترار‬ ‫تأثيرات االحترار (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬
‫على مدى القرن الماضي حدث في العقود األخيرة‪ ،‬وهذا‬ ‫المناخ ‪ .)2007‬واحترار العقود القليلة الماضية سريع‬
‫االحترار األكثر سرعة ال يمكن أن يفسر التغيرات في‬ ‫بصورة استثنائية مقارنة بالتغيرات في المناخ أثناء‬
‫اإلشعاع الشمسي أو أية تأثيرات أخرى مرتبطة بالشمس‬ ‫األلفيتين الماضيتين‪ .‬ومن المرجح جد ًا أن درجة الحرارة‬
‫التي تم فحصها (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫الحالية لم يتم تجاوزها أثناء هذه الفترة‪ .‬وقد تم تسوية‬

‫الشكل ‪ 2-18‬االحترار المرصود على مدار القرن العشرين مقارناً بحسابات نموذج المناخ‬
‫شذوذ درجة الحرارة ‪ °c‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫شذوذ درجة الحرارة ‪ °c‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫شذوذ درجة الحرارة ‪ °c‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫النماذج باستخدام‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫عوامل اإلجبار‬
‫ ‬ ‫الطبيعية فقط‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫أوروبا‬ ‫آسيا‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫النماذج باستخدام‬
‫ ‬ ‫كل من عوامل اإلجبار‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫الطبيعية والبشرية‬
‫‬ ‫‬ ‫‬
‫المالحظات‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫شذوذ درجة الحرارة ‪ °c‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫شذوذ درجة الحرارة ‪ °c‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫شذوذ درجة الحرارة ‪ °c‬درجة مئوية‪.‬‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫أمريكا الالتينية‬ ‫أفريقيا‬ ‫أستراليا‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‬ ‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫شذوذ درجة الحرارة ‪ °c‬درجة مئوية‪.‬‬


‫ ‬
‫على مستوى العالم‬ ‫على مستوى العالم ‪ -‬األراضي‬ ‫على مستوى العالم ‪ -‬المحيطات‬
‫ ‬
‫ ‬
‫‬

‫المصدر‪IPCC 2007 :‬‬


‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‪61‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫الشكل ‪ 2-19‬دورة الكربون العالمية (‪)2000-2005‬‬
‫الوقود‬
‫الوقود األحفوري‬ ‫األحفوري‬ ‫الغالف الجوي‬
‫صرف‬ ‫إجمالي‬ ‫التنفس‬
‫وانبعاثات‬ ‫وانبعاثات‬
‫البراكين‬ ‫اإلنتاج األولي األراضي‬ ‫والحرائق‬ ‫>  <‬
‫األسمنت‬ ‫األسمنت‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‬
‫مالحظات‪ :‬تنحصر األحواض‬
‫الكربونية (‪ )C‬بكميات تصل‬
‫إلى مليارات األطنان‪.‬‬

‫تصل التدفقات السنوية‬


‫للكربون إلى مليار طن سنويا ً‪.‬‬
‫ ‬ ‫‬ ‫  التجوية‬
‫التجوية‬
‫تظهر التجمعات والتدفقات‬
‫الخلفية أو ما قبل البشرية‬ ‫النباتات والتربة‬ ‫إزالة الغازات من األنهار‬ ‫‬
‫باللون األسود‪.‬‬ ‫ ‬
‫> ‪< o‬‬
‫ تدفقات األنهار‬
‫تصدير األنهار‬
‫تظهر االضطرابات البشرية‬ ‫‬ ‫ ‬
‫للتجمعات والتدفقات باللون‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫األحمر‪.‬‬ ‫المحيط‬
‫>  <‬

‫المستودعات الجيولوجية‬
‫الكربون العضوي الحفري‬ ‫الكربونات الصخرية‬ ‫ ‬
‫المصدر‪ :‬مأخوذ من‬
‫‪UNESCO-SCOPE 2006‬‬ ‫‪ o‬‬

‫أضخم بكثير من االحترار "المباشر" بسبب الزيادة في‬ ‫المناخ ‪.)2007‬‬


‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري وحدها‪.‬‬
‫يملك نظام المناخ آليات جوهرية لإلفادة اإليجابية والسلبية‬
‫تأثيرات تغير المناخ‬ ‫تكون عموم ًا خارج سيطرة المجتمع‪ .‬والتأثير النهائي‬
‫يبدو أن نوبات درجات الحرارة المرتفعة جد ًا تزداد مع‬ ‫لالحترار هو إفادة إيجابية قوية (الهيئة الحكومية الدولية‬
‫ازدياد درجات الحرارة العالمية‪ .‬وهناك حالة بارزة حديثة‬ ‫المعنية بتغيّر المناخ ‪2001‬ب)‪ ،‬مع عمليات عديدة ضمن‬
‫هي الموجة الحارة االستثنائية التي شهدتها معظم أوروبا‬ ‫نظام مناخ األرض المعقد (انظر اإلطار ‪ 2-19‬لمخزونات‬
‫في صيف عام ‪ ،2003‬مع حدوث ما يقدر بأكثر من‬ ‫وتدفقات الكربون على مقياس عالمي) تعمل لتعجيل‬
‫‪ 300000‬حالة وفاة قبل العمر المتوقع من اإلجهاد‬ ‫االحترار بمجرد أن يبدأ (انظر اإلطار ‪ 2-6‬أدناه)‪ .‬وأهمية‬
‫الحراري وتلوث الهواء المصاحب له (برنامج األمم المتحدة‬ ‫مثل هذه اإلفادات موضوع دراسة مكثفة‪ .‬والمعروف أن‬
‫للبيئة ‪ .)2004‬وفي منطقة القطب الشمالي‪ ،‬ترتفع‬ ‫مناخ األرض دخل في حالة ال مثيل لها في فترة ما قبل‬
‫متوسطات درجات الحرارة إلى الضعف تقريباً‪ ،‬بنفس‬ ‫التاريخ األخيرة‪ .‬وستكون النتيجة التراكمية لهذه اإلفادات‬

‫اإلطار ‪ 2-6‬المردودات اإليجابية في نظام األرض‬

‫وأنهار جليد جبال الهيمااليا وجليد بحر منطقة القطب الشمالي (انظر الفصلين ‪ 3‬و‪ .)6‬والمردود‬ ‫أول مردود إيجابي هام هو الزيادة في كمية بخار الماء في الغالف الجوي الذي سينتج عن درجات‬
‫الثالث هو ذوبان طبقة األرض دائمة التجمد في األقاليم الشمالية‪ ،‬الذي يسبب إطالق الميثان وغاز‬ ‫حرارة الهواء والمحيط األعلى‪ .‬وتزداد قدرة الهواء على االحتفاظ بالرطوبة باطراد مع درجة الحرارة‪،‬‬
‫احتباس حراري قوي‪ ،‬وثاني أكسيد الكربون من المادة العضوية في التربة‪ .‬وقد وثقت الدراسات‬ ‫لذلك سوف يحتوي الغالف الجوي الدافئ على بخار ماء أكثر‪ ،‬الذي بدوره سوف يزيد تأثير االحتباس‬
‫الحديثة في سيبيريا وأمريكا الشمالية وغيرهما ذوبان طبقة األرض دائمة التجمد‪ .‬والمردود الهام‬ ‫الحراري‪ .‬وتؤكد أعمال الرصد الحديثة على أن تركيز بخار الماء في الغالف الجوي يزداد مع احترار‬
‫الرابع هو إطالق الكربون من األنظمة اإليكولوجية بسبب تغير الظروف المناخية‪ .‬وهناك تنبؤ من‬ ‫الكوكب‪.‬‬
‫بعض النماذج بسقم األنظمة اإليكولوجية مرتفعة الكربون‪ ،‬مثل األمازون‪ ،‬بسبب التغيرات في‬
‫أنماط الترسب اإلقليمية‪ ،‬ولكنه لم يالحظ حتى اآلن‪ .‬ودلت الدراسات المختبرية على تحلل متسارع‬ ‫وهناك مردود إيجابي هام آخر وهو نقص الثلج وجليد البحر بسبب درجات الحرارة المرتفعة‪ ،‬مما‬
‫للمادة العضوية في التربة في الغابات والمراعي معتدلة المناخ بسبب تغيرات درجة الحرارة‬ ‫يكشف عن مناطق اليابسة والبحر األقل انعكاسية‪ ،‬وبذلك تكون أكثر كفاءة في امتصاص حرارة‬
‫والترسيب‪ ،‬أو زيادة التحلل المستحث بثاني أكسيد الكربون بواسطة فطريات الجذور التكافلية‪.‬‬ ‫الشمس‪ .‬وعلى مدى العقود القليلة الماضية‪ ،‬هناك انخفاض موثق في أنهار جليد جبال األلب‪،‬‬

‫المصدر‪ACIA 2005, Cox and others 2004, Heath and others 2005, Soden and others 2005, Walter and others 2006, Zimov and others 2006 :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪62‬‬


‫تصبح أكثر رطوبة والمناطق الجافة والقاحلة تصبح أكثر‬ ‫السرعة كما في باقي العالم‪ .‬ويقدم الذوبان المنتشر‬
‫جفافاً‪ .‬ويالحظ أن األقاليم األقل اسهام ًا في انبعاثات‬ ‫لألنهار الجليدية والجليد البحري ودرجات الحرارة المرتفعة‬
‫غازات االحتباس الحراري الناتجة عن أنشطة اإلنسان‪،‬‬ ‫ال آخر على االحترار القوي‬‫لطبقة األرض دائمة التجمد دلي ً‬
‫مثل أفريقيا‪ ،‬هي التي يتوقع أن تكون األكثر عرضة إلى‬ ‫لمنطقة القطب الشمالي‪ .‬ومنذ عام ‪ ،1979‬أتاح رصد‬
‫عواقبها السلبية‪ ،‬وال سيما في شكل وطأة المياه (الهيئة‬ ‫األقمار االصطناعية للعلماء التتبع بدقة مدى الذوبان‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ الربع الثاني ‪)2001‬‬ ‫الموسمي لسطح صفحة جليد جرينالند (انظر الشكل‬
‫(انظر الفصلين ‪ 4‬و‪.)6‬‬ ‫‪ .)2-20‬ويوجد اآلن أيض ًا دليل على الذوبان المنتشر‬
‫لطبقة األرض دائمة التجمد‪ ،‬في كل من أالسكا وسيبيريا‪،‬‬
‫وهناك دليل رصدي على زيادة نشاط اإلعصار الحلزوني‬ ‫الذي يتوقع أن يزيد إطالق الميثان من الهيدرات المتجمدة‪،‬‬
‫المداري القوي في شمال المحيط األطلسي منذ عام‬ ‫ويكون سبب ًا إلفادة إيجابية هامة (انظر اإلطار ‪ 2-6‬أعاله‬
‫‪ 1970‬تقريباً‪ ،‬مرتبط ًا بزيادات في درجات حرارة سطح‬ ‫وقسم األقاليم القطبية في الفصل ‪ .)6‬وهناك سابقة لهذه‬
‫البحر االستوائي‪ .‬وهناك أيض ًا مقترحات بشأن نشاط‬ ‫الظاهرة‪ ،‬عندما انبعثت كمية ضخمة من الميثان منذ‬
‫أكبر لإلعصار الحلزوني المداري القوي في بعض األقاليم‬ ‫حوالي ‪ 55‬مليون عام‪ ،‬وارتبطت بزيادة في درجة الحرارة‬
‫األخرى‪ ،‬حيث توجد مخاوف أكبر حول جودة البيانات‬ ‫تراوحت بين ‪ 5‬إلى ‪ 7‬درجات مئوية (‪Dickens 1999,‬‬
‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2007‬‬ ‫‪ .)Svensen and others 2004‬واستغرق األمر حوالي‬
‫وتضاعف عدد أقوى العواصف المدارية (الفئة ‪ 4‬و‪ )5‬على‬ ‫‪ 140000‬عام تقريب ًا منذ بدء فترة االنبعاث للرجوع إلى‬
‫مدى ‪ 35‬عام ًا الماضية‪ ،‬وزادت في حوض كل محيط‪.‬‬ ‫الوضع "الطبيعي"‪.‬‬
‫وهذا متناغم مع النتائج النموذجية التي تقول باستمرار‬
‫هذا االتجاه في عالم يعاني من االحترار (‪Emanuel‬‬ ‫وتكشف االتجاهات في األنماط العالمية (‪)Dore 2005‬‬
‫‪2005, Trenberth 2005, Webster and others‬‬ ‫تفاوت ًا متزايد ًا في الهطل في كل مكان‪ :‬المناطق الرطبة‬

‫الشكل ‪ 2-20‬االنصهار الموسمي لطبقة جليد جرينالند‬

‫مالحظة‪ :‬المناطق التي‬


‫تظهر باللون البرتقالي‪/‬‬
‫األحمر هي مناطق الذوبان‬
‫الموسمي لصفحة الجليد‪.‬‬
‫المصدر‪Steffen and Huff 2005 :‬‬

‫‪63‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫في الغالف الجوي‪ ،‬سوف يكون متوسط احترار السطح‬ ‫‪ .)2005‬وإذا كان ذلك صحيحاً‪ ،‬فإنه سيوحي بتكرر‬
‫العالمي في النطاق من ‪ 2‬إلى ‪ 4.5‬درجة مئوية‪ ،‬مع أفضل‬ ‫متزايد في مستقبل األعاصير القوية المدمرة‪ ،‬مثل إعصار‬
‫تقدير الذي يبلغ ‪ 3‬درجة مئوية فوق المستويات ما قبل‬ ‫كاترينا (‪ )2005‬وميتش (‪ ،)1998‬واألعاصير الحلزونية‬
‫الصناعية‪ ،‬رغم أنه ال يمكن استثناء القيم األعلى كثير ًا من‬ ‫مثل اإلعصار الحلزوني القوي أوريسا بالهند عام ‪.1999‬‬
‫‪ 4.5‬درجة مئوية (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬كان هناك جدل حديث بشأن هذه االستنتاجات‬
‫المناخ)‪ .‬وهذه األرقام للمتوسطات العالمية‪ ،‬بينما ستكون‬ ‫(‪ ،)Landsea and others 2006‬وتقول الهيئة‬
‫زيادات درجات الحرارة المتوقعة أكبر في بعض األقاليم‪.‬‬ ‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ والمنظمة العالمية‬
‫لألرصاد الجوية (‪ )WMO‬أن مزيد ًا من البحث ضروري‬
‫يرتفع مستوى سطح البحر بسبب االتساع الحراري للمياه‬ ‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪2007‬‬
‫وذوبان األنهار الجليدية وصفحات الجليد‪ .‬وتشير مساقط‬ ‫والمنظمة العالمية لألرصاد الجوية ‪.)2006a‬‬
‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (الهيئة‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ )2007‬إلى ارتفاع‬ ‫يعتقد أن انبعاثات غازات االحتباس الحراري ألنشطة‬
‫بنهاية هذا القرن‪ ،‬موافقة لتلك الخاصة بتغيرات درجات‬ ‫اإلنسان في القرن العشرين‪ ،‬التي تعتبر مسئولة عن معظم‬
‫الحرارة الموضحة أعاله‪ ،‬يتراوح بين ‪ 0.18‬إلى ‪0.59‬‬ ‫االحترار حتى اآلن‪ ،‬قد تسببت أيض ًا في رفع درجة حرارة‬
‫متراً‪ .‬ومن المهم مالحظة أن التغيرات الديناميكية السريعة‬ ‫األرض ‪ 0.1‬درجة مئوية إضافية من االحترار في كل عقد‬
‫المحتملة في المستقبل في تدفق الجليد ليست ضمن هذه‬ ‫والتي "ستحدث قريباً"‪ ،‬بسبب جمود نظام المناخ‪ .‬وبعض‬
‫التقديرات‪( .‬مع ذلك‪ ،‬معظم األثر سيكون بعد عام ‪2100‬‬ ‫االحترار كان سيحدث حتى لو تم الحفاظ على ثبات‬
‫(انظر الشكل ‪ .)2-21‬ويقدر أن صفحة جليد جرينالند‬ ‫تركيزات كافة غازات االحتباس الحراري والهباء في‬
‫ستصبح غير مستقرة إذا تجاوزت زيادات متوسطات‬ ‫الغالف الجوي على المستويات التي كانت عليها عام‬
‫درجات الحرارة العالمية ‪ 3‬درجات مئوية‪ ،‬وهو ما قد يحدث‬ ‫‪ ،2000‬وفي هذه الحالة كانت الزيادة المقدرة ستتراوح‬
‫في الواقع في هذا القرن (‪Gregory and others‬‬ ‫بين ‪ 0.3‬إلى ‪ 0.9‬درجة مئوية بنهاية هذا القرن‪ .‬وسوف‬
‫‪ .)2004, Gregory and Huybrechts 2006‬وسوف‬ ‫يعتمد تغير درجة الحرارة الفعلي على نحو هام على‬
‫يرفع الذوبان مستويات سطح البحر بمقدار ‪ 7‬أمتار على‬ ‫اختيارات المجتمع بشأن خفض انبعاثات غازات االحتباس‬
‫مدى ‪ 1000‬عام القادمة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فاآلليات ضمن ذوبان‬ ‫الحراري‪ .‬وتغطي السيناريوهات المستقبلية المحتملة نطاق ًا‬
‫صفحات الجليد غير مفهومة جيداً‪ ،‬ويقول بعض العلماء أن‬ ‫عريضاً‪ .‬ويقدر أن تتراوح الزيادة في متوسط درجة‬
‫الذوبان قد يكون أسرع كثير ًا بسبب عدم دمج العملية‬ ‫الحرارة العالمية بحلول الفترة ‪ 2090-2099‬بين ‪ 1.8‬إلى‬
‫الديناميكية بعد في التنبؤات النموذجية (‪Hansen‬‬ ‫‪ 4.0‬درجة مئوية‪ ،‬متناسبة مع فترة ‪( 1980-1999‬الهيئة‬
‫‪ .)2005‬ويواصل البحث تقييم اآلثار المحتملة اإلضافية‬ ‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007‬وهذا‬
‫على مستويات سطح البحر من صفحة جليد أنتاركتيكا‬ ‫أفضل تقدير‪ ،‬استناد ًا إلى ستة سيناريوهات لتوضيح‬
‫الغربية (‪ .)Zwally and others 2005‬وهناك عدد من‬ ‫االنبعاثات‪ ،‬بينما النطاق المحتمل يكون من ‪ 1.1‬إلى ‪6.4‬‬
‫الدول الجزيرية الصغيرة التي يتعرض وجودها الفعلي‬ ‫درجة مئوية‪ .‬إذا تضاعفت تركيزات ثاني أكسيد الكربون‬

‫الشكل ‪ 2-21‬المقاييس الزمنية وارتفاع مستوى البحر‬


‫حجم االستجابة‬

‫ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب‬


‫ذوبان الجليد‪ :‬ألفيات عديدة‬
‫ارتفاع مستوى سطح البحر‬
‫مالحظة‪ :‬على الرغم من انخفاض‬ ‫بسبب التمدد الحراري‪ :‬من قرون‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في‬ ‫ذروة انبعاثات ثاني أكسيد‬ ‫إلى ألف عام‬
‫غضون فترة قرنين‪ ،‬يستمر مستوى‬ ‫الكربون‪ 0-100 :‬عام‬
‫البحر آخذا ً في االرتفاع لقرون‬ ‫استقرار درجات الحرارة‪ :‬بضع قرون‬
‫عديدة قد تصل إلى ألف عام‪.‬‬

‫استقرار ثاني أكسيد الكربون‪:‬‬


‫‪ 100-300‬عام‬

‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬


‫‪ 00‬‬
‫اليو عام‬

‫المصدر‪IPCC 2001a :‬‬


‫‪1‬‬

‫الوقت الالزم لتحقيق التوازن‬


‫م‬

‫‬
‫‬
‫ ‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪64‬‬


‫المناخ‪ ،‬مثل فقدان أنواع عديدة من ضفدع هارليكوين في‬ ‫للتهديد بارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بتغير المناخ‬
‫األجزاء الجبلية بأمريكا الجنوبية (‪Pounds and‬‬ ‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪2001‬ج)‪.‬‬
‫‪( )others 2006‬انظر الفصل ‪.)5‬‬
‫تتوقف درجات الحرارة المستقبلية في أوروبا الشمالية‬
‫رغم أن مستويات ثاني أكسيد الكربون األعلى تعزز‬ ‫على مصير تيار شمال األطلسي (تيار الخليج) الذي ينقل‬
‫التمثيل الضوئي‪ ،‬وربما تساعد في الحفاظ على الغابات‬ ‫المياه الدافئة إلى بحر النرويج وأبعد نحو الشمال‪.‬‬
‫المطيرة في العقود القليلة القادمة‪ ،‬فإن االحترار والجفاف‬ ‫وتختلف التنبؤات النموذجية‪ ،‬لكن عموم ًا تتنبأ بضعف‬
‫المتواصلين يمكن أن يؤديا في آخر األمر إلى انخفاضات‬ ‫وليس توقف تام في هذا القرن (‪Curry and Maurtizen‬‬
‫خطيرة في غطاء الغابات (‪.)Gash and others 2004‬‬ ‫‪ .)2005, Hansen and others 2004‬ويمكن أن يؤثر‬
‫وتتنبأ بعض النماذج بحدوث موت ديناميكي لبراعم نباتات‬ ‫تحول ما هام على أنماط الطقس اإلقليمي بشكل كبير‪ ،‬مع‬
‫غابات األمازون المطيرة‪ ،‬األمر الذي سيطلق ثاني أكسيد‬ ‫تداعيات خطيرة على األنظمة اإليكولوجية وأنشطة اإلنسان‬
‫الكربون ويتسبب في إفادة إيجابية لتغير المناخ‪ .‬وإلى جانب‬ ‫(انظر الفصلين ‪ 4‬و‪ ،6‬المناطق القطبية)‪.‬‬
‫زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بشكل كبير‪،‬‬
‫سوف تغير خسارة بقاع شاسعة من األمازون الموطن‬ ‫على مدى ‪ 200‬عام الماضية امتصت المحيطات تقريب ًا‬
‫بشكل جذري‪ ،‬وتهدد أرزاق المجتمعات المحلية األصلية‪.‬‬ ‫نصف ثاني أكسيد الكربون الناتج عن أنشطة اإلنسان‪.‬‬
‫وبالمثل‪ ،‬سوف يغير ذوبان طبقة األرض دائمة التجمد‬ ‫وكان أحد التأثيرات إنتاج حامض الكربونيك‪ ،‬ومن ثم‬
‫بشكل كبير األنظمة اإليكولوجية واألرزاق في خطوط‬ ‫زيادة الحمضية وخفض قلوية مياه البحر السطحية بمقدار‬
‫العرض الشمالية (انظر الفصل ‪.)6‬‬ ‫‪ 0.1‬وحدة قلوية‪ .‬وتقدم التنبؤات القائمة على سيناريوهات‬
‫االنبعاثات المختلفة تخفيضات إضافية في متوسط قلوية‬
‫في عام ‪ ،2000‬قدر أن تغير المناخ سيكون مسئو ًال عن‬ ‫سطح المحيط العالمي بين ‪ 0.14‬إلى ‪ 0.35‬وحدة بحلول‬
‫حوالي ‪ 2.4‬في المائة من مرض اإلسهال على مستوى‬ ‫عام ‪( 2100‬الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ)‪.‬‬
‫العالم‪ ،‬و‪ 6‬في المائة من مرض المالريا في بعض البلدان‬ ‫ويكون تحمض مياه البحر هذا على األرجح أعلى مما كان‬
‫متوسطة الدخل (منظمة الصحة العالمية ‪.)2002‬‬ ‫عليه لمئات السنين من األلفية‪ ،‬وهناك دليل مقنع على أن‬
‫واإلسهال والمالريا يدمران بالفعل القوى في البلدان‬ ‫مثل هذا التحمض سوف يفسد عملية التكلس‪ ،‬التي‬
‫النامية‪ ،‬واحتمال استفحالهما بتغير المناخ مصدر قلق‬ ‫تستغلها الحيوانات‪ ،‬مثل المرجان والرخويات‪ ،‬في عمل‬
‫كبير‪ .‬ويتوقع أن يسبب االحترار المستمر تحوالت في‬ ‫أصدافها من كربونات الكالسيوم (الجمعية الملكية‬
‫النطاق الجغرافي (خط العرض واالرتفاع) وموسمية بعض‬ ‫‪ ،2005b‬أور وآخرون ‪.)2005‬‬
‫األمراض المعدية‪ ،‬بما في ذلك العدوى المنقولة بناقل‪ ،‬مثل‬
‫المالريا وحمى الضنك‪ ،‬والعدوى المنقولة باألغذية‪ ،‬مثل‬ ‫مبدئياً‪ ،‬قد يزيد احترار طفيف مع تأثيرات التسميد لمزيد‬
‫مرض السالمونيال‪ ،‬الذي يبلغ ذروته في الشهور األكثر حرارة‪.‬‬ ‫من ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي نتاج‬
‫وبعض اآلثار الصحية ستكون مفيدة‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫المحاصيل في بعض المناطق‪ ،‬لكن يتوقع أن تسود‬
‫سوف تخفض فصول الشتاء األلطف ذروة معدالت وفيات‬ ‫التأثيرات السلبية مع ازدياد االحترار (الهيئة الحكومية‬
‫الشتاء التي تحدث في البلدان معتدلة المناخ‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2001c‬وبعض األقاليم‬
‫من المرجح إجما ًال أن تفوق اآلثار الصحية السلبية لتغير‬ ‫الفرعية في أفريقيا (انظر الفصل ‪ )6‬معرضة للخطر بشكل‬
‫المناخ اآلثار اإليجابية بفارق كبير‪ .‬وتقدر منظمة الصحة‬ ‫خاص‪ ،‬وتحذر الدراسات من أنه قد تكون هناك زيادة‬
‫العالمية وباتز وآخرون تغيرات في المرضية والوفيات‬ ‫مفزعة في خطر المجاعة (الجمعية الملكية ‪،2005a‬‬
‫بسبب التغيرات في المناخ بحلول عام ‪ ،2000‬مقارنة‬ ‫الجمعية الملكية ‪.)Orr and others 2005 ،2005b‬‬
‫بمناخ الخط القاعدي للفترة ‪Patz and( 1961-1990‬‬
‫‪ ،others 2005‬منظمة الصحة العالمية ‪ .)2003‬وقد‬ ‫باستخدام مساقط توزيعات األنواع لسيناريوهات المناخ‬
‫قدروا أنه كان هناك ‪ 166000‬حالة وفاة إضافية في‬ ‫المستقبلية‪ ،‬قيم توماس وآخرون (‪Thomas and‬‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬معظمها في أفريقيا وبعضها في البلدان‬ ‫‪)others 2004a, Thomas and others 2004b‬‬
‫اآلسيوية‪ ،‬وفي المقام األول من سوء التغذية واإلسهال‬ ‫مخاطر االنقراض لعشرين في المائة من السطح األرضي‬
‫والمالريا‪ .‬وسوف تكون أضخم زيادة في المخاطر بحلول‬ ‫لكوكب األرض‪ .‬وقدروا أن احترار المناخ بمقدار ‪ 2‬درجة‬
‫عام ‪ 2025‬من الفيضان‪ ،‬مع زيادات بسيطة أكثر في‬ ‫مئوية بحلول عام ‪ 2050‬سوف يسبب تعرض ‪ 15‬إلى ‪ 37‬في‬
‫األمراض مثل اإلسهال والمالريا‪ .‬واألقاليم التي تواجه‬ ‫المائة من األنواع واألصناف في هذه األقاليم إلى "االنقراض"‪.‬‬
‫العبء األكبر من األمراض الحساسة للمناخ هي األقاليم‬ ‫وقد أرجع السبب لبعض االنقراضات بالفعل إلى تغير‬

‫‪65‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫أكثر إرهاق ًا (انظر المسار ‪ 2‬في الشكل ‪Hare( )2-22‬‬ ‫األقل قدرة على التكيف مع مثل هذه المخاطر الجديدة‪.‬‬
‫‪.)and Meinshausen 2004‬‬
‫إدارة تغير المناخ‬
‫شرعت الحكومات على مستوى العالم‪ ،‬بالتعاون مع القطاع‬ ‫تحد خطير ألجهزة وضع السياسة القائمة في‬ ‫تغير المناخ ٍ‬
‫الخاص والجمهور‪ ،‬في تطبيق سياسات وتدابير عديدة‬ ‫المجتمع‪ ،‬حيث أنه يمثل تهديد ًا حجمه الدقيق غير معلوم‪،‬‬
‫لتخفيف آثار تغير المناخ (انظر الجدول ‪ .)2-3‬وهذه‬ ‫لكنه ربما يكون ضخماً‪ .‬ويصعب تطبيق إطار عمل التكلفة‪-‬‬
‫اإلجراءات تشمل موجة أولى حاسمة من الجهود للحد من‬ ‫الفائدة التقليدي على سياسة المناخ‪ .‬فاألمر ال يقتصر على‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪ ،‬وفي النهاية تحقيق‬ ‫الغموض الكبير للتكاليف واآلثار وحدهما‪ ،‬بل إن تحليالت‬
‫تحول بعيد عن االقتصاديات كثيفة الكربون‪ .‬وبينما توجد‬ ‫التكلفة‪-‬الفائدة تكون حساسة بدرجة كبيرة للمعايير‪ ،‬مثل‬
‫إجراءات كثيرة هامة لمواجهة تغير المناخ‪ ،‬مثل ضرائب‬ ‫اختيار معدل الخصم‪ ،‬الذي يعكس األهمية النسبية ألضرار‬
‫وتجارة الكربون في أوروبا‪ ،‬وبروتوكول كيوتو الذي سيدخل‬ ‫المناخ التي ستعانيها أجيال المستقبل وزيادة درجة الحرارة‬
‫حيز التنفيذ‪ ،‬فإن التأثير النهائي لإلجراءات الحالية غير‬ ‫المتوقعة‪ .‬وال يوجد إجماع بشأن أفضل نهج (نهوج)‬
‫كافي على نحو بائس‪ .‬هناك حاجة إلى نظام شامل من‬ ‫يستخدم في مثل هذه الحاالت‪ ،‬وهي بطبيعتها محملة‬
‫اإلجراءات والتدابير‪ ،‬بما في ذلك شراكات بين القطاعين‬ ‫بالقيمة (‪.)Groom and others 2005, Stern 2006‬‬
‫العام والخاص (انظر الفصل ‪ .)10‬وسيتطلب بوضوح‬
‫تحقيق تخفيضات االنبعاثات العالمية المطلوبة جهد ًا عالمي ًا‬ ‫سوف يستمر ظهور آثار القرارات التي تتخذ اليوم لعقود‬
‫متفق ًا عليه من قبل البلدان الصناعية والنامية‪ .‬وبرغم ذلك‪،‬‬ ‫أو قرون‪ .‬وفي مواجهة مثل هذا التحدي‪ ،‬يبدو النهج‬
‫فإن االنبعاثات لكل فرد في بعض البلدان النامية سريعة‬ ‫الوقائي حتمياً‪ .‬وستشمل االستجابة األدنى وضع حد‬
‫التحول إلى التصنيع تكون أقل كثير ًا عنها في البلدان‬ ‫لآلثار التي ال تحتمل‪ .‬وقد حدد عدة علماء ومحلليين زيادة‬
‫الصناعية‪ ،‬حيث تزيد انبعاثاتها مع نمو اقتصادياتها‪،‬‬ ‫درجتين مئويتين في متوسط درجة الحرارة العالمية فوق‬
‫وترتفع مستويات معيشتها‪.‬‬ ‫مستويات ما قبل الصناعية كحد تصبح بعده آثار المناخ‬
‫أكثر خطورة بشكل كبير‪ ،‬ويصبح تهديد الضرر الخطير‬
‫تتوفر خيارات تكنولوجية عملية عديدة لمواجهة تغير المناخ‬ ‫غير العكسي جدير ًا ظاهري ًا بالتصديق أكثر‪ .‬بل أن هناك‬
‫في جميع البلدان‪ ،‬وكثير من هذه الخيارات تنافسية‬ ‫من يقول حتى بحد أقل (‪ .)Hansen 2005‬وخلص هار‬
‫اقتصادياً‪ ،‬وال سيما عند النظر إلى الفوائد المشتركة‬ ‫ومينشوسين إلى أن البقاء تحت حد الدرجتين المئويتين‬
‫لتأمين الطاقة المتزايد وتكاليف الطاقة المنخفضة وآثار‬ ‫سوف يتطلب هدف ًا ملح ًا لتركيز غازات االحتباس‬
‫تلوث الهواء األقل على الصحة (‪Vennemo and‬‬ ‫الحراري‪ ،‬وكلما تأخر التطبيق‪ ،‬كلما كان مسار الخفض‬
‫‪ .)others 2006, Aunan and others 2006‬وهي‬
‫تشمل التحسينات في كفاءة استهالك الطاقة والتحول إلى‬
‫الشكل ‪ 2-22‬مسارات بلوغ هدف تركيز غازات االحتباس الحراري المكافئة لـ ‪ 400‬جزيء في المليون‬
‫الموارد منخفضة الكربون والمتجددة‪ ،‬مثل الطاقة‬ ‫لثاني أكسيد الكربون (انبعاثات غازات كيوتو إضافة إلى ثاني أكسيد كربون استخدام األرض)‬
‫الشمسية والرياح والوقود الحيوي والطاقة الحرارية‬ ‫االنبعاثات المرتبطة بمستوى عام ‪)%( 1999‬‬
‫أعلى معدل انخفاض‬
‫األرضية‪ .‬وقد تكون التغيرات االجتماعية التي تجعل‬ ‫‬
‫‪_ ʔ‬‬
‫أساليب الحياة أقل استهالك ًا وتركيز ًا على المادة ضرورية‬
‫‪_ ʔ‬‬
‫أيضاً‪ .‬وقد يلعب حجز الكربون وتخزينة‪ ،‬على سبيل المثال‬ ‫‪_ ʔ‬‬
‫‬

‫بتخزين ثاني أكسيد الكربون على عمق في باطن األرض‪،‬‬ ‫مالحظات‪ :‬تتزايد مخاطر االرتفاع‬ ‫‬
‫المفرط لحد انبعاثات أكسيد‬
‫والخيارات التكنولوجية األخرى‪ ،‬مثل الطاقة النووية‪ ،‬أدوار ًا‬ ‫الكربون تزايداً سريعاً في حالة ثبات‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬
‫تركيزات غاز الدفيئة بدرجة تزيد على‬
‫هامة في المستقبل‪ ،‬رغم أن بعض األسئلة تبقى بشأن‬ ‫‪ 400‬جزيء في المليون لمكافئ ثاني‬ ‫‬
‫أكسيد الكربون على المدى البعيد‪.‬‬
‫التطبيق واسع النطاق لمثل هذه الخيارات‪ ،‬مثل المخاوف‬ ‫‬
‫العامة والجدل السياسي حول الطاقة النووية المرتبطة‬
‫يرجئ المسار ‪ 2‬ذروة االنبعاثات‬
‫بمستقبل الوقود النووي المستخدم وخطر الحوادث‬ ‫العالمية حتى عام ‪ ،2020‬غير أنه‬ ‫‬
‫يتطلب فيما بعد تقليل االنبعاثات‬
‫والتكلفة المرتفعة وانتشار األسلحة النووية‪.‬‬ ‫السنوية بسرعة هائلة وغير عادية‬
‫تصل إلى أكثر من ‪ 5‬بالمائة كل عام‪.‬‬ ‫‬

‫تظهر الدراسات الحديثة أن تدابير تخفيف تغير المناخ ال‬ ‫‬

‫تتضمن بالضرورة تكاليف ًا باهظة‪ ،‬وأن التكلفة اإلجمالية‬


‫‬
‫ال جد ًا من االقتصاد العالمي (‪stern‬‬ ‫ستظل جز ًء قلي ً‬ ‫المصدر‪ :‬دين إيلزن ومينشيسن ‪2005‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪ .)2006, Edenhofer and others 2006‬وأورد أزار‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪66‬‬


‫البشرية استجابة لحوافز مناخية فعلية أو متوقعة أو‬ ‫وشنيدر أن الزيادة في االقتصاد العالمي المتوقعة على‬
‫لتأثيراتها‪ ،‬يخفف الضرر ويستغل الفرص المفيدة" (الهيئة‬ ‫مدار القرن القادم‪ ،‬لن تتعرض للخطر حتى بأكثر أهداف‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ الربع الثاني‬ ‫االستقرار صرامة (‪ 350-550‬جزئ في المليون)‪ ،‬وسوف‬
‫‪ .)2001‬وتطوير تنوعات جديدة من المحاصيل التي تقاوم‬ ‫تتأخر النقطة التي كان سيصل عندها االقتصاد العالمي‬
‫الجفاف والفيضانات‪ ،‬والبنية التحتية المقاومة للمناخ‬ ‫إلى مستوى ثروته عام ‪ ،2100‬طبق ًا لتنبؤات سير العمل‬
‫للتعامل مع اآلثار المستقبلية لتغير المناخ هي بضعة‬ ‫على النحو المعتاد‪ ،‬فقط لسنوات قليلة (‪Azar and‬‬
‫أمثلة‪ .‬ويكون التكيف غالب ًا خاص ًا بالموقع‪ ،‬ويجب تصميمه‬ ‫‪ .)Schneider 2002‬ويرجع ديكانيو المالحظة الشائعة‬
‫على أساس الظروف المحلية‪ .‬والسياسات الوطنية والدولية‬ ‫لتكاليف التخفيف المرتفعة إلى حقيقة أن أطر العمل‬
‫واآلليات المالية حاسمة لتيسير مثل هذه الجهود‪ .‬ومع‬ ‫النموذجية الحالية تميل إلى االنحياز بشدة إلى المغاالة في‬
‫ذلك‪ ،‬فاآلليات المؤسسية الضعيفة والموارد المالية غير‬ ‫تقدير التكاليف (ديكانيو ‪.)2003‬‬
‫الكافية والبحث غير الوافي عن التكيف واإلخفاق في دمج‬
‫شئون التكيف في تخطيط التنمية أعاقت إلى حد بعيد‬ ‫بعض آثار تغير المناح تكون حتمية في العقود القادمة‬
‫التقدم في التكيف‪ .‬وتستلزم استجابات التكيف مزيد ًا من‬ ‫بسبب جمود نظام المناخ‪ .‬والتكيف ضروري‪ ،‬حتى مع‬
‫الموارد المالية‪ ،‬وسوف يتضمن مبدأ "الملوث يدفع" بشكل‬ ‫التطبيق السريع لتدابير التخفيف الرئيسية‪ .‬ويعرف التكيف‬
‫عام أن البلدان يجب أن تقدم موارد ًا على مقدار إسهامها‬ ‫مع تغير المناخ على أنه "تعديل في األنظمة الطبيعية أو‬

‫الجدول ‪ 2-3‬السياسات المختارة وتدابير تخفيف التغير المناخي‬


‫التدابير‬ ‫السياسات‬ ‫الطبيعة‬

‫قبل ‪ 36‬بلد ًا والمجموعة األوروبية األهداف التي يقتضيها بروتوكول كيوتو‬ ‫الدولية‬ ‫تدابير خفض انبعاثات غازات‬
‫االحتباس الحراري الموجهة لتحقيق‬
‫تبنت ‪ 14‬والية في الواليات المتحدة ومقاطعات كثيرة في بلدان أخرى األهداف (مركز بيو لتغير المناخ العالمي ‪)2007‬‬ ‫الوالية أو المقاطعة‬ ‫الهدف‬

‫>‪ 650‬حكومة محلية حول العالم و‪ 212‬مدينة أمريكية في ‪ 38‬والية تبنت األهداف (المدن من أجل حماية المناخ ‪)CCP -‬‬ ‫المدينة أو الحكومة المحلية‬

‫مثالً‪ ،‬برنامج قادة المناخ التابع لوكالة الحماية البيئية األمريكية ‪ 48 -‬شركة (وكالة الحماية البيئية األمريكية ‪)2006‬‬ ‫القطاع الخاص‬

‫تحسينات عملية الطاقة وكفاءة‬ ‫التدابير التنظيمية‬


‫معايير حافظة كفاءة استهالك الطاقة ومعايير كفاءة األجهزة الكهربائية وقوانين البناء ومعايير التوصيل المشترك‬
‫استهالكها‬

‫معايير حافظة الطاقة المتجددة‬


‫معايير الوقود الحيوي (مثالً‪ ،‬قانون سياسة الطاقة األمريكي لعام ‪ 2005‬يفرض ‪ 28.4‬بليون لتر من الوقود الحيوي‬ ‫تحسين الطاقة المتجددة‬
‫سنوي ًا في عام ‪( )2012‬وزارة الطاقة األمريكية ‪)2005‬‬

‫المعايير الصناعية‪ ،‬البحث والتطوير والشرح (‪)RD&D‬‬ ‫تحسينات المواد الخام‬

‫المعايير اإللزامية‪ ،‬البحث والتطوير والشرح‬ ‫تبديل الوقود‬

‫المعايير اإللزامية‪ ،‬خلق الوعي‪ ،‬ضريبة التلوث‬ ‫إعادة التدوير وإعادة االستخدام‬

‫ضرائب الكربون‪ ،‬ضريبة التلوث‪ ،‬ضرائب الوقود‪ ،‬موارد المنفعة العامة‬ ‫سياسات فرض الضرائب‬ ‫التدابير االقتصادية‬

‫دعومات المعدات لتشجيع مصادر الطاقة المتجددة‬ ‫سياسات الدعم الحكومية‬

‫مبادرات التكنولوجيات اإلستراتيجية‪ ،‬مثل شراكة الجيل الرابع للطاقة النووية ومنتدى قيادة تنحية الكربون والشراكة‬ ‫التدابير التكنولوجية‬
‫الدولية القتصاد الهيدروجين وشراكة آسيا والمحيط الهادئ للتنمية النظيفة والمناخ (إدارة معلومات الطاقة األمريكية‬ ‫تعهدات التكنولوجيا‬
‫‪)1999‬‬

‫معايير التكنولوجيا‬
‫اختراق التكنولوجيا الجديدة‬
‫نقل التكنولوجيا‪ ،‬البحث والتطوير والشرح‬

‫نقل التكنولوجيا‪ ،‬ضرائب االنبعاثات‬ ‫تنحية الكربون‬

‫ضرائب االنبعاثات‪ ،‬اإلجماع االجتماعي‪-‬السياسي‬ ‫النووية‬

‫حملتا تشجيع ارتداء المالبس الخفيفة صيف ًا "‪ "Cool Biz‬والثقيلة شتا ًء "‪ "Warm Biz‬في مكان العمل لتوفير كهرباء‬ ‫أخرى‬
‫زيادة الوعي‬
‫المكيفات للتبريد والتدفئة‬

‫‪67‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫المبدأ على أنه يجب أال تكون هناك فجوة بين تعهدات‬ ‫في تغير المناخ‪.‬‬
‫‪ 2012‬والفترة التالية للتعهدات‪ .‬ولتحقيق هذه الغاية‪،‬‬
‫وضعت البلدان هدف إتمام مراجعة بروتوكول كيوتو بحلول‬ ‫توجد بنية تحتية شاملة متعددة األطراف لمواجهة تغير‬
‫عام ‪ ،2008‬استعداد ًا لوضع المجموعة التالية من‬ ‫المناخ على المستوى الدولي‪ .‬وتم توقيع اتفاقية إطار عمل‬
‫التعهدات‪ .‬وفيما يتعلق بالتكيف‪ ،‬اتفقت األطراف على‬ ‫األمم المتحدة بشأن تغير المناخ (‪ )UNFCCC‬عام ‪1992‬‬
‫مبادئ من أجل حكم صندوق التكيف ‪ -‬أداة كيوتو لتوزيع‬ ‫في قمة األرض التي نظمتها األمم المتحدة‪ ،‬وأقرها ‪191‬‬
‫ال في توزيع‬
‫الموارد على البلدان النامية لدعم التكيف ‪ -‬أم ً‬ ‫بلداً‪ .‬وهي تشجع البلدان على العمل مع ًا لموازنة انبعاثات‬
‫هذه الموارد المالية في غضون السنوات القليلة القادمة‪.‬‬ ‫غازات االحتباس الحراري "على مستوى يمنع تعارض‬
‫نشاط اإلنسان الخطير مع نظام المناخ"‪ .‬وإدراك ًا منها أن‬
‫ويمكن تحقيق أقصى نجاح للجهود العالمية في التخفيف‬ ‫االلتزامات الملزمة ضرورية لتحقيق الهدف‪ ،‬أقرت البلدان‬
‫والتكيف فقط إذا تم تضمين اهتمامات المناخ في تخطيط‬ ‫بروتوكول كيوتو عام ‪ 1997‬وصدق عليه أكثر من ‪160‬‬
‫التنمية على المستويين الوطني والمحلي‪ .‬وحيث أن معظم‬ ‫بلداً‪ .‬ويقر البروتوكول بأن البلدان الصناعية يجب عليها‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري تكون من الطاقة‬ ‫قيادة الجهود لمواجهة تغير المناخ‪ ،‬ويلزم البلدان المدرجة‬
‫والنقل واستخدام األرض الزراعية‪ ،‬فإنه ال بد من دمج‬ ‫في الملحق ب من البروتوكول بأهداف االنبعاثات‪ .‬واختارت‬
‫اهتمامات المناخ في هذه القطاعات‪ ،‬على مستوى‬ ‫الواليات المتحدة وأستراليا (كالهما ضمن الملحق ب) عدم‬
‫السياسة والمستوى العملياتي‪ ،‬لتحقيق أقصى فوائد‬ ‫التصديق على البروتوكول‪ ،‬حتى اآلن‪ .‬ويشكل ‪ 36‬بلد ًا‬
‫مشتركة‪ ،‬مثل التحسينات في نوعية الهواء وتوليد مكاسب‬ ‫لديهم تعهدات ملزمة ‪ 60‬في المائة تقريب ًا من إجمالي‬
‫توظيفية واقتصادية‪ .‬وقد يكون وضع أهداف إلزامية للطاقة‬ ‫انبعاثات الخط القاعدي للبلدان الصناعية‪.‬‬
‫المتجددة وكفاءة استهالك الطاقة في هذه القطاعات مثا ًال‬
‫للدمج على مستوى السياسة‪ .‬واستبدال الوقود األحفوري‬ ‫عالوة على اإلجراءات والتدابير التي سوف تتخذها‬
‫بالوقود الحيوي لتخفيض تلوث الهواء وانبعاثات غازات‬ ‫األطراف على المستوى الوطني‪ ،‬يتيح بروتوكول كيوتو‬
‫االحتباس الحراري مثال للدمج على المستوى العملياتي‪.‬‬ ‫ثالث آليات تطبيق مرنة‪ :‬تجارة االنبعاثات والتطبيق‬
‫وتضمين اهتمامات المناخ في التخطيط لقطاعات مثل‬ ‫المشترك وآلية التنمية النظيفة (‪ .)CDM‬وتجارة االنبعاثات‬
‫الزراعة وموارد المياه ال بد منه لتيسير تكيف المجتمعات‬ ‫الدولية نهج تستطيع بمقتضاه البلدان ضمن الملحق ب أن‬
‫واألنظمة اإليكولوجية‪.‬‬ ‫تضيف إلى التخفيضات الداخلية‪ .‬ووفق ًا لآلليتين‬
‫األخيرتين‪ ،‬يمكن لألطراف ضمن الملحق ‪ 1‬االستثمار في‬
‫رغم أن اإلجراءات السياسية لخفض غازات االحتباس‬ ‫أنشطة التخفيف في بلدان أخرى‪ ،‬وبذلك يولدون أرصدة‬
‫الحراري كانت بطيئة في البدء‪ ،‬فإن تغير ًا هام ًا في المناخ‬ ‫خفض انبعاثات دائنة يمكن استخدامها من أجل االلتزام‬
‫السياسي بدأ أواخر عام ‪ 2006‬ومطلع ‪ .2007‬وعلى‬ ‫بتعهداتهم الخاصة بهم‪ .‬ويبدو أن كثير ًا من البلدان ولكن‬
‫األقل لعب حدثان دور ًا لتحسيس الجمهور والرأي‬ ‫ليس جميعها تسير على الدرب لتحقيق أهدافها أثناء فترة‬
‫السياسي‪ :‬مر على أجزاء من أوروبا وأمريكا الشمالية‬ ‫االلتزام ‪( 2008-2012‬اتفاقية إطار عمل األمم المتحدة‬
‫شتا ًء معتد ًال جداً‪ ،‬وأصدرت الهيئة الحكوماتية لتغير المناخ‬ ‫بشأن تغير المناخ ‪.)2007‬‬
‫تقرير تقييمها لعام ‪ ،2007‬ذاكرة أن تغير المناخ كان‬
‫حقيقي ًا وواضحاً‪ .‬وكثير من المتحدثين المؤثرين كانوا‬ ‫تم تحسين آلية التنمية النظيفة (‪ )CDM‬كفرصة فريدة من‬
‫يحملون الرسالة‪ ،‬مستخدمين صور ًا فوتوغرافية وصور ًا‬ ‫أجل تعزيز التنمية المستدامة في البلدان النامية مقابل‬
‫فيلمية ألنهار جليدية ذائبة والجليد المتحول إلى القوام‬ ‫التعهد بتخفيضات في االنبعاثات‪ ،‬مع مساعدة مالية‬
‫المائي في القطب الشمالي لتقديم دليل مرئي على احترار‬ ‫وتكنولوجية من البلدان المتقدمة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فالتقدم حتى‬
‫المناخ غير المسبوق في تاريخ األرض الحديث‪ .‬وفي‬ ‫يومنا هذا يقول بأن التركيز انصب على تخفيض تكلفة‬
‫أواخر عام ‪ ،2006‬وضعت والية كاليفورنيا األمريكية‬ ‫التخفيف وليس على تيسير التنمية المستدامة‪ .‬وهناك‬
‫تشريع ًا يلزم بخفض انبعاثاتها من غازات االحتباس‬ ‫نداءات متزايدة لتقوية آلية التنمية النظيفة لما بعد عام‬
‫الحراري ‪ 25‬في المائة أقل من انبعاثاتها الحالية بحلول‬ ‫‪ 2012‬لتأمين فوائد تنمية أكثر للتنمية المستدامة‬
‫عام ‪.2020‬‬ ‫(سرينيفاسان ‪.)2005‬‬

‫استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬ ‫تنتهي تعهدات كيوتو عام ‪ 2012‬وهناك حاجة إلى توضيح‬
‫طبقة األوزون‬ ‫مسبق لنظام ما بعد ‪ .2012‬وفي االجتماع الثاني‬
‫استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي (انظر‬ ‫لألطراف في نيروبي عام ‪ ،2006‬اتفقت البلدان من حيث‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪68‬‬


‫اإلطار ‪ 2-7‬المواد المستنفدة لألوزون‬
‫اإلطار ‪ )2-7‬موجود في كل مكان بدرجة ما‪ ،‬فيما عدا‬
‫الكلوروفلوركربونات والمواد األخرى المستنفدة لألوزن تشمل مجموعة من الكيماويات الصناعية التي طورت ألول مرة‬ ‫فوق المنطقة االستوائية‪ .‬واستنفاد أوزون الجزء األعلى من‬
‫في عشرينيات القرن العشرين‪ .‬وهي مستقرة وغير سامة وإنتاجها رخيص ويسهل تخزينها ومتعددة االستخدامات‬ ‫الغالف الجوي الموسمي يكون في أسوأ حاالته فوق‬
‫جدا ً‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت تستخدم في مجموعة كبيرة من التطبيقات‪ ،‬مثل المواد المبردة للتبريد وتكييف الهواء‬
‫القطبين‪ ،‬خاصة القطب الشمالي‪ ،‬وتشمل المناطق اآلهلة‬
‫ونفخ الرغاوي‪ ،‬والمذيبات والمعقمات ودافعات سوائل العبوات الرشاشة‪ .‬وعند إطالقها‪ ،‬ترتفع في الغالف الجوي حيث‬
‫تتحلل بفعل األشعة الشمسية لتطلق ذرات الكلور والبروم‪ ،‬التي بدورها تدمر جزيئات األوزون في طبقة أوزون الجزء‬ ‫بالسكان األكثر تأثر ًا بالزيادة في األشعة فوق البنفسجية‬
‫األعلى من الغالف الجوي الواقية‪ .‬وهي ال تزول بسرعة‪ ،‬مما يعني أن انبعاثات األمس واليوم سوف تسهم في استنفاد‬ ‫(‪ )UV-B‬أجزاء ًا من شيلي واألرجنتين وأستراليا‬
‫األوزون لسنوات قادمة‪.‬‬ ‫ونيوزيالندا‪.‬‬

‫كان استنفاد أوزون القطب الجنوبي في ربيع نصف الكرة‬


‫الجوية في الجزء األعلى من الغالف الجوي من شتاء إلى‬ ‫ال وزائد ًا في نطاقه منذ تقرير لجنة‬
‫األرضية الجنوبي هائ ً‬
‫آخر‪ ،‬الذي يمكن رؤيته في نقص األوزون غير المتوقع فوق‬ ‫برونتالند‪ .‬وزاد متوسط المساحة التي يغطيها ثقب‬
‫ال أن يكون‬
‫وسط أوروبا في صيف ‪ .2005‬وال يبدو محتم ً‬ ‫األوزون (مساحة إجمالي استنفاد األوزون تقريباً)‪ ،‬رغم‬
‫ثقب أوزون القطب الشمالي في المستقبل بنفس خطورة‬ ‫أن هذه الزيادة لم تكن سريعة كما كانت أثناء ثمانينيات‬
‫ذلك في القطب الجنوبي‪ ،‬لكن السكان يتهددهم الخطر‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬قبل دخول بروتوكول مونتريال حيز‬
‫بسبب أن استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬ ‫التنفيذ‪ .‬وتتغير المنطقة أسفل ثقب األوزن من عام إلى عام‬
‫في القطب الشمالي أعلى بكثير عنه في القطب الجنوبي‬ ‫(انظر الشكل ‪ ،)2-23‬وحتى اآلن ال يمكن القول ما إذا‬
‫(المنظمة العالمية لألرصاد الجوية وبرنامج األمم المتحدة‬ ‫كانت قد بلغت ذروتها‪ .‬وقد حدثت أكبر "الثقوب" عام‬
‫للبيئة ‪.)2006‬‬ ‫‪ 2000‬و‪ 2003‬و‪ .2006‬وفي ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،2006‬امتد‬
‫الثقب فوق ‪ 29‬مليون كيلو متر مربع وكان إجمالي فقد‬
‫تأثيرات استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬ ‫األوزون هو األضخم المسجل (المنظمة العالمية لألرصاد‬
‫تسبب األشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى (األشعة فوق‬ ‫الجوية ‪2006‬ب)‪ .‬وتتنبأ نماذج الكيمياء‪-‬المناخ بأن العودة‬
‫البنفسجية ذات الموجات متوسطة الطول) تأثيرات معاكسة‬ ‫إلى مستويات أوزون القطب الجنوبي ما قبل عام ‪1980‬‬
‫على عين وجلد ومناعة اإلنسان‪ ،‬وفي السنوات األخيرة‬ ‫يمكن توقعها تقريب ًا في الفترة ‪( 2060-2075‬المنظمة‬
‫تحسن فهم اآللية التي تؤثر بها األشعة فوق البنفسجية‬ ‫العالمية لألرصاد الجوية وبرنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫قصيرة المدى على الصحة (برنامج األمم المتحدة للبيئة‬ ‫‪.)2006‬‬
‫‪ .)2003‬وتم التعرف على آليات محددة لتطور سرطان‬
‫الجلد‪ .‬ويصعب تحديد كم الحدوث المتزايد لحاالت‬ ‫الغالف الجوي فوق القطب الشمالي أقل برودة عنه فوق‬
‫سرطان الجلد بسبب استنفاذ أوزون الجزء األعلى من‬ ‫القطب الجنوبي‪ ،‬لذلك فإن استنفاد األوزون هناك ليس‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬حيث أن عوامل أخرى‪ ،‬مثل تغيرات أسلوب‬ ‫بنفس الخطورة‪ .‬ويتفاوت استنفاد األوزون أثناء شتاء‬
‫المعيشة (على سبيل المثال‪ ،‬قضاء وقت أكبر في األماكن‬ ‫وربيع القطب الشمالي كثيراً‪ ،‬بسبب التغيرات في األحوال‬

‫الشكل ‪ 2-23‬حجم ثقب األوزون األنتاركتيكي عبر الزمن‬


‫مليون كم مربع‬
‫متوسط حجم‬ ‫‬
‫الثقب في ‪ 30‬يوماً‬
‫منطقة الحد األقصى‬ ‫‬
‫ومنطقة الحد األدنى‬

‫‬

‫‬
‫منطقة أنتاركتيكا‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫المصدر‪NASA 2006 :‬‬


‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‪69‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫اإلطار ‪ 2-8‬آثار األشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى في المنطقة القطبية الشمالية‬
‫المكشوفة)‪ ،‬لها أيض ًا أثر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ففي حالة أستراليا‪،‬‬
‫حيث يقدر أن اإلشعاع المسبب إلحمرار الجلد زاد بحوالي‬ ‫رغم أن آثار األشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى سوف يؤثر على أقاليم القطبين كليهما‪ ،‬فإن المنطقة القطبية‬
‫‪ 20‬في المائة من ‪ 1980‬إلى ‪ ،1996‬يكون من المحتمل‬ ‫الشمالية تحديدا ً معرضة للخطر بسبب األراضي الرطبة الواسعة والبرك الذائبة على المساحات الواسعة من‬
‫الجليد المتكسر الطافي في البحار القطبية والبحيرات والبرك الضحلة والخالية من الثلج‪ ،‬مما يسمح باختراق‬
‫أن بعض هذه الزيادة في حدوث السرطان يكون بسبب‬
‫كبير لألشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى‪ .‬وقد كشفت الدراسات عن تأثيرات مباشرة وضارة لألشعة فوق‬
‫استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي (الحالة‬ ‫البنفسجية قصيرة المدى على الكائنات الحية المائية في المياه العذبة على كافة المستويات الغذائية‪ ،‬وهذه‬
‫األسترالية للجنة البيئة ‪.)2001‬‬ ‫التأثيرات لها القدرة على التدفق خالل الشبكة الغذائية بأكملها‪ .‬ورغم أن هناك الكثير لنتعلمه عن التأثيرات الضارة‬
‫لألشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى‪ ،‬هناك اتفاق عام على أنها تؤثر على عمليات فسيولوجية وكيميائية حيوية‬
‫كثيرة تتعلق بالنمو واالصطباغ والتمثيل الضوئي‪ .‬والالفقاريات في المياه العذبة بالمنطقة القطبية الشمالية‪،‬‬
‫إدارة استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬ ‫خاصة العوالق الحيوانية‪ ،‬معرضة لألشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى‪ ،‬حيث يمكن أن تؤثر على اإلنتاجية والمادة‬
‫استجاب المجتمع الدولي لتهديد استنفاد األوزون‬ ‫الجينية ومعدالت التطوير والنمو واالصطباغ‪ .‬ودراسات تأثيرات األشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى على األسماك‬
‫ببروتوكول مونتريال عن المواد المستنفدة لطبقة األوزون‪.‬‬ ‫نادرة‪ ،‬ولكن التجارب المختبرية أظهرت ضررا ً عند جميع مراحل الحياة‪ ،‬بما في ذلك تضرر الجلد وحروق الشمس‬
‫والعدوى المتزايدة وآفات المخ والنمو المخفض‪ .‬وأظهرت الدراسات أن المستويات الحالية لألشعة فوق البنفسجية‬
‫وأدى هذا إلى اإللغاء التدريجي إلنتاج واستهالك‬
‫ربما تعترض بالفعل بقاء أنواع أسماك كثيرة‪ .‬وهناك بعض األخبار المشجعة من هذه الدراسات أيضا ً‪ :‬كثير من‬
‫الكلوروفلوروكربونات (‪ )CFCs‬والمواد األخرى المستنفدة‬ ‫الكائنات الحية قادر على احتمال أو تجنب أو إصالح التلف الناتج عن أو تطوير حماية من األشعة فوق البنفسجية‬
‫لألوزون‪ .‬ووقعت الحكومات البروتوكول عام ‪ ،1987‬ودخل‬ ‫قصيرة المدى‪ .‬وقد تزيد آثار احترار المناخ المشكالت المرتبطة بتعرض األنظمة اإليكولوجية للمياه العذبة‬
‫حيز التنفيذ بعد عامين‪ .‬ومبدئياً‪ ،‬طالب البروتوكول‬ ‫بالمنطقة القطبية الشمالية لألشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى (انظر الفصل ‪.)6‬‬

‫بتخفيض ‪ 50‬في المائة في تصنيع الكلوروفلوروكربونات‬ ‫المصادر‪Hansson 2000, Perin and Lean 2004, Zellmer 1998 :‬‬

‫بحلول نهاية هذا القرن‪ .‬ودعم ذلك تعديالت لندن (‪)1990‬‬


‫وكوبنهاجن (‪ )1992‬ومونتريال (‪ )1997‬وبكين (‪.)1999‬‬
‫ويعتبر البروتوكول إلى حد بعيد اآلن واحد ًا من أكثر‬
‫االتفاقيات البيئية متعددة األطراف القائمة فاعلية‪.‬‬
‫الشكل ‪ 2-24‬االستهالك العالمي من الكلوروفلوروكربونات (‪ )CFCs‬والهيدروكلوروفلوروكربونات (‪)HCFCs‬‬
‫وباإلضافة إلى الكلوروفلوروكربونات‪ ،‬يغطي البروتوكول‬ ‫استهالك المواد المستنفذة لألوزون بنسبة مليون طن من طاقة استنفاد األوزون‬
‫مواد ًا مثل الهالونات ورابع كلوريد الكربون وكلوروفورم‬
‫لوروفلوروكربونات‬ ‫ ‬
‫الميثيل والهيدروكلوروفلوروكربونات (‪ )HCFCs‬وبروميد‬ ‫الهيدروكلوروفلوروكربونات‬
‫الميثيل وبروموكلوروميثان‪ .‬وتم إضافة األخير إلى جداول‬ ‫ ‬
‫مراقبة البروتوكول عام ‪ ،1999‬من خالل تعديل بكين‪.‬‬
‫ومثل هذه التعديالت تتطلب عملية تصديق مطولة‪ ،‬ولم‬ ‫ ‬
‫تضاف المواد المستنفدة لألوزون األخرى التي ليس لها‬
‫أهمية تجارية‪ ،‬رغم تحديد خمس من هذه المواد في‬ ‫ ‬
‫السنوات األخيرة (أندرسون وسارما ‪.)2002‬‬
‫ ‬

‫خفضت جداول اإللغاء التدريجي وفق ًا لبروتوكول مونتريال‬


‫استهالك العديد من المواد المستنفدة لألوزون (انظر‬ ‫ ‬

‫الشكل ‪ .)2-24‬واالستثناءات الرئيسية هي‬


‫الهيدروكلوروفلوروكربونات (البدائل المؤقتة‬ ‫ ‬

‫للكلوروفلوروكربونات‪ ،‬مع احتماالت استنفاد لألوزون أقل‬


‫كثيراً) وبروميد الميثيل‪ .‬وتأكد أعمال الرصد في الطبقة‬ ‫ ‬

‫السفلى من الغالف الجوي انخفاض ًا في مستويات المواد‬


‫مالحظة‪ :‬تشير طاقة استنفاد األوزون‬
‫المستنفدة لألوزون على طول السنوات األخيرة‪ .‬وتتأخر‬ ‫(‪ )ODP‬إلى نسبة التأثير الكيميائي‬ ‫ ‬
‫على األوزون مقارنة بتأثير كتلة مماثلة‬
‫التغيرات في الجزء األعلى من الغالف الجوي بسنوات‬ ‫من الكلوروفلوروكربون ‪ .-11‬وبالتالي‪،‬‬
‫فإن طاقة استنفاد األوزون الخاصة‬
‫قليلة‪ ،‬لكن مستويات الكلور تنخفض هناك‪ .‬ولم تنخفض‬ ‫بالكلوروفلوروكربون ‪ -11‬هي ‪.1.0‬‬
‫ ‬

‫تركيزات البروم في الجزء األعلى من الغالف الجوي حتى‬


‫اآلن (المنظمة العالمية لألرصاد الجوية وبرنامج األمم‬ ‫ ‬

‫المتحدة للبيئة ‪.)2006‬‬


‫ ‬

‫بخالف استخدامات أساسية قليلة‪ ،‬تم إلغاء استهالك‬ ‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫‬
‫الكلوروفلوروكربونات في البلدان الصناعية تمام ًا عام‬ ‫تم جمعه من ‪UNEP-Ozone‬‬
‫‪Secretariat 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‪ ،1996‬فيما عدا في بعض البلدان التي تمر اقتصاداتها‬


‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪70‬‬


‫الشكل ‪ 2-25‬تأثير االتفاقات الدولية على الكميات الكبيرة المتنبأة من المواد المستنفدة لألوزون (‪ )ODS‬في الغالف الجوي ‪1980-2100‬‬
‫الكميات المتنبأة (جزء في (أو من) الترليون)‬
‫‬ ‫ال يوجد بروتوكول‬
‫بروتوكول مونتريال‪،‬‬
‫‬ ‫‪1987‬‬
‫‬ ‫تعديل لندن ‪1990‬‬

‫‬ ‫تعديل كوبنهاغن‬


‫‪1992‬‬
‫‬
‫تعديل بكين ‪1999‬‬
‫‬
‫االنبعاثات الصفرية‬
‫‬

‫‬
‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬
‫تم جمعه من ‪UNEP-Ozone‬‬
‫‬ ‫‪Secretariat 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫بمرحلة انتقالية‪ .‬وبحلول عام ‪ ،2005‬انتهى استهالك كافة‬
‫اإلطار ‪ 2-9‬تغير المناخ واألنظمة المرتبطة بأوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬
‫فئات المواد المستنفدة لألوزون‪ ،‬بخالف‬
‫يتشارك استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي واالحترار العالمي العديد من العمليات الفيزيائية والكيميائية‬ ‫الهيدروكلوروفلوروكربونات وبروميد الميثيل الستخدامات‬
‫المشتركة‪ .‬وكثير من فئات المواد المستنفدة لألوزون‪ ،‬وعديد من بدائلها‪ ،‬مثل الكلوروفلوروكربونات‪ ،‬تكون غازات‬ ‫حرجة معتمدة‪ ،‬في البلدان الصناعية‪ .‬ورغم أن البروتوكول‬
‫احتباس حراري تسهم في تغير المناخ‪ .‬وخفضت الجهود المبذولة وفقا ً لبروتوكول مونتريال كميات وافرة من‬
‫الكلوروفلوروكربونات في الغالف الجوي‪ ،‬ولكن أعمال الرصد العالمية تؤكد تزايد التركيزات في الغالف الجوي لبعض‬
‫يسمح للبلدان النامية بفترة فاصلة لإللغاء التدريجي‬
‫بدائل الكلوروفلوروكربونات الشائعة‪ ،‬مثل الهيدوركلوروفلوروكربونات‪.‬‬ ‫للكلوروفلوروكربونات والهالونات‪ ،‬إال أنها كانت بحلول عام‬
‫‪ 2005‬متقدمة عن الجدول الزمني المحدد على نحو هام‬
‫عموما ً‪ ،‬أصبح فهم أثر استنفاد أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي على تغير المناخ قويا ً‪ ،‬رغم أنه ما زالت هناك‬
‫بالفعل‪ .‬ومن بين عوامل النجاح وراء التقدم المحرز‬
‫أوجه كثيرة لهذه األنظمة المعقدة ينقصها المعرفة‪ .‬وينطبق ذلك على تأثيرات تغير المناخ على استعادة أوزون‬
‫الجزء األعلى من الغالف الجوي‪ .‬وتحدث عمليات مختلفة في وقت واحد في اتجاهات مختلفة‪ .‬ويتوقع أن يؤدي تغير‬ ‫بمقتضى بروتوكول مونتريال (انظر الشكل ‪ )2-25‬مبدأ‬
‫المناخ إلى تبريد الجزء األعلى من الغالف الجوي‪ ،‬الذي بدوره‪ ،‬يتوقع أن يزيد تركيزات األوزون في أعلى الجزء األعلى من‬ ‫المسئولية مشتركة ولكن متفاوتة‪ ،‬واآللية المالية للبروتوكول‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬ولكن في نفس الوقت يؤخر استعادة األوزون في أسفل الجزء األعلى من الغالف الجوي‪ .‬وليس ممكنا ً‬ ‫(براك ‪.)2003‬‬
‫حتى اآلن التنبؤ بالتأثير النهائي لهاتين العمليتين‪.‬‬

‫المصادر‪ :‬الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ‪/‬لجنة التقييم التكنولوجي واالقتصادي‪ ،‬المنظمة العالمية لألرصاد الجوية وبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2006‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬من الواضح أن االنخفاضات المستمرة‬
‫في إنتاج واستخدام المواد المستنفدة لألوزون‪ ،‬عقب‬
‫عدد هائل من التسميات لمثل هذه االستخدامات الحرجة‬ ‫شروط بروتوكول مونتريال‪ ،‬هامة من أجل استعادة طبقة‬
‫بواسطة البلدان الصناعية للفترة بعد اإللغاء التدريجي‬ ‫األوزون‪ ،‬كما أن مثل هذه التدابير ستخفض إسهام المواد‬
‫(‪ 2005‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫المستنفدة لألوزون في تغير المناخ‪ .‬لكن المعرفة التفصيلية‬
‫بشأن مثل هذه الترابطات ال تزال غير متوفرة (انظر‬
‫تحد آخر هو مشكلة التجارة غير الشرعية في المواد‬ ‫هناك ٍ‬ ‫اإلطار ‪ 2-9‬بشأن الترابطات بين تغير المناخ واستنفاد‬
‫المستنفدة لألوزون‪ ،‬غالب ًا لخدمة تكييف الهواء والتبريد‪.‬‬ ‫األوزون أدناه)‪.‬‬
‫ومع اقتراب إتمام اإللغاء التدريجي للكلورفلوروكربونات في‬
‫البلدان الصناعية‪ ،‬بدأت سوق سوداء مزدهرة في هذه‬ ‫رغم نجاح البروتوكول‪ ،‬فإن الكفاح ضد استنفاد أوزون‬
‫الكيماويات في منتصف تسعينيات القرن العشرين‪.‬‬ ‫الجزء األعلى من الغالف الجوي لم ينتهي بعد‪ ،‬وال يزال‬
‫وتقلصت حينما انخفض طلب المستخدمين النهائين‬ ‫نظام األوزون يواجه عدد ًا من التحديات الرئيسية‪ .‬واإللغاء‬
‫باستمرار على الكلوروفلوروكربونات‪ ،‬وتحسن فرض‬ ‫التدريجي إلنتاج واستخدام بروميد الميثيل‪ ،‬مبيد غازي‬
‫القانون‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن التجارة غير الشرعية واسعة‬ ‫يستخدم أساس ًا في الزراعة وتخزين المحاصيل والبناء‬
‫االنتشار في العالم النامي‪ ،‬في الوقت الذي يواصل فيه‬ ‫والنقل‪ ،‬هو أحد التحديات‪ .‬وتطوير بدائل لبروميد الميثيل‬
‫تنفيذ جدوال اإللغاء التدريجي الخاصة به (برنامج األمم‬ ‫كان أكثر تعقيد ًا من معظم المواد األخرى المستنفدة‬
‫المتحدة للبيئة ‪ .)2002‬وكانت لالستجابة الرئيسية على‬ ‫لألوزون‪ .‬ورغم وجود البدائل‪ ،‬كان اإلحالل بطيئاً‪ .‬ويشمل‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬تعديل البروتوكول عام ‪ 1997‬لتقديم‬ ‫البروتوكول عملية إعفاء "االستخدام الحرج" حيثما تكون‬
‫نظام تراخيص التصدير واالستيراد‪ ،‬بعض التأثير‪ .‬وقدم‬ ‫البدائل غير مالئمة تكنولوجي ًا واقتصادياً‪ ،‬وقد كان هناك‬

‫‪71‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫العالمية (الجمارك الخضراء ‪.)2007‬‬ ‫أيض ًا الصندوق متعدد األطراف ومرفق البيئة العالمية‬
‫(‪ )GEF‬المساعدة في تأسيس أنظمة الترخيص وتدريب‬
‫التحديات والفرص‬ ‫موظفي الجمارك‪ .‬أرست مبادرة الجمارك الخضراء التابعة‬
‫شجع تقرير مستقبلنا المشترك‪ ،‬تقرير لجنة برونتالند لعام‬ ‫لبرنامج األمم المتحدة للبيئة التعاون بين أمانات بروتوكول‬
‫‪ ،1987‬جهود السياسة لتفادي التأثيرات المعاكسة من‬ ‫مونتريال وأمانات االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‬
‫تغير المناخ وتلوث الهواء‪ ،‬وطالب المجتمع الدولي بعمل‬ ‫األخرى‪ ،‬مثل اتفاقيات بازل وستكهولم وروتردام واتفاقية‬
‫أنشطة متابعة‪ .‬وأعقب هذا التقرير تعهدات متجددة بحل‬ ‫االتجار الدولي في أنواع النباتات والحيوانات البرية‬
‫هذه المسائل في القمتين اللتين عقدتا في ريو دي جانيرو‬ ‫المعرضة لالنقراض (‪ .)CITES‬ويشمل ذلك أيض ًا المنظمة‬
‫عام ‪ 1992‬وفي جوهانسبرج عام ‪ .2002‬وتم إنشاء‬ ‫الدولية للشرطة الجنائية (اإلنتربول) ومنظمة الجمارك‬

‫الجدول ‪ 2-4‬أحدث األهداف التي حددتها االتفاقيات الدولية للمواد المنبعثة في الغالف الجوي‬
‫هدف الخفض‪/‬العنصر الرئيسي‬ ‫العام المستهدف‬ ‫التغطية الجغرافية‬ ‫المواد المراقبة‬ ‫البروتوكول‬ ‫االتفاقية‪/‬عام التوقيع‬

‫يخفض كل طرق انبعاثاته دون مستوى عام ‪( 1990‬أو‬ ‫‪2011–2005‬‬ ‫إقليم اللجنة االقتصادية‬ ‫الفلزات الثقيلة‬ ‫بروتوكول آرهوس ‪1998‬‬ ‫تلوث الهواء بعيد المدى‬
‫عام بديل بين ‪ 1985‬و‪ ،)1995‬باتخاذ تدابير فعالة‪،‬‬ ‫ألوروبا التابعة لألمم‬ ‫(الكادميوم والرصاص‬ ‫العابر للحدود‪1979 ،‬‬
‫مناسبة لظروفه الخاصة‪.‬‬ ‫المتحدة (األهداف غير‬ ‫والزئبق)‬
‫مطبقة على أمريكا‬
‫الشمالية)‬

‫التخلص من أية تصريفات أو انبعاثات أو أضرار‬ ‫‪2005–2004‬‬ ‫إقليم اللجنة االقتصادية‬ ‫الملوثات العضوية‬ ‫بروتوكول آرهوس ‪1998‬‬
‫للملوثات العضوية الدائمة‪ .‬على األطراف خفض‬ ‫ألوروبا التابعة لألمم‬ ‫الدائمة‬
‫انبعاثاتهم من الديوكسينات والفورانات والهيدروكربونات‬ ‫المتحدة (األهداف غير‬
‫العطرية متعدد الحلقات وسداسي كلورو البنزين دون‬ ‫مطبقة على أمريكا‬
‫مستوياتها عام ‪( 1990‬أو عام بديل بين ‪1985‬‬ ‫الشمالية)‬
‫و‪.)1995‬‬

‫خفض انبعاثات عنصر الكبريت بنسبة ‪ 63‬في المائة على‬ ‫‪2010‬‬ ‫إقليم اللجنة االقتصادية‬ ‫أكاسيد الكبريت‬ ‫بروتوكول جوتنبرج ‪1999‬‬
‫األقل وانبعاثات أكاسيد النيتروجين بنسبة ‪ 41‬في المائة‬ ‫ألوروبا التابعة لألمم‬ ‫وأكاسيد النيتروجين‬
‫وانبعاثات المركبات العضوية المتطايرة بنسبة ‪ 40‬في‬ ‫المتحدة (األهداف غير‬ ‫والمركبات العضوية‬
‫المائة وانبعاثات األمونيا بنسبة ‪ 17‬في المائة‪ ،‬مقارنة‬ ‫مطبقة على أمريكا‬ ‫المتطايرة واألمونيا‬
‫بمستويات عام ‪.1990‬‬ ‫الشمالية)‬

‫على البلدان النامية خفض استهالك الكلوروفلوروكربونات‬ ‫‪2010–2005‬‬ ‫عالمية‬ ‫المواد المستنفدة‬ ‫بروتوكول مونتريال والتعديالت‬ ‫اتفاقية فيينا‪،‬‬
‫بنسبة ‪ 50‬في المائة بحلول ‪ 1‬يناير ‪ ،2005‬وأن تتخلص‬ ‫لألوزون‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1985‬‬
‫تمام ًا من الكلوروفلوروكربونات بحلول ‪ 1‬يناير ‪.2010‬‬
‫إلغاء تدريجي أبكر للبلدان المتقدمة‪ .‬تدابير المراقبة‬
‫األخرى تنطبق على المواد المستنفدة لألوزون‪ ،‬مثل‬
‫بروميد الميثيل والهيدروكلوروفلوروكربونات‪.‬‬

‫بروتوكول كيوتو‪ .‬تضيف التعهدات الفردية خفض ًا إجمالي ًا‬ ‫‪2012–2008‬‬ ‫‪ 36‬بلد ًا قبلوا أهداف‬ ‫انبعاثات غازات‬ ‫بروتوكول كيوتو ‪1997‬‬ ‫اتفاقية إطار عمل األمم‬
‫في انبعاثات غازات االحتباس الحراري بنسبة ‪ 5‬في‬ ‫االنبعاثات‬ ‫االحتباس الحراي‬ ‫المتحدة بشأن تغير‬
‫المائة على األقل عن مستويات عام ‪ 1990‬من بلدان‬ ‫(ثاني أكسيد‬ ‫المناخ‪1992 ،‬‬
‫الملحق ‪ 1‬في فترة التعهد ‪.2008-2012‬‬ ‫الكربون والميثان‬
‫وأكسيد النيتروز‬
‫والهيدروفلوروكربونات‬
‫والبيرفلوروكربونات‬
‫وسداسي فلوريد‬
‫الكبريت)‬

‫خفض أو التخلص من الملوثات العضوية الدائمة األكثر‬ ‫ ‬ ‫عالمية‬ ‫الملوثات العضوية‬ ‫ ‬ ‫اتفاقية ستكهولم‪،‬‬
‫خطورة (الدزينة القذرة)*‪.‬‬ ‫الدائمة‬ ‫‪2000‬‬

‫الدزينة القذرة‪ :‬مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (‪ )PCBs‬والديوكسينات والفورانات واأللدرين والديلدرين والـ دي دي تي واإليندرين والكلوردين وسداسي كلورو البنزين والميركس وتوكسافين وسباعي الكلور‪.‬‬ ‫*‬

‫‪ :Sources‬اللجنة االقتصادية ألوروبا التابعة لألمم المتحدة ‪ ،1979-2005‬اتفاقية فيينا ‪ ،1987‬اتفاقية إطار عمل األمم المتحدة بشأن تغير المناخ ‪ ،1997‬اتفاقية ستكهولم ‪2000‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪72‬‬


‫الجهود سوف يستلزم الحاجة إلى تخفيضات سنوية قاسية‬ ‫جدول أعمال القرن ‪ 21‬وخطة تنفيذ جوهانسبرج لتوجيه‬
‫في المستقبل‪ ،‬إذا كان للمناخ أن يستقر عند مستوى "آمن‬ ‫المجتمع الدولي‪ .‬وأعدت عدة اتفاقات عالمية للتعامل مع‬
‫نسبياً"‪ .‬وحيث أن آثار تغير المناخ واضحة بالفعل في‬ ‫مسائل بيئة الغالف الجوي‪ ،‬وحددت جميعها أهداف ًا لتقليل‬
‫المجتمعات المعرضة للخطر واألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬فإن‬ ‫أسباب وآثار االنبعاثات‪ .‬في الجدول ‪ 2-4‬تلخيص لبعض‬
‫المزيد من جهود التكيف مع تغير المناخ مطلوب بصفة‬ ‫األهداف الرئيسية‪ .‬وباإلضافة إلى مبادرات السياسة‬
‫عاجلة‪ .‬والسبيل لتحقيق تقدم سريع موجود‪ ،‬ولكن لتحقيق‬ ‫العالمية واإلقليمية‪ ،‬كانت هناك مبادرات وطنية عديدة‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬ال بد من إرادة سياسية وقيادة‪ .‬وتقيم المناقشة‬
‫التالية تطور السياسة الوطنية والدولية واالستجابات‬ ‫عقدان من التقدم المتفاوت‬
‫األخرى لتلوث الهواء وتغير المناخ واستنفاد أوزون الجزء‬ ‫رغم الجهود الكثيرة المستهلة‪ ،‬ال تزال مسائل بيئة الغالف‬
‫األعلى من الغالف الجوي‪.‬‬ ‫الجوي المحددة في عام ‪ ،1987‬تسبب مشاكل اليوم‪.‬‬
‫وكانت االستجابات لتحديات تلوث الهواء وتغير المناخ‬
‫مقارنة االستجابات لمسائل بيئة الغالف الجوي المختلفة‬ ‫متفاوتة‪ .‬وكان الخفض المحرز في انبعاث المواد‬
‫يمكن تحقيق تخفيضات هائلة في انبعاثات الغالف الجوي‬ ‫المستنفدة ألوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي مؤثراً‪.‬‬
‫إذا تحرك أصحاب المصالح إلزالة الحواجز وتعزيز الحلول‬ ‫وبدون هذا اإلجراء السريع والوقائي‪ ،‬كانت العواقب‬
‫المستدامة‪ .‬وإزالة الرصاص من البنزين بواسطة معظم‬ ‫الصحية والبيئية ستنذر بكارثة‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬هناك‬
‫البلدان تقريب ًا أثناء ‪ 20‬عام الماضية مثال رائع إلجراء‬ ‫افتقار ملحوظ إلى اإللحاحية في معالجة انبعاثات غازات‬
‫ناجح لتقليل تلوث الهواء‪ ،‬مع فوائد كبيرة لصحة اإلنسان‬ ‫االحتباس الحراري ألنشطة اإلنسان‪ .‬وكل عام تتأخر فيه‬

‫اإلطار ‪ 2-10‬الحظر العالمي النطاق للبنزين المحتوي على الرصاص في المتناول‪ ،‬مع تقدم في البلدان األفريقية جنوب الصحراء الكبرى‬

‫إعالن داكار في يونيه ‪ ،2001‬لاللتزام بالبرامج الوطنية لإللغاء التدريجي للبنزين المحتوي على‬ ‫انبعاث الرصاص من البنزين له آثار معاكسة على صحة اإلنسان‪ ،‬وخاصة النمو العقلي لألطفال‪.‬‬
‫الرصاص بحلول عام ‪( 2005‬انظر الشكل ‪ .)2-26‬وغالبا ً ما كانت تكاليف تحويل المصفاة أقل مما‬ ‫وقد ألغت بلدان في أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا الالتينية تدريجيا ً البنزين المحتوي على‬
‫كانت مفترضة أوال ً‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يتوقع أن تنتج مصفاة كينيا في مومباسا بنزينا ً خاليا ً من‬ ‫الرصاص‪ ،‬وتسارع اإللغاء التدريجي العالمي للرصاص في البنزين على نحو كبير على مدار العقد‬
‫الرصاص باستثمار قدره ‪ 20‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬أقل من التقدير األصلي الذي بلغ ‪ 160‬مليون دوالر‬ ‫الماضي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بعض البلدان في آسيا وغرب آسيا وأفريقيا ال تزال تستخدم إضافات الرصاص‬
‫أمريكي‪.‬‬ ‫لزيادة مستويات األوكتان في البنزين‪ .‬وقد أقر ممثلون من ‪ 28‬بلدا ً من دول جنوب الصحراء الكبرى‬

‫الشكل ‪ 2-26‬تقدم اإللغاء التدريجي للبنزين المحتوي على الرصاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‬
‫البنزين المحتوي على الرصاص‬
‫البنزين المحتوي على الرصاص‬
‫والبنزين الخالي من الرصاص‬
‫البنزين غير المحتوي على الرصاص‬
‫ال توجد بيانات‬

‫يونيو ‪2001‬‬ ‫سبتمبر ‪2002‬‬ ‫يناير ‪2006‬‬

‫يونيو ‪ :2001‬توصلت إحدى‬


‫االتفاقات دون اإلقليمية على‬
‫اإلنهاء التدريجي للبنزين‬
‫المحتوي على الرصاص مع‬
‫حلول ‪ 1‬يناير ‪.2006‬‬

‫سبتمبر ‪ :2002‬تم إطالق‬


‫يونيو ‪2001‬‬ ‫سبتمبر ‪2002‬‬ ‫يناير ‪2006‬‬ ‫شراكة الوقود النظيف‬
‫والمركبات النظيفة‬
‫المصدر‪UNEP 2007b :‬‬

‫‪73‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫كان إدراك االحتياجات الخاصة للبلدان النامية من خالل‬ ‫والبيئة (انظر اإلطار ‪.)2-10‬‬
‫جداول زمنية أبطأ لإللغاء التدريجي هام ًا في تشجيع‬
‫التزام البلدان منخفضة الدخل‪ .‬وإضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫التخفيضات الناجحة في انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت‪،‬‬
‫تطوير آلية مالية فعالة‪ ،‬الصندوق متعدد األطراف‪ ،‬الذي‬ ‫خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية‪ ،‬جديرة بالمالحظة‬
‫وزع ‪ 2‬بليون دوالر أمريكي تقريب ًا على البلدان النامية‬ ‫أيضاً‪ .‬وقد تحقق ذلك من خالل مجموعة إستراتيجيات‬
‫لسداد التكاليف اإلضافية لعمليات اإللغاء التدريجي‪ ،‬مكن‬ ‫مختلفة لمنع ومراقبة التلوث‪ ،‬بما في ذلك التغييرات في‬
‫أيض ًا التقوية المؤسسية لتنفيذ عمية اإللغاء التدريجي‪،‬‬ ‫نوع الوقود (من الفحم إلى الغاز الطبيعي) وإزالة الكبريت‬
‫وكان مساهمة هامة في نجاحها (بانكوبيزا ‪ .)2005‬وإلى‬ ‫من االنبعاثات وغسل الفحم واستخدام أنواع وقود تحوي‬
‫جانب اآللية المالية‪ ،‬طالبت تدابير التجارة الخاصة‬ ‫كبريت ًا أقل وكفاءة استهالك الطاقة المحسنة (اللجنة‬
‫بالبروتوكول الموقعين عليه بعدم االتجار في المواد‬ ‫االقتصادية ألوروبا التابعة لألمم المتحدة ‪.)1979-2005‬‬
‫المستنفدة لألوزون مع غير األطراف‪ ،‬مقدمة حافز ًا للبلدان‬ ‫ورغم النمو االقتصادي الضخم في الصين والهند وأماكن‬
‫لالنضمام إليها‪ .‬وإضافة إلى ذلك‪ ،‬أثبتت آلية عدم االلتزام‬ ‫أخرى‪ ،‬يظهر الشكل ‪2-8‬أ أن انبعاثات الكبريت العالمية‬
‫أنها مرنة وفاعلة إلى حد بعيد‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬تظهر‬ ‫ال منذ عام ‪ .1990‬وثبت أن أكاسيد النيتروجين‬ ‫تغيرت قلي ً‬
‫اتفاقية المناخ وبروتوكول كيوتو نوايا نقل التكنولوجيا‬ ‫أصعب في مواجهتها من الكبريت‪ ،‬ويظهر الشكل ‪2-8‬ب‬
‫والمساعدة‪ ،‬ولكن حتى اآلن‪ ،‬هناك تطبيق أو توفير محدود‬ ‫زيادة عالمية إجمالية في االنبعاثات‪ .‬ورغم تحسن‬
‫للموارد المالية والتكنولوجية لتمكين االنخفاضات في‬ ‫تكنولوجيا المركبات‪ ،‬مع معدل انبعاثات أكاسيد نيتروجين‬
‫البلدان النامية‪.‬‬ ‫أقل لكل سيارة‪ ،‬زاد عدد الكيلومترات التي يقطعها‬
‫الركاب‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬زادت انبعاثات أكاسيد النيتروجين‬
‫يكمن عنصر هام يؤكد نجاح بروتوكول مونتريال في مدى‬ ‫اإلجمالية‪ ،‬أو استقرت أو‪ ،‬في أفضل األحوال‪ ،‬انخفضت‬
‫استجابة الصناعة للجداول الزمنية للمراقبة‪ .‬ورغم المقاومة‬ ‫بشكل طفيف في مختلف البلدان‪ .‬وتزداد انبعاثات صناعة‬
‫المبدئية‪ ،‬تسابقت الشركات للمنافسة في أسواق المواد‬ ‫الشحن بالسفن والطيران من أكاسيد النيتروجين عالمياً‪،‬‬
‫والتكنولوجيات غير المستنفدة لألوزون‪ ،‬مطورة بدائل‬ ‫بينما استقرت أو انخفضت انبعاثات محطات الطاقة‪.‬‬
‫أرخص وأكثر كفاءة على نحو أسرع وبتكاليف أقل عن‬
‫المتوقع‪ .‬وفي حالة تغير المناخ فإن نفس أحوال السوق ال‬ ‫بروتوكول مونتريال شرح جيد للنهج الوقائي العامل‪ ،‬حيث‬
‫تكون موجودة‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬عقب اتفاقية إطار عمل األمم‬ ‫وافقت الحكومات على االستجابة الستنفاد أوزون الجزء‬
‫المتحدة بشأن تغير المناخ عام ‪ ،1992‬كان توقيت‬ ‫األعلى من الغالف الجوي قبل أن تتضح تأثيراته كلياً‪.‬‬
‫بروتوكول كيوتو أقل توفيقاً‪ ،‬حيث توافق مع تراجع‬ ‫ورغم أن ثاني أكسيد الكربون والكلوروفلوروكربونات‬
‫االهتمام العام والسياسي بالمسائل البيئية العالمية في‬ ‫كالهما غازات معمرة‪ ،‬وعواقبها المحتملة خطيرة‪ ،‬فإن‬
‫منتصف تسعينيات القرن العشرين‪ .‬وكان عدد أصحاب‬ ‫كاف في االستجابة لتغير‬‫النهج الوقائي لم يطبق على نحو ٍ‬
‫المصالح الرئيسين كبيراً‪ ،‬مع معارضة قوية في بعض‬ ‫المناخ‪ .‬وأسباب ذلك والعوامل التي تؤثر على االستجابات‬
‫القطاعات‪ ،‬وثبت صعوبة الوصول إلى اتفاق‪.‬‬ ‫الناجحة ملخصة في الجدول ‪.2-5‬‬

‫رغم حقيقة أن تصميم نظام حماية المناخ كان شبيه ًا إلى‬ ‫كان توقيت مفاوضات بروتوكول مونتريال موفقاً‪ .‬فقد‬
‫حد كبير بذلك المطور لألوزون‪ ،‬فإن مستوى الدعم من‬ ‫شهدت حقبة ثمانينيات القرن العشرين مخاوف عامة‬
‫البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية‪ ،‬فيما يتعلق بحجم‬ ‫متزايدة بشأن حالة البيئة الطبيعية‪ ،‬وأوضحت الرسوم‬
‫المهمة‪ ،‬كان أقل سخاء‪ .‬ورغم أن النهوج المتتامة البديلة‪،‬‬ ‫التوضيحية المثيرة لثقب األوزون فوق منطقة القطب‬
‫مثل شراكة آسيا والمحيط الهادئ من أجل التنمية النظيفة‬ ‫الجنوبي أثر أنشطة اإلنسان‪ .‬وكان عدد األطرف الرئيسية‬
‫والمناخ وبرنامج عمل جلين إيجلز لمجموعة الثمانية‪ ،‬التي‬ ‫في المفاوضات صغيراً‪ ،‬مما جعل االتفاق أسهل‪ ،‬وكان‬
‫تركز على التطوير التكنولوجي واالنتشار‪،‬كانت مطروحة‪،‬‬ ‫هناك دور قيادي واضح مارسته‪ ،‬أو ًال الواليات المتحدة‪،‬‬
‫فإن التقدم المحرز كان دون المستوى المرضي‪.‬‬ ‫وفيما بعد االتحاد األوروبي‪ .‬وينسب نجاح البروتوكول‬
‫بشكل كبير إلى المرونة التي تحلى بها إلتاحة تطويرة إلى‬
‫جاء التعاون الدولي محدود ًا من خالل آلية التنمية النظيفة‪،‬‬ ‫حد أبعد مع المعرفة العلمية والتكنولوجيات المستجدة‪.‬‬
‫رغم أنه كان ممكن ًا أن يكون أكبر كثير ًا في فترات الحقة‪،‬‬ ‫ومنذ دخوله حيز التنفيذ عام ‪ ،1989‬تم تعديل البروتوكول‬
‫إذا كانت أهداف البلدان المتقدمة صارمة أكثر فعلياً‪.‬‬ ‫في خمس مناسبات‪ ،‬متيح ًا لألطراف تعجيل عمليات اإللغاء‬
‫وكانت هناك نقطة ضعف ثانية خطيرة وهي السهولة التي‬ ‫التدريجي‪ ،‬دون الحاجة إلى تعديالت متكررة على المعاهدة‪.‬‬
‫يمكن أن تنسحب بها البلدان من البروتوكول دون‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪74‬‬


‫الجدول ‪ 2-5‬التقدم من ‪ 1987‬حتى ‪ 2007‬في العوامل األساسية لإلدارة الناجحة ألوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي وتغير المناخ وتلوث الهواء‬

‫تلوث الهواء‬ ‫تغير المناخ‬ ‫أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‬

‫‪2007‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫عوامل النجاح‬

‫تقلصت إلى عدد أقل‪،‬‬ ‫عدد كبير من‬ ‫مقبولة عموم ًا‬ ‫اإلشارات األولى‪،‬‬ ‫المشكلة مستمرة‪،‬‬ ‫مقبولة عموم ًا‬ ‫الثقة في العلم‬ ‫تحديد المشكلة‬
‫لكن حل مشكالت‬ ‫مشكالت تلوث الهواء‪،‬‬ ‫تهديد محتمل‬ ‫ولكن تحت السيطرة‬
‫التلوث أصعب‬ ‫مفهومة عامة‬ ‫التعريف العام‬
‫"ثقب األوزون =‬
‫الكلوروفلوروكربوناتفي‬
‫عبوات الرش"‬

‫انخفاضات أكثر‬ ‫خيارات التكنولوجيا‬ ‫دراسات عديدة‪،‬‬ ‫معلومات قليلة‬ ‫التكاليف أكثر‬ ‫تدابير مكلفة ولكنها‬ ‫الفوائد االجتماعية‬ ‫التقييمات‬
‫متاحة بتكاليف‬ ‫متاحة‪ ،‬مع زيادة‬ ‫مع تكاليف متفاوتة‬ ‫تواضع ًا عن المتوقع‬ ‫تستحق ذلك‬ ‫يجب أن تفوق‬ ‫االقتصادية‬
‫أعلى‪ ،‬الفوائد تفوق‬ ‫متواضعة في تكاليف‬ ‫للتخفيف واآلثار‬ ‫التكاليف كثير ًا‬
‫التكاليف كثير ًا‬ ‫المنتجات‬ ‫كليهما‬

‫مستوى إقليمي‬ ‫متغير على المستوى‬ ‫عملية معقدة‪،‬‬ ‫غير متاح‬ ‫غير متاح‬ ‫القيادة القوية (أو ًال‬ ‫القيادة‪ ،‬عدد قليل من‬ ‫التفاوض‬
‫متزايد‪ ،‬بداية‬ ‫الوطني‬ ‫أصحاب مصالح‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬ثم‬ ‫األطراف الرئيسية‬
‫لمستوى عالمي‬ ‫كثيرون‪ ،‬انتفاعات‬ ‫االتحاد األوروبي)‬
‫مكتسبة أو قائمة قوية‬

‫عدد متزايد‬ ‫قليل على المستوى‬ ‫الخطوات األولى‪:‬‬ ‫ال شيء محتمل قريب ًا‬ ‫بروتوكول واحد‬ ‫البروتوكول في‬ ‫االتفاقية‪ ،‬ثم‬ ‫الحل‬
‫من المعايير‪،‬‬ ‫الوطني أو اإلقليمي‬ ‫اتفاقية إطار عمل‬ ‫وأربعة تعديالت‪،‬‬ ‫موضعه الصحيح‪،‬‬ ‫بروتوكوالت صارمة‬
‫التكنولوجيات‬ ‫األمم المتحدة بشأن‬ ‫كاف‬
‫إجراء ٍ‬ ‫ولكن تدابيره غير‬ ‫على نحو متزايد‬
‫المدروسة متاحة‪،‬‬ ‫تغير المناخ‪1992 ،‬‬ ‫كافية‬
‫بعض االتفاقات على‬ ‫بروتوكول كيوتو‪،‬‬
‫المستوى اإلقليمي‬ ‫‪1997‬‬

‫متغير‬ ‫المستوى الوطني في‬ ‫تعهدات انبعاثات‬ ‫غير متاح‬ ‫تطبيق عالمي محسن‪،‬‬ ‫المخطط في موضعه‬ ‫صندوق الدعم المالي‬ ‫التطبيق والمراقبة‬
‫األكثر‬ ‫ملزمة قانون ًا لعام‬ ‫أقره ‪ 191‬بلد ًا‬ ‫الصحيح‬ ‫للتدابير والمؤسسات‪،‬‬
‫بعض التوافق‬ ‫‪ 2008-2012‬للبلدان‬ ‫"العصا" و"الجزرة"‬
‫اإلقليمي‪/‬العالمي‬ ‫الصناعية‪ ،‬صدق‬
‫(على سبيل المثال‪،‬‬ ‫عليها ‪ 166‬بلد ًا‬
‫البنزين الخالي من‬
‫الرصاص)‬

‫تم تعزيز اتفاقية تلوث‬ ‫اتفاقية تلوث الهواء‬ ‫اتفاقية إطار عمل‬ ‫أضيف أربعة تعديالت‬ ‫اتفاقية فيينا‪1985 ،‬‬ ‫المفاوضات‬ ‫المعاهدات التي‬
‫الهواء بعيد المدى‬ ‫بعيد المدى العابر‬ ‫األمم المتحدة بشأن‬ ‫إلى البروتوكول‪ ،‬تم‬ ‫الدبلوماسية‬ ‫تحققت‬
‫العابر للحدود‬ ‫للحدود الخاصة‬ ‫تغير المناخ‪1992 ،‬‬ ‫بلوغ االستقرار‬ ‫بروتوكول مونتريال‪،‬‬
‫باللجنة االقتصادية‬ ‫‪1987‬‬
‫نشوء اتفاقيات‬ ‫ألوروبا التابعة لألمم‬ ‫بروتوكول كيوتو‪،‬‬
‫إقليمية أخرى‬ ‫المتحدة‪1979 ،‬‬ ‫‪1997‬‬

‫بروتوكول اللجنة‬
‫االقتصادية ألوروبا‬
‫التابعة لألمم المتحدة‬
‫الخاص بثاني أكسيد‬
‫الكبريت وأكاسيد‬
‫النيتروجين‬

‫تحدي نشر الحلول (المستويات المقبولة‬ ‫خطر التأثيرات غير العكسية متزايد‬ ‫اإللغاء التدريجي لبروميد الميثيل‬ ‫القيادة السياسية‪،‬‬ ‫التوقعات‬
‫والمؤسسات واآللية والتكنولوجيات)‪ ،‬على‬ ‫آليات المراقبة الفعالة‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬المعايير العالمية األدنى‬ ‫عاجل لتحديد تعهدات ما بعد كيوتو‑ بنجاح‬ ‫تطوير استخدامات بديلة مالئمة اقتصادياً‪ ،‬منع‬
‫التجارة غير الشرعية‬
‫بقايا مسائل المساواة والعبء سيتم حلها‬

‫‪75‬‬ ‫الغالف الجوي‬


‫غرار الزئبق والملوثات العضوية الدائمة‪ .‬وبعض غازات‬ ‫استجابات معاكسة‪ .‬وشجع ذلك سلوك "المستفيد‬
‫االحتباس الحراري‪ ،‬مثل البيرفلوروكربونات وسداسي‬ ‫بالمجان"‪ ،‬الذي تستفيد منه البلدان التي اختارت عدم‬
‫فلوريد الكبريت‪ ،‬لها أعمار تقدر باآلالف السنين في‬ ‫التصديق على البروتوكول على نحو مضاعف‪ .‬فهم‬
‫الغالف الجوي‪ .‬وتكون كمية الغازات المفلورة المستخدمة‬ ‫يشاطرون فوائد تخفيف آثار المناخ الذي يحدث في‬
‫أقل بالنسبة النبعاثات غازات االحتباس الحراري األخرى‪.‬‬ ‫البلدان األخرى‪ ،‬ويحصلون على ميزة تنافسية التي تنشأ‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فأعمارها الطويلة جد ًا في الغالف الجوي بجانب‬ ‫من تفادي تدابير التطبيق المكلفة أحيان ًا التي يتبناها‬
‫إمكانياتها العالية في إحداث االحترار العالمي تزيد‬ ‫بعض الموقعين على بروتوكول كيوتو‪ .‬وهكذا‪ ،‬نجحت بعض‬
‫إسهامها في تغير المناخ‪ .‬وغالب ًا ما تكون تكاليف العالج‬ ‫القطاعات الصناعية المعارضة لبروتوكول كيوتو في‬
‫وإصالح الضرر‪ ،‬إن أمكن‪ ،‬أعلى من تكاليف منع إطالق‬ ‫تقويض اإلرادة السياسية للتصديق عليه‪ .‬وحتى بالنسبة‬
‫المواد الخطيرة (انظر الفصول ‪ 3‬و‪ 4‬و‪).6‬‬ ‫للموقعين‪ ،‬كانت الحوافز ضعيفة‪ ،‬حيث أن البروتوكول ليس‬
‫له نظام التزام حقيقي بعد‪.‬‬
‫تمثل االنبعاثات العالمية للزئبق مسألة هامة‪ ،‬مع استجابات‬
‫دولية ووطنية غير كافية‪ .‬وأهم إطالقات الزئبق هي‬ ‫وأخيراً‪ ،‬كانت مسألة التقييم المستقبلي لنظام المناخ بؤرة‬
‫االنبعاثات في الهواء‪ ،‬وبمجرد إضافته إلى البيئة العالمية‪،‬‬ ‫مناقشة هامة‪ ،‬تم خاللها اقتراح نهوج عديدة (بودانسكي‬
‫يتعبأ الزئبق باستمرار ويترسب ويتعبأ مجدداً‪ .‬وحرق‬ ‫‪( )2003‬انظر الفصل ‪ .)10‬واتفقت أطراف اتفاقية إطار‬
‫الفحم وترميد النفايات مسئوالن عن حوالي ‪ 70‬في المائة‬ ‫عمل األمم المتحدة بشأن تغير المناخ على أنه يتعين عليهم‬
‫من إجمالي االنبعاثات المقدرة‪ .‬ومع ازدياد إحراق الوقود‬ ‫العمل لحماية نظام المناخ "على أساس المساواة ووفق ًا‬
‫األحفوري‪ ،‬يمكن توقع تزايد انبعاثات الزئبق‪ ،‬في ظل‬ ‫لمسئولياتهم المشتركة ولكن المتفاوتة والقدرات الخاصة‬
‫غياب تكنولوجيات السيطرة أو المنع (برنامج األمم‬ ‫بكل منهم‪( " ،‬اتفاقية إطار عمل األمم المتحدة بشأن تغير‬
‫المتحدة للبيئة ‪ .)2003‬والتركيزات الحالية في البيئة‬ ‫المناخ ‪ )1997‬لكنهم ال يزالون يكافحون لتطبيق ذلك‪.‬‬
‫مرتفعة بالفعل‪ ،‬ووصلت إلى مستويات في بعض األطعمة‬ ‫وتظل الحالة أن هؤالء المسئولين في األصل عن التسبب‬
‫يمكن أن تسبب آثار ًا صحية (انظر الفصل ‪.)6‬‬ ‫في تغير المناخ هم مستخدمو الطاقة وعمالئهم‪ ،‬بينما من‬
‫سيتحملون عبء تغير المناخ في المقام األول هم‬
‫فرص التعامل مع تحديات بيئة الغالف الجوي‬ ‫المجتمعات المعرضة للخطر ومسئوليتهم قليلة نسبياً‪ .‬وكما‬
‫كانت األداة الرئيسية المستخدمة للتعامل مع مسائل‬ ‫أوضح أجاروال ونارين (‪ ،)1991‬يتمتع الناس بحق‬
‫الغالف الجوي هي الالئحة الحكومية‪ .‬وأداة السياسة هذه‬ ‫متساو في مشاع الغالف الجوي‪ ،‬ويجب أن يقر أي نظام‬ ‫ٍ‬
‫حققت نجاحات كبيرة في بعض المجاالت‪ ،‬مثل إزالة‬ ‫للمناخ االختالفات الضخمة بين هوالء الذي ينتفعون من‬
‫الرصاص من البنزين وتخفيضات في الكبريت في وقود‬ ‫االستغالل المفرط لمشاع الغالف الجوي‪ ،‬وهؤالء الذين‬
‫الديزل والتبني واسع النطاق لمعايير انبعاثات أكثر‬ ‫يتحملون التكاليف‪.‬‬
‫صرامة (مثل المعايير األوروبية) للمركبات حول العالم‪،‬‬
‫وبأهمية أكبر‪ ،‬القضاء الفعلي على إنتاج‬ ‫يقترح التحليل السابق أن اآلليات القائمة لبروتوكول‬
‫الكلوروفلوروكربونات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فاستخدام الالئحة له‬ ‫مونتريال وتطبيقها مالئمان إلى حد بعيد لمعالجة‬
‫تقييدات عديدة‪ ،‬وهناك استخدام إضافي متزايد ألدوات‬ ‫االنبعاثات المتبقية للمواد المستنفدة لألوزون‪ ،‬بينما تتطلب‬
‫أخرى كجزء من صندوق أدوات نهوج السياسة حول‬ ‫إدارة نوعية الهواء في أجزاء كثيرة من العالم تقوية‬
‫العالم‪.‬‬ ‫الموارد المؤسسية والبشرية والمالية من أجل تنفيذ‬
‫السياسات‪ .‬وبالنسبة لتغير المناخ‪ ،‬من ناحية ثانية‪ ،‬فإن‬
‫في بعض الحاالت كانت األدوات االقتصادية مفيدة في‬ ‫النهوج العالمية الحالية غير فعالة‪ .‬وستكون النهوج األكثر‬
‫تطبيق مبدأ الملوث يدفع‪ ،‬ومواجهة اخفاقات السوق‬ ‫ابتكار ًا وإنصاف ًا لتخفيف اآلثار والتكيف على كافة‬
‫وتسخير قوة األسواق إليجاد أرخص طريقة لتحقيق‬ ‫مستويات المجتمع‪ ،‬بما في ذلك التغيرات األساسية‬
‫أهداف السياسة‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪ ،‬نهج السقف‪-‬و‪-‬المتاجرة‬ ‫للتركيبات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬حاسمة لمواجهة مسألة‬
‫المستخدم في الواليات المتحدة كطريقة لتحقيق‬ ‫كاف‪.‬‬
‫تغير المناخ على نحو ٍ‬
‫انخفاضات كبيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت‪.‬‬
‫وتشمل النهوج األخرى رسوم االنبعاثات على أساس‬ ‫خفض انبعاثات الكيماويات التي تبقى لفترات طويلة في‬
‫الحمولة التي تقدم حافز ًا اقتصادي ًا مباشر ًا لخفض‬ ‫الغالف الجوي‬
‫االنبعاثات‪ ،‬والتخلص من اإلعانات المالية التي تشجع‬ ‫يشكل إنتاج وإطالق هذه المواد تحدي ًا خاصاً‪ .‬وغالب ًا ما‬
‫استخدام أنواع وقود عالية االنبعاثات في بعض البلدان‪.‬‬ ‫تظهر اآلثار نفسها بعد وقت طويل من بدء االنبعاثات‪ ،‬على‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪76‬‬


‫يستخدم التنظيم الذاتي والتنظيم المشترك على نحو‬
‫متزايد بواسطة الشركات الضخمة كأدوات لتحسين األداء‬
‫البيئي لعملياتها‪ ،‬أينما كان موقعها‪ .‬كما تستخدم نظم‬
‫اإلدارة البيئية‪ ،‬مثل سلسلة األيزو ‪ 14000‬وقوانين‬
‫الصناعة‪ ،‬مثل الرعاية المسئولة‪ ،‬كأدوات طوعية‪ ،‬غالب ًا ما‬
‫تكون أبعد من مجرد االلتزام باللوائح الحكومية لخفض‬
‫آثار العمليات على البيئة‪ ،‬وفي الوقت نفسه لحماية‬
‫العالمات التجارية للشركات‪.‬‬

‫في بعض الحاالت يمكن أن تكون المعلومات والتثقيف‬


‫أدوات فعالة لحشد الرأي العام والمجتمعات والمجتمع‬
‫المدني والقطاع الخاص لتحقيق أهداف بيئية‪ .‬ويمكن أن‬
‫تكون فعالة حيث تكون اللوائح الحكومية ضعيفة أو غير‬
‫مطبقة‪ .‬وهي عادة أكثر نجاح ًا عندما تستخدم مندمجة مع‬
‫النهوج األخرى‪ ،‬التي من بينها اللوائح واألدوات‬
‫االقتصادية‪ ،‬لجعل أنشطة عالية االنبعاثات بعينها مكلفة‬
‫وآثارها السلبية معروفة للمجتمع الوطني والدولي‪.‬‬

‫يتحدد نجاح تطوير السياسة وتطبيقها للسيطرة على‬


‫انبعاثات الغالف الجوي إلى حد بعيد بالمشاركة متعددة‬
‫أصحاب المصالح الفعالة على نطاقات مختلفة وحشد‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص‪ .‬وهناك بلدان‬
‫كثيرة لديها لوائح شاملة‪ ،‬لكن في أحوال كثيرة ال تطبق‬
‫بفاعلية بسبب عدم وجود المؤسسات المناسبة واألنظمة‬
‫القانونية واإلرادة السياسية والحوكمة الكفؤة‪ .‬والقيادة‬
‫السياسية القوية أساسية لتطوير القدرة المؤسسية‬
‫والسعي الفعال إلى العامة‪ ،‬لضمان التمويل الكافي ولزيادة‬
‫التنسيق المحلي والوطني والدولي‪.‬‬

‫سوف يتوقف النجاح المستقبلي لجهود‬


‫ألصحاب المصالح على كافة المستويات‪ ،‬مقرون ًا باآلليات‬ ‫تبين معظم الدراسات االقتصادية عموم ًا عقب اإلجراءات‬
‫السيطرة على انبعاثات الغالف الجوي كثيرا ً‬
‫على مشاركة أصحاب المصالح على كافة‬ ‫المناسبة لتيسير التدفقات التكنولوجية والمالية وتقوية‬ ‫الحكومية لمواجهة تلوث الهواء‪ ،‬حتى باستخدام منهجيات‬
‫المستويات‪.‬‬ ‫القدرات البشرية والمؤسسية‪ .‬وبجانب تطوير تكنولوجيات‬ ‫وتقديرات تكلفة حذرة‪ ،‬أن التكاليف المرتبطة باآلثار تفوق‬
‫شارك بالصور (أعلى)‪Ngoma Photos :‬‬ ‫نظيفة مبتكرة‪ ،‬سوف تقطع جهود نشر التكنولوجيات‬ ‫كثير ًا تكاليف هذه اإلجراءت‪ ،‬غالب ًا بعشرة أضعاف‬
‫المتوفرة حالي ًا بسرعة في البلدان النامية شوط ًا بعيد ًا‬ ‫(‪ ،Watkiss and others 2004‬وكالة الحماية البيئية‬
‫شارك بالصور (أسفل)‪:‬‬
‫‪Mark Edwards/Still Pictures‬‬
‫لمواجهة هذه المسائل‪ .‬وإدخال تغييرات جوهرية على‬ ‫األمريكية ‪ .)Evans and others 2002 ،1999‬وعالوة‬
‫التركيبات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬بما في ذلك تغييرات‬ ‫على ذلك‪ ،‬تقل تكاليف اإلجراء‪ ،‬في معظم الحاالت‪ ،‬بكثير‬
‫أساليب المعيشة‪ ،‬يكون حاسم ًا إذا كان للتقدم السريع أن‬ ‫عن المتوقع (‪ .)Watkiss and others 2004‬إضافة‬
‫يتحقق‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يصيب التوزيع االجتماعي لعبء التلوث الفقراء‬
‫واألطفال وكبار السن ومن يعانون من ظروف صحية‬
‫موجودة من قبل‪ .‬ويمكن خفض االنبعاثات بطريقة سوف‬
‫تحمي المناخ دون عراقيل للتركيبتين االجتماعية‪-‬‬
‫االقتصادية (‪Azar and Schneider 2002,‬‬
‫‪.)Edenhofer and others 2006, Stern 2006‬‬

‫سوف يتوقف النجاح المستقبلي لجهود السيطرة على‬


‫انبعاثات الغالف الجوي جوهري ًا على االنخراط القوي‬

‫‪77‬‬ ‫الغالف الجوي‬


)Green Customs (2007). http://www.greencustoms.org/ (last accessed 7 June 2007 recent decades. In Science 308(5729):1772-1774 ‫المراجع‬
Gregory, J. M., Huybrechts, P. and Raper, S. C. B. (2004). Threatened loss of the DeCanio, S. J. (2003). Economic Models of Climate Change: A Critique. Palgrave ACIA (2005). Arctic Climate Impact Assessment. Arctic Council and the International
Greenland ice-sheet. In Nature 428:616 Macmillan, Hampshire Arctic Science Committee, Cambridge University Press, Cambridge http://www.acia.
)uaf.edu/pages/scientific.html (last accessed 14 April 2007
Gregory, J.M. and Huybrechts P. (2006). Ice-sheet contributions to future sea-level Den Elzen, M. G. J. and Meinshausen, M. (2005). Meeting the EU 2-C climate target:
change. In Phil.Trans. R. Soc. A 364:1709-1731 global and regional emission implications. RIVM report 728007031/2005. The ADB (2001). Asian Environmental Outlook 2001. Asian Development Bank, Manilla
Netherlands Environmental Assessment Agency, Bilthoven
Groom, B., Hepburn, C., Koundour, P. and Pearce, D. (2005). Declining Discount Rates: Agarwal, A. and Narain, S. (1991). Global Warming in an Unequal World: A Case of
The Long and the Short of it. In Environmental & Resource Economics 32:445-493 Dentener, F., Stevenson, D., Ellingsen, K., van Noije, T., Schultz, M., Amann, M., Environmental Colonialism. Centre for Science and Environment, New Delhi
Atherton, C., Bell, N., Bergmann, D., Bey, I., Bouwman, L., Butler, T., Cofala, J.,
Gwilliam, K., Kojima, M. and Johnson, T. (2004). Reducing air pollution from urban Akimoto, H., Oharaa, T., Kurokawa, J. and Horii, N. (2006). Verification of energy
Collins, B., Drevet, J., Doherty, R., Eickhout, B., Eskes, H., Fiore, A., Gauss, M.,
transport. The World Bank, Washington, DC consumption in China during 1996–2003 by using satellite observational data. In
Hauglustaine, D., Horowitz, L., Isaksen, I. S. A. , Josse, B., Lawrence, M., Krol, M.,
Lamarque, J. F., Montanaro, V., Muller, J. F., Peuch, V. H., Pitari, G., Pyle, J., Rast, Atmospheric Environment 40:7663-7667
Hansen, B., Østerhus, S., Quadfasel, D. and Turrell, W. (2004). Already the day after
tomorrow? In Science 305:953-954 S., Rodriguez, J., Sanderson, M., Savage, N. H., Shindell, D., Strahan, S., Szopa, S., AMCEN and UNEP (2002). Africa environment outlook: Past, Present and future
Sudo, K., Van Dingenen, R., Wild, O. and Zeng, G. (2006). The global atmospheric perspectives. Earthprint Limited, Stevenage, Hertfordshire
Hansen, J. E. (2005). A slippery slope: How much global warming constitutes
environment for the next generation. In Environmental Science & Technology
“dangerous anthropogenic interference?” In Climatic Change 68(3):269-279 Andersen, S. O. and Sarma, M. (2002). Protecting the Ozone Layer: The United
40(11):3586-3594
Nations History. Earthscan Publications, London
Hansson, L. (2000). Induced pigmentation in zooplankton: a trade-off
Dickens, G. R. (1999). Carbon cycle - The blast in the past. In Nature 401(6755):752
between threats from predation and ultraviolet radiation. In Proc. Biol. Science APMA (2002). Benchmarking Urban Air Quality Management and Practice in Major
267(1459):2327–2331 DOE (2005). US Energy Policy Act of 2005. http://genomicsgtl.energy.gov/biofuels/ and Mega Cities of Asia – Stage 1. Air Pollution in the Megacities of Asia Project.
)legislation.shtml (last accessed 11 April 2007 Stockholm Environment Institute, York http://www.york.ac.uk/inst/sei/rapidc2/
Hare, B. and Meinshausen, M. (2004). How much warming are we committed to
Dore, M. H. I. (2005). Climate change and changes in global precipitation patterns: )benchmarking.html (last accessed 11 April 2007
and how much can be avoided? Report 93. Potsdam Institute for Climate Impact
Research, Potsdam What do we know? In Environment International 31(8):1167-1181 ASEAN (2003). ASEAN Haze Agreement. The Association of South East Asian Nations,
Edenhofer, O., Kemfert, C., Lessmann, K., Grubb, M. and Koehler, J. (2006). Induced )Jakarta http://www.aseansec.org/10202.htm (last accessed 11 April 2007
Heath, J., Ayres, E., Possell, M., Bardgett, R.D., Black, H.I.J., Grant, H., Ineson, P. and
Kerstiens, G. (2005). Rising Atmospheric CO2 Reduces Sequestration of Root-Derived Technological Change: Exploring its implications for the Economics of Atmospheric ASEC (2001). Australia: State of Environment 2001. Australian State of the
Soil Carbon. In Science 309: 1711-1713 Stabilization: Synthesis Report from the innovation Modeling Comparison Project. In Environment Committee, Department of the Environment and Heritage. CSIRO
The Energy Journal Special Issue, Endogenous Technological Change and the Economics Publishing, Canberra http://www.environment.gov.au/soe/2001/index.html (last
Holland, M., Kinghorn, S., Emberson, L., Cinderby, S., Ashmore, M., Mills, G. and
of Atmospheric Stabilization 57:107 )accessed 15 April 2007
Harmens, H. (2006). Development of a framework for probabilistic assessment of
the economic losses caused by ozone damage to crops in Europe. CEH project No. EDGAR (2005). Emission Database for Global Atmospheric Research (EDGAR) Aunan, K., Fang, J. H., Hu, T., Seip, H. M. and Vennemo, H. (2006). Climate change
C02309NEW. Centre for Ecology and Hydrology, Natural Environment Research Council, information system. Joint project of RIVM-MNP, TNO-MEP, JRC-IES and MPIC-AC, and air quality - Measures with co-benefits in China. In Environmental Science &
Bangor, Wales )Bilthoven http://www.mnp.nl/edgar/ (last accessed 14 April 2007 Technology 40(16):4822-4829
Huntingford, C. and Gash, J. (2005). Climate equity for all. In Science EEA (1995). Europe’s Environment - The Dobris Assessment. European Environment Azar, C. and Schneider, S. H. (2002). Are the economic costs of stabilising the
309(5742):1789 Agency, Copenhagen atmosphere prohibitive? In Ecological Economics 42(1-2):73-80
IEA (2006). World Energy Outlook. International Energy Agency, Paris EEA (2005). The European Environment. State and Outlook 2005. European Bankobeza, G. M. (2005). Ozone protection – the international legal regime. Eleven
Environment Agency, Copenhagen International Publishing, Utrecht
IEA (2007a). Energy Balances of OECD Countries and Non-OECD Countries 2006
)edition. International Energy Agency, Paris (in GEO Data Portal Emanuel, K. (2005). Increasing destructiveness of tropical cyclones over the past 30 Beijing Bureau of Statistics (2005). Beijing Statistical Yearbook 2005. Beijing Bureau
years. In Nature 436(7051):686-688 of Statistics, Beijing
IEA (2007b). International Energy Agency Online Energy Statistics. International Energy
Agency, Paris http://www.iea.org/Textbase/stats/electricitydata.asp?COUNTRY_ Emberson, L., Ashmore, M. and Murray, F. eds. (2003). Air Pollution Impacts on Crops Bodansky, D. (2003). Climate Commitments: Assessing the Options. In Beyond Kyoto:
)CODE=29 (last accessed June 21 2007 and Forests - a Global Assessment. Imperial College Press, London Advancing the International Effort Against Climate Change. Pew Center on Global
Environment Canada (2006). Canada-U.S. Air Quality Agreement. Environment Canada, Climate Change
IATA (2007). Fuel Efficiency. International Air Transport Association, Montreal and
Geneva http://www.iata.org/whatwedo/environment/fuel_efficiency.htm (last Gatineau, QC http://www.ec.gc.ca/pdb/can_us/canus_links_e.cfm (last accessed Brack, D. (2003). Monitoring the Montreal Protocol. In Verification Yearbook 2003.
)accessed 7 June 2007 )11 April 2007 VERTIC, London
IPCC (2001a). Climate Change 2001: Synthesis Report. Intergovernmental Panel on EU (1996). Council Directive 96/62/EC of 27 September 1996 on ambient air Brown, L. R. (2006). Building a New Economy. In Plan B 2.0: Rescuing a Planet Under
Climate Change. Cambridge University Press, Cambridge quality assessment and management. Environment Council, European Commission, Stress and a Civilization in Trouble. W. W. Norton, Exp Upd edition
Brussels. In Official Journal of the European Union L 296, 21/11/1996:55- 63
IPCC (2001b). Climate Change 2001: The Scientific Basis. Intergovernmental Panel on Bryden, H., Longworth, H. and Cunningham, S. (2005). Slowing of the Atlantic
Climate Change. Cambridge University Press, Cambridge EU (1999). Council Directive 1999/30/EC of 22 April 1999 relating to limit values meridional overturning circulation at 25° N. In Nature 438:455-457
for sulphur dioxide, nitrogen dioxide and oxides of nitrogen, particulate matter and lead
IPCC (2001c). Climate Change 2001: Impacts, Adaptation and Vulnerability. CAI (2003). Phase-Out of Leaded Gasoline in Oil Importing Countries of Sub-
in ambient air. Environment Council, European Commission, Brussels. In Official Journal
Intergovernmental Panel on Climate Change. Cambridge University Press, Cambridge Saharan Africa – The case of Tanzania – Action plan. Clean Air Initiative, The World
of the European Union L 163, 29/06/1999:41-60
Bank, Washington, DC http://wbln0018.worldbank.org/esmap/site.nsf/files/
IPCC (2007). Climate Change 2007: The Physical Science Basis. Contribution of
EU (2002). Council Directive 2002/3/EC of the European parliament and of the )tanzania+final.pdf/$FILE/tanzania+final.pdf (last accessed 14 April 2007
Working Group I to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel on
council of 12 February 2002 relating to ozone in ambient air. Environment Council,
Climate Change, Geneva http://ipcc-wg1.ucar.edu/wg1/docs/WG1AR4_SPM_ Centre on Airborne Organics (1997). Fine particles in the Atmosphere. 1997 Summer
European Commission, Brussels. In Official Journal of the European Union L 67,
)Approved_05Feb.pdf (last accessed 11 April 2007 Symposium Report. MIT, Boston http://web.mit.edu/airquality/www/rep1997.html
09/03/2002:14-30
)(last accessed 1 May 2007
IPCC/TEAP (2005). IPCC Special Report on Safeguarding the Ozone Layer and the
Evans, J., Levy, J., Hammitt, J., Santos-Burgoa, C., Castillejos, M., Caballero-Ramirez,
Global Climate System. Issues related to Hydrofluorocarbons and Perfluorocarbons. Cities for Climate Protection (2007). http://www.iclei.org/index.php?id=809 (last
M., Hernandez-Avila, M., Riojas-Rodriguez, H., Rojas-Bracho, L., Serrano-Trespalacios,
Approved and accepted in April 2005. Intergovernmental Panel on Climate Change, )accessed 18 July 2007
P., Spengler, J.D. and Suh, H. (2002). Health benefits of air pollution control. In
Geneva
Molina, L.T. and Molina, M.J. (eds.) Air Quality in the Mexico Megacity: An Integrated City of Cape Town (2006). Air Quality Monitoring Network. City of Cape Town, Cape
Jacob, D. (1999). Introduction to Atmospheric Chemistry. Princeton University Press, Assessment. Kluwer Academic Publishers, Dordrecht )Town http://www.capetown.gov.za/airqual/ (last accessed 11 April 2007
New York, NY
Faiz, A. and Gautam , S. (2004). Technical and policy options for reducing emissions Cohen, A. J., Anderson, H. R., Ostro, B., Pandey, K., Krzyzanowski, M., Künzli, N.,
Kuylenstierna, J.C.I., Rodhe, H., Cinderby, S. and Hicks, K. (2001). Acidification in from 2-stroke engine vehicles in Asia. In International Journal of Vehicle Design Gutschmidt, K., Pope, C. A., Romieu, I., Samet, J. M. and Smith, K. R. (2004).
developing countries: ecosystem sensitivity and the critical load approach on a global 34(1):1-11 Mortality impacts of urban air pollution. In Comparative quantification of health risks:
scale. In Ambio 30:20-28 global and regional burden of disease attributable to selected major risk factor Vol. 2,
Galanter, M. H., Levy, I. I. and Carmichael, G. R. (2000). Impacts of Biomass Burning
on Tropospheric CO, NOX, and O3. In J. Geophysical Research 105:6633-6653 Chapter 17. World Health Organization, Geneva
Landsea, C.W., Harper, B.A., Hoarau, K. and Knaff, J.A. (2006). Can we detect trends
in extreme tropical cyclones? In Science 313:452-454 Cohen, A.J., Anderson, H.R., Ostro, B., Pandey, K.D., Krzyzanowski, M., Kunzli,
Gash, J.H.C., Huntingford, C., Marengo, J.A., Betts, R.A., Cox, P.M., Fisch, G., Fu, R.,
Gandu, A.W., Harris, P.P., Machado, L.A.T., von Randow, C. and Dias, M.A.S. (2004). N., Gutschmidt, K., Pope, A., Romieu, I., Samet, J.M. and Smith, K. (2005). The
Larssen, T., Lydersen, E., Tang, D.G., He, Y., Gao, J.X., Liu, H.Y., Duan, L., Seip, H.M.,
Amazonian climate: results and future research. In Theoretical and Applied Climatology global burden of disease due to outdoor air pollution. In Journal of toxicology and
Vogt, R.D., Mulder, J., Shao, M., Wang, Y.H., Shang, H., Zhang, X.S., Solberg, S.,
78(1-3):187-193 environmental health Part A (68):1–7
Aas, W., Okland, T., Eilertsen, O., Angell, V., Liu, Q.R., Zhao, D.W., Xiang, R.J., Xiao,
J.S. and Luo, J.H. (2006). Acid rain in China. In Environmental Science & Technology Cox, P. M., Betts, R. A., Collins, M., Harris, P. P., Huntingford, C. and Jones, C. D.
GEO Data Portal. UNEP’s online core database with national, sub-regional, regional
40(2):418-425 (2004). Amazonian forest dieback under climate-carbon cycle projections for the 21st
and global statistics and maps, covering environmental and socio-economic data and
indicators. United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/ century. In Theoretical and Applied Climatology 78(1-3):137-156
Liepert, B. G. (2002). Observed refuctions of surface solar radiation at sites in the
United States and worldwide from 1961 to 1990. In Geophysical Research Letters )geo/data or http://geodata.grid.unep.ch (last accessed 7 June 2007 CPCB (2001-2006). National Ambient Air Quality- Status & Statistics 1999-2004.
29(10):1421 Central Pollution Control Board, New Delhi
Goulder, L. H. and Nadreau, B. M. (2002). International Approaches to Reducing
Greenhouse Gas Emissions. In Schneider, S. H., Rosencranz, A, and Niles, J.O. (eds.) In Curry, R. and Mauritzen, C. (2005). Dilution of the northern North Atlantic Ocean in
Climate Change Policy: A Survey. Island Press, Washington, DC

2007–1987 :‫ حالة البيئة واتجاهاتها‬:‫القسم ب‬ 78


UNCTAD (2006). Review of Maritime Transport 2006. United Nations Conference on Reid, H. and Alam, M. (2005). Millennium Development Goals. Stockholm Lippmann, M. (2003). Air pollution and health – studies in the Americas and Europe.
Trade and Development, New York and Geneva http://www.unctad.org/en/docs/ Environment Institute, York. In Tiempo 54 In Air pollution and health in rapidly developing countries, G. McGranahan and F.
)rmt2006_en.pdf (last accessed 14 April 2007 Murray (eds.). Earthscan, London
RIVM-MNP (2006). Emission Database for Global Atmospheric Research - EDGAR 3.2
UNECE (1979-2005). The Convention on Long-range Transboundary Air pollution and EDGAR 32FT2000. The Netherlands Environmental Assessment Agency, Bilthoven Martins, M. C. H., Fatigati, F. L., Vespoli, T. C., Martins, L. C., Pereira, L. A. A., Martins,
website. United Nations Economic Commission for Europe, Geneva http://unece.org/ )(in GEO Data Portal M. A., Saldiva, P. H. N. and Braga, A.L.F. (2004). The influence of socio-economic
)env/lrtap/lrtap_h1.htm (last accessed 14 April 2007 conditions on air pollution adverse health effects in elderly people: an analysis of
Rockström, J. Axberg, G.N., Falkenmark, M. Lannerstad, M., Rosemarin, A., Caldwell,
six regions in Sao Paulo, Brazil. In Journal of epidemiology and community health
UNEP (2002). Study on the monitoring of international trade and prevention of illegal I., Arvidson, A. and Nordström, M. (2005). Sustainable Pathways to Attain the
58:41-46
trade in ozone-depleting substances. Study for the Meeting of the Parties. UNEP/OzL. Millennium Development Goals: Assessing the Key Role of Water, Energy and
Pro/WG.1/22/4. United Nations Environment Programme, Nairobi http://ozone. Sanitation. Stockholm Environment Institute, Stockholm Mears, C. A. and Wentz, F. J. (2005). The effect of diurnal correction on satellite-
unep.org/Meeting_Documents/oewg/22oewg/22oewg-2.e.pdf (last accessed 17 derived lower tropospheric temperature. In Science 309(5740):1548-1551
Royal Society (2005a). Food crops in a changing climate: Report of a Royal Society
)April 2007
Discussion Meeting. 26-27 April 2005. Policy report from the meeting, launched 20 Menzel, A., Sparks, T.H., Estrella, N., Koch, E., Aasa, A., Aha, R., Alm-Kubler, K.,
UNEP (2003). Environmental effects of ozone depletion and its interactions with June 2005. The Royal Society, London Bissolli, P., Braslavska, O., Briede, A., Chmielewski, F.M., Crepinsek, Z., Curnel, Y.,
climate change: 2002 assessment. In Photochemical & Photobiological Science 2:1-4 Dahl, A., Defila, C., Donnelly, A., Filella, Y., Jatcza, K., Mage, F., Mestre, A., Nordli,
Royal Society (2005b). Full text of open letter to Margaret Beckett and other G8
O., Penuelas, J., Pirinen, P., Remisova, V., Scheifinger, H., Striz, M., Susnik, A., Van
UNEP (2004). Impacts of summer 2003 heat wave in Europe. In: Environment Alert energy and environment ministers from Robert May, President. The Royal Society,
Vliet. A.J.H., Wielgolaski, F.E., Zach, S. and Zust, A. (2006). European phenological
Bulletin 2 UNEP Division of Early Warning and Assessment/GRID Europe, Geneva )London http://www.royalsoc.ac.uk/page.asp?id=3834 (last accessed 11 April 2007
response to climate change matches warming pattern. In Global Change Biology
http://www.grid.unep.ch/product/publication/download/ew_heat_wave.en.pdf
SEPA (2006). 2005 Report on the State of the Environment in China. State 12:1969-1976
)(last accessed 14 April 2007
Environmental Protection Agency http://english.sepa.gov.cn/ghjh/hjzkgb/200701/
METI (2004). Sustainable future framework on climate change. Interim report by
UNEP (2006). GEO Year Book 2006. United Nations Environment Programme, Nairobi )P020070118528407141643.pdf (last accessed 1 May 2007
special committee on a future framework for addressing climate change. Global
UNEP (2007a). Buildings and Climate Change: Status, Challenges and Opportunities. Siegenthaler, U., Stocker, T.F., Monnin, E., Luthi, D., Schwander, J., Stauffer, B., Environmental Sub-Committee, Industrial Structure Council, Japan. Ministry of Economy,
United Nations Environment Programme, Nairobi http://www.unep.fr/pc/sbc/ Raynaud, D., Barnola, J.M., Fischer, H., Masson-Delmotte, V. and Jouzel, J. (2005). Trade and Industry, Tokyo
)documents/Buildings_and_climate_change.pdf (last accessed 14 April 2007 Stable carbon cycle-climate relationship during the late Pleistocene. In Science
Mexico City Ambient Air Monitoring Network (2006). Federal District Government,
310(5752):1313-1317
UNEP (2007b). Partnership for clean fuels and vehicles. United Nations Environment )Mexico DF http://www.sma.df.gob.mx/simat/ (last accessed 11 April 2007
)Programme, Nairobi http://www.unep.org/pcfv (last accessed 7 June 2007 Skjelkvåle, B.L., Stoddard, J.L., Jeffries, D.S., Torseth, K., Hogasen, T., Bowman,
Moberg, A., Sonechkin, D.M., Holmgren, K., Datsenko, N.M. and Karlen, W. (2005).
J., Mannio, J., Monteith, D.T., Mosello, R., Rogora, M., Rzychon, D., Vesely, J,.
UNEP/Chemicals (2006). The Mercury Programme. http:///www.chem.unep.ch/ Highly variable Northern Hemisphere temperatures reconstructed from low- and high-
Wieting, J., Wilander, A. and Worsztynowicz, A. (2005). Regional scale evidence
)mercury/ (last accessed 14 April 2007 resolution proxy data. In Nature 433(7026):613-617
for improvements in surface water chemistry 1990-2001. In Environmental Pollution
UNEP/RRC-AP (2006). Malé Declaration on the Control and Prevention of Air Pollution 137(1):165-176 Molina, M. J. and Molina, L. T. (2004). Megacities and atmospheric pollution. In
in South Asia and its Likely Transboundary Effects. UNEP Regional Resource Centre Journal of the Air & Waste Management Association 54(6):644-680
Soden, B.J., Jackson, D.L., Ramaswamy, V., Schwarzkopf, M.D. and Huang, X.L.
for Asia and the Pacific, Bangkok http://www.rrcap.unep.org/issues/air/maledec/
(2005). The radiative signature of upper tropospheric moistening. In Science NASA (2006). Ozone Hole Monitoring. Total Ozone Mapping Spectrometer. NASA
)baseline/indexpak.html (last accessed 7 June 2007
310:841-844 Website http://toms.gsfc.nasa.gov/eptoms/dataqual/oz_hole_avg_area_v8.jpg
UNESCO-SCOPE (2006). The Global Carbon Cycle. UNESCO-SCOPE Policy Briefs October )(last accessed 1 May 2007
Spahni, R., Chappellaz, J., Stocker, T.F., Loulergue, L., Hausammann, G., Kawamura,
2006 – No. 2. United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization,
K., Fluckiger, J., Schwander, J., Raynaud, D., Masson-Delmotte, V. and Jouzel, J. Newman, P. and Kenworthy, J. (2006). Urban Design to Reduce Automobile
Scientific Committee on Problems of the Environment, Paris http://unesdoc.unesco.
(2005). Atmospheric methane and nitrous oxide of the late Pleistocene from Antarctic Dependence. In Opolis: An International Journal of Suburban and Metropolitan Studies
)org/images/0015/001500/150010e.pdf (last accessed 14 April 2007
ice cores. In Science 310(5752):1317-1321 2(1): Article 3 http://repositories.cdlib.org/cssd/opolis/vol2/iss1/art3 (last
UNFCCC (1997). United Nations Framework Convention on Climate Change. United )accessed 1 May 2007
Srinivasan, A. (2005). Mainstreaming climate change concerns in development:
Nations Conference on Environment and Development, 1997 http://unfccc.int/
Issues and challenges for Asia. In Sustainable Asia 2005 and beyond: In the pursuit OECD (2002). OECD Environmental Data Compendium 2002. Organisation for
)kyoto_protocol/items/2830.php (last accessed 17 April 2007
of innovative policies. IGES White Paper, Institute for Global Environmental Strategies, Economic Cooperation and Development, Paris
UNFCCC (2006). Peatland degradation fuels climate change. Wetlands International Tokyo
Oerlemans, J. (2005). Extracting a climate signal from 169 glacier records. In Science
and Delft Hydraulics. Presented at The UN Climate Conference, 7 November 2006,
Steffen, K. and Huff, R. (2005). Greenland Melt Extent, 2005 http://cires.colorado. 308(5722):675-77
Nairobi http://www.wetlands.org/ckpp/publication.aspx?id=1f64f9b5-debc-43f5-
)edu/science/groups/steffen/greenland/melt2005 (last accessed 11 April 2007
)8c79-b1280f0d4b9a) (last accessed 10 April 2007 Orr, J.C., Fabry, V.J., Aumont, O., Bopp, L., Doney, S.C., Feely, R.A., Gnanadesikan,
Stern, N. (2006). The Economics of Climate Change – The Stem Review. Cambridge A., Gruber, N., Ishida, A., Joos, F., Key, R.M., Lindsay, K., Maier-Reimer, E., Matear,
UNFCCC-CDIAC (2006). Greenhouse Gases Database. United Nations Framework
University Press, Cambridge R., Monfray, P., Mouchet, A., Najjar, R.G., Plattner, G.K., Rodgers, K.B., Sabine, C.L.,
Convention on Climate Change, Carbon Dioxide Information Analysis Centre (in GEO
Sarmiento, J.L., Schlitzer, R., Slater, R.D., Totterdell, I.J., Weirig, M.F., Yamanaka, Y.
)Data Portal Stevens, C.J., Dise, N.B., Mountford, J.O. and Gowing, D.J. (2004). Impact of nitrogen
and Yool, A. (2005). Anthropogenic ocean acidification over the twenty-first century
deposition on the species richness of grasslands. In Science 303(5665):1876-1879
UNFCCC (2007). The Kyoto Protocol website http://unfccc.int/kyoto_protocol/ and its impact on calcifying organisms. In Nature 437:681-686
)items/2830.php (last accessed 10 April 2007 Stockholm Convention (2000). Stockholm Convention on Persistent Organic Pollutants
Patz, J. A., Lendrum, D. C., Holloway, T. and Foley, J. A. (2005). Impact of regional
)http://www.pops.int/ (last accessed 11 April 2007
UNPD (2005). World Urbanization Prospects: The 2005 Revision. UN Population climate change on human health. In Nature 438:310-317
)Division, New York, NY (in GEO Data Portal Svensen, H., Planke, S., Malthe-Sorenssen, A., Jamtveit, B., Myklebust, R., Eidem, T.R.
Perin, S. and Lean, D.R.S. (2004). The effects of ultraviolet-B radiation on freshwater
and Rey, S.S. (2004). Release of methane from a volcanic basin as a mechanism for
UNPD (2007). World Population Prospects: the 2006 Revision Highlights. United ecosystems of the Arctic: Influence from stratospheric ozone depletion and climate
initial Eocene global warming. In Nature 429(6991):542-545
Nations Department of Social and Economic Affairs, Population Division, New York, NY change. In Environment Reviews 12:1-70
)(in GEO Data Portal Tarnocai, C. (2006). The effect of climate change on carbon in Canadian peatlands. In
Pew Centre on Global Climate Change (2007). Emission Targets http://www.
Global and Planetary Change 53(4):222-232
)UNSD (2007a). Transport Statistical Database (in GEO Data Portal )pewclimate.org/what_s_being_done/targets/index.cfm (last accessed 7 June 2007
TERI (2001). State of Environment Report for Delhi 2001. Supported by the
UNSD (2007b). International Civil Aviation Yearbook: Civil Aviation Statistics of the Phoenix, G.K., Hicks, W.K., Cinderby, S., Kuylenstierna, J.C.I., Stock, W.D., Dentener,
Department of Environment, Government of National Capital Territory. Tata Energy
)World (in GEO Data Portal F.J., Giller, K.E., Austin, A.T., Lefroy, R.D.B., Gimeno, B.S., Ashmore, M.R. and Ineson,
Research Institute, New Delhi
P. (2006). Atmospheric nitrogen deposition in world biodiversity hotspots: the need
USEIA (1999). Analysis of the Climate Change Technology Initiative. Report SR/
Thomas, C.D., Cameron, A., Green, R.E., Bakkenes, M., Beaumont, L.J., Collingham, for a greater global perspective in assessing N deposition impacts. In Global Change
OIAF/99-01. US Energy Information Administration, US Department of Energy,
Y.C., Erasmus, B.F.N., de Siqueira, M.F., Grainger, A., Hannah, L., Hughes, L., Huntley, Biology 12:470-476
Washington, DC http://www.eia.doe.gov/oiaf/archive/climate99/climaterpt.html
B., van Jaarsveld, A.S., Midgley, G.F., Miles, L., Ortega-Huerta, M.A., Peterson, A.T.,
)(last accessed 7 June 2007 Pope, A.C., III and Dockery, D.W. (2006). Critical Review: Health Effects of Fine
Phillips, O.L. and Williams, S.E. (2004a). Extinction risk from climate change. In
Particulate Air Pollution: Lines that Connect. In J. Air & Waste Manage. Assoc.
USEPA (1999). The benefits and costs of the Clean Air Act 1990 to 2010. US Nature 427:145-148
56:709-742
Environmental Protection Agency, Washington, DC http://www.epa.gov/air/sect812/
Thomas, C. D., Williams, S. E., Cameron, A., Green, R. E., Bakkenes, M., Beaumont,
)prospective1.html (last accessed 14 April 2007 Porcaro, J. and Takada, M. (eds.) (2005). Achieving the Millennium Development
L. J., Collingham, Y. C., Erasmus, B. F. N., De Siqueira, M. F., Grainger, A., Hannah,
Goals: Case Studies from Brazil, Mali, and the Philippines. United Nations Development
USEPA (2006). Climate Leaders Partners. US Environmental Protection Agency, L., Hughes, L., Huntley, B., van Jaarsveld, A. S., Midgley, G. F., Miles, L., Ortega-
Programme, New York, NY
Washington, DC http://www.epa.gov/climateleaders/partners/index.html (last Huerta, M. A., Peterson, A. T. and Phillips, O. L. (2004b). Biodiversity conservation
)accessed 14 April 2007 - Uncertainty in predictions of extinction risk -Effects of changes in climate and land use Pounds, J.A., Bustamante, M.R., Coloma, L.A., Consuegra, J.A., Fogden, M.P.L., Foster,
- Climate change and extinction risk – Reply. In Nature 430: Brief Communications P.N., La Marca, E., Masters, K.L., Merino-Viteri, A., Puschendorf, R., Ron, S.R., Sanchez-
Vennemo, H., Aunan, K., Fang, J., Holtedahl, P., Hu, T. and Seip, H. M. (2006).
Azofeifa, G.A., Still, C.J. and Young, B.E. (2006). Widespread amphibian extinctions
Domestic environmental benefits of China’s energy-related CDM potential. In Climate Trenberth, K. (2005). Uncertainty in hurricanes and global warming. In Science
from epidemic disease driven by global warming. In Nature 439:161-167
Change 75:215-239 308(5729):1753-1754
Ramanathan, V., Crutzen, P. J. , Mitra A. P. and Sikka, D. (2002). The Indian Ocean
Vienna Convention (2007). The Vienna Convention website http://ozone.unep.org/ UN (2007). UN Millennium Development Goals. United Nations Department of Public
Experiment and the Asian Brown Cloud. In Current Science 83(8):947-955
)Treaties_and_Ratification/2A_vienna_convention.asp (last accessed 7 June 2007 )Information http://www.un.org/millenniumgoals (last accessed 7 June 2007

79 ‫الغالف الجوي‬
Vingarzan, R. (2004). A review of surface ozone background levels and trends. In
Atmospheric Environment 38:3431-3442

Wahid, A., Maggs, R., Shamsi, S. R. A., Bell, J. N. B. and Ashmore, M. R. (1995).
Air pollution and its impacts on wheat yield in the Pakistan Punjab. In Environmental
Pollution 88(2):47-154

Walter, K.M., Zimov, S.A., Chanton, J.P., Verbyla, D. and Chapin, F.S. (2006). Methane
bubbling from Siberian thaw lakes as a positive feedback to climate warming. In
Nature 443:71-75

Watkiss, P., Baggot, S., Bush, T., Cross, S., Goodwin, J., Holland, M., Hurley, F., Hunt,
A., Jones, G., Kollamthodi, S., Murrells, T., Stedman, J. and Vincent, K. (2004).
An evaluation of air quality strategy. Department for Environment, Food and Rural
Affairs, London http://www.defra.gov.uk/environment/airquality/publications/
)stratevaluation/index.htm (last accessed 17 April 2007

WBCSD (2005). Mobility 2030: Meeting the Challenges to Sustainability. World


Business Council for Sustainable Development, Geneva

Webster, P.J., Holland, G.J., Curry, J.A. and Chang, H.R. (2005). Changes in Tropical
Cyclone Number, Duration, and Intensity in a Warming Environment. In Science
309:1844-1846

Wheeler, D. (1999). Greening industry: New roles for communities, markets and
,governments. The World Bank, Washington, DC and Oxford University Press
New York, NY

WHO (2002). The World Health Report 2002. Reducing risks, promoting healthy life.
World Health Organization, Geneva http://www.who.int/whr/previous/en/index.
)html (last accessed 14 April 2007

WHO (2003). Climate Change and Human Health – Risks and Responses. McMichael,
A.J., Campbell-Lendrum, D.H., Corvalan, C.F., Ebi, K.L., Githeko, A.K., Scheraga, J.D.
and Woodward, A. (eds.). World Health Organization, Geneva

WHO (2006a). WHO Air quality guidelines for particulate matter, ozone, nitrogen
dioxide and sulfur dioxide, Global update 2005: Summary of risk assessment. World
Health Organization, Geneva

WHO (2006b). Solar ultraviolet radiation: global burden of disease from solar
ultraviolet radiation. Environmental Burden of Disease Series No 13. World Health
Organization, Geneva

WHO (2006c). Fuel of life: household energy and health. World Health Organization,
Geneva

WMO (2006a). Commission for Atmospheric Sciences, Fourteenth session, 2006.


Abridged final report with resolutions and recommendations. WMO No.-1002. World
Meteorological Organization, Geneva

WMO (2006b). WMO Antarctic Ozone Bulletin #4/2006. World Meteorological


Organization, Geneva http://www.wmo.ch/web/arep/06/ant-bulletin-4-2006.pdf
)(last accessed 17 April, 2007

WMO and UNEP (2003). Twenty questions and answers about the ozone layer.
Scientific assessment of ozone depletion: 2002. http://www.wmo.int/web/arep/
)reports/ozone_2006/twenty-questions.pdf (last accessed 18 April 2007

WMO and UNEP (2006). Executive Summary of the Scientific Assessment of


Ozone Depletion: 2006. Scientific Assessment Panel of the Montreal Protocol on
Substances that Deplete the Ozone Layer, Geneva and Nairobi http://ozone.unep.
org/Publications/Assessment_Reports/2006/Scientific_Assessment_2006_Exec_
)Summary.pdf (last accessed 14 April 2007

World Bank (2000). Improving Urban Air Quality in South Asia by Reducing Emissions
from Two-Stroke Engine Vehicles. The World Bank, Washington, DC http://www.
)worldbank.org/transport/urbtrans/e&ei/2str1201.pdf (last accessed April 14, 2007

)World Bank (2006). World Development Indicators 2006 (in GEO Data Portal

Wright, L. and Fjellstrom, K. (2005). Sustainable Transport: A Sourcebook for Policy-


makers in developing countries, Module 3a: Mass Transit Options. German Technical
Cooperation (GTZ), Bangkok http://eprints.ucl.ac.uk/archive/00000113/01/
Mass_Rapid_Transit_guide,_GTZ_Sourcebook,_Final,_Feb_2003,_Printable_version.
)pdf (last accessed 17April 2007

Ye, X.M., Hao, J.M., Duan, L. and Zhou, Z.P. (2002). Acidification sensitivity and
critical loads of acid deposition for surface waters in China. In Science of the Total
Environment 289(1-3):189-203

Zellmer, I. D. (1998). The effect of solar UVA and UVB on subarctic Daphnia pulicaria
in its natural habitat. In Hydrobiologia 379:55-62

Zimov, S.A., Schuur, E.A.G. and Chapin, F.S. (2006). Permafrost and the global carbon
budget. In Science 312:1612-1613

Zwally, H.J., Giovinetto, M.B., Li, J., Cornejo, H.G., Beckley, M.A., Brenner, A.C., Saba,
J.L. and Yi, D.H. (2005). Mass changes of the Greenland and Antarctic ice sheets and
shelves and contributions to sea-level rise: 1992-2002.In J Glaciol 51(175):509-527

2007–1987 :‫ حالة البيئة واتجاهاتها‬:‫القسم ب‬ 80


‫الفصل ‪3‬‬
‫األرض‬
‫املؤلف الرئيسي املنسق‪ :‬ديفيد دينت‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬أحمد فارس أصفري‪ ،‬تشاندرا جيري‪ ،‬كايالش جوفيل‪ ،‬ألفريد‬
‫هاترمينك‪ ،‬بيتر هوملجرين‪ ،‬فاتوماتا كيتا واني‪ ،‬ستيال نافون‪ ،‬لينارت أولسون‪ ،‬راؤول بونسي‬
‫هيرنانديز‪ ،‬جوان روكستروم‪ ،‬وجيما شيبرد‬
‫املؤلفون املساهمون‪ :‬جيالني عبد اجلواد‪ ،‬نيلس باجتيس‪ ،‬جوليان مارتينز بيلتران‪،‬‬
‫أندرياس برينك‪ ،‬نيكوالي درونني‪ ،‬وفاء السهلي‪ ،‬جورام إيفالد‪ ،‬جورجي إلويكا‪ ،‬شاشي‬
‫كانت‪ ،‬ثيلما كروج‪ ،‬فولفجاجن كويبر‪ ،‬لي وينلوجن‪ ،‬ديفيد ماك ديفيت‪ ،‬فريدي ناتشتيرجايلي‪،‬‬
‫نديجوا ندياناجن وي‪ ،‬جان بوليسي‪ ،‬كريستيان شموليوس‪ ،‬أشبيندو سينج‪ ،‬بن سونيفيلد‪،‬‬
‫هارالد سفيردروب‪ ،‬جو فان بروسيلني‪ ،‬جوديرت فان ليندين‪ ،‬أندرو وارين‪ ،‬وو بينجفانغ‪ ،‬وو‬
‫جونغزي‬
‫محرر مراجعة الفصل‪ :‬محمد قصاص‬
‫منسقو الفصل‪ :‬تيمو ماوكونني وماركوس لي‬
‫شارك بالصور‪ :‬كريستيان المبريتشتس‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫اإلنتاج واستخدام المواد الكيميائية‪.‬‬ ‫تم تلبية متطلبات سكان يتزايدون بسرعة ومتطلبات‬
‫النمو االقتصادي واألسواق العالمية بتغير لم يسبق له‬
‫تهدد طلبات اإلنسان المتزايدة خدمات النظم‬ ‫مثيل في استخدام األرض‪ .‬وفيما يلي الرسائل الرئيسية‬
‫اإليكولوجية للغابات‪ .‬فقد كان استغالل الغابات على‬ ‫لهذا الفصل‪:‬‬
‫حساب التنوع البيولوجي والتنظيم الطبيعي للمياه‬
‫والمناخ‪ ،‬وقوض دعم مورد الرزق والقيم الثقافية لبعض‬ ‫أثناء العشرين عاماً األخيرة‪ ،‬تباطأ التوسع األسي لألرض‬
‫الشعوب‪ .‬وهناك إدراك متزايد لهذه المسائل‪ ،‬مما يشجع‬ ‫الزراعية‪ ،‬ولكن األرض تستخدم اآلن على نحو أكثر‬
‫مجموعة من االستجابات الفنية‪ ،‬والتشريعات واالتفاقيات‬ ‫كثافة‪ :‬على المستوى العالمي خالل ثمانينيات القرن‬
‫غير الملزمة (مثل منتدى األمم المتحدة للغابات) للحفاظ‬ ‫العشرين‪ ،‬كان هكتار األرض الزراعية ينتج ‪ 1.8‬طناً في‬
‫على الغابات واآلليات المالية لدعمها‪ .‬وانعكس التراجع‬ ‫المتوسط‪ ،‬ولكنه ينتج اآلن ‪ 2.5‬طن‪ .‬وألول مرة في‬
‫التاريخي في مساحة الغابات معتدلة المناخ‪ ،‬بزيادة سنوية‬ ‫التاريخ‪ ،‬يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن‪،‬‬
‫‪ 30000‬كم‪ 2‬بين عامي ‪ 1990‬و‪ .2005‬وتواصلت إزالة الغابات‬ ‫ويتزايد هذا العدد بسرعة‪ ،‬خاصة في البلدان النامية‪.‬‬
‫في المناطق االستوائية‪ ،‬التي بدأت الحقا ً‪ ،‬بمعدل سنوي‬ ‫وتعتمد المدن على الظهير الريفي الواسع للحصول‬
‫قدره ‪ 130000‬كم‪ 2‬خالل نفس الفترة‪ .‬ويمكن مواجهة‬ ‫على المياه والتخلص من النفايات‪ ،‬بينما مطالبها من‬
‫التراجع في مساحة الغابات باالستثمار في الغابات‬ ‫الطعام والوقود والمواد الخام تنتشر عالمياً‪.‬‬
‫المزروعة واالستخدام األكثر فعالية لألخشاب‪ .‬وهناك مزيد‬
‫من الغابات يتم تخصيصها لخدمات النظام اإليكولوجي‪،‬‬ ‫يوجه االستخدام غير المستدام لألرض تدهورها‪ .‬ويستوي‬
‫ولكن اإلدارة المبتكرة مطلوبة للحفاظ على األنظمة‬ ‫تدهور األرض مع تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي في‬
‫اإليكولوجية واستعادتها‪ .‬وهناك حاجة ملحة لبناء قدرة‬ ‫كونهما تهديدا ً للموطن واالقتصاد والمجتمع‪ ،‬ولكن‬
‫مؤسسية‪ ،‬وخاصة اإلدارة المعتمدة على المجتمع؛ وتعتمد‬ ‫للمجتمع وجهات نظر مختلفة حول أوجه تدهور األرض‬
‫فعالية هذه االستجابة على الحوكمة الرشيدة‪.‬‬ ‫العديدة‪ ،‬وفقا ً للرؤية السياسية‪ .‬ويعني التراخي إضافة‬
‫تراكمية إلرث تاريخي طويل من التدهور‪ ،‬والذي سيكون‬
‫تدهور األرض في شكل تآكل التربة واستنزاف‬ ‫الشفاء منه صعبا ً أو مستحيالً‪.‬‬
‫المغذيات وندرة المياه والملوحة واختالل الدورات‬
‫األحيائية هي مشكلة أساسية ومستمرة‪ .‬ويقلل‬ ‫ال تزال الملوثات الضارة والدائمة‪ ،‬مثل الفلزات الثقيلة‬
‫تدهور األرض اإلنتاجية والتنوع البيولوجي وخدمات‬ ‫والمواد الكيميائية العضوية تطلق في األرض والهواء‬
‫النظام اإليكولوجي األخرى ويسهم في تغير المناخ‪.‬‬ ‫والماء من انبعاثات التعدين والتصنيع ومياه المجاري‬
‫إنها مسألة تنمية عالمية ‪ -‬فالتدهور والفقر يدعم كل‬ ‫والطاقة ووسائل المواصالت؛ من استخدام المواد‬
‫منهما اآلخر ‪ -‬ولكنها غير مرئية سياسيا ً ويتم‬ ‫الكيميائية الزراعية ومن المخزونات المتسربة للمواد‬
‫تجاهلها على نحو كبير‪ .‬والضرر يمكن كبحه‪ ،‬بل‬ ‫الكيميائية المهملة‪ .‬وهذه المسألة واضحة سياسيا ً‪،‬‬
‫وعكسه‪ ،‬ولكن هذا يتطلب استثمارا ً طويل األجل‬ ‫والتأثيرات على صحة اإلنسان مباشرة ويزداد فهمها جيدا ً‪،‬‬
‫ومنسقا ً عبر القطاعات‪ ،‬من كافة مستويات الحكومة‬ ‫والتطوير جارٍ إلجراءات وتشريعات أفضل للتعامل مع‬
‫ومستخدمي األرض من األشخاص‪ ،‬وإجراء بحث لتقديم‬ ‫التلوث الكيميائي‪ .‬وقد كان هناك تقدما ً في التعامل مع‬
‫بيانات يعول عليها وتكييف التكنولوجيات المناسبة‬ ‫التلوث في البلدان الصناعية‪ ،‬حيث ظهرت المشكلة أوال ً‪،‬‬
‫للظروف المحلية‪ .‬ومثل حزمة التدابير هذه نادرا ً ما تم‬ ‫ولكن تحول الصناعة إلى البلدان حديثة العهد بالتصنيع‬
‫تجربتها‪.‬‬ ‫لم يعقبه بعد تطبيق إجراءات مالئمة لحماية البيئة‬
‫وصحة اإلنسان‪ .‬ويتطلب تحقيق مستوى مقبول من‬
‫يحد استنفاد المغذيات بالزراعة المتواصلة مع‬ ‫السالمة‪ ،‬في جميع أنحاء العالم‪ ،‬تعزيز القدرة المؤسسية‬
‫مدخالت قليلة أو معدومة اإلنتاجية في طول‬ ‫والفنية في كل البلدان‪ ،‬وكذلك تكامل وسائل السيطرة‬
‫المساحات النجدية االستوائية وشبه االستوائية‬ ‫الحالية وتطبيقها الفعال على كافة المستويات‪ .‬وال زال‬
‫الشاسعة وعرضها‪ .‬وقد أظهر البحث فوائد تدوير‬ ‫هناك نقص غير مقبول للبيانات‪ ،‬حتى للوكالء‪ ،‬مثل إجمالي‬
‫والمخاطر ضد االستدامة‪ .‬وهناك فرص لمواجهة هذا‬ ‫المغذيات البيولوجية بدمج البقوليات في نظام‬
‫التحدي‪ ،‬وتجنب التهديدات المحتملة التي ال يمكن‬ ‫الزراعة‪ ،‬وتحسين إراحة األرض وزراعة األشجار مع‬
‫السيطرة عليها‪ .‬وسوف يوجه النمو السكاني‬ ‫المحاصيل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تبنيها على نطاق واسع لم‬
‫والتنمية االقتصادية والتحضر الطلب على الغذاء‬ ‫يتحقق بعد‪ ،‬وبالنسبة للترب التي تعاني نقصا ً شديدا ً‬
‫والمياه والطاقة والمواد الخام؛ والتحول المستمر من‬ ‫في المغذيات‪ ،‬ال يوجد عالج سوى مدخالت المغذيات‬
‫الحبوب إلى المنتجات الحيوانية والتوجه الحديث‬ ‫الخارجية‪ .‬وقد ترفع اإلضافة البسيطة لروث الحيوانات‬
‫نحو أنواع الوقود الحيوي سوف يزيد الطلب على‬ ‫واألسمدة إنتاج المحاصيل من أقل من ‪ 0.5‬طن إلى ما‬
‫اإلنتاج الزراعي‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬فإن تغير المناخ‬ ‫بين ‪ 6‬و‪ 8‬أطنان من الحبوب للهكتار الواحد‪ .‬وعلى‬
‫سوف يزيد من الطلب على المياه‪ ،‬وقد تؤدي‬ ‫النقيض من النظم الزراعة الكثيفة التي تلوث جداول‬
‫المتقلبية المتزايدة لسقوط األمطار إلى زيادة ندرة‬ ‫المياه والمياه الجوفية باستخدام األسمدة المفرط‪،‬‬
‫المياه في األراضي المجدبة‪ .‬وتشمل فرص مواجهة‬ ‫فإن العديد من أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان‬
‫تلك التحديات تطبيق المعرفة القائمة وتنويع‬ ‫الفقيرة ليس لديهم موارد مالية لشراء األسمدة‪ ،‬رغم‬
‫استخدام األرض‪ ،‬وخاصة على األنظمة الزراعية التي‬ ‫نسب الفائدة‪-‬التكلفة المناسبة‪.‬‬
‫تحاكي األنظمة اإليكولوجية الطبيعية ومجاراة‬
‫الظروف المحلية عن كثب بدالً من تجاهلها‪،‬‬ ‫تقوض ندرة المياه التنمية واألمن الغذائي والصحة‬
‫والتقدمات التكنولوجية واستخدام األسواق لتقديم‬ ‫العامة وخدمات النظام اإليكولوجي‪ .‬وعالميا ً‪ ،‬فإن ‪70‬‬
‫خدمات النظام اإليكولوجي والمبادرات المستقلة‬ ‫في المائة من المياه العذبة المتاحة توجد في التربة‬
‫للمجتمع المدني والقطاع الخاص‪ .‬وتشمل‬ ‫ومتاحة للنباتات‪ ،‬في حين أن ‪ 11‬في المائة فقط متاحة‬
‫التهديدات المحتملة التي ال يمكن السيطرة عليها‬ ‫كتدفق لجداول مياه ومياه جوفية‪ .‬ويمكن لإلدارة األفضل‬
‫الدورات البيولوجية سريعة التقلب‪ ،‬ونقاط التحول‬ ‫للتربة والمياه أن تزيد كثيرا ً من مرونة األنظمة الزراعية‬
‫المتعلقة بالمناخ ونزاع الحوكمة وانهيارها‪.‬‬ ‫وتوافر المياه في اتجاه مجرى األنهار‪ ،‬ولكن كل‬
‫االستثمارات تقريبا ً تتجه إلى سحب المياه‪ ،‬التي‬
‫يستخدم ‪ 80-70‬في المائة منها للري‪ .‬وتحقيق األهداف‬
‫اإلنمائية لأللفية المعنية بالجوع سوف يتطلب‬
‫مضاعفة المياه التي تستخدمها المحاصيل بحلول عام‬
‫‪ .2050‬وحتى مع التحسينات المطلوبة بشدة في‬
‫الكفاءة‪ ،‬ال يستطيع الري تحقيق ذلك وحده‪ .‬كما أن‬
‫هناك حاجة لتحول السياسة نحو مزيد من كفاءة‬
‫استخدام المياه في الزراعة البعلية‪ ،‬مما سوف يغذي‬
‫إمدادات المياه عند المنبع أيضا ً‪.‬‬

‫يحدث التصحر عندما تتحد عمليات تدهور األرض‪،‬‬


‫التي تحدث محلياً‪ ،‬لتؤثر على مساحات كبيرة في‬
‫األراضي المجدبة‪.‬ويعتمد حوالي ‪ 2‬بليون شخص على‬
‫األراضي المجدبة‪ ،‬ويوجد ‪ 90‬في المائة منهم في‬
‫البلدان النامية‪ .‬وتحمل ستة ماليين كم ‪ 2‬من األراضي‬
‫المجدبة إرث تدهور األرض‪ .‬ومن الصعب التعامل مع‬
‫المشكلة‪ ،‬نتيجة التقلبات الدورية في تساقط األمطار‪،‬‬
‫ونظام حيازة األرض الذي لم يعد متوافقا ً مع البيئة‪،‬‬
‫وألن اإلدارة المحلية توجهها قوى إقليمية وعالمية‪.‬‬
‫وهذه القوى يجب أن تتعامل معها السياسات الوطنية‬
‫واإلقليمية والعالمية‪ .‬وتحتاج االستجابات المحلية إلى‬
‫أن يوجهها القياس المتسق لمؤشرات تغير النظام‬
‫اإليكولوجي طويل األجل‪.‬‬

‫من المرجح أن تزداد بحدة الطلبات على موارد األرض‬


‫المغذيات يؤدي إلى تشبع المياه بالمغذيات‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫المقدمة‬
‫يكون هناك ندرة في المياه وملوحة‪ .‬ويكمن تحت تدهور‬ ‫منذ عشرين عام ًا مضت‪ ،‬ذكر تقرير "مستقبلنا المشترك"‪،‬‬
‫األرض اضطراب الدورات األحيائية التي تعتمد عليها‬ ‫الصادر عن اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية أن‪:‬‬
‫الحياة‪ ،‬باإلضافة إلى المسائل االجتماعية ومسائل التنمية‪.‬‬ ‫"إذا كان الحتياجات اإلنسان أن تلبى‪ ،‬يجب الحفاظ على‬
‫وقد استحدث مصطلح التصحر لينقل دراما المسائل‬ ‫الموارد الطبيعية لألرض وتعزيزها‪ .‬ويجب أن يكون‬
‫الملحة والمتشابكة هذه في األراضي المجدبة‪ ،‬ولكن تدهور‬ ‫استخدام األرض في الزراعة والتشجير على أساس تقييم‬
‫األرض بسبب أنشطة اإلنسان يمتد إلى ما وراء األراضي‬ ‫علمي لقدرة األرض واالستنزاف السنوي للتربة الفوقية‪".‬‬
‫المجدبة أو الغابات‪.‬‬ ‫وال يزال يجب إجراء هذا التقييم العلمي بينما الشكوك‬
‫حول البيانات الهامة ما زالت موجودة؛ والمبادئ األساسية‬
‫تتداخل مسائل كثيرة مع الغالف الجوي أو المياه‪ ،‬أو كالهما‪.‬‬ ‫لإلدارة المستدامة لألرض‪ ،‬التي أرساها مؤتمر األمم‬
‫ويتناول هذا الفصل أوجه الموارد المائية المرتبطة أساس ًا‬ ‫المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (‪ )UNCED‬لعام ‪،1992‬‬
‫بإدارة األرض‪ ،‬وتتراوح من سقوط المطر وصرف مياه‬ ‫وعلى نحو بارز برنامج العمل للتنمية المستدامة لجدول‬
‫السطح واالرتشاح وتخزين المياه في التربة واستخدامها‬ ‫أعمال القرن ‪ ،21‬ال تزال تحتاج ترجمتها إلى سياسات‬
‫بواسطة النباتات (المياه الخضراء)‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫وأدوات فعالة عالمياً‪ .‬وتظل التنمية المستدامة واحدة من‬
‫امتصاص الملح والمواد الكيميائية الزراعية والرواسب‬ ‫أكبر التحديات‪ ،‬رغم بعض النجاحات‪ :‬على األصعدة‬
‫العالقة‪ .‬ويتناول الفصل ‪ 4‬األوجه المتعلقة بتعويض المياه‬ ‫اإلقليمية هناك إعادة تأهيل لجزء كبير من هضبة لويس في‬
‫الجوفية وتدفق الجداول المائية (المياه الزرقاء)‪ ،‬بينما‬ ‫الصين والسهول الكبرى في الواليات المتحدة‪ ،‬نتيجة عمل‬
‫تناول الفصل ‪ 2‬في الدرجة األولى تخزين الكربون‬ ‫منسق طويل األجل‪.‬‬
‫واالنبعاثات‪ .‬ويبرز الشكل ‪ 3-1‬أدناه تدفقات المياه‬
‫الخضراء‪-‬الزرقاء‪.‬‬ ‫خالل العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬أدى تزايد السكان والنمو‬
‫االقتصادي واألسواق العالمية الناشئة إلى تغير غير‬
‫موجهات التغير والضغوط‬ ‫مسبوق في استخدام األرض‪ .‬ومن المرجح أن تؤدي‬
‫تتضمن موجهات تغير استخدام األرض الزيادات الهائلة‬ ‫الزيادات المتوقعة في السكان والنمو االقتصادي‬
‫في السكان وكثافتهم وتزايد اإلنتاجية ومستويات الدخول‬ ‫المتواصل إلى أيض ًا زيادة في استغالل موارد األرض‬
‫األعلى وأنماط االستهالك والتغير التكنولوجي والسياسي‬ ‫خالل الخمسين عام ًا القادمة (انظر الفصل ‪ .)9‬فمعظم‬
‫والمناخي‪ .‬كما أن قرارات استخدام األرض الفردية تحثها‬ ‫التغيرات الديناميكية كانت في غطاء الغابات وتركيبته‬
‫أيض ًا الذاكرة الجماعية والتواريخ الشخصية والقيم‬ ‫والتوسع في األرض الزراعية وتكثيفها‪ ،‬ونمو المناطق‬
‫والمعتقدات والتصورات‪ .‬ويلخص الجدول ‪ 3-1‬ضغوط‬ ‫الحضرية‪ .‬ويوجه االستخدام غير المستدام لألرض إلى‬
‫وموجهات تغير استخدام األرض‪ ،‬مميز ًا بين الموجهات‬ ‫تدهور األرض عن طريق التلويث والتلوث وتآكل التربة‬
‫البطيئة التي تسبب آثار ًا تدريجية عبر عقود‪ ،‬والموجهات‬ ‫واستنزاف المغذيات‪ .‬وفي بعض المناطق‪ ،‬يوجد فرط في‬

‫الشكل ‪ 3-1‬المياه الخضراء والزرقاء‪ ،‬التدفقات العالمية‬


‫المياه الزرقاء‬ ‫األمطار ‪%100‬‬ ‫المياه السطحية ‪%1.7‬‬
‫المياه الخضراء‬ ‫المراعي ‪%31‬‬
‫الغابات واألراضي الشجرية ‪%17‬‬
‫األراضي القاحلة ‪%15‬‬
‫المحاصيل ‪%4‬‬
‫ا عا‬
‫لت ئد‬
‫دفق ‪.7‬‬
‫ال‬

‫أخرى ‪%5‬‬
‫‪%0‬‬

‫الر ‪%1‬‬
‫ي‬
‫‪.5‬‬

‫مالحظة‪ :‬تشتمل قيمة الري‬ ‫التدفق األساسي‬


‫أيضا ً على استخدام المياه‬ ‫الذي يمكن‬
‫الجوفية غير المتجددة‪.‬‬ ‫الوصول إليه ‪%11‬‬

‫انبعاث‬
‫المصدر‪Falkenmark and :‬‬ ‫العواصف ‪%26‬‬
‫‪Rockstrِm 2004‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪84‬‬


‫زراعية أو أرض مشجرة أو مراعي وأيض ًا بالغابات‬ ‫السريعة التي قد تكون لها آثار خالل عام واحد (انظر‬
‫المزروعة الجديدة‪ .‬يوضح الجدول ‪ 3-2‬تقديرات تغيرات‬ ‫القسم عن التصحر)‪.‬‬
‫استخدام األرض العالمية منذ عام ‪ 1987‬فيما يخص تغير‬
‫المساحة حسب الفئة (ال يوضح الجدول تغير التركيب‬ ‫تتغير موجهات تغير استخدام األرض ذاتها بمرور الوقت‪.‬‬
‫ضمن هذه الفئات)‪.‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬تم استغالل غابات األمازون البرازيلية‬
‫من أواخر القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين‬
‫منذ عام ‪ ،1987‬حدثت تحويالت الغابات األكبر في حوض‬ ‫لتوريد المطاط إلى السوق العالمية‪ .‬وفي النصف الثاني‬
‫األمازون وجنوب شرق آسيا ووسط وغرب أفريقيا‪ .‬وزادت‬ ‫من القرن العشرين‪ ،‬تم جذب المنطقة إلى االقتصاد‬
‫مساحة الغابات في الغابات الشمالية األوروبية اآلسيوية‬ ‫الوطني‪ ،‬حيث أزيلت مناطق واسعة لتربية الماشية‪ .‬وحالياً‪،‬‬
‫وفي أجزاء من آسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الالتينية‬ ‫فإنها تستجيب لألسواق الوطنية والدولية‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى حد‬ ‫مزيد من االستخدام المكثف لألرض والتحويل المتواصل‬
‫بعيد للغابات المزروعة الجديدة (منظمة األغذية والزراعة‬ ‫للغابات‪ ،‬إلى أرض زراعية في المقام األول‪ ،‬بما في ذلك‬
‫‪ .)2006a‬إن تدهور الغابات‪ ،‬ألسباب بشرية وطبيعية‪،‬‬ ‫مراع إلنتاج اللحم البقري‪.‬‬
‫واسع االنتشار‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تدهور ‪ 30000‬كم‪2‬‬

‫من الغابات في الشرق األقصى الروسي خالل األعوام‬ ‫يتأثر تغير استخدام األرض باالحتياجات المحلية‪ ،‬وكذلك‬
‫الخمسة عشر الماضية بقطع األشجار غير القانوني‬ ‫بالطلبات الحضرية القريبة والقوى االقتصادية البعيدة‬
‫والحرائق (صندوق الحياة البرية العالمي ‪.)2005‬‬ ‫(انظر اإلطار ‪ 3-1‬تحت الغابات)‪ .‬وعلى الصعيد العالمي‪،‬‬
‫فإن البيانات التاريخية الموثوقة نادرة‪ ،‬ولكن المعلومات‬
‫اتسعت األرض الزراعية على نحو كبير في جنوب شرق‬ ‫المتاحة تشير إلى أن أكبر التغيرات خالل العشرين عام ًا‬
‫آسيا‪ ،‬وفي أجزاء من غرب ووسط آسيا‪ ،‬ومنطقة البحيرات‬ ‫الماضية كانت في الغابات‪ ،‬خاصة بتحويلها إلى أرض‬

‫الجدول ‪ 3-1‬ضغوط وموجهات تغير استخدام األرض‬


‫تغيرات في التنظيم االجتماعي‪،‬‬ ‫مشكالت القدرة التكيفية وزيادة‬ ‫السياسة والتغيرات السياسية‬ ‫الفرص المتغيرة التي تخلقها‬ ‫التغيرات في تعداد السكان‬
‫والوصول إلى الموارد والمواقف‬ ‫القابلية للتأثر‬ ‫األسواق‬ ‫واإلدارة‬

‫التغيرات في المؤسسات المسيطرة‬ ‫المشاكل المالية‪ ،‬مثل ديون األسر‬ ‫برامج التنمية االقتصادية‬ ‫المتاجرة والتصنيع الزراعي‬ ‫النمو السكاني الطبيعي؛ التقسيم‬ ‫بطيء‬
‫على الوصول إلى الموارد بواسطة‬ ‫المتزايدة‪ ،‬عدم إمكانية الوصول‬ ‫الفرعي لقطع األراضي‬
‫مديري األرض المختلفين‪ ،‬مثل‬ ‫إلى االئتمان‪ ،‬االفتقار إلى مصادر‬ ‫اإلعانات المعاكسة وتحريفات‬ ‫التحسن في إمكانية الوصول‬
‫التحوالت من الحقوق والحيازة‬ ‫دخل بديلة‬ ‫األسعار الناتجة عن السياسة‬ ‫من خالل إنشاء الطرق‬ ‫دورات الحياة المحلية التي تؤدي‬
‫والملكية والسندات العالمة إلى‬ ‫والحوافز الضريبية‬ ‫إلى تغيرات في توافر العمالة‬
‫الخاصة‬ ‫فشل الشبكات االجتماعية غير‬ ‫التغيرات في أسعار السوق‬
‫الرسمية‬ ‫تنمية الحدود (على سبيل المثال‪،‬‬ ‫للمدخالت والمخرجات‪ ،‬مثل‬ ‫االستخدام المفرط أو غير‬
‫نمو الطموحات الحضرية‬ ‫ألسباب جيولوجية سياسية‪ ،‬أو‬ ‫تراجع أسعار المنتجات‬ ‫المناسب لألرض‬
‫االعتماد على الموارد الخارجية أو‬ ‫لتعزيز جماعات النفوذ)‬ ‫الزراعية وشروط التجارة‬
‫انهيار األسر الممتدة‬ ‫على المساعدات‬ ‫العالمية أو الحضرية‪-‬الريفية‬
‫الحوكمة الضعيفة والفساد‬ ‫غير المناسبة‬
‫تزايد المصالح الفردية والمادية‬ ‫التمييز االجتماعي ضد األقليات‬
‫العرقية أو النساء أو أفراد‬ ‫انعدام األمن في نظام حيازة‬ ‫األجور غير الزراعية وفرص‬
‫نقص التعليم العام وضعف تدفق‬ ‫الطوائف أو الطبقات االجتماعية‬ ‫األراضي‬ ‫التوظيف‬
‫المعلومات الخاصة بالبيئة‬ ‫األدنى‬

‫فقد الحقوق المخولة للموارد البيئية‬ ‫النزاعات الداخلية‬ ‫تغيرات السياسة السريعة‪ ،‬مثل‬ ‫االستثمارات الرأسمالية‬ ‫الهجرة التلقائية‪ ،‬ونزوح السكان‬ ‫سريع‬
‫من خالل‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫تخفيض قيمة العملة‬ ‫االضطراري‬
‫مصادرة ملكية الزراعة واسعة‬ ‫األوبئة‪ ،‬مثل المالريا‪ ،‬واألمراض‪،‬‬ ‫التغيرات في ظروف االقتصاد‬
‫النطاق والسدود الضخمة‬ ‫مثل متالزمة نقص المناعة‬ ‫عدم استقرار الحكومة‬ ‫الكلي والتجارة سواء على‬ ‫تناقص توافر األرض بسبب تعدي‬
‫ومشروعات الغابات والسياحة‬ ‫المكتسبة‪/‬فيروس نقص المناعة‬ ‫المستوى الوطني أو العالمي‬ ‫االستخدامات األخرى‪ ،‬مثل‬
‫والحفاظ على الحياة البرية‬ ‫البشرية (اإليدز)‬ ‫الحرب‬ ‫التي أدت إلى تغيرات في‬ ‫المحميات الطبيعية‬
‫األسعار‪ ،‬مثل الصعود المفاجئ‬
‫األخطار الطبيعية‬ ‫في أسعار الطاقة أو األزمة‬
‫المالية العالمية‬

‫تكنولوجيات جديدة لتكثيف‬


‫استخدام الموارد‬
‫المصدر‪ :‬منقول بتصرف من ‪Lambin and others 2003‬‬

‫‪85‬‬ ‫األرض‬
‫الجدول ‪ 3-2‬استخدام األرض العالمي – المساحات غير المتغيرة (ألف كم‪ )2‬والتحويالت ‪( 2006–1987‬ألف كم‪/2‬عام)‬
‫أرض مشجرة‪/‬‬ ‫إلى‬
‫صافي التغير‬ ‫زيادات‬ ‫خسائر‬ ‫مساحات حضرية‬ ‫أرض زراعية‬ ‫مراعي‬ ‫غابة‬ ‫من‬

‫–‪73‬‬ ‫‪57‬‬ ‫–‪130‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪699 39‬‬ ‫غابة‬

‫‪24‬‬ ‫‪50‬‬ ‫–‪26‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪355 34‬‬ ‫‪14‬‬ ‫أرض مشجرة‪/‬مراعي‬

‫‪29‬‬ ‫‪108‬‬ ‫–‪79‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪138 15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪43‬‬ ‫أرض زراعية‬

‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪380‬‬ ‫غير هامة‬ ‫غير هامة‬ ‫غير هامة‬ ‫مساحات حضرية‬

‫‪235‬‬ ‫–‪235‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫‪ = .n.s‬غير هامة؛ األرض الزراعية شاملة األرض المزروعة والمراعي الكثيفة‬


‫المصدر‪Holmgren 2006 :‬‬

‫ذلك‪ ،‬فإن إنتاج الحبوب العالمي لكل شخص بلغ ذروته في‬ ‫العظمى في شرق أفريقيا‪ ،‬وحوض األمازون الجنوبي‬
‫ثمانينيات القرن العشرين‪ ،‬وهو ينخفض منذ ذلك الحين‬ ‫والسهول العظمى األمريكية‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬تحولت بعض‬
‫ببطء رغم الزيادة في متوسط إنتاج المحاصيل‪.‬‬ ‫األراضي الزراعية إلى استخدامات أخرى لألرض‪ :‬إلى‬
‫الغابات في جنوب شرق الواليات المتحدة وشرقي الصين‬
‫تتوسع المدن والبلدات سريعاً‪ .‬وهي تشغل فقط نسبة‬ ‫وجنوبي البرازيل وإلى النمو الحضري حول معظم المدن‬
‫مئوية بسيطة من سطح األرض‪ ،‬ولكن طلباتها من الغذاء‬ ‫الكبرى‪ .‬وعند النظر إلى هذه المسألة في سياق تاريخي‬
‫والمياه والمواد الخادم ومواقع التخلص من النفايات‬ ‫أعرض‪ ،‬فإن أراض أكثر تم حويلها إلى أراض زراعية‬
‫تهيمن على األرض من حولهم‪ .‬وقد حدث التوسع الحضري‬ ‫خالل ‪ 30‬عام ًا التالية لعام ‪ ،1950‬أكثر من ‪ 150‬عام ًا‬
‫على حساب األرض الزراعية وليس الغابات‪ ،‬وهو حالي ًا في‬ ‫بين عامي ‪ 1700‬و‪( 1850‬تقييم األلفية ‪.)2005a‬‬
‫أعلى مستوياته في البلدان النامية‪.‬‬
‫بل واألكثر أهمية من التغيير في مساحة األرض الزراعية‬
‫االتجاهات واالستجابات البيئية‬ ‫هو أن كثافة استخدام األرض زادت بشكل كبير منذ عام‬
‫هناك آثار إيجابية وسلبية للتغيرات في استخدام األرض‬ ‫‪ ،1987‬مما أدى إلى إنتاج أكبر لكل هكتار‪ .‬وزاد إنتاج‬
‫على رفاهية اإلنسان‪ ،‬وعلى توفير خدمات النظم‬ ‫محاصيل الحبوب بنسبة ‪ 17‬في المائة في أمريكا‬
‫اإليكولوجية‪ .‬وقد نتج عن الزيادة الهائلة في إنتاج المزارع‬ ‫الشمالية و‪ 25‬في المائة في آسيا و‪ 37‬في المائة في غرب‬
‫ومنتجات الغابات ثروة أكبر وأرزاق آمنة أكثر للباليين‪،‬‬ ‫آسيا و‪ 40‬في المائة في أمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬
‫ولكن غالب ًا على حساب تدهور األرض وفقد التنوع‬ ‫الكاريبي‪ .‬وكانت أفريقيا الوحيدة التي ظل فيها إنتاج‬
‫البيولوجي واختالل الدورات الفيزيائية األحيائية‪ ،‬مثل‬ ‫المحاصيل ثابت ًا ومنخفضاً‪ .‬وعالمياً‪ ،‬إذا أضفنا إنتاج‬
‫دورات المياه والمغذيات‪ .‬وتخلق هذه اآلثار تحديات‬ ‫الحبوب والفواكه والخضروات واللحوم معاً‪ ،‬يكون اإلنتاج‬
‫وفرص كثيرة‪ .‬يلخص الجدول ‪ 3-3‬الروابط اإليجابية‬ ‫قد زاد لكل مزارع ووحدة األرض‪ .‬وفي ثمانينيات القرن‬
‫والسلبية بين التغيرات في األرض ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫العشرين‪ ،‬أنتج كل مزارع طن ًا من الغذاء‪ ،‬وأنتج كل هكتار‬
‫من األرض الصالحة للزراعة ‪ 1.8‬طناً‪ ،‬سنوي ًا في‬
‫الغابات‬ ‫المتوسط‪ .‬واليوم‪ ،‬ينتج المزارع الواحد ‪ 1.4‬طناً‪ ،‬والهكتار‬
‫الغابات ليس مجرد أشجار‪ ،‬ولكنها جزء من النظم‬ ‫الواحد من األرض ‪ 2.5‬طناً‪ .‬وظل متوسط مساحة األرض‬
‫اإليكولوجية التي تدعم الحياة واالقتصادات والمجتمعات‪.‬‬ ‫المزروعة لكل مزارع كما هو دون تغيير‪ ،‬عند حوالي ‪0.55‬‬
‫وعندما تكون الغابات ملكية خاصة‪ ،‬فإنها تدار غالب ًا بشكل‬ ‫هكتار ًا (إحصائيات منظمة األغذية والزراعة ‪ .)2006‬ومع‬

‫الجدول ‪ 3-3‬الروابط بين تغيرات األرض ورفاهية اإلنسان‬


‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫السالمة‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫االحتياجات المادية‬ ‫األثر البيئي‬ ‫التغير في األرض‬

‫سبل العيش آمنة أكثر ونمو‬ ‫أخطار متزايدة من‬ ‫انتشار ناقالت األمراض المتعلقة‬ ‫زيادة إنتاج الغذاء واأللياف‬ ‫فقد الموطن والتنوع البيولوجي؛‬ ‫توسع األرض المزروعة‬
‫في النتاج الزراعي‬ ‫الفيضان والغبار‬ ‫بنمو النبات والمياه (مثل الري‬ ‫‪ -‬مثل مضاعفة محصول‬ ‫احتباس المياه في التربة؛‬ ‫والتكثيف‬
‫واالنهيارات األرضية‬ ‫المصحوب بالبلهارسيا)‬ ‫الحبوب خالل األربعين عام ًا‬ ‫اضطراب الدورة البيولوجية؛ زيادة‬
‫تغيرات في الهياكل‬ ‫أثناء الطقس المتطرف‬ ‫الماضية‬ ‫تآكل التربة واستنزاف المغذيات‬
‫االجتماعية والسلطة‬ ‫التعرض للكيماويات الزراعية في‬ ‫والملوحة وإتخام المياه بالمغذيات‬
‫الجو والتربة والمياه‬ ‫الطلبات المتنافسة على‬
‫المياه‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪86‬‬


‫الجدول ‪ 3-3‬الروابط بين تغيرات األرض ورفاهية اإلنسان‪ ،‬تابع‬
‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫السالمة‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫االحتياجات المادية‬ ‫األثر البيئي‬ ‫التغير في األرض‬

‫فقد منتجات الغابة والرعي‬ ‫خطر متزايد للفيضان‬ ‫فقد خدمات النظام اإليكولوجي‬ ‫تنوع موارد قليل‬ ‫فقد الموطن والتنوع البيولوجي‬ ‫فقد الغابات والمراعي‬
‫ومصائد األسماك‬ ‫واالنهيارات األرضية‬ ‫للغابات‪ ،‬بما في ذلك المنتجات‬ ‫والكربون المخزن واحتباس المياه‬ ‫واألراضي الرطبة‬
‫واحتياطات الجفاف‬ ‫أثناء الطقس القاسي‬ ‫الدوائية الجديدة المحتملة‬ ‫موارد مياه ونوعية متناقصة‬ ‫في التربة والتنظيم‬
‫واألعاصير البحرية‬
‫فقد سبل العيش والقيم‬ ‫اضطراب الدورة البيولوجية‬
‫الثقافية ودعم أساليب الحياة‬ ‫وشبكات الغذاء‬
‫التقليدية للسكان األصليين‬
‫والمجتمعات المحلية‬

‫فقد فرص االستجمام‬


‫والسياحة‬

‫زيادة فرص التفاعل‬ ‫ارتفاع معدل التعرض‬ ‫أمراض الجهاز التنفسي والجهاز‬ ‫الوصول الزائد إلى الغذاء‬ ‫تعطيل الدورات الهيدرولوجية‬ ‫التوسع الحضري‬
‫االجتماعي واالقتصادي‬ ‫للجريمة‬ ‫الهضمي بسبب تلوث الهواء وسوء‬ ‫والمياه والمأوى؛ تزايد‬ ‫والبيولوجية؛ فقد الموطن والتنوع‬
‫والوصول إلى الخدمات‬ ‫إمداد المياه والصرف الصحي‬ ‫االختيار‪ ،‬لكن تلبية‬ ‫البيولوجي؛ تركز الملوثات والنفايات‬
‫أخطار النقل والمرور‬ ‫االحتياجات المادية يتوقف‬ ‫الصلبة والعضوية؛ الجزر الحرارية‬
‫زيادة التنافس على الموارد‬ ‫ارتفاع معدل حدوث األمراض‬ ‫بدرجة كبيرة على الدخل‬ ‫الحضرية‬
‫المالية‬ ‫زيادة أخطار الفيضانات‬ ‫المتعلقة باإلجهاد وبالصناعة‬
‫بسبب انسداد التربة‬ ‫ارتفاع معدل اإلصابة بضربات‬
‫نقص اإلحساس بالمجتمع؛‬ ‫واإلقامة في مواقع‬ ‫الشمس‬
‫زيادة اإلحساس بالعزلة‬ ‫خطرة‬

‫نقص اإلنتاجية بسبب‬ ‫زيادة خطر التعرض‬ ‫التسمم وتراكم الملوثات الدائمة في‬ ‫ندرة المياه والمياه غير‬ ‫تلوث التربة والمياه‬ ‫التلوث الكيميائي‬
‫اعتالل الصحة‬ ‫لتلوث سالسل الغذاء؛‬ ‫أنسجة اإلنسان مع احتمال حدوث‬ ‫صالحة للشرب‬
‫في الحاالت الخطيرة‪،‬‬ ‫تداعيات وراثية وإنجابية‬
‫تضاؤل إنتاجية األنظمة‬ ‫تصبح المناطق غير‬
‫الملوثة‬ ‫صالحة للسكن‬

‫فقد الممتلكات والبنية‬ ‫خطر الفيضانات‬ ‫الجوع وسوء التغذية واإلصابة‬ ‫فقدان األمن الغذائي والمائي‬ ‫فقدان التربة والمغذيات والمواطن‬ ‫تآكل التربة‬
‫التحتية‬ ‫واالنهيارات األرضية‬ ‫باألمراض بسبب ضعف نظام‬ ‫والممتلكات؛ امتالء الخزانات‬
‫المناعة‬ ‫بالطمي‬
‫انخفاض توليد الطاقة‬ ‫حوادث بسبب تضرر‬
‫المائية بسبب امتالء‬ ‫البنية التحتية‪ ،‬السيما‬ ‫تعكر المياه وتلوثها‬
‫الخزانات بالطمي‬ ‫في المناطق الساحلية‬
‫والنهرية‬

‫تدهور األرض‬
‫تضاؤل التنمية في قطاعات‬
‫المزارع والغابات‬

‫نقص التنمية في قطاع‬ ‫سوء التغذية والجوع‬ ‫انخفاض إنتاج المزارع‬ ‫فقد خصوبة الترب‬ ‫استنزاف‬
‫المزارع‪ ،‬الفقر‬ ‫والغابات‬ ‫المغذيات‬

‫نقص التنمية‪ ،‬الفقر‬ ‫النزاع على موارد المياه‬ ‫فقد ماء الجسم‬ ‫فقدان األمن الغذائي والمائي‬ ‫انخفاض تدفق المجاري المائية‬ ‫ندرة المياه‬
‫ممارسات الحفاظ على الصحة من‬ ‫وتجدد المياه الجوفية‬
‫األمراض غير كافية‪ ،‬األمراض‬
‫المتعلقة بالمياه‬

‫فقدان إنتاج المزارع‬ ‫مياه غير صالحة للشرب‬ ‫انخفاض إنتاج المزارع‬ ‫ترب غير خصبة‪ ،‬موارد مائية غير‬ ‫الملوحة‬
‫زيادة التكاليف الصناعية‬ ‫قابلة لالستعمال‪ ،‬فقدان موطن‬
‫للتآكل ومعالجة المياه‬ ‫المياه العذبة‬

‫تضرر البنية التحتية‬

‫الفقر والتهميش وانخفاض‬ ‫النزاع على األرض‬ ‫سوء التغذية والجوع‬ ‫انخفاض إنتاج المزارع‬ ‫فقدان الموطن والتنوع البيولوجي‬ ‫التصحر‬
‫المرونة االجتماعية‬ ‫وموارد المياه‬ ‫والمراعي‬
‫واالقتصادية وتحركات‬ ‫األمراض المنقولة بالمياه‪ ،‬مشاكل‬ ‫انخفاض تجدد المياه الجوفية‬
‫السكان‬ ‫تزايد الطوفانات‬ ‫الجهاز التنفسي‬ ‫نقص التنوع البيولوجي‬ ‫ونوعية المياه وخصوبة التربة‬
‫المفاجئة‪ ،‬خطر الغبار‬
‫ندرة المياه‬ ‫زيادة تآكل التربة وعواصف الغبار‬
‫وتعدي الرمال‬

‫‪87‬‬ ‫األرض‬
‫الجدول ‪ 3-3‬الروابط بين تغيرات األرض ورفاهية اإلنسان‪ ،‬تابع‬
‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫السالمة‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫االحتياجات المادية‬ ‫األثر البيئي‬ ‫التغير في األرض‬

‫يُستمد ما يصل إلى ‪80‬‬ ‫خطر ضرر الفيضان‬ ‫أمراض الجهاز التنفسي المتعلقة‬ ‫التحول من الوقود األحفوري‬ ‫تغير المناخ‪ ،‬تحمض مياه أسطح‬ ‫دورة الكربون‬
‫في المائة من إمدادات‬ ‫على الممتلكات‪ ،‬السيما‬ ‫بتلوث الهواء‬ ‫إلى نزاعات الوقود الحيوي‬ ‫المحيطات‬
‫الطاقة من خالل معالجة‬ ‫في المناطق الساحلية‬ ‫مع إنتاج الغذاء‬ ‫(انظر الفصل ‪ 2‬بشكل أساسي)‬
‫دورة الكربون‬ ‫والنهرية‬
‫تغير في أسباب النمو وخطر‬
‫فشل المحصول‬

‫منافع األمن الغذائي وإنتاج‬ ‫تأثيرات صحية من التراكم البيولوجي‬ ‫إشباع المياه الداخلية والساحية‬ ‫دورات المغذيات‬
‫الوقود الحيوي‬ ‫للنيتروجين أو الفوسفات في سالسل‬ ‫بالمغذيات‪ ،‬تلوث المياه الجوفية‬
‫الغذاء‬
‫استنزاف موارد الفوسفات‬
‫مياه غير صالحة للشرب‬

‫ضرر اقتصادي بالغابات‬ ‫تسمم بسبب زيادة امتصاص النبات‬ ‫انخفاض موارد أسماك‬ ‫الترسبات الحمضية والصرف‬ ‫دورات التحمض‬
‫والمصائد والسياحة‬ ‫والحيوان للمعادن السامة‬ ‫المياه العذبة؛ خطر انهيار‬ ‫يضران باألنظمة اإليكولوجية‬
‫أكبر للمصائد البحرية‬ ‫لألرض والمياه‬
‫تآكل البنية التحتية‬
‫والمرافق الصناعية‬ ‫تحمض المحيط والمياه العذبة‬

‫كان هناك فقد سنوي ‪ 50000‬كم‪ 2‬من الغابات البكر‪،‬‬ ‫أساس ًا ألغراض اإلنتاج‪ .‬وما زالت‪ ،‬باإلضافة إلى دعمها‬
‫بينما كانت هناك زيادة سنوية بمتوسط ‪ 30000‬كم‪ 2‬من‬ ‫المباشر لصناعات مثل األخشاب واللباب والتكنولوجيا‬
‫الغابات المزروعة وشبه الطبيعية‪ .‬وتشكل الغابات البكر‬ ‫البيولوجية‪ ،‬فإن كل الغابات توفر مجموعة كبيرة من‬
‫اآلن حوالي ثلث مساحة الغابات العالمية (انظر الشكل‬ ‫خدمات النظم اإليكولوجية‪ .‬وتتضمن هذه الخدمات منع‬
‫‪.)3-3‬‬ ‫تآكل التربة‪ ،‬والحفاظ على خصوبة التربة‪ ،‬وتثبيت الكربون‬
‫من الغالف الجوي في شكل كتلة أحيائية وكربون تربة‬
‫تدار الغابات من أجل وظائف عديدة (انظر الشكل ‪:)3-4‬‬ ‫عضوي‪ .‬وتضم الغابات نسبة كبيرة من التنوع البيولوجي‬
‫في عام ‪ ،2005‬كان ثلث الغابات العالمية يدار أساس ًا‬ ‫األرضي‪ ،‬وتحمي مستجمعات المياه وتهدئ من التغير‬
‫ألغراض اإلنتاج‪ ،‬وخمسها لحفظ الطبيعة وحمايتها‪،‬‬ ‫المناخي‪ .‬وتدعم الغابات أيض ًا األرزاق المحلية وتوفر‬
‫والغابات الباقية للخدمات االجتماعية والمتعددة‪ .‬وأكبر‬ ‫الوقود واألدوية واألغذية التقليدية للمجتمعات المحلية‬
‫نسبة مخصصة على نحو رئيسي لإلنتاج تكون في أوروبا‬ ‫وتشكل جزء ًا من أساس ثقافات كثيرة‪ .‬ويضع حصاد‬
‫(‪ 73‬في المائة) وأقلها في أمريكا الشمالية (‪ 7‬في المائة)‬ ‫منتجات الغابات ضغط ًا شديد ًا على غابات العالم‪ .‬ويصف‬
‫وغرب آسيا (‪ 3‬في المائة)‪ .‬ومن إجمالي إنتاج األخشاب‪،‬‬ ‫اإلطار ‪ 3-1‬بعض الضغوط الرئيسية التي توجه التغيرات‬
‫كان ‪ 60‬في المائة أخشاب صناعية و‪ 40‬في المائة وقود؛‬ ‫في النظم اإليكولوجية للغابات‪.‬‬
‫وينتج ‪ 70‬في المائة من األخشاب الصناعية في أمريكا‬
‫الشمالية وأوروبا‪ ،‬بينما ‪ 82‬في المائة من خشب الوقود‬ ‫التغيرات في النظم اإليكولوجية للغابات‬
‫(الحطب) ينتج في العالم النامي (منظمة األغذية والزراعة‬ ‫بين عامي ‪ 1990‬و‪ ،2005‬تقلصت مساحة الغابات‬
‫‪ .)2006a‬وهناك إدراك متزايد في تقييمات الغابات‬ ‫العالمية بمعدل سنوي ‪ 2‬في المائة تقريباً‪ .‬وكانت أكبر‬
‫لمنتجات الغابات غير الخشبية‪ ،‬بما في ذلك الغذاء والعلف‬ ‫الخسائر في أفريقيا وأمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬
‫واألدوية والمطاط والحرف اليدوية‪ ،‬وهي في بعض البلدان‬ ‫الكاريبي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬اتسعت مساحة الغابات في أوروبا‬
‫أكبر قيمة من منتجات األخشاب‪.‬‬ ‫وأمريكا الشمالية‪ .‬وفي آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬اتسعت‬
‫مساحة الغابات بعد عام ‪( 2000‬انظر بيانات منظمة‬
‫تخصص المزيد والمزيد من مساحات الغابات لحفظ‬ ‫األغذية والزراعة في الشكل ‪ 3-2‬وفي الشكل ‪ 6-31‬حول‬
‫الطبيعة وحمايتها‪ ،‬ويمثل ذلك جزئي ًا اعتراف ًا بخدمات‬ ‫التغير السنوي للغابات في قسم التنوع البيولوجي واألنظمة‬
‫النظم اإليكولوجية القيمة للغابات مثل حماية التربة والمياه‬ ‫اإليكولوجية ألمريكا الالتينية ومنطقة الكاريبي في الفصل ‪.)6‬‬
‫وامتصاص التلوث وتنظيم المناخ من خالل تثبيت الكربون‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه الخدمات تقلصت نتيجة انخفاض‬ ‫باإلضافة إلى التغيرات في مساحة الغابات العالمية‪ ،‬حدثت‬
‫المساحة الكلية للغابات‪ ،‬واستمرار تدهور الغابات‪ ،‬خاصة‬ ‫أيض ًا تغيرات كبيرة في تركيبة الغابات‪ ،‬خاصة في تحويل‬
‫في غابات اإلنتاج والمتعددة األغراض‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫الغابات البكر إلى أنواع أخرى من الغابات (خاصة في‬
‫كان معدل انخفاض الكربون الثابت أكبر من معدل‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ)‪ .‬ويقدر أنه خالل ‪ 15‬عام ًا الماضية‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪88‬‬


‫اإلطار ‪ 3-1‬الموجهات والضغوط المؤثرة على األنظمة اإليكولوجية للغابات‬

‫األخشاب وحطب الوقود‪ ،‬وللخدمات مثل تنظيم موارد المياه واالستجمام‪ .‬ويزداد الطلب على‬ ‫التغيرات في األنظمة اإليكولوجية للغابات‪ ،‬السيما تحويل الغابة إلى استخدامات أخرى لألرض‬
‫الخدمات أسرع من العرض‪.‬‬ ‫والعكس بالعكس‪ ،‬يوجهها حصاد منتجات الغابات وأنشطة اإلدارة ذات الصلة‪ ،‬وأيضا ً ديناميات‬
‫‪ n‬ينعكس النمو االقتصادي في أسعار منتجات الغابات والتجارة الدولية‪ .‬تراجع اإلسهام النسبي‬ ‫الغابات الطبيعية مثل التغيرات في فئة العمر والبنية‪ ،‬واالضطرابات الطبيعية‪ .‬وهناك موجهات‬
‫لقطاع إدارة الغابات في الناتج المحلي اإلجمالي في العقد الماضي‪ ،‬من ‪ 1.6‬في المائة عام‬ ‫أخرى‪ ،‬منها تغير المناخ واألمراض واألنواع الغازية واآلفات وتلوث الهواء والضغوط من األنشطة‬
‫‪ 1990‬إلى ‪ 1.2‬في المائة عام ‪.2000‬‬ ‫االقتصادية كالزراعة والتعدين‪.‬‬
‫‪ n‬تحول التفضيالت الثقافية الطلبات من أجل الخدمات الثقافية التي توفرها الغابات‪.‬‬
‫‪ n‬ساعد العلم في تحسين إدارة الغابات‪ ،‬بينما حسن العلم والتكنولوجيا معا ً اإلنتاجية وكفاءة‬ ‫هناك عدد من الموجهات والضغوط التي تحدث تغيرات في الغابات‪.‬‬
‫إنتاج واستخدام الغابات‪.‬‬ ‫‪ n‬تشمل االتجاهات الديموغرافية التغيرات في كثافة السكان والحركة ومعدالت النمو والتوزيع‬
‫الحضري‪-‬الريفي‪ .‬وتمارس هذه االتجاهات ضغوطا ً على الغابات من خالل طلبات للسلع مثل‬

‫المصادر‪Bengeston and Kant 2005, FAO 2004, FAO 2006a :‬أ‬

‫والبيئية والثقافية والروحية ألجيال الحاضر والمستقبل‪".‬‬ ‫االنخفاض في مساحة الغابات (انظر الشكل ‪.)3-5‬‬
‫تتضمن أطر العمل البديلة لتقييم ومراقبة حالة واتجاهات‬
‫إن ضمان التدفق المستمر للسلع والخدمات من الغابات‬
‫ضروري لرفاهية اإلنسان واالقتصادات الوطنية‪ .‬وقد يؤدي‬
‫الشكل ‪ 3-2‬مساحة الغابات اإلجمالية حسب اإلقليم‬
‫التركيز أكثر على الحفاظ على التنوع البيولوجي إلى فوائد‬
‫مليون كم مربع‬
‫‬
‫متزايدة من حيث المرونة والعالقات االجتماعية والصحة‬
‫‬
‫‬ ‫‬ ‫وحرية االختيار والعمل (تقييم األلفية ‪ ،2005a‬منظمة‬
‫‬ ‫‬ ‫األغذية والزراعة ‪ .)2006a‬ويتأثر كثير من فقراء العالم‬
‫‬ ‫مباشرة وبكثافة بالتغيرات في استعمال الغابات‪ .‬وقد‬
‫‬ ‫توصل تجميع حديث للبيانات من ‪ 17‬بلد ًا إلى أن ‪ 22‬في‬
‫‬ ‫المائة من دخل األسر الريفية في األقاليم المزروعة غابات‬
‫‬
‫يأتي من حصاد األغذية البرية والحطب والعلف والنباتات‬
‫‬
‫الطبية‪ ،‬وهو ما يولد نسبة أعلى بكثير من الدخل للفقراء‬
‫عن األسر الثرية‪ .‬وبالنسبة للفقراء‪ ،‬فإن هذا األمر‬
‫‬

‫‬
‫بالغ األهمية عندما تكون مصادر الدخل األخرى نادرة‬
‫‬
‫(‪.)Vedeld and others 2004‬‬
‫‬
‫أفريقيا‬ ‫آسيا‬ ‫أوروبا‬ ‫غرب آسيا أمريكا أمريكا‬
‫والمحيط‬ ‫الشمالية الالتينية‬ ‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات‬
‫الهادئ‬ ‫ومنطقة البحر‬ ‫البيئة العالمية‪ ،‬تم جمعه من‬ ‫إدارة الغابات‬
‫الكاريبي‬ ‫الفاو ‪2003‬‬
‫رغم اآلثار الواسعة للتغيرات في غطاء الغابات‬
‫واستخدامه‪ ،‬ال يزال التعامل مع المسائل المتعلقة بالغابات‬
‫يتم بشكل تدريجي في المعاهدات متعددة األطراف وغيرها‬
‫الشكل ‪ 3-3‬مساحة الغابات البدائية حسب اإلقليم‬
‫مليون كم مربع‬ ‫من األدوات واالتفاقيات الملزمة وغير الملزمة قانوناً‪ .‬ومع‬
‫‬ ‫‬
‫ذلك‪ ،‬فإن بعض المبادرات اإلقليمية في إنفاذ قوانين‬
‫‬
‫‬ ‫الغابات والحوكمة أحرزت تقدم ًا في التصدي لألنشطة غير‬
‫القانونية‪ .‬وقد عقدت مؤتمرات وزارية إقليمية معنية‬
‫بالغابات في شرق آسيا (‪ ،)2001‬وأفريقيا (‪،)2003‬‬
‫‬

‫‬ ‫وأوروبا وأمريكا الشمالية (‪ ،)2005‬اشتركت في تنظيمها‬


‫‬ ‫حكومات البلدان المنتجة والمستهلكة (البنك الدولي‬
‫‪.)2006‬‬
‫‬

‫‬
‫تطور مفهوم اإلدارة المستدامة للغابات على مدى العقدين‬
‫‬ ‫الماضيين‪ ،‬لكن ما زال يصعب تعريفه‪ .‬تنص مبادئ‬
‫‬ ‫الغابات التي وضعت لمؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية‬
‫أمريكا الالتينية‬
‫أفريقيا‬ ‫آسيا‬
‫والمحيط‬
‫أوروبا‬ ‫أمريكا‬
‫الشمالية ومنطقة البحر‬
‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات‬
‫البيئة العالمية‪ ،‬تم جمعه من‬ ‫(‪ )UNCED‬على أن‪" :‬يجب إدارة موارد وأراضي الغابات‬
‫الكاريبي‬ ‫الفاو ‪2005‬‬
‫الهادئ‬
‫باستدامة للوفاء باالحتياجات االجتماعية واالقتصادية‬

‫‪89‬‬ ‫األرض‬
‫الشكل ‪ 3-4‬تسمية الغابات حسب اإلقليم‪2005 ،‬‬
‫‬
‫ال شيء أو غير معروفة‬ ‫‬
‫أغراض عديدة‬ ‫‬
‫خدمات اجتماعية‬
‫الحفظ‬ ‫‬
‫الحماية‬ ‫‬
‫اإلنتاج‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫المصدر‪ :‬بوابة بيانات توقعات البيئة‬ ‫‬


‫العالمية‪ ،‬تم جمعه من الفاو ‪2005‬‬
‫‬
‫أفريقيا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫أمريكا‬ ‫غرب آسيا‬ ‫على مستوى‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫الشمالية‬ ‫العالم‬

‫على الصعيد المحلي‪ ،‬هناك أمثلة كثيرة لإلدارة المبتكرة‪،‬‬ ‫العناصر المختلفة إلدارة الغابات المستدامة المعايير‬
‫وخاصة النُهج المعتمدة على المجتمع التي تكبح االتجاهات‬ ‫والمؤشرات‪ ،‬وإصدار رخص الغابات والمحاسبة البيئية‪.‬‬
‫في تدهور الغابات وفقدان خدمات النظم اإليكولوجية‬ ‫وعلى المستوى المنهجي‪ ،‬من الصعب دمج المعلومات عن‬
‫للغابات (انظر اإلطار ‪.)3-2‬‬ ‫حالة الغابات واتجاهاتها‪ ،‬ومساهمة السلع وخدمات‬
‫الغابات غير المسوقة وغير االستهالكية وغير الملموسة‪.‬‬
‫تدهور األرض‬ ‫وثمة صعوبة أخرى تكمن في تحديد عتبات يمكن بعدها‬
‫تدهور األرض هو فقدان طويل األجل لوظيفة وخدمات‬ ‫اعتبار التغيرات في القيم مهمة‪ .‬وعلى المستوى العملي‪،‬‬
‫النظام اإليكولوجي‪ ،‬بسبب االضطرابات التي ال يمكن للنظام‬ ‫غالب ًا ما تكون البيانات المكانية والزمانية لتقييم االستدامة‬
‫أن يتعافى منها دون مساعدة‪ .‬وهو يفسد نسبة كبيرة من‬ ‫متضاربة وغير متسقة وغير كافية‪ .‬وقد أخذت في االعتبار‬
‫سطح األرض‪ ،‬ويعاني حوالي ثلث سكان العالم ‪ -‬الفقراء‬ ‫بجدية أكبر سياسات تعزيز تثبيت الكربون في الغالف‬
‫والبلدان الفقيرة بتفاوت من آثاره‪ .‬وتربط األدلة المبرهنة‬ ‫الجوي بالنظم الزراعية والرعوية والغابات‪ ،‬ألن تثبيت‬
‫تدهور األرض بفقد التنوع البيولوجي والتغير المناخي‪ ،‬على‬ ‫الكربون بمزارع الغابات مؤهل للمتاجرة بموجب بروتوكول‬
‫أنه السبب والتأثير (‪.)Gisladottir and Stocking 2005‬‬ ‫كيوتو‪ .‬ويلخص الجدول ‪ 3-4‬التقدم نحو اإلدارة‬
‫وتشمل التأثيرات المباشرة فقد كربون التربة العضوي‬ ‫المستدامة للغابات مقابل تدابير نطاق الغابات والتنوع‬
‫والمغذيات وتخزين مياه التربة وتنظيمها والتنوع‬ ‫البيولوجي وصحة الغابات والوظائف اإلنتاجية والوقائية‬
‫البيولوجي تحت األرض‪ .‬وبشكل غير مباشر‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫واالجتماعية‪-‬االقتصادية‪.‬‬
‫يعني فقدان القدرة اإلنتاجية وموطن الحياة البرية‪ .‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬فإنه في المراعي يعطل هجرة الحيوانات‬
‫البرية‪ ،‬ويحدث تغيرات في العلف‪ ،‬ويسبب اآلفات‬
‫واألمراض‪ ،‬ويزيد من التنافس على الغذاء والمياه‪ .‬وتقل‬ ‫الشكل ‪ 3-5‬انخفاضات الكربون في الكتلة الحيوية الحية وفي نطاق الغابة‬
‫موارد المياه نتيجة اختالل الدورة المائية والتلوث بعيد ًا‬ ‫‬
‫نطاق الغابات‬
‫عن الموقع والترسيب‪ .‬وقد كان هناك إقرار للتهديد الذي‬ ‫‬
‫الكربون في الكتلة‬
‫يمثله تدهور األرض على التنمية المستدامة منذ عقود من‬ ‫الحيوية الحية‬ ‫‬

‫الزمن‪ ،‬بما في ذلك في قمة األرض عام ‪ 1992‬ومؤتمر‬ ‫‬

‫القمة العالمي للتنمية المستدامة عام ‪ ،2002‬ولكن‬ ‫‬


‫االستجابات كانت عاجزة بسبب الضعف في البيانات‬
‫‬
‫المتاحة‪ ،‬ال سيما ما يتعلق بالتوزيع ومدى وخطورة أوجه‬
‫‬
‫التدهور المختلفة‪.‬‬
‫‬
‫المصدر‪ :‬الفاو ‪2006a‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫كان المصدر الشامل الوحيد للمعلومات هو التقييم العالمي‬


‫‬

‫‬
‫‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪90‬‬


‫اإلطار ‪ 3-4‬التقدم نحو إدارة غابات مستدامة‬
‫معدل التغير‬
‫السنوي ‪1990-‬‬
‫التغير السنوي‬ ‫‪( 2005‬بالنسبة‬ ‫االتجاهات في متغيرات أو مشتقات التقييم العالمي لموارد الغابات‬
‫الوحدة‬ ‫‪1990-2005‬‬ ‫المئوية)‬ ‫توافر البيانات‬ ‫(‪ )FRA‬لعام ‪2005‬‬ ‫العنصر المواضيعي‬

‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫–‪351 8‬‬ ‫–‪0.21‬‬ ‫عال‬ ‫مساحة الغابة‬ ‫‪n‬‬ ‫نطاق موارد الغابات‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫–‪299 3‬‬ ‫–‪0.35‬‬ ‫متوسط‬ ‫مساحة األرض المشجرة األخرى‬ ‫‪n‬‬
‫مليون م‪3‬‬ ‫–‪570‬‬ ‫–‪0.15‬‬ ‫عال‬ ‫المخزون النامي من الغابات‬ ‫‪n‬‬
‫طن‪/‬هكتار‬ ‫–‪0.15‬‬ ‫–‪0.02‬‬ ‫عال‬ ‫مخزون الكربون لكل هكتار في الكتلة األحيائية للغابات‬ ‫‪n‬‬

‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫–‪848 5‬‬ ‫–‪0.52‬‬ ‫عال‬ ‫‪ n‬مساحة الغابات البكر‬ ‫التنوع البيولوجي‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫‪391 6‬‬ ‫‪1.87‬‬ ‫عال‬ ‫‪n‬مساحة الغابات المخصصة في األصل للحفاظ على التنوع‬
‫البيولوجي‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫–‪397 9‬‬ ‫–‪0.26‬‬ ‫عال‬ ‫‪n‬إجمالي مساحة الغابات باستثناء مساحة مزارع الغابات اإلنتاجية‬

‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫–‪125‬‬ ‫–‪0.49‬‬ ‫متوسط‬ ‫‪ n‬مساحة الغابات متأثرة بالحرائق‬ ‫صحة الغابات وحيوتها‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫‪101 1‬‬ ‫‪1.84‬‬ ‫متوسط‬ ‫‪n‬مساحة الغابات المتأثرة بالحشرات واألوبئة واالضطرابات األخرى‬

‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫–‪552 4‬‬ ‫–‪0.35‬‬ ‫عال‬ ‫مساحة الغابات المخصصة لإلنتاج في األصل‬ ‫‪n‬‬ ‫الوظائف اإلنتاجية لموارد الغابات‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫‪165 2‬‬ ‫‪2.38‬‬ ‫عال‬ ‫مساحة مزارع الغابات اإلنتاجية‬ ‫‪n‬‬
‫مليون م‪3‬‬ ‫–‪321‬‬ ‫–‪0.19‬‬ ‫عال‬ ‫المخزون النامي التجاري‬ ‫‪n‬‬
‫‪ 1000‬م‪3‬‬ ‫–‪199 3‬‬ ‫–‪0.11‬‬ ‫عال‬ ‫إجمالي إزاالت الخشب‬ ‫‪n‬‬
‫أطنان‬ ‫‪460 143‬‬ ‫‪2.47‬‬ ‫متوسط‬ ‫إجمالي إزاالت منتجات الغابة غير الخشبية‬ ‫‪n‬‬

‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫‪375 3‬‬ ‫‪1.06‬‬ ‫عال‬ ‫‪ n‬مساحة الغابات المخصصة للحماية في األصل‬ ‫الوظائف الحمائية لموارد الغابات‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫‪380‬‬ ‫‪1.14‬‬ ‫عال‬ ‫‪ n‬مساحة مزارع الغابات الحمائية‬

‫مليون دوالر أمريكي‬ ‫‪377‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫منخفض‬ ‫قيمة إزاالت الخشب اإلجمالية‬ ‫‪n‬‬ ‫الوظائف االجتماعية‪-‬االقتصادية‬
‫مليون دوالر أمريكي‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫متوسط‬ ‫قيمة إزاالت منتجات الغابة غير الخشبية اإلجمالية‬ ‫‪n‬‬
‫‪ 1000‬شخص‪/‬عام‬ ‫–‪102‬‬ ‫–‪0.97‬‬ ‫متوسط‬ ‫إجمالي العمالة‬ ‫‪n‬‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫‪737 2‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫متوسط‬ ‫مساحة غابات الملكية الخاصة‬ ‫‪n‬‬
‫‪ 1000‬هكتار‬ ‫‪646 6‬‬ ‫‪8.63‬‬ ‫عال‬ ‫مساحة الغابات المخصصة في األصل للخدمات االجتماعية‬ ‫‪n‬‬

‫‪ = NWFP‬منتجات الغابة غير الخشبية‬ ‫‪ = FRA‬التقييم العالمي لموارد الغابات الصادر عن الفاو ‬
‫‪ = n‬تغير سلبي (أقل من ‪ -0.5‬في المائة)‬ ‫‪ = n‬تغير ضئيل (بين –‪ 0.5‬و ‪ 0.5‬في المائة) ‬ ‫‪ = n‬تغير إيجابي (أكثر من ‪ 0.5‬في المائة) ‬
‫المصدر‪ :‬الفاو ‪2006a‬‬

‫األرض والمعايير المرتبطة بالسياسة‪ ،‬مثل إنتاج المحاصيل‬ ‫لتدهور التربة بفعل اإلنسان (‪ ،)GLASOD‬والذي قيم‬
‫والفقر‪ ،‬لم يتم التحقق منها (‪Sonneveld and Dent‬‬ ‫خطورة ونوع تدهور األرض لوحدات المناظر الطبيعية‬
‫‪.)2007‬‬ ‫المحددة على نطاق واسع بنسبة ‪ 10:1‬مليون (‪Oldeman‬‬
‫‪ .)and others 1991‬وقد تم تجميعه من آراء الخبراء‪،‬‬
‫يحدد تقييم عالمي كمي جديد في إطار مشروع تقييم‬ ‫وفي حين أنه ال يقوم بمال باعتباره أول تقييم عالمي‪ ،‬إال‬
‫تدهور األرض في األراضي المجدبة (‪ )LADA‬التابع‬ ‫أنه أثبت منذ ذلك الحين أنه غير قابل لالستنساخ‬
‫لمرفق البيئة العالمية‪/‬برنامج األمم المتحدة للبيئة‪/‬منظمة‬ ‫ومتضارب‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن العالقات بين تدهور‬

‫اإلطار ‪ 3-2‬إدارة الغابات المستدامة بواسطة صغار المالك في غابات األمازون البرازيلية‬

‫النظام الموضح هنا تتم ممارسته في ملكيات الغابات التي يبلغ متوسط مساحة كل منها ‪40‬‬ ‫منذ عام ‪ ،1998‬حرص مزارعو البرازيل على الحفاظ على نسبة ‪ 80‬في المائة من أراضيهم كغابات‬
‫هكتارا ً‪ .‬واالتفاقيات التعاونية بين الجيران تسهل لهم الحصول على الثيران والجرارات الصغيرة‬ ‫(‪ 50‬في المائة في بعض المناطق الخاصة) كاحتياطي قانوني للغابات‪ .‬وإدارة غابات صغيرة النطاق‬
‫وماكينات نشر الخشب التي يشغلها فرد واحد‪ ،‬وتحقيق أسعار أعلى في األسواق المحلية‬ ‫يمكن صغار المالك من تحقيق استفادة اقتصادية من احتياطيات غاباتهم‪.‬‬
‫وخفض تكاليف النقل‪ .‬ونتيجة لذلك زاد دخل المزارعين بنسبة ‪ 30‬في المائة‪ .‬في عام ‪ ،2001‬أنشأ‬
‫صغار المالك رابطة المنتجين الريفيين إلدارة الغابات والزراعة لتسويق منتجاتهم في كل أنحاء‬ ‫ومنذ عام ‪ ،1995‬طورت مجموعة من صغار المالك في إقليم آكر‪ ،‬تدعمهم إمبرابا (مؤسسة األبحاث‬
‫البلد‪ ،‬وفي عام ‪ 2003‬فازوا بشهادة مجلس اإلشراف على الغابات من سمارت وود‪ .‬وقد أجريت‬ ‫الزراعية البرازيلية)‪ ،‬أنظمة إدارة مستدامة للغابات تعتمد على ممارسات الغابات التقليدية كمصدر جديد‬
‫مسوح لألراضي لمراقبة التنوع البيولوجي‪ .‬واستخدم المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية‬ ‫للدخل‪ .‬تتم المحافظة على التنوع البيولوجي وبنية الغابة باضطراب منخفض األثر على فترات زمنية‬
‫المتجددة (‪ ،)IBAMA‬وبنك األمازون (‪ )BASA‬نظام اإلدارة المستدامة للغابات كنقطة مرجعية‬ ‫قصيرة يصاحبه ممارسات التأجيم (علم زراعة الغابات والعناية بها)‪ ،‬يوافق ظروف صغار المالك (مساحة‬
‫للتنمية والسياسات المالية لخطط إدارة الموارد الطبيعية المشابهة‪.‬‬ ‫إدارة صغيرة‪ ،‬توافر محدود للعمالة واالستثمار) مع أساليب إدارة مناسبة (دورات حصاد قصيرة وحصاد‬
‫منخفض الكثافة واستخدام الحيوانات للنقل والحراثة)‪.‬‬

‫المصادر‪D’Oliveira and others 2005, Embrapa Acre 2006 :‬‬

‫‪91‬‬ ‫األرض‬
‫عن خسائر اإلنتاج الزراعي والغابات‪ ،‬تمثل المناطق‬ ‫األغذية والزراعة بقع ًا سوداء لتدهور األرض بتحليل‬
‫المتدهورة فقد ًا في صافي اإلنتاجية األساسية يقدر بنحو‬ ‫اتجاهات صافي اإلنتاجية األساسية خالل ‪ 25‬عام ًا‬
‫‪ 800‬مليون طن من الكربون على مدى الفترة‪ ،‬مما يعني أن‬ ‫األخيرة (‪ NPP‬أو إنتاج الكتلة األحيائية)‪ .‬يستمد صافي‬
‫هذه الكمية لم تكن ثابتة من الغالف الجوي‪ .‬وباإلضافة إلى‬ ‫اإلنتاجية األساسية من قياسات األقمار االصطناعية‬
‫ذلك‪ ،‬كانت هناك انبعاثات إلى الغالف الجوي أكبر عشرة أو‬ ‫لمؤشر الحياة النباتية المعاير االختالف (‪ NDVI‬أو مؤشر‬
‫عشرين ضعف ًا من تلك الناتجة من فقد كربون التربة العضوي‬ ‫اإلخضرار)‪ .‬وال يدل االتجاه السلبي في صافي اإلنتاجية‬
‫والكتلة األحيائية الثابتة (‪.)Bai and others 2007‬‬ ‫األساسية بالضرورة على تدهور األرض‪ ،‬حيث أنه يعتمد‬
‫على عوامل أخرى عديدة‪ ،‬وخاصة سقوط األمطار‪ .‬ويجمع‬
‫تتضمن مناطق االهتمام أفريقيا االستوائية جنوب خط‬ ‫الشكل ‪ 3-6‬االتجاه الحديث لصافي اإلنتاجية األساسية‬
‫االستواء وجنوب شرق أفريقيا‪ ،‬وجنوب شرق آسيا (خاصة‬ ‫مع فعالية استخدام األمطار (صافي اإلنتاجية األساسية‬
‫األراضي المنحدرة)‪ ،‬وجنوب الصين‪ ،‬وشمال وسط‬ ‫لكل وحدة سقوط أمطار)‪ .‬والمناطق الحرجة تعرف على‬
‫أستراليا ‪ ،‬وأمريكا الوسطى والكاريبي (خاصة األراضي‬ ‫أنها مناطق ذات اتجاه متدن لصافي اإلنتاجية األساسية‬
‫المنحدرة واألراضي المجدبة)‪ ،‬وجنوب شرق البرازيل‬ ‫وكفاءة متدنية الستخدام األمطار خالل ‪ 25‬عام ًا الماضية‪،‬‬
‫وسهول بامباس في أمريكا الجنوبية والغابات الشمالية في‬ ‫باستثناء التأثيرات البسيطة للجفاف‪ .‬وبالنسبة للمناطق‬
‫أالسكا وكندا وشرق سيبيريا‪ .‬وفي المناطق ذات التدهور‬ ‫المروية‪ ،‬فإن الكتلة األحيائية فقط هي التي توضع في‬
‫التاريخي لألرض حول حوض البحر األبيض المتوسط‬ ‫االعتبار وتستثنى المناطق الحضرية‪ .‬وتبرز دراسة الحالة‬
‫وغرب آسيا‪ ،‬فإن مساحات التغير المرئية صغيرة نسبياً‪،‬‬ ‫لكينيا بعض نتائج الدراسة (انظر اإلطار ‪.)3-3‬‬
‫كما هو الحال في جنوب أسبانيا والمغرب العربي واألهوار‬
‫العراقية‪ .‬وتكشف مقارنة البقع السوداء مع غطاء األرض‬ ‫على العكس من التقييمات السابقة‪ ،‬مثل ‪GLASOD‬‬
‫عن أن ‪ 18‬في المائة من تدهور األرض حسب المساحة‬ ‫(التقييم العالمي لتدهور التربة)‪ ،‬فإن هذا القياس الجديد ال‬
‫مرتبط بأرض الزراعة‪ ،‬و‪ 25‬في المائة في الغابات ذات‬ ‫يضاعف إرث تدهور األرض التاريخي بما يحدث اآلن‪.‬‬
‫األشجار عريضة األوراق و‪ 17‬في المائة في الغابات‬ ‫وهو يبين أنه بين عامي ‪ 1981‬و‪ 2003‬كان هناك تناقص‬
‫الشمالية‪ .‬ويتسق هذا مع االتجاهات في تدهور الغابات‪،‬‬ ‫مطلق في صافي اإلنتاجية األساسية عبر ‪ 12‬في المائة‬
‫حتى مع ازدياد مساحة الغابات الشمالية (انظر قسم‬ ‫من مساحة األرض في العالم‪ ،‬مع تغير سلبي قوي في ‪1‬‬
‫الموجهات والضغوط)‪ .‬وسوف يحتاج هذا التحليل األولي‬ ‫في المائة أخرى من مساحة األرض‪ .‬وفيما يخص كفاءة‬
‫إلى التحقق منه عملي ًا بدراسات الحالة على الصعيد‬ ‫استخدام األمطار‪ ،‬كان هناك تراجع مطلق في ‪ 29‬في‬
‫القطري التي يجريها مشروع تقييم تدهور التربة في‬ ‫المائة من مساحة األرض وتغير سلبي قوي في ‪ 2‬في‬
‫األرض الجافة‪ ،‬التي ستحدد أيض ًا أنواع التدهور‬ ‫المائة‪ .‬ويقطن في المناطق المتضررة حوالي بليون نسمة‪،‬‬
‫المختلفة‪.‬‬ ‫أي نحو ‪ 15‬في المائة من سكان العالم‪ .‬وبصرف النظر‬

‫الشكل ‪ 3-6‬تدهور األرض العالمية باستخدام إنتاج الكتلة الحيوية واتجاهات كفاءة استخدام المطر بين ‪2003-1981‬‬

‫تدهور خفيف‬
‫تدهور متوسط‬
‫تدهور مرتفع‬
‫تدهور حاد‬
‫ال يوجد تغيير‬

‫المصدر‪Bai and others 2007 :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪92‬‬


‫اإلطار ‪ 3-3‬تدهور األرض في كينيا‬ ‫التغيرات في األرض‬
‫‪ 80‬في المائة من أرض كينيا مجدبة‪ .‬وتبرز االتجاهات طوال ‪ 25‬عاما ً للكتلة األحيائية وكفاءة استخدام المطر‬ ‫التلويث والتلوث الكيميائي‬
‫نقطتين أسودتين في تدهور األراضي‪ :‬األراضي المجدبة حول بحيرة توركانا‪ ،‬وشريط أرض زراعية في اإلقليم‬ ‫تستخدم المواد الكيميائية في كل أوجه الحياة‪ ،‬بما في‬
‫الشرقي‪ ،‬المقابلة للتوسع األخير في الزراعة بالمناطق الحدودية (انظر المناطق الحمراء في أسفل‬
‫ذلك العمليات الصناعية والطاقة والنقل والزراعة‬
‫الخريطة)‪.‬‬
‫والمستحضرات الصيدالنية والتنظيف والتبريد‪ .‬ويستخدم‬
‫أكثر من ‪ 50000‬مركب تجارياً‪ ،‬كما تضاف مئات أخرى‬
‫الشكل ‪ 3-7‬استخدام أرض كينيا والكتلة الحيوية وكفاءة استخدام المطر‬ ‫كل عام‪ ،‬ويتوقع تزايد إنتاج المواد الكيميائية عالمي ًا بنسبة‬
‫استخدام األراضي‪2000 ،‬‬ ‫‪ 85‬في المائة خالل ‪ 20‬عام ًا القادمة (منظمة التعاون‬
‫األراضي الزراعية‬
‫االقتصادي والتنمية ‪ .)2001‬ولم يكن إنتاج واستخدام‬
‫المراعي‬
‫الغابات واألراضي الشجرية‬ ‫المواد الكيميائية دائم ًا مصحوب ًا بإجراءات السالمة‬
‫أخرى‬ ‫الكافية‪ .‬وتؤدي عمليات إطالق المواد الكيميائية ومنتجاتها‬
‫الثانوية وانحاللها‪ ،‬والمستحضرات الصيدالنية وغيرها من‬
‫السلع إلى تلويث البيئة‪ ،‬وهناك أدلة متزايدة على‬
‫استمرارها وتأثيراتها الضارة على النظم اإليكولوجية‬
‫وصحة اإلنسان والحيوان‪.‬‬

‫في الوقت الحالي‪ ،‬ال توجد معلومات كافية عن الكميات‬


‫المبلغ اإلجمالي من الرقم‬
‫القياسي الموحد الفرق‬ ‫التي تطلق‪ ،‬وخصائصها السمية‪ ،‬وتأثيراتها على صحة‬
‫للنبات (‪ )NDVI‬سنوياً‬ ‫اإلنسان والحدود اآلمنة للتعرض من أجل إجراء تقييم‬
‫ ‪m mm‬‬ ‫كامل آلثارها على البيئة وصحة اإلنسان‪ .‬ويمكن قياس‬
‫اتجاه الكتلة الحيوية‪2003–1981 ،‬‬ ‫ ‪m mm‬‬
‫حجم التلوث الكيميائي أو تقديره بمستويات المخلفات‬
‫ ‪m mm‬‬
‫ ‪m mm‬‬
‫والتركيز المكاني للمواد‪ ،‬ولكن البيانات غير كاملة على‬
‫ ‪m mm‬‬ ‫الصعيد العالمي وألقاليم كثيرة‪ .‬وتتضمن البيانات غير‬
‫الجسم المائي‬ ‫المباشرة التي توفر مؤشر ما إجمالي إنتاج المواد‬
‫ ‪m mm‬‬
‫الكيميائية‪ ،‬وإجمالي استخدام المبيدات الحشرية‬
‫‪m m‬‬
‫ ‪m‬‬
‫واألسمدة‪ ،‬وتوليد المخلفات البلدية والصناعية والزراعية‪،‬‬
‫ ‪ m‬‬ ‫وحالة تطبيق االتفاقيات البيئية متعددة األطراف المتعلقة‬
‫ ‪ m‬‬ ‫بالمواد الكيميائية‪.‬‬
‫ ‪ m‬‬
‫ ‪ m‬‬
‫تكون األرض عرضة لمجموعة كبيرة من المواد الكيميائية‬
‫ ‪ m‬‬
‫ ‪ m‬‬ ‫من مصادر كثيرة‪ ،‬بما فيها البلديات والصناعات والزراعة‪.‬‬
‫ ‪ m‬‬ ‫وهناك ملوثات عضوية دائمة (‪ )POPs‬مثل الـ دي دي تي‪،‬‬
‫اتجاه كفاءة استخدام األمطار‪2002–1981 ،‬‬ ‫ومثبطات اللهب المعالجة بالبروم والهيدروكربونات العطرية‬
‫النسبة المئوية لكفاءة‬
‫استخدام األمطار سنوياً‬ ‫المتعددة‪ ،‬مثل الرصاص والكادميوم والزئبق وأكاسيد‬
‫‬
‫النتروجين والكبريت‪ .‬وفي مجال التعدين‪ ،‬على سبيل‬
‫‪mmm‬‬ ‫المثال‪ ،‬تستخدم المواد السامة مثل السيانيد والزئبق‬
‫‪mmm‬‬ ‫وحمض الكبريتيك لفصل المعدن عن الخام‪ ،‬تاركة مخلفات‬
‫‪mmm‬‬
‫الفضالت في النفايات‪ .‬وقد تنبعث المواد الكيميائية السامة‬
‫‪mm‬‬
‫‪m‬‬ ‫من مصادر محددة يمكن التعرف عليها‪ ،‬مثل المخزونات‬
‫‪m‬‬ ‫االحتياطية للنفايات الخطرة وتوليد الطاقة وترميد النفايات‬
‫‪m‬‬
‫والعمليات الصناعية‪ .‬وهي تأتي أيض ًا من مصادر متفرقة‪،‬‬
‫‪m‬‬
‫‬
‫مثل انبعاثات المركبات واستخدام مبيدات اآلفات الزراعية‬
‫واألسمدة‪ ،‬وكذلك حمأة مياه المجارير التي تحتوي على‬
‫بقايا المواد الكيميائية للمعالجة‪ ،‬والمنتجات االستهالكية‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‪LN‬‬

‫المصدر‪Bai and Dent 2007 :‬‬ ‫والمستحضرات الصيدالنية‪.‬‬

‫‪93‬‬ ‫األرض‬
‫نطاق واسع في جميع أنحاء اإلقليم‪ .‬وقد سجلت مخزونات‬ ‫الشكل ‪ 3-8‬ثنائي بنزو باراديوكسين متعدد الكلور في الغالف الجوي والترسيب‪2003 ،‬‬
‫احتياطية تحتوي على ‪ 30000‬طن تقريب ًا من مبيدات‬ ‫المكافئات السامة‬ ‫ثنائي بنزو باراديوكسين متعدد الكلور في الغالف الجوي‬
‫بالفمتوغرام‪3/‬م‬
‫اآلفات العتيقة في أفريقيا (منظمة األغذية والزراعة‬ ‫ ‬
‫‪ .)1994‬وهذه المخزونات‪ ،‬التي غالب ًا ما تتسرب‪ ،‬يصل‬ ‫ ‪ m‬‬
‫عمرها إلى ‪ 40‬عاماً‪ ،‬وتضم بعض مبيدات اآلفات‬ ‫‪ m‬‬

‫المحظورة منذ وقت طويل في البلدان الصناعية‪ .‬وسوف‬ ‫‪m‬‬


‫‪m‬‬
‫تزيد المستويات البيئية للمواد الكيميائية السامة في‬ ‫‪m‬‬
‫البلدان التي ال تزال تستخدمها بكميات كبيرة (مثل‬ ‫‬
‫نيجيريا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي)‪ ،‬وفي البلدان التي ال‬
‫يوجد بها تشريعات فعالة الستخدامها (مرفق البيئة‬
‫العالمية وبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ .)2003‬وباإلضافة‬
‫تصدر إلى البلدان‬‫إلى ذلك‪ ،‬ال تزال النفايات السامة َ‬
‫النامية وتدفن هناك‪ .‬وال يزال التخلص من النفايات‬
‫الخطرة‪ ،‬مثل الذي حدث عام ‪ 2006‬عند تصريف النفايات‬ ‫ترسيب ثنائي بنزو باراديوكسين متعدد الكلور‬
‫المكافئات السامة‬
‫السامة من مصفاة لتكرير النفط تحتوي على كبريتيد‬ ‫بالنانوغرام‪3/‬م‬

‫الهيدروجين والكلوريد العضوي في أبيدجان بساحل‬ ‫ ‬


‫ ‪ m‬‬
‫العاج‪ ،‬مشكلة خطيرة‪ .‬ويحدث ذلك رغم الجهود مثل‬
‫ ‪ m‬‬
‫اتفاقية باماكو لعام ‪1991‬بشأن حظر استيراد النفايات‬ ‫ ‪ m‬‬
‫الخطرة إلى أفريقيا ومراقبة حركتها عبر الحدود وإدارتها‬ ‫‪ m‬‬

‫ضمن أفريقيا‪.‬‬ ‫‪m‬‬


‫‬

‫إن ميراث المواقع الصناعية والحضرية الملوثة شائع في‬ ‫مالحظات‪= TEQ :‬‬
‫المكافئات السامة؛‬
‫كل مناطق األنشطة الصناعية القديمة‪ ،‬وخاصة في‬ ‫‪ = fg‬فمتوغرام = ‪10-15‬‬
‫الواليات المتحدة وأوروبا واالتحاد السوفيتي السابق‪ .‬وفي‬ ‫‪ = ng‬نانوغرام = ‪10-9‬‬

‫جميع أنحاء أوروبا‪ ،‬تشير التقديرات إلى أنه ربما يوجد‬ ‫المصدر‪MSC-E 2005 :‬‬

‫أكثر من ‪ 2‬مليون من هذه المواقع‪ ،‬التي تحتوي على مواد‬


‫خطرة مثل الفلزات الثقيلة والسيانيد والزيوت المعدنية‬
‫والهيدروكربونات المكلورة‪ .‬ويتطلب نحو ‪ 100000‬منها‬ ‫تستمر مواد كيميائية كثيرة في البيئة‪ ،‬متنقلة بين الهواء‬
‫المعالجة (الوكالة األوروبية للبيئة ‪ .)2005‬انظر الفصل ‪7‬‬ ‫والمياه والرواسب والتربة ونباتات المنطقة وحيواناتها‪.‬‬
‫للحصول على معلومات إضافية حول تعريض الناس والبيئة‬ ‫وتنتقل بعض الملوثات لمسافات طويلة إلى مناطق يفترض‬
‫للملوثات‪.‬‬ ‫أنها بكر (‪ .)De Vries and others 2003‬على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬توجد الملوثات العضوية الدائمة والزئبق اآلن‬
‫على نحو متزايد‪ ،‬تأتي بعض تدفقات النفايات الكيميائية‬ ‫بتركيزات عالية في الناس والحيوانات البرية في القطب‬
‫من المنتجات اليومية؛ والزالت زيادة االستهالك مرتبطة‬ ‫الشمالي (‪( )Hansen 2000‬انظر الشكل ‪ 6-57‬في‬
‫بالتوليد المتزايد للنفايات‪ ،‬بما فيها النفايات الكيميائية‪ .‬وال‬ ‫قسم القطب في الفصل ‪ .)6‬وتتحول االنبعاثات الكيميائية‬
‫زالت معظم النفايات المنزلية تذهب إلى مدافن القمامة‪،‬‬ ‫إلى الغالف الجوي في كثير من األحيان إلى الغبار الذري‬
‫على الرغم من أنه في أوروبا هناك تحول إلى ترميد‬ ‫المتساقط على األرض أو المياه‪ .‬ويوضح الشكل ‪3-8‬‬
‫النفايات (الوكالة األوروبية للبيئة ‪.)2005‬‬ ‫نتائج نمذجة توزيع انبعاثات وترسب ثنائيات بنزو‬
‫باراديوكسين متعدد الكلور (‪ )PCDD‬في أوروبا لعام‬
‫هناك اختالفات متزايدة في اتجاهات التلوث بين البلدان‬ ‫‪.2003‬‬
‫الصناعية والنامية‪ .‬وبين عامي ‪ 1980‬و‪ ،2000‬أدت‬
‫تدابير الرقابة إلى خفض انبعاثات الملوثات إلى الغالف‬ ‫النفايات الكيميائية من الصناعة والزراعة هي مصدر كبير‬
‫الجوي‪ ،‬وخفضت الترسيب فوق معظم أنحاء أوروبا‪.‬‬ ‫للتلوث‪ ،‬وال سيما في البلدان النامية والبلدان التي تمر‬
‫وحالياً‪ ،‬يتجاوز التلوث نتيجة لألنشطة االستهالكية التلوث‬ ‫اقتصاداتها بمرحلة انتقالية‪ .‬وتشير تركيزات المواد‬
‫الناجم عن المصادر الصناعية الرئيسية‪ .‬ورغم أن بلدان‬ ‫السامة الدائمة التي لوحظت في أجزاء عديدة من أفريقيا‬
‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ال تزال أكبر المنتجين‬ ‫جنوب الصحراء الكبرى إلى أن هذا التلوث منتشر على‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪94‬‬


‫يصل إلى ‪ 1.45‬مليون كم‪ – 2‬ثلث المنطقة‪ .‬وفي الحاالت‬ ‫والمستهلكين للمواد الكيميائية‪ ،‬إال أن هناك تحول في‬
‫الحادة‪ ،‬تتعدى الكثبان المتحركة على األرض الزراعية‬ ‫إنتاج المواد الكيميائية إلى بلدان حديثة العهد بالتصنيع‪،‬‬
‫والمستوطنات (‪Al-Dabi and others 1997,‬‬ ‫لم تكن لديها قبل ‪ 30‬عام ًا ‪ ،‬صناعة للمواد الكيميائية أو‬
‫‪ .)Abdelgawad 1997‬وقد رفعت التقديرات العالمية‬ ‫كانت هذه الصناعة ضئيلة الحجم‪ .‬ولم يكن هذا التحول‬
‫أو حتى اإلقليمية‪ ،‬على نحو خاطئ تماماً‪ ،‬من نسب‬ ‫في اإلنتاج مصحوب ًا دائما بتدابير رقابة‪ ،‬مما زاد من‬
‫القياسات التي أجريت على قطع أراض صغيرة‪ ،‬وصو ًال‬ ‫مخاطر إطالق المواد الكيميائية الخطرة إلى البيئة‪.‬‬
‫إلى كتل ضخمة من التربة المتآكلة والتي من شأنها أن‬
‫تعيد تشكيل المناظر الطبيعية بأكملها في غضون بضعة‬ ‫شهدت السنوات ‪ 25‬الماضية أدلة متراكمة للعواقب‬
‫عقود‪ .‬وقد تراوحت معدالت التآكل حسب التقارير من‬ ‫الوخيمة للمواد الكيميائية على البيئة ورفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫أفريقيا من ‪ 5-100‬طن‪/‬هكتار‪/‬عام‪ ،‬تبع ًا للبلد وطريقة‬ ‫وباإلضافة إلى إلحاق الضرر بصورة مباشرة بصحة‬
‫التقييم (بوجو ‪ .)1996‬وتشير تقديرات المؤلفين ومن‬ ‫اإلنسان‪ ،‬شاركت المواد الملوثة في الغالف الجوي في‬
‫بينهم بيجيالر وآخرون (‪ )2004‬على الصعيد العالمي‪ ،‬إلى‬ ‫زيادة حموضة التربة وتدهور الغابات‪ ،‬وتحمض المجاري‬
‫فقد ‪ 50000–20000‬كم‪ 2‬سنوي ًا نتيجة تدهور األرض‪،‬‬ ‫المائية والبحيرات (انظر قسم دورات التحمض)‪ ،‬وارتبطت‬
‫وخاصة تآكل التربة‪ ،‬مع ارتفاع المعدل من ‪ 2-6‬مرات في‬ ‫بعبء األمراض المزمنة مثل الربو‪ .‬وتشير تقديرات منظمة‬
‫أفريقيا وأمريكا الالتينية وآسيا عنه في أمريكا الشمالية‬ ‫الصحة العالمية إلى أنه في كل عام يعاني ‪ 3‬ماليين‬
‫وأوروبا‪ .‬وتوضح البيانات المكانية العالمية واإلقليمية‬ ‫شخص من التسمم الشديد بمبيدات اآلفات‪ ،‬مع ما يصل‬
‫األخرى التعرض للتآكل‪ ،‬على غرار المتغيرات الطبوغرافية‬ ‫إلى ‪ 20000‬حالة وفاة غير متعمدة (معهد الرصد العالمي‬
‫ومتغيرات التربة والغطاء األرضي والمتغيرات المناخية‪،‬‬ ‫‪( .)2002‬انظر الفصل ‪ 2‬تحت تأثيرات تلوث الهواء)‪.‬‬
‫ولكن التعرض ليس مثل التآكل الفعلي‪ :‬أهم عامل يحدد‬
‫التآكل الفعلي هو مستوى إدارة األرض (انظر اإلطار‬ ‫تآكل التربة‬
‫‪.)3-4‬‬ ‫التآكل هو العملية الطبيعية إلزالة التربة بالمياه أو الرياح‪.‬‬
‫ويصبح تآكل التربة مشكلة عندما تزيد سرعة العملية‬
‫استنزاف المغذيات‬ ‫الطبيعية نتيجة اإلدارة غير السليمة لألرض‪ ،‬مثل إزالة‬
‫استنزاف المغذيات هو انخفاض مستويات المغذيات‬ ‫الغابات والمراعي التي تتبعها زراعة المحاصيل مما يؤدي‬
‫النباتية‪ ،‬مثل النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم‪ ،‬والمواد‬ ‫إلى غطاء أرضي غير مالئم‪ ،‬وحراثة وإفراط في الرعي غير‬
‫العضوية في التربة‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض خصوبة‬ ‫مناسبين‪ .‬كما يحدث التآكل أيض ًا نتيجة أنشطة مثل‬
‫التربة‪ .‬ويصاحب ذلك عادة تحمض التربة‪ ،‬مما يزيد من‬ ‫التعدين وتنمية البنى األساسية والتنمية الحضرية دون‬
‫ذوبان العناصر السامة‪ ،‬مثل األلومنيوم‪ .‬كما أن أسباب‬ ‫تدابير للحفاظ على البيئة ذات تصميم جيد وصيانة جيدة‪.‬‬
‫ونتائج واستنزاف المغذيات معروفة جيداً‪ :‬في المناخ‬
‫الرطب‪ ،‬تترشح المغذيات القابلة للذوبان من التربة‪ ،‬وفي‬ ‫ويعني فقد التربة السطحية فقد المادة العضوية في التربة‬
‫كل مكان تمتص المحاصيل المغذيات‪ .‬تستنزف إزالة‬ ‫والمغذيات والقدرة على االحتفاظ بالمياه (انظر قسم ندرة‬
‫الحصاد وبقايا المحاصيل التربة‪ ،‬إال إذا تم استكمال‬ ‫المياه) والتنوع البيولوجي‪ ،‬مما يؤدي إلى إنتاج منخفض‬
‫المغذيات بالسماد الطبيعي أو األسمدة غير العضوية‬ ‫في الموقع‪ .‬تترسب التربة المتآكلة غالب ًا في المكان غير‬
‫(‪ .)Buresh and others 1997‬ويشير تعدين المغذيات‬ ‫المرغوب‪ ،‬ويصاحب ذلك التكاليف البعيدة عن الموقع‪ ،‬مثل‬
‫إلى مستويات عالية من إزالة المغذيات مع عدم وجود أي‬ ‫األضرار التي تلحق بالبنية األساسية‪ ،‬وترسيب الخزانات‬
‫مدخالت‪.‬‬ ‫والمجاري المائية ومصبات األنهار‪ ،‬وخسائر توليد الطاقة‬
‫الكهرومائية‪ ،‬قد تكون أكبر بكثير من الخسائر في إنتاج‬
‫يعد نقص المغذيات النباتية في التربة أهم عامل فيزيائي‬ ‫المزارع‪.‬‬
‫حيوي يحد من إنتاج المحاصيل عبر مساحات شاسعة‬
‫للغاية في المناطق المدارية‪ ،‬حيث الترب بطبيعتها مجدبة‪.‬‬ ‫رغم وجود إجماع في اآلراء على أن تآكل التربة في كثير‬
‫وأشارت العديد من الدراسات في تسعينيات القرن‬ ‫من األحيان يمثل مشكلة خطيرة‪ ،‬إال أن هناك عدد قليل‬
‫العشرين إلى استنزاف خطير للمغذيات في العديد من‬ ‫من القياسات المنهجية لنطاقه وشدته‪ .‬وتشمل المؤشرات‬
‫البلدان االستوائية‪ ،‬وبخاصة في أفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫األرض القاحلة‪ ،‬وإزالة التربة السطحية في شكل تآكل‬
‫الكبرى‪ .‬وتعتمد معظم الحسابات على ميزانيات المغذيات‬ ‫طبقي عبر مساحة واسعة أو مركزة كما في الجداول‬
‫التي تم من خاللها تقدير التدفقات والتجمعات من البيانات‬ ‫واألخاديد‪ ،‬أو نتيجة االنهيارات األرضية‪ .‬وتمثل التعرية‬
‫المنشورة على الصعيدين القطري ودون اإلقليمي‪ .‬على‬ ‫الريحية المشكلة الرئيسية في غرب آسيا‪ ،‬مع تأثر ما‬

‫‪95‬‬ ‫األرض‬
‫طريق تحويل الكتلة األحيائية على حساب األرض في‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬حسبت الدراسة المؤثرة لعام ‪ 1990‬التي‬
‫مناطق أخرى‪ .‬وعند دراسة مثل هذه االختالفات بمزيد من‬ ‫أجراها ستورفوجيل وساملينج ميزانيات النيتروجين‬
‫التفاصيل‪ ،‬نجد أن هناك تفسيرات معقدة بما في ذلك‬ ‫والفسفور والبوتاسيوم ألرض الزراعة في ‪ 38‬بلد ًا في‬
‫العوامل غير الزراعية‪ ،‬مثل البنية األساسية‪ ،‬والوصول إلى‬ ‫أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى للسنوات منذ عام ‪،1983‬‬
‫األسواق‪ ،‬واالستقرار السياسي‪ ،‬وضمان حيازة األراضي‬ ‫وتوقعوا البيانات حتى عام ‪ .2000‬وفي كل حالة‪ ،‬كانت‬
‫واالستثمارات‪.‬‬ ‫مدخالت المغذيات أقل من المخرجات‪ .‬وهناك نحو‬
‫‪ 950000‬كم‪ 2‬من األرض في اإلقليم مهددة بتدهور يتعذر‬
‫في معظم أنحاء المناطق المدارية‪ ،‬يتقيد استخدام‬ ‫عكسه إذا تواصل استنزاف المغذيات (‪Henao and‬‬
‫األسمدة غير العضوية بالتوافر والتكلفة‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫‪.)Baanante 2006‬‬
‫األسمدة غير العضوية غالب ًا ما تكون نسب القيمة إلى‬
‫التكلفة الخاصة بها مفضلة (‪van Lauwe and Giller‬‬ ‫كان هناك نقد ألساس مثل هذه الحسابات‪ ،‬وجدل حول‬
‫‪ .)2006‬وفي أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪،‬‬ ‫مدى وتأثير استنزاف المغذيات (‪Hartemink and van‬‬
‫يتم استخدام أقل من ‪ 1‬كيلو جرام من المغذيات لكل‬ ‫‪ ،)Keulen 2005‬ولكن اتفاق واسع حول الظاهرة‪ .‬في‬
‫هكتار‪ .‬وفي المقابل فإن إضافات المغذيات تكون حوالي‬ ‫بعض المناطق‪ ،‬استنزفت المغذيات نتيجة تقليل فترات‬
‫‪ 10-20‬مرة أكثر في البلدان الصناعية ‪ -‬ومعدالتها كذلك‬ ‫إراحة األرض في نظم الزراعة المتنقلة‪ ،‬حيث تقل األسمدة‬
‫أعلى بكثير في معظم البلدان النامية األخرى (‪Borlaug‬‬ ‫غير العضوية أو تنعدم‪ .‬وفي مناطق أخرى‪ ،‬ربما تم‬
‫‪ ،)2003‬حيث توجد أدلة ثابتة على أن ترشح النترات على‬ ‫الحفاظ على خصوبة تربة األرض الزراعية أو تحسنت عن‬

‫اإلطار ‪ 3-4‬تآكل التربة في سهول بامباس‬

‫وجاء التطور الواعد إلى أبعد حد في تبني حراثة صيانة التربة على‬ ‫تآكل التربة بسبب المياه هو الشكل الرئيسي لتدهور األرض في‬
‫نطاق واسع‪ ،‬التي تزيد تخلل األمطار في التربة مقارنة بالحرث‬ ‫أمريكا الالتينية‪ .‬وكلما اتسعت المساحة المزروعة‪ ،‬زادت خطورة‬
‫التقليدي‪ .‬وقد زادت مساحة حراثة صيانة التربة في أمريكا الالتينية‬ ‫التآكل‪ ،‬حتى في سهول بامباس الخصبة‪ .‬وكانت هذه مشكلة عسيرة‪،‬‬
‫من صفر تقريبا ً في ثمانينيات القرن العشرين إلى ‪ 250‬ألف كم ‪ 2‬عام‬ ‫أدت إلى هجر األرض الزراعية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في شمال غرب‬
‫‪ ،2000‬بمعدل تبني ‪ 80–70‬في المائة بين المزارع الكبيرة المميكنة‬ ‫األرجنتين‪.‬‬
‫في األرجنتين والبرازيل‪ ،‬على الرغم من أن معدل تبني المزارع الصغيرة‬
‫لها أقل‪.‬‬
‫المصادر‪FAO 2001, KASSA 2006, Navone and Maggi 2005 :‬‬

‫تتكون الجداول في سهول بامباس أثناء العواصف المطرية عندما يكون الغطاء األرضي ضئيل‪ ،‬وتتحول تدريجيا ً إلى أخاديد ضخمة‪.‬‬

‫شارك بالصور‪J.L. Panigatti :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪96‬‬


‫األداء الضعيف للمحصول نتيجة نقص‬
‫منافسة متزايدة من االستخدامات أخرى (انظر الشكل‬ ‫السطح والمياه الجوفية‪ ،‬والغسل السطحي للفوسفات في‬
‫المغذيات مقارنة بالخصوبة المحسنة حول‬
‫مزرعة ومبانيها‪ ،‬زيمبابوي‪.‬‬ ‫‪ .)4-4‬ولتلبية هدف اإلنمائية لأللفية (‪ )MDG‬لتقليل نسبة‬ ‫المجاري المائية ومصبات األنهار يمكن أن يتسبب في‬
‫شارك بالصور‪Ken Giller :‬‬ ‫السكان الذين يعانون الجوع إلى النصف بحلول عام‬ ‫تشبعها بالمغذيات ومن ثم النمو المفرط للطحالب (انظر‬
‫‪ ،2015‬سيكون ضروري ًا إدارة موارد المياه العذبة من‬ ‫الفصل ‪.)4‬‬
‫لحظة سقوط مياه األمطار على سطح األرض‪ .‬وهذا حيث‬
‫تحدد إدارة التربة ما إذا كان المطر يجري على السطح‪،‬‬ ‫ندرة المياه‬
‫ويحمل التربة السطحية‪ ،‬أم يتسرب إلى التربة لتستخدمه‬ ‫بحلول عام ‪ ،2025‬سوف يكون هناك نحو ‪ 1.8‬بليون‬
‫النباتات أو لتعويض المياه الجوفية وتدفقات المجاري‬ ‫شخص يعيشون في بلدان أو أقاليم تعاني ندرة المياه‬
‫المائية‪.‬‬ ‫المطلقة‪ ،‬وقد يكون حوالي ثلثي سكان العالم يعيشون في‬
‫ظل ظروف نقص المياه ‪ -‬الحد األدنى لتلبية االحتياجات‬
‫تكيفت النظم اإليكولوجية ونظم الزراعة مع ندرة المياه‬ ‫من المياه ألغراض الزراعة والصناعة واألغراض المنزلية‬
‫بطرق عديدة (انظر الجدول ‪ .)3-5‬أما خارج المناطق‬ ‫والطاقة والبيئة (لجنة األمم المتحدة المعنية بالموارد‬
‫القاحلة وشبه القاحلة‪ ،‬فإن االفتقار المطلق إلى المياه ليس‬ ‫المائية ‪ .)2007‬وسوف يكون لهذا تأثيرات كبيرة على أنشطة‬
‫هو المسألة؛ حيث أن هناك ما يكفي من المياه إلنتاج‬ ‫مثل الزراعة (انظر الفصل ‪.)4‬‬
‫محصول في معظم السنوات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في شرق‬
‫أفريقيا‪ ،‬يحدث الجفاف الجوي (فترة ال يوجد فيها ما‬ ‫مصدر كل المياه العذبة هو هطول األمطار‪ ،‬والتي يتم‬
‫يكفي من المياه لزراعة المحاصيل بسبب هطول أمطار‬ ‫االحتفاظ بمعظمها في التربة‪ ،‬وتعود إلى الغالف الجوي‬
‫أقل كثير ًا من المتوسط) كل عقد‪ .‬وتحدث نوبات جفاف‬ ‫عن طريق البخر والنتح (المياه الخضراء)‪ .‬وعلى الصعيد‬
‫مدتها ‪ 2-5‬أسابيع في موسم النمو كل ‪ 2-3‬سنوات‬ ‫العالمي‪ ،‬هناك ‪ 11‬في المائة فقط من تدفق المياه العذبة‬
‫(‪ .)Barron and others 2003‬والجفاف الزراعي‬ ‫متوافر في شكل تدفق لمجاري مائية ومياه جوفية صالحة‬
‫(الجفاف في منطقة الجذور) يتكرر أكثر‪ ،‬في حين أن‬ ‫لالستخدام والتي يمكن استغاللها للري‪ ،‬واالستخدام‬
‫الجفاف السياسي‪ ،‬حيث تنسب إخفاقات عديدة إلى‬ ‫الحضري والصناعي ومياه صالحة للشرب وقابلة للتخزين‬
‫الجفاف‪ ،‬يكون شائعاً‪ .‬والجفاف الزراعي أكثر شيوع ًا من‬ ‫(انظر الشكل ‪ .)3-1‬وحتى اآلن‪ ،‬تذهب كل االستثمارات‬
‫الجفاف الجوي ألنه‪ ،‬في األراضي المزروعة‪ ،‬تجري معظم‬ ‫تقريب ًا إلى إدارة المياه المسحوبة من مجاري المياه‬
‫مياه األمطار على السطح‪ ،‬وينقص مخزون المياه في‬ ‫والمياه الجوفية‪ .‬وفي حين أن الزراعة المروية تعتبر في‬
‫التربة نتيجة تآكل التربة‪ ،‬مما يؤدي إلى بنية تربة ضعيفة‪،‬‬ ‫الغالب أكبر مستخدم للمياه العذبة‪ ،‬وتعتمد بالفعل بشكل‬
‫وفقدان المادة العضوية‪ ،‬وقوام غير مناسب وتجذير معوق‪.‬‬ ‫أساسي على المياه الجوفية التي ال تتجدد‪ ،‬إال أنها تواجه‬

‫‪97‬‬ ‫األرض‬
‫العوائد على االستثمار (‪ ،)Fan and Haque 2000‬ومن‬ ‫وتبين أرصدة مياه حقول المزارعين أن ‪ 15-20‬في المائة‬
‫حيث المقايضات مقابل الملوحة (انظر قسم (الملوحة)‬ ‫فقط من هطول األمطار يسهم فعلي ًا في نمو المحاصيل‪،‬‬
‫وخدمات النظم اإليكولوجية‪.‬‬ ‫وتنخفض النسبة إلى أقل من ‪ 5‬في المائة في األرض‬
‫المتدهورة (‪.)Rockstrom 2003‬‬
‫الملوحة‬
‫تحتوي التربة والمجاري المائية والمياه الجوفية في‬ ‫قد ال يكون هطول األمطار العامل الرئيسي الذي يحد من‬
‫األراضي المجدبة على كميات كبيرة من الملح طبيعي‬ ‫إنتاج المحصول‪ .‬فقطع األرض تعاني أيض ًا من نقص‬
‫المنشأ‪ ،‬مما يحول دون امتصاص النباتات والحيوانات‬ ‫المغذيات (انظر قسم استنزاف المغذيات)‪ .‬وفي حين أن‬
‫للمياه‪ ،‬ويؤدي إلى تشقق الطرق والمباني‪ ،‬كما يؤدي إلى‬ ‫المزارعين التجاريين يحافظون على وضع المغذيات‬
‫تآكل المعادن‪ .‬وتحتوي الترب على أكثر من ‪ 1‬في المائة‬ ‫باستخدام األسمدة‪ ،‬فإن مزارعي االكتفاء الذاتي الذين‬
‫من الملح القابل للذوبان الذي يغطي ‪ 4‬ماليين كم‪ ،‬أو‬ ‫يكرهون المخاطرة ال يستثمرون في التغلب على القيود‬
‫حوالي ‪ 3‬في المائة من األرض (الفاو واليونسكو‬ ‫األخرى إال إذا كان خطر الجفاف تحت السيطرة‪.‬‬
‫‪ .)8–1974‬وتتحدد الملوحة باالستخدام المطلوب لألرض‬
‫والمياه؛ حيث يكون الملح في المكان الخطأ عند العثور‬ ‫تقول آراء بأن الري هو التأمين األنجح ضد الجفاف‪.‬‬
‫عليه في األرض الزراعية‪ ،‬وفي مياه الشرب والري‪ ،‬وفي‬ ‫وتنتج األرض المروية ‪ 30-40‬في المائة من الناتج‬
‫مواطن المياه العذبة‪ .‬وهو ينتج عن األشكال غير المناسبة‬ ‫الزراعي العالمي‪ ،‬ونسبة أعلى بكثير من المحاصيل عالية‬
‫الستخدام األرض وإدارتها‪ .‬يستخدم الري مياه ًا أكثر‬ ‫القيمة‪ ،‬من أقل من ‪ 10‬في المائة من المساحة المزروعة‪.‬‬
‫بكثير من هطول األمطار والفيضانات الطبيعية‪ ،‬وعلى نحو‬ ‫وقد زاد سحب المياه ألغراض الري بشكل كبير‪ ،‬إلى‬
‫دائم تقريباً‪ ،‬أكثر مما يمكن أن تستخدمه المحاصيل‪.‬‬ ‫حوالي ‪ 70‬في المائة من سحب المياه العالمي (انظر‬
‫وهذا الماء المضاف ذاته يحتوي على ملح‪ ،‬وهو يعبئ‬ ‫الشكل ‪ .)4-4‬ولم يعد عشر األنهار الرئيسية في العالم‬
‫المزيد من الملح الموجود بالفعل في التربة‪ .‬وفعلياً‪ ،‬فإن‬ ‫يصل إلى البحر خالل وقت ما من السنة‪ ،‬وذلك ألن المياه‬
‫التسرب من قنوات الري‪ ،‬واالستنقاع نتيجة التسوية‬ ‫تسحب من منبع النهر للري (‪.)Schiklomanov 2000‬‬
‫السيئة لألرض والصرف غير المناسب يرفع مستوى المياه‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تلوح في األفق قيود لنمو الري‪ ،‬ومن المرجح أن‬
‫الجوفية‪ .‬وبمجرد ارتفاع مستوى المياه الجوفية بالقرب‬ ‫يكون الكم األكبر من التطوير اإلضافي هامشي ًا من حيث‬

‫اإلطار ‪ 3-5‬النظام اإليكولوجي واستجابات نظام الزراعة لندرة المياه‬


‫هطول األمطار (مم)‬ ‫المدى (النسبة‬
‫(مؤشر الجفاف)‬ ‫المئوية‬
‫استراتيجيات إدارة‬ ‫األخطار المتعلقة‬ ‫موسم النمو‬ ‫(هطول األمطار‪/‬التبخر‬ ‫لسطح األرض‬
‫المخاطر‬ ‫نظام الزراعة البعلية‬ ‫نوع النظام اإليكولوجي‬ ‫بالمياه‬ ‫(أيام)‬ ‫المحتمل)‬ ‫العالمية)‬ ‫المنطقة‬

‫ال شئ‬ ‫ال شئ‬ ‫صحراء‬ ‫الجفاف‬ ‫‪0‬‬ ‫<‪200‬‬ ‫‪7‬‬ ‫شديدة‬
‫(<‪)0.05‬‬ ‫الجفاف‬

‫مجتمع بدوي‪ ،‬تجميع‬ ‫رعوي‪ ،‬بدوي أو هجرة‬ ‫صحراء‪ -‬أرض ذات‬ ‫الجفاف‬ ‫‪59–1‬‬ ‫<‪200‬‬ ‫‪12‬‬ ‫جافة‬
‫المياه‬ ‫موسمية‬ ‫أشجار خفيضة‬ ‫(‪)0.2–0.05‬‬

‫الهجرة الموسمية‪،‬‬ ‫رعوي ورعوي‪-‬زراعي‪:‬‬ ‫مرعى‬ ‫جفاف عام واحد في كل‬ ‫‪119–60‬‬ ‫‪800–200‬‬ ‫‪18‬‬ ‫شبه جافة‬
‫تجميع المياه‪ ،‬الحفاظ‬ ‫مرعى‪ ،‬شعير‪ ،‬ذرة‬ ‫عامين‪ ،‬نوبات جفاف كل‬
‫على التربة والمياه‪ ،‬الري‬ ‫بيضاء‪ ،‬لوبيا‬ ‫عام‪ ،‬عواصف مطرية‬ ‫(‪)0.5–0.2‬‬
‫شديدة‬

‫تجميع المياه‪ ،‬الحفاظ‬ ‫زراعة مختلطة‪ :‬ذرة‪،‬‬ ‫مرعى وأرض مشجرة‬ ‫الجفاف‪ ،‬نوبات الجفاف‪،‬‬ ‫‪179–120‬‬ ‫‪500 1–800‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جافة شبه‬
‫على التربة والمياه‪ ،‬الري‬ ‫فاصوليا‪ ،‬فول سوداني‪،‬‬ ‫العواصف المطرية‬ ‫(‪)0.65–0.5‬‬ ‫رطبة‬
‫التكميلي‬ ‫قمح‪ ،‬شعير‪ ،‬بازالء‬ ‫الشديدة‪ ،‬الفيضانات‬

‫الحفاظ على التربة‪،‬‬ ‫محاصيل متعددة‪ ،‬أغلبها‬ ‫أرض مشجرة وغابات‬ ‫الفيضانات‪ ،‬التشبع‬ ‫‪269–180‬‬ ‫‪000 2–500 1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ندية شبه رطبة‬
‫الري التكميلي‬ ‫حوليات‬ ‫بالمياه‬ ‫(‪)1–0.65‬‬

‫الحفاظ على التربة‪،‬‬ ‫محاصيل متعددة‪ ،‬معمرة‬ ‫غابة‬ ‫الفيضانات‪ ،‬التشبع‬ ‫>‪270‬‬ ‫>‪2 000‬‬ ‫‪33‬‬ ‫رطبة‬
‫الصرف‬ ‫وحوليات‬ ‫بالمياه‬ ‫(>‪)1‬‬

‫مالحظة‪ :‬األراضي المجدبة العرضة للجفاف مميزة (انظر الشكل ‪)3-9‬‬


‫المصدر‪Rockstrom and others 2006 :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪98‬‬


‫من سطح التربة‪ ،‬تسحب المياه إلى السطح عن طريق‬
‫البخر‪ ،‬مما يزيد من تركيز الملح‪ ،‬والذي قد يؤدي في نهاية‬
‫المطاف إلى تكوين قشرة ملحية على سطح التربة‪.‬‬

‫ترفع زيادة سحب المياه ألغراض الري من احتمالية‬


‫الملوحة (انظر اإلطار ‪ )3-5‬عندما يكون هناك صرف غير‬
‫كاف لنقل الملح من التربة‪ .‬ويشكل هذا تهديد ًا لألرزاق‬
‫واألمن الغذائي في المناطق الجافة‪ ،‬حيث أن معظم اإلنتاج‬
‫الزراعي يكون من الري ويستخدم المزارعون المياه‬
‫المتاحة أي ًا كانت‪ ،‬مهما كانت ضحلة‪ ،‬وحتى في األرض‬
‫التي بها مستوى مياه جوفية مرتفعة الملح‪ .‬وعلى المدى‬
‫الطويل‪ ،‬يجعل هذا األرض غير منتجة‪ .‬وسوف تزيد‬
‫الملوحة ما لم تتحسن كفاءة شبكات الري‪ ،‬على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬بشكل كبير‪.‬‬

‫تنتج ملوحة األرض المجدبة‪ ،‬التي تختلف عن الملوحة‬


‫الناتجة عن الري‪ ،‬بسبب استبدال النباتات الطبيعية‬
‫الملوحة الناتجة عن الري في حوض نهر الفرات‬ ‫االختالالت في الدورات األحيائية‬ ‫بالمحاصيل والمراعي التي تستخدم مياه ًا أقل‪ ،‬بحيث‬
‫في سوريا‬
‫دورات المياه والكربون والمغذيات هي أساس الحياة‪.‬‬ ‫تتسرب مياه أكثر إلى المياه الجوفية عن ذي قبل‪ .‬وتوجه‬
‫شارك بالصور‪ :‬مصدق جنات‪ ،‬هيئة الطاقة الذرية‬
‫السورية‬ ‫وتحدد سالمة هذه الدورات صحة ومرونة النظم‬ ‫المياه الجوفية المرتفعة والمالحة بالمزيد من الملح إلى‬
‫اإليكولوجية‪ ،‬وقدرتها على توفير السلع والخدمات‪ .‬وتعتمد‬ ‫المجاري المائية‪ ،‬وعندما يقترب مستوى المياه الجوفية من‬
‫الزراعة على المعالجة الماهرة ألجزاء من هذه الدورات‪،‬‬ ‫السطح‪ ،‬يسحب التبخر الملح إلى السطح‪.‬‬
‫وغالب ًا ما يكون على حساب أجزاء أخرى من نفس الدورة‪.‬‬
‫وقد أصبحت الروابط بين دورة الكربون وتغير المناخ‬ ‫على الصعيد العالمي‪ ،‬هناك حوالي ‪ 20‬في المائة من‬
‫راسخة اآلن (انظر اإلطار ‪ .)3-6‬وفي حين أن إحراق‬ ‫األرض المروية (‪ 450000‬كم‪ )2‬متأثرة بالملح‪ ،‬كما يفقد‬
‫الوقود األحفوري قد أخل بشكل كبير بدورة الكربون‪ ،‬فإن‬ ‫اإلنتاج كل عام ‪ 5000–2500‬كم ‪ 2‬نتيجة الملوحة (الفاو‬
‫تغير استخدام األرض كان مسئو ًال عن نحو ثلث الزيادة‬ ‫‪ ،2002‬الفاو ‪2006‬ب)‪ .‬في أستراليا‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫في ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي على مدار‬ ‫أشارت تقديرات الهيئة الوطنية لمراقبة األرض والمياه‬
‫‪ 150‬عام ًا الماضية‪ ،‬وال سيما من خالل فقدان الكربون‬ ‫(‪ )NLWRA 2001‬إلى أن ‪ 57000‬كم‪ 2‬من األرض‬
‫العضوي في التربة‪ .‬كما أن هناك أيض ًا روابط راسخة بين‬ ‫عرضة لخطر ملوحة األرض المجدبة‪ ،‬ويتوقع أن تتضاعف‬
‫تآكل التربة والترسب‪ ،‬وبين األسمدة والتشبع بالمغذيات‪،‬‬ ‫ثالث مرات خالل ‪ 50‬عاماً‪ .‬وهناك قلق كامن إزاء الزيادة‬
‫وبين انبعاثات أكاسيد الكبريت والنيتروجين إلى الغالف‬ ‫التي يصعب التغلب عليها في ملوحة مياه األنهار الناتجة‬
‫الجوي والتلوث الحمضي لألرض والمياه‪.‬‬ ‫عن مستويات المياه الجوفية اآلخذة في االرتفاع؛ ويتوقع‬
‫أن ما يصل إلى ‪ 20000‬كم من المجاري المائية ربما‬
‫دورات المغذيات‪ :‬ترتبط خصوبة التربة والكيمياء ارتباط ًا‬ ‫تتأثر بشدة بالملح بحلول عام ‪.)Webb 2002( 2050‬‬

‫اإلطار ‪ 3-5‬الري والملوحة في غرب آسيا‬

‫وتستخدم المياه عموما ً بشكل غير فعال في أنظمة الري بالغمر والري باألخاديد‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫تغطي التربة المالحة ‪ 22‬في المائة من األرض الصالحة للزراعة في غرب آسيا‪ ،‬وهي تتراوح من‬
‫للمحاصيل التي تتطلب مياها ً كثيرة‪ .‬وفقد المياه بالحقول‪ ،‬إلى جانب التسرب من القنوات غير‬ ‫نسبة صفر في لبنان إلى ‪ 55-60‬في المائة في الكويت والبحرين‪ .‬وتزداد الملوحة من خالل الري‬
‫المبطنة‪ ،‬يتجاوز نصف كمية المياه المسحوبة للري‪ .‬وفي بعض المناطق‪ ،‬تفوق سحوبات المياه‬ ‫المفرط واسترساب مياه البحر إلى مستودعات المياه األرضية الساحلية المستنفدة‪.‬‬
‫معدالت تعويضها بدرجة كبيرة‪ ،‬وتستنفد مستودعات المياه األرضية بسرعة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن‬
‫اإلجراءات التي اتخذت اقتصرت بدرجة كبيرة على إدخال أنظمة الري بالرش والتنقيط المكلفة‪.‬‬ ‫زادت مساحة األرض المروية خالل العشرون عاما ً الماضية في غرب آسيا من ‪ 4100‬إلى ‪ 7300‬كم‪،2‬‬
‫مما رفع إنتاج الغذاء واأللياف‪ ،‬ولكن على حساب المراعي والمياه الجوفية غير المتجددة‪.‬‬
‫وتستهلك الزراعة ‪ 60-90‬في المائة من حجم المياه التي يمكن الحصول عليها‪ ،‬إال أنها ال تسهم‬
‫إال بنسبة ‪ 10-25‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي في بلدان المشرق العربي‪ ،‬وبنسبة ‪1-7‬‬
‫في المائة ببلدان مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫المصادر‪ACSAD and others 2004, Al-Mooji and Sadek 2005, FAOSTAT 2006, World Bank 2005 :‬‬

‫‪99‬‬ ‫األرض‬
‫يعثر اآلن على مستويات مرتفعة من النيتروجين التفاعلي‬ ‫وثيقاً‪ .‬وتشارك عناصر كثيرة في التربة في دورات تغذية‬
‫من الطبقات الصخرية المائية العميقة إلى سحب الركام‪،‬‬ ‫ونمو النبات‪ ،‬وتحلل المواد العضوية‪ ،‬وتترشح إلى المياه‬
‫وحتى في الجزء األعلى من الغالف الجوي‪ ،‬حيث يهاجم‬ ‫السطحية والمياه الجوفية وتنتقل إلى المحيطات‪.‬‬
‫أكسيد النيتروز (‪ )N2O‬طبقة األوزون‪ .‬وهناك مخاوف من‬ ‫والنيتروجين والفسفور هما المغذيان المطلوبان بكميات‬
‫أن المستويات المرتفعة للنترات في مياه الشرب تشكل‬ ‫أكبر‪ ،‬وهناك قلق إزاء احتماالت التوافر المتواصل‬
‫خطر ًا على الصحة‪ ،‬ال سيما على األطفال في بداية‬ ‫لإلضافات الكيميائية والخلل الناتج عن هذه الدورات‪.‬‬
‫أعمارهم‪ .‬وهناك أدلة راسخة تربط التركيزات المتزايدة‬
‫للنترات والفوسفات بالطحالب في البحيرات الضحلة والمياه‬ ‫قيدت النسبة الضئيلة من النيتروجين في الغالف الجوي‬
‫الساحلية‪ .‬ويوجد اثنان من أكبر االنتشارات الطحلبية في‬ ‫المتاحة للدورات اإلحيائية عن طريق التثبيت الطبيعي‬
‫بحر البلطيق (‪ )Conley and others 2002‬وفي خليج‬ ‫اإلنتاج النباتي إلى أن بدأ اإلنتاج الصناعي لألسمدة‬
‫المكسيك‪ ،‬قرب مصب نهر الميسيسيبي (‪.)Kaiser 2005‬‬ ‫النيتروجينية في أوائل القرن العشرين‪ .‬واليوم‪ ،‬يعتمد‬
‫وتكون المنتجات الثانوية للطحالب سامة للحيوانات‪ ،‬في‬ ‫األمن الغذائي لثلثي سكان العالم على األسمدة‪ ،‬وخاصة‬
‫حين أن تحلل هذه الكتل الهائلة من المواد العضوية‬ ‫السماد النيتروجيني‪ .‬وفي أوروبا‪ ،‬يأتي ‪ 75–70‬في المائة‬
‫يستنفد األكسجين الذائب في الماء‪ ،‬مما يتسبب في قتل‬ ‫من النيتروجين من األسمدة االصطناعية؛ وعلى الصعيد‬
‫األسماك (انظر الفصل ‪.)4‬‬ ‫العالمي‪ ،‬فإن النسبة تصل إلى النصف‪ .‬ويتم كذلك تثبيت‬
‫بعض النيتروجين بالبقوليات‪ ،‬ويأتي توازن النيتروجين في‬
‫دورات التحمض‪ :‬تطلق أكاسيد الكربون ‪ ،‬والنيتروجين‬ ‫الغالب من مخلفات المحاصيل والسماد الطبيعي‪ .‬ومع‬
‫والكبريت إلى الجو عن طريق تحلل المواد العضوية‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن المحاصيل تستفيد فقط من نصف النيتروجين‬
‫واحتراق الوقود األحفوري (انظر الفصل ‪ .)2‬كما تنتج‬ ‫المستخدم‪ .‬أما الباقي فإنه يتسلل إلى المجاري المائية‬
‫أكاسيد الكبريت كذلك بصهر الخامات الكبريتيدية‪.‬‬ ‫والمياه الجوفية‪ ،‬أو يفقد في الغالف الجوي‪ .‬وتصل خسائر‬
‫وإجمالي انبعاثات أكاسيد الكبريت الناتجة عن أنشطة‬ ‫النيتروجين من النفايات الحيوانية حوالي ‪ 30-40‬في‬
‫اإلنسان مساو لإلنتاج الطبيعي تقريباً‪ ،‬ولكنها تتركز‬ ‫المائة‪ ،‬ويتسرب نصفها إلى الغالف الجوي في شكل‬
‫شمالي خطوط العرض الوسطى‪ .‬وتواجه مناطق واسعة في‬ ‫أمونيا‪ .‬وتسجل انبعاثات عالية للغاية من هولندا‪ ،‬وبلجيكا‪،‬‬
‫شرقي أمريكا الشمالية‪ ،‬وغرب ووسط أوروبا‪ ،‬وشرقي‬ ‫والدنمارك ومقاطعة سيتشوان في الصين‪ .‬وتصل‬
‫الصين ترسب أكاسيد الكبريت في نطاق ‪ 100–10‬كجم‬ ‫االنبعاثات السنوية للنيتروجين التفاعلي من احتراق الوقود‬
‫كبريت‪/‬هكتار‪/‬عام‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتجاوز ترسب‬ ‫األحفوري إلى نحو ‪ 25‬مليون طن (‪Fowler and‬‬
‫أكاسيد النيتروجين اآلن ‪ 50‬كجم‪/‬هكتار‪/‬عام في وسط‬ ‫‪)others 2004, Li 2000, Smil 1997, Smil 2001‬‬
‫أوروبا وأمريكا الشمالية‪.‬‬

‫اإلطار ‪ 3-6‬االضطرابات في دورة الكربون نتيجة فقدان المادة العضوية للتربة‬


‫نتيجة لهذه االنبعاثات‪ ،‬يمكن أن تنخفض قلوية األمطار في‬
‫المناطق الملوثة‪ ،‬ألقل من ‪ .3.0-4.5‬وحيثما تكون الترب‬ ‫تسبب تغير استخدام األرض خالل القرنين الماضيين في زيادات كبيرة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان‬
‫حمايتها ضعيفة ضد التغيرات القلوية‪ ،‬يترجم هذا إلى‬ ‫في الغالف الجوي‪ .‬وهناك شكوك كبيرة في التقديرات‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬خاصة للترب‪ .‬وتتسبب إزالة الغابات في فقد هائل‬
‫للكتلة األحيائية‪ ،‬وحيثما يكون المحتوى العضوي للتربة الطبيعية مرتفعا ً‪ ،‬ينخفض الكربون العضوي بالتربة‬
‫مزيد من المجاري المائية والبحيرات الحمضية‪ ،‬مصحوب ًا‬
‫استجابة للتحول إلى أرض رعي وزراعة‪ .‬وعند زراعتها‪ ،‬تتراجع المادة العضوية في التربة إلى توازن جديد أقل‪ ،‬بسبب‬
‫بقابلية الذوبان المتزايدة لأللمنيوم السام والفلزات الثقيلة‪.‬‬ ‫تأكسد المادة العضوية‪.‬‬
‫منذ عام ‪ ،1800‬انخفضت قلوية التربة بحوالي ‪0.5-1.5‬‬
‫وحدة قلوية على طول أجزاء كبيرة من أوروبا وشرق‬ ‫تنتج انبعاثات هائلة أيضا ً من صرف التربة الرطبة والتربة عالية العضوية وفحم المستنقعات‪ ،‬وأيضا ً من حرق فحم‬
‫المستنقعات‪ .‬ودرجات الحرارة األعلى‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬المصاحبة لحرائق الغابات وتغير المناخ‪ ،‬تزيد معدل انحالل‬
‫أمريكا الشمالية‪ .‬ومن المتوقع أن تنخفض بمعدل وحدة‬ ‫المادة العضوية للتربة وفحم المستنقعات‪ .‬وسوف يتأثر نصف الكربون العضوي بأراضي فحم المستنقعات‬
‫قلوية أخرى بحلول عام ‪Sverdrup and( 2100‬‬ ‫الكندية على نحو خطير‪ ،‬ومن المحتمل أن تكون دورة كربون طبقة األرض دائمة التجمد أكثر نشاطا ً‪ .‬كما سيطلق‬
‫‪ .)others 2005‬وكانت كندا والبلدان االسكندنافية‬ ‫االحترار العالمي مخزونات هائلة من الميثان المحبوس حاليا ً في طبقة األرض دائمة التجمد‪.‬‬

‫األكثر تضرر ًا من الهطل الحمضي في العقود األخيرة‪،‬‬


‫بينما كان هناك انخفاض في االنبعاثات من أوروبا وأمريكا الشمالية منذ منتصف القرن العشرين‪ ،‬تزايدت االنبعاثات‬
‫ليعانوا فقدان النباتات المغمورة في المياه واألسماك‬ ‫من البلدان االستوائية النامية‪ ،‬مما أدى إلى زيادات مستمرة في االنبعاثات العالمية الكلية نتيجة تغير استخدام‬
‫والقشريات والرخويات والبرمائيات‪ .‬وقد تباطأت جهود‬ ‫األرض‪ .‬وإقليم آسيا والمحيط الهادئ مسئول عن نصف االنبعاثات العالمية تقريبا ً‪.‬‬

‫التحكم في االنبعاثات وإعادة التأهيل أو حتى عكس‬ ‫المصادر‪Houghton and Hackler 2002, Prentice and others 2001, Tarnocai 2006, UNFCCC 2006, Zimov and :‬‬
‫تحمض المياه العذبة في بعض المناطق (‪Skjelkvale‬‬ ‫‪others 2006‬‬

‫‪ .)and others 2005‬ولم يتخذ بعد قرار نهائي بشأن‬


‫تدهور الغابات الذي تم التنبؤ به في منتصف ثمانينيات‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪100‬‬


‫اإلطار ‪ 3-7‬حماية التربة من الكيماويات في االتحاد األوروبي‬ ‫القرن العشرين بالنسبة ألوروبا وأمريكا الشمالية‪ ،‬ولكن‬
‫في االتحاد األوروبي‪ ،‬يوفر تقييم تأثيرات الملوثات الكيميائية على مجموعة نباتات التربة واألنظمة اإليكولوجية‬ ‫ربما يسهم التحمض في فقدان الكتل األحيائية في الغابات‬
‫األرضية أساسا ً لسياسة حماية التربة‪ .‬وسوف يتطلب توجيه إطار العمل المعني بالتربة أن تتخدذ البلدان األعضاء‬ ‫الشمالية المشار إليها في الشكل ‪ .3-3‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫اإلجراءات المناسبة لتقييد إدخال كيماويات خطرة في التربة‪ ،‬وتحديد المواقع الملوثة ومعالجتها‪.‬‬
‫مخاطر التحمض نتيجة الصناعات التي تعمل بطاقة الفحم‬
‫يطالب التشريع الجديد المعروف اختصارا ً بـ ‪( REACH‬تسجيل وتقييم وترخيص وحظر الكيماويات)‪ ،‬الذي أصبح‬ ‫آخذة في االرتفاع في أماكن أخرى‪ ،‬وبخاصة في الصين‬
‫ساريا ً منذ شهر يونيو‪/‬حزيران ‪ ،2007‬مصنعي ومستوردي الكيماويات بإثبات أن المواد الموجودة في المنتجات‬ ‫والهند‪.‬‬
‫المستخدمة على نطاق واسع‪ ،‬مثل المركبات أو المالبس أو الدهانات‪ ،‬آمنة‪ ،‬بينما يجب تسجيل خواص الكيماويات‬
‫المنتجة أو المستوردة إلى االتحاد األوروبي لدى جهة مركزية‪.‬‬
‫التحمض ليس مجرد مشكلة سببها تلوث الهواء‪ .‬فالحاالت‬
‫المصدر‪ :‬المفوضية األوروبية ‪2007‬‬ ‫الخطيرة تظهر عندما تجفف وتحفر الترب والرواسب الغنية‬
‫بالكبريتيدات‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬من خالل تحويل‬
‫مستنقعات القرم إلى برك لتربية المائيات أو مناطق‬
‫لمجلس إدارة برنامج األمم المتحدة للبيئة (‪/)UNEP‬‬ ‫للتنميات الحضرية‪ .‬وفي ترب الكبريتات الحمضية هذه‪،‬‬
‫المنتدى البيئي الوزاري العالمي‪ .‬وهو يوفر إطار ًا سياسي ًا‬ ‫ينتج حامض الكبريتيك قيم ًا قلوية منخفضة حتى ‪،2.5‬‬
‫غير ملزم لتحقيق هدف خطة جوهانسبرج للتطبيق‪ :‬أن يتم‪،‬‬ ‫حاشد ًا األلومنيوم‪ ،‬والفلزات الثقيلة والزرنيخ‪ ،‬التي تتسرب‬
‫بحلول عام ‪ ،2020‬إنتاج واستخدام المواد الكيميائية‬ ‫إلى البيئة المائية المجاورة‪ ،‬مما يسبب فقدان التنوع‬
‫بطرق تقلل إلى أدنى حد التأثيرات السيئة على البيئة‬ ‫البيولوجي (‪.)van Mensvoort and Dent 1997‬‬
‫وصحة اإلنسان‪ .‬وهذا يتطلب تحمل المسؤولية وخفض‬
‫التلوث‪ .‬ويتم اختيار المواد الكيميائية والمواد لالستخدام‬ ‫إدارة موارد األرض‬
‫على أساس عدم سميتها‪ ،‬وينبغي التقليل من النفايات‪،‬‬ ‫التلويث والتلوث الكيميائي‬
‫وينبغي إعادة إدخال المنتجات في نهاية عمرها النافع في‬ ‫يؤدي رفع الوعي بالتأثيرات السلبية الناتجة عن التلويث‬
‫عملية اإلنتاج كمواد خام لتصنيع منتجات جديدة‪.‬‬ ‫والتلوث الكيميائي إلى إصدار تشريعات صارمة في بلدان‬
‫صناعية كثيرة‪ .‬ومنذ مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية‬
‫تعتمد كل هذه الوسائل على القدرات المؤسسية واإلرادة‬ ‫لعام ‪ ،1992‬أقرت المخاطر المرتبطة بالمواد الكيميائية‬
‫السياسية‪ .‬ويقوضها االلتزام السياسي المحدود‪ ،‬والثغرات‬ ‫وحركات الملوثات العابرة للحدود على نحو واسع النطاق‪.‬‬
‫التشريعية‪ ،‬وضعف التنسيق بين القطاعات‪ ،‬والقصور في‬ ‫واآلن يتم التعامل مع إدارة المواد الكيميائية بواسطة ‪17‬‬
‫التنفيذ‪ ،‬وضعف التدريب واالتصال‪ ،‬ونقص المعلومات‪،‬‬ ‫اتفاقيات متعددة األطراف و‪ 21‬منظمة حكوماتية وآلية‬
‫والفشل في اتخاذ نهج وقائي‪( .‬حتى تسعينيات القرن‬ ‫تنسيق‪ .‬تهدف اتفاقية بازل بشأن النقل الدولي للنفايات‬
‫العشرين‪ ،‬كانت المواد الكيميائية تعتبر "بريئة" حتى يثبت‬ ‫الخطرة‪ ،‬واتفاقية روتردام بشأن المواد الكيميائية الخطرة‬
‫"إدانتها"‪ ).‬ورغم أن قواعد السيطرة على التحميالت البيئية‬ ‫المعينة المتداولة في التجارة الدولية‪ ،‬واتفاقية استكهولم‬
‫وضعت الحدود القصوى المسموح بها النبعاثات مواد‬ ‫للملوثات العضوية الدائمة إلى السيطرة على التجارة‬
‫كيميائية معينة‪ ،‬إال أنه لوحظ أن التركيزات في الغالب ال‬ ‫الدولية للمواد الكيميائية والنفايات الخطرة التي ال يمكن‬
‫تزال أعلى بكثير من الحدود الموضوعة‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫إدارتها بأمان‪ .‬وتشمل االتفاقات اإلقليمية اتفاقية باماكو‪،‬‬
‫ذلك‪ ،‬هناك مناطق شك تحث على وجود نهج وقائي‪.‬‬ ‫التي أقرتها الحكومات األفريقية في عام ‪ 1991‬وقواعد‬
‫وتتضمن مناطق الشك هذه آليات المسببات التي يمكن أن‬ ‫تسجيل وتقييم المواد الكيميائية وإصدار التراخيص لها‬
‫تغير الملوثات التي يحتمل أن تكون سامة لتجعلها فجأة‬ ‫(‪ )REACH‬التابعة لالتحاد األوروبي (انظر اإلطار ‪.)3-7‬‬
‫أكثر ضرراً؛ وتشمل المسببات تغيير الموقع‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال من خالل تصدع سد احتجاز‪ ،‬أو تغيير حالة‬ ‫كان هناك انخفاض واضح في استخدام بعض المواد‬
‫كيميائية‪ ،‬على سبيل المثال عن طريق أكسدة المواد‬ ‫الكيميائية السامة‪ ،‬ويتم تحديد بدائل أكثر أمناً‪ .‬وتشجع‬
‫المستخرجة‪.‬‬ ‫المبادرات الطوعية‪ ،‬مثل برنامج الرعاية المسئولة لصناعة‬
‫الكيماويات‪ ،‬الشركات للعمل من أجل التحسين المستمر‬
‫تقدم االتفاقيات القائمة متعددة األطراف واإلقليمية فرصة‬ ‫لصحتهم وسالمتهم وأدائهم البيئي‪ .‬وقد أجرى عدد من‬
‫إليقاف االنبعاثات المتزايدة للمواد الكيميائية الخطرة‬ ‫الصناعات الكيميائية الكبرى تقليالت مؤثرة في انبعاثاتهم‪.‬‬
‫وعكسها في آخر األمر‪ .‬وتتضمن الشروط األساسية‬
‫للنجاح‪:‬‬ ‫وافق أكثر من ‪ 100‬وزير بيئة وصحة في دبي عام ‪2006‬‬
‫‪ n‬الدمج الكامل لنهج وقائي في تسويق المواد‬ ‫على نهج استراتيجي لإلدارة الدولية للمواد الكيميائية‬
‫الكيميائية‪ ،‬لنقل عبء الدليل من المنظمين إلى‬ ‫(‪ ،)SAICM‬وذلك في أعقاب الدورة االستثنائية التاسعة‬

‫‪101‬‬ ‫األرض‬
‫أن الوقاية الفعالة والسيطرة على تآكل التربة يحتاج إلى‬ ‫الصناعة؛‬
‫المعرفة‪ ،‬والسياسة االجتماعية واالقتصادية القوية‪،‬‬ ‫‪ n‬تطوير بنية أساسية مالئم إلدارة المواد الكيميائية في‬
‫والمؤسسات القائمة على أسس متينة التي تحافظ على‬ ‫كل البلدان‪ ،‬بما في ذلك القوانين والتشريعات‪ ،‬وآليات‬
‫الخدمات الداعمة‪ ،‬ومشاركة جميع األطراف‪ ،‬والفوائد‬ ‫التنفيذ الفعال ومراقبة الجمارك‪ ،‬والقدرة على االختبار‬
‫الملموسة لمستخدمي األرض‪ .‬ولن يكون هناك شيء فعال‬ ‫والمراقبة؛‬
‫سوى الحزمة كاملة‪ ،‬واستمرارها على مدى أجيال (انظر‬ ‫‪ n‬اإلحالل بمواد أقل خطورة‪ ،‬وإقرار أفضل‬
‫اإلطار ‪ 3-10‬والقسم الخاص باالستجابات للتصحر)‪.‬‬ ‫التكنولوجيات والممارسات البيئية المتاحة‪ ،‬وإتاحة‬
‫الوصول السهل إلى هذه النُهج للبلدان النامية والبلدان‬
‫استنزاف المغذيات‬ ‫التي تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية؛‬
‫ال يوجد عالج للتربة التي تعاني من نقص في المغذيات‬ ‫‪ n‬تشجيع االبتكار في التصنيع‪ ،‬والبدائل غير الكيميائية‬
‫سوى إضافة المدخالت الضرورية‪ .‬وقد ركزت الجهود‬ ‫في الزراعة وتجنب النفايات وتقليلها إلى أدنى حد‪،‬‬
‫المبذولة لتحسين خصوبة التربة على سد نقص المغذيات‬ ‫‪ n‬ودمج القضايا البيئية المرتبطة بالمواد الكيميائية في‬
‫واالستخدام الرشيد لألسمدة غير العضوية‪ ،‬والسماد‬ ‫المناهج الدراسية العادية‪ ،‬وفي عمليات الشراكة بين‬
‫(روث الحيوانات) العضوي‪ .‬وكانت هذه الطريقة ناجحة‬ ‫المؤسسات األكاديمية والصناعة‪.‬‬
‫للغاية في أنحاء كثيرة من العالم‪ ،‬وهي مسؤولة عن الزيادة‬
‫الكبيرة للغاية في اإلنتاج الزراعي‪ .‬ويمكن أن تزيد‬ ‫تآكل التربة‬
‫المحاصيل بمعدل ضعفين أو ثالثة أضعاف على أساس‬ ‫القت المحاوالت واسعة النطاق للتخفيف من تآكل التربة‬
‫مستدام حتى باالستخدام المعتدل لألسمدة (‪Greenland‬‬ ‫نجاحات متفاوتة‪ .‬وتم توجيه االستجابات الوطنية نحو‬
‫‪ .)1994‬وفي النيجر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تضاعف محصول‬ ‫التشريع‪ ،‬أو المعلومات‪ ،‬أو االئتمانات واإلعانات‪ ،‬أو برامج‬
‫السرجوم بدون سماد (حوالي ‪ 600‬كجم‪/‬هكتار)‬ ‫محددة لحفظ الطبيعة‪ .‬وقد ولد االستجابات المحلية‬
‫باستخدام ‪ 40‬كجم‪/‬هكتار من سماد نيتروجيني‬ ‫مستخدمو األرض أنفسهم (‪Mutunga and Critchley‬‬
‫(‪ .)Christianson and Vlek 1991‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫‪ ،)2002‬أو طرحتها المشاريع‪ .‬على الصعيد التقني‪ ،‬هناك‬
‫استخدام األسمدة غير العضوية يتطلب األموال‪ ،‬وهو ما‬ ‫غزارة في النُهج والتكنولوجيات‪ ،‬بدء ًا من الغطاء النباتي‬
‫قد يكون حاجز ًا ال يمكن تخطيه لمعظم صغار المزارعين‬ ‫المحسن والحد األدنى من الحراثة إلى المدرجات (انظر‬
‫في البلدان النامية‪ ،‬حيث نادر ًا ما يتم تقديم المدخالت‬ ‫الصور في الصفحة المقابلة)‪ .‬وهذه الخبرات المفيدة‬
‫كمعونات‪.‬‬ ‫(اإليجابية والسلبية على السواء) غير موثقة على نحو جيد‪.‬‬
‫ويهدف العرض العام العالمي لنُهج وتكنولوجيات الحفظ‬
‫هناك ممارسات أصيلة ال تعد وال تحصى للتخفيف من‬ ‫(‪ )WOCAT 2007‬إلى سد هذه الثغرة من خالل جمع‬
‫قيود المغذيات‪ ،‬مثل إراحة األدغال‪ ،‬ونقل الكتلة األحيائية‬ ‫وتحليل دراسات الحالة من مختلف الظروف الزراعية‪-‬‬
‫إلى الحقول األصلية‪ ،‬وإضافة السماد المزيج (مزيج من‬ ‫اإليكولوجية واالجتماعية‪-‬االقتصادية‪ .‬ولكن التركيز المعتاد‬
‫روث وأوراق شجر ميتة لتسميد األرض) والسماد الطبيعي‬ ‫على الجوانب التقنية يغفل المسائل السياسية واالقتصادية‬
‫لقطع األرض المميزة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنها تفشل في مواكبة‬ ‫األساسية األكثر تعقيد ًا التي يجب أن تعالج أيضاً‪ ،‬وهي‬
‫احتياجات اإلنتاج في مواجهة الضغط السكاني المتزايد‪،‬‬ ‫مسألة سبق وأن تم الدفاع عنها منذ أوائل ثمانينيات‬
‫واالفتقار إلى الموارد المالية الكافية للعمالة أو الميكنة‪.‬‬ ‫القرن العشرين (‪.)Blaikie 1985‬‬
‫وفي السنوات األخيرة‪ ،‬ركزت جهود بحثية هامة على‬
‫العمليات البيولوجية لتحسين دورة المغذيات وتقليل‬ ‫حققت االستثمارات الكبيرة في الحفاظ على التربة على‬
‫المدخالت الخارجية وزيادة كفاءة استخدام المغذيات‪ .‬وقد‬ ‫مدى العقود الماضية بعض النجاحات المحلية‪ ،‬ولكن ‪،‬‬
‫طورت أساليب عدة‪ ،‬بما في ذلك دمج البقوليات متعددة‬ ‫فيما عدا الحراثة للحفاظ على الطبيعة (انظر اإلطار‬
‫األغراض‪ ،‬وزراعة األشجار مع المحاصيل‪ ،‬وفترات‬ ‫‪ ،)3-4‬فإن تبني الممارسات الموصى بها كان بطيئاً‪،‬‬
‫اإلراحة المحسنة‪ ،‬ولكن االنجازات العلمية وتبنيها على‬ ‫ونادر ًا ما كان فورياً‪ .‬وهناك قصة نجاح تاريخية تتمثل في‬
‫نطاق واسع من جانب صغار المزارعين ما زال لم يتحقق‪.‬‬ ‫البرنامج الذي نفذته الواليات المتحدة بعد عواصف الغبار‬
‫في ثالثينيات القرن العشرين‪ ،‬عندما تسبب الجفاف في‬
‫استنزاف المغذيات ليس نفسه في كل مكان‪ ،‬ألنه يعتمد‬ ‫تآكل خطير للتربة في الغرب األوسط األمريكي‪ ،‬وفقد‬
‫على مجموعة من األسباب المتفاعلة‪ ،‬كما أن عمليات‬ ‫الماليين من الناس أرزاقهم‪ ،‬واضطروا للهجرة (انظر‬
‫االستنزاف مختلفة للمغذيات المختلفة‪ .‬وهناك حاجة إلى‬ ‫اإلطار ‪ .)3-8‬وتقدم طريقة التعامل مع هذه المسألة درس ًا‬
‫معلومات مكانية أفضل بكثير على الصعيدين اإلقليمي‬ ‫موضوعي ًا وإلهام ًا من أجل اليوم‪ .‬والرسالة الواضحة هي‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪102‬‬


‫إجراءات إدارة التربة والمياه ضد التآكل وندرة‬
‫المياه‪.‬‬
‫اليسرى‪ :‬األحواض الصغيرة؛‬
‫الوسطى‪ :‬غطاء للتربة من النشارة أو التبن؛‬
‫اليمنى‪ :‬حراثة الحفاظ على التربة‪.‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬العرض العام العالمي لنُهج‬


‫وتكنولوجيات الحفظ (‪)WOCAT‬‬

‫الجوع زيادة ‪ 50‬في المائة في استخدام المياه للزراعة‬ ‫والمحلي‪ ،‬وإلى تكنولوجيات إدارة أفضل للتربة لتحسين‬
‫بحلول عام ‪ ،2015‬وسوف يتضاعف ذلك بحلول عام‬ ‫االستجابات‪ .‬وتختلف أساليب الحد من استنزاف‬
‫‪ ،2050‬سواء بزراعة أرض أكثر أو بسحب مياه أكثر للري‬ ‫المغذيات وتحسين خصوبة التربة‪ ،‬حسب التربة والنظم‬
‫(معهد ستوكهولم للبيئة ‪ .)2005‬وبالنسبة للبلدان النامية‪،‬‬ ‫الزراعية‪ .‬وإدارة التربة المحسنة‪ ،‬بما في ذلك المناوبة بين‬
‫تتوقع منظمة األغذية والزراعة (‪ )2003‬زيادة ‪ 6.3‬في‬ ‫الحوليات بالمحاصيل المعمرة‪ ،‬ودمج األشجار في نظم‬
‫المائة في مساحة األرض الزراعية البعلية بين عامي‬ ‫الزراعة‪ ،‬يمكن أن تؤدي إلى تحسين كفاءة تدوير المغذيات‬
‫‪ 2000‬و‪ ،2015‬و‪ 14.3‬في المائة بحلول عام ‪ .2030‬كما‬ ‫بالحفاظ على استمرارية االمتصاص‪ ،‬وتقليل فاقد عملية‬
‫تتوقع كذلك زيادة في المساحات المروية قدرها ‪ 20‬في‬ ‫الترشيح‪ .‬ويمكن الحفاظ على مخزونات النيتروجين عن‬
‫المائة تقريبا من عام ‪ 2000‬إلى عام ‪ ،2015‬وإلى ما يزيد‬ ‫طريق التثبيت البيولوجي للنيتروجين (بدمج البقوليات في‬
‫ال عن ‪ 30‬في المائة بحلول عام ‪ .2030‬ويتواصل بناء‬ ‫قلي ً‬ ‫أنظمة الحصاد)‪ ،‬ولكن تثبيت النيتروجين مقيد بالفسفور‬
‫السدود الكبيرة‪ ،‬ألنها تعد بالتأكيد بتوفير المياه والطاقة‬ ‫المتاح‪ ،‬وهو منخفض جد ًا في ترب مدارية كثيرة‪ .‬وبالنسبة‬
‫للمصالح باتجاه مجرى النهر‪ ،‬ولكن هذا االستثمار نفسه‬ ‫للترب التي تعاني نقص ًا شديد ًا في المغذيات‪ ،‬ال يوجد‬
‫لم يبدأ في المستجمعات التي توفر المياه‪ .‬وعلى النقيض‬ ‫عالج سوى اإلضافات من المصادر الخارجية‪.‬‬
‫ال‬
‫من ذلك‪ ،‬شهد العشرون عام ًا الماضية تبديد ًا متواص ً‬
‫لمورد المياه الخضراء من خالل تآكل التربة‪ ،‬والمعدالت‬ ‫ندرة المياه‬
‫األعلى للصرف السطحي‪ ،‬مما زاد من الفيضانات على‬ ‫سوف يتطلب تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية للحد من‬

‫اإلطار ‪ 3-8‬قصة نجاح منطقة العاصفة الغبارية‬

‫‪ n‬مؤسسة غوث الفائض الزراعي الفيدرالي التي وجهت السلع إلى منظمات اإلغاثة؛‬ ‫في أواخر عشرينيات القرن العشرين في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬شجعت المحاصيل الجيدة‬
‫‪ n‬مصلحة إغاثة الجفاف – شراء الماشية في مناطق الطوارئ بأسعار معقولة؛‬ ‫للقمح وأسعاره المرتفعة على زيادة سريعة في مساحة األرض المزروعة قمحا ً‪ .‬وعندما أصاب‬
‫‪ n‬إدارة تقدم األعمال – التي قدمت فرص عمل من أجل ‪ 8.5‬مليون شخص؛‬ ‫الجفاف البالد في العقد التالي‪ ،‬كان هناك تآكل كارثي في التربة‪ ،‬واضطر الكثيرون إلى هجر األرض؛‬
‫‪ n‬إدارة إعادة التوطين – شراء األرض التي يمكن عدم زراعتها؛‬ ‫وبحلول عام ‪ ،1940‬بلغ عدد األشخاص الذين غادروا السهول العظمى ‪ 2.5‬مليون شخص‪.‬‬
‫‪ n‬ومصلحة الحفاظ على التربة‪ ،‬التي أنشئت ضمن وزارة الزراعة‪ ،‬والتي طورت ونفذت برامج‬
‫جديدة للحفاظ على التربة مدعمة بمسح للتربة مفصل على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫وخالل ثالثينيات القرن العشرين‪ ،‬استجابت حكومة الواليات المتحدة األمريكية بحزمة إجراءات‬
‫شاملة‪ ،‬إلحداث انفراجة ولتخفيف الخسائر االقتصادية على المدى القصير معا ً‪ ،‬ولوضع خطة‬
‫نتيجة لحزمة االستجابات الشاملة طويلة األمد تلك‪ ،‬أعيد بناء الترابطات الطبيعية واالجتماعية‬ ‫بحث وتنمية زراعية على المدى البعيد‪ .‬وتشمل أمثلة هذه المبادرات‪:‬‬
‫والمؤسسية والمالية‪ .‬ومع االستغالل الجيد للعلم التكنولوجيا‪ ،‬أمكن الخروج من الجفاف‬ ‫‪ n‬قانون رهن المزارع الطارئ ‪ -‬للحيلولة دون غلق المزارع عن طريق مساعدة المزارعين الذين لم‬
‫الالحقة بسالم وأصبح اآلن وسط الواليات المتحدة منطقة زراعية رئيسية‪.‬‬ ‫يتمكنوا من سداد رهونهم؛‬
‫‪ n‬قانون إفالس المزارع – يقيد البنوك لعدم نزع ملكية المزارعين في أوقات األزمات؛‬
‫‪ n‬قانون ائتمان المزارع – نظام للبنوك المحلية لتقديم االئتمان؛‬
‫‪ n‬الحفاظ على استقرار أسعار السلع الزراعية؛‬

‫المصدر‪Hansen and Libecap 2004 :‬‬

‫‪103‬‬ ‫األرض‬
‫الملوحة‬ ‫حساب التدفق األساسي (تدفق المياه الجوفية)‪ .‬وقد‬
‫وضعت منظمة األغذية والزراعة (الفاو) والمنظمات‬ ‫تسبب ذلك أيض ًا في امتالء الخزانات بالطمي‪ ،‬مثل تلك‬
‫اإلقليمية برامج تعاونية للحد من خسائر المياه من‬ ‫التي وراء سد فيكتوريا على نهر ماهاويلي في سري النكا‬
‫القنوات‪ ،‬ومواءمة التطبيق الميداني مع احتياجات‬ ‫(‪ )Owen and others 1987‬وسد أكاسومبو على نهر‬
‫المحصول وتصريف المياه الفائضة إليقاف مستويات‬ ‫فولتا في غانا (‪.)Wardell 2003‬‬
‫المياه الجوفية المرتفعة (الفاو ‪ .)2006b‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫االستثمار في إدارة وتحسين شبكات الري‪ ،‬وخصوص ًا في‬ ‫على الرغم من أن المحاصيل المروية ستكون دائم ًا أعلى‬
‫الصرف واستخدام المياه في المزارع ‪ ،‬نادر ًا ما كان‬ ‫من المحاصيل البعلية‪ ،‬إال أنه هناك مجال أكبر لتحسين‬
‫متناسب ًا مع استثمار رؤوس األموال في توزيع المياه‪.‬‬ ‫الزراعة البعلية في مساحات شاسعة‪ .‬ففي أفريقيا‪ ،‬يتراوح‬
‫متوسط محاصيل الحبوب من ‪ 0.91‬طناً‪/‬هكتار في غرب‬
‫تنتج ملوحة األرض المجدبة عن التغيرات في التوازن‬ ‫أفريقيا إلى ‪ 1.73‬طناً‪/‬هكتار في شمال أفريقيا (بوابة‬
‫الهيدرولوجي لطبيعة األرض‪ ،‬التي توجهها إلى حد كبير‬ ‫بيانات توقعات البيئة العالمية‪ ،‬من قاعدة البيانات‬
‫التقلبات في هطول األمطار وتغير استخدام األرض‪ .‬كما‬ ‫اإلحصائية لمنظمة األغذية والزراعة لعام ‪ ،)2004‬بينما‬
‫أن زراعة األشجار التدريجي وإدارة المحاصيل للحد من‬ ‫يحقق المزارعون التجاريون الذين يعملون في نفس التربة‬
‫تجدد المياه الجوفية ال توجد لديهما فرص إليقاف أنظمة‬ ‫والظروف المناخية ‪ 5‬أطنان‪/‬هكتار أو أكثر‪ .‬وتشير األدلة‬
‫تدفق المياه الجوفية التي تكون أكبر عشرات األضعاف‪.‬‬ ‫الراسخة‪ ،‬على الرغم من عدم اكتمالها‪ ،‬إلى أن ثلثي‬
‫وفي كلتا الحالتين‪ ،‬يعتمد التدخل الناجح على المعلومات‬ ‫الزيادة الضرورية في اإلنتاج المطلوبة من الزراعة البعلية‬
‫يمكن تحقيقه بتحسين كفاءة استخدام المطر (معهد‬
‫ستوكهولم للبيئة ‪ .)2005‬ووجد تحليل ألكثر من ‪100‬‬
‫اإلطار ‪ 3-9‬المكاسب التي يمكن تحقيقها من‬
‫خالل فعالية أفضل الستخدام المياه‬ ‫مشروع للتنمية الزراعية (‪،)Pretty and Hine 2001‬‬
‫أن هناك تضاعف ًا في المحاصيل في مشاريع الزراعة‬
‫تتسبب المحاصيل الضعيفة ذات الغطاء األرضي الضئيل في فقد غير‬
‫منتج كبير للمياه بالصرف السطحي والتبخر من التربة الجرداء‪ .‬وفي‬ ‫البعلية‪ ،‬مقارنة بزيادة ‪ 10‬في المائة في مشاريع الزراعة‬
‫المناطق شبه الجافة‪ ،‬قد تؤدي مضاعفة المحاصيل من ‪ 2–1‬طن‪/‬هكتار‬ ‫بالري (انظر اإلطار ‪.)3-9‬‬
‫إلى زيادة إنتاجية المياه من ‪ 3500‬م‪/3‬طن من الحبوب إلى ‪ 2000‬م‪/3‬طن‪.‬‬
‫والتحسنات في كفاءة استخدام المياه يمكن أن تتحقق بطرق عديدة‪،‬‬
‫بعضها موضح‪ ،‬تحت االستجابات لتآكل التربة‪.‬‬
‫والزيادة في إنتاج المحاصيل تعني زيادة استخدام‬
‫‪ n‬يمكن مالئمة المحاصيل قصيرة األمد المقاومة للجفاف مع‬ ‫المحاصيل للمياه‪ ،‬سواء بالري أو بالزيادة في المساحة‬
‫موسم نمو قصير‪.‬‬ ‫المزروعة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬توضح األدلة الراسخة أيض ًا أن‬
‫‪ n‬يمكن توصيل المياه من خالل قناة مركزية إلى المحاصيل من‬
‫االستثمار في إنتاجية المياه ‪ -‬مما يحقق محصول أكثر‬
‫مستجمعات األمطار الصغيرة في الحقل‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يزيد‬
‫من استخدام مياه المحصول بنسبة ‪ 60–40‬في المائة بدون أي فقد‬ ‫لكل قطرة ‪ --‬يمكن أن يساعد في الحفاظ على إمدادات‬
‫في تعويض المياه الجوفية‪ ،‬وذلك بتقليل التبخر والسماح لألحواض‬ ‫المياه في اتجاه المجرى المائي (‪Rockstrom and‬‬
‫الصغيرة باالحتفاظ بمياه الصرف السطحي إلى أن يمكنها أن‬ ‫‪ ،)others 2006‬كما أن االستخدام المالئم لألرض وإدارة‬
‫ترتشح‪.‬‬
‫‪ n‬يمكن استخدام غطاء للتربة من النشارة أو التبن المتصاص أثر‬
‫التربة يمكن أن يزيد من تعويض المياه الجوفية والتدفق‬
‫قطرات المطر‪ ،‬ولتوفير المادة العضوية وللعزل ضد درجات حرارة‬ ‫األساسي لتيار الماء (‪.)Kauffman and others 2007‬‬
‫السطح المرتفعة‪ ،‬مما يمكن حيوانات التربة من خلق بنية تربة‬
‫منفذة‪.‬‬
‫ركزت االستجابات لندرة المياه على إدارة المياه‬
‫‪ n‬يمكن استبدال الحرث التقليدي بعمل شقوق عميقة بأقل‬
‫اضطراب للتربة السطحية؛ حراثة صيانة التربة هذه تحسن‬ ‫السطحية‪ ،‬واستخراج المياه‪ ،‬وإدارة الطلب‪ .‬وتحتاج‬
‫االرتشاح في حين تقلل احتياجات قدرة حيوانات الجر إلى حد بعيد‪.‬‬ ‫السياسات الجديدة إلى التركيز على إدارة مياه المطر‪،‬‬
‫‪ n‬يمكن تحقيق تحسينات مؤثرة في المحصول وكفاءة استخدام‬ ‫والتعامل مع المطالبات المتنافسة على موارد المياه‪.‬‬
‫المياه بالري التكميلي‪ ،‬ليس لتوفير متطلبات المياه الكاملة‬
‫للمحصول ولكن لتجاوز نوبات الجفاف‪ .‬وفي محافظة حلب بسوريا‪،‬‬
‫وفعلياً‪ ،‬يجب أن تتضمن حزمة التدابير المتبادلة الدعم‬
‫أدى استعمال ‪ 180‬و‪ 125‬و‪ 75‬مم من المياه في السنوات الجافة‬ ‫والعمل المتفق عليه من األطراف المعنية ما يلي‪:‬‬
‫ومتوسطة الجفاف والرطبة على الترتيب إلى زيادة محصول القمح‬ ‫‪ n‬بناء قدرة مؤسسات إدارة األرض والمياه؛‬
‫بنسبة ‪ 400‬و‪ 150‬و‪ 30‬في المائة‪ .‬ومثل كميات المياه هذه يمكن‬
‫‪ n‬االستثمار في تعليم وتدريب مديري األرض والمياه؛‬
‫حصدها في مستجمعات مائية صغيرة خارج المساحة المزروعة‪،‬‬
‫باستعمال أنظمة محلية كثيرة تكلفتها بسيطة كمشروعات‬ ‫‪ n‬وآلية لمكافأة مستخدمي األرض إلدارة إمدادات المياه‬
‫تجارية أسرية أو مجتمعية صغيرة‪.‬‬ ‫عند المصدر‪ ،‬التي تتضمن مدفوعات للخدمات البيئية‬
‫المصادر‪Oweis and Hachum 2003, Rockstrom and others 2006 :‬‬
‫(‪.)Greig-Gran and others 2006‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪104‬‬


‫‪ 1979‬لتلوث الهواء بعيد المدى العابر للحدود واالتفاق‬ ‫حول بنية وديناميات نظم تدفق المياه الجوفية (‪Dent‬‬
‫بين كندا والواليات المتحدة لنوعية الهواء‪ .‬وقد تبنت‬ ‫‪ ،)2007‬والقدرة الفنية للعمل وفق ًا لهذه المعلومات‪ .‬وكما‬
‫اتفاقية اللجنة االقتصادية ألوروبا مفهوم األحمال الحرجة‬ ‫هو الحال مع تآكل التربة‪ ،‬حول التركيز على المسائل‬
‫عام ‪ ،1988‬وبروتوكول جوتنبرج لعام ‪ 1999‬بشأن‬ ‫الفنية االهتمام عن قضايا حقوق المياه والمدفوعات‬
‫االنبعاثات المنظمة ألكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين‬ ‫األوسع نطاقا‪ ،‬والحاجة إلى بناء القدرات في مجال إدارة‬
‫‪ ،‬الذي يحدد األحمال الحرجة وفق ًا ألفضل دليل شائع‪.‬‬ ‫المؤسسات‪ ،‬وتنفيذ االتفاقات الوطنية والعابرة للحدود‪.‬‬
‫وأحيان ًا تكون الملوحة مجرد أحد أعراض اإلخفاقات‬
‫تم خفض االنبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكبريت‬ ‫الكامنة في إدارة الموارد المشتركة‪.‬‬
‫بحوالي ‪ 2.5‬في المائة بين عامي ‪ 1990‬و‪( 2000‬بوابة‬
‫بيانات توقعات البيئة العالمية‪ ،‬من المعهد الوطني للصحة‬ ‫االختالالت في الدورات األحيائية‬
‫العامة والبيئة (‪-)RIVM‬الوكالة الهولندية للتقييم البيئي‬ ‫حثت زيادة المغذيات في أقاليم مثل أوروبا وأمريكا‬
‫(‪ )NMP‬عام ‪ ،)2005‬نتيجة لقوانين الهواء النقي التي‬ ‫الشمالية على وضع الحدود القانونية بشأن استخدام‬
‫تشجع على التحول إلى أنواع وقود أنظف وإزالة الكبريت‬ ‫السماد الطبيعي واألسمدة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬بموجب‬
‫من غاز المداخن‪ ،‬وتوقف الصناعات الثقيلة‪ ،‬وبخاصة في‬ ‫توجيه النترات الصادر عن االتحاد األوروبي (توجيه‬
‫أوروبا الشرقية واالتحاد السوفيتي السابق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال‬ ‫المجلس ‪ ،)EEC/91/676‬تم تقييد استخدام أسمدة‬
‫يزال العديد من المناطق عرضة لترسب أحماض تزيد‬ ‫النترات في بعض المناطق المعرضة لتلوث المياه الجوفية‬
‫كثير ًا عن األحمال الحرجة (على سبيل المثال‪ ،‬نيبال‪،‬‬ ‫بالنترات‪ .‬وقد خلص تقييم أجري بعد ‪ 10‬سنوات من‬
‫والصين‪ ،‬وكوريا واليابان)‪ ،‬كما أن إجمالي االنبعاثات‬ ‫وضع التوجيه حيز التنفيذ إلى أن بعض الممارسات‬
‫العالمية يرتفع من جديد‪ ،‬بسبب البلدان حديثة العهد‬ ‫الزراعية لها تأثيرات إيجابية على نوعية المياه‪ ،‬ولكنه أكد‬
‫بالتصنيع (انظر الشكل ‪ .)2-8‬وتعد الصين وحدها‬ ‫أن هناك وقت تباطؤ كبير بين التحسينات على مستوى‬
‫مسئولة عن حوالي ربع االنبعاثات العالمية من ثاني أكسيد‬ ‫الزراعة والتحسينات القابلة للقياس في نوعية المياه‬
‫الكبريت (‪( )SO2‬بوابة بيانات توقعات البيئة العالمية‪ ،‬من‬ ‫(المفوضية األوروبية ‪.)2002‬‬
‫المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة ‪ -‬الوكالة الهولندية‬
‫للتقييم البيئي ‪ ،)2005‬ومن المحتمل أن يؤدي نموها‬ ‫كانت االنخفاضات في انبعاثات الغازات الحمضية في‬
‫الصناعي الذي يستخدم فيه الفحم في زيادة كبيرة في‬ ‫أوروبا وأمريكا الشمالية واحدة من قصص النجاح في‬
‫االنبعاثات الحمضية (‪Kuylenstierna and others‬‬ ‫العقود األخيرة‪ .‬وقد اشتملت على تشريعات محلية‬
‫‪ .)2001‬وتوجد برامج الستخدام الجير على المدى الطويل‬ ‫وابتكارات من جانب بعض الصناعات والتنسيق الدولي‬
‫معمول بها في العديد من البلدان للتخفيف من المدخالت‬ ‫(انظر بشكل أساسي الفصل ‪ .)2‬وتضمن ذلك اتفاقات‬
‫الحمضية المحسنة إلى المياه الداخلية‪.‬‬ ‫مثل اتفاقية األمم المتحدة‪/‬اللجنة االقتصادية ألوروبا لعام‬

‫لم يكن االستثمار في إدارة وتحسين شبكات‬


‫الري متناسبا ً مع االستثمار الرأسمالي في‬
‫توزيع المياه إال نادرا ً‪.‬‬

‫شارك بالصور‪/Joerg Boethling :‬‬

‫‪Still Pictures‬‬

‫‪105‬‬ ‫األرض‬
‫وتعيل ‪ 2‬بليون نسمة‪ 90 ،‬في المائة منهم في البلدان‬
‫النامية (تقييم األلفية ‪ .)2005b‬ولكن التصحر ال يقتصر‬
‫على البلدان النامية؛ حيث أن ثلث بلدان أوروبا المطلة البحر‬
‫األبيض المتوسط عرضة له (نظام معلومات التصحر لبلدان‬
‫البحر المتوسط ‪ )2005‬وأيض ًا ‪ 85‬في المائة من المراعي‬
‫في الواليات المتحدة (‪( .)Lal and others 2004‬انظر‬
‫الفصل ‪ 7‬لمزيد من المعلومات حول المسائل المتعلقة‬
‫باألراضي المجدبة‪).‬‬

‫يهدد التصحر أرزاق سكان الريف في األراضي المجدبة‪،‬‬


‫وال سيما الفقراء‪ ،‬الذين يعتمدون على الماشية والمحاصيل‬
‫والحطب‪ .‬ويؤدي تحويل المراعي إلى أراض زراعية دون‬
‫مدخالت جديدة كبيرة إلى فقدان مستمر وكبير لإلنتاجية‬
‫والتنوع البيولوجي‪ ،‬يرافقه تآكل التربة‪ ،‬واستنزاف‬
‫المغذيات‪ ،‬والملوحة وندرة المياه‪ .‬في عام ‪ ،2000‬كان‬
‫متوسط توافر المياه العذبة لكل شخص في األراضي‬
‫المجدبة ‪ 1300‬م‪/3‬عام‪ ،‬وهو أقل بكثير من الحد األدنى‬
‫المقدر الذي يبلغ ‪ 2000‬م‪/3‬عام المطلوبة لرفاهية‬
‫اإلنسان‪ ،‬ومن المحتمل أن يقل عن ذلك (تقييم األلفية‬
‫‪ .)2005b‬وعند القياس بمؤشرات رفاهية اإلنسان‬
‫والتنمية‪ ،‬فإن البلدان النامية ذات األرض المجدبة متأخرة‬ ‫وعندما يتعلق األمر بالسيطرة على صرف التربة الحمضية‪،‬‬ ‫مروحية ترش الجير فوق بحيرة متحمضة في‬
‫السويد‪.‬‬
‫كثيرا عن بقية العالم‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬كان متوسط‬ ‫فإن أستراليا وحدها هي التي سنت تشريعات تخطيط‬ ‫شارك بالصور‪Andre Maslennikov/ :‬‬
‫معدل وفيات الرضع (‪ 54‬لكل ألف) أعلى بنسبة ‪ 23‬في‬ ‫محددة للحيلولة دون تكون الترب الملوثة بالكبريتات‬ ‫‪Still Pictures‬‬

‫المائة عنه في البلدان النامية في األراضي غير المجدبة‬ ‫الحمضية‪ .‬وكانت أي استجابة لصرف الكبريتات الحمضية‬
‫و‪ 10‬أضعاف المتوسط في البلدان الصناعية‪.‬‬ ‫من المناجم والتربة عادة ما تقتصر على استخدام الجير‬
‫للتربة الحمضية أو أكوام نفايات الحفر ولكن ترينتي إنليت‬
‫وقد أقرت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر‬ ‫في شمال كوينزالند‪ ،‬بأستراليا ‪ ،‬تقدم مثا ًال حديث ًا على‬
‫(‪ )UNCCD‬خطورة هذه المسألة‪ ،‬وكذلك اتفاقية التنوع‬ ‫العالج من خالل االستعادة المحكومة لفيضان المد‬
‫البيولوجي (‪ )CBD‬واتفاقية األمم المتحدة اإلطارية‬ ‫والجزر‪ ،‬حيث يتم حالي ًا تحييد الحموضة عن طريق مياه‬
‫المتعلقة بتغير المناخ (‪ .)UNFCCC‬وتؤكد الشراكة‬ ‫المد‪ ،‬وإعادة إنشاء نظام مدي يوقف توليد المزيد من‬
‫الجديدة من أجل تنمية أفريقيا أيض ًا على الحاجة إلى‬ ‫الحمض (‪.)Smith and others 2003‬‬
‫مكافحة التصحر كعنصر أساسي من استراتيجيات الحد‬
‫من الفقر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن االستثمار والعمل لمكافحة‬ ‫التصحر‬
‫التصحر قد تأخر نتيجة عزلة األراضي المجدبة عن التنمية‬ ‫النطاق واآلثار‬
‫السائدة‪ ،‬وحتى بسبب الجدل الدائر حول استخدام‬ ‫يحدث التصحر عندما تتحد عمليات تدهور األرض الفردية‪،‬‬
‫المصطلح‪ .‬وكان النقاش حول التصحر تحفزه مقاالت‬ ‫ذات األثر المحلي‪ ،‬لتؤثر على مساحات كبيرة من األراضي‬
‫تحذيرية في وسائل اإلعالم المنتشرة عن "زحف‬ ‫المجدبة‪ .‬ووفق ًا للتعريف الوارد في اتفاقية األمم المتحدة‬
‫الصحراء"‪ ،‬ودعمته سلسلة من الجفاف التي حدثت في‬ ‫لمكافحة التصحر (‪ ،)UNCCD‬فإن التصحر هو تدهور‬
‫الفترة من ستينيات إلى ثمانينيات القرن العشرين‬ ‫األرض في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه‬
‫(‪.)Reynolds and Stafford Smith 2002‬‬ ‫الرطبة نتيجة عوامل مختلفة‪ ،‬من بينها االختالفات المناخية‬
‫وأنشطة اإلنسان (الجمعية العمومية لألمم المتحدة‬
‫يحدد التصحر عوامل اجتماعية واقتصادية وفيزيائية‬ ‫‪ .)1994‬ويظهر ذلك بشكل أكثر حدة في البلدان الفقيرة‬
‫بيولوجية عديدة‪ ،‬لها تأثيرها على الصعيد المحلي والوطني‬ ‫حيث تؤثر العمليات االجتماعية واالقتصادية والفيزيائية‬
‫واإلقليمي (‪ .)Geist and Lambin 2004‬وهناك توليفة‬ ‫األحيائية المتشابكة سلب ًا على موارد األرض ورفاهية‬
‫متكررة تحيط بالسياسات الزراعية الوطنية‪ ،‬مثل إعادة‬ ‫اإلنسان معاً‪ .‬وتغطي األراضي المجدبة نحو ‪ 40‬في المائة‬
‫توزيع األرض وتحرير السوق‪ ،‬ونظم حيازة األرض التي لم‬ ‫من مساحة اليابسة على األرض (انظر الشكل ‪،)3-9‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪106‬‬


‫رغم أن مؤشرات التصحر تم اقتراحها منذ استخدم‬ ‫تعد مالئمة لضروريات اإلدارة‪ ،‬وجلب تكنولوجيات غير‬
‫المصطلح أول مرة (‪ ،)Reining 1978‬إال أن االفتقار‬ ‫مناسبة‪ .‬وعادة‪ ،‬كان السبب المباشر هو التوسع في زراعة‬
‫إلى وجود قياس متسق على طول مساحات واسعة وطوال‬ ‫المحاصيل أو الرعي أو استغالل األخشاب‪ .‬ولكي تعزز‬
‫الوقت حال دون وجود تقييم يعول عليه‪ .‬وعلى المدى‬ ‫السياسات الوطنية والمحلية الممارسات المستدامة يجب‬
‫الطويل‪ ،‬يحكم النظم اإليكولوجية عوامل فيزيائية أحيائية‬ ‫أن تأخذ في اعتبارها التسلسل الهرمي للموجهات‪ ،‬من‬
‫واجتماعية‪-‬اقتصادية تتغير ببطء‪ .‬والمؤشرات القابلة‬ ‫مستوى األسرة إلى المستوى الدولي‪ .‬وقد يكون ذلك صعب ًا‬
‫للقياس لهذه المتغيرات البطيئة (مثل التغيرات في الغطاء‬ ‫حيث تبدو الموجهات غير المباشرة‪ ،‬مثل اختالل الميزان‬
‫النباتي الحرجي والمواد العضوية في التربة) تصف حالة‬ ‫التجاري العالمي‪ ،‬منعزلة عن هذه األراضي الحدودية‪،‬‬
‫النظم اإليكولوجية بصورة أفضل من المتغيرات السريعة‬ ‫وعندما تكون اآلليات لصنع قرار ينطلق من القاعدة إلى‬
‫(مثل حصيلة المحصول أو المرعى)‪ ،‬التي تكون حساسة‬ ‫القمة مطورة على نحو ردئ‪.‬‬
‫لألحداث قصيرة األجل‪ .‬ولم يتم إجراء أي تقييم وطني أو‬
‫عالمي نظامي للتصحر باستخدام قياس المتغيرات‬ ‫التصحر هو سلسلة متصلة من التدهور‪ ،‬تتجاوز العتبات‬
‫البطيئة‪ .‬كما أن بعض المناطق التي اعتقد أنها تدهورت‬ ‫التي ال يمكن للنظام اإليكولوجي األساسي أن يستعيد‬
‫بشكل دائم أثناء الجفاف تعافت الحقاً‪ ،‬على األقل من حيث‬ ‫نفسه بعدها‪ ،‬ولكن يتطلب موارد خارجية أكبر من أي وقت‬
‫كمية النباتات الخضراء‪ ،‬على الرغم من أن تركيب األنواع‬ ‫مضى لكي يتعافى‪ .‬وتفقد المرونة عندما يدفع اختالل ما‪،‬‬
‫ربما يكون قد تغير‪ .‬على سبيل المثال في منطقة الساحل‬ ‫اعتاد النظام على استيعابه‪ ،‬النظام إلى حالة أقل من‬
‫األفريقي‪ ،‬توضح بيانات األقمار االصطناعية ذات الدقة‬ ‫المرغوب فيها التي ال يمكن أن يتعافى منها بسهولة‬
‫التقريبية تخضير ًا كبير ًا خالل تسعينيات القرن العشرين‪،‬‬ ‫(‪ .)Holling and others 2002‬وغالب ًا ما يكون فقدان‬
‫بعد الجفاف في أوائل ثمانينات القرن العشرين (انظر‬ ‫مرونة النظام اإليكولوجي مصحوب ًا بانهيار في المرونة‬
‫الشكل ‪ .)3-10‬ويمكن تفسير ذلك بزيادة هطول األمطار‬ ‫االجتماعية والقدرة على التكيف‪ ،‬عندما يجبر الناس‬
‫في بعض المناطق عن غيرها؛ والتغيرات في استخدام‬ ‫العرضة للخطر على االعتماد على موارد محدودة مع‬
‫األرض نتيجة الهجرة إلى الحضر‪ ،‬وربما تكون إدارة‬ ‫استراتيجيات غير متكاملة للتغلب على المشاكل (‪Vogel‬‬
‫األرض المحسنة قد لعبت دور ًا في ذلك (‪Olsson and‬‬ ‫‪ .)and Smith 2002‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن يحدث‬
‫‪ .)others 2005‬وهناك حاجة لنهج نظامية متعددة‬ ‫فقدان مرونة الحدائق (أنظمة األشجار‪-‬المحاصيل‪-‬‬
‫ال تجريبياً‪ ،‬مما يجب‬ ‫التخصصات توفر وضوح ًا أكبر ودلي ً‬ ‫الماشية المتكاملة) عند إزالة األشجار‪ ،‬مما يعرض األرض‬
‫أن يتيح تدخالت مركزة وفعالة على نحو أكبر‪.‬‬ ‫للتآكل‪ .‬وتهدف اإلدارة التكيفية إلى منع النظم اإليكولوجية‬
‫من اجتياز العتبات تلك بالحفاظ على مرونة النظام‬
‫يظل الجدل حول أن المناخ اإلقليمي يتأثر بالتصحر من‬ ‫اإليكولوجي وليس فقط السعي إلى أهداف محدودة لإلنتاج‬
‫خالل االنخفاض في الغطاء النباتي واحتباس مياه التربة‪،‬‬ ‫أو الربح (‪.)Gunderson and Pritchard 2002‬‬

‫الشكل ‪ 3-9‬األراضي القاحلة ‪ -‬محددة حسب المتوسط طويل األمد لنسبة التهطال السنوي إلى البخر المحتمل‬

‫المناطق شديدة اإلقحال‬


‫المناطق القاحلة‬
‫المناطق شبه القاحلة‬
‫األراضي الجافة وشبه الرطبة‬

‫مالحظة‪ :‬تشمل األراضي الجافة‬


‫المناطق شديدة اإلقحال‪ ،‬في‬
‫حين يرتبط تعريف التصحر‬
‫خط االستواء‬
‫بالمناطق القاحلة وشبه‬
‫القاحلة والمناطق الجافة وشبه‬
‫الرطبة فقط (باستثناء المناطق‬
‫شديدة اإلقحال) وعادة ما يشار‬
‫إليها أيضاً باسم “المناطق‬
‫الجافة الحساسة”‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬برنامج األمم‬


‫المتحدة للبيئة ‪1992‬‬

‫‪107‬‬ ‫األرض‬
‫الشكل ‪ 3-10‬االتجاهات في مؤشر االخضرار في الساحل‪1982-1999 ،‬‬
‫انخفاض > من ‪%50‬‬
‫تغيير > ‪%50‬‬ ‫‬

‫زيادة بنسبة ‪%100-50‬‬


‫زيادة بنسبة ‪%150-100‬‬ ‫‬

‫زيادة بنسبة ‪%200-150‬‬


‫زيادة > ‪%200‬‬ ‫‬

‫‬

‫المصدر‪olosson and :‬‬


‫‪others 2005‬‬ ‫‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫وهناك تسعة برامج دون إقليمية تستهدف المسائل العابرة‬ ‫وتوليد الغبار (‪Nicholson 2002, Xue and‬‬
‫للحدود وثالث شبكات مواضيعية إقليمية (اتفاقية األمم‬ ‫‪ ،)Fennessey 2002‬مجرد تخمين‪ .‬وغبار الصحراء له‬
‫المتحدة لمكافحة التصحر ‪ .)2005‬وتنتقل األنشطة اآلن‬ ‫آثار طويلة المدى‪ ،‬جيدة وسيئة على حد سواء‪ .‬فهو سماد‬
‫إلى ما بعد زيادة الوعي وصياغة البرامج لتوفير الموارد‬ ‫عالمي‪ ،‬باعتباره مصدر ًا للحديد وربما الفسفور‪ ،‬ويسهم‬
‫المالية لمشروعات استصالح األراضي وتنفيذها (انظر‬ ‫في األراضي الزراعية والغابات في غرب أفريقيا (‪Okin‬‬
‫قسمي أفريقيا وغرب آسيا في الفصل ‪ .)6‬وقبل ذلك‬ ‫‪ ،)and others 2004‬وغابات حوض األمازون الشمالي‬
‫بكثير‪ ،‬بدأ جهد وطني الستصالح هضبة لويس شديدة‬ ‫الشرقي وهاواي (‪،)Kurtz and others 2001‬‬
‫التدهور في الصين يظهر اآلن في التقييم العالمي لتدهور‬ ‫والمحيطات (‪ .)Dutkiewicz and others 2006‬ومع‬
‫األرض وتحسينها‪ ،‬في صورة اتجاه عمره ‪ 20‬عام ًا لزيادة‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد ارتبط أيض ًا باالنتشارات الطحلبية السامة‪،‬‬
‫الكتلة األحيائية‪ ،‬على الرغم من تناقص هطول المطر عبر‬ ‫واآلثار السلبية على الشعب المرجانية‪ ،‬ومشاكل الجهاز‬
‫اإلقليم أثناء نفس الفترة (‪.)Bai and others 2005‬‬ ‫التنفسي (تقييم األلفية ‪ .)2005b‬وعموماً‪ ،‬يسهم الغبار‬
‫وفي الصين خالل تسعينيات القرن العشرين‪ ،‬كان حوالي‬ ‫من األراضي الزراعية المتدهورة على األرجح بنسبة أقل‬
‫‪ 3440‬كم‪ 2‬من األرض تتأثر سنوي ًا بسبب زحف الرمل‪.‬‬ ‫من ‪ 10‬في المائة في حمل الغبار العالمي (‪Tegen and‬‬
‫ومنذ عام ‪ ،1999‬تم استصالح ‪ 1200‬كم‪ 2‬سنوي ًا (‪Zhu‬‬ ‫‪ .)others 2004‬وتخلق العمليات الطبيعية حوالي ‪ 90‬في‬
‫‪.)2006‬‬ ‫المائة من الغبار في مناطق مثل شمال تشاد وغرب الصين‬
‫(‪.)Giles 2005, Zhang and others 2003‬‬
‫التصحر هو مسألة تنمية عالمية‪ ،‬تدفع إلى هجرة جماعية‬
‫من األقاليم المتأثرة‪ ،‬ورغم ذلك فإن السياسة والعمل ما‬ ‫مكافحة التصحر‬
‫زاال هادئين لعدم التأكد من طبيعة المشكلة ومداها‪،‬‬ ‫قادت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر (‪)UNCCD‬‬
‫والسياسات واستراتيجيات اإلدارة التي ستكون فعالة في‬ ‫االستجابة الدولية للتصحر منذ عام ‪ ،1994‬التي أقرها‬
‫المواقف المختلفة‪ .‬وهناك حاجة ملحة إلى دراسات نظامية‬ ‫‪ 191‬بلداً‪ .‬وقد تطورت هذه االتفاقية كعملية تسعى إلى‬
‫دقيقة جد ًا لعمليات التصحر وتأثيرات التدخل على مختلف‬ ‫تكامل الحوكمة الرشيدة ومشاركة المنظمات غير الحكومية‬ ‫تعدي الرمال واستصالح األراضي في الصين‪،‬‬
‫يسار‪2000 ،‬؛ يمين ‪ 2004‬تم زراعتها بشجر‬
‫األصعدة والمواقف لتوجيه الجهود المستقبلية‪ .‬كما أن‬ ‫(‪ )NGO‬وتحسين السياسة ودمج العلم والتكنولوجيا مع‬ ‫خشب الحور كسينجيانج (بوبوالس ألبا)‪.‬‬
‫هناك احتياج كبير إلى بناء القدرة الفنية واإلدارية المحلية‬ ‫المعرفة التقليدية‪ .‬وقد أعد ‪ 79‬بلد ًا برامج عمل وطنية‪،‬‬ ‫شارك بالصور‪Yao Jianming:‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪108‬‬


‫اإلطار ‪ 3-10‬االستجابات المطلوبة للتعامل مع التصحر‬
‫‪ n‬تقوية القدرة المؤسسية إلدارة النظام اإليكولوجي – دعم المؤسسات التي يمكن أن تعمل‬ ‫ركزت االستجابات للتصحر على الجفاف والعجز الغذائي ونفوق الماشية‪ ،‬وهي الجوانب التي‬
‫على نطاقات مختلفة التي تؤدي فيها األنظمة اإليكولوجية وظيفتها (مستجمعات األمطار‬ ‫تعكس الدورات المناخية المتقلبة بطبيعتها‪ .‬وتبين الخبرة أن السياسة والعمل يجب أن يعالجا‬
‫المحلية إلى أحواض األنهار)‪ ،‬وتعزيز التعلم المؤسسي وبناء القدرة ومشاركة كافة أصحاب‬ ‫المسائل طويلة األمد بالجمع بين عدد من العناصر‪.‬‬
‫المصالح‪ .‬تحقيق التضافر بين اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر (‪ )UNCCD‬واتفاقية‬
‫التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬واتفاقية رامسار واتفاقية التجارة الدولية في األنواع المهددة‬ ‫‪ .1‬العمل المباشر بواسطة الحكومات‬
‫باالنقراض واتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة واتفاقية األمم المتحدة اإلطارية‬ ‫‪ n‬التحذير المبكر الفعال والتقييم والمراقبة – الجمع بين االستشعار عن بعد ومسوح حقول‬
‫المتعلقة بتغير المناخ (‪ .)UNFCCC‬تحديد التداخالت ودعم بناء القدرة واستخدام البحث‬ ‫المؤشرات األساسية‪ .‬قياس المؤشرات على نحو متالئم‪ ،‬على نطاقات مختلفة‪ ،‬على المدى‬
‫الذي توجهه الحاجة الملحة‪.‬‬ ‫الطويل‪.‬‬
‫‪ n‬دمج المسائل البيئية في عملية صنع القرار على كافة األصعدة – يهدف إلى زيادة مرونة‬
‫‪ .3‬خلق الفرص االقتصادية واألسواق‬ ‫النظام والقدرة التكيفية‪ ،‬والتدخل قبل أن يتجاوز نظام ما العتبات الفيزيائية األحيائية أو‬
‫‪ n‬تشجيع سبل عاليش البديلة – انتهاز الفرص االقتصادية التي ال تعتمد مباشرة على‬ ‫االجتماعية‪-‬االقتصادية األساسية (الوقاية خير من العالج وفعالة التكلفة أكثر)‪ .‬تضمين‬
‫المحاصيل والماشية‪ ،‬ولكن تستغل ضوء الشمس الوافر والفضاء في األراضي المجدبة‪،‬‬ ‫تقييم كافة خدمات النظام اإليكولوجي في تطوير السياسة‪.‬‬
‫بأساليب مثل الطاقة الشمسية وتربية المائيات والسياحة‪.‬‬
‫‪ .2‬إشراك القطاعين العام والخاص‬
‫‪ n‬العلم والتواصل – دمج العلم والتكنولوجيا والمعرفة المحلية من أجل مراقبة وتقييم‬
‫وتعلم متكيف أفضل‪ ،‬بخاصة حيثما يعترض الشك سبيل العمل‪ .‬نقل المعرفة بفعالية‬
‫إلى كافة أصحاب المصالح‪ ،‬بما في ذلك الشباب والنساء والمنظمات غير الحكومية‪.‬‬

‫المصادر‪Reynolds and Stafford Smith 2002, UNEP 2006 :‬‬

‫للظروف المحلية‪.‬‬ ‫(انظر اإلطار ‪ )3-10‬وأن تركز العلوم التطبيقية على حل‬
‫الشكوك التي تعوق العمل‪ ،‬وعلى دمج العلوم والتكنولوجيا‬
‫ونادر ًا ما تنال االستراتيجيات التي توجهها البيئة‪ ،‬بخالف‬ ‫مع المعرفة المحلية لتحسين الدقة البالغة في التقييم‬
‫التركيز على التنمية المستدامة‪ ،‬الدعم الالزم لوضعها‬ ‫والرصد والتعلم التكيفي‪.‬‬
‫موضع التنفيذ (‪.)Dalal-Clayton and Dent 2001‬‬
‫ناجح مع البيئة فقط‪ ،‬ولكن أيض ًا مع‬
‫ٍ‬ ‫نهج‬
‫وال يتعامل أي ٍ‬ ‫التحديات والفرص‬
‫الصالت بين البيئة وبين المسائل االقتصادية واالجتماعية‬ ‫منذ نشر تقرير مستقبلنا المشترك (تقرير لجنة برونتالند)‪،‬‬
‫التي تخص الناس‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يتم تنفيذ خطط‬ ‫أدى النمو االقتصادي إلى تحسن البيئة بطرق عدة‪ ،‬على‬
‫تنمية مستجمعات األمطار في العديد من األماكن لتأمين‬ ‫سبيل المثال بتمكين االستثمار في تكنولوجيات أفضل‬
‫إمدادات المياه ولحماية مرافق الطاقة الكهرومائية‪ ،‬والعديد‬ ‫وبعض التحسينات البارزة في البلدان المتقدمة‪ .‬ولكن‬
‫من مشروعات أصحاب المصلحة المتعددين حول‬ ‫مازالت هناك اتجاهات عالمية كثيرة سلبية للغاية‪.‬‬
‫االستخدام المستدام لمحميات المحيط الحيوي ومحميات‬
‫الغابات‪ ،‬والتي يأخذ بعضها في االعتبار حقوق‬ ‫على الرغم من الدليل المتعاظم على أن الكثير من التنمية‬
‫واحتياجات السكان األصليين‪.‬‬ ‫الحالية غير مستدامة‪ ،‬إال أن التركيز العالمي مسلط على‬
‫استراتيجيات وطنية لتعزيز التنمية المستدامة التي أنذر‬
‫ترى التوقعات لعام ‪ 2050‬ظهور مجموعتين رئيسيتين من‬ ‫بها مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية (‪ .)UNCED‬وقد‬
‫التحديات المتعلقة باألرض‪ :‬االتجاهات السائدة التي ال‬ ‫حدد االجتماع االستعراضي للدورة االستثنائية للجمعية‬
‫يمكن تجنبها غالباً‪ ،‬وتحذيرات المخاطر التي ال يمكن‬ ‫العمومية لألمم المتحدة عام ‪ 1997‬موعد ًا أخير ًا أقصاه‬
‫التنبؤ بها بدرجة كبيرة‪ ،‬ولكنها تكون ذات تداعيات خطيرة‬ ‫عام ‪ 2002‬إلدخال هذه االستراتيجيات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫على المجتمع الذي يكفل التدابير الوقائية‪.‬‬ ‫االستجابات الفعالة ما زالت يعوق تقدمها الوصول‬
‫المحدود إلى المعلومات والقدرة المؤسسية غير الوافية في‬
‫التحديات‪ :‬اتجاهات استخدام األرض السائدة‬ ‫مواجهة مسائل استخدام األرض المعقدة وغياب المشاركة‬
‫المطالب المتنافسة على األرض‬ ‫الواسعة في االستجابات أو ملكيتها‪ .‬ويمكن معادلة‬
‫تشير تقديرات محددة إلى أن سكان العالم سوف‬ ‫التكاليف المستقبلية لآلخرين بالتكلفة السياسية لصناع‬
‫يتجاوزون ‪ 9‬باليين نسمة بحلول عام ‪ ،2050‬وأنه لتحقيق‬ ‫القرار اآلن‪ .‬وتحتاج استراتيجيات االستدامة إلى دعمها‬
‫األهداف اإلنمائية لأللفية المعنية بالجوع‪ ،‬سوف يلزم‬ ‫بالبحث لتوفير بيانات يعول عليها في المؤشرات الفيزيائية‬
‫مضاعفة اإلنتاج العالمي من الغذاء‪ .‬باإلضافة إلى هذا‪،‬‬ ‫األحيائية واالقتصادية واالجتماعية للتغير طويل األجل‪،‬‬
‫سيؤدي االستمرار في التحول من استهالك الحبوب إلى‬ ‫وهي تتطلب تطوير أو تكييف التكنولوجيات المناسبة‬

‫‪109‬‬ ‫األرض‬
‫الستخدامات األرض األخرى‪ ،‬وخصوص ًا في الحفاظ على‬ ‫استهالك اللحوم‪ ،‬إلى جانب الزيادة في االستهالك‬
‫خدمات األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬وقد يتم تحويل مساحات‬ ‫واإلسراف‪ ،‬إلى زيادة الطلب على الغذاء بقدر يتراوح بين‬
‫شاسعة إلى محميات للحفاظ على البيئة‪.‬‬ ‫‪ 2.5‬و‪ 3.5‬مرة الرقم الحالي (‪Penning de Vries and‬‬
‫‪ .)others 1997‬ومع ذلك‪ ،‬فإن معدل إنتاج الحبوب لكل‬
‫هناك إجماع على أن تغير المناخ خالل العشرين عام ًا‬ ‫شخص وصل إلى ذروته في ثمانينيات القرن العشرين‪،‬‬
‫القادمة سوف يؤثر على اإلنتاج الزراعي‪ ،‬مع اختالفات‬ ‫ومنذ ذلك الحين ينخفض ببطء على الرغم من الزيادة في‬
‫إقليمية كثيرة في آثاره‪ .‬وقد تزيد التغيرات من متطلبات‬ ‫متوسط المحاصيل‪ .‬وقد تشمل األسباب السياسات‬
‫المياه للمحاصيل‪ ،‬وقد يفاقم التغير المتزايد في هطول‬ ‫الزراعية في أقاليم الفائض‪ ،‬مثل االتحاد األوروبي‪،‬‬
‫األمطار ندرة المياه في األراضي المجدبة (‪Burke and‬‬ ‫وسقوف التكنولوجيا الحالية‪ ،‬وفقد األرض الزراعية نتيجة‬
‫‪ .)others 2006‬ويتطلب تحديد كمية اإلنتاج البيولوجي‬ ‫تدهور األرض ونمو المدن والبنية التحتية‪ ،‬ومنافسة السوق‬
‫الحالي الستهالك اإلنسان تقديرات أفضل لإلنتاجية‬ ‫من استخدامات األرض األخرى (الشكل ‪.)3-11‬‬
‫العالمية من أراضي الزراعة والرعي واألراضي التي‬
‫يشغلها اإلنسان (‪.)Rojstaczer and others 2001‬‬ ‫هناك جدل بشأن قدرتنا على تلبية هذه المطالب الزراعية‬
‫وعلى الرغم من الشكوك الحالية‪ ،‬قد يكون من الحكمة‬ ‫المستقبلية‪ .‬وترتبط القيود الفيزيائية األحيائية الرئيسية‬
‫الحفاظ على األرض الزراعية الجيدة‪ ،‬والتصدي لنزعات‬ ‫بالمياه وبالمغذيات وباألرض نفسها‪ .‬وندرة المياه حادة‬
‫فرط االستهالك وإجراء مزيد من البحث الالزم‪.‬‬ ‫بالفعل في أقاليم كثيرة‪ ،‬والزراعة تستهلك بالفعل النصيب‬
‫األكبر من المياه التي تسحب من المجاري المائية والمياه‬
‫إنتاج الطاقة األحيائية‬ ‫الجوفية‪ .‬وتتزايد المطالب األخرى على موارد المياه‪،‬‬
‫في معظم سيناريوهات الطاقة العالمية التي تواجه قيود‬ ‫بخاصة إلمدادات مياه الحضر (انظر قسم ندرة المياه)‪.‬‬
‫انبعاثات الكربون الصارمة‪ ،‬يفترض أن يكون الوقود‬
‫األحيائي مصدر ًا هام ًا من مصادر الطاقة الجديدة‪ .‬وتتنبأ‬ ‫ونتجت الزيادات في اإلنتاج خالل العقود األخيرة في‬
‫توقعات الطاقة العالمية لعام ‪( 2006‬الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫األساس عن التكثيف وليس من زيادة الرقعة الزراعية‪ .‬وقد‬
‫‪ )2006‬بحدوث زيادة في المساحة المخصصة للوقود‬ ‫تضمن التكثيف تكنولوجيات محسنة‪ ،‬مثل تربية النباتات‪،‬‬
‫األحيائي من ‪ 1‬في المائة من األرض الزراعية حالي ًا إلى‬ ‫واألسمدة‪ ،‬ومقاومة اآلفات واألعشاب الضارة‪ ،‬والري‬
‫‪ 3.5 - 2‬في المائة بحلول عام ‪( 2030‬عند استخدام‬ ‫حد كبير‬
‫والميكنة؛ ويعتمد األمن الغذائي العالمي اآلن إلى ٍ‬
‫التكنولوجيات الحالية)‪ .‬ويمثل التحول الهائل في اإلنتاج‬ ‫على األسمدة والوقود األحفوري‪ .‬وربما تكون حدود‬
‫الزراعي من الغذاء إلى الوقود األحيائي تعارض ًا واضحاً‪،‬‬ ‫التكنولوجيات الحالية قد بلغت مداها في األنظمة الزراعية‬
‫وهو ما ينعكس بالفعل على سوق العقود اآلجلة للحبوب‬ ‫الناضجة‪ ،‬حيث تم تطبيقها لعدة عقود وربما بلغت‬
‫الغذائية (‪ .)Avery 2006‬وهناك احتمال كبير بأن تكون‬ ‫المحاصيل ذروتها‪ .‬وفي الوقت الذي توجد فيه أرض في‬
‫منتجات الغابات ومكونات السليلوز غير الغذائية من‬ ‫بلدان فقيرة يمكن أن تستجيب إلى تلك التكنولوجيات‪،‬‬
‫المحاصيل الغذائية مصدر ًا للطاقة‪ ،‬غير أن التكنولوجيات‬ ‫يتعذر على معظم أصحاب الحيازات الصغيرة شراء‬
‫ما زالت مكلفة للغاية بحيث ال يمكنها التنافس مع أنواع‬ ‫األسمدة اآلن‪ ،‬إلى جانب ارتفاع األسعار نتيجة ارتفاع‬
‫ال عن أن‬
‫الوقود األحفوري بأسعارها الحالية‪ ،‬فض ً‬ ‫تكاليف الطاقة ونفاد مخزونات الفوسفات سهلة االستغالل‪.‬‬
‫المكونات غير الغذائية للمحاصيل لها دور حيوي في‬ ‫كما أن اإلنتاج الغذائي مقيد أيض ًا بالمطالب المتنافسة‬
‫الحفاظ على حالة المواد العضوية بالتربة‪.‬‬

‫التحضر وتنمية البنية التحتية‬ ‫الشكل ‪ 3-11‬األرض الصالحة للزراعة والمساحة المحصودة حبوباً‬
‫يعيش نصف سكان العالم اآلن في مناطق حضرية‪ ،‬مع‬ ‫إجمالي األرض الصالحة‬
‫للزراعة‪ ،‬مليون كم مربع‬
‫األراضي المزروعة‬
‫بالحبوب‪ ،‬مليون كم مربع‬
‫آثار إيجابية وسلبية على حد سواء على كل من البيئة‬ ‫‬ ‫‬

‫ورفاهية اإلنسان‪ .‬وتستخدم المدن ذات الكثافة السكانية‬


‫المرتفعة مساحة أرض أقل من الضواحي الممتدة‬ ‫‬ ‫‬

‫عشوائياً‪ ،‬وتمتاز تلك المدن بسهولة تقديم خدمات‬


‫المواصالت العامة‪ ،‬وقد تكون أكثر كفاءة في استهالك‬ ‫‬ ‫‬

‫ال ألغراض النقل والتدفئة وتقليل النفايات‬ ‫الطاقة‪ ،‬مث ً‬


‫وإعادة التدوير‪ .‬وغالب ًا ما يتعارض إنشاء المنازل والبنية‬
‫‬ ‫‬
‫ ‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫المصدر‪FAOSTAT 2006 :‬‬


‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫التحتية في المناطق الريفية مع االستخدامات األخرى‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪110‬‬


‫التشبع الغذائي‬ ‫لألرض‪ ،‬كالزراعة واالستجمام وغير ذلك من خدمات‬
‫تتلقى األنهار والبحيرات والمياه الساحلية كميات هائلة من‬ ‫النظام اإليكولوجي‪ ،‬السيما في البلدان المتجهة نحو‬
‫المغذيات الناتجة من األرض‪ ،‬وعادة ما ينتج عن التحميل‬ ‫التصنيع بسرعة (المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية‬
‫الزائد بالمغذيات انتشارات طحلبية‪ .‬وإذا زاد ذلك في‬ ‫‪.)2005‬‬
‫كثافته وتكراره‪ ،‬من الممكن أن تكون األنظمة اإليكولوجية‬
‫بأكملها عرضة لنقص األكسجين (مناطق ميتة بسبب نقص‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تبنى المدن في األغلب على أرض زراعية‬
‫األكسجين) كما هو الحال بالفعل في خليج المكسيك‬ ‫ممتازة‪ ،‬وتنقل المغذيات من المزارع إلى المدن مع دفق‬
‫(‪ )Kaiser 2005‬وبحر البلطيق (‪Conley and others‬‬ ‫عائد ضئيل أو بدون‪ .‬ويكون تركيز النفايات الصلبة‬
‫‪.)2002‬‬ ‫(الغائط) والنفايات الناتجة عن الغذاء مصدر تلوث غالب ًا‬
‫باإلضافة إلى نفايات الموارد‪ .‬وتصبح المناطق الحضرية‬
‫انهيار الحوكمة‪ ،‬والنزاع والحرب‬ ‫مصدر ًا لتدفقات مياه المجارير والصرف واألشكال‬
‫ترتبط تغيرات استخدام األرض عادة بفوائد في سبل‬ ‫األخرى للصرف السطحي التي تصبح مشكالت بيئية‪،‬‬
‫العيش أو فرص الدخل أو األمن الغذائي أو البنية التحتية‪.‬‬ ‫ال عن‬ ‫وغالب ًا ما تؤثر على المناطق الريفية المحيطة‪ ،‬فض ً‬
‫وال تجني العمليات غير القانونية هذه المنافع طويلة األمد‪،‬‬ ‫تدني نوعية المياه‪.‬‬
‫لذا فإن الحوكمة الرشيدة أساسية لحماية القيم طويلة‬
‫األمد من عمليات االستغالل قصيرة األمد‪ .‬كما أن المناطق‬ ‫التحديات‪ :‬المخاطر على األرض التي ال يمكن التنبؤ بها‬
‫ذات القيم البيئية االستثنائية‪ ،‬مثل الغابات المطيرة‬ ‫نقاط التحول‬
‫االستوائية واألراضي الرطبة‪ ،‬باإلضافة إلى الغابات‬ ‫تحدث نقاط التحول عندما تصل التأثيرات المتراكمة‬
‫الشمالية‪ ،‬تكون في احتياج خاص إلى هياكل حوكمة قوية‪.‬‬ ‫للتغيرات البيئية المستمرة إلى عتبات ينتج عنها تغيرات‬
‫وترتبط الحروب والنزاعات األهلية دائم ًا بدمار سريع بالغ‬ ‫مثيرة وسريعة في الغالب‪ .‬وهناك مخاوف من أن عدد ًا من‬
‫التأثير على القيم البيئية‪.‬‬ ‫األنظمة البيئية قد يكون متجه ًا إلى نقاط التحول تلك‪.‬‬
‫وأحد أمثلة ذلك االستقرار المزدوج لحوض نهر األمازون‪،‬‬
‫فرص التعامل مع هذه التحديات‬ ‫الذي يتضمن احتمالية التحول من مرحلة رطبة حالية إلى‬
‫في الوقت الذي توجه فيه الديموغرافيا االتجاهات السائدة‪،‬‬ ‫مرحلة جافة‪ ،‬مع تأثيرات عميقة فيما وراء حوض النهر‬
‫والحالة العالمية للبيئة والقرارات المتخذة بالفعل‪ ،‬هناك‬ ‫(‪Schellnhuber and others 2006, Haines-‬‬
‫فرص عديدة لتوجيهها أو معارضتها‪ ،‬وخاصة باستغالل‬ ‫‪ .)Young and others 2006‬وهناك نقطة تحول أخرى‬
‫المعرفة القائمة‪ .‬ويحلل الفصل ‪ 7‬االستراتيجيات الناجحة‬ ‫مختلفة تمام ًا قد تكون تأثيراتها العالمية متزامنة أال وهي‬
‫التي توفر فرص ًا لتقليل قابلية تأثر اإلنسان‪ ،‬بينما يتطرق‬ ‫إخفاقات المحاصيل في أقاليم مختلفة‪.‬‬
‫الفصل ‪ 8‬إلى الترابطات الفيزيائية األحيائية والمجتمعية‬
‫التي توفر فرص ًا الستجابات السياسة أكثر فعالية‪ ،‬ويجمل‬ ‫دورة الكربون غير الخاضعة للسيطرة‬
‫الفصل ‪ 10‬مجموعة من النُهج االبتكارية التي تساعد في‬ ‫دورة الكربون العالمية ليست مفهومة تمام ًا بأي حال من‬
‫تحسين االستجابات‪ .‬وهناك بعض الفرص الخاصة‬ ‫األحوال‪ .‬ويعتقد عموم ًا أن البالوعة المفقودة لنسبة ‪ 40‬في‬
‫باألرض موضحة أدناه‪.‬‬ ‫المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المعروفة هي‬
‫األنظمة اإليكولوجية األرضية (‪Watson and others‬‬
‫الزراعة الدقيقة‬ ‫‪ .)Houghton 2003 ،2000‬والمساحات الشاسعة من‬
‫تشير الزراعة الدقيقة إلى تحسين اإلنتاج من خالل‬ ‫فحم المستنقعات والسهل األجرد في المنطقة القطبية‬
‫اختيارات تنوعات المحاصيل الخاصة بكل موقع‪ ،‬وتحديد‬ ‫الشمالية هي خزانات للميثان والكربون العضوي المخزن‬
‫أماكن استخدام األسمدة‪ ،‬وغرس النباتات وإدارة المياه‪،‬‬ ‫(ثلث إجمالي الكربون العضوي األرضي يكون فحم‬
‫واالستفادة من قابلية تغير التربة والتضاريس في حقل ما‬ ‫مستنقعات)‪ ،‬وما زالت تواصل تثبيت الكربون‪ .‬وفي ظل‬
‫بد ًال من تجاهلها‪ .‬وتصف أيض ًا ميكنة األساليب‬ ‫االحترار العالمي‪ ،‬هناك خطورة من حدوث زيادات مفاجئة‬
‫المستخدمة للقيام بذلك‪ ،‬مثل تسجيل غالل المحاصيل‬ ‫غير متوقعة في مستويات ثاني أكسيد الكربون بالغالف‬
‫باستخدام أداة مراقبة للتسجيل باستمرار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن‬ ‫الجوي‪ ،‬وذلك في حالة تشبع هذه البالوعات‪ .‬وربما تتحول‬
‫تطبيق المبدأ على قدم المساواة للزراعة منخفضة مدخالت‬ ‫مناطق فحم المستنقعات والسهل األجرد في المنطقة القطبية‬
‫السلع الرأسمالية‪ ،‬حيثما تدار المحاصيل بكثافة يدوياً‪:‬‬ ‫الشمالية من كونها بالوعة للكربون إلى مصادر لغازات‬
‫تجميع مياه األمطار مثال لذلك‪ .‬سوف تمكن المراقبة‬ ‫االحتباس الحراري (‪.)Walter and others 2006‬‬
‫الدقيقة ألداء المحاصيل المزارعين من أن يقتصدوا في‬

‫‪111‬‬ ‫األرض‬
‫ضد مخاطر التآكل والطقس واآلفات واألمراض‪ .‬كما أن‬ ‫مدخالتهم فيما يتعلق بالعمالة والمياه المغذيات ومكافحة‬
‫تربية المائيات لها أسهامها الهام في إمداد البروتين‬ ‫اآلفات‪ .‬وحلول أجهزة إلكترونية منخفضة الثمن ويمكن‬
‫العالمي‪ ،‬إال أنها ترتبط غالب ًا بمخاطر وتكاليف بيئية‬ ‫االعتماد عليها يوفر الفرصة لمد زراعة متقدمة قائمة على‬
‫مرتفعة‪ .‬وأحد خيارات الحد من األثر السلبي على األنظمة‬ ‫المعلومات إلى مناطق جديدة‪ .‬وتتضمن عوائق التطبيق‬
‫اإليكولوجية المائية هو نقل مثل تلك الخطط إلى األرض‪،‬‬ ‫الشامل للزراعة الدقيقة ندرة مهارات اإلدارة المصقولة‬
‫حيث يمكن أن تكون الصهاريج والخزانات مالئمة على نحو‬ ‫وارتفاع تكاليفها مقارنة باستخدام المدخالت الكيميائية‪،‬‬
‫أفضل لزراعة البروتين (‪.)Soule and Piper 1992‬‬ ‫وبين فقراء المزارعين تتضمن الحيازة غير اآلمنة ونقص‬
‫وهناك أيض ًا خبرة وافرة في إنتاج السمك والروبيان في‬ ‫االئتمان وانخفاض أسعار تسليم المزرعة‪.‬‬
‫حقول األرز (‪.)Rothuis and others 1998‬‬
‫المناظر الطبيعية متعددة الوظائف‬
‫تربية النباتات‬ ‫زراعة األشجار مع المحاصيل هي إحدى التنميات الواعدة‬
‫تنمية واستخدام المحاصيل المعدلة وراثي ًا من المجاالت‬ ‫العديدة التي يمكنها زيادة األرزاق والحفاظ على النوعية‬
‫التي تنطوي على قدرات هامة‪ ،‬لكنها محل خالف في أوجه‬ ‫البيئية في وقت واحد‪ .‬وتشمل األمثلة الناجحة إنتاج زيت‬
‫عدة (‪ .)Clark and Lehman 2001‬فعلى العكس من‬ ‫النخيل في غابات مطيرة شبه طبيعية‪ ،‬وإنتاج الصمغ‬
‫تنمية محاصيل الثورة الخضراء‪ ،‬تمول تنمية المحاصيل‬ ‫العربي في أراض المجدبة‪ .‬وتثبيت الكربون من خالل‬
‫المعدلة وراثي ًا بصفة شخصية حصرياً‪ ،‬وتركز على‬ ‫إدارة األرض هو فرصة أخرى‪ .‬وحيث أن تثبيت الكربون‬
‫المحاصيل ذات اإلمكانية التجارية‪ .‬وهناك مصادر شك‬ ‫بالغابات المزروعة مؤهل للتجارة بموجب بروتوكول كيوتو‪،‬‬
‫عديدة‪ ،‬منها التأثيرات البيئية غير المرغوبة والقبول‬ ‫فقد تم توجيه معظم التركيز تجاه احتجاز الكربون‬
‫االجتماعي للتكنولوجيات وإمكانيتها هندستها الزراعية‪.‬‬ ‫بالغابات وتخزينه كمحصول قائم‪ .‬ولكن الكربون يمكن‬
‫وحالياً‪ ،‬هناك استقطاب بين مؤيدي التكنولوجيا‪ ،‬وهم في‬ ‫أيض ًا تخزينه على مدى أطول كمادة عضوية للتربة‪ ،‬التي‬
‫األساس من مجاالت علم وراثة وفسيولوجيا النبات‪ ،‬وبين‬ ‫تكون حوض ًا أكثر اتساع ًا واستقرار ًا للكربون‪ .‬وفي الوقت‬
‫المتشككين‪ ،‬وهم في األساس من مجاالت اإليكولوجي‬ ‫نفسه‪ ،‬سوف يسهم في زراعة مستدامة أكثر بزيادة مقاومة‬
‫والعلوم البيئية‪ .‬وما زالت النتائج حتى اليوم تختص على‬ ‫التآكل‪ ،‬وإضافته إلى احتياطيات المياه والمغذيات في‬
‫نحو أساسي بسمات المحاصيل المرتبطة باحتمال مبيدات‬ ‫التربة‪ ،‬وزيادة قدرة االرتشاح‪ .‬وقد تكون لألنظمة الزراعية‬
‫األعشاب ومقاومة اآلفات‪ .‬وقد تكون تلك األمور هامة‪ ،‬ألن‬ ‫منخفضة مدخالت السلع الرأسمالية احتمالية أعلى لصافي‬
‫الخسائر بسبب اآلفات الحشرية قدرت بحوالي ‪ 14‬في‬ ‫تراكم الكربون مقارنة بأنماط الزراعة الكثيفة‪ ،‬حيث ترتبط‬
‫المائة من إجمالي اإلنتاج الزراعي العالمي (‪Sharma‬‬ ‫المدخالت (مثل السماد والطاقة) بتكاليف كربون مرتفعة‬
‫‪ .)and others 2004‬وتشمل السلبيات التكلفة األعلى‬ ‫(‪ .)Schlesinger 1999‬وإرجاع الكربون العضوي إلى‬
‫للمزارعين‪ ،‬واالعتماد على الشركات الكبرى وكيماويات‬ ‫تحد لعلوم‬
‫التربة مرة أخرى‪ ،‬حيثما سيكون مفيداً‪ ،‬هو ٍ‬
‫زراعية محددة‪ ،‬وحقيقة أنه بمرور الوقت سوف يعني‬ ‫التربة وإدارتها‪.‬‬
‫اإلخصاب التهجيني أنه لن تكون هناك محاصيل غير‬
‫معدلة وراثياً‪.‬‬ ‫ازدادت االستفادة من زراعة األشجار مع المحاصيل ببطء‬
‫خالل األعوام األخيرة‪ ،‬ويمكن توقع تنمية أكثر إذا أقرت‬
‫وكبديل إلدخال جينات جديدة في أصناف المحاصيل‪،‬‬ ‫تشريعات تغير المناخ كربون التربة كبالوعة مؤهلة‪.‬‬
‫تساعد التكنولوجيا الجديدة لالختيار بمساعدة الواسمات‬ ‫وستكون آليات السوق األخرى‪ ،‬مثل ائتمانات المياه‬
‫في تحديد السمات المرغوبة في تنوعات أخرى‪ ،‬أو في‬ ‫الخضراء لخدمات إدارة المياه في المناظر الطبيعية‬
‫األنسباء البرية للمحاصيل القائمة‪ ،‬التي يمكن حينئذ‬ ‫المزروعة‪ ،‬مطلوبة لتعزيز المناظر الطبيعية متعددة‬
‫تهجينها بالطريقة التقليدية لتحسين المحصول‪ ،‬وتوفير‬ ‫الوظائف‪.‬‬
‫نصف الوقت الالزم لتطوير تنويعات جديدة للنباتات‬
‫(‪ )Patterson 2006‬وتجنب الضرر المحتمل الذي‬ ‫محاكاة النظام اإليكولوجي‬
‫يصاحب المحاصيل المعدلة وراثياً‪ .‬وكيفما تكون طريقة‬ ‫زراعة محاصيل متعددة في الحقل نفسه أمر راسخ في‬
‫أنجاز ذلك‪ ،‬فإن احتمال الملح والجفاف سيكون نافع ًا‬ ‫األنظمة الزراعية لصغار المزارعين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن أنظمة‬
‫لزيادة األمن الغذائي في األراضي المجدبة‪ ،‬ولكننا بعيدون‬ ‫زراعة النباتات المعمرة متعددة الطبقات المعقدة جداً‪ ،‬مثل‬
‫عن استيعاب آليات مثل التكيفات تلك‪ ،‬إذا تجاوزنا عن‬ ‫بساتين كانديان في سريالنكا‪ ،‬تتطلب معرفة ومهارات‬
‫ذكر تكنولوجيات البذور التشغيلية (‪Bartels and‬‬ ‫نادرة (‪ .)Jacow and Alles 1987‬وتوفر مثل هذه‬
‫‪.)Sunkar 2005‬‬ ‫األنظمة المتنوعة بيولوجي ًا إنتاجية عالية وتأمين أفضل مع ًا‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪112‬‬


of the 1930s. In J. Political Economy 112 (3):665-694 EEA (2005). The European Environment – State and Outlook 2005. European References
Environment Agency, Copenhagen
Hartemink, A. and van Keulen, H. (2005). Soil degradation in Sub-Saharan Africa. In Abdelgawad, G. (1997). Degradation of soil and desertification in the Arab countries.
)Land Use Policy 22 (1 EMBRAPA Acre (2006). Manejo Florestal Sustentavel. Empresa Brasileira de Pesquisa In J. Agriculture and Water 17:28-55
Agropecuária, Acre
Henao, J. and Baanante, C. (2006). Agricultural Production and Soil Nutrient Mining in ACSAD, CAMRE and UNEP (2004). State of Desertification in the Arab World (Updated
Africa – Implications for Resource Conservation and Policy Development. IFDC, Muscle European Commission (2002). The Implementation of Council Directive 91/676/EEC Study). Arab Center for the Studies in Arid Zones and Drylands, Damascus
Shoals, AL concerning the Protection of Waters against Pollution caused by Nitrates from
Al-Dabi, H., Koch, M., Al-Sarawi, M. and El-Baz, F. (1997). Evolution of sand dune
Agricultural Sources. Synthesis from year 2000 member States reports. Report
Holling, C.S., Gunderson, L.H. and Ludwig, D. (2002). In quest of a theory of adaptive patterns in space and time in north-western Kuwait using Landsat images. In J. Arid
COM(2002)407. Brussels http://ec.europa.eu/environment/water/water-nitrates/
change. In Gunderson, L.H. and Holling, C.S. (eds.) Panarchy: Understanding Environments 36:15–24
)report.html (last accessed 29 June 2007
Transformations in Human and Natural Systems. Island Press, Washington, DC
Al-Mooji, Y. and Sadek, T. (2005). State of Water Resources in the ESCWA Region. UN
European Commission (2007). The New EU Chemicals Legislation – REACH http://ec.
Holmgren, P. (2006). Global Land Use Area Change Matrix: Input to GEO-4. FAO Forest Economic and Social Commission for West Asia, Beirut
)europa.eu/enterprise/reach/index_en.htm (last accessed 29 June 2007
Resources Assessment Working Paper 134. Food and Agriculture Organization of the
Avery, D. (ed.) (2006). Biofuels, Food or Wildlife? The Massive Land Costs of U.S.
United Nations, Rome Falkenmark, M. and Rockström, J. (2004). Balancing water for humans and nature.
Ethanol. Issue Analysis 2006:5. Competitive Enterprise Institute, Washington, DC
Earthscan, London
Houghton, R.A. (2003). Why are estimates of the terrestrial carbon balance so
Bai, Z.G., Dent, D.L. and Schaepman, M.E. (2005). Quantitative Global Assessment of
different? In Global Change Biology 9:500-509 Fan, P.H. and Haque, T. (2000). Targeting public investments by agro-ecological zone
Land Degradation and Improvement: Pilot Study in North China. Report 2005/6, World
to achieve growth and poverty alleviation goals in rural India. In Food Policy 25:411-
Houghton, R.A. and Hackler, J.L. (2002). Carbon flux to the atmosphere from land-use Soil Information (ISRIC), Wageningen
428
changes. In Trends: A Compendium of Data on Global Change. Carbon Dioxide
Bai, Z.G. and Dent, D.L. (2007). Global Assessment of Land Degradation and
Information Analysis Center, Oak Ridge National Laboratory, US Department of Energy, FAO (1994). Prevention and disposal of obsolete and unwanted pesticide stocks in
Improvement: Pilot Study in Kenya. ISRIC Report 2007/03, World Soil Information
Oak Ridge, TN Africa and the Near East. http://www.fao.org/docrep/w8419e/w8419e00.htm (last
(ISRIC), Wageningen
)accessed 29 June 2007
IEA (2006). World Energy Outlook 2006. International Energy Agency. International
Bai, Z.G., Dent, D.L., Olsson, L. and Schaepman, M.E. (2007). Global Assessment of
Press, London FAO (2001). Conservation Agriculture Case Studies in Latin America and Africa. Soils
Land Degradation and Improvement. FAO LADA working paper. Food and Agriculture
Bulletin 78. Food and Agriculture Organization of the United Nations,Rome
IIASA 2005 (2005). Feeding China in 2030. In Options Autumn 2005:12-15 Organization of the United Nations, Rome
FAO (2002). Crops and drops: making the best use of water for agriculture. Food and
Jacow, V.J. and Alles, W.S. (1987). Kandyan gardens of Sri Lanka. In Agroforestry Barron, J., Rockström, J., Gichuki, F. and Hatibu, N. (2003). Dry spell analysis and
Agriculture Organization of the United Nations, Rome
Systems 5:123-137 maize yields for two semi-arid locations in East Africa. In Agricultural and Forest
FAO (2003). World Agriculture: Towards 2015/2030 – An FAO Perspective. Meteorology 117 (1-2):23-37
Kauffman, J.H., Droogers P., and Immerzeel, W.W. (2007). Green and blue water
Earthscan, London
services in the Tana Basin, Kenya: assessment of soil and water management Bartels, D. and Sunkar, R. (2005). Drought and salt tolerance in plants. In Critical
scenarios. Green Water Credits Report 3. World Soil Information (ISRIC), Wageningen FAO (2004). Trends and Current Status of the Contribution of the Forestry Sector to Reviews in Plant Sciences 24:23–58
National Economies. Forest Products and Economics Division Working Paper, FSFM/
Kaiser, J. (2005). Gulf’s dead zone worse in recent decades. In Science, 308:195 Bengeston, D. and Kant, S. (2005). Recent trends and issues concerning multiple
ACC/007. Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome
values and forest management in North America. In Mery, G., Alfaro, R., Kanninen, M.,
KASSA (2006). The Latin American Platform. CIRAD, Brussels
FAO (2005). Global Forest Resources Assessment 2005 (FRA 2005) database. Food and Lobovikov, M. (eds.) Forests in the Global Balance: Changing Paradigms .
Kurtz, A.C., Derry, L.A. and Chadwick, O.A. (2001). Accretion of Asian dust to )and Agriculture Organization of the United Nations, Rome (in GEO Data Portal International Union of Forest Research Organizations, Vienna
Hawaiian soils: isotopic, elemental and mineral mass balances. In Geochimica et
FAO (2006a). Global Forest Resources Assessment 2005 – Progress Towards Blaikie, P. (1985). The Political Economy of Soil Erosion in Developing Countries.
Cosmochimica Act 65 (12):1971-1983
Sustainable Forest Management. Forestry Paper 147. Food and Agriculture Longman, London
Kuylenstierna, J.C.I., Rodhe, H., Cinderby S. and Hicks, K. (2001). Acidification in Organization of the United Nations, Rome
Bojö, J. (1996). Analysis – the cost of land degradation in Sub-Saharan Africa. In
developing countries: Ecosystem sensitivity and the critical load approach on a global
FAO (2006b). FAO-AGL Global Network on Integrated Soil Management for Sustainable Ecological Economics 16 (2):161-173
scale. In Ambio 30 (1):20-28
Use of Salt-Affected Soils In Participating Countries (SPUSH) http://www.fao.org/AG/
Borlaug, N.E. (2003). Feeding a world of 10 billion people – the TVA/IFDC Legacy.
Lal, R., Sobecki, T.M., Iivari, T. and Kimble, J.M. (2004). Desertification. In Soil )AGL/agll/spush/intro.htm (last accessed 29 June 2007
IFDC, Muscle Shoals, AL
Degradation in the United States: Extent Severity and Trends. Lewis Publishers, CRC
FAOSTAT (2006). FAO Statistics Database http://faostat.org (last accessed 29 June
Press, Boca Raton Buresh, R.J., Sanchez, P.A. and Calhoun, F. eds. (1997). Replenishing Soil Fertility in
)2007
Africa. SSSA Special Publication 51, Madison, WI
Lambin, E.F., Geist, H. and Lepers, E. (2003). Dynamics of land use and cover change
FAO and UNESCO (1974-8). Soil Map of the World. Food and Agriculture Organization
in tropical regions. In Annual Review of Environment and Resources 28:205-241 Burke, E.J., Brown, S.J. and Christidis, N. (2006). Modelling the recent evolution of
of the United Nations and United Nations Educational, Scientific and Cultural
global drought and projections for the twenty-first century with the Hadley Centre
Li, Y. (2000). Improving the Estimates of GHG Emissions from Animal Manure Organization, Paris
climate model. In Journal of Hydrometeorology 7:1113-1125
Management Systems in China. Proceedings of the IGES/NIES Workshop on GHG
Fowler, D., Muller, J.B.A. and Sheppard, L.J. (2004). Water, air, and soil pollution. In
Inventories for Asia-Pacific Region, Hayama, Japan, 9-10 March Christianson, C.B. and Vlek, P.L.G. (1991). Alleviating soil fertility constraints to food
Focus 4:3-8
production in West Africa: Efficiency of nitrogen fertilizers applied to food crops. In
MA (2005a). Ecosystems and Human Well-being: Synthesis. Millennium Ecosystem
GEF and UNEP (2003). Regionally Based Assessment of Persistent Toxic Substances – Fertilizer Research 29:21-33
Assessment. World Resources Institute, Island Press, Washington, DC
Global Report 2003. UNEP Chemicals, Geneva
Clark, E. A. and Lehman, H. (2001). Assessment of GM crops in commercial
MA (2005b). Ecosystems and Human Well-being: Desertification Synthesis. Millennium
Geist, H.J. and Lambin, E.F. (2004). Dynamic causal patterns of desertification. In agriculture. In Journal of Agricultural and Environmental Ethics 14:3-2
Ecosystem Assessment World Resources Institute, Island Press, Washington, DC
Bioscience 54 (9):817-829
Conley, D.J., Humborg, C., Rahm, L., Savchuk, O.P. and Wulff, F. (2002). Hypoxia in
NLWRA (2001). Australian Dryland Salinity Assessment 2000 National Land and Water
GEO Data Portal. UNEP’s online core database with national, sub-regional, regional and the Baltic Sea and basin-scale changes in phosphorus biochemistry. In Environmental
Resources Audit. National Land and Water Resources Audit, Land & Water Australia,
global statistics and maps, covering environmental and socio-economic data and Science and Technology 36 (24):5315-5320
Canberra
indicators. United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/
Dalal-Clayton, B.D. and Dent, D.L. (2001). Knowledge of the Land: Land Resources
MSC-E (2005). Persistent Organic Pollutants in the Environment. EMEP Status Report )geo/data or http://geodata.grid.unep.ch (last accessed 1 June 2007
Information and its Use in Rural Development. Oxford University Press, Oxford
3/2005. Meteorological Synthesising Centre-East, Moscow and Chemical Coordinating
Giles, J. (2005). The dustiest place on Earth. In Nature 434 (7035):816-819
Centre, Kjeller Den Biggelaar, C., Lal, R., Weibe, K., Eswaran, H., Breneman, V. and Reich, P. (2004).
Gisladottir, G. and Stocking, M.A. (2005). Land degradation control and its global The global impact of soil erosion on productivity I: Absolute and relative erosion-induced
Mutunga, K. and Critchley, W.R.S. (eds.) (2002). Farmers’ Initiatives in Land
environmental benefits. In Land Degradation and Development 16:99-112 yield losses. II: Effects on crop yields and production over time. In Adv. Agronomy 81:1-
Husbandry: Promising Technologies for the Drier Areas of East Africa. Regional Land
48, 49-95
Management Unit, Nairobi Greenland, D.J. (1994). Long-term cropping experiments in developing countries: the
need, the history and the future. In Leigh, R.A. and Johnston, A.E. (eds.) Long-term Dent, D.L. (2007). Environmental geophysics mapping salinity and fresh water
Navone, S. and Maggi, A.J. (2005). La Inundación del Año 2001 en el Oeste de la
Experiments in Agriculture and Ecological Sciences. CAB, Wallingford resources. In Int. J. App. Earth Obs. and Geoinform 9:130-136
Prov. De Buenos Aires: Potencial Productivo de las Tierras Afectadas y las Consecuencias
Sobre la Produción de Granos Para el Periodo 1993-2002. Fundación Hernandarias, Greig-Gran, M., Noel, S. and Porras, I. (2006). Lessons Learned from Payments for De Vries, W., Schütze, G., Lofts, S., Meili, M., Römkens, P.F.A.M., Farret, R., De
Buenos Aires Environmental Services. Green Water Credits Report 2. World Soil Information (ISRIC), Temmerman, L. and Jakubowski, M. (2003). Critical limits for cadmium, lead and
Wageningen mercury related to ecotoxicological effects on soil organisms, aquatic organisms, plants,
Nicholson, S.E. (2002). What are the key components of climate as a driver of
animals and humans. In Schütze, G., Lorenz, U. and Spranger, T. (eds.) Expert meeting
desertification? In Reynolds, J.F. and Stafford Smith, D.M. (eds.) Global Desertification: Gunderson, L.H. and Pritchard, L.P. eds. (2002). Resilience and the Behaviour of Large-
on critical limits for heavy metals and methods for their application, 2–4 December
Do Humans Cause Deserts? Dahlem University Press, Berlin Scale Systems. SCOPE 60. Island Press, Washington, DC and London
2002 in Berlin, Workshop Proceedings. UBA Texte 47/2003. Federal Environmental
OECD (2001). OECD Environmental Outlook for the Chemicals Industry. Organisation Haines-Young, R., Potschin, M. and Cheshire, D. (2006). Defining and identifying Agency (Umweltbundesamt), Berlin
for Economic Co-operation and Development, Paris environmental limits for sustainable development – a scoping study. Final report to UK
DISMED (2005). Desertification Information System for the Mediterranean. European
Department for Environment, Food and Rural Affairs, Project code: NR0102
Okin, G.S., Mahowald, N. Okin G., Mahowald, S.N., Chadwick, O.A. and Artaxo, P. Environment Agency, Copenhagen
(2004). Impact of desert dust on the biogeochemistry of phosphorus in terrestrial Hansen, J.C. (2000). Environmental contaminants and human health in the Arctic. In
Dutkiewicz, S., Follows, M.J., Heimbach, P., Marshall, J. (2006). Controls on ocean
ecosystems. In Global Biogeochemical Cycles 18:2 Toxicol. Lett. 112:119-125
productivity and air-sea carbon flux: An adjoint model sensitivity study. In Geophysical
Oldeman, L.R., Hakkeling, R.T.A. and Sombroek, W.G. (1991). World Map of the Hansen, Z.K. and Libecap, G. D. (2004). Small farms, externalities and the Dust Bowl Research Letters 33 (2) Art. No. LO2603

113 ‫األرض‬
Agricultural Publishing, Beijing Sonneveld, B.G.J.S. and Dent, D.L. (2007). How good is GLASOD? In Journal of Status of Human-Induced Soil Degradation: A Brief Explanatory Note. World Soil
Environmental Management, in press Information (ISRIC), Wageningen
Zimov, S.A., Schuur, E.A.G. and Chapin, F.S. (2006). Permafrost and the global carbon
budget. In Science 312:1612-1613 Soule J.D. and Piper, J.K. (1992). Farming in Nature’s Image: an Ecological Approach D’Oliveira, M.V.N., Swaine, M.D., Burslem, D.F.R.P., Braz, E.M. and Araujo, H.J.B.
to Agriculture. Island Press, Washington, DC (2005). Sustainable forest management for smallholder farmers in the Brazilian
Amazon. In Palm, C.A., Vosti, S.A., Sanchez, P.A. and Ericksen, P.J. (eds.). Slash and
Stoorvogel, J.J. and Smaling, E.M.A. (1990). Assessment of Soil Nutrient Decline in
Burn: the Search for Alternatives. Columbia University Press, New York, NY
Sub-Saharan Africa, 1983-2000. Rept 28. Winand Staring Centre-DLO, Wageningen
Olsson, L., Eklundh, L. and Ardö, J. (2005). A recent greening of the Sahel: trends,
Sverdrup, H. Martinson, L., Alveteg, M., Moldan, F., Kronnäs, V. and Munthe, J.
patterns and potential causes. In Journal of Arid Environments 63:556
(2005). Modelling the recovery of Swedish ecosystems from acidification. In Ambio 34
(1):25-31 Oweis, T.Y. and Hachum, A.Y. (2003). Improving water productivity in the dry areas of
West Asia and North Africa. In Kijne, J.W., Barker, R. and Molden, D. (eds.). Water
Tarnocai. C. (2006). The effect of climate change on carbon in Canadian peatlands. In
Productivity in Agriculture. CABI, Wallingford
Global and Planetary Change 53 (4):222-232
Owen, P.L., Muir, T.C., Rew, A.W. and Driver, P.A. (1987). Evaluation of the Victoria
Tegen, I., Werner, M., Harrison, S.P. and Kohfeld, K.E. (2004). Relative importance of
Dam Project in Sri Lanka, 1978-1985. Vol. 3, Social and Environmental Impact.
climate and land use in determining the future of global dust emission. In Geophysical
Evaluation Rept 392, Overseas Development Administration, London
Research Letters 31 (5) art. LO5105
Patterson, A.H. (2006) Leafing through the genome of our major crop plants:
UNCCD (2005). Economic Opportunities in the Drylands Under the United Nations
strategies for capturing unique information. In Nature Reviews: Genetics 7:174-184
Convention to Combat Desertification. Background Paper 1 for the Special Segment of
the 7th Session of the Conference of Parties, Nairobi, 24-25 Oct 2005 Penning de Vries, F.W.T., Rabbinge, R. and Groot J.J.R. (1997). Potential and
attainable food production and food security in different regions. In Philosophical
UNEP (1992). Atlas of desertification. United Nations Environment Programme and
Translations: Biological Sciences 352 (1356):917-928
Edward Arnold, Sevenoaks
Prentice, I.C., Farquhar, G.D., Fasham, M.J.R., Goulden, M.L., Heimann, M., Jaramillo,
UNEP (2006). Global Deserts Outlook. United Nations Environment Programme,
V.J., Kheshgi, H.S., Le Quéré, C., Scholes, R.J. and Wallace, D.W.R. (2001). The
Nairobi
carbon cycle and atmospheric carbon dioxide. In Houghton, J.T., Ding, Y., Griggs, D.J.,
UNGA (1994). United Nations General Assembly Document A/AC.241/27 Noguer, M., van der Linden, P.J., Dai, X., Maskell, K., and Johnson, C.A (eds.). Climate
Change: IPCC Third assessment report pp.881. Cambridge University Press, Cambridge
UN Water (2007). Coping with water scarcity: challenge of the twenty-first century.
and New York, NY
Prepared for World Water Day 2007. http://www.unwater.org/wwd07/downloads/
documents/escarcity.pdf (last accessed 29 June 2007) Pretty, J. and Hine, R. (2001). Reducing Food Poverty with Sustainable Agriculture: A
Summary of New Evidence. Final report, Safe World Research Project. University of
Van Lauwe, B.and Giller, K.E. (2006). Popular myths around soil fertility management
Essex, Colchester
in sub-Saharan Africa. In Agriculture Ecosystems and Environment 116 (1-2):34-46
Reining, P. (1978). Handbook on Desertification Indicators. American Association for
Van Mensvoort, M.E.F. and Dent, D.L. (1997). Assessment of the acid sulphate hazard.
the Advancement of Science, Washintgon, DC
In Advances in Soil Science 22:301-335
Reynolds, J.F. and Stafford Smith, M.D. eds. (2002): Global Desertification – Do
Vedeld, P., Angelsen, A., Sjastad, E. and Berg, G.K. (2004). Counting on the
Humans Cause Deserts? Dahlem Workshop Report 88. Dahlem University Press, Berlin
Environment. Forest Incomes and the Rural Poor. Environmental Economics Series,
Environment Department Paper No. 98. World Bank, Washington, DC RIVM-MNP (2005). Emission Database for Global Atmospheric Research (EDGAR 3.2
and EDGAR 32FT2000). Netherlands Environmental Assessment Agency, Bilthoven
Vogel, C.H. and Smith, J. (2002). Building social resilience in arid ecosystems. In
Reynolds, J.F. and Stafford Smith, M.D. (eds.) Global Desertification – Do Humans Rockström, J. (2003). Water for food and nature in the tropics: vapour shift in rain-fed
Cause Deserts? Dahlem Workshop Report 88, Dahlem University Press, Berlin agriculture. In Transactions of the Royal Society B, special issue: Water Cycle as Life
Support Provider. The Royal Society, London
Walter, K.M., Zimov, S.A., Chanton, J.P., Verbyla, D. and Chapin III, F.S. (2006).
Methane bubbling from Siberian thaw lakes as a positive feedback to climate warming. Rockström, J., Hatibu, N., Oweis, T. and Wani, Suhas (2006). Chapter 4: Managing
In Nature 443:71-74 water in rain-fed agriculture. In Comprehensive Assessment of Water Management in
Agriculture, International Water Management Institute, Colombo
Wardell, D.A. (2003). Estimating watershed service values of savannah woodlands in
West Africa using the effect on production of hydro-electricity. Sahel-Sudan Rojstaczer, S., Sterling, S.M. and Moore, N.J. (2001). Human appropriation of
Environmental Research Initiative. http://www.geogr.ku.dk/research/serein/docs/ photosynthesis products. In Science 294:2549-2552
WP_42 (last accessed 29 June 2007)
Rothuis, A., Nhan, D.K., Richter, C.J.J. and Ollevier, F. (1998). Rice with fish culture in
Watson, R.T., Noble, I.R., Bolin, B., Ravindranath, N.H., Verardo, D.J. and Dokken, J. semi-deep waters of the Mekong delta, Vietnam. In Aquaculture Research 29 (1):59-
(2000). Land Use, Land Use Change and Forestry (A Special report of IPCC). 66
Cambridge University Press, Cambridge
Schellnhuber, H.J., Cramer, W., Nakicenovic, N., Wigley, T. and Yohe, G.W. (eds.)
Webb, A. (2002). Dryland Salinity Risk Assessment in Queensland. Consortium for (2006). Avoiding Dangerous Climate Change. Cambridge University Press, Cambridge
Integrated Resource Management. Occ. Papers ISSN 1445-9280, Consortium for
Schiklomanov, I. (2000). World water resources and water use: present assessment
Integrated Resource Management, Indooroopilly
and outlook for 2025. In Rijsberman, F. (ed.) World Water Scenarios: Analysis.
WOCAT (2007). Where the land is greener – case studies and analysis of soil and Earthscan, London
water conservation initiatives worldwide Liniger, H. and Critchley, W. (eds.). CTA, FAO,
Schlesinger, W. H. (1999). Carbon Sequestration in Soils. In Science 284:2095
UNEP and CDE, Wageningen
SEI (2005). Sustainable Pathways to Attain the Millennium Development Goals –
World Bank (2005). Water Sector Assessment Report on the Countries of the
Assessing the Key Role of Water, Energy and Sanitation. Stockholm Environmental
Cooperation Council of the Arab States of the Gulf. Rept No32539-MNA, Water,
Institute, Stockholm
Environment, Social and Rural Development Department, Middle East and North Africa
Region. The World Bank, Washington, DC Sharma, H.C., Sharma, K.K. and Crouch, J.H. (2004). Genetic transformation of crops
for insect resistance: potential and limitations. In Critical Reviews in Plant Sciences 23
World Bank (2006). Strengthening Forest Law Enforcement and Governance –
(1):47-72
Addressing a Systemic Constraint to Sustainable Development. The World Bank,
Washington, DC Skjelkvåle, B.L., Stoddard, J.L., Jeffries, D.S., Torseth, K., Hogasen, T., Bowman, J.,
Mannio, J., Monteith, D.T., Mosello, R., Rogora, M., Rzychon, D., Vesely, J,. Wieting,
Worldwatch Institute (2002). State of the World 2002. W.W. Norton, New York, NY
J., Wilander, A. and Worsztynowicz, A. (2005). Regional scale evidence for
WWF (2005). Failing the Forests – Europe’s Illegal Timber Trade. World Wildlife Fund, improvements in surface water chemistry 1990-2001. In Environmental Pollution 137
Godalming, Surrey (1):165-176

Xue, Y. and Fennessy, M.J. (2002). Under what conditions does land cover change Smil, V. (1997). Cycles of life: Civilization and the Biosphere. In Scientific American
impact regional climate? In Global Desertification – Do Humans Cause Deserts? (eds. Library Series 63
Reynolds, J.F. and Stafford Smith, M.D.) pp.59-74. Dahlem Workshop Report 88,
Smil, V. (2001). Enriching the Earth. MIT Press, Cambridge, MA
Dahlem University Press, Berlin
Smith, C., Martens, M., Ahern, C., Eldershaw, V., Powell, B., Barry, E., Hopgood, G.
Zhang, X.Y., Gong, S.L., Zhao, T.L., Arimoto, R., Wang, Y.Q. and Zhou, Z.J. (2003).
and Watling, K. (eds.) (2003). Demonstration of management and rehabilitation of
Sources of Asian dust and the role of climate change versus desertification in Asian dust
acid sulphate soils at East Trinity. Australian Department of Natural Resources and
emission. In Geophysics Research Letters 20(23), Art. No 2272
Mines, Indooroopilly
Zhu, L.K. (2006). Dynamics of Desertification and Sandification in China. China

2007–1987 :‫ حالة البيئة واتجاهاتها‬:‫القسم ب‬ 114


‫‪4‬‬ ‫الفصل‬

‫املياه‬
‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬رسل أرثرتون وسابرينا باركر ووالتر راست ومايكل هابر‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬جاكلني ألدر وجون تشيلتون وإريكا جاديس وكيفن بيترسن‬
‫وكريستوف زوكل‬
‫املؤلفون املساهمون‪ :‬عبدالله دروبي‪ ،‬موجنز داير‪-‬نيلسون‪ ،‬ماكس فناليسون‪ ،‬ماثيو فورتنام‬
‫(زميل ‪ ،)GEO‬إليزابيث كيرك‪ ،‬شيري هيلمان‪ ،‬أليستير ريو‪-‬كالرك‪ ،‬مارتن شافر (زميل‬
‫‪ ،)GEO‬ماريا سناوسي‪ ،‬لنجزيس دانلنج تاجن‪ ،‬ربيكا ثارم‪ ،‬رونالدو فاداس وجريج واجنر‬
‫محرر مراجعة الفصل‪ :‬بيتر آشتون‬
‫منسقو الفصل‪ :‬ساليف دايوب وباتريك ماماي وجوانا آكروفي وويني جاثيو‬
‫شارك بالصور‪ :‬منيارادزي تشنج‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫(‪ )IWRM‬على نطاق الحوض‪ ،‬بما يشمل األخذ في االعتبار‬ ‫تتأثر رفاهية اإلنسان وصحة النظام اإليكولوجي في أماكن‬
‫الطبقات الصخرية المائية للمياه الجوفية الملتحمة‬ ‫عديدة على نحو خطير نتيجة التغيرات في دورة المياه‬
‫والمناطق الساحلية باتجاه مجرى النهر‪ ،‬هي استجابة‬ ‫العالمية بسبب ضغوط اإلنسان في الدرجة األولى‪ .‬وفيما‬
‫رئيسية لندرة المياه العذبة‪ .‬وألن الزراعة تستخدم أكثر‬ ‫يلي الرسائل الرئيسية لهذا الفصل‪:‬‬
‫من ‪ 70‬في المائة من المياه العالمية‪ ،‬فإن توفير المياه‬
‫وجهود إدارة الطلب تكون هدفا ً منطقيا ً‪ .‬وأصحاب المصالح‬ ‫يؤثر تغير المناخ واستخدام اإلنسان لموارد المياه‬
‫الذين يهتمون بزيادة إنتاجية الزراعة البعلية والزراعة‬ ‫واألنظمة اإليكولوجية المائية واالستغالل المفرط‬
‫المائية‪ ،‬التي يمكن أن تسهم في تحسين األمن الغذائي‪،‬‬ ‫لمخزونات األسماك في حالة بيئة المياه‪ .‬ويؤثر ذلك على‬
‫يبرهنون على نجاحهم‪.‬‬ ‫رفاهية اإلنسان وتنفيذ أهداف التنمية المتفق عليها‬
‫دولياً‪ ،‬مثل تلك في إعالن األلفية‪ .‬ويبرهن الدليل على أن‬
‫يواصل تدهور نوعية المياه نتيجة أنشطة اإلنسان‬ ‫تنفيذ استجابات السياسة للمشاكل البيئية يحسن‬
‫إضراره بصحة اإلنسان والنظام اإليكولوجي‪ .‬ففي كل‬ ‫صحة اإلنسان والنمو االجتماعي‪-‬االقتصادي واالستدامة‬
‫عام‪ ،‬يتوفى ثالثة ماليين شخص في البلدان النامية‪،‬‬ ‫البيئية المائية‪.‬‬
‫معظمهم أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات‪ ،‬بسبب‬
‫األمراض التي تحملها المياه‪ .‬وتشمل الملوثات التي تشكل‬ ‫ومحيطات العالم هي المنظم الرئيسي للمناخ‬
‫مصدر قلق رئيسي الكائنات الممرضة الميكروبية وأحمال‬ ‫العالمي‪ ،‬وبالوعة هامة لغازات االحتباس الحراري‪ .‬وعلى‬
‫المغذيات المفرطة‪ .‬ويظل الماء الملوث بالميكروبات أخطر‬ ‫نطاق األحواض القارية واإلقليمية والمحيطية‪ ،‬تتأثر دورة‬
‫سبب لمرض وموت اإلنسان على نطاق عالمي‪ .‬وتؤدي أحمال‬ ‫المياه بالتغيرات طويلة األمد في المناخ مما يهدد أمن‬
‫المغذيات الهائلة إلى النمو المفرط للنباتات الضارة في‬ ‫اإلنسان‪ .‬وهذه التغيرات تؤثر في درجات حرارة المنطقة‬
‫المياه الساحلية وباتجاه األنهار‪ ،‬وفقد استخدامات اإلنسان‬ ‫القطبية الشمالية‪ ،‬ثلج البحر‪ -‬واألرض‪ ،‬بما في ذلك أنهار‬
‫النافعة‪ .‬والتلوث الناتج عن مصادر األرض المنتشرة‪ ،‬خاصة‬ ‫جليد الجبال‪ .‬كما أنها تؤثر في ملوحة وتحمض المحيطات‬
‫الزراعة وصرف المدن في األنهار‪ ،‬يحتاج إلى اتخاذ‬ ‫ومستويات البحار وأنماط الهطل وأحداث الطقس القاسي‬
‫الحكومات وقطاع الزراعة إجراءا ً عاجالً‪ .‬والتلوث بمبيدات‬ ‫وعلى نحو محتمل النظام الدوراني للمحيط‪ .‬واتجاه زيادة‬
‫اآلفات والمواد المسببة ألمراض الغدة الصماء والرواسب‬ ‫التمدن وتنمية السياحة له آثار جديرة باالعتبار على‬
‫العالقة يصعب السيطرة عليها هي األخرى‪ .‬وهناك دليل‬ ‫األنظمة اإليكولوجية الساحلية‪ .‬والتوابع االجتماعية‪-‬‬
‫على أن اإلدارة المتكاملة لموارد المياه (‪ )IWRM‬على نطاق‬ ‫االقتصادية لكافة تلك التغيرات من المحتمل أن تكون‬
‫الحوض‪ ،‬والمعالجة المحسنة للجداول المتدفقة وإعادة‬ ‫هائلة‪ .‬وهناك حاجة إلى إجراءات عالمية متفق عليها‬
‫تأهيل األرض الرطبة‪ ،‬إلى جانب تحسين التعليم والوعي‬ ‫لتتعامل مع األسباب الجذرية‪ ،‬في حين أن الجهود المحلية‬
‫العام‪ ،‬هي كلها استجابات فعالة‪.‬‬ ‫يمكن أن تقلل تعرض اإلنسان للخطر‪.‬‬

‫تواصل األنظمة اإليكولوجية المائية تدهورها بشدة‪،‬‬ ‫وتوافر المياه العذبة واستخدامها‪ ،‬إلى جانب الحفاظ‬
‫مما يعرض الكثير من خدمات النظام اإليكولوجي‬ ‫على الموارد المائية‪ ،‬أساسي لرفاهية اإلنسان‪ .‬وكمية‬
‫للخطر‪ ،‬بما في ذلك استدامة سد حاجة الغذاء والتنوع‬ ‫ونوعية موارد المياه السطحية‪ -‬والجوفية‪ ،‬وخدمات النظام‬
‫البيولوجي‪ .‬وتبين المصائد البحرية ومصائد المياه العذبة‬ ‫اإليكولوجي للحفاظ على الحياة تتعرض للخطر بسبب آثار‬
‫تدهورات واسعة النطاق‪ ،‬تسبب فيها في المقام األول‬ ‫نمو السكان والهجرة من الريف إلى الحضر والثراء الصاعد‬
‫الصيد الجائر‪ .‬أيضا ً‪ ،‬تعاني مخزونات المياه العذبة من‬ ‫واستهالك الموارد باإلضافة إلى تغير المناخ‪ .‬وإذا استمرت‬
‫تدهور الموئل واألنظمة الحرارية المتغيرة المرتبطة بتغير‬ ‫االتجاهات الحالية‪ ،‬فإن ‪ 1.8‬بليون شخص سيعيشون في‬
‫المناخ وجمع المياه‪ .‬وإجمالي كميات األسماك المصادة‬ ‫بلدان أو أقاليم تندر بها المياه بحلول عام ‪ ،2025‬وقد‬
‫تستدام فقط بالصيد دائما ً على مسافات أبعد بكثير عن‬ ‫يخضع ثلثا سكان العالم لنقص المياه‪.‬‬
‫الشاطئ وأعمق في المحيطات‪ ،‬وبتقليلها تدريجيا ً في‬
‫سلسلة الغذاء‪ .‬واتجاه تدهور المخزون السمكي يمكن‬ ‫والتطبيق العملي لإلدارة المتكاملة لموارد المياه‬
‫عكسه عندما تعمل الحكومات والصناعة ومجتمعات‬
‫الصيد معا ً من أجل تقليل السعي إلى الصيد المفرط‬
‫واإلعانات المالية الحكومية والصيد غير المشروع‪.‬‬

‫تواجه إدارة موارد المياه واألنظمة اإليكولوجية تحدياً‬


‫مستمراً أال وهو موازنة االحتياجات البيئية والتنموية‪.‬‬
‫وهو يتطلب تآلفا ً مستداما ً للتكنولوجيا وأطر العمل‬
‫القانونية والمؤسسية‪ ،‬ونُهج السوق حيثما يكون ذلك‬
‫مالئما ً‪ .‬ويكون ذلك حقيقيا ً حيثما تكون الجهود مخططة‬
‫من أجل التشارك في فوائد خدمات النظام اإليكولوجي‬
‫المرتبط بالمياه بدال ً من مجرد مشاركة مورد المياه وحده‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى بناء الطاقة االستيعابية‪ ،‬فإن التحدي ال‬
‫يقتصر فقط على تطوير ن ُهج جديدة‪ ،‬ولكن أيضا ً تسهيل‬
‫التطبيق العملي فعال التكلفة وفي الوقت المناسب‬
‫لالتفاقيات الدولية القائمة وغيرها من السياسات‬
‫واألهداف‪ ،‬التي يمكن أن توفر أساسا ً للتعاون على‬
‫مستويات عدة‪ .‬ورغم استفادة بيئات ساحلية كثيرة من‬
‫اتفاقيات البحار اإلقليمية القائمة‪ ،‬فإن هناك قلة في‬
‫االتفاقيات الدولية التي تتعامل مع أنظمة المياه العذبة‬
‫عبر الحدود‪ ،‬وهي مصدر نزاع خطير محتمل في المستقبل‪.‬‬
‫وهناك أيضا ً نطاق من اإلعانات المالية الحكومية‬
‫المعاكسة تعوق التنمية وتطبيق إجراءات اإلدارة الفعالة‬
‫على مستويات عدة‪ .‬وفوائد معالجة المشاكل المفهومة‬
‫جيدا ً‪ ،‬خاصة تلك على نطاق الحوض‪ ،‬تكون على األرجح‬
‫أعظم عند تنسيق الجهود بفعالية بين مستويات‬
‫المجتمع المختلفة‪.‬‬
‫المحيط هو مصدر معظم هطل العالم (هطول األمطار‬ ‫مقدمة‬
‫وتساقط الثلج)‪ ،‬ولكن احتياجات الناس من المياه العذبة‬ ‫في عام ‪ ،1987‬حذرت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية (لجنة‬
‫يلبيها كاملة تقريب ًا الهطل على األرض (انظر الشكل ‪،)1-4‬‬ ‫برونتالند) في تقريرها النهائي‪ ،‬مستقبلنا المشترك‪ ،‬أن‬
‫بكمية صغيرة ولو أنها تزيد بالتحلية‪ .‬ونظر ًا للتغيرات في‬ ‫المياه كانت تتعرض للتلوث وأن إمدادات المياه كانت‬
‫حالة المحيط‪ ،‬فإن أنماط الهطل تتبدل‪ ،‬مؤثرة على رفاهية‬ ‫تستهلك بإفراط في أجزاء كثيرة من العالم‪ .‬وهذا الفصل‬
‫اإلنسان‪ .‬أيضاً‪ ،‬تؤثر تغيرات المحيط على الموارد الحية‬ ‫يقيم حالة بيئة المياه منذ منتصف ثمانينيات القرن‬
‫البحرية والفوائد االجتماعية‪-‬االقتصادية األخرى التي‬ ‫العشرين‪ ،‬وآثارها على رفاهية اإلنسان فيما يتعلق بصحة‬
‫تعتمد عليها مجتمعات كثيرة‪ .‬وتوافر واستخدام وإدارة‬ ‫اإلنسان وأمنه الغذائي وأمن وسالمة اإلنسان وسبل‬
‫المياه العذبة واألنظمة اإليكولوجية المائية عموماً‪ ،‬كلها‬ ‫العيش والتنمية االجتماعية‪-‬االقتصادية‪.‬‬
‫أساسية للتنمية ورفاهية اإلنسان‪.‬‬

‫توجه الطاقة الشمسية التي يمتصها سطح األرض‪ ،‬خاصة‬ ‫الشكل ‪ 1-4‬التوزيع العالمي للمياه‬
‫المحيط‪ ،‬دوران مياه العالم‪ .‬ويحدث معظم انتقال المياه‬ ‫مالحظة‪ :‬انظر الفصل ‪ 3‬حول‬
‫بين المحيط والغالف الجوي بالبخر والهطل‪ .‬ويوجه دوران‬ ‫المياه المتاحة بسهولة للنباتات‪.‬‬

‫المحيط‪ - ،‬ناقل المحيط العالمي (انظر الشكل ‪- )2-4‬‬


‫إجمالي المياه‬
‫االختالفات في كثافة مياه البحر التي تحددها درجة‬
‫المحيطات‬
‫الحرارة والمحتوى الملحي‪ .‬فالحرارة تنتقل عبر مياه‬
‫السطح الدافئ التي تتدفق باتجاه القطبين‪ ،‬وتعود في مياه‬
‫أبرد وأعمق باتجاه خط االستواء‪ .‬وتكون المياه األبرد‬ ‫المياه العذبة‬
‫العائدة أكثر ملوحة وكثافة من خالل البخر‪ ،‬وعندما تغطس‬
‫هذه المياه‪ ،‬تُستبدل بمياه أدفأ تتدفق باتجاه القطبين‪.‬‬
‫وهذا الدوران له أهمية هائلة للعالم‪ ،‬حيث يحمل ثاني‬ ‫المياه العذبة‬
‫أكسيد الكربون إلى عمق المحيط (انظر الفصل ‪ ،)2‬ويوزع‬
‫الحرارة ويذيب المادة ويؤثر بقوة في أنظمة المناخ وتوافر‬
‫المغذيات للحياة البحرية‪ .‬وقد برهن النينو (‪)El Niño‬‬ ‫األنهار الجليدية‪0‬‬
‫القوي ‪ 1982-1983‬على أن التموجات واسعة النطاق في‬
‫المحيط ودوران الغالف الجوي مقترنان‪ ،‬ولهما آثار عميقة‬
‫على المناخ العالمي (‪ .)Philander 1990‬وهناك مخاوف‬
‫من أن تغير المناخ ربما يبدل أنماط دوران المحيط‬
‫العالمي‪ ،‬وربما تقليل كمية الحرارة المحمولة شما ًال في‬
‫المياه الجوفية‬
‫تيار الخليج‪ ،‬التي تدفئ أوروبا الغربية والمنطقة القطبية‬
‫الشمالية (انظر الفصلين ‪ 2‬و‪.)6‬‬
‫أرض دائمة التجمد‬
‫تعتمد بيئة المياه والتنمية إحداهما على األخرى‪ .‬وحالة‬
‫النظام المائي‪ ،‬ونوعية مياهه واألنظمة اإليكولوجية هي‬ ‫مياه السطح‬
‫والغالف الجوي‬
‫عوامل رئيسية تسهم في رفاهية اإلنسان‪ .‬وهذه االرتباطات‬
‫تظهر في الجدولين ‪ 1-4‬و‪ ،4-4‬مبينة التأثيرات المستقبلية‬
‫المحتملة لحالة المياه في تلبية األهداف اإلنمائية لأللفية‬
‫مياه السطح والغالف‬
‫(‪ .)MDGs‬وتشكل مصائد العالم الداخلية والبحرية جزء ًا‬ ‫الجوي‬
‫هام ًا للموارد الحية المائية التي تكون حيوية لرفاهية‬
‫بحيرات المياه العذبة‬
‫اإلنسان‪ .‬ويقيم الفصل الكيفية التي استجابت‪ ،‬وتستجيب‬
‫بها‪ ،‬آلثار التغير البيئي‪ .‬ويلخص الجدول ‪ 5-4‬في نهاية‬ ‫رطوبة التربة‬
‫الغالف الجوي‬
‫الفصل نطاق استجابات السياسات الدولية واإلقليمية‬
‫األراضي الرطبة األخرى‬
‫والمحلية واستجابات اإلدارة‪ ،‬ومؤشرات نجاحها‪.‬‬ ‫المصدر‪Shiklomanov and Rodda :‬‬
‫‪2003‬البرنامج العالمي لتقييم المياه‬ ‫األنهار‬
‫(‪ ،WWAP) 2006‬بناء على البيانات من‬
‫‪.Shiklomanov and Rodda 2003‬‬ ‫النباتات والحيوانات‬
‫تؤكد سياسة المياه الدولية أكثر فأكثر على الحاجة إلى‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪118‬‬


‫الشكل ‪ 2-4‬ناقل المحيط العالمي‬

‫انتقال الحرارة بين‬


‫البحر والهواء‬

‫تيار‬
‫الخليج‬

‫المحيط‬
‫األطلنطي‬ ‫المحيط‬ ‫المحيط الهادئ‬
‫الهندي‬
‫التيار الضحل الدافئ‬

‫المياه األكثر دفئا ً‬ ‫التيار العميق البارد‬


‫المياه األبرد‬ ‫والمالح‬ ‫المصدر‪ :‬مأخوذة من‬
‫تيار الخليج‬ ‫‪IPCC 1996‬‬

‫أحواض أنهار منفصلة ومناطقها الساحلية المرتبطة بها‬ ‫تحسين الحوكمة كونها ترتبط بإدارة موارد المياه‪ .‬وقد‬
‫(‪.)Crossland and others 2005‬‬ ‫نشأ إجماع عالمي على الحاجة إلى تطبيق نُهج إدارة‬
‫قائمة على النظام اإليكولوجي للتعامل مع احتياجات موارد‬
‫وضغوط اإلنسان في العالم على مستوى األحواض تعدل‬ ‫المياه المستدامة‪ .‬ومن خالل استجابات مثل اإلدارة‬
‫بقوة دورة المياه العالمية‪ ،‬مع بعض اآلثار المعاكسة‬ ‫المتكاملة لموارد المياه (‪ ،)IWRM‬يمكن تحقيق أهداف‬
‫الخطيرة على أنظمتها اإليكولوجية المترابطة ‪ -‬المياه‬ ‫التنمية االجتماعية‪-‬االقتصادية بطريقة تمنح العالم أنظمة‬
‫العذبة والبحرية ‪ -‬ومن ثم على رفاهية الناس الذين‬ ‫إيكولوجية مائية مستدامة لتلبية احتياجات الموارد المائية‬
‫يعتمدون على الخدمات التي تقدمها‪.‬‬ ‫ألجيال المستقبل‪ .‬وقد أدى اإلدراك المتزايد لقيود التنظيم‬
‫التقليدي إلى طرح نُهج تنظيمية أكثر تشاركية‪ ،‬مثل إدارة‬
‫يؤثر االستغالل المفرط للمياه وتلوثها‪ ،‬وتدهور األنظمة‬ ‫الطلب واالتفاقيات الطوعية‪ .‬وهي تستلزم وجود ثقافة‬
‫اإليكولوجية مباشرة على رفاهية اإلنسان‪ .‬ورغم تحسن‬ ‫ومشاركة العامة‪.‬‬
‫الموقف (انظر الشكل ‪ ،)3-4‬فإن نحو ‪ 2.6‬بليون شخص‬
‫يعيشون بدون مرافق محسنة للصرف الصحي‪ .‬وإذا‬ ‫موجهات التغير والضغوط‬
‫استمر اتجاه ‪ ،1990-2002‬فإن العالم سيخفق في‬ ‫تعدل العوامل الطبيعية نظام األرض‪ ،‬ولكن على مدار‬
‫تحقيق توفير الصرف الصحي كأحد أهداف األلفية‬ ‫العقود القليلة الماضية‪ ،‬وجهت أنشطة اإلنسان التغير على‬
‫اإلنمائية لحوالي نصف بليون شخص (منظمة الصحة‬ ‫نحو متزايد‪ .‬وموجهات التغير في بيئة المياه مماثلة إلى‬
‫العالمية واليونيسف ‪.)2004‬‬ ‫حد كبير لتلك التي تؤثر على التغير في الغالف الجوي وعلى‬
‫األرض (انظر الفصلين ‪ 2‬و‪ .)3‬فسكان العالم واالستهالك‬
‫تغير المناخ‬ ‫والفقر واصلوا النمو‪ ،‬جنب ًا إلى جنب مع التقدمات التكنولوجية‪.‬‬
‫احترار نظام المناخ أمر قاطع (الهيئة الحكومية الدولية‬ ‫وأنشطة اإلنسان المتزايدة تضع ضغوط ًا كبيرة على البيئة‪،‬‬
‫المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007‬ويؤثر تغير المناخ في‬ ‫فهي تسبب االحترار العالمي‪ ،‬وتغير استخدام المياه العذبة‬
‫احترار وتحمض المحيط العالمي (انظر الفصلين ‪ 2‬و‪.)6‬‬ ‫وزيادته‪ ،‬وتدمر وتلوث المواطن المائية وتستغل بإفراط‬
‫ويؤثر ذلك في درجة حرارة سطح األرض‪ ،‬وأيض ًا كمية‬ ‫الموارد الحية المائية‪ ،‬خاصة األسماك‪ .‬وتحدث التعديالت‬
‫وتوقيت وكثافة الهطل‪ ،‬بما في ذلك العواصف والجفاف‪.‬‬ ‫على نظام األرض على كل من النطاق العالمي‪ ،‬على نحو‬
‫وعلى األرض‪ ،‬تؤثر تلك التغيرات على توافر المياه العذبة‬ ‫ملحوظ من خالل انبعاثات غازات االحتباس الحراري‬
‫ونوعيتها‪ ،‬وتعويض المياه السطحية والمياه الجوفية‪،‬‬ ‫المتزايدة‪ ،‬التي تؤدي إلى تغير المناخ‪ ،‬وعلى نطاق‬

‫‪119‬‬ ‫المياه‬
‫الشكل ‪ 3-4‬الموقف بالنسبة إلى (ا) مياه الشرب و(ب) تغطية حماية الصحة العامة‪2004 ،‬‬

‫‪a‬‬

‫لنسبة التي يتم تغطيتها‬


‫هي ‪ 96%‬أو أكثر‬
‫النسبة التي يتم تغطيتها‬
‫تتراوح بين ‪60-95%‬‬
‫النسبة التي يتم تغطيتها‬
‫أقل من ‪60%‬‬
‫البيانات غير كافية‬

‫‪b‬‬

‫لنسبة التي يتم تغطيتها‬


‫هي ‪ 96%‬أو أكثر‬
‫النسبة التي يتم تغطيتها‬
‫تتراوح بين ‪60-95%‬‬
‫النسبة التي يتم تغطيتها‬
‫أقل من ‪60%‬‬
‫البيانات غير كافية‬

‫المصدر‪ :‬منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ‪2006‬‬

‫ضغوط تغير المناخ‪ ،‬تمارس ضغوط استخدام المياه في‬ ‫وانتشار ناقالت األمراض التي تحملها المياه (انظر‬
‫المقام األول ضمن األحواض‪ .‬وبعض موجهاتها تكون‬ ‫الفصلين ‪ 2‬و‪ .)3‬وبعض التغيرات األكثر عمق ًا التي‬
‫عالمية‪ ،‬ولكن عالجاتها قد تكون محلية‪ ،‬إال أنها تكون‬ ‫يوجهها المناخ تؤثر في سطح األرض المتجمد‪ ،‬حيث تكون‬
‫ممكنة بواسطة اتفاقيات عبر حدودية‪.‬‬ ‫المياه في شكل جليد‪ .‬وفي المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬تزيد‬
‫درجة الحرارة ‪ 2.5‬مرة عن المتوسط العالمي‪ ،‬مسببة‬
‫ويظهر الشكل ‪ 4-4‬سحوبات المياه العذبة لالستخدام‬ ‫انصهار ًا واسع ًا لجليد البحر واألرض وأيض ًا ذوبان طبقة‬
‫المنزلي والصناعي والزراعي‪ ،‬وأيض ًا المياه المتبخرة من‬ ‫األرض دائمة التجمد (تقييم أثر مناخ المنطقة القطبية‬
‫الخزانات‪ .‬والزراعة هي أكبر مستخدم إلى حد بعيد‪.‬‬ ‫الشمالية ‪( )2004‬انظر الفصلين ‪ 2‬و‪ .)6‬ويتوقع أن يفقم‬
‫والتوسع في توليد الطاقة الكهربائية المائية والزراعة‬ ‫تغير المناخ الضغط على كافة األنظمة اإليكولوجية المائية‬
‫المروية‪ ،‬الحادث اآلن في البلدان النامية في المقام األول‪،‬‬ ‫سواء على نحو مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫أساسي للتنمية االقتصادية وإنتاج الغذاء‪ .‬ولكن‪ ،‬التغيرات‬
‫الناتجة في األرض‪ -‬واستخدام المياه للزراعة‪ ،‬وأيض ًا‬ ‫استخدام المياه‬
‫للنمو الحضري والصناعي‪ ،‬لها آثار معاكسة خطيرة على‬ ‫شهدت األعوام العشرون الماضية استهالك ًا زائد ًا للمياه‬
‫المياه العذبة واألنظمة اإليكولوجية الساحلية‪.‬‬ ‫إلنتاج الطعام والطاقة لتلبية مطالب تعداد سكان آخذ في‬
‫النمو وتحسين رفاهية اإلنسان‪ ،‬وهو اتجاه عالمي مستمر‬
‫باإلضافة إلى المتطلبات الزراعية‪ ،‬تضاعفت الضغوط على‬ ‫(البرنامج العالمي لتقييم المياه ‪ .)2006‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫موارد المياه بسبب التغير الطبيعي وتدمير مواطن النبات‬ ‫التغيرات في طريقة استخدام المياه لها آثار معاكسة هائلة‬
‫والحيوان من جراء التنمية الصناعية والسياحة في المناطق‬ ‫تتطلب اهتمام ًا ملح ًا لضمان االستدامة‪ .‬وعلى عكس‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪120‬‬


‫الشكل ‪ 4-4‬التغيرات في استخدام المياه العالمية حسب القطاع‬ ‫الساحلية على وجه الخصوص‪ .‬وهناك عامل آخر أال وهو‬
‫‪LN‬‬
‫األنواع الغازية‪ ،‬التي يتم إدخالها إلى المسطحات المائية‬
‫‬

‫‬ ‫الزراعية‬
‫عن قصد (تربية األسماك) أو عن غير قصد (تفريغ ثقل‬
‫االنسحاب‬
‫‬
‫موازنة السفن)‪ .‬والتعديالت على دورة المياه من خالل‬
‫االستعمال المبذّ ر‬
‫‬
‫أعمال الري وخطط إمداد المياه أفادت المجتمع لقرون‪.‬‬
‫العوائد والنفايات‬
‫‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن اآلثار العالمية لتدخالت اإلنسان في دورة‬
‫‬ ‫المياه‪ ،‬بما في ذلك تغيير غطاء األرض والتمدين والتحول‬
‫‬ ‫الصناعي وتنمية موارد المياه‪ ،‬من المرجح أن تفوق آثار‬
‫‬ ‫تغير المناخ الحديث أو المتوقع‪ ،‬على األقل لعقود‬
‫‬
‫(‪)Meybeck and Vörösmarty 2004‬‬
‫‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫تسبب أنشطة اإلنسان على نطاقات األحواض تلوث ًا تنقله‬
‫ ‪LN‬‬ ‫المياه من مصادر محددة أو متفرقة‪ ،‬مما يؤثر على األنظمة‬
‫‬
‫الداخلية‬ ‫اإليكولوجية الساحلية والداخلية‪ .‬والمصادر المتفرقة أصعب‬
‫‬ ‫االنسحاب‬ ‫في تحديدها وقياس كميتها وإدارتها‪ .‬والصرف الزراعي‬
‫االستعمال المبذّ ر‬
‫‬ ‫المحتوي على مغذيات وكيماويات زراعية هو أخطر مصدر‬
‫‬
‫العوائد والنفايات‬ ‫لملوثات المياه في بلدان كثيرة (وكالة حماية البيئة األمريكية‬
‫‬ ‫‪ .)2006‬ومن المصادر الخطيرة أيض ًا النفايات السائلة‬
‫‬
‫المحلية والصناعية حيث يتم صرف مياه الصرف غير المعالجة‬
‫على نحو كاف في المجاري المائية مباشرة‪ .‬وفعلي ًا ينتج‬
‫‬
‫عن جميع األنشطة الصناعية ملوثات المياه‪ ،‬كما ينتج عن‬
‫‬
‫التشجير غير المستدام (إزالة األشجار وحرائق الغابات‬
‫‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫وتآكل التربة المتزايد)‪ ،‬والتعدين (صرف المنجم والرشح)‪،‬‬
‫ ‪LN‬‬ ‫والتخلص من النفايات (رشح مدافن النفايات والتخلص‬
‫‬ ‫الصناعية‬ ‫من نفايات البر والبحر) والزراعة المائية والبحريات‬
‫‬ ‫االنسحاب‬ ‫(الميكروبات والنمو المفرط للطحالب الضارة والمضادات‬
‫‬
‫االستعمال المبذّ ر‬ ‫الحيوية) وإنتاج الهيدروكربون (النفط) واستخدامه‪.‬‬
‫العوائد والنفايات‬
‫‬
‫من المتوقع أن تزيد سحوبات المياه بنسبة ‪ 50‬في المائة‬
‫‬
‫بحلول عام ‪ 2025‬في البلدان النامية وبنسبة ‪ 18‬في المائة‬
‫‬
‫في البلدان المتقدمة (البرنامج العالمي لتقييم المياه ‪.)2006‬‬
‫وحيث أن جميع األنشطة الصناعية والتصنيعية تقريب ًا تتطلب‬
‫‬

‫‬
‫إمدادات مياه كافية‪ ،‬فإن هذا الوضع من المرجح أن يعيق‬
‫‬
‫التنمية االجتماعية‪-‬االقتصادية ويزيد من الضغوط على األنظمة‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫اإليكولوجية للمياه العذبة‪ .‬وعلى النطاق العالمي‪ ،‬يواصل‬
‫ ‪LN‬‬
‫‬ ‫المستودعات‬ ‫كمال األنظمة اإليكولوجية المائية ‪ -‬حالة عناصرها الطبيعية‬
‫وتنوعها البيئي وعملياتها ‪ -‬تدهوره (تقرير األلفية ‪،)2005‬‬
‫‬ ‫التبخر‬
‫مما يقلل قدرتها على توفير المياه العذبة النظيفة والغذاء‬
‫‬
‫والخدمات األخرى مثل تقليل الملوثات وتوفير حماية ضد‬
‫األحداث المناخية المتطرفة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن التغيرات في‬
‫‬

‫‬
‫المحيط المائي تؤثر بشدة على تحقيق األهداف اإلنمائية‬
‫‬ ‫لأللفية للمياه النظيفة والصحة واألمن الغذائي‪.‬‬
‫‬

‫‬
‫المصدر‪UNEP/GRID-Arendal :‬‬
‫المصائد السمكية‬
‫‬ ‫‪ ،2002‬بناء على ‪Shiklomanov‬‬ ‫تسهم ضغوط مباشرة عدة في االستغالل المفرط‬
‫‪and UNESCO 1999‬‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫لمخزونات األسماك وتدهور الثدييات البحرية والسالحف‬

‫‪121‬‬ ‫المياه‬
‫آثار الطمي العالق التي تحدثها سفن شباك‬
‫الجر في القاع لصيد الروبيان (النقاط السوداء‬
‫الصغيرة) بينما تتحرك بعنف في المحيط قرب‬
‫مصب نهر يانجتسي‪.‬‬

‫شارك بالصور‪ DigitalGlobe :‬وأنظمة‬


‫‪ MAPS‬الجغرافية‬

‫خاصة مصيد ًا ثانوي ًا غالب ًا ما يتكون من كميات كبيرة من‬ ‫حول العالم‪ .‬وقد أدى نمو السكان وتزايد الثروة إلى زيادة‬
‫األنواع غير المستهدفة‪ ،‬حيث قدر أن ‪ 7.3‬مليون طن من‬ ‫‪ 50‬في المائة تقريب ًا في إنتاج األسماك من ‪ 95‬مليون طن‬
‫األسماك سنوي ًا يتم التخلص منها على مستوى العالم‬ ‫في عام ‪ 1987‬إلى ‪ 141‬مليون طن في عام ‪2005‬‬
‫(منظمة األغذية والزراعة ‪.)2006a‬‬ ‫(منظمة األغذية والزراعة ‪ .)2006c‬ويتوقع أن يتزايد‬
‫الطلب‪ ،‬وبخاصة على األطعمة البحر عالية القيمة ولتلبية‬
‫تكون مخزونات األسماك الداخلية عرضة لجمع من‬ ‫احتياجات النمو السكاني‪ ،‬بنسبة ‪ 1.5‬في المائة سنوي ًا في‬
‫الضغوط المباشرة‪ ،‬بما في ذلك تغيير الموطن وفقدانه‬ ‫العقود القادمة‪ .‬وستكون تلبية هذا الطلب تحدياً‪ .‬فعلى‬
‫والمد المتغير وتجزؤ الموطن بسبب السدود والبنى التحتية‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬صاحب نمو الدخل السريع والتمدن في‬
‫األخرى‪ .‬كما أنها تتعرض للتلوث ولألنواع الغريبة وللصيد‬ ‫الصين منذ بداية الثمانينيات إلى نهاية التسعينيات في‬
‫المفرط‪ .‬وألن معظم كميات المصيد السمكي الداخلي‬ ‫القرن العشرين زيادة قدرها ‪ 12‬في المائة لكل عام في‬
‫مخصصة الستهالك مورد الرزق أو األسواق المحلية‪ ،‬فإن‬ ‫االستهالك (‪ .)Huang and others 2002‬وهناك عامل‬
‫ال‬
‫الطلب على الغذاء ألعداد السكان المتنامية يكون عام ً‬ ‫آخر وهو تغيير تفضيالت الطعام كنتيجة لتسويق األسماك‬
‫رئيسي ًا يوجه مستويات االستغالل في المياه الداخلية‪.‬‬ ‫في البلدان المتقدمة كجزء من الحمية الغذائية الصحية‪.‬‬
‫وتواصل الزراعة المائية نموها وينمو معها الطلب على‬
‫وعالوة على ممارسات الصيد غير المستدام والضغوط‬ ‫وجبات األسماك وزيت السمك الستخدامه كغذاء‪ ،‬ومصدر‬
‫األخرى هناك أيض ًا تغير المناخ العالمي‪ .‬وقد يؤثر ذلك‬ ‫الحصول عليهما وتوفيرهما في المقام األول يكون فقط من‬
‫على األنظمة اإليكولوجية المائية بأشكال عدة‪ ،‬على الرغم‬ ‫مخزونات األسماك البرية (‪ .)Malherbe 2005‬وتمثل‬
‫من أن مقدرة أنواع األسماك على التكيف مع مثل هذا‬ ‫األسماك السلعة الغذائية األسرع نمو ًا في تداولها دولياً‪،‬‬
‫التغير غير مفهومة على نحو كامل‪ .‬ومن ذلك‪ ،‬فإن التغيرات‬ ‫مما يسبب مشكالت إيكولوجية خطيرة ومشاكل في اإلدراة‬
‫في درجات حرارة المياه وبخاصة في أنماط الرياح توحي‬ ‫على نحو متزايد (‪)Delgado andothers 2003‬‬
‫بأن تغير المناخ يمكن أن يسبب اضطراب مصائد‬
‫األسماك‪ ،‬وهي مسألة ناشئة قد يكون لها آثارها الخطيرة‬ ‫خلقت اإلعانات المالية التي تقدر بأنها ‪ 20‬في المائة من‬
‫على موارد المصائد العالمية‪.‬‬ ‫قيمة قطاع مصائد األسماك (صندوق الحياة البرية العالمي‬
‫‪ ،)2006‬طاقة صيد مفرطة تفوق موارد مصائد األسماك‬
‫االتجاهات البيئية واالستجابات‬ ‫المتاحة‪ .‬ويُقدر أن طاقة أساطيل صيد األسماك العالمية‬
‫ترتبط رفاهية اإلنسان باالستدامة البيئية على نحو‬ ‫تبلغ ‪ 250‬في المائة أكبر مما يحتاجه صيد ما يستطيع‬
‫جوهري‪ .‬وترتبط حالة بيئة المياه العالمية بالتغير المناخي‬ ‫المحيط أن ينتجه على نحو مستدام (‪.)Schorr 2004‬‬
‫والتغيرات في استخدام المياه واستغالل الموارد الحية‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬سمح التقدم التكنولوجي لألساطيل‬
‫المائية‪ ،‬بخاصة مصائد األسماك‪ .‬ويأتي تحليل نتائج‬ ‫الصناعية والحرفية بأن تصيد بدقة وكفاءة أكبر‪ ،‬وعلى‬
‫التغير البيئي لرفاهية اإلنسان فيما يتعلق بتلك المسائل‬ ‫مسافات أبعد عن الشاطئ وفي المياه األعمق‪ .‬ويؤثر ذلك‬
‫الثالث‪ .‬ويبرز الجدول ‪ 1-4‬الروابط الرئيسية بين المياه‬ ‫على وضع األسماك للبيض وعلى مفارخ أنواع كثيرة‪ ،‬ويقلل‬
‫ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫من اإلمكانات االقتصادية للمصائد في البلدان النامية‪ ،‬التي‬
‫ال تستطيع شراء مثل هذه التكنولوجيا (‪Pauly and‬‬
‫وقد تم إقرار استجابات لإلدارة عديدة لمواجهة تحديات‬ ‫‪ .)others 2003‬ومعدات الصيد والممارسات المدمرة‪،‬‬
‫بيئة المياه‪ .‬وعلى الرغم من تحديد اإلجراءات التي يجب‬ ‫مثل سفن شباك الجر في القاع واستخدام الديناميت‬
‫أن يتخذها األفراد والهيئات على مختلف المستويات‪ ،‬فإن‬ ‫والسم‪ ،‬تعرض هي األخرى إنتاجية مصائد أسماك العالم‬
‫التركيز األساسي ينصب على صناع القرار الذين‬ ‫للخطر‪ .‬وتنتج سفن الصيد بشباك الجر في القاع بصفة‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪122‬‬


‫الجدول ‪ 1-4‬الترابطات بين تغيرات الحالة في بيئة المياه وآثارها على البيئة واإلنسان‬

‫اآلثار على رفاهية اإلنسان‬

‫تخفيف اآلثار البيئية‪/‬آثار‬


‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫األمن الطبيعي والسالمة‬ ‫األمن الغذائي‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫النظام اإليكولوجي‬ ‫تغيرات الحالة‬

‫المسائل المرتبطة بالتغير المناخي ‪ -‬اضطرابات النظام المائي بخاصة على النطاق العالمي‬

‫األرباح (خسارة مبيعات‬ ‫السمكية‪2‬‬ ‫توزيع أنواع المصائد‬ ‫الغذاء‪1‬‬ ‫سالمة‬ ‫التركيب الغذائي‬ ‫درجة حرارة سطح‬
‫المنتج)‪2‬‬ ‫إنتاج الزراعة المائية‪2‬‬ ‫وشبكة الغذاء‬ ‫البحر‬

‫السياحي‪2‬‬ ‫الجذب‬ ‫الساحل‪3‬‬ ‫حماية‬ ‫الحرفيون‪2‬‬ ‫ الصيادون‬ ‫ابيضاض الشعاب‬


‫المرجانية‬

‫تضرر الممتلكات والبنية‬ ‫الفيضان الساحلي‪/‬‬ ‫المائية‪2‬‬ ‫ منشآت الزراعة‬ ‫ارتفاع مستوى سطح‬
‫التحتية والزراعة‪1‬‬ ‫الداخلي‪1‬‬ ‫البحر‬

‫الطاقة‪1‬‬
‫إنتاج‬ ‫ضرر الغمر‬ ‫المحاصيل‪1‬‬ ‫تضرر‬ ‫العامة‪1‬‬ ‫تمزيق المرافق‬ ‫تكرار وقوة العواصف‬
‫والنظام‪1‬‬
‫القانون‬ ‫والفيضان‪1‬‬ ‫المائية‪1‬‬ ‫تضرر الزراعة‬ ‫واألعاصير االستوائية‬
‫تضرر الممتلكات والبنية‬ ‫حماية الساحل‪1‬‬
‫التحتية‪1‬‬

‫الممتلكات‪1‬‬ ‫تضرر‬ ‫ضرر الغمر‬ ‫المحاصيل‪1‬‬ ‫تدمير‬ ‫األمراض المرتبطة‬ ‫ضرر الفيضان‬ ‫الهطل‬
‫والفيضان‪1‬‬ ‫بالمياه‪1‬‬

‫المحاصيل‪1‬‬ ‫انخفاض‬ ‫‪1‬‬ ‫سوء التغذية‬ ‫الجفاف‬

‫للسفن‪1‬‬‫الوصول المحسن‬ ‫التآكل والغمر‬ ‫التقليدية‪1‬‬ ‫ مصادر الغذاء‬ ‫تغير دوران المحيط‬ ‫فقدان األرض وجليد‬
‫األرزاق في اتجاه مجرى‬ ‫الساحلي‪2‬‬ ‫المتاحة‪2‬‬ ‫مياه الري‬ ‫فقدان جليد الجبال‬ ‫البحر‬
‫النهر‪1‬‬ ‫مستوى سطح البحر‬

‫النقل البري‪1‬‬ ‫األرض‪1‬‬ ‫استقرار‬ ‫الزراعية‪2‬‬ ‫إمكانات التنمية‬ ‫تغيرات النظام‬ ‫ذوبان طبقة األرض‬
‫التحتية‪1‬‬ ‫تضرر المباني والبنية‬ ‫اإليكولوجي للسهل‬ ‫دائمة التجمد‬
‫األجرد في القطب‬
‫الشمالي‬

‫سياحة الشعاب المرجانية‪3‬‬ ‫الساحل‪3‬‬ ‫حماية‬ ‫الساحلية‪3‬‬ ‫المصائد السمكية‬ ‫تكلس الكائنات الحية‬ ‫تحمض المحيط‬
‫المصائد السمكية كمصدر‬ ‫بما فيها الشعاب‬
‫لألرزاق‪3‬‬ ‫المرجانية‬

‫المسائل المرتبطة باستخدام اإلنسان للمياه ‪ -‬اضطرابات النظام المائي على نطاق الحوض والساحل‬

‫المصائد السمكية للمياه‬ ‫الفيضان‪1‬‬ ‫التحكم في‬ ‫الزراعة المروية‪1‬‬ ‫مياه الشرب في اتجاه‬ ‫تعديل تدفق النهر‬
‫العذبة‪1‬‬ ‫المجتمع‪1‬‬ ‫انزياح‬ ‫الداخلية‪1‬‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫مجرى النهر‪1‬‬
‫النقل بالمياه‪1‬‬ ‫التملح ‪1‬‬
‫الطاقة الكهربائية المائية‪1‬‬ ‫زراعة سهل الفيضان‪1‬‬ ‫األمراض التي تحملها‬
‫الزراعة المروية‪1‬‬ ‫المياه‪1‬‬
‫نزاعات التخصيص ‪1‬‬

‫موارد غذاء األرض الرطبة‬ ‫تجزؤ النظام‬


‫الساحلية‪2‬‬ ‫اإليكولوجي وردم‬
‫مصائد الروبيان‪1‬‬ ‫األرض الرطبة‬
‫وتجفيفها‬

‫الخزان‪1‬‬ ‫دورة حياة‬ ‫الساحلي‪1‬‬ ‫التآكلي‬ ‫الفيضي‪1‬‬ ‫يقلل رسابة السهل‬ ‫نقل الرواسب للسواحل‬

‫المسائل المرتبطة باستخدام اإلنسان للمياه ‪ -‬اضطرابات النظام المائي على نطاق الحوض والساحل‬
‫تكاليف الوصول‪1‬‬ ‫التنافس على المياه‬ ‫المتاحة‪1‬‬ ‫مياه الري‬ ‫الضحلة‪1‬‬ ‫تجفيف اآلبار‬ ‫مستويات المياه الجوفية‬
‫اآلوان‪1‬‬ ‫التخلي عن اآلبار قبل‬ ‫الجوفية‪1‬‬ ‫المياه‪1‬‬‫نوعية‬ ‫التملح والتلوث‬
‫الظلم ‪1‬‬

‫للري‪1‬‬ ‫المياه العذبة‬ ‫المتاحة‪1‬‬ ‫المياه السطحية‬ ‫الصرف في المياه‬


‫السطحية‬
‫التحتية‪1‬‬ ‫تضرر المباني والبنية‬ ‫هبوط األرض‬
‫المياه‪1‬‬ ‫تكاليف معالجة‬ ‫المتاحة‪1‬‬ ‫مياه الري‬ ‫المتاحة‪1‬‬ ‫مياه الشرب‬ ‫اقتحام المياه المالحة‬
‫التملح‪1‬‬
‫نوعية المياه‪1‬‬

‫‪123‬‬ ‫المياه‬
‫الجدول ‪ 1-4‬الترابطات بين تغيرات الحالة في بيئة المياه وآثارها على البيئة واإلنسان تابع‬

‫اآلثار على رفاهية اإلنسان‬

‫تخفيف اآلثار البيئية‪/‬آثار‬


‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫األمن الطبيعي والسالمة‬ ‫األمن الغذائي‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫النظام اإليكولوجي‬ ‫تغيرات الحالة‬
‫العام‪1‬‬ ‫تكاليف المعالجة لإلمداد‬ ‫المياه‪1‬‬ ‫نوعية‬ ‫التلوث من سطح األرض‬ ‫عكس تدفق المياه الجوفية‬
‫والقنوات‪1‬‬ ‫الحركة المنحدرة‬

‫المسائل المرتبطة باستخدام اإلنسان للمياه ‪ -‬تغيرات نوعية المياه على نطاق الحوض والساحل‬
‫العمل‪2‬‬‫أيام‬ ‫المياه‪1‬‬ ‫األمراض التي تحملها‬ ‫التلوث الميكروبي‬
‫والسياحة‪1‬‬ ‫االستجمام‬ ‫والمحار‪1‬‬ ‫تلوث األسماك‬
‫المياه‪1‬‬ ‫تكلفة معالجة‬ ‫إنتاج النباتات الضخمة للعلف‬ ‫بالنترات‪1‬‬ ‫تلوث مياه الشرب‬ ‫التشبع الغذائي‬ ‫المغذيات‬
‫الحيواني‪1‬‬

‫والسياحة‪1‬‬ ‫االستجمام‬ ‫الماشية‪1‬‬ ‫صحة‬ ‫تلوث األسماك والمحار‪1‬‬ ‫االنتشارات الطحلبية‬


‫المعيشة‪1‬‬‫دخل‬ ‫لإلنسان‪1‬‬ ‫الغذاء المتاح‬ ‫األمراض العصبية والمَعِ دِ ية‬ ‫الضارة‬
‫المعوية‪1‬‬

‫والسياحة‪3‬‬ ‫االستجمام‬ ‫بكثرة‪1‬‬ ‫األنواع الطالبة لألكسجين‬ ‫األكسجين المذاب في‬ ‫المواد الطالبة لألكسجين‬
‫المسطحات المائية‬
‫المياه‪1‬‬ ‫تكلفة معالجة‬ ‫والماشية‪1‬‬ ‫صحة األسماك‬ ‫سالمة النظام‬ ‫الرواسب العالقة‬
‫اإليكولوجي‬
‫التجارية‪1‬‬ ‫قيمة األسماك‬ ‫والماشية‪1‬‬ ‫تلوث األسماك‬ ‫الملوثات العضوية الدائمة‬
‫المزمن‪2‬‬ ‫المرض‬ ‫(‪)POPs‬‬
‫المياه‪1‬‬ ‫تكلفة معالجة‬ ‫تلويث الفيضان لألراضي‬ ‫البحرية‪1‬‬ ‫تلوث األطعمة‬ ‫التلوث بالفلزات الثقيلة‬
‫الزراعية‪1‬‬ ‫المزمن‪1‬‬ ‫المرض‬
‫والسياحة‪2‬‬ ‫االستجمام‬ ‫تهديد صحة اإلنسان‬ ‫تضرر النظام‬ ‫النفايات الصلبة‬
‫السمكية‪2‬‬ ‫المصائد‬ ‫(العدوى والجروح)‪1‬‬ ‫اإليكولوجي والحياة‬
‫البرية‬

‫تدل األسهم على اتجاهات الحالة وتغيرات األثر‬


‫ ال يوجد تغيير مبرهن إحصائي ًا‬ ‫تناقص ‬ ‫تزايد ‬
‫تخميني ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬مبرهن ولكن ناقص ‬ ‫راسخ ‬ ‫‪1‬‬

‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،1‬الغرض ‪ :1‬تنزيل إلى النصف‪ ،‬بين ‪ 1990‬و‪ ،2015‬نسبة الناس الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي واحد في اليوم‪.‬‬
‫الغرض ‪ :2‬تنزيل إلى النصف‪ ،‬بين ‪ 1990‬و‪ ،2015‬نسبة الناس الذين يعانون من الجوع‪.‬‬
‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،6‬الغرض ‪ :8‬توقف بحلول ‪ 2015‬ويبدأ في عكس حدوث المالريا واألمراض الخطيرة األخرى‪.‬‬
‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،7‬الغرض ‪ :9‬دمج مبادئ التنمية المستدامة في سياسات وبرامج الدولة‪ ،‬وعكس فقدان الموارد البيئية‪.‬‬
‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،7‬الغرض ‪ :10‬تنزيل إلى النصف‪ ،‬بحلول ‪ ،2015‬نسبة الناس بدون وصول مستدام إلى مياه شرب آمنة وصرف صحي أساسي‪.‬‬

‫على النطاق العالمي‪ ،‬تواصل درجات حرارة المحيط‬ ‫يواجهون التحديات المرتبطة بالمياه‪ .‬وعند تقديم إرشاد‬
‫ومستوى سطح البحر اتجاههما الصاعد‪ .‬وتبين عمليات‬ ‫اإلدارة‪ ،‬يجب أيض ًا األخذ في االعتبار الترابطات‬
‫الرصد منذ عام ‪ 1961‬أن متوسط درجة حرارة المحيط‬ ‫والتفاعالت بين بيئة المياه والعناصر األخرى للبيئة‬
‫العالمي قد زاد عند األعماق التي تبلغ ‪ 3000‬متر على‬ ‫العالمية (الغالف الجوي واألرض والتنوع البيئي)‪ .‬على‬
‫األقل‪ ،‬وأن المحيط كان يمتص أكثر من ‪ 80‬في المائة من‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن تحدد كمية المياه ونوعيتها أنواع‬
‫الحرارة المضافة إلى النظام المناخي‪ .‬ويسبب مثل هذا‬ ‫المصائد السمكية التي توجد‪ .‬وتشمل خيارات اإلدارة‬
‫االحترار تمدد مياه البحر‪ ،‬ليسهم في ارتفاع مستوى‬ ‫اإلجراءات واالستراتيجيات لمنع ولتخفيف اآلثار وللتكيف‬
‫سطح البحر (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ‬ ‫(األولى تسعى إلى حل المشكالت والثانية تركز على‬
‫‪ .)2007‬وقد ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بمتوسط‬ ‫التكيف مع المشكالت)‪.‬‬
‫‪ 1.8‬ملم في العام منذ عام ‪ 1961‬إلى عام ‪ ،2003‬وكان‬
‫معدل الزيادة أسرع (حوالي ‪ 3.1‬ملم‪/‬عام) منذ عام‬
‫‪ 1993‬إلى عام ‪( 2003‬انظر الجدول ‪ .)2-4‬وسواء كان‬ ‫تأثير تغير المناخ‬
‫المعدل األسرع يعكس المتغيرية على مدار العقود أو زيادة‬ ‫درجة حرارة المحيط ومستوى سطح البحر‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪124‬‬


‫الغالف الجوي (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫في اتجاه األمد األطول فهو غير واضح‪ .‬هناك ثقة كبيرة‬
‫المناخ ‪.)2007‬‬ ‫في أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر المرصود قد زاد‬
‫من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين‪ .‬ويقدر أن‬
‫الهطل‬ ‫يكون االرتفاع اإلجمالي في القرن العشرين ‪ 0.17‬متر ًا‬
‫منذ ثمانينيات القرن العشرين على األقل‪ ،‬ازداد متوسط‬ ‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2007‬‬
‫محتوى بخار ماء الغالف الجوي فوق األرض والمحيط‬
‫وفي الجزء األعلى من الطبقة السفلى من الغالف الجوي‪.‬‬ ‫تؤثر درجات حرارة سطح البحر وتيارات السطح على‬
‫وتتوافق الزيادة كثير ًا مع بخار الماء الزائد الذي يمكن أن‬ ‫أنماط الرياح في الغالف الجوي األدنى‪ ،‬وأيض ًا تحدد‬
‫يحمله الهواء األدفأ (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫المناخ اإلقليمي‪ .‬واحترار مياه المحيط والتغيرات في‬
‫المناخ ‪ .)2007‬وهناك دليل متزايد على أن أنماط الهطل‬ ‫تيارات السطح تؤثر بشكل مباشر على النباتات البحرية‬
‫قد تغيرت حول العالم كنتيجة الستجابات الغالف الجوي‬ ‫وجماعات الحيوانات‪ ،‬حيث تغير توزيع األنواع السمكية‬
‫للتغير المناخي (انظر الشكل ‪( )5-4‬انظر الفصل ‪ .)2‬وقد‬ ‫ووفرة المخزون‪ .‬وفي المناطق االستوائية‪ ،‬تصبح درجات‬
‫رصد هطل متزايد على نحو كبير في األجزاء الشرقية‬ ‫حرارة مياه سطح البحر المرتفعة على نحو استثنائي‬
‫ألمريكا الشمالية والجنوبية وشمال أوروبا وشمال ووسط‬ ‫متكررة الحدوث على نحو متزايد‪ ،‬مما يسبب ابيضاض‬
‫آسيا (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ‬ ‫الشعاب المرجانية وموتها على نطاق واسع (‪Wilkinson‬‬
‫‪ .)2007‬ورغم االعتقاد بأن أنماط الهطل ستتأثر أكثر‬ ‫‪ .)2004‬هناك دليل رصدي على زيادة حدة نشاط إعصار‬
‫فأكثر باالحترار واسع النطاق لسطحي المحيط واألرض‪،‬‬ ‫مداري في المحيط األطلنطي الشمالي منذ عام ‪1970‬‬
‫إال أن الطبيعة الدقيقة للتغير غير مؤكدة‪ ،‬ولو أن المعرفة‬ ‫تقريباً‪ ،‬مصحوب بزيادات في درجات حرارة سطح البحر‬
‫تتحسن‪ .‬وقد زاد الهطل العالمي بنسبة ‪ 2‬في المائة منذ‬ ‫المداري‪ ،‬ولكن ال يوجد اتجاه واضح في األعداد السنوية‬
‫بداية القرن العشرين‪ .‬وفي حين أن ذلك هام إحصائياً‪ ،‬إال‬ ‫لألعاصير المدارية (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬
‫أنه غير متماثل ال مكاني ًا وال زمنياً‪ .‬وتتضح مثل هذه‬ ‫المناخ ‪( )2007‬انظر الفصل ‪.)2‬‬
‫التغيرية المكانية والزمانية جيد ًا في منطقة الساحل‬
‫األفريقي‪ ،‬التي شهدت تعاقب ًا لفترات ممطرة نسبي ًا تلتها‬ ‫ويؤدي احترار المحيط‪ ،‬بخاصة مياه سطحه‪ ،‬وارتداد‬
‫جفاف‪ .‬وعقب الجفاف في ثمانينيات القرن العشرين‪ ،‬أدت‬ ‫الحرارة للغالف الجوي إلى تغيير أنماط الهطل‪ ،‬مما يؤثر‬
‫التغيرات في ديناميات الرياح الموسمية إلى تزايد هطول‬ ‫على توافر المياه العذبة واألمن الغذائي والصحة‪ .‬وبسبب‬
‫األمطار فوق الساحل األفريقي وشبه القارة الهندية في‬ ‫طاقة المحيط الهائلة على اختزان الحرارة وبطء الدوران‪،‬‬
‫تسعينيات القرن العشرين‪ ،‬مما أدى إلى تزايد الغطاء‬ ‫ستكون عواقب احتراره على رفاهية اإلنسان واسعة االنتشار‪.‬‬
‫النباتي في تلك المناطق (‪Enfield and Mestas-‬‬ ‫وستستمر انبعاثات غازات االحتباس الحراري من أنشطة‬
‫‪( )Nuñez 1999‬انظر الشكل ‪ - 3-10‬مؤشر االخضرار‬ ‫اإلنسان سواء في الماضي أو المستقبل في اإلسهام في‬
‫في الساحل)‪.‬‬ ‫احترار مستوى سطح البحر وارتفاعه ألكثر من ألف عام‪،‬‬
‫بسبب الفترات الزمنية المطلوبة إلزالة هذه الغازات من‬

‫الجدول ‪ 2-4‬االرتفاع المرصود لمستوى سطح البحر‪ ،‬واإلسهامات المقدرة من المصادر المختلفة‬

‫متوسط االرتفاع السنوي في مستوى سطح البحر (مم‪/‬عام)‬

‫‪2003–1993‬‬ ‫‪2003–1961‬‬ ‫مصدر ارتفاع مستوى سطح البحر‬

‫‪0.5 ± 1.6‬‬ ‫‪0.12 ± 0.42‬‬ ‫االتساع الحراري‬

‫‪0.22 ± 0.77‬‬ ‫‪0.18 ± 0.50‬‬ ‫األنهار الجليدية والقمم الجليدية‬

‫‪0.07 ± 0.21‬‬ ‫‪0.12 ± 0.05‬‬ ‫صفحات جليد جرينالند‬

‫‪0.35 ± 0.21‬‬ ‫‪0.41 ± 0.14‬‬ ‫صفحات جليد القطب الجنوبي‬

‫‪0.7 ± 2.8‬‬ ‫‪0.5 ± 1.1‬‬ ‫مجموع إسهامات المناخ الفردية في ارتفاع مستوى سطح البحر‬

‫‪0.7 ± 3.1‬‬ ‫‪0.5 ± 1.8‬‬ ‫االرتفاع اإلجمالي المرصود لمستوى سطح البحر‬

‫‪1.0 ± 0.3‬‬ ‫‪0.7 ± 0.7‬‬ ‫الفرق (المجموع السلبي المرصود إلسهامات المناخ المقدرة)‬

‫مالحظة‪ :‬البيانات قبل عام ‪ 1993‬هي من قياسات المد والجذر؛ والبيانات من عام ‪ 1993‬فصاعد ًا هي من أجهزة قياس القمر االصطناعي لالرتفاعات‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪2007‬‬

‫‪125‬‬ ‫المياه‬
‫الحر والهطل الشديد لتصبح أكثر تكراراً‪ .‬ولقد تزايد‬ ‫رصدت جفاف أكثر حدة وأطول في مناطق أوسع منذ‬
‫تكرار الهطل الشديد فوق معظم مناطق األرض‪ ،‬متوافق ًا‬ ‫بداية سبعينيات القرن العشرين‪ ،‬بخاصة في المناطق‬
‫مع االحترار والزيادات المرصودة لبخار ماء الغالف‬ ‫االستوائية وشبه االستوائية‪ ،‬كما رصد الجفاف في مناطق‬
‫الجوي (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ‬ ‫الساحل والبحر األبيض المتوسط وجنوب أفريقيا وأجزاء‬
‫‪.)2007‬‬ ‫من جنوب آسيا (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬
‫المناخ ‪ .)2007‬وقلة هطول األمطار والجفاف المدمرة في‬
‫يوضح الفصل ‪ 3‬أدوار رطوبة التربة والبيئات األرضية‬ ‫الساحل األفريقي منذ سبعينيات القرن العشرين هما من‬
‫مثل الغابات في تنظيم نوعية وكمية مياه العالم‪ .‬واعتماد ًا‬ ‫ضمن أكبر التغيرات المناخية الحديثة األقل إثارة للجدل‬
‫على الظروف المحلية‪ ،‬قد تكون تأثيرات الري على تدفقات‬ ‫التي أقرتها مجموعة أبحاث المناخ العالمي (‪Dai and‬‬
‫بخار الماء بنفس أهمية تأثيرات إزالة األشجار عند تفسير‬ ‫‪ ،others 2004‬الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬
‫التأثيرات المناخية لتعديالت اإلنسان لسطح األرض التي‬ ‫المناخ ‪( )2007‬انظر الشكل ‪ .)5-4‬وقد أسهمت قلة‬
‫تؤدي إلى تحوالت إقليمية خطيرة ألنماط تدفق بخار الماء‬ ‫هطول األمطار في تغيرات درجة حرارة سطح المحيط‪،‬‬
‫(‪.)Gordon and others 2005‬‬ ‫بخاصة في احترار محيطات نصف الكرة الجنوبي‬
‫والمحيط الهندي‪ ،‬مما أحدث تغيرات في دوران الغالف‬
‫ويؤدي التكرار المتزايد للجفاف والفيضانات وحدتها إلى‬ ‫الجوي (‪ .)Brooks 2004‬وفي عام ‪ ،2005‬عانت منطقة‬
‫سوء التغذية واألمراض التي تحملها المياه‪ ،‬مما يهدد‬ ‫األمازون من واحدة من أسوأ نوبات الجفاف التي شهدتها‬
‫صحة اإلنسان ويقضي على سبل العيش‪ .‬وفي البلدان‬ ‫خالل أربعين عاماً‪.‬‬
‫النامية‪ ،‬يمكن أن تؤدي زيادة الجفاف بحلول عام ‪2080‬‬
‫إلى نقص في األرض الصالحة للزراعة البعلية بنسبة ‪11‬‬ ‫وبالنسبة للعديد من مناطق خطوط العرض المتوسطة‬
‫في المائة (منظمة األغذية والزراعة ‪ .)2005‬والزيادة‬ ‫والمرتفعة‪ ،‬فقد شهدت زيادة بنسبة ‪ 2-4‬في المائة في‬
‫المرجحة لألمطار الغزيرة والفياضانات المحلية ستؤثر في‬ ‫تكرار أحداث الهطل الشديد خالل النصف الثاني من‬
‫المقام األول على سالمة الفقراء وأرزاقهم في البلدان‬ ‫القرن العشرين‪ .‬وخالل الفترة نفسها‪ ،‬شهدت أجزاء من‬
‫النامية‪ ،‬حيث ستتعرض منازلهم ومحاصيلهم لهذه األحداث‬ ‫آسيا وأفريقيا على نحو متزايد تكرار ًا وحدة للجفاف‬
‫(معهد الموارد العالمية ‪.)2005‬‬ ‫(‪ .)Dore 2005‬ومن المرجح حدوث تفاوت متزايد في‬
‫الهطل القاري‪ ،‬وأن تصبح المناطق الرطبة أكثر رطوبة‬
‫سطح األرض المتجمد‬ ‫والمناطق الجافة أكثر جفافاً‪ .‬ومن المحتمل أن تستمر‬
‫استمرت صفحات الجليد والكتل الجليدية الجبلية في‬ ‫االتجاهات األخيرة‪ .‬ويحتمل على نحو كبير تزايد كمية‬
‫الذوبان واالنحسار على مدار العشرين عام ًا الماضية‬ ‫الهطل في مناطق خطوط العرض العالية‪ ،‬بينما يزداد‬
‫(انظر الشكل ‪( )6-4‬انظر الفصلين ‪ 2‬و‪ .)6‬ويرجح على‬ ‫احتمال تناقصها في غالبية مناطق األراضي شبه‬
‫نحو كبير أن فقدان صفحات جليد جرينالند وقارة‬ ‫االستوائية‪ .‬ومن المحتمل جد ًا أن تستمر أحداث موجات‬

‫الشكل ‪ 5-4‬اتجاهات التهطال السنوي‪2000-1900 ،‬‬


‫االتجاهات في الفترة بين‬
‫عام ‪ 1900‬وعام ‪،2000‬‬
‫بالنسبة المئوية‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬

‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬

‫المصدر‪،UNEP/GRID-Arendal 2005 :‬‬


‫تم جمعه من بيانات ‪IPCC‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪126‬‬


‫الرطبة في أجزاء من القطب الشمالي‪ ،‬ويطلق غازات‬ ‫أنتاركتيكا في القطب الجنوبي أسهم في ارتفاع مستوى‬
‫االحتباس الحراري ‪ -‬بخاصة غاز الميثان وغاز ثاني‬ ‫سطح البحر بين عامي ‪ 1993‬و‪( 2003‬انظر الجدول‬
‫أكسيد الكربون ‪ -‬إلى الغالف الجوي‪ .‬وبدأت فترة تجمد‬ ‫‪ .)2-4‬وقد زادت سرعة التدفق لبعض جداول كتل الجليد‬
‫أنهار القطب الشمالي في فصل الشتاء تصبح أقصر‬ ‫التي تصب في البحر في جرينالند وقارة أنتاركتيكا التي‬
‫(تقييم أثر مناخ المنطقة القطبية الشمالية ‪( )2005‬انظر‬ ‫تفرغ الجليد من داخل صفحات الجليد (الهيئة الحكومية‬
‫الفصل ‪.)6 2‬‬ ‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007‬ويرتفع متوسط‬
‫درجات حرارة القطب الشمالي بسرعة تبلغ تقريب ًا ضعف‬
‫إن تأثيرات االحترار العالمي على حالة سطح األرض‬ ‫ارتفاعه في بقية العالم‪ ،‬ويرجع هذا إلى حد بعيد إلى‬
‫المتجمد ‪ -‬زيادة ذوبان عمق طبقة األرض دائمة التجمد‪،‬‬ ‫المردود المرتبط بانكماش غطاء الثلج والجليد (تقييم أثر‬
‫تناقص غالف البحر الجليدي وتسارع ذوبان جليد األرض‬ ‫مناخ المنطقة القطبية الشمالية ‪( )2005‬انظر الفصل ‪.)6‬‬
‫(بما في ذلك جليد الجبال) ‪ -‬لها آثار خطيرة على رفاهية‬ ‫وقد تقلص الحجم اإلجمالي لجليد القطب الشمالي‪ ،‬الذي‬
‫اإلنسان (انظر الفصل ‪ .)6‬واالرتفاع المتوقع لمستوى‬ ‫يقدر بأنه ‪ 3.1‬مليون كيلومتر مكعب‪ ،‬منذ ستينيات القرن‬
‫سطح البحر بسبب ذوبان جليد األرض سيكون له عواقب‬ ‫العشرين‪ ،‬مع تزايد كميات المياه الذائبة المتدفقة إلى‬
‫اقتصادية عالمية هائلة‪ .‬فأكثر من ‪ 60‬في المائة من سكان‬ ‫المحيط (‪ .)Curry and Mauritzen 2005‬وقد كانت‬
‫العالم يعيشون ضمن ‪ 100‬كيلومتر من خط الساحل‬ ‫صفحة جليد جرينالند تذوب على مدار عقود عديدة بمعدل‬
‫(معهد الموارد العالمية ‪ ،)2005‬وارتفاع مستوى سطح‬ ‫يفوق معدل تكون الجليد الجديد (انظر الفصل ‪ .)2‬وقد‬
‫البحر يهدد بالفعل األمن والتنيمة االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫سجل نطاق ذوبان صفحة الجليد رقم ًا قياسي ًا في عام‬
‫للمجتمعات والمدن التي تسكن المناطق الساحلية التي‬ ‫‪ .)Hanna and others 2005( 2005‬كما انخفض‬
‫يقترب سطحها من مستوى سطح البحر‪ .‬ويؤثر ذلك على‬ ‫حجم الجليد البحري وثخانته على نحو كبير (المركز‬
‫مجتمعات بأكملها تتكون من جزر صغيرة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الوطني للجليد والثلج ‪( )2005‬انظر الفصل ‪.)6‬‬
‫الدول الجزرية الصغيرة النامية (‪ .)SIDS‬ومن المرجح أنه‬
‫ستكون هناك حاجة إلى تكيف كبير‪ ،‬مع إعادة تسكين‬ ‫كما أن طبقة األرض دائمة التجمد تذوب بمعدل سريع‪ ،‬مع‬
‫ماليين األشخاص خالل العقود القادمة (الهيئة الحكومية‬ ‫ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين خالل‬
‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪( )2001‬انظر الفصل ‪.)7‬‬ ‫العقود القليلة األخيرة‪ .‬وتقلصت المساحة القصوى‬
‫المغطاة باألرض المتجمدة موسمي ًا بنسبة ‪ 7‬في المائة‬
‫ورغم أن الذوبان المستمر لطبقة األرض دائمة التجمد‬ ‫تقريب ًا في نصف الكرة الشمالي منذ عام ‪ ،1900‬مع‬
‫يزيد فرص الزراعة وحجز غاز الميثان ألغراض تجارية‪،‬‬
‫إال أنه يقيد النقل البري‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم االستقرار في‬ ‫تناقص في فصل الربيع بلغ ‪ 15‬في المائة (الهيئة‬
‫البيئة المبنية (تقييم أثر مناخ المنطقة القطبية الشمالية‬ ‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007‬ويسبب‬
‫‪ .)2004‬ومن المرجح جد ًا تباطؤ دوران المحيط األطلسي‬ ‫الذوبان تفريغ الكثير من بحيرات السهل األجرد واألراضي‬

‫الشكل ‪ 6-4‬كتلة نهر الجليد العالمي ‪ -‬المتغيرية السنوية والقيم التراكمية‬


‫المتغيرية السنوية بالكيلو متر المربع‪/‬سنويا ً‬
‫‬

‫‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫المصدر‪ :‬مأخوذة من‬


‫‪Dyurgerov and Meier 2005‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪127‬‬ ‫المياه‬
‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2007‬‬ ‫الشمالي خالل القرن الواحد والعشرين (‪Bryden and‬‬
‫‪ ،)others 2005, IPCC 2007‬إلى جانب حدوث آثار‬
‫إدارة مسائل المياه المرتبطة بالتغير المناخي‬ ‫هائلة على رفاهية اإلنسان في شمال غرب أوروبا (انظر‬
‫تشمل التغيرات عالمية النطاق للبيئة المائية المرتبطة‬ ‫الفصل ‪.)6‬‬
‫بالتغير المناخي درجات الحرارة األعلى لسطح البحر‬
‫وتمزيق تيارات المحيط العالمي والتغيرات في أنماط‬ ‫مياه األمطار وتحمض المحيط‬
‫الهطل اإلقليمي والمحلي وتحمض المحيط‪ .‬وهذه المسائل‬ ‫تحدث الحمضية في مياه األمطار بسبب ذوبان ثاني‬
‫تعامل نموذجي ًا من خالل الجهود العالمية‪ ،‬مثل اتفاقية‬ ‫أكسيد الكربون في الغالف الجوي‪ ،‬وأيض ًا بسبب نقل‬
‫األمم المتحدة اإلطارية المتعلقة بتغير المناخ وبروتوكول‬ ‫الغالف الجوي لعناصر النيتروجين والكبريت وترسبها‬
‫كيوتو الخاص بها (انظر الفصل ‪ .)2‬وتشمل اإلدارة على‬ ‫(انظر الفصل ‪ 2‬و‪ .)3‬وهذا من األهمية بمكان ألن‬
‫المستوى العالمي إجراءات عديدة على النطاقات اإلقليمية‬ ‫اإلنتاجية البيولوجية مرتبطة على نحو وثيق بالحمضية‬
‫والوطنية والمحلية‪ .‬وكثير من االتفاقيات والمعاهدات الدولية‬ ‫(انظر الفصل ‪ .)3‬ويوضح اإلطار الخاص بدورات‬
‫تنفذ على هذا األساس‪ ،‬وتعتمد فاعليتها على رغبة البلدان‬ ‫التحمض في الفصل ‪ 3‬بعض آثار الترسب الحمضي على‬
‫كل على حدة في المساهمة في إنجازها‪ .‬وألن هذه التغيرات‬ ‫غابات وبحيرات العالم‪.‬‬
‫مرتبطة بمسائل بيئية أخرى (مثالً‪ ،‬استخدام األرض والتنوع‬
‫البيولوجي)‪ ،‬فإنه يجب التعامل معها أيض ًا بمعاهدات‬ ‫امتصت المحيطات نحو نصف انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫ووسائل أخرى ملزمة وغير ملزمة (انظر الفصل ‪.)8‬‬ ‫الكربون العالمي إلى الغالف الجوي على مدار المائتي عام‬
‫الماضية (انظر الفصل ‪ ،)2‬مما أدى إلى تزايد تحمض‬
‫يحلل الفصل ‪ 2‬االستجابات األساسية لموجهات التغير‬ ‫مياه المحيطات (الجمعية الملكية ‪ .)2005‬وسيستمر‬
‫المناخي ‪ -‬بخاصة الحرق المتزايد للوقود األحفوري‬ ‫التحمض بغض النظر عن أي انخفاض فوري في‬
‫ألغراض الطاقة‪ .‬وهذه االستجابات تكون عموم ًا على‬ ‫االنبعاثات‪ .‬وسيحدث تحمض إضافي في حالة تطبيق‬
‫المستوى الدولي وتتطلب إجراء ًا تتفق عليه الحكومات على‬ ‫اقتراحات إطالق ثاني أكسيد الكربون المنتج صناعي ًا‬
‫المدى الطويل‪ ،‬يشمل النُهج القانونية والنُهج المرتبطة‬ ‫والمضغوط عند مستوى قاع البحر العميق أو أعلى من‬
‫بالسوق‪ .‬ويتركز االهتمام على االستجابات لآلثار المرتبطة‬ ‫ذلك (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2005‬‬
‫بالتغير المناخي التي تؤثر على البيئة المائية والتي تشتمل‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬لم يحدث استقصاء لحقن غاز ثاني أكسيد‬
‫على التنظيم والتكيف واالستعادة (انظر الجدول ‪ 5-4‬في‬ ‫الكربون في مياه البحر إال في نطاق التجارب والنماذج‬
‫نهاية هذا الفصل)‪ .‬وتنفذ هذه اإلجراءات في الغالب على‬ ‫المختبرية ضيقة النطاق‪ .‬وعلى الرغم من أن تأثيرات تزايد‬
‫المستوىات الوطنية أو حتى المحلية‪ ،‬على الرغم من‬ ‫تركيزات ثاني أكسيد الكربون على الكائنات البحرية‬
‫انسجامها عادة مع االتفاقيات اإلقليمية أو الدولية‪ .‬ويجب‬ ‫سيكون لها عواقب على النظام اإليكولوجي‪ ،‬إال أنه لم يتم‬
‫اعتبار كل هذه االستجابات في سياق التغير المناخي‬ ‫تنفيذ أية تجارب محكومة على أنظمة إيكولوجية في‬
‫المستمر وعواقبه‪ ،‬بخاصة آثار ارتفاع مستوى سطح‬ ‫المحيط العميق وال في أية عتبات بيئية محددة‪.‬‬
‫البحر العالمي على المدى األبعد على سالمة اإلنسان‬
‫وأمنه وعلى التنمية االجتماعية‪-‬االقتصادية‪.‬‬ ‫إن آثار تحمض المحيط تخمينية‪ ،‬ولكنها قد تكون عميقة‪،‬‬
‫إلى درجة تقييد أو حتى منع نمو الحيوانات البحرية مثل‬
‫وعلى المستوى العالمي‪ ،‬تناقش الهيئة الحكومية الدولية‬ ‫المرجانيات والعوالق‪ .‬ويمكن أن تؤثر على األمن الغذائي‬
‫المعنية بتغيّر المناخ (‪ )IPCC‬التدابير الالزمة للتكيف مع‬ ‫من خالل التغييرات في شبكات غذاء المحيط‪ ،‬وعلى‬
‫التغير المناخي‪ .‬وعلى المستويين اإلقليمي والمحلي‪ ،‬تشمل‬ ‫النطاق المحلي‪ ،‬تؤثر سلب ًا على الشعاب المرجانية‬
‫التدابير استعادة األرض الرطبة وأشجار القرم واألساليب‬ ‫المحتملة من أجل سياحة الغوص ولحماية الخطوط‬
‫اإليكولوجية المائية األخرى‪ ،‬إلى جانب تنحية الكربون‬ ‫الساحلية من أحداث األمواج الشديدة‪ .‬ومن غير الواضح‬
‫والتحكم في الفيضانات وأعمال الهندسة الساحلية (انظر‬ ‫حالي ًا كيف ستتكيف األنواع واألنظمة اإليكولوجية مع‬
‫الجدول ‪ .)5-4‬وبعض االستجابات‪ ،‬مثل استعادة‬ ‫المستويات المستدامة المرتفعة لغاز ثاني أكسيد الكربون‬
‫األراضي الساحلية الرطبة بالتراجع المنظم لوسائل حماية‬ ‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2005‬‬
‫الساحل ضد مد البحر‪ ،‬يمكن أن تخدم أغراض متعددة‪.‬‬ ‫وتعطي التقديرات انخفاضات في متوسط قيم حمضية‬
‫وتشمل هذه األغراض تقليل آثار أمواج العواصف‬ ‫سطح المحيط العالمي ما بين ‪ 0.14‬و ‪ 0.35‬وحدة على‬
‫واسترداد األنظمة اإليكولوجية الساحلية والداخلية وتعزيز‬ ‫مدار القرن الحادي والعشرين‪ ،‬إضافة إلى االنخفاض‬
‫أو استعادة خدمات النظام اإليكولوجي مثل توفير‬ ‫الحالي البالغ ‪ 0.1‬وحدة منذ عصر ما قبل الصناعة‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪128‬‬


‫يسار سور بحري متصدع قرب توليسبري‪،‬‬ ‫ولالستخدامات المنزلية والطاقة والبيئة (مياه األمم‬ ‫حضانات األسماك وتنقية المياه وخدمات االستجمام‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬موقع تراجع منظم به أرض‬
‫رطبة عائدة؛ إلى اليمين مستنقع طبيعي‪.‬‬ ‫المتحدة ‪.)2007‬‬ ‫والسياحة وبخاصة لفائدة المجتمعات المحلية‪.‬‬
‫شارك بالصور‪Alastair Grant :‬‬
‫يسقط على األرض أمطار تبلغ ‪ 110000‬كم‪ 3‬في‬ ‫موارد المياه واستخدامها‬
‫المتوسط سنوي ًا (‪ .)SIWI and others 2005‬ويصل‬ ‫توافر المياه العذبة واستخدامها‬
‫حوالي ثلث هذه الكمية إلى األنهار والبحيرات ومستودعات‬ ‫تواصل الموارد المائية المتاحة تدهورها كنتيجة للسحب‬
‫المياه األرضية (المياه الزرقاء)‪ ،‬يتاح منها ‪ 12000‬كم‪3‬‬ ‫المفرط للمياه السطحية‪ -‬والجوفية على حد سواء‪ ،‬وأيض ًا‬
‫فقط لالستخدام اآلدمي‪ .‬والثلثان اآلخران (المياه‬ ‫تناقص صرف المياه السطحية بسبب قلة الهطل وزيادة‬
‫الخضراء) يكونان رطوبة التربة أو يعودان إلى الغالف‬ ‫البخر الذي يسببه االحترار العالمي‪ .‬وبالفعل‪ ،‬في أجزاء‬
‫الجوي في صورة بخار ماء من التربة الرطبة ونتح النباتات‬ ‫كثيرة من العالم‪ ،‬مثل غرب آسيا وسهل نهر الجانجا‬
‫(‪( )Falkenmark 2005‬انظر الفصل ‪ .)3‬والتغيرات في‬ ‫الهندي في جنوب آسيا وسهل شمال الصين والسهول‬
‫األرض واستخدام المياه تغير التوازن بين المياه "الزرقاء"‬ ‫العليا في شمال أمريكا‪ ،‬يتجاوز استخدام اإلنسان للمياه‬
‫و"الخضراء" وتوافرهما‪ .‬كما أنها تفاقم من تجزؤ األنظمة‬ ‫المتوسط السنوي لتعويض المياه‪ .‬وقد زاد استخدام‬
‫اإليكولوجية النهرية مما يقلل تدفقات األنهار ويخفض‬ ‫المياه العذبة للزراعة والصناعة والطاقة بوضوح على مدار‬
‫مستويات المياه الجوفية‪ .‬ويسهم تزايد فقدان المياه من‬ ‫الخمسين عام ًا الماضية (انظر الشكل ‪.)4-4‬‬
‫خالل التبخر من الخزانات في انخفاض تدفق المياه في‬
‫اتجاه مجرى النهر (انظر الشكل ‪.)4-4‬‬ ‫تم تقييم نقص المياه العذبة بأنه متوسط أو حاد في أكثر‬
‫من نصف المناطق التي خضعت للدراسة في التقييم‬
‫التغير في أنظمة األنهار‪ ،‬بخاصة تنظيم التدفق بجمع‬ ‫العالمي للمياه الدولية (‪( )GIWA‬برنامج األمم المتحدة‬
‫المياه‪ ،‬هو ظاهرة عالمية بنسب مذهلة (‪Postel and‬‬ ‫للبيئة‪-‬التقييم العالمي للمياه الدولية ‪ .)2006a‬وبحلول عام‬
‫‪ .)Richter 2003‬فنسبة ‪ 60‬في المائة من أكبر أنهار‬ ‫‪ 2025‬سيعيش ‪ 1.8‬بليون شخص في بلدان أو أقاليم‬
‫العالم البالغة ‪ 227‬مجزئة على نحو يتراوح من متوسط‬ ‫تندر فيها المياه تماماً‪ ،‬وقد يعاني ثلثا سكان العالم من‬
‫إلى كبير بالسدود وتحويالت مجرى األنهار والقنوات‪ ،‬حيث‬ ‫نقص المياه وحد توفير احتياجات المياه للزراعة والصناعة‬

‫‪129‬‬ ‫المياه‬
‫تتنامي مشكلة االمتالء بالطمي‪ .‬فقد أدت التغيرات في‬ ‫يهدد معدل بناء السدود العالي الوحدة التمامية لما تبقى‬
‫استخدام األرض‪ ،‬بخاصة إزالة األشجار‪ ،‬إلى زيادة انتقال‬ ‫من األنهار حرة التدفق في العالم النامي (‪Nilsson and‬‬
‫الرواسب عن طريق تآكل التربة والصرف الزائد‪ .‬ويُقدر أن‬ ‫‪ .)others 2005‬وسوف تحدث تغيرات خطيرة في أنظمة‬
‫أكثر من مائة مليون طن من الرواسب احتجزت في‬ ‫الصرف من جراء التحويل المهندس للمياه بين األحواض‬
‫الخزانات التي تم تشييدها في الخمسين عام ًا األخيرة‪ ،‬مما‬ ‫التي يجري حالي ًا الدفاع عنها أو تحمل مسئوليتها في‬
‫يقلل من عمر السدود المتوقع ويقلل إلى حد كبير من التدفق‬ ‫أجزاء من أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا والصين والهند‪.‬‬
‫المتواصل للرواسب إلى سواحل العالم (‪Vörösmarty‬‬ ‫ففي جنوب أفريقيا‪ ،‬غيرت تحويالت مجرى المياه نوعية المياه‬
‫‪( )and others 1997‬انظر الجدول ‪.)1-4‬‬ ‫وأدخلت أنواع جديدة إلى األحواض المتلقية‪ .‬واستخدام‬
‫المياه المفرط في أعالي النهر أو التلوث يمكن أن يكون له‬
‫ويؤدي انخفاض صرف المياه العذبة وتدفقات الذروة‬ ‫عواقب معاكسة على طلب المياه في اتجاه مجرى النهر‪.‬‬
‫الموسمية بسبب تشييد السدود والسحب إلى تراجع‬ ‫وفي األنظمة عبر الحدودية‪ ،‬مثل حوض نهر النيل‪ ،‬يمكن‬
‫المحاصيل الزراعية في اتجاه مجرى النهر وإنتاجية‬ ‫أن تهدد استخدامات المياه في اتجاه مجرى النهر استقرار‬
‫األسماك والتسبب في ملوحة أرض مصب النهر‪ .‬وفي‬ ‫الدول أعالي النهر بتقييد خيارات التنمية أمامهم‪ .‬وهناك‬
‫بنجالديش‪ ،‬انخفضت أرزاق وتغذية أكثر من ‪ 30‬مليون‬ ‫بعض األنهار الكبيرة مثل الكلورادو (انظر اإلطار ‪)6-32‬‬
‫شخص بسبب تعديالت تدفق النهر (برنامج األمم المتحدة‬ ‫والجانجا والنيل التي تُستخدم بكثافة لدرجة أنه ال يصل‬
‫للبيئة ‪ -‬التقييم العالمي للمياه الدولية ‪ .)2006a‬وعلى‬ ‫أي من صرفها الطبيعي إلى البحر (‪Vörösmarty and‬‬
‫مدار العقدين الماضيين‪ ،‬تسبب التوسع في إنشاء‬ ‫‪ .)Sahagian 2000‬وحدود أنظمة مستودعات المياه‬
‫الخزانات وخاصة في أفريقيا في تفاقم األمراض المرتبطة‬ ‫األرضية الكبيرة غالب ًا ال تعكس الحدود الوطنية‪ .‬على سبيل‬
‫بالمياه بما في ذلك المالريا والحمى الصفراء ودودة غينيا‬ ‫المثال‪ ،‬أدت التغيرات السياسية في االتحاد السوفيتي‬
‫ومرض البلهارسيا‪ ،‬على سبيل المثال في حوض نهر‬ ‫السابق ودول البلقان إلى زيادة كبيرة في عدد مثل هذه‬
‫السنغال (‪ .)Hamerlynck and others 2000‬وتسهم‬ ‫المواقف عبر الحدودية (منظمة اليونسكو ‪ ،)2006‬وهي‬
‫قلة تصريف الرواسب إلى المناطق الساحلية في قابلية‬ ‫تؤكد على الحاجة إلى اإلدارة المشتركة لموارد المياه‪.‬‬
‫تعرض المجتمعات الساحلية التي يقترب سطحها من‬
‫مستوى سطح البحر للغمر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في‬ ‫هناك أكثر من ‪ 45000‬سد في ‪ 140‬بلداً‪ ،‬وثلثا هذه السدود‬
‫بنجالديش‪ .‬وفي الوقت الذي يقلل فيه احتجاز الرواسب‬ ‫موجود في العالم النامي (اللجنة العالمية للسدود ‪،)2000‬‬
‫عمر الخزان المتوقع (انظر اإلطار ‪ ،)1-4‬فإن خطط الري‬ ‫ونصفها في الصين‪ .‬وتلك السدود‪ ،‬التي يصل حجم تخرينها‬
‫وإنتاج الكهرباء من المياه ستكون مقيدة خالل العقود‬ ‫المحتمل إلى ‪ 8400‬كم ‪ ،3‬تجمع حوالي ‪ 14‬في المائة من‬
‫القادمة‪ .‬وقد يؤدي إزالة السدود المملؤة بالطمي إلى‬ ‫مياه الصرف السطحي في العالم (‪Vörösmarty and‬‬
‫استعادة تدفقات الرواسب‪ ،‬ولكن من المرجح أن يكون ذلك‬ ‫‪ .)others 2000‬ويقتصر بناء السدود الجديدة إلى حد‬
‫صعب ًا ومكلفاً‪ ،‬وربما يكون العثور على مواقع لخزانات‬ ‫كبير على األقاليم النامية‪ ،‬بخاصة آسيا‪ .‬على سبيل‬
‫بديلة صعباً‪.‬‬ ‫المثال‪ ،‬في حوض نهر يانجتسي في الصين‪ ،‬هناك ‪105‬‬
‫سدود كبيرة مخطط لبنائها أو تحت اإلنشاء (صندوق‬
‫يتجلى استنفاد المياه الجوفية الشديد‪ ،‬المرتبط غالب ًا بدعم‬ ‫الحياة البرية العالمي ‪ .)2007‬وفي بعض البلدان‬
‫الوقود‪ ،‬على نطاقات مستودعات المياه األرضية أو‬ ‫المتقدمة‪ ،‬مثل الواليات المتحدة‪ ،‬تراجع بناء السدود‬
‫األحواض في كافة األقاليم‪ .‬ويمكن أن يتسبب سحب‬ ‫الجديدة في العشرين عام ًا الماضية‪ .‬بل أن بعض السدود‬
‫المياه الجوفية المفرط وما يصاحبه من انخفاض في‬ ‫أزيلت لصالح البشر والطبيعة‪ .‬وفي كثير من الخزانات‪،‬‬
‫مستويات المياه وصرفها في آثار خطيرة على اإلنسان‬
‫والنظام اإليكولوجي التي يجب مقارنتها بالفوائد‬ ‫اإلطار ‪ 1-4‬احتجاز الرواسب يقصر العمر المتوقع المفيد للسدود‬

‫االجتماعية‪-‬االقتصادية المتوقعة‪ .‬ويمكن أيض ًا للمنافسة‬ ‫في حوض ملوية بالمغرب‪ ،‬يندر هطول األمطار السنوي ويتركز في أيام قليلة‪ .‬وبناء السدود له فوائد اجتماعية‪-‬‬
‫المتزايدة على المياه الجوفية أن تزيد الظلم االجتماعي‬ ‫اقتصادية كثيرة‪ ،‬تشمل تعزيز االقتصاد من خالل التنمية الزراعية وتحسين مستويات المعيشة من خالل الطاقة‬
‫سوءاً‪ ،‬حيث أن ثقوب الحفر األعمق واألكبر سعة تقلل‬ ‫الكهربائية المائية والتحكم في مياه الفيضان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبسبب المعدالت العالية لتآكل التربة بفعل الطبيعة‬
‫واإلنسان‪ ،‬تمتلئ الخزانات بالطمي سريعا ً‪ .‬ومن المتوقع أن يمتلئ خزان محمد الخامس بالرواسب تماما ً بحلول عام‬
‫مستويات المياه اإلقليمية‪ ،‬وتزيد تكاليف المياه وتقضى‬
‫‪ ،2030‬مما سيتسبب في فقدان ‪ 70000‬هكتار من األرض المروية و‪ 300‬ميجاوات من الكهرباء حسب التقديرات‪ .‬كما‬
‫على وصول األفراد للمياه بجعل اآلبار أضحل‪ .‬وقد يثير‬ ‫أن السدود عدلت الوظيفة المائية لألراضي الرطبة الساحلية لحوض ملوية‪ ،‬وتسببت في خسائر في التنوع‬
‫ذلك دورة مكلفة وغير فعالة من تعميق اآلبار‪ ،‬مع خسارة‬ ‫البيولوجي وتملح المياه السطحية والجوفية وتآكل الشواطئ في دلتا النهر مما أثر على السياحة‪.‬‬
‫مبكرة لالستثمار المالي بسبب التخلي عن اآلبار األضحل‬ ‫المصدر‪Snoussi 2004 :‬‬
‫القائمة‪ .‬ويمكن أن تحدث أيض ًا بعض التأثيرات الخطيرة‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪130‬‬


‫الجدول ‪ 3-4‬آثار سحب المياه الجوفية المفرط‬

‫العوامل المؤثرة على قابلية التأثر‬ ‫عواقب السحب المفرط‬

‫خصائص استجابة مستودع المياه األرضي‬ ‫زيادة روافع الضخ والتكلفة‬ ‫تعارض قابل لالنعكاس‬
‫انخفاض مستوى المياه دون األفق المنتج‬ ‫انخفاض حصيلة ثقب الحفر‬
‫خصائص خزن المستودع األرضي المائي‬ ‫انخفاض تدفق النبع وتدفق قاع النهر‬

‫عمق مستوى المياه الجوفية‬ ‫ضغط نبات المياه الجوفية عميق الجذور (الطبيعي والزراعي معاً)‬ ‫يمكن عكسها‪/‬ال يمكن‬
‫قرب المياه الملوثة‬ ‫دخول المياه الملوثة (من مستودع مائي أرضي مرتفع المستوى أو نهر)‬ ‫عكسها‬

‫قرب المياه المالحة‬ ‫اقتحام المياه المالحة‬ ‫تدهور غير قابل للعكس‬
‫قابلية انضغاط مستودع المياه األرضي‬ ‫انضغاط مستودع المياه األرضي وانخفاض االنتقالية‬
‫قابلية االنضغاط الرأسي لطبقات مستودع المياه األرضي غير المنفذة الفوقية و‪/‬أو‬ ‫هبوط األرض واآلثار المرتبطة‬
‫المتعاقبة بين الطبقات‬

‫المصدر‪Foster and Chilton 2003 :‬‬

‫رئيسي الملوثات الميكروبية وأحمال المغذيات المفرطة‪.‬‬ ‫التي ال يمكن عكسها أساسي ًا مثل هبوط األرض وتداخل‬
‫فالمياه الجوفية في بعض أجزاء بنجالديش وأجزاء مجاورة‬ ‫المياه المالحة (انظر الجدول ‪ .)3-4‬ففي حوض األزرق في‬
‫لها من الهند بها محتوى زرنيخ طبيعي عال (البنك الدولي‬ ‫األردن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ارتفع متوسط سحب المياه‬
‫‪ ،)2005‬وفي مناطق كثيرة ينتج الفلوريد الجيولوجي‬ ‫الجوفية تدريجي ًا إلى ‪ 58‬مليون متر مكعب في العام‪ ،‬منها‬
‫األصل تركيزات في المياه الجوفية بمثابة معضلة؛ وكالهما‬ ‫‪ 35‬مليون متر مكعبتستخدم في الزراعة و‪ 23‬مليون متر‬
‫له آثار خطيرة على الصحة‪ .‬وملوثات المصدر المحدد‬ ‫مكعب تستخدم لتوفير مياه الشرب‪ .‬وقد خفض ذلك مستوى‬
‫الهامة هي الكائنات الممرضة الميكروبية والمغذيات‬ ‫جدول المياه بمقدار ‪ 16‬متر في الفترة بين ‪ 1987‬إلى‬
‫والمواد المستهلكة لألكسجين والفلزات الثقيلة والملوثات‬ ‫‪ .2005‬وبحلول عام ‪ 1993‬كانت الينابيع والبرك في واحة‬
‫العضوية الدائمة (‪ .)POPs‬أما أهم ملوثات المصدر غير‬ ‫األزرق قد جفت تماماً‪ .‬كما أدت قلة صرف المياه الجوفية‬
‫المحدد الخطيرة فهي الرواسب العالقة والمغذيات ومبيدات‬ ‫إلى زيادة ملوحة المياه (‪.)AlHadidi 2005‬‬
‫اآلفات والمواد المستهلكة لألكسجين‪ .‬ورغم أن المياه‬
‫عالية الملوحة والمواد المشعة ليست من المشاكل عالمية‬ ‫نوعية المياه‬
‫النطاق‪ ،‬إال أنها قد تكون من الملوثات في بعض المواقع‪.‬‬ ‫التغيرات في نوعية المياه هي في المقام األول نتيجة‬
‫أنشطة اإلنسان على األرض التي ينتج عنها ملوثات المياه‬
‫والتلوث الميكروبي‪ ،‬الذي يسببه في المقام األول عدم‬ ‫أو التي تغير توافر المياه‪ .‬والدليل المتنامي على أن التغير‬
‫كفاية مرافق الصرف الصحي‪ ،‬والتخلص على مياه‬ ‫المناخي يمكن أن يغير أنماط الهطل‪ ،‬مما يؤثر على‬
‫الصرف الصحي على نحو غير صحيح وروث الحيوان‪ ،‬هو‬ ‫أنشطة اإلنسان على األرض وما يصاحبها من صرف‬
‫سبب رئيسي لمرض اإلنسان ووفاته‪ .‬وتقدر التكلفة‬ ‫المياه السطحية‪ ،‬يوحي بأن االحترار العالمي يمكن أيض ًا‬
‫االقتصادية لآلثار الصحية لتلوث مياه الصرف الصحي‬ ‫أن يسبب أو يسهم في تدهور نوعية المياه‪ .‬وتوجد أعلى‬
‫على المياه الساحلية بـ ‪ 12‬بليون دوالر أمريكي في العام‬ ‫نوعية للمياه على نحو نموذجي في أعلى النهر وفي‬
‫(‪ .)Shuval 2003‬وفي ثمانية أقاليم على األقل ضمن‬ ‫المحيطات المفتوحة‪ ،‬بينما توجد النوعية األكثر تدهور ًا في‬
‫برنامج البحار اإلقليمية لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬هناك‬ ‫اتجاه مجرى النهر وفي مصب النهر والمناطق الساحلية‪.‬‬
‫ما يزيد عن ‪ 50‬في المائة من مياه الصرف الصحي التي‬ ‫وباإلضافة إلى امتصاص المحيط لكميات ضخمة من‬
‫تصرف في المياه العذبة والمناطق الساحلية تكون غير‬ ‫غازات الغالف الجوي بوصفه منظم المناخ العالمي (انظر‬
‫معالجة‪ ،‬وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من ‪ 80‬في المائة‬ ‫الفصل ‪ ،)2‬فهو يوفر بحجمه الهائل حماية ضد التدهور‬
‫في خمسة من تلك األقاليم (برنامج البحار اإلقليمية‬ ‫من معظم ملوثات المياه‪ .‬ويأتي ذلك على العكس من أنظمة‬
‫لبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ .)2006a‬ومياه الصرف‬ ‫المياه العذبة الداخلية وأنظمة مصب النهر واألنظمة‬
‫الصحي غير المعالجة هذه لها آثار خطيرة على األنظمة‬ ‫الساحلية‪ .‬وتضمن مصادر التلوث المحددة وغير المحددة‬
‫اإليكولوجية المائية وتنوعها البيولوجي‪ .‬وفي بعض البلدان‬ ‫ال ثابت ًا للملوثات إلى هذه األنظمة‬
‫في أحواض الصرف حم ً‬
‫النامية‪ ،‬يتم تجميع فقط ‪ 10‬في المائة من مياه الصرف‬ ‫المائية‪ ،‬مما يبرز الترابطات بين حوض النهر والمنطقة‬
‫الصحي المنزلية لمعالجتها وإعادة تدويرها‪ ،‬ونحو ‪ 10‬في‬ ‫الساحلية‪.‬‬
‫المائة فقط من محطات معالجة مياه الصرف الصحي‬
‫تعمل بكفاءة‪ .‬ومن المرجح أن يزيد عدد الناس الذين‬ ‫صحة اإلنسان هي أهم مسألة ترتبط بنوعية المياه (انظر‬
‫يعيشون بدون أنظمة معالجة لمياه الصرف الصحي‬ ‫الجدول ‪ .)1-4‬وتشمل الملوثات التي تشكل مصدر قلق‬

‫‪131‬‬ ‫المياه‬
‫البريطانية للمساعدات الدولية وآخرون ‪ .)2002‬والتوقعات‬ ‫المنزلية‪ ،‬أو لديهم أنظمة غير كافية‪ ،‬إذا لم يتم زيادة‬
‫بأن االحترار العالمي يمكن أن يغير الموطن‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫االستثمار في إدارة مياه الصرف الصحي على نحو كبير‬
‫إلى انتشار ناقالت األمراض المرتبطة بالمياه‪ ،‬يسبب‬ ‫(منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ‪ .)2004‬وسيصعب‬
‫أخطار ًا على صحة اإلنسان‪ ،‬الشيء الذي يستدعي القلق‪.‬‬ ‫ذلك تحقيق الهدف اإلنمائي لأللفية الخاص بالصرف‬
‫الصحي (انظر الشكل ‪.)3-4‬‬
‫ومستوى ‪ pH‬ألي نظام إيكولوجي مائي‪ ،‬مقياس لحموضة‬
‫أو قلوية الماء‪ ،‬يكون هام ًا الرتباطه على نحو وثيق‬ ‫تتسبب الكائنات الممرضة المرتبطة بالمياه فيما يقدر‬
‫باإلنتاجية البيولوجية‪ .‬وعلى الرغم من اختالف احتمال‬ ‫بحوالي ‪ 64.4‬مليون حالة لسنوات العمر المعدلة نتيجة‬
‫األنواع الفردية‪ ،‬فإن المياه جيدة النوعية على نحو نموذجي‬ ‫اإلعاقة (‪( )DALY‬منظمة الصحة العالمية ‪ .)2004‬وارتبط‬
‫تكون قيمة ‪( pH‬الحمضية) بها بين ‪ 6.5‬و‪ 8.5‬في معظم‬ ‫انتشار أمراض االلتهاب الكبدي أ (‪ 1.5‬مليون حالة)‬
‫أحواض الصرف الرئيسية‪ .‬وقد طرأت تحسينات ملحوظة‬ ‫والديدان المعوية (‪ 133‬مليون حالة) والبلهارسيا (‪160‬‬
‫على مستوى الحمضية في أجزاء من العالم‪ ،‬على األرجح‬ ‫مليون حالة) بنقص مرافق الصرف الصحي‪ .‬وتسبب‬
‫كنتيجة للجهود العالمية واإلقليمية لتقليل انبعاثات الكبريت‬ ‫السباحة في المياه الساحلية الملوثة بمياه الصرف‬
‫(برنامج األمم المتحدة للبيئة‪ -‬النظام العالمي لمراقبة‬ ‫الصحي أكثر من ‪ 120‬مليون حالة لألمراض المعِ دِ ية‬
‫البيئة‪/‬المياه ‪.)2007‬‬ ‫المعوية و‪ 50‬مليون حالة ألمراض الجهاز التنفسي سنوياً‪.‬‬
‫وأفادت التقارير عن زيادة كبيرة في حاالت الكوليرا بسبب‬
‫إن المشكلة الكلية الوجود إلى حد بعيد لنوعية المياه‬ ‫تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمات الكوليرا بين عام‬
‫العذبة هي التركيزات العالية للمغذيات (في المقام األول‬ ‫‪ 1987‬وعام ‪( 1998‬انظر الشكل ‪( )7-4‬منظمة الصحة‬
‫الفسفور والنيتروجين) التي تسبب النمو المفرط للطحالب‬ ‫العالمية ‪ .)2000‬ويقدر أن حوالي ‪ 3‬ماليين شخص في‬
‫الضارة وتوثر على استخدام اإلنسان للمياه على نحو‬ ‫البلدان النامية يموتون سنوي ًا بسبب األمراض المرتبطة‬
‫كبير‪ .‬وتأتي األحمال الفسفورية والنتيروجينية المتزايدة‬ ‫بالمياه‪ ،‬غالبيتهم من األطفال تحت سن الخامسة (المؤسسة‬

‫الشكل ‪ 7-4‬حاالت الكوليرا والضحايا المعلنة حسب اإلقليم‬


‫أمريكا الالتينية‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت‬ ‫معدل الهالك النوعي (بالنسبة المئوية)‬
‫أفريقيا‬ ‫‬ ‫‬
‫آسيا والمحيط‬
‫الهادئ وغرب آسيا‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫المصدر‪ :‬مأخوذ من منظمة الصحة‬ ‫‬ ‫‬


‫العالمية ‪2000‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪132‬‬


‫يظل التلوث من محطات معالجة مياه الصرف الصحي‬ ‫إلى مياه السطح والمياه الجوفية من الصرف السطحي‬
‫المحلية ومن الصرف السطحي الزراعي والحضري غير‬ ‫الزراعي ومياه الصرف الصحي المنزلية والنفايات السائلة‬
‫محدد المصدر مشكلة عالمية خطيرة لها تداعياتها‬ ‫الصناعية ومدخالت الغالف الجوي (حرق الوقود األحفوري‬
‫الصحية الكثيرة‪ .‬ولقد زادت االنتشارات الطحلبية الضارة‪،‬‬ ‫وحرائق األشجار والغبار الذي تسوقه الرياح)‪ .‬فهي تؤثر‬
‫التي يرجع السبب فيها جزئي ًا إلى أحمال المغذيات‪ ،‬في‬ ‫على أنظمة المياه الداخلية أو في اتجاه مجرى النهر (بما‬
‫المياه العذبة واألنظمة الساحلية خالل العشرين عام ًا‬ ‫في ذلك مصب النهر) حول العالم (انظر الفصلين ‪ 3‬و‪.)5‬‬
‫الماضية (انظر الشكل ‪ 9-4‬في اإلطار ‪ .)2-4‬وتتركز‬ ‫ومدخالت مغذيات الغالف الجوي الرطب والجاف المباشرة‬
‫السموم الطحلبية بواسطة الحيوانات ذات الصدفتين التي‬ ‫هي على نحو مماثل معضلة في بعض المسطحات المائية‬
‫تتغذى على العوالق واألسماك والكائنات البحرية األخرى‪،‬‬ ‫مثل بحيرة فيكتوريا (مبادرة إدارة أحواض البحيرات‬
‫وهي يمكن أن تسبب تسمم أو شلل األسماك والمحار‪ .‬وقد‬ ‫‪ .)2006‬وتوحي الزيادات المخططة في استخدام السماد‬
‫تسبب السموم البكتيرية الطحلبية أيض ًا التسمم الشديد‬ ‫إلنتاج الغذاء وفي نفايات مياه الصرف خالل العقود الثالثة‬
‫وتهيج الجلد واألمراض المعِ دِ ية المعوية في اإلنسان‪ .‬وقد‬ ‫المقبلة بأنه ستكون هناك زيادة عالمية تتراوح من ‪ 10‬إلى‬
‫يفاقم االحترار العالمي هذه المشكلة‪ ،‬في ضوء التفوق‬ ‫‪ 20‬في المائة في تدفقات نيتروجين األنهار إلى األنظمة‬
‫التنافسي للبكتيريا الطحلبية على الطحالب الخضراء في‬ ‫اإليكولوجية الساحلية‪ ،‬ليتواصل اتجاه الزيادة بنسبة ‪29‬‬
‫درجات الحرارة األعلى‪.‬‬ ‫في المائة بين عامي ‪ 1970‬و‪( 1995‬تقرير األلفية‬
‫‪ .)2005‬وتدل التركيزات النيتروجينية التي تتجاوز ‪5‬‬
‫وتحلل الميكروبات المستهلكة لألكسجين في المسطحات‬ ‫ملجم لكل لتر على تلوث من مصادر مثل النفايات البشرية‬
‫المائية المواد العضوية من المصادر مثل االنتشارات‬ ‫و‪/‬أو الحيوانية وصرف األسمدة بسبب الممارسات‬
‫الطحلبية وصرف محطات معالجة مياه الصرف الصحي‬ ‫الزراعية السيئة‪ .‬ويؤدي ذلك إلى تدهور النظام اإليكولوجي‬
‫المحلية وعمليات معالجة الطعام‪ .‬ويقاس هذا التلوث‬ ‫المائي إلى جانب آثار معاكسة على خدمات النظام اإليكولوجي‬
‫نموذجي ًا باألكسجين البيوكيميائي المطلوب (‪.)BOD‬‬ ‫ورفاهية اإلنسان (انظر الشكل ‪ 8-4‬والجدول ‪.)4-4‬‬

‫الشكل ‪ 8-4‬مستويات النيتروجين غير العضوي لكل مستجمع مائي حسب اإلقليم‪ 1979-1990 ،‬و‪1991-2005‬‬
‫تغير مستويات النيتروجين غير‬
‫العضوي (النترات‪+‬النتريت( لكل‬
‫مستجمع مياه‪ ،‬ملجم من‬
‫النيتروجين‪/‬لتر‬

‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‪o‬‬

‫ملجم من النيتروجين‪/‬لتر‬
‫‬ ‫مستويات متوسط النيتروجين‬
‫(النترات‪+‬النتريت( بحسب اإلقليم‬
‫‬ ‫ملجم من النيتروجين‪/‬لتر‬

‫‬ ‫‪o‬‬
‫‪o‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫أفريقيا‬ ‫أوروبا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫المصدر‪UNEP-GEMS/ Water :‬‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫‪Programme 2006‬‬

‫‪133‬‬ ‫المياه‬
‫اإلطار ‪ 2-4‬تزايد تكرار ومساحة االنتشار الطحلبي الضار (‪ )HABs‬في بحر الصين الشرقي‬

‫واالنتشارات الطحلبية‪ ،‬التي تحدث في الغالب في الرف الداخلي لنهر يانجتسي‪ ،‬لها‬ ‫في بحر الصين الشرقي‪ ،‬زاد عدد االنتشارات الطحلبية الضارة من ‪ 10‬في عام ‪ 1993‬إلى‬
‫تداعيات على رفاهية اإلنسان والنظام اإليكولوجي‪ .‬كما أنه رصدت معدالت مرتفعة‬ ‫‪ 86‬في عام ‪ ،2003‬حيث غطت مساحة ‪ 13000‬كيلومتر مربع‪ .‬وقد زاد استخدام السماد‬
‫لموت األسماك وكائنات أعماق البحر‪.‬‬ ‫في مستجمع مياه البحر إلى ‪ 250‬في المائة‪ ،‬على نحو ملحوظ في أعالي النهر‬
‫وإقليمي أنهوِي وجيانجسو الساحليين مما أسهم في زيادة حمل المغذيات إلى البحر‪.‬‬

‫الشكل ‪ 9-4‬االنتشارات الطحلبية في بحر الصين الشرقي‬


‫عدد االنتشارات الطحلبية‪/‬سنوي ًَا‬ ‫المنطقة التي يتم تغطيتها (‪ 2‬كم)‬
‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬
‫المصدر‪UNEP-GIWA 2006a :‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫األسماك (تقرير األلفية ‪( )2005‬انظر الفصل ‪.)6‬‬ ‫ويمكن أن تسبب مستويات ‪ BOD‬العالية استنفاد األكسجين‬
‫وتعريض األسماك واألنواع المائية األخرى للخطر‪ .‬فعلى‬
‫الملوثات العضوية الدائمة (‪ )POPs‬هي مواد كيميائية‬ ‫سبيل المثال اتسعت منطقة القاع مستنفد األوزون لبحيرة‬
‫عضوية اصطناعية لها آثار واسعة النطاق على اإلنسان‬ ‫إيري منذ عام ‪ ،1998‬مما تسبب في آثار بيئية سلبية‪ .‬كما‬
‫والبيئة (انظر الفصول ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ .)6‬وفي نهاية سبعينيات‬ ‫تعاني بعض المناطق الساحلية من استنفاد األكسجين‪ ،‬بما‬
‫القرن العشرين‪ ،‬أظهرت دراسات البحيرات العظمى‬ ‫في ذلك السواحل الشرقية والجنوبية ألمريكا الشمالية‬
‫بأمريكا الشمالية وجود مبيدات آفات قديمة مهجورة مكلورة‬ ‫والسواحل الجنوبية للصين واليابان ومناطق كبيرة حول‬ ‫انتشار طحلبي ضار لنوعية الطحالب‬

‫(المعروفة بكيماويات التراث) في الرواسب واألسماك‬ ‫أوروبا (البرنامج العالمي لتقييم المياه ‪ .)2006‬وقد أوجد‬ ‫السوطية الدقيقة (‪ ،)Noctiluca‬تعرف بالمد‬
‫األحمر (الحظ النسبة المقياسية بالنسبة‬
‫(‪ .)PLUARG 1978‬وبسبب تنفيذ القوانين التي تقلص‬ ‫استنفاد األكسجين في خليج المكسيك "منطقة ميتة" ضخمة‪،‬‬ ‫للقارب)‪.‬‬
‫استخدام هذه المبيدات‪ ،‬فقد انخفضت المستويات الكيميائية‬ ‫تسببت في آثار سلبية على التنوع البيولوجي ومصائد‬ ‫شارك بالصور‪ :‬جيه‪ .‬إس‪ .‬بي‪ .‬فرانكس‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪134‬‬


‫الشكل ‪ 10-4‬انخفاضات تركيزات الملوثات العضوية في أنهار روسية وصينية مختارة‬ ‫في بعض األنظمة المائية منذ بداية ثمانينيات القرن‬
‫العشرين (انظر الفصل ‪( )6‬انظر اإلطار ‪ .)6-28‬ومنذ‬
‫نانوغرام‪/‬لتر‬
‫ذلك الحين رصدت انخفاضات مشابهة في الصين واالتحاد‬
‫‬ ‫تركيزات الدايكلورو دايفينيل‬
‫ترايكلورو إيثان في أنهار مختارة‬ ‫الروسي (انظر الشكل ‪ .)10-4‬ويبلغ اإلنتاج المقدر‬
‫بالمنطقة القطبية الروسية‬
‫‬
‫نهر بيتشورا‬ ‫للملوثات العضوية الكيميائية الخطرة في الواليات المتحدة‬
‫‬ ‫نورث دفينا‬ ‫من الصناعة وحدها أكثر من ‪ 36‬بليون كيلوجرام سنوياً‪،‬‬
‫‬ ‫أوب‬
‫منها ‪ 90‬في المائة تقريب ًا ال يتم التخلص منها بأسلوب‬
‫لينا‬
‫‬
‫ينيسي‬
‫بيئي مسؤول (تقرير التنمية المائية لألمم المتحدة ‪.)2006‬‬
‫‬ ‫بياسينا‬

‫‬ ‫المواد الكيميائية الموجودة في مبيدات اآلفات يمكنها‬


‫‬ ‫أيض ًا أن تلوث مياه الشرب من خالل الصرف الزراعي‪.‬‬
‫‬
‫وهناك قلق متزايد بشأن اآلثار المحتملة على األنظمة‬
‫اإليكولوجية المائية من استخدام منتجات العناية الشخصية‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫والمستحضرات الدوائية مثل متخلفات وسائل تحديد‬


‫نانوغرام‪/‬جرام الليبيد‬
‫‬ ‫إجمالي الدايكلورو دايفينيل‬
‫النسل والمسكنات والمضادات الحيوية‪ .‬وال يعرف الكثير عن‬
‫ترايكلورو إيثان في محتوى‬
‫ليبيد الكبد لسمك البربوط‬
‫آثارها طويلة األمد على صحة اإلنسان أو النظام اإليكولوجي‪،‬‬
‫مع أن بعضها قد تكون معطالت للغدة الصماء‪.‬‬
‫‬
‫نهر بيتشورا‬
‫‬ ‫ميزين‬
‫نورث دفينا‬
‫‬ ‫تتراكم بعض الفلزات الثقيلة في الماء والرواسب في أنسجة‬
‫أوب‬
‫ينيسي‬ ‫اإلنسان والكائنات األخرى‪ .‬وقد تسبب الزرنيخ والزئبق‬
‫‬
‫لينا‬ ‫والرصاص في مياه الشرب واألسماك وبعض المحاصيل‬
‫‬ ‫كوليما‬
‫التي يستهلكها اإلنسان في زيادة معدالت األمراض‬
‫بياسينا‬
‫‬ ‫المزمنة‪ .‬وتشير المراقبة البحرية منذ بداية تسعينيات‬
‫‬ ‫القرن العشرين في أوروبا إلى انخفاض تركيزات الكادميوم‬
‫والزئبق والرصاص في بلح البحر واألسماك من كل من‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫المحيط األطلسي الشمالي الشرقي والبحر األبيض المتوسط‪.‬‬


‫ميكروجرام‪/‬لتر‬ ‫وقد حققت معظم واليات بحر الشمال الخفض المستهدف‬
‫ ‬ ‫بنسبة ‪ 70‬في المائة لهذه المعادن‪ ،‬فيما عدا النحاس‬
‫تركيزات سداسي كلوريد البنزين‬
‫لبعض األنهار في الصين‬ ‫وثالثي بوتيل القصدير (وكالة البيئة األوروبية ‪.)2003‬‬
‫ ‬
‫‪UI‬‬
‫ ‬
‫ورغم حدوث تلوث النفط في بعض المواقع الداخلية‪ ،‬مثل‬
‫ميديان‬
‫ ‬ ‫أعالي األمازون‪ ،‬فإن يظل في المقام األول مشكلة بحرية‪،‬‬
‫ ‬
‫‪UI‬‬ ‫حيث تظهر آثاره على طيور البحر والحياة البحرية‬
‫األخرى‪ ،‬كما أنه يؤثر على الخاصية الجمالية‪ .‬ومع‬
‫‬
‫المصدر‪UNEP-GEMS/ :‬‬
‫‪Water Programme 2006‬‬
‫انخفاض المدخالت النفطية من النقل البحري وتحسينات‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫تشغيل السفن وتصميمها‪ ،‬تنخفض المدخالت النفطية‬


‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫المقدرة في البيئة البحرية (برنامج البحار اإلقليمية لبرنامج‬


‫الصلبة والفضالت المبعثرة في االزدياد سوء ًا في أنظمة‬ ‫األمم المتحدة للبيئة ‪( )2006a‬انظر الشكل ‪ ،)11-4‬على‬
‫المياه العذبة واألنظمة البحرية على حد سواء‪ ،‬كنتيجة‬ ‫الرغم من أن ‪ 270000‬طن من النفط ما زالت تتسرب‬
‫للتخلص غير الصحيح من المواد غير المتحللة أو بطيئة‬ ‫سنوي ًا في مياه ثقل موازنة السفن بمنطقة بحار المنظمة‬
‫التحلل من المصادر األرضية والبحرية (برنامج األمم‬ ‫اإلقليمية لحماية البيئة البحرية (‪ .)ROPME‬يشمل الحمل‬
‫المتحدة للبيئة ‪2005‬أ)‪.‬‬ ‫اإلجمالي للنفط المتسرب إلى المحيط ‪ 3‬في المائة من‬
‫التسربات العرضية من أرصفة النفط البحرية و‪ 13‬في المائة‬
‫سالمة النظام اإليكولوجي‬ ‫من تسربات نقل النفط (األكاديمية الوطنية للعلوم ‪.)2003‬‬
‫منذ عام ‪ ،1987‬واصلت أنظمة إيكولوجية ساحلية وبحرية‬
‫كثيرة ومعظم األنظمة اإليكولوجية للمياه العذبة تدهورها‬ ‫على الرغم من الجهود الدولية‪ ،‬تستمر مشكالت النفايات‬

‫‪135‬‬ ‫المياه‬
‫الشكل ‪ 11-4‬الحجم العالمي للنفط من تسربات الناقالت العرضية المتجاوزة ‪ 136‬طناً (‪ 1000‬برميل)‬
‫ألف طن‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫المصدر‪Environment :‬‬
‫‪Canada 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫وعلى الرغم من صغر مساحتها مقارنة باألنظمة‬ ‫الشديد‪ ،‬إلى جانب فقد العديد منها تماماً‪ ،‬وبعضها ال‬
‫اإليكولوجية البحرية واألرضية‪ ،‬فإن كثير من أراضي‬ ‫يمكن إعادتها إلى سابق عهدها (فيناليسون ودكروز‬
‫المياه العذبة الرطبة غنية نسبي ًا باألنواع البيولوجية‪ ،‬مما‬ ‫‪ ،2005‬أرجادي وألدر ‪( )2005‬انظر اإلطار ‪.)4-3‬‬
‫يدعم عدد كبير متفاوت من أنواع مجموعات حيوانات‬ ‫ويتوقع أن كثير من الشعاب المرجانية ستختفي بحلول عام‬
‫معينة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فقد عانت األنواع الفقارية‬ ‫‪ 2040‬بسبب ارتفاع درجات حرارة مياه البحر (أرجادي‬
‫التي تعيش في مناطق المياه العذبة من تناقص بلغ‬ ‫وألدر ‪ .)2005‬وتتناقص أنواع المياه العذبة واألنواع‬
‫متوسطه ‪ 50‬في المائة تقريب ًا بين عامي ‪ 1987‬و‪،2003‬‬ ‫البحرية بسرعة أكبر مقارنة بأنواع األنظمة اإليكولوجية‬
‫وهو أكثر دراماتيكية على نحو ملحوظ من االنخفاض الذي‬ ‫األخرى (انظر الشكل ‪5-2‬د)‪ .‬تغطي األراضي الرطبة‪ ،‬كما‬
‫عانت منه األنواع األرضية أو البحرية خالل نفس الفترة‬ ‫تعرفها اتفاقية رامسار‪ ،‬من ‪ 9‬إلى ‪ 13‬مليون كم‪2‬على‬
‫الزمنية (‪ .)Loh and Wackernagel 2004‬وعلى الرغم‬ ‫مستوى العالم‪ ،‬ولكن أكثر من ‪ 50‬في المائة من المياه‬
‫من عدم تقييم ال فقاريات المياه العذبة جيداً‪ ،‬إال أن البيانات‬ ‫الداخلية (باستثناء البحيرات واألنهار) فقدت في أجزاء من‬
‫القليلة المتاحة توحي بتناقص أكثر دراماتيكية‪ ،‬مع احتمال‬ ‫أمريكا الشمالية وأوروبا واستراليا (فيناليسون ودكروز‬
‫أن يكون أكثر من ‪ 50‬في المائة منها مهدد ًا (‪Finlayson‬‬ ‫‪ .)2005‬وعلى الرغم من أن قصور المعلومات يعوق التقدير‬
‫‪ .)and D’Cruz 2005‬واستمرار فقد أو تدهور مَواطن‬ ‫الدقيق لفقد األراضي الرطبة على مستوى العالم‪ ،‬إال أن‬
‫المياه العذبة والساحلية سيؤثر على األرجح على التنوع‬ ‫هناك أمثلة كثيرة موثقة جيد ًا للتناقص أو الفقد المثير‬
‫البيولوجي المائي على نحو أقوى‪ ،‬ألن هذه المَواطن‪،‬‬ ‫لألراضي الرطبة المختلفة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬انخفضت‬
‫مقارنة بالعديد من األنظمة اإليكولوجية األرضية‪ ،‬غنية‬ ‫مساحة سطح مستنقعات العراق من ‪ 20000 15000-‬كم‪2‬‬

‫بتفاوت باألنواع البيولوجية ومنتجة‪ ،‬وأيض ًا مهددة بشكل‬ ‫في خمسينيات القرن العشرين إلى أقل من ‪ 400‬كم‪2‬‬

‫متفاوت‪.‬‬ ‫تقريب ًا في عام ‪ 2000‬بسبب السحب المفرط للمياه وبناء‬


‫السدود والتنمية الصناعية (برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫أدى إدخال أنواع بيولوجية غازية غريبة‪ ،‬من خالل مياه‬ ‫‪ )2001‬ولكنها اآلن تستعيد مساحتها (انظر الشكل‬
‫ثقل موازنة السفن والزراعة المائية أو غيرها من المصادر‪،‬‬ ‫‪ .)4-12‬وفي بنجالديش‪ ،‬تحول أو تدهور أكثر من ‪ 50‬في‬
‫إلى تمزيق المجتمعات البيولوجية في العديد من األنظمة‬ ‫المائة من أشجار القرم والمسطحات الطينية الساحلية‬
‫اإليكولوجية المائية الساحلية والبحرية‪ .‬كما عانت أنظمة‬ ‫خارج دلتا ساندربانز المحمية‪.‬‬
‫إيكولوجية داخلية كثيرة من النباتات والحيوانات الغازية‪.‬‬
‫فبعض البحيرات والخزانات والمجاري المائية تغطيها‬ ‫تسبب استصالح أنظمة المياه الداخلية والساحلية في‬
‫الطحالب البحرية الغريبة‪ ،‬بينما أثرت األسماك‬ ‫فقدان أنظمة إيكولوجية ساحلية وسهول فيضية كثيرة‬
‫والالفقاريات الغريبة على مصائد أسماك داخيلة كثيرة على‬ ‫وخدماتها‪ .‬وقد غير فقد األراضي الرطبة أنظمة التدفق‬
‫نحو خطير‪.‬‬ ‫وأدى إلى زيادة الفيضان في بعض األماكن وتناقص‬
‫موطن الحياة البرية‪ .‬وعلى مدار قرون‪ ،‬كانت ممارسة‬
‫إن تناقص مصائد األسماك البحرية ومصائد المياه العذبة‬ ‫االستصالح الساحلي تهدف إلى استصالح أكبر قدر‬
‫في العالم هي أمثلة دراماتيكية للتدهور واسع النطاق‬ ‫ممكن من أرض البحر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد شهد التحول الكبير‬
‫للنظام اإليكولوجي نتيجة الصيد المفرط لألسماك والتلوث‬ ‫في ممارسة اإلدارة بداية التراجع المنظم للحدود الساحلية‬
‫وتشتيت المَواطن وفقدها‪ .‬وعلى الرغم من قلة البيانات‪،‬‬ ‫المستنقعية ألوروبا الغربية والواليات المتحدة‪.‬‬
‫توحي الخسائر في مخزون األسماك البحرية وانخفاض‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪136‬‬


‫توفر األنظمة اإليكولوجية المائية خدمات عديدة تسهم في‬ ‫مستويات الغذاء البحري بتدهور مناطق كبيرة من الرف‬
‫رفاهية اإلنسان (انظر الجدول ‪ .)4-4‬وصيانة سالمة هذه‬ ‫البحري بفعل الصيد بشباك الجر في القاع على مدار‬
‫األنظمة اإليكولوجية واستعادتها تكون حيوية للخدمات مثل‬ ‫العقود القليلة الماضية‪ .‬وعلى الرغم من أن غالبية جماعات‬
‫تعويض وتنقية المياه والتخفيف من آثار الفيضان‬ ‫أعماق البحر ستظل على األرجح محتفظة بنقائها األصلي‬
‫والجفاف وإنتاج الغذاء‪ .‬ويعتبر إنتاج األسماك من ضمن‬ ‫نسبياً‪ ،‬فإن جماعات جبال البحر ومرجانيات المياه الباردة‬
‫أبرز الخدمات التي تقدمها األنظمة اإليكولوجية المائية‬ ‫في أعماق البحر تتمزق على نحو خطير بفعل الصيد‬
‫الداخلية والبحرية‪ ،‬حيث يعتمد ما يقدر بحوالي ‪250‬‬ ‫بشباك الجر في القاع وتتطلب حماية عاجلة (انظر الفصل‬
‫مليون شخص على مصائد األسماك صغيرة النطاق من‬ ‫‪( )5‬انظر اإلطار ‪.)5-4‬‬

‫اإلطار ‪ 3-4‬التدمير الطبيعي لألنظمة اإليكولوجية المائية الساحلية في أمريكا الوسطى‬

‫السياحي لساحل كوينتانا روو مصدره أنظمة كهوفها الكبيرة‪ ،‬وحفظها هو تحد كبير‪ .‬وهذا‬ ‫تمثل التنمية الساحلية واحدة من التهديدات الرئيسية للشعاب المرجانية وأشجار القرم في‬
‫االتجاه تم محاكاته في بيليز‪ ،‬حيث يبدو أن السياحة اإليكولوجية تفسح مجاال ً واسع النطاق‬ ‫أمريكا الوسطى‪ .‬فتشييد وتحويل الموطن الساحلي دمر األراضي الرطبة الحساسة (أشجار‬
‫للتنمية السياحية‪ ،‬بما في ذلك تغيير الجزر الصغيرة المنخفضة والبحيرات وغابات أشجار القرم‬ ‫القرم) والغابات الساحلية كما أدى إلى زيادة الترسب‪ .‬كما ضاعف تأثيرات التنمية الساحلية‬
‫بالكامل الستيعاب سفن الرحالت البحرية والمنشآت االستجمامية والمطالب السياحية األخرى‪.‬‬ ‫اإلجراءات غير الكافية لمعالجة مياه الصرف الصحي‪.‬‬

‫الزراعة المائية‬ ‫السياحة‬


‫كان للنمو السريع لتربية الروبيان في هندوراس آثار خطيرة على البيئة والمجتمعات المحلية‪.‬‬ ‫السياحة‪ ،‬تحديدا ً عندما تعتمد على الساحل والبحر‪ ،‬تكون أسرع الصناعات نموا ً في اإلقليم‪.‬‬
‫فالمزارع تحرم الصيادين والمزارعين من الوصول إلى أشجار القرم ومصبات األنهار والبحيرات‬ ‫وتشهد والية كوينتانا روو بالمكسيك نموا ً هاما ً في البنية التحتية للسياحة على طول الساحل‬
‫الموسمية؛ فهي تدمر األنظمة اإليكولوجية ألشجار القرم ومواطن الحيوانات والنباتات‪ ،‬مما يقلل‬ ‫الكاريبي إلى بيليز‪ .‬وتحويل غابة أشجار القرم إلى منتجعات سياحية تطل على الشاطئ على‬
‫التنوع البيولوجي‪ ،‬وتغير مائية اإلقليم وتسهم في تدهور نوعية المياه‪ ،‬وتسهم في تراجع‬ ‫طول ريفيرا مايان‪ ،‬جنوبي كانكن‪ ،‬ترك الخطوط الساحلية عرضة للخطر‪ .‬وتشهد منطقة باليا‬
‫مخزونات األسماك من خالل الصيد غير المميز لألسماك من أجل الغذاء‪.‬‬ ‫ديل كارمن أسرع معدل نمو‪ 14 ،‬في المائة‪ ،‬في البنية التحتية للسياحة في المكسيك‪ .‬وتأتي‬
‫التهديدات للمستودعات المائية األرضية من االستخدام المتزايد للمياه التي تكون ‪ 99‬في المائة‬
‫منها مسحوبة من المياه الجوفية‪ ،‬ومن التخلص من مياه الصرف الصحي‪ .‬ومعظم الجذب‬

‫المصادر‪ :‬سي إن إيه ‪ ،2005‬آي إن إي جي آي ‪ ،2000‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2006b‬البنك الدولي ‪2006‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2005b‬‬

‫‪137‬‬ ‫المياه‬
‫الجدول ‪ 4-4‬الترابطات بين تغيرات الحالة في األنظمة اإليكولوجية المائية وآثارها على البيئة واإلنسان‬

‫اآلثار على رفاهية اإلنسان‬

‫األمن الطبيعي‬ ‫األنظمة اإليكولوجية‬


‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫والسالمة‬ ‫األمن الغذائي‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫تغيرات الحالة المختارة‬ ‫الضغوط‬ ‫المائية‬

‫األنظمة اإليكولوجية الداخلية‬

‫السياحة‪3‬‬ ‫الفيضان‪1‬‬ ‫الوقاية من‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫العذبة‪1‬‬ ‫كمية المياه‬ ‫فترة بقاء المياه‬ ‫تنظيم التدفق ببناء‬ ‫األنهار والجداول وسهول‬
‫المصائد السمكية‬ ‫والساحلية‪1‬‬‫الداخلية‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫تنقية المياه‬ ‫تجزؤ النظام‬ ‫السدود والسحب‬ ‫الفيضان‬
‫الصغيرة‪1‬‬ ‫اإليكولوجي‬ ‫فقد المياه بالبخر‬
‫الفقر‪1‬‬ ‫حدوث بعض‬ ‫تمزيق الديناميكية بين‬ ‫التشبع الغذائي‬
‫األرزاق‪1‬‬ ‫األمراض التي‬ ‫النهر وسهل الفيضان‬ ‫التلوث‬
‫تحملها المياه‪1‬‬
‫تمزيق هجرة األسماك‬
‫االنتشارات الطحلبية‬
‫الزرقاء‪-‬الخضراء‬

‫المصائد السمكية‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫تنقية المياه‬ ‫الموطن‬ ‫الردم والتجفيف‬ ‫البحيرات والخزانات‬
‫الصغيرة‪2‬‬ ‫الداخلية‪1‬‬ ‫االنتشارات الطحلبية‬ ‫التشبع الغذائي‬
‫انزياح المجتمعات‬ ‫الظروف الالهوائية‬ ‫التلوث‬
‫البشرية‪1‬‬ ‫األنواع السمكية‬ ‫الصيد المفرط‬
‫السياحة‪2‬‬ ‫الغريبة‬ ‫األنواع الغازية‬
‫األرزاق‪1‬‬ ‫زهرة المكحلة المائية‬ ‫االحترار العالمي بفعل‬
‫التغيرات في الخصائص‬
‫الطبيعية واإليكولوجية‬

‫تأثيرات الحماية من‬ ‫تكرار الطوفان‬ ‫المياه‪1‬‬ ‫تعويض‬ ‫الموطن واألنواع‬ ‫التحويل من خالل الردم‬ ‫البحيرات الموسمية‬
‫الفيضان والجفاف‬ ‫وحجمه‪1‬‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫تنقية المياه‬ ‫تدفق المياه ونوعيتها‬ ‫والتجفيف‬ ‫والمستنقعات واألراضي‬
‫المرتبطة بالتدفق‪1‬‬ ‫تخفيف قوة مياه‬ ‫االنتشارات الطحلبية‬ ‫التغير في أنظمة التدفق‬ ‫السبخة والمستنقعات‬
‫األرزاق‪1‬‬ ‫الفيضان‪1‬‬ ‫الظروف الالهوائية‬ ‫التغير في أنظمة الحريق‬ ‫المنخفضة واألوحال‬
‫تخفيف حدة الجفاف‪1‬‬ ‫تهديد األنواع‬ ‫الرعي المفرط‬
‫األصلية‬ ‫التشبع الغذائي‬
‫األنواع الغازية‬

‫تأثيرات الحماية من‬ ‫تكرار الطوفان‬ ‫المياه‪1‬‬ ‫تعويض‬ ‫الفقدان الجزئي للنظام‬ ‫التحويل من خالل قطع‬ ‫المستنقعات واألراضي‬
‫الفيضان والجفاف‬ ‫وحجمه‪2‬‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫تنقية المياه‬ ‫اإليكولوجي غير قابل‬ ‫األشجار والتجفيف‬ ‫السبخة في الغابات‬
‫المرتبطة بالتدفق‪2‬‬ ‫للعكس‬ ‫والحرق‬
‫األرزاق‪2‬‬ ‫االتصال المباشر بين‬
‫الطيور البرية والطيور‬
‫المنزلية‬

‫األرزاق‪2‬‬ ‫تكرار الطوفان‬ ‫تجمع ال َّرنَة‪2‬‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫تنقية المياه‬ ‫اتساع أرض األشجار‬ ‫تغير المناخ‬ ‫األراضي الرطبة بجبال‬
‫وحجمه‪2‬‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫الخفيضة والغابة‬ ‫تجزؤ الموطن‬ ‫األلب والسهل األجرد في‬
‫الداخلية‪2‬‬ ‫تضاؤل المياه السطحية‬ ‫القطب الشمالي‬
‫في بحيرات السهل‬
‫األجرد في القطب‬
‫الشمالي‬

‫تكرار الطوفان‬ ‫المياه‪1‬‬ ‫تعويض‬ ‫الموطن واألنواع‬ ‫سحب التجفيف‬ ‫أراضي فحم‬
‫وحجمه‪2‬‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫تنقية المياه‬ ‫تآكل التربة‬ ‫المستنقعات‬
‫فقد مخزون الكربون‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪138‬‬


‫الجدول ‪ 4-4‬الترابطات بين تغيرات الحالة في األنظمة اإليكولوجية المائية وآثارها على البيئة واإلنسان تابع‬

‫اآلثار على رفاهية اإلنسان‬

‫األمن الطبيعي‬ ‫األنظمة اإليكولوجية‬


‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫والسالمة‬ ‫األمن الغذائي‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫تغيرات الحالة المختارة‬ ‫الضغوط‬ ‫المائية‬

‫األنظمة اإليكولوجية الداخلية‬

‫الجفاف‪1‬‬ ‫أحداث‬ ‫النزاعات وعدم‬ ‫إتاحة المياه‬ ‫تدهور موارد المياه‬ ‫سحب المياه‬ ‫الواحات‬
‫األرزاق‪1‬‬ ‫االستقرار‪1‬‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫التلوث‬
‫التشبع الغذائي‬

‫األرزاق‪1‬‬ ‫النزاعات وعدم‬ ‫الزراعة‪1‬‬ ‫انخفاض‬ ‫إتاحة المياه‬ ‫تلوث سحب المياه‬ ‫المستودعات المائية‬
‫االستقرار‪1‬‬ ‫ونوعيتها‪1‬‬ ‫األرضية‬

‫األنظمة اإليكولوجية الساحلية والبحرية‬

‫الخشبية‪1‬‬ ‫المنتجات‬ ‫قدرة صد األمواج‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫خطر المالريا بسبب‬ ‫أشجار القرم‬ ‫التحول الستخدامات‬ ‫غابات أشجار القرم‬
‫المصائد السمكية‬ ‫الساحل‪2‬‬ ‫على طول‬ ‫الساحلية‪1‬‬‫والمحار‬ ‫المياه الراكدة‪1‬‬ ‫كثافة األشجار‬ ‫أخرى‬ ‫ومستنقعات الملح‬
‫الصغيرة‪1‬‬ ‫والكتلة األحيائية‬ ‫ندرة المياه العذبة‬
‫انزياح المجتمعات‬ ‫واإلنتاجية وتنوع‬ ‫االستغالل المفرط‬
‫البشرية‪2‬‬ ‫األنواع‬ ‫للخشب‬
‫السياحة‪3‬‬ ‫موجات العواصف‬
‫األرزاق‪2‬‬ ‫واألعاصير المائية‬
‫االستصالح‬

‫السياحة‪1‬‬ ‫قدرة صد األمواج‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫ابيضاض الشعاب‬ ‫ترسب التشبع الغذائي‬ ‫الشعاب المرجانية‬
‫المصائد السمكية‬ ‫الساحل‪2‬‬ ‫على طول‬ ‫الساحلية‪1‬‬‫والمحار‬ ‫المرجانية وموتها‬ ‫الصيد المفرط‬
‫الصغيرة‪1‬‬ ‫الفقدان المرتبط‬ ‫الصيد المدمر‬
‫الفقر‪1‬‬ ‫للمصائد السمكية‬ ‫ارتفاع درجة حرارة‬
‫األرزاق‪1‬‬ ‫سطح البحر‬
‫تحمض المحيط‬
‫موجات العواصف‬

‫السياحة‪3‬‬ ‫قدرة صد األمواج‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫نوعية المياه الساحلية‬ ‫تبادل ترسبات منطقة‬ ‫االستصالح التشبع‬ ‫مصبات األنهار و‬
‫المصائد السمكية‬ ‫السواحل‪2‬‬ ‫على طول‬ ‫الساحلية‪1‬‬‫والمحار‬ ‫وتنقيتها‪1‬‬ ‫المد والمغذيات‬ ‫الغذائي‬ ‫المسطحات الطينية‬
‫الصغيرة‪1‬‬ ‫الترسب‪1‬‬ ‫استنفاد األكسجين‬ ‫التلوث‬ ‫لمنطقة المد‬
‫الفقر‪1‬‬ ‫المحار‬ ‫الحصاد المفرط‬
‫األرزاق‪1‬‬ ‫التقاط المحار بالشباك‬

‫األرزاق‪1‬‬ ‫قدرة صد األمواج‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫الموطن‬ ‫التنمية الساحلية‬ ‫قيعان عشب البحر‬
‫الساحل‪2‬‬ ‫على طول‬ ‫الساحلية‪1‬‬ ‫التلوث‬ ‫والطحالب في البحر‬
‫التشبع الغذائي‬
‫االمتالء بالطمي‬
‫ممارسات الصيد‬
‫التدميرية‬
‫التقاط المحار بالشباك‬
‫التحول إلى الطحالب‬
‫وتربية الكائنات البحرية‬
‫األخرى‬

‫المحار‪1‬‬ ‫إنتاج‬ ‫مخزونات األسماك‬ ‫نوعية المياه‬ ‫الموطن‬ ‫الصيد بشباك الجر‬ ‫مجموعات القاع الناعم‬
‫ومصادر الرزق‬ ‫الساحلية‪2‬‬ ‫التلوث‬
‫األخرى‪1‬‬ ‫الملوثات العضوية‬
‫الدائمة والفلزات الثقيلة‬
‫استخالص المعادن‬

‫األسماك‪1‬‬ ‫مخزونات‬ ‫جماعات جبال البحر‬ ‫الصيد بشباك الجر‬ ‫جماعات القاع الصلب‬
‫ومرجانيات المياه‬ ‫التلوث (لجماعات القاع‬ ‫تحت منطقة المد‬
‫الباردة تمزق على نحو‬ ‫الناعم)‬
‫خطير‬ ‫استخالص المعادن‬

‫‪139‬‬ ‫المياه‬
‫الجدول ‪ 4-4‬الترابطات بين تغيرات الحالة في األنظمة اإليكولوجية المائية وآثارها على البيئة واإلنسان تابع‬

‫اآلثار على رفاهية اإلنسان‬

‫األمن الطبيعي‬ ‫األنظمة اإليكولوجية‬


‫االجتماعية‪-‬االقتصادية‬ ‫والسالمة‬ ‫األمن الغذائي‬ ‫صحة اإلنسان‬ ‫تغيرات الحالة المختارة‬ ‫الضغوط‬ ‫المائية‬

‫األنظمة اإليكولوجية الساحلية والبحرية‬

‫األرزاق‪1‬‬ ‫األسماك‪1‬‬ ‫مخزونات‬ ‫نوعية المياه‬ ‫اضطراب توازن‬ ‫الصيد المفرط‬ ‫األنظمة اإليكولوجية‬
‫الساحلية‪1‬‬ ‫المستوى الغذائي‪،‬‬ ‫التلوث‬ ‫ألعماق المحيط‬
‫تغيرات في جماعات‬ ‫تغير درجة حرارة سطح‬
‫العوالق‬ ‫البحر‬
‫تحمض المحيط‬
‫األنواع الغازية‬

‫تدل األسهم على اتجاهات الحالة وتغيرات األثر‬


‫ ال يوجد تغيير مبرهن إحصائي ًا‬ ‫تناقص ‬ ‫تزايد ‬
‫تخميني ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬مبرهن ولكن ناقص ‬ ‫راسخ ‬ ‫‪1‬‬

‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،1‬الغرض ‪ :1‬تنزيل إلى النصف‪ ،‬بين ‪ 1990‬و‪ ،2015‬نسبة الناس الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي واحد في اليوم‪.‬‬

‫الغرض ‪ :2‬تنزيل إلى النصف‪ ،‬بين ‪ 1990‬و‪ ،2015‬نسبة الناس الذين يعانون من الجوع‪.‬‬

‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،6‬الغرض ‪ :8‬توقف بحلول ‪ 2015‬ويبدأ في عكس حدوث المالريا واألمراض الخطيرة األخرى‪.‬‬

‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،7‬الغرض ‪ :9‬دمج مبادئ التنمية المستدامة في سياسات وبرامج الدولة‪ ،‬وعكس فقدان الموارد البيئية‪.‬‬

‫الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ ،7‬الغرض ‪ :10‬تنزيل إلى النصف‪ ،‬بحلول ‪ ،2015‬نسبة الناس بدون وصول مستدام إلى مياه شرب آمنة وصرف صحي أساسي‪.‬‬

‫بليون دوالر أمريكي خالل الخمسين عام ًا القادمة (االتحاد‬ ‫أجل الطعام والدخل (معهد الموارد العالمية ‪.)2005‬‬
‫الدولي لحفظ الطبيعة ‪.)2006‬‬ ‫والتغير في نظام تدفق حوض نهر ميكونج السفلي‪ ،‬بسبب‬
‫عوامل مثل بناء السدود إلنتاج الكهرباء المائية وتحويل‬
‫في حاالت مثل آثار بناء السدود على هجرة األسماك‬ ‫مياه النهر للري والتنمية الصناعية والمستوطنات البشرية‪،‬‬
‫وتربيتها‪ ،‬كثير ًا ما تكون المصالح المائية المتضاربة جلية‪،‬‬ ‫يؤثر على رفاهية ‪ 40‬مليون شخص يعتمدون على الفيضان‬
‫حتى إذا لم تكن صريحة‪ .‬وكثير منها يتضح فقط بعد‬ ‫الموسمي لتربية األسماك (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪-‬‬
‫األحداث الكارثية‪ ،‬عندما تصبح الوظائف والقيم األشمل‬ ‫التقييم العالمي للمياه الدولية ‪ .)2006b‬ويقلل فقد وتدهور‬
‫لتلك األنظمة اإليكولوجية أكثر وضوحاً‪ .‬وتشمل األمثلة‬ ‫أشجار القرم والشعاب المرجانية والمسطحات الطينية‬
‫البارزة الفيضان الذي أحدثه إعصار نيو أورليانز المدمر‬ ‫قيمتها الضرورية لرفاهية اإلنسان‪ ،‬حيث تؤثر في المقام‬
‫في أغسطس ‪( 2005‬انظر اإلطار ‪ ،)4-4‬والغمر الذي‬ ‫األول على الفقراء‪ ،‬الذين يعتمدون على خدمات النظام‬
‫أحدثه اإلعصار المائي في جنوب آسيا في ديسمبر‬ ‫اإليكولوجي‪ .‬وقد تعرضت األراضي الرطبة الساحلية على‬
‫‪ .2004‬وفي كلتا الحالتين‪ ،‬ساءت اآلثار ألن التعديالت‬ ‫البحر األصفر إلى فقد أكثر من ‪ 50‬في المائة من مساحتها‬
‫البشرية قلصت وظائف األراضي الرطبة الساحلية‪.‬‬ ‫على مدار العشرين عام ًا األخيرة (‪.)Barter 2002‬‬
‫وتوضح أمثلة أخرى متعددة‪ ،‬من آسيا إلى أوروبا‪،‬‬
‫األخطار المتزايدة للطوفانات المفاجئة التي تسببها‬ ‫وتتعرض الوظائف األساسية لألنظمة اإليكولوجية المائية‬
‫تغيرات استخدام األرض‪ ،‬بما في ذلك ردم وفقدان‬ ‫للخطر عموم ًا بتطوير خدمة واحدة‪ ،‬ومثال على ذلك‬
‫األراضي الرطبة‪ .‬والتغيرات في تدفقات المياه بفعل‬ ‫الوظيفة الوقائية لغابات القرم التي فقدت بفعل تطوير‬
‫الصرف الحضري المتزايد يمكن أيض ًا أن تزيد من‬ ‫الزراعة المائية‪ .‬فقد أصبحت حماية المجتمعات الساحلية‬
‫خطورة مثل هذه الطوفانات‪ .‬وقد ربط بين زيادة أحداث‬ ‫من الفيضان البحري أقل فعالية مع فقد األراضي الرطبة‬
‫الطوفان في لندن ورصف حدائق واجهات المباني لتحويلها‬ ‫وإزالة أشجار القرم وتدمير الشعاب المرجانية‪ .‬وتفقد‬
‫إلى مواقف للسيارات‪.‬‬ ‫الشعاب المرجانية قيمتها لرفاهية اإلنسان فيما يتعلق‬
‫بتناقص األمن الغذائي والعمل‪ ،‬والحماية الساحلية وقلة‬
‫إدارة موارد المياه واألنظمة اإليكولوجية‬ ‫فرص السياحة والبحث الدوائي وإنتاجه (انظر الفصل ‪)5‬‬
‫ترتبط مسائل استخدام اإلنسان للمياه بكمية ونوعية موارد‬ ‫(انظر اإلطار ‪ .)5-5‬وقد يتسبب ابيضاض الشعاب بفعل‬
‫المياه المتاحة‪ ،‬كما ترتبط باألنظمة اإليكولوجية المائية‬ ‫التغير المناخي في خسائر اقتصادية عالمية تبلغ ‪104.8‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪140‬‬


‫تصادق على اتفاقية األمم المتحدة لعام ‪1997‬بشأن‬ ‫اإلطار ‪ 4-4‬األراضي الرطبة الساحلية توفر مصدات الرتفاعات‬
‫بحر العاصفة وأحداث األمواج العاتية‬
‫استخدام المجاري المائية كوسيلة لتطبيق مبادئ اإلدارة‬
‫المتكاملة لموارد المياه ‪ IWRM‬على األحواض الدولية‬ ‫كان أثر إعصار كاترينا على ساحل خليج الواليات المتحدة في عام ‪2005‬‬
‫كارثيا ً تحديدا ً في منطقة نيو أورليانز الساحلية المنخفضة عن‬
‫(المجلس االستشاري لألمين العام لألمم المتحدة للمياه‬
‫مستوى سطح البحر عند مصب نهر الميسيسبي‪ .‬وقد أدى تغيير‬
‫والصرف الصحي ‪ .)2006‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬الزالت‬ ‫اإلنسان لألنظمة اإليكولوجية الساحلية إلى ضعف دفاعات البحر‬
‫هناك أقاليم كثيرة التي تتطلب اتفاقيات وقوانين ملزمة على‬ ‫الطبيعية إلى حد بعيد‪ ،‬مما جعل الساحل بصفة خاصة عرضه‬
‫نحو طارئ وتحتاج إلى تقوية األطر القائمة بما في تلك‬ ‫ألحداث الموج العنيف وارتفاعات البحر‪ .‬ويصبح تضارب المصالح‬
‫لمختلف أصحاب مصالح األحواض والساحل (مثل التحكم في‬
‫المرتبطة بمستودعات المياه األرضية عبر الحدودية‬ ‫الفيضان والمصائد السمكية وإنتاج النفط والغاز) جليا ً بعد األحداث‬
‫والبحار اإلقليمية‪.‬‬ ‫الفاجعة مثل اإلعصارات المائية وارتفاعات البحر التي تسببها‬
‫العواصف‪ ،‬مما يبرز الوظائف والقيم المتكاملة األشمل لألنظمة‬
‫اإليكولوجية الساحلية‪ .‬وفي حالة فيضان نيو أورليانز‪ ،‬كان يمكن‬
‫يكون التعاون بين المؤسسات ذات الوظائف البيئية‬
‫لألراضي الساحلية الرطبة حول الدلتا‪ ،‬التي دمرتها أنشطة اإلنسان‪ ،‬أن‬
‫والتنمية االقتصادية التكميلية مهم ًا على قدم المساواة‪.‬‬ ‫تخفف من آثاره إلى حد بعيد‪ .‬ولقد حُ رمت هذه األراضي الرطبة من‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬يوجد نموذج التكامل المؤسسي إلدارة‬ ‫تعويض الرواسب بسبب إنشاء الجسور‪ ،‬مما زاد من تدفق النهر ولكن‬
‫األحداث المائية المتطرفة مع نُهج االتحاد األوروبي‬ ‫قلل من امتداد الدلتا‪ .‬ويمكن تخفيف آثار ارتفاعات البحر التي تسببها‬
‫العواصف واألمواج العنيفة‪ ،‬على الرغم من عدم منعها كلية‪ ،‬باألنظمة‬
‫(‪ )2006‬واللجنة االقتصادية ألوروبا التابعة لألمم المتحدة‬ ‫اإليكولوجية الساحلية الصحية‪ ،‬مثل مستنقعات الملح وغابات أشجار‬
‫(‪ )2000‬إلدارة الفيضانات‪ ،‬ومع خطط عمل أحواض نهر‬ ‫القرم والشعاب المرجانية‪.‬‬
‫الراين لعام ‪ 1998‬ونهر الدانوب لعام ‪ .2004‬وجميعها‬
‫المصادر‪ :‬األراضي الرطبة بأمريكا ‪ 2005‬والمركز العالمي لرصد حماية الطبيعة التابع لبرنامج‬
‫يؤكد على التعاون بين مختلف المنظمات والمؤسسات‬ ‫األمم المتحدة للبيئة ‪2006‬‬

‫والمستخدمين واستخدامات حوض النهر‪ ،‬بما في ذلك‬


‫(البرنامج المشترك بشأن إدارة الفيضانات ‪:)2006‬‬ ‫التي توفر للبشرية خدمات النظام اإليكولوجي التي تحافظ‬
‫ ‪ n‬األدوار والمسؤوليات المعينة بوضوح؛‬ ‫على الحياة‪ .‬وتتطلب الحوكمة الرشيدة لمعالجة هذه‬
‫‪ n‬إتاحة البيانات والمعلومات األساسية لصنع القرار‬ ‫المسائل في سياق المالئمة بين طلبات المياه وعرض‬
‫المدروس وإمكانية الوصول إليها؛ و‬ ‫موارد المياه وخدمات النظام اإليكولوجي ذات الصلة‪،‬‬
‫‪ n‬بيئة مواتية لجميع أصحاب المصالح للمشاركة في‬ ‫االهتمام بثالث مجموعات رئيسية من النُهج‪:‬‬
‫صنع القرار الجماعي‪.‬‬ ‫‪ n‬القوانين والسياسات المناسبة والهياكل المؤسسية‬
‫الفعالة؛‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن توظيف الشراكة بين القطاعين العام‬ ‫‪ n‬آليات وتكنولوجيات السوق الفعالة؛ و‬
‫والخاص في إدارة عرض وطلب المياه‪ .‬ويمكن عمل ذلك‬ ‫‪ n‬التكيف واالستعادة (انظر الجدول ‪ 5-4‬في نهاية هذا‬
‫بزيادة العرض (من خالل السدود‪ ،‬على سبيل المثال)‬ ‫الفصل)‪.‬‬
‫وتقليل الطلب (من خالل التحسينات التكنولوجية وزيادة‬
‫كفاءة توصيل خدمات المياه)‪ ،‬أو بالتسعير المالئم لموارد‬ ‫تقوي مجموعة من المعاهدات إقليمية المستوى التعاون‬
‫المياه وقياس استخدام المياه كوسيلة الستعادة تكاليف‬ ‫بين الدول بشأن مثل تلك المسائل المتعلقة بموارد المياه‪.‬‬
‫توفير إمدادات المياه‪ .‬وتتضمن األدوات المستندة إلى‬ ‫ومن أمثلتها‪ ،‬معاهدة حماية البيئة البحرية لشمال شرق‬
‫آليات السوق األخرى الحصص (التجارية) والرسوم‬ ‫المحيط األطلسي (أوسبار) لعام ‪ 1992‬ومعاهدة هلسنكي‬
‫والتصاريح واإلعانات المالية وفرض الضرائب‪.‬‬ ‫لعام ‪ 1992‬لبحر البلطيق وبروتوكوالتها اإلضافية ومعاهدة‬
‫قرطاجنة لعام ‪ 1986‬إلقليم البحر الكاريبي األكبر‬
‫اإلطار ‪ 5-4‬تطبيق توجيه إطار عمل مياه االتحاد األوروبي‬ ‫وبروتوكوالتها اإلضافية واتفاقية الطيور المائية األفريقية‪-‬‬
‫األوروبية‪-‬اآلسيوية (‪ )AEWA‬لعام ‪ .1995‬وقد جعل‬
‫يقدم تبني توجيه إطار عمل مياه االتحاد األوروبي (‪ )WFD‬توضيحا ً مفيدا ً لدور القوانين في تنفيذ اإلدارة المتكاملة‬
‫االتحاد األوروبي حماية المياه أولوية لدوله األعضاء (انظر‬
‫لموارد المياه (‪ .)IWRM‬فالتوجيه يلزم جميع الدول األعضاء السبع والعشرين في االتحاد األوروبي بتحقيق "حالة‬
‫المياه الجيدة" في كافة مياه االتحاد األوروبي (المياه السطحية الداخلية والمياه االنتقالية والمياه الساحلية والمياه‬ ‫اإلطار ‪ .)5-4‬وتبرز هذه األمثلة أهمية االتفاقيات اإلطارية‬
‫الجوفية) بحلول عام ‪ .2015‬ولتحقيق "حالة المياه الجيدة"‪ ،‬سيكون على الدول األعضاء تأسيس مناطق ألحواض‬ ‫اإلقليمية في تقوية القوانين والسياسات الوطنية والمحلية‬
‫األنهار وتعيين سلطات مؤهلة لألحواض وتبني خطط إلدارة أحواض األنهار‪ .‬كما أن توجيه إطار عمل المياه يدعم‬ ‫(البيئة المواتية) والهياكل المؤسسية‪ ،‬مثل التعاون بين‬
‫مشاركة أصحاب المصالح‪ .‬وللمساعدة في تنفيذ توجيه إطار عمل المياه (‪ ،)WFD‬وضعت الدول األعضاء في االتحاد‬
‫األوروبي والمفوضية األوروبية استراتيجية تنفيذ مشتركة‪ .‬وتنفيذ التوجيه ناجح نسبيا ً حتى اآلن‪ ،‬مع التزام قوي‬
‫الدول‪ .‬ومثال آخر هو اتفاقية األمم المتحدة بشأن‬
‫واضح لمعظم األطراف‪.‬‬ ‫استخدام المجاري المائية التي وقعها ‪ 16‬طرف ًا حتى‬
‫اآلن‪ .‬وتناشد خطة العمل التي أعدها المجلس االستشاري‬
‫المصدر‪ :‬توجيه إطار عمل المياه ‪2000‬‬
‫لألمين العام لألمم المتحدة مؤخر ًا الحكومات الوطنية أن‬

‫‪141‬‬ ‫المياه‬
‫المياه المحدودة‪ ،‬ولكنها يمكن أن تسبب مشكالت حيثما‬ ‫يمكن أن تعمل األدوات المستندة إلى آليات السوق بتقييم‬
‫يستخف بالموارد‪ ،‬مما يؤدي إلى استخدامها بإفراط‬ ‫الطلب العام لسلعة أو خدمة‪ ،‬ثم السداد للموردين مباشرة‬
‫وتدهورها‪ .‬وتكون آليات الحصص هي األنسب للبلدان ذات‬ ‫على سبيل التغيير في ممارسات اإلدارة أو استخدام‬
‫التنمية المؤسسية عالية المستويات‪ .‬ولكنها قد تسبب‬ ‫األرض‪ .‬وهذه األدوات ربما يكون لها آثار إيجابية أو‬
‫مشكالت للبلدان المضغوطة اقتصادي ًا والمجتمعات التي‬ ‫سلبية‪ .‬و"أسواق المستجمعات المائية" مثال إيجابي‬
‫تفتقد إلى األساس المالي لالستثمار في االلتزام والتنفيذ‪.‬‬ ‫يتضمن سداد دفعات من مستخدمي مجرى النهر إلى‬
‫تشمل االستجابات التكنولوجية لندرة المياه (انظر الجدول‬ ‫مالك األرض بأعلى النهر للحفاظ على نوعية المياه أو‬
‫‪ )5-4‬خفض استهالك المياه بأساليب مثل الري األكثر‬ ‫كميتها (انظر اإلطار ‪ .)6-4‬ولكن اإلعانات المالية‬
‫فعالية وأساليب توزيع المياه وإعادة تدوير مياه الصرف‬ ‫الزراعية‪ ،‬على سبيل المثال لزيادة إنتاج الغذاء‪ ،‬قد تؤدي‬
‫الصحي وإعادة استخدامها‪ .‬ويمكن زيادة توافر المياه‬ ‫إلى استخدامات غير فعالة للمياه وللتلوث وتدهور الموطن‪.‬‬
‫بالتعويض االصطناعي للمياه الجوفية وبناء السدود وجمع‬
‫مياه األمطار وتحلية المياه‪ .‬وقد استخدم جمع مياه‬ ‫ومنذ تقرير لجنة برونتالند‪ ،‬ظهرت أنظمة الحصص‬
‫األمطار (انظر الفصل ‪ )3‬بنجاح في الصين (تعتمد عليها‬ ‫التجارية والتصاريح كأدوات فعالة لتشجيع المستخدمين‬
‫‪ 20‬في المائة من األرض)‪ ،‬وأيض ًا في شيلي والهند‬ ‫على تطوير واستخدام تكنولوجيات وأساليب أكثر كفاءة‬
‫(لتعويض مستودعات المياه الجوفية) (البرنامج العالمي‬ ‫لتقليل الطلب على المياه وانبعاثات الملوثات ولتحقيق‬
‫لتقييم المياه ‪ .)2006‬أما اليابان وكوريا فلديهما أنظمة‬ ‫االستخدام المستدام للموارد واألنظمة اإليكولوجية العامة‪.‬‬
‫الستخدام مياه األمطار المجمعة في مواقف الكوارث‪ .‬كما‬ ‫ومن أمثلتها‪:‬‬
‫أن االستعادة المنظمة لمستودعات المياه األرضية‬ ‫‪ n‬برنامج الحمل اليومي اإلجمالي األقصى (‪)TMDL‬‬
‫(‪ )MAR‬والتخزين االصطناعي واالستعادة (‪ )ASR‬تم‬ ‫في الواليات المتحدة؛‬
‫استخدامهما وكان لهما بعض النجاح‪ .‬وهناك حل آخر‬ ‫‪ n‬تقليل ضغط الصيد على المصائد الداخلية والبحرية‬
‫بتكنولوجيا بسيطة لتقليل الطلب على المياه وهو استخدام‬ ‫(‪)Aranson 2002‬؛‬
‫المياه المستخلصة بد ًال من مياه الشرب للري ولالستعادة‬ ‫‪ n‬السيطرة على ملوحة المياه الجوفية (حوض نهر‬
‫البيئية ولمياه خزانات الطرد في دورات المياه وللصناعة‪.‬‬ ‫موراي‪-‬دارلينج في استراليا)؛ و‬
‫وقد القى هذ األسلوب قبو ًال عام ًا إلى حد بعيد‪ ،‬حيث‬ ‫‪ n‬تحسين كفاءة سحب المياه الجوفية‪.‬‬
‫استخدم بنجاح في إسرائيل واستراليا وتونس (البرنامج‬
‫العالمي لتقييم المياه ‪ .)2006‬أما المشكالت البيئية التي‬ ‫ولكي تكون هذه األساليب فعالة‪ ،‬فإنها تتطلب مراقبة‬
‫تظهر بسبب بناء السدود واسع النطاق فيتم التعامل معها‬ ‫استخدام المورد‪ .‬وإذا أظهرت نتائج المراقبة اتجاهات‬
‫بعدد من األساليب‪ .‬وتشمل زيادة استخدام السدود‬ ‫سلبية‪ ،‬فقد يستوجب ذلك إلغاء الحصص والتراخيص‪ .‬فعلى‬
‫األصغر وساللم األسماك والتدفقات البيئية المنظمة التي‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬حظرت الحكومة الهولندية تمام ًا صيد حيوان‬
‫تحافظ على المياه العذبة ومصب النهر واألنظمة‬ ‫الكوكل في عام ‪ ،2005‬بعد أن ثبت أن التقاطه بالشباك أضر‬
‫اإليكولوجية الساحلية صحية ومنتجة‪ ،‬وتصون خدمات‬ ‫بالمسطحات الطينية إضافة إلى بعض اآلثار السلبية األخرى‬
‫النظام اإليكولوجي (المعهد الدولي إلدارة المياه ‪.)2005‬‬ ‫على األنظمة اإليكولوجية الساحلية وأنواعها البيولوجية في‬
‫بحر فادن (‪.)Piersma and others 2001‬‬
‫كانت التكنولوجيا منذ عهد بعيد أداة هامة في منع تدهور‬
‫نوعية المياه ومعالجته (انظر الجدول ‪ ،)5-4‬تحديد ًا‬ ‫قد تكون أنظمة الحصص مفيدة تحديد ًا في إدارة الطلب‬
‫لتسهيل التنمية الصناعية والزراعية‪ .‬وقد أقرتها االتفاقات‬ ‫على المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة ذات إمدادات‬
‫الدولية‪ ،‬التي‪ ،‬على مدار العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬تطورت‬
‫من استجابات تفعالية إلى نُهج وقائية‪ .‬كما أن هناك‬ ‫اإلطار ‪ 6-4‬أسواق المستجمعات المائية‬

‫استخدام متزايد للمعايير مثل أفضل تكنولوجيا متاحة‬ ‫أسواق المستجمعات المائية هي آليات‪ ،‬تشمل نموذجيا ً دفع أموال لخدمات النظام اإليكولوجي‪ ،‬مثل نوعية المياه‪.‬‬
‫وأفضل ممارسة بيئية وأفضل ممارسة لإلدارة البيئية‪.‬‬ ‫ويمكن أن تتخذ هذه اآللية شكل عمليات حفظ واستعادة أعلى النهر‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تدفع جمعيات المزارعين‬
‫والغرض من تلك النُهج تحفيز التكنولوجيا والممارسات‬ ‫في فال ديل كوكا في كولومبيا لمالك األراضي بأعلى النهر لتنفيذ ممارسات الحفظ وإلعادة زراعة األرض ولحماية‬
‫مناطق المصادر الحرجة‪ ،‬وجميعها يقلل أحمال الرواسب في مجرى النهر‪ .‬وتشارك حوالي ‪ 97000‬أسرة في هذا‬
‫المحسنة وليس مجرد وضع معايير جامدة‪ .‬وتكون‬
‫الجهد‪ ،‬وتُجمع الموارد المالية من خالل رسوم المستخدم على أساس استخدام المياه‪ .‬وفي أنحاء كولومبيا‪،‬‬
‫االستجابات التكنولوجية أكثر إدراك ًا لها في معالجة المياه‬ ‫تشكلت جمعيات مماثلة لمستخدمي المياه‪ .‬ويوجد واحد وستون نموذجا ً ألسواق حماية المستجمعات المائية في‬
‫ومياه الصرف الصحي وتطبيقات إعادة االستخدام (في‬ ‫‪ 22‬بلدا ً‪ ،‬يركز الكثير منهم على تحسين نوعية المياه‪.‬‬
‫المقام األول رقابة المصادر المحددة)‪ .‬وهي تمتد من‬ ‫المصدر‪Landell-Mills and Porras 2002 :‬‬
‫مراقبة مصادر الملوثات (المراحيض الجافة التي ال‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪142‬‬


‫والتحكم في الفيضان وتوفير الموطن للتنوع البيولوجي)‬ ‫تستخدم الماء‪ ،‬والتكنولوجيا النظيفة وإعادة تدوير النفايات‬
‫أن يقدم أداة فعالة لدمج سالمة النظام اإليكولوجي المائي‬ ‫البلدية والصناعية) إلى المحطات المركزية عالية‬
‫في التخطيط التنموي وصنع القرار‪.‬‬ ‫التكنولوجيا لمعالجة مياه الصرف الصحي‪ ،‬باستخدام‬
‫الطاقة والمواد الكيميائية لتنظيف المياه قبل صرفها في‬
‫كما أن جهود االستعادة البيئية أصبحت استجابات هامة‬ ‫المجاري المائية الطبيعية (‪ .)Gujer 2002‬والوصول إلى‬
‫لإلدارة منذ تقرير برونتالند‪ ،‬بخاصة بشأن االضطرابات‬ ‫تكنولوجيا معالجة مياه الصرف الصحي وتطهيرها‬
‫في النظام المائي ونوعية المياه وسالمة النظام‬ ‫(باستخدام طرق بسيطة وعالية التكنولوجيا) مسؤول إلى‬
‫اإليكولوجي‪ .‬وعادة ما توجه الجهود الستعادة األنظمة‬ ‫حد بعيد عن تقليل األمراض التي تحملها المياه منذ عام‬
‫اإليكولوجية المتدهورة لتعزيز الخدمات التي تقدمها‪.‬‬ ‫‪ .1987‬وتزيل تكنولوجيات المعالجة األخرى المواد‬
‫وتشمل األمثلة الهندسة اإليكولوجية والسيطرة على األنواع‬ ‫الخطرة قبل صرف المياه‪ .‬أما التلوث غير محدد المصدر‬
‫الغريبة وإعادة إدخال األنواع المطلوبة واستعادة أنماط‬ ‫فال يكون بنفس السهولة للتعامل معه باألساليب عالية‬
‫التدفق المائي وشق القنوات وبناء السدود وعكس آثار‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬وتتطلب السيطرة الفعالة عليه التثقيف والوعي‬
‫الصرف (انظر الجدول ‪ .)5-4‬أيضاً‪ ،‬تحققت استعادة‬ ‫عام‪.‬‬
‫سالمة النظام اإليكولوجي النهري في أوروبا والواليات‬
‫المتحدة بإزالة السدود الموجودة التي لم تعد مبررة‬ ‫إن تبرير التدخالت المعتمدة على التكنولوجيا في عملية‬
‫اقتصادي ًا أو بيئي ًا (انظر اإلطار ‪.)7-4‬‬ ‫صنع القرار يجب أن يشمل اعتبار القيم طويلة األمد‬
‫للموارد المائية التي يتم إدارتها‪ .‬وقد تكون األساليب‬
‫وعلى الرغم من صعوبة الحصول على إحصائيات عن‬ ‫التكنولوجية للحد من التلوث غير فعالة على المدى الطويل‬
‫استعادة ضفاف النهر واألراضي الرطبة والبحيرات‪ ،‬إال‬ ‫ما لم يتم عالج األسباب الجذرية األساسية للمشكالت‪.‬‬
‫حقول تحت الصوبة الزراعية مع الري بالتنقيط‬
‫أن قاعدة بيانات التآلف األمريكي لعلم استعادة األنهار‬
‫في األراضي المجدبة بإسرائيل‪.‬‬
‫الوطنية تحدد أكثر من ‪ 37000‬مشروع لتأهيل األنهار‬ ‫يمكن للتقييم االقتصادي لخدمات النظام اإليكولوجي التي‬
‫شارك بالصور‪:‬‬
‫‪Fred Bruemmer/Still Pictures‬‬ ‫والجدوال‪ .‬وهي توضح أن عدد المشاريع زاد زيادة مطردة‬ ‫توفرها البيئة المائية (مثل ترشيح المياه وتدوير المغذيات‬

‫‪143‬‬ ‫المياه‬
‫اإلطار ‪ 7-4‬استعادة األنظمة اإليكولوجية‬

‫بطريقة أخرى‪ .‬وفي الوقت الذي توفر فيه هذه المنشآت الطاقة الكهربائية المائية وتتحكم في‬ ‫موريتانيا والسنغال‬
‫تدمرت دلتا دياولينج فعليا ً بسبب تواصل قلة هطول المطر وبناء السد في عام ‪ ،1985‬مما أدى إلى‬
‫الفيضانات وتوفر الري وزيادة حركة المالحة‪ ،‬إال أنها غيرت النظام المائي مما يضر بالحياة المائية‬
‫فقدان األرزاق المعتمدة على األرض الرطبة والهجرة الجماعية لسكانها‪ .‬وبدءا ً من عام ‪ 1991‬بدأ‬
‫وفرص االستجمام وسبل العيش لبعض السكان األصليين‪ .‬ويتم تقييم التكاليف اإليكولوجية‬
‫االتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والمجتمعات المحلية في العمل معا ً في جهود االستعادة‬
‫واالقتصادية للسدود بالمقارنة بفوائدها المتوقعة‪ ،‬وبعضها أزيلت‪ .‬وقد أخرج ‪ 465‬سدا ً على األقل‬
‫لمساحة ‪ 50000‬هكتار‪ ،‬مع الهدف الرئيسي السترجاع تدفقات الفيضان والمياه المالحة‬
‫من الخدمة في الواليات المتحدة‪ ،‬وهناك خطط إلخراج حوالي مائة أخرى‪ .‬أيضا ً كان هناك اتجاه‬
‫واستعادة نظام إيكولوجي متنوع للدلتا‪ .‬وتشمل النتائج اإليجابية لهذا الجهد زيادة مصيدات‬
‫في الواليات المتحدة الستعادة األنهار منذ عام ‪ ،1990‬حيث وجهت غالبية المشاريع نحو تحسين‬
‫األسماك من أقل من ‪ 1000‬كيلو جرام في عام ‪ 1992‬إلى ‪ 113000‬كيلو جرام في عام ‪ .1998‬كما‬
‫نوعية المياه وإدارة مناطق ضفاف النهر وتحسين المواطن داخل النهر والسماح بمرور األسماك‬
‫زادت أعداد الطيور من ‪ 2000‬فقط في عام ‪ 1992‬إلى أكثر من ‪ 35000‬في عام ‪ .1998‬وبلغ إجمالي‬
‫واستقرار ضفاف األنهار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن ‪ 10‬في المائة فقط من أكثر من ‪ 37000‬مشروع ترميم دلت‬
‫القيمة المضافة القتصاد اإلقليم من جهد االستعادة هذا حوالي مليون دوالر أمريكي في العام‪.‬‬
‫على إجراء أي تقييم أو مراقبة كجزء من المشروعات‪ ،‬وكثير من تلك األنشطة لم تكن مخصصة‬
‫لتقييم نتيجة جهود االستعادة‪ .‬وعلى الرغم من استمرار بناء السدود واسع النطاق في كندا‪ ،‬إال‬
‫شمال أمريكا‬
‫أنه يوجد اتجاه حديث نحو مشروعات الطاقة الكهرومائية الصغيرة‪ ،‬حيث تعمل حاليا ً أكثر من‬
‫أكثر من نصف األنهار الرئيسية بأمريكا بنيت بها سدود أو تم تحويل مجراها أو التحكم بها‬
‫‪ 300‬محطة طاقة بسعة ‪ 15‬ميجاوات أو أقل‪ ،‬وكثير غيرها تحت اإلنشاء‪.‬‬

‫المصدر‪Bernhardt and others 2005, Hamerlynck and Duvail 2003, Hydropower Reform Coalition n.d., Prowse and others 2004 :‬‬

‫األصلية بين مايو ‪ 2003‬ومارس ‪ ،2004‬حيث أظهرت‬ ‫بين عامي ‪ 1995‬و‪ ،2005‬وكانت معظمها مبادرات محلية‬
‫أرض المستنقعات اتساع ًا في مساحة نمو نباتات األرض‬ ‫لم تسجل في قواعد البيانات الوطنية‪ .‬أما األهداف الرئيسية‬
‫الرطبة ومساحة المسطح المائي بنسبة ‪ 49‬في المائة في‬ ‫المسجلة الستعادة األنهار والجداول فهي‪ :‬تحسين نوعية‬
‫عام ‪ ،2006‬مقارنة بتلك المرصودة في منتصف سبعينيات‬ ‫المياه وإدارة مناطق ضفاف النهر وتحسين المَواطن في‬
‫القرن العشرين‪ .‬ومثال آخر هو رقة (سهل الفيضان)‬ ‫مياه الجداول ومرور األسماك واستقرار ضفاف القنوات‬
‫بحيرة وازا في الكاميرون حيث أثمرت إجراءات االستعادة‬ ‫(‪ .)Bernhardt and others 2005‬وقدرت تكاليف هذه‬
‫عن فائدة سنوية ‪ 3.1‬مليون دوالر أمريكي تقريب ًا من صيد‬ ‫المشاريع بين عامي ‪ 1990‬و‪ 2003‬بما ال يقل عن ‪ 14‬بليون‬
‫وإنتاج األسماك وإتاحة المياه العذبة السطحية والزراعة‬ ‫دوالر أمريكي على األقل‪ .‬وعلى الرغم من أن التقديرات العالمية‬
‫بالغمر والحياه البرية ومجموعة من موارد النبات (االتحاد‬ ‫لجهود االستعادة غير متاحة بسهولة‪ ،‬فإن عدة مشاريع‬
‫الدولي لحفظ الطبيعة ‪ .)2004‬ولكن االستعادة تكون أكثر‬ ‫ضخمة بدأ تنفيذها منذ عام ‪ 1987‬في أوروبا وأفريقيا‬
‫تكلفة من الوقاية‪ ،‬ويجب اللجوء إليها كخيار أخير (انظر‬ ‫وآسيا‪ .‬ومن ضمنها مشروع دلتا نهر الدانوب في رومانيا‬
‫الفصل ‪.)5‬‬ ‫وبحر آرال في آسيا الوسطى ومؤخر ًا مشروع مستنقعات‬
‫منطقة ما بين النهرين في العراق (‪Richardson and‬‬
‫مخزونات األسماك‬ ‫‪( )others 2005‬انظر الشكل ‪ .)12-4‬وفي الحالة‬
‫ال على‬
‫تظهر مخزونات األسماك الداخلية والبحرية دلي ً‬ ‫األخيرة‪ ،‬أعيد غمر ‪ 20‬في المائة من مساحة المستنقعات‬

‫الشكل ‪ 12-4‬استعادة مستنقعات ميسوبوتاميا‬


‫نهر أو قناة‬
‫امتداد المستنقعات ‪1973‬‬
‫المياه‬
‫التربة الجافة‬
‫التربة الرطبة أو المياه‬
‫الضحلة‬
‫نباتات المستنقعات‬
‫الخفيفة‬
‫نباتات المستنقعات‬
‫المتوسطة‬
‫نباتات المستنقعات‬
‫الكثيفة‬
‫نباتات خفيفة أخرى‬
‫نباتات متوسطة أخرى‬
‫نباتات كثيفة أخرى‬

‫المصدر‪UNEP 2006 :‬‬ ‫‪ 19‬سبتمبر ‪2005‬‬ ‫‪ 19‬سبتمبر ‪2005‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪144‬‬


‫(منظمة األغذية والزراعة ‪ )2002‬أو بدأت تتناقص ببطء‬ ‫تناقصاتها بسبب مزيج من ضغوط الصيد غير المستدام‬
‫(‪ .)Watson and Pauly 2001‬والزراعة المائية مسئولة‬ ‫وتدهور الموطن والتغير المناخي العالمي‪ .‬ومثل هذه‬
‫عن الزيادة اإلضافية في إنتاج األغذية البحرية‪ .‬وقد نما‬ ‫التناقصات هي عوامل خطيرة من حيث فقدان التنوع‬
‫النتاج (باستثناء النباتات المائية) بمعدل ‪ 9.1‬في المائة‬ ‫البيولوجي‪ .‬كما أن لها تداعيات خطيرة على رفاهية‬
‫في العام بين عامي ‪ 1987‬و‪ ،2004‬ليبلغ ‪ 45‬مليون طن‬ ‫اإلنسان‪ .‬فاألسماك توفر ألكثر من ‪ 2.6‬مليار شخص ‪20‬‬
‫في عام ‪( 2004‬منظمة األغذية والزراعة ‪ .)2006a‬ومع‬ ‫في المائة على األقل من متوسط الزاد البروتيني الحيواني‬
‫ذلك‪ ،‬فإن هذا النمو لم يحسن األمن الغذائي في المناطق‬ ‫لكل شخص‪ .‬واألسماك مسئولة عن توفير ‪ 20‬في المائة‬
‫التي تكون منتجات الزراعة المائية فيها في المقام األول‬ ‫من البروتين الحيواني في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل‬
‫للتصدير (أفريقيا وأمريكا الالتينية)‪.‬‬ ‫المنخفض (‪ ،)LIFD‬مقارنة بنسبة ‪ 13‬في المائة في‬
‫البلدان الصناعية‪ ،‬إلى جانب بلدان كثيرة يكون الصيد‬
‫وبيانات مخزونات األسماك (من حيث الحجم) المستخدمة‬ ‫المفرط فيها مصدر قلق تعتبر أيض ًا من بلدان العجز‬
‫لمدة خمسين عام ًا على األقل ضمن منطقة واحدة من‬ ‫الغذائي ذات الدخل المنخفض (‪( )LIFD‬منظمة األغذية‬
‫مناطق منظمة األغذية والزراعة‪ ،‬تظهر زيادة في عدد‬ ‫والزراعة ‪ .)2006b‬وفي الوقت الذي ارتفع فيه استهالك‬
‫المخزونات التي إما أنها استغلت بإفراط أو انهارت على‬ ‫األسماك في بعض األقاليم‪ ،‬مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا‬
‫مدار األعوام القليلة الماضية (انظر الشكل ‪ .)13-4‬وبناء ًا‬ ‫الغربية وفي الواليات المتحدة‪ ،‬فإنه انخفض في أقاليم‬
‫على محددات دقيقة‪ ،‬هناك أكثر من ‪ 1400‬مخزون تم‬ ‫أخرى‪ ،‬تشمل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأوروبا‬
‫صيدها‪ .‬ومن بين السبعين مخزون ًا التي تم صيدهم في‬ ‫الشرقية (‪ .)Delgado and others 2003‬ووفق ًا‬
‫عام ‪ ،1955‬انهار نسبة ‪ 1‬في المائة منهم على األكثر‪،‬‬ ‫لتقديرات منظمة األغذية والزراعة‪ ،‬من المتوقع حدوث‬
‫مقارنة بنسبة ‪ 20‬في المائة من ‪ 1400‬مخزون على األقل‬ ‫نقص عالمي في إمدادات األسماك‪ .‬وعلى الرغم من تفاوت‬
‫تم صيدهم في عام ‪( 2000‬انهار ‪ 240‬مخزوناً)‪ .‬وتخطت‬ ‫حدة هذا النقص بين البلدان‪ ،‬فإن التوقعات تشير إلى‬
‫مناطق كثيرة ذروة إنتاجها السمكي‪ ،‬ولن تعود إلى‬ ‫متوسط زيادة في أسعار األسماك‪ ،‬فعلية‪ ،‬تبلغ ‪ 3‬في‬
‫مستويات المصيد القصوى التي شهدتها سبعينيات‬ ‫المائة بحلول عام ‪ 2010‬و‪ 3.2‬في المائة بحلول عام‬
‫وثمانينيات القرن العشرين‪ .‬وهناك اتجاه آخر هام هو‬ ‫‪( 2015‬منظمة األغذية والزراعة ‪.)2006a‬‬
‫تدهور المستويات الغذائية لألسماك المصيدة لالستهالك‬
‫اآلدمي (انظر الشكل ‪ ،)14-4‬مما يدل على االنخفاض في‬ ‫المصائد السمكية البحرية‬
‫مصيدات األسماك المفترسة الكبيرة التي تتغذى على‬ ‫شهد منتصف القرن العشرين توسع ًا سريع ًا في أساطيل‬
‫ُشر (‪Myers‬‬ ‫غيرها من األسماك (المارلين والتونة) والق ْ‬ ‫الصيد في كل أنحاء العالم‪ ،‬وزيادة في كمية األسماك‬
‫‪ .)and Worm 2003‬وهذه المخزونات يحل محلها‬ ‫المصيدة‪ .‬واستمرت هذه االتجاهات حتى ثمانينيات القرن‬
‫عموم ًا أسماك أقل في اإلقبال عليها وقيمتها (الماكريل‬ ‫العشرين‪ ،‬عندما بلغت كميات مصيد األسماك إلى ما يزيد‬
‫والنازلي) أو ال فقاريات أعلى قيمة (الروبيان والحبار) أو‬ ‫ال عن ‪ 80‬مليون طن في العام‪ ،‬وبعدها إما أنها ركدت‬‫قلي ً‬

‫الشكل ‪ 13-4‬حالة استغالل مخزونات األسماك البحرية‬


‫في المائة‬
‫‬ ‫منهارة‬
‫‬ ‫مستغلة بإفراط‬
‫مستغلة تماماً‬
‫‬
‫نامية‬
‫‬ ‫متخلفة‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫المصدر‪SAUP 2006 :‬‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫ ‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‪145‬‬ ‫المياه‬
‫الشكل ‪ 14-4‬تغيرات المستوى الغذائي لألسماك في شمال األطلنطي والمناطق‬
‫الساحلية عند أعماق المياه أقل من ‪ 200‬متر‪ ،‬وإجمالي اإلنزاالت البحرية‬
‫المستوى الغذائي‬
‫الساحلي‬ ‫ ‬
‫شمال المحيط األطلسي‬
‫إجمالي اإلنزاالت البحرية‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫المصدر‪SAUP 2006 :‬‬ ‫ ‬


‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫األغذية والزراعة‪ ،‬فإن البلدان األفريقية ذات معدل‬ ‫منتجات الزراعة المائية األعلى قيمة (السلمون والتونة والال‬
‫االستهالك العالي للفرد من األسماك مثل غانا ونيجيريا‬ ‫فقاريات)‪.‬‬
‫وأنجوال وبنين تستورد اآلن كميات هائلة من األسماك لسد‬
‫الطلب المحلي‪.‬‬ ‫مؤخراً‪ ،‬تعرضت بعض مخزونات أسماك أعماق البحر مثل‬
‫سمك األسنان البتاجوني وقروش المياه العميقة والجرناد‬
‫والمسألة الخطيرة هي فرص العمل الضائعة وعوائد العملة‬ ‫ذو األنف المستدير و‪ orange roughy‬إلى الصيد‬
‫الصعبة (‪ .)Kaczynski andFluharty 2002‬فبعد‬ ‫الجائر‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬مخزونات أسماك ‪Orange‬‬
‫تصنيع األسماك في أوروبا‪ ،‬تقدر القيمة النهائية لمنتجات‬ ‫‪ roughy‬بالقرب من نيوزيالند‪ ،‬تم صيد ‪ 17‬في المائة من‬
‫األطعمة البحرية من هذه الموارد بحوالي ‪ 110.5‬مليون‬ ‫كتلتها األحيائية األصلية التي تضع البيض خالل ثماني‬
‫دوالر أمريكي‪ ،‬مما يظهر التفاوت الكبير بين قيمة الموارد‬ ‫سنوات (‪ ،)Clarke 2001‬في حين أن استعادتها‬
‫التي تحصل عليها شركات االتحاد األوروبي ورسوم‬ ‫يستغرق وقت ًا أطول‪ .‬وأنواع أعماق البحر لها خصائصها‬
‫الترخيص التي تدفعها للبلدان‪ ،‬التي ال تتجاوز ‪ 7.5‬في‬ ‫البيولوجية (طول العمر المتوقع وتأخر النضج وبطء النمو)‬
‫المائة من قيمة المنتجات المصنعة (‪Kaczynski‬‬ ‫التي تجعلها معرضة إلى حد بعيد لضغط الصيد المكثف‬
‫‪ .)andFluharty 2002‬كما أن عمالة قطاع المصائد‬ ‫(انظر الفصل ‪( )5‬انظر اإلطار ‪.)5-1‬‬
‫السمكية تقلصت‪ .‬ففي موريتانيا انخفض عدد من يعملون‬
‫في الصيد التقليدي لألخطبوط من حوالي ‪ 5000‬في عام‬ ‫تضاعف استغالل أساطيل االتحاد األوروبي وروسيا‬
‫‪ 1996‬إلى حوالي ‪ 1800‬في عام ‪ 2001‬بسبب عمل‬ ‫وآسيا للموارد السمكية لغرب أفريقيا ست مرات بين‬
‫السفن األجنبية‬ ‫ستينيات وتسعينيات القرن العشرين‪ .‬ويتم تصدير كمية‬
‫(المركز الوطني ألبحاث علم المحيطات والمصائد السمكية‬ ‫وافرة من المصيد أو شحنها مباشرة إلى أوروبا‪ ،‬وغالب ًا‬
‫‪ .)2002‬وفي عام ‪ 2002‬وفرت المصائد السمكية فرص‬ ‫ال مقارنة بقيمة األسماك‬‫ما يكون تعويض الوصول قلي َ‬
‫عمل مباشرة لحوالي ‪ 38‬مليون شخص‪ ،‬بخاصة في األقاليم‬ ‫المسلمة‪ .‬وتؤثر مثل هذه االتفاقات سلب ًا على مخزونات‬
‫النامية مثل آسيا (‪ 87‬في المائة من اإلجمالي العالمي)‬ ‫األسماك‪ ،‬حيث تقلل المصيدات الحرفية وتؤثر على األمن‬
‫وأفريقيا (‪ 7‬في المائة من اإلجمالي العالمي) (منظمة‬ ‫الغذائي ورفاهية مجتمعات غرب أفريقيا الساحلية‪ .‬ويجبر‬
‫األغذية والزراعة ‪ .)2006a‬ومع ذلك‪ ،‬تقلصت عمالة المصائد‬ ‫االستغالل المفرط لألسماك الصيادين الحرفيين من غرب‬
‫السمكية في البلدان النامية‪ .‬وفي العديد من البلدان‬ ‫أفريقيا الساحلية على الهجرة إلى بعض األقاليم التي‬
‫الصناعية‪ ،‬على نحو ملحوظ اليابان والبلدان األوروبية‪،‬‬ ‫تستغل مواردهم‪ .‬ويزعم الصيادون السنغاليون المهاجرون‬
‫تقلصت العمالة في قطاع الصيد والقطاعات المرتبطة به‬ ‫إلى إسبانيا أن سبب تركهم ألوطانهم هو انعدام سبل‬
‫المعتمدة على األرض لسنوات عديدة‪ ،‬جزئي ًا بسبب قلة‬ ‫عيش مصائدهم التقليدية‪ .‬ووفق ًا للبيانات العامة لمنظمة‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪146‬‬


‫الشكل ‪ 15-4‬استخدام وجبة السمك في ‪ 2002‬و‪( 2012‬مخطط)‬
‫‬ ‫‬
‫الزراعة المائية‬
‫‬ ‫‬
‫الدواجن‬
‫‬ ‫‬
‫الخنازير‬
‫‬ ‫‬ ‫أخرى‬

‫‬ ‫‬
‫المصدر‪Malherbe and :‬‬
‫‪IFFO 2005‬‬

‫الشكل ‪ 16-4‬االتجاهات في إنتاج الزراعة المائية والمستويات الغذائية‬ ‫المصيدات السمكية (‪.)Turner and others 2004‬‬
‫لألسماك المستخدمة في إنتاج وجبة السمك‬
‫مليون طن‬ ‫متوسط المستوى الغذائي‬
‫اإلنتاج‬ ‫الزراعة المائية ومسحوق السمك‬
‫‬ ‫ ‬
‫متوسط المستوى‬ ‫في حين ارتفع نتاج مصائد الصيد التجاري بمعدل سنوي‬
‫الغذائي لوجبة السمك‬
‫‬ ‫ ‬
‫متوسط ‪ 0.76‬في المائة (إجمالي مصيد األسماك بين‬
‫‬ ‫ ‬ ‫عامي ‪ ،1987-2004‬بما في ذلك المياه العذبة)‪ ،‬ارتفع‬
‫‬ ‫ ‬
‫النتاج من الزراعة المائية (باستثناء النباتات المائية) بمعدل‬
‫‪ 9.1‬في المائة‪ ،‬ليصل إلى ‪ 45‬مليون طن في عام ‪2004‬‬
‫‬ ‫ ‬
‫(منظمة األغذية والزراعة ‪ .)2006c‬وأنتجت الزراعة‬
‫‬ ‫ ‬
‫المائية ‪ 71‬في المائة من النمو اإلجمالي في إنتاج أسماك‬
‫‬ ‫ ‬ ‫الطعام حسب الوزن بين عامي ‪ .1985-1997‬وعلى الرغم‬
‫‬ ‫ ‬ ‫من استقرار المصيد‪ ،‬إال أن استخدام و‪/‬أو الطلب على‬
‫السمك البري (المصاد من بيئته الطبيعية وليس من مزرعة‬
‫‬ ‫ ‬
‫المصادر‪FAO :‬‬ ‫سمكية) كعلف في الزراعة المائية يتغير‪ ،‬ليصبح أكثر من‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‪2006c, SAUP 2006‬‬


‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‪ 46‬في المائة من مسحوق السمك في عام ‪2002‬‬


‫(‪ ،)Malherbe 2005‬وأكثر من ‪ 70‬في المائة من زيت‬
‫مصائد األسماك في المياه الداخلية‬ ‫السمك المستخدم في الزراعة المائية‪ .‬وما يقرب من ثلثي‬
‫في عام ‪ ،2003‬كان اإلجمالي المقدر من مصيد األسماك‬ ‫مسحوق السمك في العالم يكون مصدره مصائد سمكية‬
‫من المياه الداخلية (باستثناء الزراعة المائية) ‪ 9‬ماليين‬ ‫مخصصة بالكامل إلنتاجه (‪New and Wijkstrom‬‬
‫طن (منظمة األغذية والزراعة ‪ .)2006a‬وتتعرض معظم‬ ‫‪.)2002‬‬
‫مصائد أسماك الصيد التجاري الداخلية المعتمدة على‬
‫المخزونات البرية للصيد المفرط أو للصيد حتى مداها‬ ‫سيساعد النمو في الزراعة المائية في تعويض بعض‬
‫البيولوجي األقصى (‪ .)Allan and others 2005‬على‬ ‫النقص في األسماك البرية‪ ،‬على الرغم من أن القدر الكبير‬
‫سبيل المثال‪ ،‬في بحيرة فيكتوريا‪ ،‬تراجع صيد سمك‬ ‫من الزيادة في الزراعة المائية كانت في األنواع عالية‬
‫الفرخ النيلي من مصيد قياسي بلغ ‪ 371526‬طن ًا في عام‬ ‫القيمة التي تفي باحتياجات المجتمعات المترفة‪ ،‬ومن‬
‫‪ 1990‬إلى ‪ 241130‬طن ًا في عام ‪ .2002‬كما تراجعت‬ ‫المتوقع زيادة استخدام مسحوق السمك من األسماك‬
‫مصيدات سمك الحَ فش في البلدان حول بحر قزوين من‬ ‫البرية اللزراعة المائية على حساب مسحوق السمك لعلف‬
‫حوالي ‪ 20000‬طن في عام ‪ 1998‬إلى أقل من ‪1400‬‬ ‫الطيور الداجنة (انظر الشكل ‪ .)15-4‬ونمو الزراعة المائية‬
‫طن في عام ‪ .2002‬وفي نهر ميكونج‪ ،‬هناك دليل على أن‬ ‫في أفريقيا وأمريكا الالتينية (على سبيل المثال‪ ،‬شيلي)‬
‫المخزونات تتعرض للصيد المفرط ومهددة بسبب بناء‬ ‫(‪ )Kurien 2005‬هو في المقام األول للتصدير‪ ،‬وإسهامه‬
‫السدود ومشاريع المالحة وتدمير الموطن‪ .‬وحالي ًا تتعرض‬ ‫ضئيل في تحسين األمن الغذائي في تلك األقاليم‪ .‬أيضاً‪،‬‬
‫أنواع عديدة للخطر‪ ،‬وهناك نوع واحد على األقل‪ ،‬وهو‬ ‫يزداد المستوى الغذائي لألنواع المستخدمة لمسحوق‬
‫السلّور العمالق بنهر ميكونج على وشك االنقراض‬ ‫سمك َ‬ ‫السمك (انظر الشكل ‪ ،)16-4‬مما يدل ضمن ًا على تحويل‬
‫(منظمة األغذية والزراعة ‪.)2006a‬‬ ‫بعض أنواع األسماك التي كانت مخصصة من قبل‬
‫لالستهالك اآلدمي إلى مسحوق السمك‪ .‬ولذلك‪ ،‬قد يتأثر‬
‫توصف األسماك الداخلية بأنها المهددة إلى أبعد حد بين‬ ‫إنتاج الغذاء واألمن الغذائي في بلدان أخرى‪.‬‬
‫مجموعات الفقاريات التي يستخدمها اإلنسان (‪Bruton‬‬

‫‪147‬‬ ‫المياه‬
‫اإلطار ‪ 8-4‬القيمة االقتصادية لألراضي الرطبة في حوضي نهري مون األوسط وسونجكرام السفلي‬
‫وتأسيس المنظمات اإلقليمية إلدارة مصائد األسماك‬
‫المرتبطة بها (‪ ،)FRMOs‬المفاوضات بين البلدان التي‬ ‫يقدم حوض نهر مون األوسط وحوض نهر سونجكرام السفلي في تايالند عددا ً من الخدمات القيمة إلى ‪ 366‬قرية‪،‬‬
‫تمارس ضغط ًا على مخزونات األسماك‪ .‬وقد كانت‬ ‫بالقيم النقدية التالية لكل أسرة سنوياً‪ :‬‬

‫فعالياتها متفاوتة إلى حد بعيد في معالجة المخزونات‬


‫دوالر أمريكي‬ ‫ ‬
‫المنتج‬
‫المتدهورة‪ ،‬اعتماد ًا على المخزون والموقع‪ .‬ففي شمال‬
‫‪925‬‬ ‫منتجات الغابة غير الخشبية ‬
‫أوروبا‪ ،‬حيث توصل أعضاء مجلس المصائد السمكية‬
‫‪125 1‬‬ ‫األسماك لالستهالك الشخصي ‬
‫بشمال شرق المحيط األطلسي إلى إجماع على تقليل‬
‫‪27‬‬ ‫األسماك التجارية ‬
‫جهود الصيد ألنواع مثل الرنجة‪ ،‬كانت إعادة بناء‬ ‫‪500‬‬ ‫زراعة عيش الغراب ‬
‫المخزونات المستدامة فعالة‪ .‬وحيثما لم يتم التوصل إلى‬ ‫‪577 2‬‬ ‫ ‬
‫اإلجمالي‬
‫اتفاق (مثلما في حالة سمك األبيض)‪ ،‬تكون المخزونات‬
‫مهددة بخطر االنهيار‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬تشوواي ‪2006‬‬

‫كانت خطة عمل منظمة األغذية والزراعة في عام ‪1988‬‬ ‫‪ .)1995‬ويرى آالن وآخرون (‪ )2005‬أن انهيار مخزونات‬
‫للتعامل مع الصيد ال َعرَضي للطيور البحرية فعالة في‬ ‫أسماك داخلية بعينها‪ ،‬حتى مع تزايد اإلنتاج اإلجمالي‬
‫خفض معدل وفيات هذه الطيور المرتبط بمصايد الخيوط‬ ‫لألسماك‪ ،‬هي أزمة تنوع بيولوجي أكثر منها أزمة مصائد‬
‫الطويلة المستخدمة في صيد سمك التونة‪ .‬أما مبادرات‬ ‫سمكية (انظر الفصل ‪ .)5‬وقد صاحب زيادة مصيدات‬
‫الحوكمة الدولية األخرى (مثل إدارة أسماك التونة في‬ ‫األسماك تغيرات في تركيبة األنواع‪ ،‬حيث تراجعت‬
‫المحيط األطلسي) فقد كانت أقل نجاحاً‪ ،‬حيث يتهدد‬ ‫مصيدات األنواع الضخمة ومتأخرة النضج (منظمة األغذية‬
‫مخزونات كثيرة خطر االنهيار‪ .‬والمنظمات اإلقليمية إلدارة‬ ‫والزراعة ‪ .)2006a‬ووفق ًا للقائمة الحمراء لالتحاد الدولي‬
‫مصائد األسماك الممولة جيداً‪ ،‬في األغلب في البلدان‬ ‫لحفظ الطبيعة‪ ،‬فإن معظم أسماك المياه العذبة في العالم‬
‫المتقدمة‪ ،‬تكون أكثر فعالية عموم ًا عن تلك األقل تمويالً‪،‬‬ ‫يتهددها الخطر‪ ،‬وفي عدد من الحاالت‪ ،‬كان الصيد المفرط‬
‫في األغلب في البلدان النامية‪.‬‬ ‫ال مسهماً‪ .‬واستعادة مخزونات األسماك من الصيد‬ ‫عام ً‬
‫المفرط التاريخي يعوقه عدد كبير من الضغوط الحالية أو‬
‫هناك حاجة إلى عمل إضافي لحث الحكومات على زيادة‬ ‫حتى يجعله مستحيالً‪ .‬وألن هذه المخزونات المحلية تعيش‬
‫التزامها السياسي للحد من جهود الصيد على مستوى‬ ‫اآلن في ظروف متقلبة‪ ،‬فهي أكثر عرضه لالضطرابات‪،‬‬
‫العالم‪ ،‬ولتقديم الموارد المالية للمنظمات اإلقليمية إلدارة‬ ‫مثل غزو األنواع واألمراض‪ .‬وبعض المصائد السمكية‬
‫مصائد األسماك لتطوير وتنفيذ أساليب جديدة مثل‬ ‫الداخلية تحسنت من خالل برامج التخزين وإدخال أنواع‬
‫أساليب اإلدارة القائمة على النظام اإليكولوجي ونماذج‬ ‫أجنبية وهندسة الموطن وتحسينه‪.‬‬
‫مشاركة الفائدة‪ .‬ويجب أن تتلقى المنظمات اإلقليمية‬
‫إلدارة مصائد األسماك التي تقدم خدمات للبلدان النامية‬ ‫على النطاق العالمي‪ ،‬تمثل المصائد السمكية الداخلية‬
‫مستويات أعلى من العون المالي التحفيزي‪ .‬فقد انخفض‬ ‫مصدر ًا هام ًا للتغذية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في حوض نهر‬
‫تمويل قطاع المصائد السمكية منذ تسعينيات القرن‬ ‫الميكونج السفلي‪ ،‬يعتمد ‪ 40‬مليون صياد ومزارع أسماك‬
‫العشرين‪ ،‬وتقلص دعم تحسين إدارة المصائد السمكية‬ ‫على مثل هذه المصائد السمكية لكسب أرزاقهم (انظر‬
‫إلى حد بعيد‪ ،‬مقارنة بتحويالت رأس المال والبنية التحتية‬ ‫اإلطار ‪.)8-4‬‬
‫والمساعدة الفنية‪.‬‬
‫إدارة مخزونات أسماك العالم‬
‫وعلى المستوى الوطني‪ ،‬راجعت بلدان كثيرة أو نقحت‬ ‫تشمل إدارة المصائد السمكية صيانة النظام اإليكولوجي‬
‫قوانينها وسياساتها للمصائد السمكية لتعكس االتجاهات‬ ‫وجهود الحد من الصيد المفرط‪ .‬ومنذ تقرير لجنة‬
‫الحالية‪ ،‬بما في ذلك إدارة األسماك متعددة األنواع‬ ‫برونتالند‪ ،‬ركزت الجهود في إدارة المصائد السمكية‬
‫واإلدارة القائمة على النظام اإليكولوجي وإتاحة مشاركة‬ ‫المحسنة على ثالثة موضوعات رئيسية‪ :‬الحوكمة والحوافز‬
‫أكبر ألصحاب المصالح في صنع القرار وحقوق الملكية‪.‬‬ ‫االقتصادية وحقوق الملكية‪ .‬وتشمل االستجابات العالمية‬
‫وتوفر قواعد سلوك منظمة األغذية والزراعة إلدارة‬ ‫تقليل جهود الصيد وتنفيذ أساليب اإلدارة القائمة على‬
‫المصائد السمكية المسئولة إرشاد ًا وافر ًا لدمج هذه‬ ‫النظام اإليكولوجي (‪ )ESBM‬وحقوق الملكية والحوافز‬
‫اإلجراءات في القوانين والسياسة‪ .‬وجزيرة فارو‪ ،‬على‬ ‫االقتصادية والسوقية والمناطق المحمية البحرية (‪)MPAs‬‬
‫سبيل المثال‪ ،‬التي تعتمد إلى حد بعيد على موارد‬ ‫وفرض قوانين الصيد (انظر الجدول ‪ .)5-4‬وسهلت‬
‫مصائدها السمكية البحرية‪ ،‬تقبلت أساليب اإلدارة القائمة‬ ‫مبادرات الحوكمة الدولية‪ ،‬بما في ذلك إبرام المعاهدات‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪148‬‬


‫يجري حالي ًا تشجيع منع اإلعانات المالية المشوهة للسوق‪،‬‬ ‫على النظام اإليكولوجي (برنامج األمم المتحدة للبيئة‪-‬‬
‫وفق ًا للمناقشات التي جرت بشأنها في مفاوضات منظمة‬ ‫التقييم الدولي للمياه العالمية ‪ .)2006a‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬لمعالجة المخاوف من الصيد المفرط‪.‬‬ ‫بلدان نامية ومتقدمة كثيرة تتقدم بصعوبة مع أساليب‬
‫فسياسة االتحاد األوروبي لمصائد األسماك العامة قدمت‬ ‫اإلدارة القائمة على النظام اإليكولوجي للمصائد البحرية‬
‫إعانات مالية أدت إلى زيادة جهود الصيد وتشويه المنافسة‪.‬‬ ‫أو مصائد المياه العذبة البحرية على حد سواء‪ .‬وهناك‬
‫ولقد كان التقدم بشأن إلغاء اإلعانات المالية بطيئاً‪ ،‬حيث‬ ‫حاجة إلى تطوير واختبار أكثر لنماذج تنفيذ اإلدارة‬
‫يطلب الكثير من البلدان النامية اإلعانات المالية لتحسين‬ ‫القائمة على النظام اإليكولوجي‪.‬‬
‫إدارة مصائدها السمكية‪ .‬كما أن هناك جدل بين‬
‫الحكومات حول ما يشكل اإلعانات المالية "المفيدة" مقابل‬ ‫تنفذ أيض ًا هيئات إدارة المصائد السمكية الوطنية‬
‫"الضارة"‪ .‬وتؤثر برامج الترخيص‪ ،‬كالتي استخدمها‬ ‫والحكومية برامج إلعادة بناء المخزونات المنخفضة أو‬
‫مجلس اإلشراف البحري (‪ ،)MSC‬في مشتريات الجملة‬ ‫المنهارة من خالل الحد من جهود الصيد بما في ذلك غلق‬
‫والمستهلك‪ .‬وترخيص أسماك المزارع مسألة ناشئة‪ ،‬حيث‬ ‫مناطق الصيد والفرض الفعال للقوانين (مثلما حدث في‬
‫أن األسماك المستخدمة في علف كثير من األنواع في‬ ‫حالة مصائد سمك النازلي في ناميبيا) وحماية الموطن‬
‫المزارع السمكية غير مرخصة‪ ،‬وسيصعب على تلك‬ ‫بالمناطق المحمية البحرية‪ .‬كما أن بعض البلدان شرعت‬
‫المصائد االلتزام بمعايير مجلس اإلشراف البحري‪.‬‬ ‫في استعادة الموطن‪ ،‬مثل إعادة تأهيل أشجار القرم في‬
‫المناطق التي أصابها اإلعصار المائي (تسونامي)‪،‬‬
‫نجحت بعض البلدان في الحد من جهود الصيد من خالل‬ ‫وتحسينها باستخدام‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أجهزة تجميع‬
‫مجموعة من البرامج‪ ،‬تشمل شراء الرخص ونقل حقوق‬ ‫األسماك (‪ .)FADs‬وبينما يمكن أن تكون استعادة الموطن‬
‫الملكية واستخدام خيارات بديلة لتوليد الدخل لتعويض‬ ‫فعالة في توفير موطن لألسماك‪ ،‬إال أنها تتطلب موارد‬
‫الصيادين الذين يتركون الصناعة‪ .‬ولكن‪ ،‬شراء كامل أسهم‬ ‫مالية وبشرية هامة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تبذل تايالند حالي ًا‬
‫الشركات مكلف‪ ،‬ويجب إدارته بمهارة للحيلولة دون عودة‬ ‫جهود ًا هائلة من أجل التمويل والدعم العام وللصناعة‪.‬‬
‫تزايد جهود الصيد‪ ،‬أو التحول إلى قطاعات أخرى ضمن‬ ‫وتحسين الموطن‪ ،‬باستخدام تركيبات مثل الشعاب الصناعية‬
‫الصناعة‪ .‬وهناك استجابة أخرى‪ ،‬تعتبر فعالة في نيوزيالند‪،‬‬ ‫وأجهزة تجميع األسماك‪ ،‬يجب أن تنفذ بحذر‪ .‬ففي المحيط‬
‫ولكن بدرجة أقل في شيلي‪ ،‬حيث تم تهميش صغار الصيادين‪،‬‬ ‫الهادئ االستوائي (كما في الفلبين وإندونيسيا) تأسر‬
‫وهي نقل حقوق الملكية للصيادين بأشكال متعددة مثل‬ ‫أجهزة تجميع األسماك المستخدمة لتحسين مصيدات أعماق‬
‫الحصص الفردية القابلة للتداول (وفق ًا لمناقشتها في إطار‬ ‫المحيط أعداد ًا كبيرة من أسماك التونة اليافعة‪ ،‬مما يبرز‬
‫إدارة الموارد المائية واألنظمة اإليكولوجية)‪.‬‬ ‫الحاجة إلى األخذ بعين االعتبار آثار االستجابات المقترحة‬
‫(‪.)Bromhead and others 2003‬‬
‫التحديات والفرص‬
‫باعتبار المياه وسيط التكامل الرئيسي لكوكب ألرض‪ ،‬فهي‬ ‫وعلى مدار العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬زاد عدد ومساحات‬
‫لها قدرة كبيرة على تقليل الفقر وزيادة األمن الغذائي‬ ‫المناطق المحمية البحرية‪ ،‬مما أسهم في تفعيل إدارة‬
‫وتحسين صحة اإلنسان والمساهمة في مصادر الطاقة‬ ‫المصائد السمكية من خالل حماية المخزونات الموجودة أو‬
‫المستدامة وتعزيز سالمة واستدامة النظام اإليكولوجي‪.‬‬ ‫إعادة بناء المخزونات المستنزفة‪ .‬وفي الفلبين‪ ،‬كانت‬
‫وتمثل تلك السلع والخدمات المرتبطة بالمياه فرص ًا هامة‬ ‫مناطق محمية بحرية كثيرة فعالة في إعادة بناء المخزونات‪،‬‬
‫للمجتمعات والحكومات ليحققوا مع ًا أهداف التنمية‬ ‫ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم إسهامها‬
‫المستدامة‪ ،‬حسبما أقرها إعالن األلفية ومؤتمر القمة‬ ‫الكلي في إدارة المصائد السمكية‪ .‬وعلى الرغم من مطالب‬
‫العالمي للتنمية المستدامة‪ ،‬في سياق األهداف اإلنمائية‬ ‫معاهدة التنوع البيولوجي ومؤتمر القمة العالمي حول‬
‫لأللفية‪ .‬ويلخص الجدول ‪ 5-4‬في نهاية هذا الفصل‪،‬‬ ‫التنمية المستدامة بزيادة وتوسيع المناطق المحمية البحرية‪،‬‬
‫الفعالية النسبية لالستجابات القائمة‪.‬‬ ‫فإنه لن يمكن تحقيق أي من األهداف في المواعيد المحددة‬
‫لها‪ ،‬في ظل االتجاهات الحالية‪ .‬وهناك استجابات لإلدارة‬
‫المياه من أجل استئصال الفقر والجوع‬ ‫أخرى تشمل التوسع في فرض قوانين الصيد من خالل‬
‫هناك دليل دامغ على الحاجة إلى الزيادة المستدامة في‬ ‫استخدام التكنولوجيا‪ ،‬بخاصة أنظمة مراقبة السفن باستخدام‬
‫إنتاج الغذاء العالمي إلطعام عدد السكان المتنامي وللحد‬ ‫تكنولوجيا القمر االصطناعي‪ .‬وعلى الرغم مما يستلزمه‬
‫أو للقضاء على المواقف التي ال يجد فيها الناس الطعام‬ ‫هذا األسلوب من تدريب وتكاليف‪ ،‬إال أنه فعال في تغطية‬
‫الكافي لحاجتهم اليومية‪ .‬وستتطلب هذه الزيادة في اإلنتاج‬ ‫مساحات كبيرة من المحيط في جميع أحوال الطقس‪ ،‬ويساعد‬
‫المزيد من المياه (انظر الشكل ‪ .)4-4‬وعلى النطاق‬ ‫في االنتشار الفعال والكافي لمسئولي فرض القانون‪.‬‬

‫‪149‬‬ ‫المياه‬
‫اإلطار ‪ 9-4‬اإلدارة المتكاملة لموارد المياه (‪)IWRM‬‬

‫ويشمل أسلوب اإلدارة المتكاملة لموارد المياه متنوعات مثل اإلدارة المتكاملة لألحواض واألنهار‬ ‫وفقا ً لما أعلنته شراكة المياه العالمية (‪ )GWP‬في عام ‪ ،2000‬تعتمد اإلدارة المتكاملة لموارد‬
‫(‪ )IRBM‬واإلدارة المتكاملة ألحواض البحيرات (‪ )ILBM‬واإلدارة المتكاملة الساحلية (‪ ،)ICM‬وكل هذه‬ ‫المياه (‪ )IWRM‬على ثالثة أعمدة‪ :‬البيئة المواتية واألدوار المؤسسية وأدوات اإلدارة‪ .‬وفي عام ‪،2002‬‬
‫المتغيرات تمثل تغييرا ً جوهريا ً من مسألة واحدة‪ ،‬أساليب القيادة والسيطرة التنظيمية إلدارة‬ ‫أوصت خطة جوهانسبرج للتنفيذ (التي تبنتها القمة العالمية للتنمية المستدامة) كل البلدان‬
‫بيئة المياه‪ .‬وقد نفذ البنك الدولي واللجنة الدولية لبيئة البحيرات مشروع إدارة أحوض البحيرات‬ ‫"بوضع خطط إدارة متكاملة لموارد المياه وكفاءة المياه بحلول عام ‪ ."2005‬وكان لتلك الخطط‬
‫المتكاملة عالمي النطاق الذي موله مرفق البيئة العالمية والذي يبرز النهج المتكامل إلدارة‬ ‫أن تشمل تحديد األعمال الضرورية إلصالح السياسات وشبكات عمل التشريع والتمويل واألدوار‬
‫البحيرات وأحواض الخزانات‪ .‬وتشترك أساليب اإلدارة التكيفية المتكاملة تلك في مبادئ عامة‪،‬‬ ‫والوظائف المؤسسية وتحسين أدوات اإلدارة ذات الصلة لمعالجة مسائل موارد المياه‪ .‬وأجرت‬
‫بينما أيضا ً تكيف وفقا ً للخصائص الفريدة والمشكالت وإمكانات اإلدارة ألنظمة إيكولوجية مائية‬ ‫شراكة المياه العالمية (‪ )2006‬مسحا ً شمل ‪ 95‬بلدا ً‪ ،‬ناميا ً في المقام األول‪ ،‬بخصوص حالة‬
‫معينة‪ .‬وتشمل اإلدارة المتكاملة لموارد المياه أبعادا ً اجتماعية مثل المساواة بين الجنسين‬ ‫سياسات وقوانين وخطط واستراتيجيات اإلدارة التكاملة لموارد المياه ضمن جهودهم إلدارة موارد‬
‫وتمكين المرأة والعوامل الثقافية وإمكانية االختيار‪ .‬أيضا ً‪ ،‬فإن إدارة المناطق الساحلية وأحواض‬ ‫المياه استجابة لتكليف مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة‪ .‬وعلى الرغم من أن مفهوم‬
‫األنهار المتكاملة (‪ )ICARM‬هي نهج أكثر شموال ً حيث يربط بين احتياجات اإلدارة ألحواض المياه‬ ‫األسلوب القائم على النظام اإليكولوجي لمعالجة مسائل إدارة موارد المياه واستخدامها هو‪،‬‬
‫العذبة الداخلية وأنظمتها اإليكولوجية الساحلية لمجرى النهر‪ ،‬بينما تمثل مبادرات األنظمة‬ ‫على غرار اإلدارة المتكاملة لموارد المياه‪ ،‬مفهوم استحدث مؤخرا ً في مجال المياه الدولي‪ ،‬إال أن‬
‫اإليكولوجية البحرية الكبيرة خطوة أخرى هامة‪ ،‬حيث تنتقل من المخزون الفردي إلى إدارة‬ ‫المسح أظهر أن ‪ 21‬في المائة من البلدان التي خضعت للمسح كان لديها خطط أو استراتيجيات‬
‫المصائد السمكية القائمة على النظام اإليكولوجي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كان من الصعب تحويل هذه‬ ‫منفذة أو قيد التنفيذ‪ ،‬وأن ‪ 53‬في المائة أخرى بدأت عملية لصياغة استراتيجيات إدارة موارد المياه‬
‫المبادئ والتوصيات إلى إجراءات عملية على المستويات الدولية والوطنية والمحلية‪ ،‬جزئيا ً بسبب‬ ‫المتكاملة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬وضعت جنوب أفريقيا تشريعا ً يحول اإلدارة المتكاملة لموارد المياه‬
‫قلة الخبرة في تطبيقها‪ ،‬والتحديات في التغلب على العقبات المؤسسية والعلمية وغيرها‬ ‫إلى قانون‪ ،‬بما في ذلك وضع شروط لتنفيذه‪ .‬كما تعرف بوركينا فاسو اإلدارة المتكاملة لموارد‬
‫المؤثرة أمام التكامل‪.‬‬ ‫المياه في سياستها الوطنية للمياه‪ .‬فهي تدعم زيادة الوعي باإلدارة المتكاملة لموارد المياه بين‬
‫السكان وإنشاء لجان المياه المحلية التي تضم القطاع الخاص‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬اللجنة الدولية لبيئة البحيرات ‪ ،2005‬شراكة المياه العالمية ‪ ،2006‬البرنامج العالمي لتقييم المياه ‪ ،2006‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ -‬برنامج العمل العالمي ‪2006‬ب‬

‫في حين أن آثار زيادة الطلب على المياه للزراعة قد تكون‬ ‫العالمي‪ ،‬يستخدم القطاع الزراعي الغالبية العظمى من‬
‫مقبولة في البلدان ذات موارد المياه الوافرة‪ ،‬فإن العبء‬ ‫موارد المياه العذبة‪ ،‬ولذلك فإن االقتصاد في استخدام‬
‫المتزايد لطلب المياه سيصبح غير محتمل في البلدان التي‬ ‫المياه وتطوير العلوم المنهجية لزراعة غذاء أكثر بمياه أقل‬
‫تعاني ندرة المياه‪ .‬والبلدان نادرة المياه يمكنها تخفيف‬ ‫هو هدف منطقي (محصول أكثر لكل نقطة)‪ .‬وألن الزراعة‬
‫مثل تلك المواقف بنقل إنتاجها الغذائي إلى البلدان "الغنية‬ ‫واألنظمة اإليكولوجية الصحية يمكن أن يكونا هدفين‬
‫بالمياه"‪ ،‬ونشر موارد مياهها المحدودة على قطاعات‬ ‫متوافقين‪ ،‬فإن التحدي الكبير يكمن في تحسين الري‬
‫اقتصادية أكثر إنتاجية‪ .‬وسيعالج ذلك الحاجة إلى نقل‬ ‫إلنتاج الغذاء بزيادة إنتاجية المياه واألرض وتدعيم‬
‫المياه كثيف الطاقة والتكنولوجيا إلى مناطق الطلب‬ ‫خدمات النظام اإليكولوجي وزيادة المرونة‪ ،‬وفي نفس‬
‫البعيدة‪ .‬وعلى الرغم من أن العولمة في الزراعة والقطاعات‬ ‫الوقت تقليل الضرر البيئي‪ ،‬بخاصة في إطار سياق‬
‫المرتبطة بإنتاج الغذاء تسهل بالفعل مثل هذه التغييرات‪،‬‬ ‫أساليب اإلدارة المتكاملة لموارد المياه القائمة على النظام‬
‫إال أن هذه األساليب تتطلب تعاون ًا وثيق ًا بين البلدان‬ ‫اإليكولوجي (انظر اإلطار ‪.)9-4‬‬
‫المنتجة والبلدان المتلقية‪.‬‬
‫نظر ًا النخفاض مستويات المياه الجوفية وتقلص مخزونات‬
‫تحسن اإلدارة األفضل للمياه البحرية والساحلية والداخلية‬ ‫المياه في المستودعات األرضية المائية في بلدان كثيرة‬
‫والموارد الحية المرتبطة بها سالمة وإنتاجية هذه األنظمة‬ ‫ذات كثافة سكانية عالية‪ ،‬فإن أكثرية المياه اإلضافية‬
‫اإليكولوجية‪ .‬وعلى الرغم من محدودية نطاق توسيع أو‬ ‫المطلوبة لإلنتاج الزراعي يجب أن تأتي من األنهار ذات‬
‫تنمية مصائد سمكية جديدة‪ ،‬إال أنه هناك فرصة جديرة‬ ‫السدود‪ .‬وعلى الرغم من إدراك حقيقة الضرر البيئي‬
‫باالهتمام لتحسين إدارة المصائد القائمة وإنتاج الغذاء‪.‬‬ ‫واالضطراب االجتماعي‪-‬االقتصادي المصاحب لبناء بعض‬
‫ويمكن أن تتعاون الحكومات ومجتمعات الصناعة والصيد‬ ‫السدود‪ ،‬إال أنه اليمكن نبذ بناء مزيد من السدود‪ ،‬حيث‬
‫للحد من خسائر المخزون السمكي بعمل التغييرات المطلوبة‬ ‫أنها يمكن أن توفر موارد هامة للمياه‪ .‬ولكن‪ ،‬يجب توجيه‬
‫بشده للحد من جهود الصيد المفرط واإلعانات المالية‬ ‫مزيد من االنتباه لفهم وموازنة اآلثار االجتماعية‪-‬‬
‫والصيد غير الشرعي‪ .‬وتساعد حالي ًا الزراعة المائية في‬ ‫االقتصادية المصاحبة لبناء السدود وتشغيلها مقابل‬
‫معالجة مسألة األمن الغذائي ويمكن أن يكون لها إسهام‬ ‫الفوائد التي المتحصلة منها‪ .‬وزيادة موارد المناطق نادرة‬
‫أكبر بزيادة إمدادات األسماك بطريقة فعالة التكلفة وبتوليد‬ ‫المياه بنقل المياه بين األحواض هو خيار قائم‪ ،‬على الرغم‬
‫دخل من مصادر خارجية بتصدير إنتاج سمكي أكبر‪ ،‬مما‬ ‫من أن الخطط المقترحة يجب أن تبرهن على الفوائد‬
‫يمكن أن يحسن سبل العيش المحلية‪ .‬ولكن‪ ،‬لكي تسد تنمية‬ ‫االجتماعية والبيئية واالقتصادية لألحواض المانحة‬
‫المائيات احتياجات األمن الغذائي‪ ،‬يجب أن تشتمل على‬ ‫والمتلقية على حد سواء‪.‬‬
‫األنواع التي ال تعتمد على مسحوق السمك وزيت السمك‪،‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪150‬‬


‫تتمتع المزارع السمكية التي تدار كما ينبغي‬ ‫التكنولوجية‪ ،‬مثل إنشاء وتشغيل محطات معالجة المياه‬ ‫واألنواع لذيذة المذاق لقطاع عريض من المستهلكين‪.‬‬
‫بإمكانية أكبر لتحقيق األمن الغذائي وتحسين‬
‫األرزاق المحلية‪.‬‬
‫فعالة التكلفة ومرافق الصرف الصحي لمعالجة فضالت‬
‫شارك بالصور‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة‪Still/‬‬ ‫اإلنسان‪ ،‬إجراءات فعالة ضد األمراض التي تحملها‬ ‫مكافحة األمراض التي تحملها المياه‬
‫‪Pictures‬‬ ‫المياه‪ .‬وكثير من الملوثات الصناعية التي لها تداعيات على‬ ‫على الرغم من أن حماية صحة اإلنسان تتربع على قمة‬
‫صحة اإلنسان يسهل أيض ًا معالجتها بالتقنيات التي‬ ‫أولويات إدارة موارد المياه‪ ،‬إال أن االستهالك البشري‬
‫تحتجز المواد من المياه‪ .‬وهذه التقنيات يمكنها أحيان ًا‬ ‫المباشر والصرف الصحي يأتيان ضمن االستخدامات‬
‫استعادة منتجات مفيدة (مثل الكبريت) من مجاري‬ ‫األقل للمياه العذبة من حيث الحجم‪ .‬وحتى مع ارتفاع‬
‫الصرف الصحي‪ .‬وربما تقلل استعادة النظام اإليكولوجي‬ ‫النسبة المئوية لسكان العالم الذين يمكنهم الوصول إلى‬
‫حدوث بعض األمراض التي تحملها المياه‪ ،‬ولكن يمكنها‬ ‫إمداد مياه محسنة من ‪ 78‬إلى ‪ 82‬في المائة بين عامي‬
‫أيض ًا أن تؤدي إلى زيادة حدوث أمراض أخرى‪ .‬وهذا‬ ‫‪ 1990‬و‪ ،2000‬وارتفاع النسبة المئوية للوصول إلى‬
‫صرف صحي محسن من ‪ 51‬إلى ‪ 61‬في المائة خالل‬
‫الفترة نفسها‪ ،‬تظل المياه الملوثة أكبر سبب منفرد لمرض‬
‫اإلنسان ووفاته على نطاق عالمي‪ .‬وفي عام ‪ ،2002‬أوضح‬
‫كوفي عنان‪ ،‬األمين العام لألمم المتحدة في ذلك الوقت‬
‫ال "لن تستطيع أي وسيلة بمفردها أن تحد من المرض‬ ‫قائ ً‬
‫وإنقاذ األرواح في العالم النامي كما يستطيع أن يفعل‬
‫توفير المياه اآلمنة والصرف الصحي للجميع" (األمم‬
‫المتحدة ‪ .)2004‬فالصرف الصحي وحده يمكن أن يقلل‬
‫الوفيات المرتبطة به بمعدل يصل إلى ‪ 60‬في المائة‪،‬‬
‫ونوبات اإلسهال بمعدل يصل إلى ‪ 40‬في المائة‪ .‬وقد‬
‫خصصت األمم المتحدة ‪ 2008‬لتكون السنة الدولية‬
‫للصرف الصحي‪ ،‬اعتراف ًا بدوره األساسي في رفاهية‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫تعتمد مكافحة أمراض كثيرة سواء التي تحملها المياه أو‬


‫وثيقة االرتباط بإمدادات المياه على استخدام إجراءات‬
‫تكنولوجية معينة وصيانة أو استعادة األنظمة اإليكولوجية‬
‫مياه الشرب اآلمنة تنقذ األرواح‬

‫شارك بالصور‪ - Uwanaka :‬برنامج األمم‬


‫المتحدة للبيئة‪Still Pictures /‬‬
‫المائية والتثقيف والوعي العام‪ .‬وتوفر األساليب‬

‫‪151‬‬ ‫المياه‬
‫تقريب ًا بالكامل‪ .‬والحكومات والقطاع الخاص يمكنهما‬ ‫الجانب السلبي يمكن مواجهته بالفهم المحسن للمتطلبات‬
‫التعاون في دراسة إمكانات إنتاج الطاقة من المحيطات‪،‬‬ ‫اإليكولوجية لناقالت األمراض ودمج هذه المعرفة في‬
‫بما في ذلك تطوير تقنيات أكثر فعالية لتسخير قوة المد‬ ‫مشاريع االستعادة‪ .‬واألساليب التقليدية‪ ،‬مثل تجميع مياه‬
‫والجزر واألمواج كمصادر متجددة للطاقة الكهربائية‬ ‫األمطار‪ ،‬يمكن أن توفر مصادر مياه شرب آمنة‪ ،‬تحديد ًا‬
‫المائية‪ .‬واستخدام المحيطات لتنحية الكربون على نطاق‬ ‫في المناطق أو المواقع نادرة المياه التي تتعرض لكوارث‬
‫واسع هو مجال آخر للبحث النشط‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫طبيعية وغيرها من األزمات‪.‬‬
‫اآلثار المحتملة لذلك على التركيب الكيميائي للمحيطات‬
‫ومواردها الحية تظل غير معروفة‪.‬‬ ‫استجابات وشراكات المياه العالمية‬

‫الجدول ‪ 5-4‬االستجابات المختارة لمسائل المياه المطروحة في هذا الفصل‬

‫االستعادة‬ ‫التكنولوجيا والتكيف‬ ‫األدوات القائمة على السوق‬ ‫القانون والسياسة واإلدارة‬ ‫المؤسسات األساسية‬ ‫المسألة‬

‫المسائل المتعلقة بتغير المناخ‬

‫‪n‬استعادة الشعاب‬ ‫‪n‬تنحية الكربون (انظر‬ ‫‪n‬سقف وتجارة االنبعاثات‬ ‫‪ n‬االتفاقيات الدولية‪( ،‬مثل‬ ‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫ارتفاع درجة حرارة‬
‫المرجانية‬ ‫الفصل ‪)2‬‬ ‫الدولية‬ ‫اتفاقية كيوتو)‬ ‫المناخ‬ ‫المحيط‬
‫‪n‬الخفض الوطني لغاز‬
‫ثاني أكسيد الكربون‬ ‫أطر البحث الدولي‬ ‫تحمض المحيط‬
‫الوطني وقانون وسياسة‬
‫‪n‬جمع مياه األمطار‬ ‫التكيف‬ ‫المنظمات الحقوقية الدولية غير‬ ‫تغير الهطل‬
‫‪n‬تحليل عوامل التغير‬ ‫الحكومية (مثل ‪)WWF‬‬
‫المناخي عند التخطيط‬
‫لمشاريع تنمية المياه في‬ ‫السلطات المحلية‬
‫المستقبل‬

‫‪n‬التراجع الساحلي المنظم‬ ‫‪n‬الحماية الساحلية ومن‬ ‫‪n‬أدوات التأمين‬ ‫‪n‬تطويق وتنظيم استخدام‬ ‫زيادة مستوى سطح‬
‫‪n‬استعادة األرض الرطبة‬ ‫الفيضان‬ ‫األرض‬ ‫البحر العاصف‬

‫‪ n‬تنقية النيتروجين‬ ‫تحمض المياه العذبة‬


‫والكبريت الصناعية‬

‫استخدام اإلنسان للمياه ومسائل اآلثار المرتبطة بالنظام اإليكولوجي‬

‫‪n‬استعادة المستجمع‬ ‫‪n‬إعادة استخدام المياه‬ ‫‪n‬اشتراك القطاع الخاص‬ ‫‪n‬السياسة الوطنية‬ ‫سلطات توصيل خدمة المياه والصرف‬ ‫إمداد المياه النظيفة‬
‫المائي‬ ‫‪n‬المياه والصرف الصحي‬ ‫‪n‬شراكة الخاص‪-‬العام‬ ‫والقانون‬ ‫الصحي‬
‫منخفض التكلفة‬ ‫‪n‬التعريفات والضرائب‬ ‫‪n‬إدارة المستجمع المائي‬
‫‪n‬تحلية المياه‬ ‫‪n‬اإلعانات والحوافز‬ ‫لإلدارة المتكاملة لموارد‬ ‫منظمات أحواض األنهار‬
‫الزراعية المالية وغيرها‬ ‫المياه‬
‫‪n‬توزيع المياه المحسنة‬
‫‪n‬مشاركة أصحاب‬
‫المصالح تمكين المرأة‬

‫‪n‬إزالة السدود‬ ‫‪ n‬بناء السدود الكبيرة‬ ‫‪n‬ترخيص مصادر اإلمداد‬ ‫‪IWRM, ILBM, IRBM,n‬‬ ‫المنظمات الدولية واإلقليمية (مثل‬ ‫تعديل تدفق األنهار‬
‫‪n‬استعادة األرض الرطبة‬ ‫‪n‬التعويض الصناعي‬ ‫والسحوبات‬ ‫‪ICARM, ICAM‬‬ ‫‪ UN-Water‬و‪)MRC‬‬
‫‪n‬ترميم الحوض‬ ‫‪n‬أساليب ري أكثر فعالية‬ ‫‪n‬التسعير الواقعي للمياه‬ ‫‪n‬االتفاقيات الدولية‬ ‫السحب المفرط للمياه‬
‫‪n‬استعادة موطن‬ ‫‪n‬المحاصيل األقل طلب ًا‬ ‫‪n‬خفض أو منع اإلعانات‬ ‫‪n‬السياسة الوطنية‬ ‫أطر عمل البحث الدولي‪( ،‬مثل‬ ‫السطحية‬
‫المرتفعات‬ ‫للمياه (انظر الفصل ‪)3‬‬ ‫المالية للطاقة والزراعة‬ ‫والقانون‬ ‫المجموعة االستشارية للبحوث الزراعية‬
‫‪n‬استعادة الساحل‬ ‫‪n‬الزراعة البعلية المحسنة‬ ‫والتسهيالت االئتمانية‬ ‫‪n‬التخطيط االستراتيجي‬ ‫الدولية)‬ ‫السحب المفرط للمياه‬
‫‪n‬التراجع الساحلي المنظم‬ ‫(انظر الفصل ‪)3‬‬ ‫المدعمة‬ ‫‪n‬أساليب النظام‬ ‫الجوفية‬
‫‪n‬التدفقات البيئية‬ ‫‪n‬تقييم خدمات النظام‬ ‫اإليكولوجي‬ ‫المنظمات الحقوقية الدولية غير‬
‫‪n‬ساللم األسماك‬ ‫اإليكولوجي‬ ‫‪n‬المناطق المحمية‬ ‫الحكومية (‪GWF، WWC، IUCN،‬‬ ‫–تجزؤ النظام‬
‫‪)WWF‬‬ ‫اإليكولوجي‬
‫–التغير الطبيعي وتدمير‬
‫الهيئات العليا للمياه الوطنية‬ ‫المواطن‬

‫منظمات أحواض األنهار‬

‫تؤكد سياسة المياه الدولية أكثر فأكثر على الحاجة إلى‬ ‫تظل محيطات العالم بمثابة احتياط هائل للطاقة‪ ،‬لم يستغل‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪152‬‬


‫الجدول ‪ 5-4‬االستجابات المختارة لمسائل المياه المطروحة في هذا الفصل‬

‫االستعادة‬ ‫التكنولوجيا والتكيف‬ ‫األدوات القائمة على السوق‬ ‫القانون والسياسة واإلدارة‬ ‫المؤسسات األساسية‬ ‫المسألة‬

‫استخدام اإلنسان للمياه ومسائل اآلثار المرتبطة بالنظام اإليكولوجي‬

‫‪n‬استعادة األرض الرطبة‬ ‫‪n‬معالجة مياه الصرف‬ ‫‪n‬اإلعانات المالية والحوافز‬ ‫‪IWRM, ILBM, IRBM,n‬‬ ‫منظمات توسيع الرعاية الصحية‬ ‫األمراض التي تحملها‬
‫الصحي وإعادة‬ ‫الزراعية وغيرها للمياه‬ ‫‪ICARM, ICAM‬‬ ‫المياه‬
‫استخدامها‬ ‫النظيفة‬ ‫‪n‬االتفاقيات الدولية‬ ‫البلديات‪،‬‬
‫‪n‬رخص االنبعاثات القابلة‬ ‫‪n‬السياسة القومية والقانون‬ ‫معالجة مياه الصرف الصحي‬
‫‪n‬استعادة وإنشاء‬ ‫‪n‬معالجة مياه الصرف‬ ‫للتداول‬ ‫(مثل البحار اإلقليمية‪،‬‬ ‫تلوث المغذيات‬
‫األراضي الرطبة‬ ‫الصحي وإعادة‬ ‫‪n‬ترخيص الزراعة العضوية‬ ‫اتفاقية هلسنكي)‬ ‫منظمات أحواض األنهار‬
‫‪n‬المائية اإليكولوجية‬ ‫استخدامها‬ ‫‪n‬معايير نوعية المياه‬ ‫–تلوث النظام‬
‫‪n‬خفض المصدر‬ ‫المنفذة ومحددات‬ ‫منظمات الزراعة والتشجير ومنظمات‬ ‫اإليكولوجي‬
‫‪n‬طرق استخدام األسمدة‬ ‫استخدام األرض وأفضل‬ ‫أصحاب المصالح األخرى‬
‫الممارسات‬
‫‪n‬اإلدارة المتكاملة‬ ‫التلوث بالمبيدات‬
‫‪n‬أساليب النظام‬
‫للحشرات‬ ‫الحشرية‬
‫اإليكولوجي‬
‫‪ n‬تطوير مبيدات حشرية‬
‫‪n‬االلتزام باإلرشادات‬
‫أكثر أمان ًا‬
‫المعلنة‬
‫‪n‬إعادة التشجير‬ ‫‪n‬حفظ التربة (انظر الفصل‬ ‫‪ n‬االتفاقيات الدولية‪( ،‬مثل‬ ‫الرواسب العالقة‬
‫‪ n‬إزالة السدود‬ ‫‪ )3‬والجهود األخرى‬ ‫رامسار و‪)AEWA‬‬ ‫–تلوث النظام‬
‫للتحكم في الترسبات‬ ‫اإليكولوجي‬

‫‪ n‬تكنولوجيا اإلنتاج النظيفة‬ ‫‪n‬التنظيم والعقوبات‬ ‫‪ n‬االتفاقيات الدولية‪( ،‬مثل‬ ‫منظمات االستعداد للكوارث‬ ‫الكيماويات الخطرة‬
‫‪ n‬تكنولوجيا المعالجة‬ ‫بازل)‬
‫‪n‬االستعداد للحوادث‬ ‫‪ n‬االتفاقيات الدولية‪( ،‬مثل‬
‫والكوارث‬ ‫ماربول)‬
‫‪n‬القانون الوطني‬

‫مسائل مخزونات األسماك‬

‫‪n‬استعادة الموطن‬ ‫‪n‬خفض المصدر‬ ‫‪n‬شراكات الخاص‪-‬العام‬ ‫‪ n‬االتفاقيات الدولية‪( ،‬مثل‬ ‫‪،UNESCO/IOC، UNEP-GPA‬‬ ‫التلوث وتدهور الموطن‬
‫الساحلي‬ ‫‪n‬المراكب مزدوجة البدن‬ ‫للمناطق المحمية البحرية‪،‬‬ ‫ماربول)‬ ‫أصحاب المصالح المحليين‪( ،‬مثل‬
‫‪n‬ساللم األسماك‬ ‫‪n‬برامج إعادة التخزين‬ ‫(مثل كومودو وتشيمبي)‬ ‫‪n‬أوسبار‬ ‫‪( )LMMA‬انظر الفصل ‪)6‬‬

‫‪n‬ترميم النظام اإليكولوجي‬ ‫‪n‬تربية وإطالق صغار‬ ‫‪n‬الحصص الفردية القابلة‬ ‫‪n‬قيود الترخيص والمعدات‬ ‫االستغالل المفرط‬
‫األسماك‬ ‫للتجارة (‪)ITQ‬‬ ‫‪n‬اإلدارة القائمة على‬ ‫هيئات إدارة المصائد السمكية اإلقليمية‬
‫‪n‬أدوات خفض الصيد‬ ‫‪n‬التسعير الكافي‬ ‫النظام اإليكولوجي‬ ‫والوطنية والمحلية‬
‫العرضي وتعديالت‬ ‫‪n‬منع اإلعانات المالية‬ ‫‪n‬المناطق المحمية البحرية‬
‫المعدات األخرى (مثل‬ ‫‪n‬الترخيص‬ ‫(‪)MPAs‬‬ ‫المجتمعات التقليدية‬
‫الصنارة الدائرية للتونة)‬ ‫‪ n‬االتفاقيات الدولية‪( ،‬مثل‬
‫‪UNCLOS، EC،‬‬
‫‪)CITES‬‬

‫‪n‬أنظمة مراقبة المراكب‬ ‫‪ n‬توثيق سلسلة اإلمداد‬ ‫‪n‬خطة العمل الدولية للفاو‬ ‫القضائية (مثل محاكم المصائد‬ ‫المصائد السمكية غير‬
‫(تكنولوجيا القمر‬ ‫(مثل سمك األسنان‬ ‫‪n‬تحسين المراقبة وفرض‬ ‫السمكية في جنوب إفريقيا)‬ ‫القانونية وغير المعلنة‬
‫االصطناعي)‬ ‫الباتاجوني)‬ ‫القانون مع عقوبات أقسى‬ ‫وغير المنظمة (‪)IUU‬‬
‫لجان المصائد السمكية (مثلما في‬
‫االتحاد األوروبي)‬

‫‪n‬استجابات ناجحة تحديد ًا‬


‫‪n‬استجابات ناجحة جزئياً‪ ،‬ناجحة في بعض األماكن‪ ،‬أو محتمل نجاحها‬
‫‪n‬استجابات أقل نجاح ًا‬
‫‪n‬استجابات ذات معلومات ناقصة‪ ،‬أو لم تختبر بعد على نحو كاف‬

‫‪153‬‬ ‫المياه‬
‫من األنشطة البرية‪ .‬كما أن هناك حاجة لتطبيق أسلوب‬ ‫تحسين الحوكمة كونها ترتبط بإدارة موارد المياه‪ .‬وحدد‬
‫قائم على النظام اإليكولوجي‪ ،‬كما أعلن في مبادئ اإلدارة‬ ‫إعالن الهاي الوزاري بشأن األمن المائي في القرن‬
‫المتكاملة لموارد المياه (‪ ،)IWRM‬وأيض ًا أسلوب الحوكمة‬ ‫الحادي والعشرين لعام ‪ 2000‬الحوكمة غير الكافية للمياه‬
‫الرشيدة‪ ،‬الذي ظهر في مؤتمر قمة األرض في ريو في عام‬ ‫على أنها العائق الرئيسي لألمن المائي للجميع‪ .‬وأكد‬
‫‪ 1992‬ومؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة في عام‬ ‫المؤتمر الدولي للمياه العذبة في بون في عام ‪ 2001‬على‬
‫‪ .2002‬وهذه األساليب تسهل اإلدارة المستدامة‬ ‫أن المسألة األساسية كانت االحتياج إلى ترتيبات لحوكمة‬
‫والمنصفة لموارد المياه العامة أو المشتركة وتساعد في‬ ‫تعمل على نحو أقوى وأفضل‪ ،‬مشير ًا إلى أن المسئولية‬
‫تحقيق هدف التنمية المستدامة في حماية مواقع المياه‬ ‫الرئيسية لضمان إدارة مستدامة منصفة لموارد المياه‬
‫العذبة والساحلية لضمان خدمات أنظمتهم اإليكولوجية‬ ‫متروكة للحكومات‪ .‬وكانت الحوكمة وإصالحات السياسة‬
‫الحيوية‪.‬‬ ‫المائية عنصر ًا جوهري ًا لخطة جوهانسبرج للتنمية‬
‫المستدامة في عام ‪ .2002‬وقد عرّفت شراكة المياه‬
‫هناك أساليب تنظيمية تشاركية أخرى‪ ،‬مثل إدارة الطلب‬ ‫العالمية (‪ )GWP‬حوكمة المياه على أنها ممارسة السلطة‬
‫واالتفاقيات التطوعية‪ ،‬تم إدخالها‪ ،‬نتيجة اإلدراك المتزايد‬ ‫االقتصادية والسياسية واإلدارية إلدارة شئون المياه للدولة‬
‫لحدود القوانين التقليدية‪ .‬وهي تستلزم التثقيف والمشاركة‬ ‫على كافة المستويات‪ .‬وهي تتكون من اآلليات والعمليات‬
‫العامة‪ .‬ووفق ًا لذلك‪ ،‬يجب أن تتعامل مناهج التعليم على‬ ‫والمؤسسات التي من خاللها يحدد المواطنون والجماعات‬
‫كافة المستويات مع مسائل البيئة المائية بقوة‪.‬‬ ‫اهتماماتهم المائية ويمارسون حقوقهم القانونية‬
‫والتزاماتهم ويعززون الشفافية ويسوون خالفاتهم‪ .‬والحاجة‬
‫لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة استغالل وتدهور‬ ‫إلى تقوية األطر القانونية والمؤسسية القائمة إلدارة المياه‬
‫الموارد المائية‪ ،‬أعلنت األمم المتحدة الفترة ما بين ‪2005‬‬ ‫على المستويين الوطني والعالمي تكون رئيسية لجميع هذه‬
‫و‪ 2015‬على أنها العقد العالمي للعمل‪" ،‬المياه من أجل‬ ‫الجهود‪ .‬كما أن قبول حقيقة تمركزية األساليب المتكاملة‬
‫الحياه"‪ .‬وتركيز االنتباه على األنشطة الموجهة نحو العمل‬ ‫والتنفيذ الكامل والتوافق وآليات فرض القانون يكون‬
‫والسياسات الموجهة لإلدارة المستدامة لكمية ونوعية‬ ‫أساسي ًا للنجاح‪.‬‬
‫تحد كبير‪ .‬وفي عام ‪ ،2004‬أسست األمم‬ ‫موارد المياه هو ٍ‬
‫المتحدة لجنة األمم المتحدة المعنية بالموارد المائية كآلية‬ ‫يتبنى صناع القرار على نحو متزايد أساليب اإلدارة‬
‫لها على مستوى جميع أنظمتها للتنسيق بين وكاالتها‬ ‫التكيفية المتكاملة‪ ،‬مثل اإلدارة المتكاملة لموارد المياه‬
‫وبرامجها المعنية بالمسائل المرتبطة بالمياه‪ .‬وستسهل‬ ‫(‪( )IWRM‬انظر اإلطار ‪ ،)9-4‬بد ًال من أساليب القيادة‬
‫آلية تكميلية االرتباطات البينية االندماجية بين األنشطة‬
‫التي تنسقها لجنة األمم المتحدة المعنية بالموارد المائية‬ ‫والسيطرة التنظيمية لمسائل فردية التي سادت جهود‬
‫(‪ )UN-Water‬وآلية األمم المتحدة التنسيقية المعنية‬ ‫إدارة موارد المياه سابقاً‪ .‬ويعتبر األسلوب المتكامل‬
‫بالمحيطات والمناطق الساحلية (‪ ،)UN-Oceans‬مما‬ ‫أساسي ًا في تحقيق أهداف التنمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫يقوي التنسيق والتعاون بين أنشطة األمم المتحدة‬ ‫بينما يعمل من أجل استدامة األنظمة اإليكولوجية المائية‬
‫المرتبطة بالمحيطات والمناطق الساحلية والدول الجزرية‬ ‫لسد احتياجات موارد المياه ألجيال المستقبل‪ .‬ولكي تكون‬
‫الصغيرة النامية‪.‬‬ ‫هذه األساليب فعالة‪ ،‬يجب أن تأخذ بعين االعتبار‬
‫الترابطات والتفاعالت بين الكيانات المائية التي تعبر‬
‫تواجه الحكومات الوطنية والمجتمع الدولي تحدي ًا كبير ًا في‬ ‫"حدوداً" كثيرة‪ ،‬سواء كانت جغرافية أو سياسية أو إدارية‪.‬‬
‫تطوير االستجابات آلثار التغير في البيئة المائية‪ .‬فهم ال‬
‫يحتاجون تطوير أساليب جديدة فسحب‪ ،‬بل أيض ًا تسهيل‬ ‫كما أن أساليب اإلدارة القائمة على النظام اإليكولوجي‬
‫التنفيذ العملي في الوقت المناسب وفعال التكلفة لالتفاقات‬ ‫توفر أساس ًا للتعاون في معالجة مسائل إدارة موارد‬
‫والسياسات واألهداف القائمة الدولية وغيرها (انظر‬ ‫المياه‪ ،‬المشتركة بد ًال من السماح لمثل تلك المسائل أن‬
‫الجدول ‪ .)5-4‬والرصد والتقييم المتواصلين لالستجابات ‪-‬‬ ‫تصبح مصادر ًا محتملة للنزاع بين البلدان أو األقاليم‪.‬‬
‫وتعديلها حسب الحاجة ‪ -‬مطلوبان لضمان التنمية‬
‫المستدامة للبيئة المائية من أجل فائدة البشر ولصيانة‬ ‫هناك عدد من العناصر الرئيسية لتحقيق التعاون بين‬
‫األنظمة اإليكولوجية الداعمة للحياة على المدى الطويل‪.‬‬ ‫أصحاب المصالح المائية‪ .‬وهي تشمل االتفاقات الدولية‪،‬‬
‫مثل اتفاقية األمم المتحدة بشأن استخدام المجاري‬
‫المائية لعام ‪ ،1997‬واتفاقية رامسار واتفاقية التنوع‬
‫البيولوجي وبرنامج العمل العالمي لحماية البيئة البحرية‬

‫القسم ب‪ :‬حالة البيئة واتجاهاتها‪2007–1987 :‬‬ ‫‪154‬‬


ILEC (2005). Managing lakes and their basins for sustainable use: A report for DIFD, EC, UNDP and World Bank (2002). Linking Poverty Reduction and Environmental ‫المراجع‬
lake basin managers and stakeholders. International Lake Environment Committee Management: Policy Challenges and Opportunities. The World Bank, Washington, DC
Foundation, Kusatsu, Shiga ACIA (2004). Impacts of a warming Arctic. Arctic Monitoring and Assessment
Dore, M.H.I. (2005). Climate change and changes in global precipitation patterns: Programme. Cambridge University Press, Cambridge
INEGI (2006). II Conteo de población y vivienda. Resultados definitivos, 2005. What do we know? In Environment International 31(8):1167-1181
Instituto Nacional de Geografía Estadística e Informática, Mexico, DF http://www. ACIA (2005). Arctic Climate Impact Assessment, Scientific Report. Cambridge University
Dyurgerov, M.B. and Meier, M.F. (2005). Glaciers and the Changing Earth System: A Press, Cambridge
)inegi.gob.mx/est/default.aspx?c=6789 (last accessed 2 April 2007
2004 Snapshot. INSTAAR, University of Colorado at Boulder, Boulder, CO
IPCC (1996). Climate change 1995: Impacts, adaptations and mitigation of climate Alder, J. and Sumaila, R.U. (2004). Western Africa: a fish basket of Europe past and
EEA (2003). Europe’s environment: the third assessment. Environmental assessment present. In Journal of Environment and Development 13:156-178
change: scientific-technical analyses. Contribution of Working Group II to the Second
report 10, European Environment Agency, Copenhagen
Assessment Report. Intergovernmental Panel on Climate Change. Cambridge University Al Hadidi, K. (2005). Groundwater Management in the Azraq Basin. In ACSAD-BGR
Press, Cambridge Enfield D.B. and Mestas-Nuñez, A.M. (1999). Interannual-to-multidecadal climate Workshop on Groundwater and Soil Protection, 27-30 June 2005, Amman
variability and its relationship to global sea surface temperatures. In Present and Past
IPCC (2001). Climate Change 2001: The Scientific Basis. Contribution of Working Allan, J.D., Abell, R., Hogan, Z., Revenga, C., Taylor, B.W., Welcomme, R. L. and Winemiller, K.
Inter-Hemispheric Climate Linkages in the Americas and their Societal Effects (ed. V.
Group I to the Third Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate (2005). Overfishing of inland waters. In Bioscience 55(12):1041-1051
Markgraf), Cambridge University Press, Cambridge http://www.aoml.noaa.gov/phod/
Change. Cambridge University Press, Cambridge
)docs/enfield/full_ms.pdf (last accessed 31 March 2007 America’s Wetlands (2005). Wetland issues exposed in wake of Hurricane Katrina.
IPCC (2005). IPCC Special Report on Carbon Dioxide Capture and Storage. Prepared http://www.americaswetland.com/article.cfm?id=292&cateid=2&pageid=3&cid=16
Environment Canada (2006). TAG tanker spill database. Environmental Technology
by Working Group III of the Intergovernmental Panel on Climate Change, Geneva. )(last accessed 31 March 2007
Centre, Environment Canada http://www.etc-cte.ec.gc.ca/databases/TankerSpills/
Metz, B., Davidson, O., de Coninck, H. C., Loos, M. and Meyer L. A. (eds.). Cambridge
)Default.aspx (last accessed 31 March 2007 APFM (2006). Legal and Institutional Aspects of Integrated Flood Management.
University Press, Cambridge http://www.ipcc.ch/activity/srccs/index.htm (last
)accessed 6 June 2007 EU (2006). Proposal for a Directive of the European Parliament and of the Council WMO/GWP Associated Programme on Flood Management. Flood Management Policy
on the Assessment and Management of Floods. COM(2006) 15 final. European Series, WMO No. 997. World Meteorological Organization, Geneva http://www.apfm.
IPCC (2007). Climate Change 2007: The Physical Science Basis. Summary for )info/pdf/ifm_legal_aspects.pdf (last accessed 31 March 2007
Commission, Brussels http://ec.europa.eu/environment/water/flood_risk/pdf/
Policymakers. Contribution of Working Group I to the Fourth Assessment Report of the
)com_2006_15_en.pdf (last accessed 31 March 2007 Aranson, R. (2002). A review of international experiences with ITQs: an annex to
Intergovernmental Panel on Climate Change, Geneva http://ipcc-wg1.ucar.edu/wg1/
)docs/WG1AR4_SPM_Approved_05Feb.pdf (last accessed 5 April 2007 Falkenmark, M. (2005). Green water–conceptualising water consumed by terrestrial Future options for UK fish quota management. CERMARE Report 58. University of
ecosystems. Global Water News 2: 1-3 http://www.gwsp.org/downloads/ Portsmouth, Portsmouth http://statistics.defra.gov.uk/esg/reports/fishquota/revitqs.
IUCN (2004). Fact Sheet - Ecosystem Management. http://www.iucn.org/ )pdf (last accessed 10 April 2007
)GWSP_Newsletter_no2Internet.pdf (last accessed 31 March 2007
)congress//2004/documents/fact_ecosystem.pdf (accessed 30 March 2007
FAO (2002). The State of World Fisheries and Aquaculture 2002. Fisheries Argady, T. and Alder, J. (2005). Coastal Systems. In Ecosystems and human well-
IUCN (2006). News release - Coral bleaching will hit the world’s poor. http://www.iucn.org/ being, Volume 1: Current status and trends: findings of the Condition and Trends
Department, Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome
)en/news/archive/2006/11/17_coral_bleach.htm (last accessed 2 April 2007 Working Group (eds. R. Hassan, Scholes, R.and Ash, N.) Chapter 19. Island Press,
FAO (2005). Special Event on Impact of Climate Change, Pests and Diseases on Washington, DC
IWMI (2005). Environmental flows: Planning for environmental water allocation. Water
Security and Poverty Reduction. Paper presented to the 31st Session of the Committee
Policy Briefing 15. International Water Management Institute, Battaramulla http:// Barter, M.A. (2002). Shorebirds of the Yellow Sea: Importance, threats and conservation
on World Food Security, 23-26 May 2005 in Rome. Food and Agriculture Organization
)www.iwmi.cgiar.org/waterpolicybriefing/files/wpb15.pdf (last accessed 2 April 2007 status. Wetlands International Global Series 9, International Wader Studies 12, Canberra
of the United Nations, Rome
Kaczynski, V.M. and Fluharty, D.L. (2002). European policies in West Africa: who Bernhardt, E.S., Palmer, M.A., Allan, J.D., Alexander, G., Barnas, K., Brooks, S., Carr,
FAO (2006a). State of the World Fisheries and Aquaculture (SOFIA) 2004. Food
benefits from fisheries agreements? In Marine Policy 26:75-93 J., Clayton, S., Dahm, C., Follstad-Shah, J., Galat, D., Gloss, S., Goodwin, P., Hart, D.,
and Agriculture Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/
Kurien, J. (2005). Comercio Internacional en la Pesca y Seguridad Alimentaría (Fish documents/show_cdr.asp?url_file=/DOCREP/007/y5600e/y5600e00.htm (last Hassett, B., Jenkinson, R., Katz, S., Kondolf, G.M., Lake, P.S., Lave, R., Meyer, J.L.,
trade and food security). Presented at ICSF-CeDePesca Seminar, Santa Clara del Mar, )accessed 2 April 2007 O’Donnell, T.K., Pagano, L., Powell, B. and Sudduth, E. (2005). Synthesizing U.S.
Argentina, March 1-4, 2005 http://oldsite.icsf.net/cedepesca/presentaciones/ River restoration efforts. In Science 308:636-637
FAO (2006b). Low-Income Food-Deficit Countries (LIFDC). Food and Agriculture
)kurien_comercio/kurien_comercio.htm (last accessed 13 April 2007 Bromhead, D., Foster, J., Attard, R., Findlay, J., and Kalish, J. (2003). A review of the
Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/countryprofiles/lifdc.
Lake Basin Management Initiative (2006). Managing Lakes and their Basins for )asp?lang=en (last accessed 16 November 2006 impact of fish aggregating devices (FADs) on tuna fisheries. Final Report to Fisheries
Sustainable Use. A Report for Lake Basin Managers and Stakeholders. Lake Basin Resources Research Fund. Commonwealth of Australia, Department of Agriculture,
FAO (2006c). FISHSTAT. Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome Fisheries and Forestry, Bureau of Rural Sciences, Canberra http://affashop.gov.au/
Management Initiative. International Lake Environment Committee Foundation, Kusatsu,
)http://www.fao.org/fi/statist/FISOFT/FISHPLUS.asp (last accessed 2 April 2007 )PdfFiles/PC12777.pdf (last accessed 31 March 2007
Shiga, and The World Bank, Washington, DC
Finlayson, C.M. and D’Cruz, R. (2005). Inland Water Systems. In Hassan, R., Scholes, Brooks N. (2004). Drought in the African Sahel: long term perspectives and future
Landell-Mills, N. and Porras, I.T. (2002). Silver bullet or fools’ gold? A global review
R. and Ash, N. (eds.) Ecosystems and human well-being, Volume 1: current status prospects. Working Paper No. 61, Tyndall Centre for Climate Change Research,
of markets for forest environmental services and their impact on the poor. International
and trends: findings of the Condition and Trends Working Group. Chapter 20, Island University of East Anglia, Norwich http://test.earthscape.org/r1/ES15602/wp61.pdf
Institute for Environment and Development, London
Press, Washington, DC )(last accessed 31 March 2007
Loh, J., and Wackernagel, M. (eds.) (2004). Living Planet Report 2004. World Wide
Foster S.S.D. and Chilton P.J. (2003). Groundwater: the processes and global Bruton, M.N. (1995). Have fishes had their chips? The dilemma of threatened fishes.
Fund for Nature, Gland
significance of aquifer degradation. In Philosophical Transactions of the Royal Society In Environmental Biology of Fishes 43:1-27
MA (2005). Ecosystem Services and Human Well-being: Wetlands and Water Synthesis. 358:1957-1972
Millennium Ecosystem Assessment. World Resources Institute, Washington, DC Bryden, H.L., Longworth, H.R. and Cunningham, S.A. (2005). Slowing of the Atlantic
Gordon, L.J., Steffen, W., Jönsson, B.F., Folke, C., Falkenmark, M. and Johannessen, meridional overturning circulation at 25° N. In Nature 438(7068):655
Malherbe, S. and IFFO (2005). The world market for fishmeal. In Proceedings of A. (2005). Human modification of global water vapor flows from the land surface.
World Pelagic Conference, Cape Town, South Africa, 24-25 October 2005. Agra PNAS Vol. 102, No. 21: 7612–7617 http://www.gwsp.org/downloads/7612.pdf Choowaew, S. (2006). What wetlands can do for poverty alleviation and economic
Informa Ltd., Tunbridge Wells )(last accessed 3 May 2007 development. Presented at Regional IWRM 2005 Meeting, 11-13 September 2006,
Rayong
Meybeck, M. and Vörösmarty, C. (2004). The Integrity of River and Drainage Basin Gujer, W. (2002). Siedlungswasserwirtschaft. 2nd Edition. Springer-Verlag, Heidelberg
Systems: Challenges from Environmental Changes. In Kabat, P., Claussen, M., Dirmeyer, Clark, M. (2001). Are deepwater fisheries sustainable? – the example of orange
GWP (2006). Setting the Change for Change. Technical Report, Global Water roughy (Hoplostethus atlanticus) in New Zealand. In Fisheries Research 51:123-135
P.A., Gash, J.H.C., Bravo de Guenni, L., Meybeck, M., Pielke, R.S., Vörösmarty, C.J.,
Partnership, Stockholm
Hutjes, R.W.A. and Lütkemeier, S. (eds.). Vegetation, Water, Humans and the Climate: CNA (2005). Information provided by the Comisión Nacional del Agua (National Water
a New Perspective on an Interactive System IGBP Global Change Series. International Hamerlynck, O. and Duvail, S. (2003). The rehabilitation of the delta of the Senegal Commission, Mexican government) from their Estadísticas del Agua en México
Geosphere-Biosphere Programme and Springer-Verlag, Berlin River in Mauritania. Fielding an ecosystem approach. The World Conservation Union,
Gland http://www.iucn.org/themes/wetlands/pdf/diawling/Diawling_GB.pdf (last CNROP (2002). Environmental impact of trade liberalization and trade-linked
Myers, R.A. and Worm, B. (2003). Rapid worldwide depletion of predatory fish measures in the fisheries sector. National Oceanographic and Fisheries Research Centre,
)accessed 5 April 2007
communities. In Nature 423(6937):280-283 Nouadhibou
Hamerlynck, O., Duvail, S. and Baba, M.L. Ould (2000). Reducing the environmental
National Academy of Sciences (2003). Oil in the SEA III: Inputs, Fates and Effects. Crossland, C.J., Kremer, H.H., Lindeboom, H.J., Marshall Crossland, J.I. and Le Tissier,
impacts of the Manantali and Diama dams on the ecosystems of the Senegal river
National Research Council. National Academies Press, Washington, DC M.D.A., eds (2005). Coastal Fluxes in the Anthropocene. The Land-Ocean Interactions
and estuary: alternatives to the present and planned water management schemes.
New, M.B. and Wijkstrom, U.S. (2002). Use of fishmeal and fish oil in aquafeeds: Submission to World Commission on Dams, Serial No: ins131 http://www.dams.org/ in the Coastal Zone Project of the International Geosphere-Biosphere Programme. Global
Further thoughts on the fishmeal trap. Fisheries Circular 975. Food and Agriculture )kbase/submissions/showsub.php?rec=ins131 (last accessed 5 April 2007 Change, IGBP Series. Springer-Verlag, Berlin
Organization of the United Nations, Rome Curry, R. and Mauritzen, C. (2005). Dilution of the northern North Atlantic Ocean in
Hanna, E., Huybrechts, P., Cappelen, J., Steffen, K. and Stephens, A. (2005). Runoff
Nilsson, C., Reidy, C.A., Dynesius, M., and Revenga, C. (2005). Fragmentation and and mass balance of the Greenland ice sheet. In Journal of Geophysical Research recent decades. In Science 308(5729):1772-1774
flow regulation of the world’s large river systems. In Science 308:305-308 110(D13108):1958-2003 Dai, A., Lamb, P.J., Trenberth, K.E., Hulme, M., Jones, P.D. and Xie, P. (2004). The
NOAA (2004). Louisiana Scientists Issue “Dead Zone” Forecast http://www. Huang, J., Liu, H. and Li, L. (2002). Urbanization, income growth, food market recent Sahel drought is real. In International Journal of Climatology 24:1323-1331
)noaanews.noaa.gov/stories2004/s2267.htm (last accessed 2 April 2007 development, and demand for fish in China. Presented at Biennial Meeting, Delgado, C.L., Wada, N., Rosegrant, M.W., Meijer, S. and Ahmed M. (2003). Fish
International Institute of Fisheries Economics and Trade, Wellington, New Zealand, to 2020: Supply and demand in changing global markets. Technical Report 62.
NSIDC (2005). Sea Ice Decline Intensifies. National Snow and Ice Data Center ftp://
19-23 August 2002 International Food Policy Research Institute, Washington, DC and WorldFish Centre,
sidads.colorado.edu/DATASETS/NOAA/G02135/Sep/N_09_area.txt (last accessed
)2 April 2007 Hydropower Reform Coalition (n.d.). Hydropower Reform. Washington, DC http:// Penang http://www.ifpri.org/pubs/books/fish2020/oc44front.pdf (last accessed
)www.hydroreform.org/about (last accessed 5 April 2007 )31 March 2007

155 ‫المياه‬
WHO and UNICEF (2006). Joint Monitoring Programme for Water Supply and UNEP (2006). Iraq Marshlands Observation System. UNEP Division of Early Warning OSPAR (2005). 2005 Assessment of data collected under the Riverine Inputs and
Sanitation (in GEO Data Portal). World Health Organization, Geneva and United Nations and Assessment/GRID-Europe http://www.grid.unep.ch/activities/sustainable/tigris/ Direct Discharges (RID) for the period 1990 – 2002. OSPAR Commission http://
Children’s Fund, New York, NY )mmos.php (last accessed 31 March 2007 )www.ospar.org/eng/html/welcome.html (last accessed 3 May 2007

Wilkinson, C. ed. (2004). Status of coral reefs of the world: 2004. Australian Institute UNEP-GEMS/Water Programme (2006). UNEP Global Environment Monitoring System, Pauly, D., Alder, J., Bennett, E., Christensen, V., Tyedmers, P. and Watson, R. (2003).
of Marine Science, Townsville Water Programme www.gemswater.org and www.gemstat.org (last accessed 31 The future for fisheries. In Science 302(5649):1359-1361
)March 2007
World Bank (2005). Towards a More Effective Operational Response: Arsenic Philander, S.G.H. (1990). El Niño, La Niña and the Southern Oscillation. Academic
Contamination of Groundwater in South and East Asian Countries. Environment and UNEP-GEMS/Water Programme (2007). Water Quality Outlook. UNEP Global Press, San Diego, California
Social Unit, South Asia Region, and Water and Sanitation Program, South and East Environment Monitoring System, Water Programme, National Water Research Institute,
Piersma, T., Koolhaas, A., Dekinga, A., Beukema, J.J., Dekker, R. and Essink, K.
Asia, Vol. II, Technical Report. International Bank for Reconstruction and Development, Burlington, ON http://www.gemswater.org/common/pdfs/water_quality_outlook.
(2001). Long-term indirect effects of mechanical cockle-dredging on intertidal bivalve
Washington, DC )pdf (last accessed 3 May 2007
stocks in the Wadden Sea. In Journal of Applied Ecology 38:976-990
World Bank (2006). Measuring Coral Reef Ecosystem Health: Integrating Social UNEP-GIWA (2006a). Challenges to International Waters – Regional Assessments in a
PLUARG (1978). Environmental Management Strategy for the Great Lakes Basin
Dimensions. World Bank Report No. 36623 – GLB. The World Bank, Washington, DC Global Perspective. Global International Waters Assessment Final Report. United Nations
System. Pollution from Land Use Activities Reference Group, Great Lakes Regional
Environment Programme, Nairobi http://www.giwa.net/publications/finalreport/ (last
WRI (2005). World Resources 2005: The Wealth of the Poor-Managing Ecosystems Office, International Joint Commission, Windsor, Ontario
)accessed 31 March 2007
to Fight Poverty. World Resources Institute, in collaboration with United Nations
Postel, S. and Richter, B. (2003). Rivers for Life: Managing Water for People and Nature.
Development Programme, United Nations Environment Programme and The World UNEP-GIWA (2006b). Mekong River, GIWA Regional Assessment 55. Global
Island Press, Washington, DC
Bank, Washington, DC International Waters Assessment, University of Kalmar on behalf of United Nations
Environment Programme, Kalmar http://www.unep.org/dewa/giwa/publications/ Prowse, T. D., Wrona, F. J. and Power, G. (2004). Dams, reservoirs and flow
WWAP (2006). The State of the Resource, World Water Development Report 2,
)r55.asp (last accessed 31March 2007 regulation. In Threats to Water Availability in Canada. National Water Research Institute,
Chapter 4. World Water Assessment Programme, United Nations Educational, Scientific
Meteorological Service of Canada, Environmental Conservation Service of Environment
and Cultural Organization, Paris http://www.unesco.org/water/wwap/wwdr2/pdf/ UNEP/GPA (2006a). The State of the Marine environment: Trends and processes.
Canada, Burlington, ON, 9-18 http://www.nwri.ca/threats2full/intro-e.html (last
)wwdr2_ch_4.pdf (last accessed 31 March 2007 UNEP-Global Programme of Action for the Protection of the Marine Environment from
)accessed 2 April 2007
Land-based Activities, The Hague
WWDR (2006). Water a shared responsibility. The United Nations World Water
Richardson, C.J., Reiss, P., Hussain, N.A., Alwash, A.J. and Pool, D.J. (2005). The
Development Report 2. UN-Water/WWAP/2006/3. World Water Assessment UNEP/GPA (2006b). Ecosystem-based management: Markers for assessing progress.
restoration potential of the Mesopotamian Marshes of Iraq. In Science 307:1307-1311
Programme, United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization, Paris and UNEP-Global Programme of Action for the Protection of the Marine Environment from
Berghahn Books, New York, NY Land-based Activities, The Hague Royal Society (2005). Ocean acidification due to increasing atmospheric carbon
dioxide. Policy Document 12/05, The Royal Society, London http://www.royalsoc.
WWF (2006). The Best of Texts, the Worst of Texts. World Wide Fund for Nature, UNEP/GRID-Arendal (2002). Vital Water Graphics. An overview of the State of the
)ac.uk/displaypagedoc.asp?id=13539 (last accessed 31 March 2007
Gland World’s Fresh and Marine Waters. United Nations Environment Programme, Nairobi
)http://www.unep.org/vitalwater/ (last accessed 31 March 2007 SAUP (2006). Sea Around Us Project. http://www.seaaroundus.org (last accessed
WWF (2007). World’s top 10 rivers at risk. World Wide Fund for Nature, Gland
)26 March 2007
http://assets.panda.org/downloads/worldstop10riversatriskfinalmarch13.pdf UNEP/GRID-Arendal (2005). Vital Climate GraphicsUpdate. United Nations Environment
)(last accessed 31 March 2007 Programme, Nairobi and GRID-Arendal, Arendal http://www.vitalgraphics.net/ Schorr, D. (2004). Healthy fisheries, sustainable trade: crafting new rules on fishing
)climate2.cfm (last accessed 2 April 2007 subsidies in the World Trade Organization. World Wide Fund for Nature, Gland http://
www.wto.org/english/forums_e/ngo_e/posp43_wwf_e.pdf (last accessed 3
UNEP-WCMC (2006). In the front line. Shoreline protection and other ecosystem
)May 2007
services from mangroves and coral reefs. UNEP-World Conservation Monitoring Centre,
Cambridge SIWI, IFPRI, IUCN and IWMI (2005). Let it reign: The new water paradigm for global
water security. Final Report to CSD-13. Stockholm International Water Institute,
UNESCO (2006). Groundwater Resources of the World: Transboundary Aquifer Systems.
Stockholm
WHYMAP 1:50 000 000 Special Edition for the 4th World Water forum, Mexico, DF
Shiklomanov, I.A. and UNESCO (1999). World Water Resources: Modern Assessment
UN Secretary General’s Advisory Board on Water and Sanitation (2006). Compendium
and Outlook for the 21st Century. Summary of World Water Resources at the Beginning
of Actions, March 2006. United Nation, New York, NY http://www.unsgab.org/
of the 21st Century. Prepared in the framework of IHP-UNESCO
)top_page.htm (last accessed 2 April 2007
Shiklomanov, I. A. and Rodda, J. C. (2003). World Water Resources at the Beginning
UN Water (2007). Coping with water scarcity: challenge of the twenty-first century.
of the 21st Century. Cambridge University Press, Cambridge
Prepared for World Water Day 2007 http://www.unwater.org/wwd07/downloads/
)documents/escarcity.pdf (last accessed 23 March 2007 Shuval, H. (2003). Estimating the global burden of thalassogenic diseases: Human
infectious diseases caused by wastewater pollution of the marine environment. In
USEPA (2006). Nonpoint Source Pollution: The Nation’s Largest Water Quality Problem.
Journal of Water and Health 1(2):53–64
US Environmental Protection Agency, Washington, D.C. http://www.epa.gov/nps/
)facts/point1.htm (last accessed 2 April 2007 Snoussi, M. (2004). Review of certain basic elements for the assessment
of environmental flows in the Lower Moulouya. In Assessment and Provision
Vörösmarty, C. J. and Sahagian, D. (2000). Anthropogenic disturbance of the terrestrial
of Environmental Flows in the Mediterranean Watercourses: Basic Concepts,
water cycle. In Bioscience 50:753-765
Methodologies and Emerging Practice. The World Conservation Union, Gland
Vörösmarty, C. J., Sharma, K., Fekete, B., Copeland, A. H., Holden, J. and others
Syvitski, J., Vörösmarty, C., Kettner, A. and Green, P. (2005). Impact of humans on
(1997). The storage and ageing of continental runoff in large reservoir systems of the
the flux of terrestrial sediment to the global coastal ocean. In Science 308:376-380
world. In Ambio 26:210-219
Turner, K., Georgiou, S., Clark, R., Brouwer, R. and Burke, J. (2004). Economic
Watson, R. and Pauly, D. (2001). Systematic distortions in world fisheries catch trends.
valuation of water resources in agriculture: From the sectoral to a functional perspective
In Nature 414(6863):534-536
of natural resource management. Water Report 27, Food and Agriculture Organization
WCD (2000). Dams and Development – A New Framework for Decision-Making: the of the United Nations, Rome http://www.fao.org/docrep/007/y5582e/y5582e00.
Report of the World Commission on Dams. Earthscan Publications Ltd., London http:// )HTM (last accessed 31 March 2007
)www.dams.org/report/contents.htm (last accessed 2 April 2007
UN (2004). International Decade for Action, “Water for Life”, 2005-2015. UN
WFD (2000). Directive 2000/60/EC of the European Parliament and of the Council Resolution 58/217 of 9 February 2004. United Nations General Assembly, New York,
establishing a framework for Community action in the field of water policy. OJ (L 327). NY http://www.unesco.org/water/water_celebrations/decades/water_for_life.pdf
European Commission, Brussels http://ec.europa.eu/environment/water/water- )(last accessed 3 May 2007
)framework/index_en.html (last accessed 2 April 2007
UNECE (2000). Guidelines on Sustainable Flood Prevention. In UN ECE Meeting of the
WHO (2000). WHO Report on Global Surveillance of Epidemic-prone Infectious Parties to the Convention on the Protection and Use of Transboundary Watercourses and
Diseases: Chapter 4, Cholera. World Health Organization, Geneva http://www. International Lakes, Second Meeting, 23-25 March 2000, The Hague http://www.
who.int/csr/resources/publications/surveillance/en/cholera.pdf (last accessed 31 unece.org/env/water/publications/documents/guidelinesfloode.pdf (last accessed
)March 2007 )2 April 2007

WHO (2004). Global burden of disease in 2002: data sources, methods and results. UNEP (2001). The Mesopotamian Marshlands: Demise of an Ecosystem. UNEP/
February 2004 update. World Health Organization, Geneva http://www.who.int/ DEWA/TR.01-3. UNEP Division of Early Warning and Assessment/GRID-Europe, Geneva
)healthinfo/paper54.pdf (last accessed 2 May 2007 in cooperation with GRID-Sioux Falls and the Regional Office for West Asia (ROWA),
Geneva http://www.grid.unep.ch/activities/sustainable/tigris/mesopotamia.pdf (last
WHO and UNICEF (2004). Meeting the MDG Drinking Water and Sanitation Target: A
)accessed 11 April 2007
Mid-term Assessment of Progress. Joint Monitoring Programme for Water Supply and
Sanitation. World Health Organization, Geneva and United Nations Children’s Fund, UNEP (2005a). Marine litter. An analytical overview. United Nations Environment
New York, NY Programme, Nairobi

UNEP (2005b). One Planet Many People: Atlas of Our Changing Environment. UNEP
Division of Early Warning and Assessment, Nairobi

2007–1987 :‫ حالة البيئة واتجاهاتها‬:‫القسم ب‬ 156


‫‪5‬‬ ‫الفصل‬

‫التنوع البيولوجي‬
‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬نيفيل آش وأصغر فاضل‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬يوسف أسيفا وجونثن بايلي ومحمد ب َكًر وسوفيك باتاشرجيا وزو‬
‫كوكليس‬
‫وأندريه جول وبسكال جيروت وسيمون هاليس وليونارد هيرش وأناستاسيا إدريسوفا‬
‫وجورجينا ميس ولويزا مافي‬
‫وسو مينكا وإليزابيث ميجوجنو بيك وجوزيه جيرهارتز مورو وماريا بينا وإلن وُدلي وكافي‬
‫زاهيدي‬
‫املؤلفون املساهمون‪ :‬باربارا جيميل ووجوناثن لوه ووجونثان باتز وجيمسون سياني وجورج‬
‫سوبيرون‬
‫وريك ستيب وجني‪-‬كريستوف في وديوان زو وديفيد مورجان وديفيد هارمون وستانفورد‬
‫زينت وتوبي هودجكني‬
‫محررو مراجعة الفصل‪ :‬جيفري ايه مكنيلي وجواو بي دي كمارا‬
‫منسق الفصل‪ :‬إليزابيث ميجوجنو بيك‬
‫شارك بالصور‪Munyaradzi Chenje :‬‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫ومن شأن خفض معدل فقد التنوع البيولوجي وضمان‬ ‫يوفر التنوع البيولوجي األساس لألنظمة اإليكولوجية‬
‫دمج القرارات المتخذة للقيم الكاملة للسلع والخدمات‬ ‫والخدمات التي تقدمها‪ ،‬والتي يعتمد عليها جميع الناس‬
‫التي يوفرها التنوع البيولوجي أن يسهم بشكل كبير‬ ‫بشكل جوهري‪ .‬وفيما يلي الرسائل الرئيسية لهذا الفصل‪:‬‬
‫في تحقيق التنمية المستدامة وفقاً لما هو وارد في‬
‫تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية (تقرير لجنة‬ ‫يعتمد الناس على التنوع البيولوجي في حياتهم‬
‫برونتالند)‪.‬‬ ‫اليومية دون أن يدركوا ذلك في الغالب‪ .‬ويسهم التنوع‬
‫‪ n‬يلعب التنوع البيولوجي دورا ً حيوياً في تأمين موارد‬ ‫البيولوجي في العديد من موارد رزق الناس ورفاهيتهم‪ ،‬ويوفر‬
‫رزق الناس‪ .‬وهو يمثل أهمية خاصة لموارد رزق الفقراء‬ ‫المنتجات مثل المواد الغذائية واأللياف‪ ،‬بما لها من أهمية‬
‫من سكان الريف ولتنظيم الظروف البيئية المحلية‪.‬‬ ‫مدركة على نطاق واسع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يعزز التنوع البيولوجي‬
‫وتمثل األنظمة اإليكولوجية الفعالة أهمية كمصدات‬ ‫مجموعة خدمات أكثر اتساعا ً ال نقدر الكثير منها في‬
‫لألحداث المناخية القاسية‪ ،‬مثل بواليع الكربون‪،‬‬ ‫الوقت الحالي حق قدرها‪ .‬ومن األمثلة القليلة على ذلك‬
‫وكمرشحات للملوثات التي يحملها الماء والهواء‪.‬‬ ‫البكتريا والميكروبات التي تُحوّل النفايات إلى منتجات‬
‫‪ n‬تعتمد الزراعة في كافة أنحاء العالم‪ ،‬بدءاً من‬ ‫صالحة لالستخدام والحشرات التي تلقّ ح المحاصيل‬
‫استخدام الموارد الوراثية وصوالً إلى استغالل‬ ‫واألزهار‪ ،‬والشعاب المرجانية وأشجار القرم االستوائية التي‬
‫الخدمات األخرى لألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬على التنوع‬ ‫تحمي الخطوط الساحلية والمناظر الطبيعية والمناظر‬
‫البيولوجي‪ .‬وتعتبر الزراعة هي الموِّجه األكبر للتآكل‬ ‫البحرية الغنية من الناحية البيولوجية والتي توفر المتعة‬
‫الوراثي وفقد األنواع وتحول الموائل الطبيعية‪ .‬ويتطلب‬ ‫والبهجة‪ .‬وعلى الرغم من أن هناك الكثير من األمور التي ال‬
‫الوفاء باحتياجات العالم المتزايدة من المواد الغذائية‬ ‫يزال يتعين إدراكها بشأن العالقات بين التنوع البيولوجي‬
‫اتباع األسلوب أو األسلوبين التاليين‪ :‬التكثيف‬ ‫وخدمات األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬فمن المؤكد أنه في حالة‬
‫والتوسع‪ .‬يعتمد التكثيف على االستخدام األكبر أو‬ ‫عدم إدارة المنتجات والخدمات التي يقدمها التنوع‬
‫األكثر فاعلية للمدخالت‪ ،‬مثل السالالت والمحاصيل‬ ‫البيولوجي على نحو يتسم بالكفاءة‪ ،‬فستصبح الخيارات‬
‫األكثر كفاءة والكيماويات الزراعية والطاقة والمياه‪.‬‬ ‫المستقبلية أكثر تقييدا ً إلى حد بعيد بالنسبة لألغنياء‬
‫ويتطلب التوسع تحويل مساحات إضافية متزايدة من‬ ‫والفقراء على حد سواء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الفقراء يعتبرون‬
‫األراضي إلى مساحات زراعية‪ .‬وينطوي كال األسلوبين‬ ‫الفئة األكثر تضررا ً بشكل مباشر من جراء تدهور أو فقد‬
‫على احتمال التأثير بشكل دراماتيكي وسلبي على‬ ‫خدمات األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬حيث أنهم الفئة األكثر‬
‫التنوع البيولوجي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬قد يقوض فقد‬ ‫اعتمادا ً على األنظمة اإليكولوجية المحلية ويعيشون في‬
‫التنوع في األنظمة اإليكولوجية الزراعية خدمات‬ ‫الغالب في أماكن تكون أكثر عرضة لخطر تغير النظام‬
‫األنظمة اإليكولوجية الضرورية الستدامة الزراعة‪ ،‬مثل‬ ‫اإليكولوجي‪.‬‬
‫التلقيح وتدوير مغذيات التربة‪.‬‬
‫‪ n‬ترتبط العديد من العوامل التي تؤدي إلى الفقد‬ ‫تقيّد حاالت الفقد الحالية للتنوع البيولوجي من خيارات‬
‫المتسارع للتنوع البيولوجي باالستخدام المتزايد‬ ‫التنمية المستقبلية‪ .‬فاألنظمة اإليكولوجية آخذة في‬
‫للطاقة من جانب المجتمع‪ .‬ويُفضي االعتماد على‬ ‫التحول‪ ،‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬التدهور بشكل ال رجعة فيه‪،‬‬
‫الطاقة والطلب المتزايد عليها إلى حدوث تغيرات‬ ‫باإلضافة إلى انقراض عدد كبير من األنواع في التاريخ الحديث‬
‫كبيرة في األنواع واألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬كنتاج للبحث‬ ‫أو أنها مهددة باالنقراض فضالً عن حدوث انخفاض في تعداد‬
‫عن موارد الطاقة ولألنماط الحالية الستخدام الطاقة‪.‬‬ ‫جماعات األنواع على نطاق واسع واالعتقاد السائد إلى حد‬
‫ويمكن مشاهدة النتائج على جميع المستويات‪ :‬على‬ ‫بعيد بأن التنوع الوراثي هو في تراجع‪ .‬وهناك اعتقاد راسخ بأن‬
‫الصعيد المحلي‪ ،‬حيث يهدد الخطر توافر طاقة‬ ‫التغيرات التي طرأت على التنوع البيولوجي التي تشق طريقها‬
‫الكتلة الحيوية التقليدية؛ وعلى الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫اآلن للتأثير على اليابسة ومياه البحر والمياه العذبة في‬
‫حيث تؤثر أسعار الطاقة على السياسات الحكومية؛‬ ‫العالم تتسم بأنها أكثر سرعة عن أي وقت مضى في‬
‫وعلى الصعيد العالمي‪ ،‬حيث يغير تغير المناخ بفعل‬ ‫التاريخ البشري‪ ،‬وأنها قد تؤدي إلى حدوث تدهور في العديد‬
‫استخدام الوقود األحفوري فئات األنواع وسلوكها‪ .‬ومن‬ ‫من خدمات األنظمة اإليكولوجية على مستوى العالم‪.‬‬
‫المحتمل أن يكون لتغير المناخ آثار كبيرة جدا ً على‬
‫موارد الرزق‪ ،‬بما في ذلك أنماط تغيير توزيع األمراض‬
‫المعدية لإلنسان والفرص المتزايدة لألنواع الغريبة‬
‫الغازية‪.‬‬
‫‪ n‬تتأثر صحة اإلنسان بالتغيرات التي تطرأ في التنوع‬
‫البيولوجي وخدمات األنظمة اإليكولوجية‪ .‬وقد أدت‬
‫التغيرات التي طرأت على البيئة إلى تبدل أنماط‬
‫األمراض وتعرض اإلنسان النتشارها‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬
‫تضع أنماط الزراعة الحالية‪ ،‬المعتمدة على إدخاالت‬
‫الموارد العالية (مثل المياه واألسمدة) والتكثيف‬
‫الزراعي‪ ،‬أعباء كبيرة على األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬مما‬
‫يُسهم في حدوث عدم توازن في التغذية والحد من‬
‫الوصول إلى األغذية البرية‪.‬‬
‫‪ n‬تعتمد المجتمعات البشرية في كل مكان على‬
‫التنوع البيولوجي للهوية الثقافية والقيم الروحية‬
‫واإللهام واالستمتاع الجمالي واالستجمام‪ .‬كما‬
‫يمكن للثقافة لعب دور رئيسي في المحافظة على‬
‫التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام له‪ .‬ويؤثر فقد‬
‫التنوع البيولوجي على كل من رفاهية اإلنسان المادية‬
‫وغير المادية‪ .‬كما يمثل كل من الفقد المستمر‬
‫للتنوع البيولوجي واضطراب التكامل الثقافي عوائق‬
‫في سبيل تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‪.‬‬

‫يستمر فقد التنوع البيولوجي نظرا ً لعدم دمج‬


‫السياسيات الحالية واألنظمة االقتصادية لقيم التنوع‬
‫البيولوجي بشكل فعال في أي من األنظمة السياسية أو‬
‫أنظمة السوق‪ ،‬إلى جانب عدم التطبيق الكامل للعديد‬
‫من السياسات الحالية‪ .‬وعلى الرغم من أن العديد من‬
‫حاالت فقد التنوع البيولوجي‪ ،‬بما في ذلك تدهور األنظمة‬
‫اإليكولوجية‪ ،‬تتسم بالبطء أو التدرج‪ ،‬إال أنها يمكن أن تؤدي‬
‫إلى حاالت تراجع مفاجئة ودراماتيكية في قدرة التنوع‬
‫البيولوجي على المساهمة في رفاهية اإلنسان‪ .‬ويمكن‬
‫للمجتمعات الحديثة االستمرار في التنمية دون فقد المزيد‬
‫من التنوع البيولوجي فقط في حالة إصالح اإلخفاقات‬
‫السياسية والسوقية‪ .‬وتشمل هذه اإلخفاقات دعم اإلنتاج‬
‫المضاد واالنتقاص من قيمة الموارد البيولوجية واإلخفاق‬
‫في استيعاب التكاليف البيئية في األسعار واإلخفاق في‬
‫تقدير القيم العالمية على المستوى المحلي‪ .‬وسوف‬
‫يتطلب خفض معدل فقد التنوع البيولوجي بحلول عام‬
‫‪ 2010‬أو بعد هذا التاريخ انتهاج سياسات حفظ داعمة‬
‫متعددة ومتبادلة واالستخدام المستدام واإلدراك الفعال‬
‫لقيمة الفوائد المستقاة من التنوع الواسع للحياة على‬
‫سطح األرض‪ .‬ويتم في الوقت الراهن إنفاذ بعض من هذه‬
‫السياسيات على الصعيد المحلي والوطني والدولي‪ ،‬ولكن‬
‫ال يزال التطبيق الكامل لها غير واضح‪.‬‬
‫على حد سواء‪ .‬وفي الوقت الذي تتوفر فيه بدائل تكنولوجية‬ ‫مقدمة‬
‫لبعض الخدمات التي يوفرها التنوع البيولوجي‪ ،‬إال أنها‬ ‫لقد تطور إدراك أهمية التنوع البيولوجي في العشرين سنة‬
‫عادة تكون أكثر كلفة بالمقارنة مع الفوائد المستقاة من‬ ‫الماضية منذ صدور تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية‬
‫األنظمة اإليكولوجية جيدة اإلدارة‪ .‬ويؤثر فقد التنوع‬ ‫(لجنة برونتالند)‪ .‬وثمة إدراك متزايد بأن الناس جزء من‬
‫البيولوجي على الفقراء بشكل خاص‪ ،‬الذين يعتمدون كثير ًا‬ ‫األنظمة اإليكولوجية التي يعيشون فيها وال ينفكون عنها‬
‫بصورة مباشرة على خدمات األنظمة اإليكولوجية على‬ ‫وأنهم يتأثرون بالتغيرات في األنظمة اإليكولوجية‬
‫المستوى المحلي والذين ال يستطيعون سداد كلفة البدائل‪.‬‬ ‫ومجموعات الكائنات الحية والتغيرات الوراثية‪ .‬وإلى جانب‬
‫وعلى الرغم من االرتفاع المعتاد للفوائد المالية الخاصة‪،‬‬ ‫صحة اإلنسان وثرائه‪ ،‬فإن أمنه وثقافته كذلك يتأثران‬
‫األكثر تقييداً‪ ،‬المتعلقة باألنشطة التي تفضي إلى فقد‬ ‫بشدة بالتغيرات في التنوع البيولوجي واآلثار ذات الصلة‬
‫التنوع البيولوجي‪ ،‬مثل تحويل أشجار القرم االستوائية إلى‬ ‫على خدمات األنظمة اإليكولوجية‪.‬‬
‫مشاريع زراعة مائية‪ ،‬إال أنها غالب ًا ما تجسد العديد من‬
‫التكاليف االجتماعية والبيئية‪ .‬وتعتبر الفوائد اإلجمالية أقل‬ ‫وانطالق ًا من كونه األساس لجميع خدمات األنظمة‬
‫تكرار ًا إلى حد بعيد من الفوائد االجتماعية‪ ،‬الموزعة بشكل‬ ‫اإليكولوجية وقاعدة التنمية المستدامة الحقيقية‪ ،‬يلعب‬
‫أكبر‪ ،‬والتي يتم فقدها مع التنوع البيولوجي‪ ،‬والتي غالب ًا‬ ‫التنوع البيولوجي دور ًا جوهري ًا في المحافظة على رفاهية‬
‫ما تكون القيمة المالية لها مجهولة‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫أكثر من ‪ 6.7‬مليار نسمة في العالم ويعززها‪ ،‬دون أي‬
‫يُسهم فقد األنظمة اإليكولوجية لشجر القرم االستوائي في‬ ‫فرق بين األغنياء والفقراء وسكان الحضر وسكان الريف‪.‬‬
‫تراجع مصائد األسماك واألخشاب والوقود والحد من‬ ‫ويشمل التنوع البيولوجي العديد من صور رأس المال‬
‫الوقاية من العواصف والتعرض المتزايد آلثار أحداث‬ ‫الطبيعي المتجدد الذي تستند إليه موارد الرزق والتنمية‪.‬‬
‫الطقس المتطرف‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد حدت حاالت التراجع والفقد المستمرة‪ ،‬وفي‬
‫العديد من الحاالت‪ ،‬المتسارعة في التنوع البيولوجي على‬
‫وباإلضافة إلى قيم التنوع البيولوجي لتوفير خدمات أنظمة‬ ‫مدار العشرين سنة الماضية من قدرة العديد من األنظمة‬
‫إيكولوجية معينة‪ ،‬يتمتع التنوع البيولوجي كذلك بقيمة‬ ‫اإليكولوجية على توفير الخدمات‪ ،‬كما كان لها آثار سلبية‬
‫أصيلة‪ ،‬مستقلة عن وظائفه والفوائد األخرى للناس (انظر‬ ‫عميقة على فرص التنمية المستدامة حول العالم‪ .‬وتبرز‬
‫اإلطار ‪ .)1-5‬والتحدي القائم هو الموازنة بين القيم‬ ‫هذه اآلثار على وجه الخصوص في العالم النامي‪ ،‬وهي‬
‫الثقافية واالقتصادية واالجتماعية والبيئية للمحافظة على‬ ‫ترجع في جزء كبير منها إلى أنماط االستهالك والتجارة‬
‫التنوع البيولوجي القائم اليوم وبين استخدامه بطريقه تتيح‬ ‫في العالم الصناعي‪ ،‬التي تعد هي نفسها غير مستدامة‪.‬‬
‫توافره لألجيال في المستقبل ودعمهم‪ .‬وتؤثر إدارة‬
‫وسياسات التنوع البيولوجي على جميع قطاعات المجتمع‪،‬‬ ‫إذا لم نأخذ المخاوف المستقبلية مأخذ الجد‪ ،‬ولم يتم‬
‫كما أن لها تداعيات قوية عبر الثقافات والحدود‪ .‬كما أن‬ ‫إدارة المنتجات والخدمات التي يوفرها التنوع البيولوجي‬
‫السياسات المرتبطة بقضايا مثل التجارة والنقل والتنمية‬ ‫على نحو يتسم بالكفاءة‪ ،‬فسوف تصبح الخيارات‬
‫واألمن والرعاية الصحية والتعليم لها آثار أيض ًا على‬ ‫المستقبلية محدودة أو يتم استبعادها‪ ،‬لألغنياء والفقراء‬
‫التنوع البيولوجي‪ .‬وتُظهر المناقشات المتعلقة بالوصول‬
‫وتقاسم الفوائد المرتبطين بالموارد الوراثية‪ ،‬أحد شروط‬ ‫اإلطار ‪1-5‬الحياة على كوكب األرض‬
‫اتفاقية التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬الخاصة باألمم المتحدة‪،‬‬
‫أن إدراك القيمة الكاملة للتنوع البيولوجي ليس باألمر‬ ‫التنوع البيولوجي هو تنوع الحياة على األرض‪ .‬ويتضمن التنوع على المستوى الجيني‪ ،‬مثل التنوع بين األفراد في شعب معين‬
‫أو بين أنواع النباتات‪ ،‬وتنوع األنواع‪ ،‬إلى جانب تنوع األنظمة اإليكولوجية والموائل‪ .‬كما أن التنوع البيولوجي ليس مجرد التنوع‬
‫الهين‪ .‬وباإلضافة إلى الفجوات المتبقية في إدراك التنوع‬ ‫في المظهر والتركيب بل يتجاوز ذلك‪ .‬وهو يشمل التنوع من حيث الوفرة (مثل عدد الجينات واألفراد والجماعات والموائل في‬
‫البيولوجي ووظائف النظام اإليكولوجي‪ ،‬فقد يكون لدى كل‬ ‫مكان معين)‪ ،‬ومن حيث التوزيع (بين المواقع وعبر الزمن)‪ ،‬ومن حيث السلوك‪ ،‬بما في ذلك التفاعالت بين مكونات التنوع‬

‫صاحب مصلحة منفرد قيم ًا مختلفة لنفس سمة التنوع‬ ‫البيولوجي‪ ،‬مثل التي توجد بين األنواع المُ لقحة والنباتات‪ ،‬أو التي توجد بين المفترس والفريسة‪ .‬إضافة إلى أن التنوع‬
‫البيولوجي أيضا ً يندمج مع التنوع الثقافي اإلنساني‪ ،‬الذي يمكن أن يتأثر بنفس موجهات التنوع البيولوجي‪ ،‬والذي له آثاره على‬
‫البيولوجي‪ .‬ويتطلب بناء مفهوم كامل لهذه القيم إجراء‬ ‫تنوع الجينات‪ ،‬واألنواع واألنظمة اإليكولوجية األخرى‪.‬‬
‫بحث إضافي معقول وتقييمات مقدرة ومتعددة التخصصات‬
‫وشاملة على نحو متزايد للفوائد التي يوفرها التنوع‬ ‫لقد تطور التنوع البيولوجي خالل الـ ‪ 3.8‬بليون عام األخيرة‪ ،‬أو خالل تاريخ كوكبنا الذي يصل إلى ‪ 5‬باليين عام تقريبا ً‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أنه قد تم تسجيل خمس حوادث انقراض كبيرة خالل هذه الفترة‪ ،‬إال أن األعداد الكبيرة للجينات وتنوعها‪ ،‬واألنواع‬
‫البيولوجي لصحة وثروة وأمن الناس‪.‬‬ ‫واألنظمة اإليكولوجية الموجودة في عالمنا اليوم هي نفسها التي تطور بها اإلنسان‪ ،‬والتي يعتمد عليها البشر‪.‬‬

‫وتبرهن العالقات بين التنوع البيولوجي والمواضيع‬


‫الخمسة الرئيسية التي تم تقييمها في هذا الفصل ‪ -‬تأمين‬
‫موارد الرزق‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والثقافة ‪ -‬بما‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪160‬‬


‫الزراعية الناجحة وتسهم في تأمين موارد الرزق‪.‬‬ ‫ال يدع مجا ًال للشك على أهمية التنوع البيولوجي لتلك‬
‫الجوانب المتعلقة برفاهية اإلنسان‪ .‬ويشكل التنوع‬
‫ويتزايد اإلدراك بأن خدمات األنظمة اإليكولوجية الثقافية‬ ‫البيولوجي أساس ًا للزراعة ويساعد في إنتاج المواد‬
‫ينظر إليها بشكل متزايد كمحددات رئيسية لرفاهية‬ ‫الغذائية‪ ،‬في كل من الحياة البرية والمساحات المزروعة‪،‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬بما فيها المحافظة على التقاليد الثقافية والهوية‬ ‫مما يُسهم في صحة وتغذية كل الناس‪ .‬وقد ساعدت الموارد‬
‫الثقافية والقيم الروحية‪ .‬ومن الفوائد األخرى الواسعة‬ ‫الوراثية عمليات التحسين الحالية للماشية والمحاصيل‪،‬‬
‫للتنوع البيولوجي أنه يساعد في إنتاج الطاقة من الكتلة‬ ‫وستساعد في التحسينات المستقبلية‪ ،‬كما أنها تتيح‬
‫األحيائية وأنواع الوقود األحفوري‪ .‬ورغم أن هذا االستخدام‬ ‫المرونة وفق ًا لمتطلبات السوق والتكيف وفق ًا للظروف‬
‫حقق فوائد جمة للعديد من الشعوب (انظر اإلطار ‪،)2-5‬‬ ‫البيئية المتغيرة‪ .‬ومن المحتمل أن التنوع البيولوجي في‬
‫إال أنه كان له آثار سلبية كبيرة غير مباشرة تمثلت في‬ ‫الحياة البرية يمثل أكبر أهمية مباشرة لدى بليون شخص‬
‫تغير المناخ الذي يحدث بفعل اإلنسان وتحول الموائل‪.‬‬ ‫حول العالم يعيشون حياة الكفاف‪ .‬ومن ثم‪ ،‬سيكون‬
‫وتُصبح هذه المقايضات‪ ،‬المتأصلة في االستخدام المفرط‬ ‫لتراجع هذا التنوع البيولوجي تداعيات خطيرة على الصحة‬
‫للتنوع البيولوجي‪ ،‬أكثر وضوح ًا بشكل متزايد‪ ،‬حيث إن‬ ‫والثقافة وموارد الرزق‪ .‬وتعزز الخدمات الداعمة‪ ،‬مثل دورة‬
‫هناك طلبات أكبر على خدمات األنظمة اإليكولوجية‪.‬‬ ‫التغذية وتكوّن التربة وتنظيم الخدمات‪ ،‬مثل السيطرة على‬
‫اآلفات واألمراض وتنظيم الفيضانات والتلقيح‪ ،‬األنظمة‬

‫اإلطار ‪ 2-5‬قيمة التنوع البيولوجي وخدمات النظام اإليكولوجي‬

‫يعتمد توفير خدمات النظم اإليكولوجية على سمات التنوع البيولوجي‪ .‬يتباين نوع التنوع البيولوجي‬
‫وكمه ونوعيته وأنشطته وتوزيعه المطلوب لتمكين األنظمة اإليكولوجية من أداء مهامها وتوفير الفوائد‬
‫لألفراد‪ ،‬بين الخدمات‪ .‬ويمكن تصنيف أدوار التنوع البيولوجي في توفير الخدمات اإليكولوجية على أنها‬
‫موفرة وتنظيمية وثقافية وداعمة (راجع الفصل ‪ ،)1‬وقد يلعب التنوع البيولوجي أدوارا ً متعددة في توفير‬
‫هذه األنواع من الخدمات‪ .‬ففي الزراعة‪ ،‬يمثل التنوع البيولوجي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬األساس لخدمة إمداد‬
‫(الغذاء أو الوقود أو النسيج هي المنتج النهائي)‪ ،‬وخدمة داعمة (مثل الكائنات الدقيقة التي تقوم بتدوير‬
‫المواد المغذية وتكوين التربة)‪ ،‬وخدمة تنظيمية (مثلما يتم من خالل التلوث)‪ ،‬وبشكل محتمل خدمة‬
‫ثقافية من حيث الفوائد الروحية أو الجمالية أو الهوية الثقافية‪.‬‬

‫وتعتبر اإلسهامات التي تقدمها خدمات األنظمة اإليكولوجية المعتمدة على التنوع البيولوجي‬
‫لالقتصاديات الوطنية كبيرة‪ .‬ويعد علم تقييم خدمات النظم اإليكولوجية جديدا ً‪ ،‬وال يزال يقوم بتطوير‬
‫مستوى الدقة والموافقة األساسية النظرية والمنهجية‪ ،‬إال أنه توجيهي للغاية بالفعل‪ ،‬حيث يتم‬
‫تجاهل قيمة هذه الخدمات عموما ً أو بخسها على مستويات صنع القرار والسياسات‪ .‬وسيساعد تحديد‬
‫القيم االقتصادية لقيم خدمات األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬بجانب مفاهيم القيمة الجوهرية وغيرها من‬
‫العوامل‪ ،‬بشكل كبير في القرارات المستقبلية المرتبطة بالتوازنات في إدارة األنظمة اإليكولوجية‪.‬‬

‫قيمة‪:‬‬
‫‪ n‬المصيد السمكي السنوي العالمي — ‪ 58‬بليون دوالر أمريكي (خدمة اإلمداد)‪.‬‬
‫‪ n‬العوامل المضادة للسرطان من الكائنات البحرية ‪ -‬ما يصل إلى بليون دوالر‪/‬سنة (خدمة إمداد)‪.‬‬
‫‪ n‬سوق أدوية األعشاب العالمية ‪ -‬نحو ‪ 43‬بليون دوالر أمريكي تقريبا ً في عام ‪( 2001‬خدمة إمداد)‪.‬‬
‫يوفر نحل العسل (أبيس ميليفيرا ‪ ،‬وأبيس ميليفيكا) خدمات تنظيمية من خالل التلقيح‪.‬‬
‫‪ n‬نحل العسل كعامل تلقيح للمحاصيل الزراعية — ما يصل إلى ‪ 8‬بليون دوالر أمريكي‪/‬سنة (خدمة‬
‫شارك بالصور‪J. Kottmann/WILDLIFE/Still Pictures :‬‬
‫تنظيمية)‪.‬‬
‫‪ n‬الشعاب المرجانية للمصايد السمكية والسياحة — ‪ 30‬بليون دوالر أمريكي‪/‬سنة‬
‫(انظر اإلطار ‪( )5-5‬خدمة ثقافية)‪.‬تكلفة‪:‬‬
‫من هذه الخدمات اإليكولوجية التي تم تقييمها‪ ،‬يتدهور ما يقرب من ‪ 60‬في المائة أو يتم استخدامها‬
‫على نحو غير مستدام‪ ،‬بما في ذلك المصايد السمكية ومعالجة النفايات وإزالة سميتها‪ ،‬وتنقية المياه‬
‫‪ n‬تدهور أشجار القرم في باكستان ‪ -20‬مليون دوالر أمريكي خسائر الصيد‪ ،‬و‪ 500000‬دوالر أمريكي‬
‫والحماية من المخاطر الطبيعية وتنظيم نوعية الهواء وتنظيم المناخ اإلقليمي والمحلي والسيطرة‬
‫خسائر األشجار و‪ 1.5‬مليون دوالر أمريكي خسائر التغذية والمراعي (خدمات إمداد تنظيمية)‪.‬‬
‫على التآكل (راجع الفصول ‪ ،2‬و‪، 3‬و‪ 4‬و‪ .)6‬وقد تأثر معظمها بصورة مباشرة بزيادة في الطلب على خدمات‬
‫‪ n‬انهيار مصايد أسماك القد في نيوفاوندالند ‪ 2 -‬بليون دوالر أمريكي وعشرات اآلالف من الوظائف‬
‫اإلمداد‪ ،‬مثل المصايد ولحوم الحيوانات البرية والمياه واألخشاب واأللياف والوقود‪.‬‬
‫(خدمة إمداد)‪.‬‬

‫المصادر‪Emerton and Bos 2004, FAO 2004, MA 2005, Nabhan and Buchmann 1997, UNEP 2006a, WHO 2001 :‬‬

‫‪161‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫متأخرة لظهور إجماع على أن المحافظة على التنوع‬ ‫وال يستخدم الناس بشكل مباشر سوى نسبة مئوية‬
‫البيولوجي والتنمية المستدامة مرتبطان بعالقة معقدة‪ ،‬كما‬ ‫صغيرة للغاية من التنوع البيولوجي‪ .‬وتقلل الزراعة التنوع‬
‫أوضح المثال الذي أيدته القمة العالمية للتنمية المستدامة‬ ‫من أجل زيادة إنتاجية عنصر تنوع بيولوجي ذا أهمية‬
‫(‪ )WSSD‬في جوهانسبرج عام ‪ 2002‬المتعلقة بهدف‬ ‫خاصة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يعتمد الناس بشكل غير مباشر على‬
‫اتفاقية التنوع البيولوجي (‪ ،2010 )CBD‬ودمج هذا‬ ‫مقدار أكبر بكثير من التنوع البيولوجي دون إدراكه‪ .‬ومن‬
‫الهدف الحق ًا في األهداف اإلنمائية لأللفية‪.‬‬ ‫أمثلة ذلك‪ ،‬البكتريا والميكروبات التي تحوّل النفايات إلى‬
‫منتجات صالحة لالستخدام والحشرات التي تنقل الرحيق‬
‫نظرة عامة عالمية على حالة التنوع البيولوجي‬ ‫إلى المحاصيل واألزهار والمناظر الطبيعية المتنوعة من‬
‫األنظمة اإليكولوجية‬ ‫الناحية البيولوجية التي توفر اإللهام والمتعة حول العالم‪.‬‬
‫تتفاوت األنظمة اإليكولوجية إلى حد بعيد في حجمها‬ ‫وتعتمد خدمات األنظمة اإليكولوجية هذه أو الفوائد‬
‫وتركيبها‪ ،‬حيث تتراوح ما بين مجتمع صغير من الميكروبات‬ ‫المستقاة من التنوع البيولوجي في نهاية المطاف على‬
‫في قطرة ماء إلى غابات األمازون المطيرة برمتها‪.‬‬ ‫النظم اإليكولوجية العاملة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتفاوت حجم التنوع‬
‫فالوجود الفعلي للناس في حد ذاته‪ ،‬وكذلك وجود الماليين‬ ‫البيولوجي المطلوب لتمكين األنظمة اإليكولوجية من العمل‬
‫من األنواع التي تقاسمنا كوكبنا يعتمد على صحة أنظمتنا‬ ‫بفاعلية بشكل كبير ويظل مقدار التنوع البيولوجي المطلوب‬
‫اإليكولوجية‪ .‬ويضع األفراد أعباء متزايدة على األنظمة‬ ‫لإلمداد المستدام بخدمات األنظمة اإليكولوجية في الوقت‬
‫اإليكولوجية األرضية والمائية في العالم (راجع الفصلين ‪3‬‬ ‫الراهن وفي المستقبل مجهو ًال إلى حد كبير‪.‬‬
‫و‪ .)4‬وعلى الرغم من أهمية األنظمة اإليكولوجية‪،‬إال أن‬
‫الناس تقوم بتعديل نطاقها وتركيبها بمعدالت غير متوقعة‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من الحاجة الماسة إلى المحافظة بشكل أكثر‬
‫مع اإلدراك الضعيف للتداعيات التي ستكون لهذا التعديل‬ ‫كفاءة على التنوع البيولوجي واستخدامه بشكل مستدام‪،‬‬
‫فيما يتعلق بقدرة األنظمة اإليكولوجية على العمل وتوفير‬ ‫يستمر فقد التنوع البيولوجي‪ ،‬ويتزايد في العديد من‬
‫الخدمات في المستقبل (‪ .)MA 2005‬يوضح الشكل‬ ‫المناطق في الوقت الراهن‪ .‬وتبلغ معدالت انقراض األنواع‬
‫ال لحالة األنظمة اإليكولوجية األرضية‪.‬‬
‫‪ 1-5‬تحلي ً‬ ‫معدالت أعلى بمائة ضعف من معدل الخط القاعدي الذي‬
‫أظهره السجل األحفوري (انظر اإلطار ‪ .)3-5‬وتُعزى حاالت‬
‫لقد تم تحويل ‪ 20-50‬في المائة من مساحات أسطح أكثر‬ ‫الفقد إلى مجموعة من الضغوط‪ ،‬بما في ذلك التغير في‬
‫من نصف ‪ 14‬منطقة بيولوجية في العالم بالفعل إلى‬ ‫استخدام األراضي وتدهور الموائل واإلفراط في استغالل‬
‫أراض زراعية (‪ .)Olson and others 2001‬كما‬ ‫الموارد والتلوث وانتشار األنواع الغريبة الغازية‪ .‬وتوجه‬
‫خضعت غابات األشجار عريضة األوراق الجافة االستوائية‬ ‫مجموعة من الموجّ هات االجتماعية‪-‬االقتصادية هذه‬
‫للتحول األكثر سرعة منذ عام ‪ ،1950‬يلي ذلك المراعي‬ ‫الضغوط نفسها‪ ،‬وبشكل أساسي زيادة أعداد السكان‬
‫المعتدلة والمراعي والسافانا المغمورة‪ .‬ويُعتقد أن ‪ 50‬في‬ ‫والزيادات المرتبطة بذلك في االستهالك العالمي للموارد‬
‫المائة من الموائل المائية الداخلية قد تم تحويلها لالستخدام‬ ‫والطاقة وعدم العدالة المرتبطة بالمستويات المرتفعة من‬
‫البشري خالل القرن العشرين (‪Finlayson and‬‬ ‫االستهالك للفرد في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪( )D’Cruz 2005‬راجع الفصل ‪ .)4‬وقد تم تجزئة ‪60‬‬
‫في المائة تقريب ًا من أنهار العالم الرئيسية بفعل السدود‬ ‫وتتفاوت االستجابات للفقد المستمر للتنوع البيولوجي‬
‫وعمليات التحويل (‪،)Revenga and others 2000‬‬ ‫وتشمل التعيين اإلضافي للمناطق المحمية‪ ،‬وبشكل‬
‫مما يُحد من التنوع البيولوجي كنتاج لفيضانات الموائل‬ ‫متزايد‪ ،‬اإلدارة المحسنة للتنوع البيولوجي في إنتاج‬
‫واضطراب أنماط التدفق وعزل الحيوانات وسد طرق‬ ‫المناظر الطبيعية والمناظر البحرية‪ .‬وهناك إشارات‬
‫الهجرة‪ .‬كما تتأثر أنظمة األنهار إلى حد كبير بمعدالت‬
‫سحب المياه‪ ،‬مما ترك بعض األنهار الرئيسية لتصبح أنهار ًا‬ ‫اإلطار ‪ 3-5‬االنقراض السادس‬
‫جافة بشكل كامل أو شبه كامل‪ .‬وفي القطاع البحري‪،‬‬
‫تشمل األنظمة اإليكولوجية المهددة بشكل خاص الشعاب‬ ‫تشير كافة األدلة المتاحة إلى حدوث انقراض سادس كبير وجار حاليا ً‪ .‬على عكس األحداث الخمسة السابقة‪ ،‬التي كانت‬
‫نتيجة لحوادث طبيعية وتغير كوكبي (انظر اإلطار ‪ ،)1-5‬يرجع الفقدان الحالي للتنوع البيولوجي بصفة أساسية إلى أنشطة‬
‫المرجانية والجبال البحرية المغمورة (انظر اإلطار ‪.)4-5‬‬ ‫اإلنسان‪ .‬وللمعدالت السريعة الحالية لتغيرات الموائل والمناظر الطبيعية والتعديالت الطارئة عليها‪ ،‬وتزايد معدالت انقراض‬
‫األنواع‪ ،‬وقلة التنوع الوراثي نتيجة النخفاض األعداد‪ ،‬تأثيرات على العمليات الطبيعية واحتياجات الناس‪ .‬وتظل تفاصيل العديد‬

‫وتؤثر تجزئة األنظمة اإليكولوجية بشكل متزايد على‬ ‫من هذه التأثيرات غير أكيدة‪ ،‬إال أنه يمكن التنبؤ بتأثيراتها السلبية الرئيسية وتجنبها أو التخفيف من حدتها‪.‬‬

‫األنواع‪ ،‬السيما األنواع المهاجرة التي تحتاج لشبكة‬


‫متجاورة من المواقع لرحالت الهجرة التي تقوم بها‬
‫واألنواع التي تعتمد على موائل دقيقة معينة وتلك التي‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪162‬‬


‫الشكل ‪ 1-5‬حالة األقاليم اإليكولوجية األرضية‬
‫حرجة أو معرضة للخطر‬
‫مستقرة نسبياً أو سليمة‬
‫ضعيفة‬
‫األقاليم اإليكولوجية غير‬
‫المهددة باستمرار‬

‫مالحظة‪ :‬اإلقليم اإليكولوجي‬


‫عبارة عن وحدة أرض مشتملة‬
‫على مجموعة متميزة جغرافياً‬
‫من األنواع والمجتمعات‬
‫الطبيعية والظروف البيئية‪.‬‬

‫المصدر‪WWF 2006 :‬‬

‫اإلطار ‪ 4-5‬التنوع البيولوجي ألعماق البحار‬

‫البطيء لها هذه األسماك عرضة بصفة خاصة ألنشطة الصيد على نطاق واسع‪ .‬يؤدي نقص البيانات‬ ‫ينظر إلى أعماق البحار بصورة كبيرة على أنها خزان رئيسي للتنوع البيولوجي‪ ،‬يضاهي التنوع البيولوجي‬
‫حول األنظمة اإليكولوجية إلعماق البحار والتنوع البيولوجي ذات الصلة إلى صعوبة التنبؤ بآثار األنشطة‬ ‫المرتبط بالغابات المطيرة االستوائية والشعاب المرجانية للمياه الضحلة‪ .‬وتحتوي ثروة موائل أعماق‬
‫البشرية والسيطرة عليها‪ ،‬لكن من المستبعد أن تكون المستويات الحالية لشبكات الصيد التي تجر‬ ‫البحار المتنوعة ‪ -‬المتمثلة في الفتحات الحرارية المائية واالرتشحات الباردة والجبال البحرية واألخاديد‬
‫على قاع البحار مستدامة‪ ،‬لدرجة أنها قد تكون غير مستدامة حتى بمستويات منخفضة للغاية‪.‬‬ ‫الضيقة والسهول السحيقة واألخاديد الواسعة والبراكين األسفلتية التي تم اكتشافها مؤخرا ً ‪-‬‬
‫على مجموعة كبيرة من األنظمة اإليكولوجية واألنواع المستوطنة‪ .‬على الرغم من عدم فهم حجم‬
‫ويحتاج األمر إلى تعيين تدابير إدارية فعالة لمصايد البحار العميقة وتنوعها البيولوجي‪ .‬ولقد امتد‬ ‫التنوع في أعماق البحار حتى اآلن (فقط ‪ 0.0001‬في المائة من قاع البحر العميق يخضع للتحقيقات‬
‫الحفاظ على األنظمة اإليكولوجية مؤخرا ً إلى أعماق البحر مع تعيين نظام حيد خوان دي فوكا له‬ ‫البيولوجية)‪ ،‬فلقد أشارت التقديرات إلى أن عدد األنواع التي تسكن أعماق البحر قد يرتفع إلى ‪ 10‬مليون‬
‫ولفتحاته الحرارية المائية (‪ )Endeavour Hydrothermal Vents‬في عام ‪( 2003‬بعمق ‪ 2.250‬متر و‪250‬‬ ‫نوع‪ .‬ومن المعتقد أن قاع البحر العميق يدعم وجود أنواع أكثر من جميع البيئات البحرية األخرى‪ .‬ويهدد‬
‫كيلو متر جنوب جزيرة فانكوفر‪ ،‬كندا) كمنطقة طبيعية محمية‪ .‬وتوجد آليات عديدة للحفاظ على‬ ‫التلوث والشحن واألنشطة العسكرية وتغير المناخ التنوع البيولوجي واألنظمة اإليكولوجية البحرية‪،‬‬
‫أعماق البحار‪ ،‬مثل اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار الصادرة عام ‪ )UNCLOS( 1982‬واتفاقية األمم‬ ‫بيد أن الصيد اليوم يمثل التهديد األكبر‪ .‬فظهور تقنيات الصيد الحديثة وأسواق منتجات أسماك أعماق‬
‫المتحدة لألرصدة السمكية الصادرة عام ‪ ،1995‬والسلطة الدولية لقاع البحر (‪ )ISA‬واتفاقية التنوع‬ ‫البحار مكن سفن الصيد من البدء في استغالل هذه األنظمة اإليكولوجية غير واضحة المعالم ألعماق‬
‫البيولوجي الصادرة عام ‪ )CBD( 1992‬واتفاقية االتجار باألنواع المهددة باالنقراض الصادرة عام ‪1973‬‬ ‫البحار‪.‬‬
‫(‪ ,)CITES‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه اآلليات بحاجة إلى تطبيق أكثر فعالية‪ ،‬إذا ما تعين الحفاظ على األنظمة‬
‫اإليكولوجية ألعماق البحار واستخدامها بشكل مستدام‪.‬‬ ‫تمثل شبكات الصيد التي تجر على قاع البحار أكبر تهديد للتنوع البيولوجي‪ .‬ويعتبر هذا النوع من‬
‫الصيد في أعالي البحار أكثر األنواع تدميرا ً للجبال البحرية وشعاب المياه الباردة التي تأويها‪ .‬وتعد هذه‬
‫الموائل موطنا ً للعديد من األنواع السمكية التجارية التي تعيش في القاع‪ .‬كما أن الجبال البحرية تعد‬
‫أراض هامة للتغذية والتفريخ ألنواع‪ ،‬مثل الثدييات البحرية وأسماك القرش والتونة‪ ،‬والتي تجعلها أماكن‬
‫تجذب إليها الصيد بشدة‪ .‬تجعل دورات الحياة الطويلة ألسماك أعماق البحار والنضج الجنسي‬

‫المصادر‪Gianni 2004, UNEP 2006b, WWF and IUCN 2001 :‬‬

‫أمثلة على األنواع التي تعيش في أعماق البحار‪، False boarfish .‬و‪( Neocytlus helgae‬يسار) وشعب المياه الباردة‪،‬‬
‫قاع البحر بعيدا ً عن شمال غرب أستراليا يحوي أعدادا ً هائلة من الشعاب المرجانية واإلسفنج قبل صيدها بالشباك‬ ‫‪( Lophelia‬يمين)‪.‬‬
‫(يسار) وبعد صيدها بالشباك (يمين)‪.‬‬
‫شارك بالصور‪( Deep Atlantic Stepping Stones Science Party, IFE, URI-IAO and NOAA :‬يسار)‪,‬‬
‫شارك بالصور‪Keith Sainsbury, CSIRO :‬‬ ‫‪( UNEP 2006b‬يمين)‬

‫‪163‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫ولفهم االتجاهات في خطر االنقراض‪ ،‬يجب إجراء تقييم‬ ‫تتطلب أنواع ًا متعددة من الموائل خالل المراحل المختلفة‬
‫لحالة حفظ مجموعة األنواع ككل في فترات زمنية منتظمة‪.‬‬ ‫لدورات الحياة‪.‬‬
‫وتتوفر هذه المعلومات في الوقت الراهن فقط للطيور‬
‫والبرمائيات‪ ،‬حيث تشير المعلومات الخاصة بكل منهما‬ ‫األنواع‬
‫إلى وجود زيادة مستمرة في خطر التعرض لالنقراض بدء‬ ‫على الرغم من قيام العلماء بوصف مليوني نوع تقريباً‪ ،‬إال‬
‫من فترة الثمانينيات إلى عام ‪Baillie and( 2004‬‬ ‫أن العدد اإلجمالي لألنواع يتراوح ما بين ‪ 5‬و‪ 30‬مليون‬
‫‪others 2004, Butchart and others 2005,‬‬ ‫نوع (االتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية‬
‫‪.)IUCN 2006‬‬ ‫‪ ،2006‬مايو ‪ .)1992‬ويرتبط الكثير من هذه الشكوك‬
‫بأكثر المجموعات ثراء باألنواع مثل الالفقاريات‪.‬‬
‫ولم يتم توزيع حالة تهديد األنواع بشكل منصف‪ .‬فالغابات‬
‫الرطبة االستوائية تحتوي إلى حد بعيد على أعلى عدد من‬ ‫وقد قدر العلماء أن المعدالت الحالية الموثقة لالنقراض هي‬
‫األنواع المهددة باالنقراض‪ ،‬يليها في ذلك الغابات‬ ‫أعلى بمعدل ‪ 100‬ضعف تقريب ًا عن المعدالت النموذجية‬
‫االستوائية الجافة‪ ،‬والحشائش الجبلية‪ ،‬وأراضي الجنيبات‬ ‫الواردة في السجل األحفوري (‪ .)MA 2005‬وعلى الرغم‬
‫الجافة‪ .‬ولم يُعرف إال النذر اليسير عن توزيع األنواع‬ ‫من أن جهود الحفظ قد حققت نجاح ًا ملموسا في استعادة‬
‫المهددة باالنقراض في موائل المياه العذبة‪ ،‬ولكن تشير‬ ‫العديد من األنواع المهددة (‪ )IUCN 2006‬وإعادة‬
‫التقييمات اإلقليمية الواردة من الواليات المتحدة وحوض‬ ‫اكتشاف أنواع قليلة افترض العلماء أنها تعرضت‬
‫البحر األبيض المتوسط وأماكن أخرى إلى أن األنواع‬ ‫لالنقراض (‪ ،)Baillie and others 2004‬فمن المحتمل‬
‫التي تعيش في المياه العذبة هي‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬معرضة‬ ‫أن تتزايد معدالت االنقراض وفق ًا للترتيب ‪1 000–10 000‬‬
‫لالنقراض بشكل أكبر من األنواع التي تعيش على اليابسة‬ ‫مرة عن المعدالت األساسية على مدار العقود التالية (‪MA‬‬
‫(‪Smith and Darwall 2006, Stein and others‬‬ ‫‪.)2005‬‬
‫‪ .)2000‬كما نفدت المصائد السمكية إلى حد بعيد‪ ،‬حيث‬
‫استُنفد ‪ 75‬في المائة من المخزونات السمكية في العالم‬ ‫وقد تم تقييم أقل من ‪ 10‬في المائة من األنواع الموصوفة‬
‫بشكل كامل أو أُفرط في استغاللها (راجع الفصل ‪.)4‬‬ ‫على مستوى العالم إلى وقتنا الراهن لتحديد حالة حفظها‪.‬‬
‫ومن هذه األنواع‪ ،‬حدد العلماء ‪ 16000‬نوع ًا على أنها‬
‫ويقيس مؤشر الكوكب الحي االتجاهات المتعلقة بوفرة‬ ‫أنواع مهددة باالنقراض‪ .‬وقد وجد العلماء أن نسبة األنواع‬
‫األنواع التي تتوفر لها البيانات حول العالم (‪Loh and‬‬ ‫المهددة من مجموعات الفقاريات الرئيسية التي تم تقيمها‬
‫‪ .)Wackernagel 2004‬وعلى الرغم من حقيقة أن‬ ‫بشكل شامل تبلغ أكثر من ‪ 30‬في المائة من البرمائيات‬
‫الالفقاريات تشكل الغالبية الساحقة من األنواع‪ ،‬إال أن‬ ‫و‪ 23‬في المائة من الثدييات و‪ 12‬في المائة من الطيور‬
‫مؤشرات اتجاه المجموعات الالفقارية توجد فقط لعدد‬ ‫(‪.)IUCN 2006‬‬
‫صغير للغاية من مجموعات األنواع‪ ،‬مثل الفراشات في‬

‫تضم‪ ،‬الالفقاريات التي تتضمن الفراشات‪،‬‬


‫الغالبية العظمى من األنواع‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Ngoma Photos :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪164‬‬


‫الشكل ‪ 2-5‬أمثلة مؤشرات الحالة والضغط واالستجابة التي أقرتها اتفاقية التنوع‬ ‫أوروبا (‪Van Swaay 1990, Thomas and others‬‬
‫البيولوجي لقياس التقدم نحو هدف ‪2010‬‬
‫‪ .)2004a‬وتفترض المعلومات المقيدة المتوفرة أن حاالت‬
‫أ) مؤشر الكوكب الحي‬ ‫تراجع أنواع الفقاريات والالفقاريات قد تكون متشابهة‪،‬‬
‫المؤشر (‪)1.0=1970‬‬
‫ولكن هناك حاجة إلجراء المزيد من الدراسات (‪Thomas‬‬
‫‬ ‫المياه العذبة‬
‫‪.)and others 2004b‬‬
‫مؤشر الكوكب الحي‬
‫‬
‫البحري‬
‫‬
‫األرضي‬ ‫الجينات‬
‫يوفر التنوع الجيني األساس الالزم للتكيف‪ ،‬مما يسمح‬
‫للكائنات الحية باالستجابة لالنتقاء الطبيعي‪ ،‬والتكيف مع‬
‫‬

‫‬ ‫بيئتها‪ .‬وبالتالي تلعب الجينات دور ًا قوي ًا في مرونة التنوع‬


‫البيولوجي للتغيرات العالمية‪ ،‬مثل تغير المناخ أو األمراض‬
‫‬ ‫المصدر‪Loh and :‬‬
‫‪Goldfinger 2006‬‬ ‫الجديدة‪ .‬كما توفر الجينات فوائد مباشرة للناس‪ ،‬مثل‬
‫ ‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫المواد الوراثية الالزمة لتحسين اإلنتاج ومقاومة أمراض‬


‫ب) إجمالي المنطقة المحمية‬
‫المحاصيل (راجع قسم الزراعة) أو لتطوير األدوية‬
‫نسبة المنطقة المحمية مقابل إجمالي المنطقة اإلقليمية (مئويا ً)‬
‫والمنتجات األخرى (راجع قسمي الصحة والطاقة)‪.‬‬
‫‬

‫‬ ‫وعلى مدار العقدين الماضيين‪ ،‬فقدت أهم المحاصيل‬


‫‬
‫الزراعية في العالم التنوع البيولوجي نتيجة للتغيرات‬
‫الطارئة على الممارسات الزراعية (‪Heal and others‬‬
‫‪ .)2002‬وقد يكون للفقدان المستمر للتنوع الجيني‬
‫‬

‫‬ ‫الخاص بهذه المحاصيل آثار كبيرة على األمن الغذائي‬


‫المصدر‪GEO Data :‬‬ ‫(راجع قسم الزراعة)‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن مستوى‬
‫‬
‫‪ ،Portal‬تم جمعه من‬
‫‪UNEP-WCMC 2006‬‬ ‫المعرفة المتوافرة فيما يتعلق بقدر أو معدل فقدان التنوع‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫الجيني يعد سيئاً‪ ،‬ولكن يمكن الوصول إلى استنتاجات من‬


‫ج) البصمة اإليكولوجية للبشرية‬
‫حاالت االنقراض وانخفاض الجماعات الموثقة التي تشير‬
‫عدد األراضي‬
‫إلى حدوث خسارة جينية كبيرة (‪.)IUCN 2006‬‬
‫‬ ‫القدرة البيولوجية‬
‫‬
‫البصمة اإليكولوجية‬
‫للبشرية‬ ‫االستجابات العالمية للحد من فقدان التنوع البيولوجي‬
‫‬ ‫في عام ‪ ،2002‬ألزمت الدول األطراف في اتفاقية التنوع‬
‫‬ ‫البيولوجي نفسها باإلجراءات التي من شأنها "تحقيق‬
‫‬ ‫خفض كبير في المعدل الحالي لفقدان التنوع البيولوجي‪،‬‬
‫‬
‫بحلول عام ‪ ،2010‬على المستويات العالمية واإلقليمية‬
‫والوطنية كمساهمة في تخفيف حدة الفقر‪ ،‬وبما يعود‬
‫‬ ‫المصدر‪Loh and :‬‬
‫‪Goldfinger 2006‬‬ ‫بالنفع على جميع أشكال الحياة على األرض" (‪Decision‬‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‪ .)VI/26, CBD Strategic Plan‬وساعد وضع هذا‬


‫د) قائمة االتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية الحمراء‬
‫للنظم اإليكولوجية المحددة‬ ‫الهدف على إبراز الحاجة إلى مؤشرات التنوع البيولوجي‬
‫مؤشر القائمة الحمراء لبقاء األنواع‬ ‫ُحسنة والقادرة على قياس االتجاهات في مجموعة من‬ ‫الم َّ‬
‫‬ ‫الغابة‬ ‫جوانب التنوع البيولوجي العالمي‪ .‬كما أنه ساعد على‬
‫المياه العذبة‬ ‫حشد المجتمع العلمي في محاولة لوضع مؤشرات قادرة‬
‫‬ ‫البحري‬
‫أراضي‬
‫على قياس االتجاهات في مختلف جوانب أو مستويات‬
‫‬
‫الجنيبات‪/‬المراعي‬ ‫التنوع البيولوجي‪ .‬يقدم الشكل ‪ 2-5‬عينة من مؤشرات‬
‫األرضي‬
‫التنوع البيولوجي العالمي المؤشرات التي ستُستخدم‬
‫‬ ‫لقياس التقدم المحرز نحو تحقيق هدف عام ‪ .2010‬وهي‬
‫تقيس االتجاهات في مجموعات الفقاريات‪ ،‬ومخاطر‬
‫‬ ‫المصدر‪Butchart :‬‬ ‫انقراض الطيور واالستهالك العالمي وإنشاء المناطق‬
‫‪and others 2005‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫المحمية (‪.)SCBD 2006‬‬


‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪165‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫ستكون هناك حاجة متزايدة للتركيز على حفظ التنوع‬ ‫تُظهر مؤشرات مخاطر االنقراض والمؤشرات الخاصة‬
‫البيولوجي خارج المناطق المحمية‪ ،‬بالترابط مع‬ ‫بالسكان التدهور المستمر في التنوع البيولوجي‪ ،‬ويشير‬
‫االستخدامات األخرى لألرض إذا كان معدل فقدان التنوع‬ ‫األثر اإليكولوجي إلى تزايد االستهالك بسرعة وبصورة غير‬
‫البيولوجي إلى انخفاض‪ .‬إن وضع سياسات وعمليات‬ ‫مستدامة‪ .‬وهذه االتجاهات ال تبشر بالخير بالنسبة لتحقيق‬
‫جديدة على جميع المستويات‪ ،‬وعودة الممارسات الزراعية‬ ‫هدف التنوع البيولوجي لعام ‪ 2010‬على الصعيد العالمي‪.‬‬
‫المستدامة‪ ،‬وزيادة تطوير التعاون بين القطاعات‪ ،‬بما في‬ ‫وتنوعت االستجابات للفقدان المستمر للتنوع البيولوجي‪،‬‬
‫ذلك الشراكات بين منظمات الحفظ والصناعات االستخراجية‪،‬‬ ‫وهي تشمل المزيد من تحديد األرض ومناطق المياه داخل‬
‫وإدماج مشاكل التنوع البيولوجي في جميع مجاالت صنع‬ ‫ُحسنة للتنوع البيولوجي في‬
‫المناطق المحمية‪ ،‬واإلدارة الم َّ‬
‫القرار‪ ،‬من شأنها أن تسهم جميعها في مستقبل أكثر أمن ًا‬ ‫المناظر الطبيعية والمناظر البحرية لإلنتاج‪ .‬ويشير مؤشر‬
‫للتنوع البيولوجي‪ ،‬وتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫تغطية المناطق المحمية إلى اتجاه واعد في شكل الزيادة‬
‫المطردة في المنطقة الخاضعة للحماية‪.‬‬
‫وعلى مدار السنوات العشرين الماضية‪ ،‬كان هناك اعتراف‬
‫متزايد بأهمية القضايا البيئية في قطاع التنمية على‬ ‫وخالل العشرين سنة الماضية‪ ،‬زاد عدد المناطق المحمية‬
‫الصعيد العالمي‪ .‬ومن األمثلة على ذلك‪ ،‬التزام األطراف‬ ‫على ‪ ،)Chape and others 2005( 22000‬ويبلغ‬
‫في اتفاقية التنوع البيولوجي بتحقيق انخفاض كبير في‬ ‫حالي ًا أكثر من )‪ .115 000 (WDPA 2006‬ومع ذلك‪،‬‬
‫معدل فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام ‪2010‬‬ ‫يمكن أن يكون عدد المناطق المحمية وتغطيتها مؤشرات‬
‫كمساهمة في تخفيف حدة الفقر‪ ،‬وبما يعود بالنفع على‬ ‫مضللة للحفظ (خاص ًة بالنسبة للمناطق البحرية)؛ فال يعني‬
‫جميع أنواع الحياة على األرض‪ ،‬وإقرار مؤتمر القمة‬ ‫إنشائها بالضرورة وجود إدارة فعالة وتطبيق للوائح‬
‫العالمي في جوهانسبرج لعام ‪ 2002‬بشأن التنمية‬ ‫(‪Mora and others 2006, Rodrigues and‬‬
‫المستدامة (‪ )WSSD‬لهدف اتفاقية التنوع البيولوجي لعام‬ ‫‪ .)others 2004‬كما أن النسبة المئوية والدرجة التي‬
‫‪ ،2010‬وإدماج هدف التنوع البيولوجي لعام ‪ 2010‬في‬ ‫تمت بها حماية كل نظام إيكولوجي تختلف اختالف ًا كبيراً‪.‬‬
‫األهداف اإلنمائية لأللفية الجديدة كهدف جديد في إطار‬ ‫وهناك تقريب ًا ‪ 12‬في المائة من مساحة اليابسة في العالم‬
‫الهدف ‪ 7‬بشأن االستدامة البيئية‪ .‬وقد تم اقتراح إطار‬ ‫تقع في نطاق نوع معين من المناطق المحمية‪ ،‬ولكن أقل‬
‫للعمل في القمة العالمية للتنمية المستدامة (‪)WSSD‬‬ ‫من واحد في المائة من النظم اإليكولوجية البحرية في‬
‫لتنفيذ سياسات التنمية المستدامة التي شملت خمسة‬ ‫العالم يتمتع بالحماية‪ ،‬مع العلم بأن الحاجز المرجاني‬
‫مجاالت رئيسية (المياه‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والتنوع‬ ‫العظيم وشمال غرب جزر هاواي يشكالن الثلث من كافة‬
‫البيولوجي)‪ ،‬وأتاح إطار العمل "‪( "WEHAB‬المياه‪،‬‬ ‫المناطق البحرية المحمية (الشكل ‪Chape and( )3-5‬‬
‫والطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والتنوع البيولوجي) تركيز ًا‬ ‫‪.)others 2005, SCBD 2006‬‬
‫على التنوع البيولوجي وأكد على االعتراف به كعنصر‬
‫أساسي من عناصر جدول أعمال التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫وإضافة إلى ضمان اإلدارة الفعالة للمناطق المحمية‪،‬‬

‫الشكل ‪ 3-5‬درجة حماية األقاليم اإليكولوجية األرضية واألنظمة اإليكولوجية البحرية الكبيرة (نسبة مئوية)‬
‫البحرية‬ ‫األرضية‬
‫أكثر من ‪0.1‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬
‫أكثر من ‪20‬‬ ‫أكثر من ‪50‬‬

‫مالحظة‪ :‬كافة فئات إدارة مناطق‬


‫االتحاد الدولي لحفظ الطبيعة‬
‫والموارد الطبيعية المحمية مجتمعة‪.‬‬
‫المصدر‪UNEP-WCMC 2006a :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪166‬‬


‫موجهات التغيير والضغوط‬
‫إن النمو السكاني‪ ،‬وأنماط االستهالك التي أدت إلى ظهور‬
‫الطلب المتزايد على خدمات النظام اإليكولوجي والطاقة‪،‬‬
‫هي اآلن أهم المحركات التي تؤثر على التنوع البيولوجي‪.‬‬
‫وتؤدي هذه المحركات إلى ضغوط لها آثار مباشرة على‬
‫النظم اإليكولوجية واألنواع والموارد الجينية (انظر الجدول‬
‫‪ .)1-5‬وتسبب األنشطة البشرية تغييرات في كلٍّ من‬
‫عناصر النظم اإليكولوجية الحية وغير الحية‪ ،‬وزادت هذه‬
‫الضغوط بشكل كبير خالل العقود القليلة الماضية‪.‬‬

‫نادر ًا ما تعمل الموجهات والضغوط كلُّ على حدة‪ .‬وإنما‬


‫يميالن إلى التفاعل بطرق تآزرية‪ ،‬وتمثل آثارهما على‬
‫التنوع البيولوجي أكبر من مجموع آثار كل واحدة منهما‬
‫على حدة (‪ .)MA 2005‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يظهر‬
‫التفاعل تباين ًا إقليمي ًا كبير ًا (راجع الفصل ‪ .)6‬وتعمل‬
‫الموجهات والضغوط في نطاقات زمنية ومكانية مختلفة‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬تترك الرواسب الناتجة عن إزالة‬
‫التصحر في سيرا باريما‪ ،‬حوض نهر اورينوكو‬ ‫واآلثار الناجمة عن استخدام الطاقة‪ .‬ويمكن أن تؤدي‬ ‫الغابات في منابع نهر أورينوكو‪ ،‬الموجودة بعمق في‬
‫شارك بالصور‪Mark Edwards/Still :‬‬ ‫أنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات‪ ،‬ومد خطوط األنابيب‪،‬‬ ‫أمريكا الجنوبية‪ ،‬آثار ًا كبيرة على حوض البحر الكاريبي‬
‫‪Pictures‬‬
‫والتعدين بحث ًا عن اليورانيوم والفحم‪ ،‬وبناء سد لتوليد‬ ‫األكبر‪ ،‬وتغير المياه وتوافر المواد الغذائية فيها وتعكرها‬
‫الطاقة الكهرومائية‪ ،‬وقطع األشجار لتوفير أخشاب الوقود‪،‬‬ ‫(‪.)Hu and others 2004‬‬
‫بشكل متزايد‪ ،‬ومزارع الوقود الحيوي‪ ،‬جميعها إلى‬
‫خسارة كبيرة في التنوع البيولوجي في البر والبحر‪.‬‬ ‫ومنذ تقرير لجنة برونتالند‪ ،‬ظهرت عولمة الزراعة‬
‫والسياسات الزراعية غير المالءمة كموجهات رئيسية تؤثر‬
‫وقد أدت التغيرات بفعل اإلنسان واسعة النطاق التي‬ ‫على فقدان األنواع وخدمات النظم اإليكولوجية‪ .‬فالعولمة‬
‫طرأت على البيئة إلى تغيير أنماط أمراض اإلنسان‪،‬‬ ‫تؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة في مكان وكيفية وهوية‬
‫وزيادة الضغوط على رفاهية اإلنسان‪ .‬وزاد كلُّ من فقدان‬ ‫من ينتجون المواد الغذائية وغيرها من السلع الزراعية‪.‬‬
‫يحمل نهر أورينوكو الرواسب الناشئة من‬
‫تدهور األراضي بعيدا ً في األنديز طوال الطريق‬
‫إلى الكاريبي‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬فلون نهر كاروني‬ ‫التنوع البيولوجي‪ ،‬واالزدحام‪ ،‬وتجزئة الموائل من التعرض‬ ‫وقد أدى طلب السوق العالمية على السلع ذات القيمة‬
‫هو األزرق الصافي‪ ،‬حيث يقوم باستنزاف‬
‫لتفشي األمراض (‪.)Lafferty and Gerber 2002‬‬ ‫العالية‪ ،‬مثل فول الصويا‪ ،‬والبن‪ ،‬والقطن‪ ،‬وزيت النخيل‪،‬‬
‫المعالم القديمة لمرتفعات جوانا‪ ،‬حيث‬
‫التآكل أبطأ بكثير‪.‬‬ ‫عالوة على أن بعض التغيرات في النظام اإليكولوجي تؤدي‬ ‫والمحاصيل البستانية‪ ،‬والوقود الحيوي‪ ،‬إلى تحول كبير‬
‫شارك بالصور‪NASA 2005 :‬‬ ‫إلى نشوء مكامن إيكولوجية جديدة داخل الموائل لناقالت‬ ‫في الموائل األساسية وتدهور النظم اإليكولوجية‪ .‬وقد أدي‬
‫هذا إلى أن تحل المشاريع الكبيرة لزراعة المحصول‬
‫الواحد محل حقول المزارع الصغيرة متنوعة المحاصيل‪.‬‬
‫وفي حاالت أخرى‪ ،‬ركزت العولمة وكثفت اإلنتاج في‬
‫األراضي األكثر إنتاجية‪ ،‬مما أدى إلى خفض صافي‬
‫معدالت إزالة الغابات‪.‬‬

‫ويمكن القول بأن جميع العوامل التي تؤدي إلى تسارع‬


‫فقدان التنوع البيولوجي ترتبط عملي ًا بتطور الطلب وزيادته‬
‫على الطاقة من قِ بل المجتمع‪ .‬وتمثل المستويات المرتفعة‬
‫لنصيب الفرد من استخدام الطاقة في العالم المتقدم‪،‬‬
‫وإمكانات النمو في استخدام الطاقة في االقتصاديات‬
‫الناشئة الكبيرة أهمية خاصة‪ .‬إن الزيادة السريعة في‬
‫الطلب على الطاقة لها آثار سريعة على التنوع البيولوجي‬
‫كم تقريب ًا ‪8‬‬
‫على مستويين (‪Guruswamy and McNeely 1998,‬‬
‫‪ :)Wilson 2002‬اآلثار الناجمة عن إنتاج وتوزيع الطاقة‪،‬‬

‫‪167‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫يُتوقع أن يبلغ ‪ 8‬باليين نسمة بحلول عام ‪GEO( 2025‬‬ ‫األمراض‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تعمل على زيادة خطر‬
‫‪ .)Data Portal, from UNPD 2007‬وسيتطلب كل‬ ‫اإلصابة بالمالريا في أفريقيا وحوض األمازون (‪Vittor‬‬
‫هذا الحصول على الغذاء والماء‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة ال‬ ‫‪.)and others 2006‬‬
‫مفر منها في الضغوط الواقعة على الموارد الطبيعية‪ .‬ومن‬
‫المرجح أن تترك البنية التحتية المتزايدة الالزمة لدعم‬ ‫ويتوقع أن تعتمد االتجاهات في التنوع البيولوجي خالل‬
‫سكان العالم البالغ عدده أكثر من ‪ 8‬باليين نسمة آثار ًا‬ ‫العقود القليلة القادمة إلى حد كبير على األنشطة البشرية‪،‬‬
‫خاصة على التنوع البيولوجي في المستقبل (راجع الفصل‬ ‫وال سيما تلك المتعلقة بالتغيرات في استخدام األراضي‪،‬‬
‫‪ .)9‬ومن المرجح كذلك أن تتم تلبية الحاجة المتزايدة‬ ‫وإنتاج الطاقة وحفظها‪ .‬وستتأثر هذه اإلجراءات بدورها‬
‫لإلنتاج الزراعي إلطعام السكان إلى حد كبير عن طريق‬ ‫بعوامل مختلفة‪ ،‬بما في ذلك مراحل التقدم في فهمنا‬
‫التكثيف التجاري‪ ،‬مما يخلف نتائج سلبية على التنوع‬ ‫لخدمات النظم اإليكولوجية‪ ،‬وتطوير بدائل مجدية للموارد‬
‫الجيني للمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية‪ .‬كما‬ ‫الطبيعية (ال سيما الوقود األحفوري)‪ ،‬والتركيز الواقع على‬
‫سيساعد التوسع في تلبية الحاجة‪ ،‬باإلضافة إلى ‪120‬‬ ‫البيئة والمحافظة عليها من جانب حكومات البلدان‬
‫مليون هكتار إضافية متوقعة بحلول عام ‪ 2030‬في البلدان‬ ‫المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء‪ .‬وقد أشارت‬
‫النامية‪ ،‬بما في ذلك األراضي ذات القيمة المرتفعة للتنوع‬ ‫الجهود التي بذلت للتنبؤ بآفاق التنوع البيولوجي على‬
‫البيولوجي (‪.)Bruinsma 2003‬‬ ‫مستوى األنواع إلى أن حاالت االنقراض من المرجح أن‬
‫تستمر على وتيرة أعلى بكثير من المعدل القديم‪ ،‬مع وجود‬
‫وتعتبر الغابات االستوائية النظام البري الذي من المرجح‬ ‫ما يصل إلى ‪ 3.5‬في المائة من الطيور في العالم‬
‫أن يكون أكثر تضرر ًا من جراء األنشطة البشرية في‬ ‫(‪ ،)BirdLife International 2000‬وربما نسبة أكبر‬
‫النصف األول من هذا القرن‪ ،‬وذلك إلى حد كبير عن طريق‬ ‫من البرمائيات وأسماك المياه العذبة‪ ،‬تعاني من االنقراض‬
‫تحويل الموائل للتوسع الزراعي (بما في ذلك نمو مزارع‬ ‫أو مهددة به مع حلول منتصف القرن‪.‬‬
‫الوقود الحيوي)‪ .‬وسيؤدي التفتت المستمر إلى تدهور أكبر‬
‫المناطق المتبقية لكتل الغابات الغنية باألنواع في منطقة‬ ‫ومن المرجح أن يلعب تغير المناخ دور ًا متزايد ًا في توجيه‬
‫األمازون وحوض نهر الكونغو‪ .‬ومن المتوقع أيض ًا أن‬ ‫تغييرات التنوع البيولوجي‪ ،‬إلى جانب تغير حاالت توزيع‬
‫تستمر النظم اإليكولوجية البحرية والساحلية في التدهور‪،‬‬ ‫األنواع ووفرتها النسبية؛ نظر ًا ألن أحوالها المناخية‬
‫باإلضافة إلى زيادة اآلثار الموجودة‪ ،‬مثل الصيد‪ ،‬وزيادة‬ ‫المفضلة تتحرك نحو القطبين واتجاهات أعلى‪ ،‬مما أسفر‬
‫المواد المغذية الكيميائية من األنشطة البرية والتحول‬ ‫عن تعريض تلك األنواع المستوطنة في المناطق القطبية‬
‫الساحلي لتربية األحياء المائية (‪.)Jenkins 2003‬‬ ‫والمناطق الجبلية المرتفعة لخطر أكبر‪ .‬وباإلضافة إلى‬
‫وستتأثر األنواع الكبيرة‪ ،‬بما في ذلك الحيوانات المفترسة‬ ‫ذلك‪ ،‬يمكن أن تؤدي التغييرات الطارئة على مجموعات‬
‫العليا‪ ،‬بشكل خاص مع حاالت انخفاض كبيرة وبعض‬ ‫األنواع الناقلة إلى تسهيل انتشار األمراض التي تصيب‬
‫حاالت االنقراض المحتملة‪.‬‬ ‫البشر وأنواع ًا أخرى‪ ،‬مثل المالريا‪ ،‬ومرض‬
‫‪ chytridiomycosis‬الفطري الذي يفتك بالبرمائيات‪.‬‬
‫إن التغيرات اإليجابية والسلبية على حد سواء في‬ ‫‪ ،Telestes polylepis‬أحد األنواع المهددة‬
‫باالنقراض بصورة خطيرة ويعيش في المياه‬
‫اتجاهات التنوع البيولوجي خالل العقود القليلة القادمة أمر‬ ‫وسينشأ ضغط أكبر على التنوع البيولوجي نتيجة الزيادة‬ ‫العذبة بكرواتيا‪.‬‬

‫حتمي‪ ،‬ولكن تفاصيل هذه التغييرات ال تزال غير نهائية‪.‬‬ ‫المستمرة في عدد السكان على الصعيد العالمي الذي‬ ‫شارك بالصور‪Jörg Freyhof :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪168‬‬


‫‪( WEHAB‬المياه‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والتنوع‬ ‫ويمكن تقليل حجمها إلى حد ما والتخفيف من حدتها‬
‫البيولوجي) المنبثق عن ‪ .WSSD‬ومن المرجح أن تظهر‬ ‫بمزيد من الدمج العتبارات التنوع البيولوجي في‬
‫هذه الروابط على أنها األكثر أهمية في تنفيذ اإلجراءات‬ ‫السياسات الوطنية‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة أنشطة المسؤولية‬
‫التي من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫االجتماعية للشركات وإجراءات الحفظ‪ .‬ومع االلتزام من‬
‫حقاً‪ .‬ويلخص الجدول ‪ 1-5‬بعض تأثيرات المحركات‬ ‫جانب الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات العلمية‬
‫الرئيسية على التنوع البيولوجي‪ ،‬والنظم اإليكولوجية‪،‬‬ ‫والمجتمع المدني‪ ،‬يمكن اتخاذ إجراءات لضمان التقدم‬
‫ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫نحو تحقيق هدف عام ‪ 2010‬التفاقية التنوع البيولوجي‪،‬‬
‫واألهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬وما هو أبعد من ذلك‪.‬‬
‫تأمين موارد الرزق‬
‫توفر األنظمة اإليكولوجية خدمات مهمة‬ ‫االتجاهات واالستجابات البيئية‬
‫يسهم التنوع البيولوجي بصورة مباشرة وغير مباشرة في‬ ‫يرتبط التنوع البيولوجي ارتباط ًا وثيق ًا بتأمين موارد‬
‫تأمين موارد الرزق (‪ .)MA 2005‬وتمثل النظم‬ ‫الرزق‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والثقافة؛ وهي‬
‫اإليكولوجية العاملة حواجز حاسمة ضد األحوال المناخية‬ ‫المواضيع الخمسة التي تم تحليلها في هذا الفصل‪ .‬ومن‬
‫القاسية‪ ،‬وتعمل بمثابة بالوعات للكربون ومرشحات‬ ‫بين هذه المواضيع‪ ،‬تم مناقشة الزراعة (من حيث األمن‬
‫للملوثات التي تنتقل عن طريق المياه والهواء‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫الغذائي) والطاقة صراح ًة في تقرير لجنة برونتالند‪ ،‬ومع‬
‫المثال‪ ،‬يبدو أن تكرار االنهيارات األرضية الضحلة يرتبط‬ ‫التركيز على المياه والصحة يربطان مع ًا إطار عمل‬

‫الجدول ‪ 1-5‬اآلثار الواقعة على التنوع البيولوجي بسبب الضغوط الكبرى والتأثيرات المصاحبة على خدمات النظام اإليكولوجي ورفاهية اإلنسان‬

‫التداعيات المحتملة على خدمات النظم‬


‫أمثلة‬ ‫اإليكولوجية ورفاهية اإلنسان‬ ‫اآلثار على التنوع البيولوجي‬ ‫الضغوط‬

‫فُقد ما يقرب من ‪ 6‬مليون هكتار من الغابات االستوائية الرطبة بين عامي ‪1990‬‬ ‫‪n‬اإلنتاج الزراعي المتزايد‬ ‫‪ n‬تناقص في الموائل الطبيعية‬ ‫تحويل الموائل‬
‫و‪ 1997‬سنوياً‪ .‬وتختلف اتجاهات التصحر من منطقة إلى منطقة‪ ،‬والمستوى األعلى‬ ‫‪n‬فقدان مقومات تنظيم المياه‬ ‫‪n‬مجانسة تكوين األنواع‬
‫لالختالف في جنوب شرق أسيا‪ ،‬يليها أفريقيا وأمريكا الالتينية‪ .‬باإلضافة إلى تدهور‬ ‫‪n‬االعتماد على أنواع أقل‬ ‫‪n‬تجزؤ المناظر الطبيعية‬
‫ما يقرب من ‪ 2‬مليون هكتار بشكل ملحوظ كل عام (‪.)Achard and others 2002‬‬ ‫‪n‬تناقص المصايد السمكية‬ ‫‪n‬تدهور التربة‬
‫(راجع الفصل ‪)3‬‬ ‫‪n‬تضاؤل الحماية الساحلية‬
‫‪n‬فقدان المعرفة التقليدية‬

‫هيمن نوع من قناديل البحر‪ ،‬يعرف باسم "‪ ،"Mnemiopsis leidyi‬ظهر بالصدفة‬ ‫‪n‬فقدان الموارد التقليدية المتاحة‬ ‫‪n‬التصارع مع األنواع األصلية وافتراسها‬ ‫األنواع الغريبة الغازية‬
‫عام ‪ 1982‬من خالل السفن القادمة من ساحل المحيط األطلنطي بالواليات المتحدة‪،‬‬ ‫‪n‬فقدان األنواع محتملة النفع‬ ‫‪n‬التغيرات في وظيفة األنظمة اإليكولوجية‬
‫على النظام اإليكولوجي البحري بأكمله في البحر الميت‪ ،‬دخل في صراع مباشر مع‬ ‫‪n‬خسائر في إنتاج الغذاء‬ ‫‪n‬حاالت االنقراض‬
‫األسماك األصلية للحصول على غذائه‪ ،‬مما تسبب في تدمير ‪ 26‬مصيدة تجارية حتى‬ ‫‪n‬زيادة تكاليف الزراعة والحراجة والمصايد‬ ‫‪n‬المجانسة‬
‫عام ‪.)Shiganova and Vadim 2002( 1992‬‬ ‫السمكية وإدارة المياه وصحة اإلنسان‬ ‫‪n‬التلوث الوراثي‬
‫‪ n‬عرقلة نقل المياه‬

‫تشير التقديرات إلى حصد ‪ 1-3.4‬مليون طن من اللحوم البرية (لحوم األدغال) سنوي ًا‬ ‫‪n‬نقص توافر الموارد‬ ‫‪ n‬حاالت االنقراض وتناقص األعداد‬ ‫فرط االستغالل‬
‫من حوض نهر الكونغو‪ .‬ويعتقد أن تلك التقديرات هي ستة أضعاف المعدل المستدام‪.‬‬ ‫‪n‬تراجع إمكانيات كسب الدخل‬ ‫‪n‬األنواع الغريبة التي ظهرت بعد نفاد‬
‫وتسهم التجارة في اللحوم البرية بصورة كبيرة لكن بشكل غير ظاهر غالب ًا في‬ ‫‪n‬زيادة المخاطر البيئية (انخفاض المرونة)‬ ‫الموارد‬
‫االقتصاديات الوطنية المعتمدة على هذا المورد‪ .‬وتشير التقديرات مؤخر ًا إلى أن قيمة‬ ‫‪n‬انتقال األمراض من الحيوانات إلى اإلنسان‬ ‫‪n‬المجانسة والتغيرات في وظائف األنظمة‬
‫التجارة في كوت ديفوار وصلت ‪ 150‬مليون دوالر أمريكي‪/‬سنة‪ ،‬مما يمثل ‪ 1.4‬في‬ ‫اإليكولوجية‬
‫المائة من إجمالي الناتج الوطني (‪( .)POST 2005‬للمزيد حول فرط استغالل‬
‫المخزونات السمكية‪ ،‬راجع الفصل ‪).4‬‬

‫األنظمة اإليكولوجية القطبية البحرية حساسة للغاية لتغير المناخ‪ ،‬إذ أن الزيادة الطفيفة‬ ‫‪n‬تغيرات في توافر الموارد‬ ‫‪n‬حاالت االنقراض‬ ‫تغير المناخ‬
‫في درجة الحرارة تغير سمك الجليد البحري وحجمه والذي تعتمد عليه العديد من‬ ‫‪n‬انتقال األمراض إلى النطاقات الجديدة‬ ‫‪n‬اتساع نطاقات األنواع أو انكماشها‬
‫األنواع‪ .‬وتتعرض موارد رزق السكان األصليين الذين يقطنون بيئات شبه قطبية‬ ‫‪n‬تغيرات في خصائص المناطق المحمية‬ ‫‪n‬تغيرات في تكوينات األنواع وتفاعالتها‬
‫ويتعيشون على الثدييات البحرية للتهديد‪ ،‬حيث يرتبط استغالل الموارد البحرية بصورة‬ ‫‪n‬تغيرات في مرونة األنظمة اإليكولوجية‬
‫مباشرة بموسمية الجليد البحري (‪( .)Smetacek and Nicol 2005‬للمزيد حول‬
‫تغير المناخ‪ ،‬راجع الفصل ‪).2‬‬

‫وقد تأثر ما يزيد عن ‪ 90‬في المائة من األرض في بلدان االتحاد األوروبي الخمس‬ ‫‪n‬تضاؤل مرونة الموارد‬ ‫‪n‬معدالت وفيات أعلى‬ ‫التلوث‬
‫والعشرين في أوروبا بتلوث النيتروجين أكثر من المعدالت الخطيرة المقدرة‪ .‬األمر‬ ‫‪n‬تناقص في إنتاجية الخدمات‬ ‫‪n‬تحميل المواد المغذية‬
‫الذي يدعو إلى إشباع المياه بالمغذيات‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى زيادة مصاحبة في انتشار‬ ‫‪n‬فقدان الحماية الساحلية مع تدهور الشعاب‬ ‫‪n‬التحمض‬
‫الطحالب وتأثيراتها على التنوع البيولوجي والمصايد السمكية وتربية المائيات (‪De‬‬ ‫المرجانية وأشجار القرم‬
‫‪( .)Jonge and others 2002‬راجع الفصلين ‪ 4‬و‪)6‬‬ ‫‪n‬إشباع المياه بالمغذيات‪ ،‬المسطحات المائية‬
‫التي تعاني من نقص األكسجين مما يسفر عن‬
‫فقدان المصايد السمكية‬

‫المصدر‪ :‬مأخوذ من ‪MA 2005‬‬

‫‪169‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫أمان مهمة بالنسبة للماليين من الفقراء في المناطق‬ ‫ارتباط ًا وثيق ًا بالغطاء النباتي؛ ألن الجذور تلعب دور ًا مهم ًا‬ ‫تنمو "‪ "Pita, Aechmea magdalane‬أحد‬
‫نباتات البروملياد البرية ذات األوراق الشوكية‪،‬‬
‫الريفية‪ .‬وتطورت حقوق الوصول وترتيبات حيازة هذه‬ ‫في استقرار المنحدرات‪ ،‬ويمكن أن تقدم دعم ًا ميكانيكي ًا‬ ‫بصورة طبيعية في األراضي المنخفضة جنوب‬
‫السلع العامة بشكل تقليدي لتمكين التوزيع العادل لمثل‬ ‫للتربة على عمق ضحل‪ .‬وفي المناطق الساحلية‪ ،‬تكون‬ ‫شرق المكسيك‪ .‬ويتم حصدها بغية استخراج‬

‫هذه األنشطة االستخراجية‪ .‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬وبسبب‬ ‫أشجار القرم واألراضي الرطبة األخرى فعالة بشكل‬ ‫األلياف التجارية المستخدمة في خياطة‬
‫المشغوالت الجلدية وزخرفتها‪ .‬ويوفر هكتار واحد‬
‫الكثافات السكانية المتزايدة‪ ،‬وتقديم نماذج السوق‪ ،‬تم‬ ‫خاص في توفير االستقرار للشواطئ‪ ،‬والحد من التعرية‪،‬‬ ‫فقط من الغابة ما يصل إلى ‪ 20‬كيلوجرام من‬

‫تقييد الوصول إلى موارد الملكية المشتركة بشكل متزايد‪،‬‬ ‫وإعاقة الترسبات‪ ،‬والسموم والمواد المغذية‪ ،‬وتعمل‬ ‫ألياف بيتا سنويا ً‪ ،‬مما يحقق متوسط دخل‬
‫نقدي يقدر بألف دوالر أمريكي‪/‬هكتار‪.‬‬
‫مما أدى إلى ظهور آثار على موارد الرزق في المناطق‬ ‫كحواجز للرياح واألمواج لصد العواصف‪ .‬إن دور‬
‫شارك بالصور‪Elaine Marshall :‬‬
‫األراضي الرطبة الداخلية في تخزين المياه وتنظيم تدفق‬
‫اإلطار ‪ 5-5‬الشعب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي‬ ‫التيار هو وظيفة تكوينها النباتي‪ ،‬مما يساعد على الحفاظ‬
‫على بنية التربة‪ ،‬ومنحدراتها السهلة على نحو مميز‪.‬‬
‫تقدر القيمة الصافية العالمية للشعاب المرجانية المرتبطة بالمصايد‬
‫السمكية والحماية الساحلية والسياحة والتنوع البيولوجي بإجمالي ‪29.8‬‬
‫بليون دوالر أمريكي‪/‬سنة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من ثلثي‬ ‫وال تزال االتجاهات الحالية في تدهور األراضي وفقدان‬
‫الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي مهدد باالنقراض جراء أنشطة‬ ‫الموائل تساهم في الحد من خيارات موارد الرزق في وقت‬
‫اإلنسان‪ .‬ويمثل الصيد المفرط مجال الضغط السائد في المنطقة‪ ،‬الذي‬
‫زيادة المخاطر‪ .‬إن التغييرات في إدارة األراضي‪ ،‬وال‬
‫يؤثر تقريبا ً على ‪ 60‬في المائة من الشعاب المرجانية في منطقة البحر‬
‫الكاريبي‪ .‬وتشمل الضغوط األخرى كميات هائلة من الغبار مصدره الصحاري‬ ‫سيما استبدال أنظمة التكيف مع الحريق مع أشكال أخرى‬
‫في أفريقيا‪ ،‬حيث يتطاير عبر المحيط األطلنطي ويستقر على الشعاب‬ ‫من غطاء األرض‪ ،‬يمكن أن تزيد من حجم وكثافة النيران‪،‬‬
‫المرجانية في منطقة البحر الكاريبي‪ ،‬األمر الذي يسفر عن فناء هائل‬
‫مما يؤدي إلى زيادة المخاطر الواقعة على الناس‪ .‬كما‬
‫للشعاب المرجانية‪ .‬وتشير أوجه النظر المقترحة أن هذه الظاهرة أسفرت‬
‫عن حادث ابيضاض المرجان الذي بدأ في عام ‪ ،1987‬تزامنا ً مع أحد السنوات‬
‫يؤثر التغير في استخدام األراضي على المناخ على‬
‫التي وصل فيها تدفق الغبار أقصاه في منطقة البحر الكاريبي‪ .‬ولتدهور‬ ‫المستوى المحلي واإلقليمي والعالمي‪ .‬وتوفر الغابات‪،‬‬
‫الشعاب المرجانية تأثيرات سلبية على المجتمعات الساحلية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫والشجيرات والمراعي‪ ،‬والمياه العذبة‪ ،‬والنظم اإليكولوجية‬
‫فقدان موارد الرزق من الصيد‪ ،‬ونقص البروتينات وخسارة العائد السياحي‬
‫الساحلية مصادر الغذاء ومصادر الدخل المكملة (انظر‬
‫وزيادة التآكل الساحلي‪.‬‬
‫اإلطار ‪ .)2-5‬توفر اللحوم البرية ولحوم األسماك البروتين‬
‫المصادر‪Burke and Maidens 2004, Cesar and Chong 2004, Griffin :‬‬
‫الحيواني‪ ،‬بينما توفر موارد الغابات األخرى المكمالت‬
‫‪and others 2002, MA 2005, Shinn and others 2000‬‬
‫الغذائية‪ .‬وتعمل سلع النظام اإليكولوجي هذه كشبكات‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪170‬‬


‫اإلطار ‪ 6-5‬استعادة أشجار القرم لصد أمواج العواصف في فيتنام‬
‫الريفية‪ .‬ومع الوصول الموثوق به إلى األسواق‪ ،‬يمكن أن‬
‫في فيتنام‪ ،‬تسببت األعاصير االستوائية في فقدان كبير لموارد الرزق‪ ،‬ال سيما في المجتمعات الساحلية‪ .‬وتعد إعادة تأهيل‬ ‫يكون تسويق العديد من منتجات الصيد البري ناجحة‬
‫األنظمة اإليكولوجية ألشجار القرم على طول الجزء األكبر من الشريط الساحلي لفيتنام مثاال ً على النهج الفعال من حيث‬ ‫للغاية في المساهمة في المحافظة على موارد الرزق في‬
‫التكلفة لتحسين الدفاعات الساحلية وفي الوقت نفسه توليد موارد رزق محلية‪ .‬وقد عملت الجمعية الوطنية للصليب‬
‫المناطق الريفية (‪.)Marshall and others 2006‬‬
‫األحمر منذ عام ‪ 1994‬في فيتنام مع المجتمعات المحلية لزراعة غابات أشجار القرم وحمايتها شمالي فيتنام‪ .‬وتم زراعة ما‬
‫يقرب من ‪ 120‬كم مربع من أشجار القرم نظرا ً للفوائد العظيمة المترتبة على ذلك‪ .‬وعلى الرغم من أن زراعة أشجار القرم‬
‫وحمايتها يكلف ما يقرب من مليون دوالر أمريكي‪ ،‬إال أنها توفر ‪ 7.3‬مليون دوالر أمريكي‪/‬سنة يتم إنفاقها على صيانة الحواجز‬ ‫يسهم تدهور البيئة‪ ،‬باإلضافة إلى التعرض والعرضة‬
‫الصخرية‪.‬‬
‫للخطر المرتفعين في المستوطنات البشرية في تعاظم‬
‫أثناء فترة إعصار التيفون (‪ )typhoon Wukong‬المدمر في عام ‪ ،2000‬لم تتعرض مناطق المشاريع ألي ضرر‪ ،‬في حين عانت‬
‫العرضة لخطر الكوارث‪ .‬وتأثر ما يقرب من ‪ 2‬بليون نسمة‬
‫األقاليم المجاورة من خسائر في األرواح والممتلكات وموارد الرزق‪ .‬وحسب تقديرات الصليب األحمر في فيتنام‪ ،‬فلقد استفاد‬ ‫بالكوارث في العقد األخير من القرن العشرين؛ حيث تأثر‬
‫ما يقرب من ‪ 7.750‬أسرة من إعادة تأهيل أشجار القرم‪ .‬ويمكن ألعضاء األسرة اآلن اكتساب دخل إضافي من بيع سرطان البحر‬ ‫‪ 86‬بالمائة منهم بسبب الفيضانات والجفاف‬
‫والربيان والرخويات‪ ،‬في الوقت الذي تزيد فيه كمية البروتينات في أغذيتهم‪.‬‬
‫(‪ .)EM-DAT‬ساهمت نوبات الجفاف الطويلة المرتبطة‬
‫المصدر‪IIED 2003 :‬‬ ‫بظاهرة التقلب الجنوبي النينو (‪ )ENSO‬في حرائق‬
‫الغابات في حوض األمازون‪ ،‬وإندونيسيا‪ ،‬وأمريكا‬
‫إلى زيادة الحماية المادية ضد العواصف‪ ،‬وخلق خزان‬ ‫الوسطى في الفترة ما بين عامي ‪ 1997‬و‪ .1998‬وفي‬
‫الحتجاز الكربون‪ ،‬وزيادة الخيارات المتاحة لموارد الرزق‬ ‫إندونيسيا وحدها‪ ،‬تم تدمير ما يُقدَّر بـ ‪ 45600‬كيلومتر‬
‫عن طريق توليد دخل الحاجة إليه ماسة في المجتمعات‬ ‫مربع من الغابات (‪ .)UNEP 1999‬وفي أمريكا الوسطى‪،‬‬
‫المحلية (‪ .)MA 2005‬وبالرغم من تنوع قاعدة األدلة‪،‬‬ ‫أدى فقدان ما يزيد على ‪ 15000‬كم‪ 2‬من الغابات بسبب‬
‫أفادت التقارير بأن األضرار التي نجمت عن إعصار‬ ‫حرائق الغابات إلى انخفاض قدرات الغابات الطبيعية في‬
‫تسونامي عام ‪ 2004‬في جنوب آسيا في مناطق غابات‬ ‫صد آثار هطول األمطار الغزيرة واألعاصير‪ ،‬وساهم في‬
‫القرم الصحية كانت أقل من تلك األضرار التي لحقت‬ ‫التأثير المدمر إلعصار ميتش في عام ‪Girot( 1998‬‬
‫بالمناطق ذات الدفاعات البحرية الطبيعية (‪Dahdouh-‬‬ ‫‪ .)2001‬وتنتشر هذه اآلثار خارج المناطق المدارية‪ ،‬حيث‬
‫‪ .)Guebas and others 2005‬وأدركت الهند‬ ‫تم توضيح حرائق الغابات الكبيرة في كاليفورنيا وإسبانيا‬
‫وبنجالديش أهمية غابات شجر القرم بدلتا ساندربان في‬ ‫والبرتغال وغيرها من بلدان منطقة البحر األبيض المتوسط‬
‫خليج البنغال‪ ،‬ليس فقط بوصفها مصدر ًا للرزق في‬ ‫في عام ‪ .)EFFIS 2005( 2005‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ترك‬
‫مجتمعات الصيد‪ ،‬ولكن أيض ًا باعتبارها آلية فعالة لحماية‬ ‫تدهور الشعاب المرجانية آثار ًا سلبية على المجتمعات‬
‫السواحل‪ .‬كما تستثمر فيتنام في استعادة أشجار القرم‬ ‫الساحلية (انظر اإلطار ‪.)5-5‬‬
‫باعتبارها وسيلة فعالة من حيث التكلفة في زيادة الحماية‬
‫الساحلية (انظر اإلطار ‪ .)6-5‬ويمكن جني فوائد كبيرة‬ ‫كما ستسهم مجموعة المخاطر البيولوجية وتلك المتعلقة‬
‫مماثلة من الشعاب المرجانية (‪.)UNEP-WCMC 2006b‬‬ ‫بالمناخ في اآلثار الواقعة على رفاهية اإلنسان من خالل‬
‫األحداث مثل موجات الحر ونقص المحاصيل‪ .‬تم تناول‬
‫الزراعة‬ ‫أثر ذلك على صحة اإلنسان بتفصيل أكبر في قسم الصحة‪.‬‬
‫الروابط بين التنوع البيولوجي والزراعة‬
‫تُعرف الزراعة تعريف ًا واسع ًا هنا لتشمل منتجات‬ ‫النظم اإليكولوجية تقلل من المخاطر‬
‫المحاصيل والمنتجات الحرجية‪ ،‬وإنتاج األسماك والثروة‬ ‫تعد الروابط بين التنوع البيولوجي وتأمين موارد الرزق‬
‫الحيوانية‪ .‬من حوالي ‪ 270000‬نوع معروف من النباتات‬ ‫معقدة‪ ،‬وتقوم على أساس العالقة الجوهرية بين‬
‫العليا يوجد نحو ‪ 10000-15000‬نوع صالح لألكل‪ ،‬ويتم‬ ‫المجتمعات وبيئاتها‪ .‬وستتطلب السياسات التي يمكنها أن‬
‫استخدام نحو ‪ 7000‬نوع منها في الزراعة‪ .‬بيد أن‬ ‫ال من المخاطر والفرص التي تطرحها التغيرات‬ ‫تعالج ك ًّ‬
‫العولمة المتزايدة تهدد بالتقليل من األصناف التي تُستخدم‬ ‫البيئية السريعة تركيز ًا مشترك ًا على إدارة النظم البيئية‪،‬‬
‫بشكل تقليدي في معظم النظم الزراعية‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫وموارد الرزق المستدامة‪ ،‬وإدارة المخاطر المحلية‪ .‬فعلى‬
‫المثال‪ ،‬يمثل حالي ًا ‪ 14‬نوع ًا فقط من الحيوانات ‪ 90‬في‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن تسهم السياسات الرامية إلى‬
‫المائة من مجموع اإلنتاج الحيواني‪ ،‬ويهيمن ‪ 30‬محصو ًال‬ ‫تحسين إدارة الموارد المائية والتخفيف غير الهيكلي من‬
‫فقط على الزراعة على مستوى العالم‪ ،‬وهي التي توفر ما‬ ‫المخاطر المتعلقة بالطقس في الحد من مخاطر الكوارث‬
‫ُيقَّدر بـ ‪ 90‬في المائة من السعرات الحرارية التي‬ ‫عن طريق تعزيز استعادة المناظر الطبيعية‪ ،‬وإدارة‬
‫يستهلكها سكان العالم (‪ .)FAO 1998‬على الرغم من‬ ‫الغابات الساحلية‪ ،‬ومبادرات الحفظ المحلية واالستخدام‬
‫أهميتها البالغة في دعم المجتمعات‪ ،‬ال تزال الزراعة أكبر‬ ‫المستدام‪ .‬وفي النظم االيكولوجية الساحلية‪ ،‬تؤدي‬
‫دافع للتآكل الجيني‪ ،‬وفقدان األنواع‪ ،‬وتحويل الموائل‬ ‫استعادة أشجار القرم في المناطق المعرضة لألعاصير‬

‫‪171‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫الشكل ‪ 4-5‬النطاق المعاصر لألنظمة الزراعية‬

‫الزراعة < ‪ %20‬من مساحة‬


‫األراضي‪ ،‬أو غير موسم الزراعة‬

‫نسبة األراضي الزراعية مقابل‬


‫أراضي الرعي‬

‫األراضي الزراعية‪/‬فسيفسائية أراضي الرعي‬


‫األراضي الزراعية‪%50 > ،‬‬
‫األراضي الزراعية‪%85 > ،‬‬

‫أراضي الرعي‪%50 > ،‬‬


‫أراضي الرعي‪%85 > ،‬‬

‫المصادر‪Re-drawn from Sebastian :‬‬


‫‪2006, derived from FAO and IIASA‬‬
‫‪2000, Ramankutty 2002, Ramankutty‬‬
‫‪2005, and Sieber and others 2006‬‬

‫لزيادة اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وقد تم تقديم اتجاهات استخدام‬ ‫الطبيعية في جميع أنحاء العالم (‪( )MA 2005‬انظر‬
‫األراضي الزراعية على مدار السنوات العشرين الماضية‬ ‫الشكل ‪.)4-5‬‬
‫في الفصلين ‪ 3‬و‪ .6‬وبالرغم من تحويل أكثر من ‪300000‬‬
‫كم‪ 2‬من األرض إلى االستخدام الزراعي في المناطق‬ ‫ويوفر كلُّ من التنوع البيولوجي الزراعي والبري خدمات‬
‫االستوائية وحدها (‪ ،)Wood and others 2000‬إال‬ ‫الزمة للزراعة (انظر الجدول ‪ )2-5‬وبالرغم من ندرة تقييمها‬
‫أن الكثير من هذه األراضي يقع تحت االستخدام الهامشي‬ ‫من الناحية االقتصادية‪ ،‬إال أن هذه الخدمات تلعب دور ًا‬
‫للزراعة أو لمحاصيل خاصة‪ .‬وقد أدى هذا إلى االستخدام‬ ‫مهم ًا جد ًا في االقتصاديات الوطنية واإلقليمية‪ .‬وتستخدم‬
‫غير الفعال للموارد‪ ،‬ما أفضى إلى تدهور األراضي‬ ‫األنواع المختلفة من نظم اإلنتاج الزراعي (مثل الكثافة‬
‫وخدمات النظم اإليكولوجية بشكل كبير (راجع الفصل ‪.)3‬‬ ‫التجارية‪ ،‬وأصحاب المزارع الصغيرة‪ ،‬ونظم الغابات‬
‫ويعمل ما يقرب من ‪ 1.5‬بليون نسمة‪ ،‬أي نحو نصف مجموع‬ ‫الحرجية والرعي) هذه الخدمات بكثافة ودرجات متفاوتة‪.‬‬
‫القوى العاملة في العالم وقرابة ربع سكان العالم‪ ،‬في الزراعة‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يساعد استخدام أشجار البقول المثبتة‬
‫أو ترتبط موارد رزقهم بها مباشر ًة (‪ ،)MA 2005‬وتمثل‬ ‫للنتروجين في النظم القائمة على الذرة في شرق وجنوب‬
‫المرأة أغلبية العمال الزراعيين‪ .‬وعند خفض الزراعة في‬ ‫أفريقيا المجتمعات الزراعية المحلية على زيادة إنتاج الذرة‬
‫األراضي المتاخمة وإدارة هذه األراضي بشكل مناسب‪ ،‬يمكن‬ ‫لكل هكتار دون االستثمار في األسمدة غير العضوية األخرى‬
‫استعادة النظم اإليكولوجية‪ ،‬كما يتضح من توسع الغابات‬ ‫(‪ .)Sanchez 2002‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تُكتسب المنافع‬
‫في أجزاء من أوروبا‪ ،‬وأمريكا الشمالية‪ ،‬واليابان‪ ،‬والصين‪،‬‬ ‫البيئية من خالل فصل الكربون‪ ،‬وتوفير أخشاب الوقود‪.‬‬
‫والهند‪ ،‬وفيتنام‪ ،‬ونيوزيلندا‪ ،‬وأمريكا الالتينية (‪Aide and‬‬
‫‪.)Grau 2004, Mather and Needle 1998‬‬ ‫غالب ًا ما يتم تبرير تحويل الموائل على أنه أمر ضروري‬

‫الجدول ‪ 2-5‬فوائد التنوع البيولوجي للزراعة من خالل خدمات األنظمة اإليكولوجية‬

‫ثقافية‬ ‫الدعم‬ ‫التنظيم‬ ‫التزويد بالمؤن‬

‫‪n‬البساتين المقدسة كمصادر للطعام‬ ‫تكوين التربة‬ ‫‪n‬‬ ‫‪ n‬تنظيم اآلفات‬ ‫‪ n‬الطعام والمواد المغذية‬
‫والمياه‬ ‫حماية التربة‬ ‫‪n‬‬ ‫‪ n‬السيطرة على التآكل‬ ‫‪ n‬الوقود‪:‬‬
‫‪n‬األشكال المتنوعة ألنماط الحياة‬ ‫تدوير المواد الغذائية‬ ‫‪n‬‬ ‫‪ n‬تنظيم المناخ‬ ‫‪ n‬علف الحيوانات‬
‫الزراعية‬ ‫تدوير المياه‬ ‫‪n‬‬ ‫‪n‬تنظيم المخاطر الطبيعية (الجفاف‬ ‫‪ n‬األدوية‪:‬‬
‫‪n‬احتياطات المواد الوراثية لألنواع‬ ‫والفيضانات والحرائق)‬ ‫‪ n‬األلياف واألقمشة‬
‫والمحاصيل المحسنة‬ ‫‪ n‬مواد للصناعة‬
‫‪n‬أحرام الملقحات‬ ‫‪n‬المواد الوراثية لألنواع والمحاصيل‬
‫‪n‬السيطرة على التآكل‬ ‫المحسنة‬
‫‪ n‬التلقيح‪:‬‬
‫‪ n‬مقاومة اآلفات‬

‫المصدر‪MA 2005 :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪172‬‬


‫عيشهم على الممارسات الزراعية التقليدية منخفضة‬ ‫تواجه تلبية االحتياجات الغذائية العالمية تحديات متزايدة‪،‬‬
‫الدخل‪ .‬وهناك حاجة إلى البحث والرصد والتنظيم المتزايد‬ ‫وسوف تتطلب إما التكثيف أو التوسع لزيادة اإلنتاجية‬
‫لضمان تفادي هذه اآلثار السلبية أثناء تطوير هذه‬ ‫الزراعية (‪ .)Tillman and others 2002‬وتميل النظم‬
‫التكنولوجيا (راجع الفصل ‪ .)3‬وجرى التفاوض بشأن‬ ‫المكثفة إلى أن تكون محكومة بعدد قليل من األنواع‪ .‬وغالب ًا‬
‫بروتوكول قرطاجنة للسالمة األحيائية وتبنيه في إطار‬ ‫ما يرتبط هذا األسلوب بمستويات أعلى من المدخالت‪ ،‬بما‬
‫اتفاقية التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬لوضع إطار عالمي‬ ‫في ذلك التكنولوجيا‪ ،‬والمواد الكيميائية الزراعية‪ ،‬والطاقة‪،‬‬
‫إلدارة وتنظيم الكائنات الحية المعدلة وراثي ًا )‪LMOs‬‬ ‫واستخدام المياه‪ .‬وتترك العوامل الثالثة األخيرة آثار ًا‬
‫‪.)FAO 2004, Kormos 2000‬‬ ‫سلبية خطيرة على التنوع البيولوجي على األقل‪.‬‬

‫وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬تم توجيه اهتمام متزايد لآلثار الحالية‬ ‫ويعتمد التوسع على مستويات دنيا من المدخالت‪ ،‬وبوجه‬
‫والمحتملة لتغير المناخ على الزراعة‪ .‬وتتضمن المشاكل‬ ‫عام على استخدام المزيد من األراضي‪ ،‬وفي كثير من‬
‫توقيت النمو‪ ،‬واإلزهار ونضج المحاصيل‪ ،‬واآلثار الخاصة‬ ‫األحيان يكون من خالل تحويل الموائل‪ .‬وفي أجزاء كثيرة‬
‫بالملقحات والواقعة عليها‪ ،‬والموارد المائية‪ ،‬وتوزيع مياه‬ ‫من العالم‪ ،‬يتضمن التوسع الزراعي ضم المزيد من‬
‫األمطار‪ .‬كما أن هناك مشاكل التغيرات في هياكل األسواق‪،‬‬ ‫األراضي لزراعة السلع الرئيسية‪ ،‬مثل فول الصويا‬
‫ونواتج مختلف المحاصيل والسالالت‪ ،‬وآثار الظواهر الجوية‬ ‫(أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي)‪ ،‬وزيت النخيل والمطاط‬
‫الشديدة على األساليب التقليدية وموارد الرزق (‪Stige‬‬ ‫(آسيا والمحيط الهادئ)‪ ،‬والبن (أفريقيا وأمريكا الالتينية‬
‫‪ .)and others 2005‬وتبين النماذج في بعض المناطق‬ ‫وآسيا)‪ ،‬ويزداد بشدة هذه التوسع من خالل ظهور أسواق‬
‫أن اإلنتاجية الزراعية قد تزيد مع تغير المناخ‪ ،‬خاص ًة عندما‬ ‫جديدة للتصدير‪ .‬وفي البرازيل‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ارتفعت‬
‫ال يحد من النمو‪ .‬وفي‬ ‫تمثل درجة حرارة المنخفضة عام ً‬ ‫مساحة األراضي المستخدمة لزراعة فول الصويا (يتم‬
‫مناطق أخرى؛ حيث تمثل المياه والحرارة عوامل تحد من‬ ‫تصدير أكثرها إلى الصين) من ‪ 117 000‬كم‪ 2‬في عام‬
‫النمو‪ ،‬يمكن أن تتقلص اإلنتاجية بشدة (‪.)IPCC 2007‬‬ ‫‪ 1994‬إلى ‪ 210 000‬كم‪ 2‬في عام ‪ .2003‬ودفعت إلى‬
‫هذا زيادة بنسبة ‪ 52‬في المائة طرأت على االستهالك‬
‫ويمكن أن تؤدي التغييرات في ممارسات اإلنتاج وفقدان‬ ‫العالمي لفول الصويا ومنتجات فول الصويا (‪USDA‬‬
‫التنوع البيولوجي في النظم اإليكولوجية الزراعية إلى‬ ‫‪ ،)2004‬وال تزال ترتفع هذه األرقام بشدة‪.‬‬
‫تقويض خدمات النظم اإليكولوجية الالزمة لدعم الزراعة‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يتأثر عدد وتنوع الملقحات بتجزئة‬ ‫ويمثل استخدام الكائنات الحية المعدلة وراثي ًا (‪)LMOs‬‬
‫الموائل (‪Aizen and Feinsinger 1994, Aizen‬‬ ‫أو "متعدية الجينات" لتوفير سمات جديدة في مختلف‬
‫‪ ،)and others 2002‬والممارسات الزراعية (‪Kremen‬‬ ‫المحاصيل والسالالت ابتكار ًا بارز ًا في مجال التكنولوجيا‬
‫‪ ،)and others 2002, Partap 2002‬والمناطق‬ ‫الحيوية الزراعية خالل العقدين الماضيين (‪FAO 2004,‬‬
‫الزراعية المحيطة بمصفوفة استخدام األراضي الزراعية‬ ‫‪ .)IAASTD 2007‬وال تزال هذه التكنولوجيا في مرحلة‬
‫(‪De Marco and Coelho 2004, Klein and‬‬ ‫المهد‪ ،‬ويتم إجراء استثمارات كبيرة لتعزيز مساهماتها في‬
‫‪ ،)others 2003‬وغيرها من التغيرات في استخدام‬ ‫رفاهية اإلنسان واستقرار العمل‪ .‬وقد ركز البحث المعني‬
‫األراضي (‪ .)Joshi and others 2004‬وعلى الرغم من‬ ‫بالكائنات الحية المعدلة وراثي ًا بشكل رئيسي على التخفيف‬
‫أن بعض المحاصيل التي توفر نسبة كبيرة من السلع‬ ‫من آثار اآلفات واألمراض‪ ،‬وهناك مؤشر على انخفاض‬
‫األساسية الكبرى في العالم ال تحتاج إلى التلقيح الحيواني‬ ‫االحتياجات لمبيدات الحشرات ومبيدات األعشاب في‬
‫(مثل األرز والذرة)‪ ،‬إال أن انخفاض الملقحات له عواقب‬ ‫بعض المحاصيل‪ ،‬مثل القطن والذرة‪ ،‬من خالل التعديل‬
‫طويلة األمد على أنواع تلك المحاصيل التي تعمل كمصادر‬ ‫الوراثي (‪ُ .)FAO 2004‬قّدر اإلنتاج العالمي من‬
‫مهمة للمواد المغذية الدقيقة والمعادن (مثل أشجار الفاكهة‬ ‫المحاصيل المعدلة وراثي ًا (وال سيما الذرة الصفراء وفول‬
‫والخضر) في كثير من أنحاء العالم‪.‬‬ ‫الصويا والقطن) بأنه يغطي أكثر من ‪ 900000‬كم‪ 2‬في‬
‫عام ‪ .)James 2003( 2005‬إن استخدام الكائنات‬
‫إن قضايا االضمحالل الجيني‪ ،‬وفقدان األنواع المحلية‪،‬‬ ‫الحية المعدلة وراثي ًا أمر مثير للجدل بشدة‪ ،‬كما هو الحال‬
‫ال وثيقاً‪.‬‬
‫وفقدان التقاليد الثقافية غالب ًا ما تتداخل تداخ ً‬ ‫بالنسبة لكثير من التكنولوجيات الجديدة‪ ،‬وتحديد ًا بالنسبة‬
‫وعلى الرغم من أن المعرفة بمستويات االضمحالل الجيني‬ ‫لآلثار غير المؤكدة على النظم اإليكولوجية (عن طريق‬
‫ال تزال سيئة‪ ،‬فإن هذه المعدالت عموم ًا ما تصاحب‬ ‫الهرب والتأقلم في المناظر الطبيعية)‪ ،‬وصحة اإلنسان‪،‬‬
‫االنتقال من األنواع التقليدية إلى األنواع التجارية المتقدمة‬ ‫والهياكل االجتماعية‪ .‬وهناك مخاوف حول كيفية تأثير‬
‫(‪ .)FAO 1998‬وفي أنظمة إنتاج المحاصيل والثروة‬ ‫ال على الفقراء الذين يعتمدون في كسب‬ ‫إدخالها مستقب ً‬

‫‪173‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫الصديقة للتنوع البيولوجي عن طريق زراعة األشجار مع‬ ‫الحيوانية في جميع أنحاء العالم النامي‪ ،‬يقلل االضمحالل‬
‫المحاصيل (الحراجة الزراعية) والزراعة الحافظة للموارد‬ ‫الجيني من الخيارات المتاحة للمزارعين أصحاب المزارع‬
‫والزراعة العضوية واإلدارة المتكاملة لآلفات‪ ،‬في استدامة‬ ‫الصغيرة للتخفيف من آثار التغير البيئي والحد من حاالت‬
‫المشهد األرضي (راجع الفصل ‪ .)3‬وقد ظهرت الحراجة‬ ‫العرضة للخطر‪ ،‬ال سيما في الموائل الهامشية أو األنظمة‬
‫الزراعية ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬كفرصة كبيرة لتحقيق‬ ‫الزراعية التي تميل إلى أحوال الطقس القاسية (مثل‬
‫حماية التنوع البيولوجي واستدامة المشهد األرضي‬ ‫أراضي المناطق القاحلة وشبه القاحلة في أفريقيا والهند)‪.‬‬
‫(‪Buck and others 1999, McNeely 2004,‬‬
‫‪ ،)Schroth and others 2004‬وذلك من خالل ثالثة‬ ‫آثار التكنولوجيات والسياسات الزراعية‬
‫محاور أساسية‪ :‬تقليل الضغط على الغابات الطبيعية‪،‬‬ ‫االبتكار المنهجي والتكنولوجي‬
‫وتوفير الموئل لألنواع النباتية والحيوانية األصلية‪،‬‬ ‫لقد حققت األبحاث والتطورات الزراعية منذ صدور تقرير‬
‫واالستخدام الفعال لألراضي الموجودة في المشاهد‬ ‫لجنة برونتالند إنجازات كبيرة في التكامل بين الحفظ‬
‫األرضية المختلفة‪.‬‬ ‫والتنمية بهدف تخفيف فقدان التنوع البيولوجي والتصدي‬
‫لتدهور األرض‪ ،‬وتعزيز االستدامة البيئية‪ .‬هذا وال يزال‬
‫وتساعد المناهج المتكاملة إلدارة األراضي أيض ًا في‬ ‫هناك المزيد من الجهود التي يلزم القيام بها للوصول إلى‬
‫مرونة النظم اإليكولوجية من خالل مشاركة المزارعين‬ ‫البيئة المواتية في بلدان متعددة‪ ،‬الغنية منها والفقيرة على‬
‫وتمكينهم‪ ،‬وتقوية المؤسسات المحلية وخلق خيارات ذات‬ ‫حد سواء‪ ،‬وخاصة إزالة اللوائح التي تتعارض مع حماية‬
‫قيمة مضافة لتوليد الدخول‪ .‬كما تعزز هذه المناهج‬ ‫البيئة‪ ،‬والتخلص من المساعدات المالية غير المناسبة‬
‫احتماليات استعادة األراضي المتدهورة بهدف تحسين‬ ‫الموجهة لإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫الترابط داخل الموئل‪ ،‬إضافة إلى تعزيز العمليات التي تتم‬
‫في األنظمة اإليكولوجية‪ .‬ولقد ساعدت معرفة ديناميكيات‬ ‫تتمثل أحد الجوانب المهمة في عملية تحسين البيئة في‬
‫استخدام األرض على حدود الغابات االستوائية حيث‬ ‫استخدام ممارسات زراعية مبتكرة لتحسين اإلنتاج مع‬
‫تعتبر زراعة القطع والحرق من أهم األسباب المؤدية إلى‬ ‫الحفاظ على التنوع البيولوجي األصلي (‪Collins and‬‬
‫إزالة األشجار‪ ،‬في تحديد خيارات عملية مربحة لصغار‬ ‫‪Qualset 1999, McNeely and Scherr 2001,‬‬
‫المزارعين‪ ،‬كما تساهم في الوقت ذاته في االستدامة‬ ‫‪.)McNeely and Scherr 2003, Pretty 2002‬‬
‫البيئية (‪ .)Palm and others 2005‬ومع ذلك‪ ،‬فثمة‬ ‫وتساهم الجهود التي تهدف إلى تعزيز الممارسات‬

‫الزراعة في غابة مطيرة في غانا‪ ،‬زراعة‬


‫المنيهوت والفواكه مثل الموز والببايا‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Ron Giling/Still Pictures :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪174‬‬


‫اإلطار ‪ 7-5‬اإلشادة باالستدامة‪ :‬مكافأة مزارعو البن في أمريكا الوسطى على الممارسات صديقة التنوع البيولوجي‬ ‫تحدي ًا كبير ًا يقف في طريق تطبيق تلك المناهج على نطاق‬
‫واسع نتيجة فقدان أطر عمل سياسية مناسبة توازي بين‬
‫ويقود بحث عن اختفاء الطيور المغردة في وسط غرب الواليات إلى ابتكارات في ممارسات اإلنتاج وتسويق البن عالي القيمة‬ ‫السياسات الريفية والزراعية‪ ،‬إلى جانب حماية التنوع‬
‫في أمريكا الوسطى‪ .‬ولقد توصل باحثو معهد سميثونيان إلى أن تحول الغابات في أمريكا الوسطى إلى مزارع للبن قد أسهم‬
‫البيولوجي وخدمات النظم اإليكولوجية‪ .‬وبدون تلك الروابط‪،‬‬
‫بشكل كبير في انخفاض موائل الشتاء للعديد من الطيور المهاجرة‪ ،‬مما يقوض فرص تكاثرها وبالتالي قلة أعدادها‪ .‬وقد‬
‫عملوا مع منتجي القهوة الختبار طرق لزراعة نباتات "جاذبة للطيور"‪ ،‬باستخدام غابات بكر أو مقلمة بشكل محدود للغاية‬ ‫تظل قيمة اإلدارة المتكاملة للموارد الطبيعية (‪Sayer‬‬
‫لزراعة أشجار البن‪ .‬وتنتج هذه الطريقة من الزراعة حبوب بن أقل‪ ،‬لكنها تحظى بجودة أعلى‪ ،‬وتتطلب مبيدات آفات وأسمدة‬ ‫‪ )and Campbell 2004‬وابتكارات الزراعة اإليكولوجية‬
‫أقل‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن تسويق البن على أنه من نتاج المصادر الصديقة للبيئة‪ ،‬األمر الذي قد يجلب أسعارا ً أعلى له‪.‬‬
‫(‪ )McNeely and Scherr 2003‬هامشية بالنسبة‬
‫توضح أنظمة الشهادات المختلفة‪ ،‬مثل ‪ ®Bird Friendly‬و‪ Grown coffee‬تطوير األسواق وحصرها على المحاصيل التي تنمو‬
‫بصورة أكثر استدامة‪.‬‬
‫لضمان تطبيق التنوع البيولوجي على المدى الطويل‪.‬‬

‫إن ثمة مجموعات كبيرة من الموارد الجينية النباتية‬


‫المصادر‪Mas and Dietsch 2004, Perfecto and others 2005 :‬‬

‫الخاصة بالغذاء والزراعة تم تطويرها اآلن في كافة أنحاء‬


‫العالم من خالل نظام المجموعة االستشارية للبحوث‬
‫اإلطار ‪ 8-5‬مبادرات للتطبيق بواسطة االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‬ ‫الزراعية الدولية (‪ .)CGIAR‬وتعد تلك البنوك الجينية على‬
‫للتنوع البيولوجي‬
‫درجة كبيرة من األهمية في حفظ المادة الوراثية‪ .‬ويمكن‬
‫في عام ‪ ،1996‬أقر أطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي برنامج العمل المعني‬ ‫للمزارعين أن يساهموا بالكثير على المستوى المحلي من‬
‫بالحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي واالستخدام المستدام له‪ .‬عالوة‬ ‫خالل تعزيز إمكانية تطبيق تنوعات مختلفة‪ ،‬ويظهر ذلك ‪-‬‬
‫على ذلك‪ ،‬أرست اتفاقية التنوع البيولوجي المبادرة الدولية للحفاظ على‬
‫على سبيل المثال ‪ -‬في الشراكة االبتكارية التي يجري‬
‫الملقحات واالستخدام المستدام لها‪ ،‬والمبادرة الدولية للحفاظ على التنوع‬
‫البيولوجي للتربة واالستخدام المستدام لها‪ ،‬على أن يتم تنفيذ كليهما‬
‫تطبيقها بين المركز الدولي للبطاطس والمجتمعات المحلية‬
‫بالتعاون مع منظمة األغذية والزراعة واالستراتيجية العالمية لحفظ‬ ‫في بيرو‪ ،‬وهو المنهج الذي أد َّر على المزارعين دخوالً‪،‬‬
‫النباتات‪ .‬على الرغم من بقاء الكثير الذي يتعين القيام به‪ ،‬تساعد عمليات‬ ‫إضافة إلى حفظ التنوع الجيني‪ .‬كما يساعد هذا في‬
‫السياسة العالمية الحكومات الوطنية‪ ،‬السيما في الدول النامية‪ ،‬على فهم‬
‫الحفاظ على المعرفة اإليكولوجية المحلية‪.‬‬
‫تداعيات العولمة في الزراعة على السياسات الوطنية وأولويات التنمية‬
‫بصورة أفضل‪ .‬ويمثل إنفاذ المعاهدة الدولية لتسخير الموارد الوراثية النباتية‬
‫ألغراض األغذية والزراعة في يونيو ‪ 2004‬خطوة أخرى في حوكمة الحفاظ‬ ‫الخيارات السياسية وآليات الحوكمة‬
‫على الموارد الوراثية للمحاصيل واستخدامها‪ ،‬خاصة للزراعة التجارية التي‬
‫تُمثل المبادرات المحلية والمجتمعية عنصر ًا حاسم ًا في‬
‫تتم على نطاق واسع‪ .‬وتنص هذه المعاهدة على نظام متعدد األطراف لتبادل‬
‫ما يقرب من ‪ 30‬محصوال ً و‪ 40‬نوعا ً من األعالف‪ ،‬وينبغي أن يسهل بصورة‬
‫دعم المناهج الزراعية التي تهدف للحفاظ على التنوع‬
‫كبيرة استخدام اآلليات الفعالة والتشجيع على تطويرها لمشاركة الفوائد‪.‬‬ ‫البيولوجي‪ .‬كما أن توسعة تلك المبادرات تعد تحدياً‪ ،‬نظر ًا‬
‫ألنها تقوم على االختالف والتنوع المحلي أكثر منها على‬
‫التجانس واإلنتاج الكمي‪ .‬إن تطوير معايير ثابتة وتوثيق‬
‫أساليب إنتاجية يساعد المنتجون في هذه المبادرات في‬
‫على ضفاف األنهار بهدف تعزيز حفظ التنوع البيولوجي‪،‬‬ ‫كسب المزيد من الثقل والقيمة داخل السوق العالمي‪.‬‬
‫والمساعدة في إدارة وتنقية المياه‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬لم يتحقق إال تقدم طفيف على‬
‫هذا وستساهم التدابير التشريعية والسياسية الوطنية‬ ‫المستوى العام فيما يتعلق بتأسيس منهج أكثر تنوع ًا‬
‫المتعلقة بنظام حيازة األراضي وممارسات استخدام‬ ‫لألنظمة اإلنتاجية‪ ،‬وبمراقبة الجهود التي تُبذل من خالله‪.‬‬
‫األراضي في تسهيل تبني أساليب وخيارات تكنولوجية‬ ‫فالتقنيات التي تدعم تقليل استخدام مبيدات الحشرات أو‬
‫داعمة للتنوع البيولوجي على نطاق واسع في مجال‬ ‫مبيدات األعشاب ال تزال تُطبق إلى اآلن ‪ -‬على سبيل‬
‫الزراعة‪ .‬ومن شأن تلك الخيارات توفير الحلول العملية‬ ‫المثال ‪ -‬في كثير من البالد‪ ،‬كما أن القيمة اإلجمالية‬
‫التي تقلل من تأثيرات الزراعة على التنوع البيولوجي‪ ،‬غير‬ ‫لخدمات األنظمة اإليكولوجية التي توفرها األنظمة الزراعية‬
‫أنه يلزم صياغتها داخل إطار عمل سياسي داعم يشمل‬ ‫اإليكولوجية ال تزال هي الوحيدة التي يتم التعرف عليها‬
‫كل من المساحات التجارية والزراعية صغيرة الحجم‪.‬‬ ‫ببطء شديد‪ .‬ومن خالل األبحاث المتزايدة وتبني تقنيات‬
‫جيدة‪ ،‬مثل اإلدارة المتكاملة لآلفات‪ ،‬يمكن تقليل استخدام‬
‫وعلى المستوى العالمي‪ ،‬تتناول المفاوضات الدولية‬ ‫المواد الكيميائية‪ ،‬إلى جانب توفير خدمات مهمة لحفظ‬
‫المستمرة اختالل التوازن في األسواق‪ ،‬واإلعانات وحقوق‬ ‫التنوع البيولوجي‪ .‬وبالمثل‪ ،‬لم يتم اتخاذ التدابير العالجية‬
‫الملكية‪ ،‬وتتصل جميعها باستخدام األراضي في الزراعة‬ ‫الالزمة الستعادة القدرة اإلنتاجية لألراضي المتدهورة على‬
‫(انظر اإلطار ‪ .)8-5‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ال يزال هناك‬ ‫المستوى المطلوب‪ .‬كما يوفر المنهج اإليكولوجي إطار‬
‫الكثير من التحديات الكبيرة التي تحول دون عقد وتطبيق‬ ‫عمل يهدف لتطوير الممارسات‪ ،‬مثل توفير أنظمة الصد‬

‫‪175‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫كان وال يزال يشكل تهديد ًا لغابات وبحيرات وتربة أوروبا‬ ‫اتفاقيات تؤثر بشكل ملموس على التنوع البيولوجي‬
‫وأمريكا الشمالية‪ ،‬إال أن التأثير على التنوع البيولوجي لم‬ ‫والزراعة‪ ،‬وخاصة في البالد النامية‪.‬‬
‫يكن بالخطورة أو باالتساع الذي تم التحذير منه في تقرير‬
‫لجنة برونتالند‪ .‬ومع أن ضوابط االنبعاثات في أوروبا‬ ‫الطاقة‬
‫وأمريكا الشمالية تشير إلى نقض احتماالت التحمض‪،‬‬ ‫الروابط بين التنوع البيولوجي والطاقة‬
‫فثمة مخاطر تحمض اآلن في أماكن أخرى من العالم‬ ‫يتم إنتاج العديد من صور الطاقة اآلن بفعل عامل األنظمة‬
‫وباألخص في آسيا (راجع الفصلين ‪ 2‬و‪ .)3‬يؤدي‬ ‫اإليكولوجية‪ ،‬أو أنها تنتج في صورة الوقود األحفوري‬
‫استخدام الطاقة الحرارية والنووية إلى حدوث مشكالت في‬ ‫الذي تكوَّن في الماضي‪ .‬ومن الناحية األخرى‪ ،‬تؤدي حاجة‬
‫التخلص من النفايات‪ ،‬وبالمثل قد تتسبب الخاليا الشمسية‬ ‫المجتمع المتزايدة من الطاقة إلى حدوث تغييرات كبيرة‬
‫في تلوث التربة بالفلزات الثقيلة‪ .‬يرتبط التصحر في منطقة‬ ‫في األنظمة اإليكولوجية تلك‪ ،‬وذلك من خالل البحث عن‬
‫الساحل وفي مناطق أخرى في دول أفريقيا جنوب‬ ‫مصادر للطاقة‪ ،‬وأنماط استخدامات الطاقة الناتجة عن‬
‫الصحراء ‪ -‬في جزء منه ‪ -‬بالطلب على الوقود من الكتلة‬ ‫ذلك‪ .‬ويعد الحصول على هذه الطاقة من الحاجات المُلحة‬
‫األحيائية (انظر اإلطار ‪Goldemberg and( )9-5‬‬ ‫لدعم التنمية في كافة االقتصاديات‪ ،‬ويكمن التحدي في‬
‫‪ .)Johansen 2004‬تتضمن التأثيرات غير المباشرة‬ ‫كيفية توفير تلك الطاقة بشكل مستدام دون التسبب في‬
‫الستخدام الطاقة كل من االستغالل المفرط في الموارد‬ ‫حدوث مزيد من فقدان التنوع البيولوجي‪ .‬ومن الضروري‬
‫الطبيعية‪ ،‬واالنتشار السهل لألنواع الغريبة الغازية من‬ ‫تحديد المقايضات المطلوبة‪ ،‬وتطوير استراتيجيات مناسبة‬
‫خالل التجارة العالمية‪ ،‬ويقع ذلك بسبب الطاقة الرخيصة‬ ‫للتخفيف والتكيف‪.‬‬
‫والمتوفرة للنقل‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن تتنامى الحاجة إلى الطاقة بمعدل ‪ 53‬في‬
‫ال تتعدى التأثيرات المذكورة آنف ًا ‪ -‬تقريب ًا ‪ -‬النطاق‬ ‫المائة بحلول عام ‪ .)IEA 2006( 2030‬وأن تَمد الطاقة‬
‫المحلي كما أنها تعتبر محدودة إذا ما قورنت بالتأثيرات‬ ‫الناتجة من الكتلة األحيائية والنفايات حوالي ‪ 10‬في المائة‬
‫الكامنة في تغير المناخ الذي ينتج بشكل كبير بسبب‬ ‫من الطلب العالمي حتى عام ‪( 2030‬انظر الشكل ‪.)5-5‬‬
‫استخدام الطاقة (انظر الفصول ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ .)4‬ونتيجة لتغير‬ ‫وعلى الرغم من أن ذلك يفترض أنه ستتوفر كميات من‬
‫المناخ‪ ،‬تتغير معدالت األنواع والسلوك (انظر اإلطار‬ ‫الوقود األحفوري لسد معظم الزيادة في الطلب‪ ،‬إال أن‬
‫‪ 10-5‬والفصل ‪ ،)6‬إلى جانب االنعكاسات على رفاهية‬ ‫البعض يقول بأن ذلك غير ممكن (‪.)Campbell 2005‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬بما في ذلك تغيير أنماط توزيع األمراض‬ ‫ومن المتوقع زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة‬
‫البشرية‪ ،‬وزيادة فرص انتشار األنواع الغريبة الغازية‪ .‬كما‬ ‫من الطاقة بنسب طفيفة بمعدل أسرع من استخدام الطاقة‬
‫تزداد احتمالية تأثر األنواع بما في ذلك األنواع النادرة‬ ‫بحلول عام ‪( 2030‬راجع الفصل ‪.)2‬‬
‫والمهددة بالفعل‪ ،‬وأنواع الحيوانات المهاجرة‪ ،‬واألنواع‬
‫القطبية‪ ،‬واألنواع الفقيرة وراثياً‪ ،‬والمجموعات المحيطية‬ ‫إن الستخدام الطاقة تأثير ًا على المستوى المحلي والوطني‬
‫واألنواع الخاصة‪ ،‬بما في ذلك األنواع المقصورة على‬ ‫والعالمي‪ .‬فعلى الرغم من أن التلوث الناجم عن احتراق‬
‫المناطق والجزر األلبية‪ .‬وترجع بعض حاالت االنقراض في‬ ‫الوقود األحفوري وما يسببه في هطول األمطار الحامضية‬

‫الشكل ‪ 5-5‬إمداد الطاقة األولية من مصادر مختلفة واإلسقاطات حتى ‪2030‬‬


‫النسبة المؤوية إلجمالي‬
‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬ ‫النووية‬ ‫المواد المتجددة القابلة لالحتراق والنفايات‬ ‫الغاز الطبيعي‬ ‫الفحم ومنتجاته‬ ‫النفط الخام وسوائل الغاز‬
‫والطاقة الحرارية األرضية والطاقة‬ ‫الطبيعي والمواد الخام‬
‫تم جمعه من ‪IEA 2007‬‬ ‫الشمسية‪/‬طاقة الرياح‪/‬أنواع الطاقة األخرى‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪176‬‬


‫اإلطار ‪ 9-5‬التنوع البيولوجي وإمداد الفقراء بالطاقة‬

‫الفقر سيمثل تحديدا ً أكبر‪ .‬يمكن أن يتسبب استخدام أخشاب الوقود في‬ ‫تتضمن مصادر الطاقة القائمة على التنوع البيولوجي كالً من الكتلة األحيائية‬
‫التصحر‪ ،‬بيد أن الطلب على أخشاب الوقود قد يشجع كذلك على زراعة األشجار‪،‬‬ ‫والوقود الحيوي الحديث‪ .‬وتوفر األنظمة اإليكولوجية مصادر لطاقة الكتل‬
‫كما يحدث‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في كينيا ومالي وغيرهما من البلدان النامية‬ ‫األحيائية التقليدية رخيصة نسبيا ً وفي المتناول‪ ،‬لذا‪ ،‬فإن لها دورا ً حيويا ً تلعبه‬
‫العديدة‪.‬‬ ‫في دعم السكان الفقراء (انظر الشكل ‪ .)6-5‬وفي حالة تعرض هذه الموارد‬
‫للخطورة‪ ،‬كما هو الحال في بعض البلدان ذات التصحر الشديد‪ ،‬فإن الحد من‬
‫المصدر‪Barnes and others 2002, FAO 2004 :‬‬

‫الشكل ‪ 6-5‬العالقة بين الدخل واستخدام الطاقة في المناطق الحضرية في ‪ 12‬بلداً نامياً‬
‫استخدام الوقود (كمية المكافىء النفطي للفرد شهريا ً بالكيلو جرام)‬
‫‬ ‫الكهرباء‬
‫‬ ‫الحطب‬
‫‬
‫الغاز النفطي‬
‫المسيّل‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬ ‫المصدر‪ESMAP :‬‬


‫<‬ ‫>_ ‬ ‫ >_ ‬ ‫>_ ‬ ‫>@ ‬ ‫‪studies (in Barnes‬‬
‫الدخل الشهري (دوالر أمريكي‪/‬للفرد)‬ ‫‪)and others 2002‬‬

‫تغير المناخ‪ .‬ويتم اآلن اإلبالغ عن استعادة بعض مناطق‬ ‫أنواع البرمائيات بالفعل إلى تغير المناخ (‪Ron and‬‬
‫الشعاب المرجانية (‪ .)Wilkinson 2002‬ومن المتوقع‬ ‫‪ ،)others 2003, Pounds and others 2006‬كما‬
‫أن تتضرر بشدة األنظمة اإليكولوجية من نفس نوع‬ ‫قدرت دراسة عالمية أجريت مؤخر ًا أن ‪ 37 - 15‬في‬
‫األنظمة الموجودة في البحر المتوسط مثل التي توجد في‬ ‫المائة من األنواع المستوطنة اإلقليمية قد تتعرض‬
‫حوض البحر المتوسط‪ ،‬وكاليفورنيا‪ ،‬وشيلي‪ ،‬وجنوب‬ ‫لالنقراض بحلول عام ‪Thomas and others( 2050‬‬
‫أفريقيا‪ ،‬وغرب استراليا بسبب تغير المناخ (‪Lavorel‬‬ ‫‪.)2004 b‬‬
‫‪.)1998, Sala and others 2000‬‬
‫ولتغير المناخ أيض ًا آثاره على مستويات األنظمة‬
‫إدارة الطلب على الطاقة والتأثيرات على التنوع البيولوجي‬ ‫اإليكولوجية‪ .‬وبحلول عام ‪ ،2000‬تعرضت ‪ 27‬في المائة‬
‫إن هناك بعض مصادر الطاقة القليلة التي تعتبر محايدة‬ ‫من الشعاب المرجانية للتدهور وهو ما يرجع جزئي ًا إلى‬
‫تمام ًا من حيث التنوع البيولوجي‪ ،‬كما أن هناك خيارات‬ ‫ارتفاع درجة حرارة المياه‪ ،‬فيما كان السبب الرئيسي لذلك‬
‫للطاقة في حاجة إلى اتخاذها بعد فهم المقايضات التي‬ ‫التدهور هو حادث ابيضاض المرجان عام ‪ 1998‬نتيجة‬

‫اإلطار ‪ 10-5‬أمثلة آلثار تغير المناخ على األنواع‬

‫تقارير عن التغيرات في سلوك األنواع‬ ‫تقارير عن حاالت االنقراض‬


‫‪ n‬أوقات الطيران السابقة ألوانها في الحشرات (‪)Ellis and others 1997, Woiwod 1997‬‬ ‫‪ n‬البرمائيات (‪)Pounds and others 2006‬‬
‫‪ n‬وضع الطيور بيضها على نحو سابق ألوانه (‪)Brown and others 1999, Crick and Sparks 1999‬‬
‫‪ n‬التكاثر في البرمائيات (‪)Beebee 1995‬‬
‫ ‬ ‫تقارير عن التغيرات في توزيع األنواع‬
‫‪ n‬إزهار األشجار (‪)Walkovsky 1998‬‬
‫ ‬ ‫‪ n‬الثعالب القطبية الشمالية (‪)Hersteinsson and MacDonald 1992‬‬
‫ ‬
‫‪ n‬تجمعات النمل (‪)Botes and others 2006‬‬
‫ ‬ ‫‪ n‬النباتات الجبلية (‪)Grabbherr and others 1994‬‬
‫‪ n‬السمندر (‪)Bernardo and Spotila 2006‬‬ ‫‪ n‬كائنات المناطق الواقعة بين المد والجزر (‪)Sagarin and others 1999‬‬
‫‪ n‬فراشات المنطقة المعتدلة الشمالية (‪)Parmesan and others 1999‬‬
‫ ‬
‫تقارير عن تغيرات في ديموغرافية السكان‬ ‫‪ n‬البرمائيات والطيور االستوائية (‪)Pounds and others 1999‬‬
‫‪ n‬تغيرات في النسب الجنسية لألعداد في الزواحف (‪Carthy and others 2003, Hays and others‬‬ ‫‪ n‬الطيور البريطانية (‪)Thomas and Lennon 1999‬‬
‫ ‬
‫‪)2003, Janzen 1994‬‬ ‫‪ n‬توزيعات األشجار في أوروبا (‪)Thuiller 2006‬‬

‫‪177‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫على نطاق واسع ‪ -‬أيض ًا ‪ -‬في إيجاد مساحات شاسعة‬ ‫توجد ضمن أي موقف خاص‪ ،‬وما يستتبع ذلك من تأثيرات‬
‫من الزراعات ذات المحصول الواحد تعاني من فقر في‬ ‫على التنوع البيولوجي ورفاهية اإلنسان (انظر الجدول‬
‫التنوع البيولوجي‪ ،‬مما يؤدي إلى استبدال األنظمة‬ ‫‪ .)3-5‬تعتبر إدارة التنوع البيولوجي أداة أساسية تهدف‬
‫اإليكولوجية مثل المساحات الزراعية منخفضة اإلنتاجية‬ ‫إلى تخفيف وتكيف تأثيرات تغير المناخ ‪ -‬بدء من تجنب‬
‫التي تمتاز حالي ًا بقيمة التنوع البيولوجي العالية‪.‬‬ ‫إزالة الغابات إلى موازنات التنوع البيولوجي ‪ -‬إلى جانب‬
‫مساهمتها في الحفاظ على نطاق واسع من خدمات‬
‫إن إلجراءات مواجهة آثار تغير المناخ الحالية منافعها‬ ‫األنظمة اإليكولوجية‪.‬‬
‫على التنوع البيولوجي كما أن لها أضرارها أيضاً‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬بعض برامج تنحية الكربون التي تهدف إلى‬ ‫وهناك عدد من استجابات اإلدارة والسياسات للطلب‬
‫تخفيف آثار غازات االحتباس الحراري يمكن أن ينجم‬ ‫المتزايد على الطاقة واآلثار على التنوع البيولوجي‪ .‬وقد‬
‫عنها آثار عكسية على التنوع البيولوجي عن طريق إنشاء‬ ‫تمثلت إحدى االستجابات الهامة ألسعار النفط المتزايدة‬
‫حراجة أحادية المحصول على مساحات ذات قيمة تنوع‬ ‫في تنامي االهتمام بمصادر الطاقة األخرى‪ .‬ويأتي الوقود‬
‫بيولوجي عالية‪ .‬ويعد تجنب إزالة الغابات‪ ،‬من خالل‬ ‫الحيوي على رأس مصادر الطاقة تلك‪ ،‬نظر ًا ألن العديد من‬
‫مشروعات المحافظة على الغابات بشكل أساسي‪ ،‬إحدى‬ ‫الدول تستثمر موارد ضخمة في هذه المجال (انظر اإلطار‬
‫استراتيجيات التكيف النافعة التي تمتاز بفوائدها المتعددة‬ ‫‪ .)11-5‬ومن المتوقع أن يتضاعف الناتج العالمي للوقود‬
‫في تخفيف آثار تغير المناخ‪ ،‬وحفظ التنوع البيولوجي‬ ‫الحيوي‪ ،‬إذا ما أخذنا في االعتبار الممارسات والسياسات‬
‫للغابات‪ ،‬وتقليل التصحر‪ ،‬وتحسين موارد الرزق‪ .‬ويجب أن‬ ‫الحالية‪ ،‬بمقدار خمسة أضعاف تقريباً‪ ،‬من ‪ 20‬مليون طن‬
‫ندرك أن ثمة "تسرب" يحدث من جراء االنبعاثات الناتجة‬ ‫من مكافئ النفط في عام ‪ 2005‬إلى ‪ 92‬مليون طن من‬
‫عن جهود الحفظ تلك (‪.)Aukland and others 2003‬‬ ‫مكافئ النفط عام ‪ .2030‬هذا ويدعم الوقود الحيوي الذي‬
‫كما يؤثر تغير المناخ ‪ -‬أيض ًا ‪ -‬على استراتيجيات حفظ‬ ‫يتم إنتاجه بمعدل ‪ 1‬في المائة من األراضي الصالحة‬
‫التنوع البيولوجي الحالية (‪Bomhard and Midgley‬‬ ‫للزراعة على مستوى العالم ‪ 1‬في المائة من الطلب على‬
‫‪ .)2005‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تحدث التحوالت من منطقة‬ ‫النقل البري‪ ،‬لكن من المتوقع إن يزيد بمعدل ‪ 4‬في المائة‬
‫ذات مناخ معين إلى منطقة أخرى في حوالي نصف‬ ‫بحلول عام ‪ ،2030‬نظر ًا للزيادات الضخمة في الواليات‬
‫المساحات المحمية في العالم (‪ ،)Halpin 1997‬ويظهر‬ ‫المتحدة وأوروبا‪ .‬وال شك أنه دون تحقيق تحسن كبير في‬
‫التأثير بشكل أكبر في المناطق ذات خطوط العرض‬ ‫القدرة اإلنتاجية لمحاصيل الوقود الحيوي‪ ،‬إلى جانب‬
‫وخطوط االرتفاع األعلى‪ .‬كما يلزم أن تتمتع بعض حدود‬ ‫تحقيق تقدم مشابه في اإلنتاجية الزراعية لمحاصيل‬
‫المناطق المحمية بشيء من المرونة إذا أردنا لها أن‬ ‫الغذاء‪ ،‬فإن توفير ‪ 100‬في المائة من الطلب على وقود‬
‫تستمر في تحقيق أهدافها للمحافظة‪.‬‬ ‫ال (‪IEA‬‬
‫النقل من الوقود الحيوي سيصبح أمر ًا مستحي ً‬
‫‪ .)2006‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يتسبب إنتاج الوقود الحيوي‬

‫اإلطار ‪ 11-5‬كبار منتجي الوقود الحيوي في ‪( 2005‬مليون لتر)‬

‫الديزل الحيوي‬
‫‪1 920‬‬ ‫ألمانيا ‬
‫‪511‬‬ ‫فرنسا ‬
‫‪290‬‬ ‫الواليات المتحدة ‬
‫‪270‬‬ ‫إيطاليا ‬
‫‪83‬‬ ‫النمسا ‬

‫اإليثانول الحيوي‬
‫‪16 500‬‬ ‫البرازيل ‬
‫‪16 230‬‬ ‫الواليات المتحدة ‬
‫‪2 000‬‬ ‫الصين ‬
‫‪950‬‬ ‫االتحاد األوروبي ‬
‫‪300‬‬ ‫الهند ‬
‫من المتوقع زيادة اإلنتاج العالمي من الوقود الحيوي تقريبا ً خمسة أضعاف‪ ،‬على افتراض‬
‫الممارسة والسياسة الحاليين‪ .‬أعاله‪ ،‬مزرعة تجريبية إلنتاج الديزل الحيوي في والية كوجرات‬
‫بالهند‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Joerg Boethling/Still Pictures :‬‬ ‫المصدر‪Worldwatch Institute 2006 :‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪178‬‬


‫الجدول ‪ 3-5‬مصادر الطاقة وآثارها على التنوع البيولوجي‬

‫التأثيرات الالحقة على رفاهية اإلنسان‬ ‫اآلثار على التنوع البيولوجي‬ ‫مصدر الطاقة *‬

‫‪n‬تغيرات في توزيع الموارد الطبيعية التي تدعم موارد الرزق‬ ‫‪n‬سيجلب تغير المناخ العالمي واضطراباته المصاحبة‪ ،‬السيما عند اقترانهما بالنمو السكاني البشري والمعدالت‬ ‫الوقود األحفوري‬
‫وفقدانها‪.‬‬ ‫المتسارعة الستخدام الموارد‪ ،‬خسائر في التنوع البيولوجي‪.‬‬
‫‪n‬أمراض جهاز التنفس من جراء نوعية الهواء السيئة‪.‬‬ ‫‪n‬وقد أدى تلوث الهواء (بما في ذلك األمطار الحمضية) إلى إصابة الغابات بالضرر جنوبي الصين حيث بلغ الضرر‬ ‫النفط الخام‬
‫‪ 14‬بليون دوالر أمريكي‪/‬سنة‪ .‬وتعتبر الخسائر الناجمة من آثار تلوث الهواء هائلة‪ ،‬حيث تبلغ ‪ 4.7‬بليون دوالر أمريكي‬ ‫الفحم‬
‫في ألمانيا و‪ 2.7‬بليون دوالر أمريكي في بولندا و‪ 1.5‬بليون دوالر في السويد (‪.)Myers and Kent 2001‬‬ ‫الغاز الطبيعي‬
‫‪ n‬تشير التقارير إلى وجود تأثير مباشر لتسريبات النفط على األنظمة اإليكولوجية المائية والبحرية‪ .‬وتعد حالة‬
‫الشاحنة إكسون فالديز الحالة األشنع‪ ،‬حيث اصطدمت الشاحنة باألرض في عام ‪ ،1989‬مسرب ًة ‪ 37000‬طن من‬
‫النفط الخام في منطقة برنس وليام ساوند بوالية أالسكا (‪.)ITOPF 2006‬‬
‫‪n‬وتأتي التأثيرات كذلك من خالل تطوير حقول النفط وبنيتها األساسية ذات الصلة‪ ،‬واألنشطة البشرية في المناطق‬
‫البعيدة التي تعتبر مناطق قيمة للحفاظ على التنوع البحري (مثل المأوى الوطني للحياة البرية القطبية بوالية أالسكا‬
‫الذي قد يتعرض للتهديد من جراء التطوير النفطي المفترض)‪.‬‬

‫‪n‬أمراض األوعية الدموية وجهاز التنفس الناتجة عن انخفاض‬ ‫‪n‬انخفاض كمية األراضي المتاحة للمحاصيل الغذائية أو غيرها من االحتياجات نتيجة االستخدام الواسع النطاق‬ ‫الكتلة األحيائية‬
‫نوعية الهواء الداخلي‪ ،‬نتيجة مواقد حرق األخشاب‪ ،‬السيما بين‬ ‫لألراضي إلنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬مثل قصب السكر واألشجار سريعة النمو‪ ،‬األمر الذي قد يسفر عن تحول الموئل‬
‫النساء واألطفال الفقراء‪.‬‬ ‫الطبيعي إلى الزراعة وكثافة األراضي المراحة أو التي تم تطويرها بشكل واسع سابقاً‪.‬‬ ‫المواد القابلة‬
‫‪n‬نقص توافر الغذاء‪.‬‬ ‫‪n‬يمكن أن تسهم هذه المواد في وجود الملوثات الكيميائية في الغالف الجوي والتي تؤثر على التنوع البيولوجي‬ ‫لالحتراق والمواد‬
‫(‪.)Pimentel and others 1994‬‬ ‫المتجددة والنفايات‬
‫‪n‬يمكن أن يعمل حرق بقايا المحاصيل كوقود إلى إزالة المواد الضرورية المغذية للتربة‪ ،‬مما يقلل المواد العضوية‬
‫في التربة وقدرة التربة على االحتفاظ بالمياه‪.‬‬
‫‪n‬قد تتطلب إدارة زراعة وقود حيوي بشكل كثيف مدخالت إضافية من الوقود األحفوري لآلالت واألسمدة والمبيدات‬
‫وذلك بتأثيرات الحقة مرتبطة بالوقود األحفوري‪.‬‬
‫‪n‬يمكن أن تزيد الزراعة األحادية لنباتات وقود الكتلة األحيائية تلوث التربة والمياه من جراء استخدام األسمدة‬
‫والمبيدات وتآكل التربة وانسياب المياه مع فقدان للتنوع البيولوجي مترتب على ذلك‪.‬‬

‫‪n‬وتتضمن التأثيرات الصحية لإلشعاعات المؤينة حاالت الوفاة‬ ‫‪n‬يتم إطالق الماء المستخدم لتبريد المفاعالت إلى البيئة بدرجات حرارة أعلى بكثير من درجات الحرارة المحيطة‪،‬‬ ‫الطاقة النووية‬
‫واألمراض من جراء األضرار الوراثية (بما في ذلك السرطانات‬ ‫وهو ما يشكل تأثيرات بيئية متمثلة في الحدود المناخية القصوى‪ ،‬مثل الموجات الحرارية‪ ،‬على الحيوانات النهرية‪.‬‬
‫واالضطرابات اإلنجابية)‪.‬‬ ‫‪n‬وتنتج الطاقة النووية كميات ضئيلة نسبي ًا من غازات االحتباس الحراري أثناء البناء‪.‬‬
‫‪n‬نظر ًا للمخاطر المحتملة التي تفرضها الطاقة النووية‪ ،‬يتم إحاطة بعض المحطات النووية بمناطق محمية‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬يحتل موقع هانفورد ‪ 145000‬هكتار في والية واشنطون الجنوبية الشرقية‪ .‬وهي تضم العديد من المناطق‬
‫ال هام ًا للنباتات‬
‫والمواقع المحمية الخاضعة للبحث طويل األمد (‪ ،)Gray and Rickard 1989‬وتوفر موئ ً‬
‫والحيوانات‪.‬‬
‫‪n‬الحادثة النووية سيكون لها آثار ًا خطيرة على الناس والتنوع البيولوجي‪.‬‬

‫‪n‬يمكن أن يسفر بناء خزانات ضخمة عن تشريد الناس‪.‬‬ ‫‪n‬يؤدي بناء السدود الضخمة إلى فقدان الغابات واألنواع التي تعيش في الحياة البرية وأنواعها‪ ،‬واختالل الدوائر‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬
‫‪n‬تغيرات في توافر موارد المياه العذبة (المحسنة والمتدهورة‪،‬‬ ‫النهرية الطبيعية وتدهور مناطق المستجمعات أعلى المجرى نتيجة غمر منطقة الخزان (‪.)WCD 2000‬‬
‫اعتماد ًا على الوضع) لالستخدام البشري‪.‬‬ ‫‪n‬وينبعث كذلك من خزانات السد غازات االحتباس الحراري نتيجة لتعفن النباتات وتدفقات الكربون من الحوض‪.‬‬
‫‪n‬أما الجانب اإليجابي‪ ،‬فيتمثل في توفير خزانات السدود أنظمة إيكولوجية لألراضي الرطبة على جوانبها غزيرة‬
‫ال عن فرص لتواجد موائل الطير المائي‪.‬‬
‫بإنتاج األسماك فض ً‬

‫‪n‬انخفاض أعداد األنواع التي توفر المواد األساسية للحياة‪.‬‬ ‫‪ n‬اختالل األنظمة اإليكولوجية فيما يتعلق بتجفيف األغذية وفقدان الموائل في مزارع إنتاج طاقة الرياح الضخمة‬ ‫مصادر الطاقة البديلة‬
‫‪n‬قد تسبب السموم التي يتم إطالقها إلى البيئة مشكالت للصحة‬ ‫والتلوث الضوضائي تحت سطح البحر‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬ ‫‪n‬قد تتسبب محطات طاقة المد والجزر في اختالل أنماط هجرة األسماك‪ ،‬وتقليل مناطق تغذية الطير المائي وإصابة‬ ‫الطاقة الحرارية‬
‫‪n‬انخفاض القيمة االقتصادية لألراضي القريبة من مزارع طاقة‬ ‫تدفقات الرواسب العالقة باالختالل‪ ،‬والتسبب في العديد من التغيرات األخرى على مستوى األنظمة اإليكولوجية‪.‬‬ ‫األرضية‬
‫الرياح بسبب اآلثار القوية الواضحة‪.‬‬ ‫ال عن أراضي المناطق‬ ‫‪n‬وتحتاج إقامة مزارع الطاقة الشمسية الضخمة االستحواذ على أراض زراعية وحراجية فض ً‬ ‫الشمسية‪ ،‬والهوائية‪،‬‬
‫المحمية‪.‬‬ ‫والمد والجزر‪،‬‬
‫‪n‬يمثل استخدام المواد الكيميائية السامة في تصنيع خاليا الطاقة الشمسية مشكلة أثناء استخدامها وتصريفها‬ ‫واألمواج‬
‫(‪.)Pimentel and others 1994‬‬
‫‪n‬قد يتسبب تصريف المياه والمياه المستعملة من محطات الطاقة الحرارية األرضية في تلوث شبكات إمداد المياه‬
‫السطحية والجوفية‪.‬‬
‫‪n‬قد تتسبب تربينات طاقة الرياح والمد والجزر نفوق بعض األنواع المهاجرة‪ ،‬األرضية والبحرية مع ًا (‪Dolman‬‬
‫‪.)and others 2002‬‬
‫‪ n‬التأثير القوي الواضح لمزارع طاقة الرياح‪.‬‬

‫* انظر الشكل ‪ 5-5‬للتعرف على النسبة المئوية إلجمالي إمداد الطاقة األولية‬

‫ومع ذلك‪ ،‬لم تكن االستجابات شاملة أو منسقة أو على‬ ‫لقد تمت معالجة آثار إنتاج الطاقة واستخدامها على‬
‫مستوى عالمي‪ .‬وقد تم التعهد بالتزامات‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫التنوع البيولوجي كمنتج ثانوي للعديد من السياسات في‬
‫خطط عمل مشتركة‪ ،‬في العديد من المنتديات‪ ،‬غير أن‬ ‫العقود القليلة الماضية‪ .‬ومن بين األمثلة على ذلك أن الجهود‬
‫التطبيق على أرض الواقع أثبت أن ثمة تحديات كبيرة‬ ‫التي بذلتها ألمانيا لتقليل اإلعانات الموجهة لقطاعي الطاقة‬
‫تحول دون تنفيذ تلك االلتزامات‪ ،‬بسبب مشكالت توفير‬ ‫والنقل أدت إلى زيادة نسبة الزراعة العضوية وتقليل استخدام‬
‫الدعم المالي المطلوب وفقدان اإلرادة أو الرؤية السياسية‪.‬‬ ‫النيتروجين في الزراعة (‪.)BMU 1997, OECD 2001‬‬

‫‪179‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫األمراض الناجمة عن تدمير وتجزئة الغابات االستوائية‬ ‫وهناك محاوالت أيض ًا للتعامل مع هذه المسألة من خالل‬
‫واألنظمة اإليكولوجية األخرى‪ ،‬واالرتباطات بين األمراض‬ ‫إدارة اآلثار داخل القطاع الخاص‪ ،‬وخصوص ًا في مجال‬
‫التي تصيب اإلنسان والحيوان (مثل داء اليم‪ ،‬وفيروس‬ ‫الطاقة‪ .‬هذا ويقبل القطاع الخاص مسئولياته بشكل‬
‫غرب النيل‪ ،‬وأنفلونزا الطيور)‪ ،‬إلى جانب المنتجات‬ ‫متزايد باعتباره راعي ًا للبيئة‪ .‬وهو يتعاون مع المنظمات‬
‫الدوائية المتعددة المعروفة وغيرها مما لم يتم اكتشافه‬ ‫غير الحكومية‪ ،‬من خالل عقده للندوات مثل مبادرة الطاقة‬
‫بعد‪ ،‬ومساهمة خدمات األنظمة اإليكولوجية في صحة‬ ‫والتنوع البيولوجي (‪ ،)EBI 2007‬بهدف الوصول إلى‬
‫اإلنسان‪ ،‬واالعتراف المتزايد آلثار معطالت الغدد الصماء‬ ‫درجة فهم أكبر لآلثار واستراتيجيات تخفيف اآلثار‬
‫على صحة الحيوان واإلنسان‪ ،‬كلها تؤكد على وجود‬ ‫والتكيف الممكنة حتى يصير للعمل داللة وأهمية‪ .‬وبخالف‬
‫ارتباطات بين التنوع البيولوجي وصحة اإلنسان‬ ‫التشريعات واللوائح التنظيمية‪ ،‬فإن الدفع مقابل خدمات‬
‫(‪.)Chivian 2002, Osofsky and others 2005‬‬ ‫األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬كما يُجسده سوق الكربون الناشئ‪،‬‬
‫نهج ًا مبتكر ًا وإن كان مثير ًا للجدل بعض الشيء في‬
‫يعيش حوالي بليون نسمة حياة الكفاف‪ ،‬كما يؤدي النقص‬ ‫معالجة آثار استخدام الطاقة على البيئة‪ .‬إنَّ حالة سوق‬
‫في إنتاجية األنظمة اإليكولوجية (على سبيل المثال بسبب‬ ‫الكربون ‪ 2006‬في الفترة ما بين ‪ 1‬يناير ‪ 2005‬إلى ‪31‬‬
‫فقر خصوبة التربة‪ ،‬والجفاف‪ ،‬والصيد الجائر) وبشكل‬ ‫مارس ‪ ،2006‬تكشف عن وجود تزايد مستمر وسريع‬
‫سريع إلى سوء التغذية‪ ،‬ووقف نمو وتطور األطفال‪ ،‬إلى‬ ‫لسوق الكربون العالمي يقدر قيمته بما يزيد على ‪ 10‬بليون‬
‫جانب زيادة الحساسية لألمراض األخرى‪ .‬إن هناك‬ ‫دوالر أمريكي في عام ‪ ،2005‬وهو ما يعادل عشرة مرات‬
‫اختال ًال كبير ًا في التغذية على المستوى العالمي بين بليون‬ ‫القيمة في السنة السابقة‪ ،‬وأكثر من قيمة (‪ 7.1‬بليون دوالر‬
‫نسمة يعانون من اإلفراط في التغذية (وهم األغنياء بشكل‬ ‫أمريكي) إجمالي محصول القمح في الواليات المتحدة كلها‬
‫أساسي) وبين نفس العدد من األفراد ممن يعانون من‬ ‫عام ‪.)World Bank 2006( 2005‬‬
‫نقص شديد في التغذية (وهم الفقراء بشكل أساسي)‪.‬‬
‫ويرجع هذا االختالل ‪ -‬من الناحية التاريخية ‪ -‬إلى‬ ‫ويتطلب ضمان الحصول على الطاقة مع الحفاظ على‬
‫العوامل االجتماعية واالقتصادية بشكل رئيسي‪ ،‬غير أن‬ ‫التنوع البيولوجي وخدمات األنظمة اإليكولوجية الحيوية‬
‫العوامل اإليكولوجية قد تلعب دور ًا مهم ًا ومتزايد ًا في زيادة‬ ‫تطبيق منهج متكامل تشارك فيه قطاعات متعددة (راجع‬
‫هذا االختالل في المستقبل‪ .‬ينشأ ‪ 70‬في المائة من‬ ‫الفصلين ‪ 2‬و‪ ،)10‬ويتضمن‪:‬‬
‫األمراض المعدية في الحيوانات‪ ،‬وتعد مشكالت الحفظ هي‬ ‫‪ n‬نهج نظام إيكولوجي إلدارة التنوع البيولوجي والموارد‬
‫األساس في انتشار هذه األمراض‪ .‬كما تتزايد مخاطر‬ ‫الطبيعية‪ ،‬يتضمن دروس ًا حول اإلدارة المستمرة‬
‫انتشار ومناوبة األمراض المعدية بسبب تغير استخدامات‬ ‫للموارد الطبيعية وتأثر ذلك بإنتاج الطاقة‬
‫األراضي‪ ،‬وتنوع أشكال اإلنتاج المكثف للحيوان‪ ،‬واألنواع‬ ‫واستخدامها؛‬
‫الغريبة الغازية‪ ،‬إلى جانب تجارة الحياة البرية الدولية‪.‬‬ ‫‪ n‬تحو ًال كبير ًا في الحوكمة البيئية من خالل دمج‬
‫ويؤدي تغير المناخ إلى توسعة نطاق ومستوى نشاط‬ ‫سياسات وحوافز تشجع على إنتاج واستخدام الطاقة‪،‬‬
‫ناقالت األمراض‪ ،‬وخصوص ًا الناقالت التي تتم عن طريق‬ ‫بما يساعد على اتخاذ إجراءات مناسبة تهدف إلى‬
‫الحشرات‪ .‬هذا وقد أثارت المخاوف الدولية األخيرة فيما‬ ‫معالجة مشكالت التنوع البيولوجي‪ ،‬وخصوص ًا ما‬
‫يتعلق بوباء متالزمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس)‪،‬‬ ‫يتعلق بتغير المناخ؛‬
‫وأنفلونزا الطيور بعد ًا جديد ًا وخطير ًا على مناقشات‬ ‫‪ n‬زيادة الشراكة مع القطاع الخاص‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الصحة العالمية‪.‬‬ ‫الصناعات االستخالصية والقطاع المالي‪ ،‬بهدف‬
‫تعزيز برامج الطاقة التي تجعل إجمالي التكاليف على‬
‫وإلى جانب تغير التنوع البيولوجي هناك ثمة عوامل أخرى‬ ‫التنوع البيولوجي وموارد الرزق داخلية‪.‬‬
‫تزيد من مخاطر التعرض لألمراض‪ .‬تؤدي الزيادة في‬
‫أعداد السكان إلى زيادة أعداد مضيفي عوامل المرض؛‬ ‫الصحة‬
‫ويعمل تغير المناخ على زيادة درجات الحرارة‪ ،‬مما يساعد‬ ‫تغير التنوع البيولوجي يؤثر على صحة اإلنسان‬
‫على تغيير التوزيع األوسع لناقالت األمراض‪ ،‬مثل‬ ‫على الرغم من قلة المعلومات المتوفرة لدينا حول مدى‬
‫البعوض؛ وكذلك تتزايد المقاومة للعقاقير باستخدام‬ ‫االنعكاسات السلبية للعديد من تغيرات التنوع البيولوجي‬
‫العالجات التقليدية؛ كما أن الفقر وسوء التغذية المتناميين‬ ‫على الصحة‪ ،‬إلى جانب مدى تأثير ذلك في اإلصابة‬
‫يجعالن كثير من الناس عرضة لألمراض على نحو أكبر‪.‬‬ ‫باألمراض سواء لإلنسان أو غيره من األنواع‪ ،‬إال أن‬
‫وتثبت التجارب على فيروس غرب النيل‪ ،‬وفيروس هانتا‪،‬‬ ‫الروابط المفاهيمية بين التغييرات البيئية األوسع وبين‬
‫وأنفلونزا الطيور‪ ،‬والسل أن المرض يُسبب كائنات مجهريه‬ ‫صحة اإلنسان معلومة جيداً‪ ،‬انظر الشكل ‪ .7-5‬إن‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪180‬‬


‫الشكل ‪ 7-5‬التأثيرات الضارة لتغيرات النظام اإليكولوجي على صحة اإلنسان‬

‫التغيرات البيئية وفقد التنوع‬


‫أمثلة لآلثار الصحية‬ ‫البيولوجي وعجز النظام اإليكولوجي‬

‫‪.1‬‬
‫اآلثار الصحية المباشرة الفيضانات‪ ،‬موجات‬
‫الحر الشديدة‪ ،‬نقص المياه‪ ،‬االنهيارات األرضية‪،‬‬ ‫فقد األنواع والموارد الوراثية‬
‫التعرض للملوثات‬
‫تدهور األراضي والتصحر‬ ‫مالحظة‪ :‬يصف هذا الشكل‬
‫الوسائل غير الرسمية لزيادة‬
‫‪.2‬‬ ‫الضغوط البشرية على البيئة من‬
‫اآلثار الصحية “المتواسطة بالنظام اإليكولوجي”‬ ‫إزالة الغابات وتغير غطاء األرض‬
‫مخاطر األمراض المعدية المتغيرة‪ ،‬انخفاض‬ ‫خالل تغيرات النظم اإليكولوجية‬
‫المجاالت الغذائية (سوء التغذية وقف النمو)‪،‬‬ ‫مما يؤدي إلى عواقب صحية‬
‫نضوب األدوية الطبيعية‪ ،‬الصحة العقلية‬ ‫تزايد الضغوط‬ ‫وخيمة‪ .‬وال يشتمل الجدول‬
‫(األشخاص‪ ،‬المجتمع) آثار التطور الفني‪/‬الثقافي‬ ‫فقد األراضي الرطبة وتلفها‬ ‫البشرية على‬ ‫على جميع تغييرات النظم‬
‫البيئية العالمية‬ ‫اإليكولوجية‪ .‬وقد يكون لبعض‬
‫نضوب المياه العذبة وتلوثها‬
‫التغييرات آثار إيجابية (مثل إنتاج‬
‫‪.3‬‬ ‫الغذاء)‪.‬‬
‫اآلثار الصحية غير المباشرة‪ ،‬والمؤجلة والمشردة‬
‫نضوب المياه العذبة وتلوثها‬
‫اآلثار الصحية المتنوعة المترتبة على فقد مصادر‬
‫الرزق‪ ،‬وتشريد السكان (بما في ذلك سكنى‬
‫العشوائيات)‪ ،‬والصراعات‪ ،‬والتكيف غير المالئم‬ ‫التحضر وآثاره‬
‫والتخفيف‬
‫المصدر‪Adapted :‬‬
‫‪from WHO 2005‬‬

‫الدول النامية يعتمدون على األدوية التقليدية التي‬ ‫تتكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة‪ ،‬وتكون النتيجة ظهور‬
‫يُستخلص معظمها من النباتات‪ ،‬كما أن أكثر من نصف‬ ‫األمراض المعدية أو زيادتها معدالتها (‪Ayele and‬‬
‫الوصفات الطبية األكثر تكرار ًا في البالد المتقدمة‬ ‫‪others 2004, Campbell and others 2002,‬‬
‫تُستخلص من المصادر الطبيعية‪.‬‬ ‫‪Harvell and others 2002, Zeier and others‬‬
‫‪ .)2005‬ومع ذلك فإن التغيرات في األنظمة اإليكولوجية‬
‫وربما يسبب فقدان التنوع البيولوجي خفض الخيارات‬ ‫وخدماتها‪ ،‬وخصوص ًا في مصادر المياه العذبة‪ ،‬وأنظمة‬
‫المتاحة أمامنا للحصول على عالجات جديدة في‬ ‫إنتاج األغذية‪ ،‬واالستقرار المناخي‪ ،‬هي المسئولية عن‬
‫المستقبل‪ .‬حددت منظمة الصحة العالمية ‪ 20000‬نوع‬ ‫اآلثار العكسية الخطيرة على صحة اإلنسان خالل ‪20‬‬
‫قابل لالختبار من النباتات الطبية‪ ،‬كما أن هناك مزيد من‬ ‫عام ًا األخيرة‪ ،‬وبالدرجة األولى على البالد الفقيرة‪ .‬إن‬
‫األنواع قد تم اكتشاف خصائصها الطبية مؤخراً‪ ،‬أو أنه‬ ‫المجتمعات الغنية غالب ًا ما تستطيع تجنب تأثيرات تدهور‬
‫سيتم إثبات أهميتها في المستقبل‪ .‬تقدر قيمة السوق‬ ‫النظام اإليكولوجي المحلي عن طريق الهجرة‪ ،‬أو اإلحالل‪،‬‬
‫العالمي لألدوية العشبية بحوالي ‪ 43‬بليون دوالر أمريكي‬ ‫أو عن طريق االستيالء على الموارد من المناطق األقل تأثراً‪.‬‬
‫عام ‪.)WHO 2001( 2001‬‬
‫يعد التنوع البيولوجي أيض ًا مصدر ًا للعديد من العالجات‪.‬‬
‫تتعرض قدرة األنظمة اإليكولوجية على إزالة المخلفات من‬ ‫فخالل عامي ‪ 2002‬و‪ ،2003‬تم استخالص ‪ 80‬في المائة‬
‫البيئة للتدهور بسبب زيادة أحمال المخلفات وتدهور‬ ‫من المواد الكيميائية الجديدة التي يتم تقديمها عالمي ًا على‬
‫األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬مما يؤدي إلى تراكم المخلفات محلي ًا‬ ‫أنها أدوية‪ ،‬من المنتجات الطبيعية‪ .‬لذا فإن الفوائد التي‬
‫وعلى المستوى العالمي أحيان ًا (‪ .)MA 2005‬ومن األمثلة‬ ‫يمكن الحصول عليها من هذه التطورات تعد هائلةً‪ .‬فعلى‬
‫على ذلك‪ ،‬تراكم الجسيمات والغاز في الهواء وتراكم‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬تقدر إيرادات مركب من المركبات التي تعالج‬
‫الملوثات الميكروبية والمواد الكيميائية غير العضوية‬ ‫مرض الهِ ْربِس والتي يتم استخالصها من إسفنج البحر‬
‫والفلزات الثقيلة والنظائر المشعة والملوثات العضوية‬ ‫من ‪ 50‬إلى ‪ 100‬مليون دوالر أمريكي سنوياً‪ ،‬كما تقدر‬
‫الدائمة في الماء والتربة والغذاء‪ .‬ولهذه المُخلفات آثارها‬ ‫إيرادات العوامل المكافحة للسرطان التي تُستخلص من‬
‫السلبية الكبيرة على الصحة‪.‬‬ ‫الكائنات البحرية بما يصل إلى بليون دوالر أمريكي كل‬
‫عام (‪.)UNEP 2006a‬‬
‫إدارة تغير التنوع البيولوجي واآلثار على صحة اإلنسان‬
‫إن الوصول إلى خدمات األنظمة اإليكولوجية غير موزع‬ ‫وتعتبر األدوية التقليدية التي تُستخلص بشكل أساسي من‬
‫على نحو عادل‪ ،‬كما أنه بعيد كل البعد عن المثالية وعن‬ ‫النباتات أساس الرعاية الصحية األولية لشرائح ضخمة من‬
‫منظور صحة السكان‪ .‬يأتي توفير الموارد األساسية مثل‬ ‫سكان الدول النامية‪ .‬ويتوقع أن ‪ 80‬في المائة من سكان‬

‫‪181‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫على إيجاد استراتيجيات خاصة تتعلق باالستخدام‬ ‫توفير المسكن والطعام المغذي والماء النظيف وإمدادات‬
‫واإلدارة المستدامة للتنوع البيولوجي (انظر ‪Anderson‬‬ ‫الطاقة‪ ،‬على رأس أولويات السياسات الصحية الفعالة‪.‬‬
‫‪ ،and Posey 1989‬و‪ ،Carlson and Maffi 2004‬و‬ ‫وحيث إن اعتالل الصحة يأتي كنتيجة مباشرة أو غير‬
‫‪ Meilleur 1994‬على سبيل المثال)‪ .‬ويوفر تنوع‬ ‫مباشرة لالستهالك المفرط في خدمات األنظمة‬
‫الثقافات التي تطورت على المستوى العالمي مجموعة‬ ‫اإليكولوجية‪ ،‬فإن التخفيضات الهائلة في االستهالك تعود‬
‫كبيرة من االستجابات ألنظمة إيكولوجية مختلفة‪ ،‬وللتنوع‬ ‫بمنافع كبيرة على الصحة‪ ،‬كما تعمل على تقليل الضغط‬
‫والتغير في الظروف البيئية داخل تلك األنظمة‪ .‬ويشكل‬ ‫على األنظمة اإليكولوجية في الوقت ذاته (‪.)WHO 2005‬‬
‫التنوع الثقافي هذا جزء ًا مهم ًا من مجموعة الموارد‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬في البالد الغنية حيث يسبب االستهالك‬
‫العالمية المتوفرة لتلبية مطلب حفظ التنوع البيولوجي‬ ‫المفرط زيادة اآلثار السلبية على الصحة‪ ،‬فإن تقليل‬
‫(‪ .)ICSU 2002, UNESCO 2000‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه‬ ‫استهالك المنتجات الحيوانية وتحسين المواد‬
‫سريع ًا ما يختفي التنوع الثقافي في موازاة التنوع‬ ‫الكربوهيدراتية يعود بمنافع كبيرة على كل من صحة‬
‫البيولوجي عند االستجابة لنفس الموجهات بشكل كبير‬ ‫اإلنسان واألنظمة اإليكولوجية على المستوى العالمي‬
‫(‪ .)Harmon 2002, Maffi 2001‬وباعتبار التنوع‬ ‫(‪ .)WHO 2005‬إن تكامل سياسات الزراعة الوطنية‬
‫اللغوي مؤشر ًا للتنوع الثقافي‪ ،‬يتبين أن ما يزيد على ‪50‬‬ ‫واألمن الغذائي مع األهداف االقتصادية واالجتماعية‬
‫في المائة من لغات العالم البالغ عددها ‪ 6000‬لغة مُهدد‬ ‫والبيئية للتنمية المستدامة يمكن تحقيقه ‪ -‬جزئي ًا ‪ -‬عن‬
‫حالي ًا بالتالشي (‪ ،)UNESCO 2001‬حيث من المتوقع أن‬ ‫طريق التأكيد على أن تكاليف اإلنتاج واالستهالك على‬
‫يختفي ما يصل إلى ‪ 90‬في المائة من اللغات الحالية‬ ‫المستوى البيئي واالجتماعي تنعكس بشكل أكبر على‬
‫بانصرام عام ‪ .)Krauss 1992( 2100‬وباختفاء اللغات‬ ‫أسعار الغذاء والمياه‪.‬‬
‫تختفي معها القيم الثقافية والمعارف واالبتكارات‬
‫والممارسات‪ ،‬بما في ذلك القيم التي تتصل بالتنوع‬ ‫وتتضمن االستجابات التي تخفف من آثار تغيرات األنظمة‬
‫البيولوجي (‪.)Zent and López-Zent 2004‬‬ ‫اإليكولوجية على صحة اإلنسان ‪ -‬غالب ًا ‪ -‬سياسات‬
‫وأعمال خارج قطاع الصحة‪ .‬ولتخفيف آثار تغير المناخ‬
‫وإضافة إلى أهمية الثقافة في حفظ التنوع البيولوجي‬ ‫يلزم تحقيق التعاون بين قطاعات متعددة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫واالستخدام المستدام له‪ ،‬تعتمد المجتمعات اإلنسانية‬ ‫القطاع الصحي هو الذي يتحمل مسئولية إيضاح اآلثار‬
‫حيثما كانت على التنوع البيولوجي في توفير موارد الرزق‬ ‫الصحية لتغيرات األنظمة اإليكولوجية وآثار التدخالت‬
‫داخلها‪ ،‬إلى جانب الحفاظ على الهوية الثقافية‪ ،‬والقيم‬ ‫الفعالة والمبتكرة‪ .‬في حالة وجود مقايضات مثل التي بين‬
‫الروحية‪ ،‬واإللهام‪ ،‬واالستمتاع الجمالي واالستجمام (‪MA‬‬ ‫تخفيف اآلثار السلبية على الصحة والنمو االقتصادي في‬
‫‪ .)2005‬وعليه فإن فقدان التنوع البيولوجي يؤثر سلب ًا‬ ‫القطاعات األخرى‪ ،‬فمن الضروري أن نفهم جيد ًا اآلثار‬
‫على رفاهية اإلنسان مادي ًا ومعنوياً‪.‬‬ ‫الصحية‪ ،‬بحيث يمكن تضمينها عند حساب األولويات‬
‫وتحديد المقايضات‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن المجتمعات في البالد الصناعية قد‬
‫تكون في منأى عن اآلثار السلبية المباشرة لفقدان التنوع‬ ‫الثقافة‬
‫البيولوجي‪ ،‬إال أنهم يتأثرون سلب ًا بفقدان أو قلة خدمات‬ ‫التفاعالت بين التنوع البيولوجي والثقافة‬
‫األنظمة اإليكولوجية‪ .‬إن هناك فئات معينة من البشر تكون‬ ‫شهد العقدان الماضيان تنامي ًا متزايد ًا إلدراك أهمية‬
‫عرضة للتغير البيئي واالجتماعي الشديدين‪ .‬ومن بينهم‬ ‫الثقافة والتنوع الثقافي في حفظ التنوع البيولوجي والتنمية‬
‫الفقراء والنساء واألطفال والشباب والمجتمعات الريفية‬ ‫المستدامة‪ ،‬وهو ما ظهر جلي ًا في مؤتمر القمة العالمية‬
‫والشعوب األصلية والقبلية‪ .‬وتشكل األخيرة غالبية التنوع‬ ‫للتنمية المستدامة (‪WSSD) (Berkes and Folke‬‬
‫الثقافي في العالم (‪.)Posey 1999‬‬ ‫‪1998, Borrini-Feyerabend and others 2004,‬‬
‫‪Oviedo and others 2000, Posey 1999,‬‬
‫هذا وقد تم رصد ارتباطات بين التوزيعات الجغرافية‬ ‫‪Skutnabb-Kangas and others 2003, UNDP‬‬
‫للتنوع الثقافي والبيولوجي على المستوى العالمي‬ ‫‪.)2004, UNEP and UNESCO 2003‬‬
‫واإلقليمي (‪Harmon 2002, Oviedo and others‬‬
‫‪2000, Stepp and others 2004, Stepp and‬‬ ‫تتأثر الثقافة في كل مجتمع بالعالقات الخاصة المحلية بين‬
‫‪ .)others 2005‬يُلقى الشكل ‪ 8-5‬الضوء على هذا‪،‬‬ ‫السكان والبيئة‪ ،‬مما يؤدي إلى خلق قيم ومعارف‬
‫موضح ًا توزيعات التنوع النباتي والتنوع اللغوي في كافة‬ ‫وممارسات متنوعة تتصل بالتنوع البيولوجي (‪Selin‬‬
‫أنحاء العالم‪ .‬إن المناطق ذات التنوع البيولوجي ‪ -‬في‬ ‫‪ .)2003‬وكثير ًا ما تساهم المعرفة والممارسات الثقافية‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪182‬‬


‫الشكل ‪ 8-5‬التنوع “البيولوجي الزراعي” في العالم‬
‫القيمة‬
‫األكبر‬

‫مرتفع‬

‫مالحظة‪ :‬تجمع الخريطة‬


‫بين التوزيع العالمي‬
‫لمستويات عديدة من تنوع‬
‫النباتات وتوزيع اللغات‪ ،‬مما‬
‫يعطي درجة ميل للتنوع‬
‫البيولوجي الثقافي‪.‬‬

‫المصدر‪J.R Stepp, E.Binford, :‬‬


‫‪H. Castaneda, J. Reilly-Brown,‬‬
‫‪and J.C. Russell. Ethnobiology‬‬
‫‪Lab, University of Florida 2007‬‬

‫‪)1998‬؛ و‬ ‫الغالب ‪ -‬هي التي تتمتع بتركيزات أعلى للثقافات المميزة‪.‬‬


‫‪ n‬المعتقدات والسلوكيات العُرفية التي تساهم بشكل‬ ‫وتمثل أمريكا الوسطى‪ ،‬وسلسلة جبال األنديز والهيمااليا‪،‬‬
‫مباشر أو غير مباشر في الحفاظ على التنوع‬ ‫وجنوب أسيا‪ ،‬والمحيط الهادئ ‪ -‬على وجه الخصوص ‪-‬‬
‫البيولوجي‪ ،‬مثل تقنيات استخراج الموارد المستدامة‪،‬‬ ‫هذا النموذج من ارتفاع التنوع "البيولوجي الثقافي"‪ .‬وقد‬
‫والبساتين المقدسة‪ ،‬والتنظيم الروحي لمحاصيل‬ ‫أكدت األبحاث أن هذا النموذج يضم مؤشرات للتنوع‬
‫الموارد وصيانة المناطق الحاجزة (‪Moock and‬‬ ‫الثقافي مع مؤشرات للتنوع البيولوجي داخل مؤشر التنوع‬
‫‪)Rhoades 1992, Posey 1999‬؛ و‬ ‫البيولوجي الثقافي العالمي (‪.)Loh & Harmon 2005‬‬
‫‪ n‬االعتماد على التكامل االجتماعي والثقافي‪ ،‬وبقاء‬
‫المجتمعات المحلية قادرة على الوصول إلى وحيازة‬ ‫وعلى الرغم من إثبات وجود االرتباطات على المستوى‬
‫المناطق والموائل والموارد التقليدية‪ ،‬األمر الذي يؤثر‬ ‫العالمي‪ ،‬إال أن تحديد أي روابط سببية بين التنوع‬
‫أيض ًا بشكل كبير على األمن الغذائي (‪.)Maffi 2001‬‬ ‫البيولوجي والتنوع الثقافي يحتاج إلى بحث على المستوى‬
‫المحلي‪ .‬يتضمن الدليل التجريبي الذي يعزز وجود روابط‬
‫وتشير تلك النتائج إلى وجود تأثيرات إيكولوجية ومجتمعية‬ ‫مشتركة بين الثقافات والتنوع البيولوجي ما يلي‪:‬‬
‫كبيرة ومتزايدة تهدد التنوع الثقافي العالمي‪ .‬ويقود التغير‬ ‫‪ n‬اإلبداع البشري وصيانة مشاهد التنوع البيولوجي من‬
‫االجتماعي واالقتصادي العالمي (راجع الفصل ‪ )1‬إلى‬ ‫خالل الممارسات اإلدارية للموارد محدودة التأثير‬
‫فقدان التنوع البيولوجي‪ ،‬كما يعمل على تعطيل أساليب‬ ‫التقليدية (‪Baleé 1993, Posey 1998, Zent‬‬
‫الحياة المحلية عن طريق تعزيز التشابه والتجانس الثقافيين‪.‬‬ ‫‪)1998‬؛ و‬
‫إن التغير الثقافي المتمثل في فقدان القيم الثقافية والروحية‪،‬‬ ‫‪ n‬المساهمة الكبيرة للمزارعين التقليديين في المخزون‬
‫واختفاء اللغات‪ ،‬والقضاء على المعرفة والممارسات التقليدية‪،‬‬ ‫العالمي لتنوع المحاصيل النباتية والسالالت الحيوانية‬
‫هو الدافع الذي يمكن أن يكون وراء زيادة الضغوطات على‬ ‫(‪Oldfield and Alcorn 1987, Thrupp‬‬

‫الجدول ‪ 4-5‬آثار فقد التنوع الثقافي‬

‫الصلة باألهداف اإلنمائية لأللفية‬ ‫اآلثار الواقعة على المجموعات األكثر عرضة للخطر والمعتمدة على الموارد المحلية‬

‫‪n‬الهدف ‪1‬‬ ‫‪n‬انعدام األمن الغذائي نتيجة انخفاض تنوعات المحاصيل الزراعية التقليدية والوصول إلى األغذية البرية‬
‫القضاء على الفقر والجوع الشديدين‬

‫‪n‬الهدف الثالث‬ ‫‪ n‬تخفيض قيمة المعرفة الخاصة بنوع الجنس للتنوع البيولوجي‪ ،‬السيما معرفة النساء باألدوية ومصادر الغذاء (‪Sowerwine‬‬
‫تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة‬ ‫‪)2004‬‬

‫‪n‬الهدف السابع‬ ‫‪n‬انعدام المعرفة التقليدية والمحلية والممارسات واللغة المرتبطة بالحفاظ على التنوع البيولوجي واستخدامه بشكل مستدام (‪Zent‬‬
‫ضمان االستدامة البيئية‬ ‫‪)and Lopez-Zent 2004‬‬

‫‪183‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫للشعوب يساهم في تحقيق التنمية المستدامة العادلة‬ ‫التنوع البيولوجي‪ ،‬بما في ذلك الحصاد الجائر‪ ،‬وانتشار‬ ‫يمكن أن يكون النتشار األنواع الغريبة الغازية‪،‬‬
‫مثل ياقوتية الماء‪ ،‬تأثيرات ضارة على التنوع‬
‫وإدارة البيئة على نحو مناسب"‪.‬‬ ‫تحويل استخدام األراضي‪ ،‬واالستخدام المفرط لألسمدة‪،‬‬ ‫البيولوجي‪.‬‬
‫واالعتماد على الزراعات ذات المحصول الواحد التي تحل‬ ‫شارك بالصور‪Ngoma Photos :‬‬
‫هذا وقد اتخذت سياسات وطنية مبادر ًة لتقوية الروابط بين‬ ‫محل األغذية البرية واألصناف التقليدية‪ ،‬وانتشار األنواع‬
‫التنوع البيولوجي والثقافات تماشي ًا مع اتفاقية التنوع‬ ‫الغريبة الغازية التي تحل محل األنواع األصلية (‪MA‬‬
‫البيولوجي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ينص قانون التنوع‬ ‫‪ .)2005‬وهذه الضغوطات بدورها تؤثر على رفاهية‬
‫البيولوجي الهندي لعام (‪ )2002‬على أنه يتعين على‬ ‫اإلنسان‪ .‬كما يؤدي اختالل التكامل الثقافي أيض ًا إلى‬
‫الحكومة المركزية السعي للمحافظة على معارف الشعوب‬ ‫الحيلولة دون تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية (‪)MDGs‬‬
‫المحلية ذات الصلة بالتنوع البيولوجي وحمايتها‪ .‬وعليه‬ ‫(انظر الجدول ‪.)4-5‬‬
‫فإن القانون الذي ينص على ضرورة توفير الحماية للغابات‬
‫على النحو الذي تتمتع به البساتين المقدسة يعتبرها‬ ‫إدارة التنوع البيولوجي والثقافي‬
‫أماكن تراثية في سياق أنظمة معتقدات المجتمعات‬ ‫لقد أدى اإلدراك المتنامي ألهمية الثقافة والتنوع الثقافي‬
‫المحلية‪ .‬في بنما‪ ،‬تم اتخاذ إقرار قانوني بسيادة‬ ‫للبيئة ورفاهية اإلنسان خالل العقدين الماضيين إلى حدوث‬
‫المجموعات السبع الرئيسية للشعوب األصلية في ذلك‬ ‫تطورات كبيرة في السياسات واالستجابات األخرى ذات‬
‫البلد‪ .‬لقد كانت بنما أول حكومة في أمريكا الالتينية تقرر‬ ‫الصلة بالتنمية المستدامة وحفظ التنوع البيولوجي على‬
‫مثل هذه الحقوق لشعوبها األصلية‪ ،‬إضافة إلى أنه قد تم‬ ‫المستويات الدولية والوطنية والمحلية (راجع الفصل ‪،6‬‬
‫تخصيص ‪ 22‬في المائة من األراضي الوطنية اآلن على‬ ‫المقالة)‪ .‬تشمل سياسات وأعمال برنامج األمم المتحدة‬
‫أنها محميات ذات سيادة للشعوب األصلية‪.‬‬ ‫للبيئة‪ ،‬واليونسكو‪ ،‬واالتحاد الدولي لحفظ الطبيعية‬
‫والموارد الطبيعية‪ ،‬واتفاقية التنوع البيولوجي اآلن التركيز‬
‫وتعتمد فاعلية حفظ التنوع البيولوجي ‪ -‬وخصوص ًا خارج‬ ‫على الروابط المشتركة بين التنوع البيولوجي والتنوع‬
‫المناطق المحمية ‪ -‬على تكامل المشاركة المحلية‬ ‫الثقافي‪ ،‬إضافة إلى مؤشرات قياس التقدم لتحقيق هدف‬
‫والمعارف والقيم في تخطيط استخدام األراضي‪ ،‬على‬ ‫اتفاقية التنوع البيولوجي لعام ‪ 2010‬بما في ذلك التركيز‬
‫سبيل المثال في اإلدارة المشتركة للغابات والمستجمعات‬ ‫على توجهات في التنوع الثقافي‪ .‬في عام ‪ ،2006‬تبنى‬
‫المائية‪ ،‬والمناطق الساحلية‪ ،‬واألراضي والمراعي‬ ‫مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة إعالن األمم‬
‫الزراعية‪ ،‬والمصائد‪ ،‬وموائل الطيور المهاجرة‬ ‫المتحدة لحقوق الشعوب األصلية‪ ،‬الذي أقر بأن "المحافظة‬
‫(‪.)Bborrini-Feyerabbend and others 2004‬‬ ‫على المعارف والثقافات والممارسات التقليدية األصلية‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪184‬‬


‫يتوجه التمويل المالي للحيوانات الضخمة الكاريزمية مثل‬ ‫وتستلزم اإلدارة المشتركة الناجحة في الغالب المشاركة‬
‫النمور أو الفيلة أكثر مما تتوجه إلى مجموعات التنوع‬ ‫بين المجتمعات المحلية والحكومات وبين المنظمات الدولية‬
‫البيولوجي األكثر انتشار ًا واألقل رعاية‪ ،‬والتي تشكل‬ ‫والمحلية (راجع الفصل ‪ :6‬المناطق القطبية) والقطاع‬
‫عناصر ًا أساسي ًة من بنية كوكبنا‪ ،‬وتساهم بشكل كبير في‬ ‫الخاص‪ ،‬بما في ذلك مشروعات السياحة البيئية‪.‬‬
‫توفير المقدار األكبر من خدمات األنظمة اإليكولوجية التي‬
‫تستفيد منها الشعوب‪.‬‬ ‫إن دمج المعارف المحلية والتقليدية في القرارات‬
‫السياسية واإلجراءات على أرض الواقع يدعو إلى دمج‬
‫تأخذ العديد من محاوالت حساب قيم التنوع البيولوجي في‬ ‫الروابط بين التنوع البيولوجي والثقافة داخل الخطط‬
‫اعتبارها قيم المعامالت الخاصة بالمكونات الفردية للتنوع‬ ‫والسياسات االجتماعية والقطاعية (‪.)UNESCO 2000‬‬
‫البيولوجي‪ ،‬ويكون ذلك لصالح خدمات وسلع خاصة‪ .‬وعلى‬ ‫ويتضمن هذا المنهج تطوير وتقوية المؤسسات على كافة‬
‫الرغم من أن ذلك يؤدي إلى دمج بعض قيم التنوع‬ ‫المستويات بحيث يمكن نقل المعارف المحلية المتعلقة‬
‫البيولوجي‪ ،‬إال أن ذلك يبخس باستمرار من قيمة العديد‬ ‫بحفظ التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام له بنجاح‬
‫من وظائف األنظمة اإليكولوجية الضرورية لتوفير خدمات‬ ‫إلى مستويات المشهد األرضي والمستويات الوطنية‪ .‬كما‬
‫األنظمة اإليكولوجية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن بعض عناصر‬ ‫يتضمن هذا المنهج أيض ًا تقوية االحتفاظ بالمعارف‬
‫التنوع البيولوجي ال يمكن تعويضها إذا ما فقدت‪ ،‬على‬ ‫التقليدية من خالل التعليم‪ ،‬وحفظ اللغات‪ ،‬إلى جانب دعم‬
‫سبيل المثال من خالل انقراض األنواع‪ ،‬أو فقدان‬ ‫تناقل المعارف بين األجيال‪.‬‬
‫الجينات‪ .‬كما أنه يلزم إضافة التقييم االقتصادي وآليات‬
‫السوق الجديدة إلى صندوق أدوات السياسات بهدف‬ ‫ويجب أن يراعي المنهج المتكامل لحفظ التنوع البيولوجي‬
‫مراعاة مثل هذه التغيرات على التنوع البيولوجي التي ال‬ ‫للتنمية المستدامة أهمية الحفاظ على تنوع المعارف‬
‫يمكن عكسها‪ ،‬ومع أن التقييم االقتصادي الكامل يعد‬ ‫والممارسات واالعتقادات واللغات التي تستند إلى الثقافات‬
‫ضروري ًا في توفير حوافز وفرص مهمة لعملية الحفظ‪ ،‬إال‬ ‫والتي تساهم في حفظ التنوع البيولوجي المحلي‬
‫ال لألجيال‬
‫كاف لحفظ التنوع البيولوجي كام ً‬
‫أنه غير ٍ‬ ‫واالستخدام المستدام له‪ .‬إن تبني هذا النهج المتكامل في‬
‫القادمة‪ .‬وستظل برامج الحفظ التقليدية التي تركز على‬ ‫توجيهات السياسة الدولية والوطنية إلى جانب التدخالت‬
‫حماية عناصر التنوع البيولوجي من االستنزاف‬ ‫الفعلية يومئ بتحقق تغيير إيجابي‪ .‬إن إدراك اآلثار‬
‫والموجهات األخرى أداة سياسية مهمة لحماية قيم التنوع‬ ‫السلبية على المجتمعات السكانية والفئات االجتماعية‬
‫البيولوجي غير الملموسة التي ال يمكن تعويضها‪.‬‬ ‫األكثر ضعفاً‪ ،‬كما أن الجهود المبذولة لتقوية مساهمة‬
‫المعارف اإليكولوجية المحلية منها والتقليدية في التوصيات‬
‫ويمكن للمجتمع أن يتطور ‪ -‬فقط ‪ -‬دون فقد المزيد من‬ ‫السياسية (‪ ،)Ericksen and Woodley 2005‬من‬
‫التنوع البيولوجي إذا ما تم عالج اإلخفاقات السوقية‬ ‫شأنه أن يساعد في الحفاظ على استدامة العالقات بين‬
‫والسياسية به‪ ،‬بما في ذلك الدعم المالي المعاكس لإلنتاج‪،‬‬ ‫الشعوب والتنوع البيولوجي‪.‬‬

‫التحديات والفرص‬
‫اإلطار ‪ 12-5‬المدفوعات من أجل خدمات النظام اإليكولوجي‪ :‬إعادة‬
‫تشجير مستجمع مياه قناة بنما‬ ‫التحديات‬
‫انتقاص قيمة التنوع البيولوجي‬
‫أدى مقال تغطية لشهر أبريل ‪ 2005‬في صحيفة "ذي إكونوميست" (‪The‬‬
‫يتواصل فقدان التنوع البيولوجي بسبب عدم إدراك‬
‫‪ )Economist‬تحت عنوان "إنقاذ النظام البيئي" بجانب تحليل للعمل أجرته‬
‫جمعية ‪ ،PRORENA‬إحدى الجمعيات األهلية في بنما‪ ،‬إلى ترسيخ تغطية‬
‫األنظمة السياسية والسوقية لقيم التنوع البيولوجي بشكل‬
‫عكسية عن الغابات األصلية عبر مناطق ممتدة من األراضي التي تعرضت‬ ‫كاف‪ .‬ويرجع ذلك ‪-‬جزئي ًا ‪ -‬إلى أن تكاليف فقدان التنوع‬ ‫ٍ‬
‫إلزالة الغابات في مستجمع مياه قناة بنما‪ .‬كان هناك دعم كبير من مجال‬ ‫البيولوجي ال يتحملها فقط المتسببون في حدوثه‪ .‬ويزداد‬
‫إعادة التأمين‪ ،‬والذي يرى أن التدفق المنتظم للمياه ضروري لعمل القناة على‬
‫األمر تعقيد ًا إذا ما علمنا أن الطبيعة العامة للعديد من قيم‬
‫المدى الطويل‪ .‬ويعمل المشروع مع المجتمعات المحلية لتحديد خليط من‬
‫أنواع األشجار المفيدة‪ ،‬ولبحث خيارات التربية والزراعة المثلى‪ .‬وهي تعمل‬ ‫التنوع البيولوجي تكون هي السبب في حدوث فقدان‬
‫على توفير مصادر دخل للمجتمعات‪ ،‬بينما تحسن ديناميكيات االحتفاظ‬ ‫التنوع البيولوجي الذي يقع خارج الحدود الوطنية‪ .‬إن‬
‫بالماء وتدفقه في منطقة القناة‪ .‬كما أثبتت أن االستعادة اإليكولوجية على‬
‫فقدان التنوع البيولوجي‪ ،‬مثل اضمحالل التنوع الجيني‬
‫نطاق واسع في المناطق المدارية ممكنة تقنيا ً وجذابة اجتماعيا ً وقابلة‬
‫للتطبيق ماليا ً‪.‬‬
‫لجماعة حية‪ ،‬غالب ًا ما يتسم بالبطء والتدرج ويحدث‬
‫تدريجياً‪ ،‬لدرجة أنه يتعذر غالب ًا رؤيته أو إدراكه بشكل‬
‫المصدر‪The Economist 2005 :‬‬
‫كامل إال مؤخر ًا جداً‪ .‬تتلقى المشكالت المفاجئة والخطيرة‬
‫عموم ًا اهتمام ًا سياسي ًا ودعم ًا مالي ًا أكبر‪ ،‬لكن غالب ًا ما‬

‫‪185‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫عمل سياسي داعم‪ ،‬ستقود هذه التغيرات إلى تصحيح‬ ‫وبخس قيمة الموارد البيولوجية‪ ،‬والفشل في جعل التكاليف‬
‫السوق والسلوك الذي بدوره سيدفع المجتمع نحو تحقيق‬ ‫البيئية داخلة في األسعار‪ ،‬والفشل في إدراك القيم العالمية‬
‫االستدامة المتزايدة‪ .‬وعلى الرغم من أن المنتجات‬ ‫على المستوى المحلي‪ .‬وتؤثر معظم القطاعات السياسية‬
‫العضوية والمنتجات الزراعية التي يتم إنتاجها بشكل‬ ‫على التنوع البيولوجي‪ ،‬كما أن تغير التنوع البيولوجي له‬
‫مستدام مثل القهوة والكاكاو "صديقة الطيور" ال تمثل‬ ‫انعكاساته المهمة على تلك القطاعات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه نادر ًا‬
‫سوى مقدار ًا صغير ًا من إجمالي أسهم السوق‪ ،‬إال أنها‬ ‫كاف‬
‫ما يتم التعامل مع مشكالت التنوع البيولوجي بشكل ٍ‬
‫تعد أمثلة واضحة لذلك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن كل محاولة من تلك‬ ‫عند تطوير السياسات الصناعية‪ ،‬أو الصحية‪ ،‬أو الزراعية‪،‬‬
‫المحاوالت يجب أن تتميز بتكلفتها المعقولة داخل األسواق‬ ‫أو التنموية‪ ،‬أو األمنية‪ .‬ومع أن أي مجتمع أو اقتصاد‬
‫المحلية أو العالمية‪ ،‬إلى جانب امتثالها لاللتزامات األخرى‪،‬‬ ‫يستمر في استنزاف التنوع البيولوجي ‪ -‬بطبيعته ‪ -‬يكون‬
‫مثل قوانين التجارة الدولية‪ ،‬التي غالب ًا ما تكون بعيدة‬ ‫غير مستدام‪ ،‬فإن دمج مشكالت التنوع البيولوجي بفاعلية‬
‫بشكل معاكس عن االحتياجات والسياسات البيئية‪.‬‬ ‫في العملية السياسية بحيث تتجه السياسة بالكامل لدعم‬
‫االستدامة البيئية يظل تحدي ًا رئيسياً‪.‬‬
‫أنظمة حوكمة تفتقد إلى الكفاءة‬
‫إن السلطة والقوى السياسية غالب ًا ما تكون بعيدة عن‬ ‫يتطلب تخفيض معدل فقدان التنوع البيولوجي العديد من‬
‫أماكن اتخاذ القرارات التي تؤثر في حفظ التنوع‬ ‫السياسات الداعمة والمشتركة بشأن الحفظ واالستخدام‬
‫البيولوجي واالستخدام المستدام‪ .‬ويشمل هذا االنفصال‬ ‫المستدام‪ ،‬إلى جانب إدراك قيم التنوع البيولوجي‪ .‬إن‬
‫الكائن بين البلدان وداخلها‪ ،‬حيث تتبنى كل وزارة من‬ ‫إيجاد سياسات جديدة لإلدارة المتكاملة لمظهر األرضي‬
‫الوزارات بشكل متكرر مناهج متباينة في معالجتها لقضية‬ ‫ومستجمعات المياه واالستخدام المستدام ‪ -‬نهج النظام‬
‫إدارة التنوع البيولوجي‪ .‬هذا وقد تمت معالجة مشكالت‬ ‫اإليكولوجي ‪ -‬يمكن أن يساعد في خفض فقدان التنوع‬
‫التنوع البيولوجي في العديد من االتفاقيات الدولية‬ ‫بشكل فعال (انظر اإلطار ‪ .)4-9‬في األعوام‬
‫ٍ‬ ‫البيولوجي‬
‫والوطنية‪ ،‬وتم تنفيذ معظمها خالل العشرين عام ًا الماضية‪.‬‬ ‫األخيرة‪ ،‬أدى تطوير بنيات قانونية مثل "سبل حفظ التنوع‬
‫في عام ‪ ،2004‬أنشأت خمس اتفاقيات من أهم االتفاقيات‬ ‫البيولوجي" و"المدفوعات الخاصة بخدمات التنوع‬
‫الدولية ذات الصلة بالتنوع البيولوجي (اتفاقية التنوع‬ ‫البيولوجي" ألجل استخدام آليات السوق بهدف توفير‬
‫البيولوجي‪ ،‬واتفاقية االتجار الدولي في األنواع المعرضة‬ ‫موارد مالية إضافية‪ ،‬وخلق أسواق جديدة للمنتجات‬
‫لالنقراض‪ ،‬واتفاقية األنواع المهاجرة‪ ،‬واتفاقية رامسار‪،‬‬ ‫صديقة التنوع البيولوجي‪ ،‬إلى توفير خيارات جديدة‬
‫واتفاقية التراث العالمي) "المجموعة المتصلة بالتنوع‬ ‫للمنتجين‪ .‬ويطرح ذلك فرص ًا جديدة تساهم في إدراك‬
‫البيولوجي" للمساعدة في تسهيل إيجاد منهج يتمتع بمزيد‬ ‫ودمج قيمة التنوع البيولوجي‪ ،‬كما يساعد على معالجة‬
‫من التنسيق في تطوير السياسات وتنفيذها‪ .‬وقد قام‬ ‫العديد من موجهات فقدان التنوع البيولوجي‪ .‬وبتبني إطار‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة بإنشاء مشروع "األنماط‬
‫المستندة إلى المشكالت"‪ ،‬بهدف مساعدة البالد واألطراف‬ ‫اإلطار ‪ 13-5‬األسئلة األساسية التي تساعد في تفكير أشمل للتنوع البيولوجي والحوكمة في وضع السياسة وتنفيذها‬
‫المشاركة األخرى في فهم االلتزامات المتفق عليها التي‬
‫تمخضت عنها االتفاقيات المتنوعة‪ .‬إن مثل هذه اإلجراءات‬ ‫وتتصارع األمم والمجتمعات والمنظمات العامة والخاصة والعمليات الدولية حول كيفية تنفيذ السياسات التي تأخذ هموم‬
‫والمشروعات تلخص دعوة مؤتمر القمة العالمية للتنمية‬ ‫التنوع البيولوجي بعين االعتبار‪ .‬تشير قائمة من األسئلة إلى أبعد حد إلى أنواع من المعلومات المفيدة لربط األطراف‬
‫المشاركة معا ً ومراعاتها‪.‬‬
‫المستدامة (‪ )WSSD‬إلى االنتقال من مرحلة تطوير‬
‫‪ n‬ما هي القيم المحلية والوطنية والعالمية للتنوع البيولوجي؟‬
‫السياسات إلى مرحلة التنفيذ‪ ،‬كما يمثل خطوة نحو تبني‬ ‫‪ n‬كيف يمكن إدماج اهتمامات التنوع البيولوجي في كافة عمليات صناعة القرار القطاعي؟‬
‫منهج متكامل إلدارة التنوع البيولوجي‪.‬‬ ‫‪ n‬كيف يتناسب توجه األنظمة اإليكولوجية على مستوى المناظر الطبيعية الضرورية لحماية التنوع اإليكولوجي وخدمات‬
‫النظم اإليكولوجية مع نظام حيازة األرض الحالي واالختصاصات القضائية الحكومية؟‬
‫‪ n‬ماذا تعني السيادة بالفعل على الموارد الوراثية؟ ألن العديد من الموارد‪ ،‬إذا لم يكن معظمها يقع في اختصاصات قضائية‬
‫تتضمن حوكمة التنوع البيولوجي العديد من أصحاب‬ ‫متعددة‪ ،‬فكيف يمكن التعامل مع الدعاوى الممكنة (والمحتملة) المتعلقة بنفس الموارد أو المرتبطة بها؟‬
‫المصالح بما في ذلك مالكي األراضي‪ ،‬والسلطات‬ ‫‪ n‬كيف يمكن استخدام التنوع البيولوجي والحفاظ عليه بشكل فعال؟‬
‫القضائية المجتمعية والسياسية (المحلية والوطنية‪،‬‬ ‫‪ n‬ما هي اآلثار البيئية المحتملة والمقبولة ظاهريا ً للكائنات الحية المعدلة‪ ،‬وما األنظمة التنظيمية لها؟‬
‫‪ n‬كيف ينبغي تطبيق معايير االختراع والفائدة والغموض فيما يتعلق بتسجيل الجينات والسمات الجينية وأشكال‬
‫واإلقليمية)‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬والترتيبات المحددة الخاصة‬
‫الحياة؟‬
‫بمجالس إدارة المصائد‪ ،‬واتفاقات حماية األنواع‬ ‫‪ n‬هل ستبرر الفوائد المحققة من استخدام الموارد الجينية التكاليف والقيود المفروضة على البحث والحصول عليها؟‬
‫واالتفاقات الدولية‪ .‬إن معظم ما سبق يعاني من نقص في‬ ‫‪ n‬كيف يتناسب تطويق التنوع البيولوجي من خالل األنظمة الوطنية القانونية وحقوق الملكية؟ وكيف يمكن أن يؤثر هذا‬

‫الموارد المالية والبشرية الالزمة إلدارة التنوع البيولوجي‬ ‫على حقوق المجتمعات التقليدية واألصلية التي قد يكون لها توجهات وتقاليد أكثر جماعية إلدارة الموارد وتخصيصها؟‬
‫‪ n‬من ينبغي أن يكونوا المستفيدين من تلك الفوائد‪ :‬الحكومات أم المجتمعات أم حاملي براءات االختراع أم المخترعين أم‬
‫بفاعلية‪ .‬حتى إن السياسات شديدة الوضوح ال يتم‬ ‫األفراد المحليين أم التنوع البيولوجي ذاته؟‬
‫االمتثال لها أو تطبيقها‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل االتجار‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪186‬‬


‫اإلطار ‪ 14-5‬إتاحة المعلومات ومشاركة الفوائد في الهند‬
‫الدولي غير الشرعي والمستمر في األنواع وأجزاءها‪،‬‬
‫يرتبط نموذج ‪ Kani-TBGRI‬لمشاركة الفوائد مع المجتمعات المحلية‬ ‫والذي يعد انتهاك ًا التفاقية االتجار الدولي في األنواع‬
‫بترتيب تم بين قبيلة كاني من منطقة جات الجنوبية والغربية بوالية كيراال‬ ‫المعرضة لالنقراض‪.‬‬
‫في الهند وحديقة النباتات المدارية ومعهد البحوث (‪ .)TBGRI‬بموجب هذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬تتلقى قبيلة كاني ‪ 50‬في المائة من رسوم التراخيص والعائدات‬
‫المحققة من بيع ‪ TBGRI‬رخصة تصنيع العقار ‪ ،Jeevni‬عقار مضاد لإلرهاق‪،‬‬ ‫يسبب انتشار السلطات في كثير من الحاالت فوضى‬
‫لشركة ‪ Aryavaidya Pharmacy Coimbatore Ltd‬للصناعات الدوائية ‪ .‬و‬ ‫وتبديد للموارد‪ ،‬وبطء في تطوير وتنفيذ السياسات‪ .‬ويؤدي‬
‫‪ Jeevni‬تركيبة تعتمد على الجزيئات الموجودة في أوراق نبات بري‪ ،‬يعرف بـ‬
‫هذا إلى حدوث مشكالت في التنسيق بين وداخل‬
‫‪ ،Trichophus zeylanicus‬تستخدمه قبيلة كاني إلكسابهم الحيوية‬
‫والرشاقة‪ .‬وفي عام ‪ ،1997‬قامت مجموعة من أفراد قبيلة كاني‪ ،‬بمساعدة‬
‫المستويات‪ :‬المحلية والوطنية‪ ،‬وبين الوزارات‪ ،‬وعلى‬
‫‪ ،TBGRI‬بإنشاء الصندوق االستنمائي ‪Kerala Kani Samudaya Kshema‬‬ ‫المستويات اإلقليمية والدولية‪ .‬في معظم البلدان‪ ،‬يتولى‬
‫‪ .Trust‬تتضمن أهداف هذا الصندوق تحقيق الرفاهية واألنشطة التنموية‬ ‫مسئولية قضايا التنوع البيولوجي وزارات بيئة ضعيفة‬
‫لقبيلة كاني‪ ،‬وإعداد سجل للتنوع البيولوجي لتوثيق قاعدة معارف القبيلة‪،‬‬
‫نسبياً‪ ،‬تعاني من نقص في التمويل ونقص في عدد‬
‫ومراحل تطور السبل ودعمها لتعزيز استخدام الموارد البيولوجية والحفاظ‬
‫عليها بشكل مستدام‪.‬‬ ‫الموظفين‪ .‬إن القرارات التي تهدد التنوع البيولوجي بشدة‬
‫مثل القرارات الخاصة بتغيرات استخدام األراضي‪ ،‬إلى‬
‫المصدر‪Anuradha 2000 :‬‬
‫جانب إدخال األنواع المحتمل أن تكون اجتياحية (سواء‬
‫عن عمد أو عن طريق الخطأ)‪ ،‬تتخذها في الغالب وزارة‬
‫براءات االختراع الخاصة بالمعلومات الجينية لم يظهرا‬ ‫الزراعة‪ ،‬أو التجارة‪ ،‬أو التعدين‪ .‬وغالب ًا من يتم اتخاذ تلك‬
‫على أرض الواقع‪ .‬هذا ولم يتضح ما إذا كان ذلك‬ ‫القرارات دون االستشارة الفعالة للسلطات المسئولة عن‬
‫سينعكس على ظهور سوق مبكر‪ ،‬أو أنها كانت مجرد‬ ‫البيئة‪ ،‬أو دون وعي لمدى آثارها السلبية‪.‬‬
‫تنبؤات ال مستند لها‪ .‬ومع أنه من المرجح أن تستمر‬
‫مناقشات (‪ )ABbS‬بحيث تسيطر على المفاوضات الدولية‪،‬‬ ‫إن حوكمة التنوع البيولوجي تكون في فترة شديدة‬
‫ليس فقط بشأن التنوع البيولوجي‪ ،‬ولكن أيض ًا بشأن‬ ‫التقلبات‪ .‬فمن الناحية التاريخية‪ ،‬كان التنوع البيولوجي‬
‫التجارة والملكية الفكرية‪ ،‬إال أن ذلك يصرف االنتباه عن‬ ‫يعتبر تراث ًا مشتركاً‪ ،‬ومنفعة عامة‪ .‬لقد شهد أواخر القرن‬
‫مناقشة القضايا األساسية األخرى ذات األهمية الكبيرة‬ ‫العشرين "تطويقاً" غير مسبوق للموارد الجينية‪ ،‬حيث‬
‫للدعم المستدام لخدمات األنظمة اإليكولوجية وتطويرها‪.‬‬ ‫تحولت من كونها تراث ًا مشترك ًا إلى اعتبارها منتجات‬
‫هذا وسيستمر طرح المزيد من األبحاث في تلك‬ ‫يمكن امتالكها كلي ًا أو جزئياً‪ .‬وتعد براءات الموارد الجينية‬
‫المناقشات لفهم كيفية الحصول على المنافع الناشئة عن‬ ‫والتعبيرات الجينية ونماذج الحياة المنبثقة من ناحية‪،‬‬
‫استخدام التنوع البيولوجي وتوزيعها‪ ،‬كما هو موضح في‬ ‫والتحول الكبير الذي طرأ على مفهوم ملكية الموارد الجينية‬
‫الحالة الهندية المحددة في اإلطار ‪.14-5‬‬ ‫الذي طرح من خالل اتفاقية التنوع البيولوجي واالتفاقية‬
‫الدولية لمنظمة األغذية والزراعة بشأن الموارد الجينية‬
‫وقد اتخذت اتفاقية التنوع البيولوجي نهج ًا تقدمي ًا جديد ًا‬ ‫النباتية المتعلقة بالسيادة الوطنية للتنوع البيولوجي‪ ،‬هما‬
‫لتحديد آلية لإلحاطة بالمعارف التقليدية الخاصة‬ ‫مكونان من مكونات حركة التطويق األخيرة هذه (‪Safrin‬‬
‫باستخدامات التنوع البيولوجي‪ .‬ولقد طرحت قوة أصوات‬ ‫‪ .)2004‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬فقد تم إدراك أهمية التنوع‬
‫المجتمعات األصلية على الساحة مشكالت مهمة ليس لها‬ ‫البيولوجي بشكل كبير ليس فقط باعتباره مصدر ًا للمنتجات‬
‫حل إلى اآلن‪ ،‬بما في ذلك التوترات الكائنة بين طرق‬ ‫الجديدة‪ ،‬ولكن باعتباره ركيزة أساسية في دعم غالب‬
‫المعرفة المتباينة (العلوم الغربية وعلم األعراف‬ ‫خدمات األنظمة اإليكولوجية (انظر اإلطار ‪.)13-5‬‬
‫المجتمعية)‪ ،‬والتقييم (المستند إلى الجانب االقتصادي‬
‫والمستند إلى الجانب الثقافي)‪ ،‬والحكم (المنصوص عليه‬ ‫في عام ‪ ،2002‬تبنت اتفاقية التنوع البيولوجي إرشادات‬
‫رسمي ًا والقانون العرفي)‪ .‬لقد كانت وستظل المجتمعات‬ ‫بون التوجيهية بشأن التوصل إلى الموارد الجينية‬
‫المحلية واألصلية‪ ،‬ومن ضمنها النساء‪ ،‬من الرعاة‬ ‫والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استعمالها‬
‫األساسيين للتنوع البيولوجي‪ ،‬كما تتشابك األنظمة الوطنية‬ ‫(‪ ،)ABbS‬بعدها طالب مؤتمر القمة العالمية للتنمية‬
‫لحيازة األراضي والحفاظ على المجتمعات األصلية مع‬ ‫المستدامة (‪ )WSSD‬بمزيد من التطوير للنظام العالمي‬
‫عملية صنع السياسات الخاصة بالتنوع البيولوجي على‬ ‫بشأن الوصول ومقاسمة المنافع‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫المستويين المحلي والدولي‪.‬‬ ‫المفاوضات الناتجة قد غطت منذ ذلك الحين معظم الحديث‬
‫الدولي عن التنوع البيولوجي‪ ،‬إال أن "الذهب األخضر"‬
‫الفرص‬ ‫الذي تنبأ به المؤيدون األوائل عن القضية داخل اتفاقية‬
‫لقد خلقت المفاهيم الجديدة والمطورة المتعلقة بملكية‬ ‫التنوع البيولوجي‪ ،‬و"الذهب الجيني" الذي أثير فجأة نتيجة‬

‫‪187‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


‫آليات السوق‬ ‫موارد التنوع البيولوجي والجيني‪ ،‬وحماية المعارف‬
‫إن إدراك القيم المتعددة للتنوع البيولوجي في السياسات‬ ‫التقليدية‪ ،‬وطريقة النظام اإليكولوجي‪ ،‬وخدمات وتقيم‬
‫الوطنية على نحو مناسب يحتاج على األرجح إلى توفير‬ ‫األنظمة اإليكولوجية تحديات سياسية لكافة المشاركين‪.‬‬
‫آليات تنظيمية وسوقية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫تكافح الحكومات على كافة المستويات‪ ،‬إلى جانب‬
‫‪ n‬تقييم أفضل‪ ،‬وخلق األسواق الالزمة لخدمات األنظمة‬ ‫المجتمعات والشركات من أجل إيجاد طريقة لدمج القضايا‬
‫اإليكولوجية؛‬ ‫البيئية واالجتماعية والثقافية بشكل أكثر فاعلية داخل‬
‫‪ n‬أنظمة توثيق أكثر انتشاراً؛‬ ‫عمليات صنع القرارات التابعة لهم‪ .‬وألجل تحقيق التنمية‬
‫‪ n‬برامج مدفوعات لزيادة الحوافز المخصصة لحفظ‬ ‫المستدامة‪ ،‬يلزم دمج التنوع البيولوجي داخل سياسات‬
‫وحماية التنوع البيولوجي واألنظمة اإليكولوجية؛‬ ‫الطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬واألمن‪ ،‬والزراعة‪ ،‬واستخدام األراضي‪،‬‬
‫‪ n‬سياسات جديدة لتقديم حوافز ضريبية على العمليات‬ ‫والتخطيط الريفي والتنمية‪.‬‬
‫ذات اآلثار المنخفضة على التنوع البيولوجي؛‬
‫‪ n‬تقليل وإزالة الحوافز المضادة التي تساعد على فقدان‬ ‫ترابطات اإلدارة‬
‫التنوع البيولوجي؛‬ ‫على المستوى الدولي‪ ،‬زادت االستفادة من االتفاقات ذات‬
‫‪ n‬تطوير ارتفاقات الحفظ؛ و‬ ‫الصلة بالتنوع البيولوجي‪ ،‬كما تحاول تلك االتفاقات توثيق‬
‫‪ n‬آليات بشأن عمليات النقل من أعلى النهر إلى اتجاه‬ ‫ارتباطها بشكل أكبر باألدوات االقتصادية مثل المنظمة‬
‫مجرى النهر‪.‬‬ ‫العالمية للملكية الفكرية ومنظمة التجارة العالمية‪ .‬لقد‬
‫أعدت كل عملية من هذه العمليات استراتيجيات وخطط‬
‫السياسات المناصرة للفقراء‬ ‫عمل يلزم تطبيقها على المستوى الوطني‪ ،‬كما أن هناك‬
‫إن تطبيق السياسات التي تعود بالنفع على طوائف‬ ‫ضرورة ملحة اآلن لمعرفة أي من تلك الطرق تكون فعالة‬
‫المجتمع األكثر فقر ًا يعد تحدياً‪ ،‬إال أنه أمر ضروري‪ .‬كما‬ ‫على النحو األمثل‪ ،‬وتحت أي ظروف‪ ،‬إلى جانب توفير‬
‫أن رفع مكانة وتمثيل مستخدمي ورعاة التنوع البيولوجي‬ ‫استشارات أكثر فاعلية على كافة المستويات‪.‬‬
‫المباشرين‪ ،‬وخاصة صغار المالك‪ ،‬يعد أمر ًا جوهري ًا في‬
‫تطوير تطبيق اآلليات بفاعلية‪ .‬إضافة إلى أن إدراك الدور‬ ‫تدخالت القطاع الخاص‬
‫الذي تقوم به المرأة في حماية واستخدام وفهم التنوع‬ ‫لقد بدأت بعض الشركات الخاصة في إدراج قضايا‬
‫البيولوجي في كثير من بلدان العالم يمكن أن يقود إلى‬ ‫التنوع البيولوجي في جدول عمليات التخطيط والتنفيذ‬
‫منافع مشتركة في تمكين المجتمعات‪ ،‬إلى جانب ضمان‬ ‫التابعة لها‪ ،‬غير أن الكثير من تلك الشركات ال يزال يحتاج‬
‫االستخدام المستدام للتنوع البيولوجي‪ .‬إن مشاركة جميع‬ ‫إلى تحليل وتقليل اآلثار السلبية لتطوير البنية التحتية‬
‫أصحاب المصالح في تشكيل واختبار السياسات سيكون‬ ‫وعملياتها‪ ،‬مثل عمليات المعالجة والنقل‪ ،‬على التنوع‬
‫له دوره المهم في ضمان تطبيق وقبول التغيرات السياسية‬ ‫البيولوجي‪ .‬ظاهرياً‪ ،‬قد تُخفي السياسات الجديدة مظاهر‬
‫على المدى البعيد‪ .‬إن تعميم وزيادة حجم المشروعات‬ ‫التدهور البيئي في أماكن أخرى‪ ،‬مثل نقل الصناعات‬
‫الشاملة يعد تحدي ًا أساسياً‪ ،‬إلى جانب كونه فرصة‬ ‫الملوثة إلى المناطق األقل تنظيماً‪ ،‬أو الحصول على‬
‫للمجتمع الدولي‪.‬‬ ‫المنتجات الخشبية منها‪ .‬وتعد قواعد السلوك‪ ،‬وبرامج‬
‫التوثيق‪ ،‬والشفافية من خالل المحاسبة ثالثية األسس‬
‫إجراءات الحفظ‬ ‫والمعايير التنظيمية الدولية من الخيارات السياسية‬
‫ألقت الكوارث الطبيعية في األعوام األخيرة ‪ -‬مثل موجات‬ ‫األساسية لخلق الحوافز وتقوية مبدأ موازنة الفرص‪ ،‬األمر‬
‫تسونامي واألعاصير والزالزل ‪ -‬الضوء على مجموعة‬ ‫الذي يعمل على تقليل سلوكيات نقل التكلفة هذه‪ .‬تؤدي‬
‫كبيرة من قضايا البيئة والتنوع البيولوجي‪ .‬ولقد ساعد‬ ‫المنظمات اإلقليمية‪ ،‬مثل الجماعة األوروبية‪ ،‬واتفاقية‬
‫الحفاظ على وإعادة زرع شجر القرم االستوائي‪ ،‬واألعشاب‬ ‫التجارة الحرة لشمال أمريكا (‪ ،)NAFTA‬والجماعة‬
‫البحرية‪ ،‬واألراضي الرطبة الساحلية وأنظمة الشعاب‬ ‫اإلنمائية للجنوب األفريقي أدوار ًا هامة في خلق مبدأ‬
‫المرجانية على حماية خط الشاطئ من ضربات العواصف‪.‬‬ ‫موازنة الفرص هذه‪ ،‬كما يعد أيض ًا التعاون من خالل‬
‫تتحكم الغابات في تدفقات المياه‪ ،‬وبنية واستقرار التربة‪.‬‬ ‫القطاعات الحكومية أمر ًا مهماً‪ .‬ويلزم لتعزيز ترابط‬
‫كما تعمل السياسات التي تساعد على حماية التنوع‬ ‫المفاوضات الدولية توفير التناسق بين الوكاالت‪ ،‬إلى جانب‬
‫البيولوجي على حماية الشعوب والبنية التحتية‪ .‬إن مراعاة‬ ‫العناية بقضايا التنوع البيولوجي عند تطوير السياسات‬
‫مجموعة القضايا الخاصة بالتنوع البيولوجي والبيئة في‬ ‫الوطنية‪.‬‬
‫تخطيط استخدام األراضي‪ ،‬إلى جانب تنفيذ القواعد‬
‫واللوائح التنظيمية يعد أساس ًا للنجاح‪.‬‬

‫القسم ب‪ :‬حالة‪-‬و‪-‬اتجاهات البيئة‪2007–1987 :‬‬ ‫‪188‬‬


‫اإلطار ‪ 15-5‬فجوات المعلومات واحتياجات البحث‬

‫وتدخل الموارد الكبيرة في هذا النطاق من البحث‪ ،‬مدفوعة في الغالب بمصالح‬ ‫نظرا ً لتعقد مفهوم التنوع البيولوجي‪ ،‬ال توجد قائمة بسيطة لفجوات‬
‫اقتصادية محددة‪ ،‬لكن يعيقها غالبا ً قلة الوعي بالتصنيف والجغرافية األحيائية‪.‬‬ ‫المعلومات‪ ،‬التي ما إن تم سدها‪ ،‬فإنها ستجيب على معظم األسئلة التي‬
‫كيف يتفاعل النظام؟‬ ‫يطرحها هذا الفصل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن لكل مستوى بعض االحتياجات من‬
‫المعلومات الهامة‪ ،‬والوفاء بهذه االحتياجات سيوفر فوائد عديدة‪.‬‬
‫تتنوع التساؤالت المتعددة حول النطاق اإليكولوجي ما بين األسئلة المحلية‬
‫البحتة (كيف تدعم ميكروبات التربة نمو النباتات) والعالمية البحتة (كيف تقوم‬ ‫ما الذي يوجد على كوكب األرض وأين؟‬
‫كائنات الغابات والمحيطات بامتصاص الكربون وضبط األنظمة المناخية)‪.‬‬ ‫تدعم هذه األسئلة األساسية الخاصة بالوصف والجغرافيا األحيائية جميع‬
‫وتتطلب اإلجابة على هذه األسئلة وفهم الدينامكيات التي تتضمنها العديد من‬ ‫أبحاث التنوع البيولوجي واألنظمة اإليكولوجية‪ .‬إن اكتشاف األنواع المختلفة‬
‫سنوات البحث مع تكرار المالحظات‪ .‬وفي عديد من المجاالت‪ ،‬يتطلب األمر بحث‬ ‫على كوكب األرض وتسميتها ووصفها وتنظيمها علم يطلق عليه "علم‬
‫متزايد‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بشأن‪:‬‬ ‫التصنيف"‪ .‬وهو مطلوب‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لتحديد األنواع الغريبة‪ ،‬والتمييز بين‬
‫‪ n‬آثار التجزؤ على هيكل التنوع البيولوجي وقيامه بوظائفه‪ ،‬ومرونة األنظمة‬ ‫ناقالت األمراض المختلفة ومستودعاتها‪ ،‬وتحديد الترشيحات المحتملة لألدوية‬
‫اإليكولوجية في التغير (مثل‪ ،‬آثار تغير المناخ وتدخالت اإلنسان)؛‬ ‫الجديدة وغيرها من العناصر الكيميائية واإلنزيمات المفيدة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فلم يتم‬
‫‪ n‬دور التنوع البيولوجي في تخفيف حدة تغير المناخ والتكيف معه؛‬ ‫تحديد أغلبية األنواع في العالم‪ ،‬حيث ال تزال بعض المجموعات األساسية‪ ،‬مثل‬
‫‪ n‬دور إيكولوجية اإلحياء في معالجة األراضي المتدهورة والمتغيرة؛ و‬ ‫الالفقاريات والكائنات الدقيقة غير واضحة المعالم بصفة خاصة‪ .‬ولقد أطلقت‬
‫‪ n‬مستودعات مسببات األمراض واألمراض حيوانية المصدر وناقالتها‪.‬‬ ‫استراتيجية التنوع البيولوجي المبادرة العالمية للتصنيف في محاولة للتغلب‬
‫على هذا العائق‪ ،‬وقد تم إنشاء المرفق العالمي لمعلومات التنوع البيولوجي‬
‫ويحتاج األمر كذلك آلليات جديدة لجمع نتائج البحوث الهائلة بطريقة ما‬ ‫(‪ )GBIF‬لجمع البيانات المختلفة من المؤسسات التصنيفية حول العالم‬
‫الستخدام البيانات في عمل نماذج وطرح مسائل بحثية جديدة‪.‬‬ ‫لالستخدام المتكامل‪ ،‬واالستفادة من كل استثمار في البلد لصالح المصلحة‬
‫المشتركة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتطلب األمر دعما ً ماليا ً وتعاونيا ً أكبر من الحكومات‬
‫كيف يستخدم الناس التنوع البيولوجي ويفهمونه؟‬ ‫والمجتمع المدني لهذه الجهود‪.‬‬
‫تسهم مجموعة الثقافات المختلفة ونطاق المعرفة المرتبط بها حول التنوع‬
‫البيولوجي‪ ،‬في الفهم األساسي للحفاظ على التنوع البيولوجي واستخدامه‬ ‫كيف تؤدي الموارد البيولوجية مهامها؟‬
‫بشكل مستدام‪ .‬ويجري تطوير العديد من هياكل الحوكمة الجديدة وتقنياتها‪،‬‬ ‫وبدءا ً من المستوي المتعلق بالجينات وصوال ً إلى البحث المعني بكيفية نقل‬
‫ويتطلب األمر فهمها بصورة أوضح في حال ما إذا تعين تعاظم فعاليتها وتضافر‬ ‫الكائنات الحية المختلفة للغذاء والماء والملح وغيرها من المدخالت (بما في‬
‫جهودها‪ ،‬وتجنب انتشار الحوافز المعاكسة‪ .‬وهناك حاجة لبناء سعة متزايدة‬ ‫ذلك الملوثات) ومعالجتها‪ ،‬ثمة إدراك متزايد للعمليات المتنوعة التي قامت‬
‫القدرات‪ ،‬لتحويل المعرفة إلى ممارسة عملية في العديد من أنحاء العالم‪ .‬وقد‬ ‫الطبيعة بتطويرها والتي يمكن استخدامها للمضي قدما ً نحو مسار تنموي‬
‫يكون زيادة فهم كيفية ارتباط الناس بالتنوع البيولوجي‪ ،‬وكيفية التحرك نحو‬ ‫اكثر استدامة‪ .‬ومن أمثلة ذلك ما يلي‪:‬‬
‫رعاية أكبر للتنوع البيولوجي هو السؤال األهم الذي ال يزال يتعين على العالم‬ ‫‪ n‬الوعي المتزايد بالعوامل الوراثية للكائنات الزراعية األساسية‪ ،‬مثل األرز‬
‫اإلجابة عليه‪.‬‬ ‫والبطاطس‪ ،‬األمر الذي ينبغي أن يُسهم في تطوير سالالت أكثر تحمالً‬
‫وإنتاجية؛‬
‫كيف يمكن تقييم التنوع البيولوجي؟‬ ‫‪ n‬دراسة قدرة أصناف مختلفة من الميكروبات على أداء سلسلة من المهام‪،‬‬
‫يتطلب األمر إجراء بحث كبير حول استيعاب قيم التنوع البيولوجي داخليا ً‪ ،‬وتبني‬ ‫من الحد من الملوثات إلى عزل المعادن وتنقيتها؛ و‬
‫مؤشرات جديدة للثروة العالمية والوطنية استنادا ً إلى األنظمة البيئية العاملة‪،‬‬ ‫‪ n‬تحديد العمليات التي تسمح لألفراد بتطوير التقنيات بأكبر قدر من‬
‫بما في ذلك القواعد واإلجراءات الواضحة والثابتة التي تعبر االختصاصات‬ ‫الفعالية‪ ،‬مثل الوقود الحيوي‪ ،‬دون التسبب في مزيد من الضرر للبيئة أو‬
‫االقتصادية والسياسية‪ ،‬مثلما يحدث في مناطق إصدار الشهادات الحرجية‬ ‫اإلضرار باألمن الغذائي‪.‬‬
‫والعضوية‪.‬‬

‫اتخاذ إجراء فوري لحفظ التنوع البيولوجي بحيث يتوفر‬ ‫هياكل الحوكمة الجديدة‬
‫لألجيال القادمة كافة الفرص لالنتفاع من استخدامها‪.‬‬ ‫ال يزال فهم التنوع البيولوجي‪ ،‬ودوره واستخداماته‪ ،‬إلى‬
‫جانب هيكل الحوكمة في بداياته‪ ،‬طالم ًا ال تزال األمم‬
‫واألوطان تختبر الخيارات‪ ،‬وتبحث عن الفرص والعقبات‬
‫(انظر اإلطار ‪ .)15-5‬وهناك حاجة للمزيد من التحليل‬
‫والتقدير لبرامج التقييم‪ ،‬ووضع المحاوالت في مكانها‬
‫الصحيح‪ ،‬إلى جانب إيجاد هياكل حوكمة جديدة بهدف‬
‫تطوير أفضل الممارسات ومشاركة الدروس المستفادة‪.‬‬
‫وكلما تم تطوير المزيد من األدوات واآلليات السياسية‬
‫استناد ًا إلى النجاحات التي تحققت‪ ،‬ستظهر سبل جديدة‬
‫لحفظ واستخدام التنوع البيولوجي في العالم‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫فإن ما نعرفه يكفي التخاذ قرارات أفضل بشأن حفظ‬
‫التنوع البيئي واستخدامه االستخدام األمثل‪ .‬وبالنظر في‬
‫معدالت الحفظ والتدهور التي تم تسجيلها‪ ،‬وآثار ذلك على‬
‫الجماعات الحية وعلى الموارد الجينية‪ ،‬يتضح ضرورة‬

‫‪189‬‬ ‫التنوع البيولوجي‬


Girot, P.O. (2001). Vulnerability, Risk and Environmental Security in Central America: Butchart, S.H.M., Stattersfield, A.J., Baillie, J., Bennun, L.A., Stuart, S.N., Akcakaya, ‫المراجع‬
Lessons from Hurricane Mitch. In Conserving the Peace: Resources, Livelihoods and H.R., Hilton-Taylor, C. and Mace, G.M. (2005) Using Red List Indices to measure
Security. IUCN/IISD Task Force on Environment and Security. International Institute for progress towards the 2010 target and beyond. In Philosophical Transactions of the Achard, F., Eva, H.D., Stibig, H.J., Mayaux, P., Gallego, J., Richards, T. and
Sustainable Development, Geneva Royal Society B 360:255–268 Malingreau, J.P. (2002). Determination of Deforestation Rates of the World’s Humid
Tropical Forests. In Science 297(5583):999-1002
Goldemberg, J. and Johansson, T. B. (2004). World Energy Assessment. Overview: Campbell, C J. (2005). Oil Crisis. Multi Science Publishing Co. Ltd., Essex
2004 update. United Nations Development Programme and United Nations Department Aide, T. M. and Grau H.R. (2004). Globalization, migration and Latin American
Campbell, G.L., Martin, A.A., Lanciotti, R.S., and Gubler, D.J. (2002). West Nile Virus. ecosystems. In Science 305:1915-1916
of Economic and Social Affairs, New York, NY
A review. In The Lancet Infectious Diseases 2:519-529
Grabbherr, G., Gottfried, M. and Pauli, H. (1994). Climate effects on mountain plants. Aizen, M. A., Ashworth L. and Galetto, L. (2002). Reproductive success in fragmented
Carlson, T.J.S. and Maffi, L. (eds.) (2004). Ethnobotany and Conservation of habitats: do compatibility systems and pollination specialization matter? In Journal of
In Nature 369(6480):448
Biocultural Diversity. Advances in Economic Botany Series Vol. 15. New York Botanical Vegetation Science 13(6):885-892
Gray, R.H. and Rickard, W.H. (1989). The protected area of Hanford as a refugium for Garden Press, Bronx, NY
native plants and animals. In Environmental Conservation 16(3):251-260 Aizen, M. A. and Feinsinger, P. (1994). Forest Fragmentation, Pollination, and Plant
Carthy, R.R., Foley, A.M., Matsuzawa, Y. (2003). Incubation environment of Reproduction in a Chaco Dry Forest, Argentina. In Ecology 75(2):330-351
Griffin, D.W., Kellogg, C.A., Garrison, V.H. and Shinn, E.A. (2002). The Global Transport loggerhead turtle nests: effects on hatching success and hatchling characteristics.
of Dust. In American Scientist 90:230-237 In Bolten, A.B. and Witherington, B.E. (eds.) Loggerhead Sea Turtles. Smithsonian Anderson, A. and Posey, D. (1989). Management of a sub-tropical scrub savanna of
Institution Press, Washington, DC the Gorotire Kayapo of Brazil. In Advances in Economic Botany 7:159-173
Grin, F. (2005). The Economics of Language Policy Implementation: Identifying and
Measuring Costs. In N. Alexander (ed.). Proceedings of the Symposium “Mother- Cesar, H. and Chong, C.K. (2004). Economic Valuation and Socioeconomics of Coral Anuradha, R V. (2000). Sharing the Benefits of Biodiversity: the Kani-TBGRI Deal in
Tongue Based Education in Southern Africa: The Dynamics of Implementation.”). Reefs: Methodological Issues and Three Case Studies. In Economic Valuation and Policy Kerala, India. Kalpavriksh Environment Action Group, Pune, Maharashtra
Multilingualism Network, University of Cape Town, Cape Town Priorities for Sustainable Management of Coral Reefs. WorldFish Centre, Penang Aukland, L, Costal, P. M. and Brown. S. (2003). A conceptual framework and its
Guruswamy, L.D. and McNeely, J.A. (eds.) (1998). Protection of Global Biodiversity: Chape, S., Harrison, J., Spalding, M. and Lysenko, I. (2005). Measuring the extent application for addressing leakage: the case of avoided deforestation. In Climate Policy
Converging Strategies. Duke University Press, Durham and London and effectiveness of protected areas as an indicator for meeting global biodiversity 3(2):123-136
targets. In Philosophical Transactions of the Royal Society B 360:443-455 Ayele, W.Y., Neill, S.D., Zinsstag, J., Weiss, M.G. and Pavlik, I. (2004). Bovine
Halpin, P.N. (1997). Global climate change and natural-area protection: management
responses and research directions. In Ecological Applications 7:828-843 Chivian, E. (2002). Biodiversity: Its Importance to Human Health. Center for Health tuberculosis; an old disease but a new threat to Africa. In The International Journal of
and the Global Environment, Cambridge, MA Tuberculosis and Lung Disease 8:924-937
Harmon, D. (2002). In Light of Our Differences: How Diversity in Nature and Culture
Makes Us Human. Smithsonian Institution Press, Washington, DC Collins, W.W. and Qualset, C.Q. (eds.) (1999). Biodiversity in Agroecosystems. CRC Baillie, J.E.M., Hilton-Taylor, C. and Stuart, S.N. (2004). 2004 IUCN Red List
Press, Boca Raton, FL of Threatened Species. A Global Species Assessment. World Conservation Union
Harvell, C.D., Mitchel, C.E., Ward, J.R., Altizer, S., Dobson, A.P., Ostfeld, R.S. and (IUCN), Gland and Cambridge http://www.iucn.org/themes/ssc/red_list_2004/
Samuel, M.D. (2002). Climate warming and disease risks for terrestrial and marine Crick H.Q.P. and Sparks, T.H. (1999). Climate change related to egg-laying trends. In )main_EN.htm (last accessed 8 May 2007
biota. In Science 296(5576):2158-62 Nature 399:423-424
Baleé, W. (1993). Indigenous Transformation of Amazonian Forests. In L’Homme
Hays, G.C., Broderick, A.C., Glen, F. and Godley, B.J. (2003). Climate change and sea Dahdouh-Guebas F., Jayatissa, L.P. Di Nitto, D., Bosire, J.O., Lo Seen, D. and Koedam, 126-128:231-254
turtles: 150-year reconstruction of incubation temperatures at a major marine turtle N.(2005). How effective were mangroves as a defence against the recent tsunami? In
rookery. In Global Change Biology 9:642-646 Current Biology 15(12):R443-R447 Barnes, D.F., Krutilla, K. and Hyde, W. (2002). The Urban Energy Transition? Energy,
Poverty, and the Environment. The World Bank, Washington, DC
Heal G., Dasgupta, P., Walker, B., Ehrlich, P., Levin, S., Daily, G., Maler, K.G., Arrow, De Jonge, V.N., Elliot, M. and Orive, E. (2002). Causes, historical development,
K., Kautsky, N., Lubchenco, J., Schneider, S., and Starrett, D. (2002). Genetic Diversity effects and future challenges of a common environmental problem: eutrophication. In Barthlott, W., Biedinger, N., Braun, G., Feig, F., Kier, G. and Mutke, J. (1999).
and Interdependent Crop Choices in Agriculture. Beijer Discussion Paper 170. The Beijer Hydrobiologia 475/476:1-19 Terminological and methodological aspects of the mapping and analysis of global
Institute, The Royal Swedish Academy of Sciences, Stockholm biodiversity. In Acta Botanica Finnica 162:103-110
De Marco, P. and F. M. Coelho (2004). Services performed by the ecosystem: forest
Hersteinsson, P. and MacDonald, D.W. (1992). Interspecific competition and the remnants influence agricultural cultures’ pollination and production. In Biodiversity and Beebee, T.J.C. (1995). Amphibian breeding and climate. In Nature 374:219-220
geographical distribution of red and arctic foxes Vulpes vulpes and Alopex lagopus. In Conservation 13(7):1245-1255 Berkes, F. and Folke, C. (1994). Investing in cultural capital for sustainable use of
Oikos 64:505-515 natural resources. In Koskoff, S. (ed.) Investing in Natural Capital: The Ecological
Dolman, S. J., Simmonds, M.P., and Keith, S. (2003). Marine wind farms and
Hu, C., Montgomery, E.T., Schmitt, R.W. and Muller-Karger, F.E. (2004). The dispersal cetaceans. IWC/SC/55/E4. International Whaling Commission, Cambridge Economics Approach to Sustainability. Island Press, Washington, DC
of the Amazon and Orinoco River water in the tropical Atlantic and Caribbean Sea: Berkes, F. and Folke, C. (eds.) (1998). Linking Social and Ecological Systems:
EBI (2007). The Energy and Biodiversity Initiative http://www.theebi.org/pdfs/
Observation from space and S-PALACE floats. Deep Sea Research II. In Topical Studies Management Practices and Social Mechanisms for Building Resilience. Cambridge
)practice.pdf (last accessed 8 May 2007
in Oceanography 51(10-11):1151-1171 University Press, Cambridge
EFFIS (2005). Forest Fires in Europe 2005. Report number 6. European Forest Fire
IAASTD (2007). The International Assessment of Agricultural Science and Technology Bernardo, J. and Spotila, J. R. (2006). Physiological constraints on organismal
Information System, European Commission Joint Research Centre, Ispra
)for Development. http://www.agassessment.org (last accessed 8 May 2007 response to global warming: mechanistic insights from clinally varying populations and
Ellis, W.N., Donner, J.H. and Kuchlein, J.H. (1997). Recent shifts in phenology of implications for assessing endangerment. In Biology Letters 2(1):135-139 http://
IEA (2006). World Energy Outlook 2006. International Energy Agency, Paris
Microlepidoptera, related to climatic change (Lepidoptera). In Entomologische Berichten )www.cofc.edu/~bernardoj/bernardo&spotila.2005.pdf (last accessed 8 May 2007
IEA (2007). Energy Balances of OECD Countries and Non-OECD Countries 2006 57(4):66-72
)edition. International Energy Agency, Paris (in GEO Data Portal BirdLife International (2000). Threatened Birds of the World. Lynx Edicions and BirdLife
EM-DAT (undated). Emergency Events Database: The OFDA/CRED International Disaster International, Barcelona and Cambridge
IIED (2003). Climate Change – Biodiversity and Livelihood Impacts. Chapter 3. In Database (in GEO Data Portal). Université Catholique de Louvain, Brussels
The Millennium Development Goals and Conservation; Managing Natures Wealth for BMU (1997). Sustainable Germany – towards an environmentally sound development.
Emerton, L. and Bos, E. (2004). Value: Counting ecosystems as an economic part of Federal Environmental Agency of Germany http://www.umweltdaten.de/
Society’s Health. International Institute for Environment and Development, London
water. World Conservation Union (IUCN), Gland )publikationen/fpdf-l/2537.pdf (last accessed 8 May 2007
ICSU (2002). Science and Traditional Knowledge. Report from the ICSU Study
Ericksen, P. and Woodley, E. (2005). Using Multiple Knowledge Systems: Benefits and Bomhard, B. and Midgley, G. (2005). Securing Protected Areas in the Face of Global
Group on Science and Traditional Knowledge http://www.icsu.org/Gestion/img/
Challenges. In Millennium Ecosystem Assessment. Volume 4, Multiscale Assessments. Change: Lessons Learned from the South African Cape Floristic Region. A Report by
ICSU_DOC_DOWNLOAD/220_DD_FILE_Traitional_Knowledge_report.pdf (last
Island Press, Washington, DC the Ecosystems, Protected Areas, and People Project. IUCN, Bangkok and SANBI, Cape
)accessed 30 June 2007
Town http://www.iucn.org/themes/wcpa/pubs/pdfs/pasclimatechange.pdf (last
FAO (1998). The State of the World’s Plant Genetic Resources for Food and Agriculture.
IPCC (2007). Climate Change 2007: Impacts, Adaptation and Vulnerability. Working )accessed 30 June 2007
Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome
Group II Contribution to the Intergovernmental Panel on Climate Change Fourth
Assessment Report. Cambridge University Press, Cambridge Borrini-Feyerabend, G., MacDonald, K. and Maffi, L. (eds.) (2004). History, Culture
FAO (2004). The State of the World’s Fisheries and Aquaculture 2004. Food and
and Conservation. In Policy Matters 13 Spec. Issue
Agriculture Organization of the United Nations, Rome
ITOPF (2006). Summaries of major tanker spills from 1967 to the present day.
)http://www.itopf.com/casehistories.html#exxonvaldez (last accessed 30 June 2007 Botes, A., McGeoch, M. A., Robertson, H. G., Van Niekerk, A., Davids, H. P., Chown, S.
FAO and IIASA (2000). Global Agro-ecological Zoning (CD-ROM). FAO Land and Water
L. (2006). Ants, altitude and change in the northern Cape Floristic Region. In Journal
Digital Media Series Nr. 11. Food and Agriculture Organization of the United Nations
IUCN (1997). Indigenous Peoples and Sustainablility. Cases and Actions, IUCN Inter- of biogeography 33(1):71-90
and International Institute for Applied Systems Analysis, Rome
Commission Task Force on Indigenous Peoples. International Books, Utrecht
Brown J.L.., Li, S.H. and Bhagabati, N. (1999). Long-term trend toward earlier
Finlayson, C.M. and D’Cruz, R. (CLAs) (2005). Inland Water Systems. Chapter 20. In
IUCN (2006). 2006 IUCN Red List of Threatened Species. http://www.iucnredlist. breeding in an American bird: a response to global warming? In Proceedings of the
Ecosystems and Human Well-being: Current Status and Trends. Millennium Ecosystem
)org/ (last accessed 30 June 2007 National Academy of Science 96:5565-5569
Assessment. Island Press, Washington, DC
James, C. (2003). Preview: Global status of commercialized transgenic crops. Briefs Bruinsma, J. (ed.) (2003). World Agriculture: Towards 2015 / 2030, an FAO
GEO Data Portal. UNEP’s online core database with national, sub-regional, regional
No. 30. International Service for the Acquisition of Agri-biotech Applications (ISAAA). Perspective. Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome and
and global statistics and maps, covering environmental and socio-economic data and
Ithaca, NY Earthscan, London
indicators. United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/
Janzen, F.J. (1994). Climate Change and Temperature-Dependent Sex Determination in )geo/data or http://geodata.grid.unep.ch (last accessed 7 June 2007 Buck, L.E., Lassoie, J.P. and Fernades, E.C.M. (eds.) (1999). Agroforestry in
Reptiles. In Proceedings of the National Academy of Sciences 91:7487-7490 Sustainable Agricultural Systems. CRC Press LLC, Boca Raton, FL
Gianni, M. (2004). High seas bottom trawl fisheries and their impacts on the
Jenkins, M. (2003). ‘Prospects for Biodiversity’. In Science 302:1175-1177 biodiversity of vulnerable deep-sea ecosystems: Options for international action. World Burke, L. and Maidens, J., (2004). Reefs at Risk in the Caribbean. World Resources
Conservation Union (IUCN), Gland Institute, Washington, DC

2007–1987 :‫اتجاهات البيئة‬-‫و‬-‫ حالة‬:‫القسم ب‬ 190


Schroth, G., Da Fonseca, G.A.B., Harvey, C.A., Gascon, C., Vasconcelos, H.L. and Izac, Osofsky, S. A., Kock, R. A., Kock, M.D., Kalema-Zikusoka, G., Grahn, R., Leyland, T. Joshi, S. R., Ahmad, F. and Gurung, M.B. (2004). Status of Apis laboriosa populations
A-M. (2004). Agroforestry and Biodiversity Conservation in Tropical Landscapes. Island and Karesh, W. B. (2005). Building support for protected areas using a “one health” in Kaski district, western Nepal. In Journal of Apicultural Research 43(4):176-180
Press, Washington, DC perspective. In McNeely, J. A. (ed.) Friends for Life: New Partners in Support of
Klein, A. M., Steffan-Dewenter, I. and Tscharntke, T. (2003). Pollination of Coffea
Protected Areas. World Conservation Union, Gland
Sebastian, K. (2006). Global Extent of Agriculture. International Food Policy Research canephora in relation to local and regional agroforestry management. In Journal of
Institute, Washington, DC Oviedo, G., Maffi, L. and Larsen, P. B. (2000). Indigenous and Traditional Peoples Applied Ecology 40:837-845
of the World and Ecoregion Conservation: An Integrated Approach to Conserving the
Selin, H. (ed.) (2003). Nature Across Cultures: Views of Nature and the Environment Kormos, C. and Hughes, L. (2000). Regulating Genetically Modified Organisms:
World’s Biological and Cultural Diversity. World Wide Fund for Nature and Terralingua,
in Non-Western Cultures. Kluwer Academic Publishers, Dordrecht Striking a Balance between Progress and Safety. Advances in Applied Biodiversity
Gland
Science, Number 1. Conservation International, Washington, DC
Shiganova, T. and Vadim, P. (2002). Invasive species Mnemiopsis leidyi. Prepared for
Palm, C.A., Vosti, S.A., Sanchez, P.A. and Ericksen, P.J. (eds.) (2005). Slash-and-Burn
the Group on Aquatic Alien Species (GAAS). www.zin.ru/projects/invasions/gaas/ Krauss, M. (1992). The world’s languages in crisis. In Language 68:4-10
Agriculture: The Search for Alternatives. Columbia University Press, New York, NY
)mnelei.htm (last accessed 8 May 2007
Kremen, C., Williams, N. M. and Thorp, R.W. (2002). Crop pollination from native
Parmesan, C., Ryrholm, N., Steganescu, C., Hill, J.K., Thomas, C.D., Descimon, H.,
Shinn, E.A., Smith, G.W., Prospero, J.M., Betzer, P., Hayes, M.L., Garrison, V. bees at risk from agricultural intensification. In Proceedings of the National Academy of
Huntley, B., Kaila, L., Kullberg, J., Tammaru, T., Tennent, W.J., Thomas, J.A. and
and Barber, R.T. (2000). African dust and the demise of Caribbean coral reefs. In Sciences 99(26):16812-16816
Warren, M. (1999). Poleward shifts in geographical ranges of butterfly species
Geophysical Research Letters 27(19):3029-3032
associated with regional warming. In Nature 399:579-83 Lafferty, K. D. and Gerber, L. (2002). Good medicine for conservation biology:
Siebert, S., Doell, P., Feick, S. and Hoogeveen, J. (2006). Global map of irrigated The intersection of epidemiology and conservation theory. In Conservation Biology
Partap, U. (2002). Cash crop farming in the Himalayas: the importance of pollinator
areas version 4.0. Johann Wolfgang Goethe University, Frankfurt am Main and Food 16:593-604
management and managed pollination. Biodiversity and the Ecosystem Approach in
and Agriculture Organization of the United Nations, Rome
Agriculture. Forestry and Fisheries, Food and Agriculture Organization of the United Lavorel, S. (1998). Mediteranean terrestrial ecosystems: research priorities on global
Skutnabb-Kangas, T., Maffi, L. and Harmon, D. (2003). Sharing a World of Difference: Nations, Rome change effects. In Global Ecology and Biogeography 7:157-166
The Earth’s Linguistic, Cultural, and Biological Diversity. United Nations Educational,
Perfecto, I., Vandermeer, J., Mas, A.H. and Soto Pinto, L. (2005). Biodiversity, yield, Loh, J. and Wackernagel, M. (2004). Living planet report 2004. World Wide Fund
Scientific and Cultural Organization, Paris
and shade coffee certification. In Ecological Economics 54:435-446 for Nature, Gland
Smetacek, V. and Nicol, S. (2005). Polar ocean ecosystems in a changing world. In
Pimentel, D., Rodrigues, G., Wang, T., Abrams, R., Goldberg, K., Staecker, H., Ma, Loh, J. and D. Harmon (2005). A global index of biocultural diversity. In Ecological
Nature 437(7057):362-368
E., Brueckner, L., Trovato, L., Chow, C., Govindarajulu, U. and Boerke, S. (1994). .Indicators 5, 231-241
Smith, K. and Darwall, W. (compilers) 2006. The Status and Distribuiton of Freshwater Renewable energy: economic and environmental issues. In BioScience 44:536-547
Loh, J. and Goldfinger, S. (eds.) (2006). Living planet report 2006. World Wide Fund
Fish Endemic to the Mediterranean Basin. World Conservation Union, Gland and
Posey, D.A. (1998). Diachronic Ecotones and Anthropogenic Landscapes in Amazonia: for Nature, Gland
Cambridge
Contesting the Consciousness of Conservation. In Baleé, W. (ed.) Advances in Historical
MA (2005). Ecosystems and Human well-being: Biodiversity Synthesis. Millennium
Sowerwine, J.C. (2004). Effects of economic liberalization on Dao women’s traditional Ecology. Columbia University Press, New York, NY
Ecosystem Assessment. World Resources Institute, Washington, DC
knowledge, ecology, and trade of medicinal plants in Northern Vietnam. In Carlson,
Posey, D. A. (ed.) (1999). Cultural and Spiritual Values of Biodiversity. Intermediate
)T.J.S. and Maffi, L. (eds.) (2004 Maffi, L. (ed.) (2001). On Biocultural Diversity: Linking Language, Knowledge, and the
Technology Publications and United Nations Environment Programme, London and Nairobi
Environment. Smithsonian Institution Press, Washington, DC
Stein, B.A., Kutner, L.S. and Adams, J.S. (2000). Precious Heritage: The Status of
POST (2005). The bushmeat trade. POSTNOTE, February 2005, No. 236.
Biodiversity in the United States. Oxford University Press, New York, NY Marshall, E., K. Schreckenberg, and Newton, A. (2006). Commercialization of
Parliamentary Office of Science and Technology, London
Non-timber Forest Products; Factors Influencing Success. UNEP- World Conservation
Stepp, J. R., Cervone, S., Castaneda, H., Lasseter, A., Stocks, G., and Gichon, Y.
Pounds J.A., Fogden, M. P. L. and Campbell, J. H. (1999). Biological response to Monitoring Centre Biodiversity Series No 23, Cambridge
(2004). Development of a GIS for global biocultural diversity. In Borrini-Feyerabend,
climate change on a tropical mountain. In Nature 398:611-615
)G., MacDonald, K. and Maffi, L. (eds.) (2004 Mas, A.H. and Dietsch, T.V. (2004). Linking shade coffee certification to biodiversity
Pounds, J.A., Bustamante, M. R., Coloma, L. A., Consuegra, J. A., Fogden, M. P. L., conservation: butterflies and birds in Chiapas, Mexico. In Ecological Applications
Stepp, J. R., Castaneda, H. and Cervone, S. (2005). Mountains and biocultural
Foster, P. N., La Marca, E., Masters, K. L., Merino-Viteri, A., Puschendorf, R., Ron, 14(3):642-654
diversity. In Mountain Research and Development 25(3):223-227
S. R., Sa´nchez-Azofeifa, G. A., Still, C. J. and Young, B. E. (2006). Widespread
Mather, A. and Needle, C.L. (1998). The Forest transition: a theoretical basis. In Area
Stige, L.C., Stave, J., Chan Kung-Sik, Ciannelli, L., Pettorelli, N., Glantz, M., Herren, amphibian extinctions from epidemic disease driven by global warming. In Nature
30:117-124
H.R. and Stenseth, N.C. (2005). The effect of climate variation on agro-pastoral 469:161-167
production in Africa. In Proceedings of the National Academy of Sciences 103(9):3049- May, R.M. (1992). How many species inhabit the earth? In Scientific American 267(4):42
Pretty, J. (2002). Agri-Culture: Reconnecting People, Land and Nature. Earthscan,
3053
London McNeely, J.A. (2004). Nature vs. Nurture: managing relationships between forests,
The Economist (2005). Saving Environmentalism and Are you being served. In The agroforestry and wild biodiversity. In Agroforestry Systems 61:155-165
Ramankutty, N. (2002). Global distribution of croplands. Center for Sustainability and
Economist 23 April 2005: 75-78
the Global Environment, University of Wisconsin- Madison. Unpublished data obtained McNeely, J.A. and Scherr, S.J. (2001). Common Ground, Common Future: How
Thomas, J.A., Telfer, M.G., Roy, D.B., Preston, C.D., Greenwood, J.J.D., Asher, J., Fox, through personal communication Ecoagriculture Can Help Feed the World and Save Wild Biodiversity. World Conservation
R., Clarke, R.T. and Lawton, J.H. (2004a). Comparative losses of British butterflies, Union and Future Harvest, Washington, DC
Ramankutty, N. (2005). Global distribution of grazing lands. Center for Sustainability
birds, and plants and the global extinction crisis. In Science 303(5665):1879-81
and the Global Environment, University of Wisconsin- Madison. Unpublished data McNeely, J.A. and Scherr, S.J. (2003). Ecoagriculture: Strategies to Feed the World
Thomas, C.D., Cameron, A., Green, R.A., Bakkenes, M., Beaumont, L.J., Collingham, obtained through personal communication and Save Wild Biodiversity. Island Press, Washington, DC
Y.C., Erasmus, B.F.N., de Siquera, M.F., Grainger, A., Hannah, L., Hughes, L., Huntley,
Revenga, C., Brunner, J., Henninger, N., Kassem, K. and Payne, R. (2000). Pilot Meilleur, B. (1994). In Search of “Keystone Societies.” In Etkin, N.L. (ed.) Eating
B., van Jaarsveld, A.S., Midgley, G.F., Miles, L., Ortega-Huerta, M.A., Townsend
Analysis of Global Ecosystems: Freshwater Systems. World Resources Institute, on the Wild Side: The Pharmacologic, Ecologic, and Social Implications of Using
Peterson, A., Phillips, O.L. and Williams, S.E. (2004b). Extinction risk from climate
Washington, DC Noncultigens. University of Arizona Press, Tucson, AZ
change. In Nature 427:145-8
Rodrigues, A.S.L., Andelman, S.J., Bakarr, M.I., Boitani, L., Brooks, T.M., Cowling, Moock, J. and Rhoades, R. (1992). Diversity, Farmer Knowledge and Sustainability.
Thomas, C.D. and Lennon, J.J. (1999). Birds extend their ranges northwards. In
R.M., Fishpool, L.D.C., da Fonseca, G.A.B., Gaston, K.J., Hoffmann, M., Long, J.S., Cornell University Press, Ithaca, NY
Nature 399:213
Marquet, P.A., Pilgrim, J.D., Pressey, R.L., Schipper, J., Sechrest, W., Stuart, S.N.,
Underhill, L.G., Waller, R.W., Watts, M.E.J. and Yan, X. (2004). Effectiveness Mora, C., Andrèfouët, S., Costello, M.J., Kranenburg, C., Rollo, A., Veron, J., Gaston,
Thuiller, W. (2006). Patterns and uncertainties of species’ range shifts under climate
of the global protected area network in representing species diversity. In Nature K. J., Myers, R. A. (2006). Coral Reefs and the Global Network of Marine Protected
change. In Global Change Biology 10(12):2020
428(6983):640-643 Areas. In Science 312:1750-1751
Thrupp, L.A. (1998). Cultivating Diversity. World Resources Institute, Washington, DC
Ron, S. R., Duellman, W. E., Coloma, L. A. and Bustamante, M.R. (2003). Population Myers, N. and Kent. J. (2001). Perverse Subsidies: How Tax Dollars Can Undercut the
Tillman, D., Cassman, K.G., Matson, P.A., Naylor, R. and Polasky, S. (2002). Environment and Economy. Island Press, Washington, DC
declines of the Jambato toad Atelopus ignescens (Anura:Bufonidae) in the Andes of
Agricultural sustainability and intensive production practices. In Nature 418:671-677
Ecuador. In J. Herpetol 37:116-126 Nabhan, G. P. and S. L. Buchman. 1997. Services provided by pollinators. In Daily
UNDP (2004). Human Development Report 2004: Cultural Liberty in Today’s Diverse G. E. (ed.) Nature’s Services – Societal Dependence on Natural Ecosystems. Island
Safrin, S. (2004). Hyperownership in a time of biotechnical promise: the international
World. United Nations Development Programme. New York, NY Press, Washington, DC
conflict to control the building blocks of life. In American Journal of International
UNEP (1999). Wildland Fires and the Environment: a Global Synthesis. UNEP/ Law 641 NASA (2005). Earth Observatory. Astronaut image ISS012-E-11779 http://
DEIA&EW/TR.99-1. United Nations Environment Programme, Nairobi earthobservatory.nasa.gov/Newsroom/NewImages/images.php3?img_id=17161
Sagarin, R.D., Barry, J.P., Gilman, S.E. and Baxter, C.H. (1999). Climate-related
change in an intertidal community over short and long time scales. In Ecological )(last accessed 8 May 2007
UNEP (2006a). Marine and coastal ecosystems and human well-being: A synthesis
report based on the findings of the Millennium Ecosystem Assessment. DEW/0785/ Monographs 69:465-490 OECD (2001). Environmental Performance Reviews Germany. Organisation for
NA. United Nations Environment Programme, Nairobi Economic Co-operation and Development, Paris
Sala, O.E., Chapin, F.S. and Armesto, J.J. (2000). Global biodiversity scenarios for the
UNEP (2006b). Ecosystems and biodiversity in deep waters and high seas. UNEP year 2100. In Science 287:1770–1774 Oldfield, M.L. and Alcorn, J. (1987). Conservation of Traditional Agroecosystems. In
Regional Seas Reports and Studies No. 178. United Nations Environment Programme BioScience 37(3):199-208
Sanchez, P.A. (2002). Soil Fertility and Hunger in Africa. In Science 295:2019-2020
and World Conservation Union (IUCN), Nairobi
Sayer, J. and Campbell, B. (2004). The Science of Sustainable Development: Local Olson, D.M., Dinerstein, E., Wikramanayake, E.D., Burgess, N.D., Powell, G.V.N.,
UNEP-WCMC (2006). World Database of Protected Areas. World Conservation Underwood, E.C., D’Amico, J.A., Itoua, I., Strand, H.E., Morrison, J.C., Loucks, C.J.,
Livelihoods and the Global Environment. Cambridge University Press, Cambridge
)Monitoring Centre, UK (in GEO Data Portal Allnutt, T.F., Ricketts, T.H., Kura, Y., Lamoreux, J.F., Wettengel, W.W., Hedao, P. and
SCBD (2006). Global Biodiversity Outlook 2. Secretariat of the Convention on Kassem, K.R. (2001). Terrestrial ecoregions of the world: a new map of life on earth.
Biological Diversity, Montreal In BioScience 51:933-8

191 ‫التنوع البيولوجي‬


UNEP-WCMC (2006a). World Database on Protected Areas. www.unep-wcmc.org/
)wdpa/index.htm (last accessed 8 May 2007

UNEP-WCMC (2006b). In the front line: shoreline protection and other ecosystem
services from mangroves and coral reefs. UNEP-World Conservation Monitoring Centre,
Cambridge

UNEP and UNESCO (2003). Cultural Diversity and Biodiversity for Sustainable
Development. United Nations Environment Programme, Nairobi

UNESCO (2000). Science for the Twenty-First Century: A New Commitment. World
Conference on Science, United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization,
Paris

UNESCO (2001). Atlas of the World’s Languages in Danger of Disappering. United


Nations Educational, Scientific and Cultural Organization Publishing, Paris

UNPD (2007). World Population Prospects: The 2006 Revision. UN Population Division,
)New York, NY (in GEO Data Portal

USDA (2004). The Amazon: Brazil’s Final Soybean Frontier. Washington, DC http://
www.fas.usda.gov/pecad/highlights/2004/01/Amazon/Amazon_soybeans.htm
)(last accessed 8 May 2007

Van Swaay, C.A.M. (1990). An assessment of the changes in butterfly abundance in


the Netherlands during the 20th Century. In Biological Conservation 52:287-302

Vittor, A.Y., Gilman, R.H., Tielsch, J., Glass, G.E., Shields, T.M., Sanchez-Lozano W,
Pinedo, V.V. and Patz, J.A. (corresponding author) (2006). The effects of deforestation
on the human-biting rate of Anopheles darlingi, the primary vector of falciparum malaria
in the Peruvian Amazon. In American Journal of Tropical Medicine and Hygiene 74:3-11

Walkovsky, A. (1998). Changes in phenology of the locust tree (Robinia pseudoacacia


L.) in Hungary. In International Journal of Biometeorology 41:155-160

WCD (2000). Dams and Development: A New Framework for Decision-Making. World
Commission on Dams. Earthscan, London

WDPA (2006). World Database on Protected Areas. IUCN-WCPA and UNEP-WCMC,


Washington, DC

Wetlands International (2002). Waterbird Population Estimates. Third Edition. Wetlands


International Global Series No. 12, Wageningen

WHO (2001). Herbs For Health, But How Safe Are They? In WHO News. Bulletin of
the World Health Organization 79(7):691

WHO (2005). Ecosystems and Human Well-being: Health Synthesis. Millennium


Ecosystem Assessment. World Resources Institute, Washington, DC

Wilkinson, C. (2002). Coral bleaching and mortality – The 1998 event 4 years later
and bleaching to 2002. In Wilkinson, C. (ed). Status of coral reefs of the world:
2002. Australian Institute of Marine Science http://www.aims.gov.au/pages/
)research/coral-bleaching/scr2002/scr-00.html (last accessed 8 May 2007

Wilson, E.O. (2002). The Future of Life. Alfred A. Knopf, New York, NY

Woiwod, I.P. (1997). Review. In Journal of Insect Conservation 1:149-158

Wood, S., Sebastian, K. and Scherr, S.J. (2000). Pilot Analysis of Global Ecosystems:
Agroecosystems. Report Prepared for the Millennium Assessment of the State of the
World’s Ecosystems. International Food Policy Research Institute and World Resources
Institute, Washington, DC

World Bank (2006). World Development Indicators. The World Bank, Washington, DC

Worldwatch Institute (2006). Biofuels for transportation, global potential and


implications for sustainable agriculture and energy in the 21st century. Worldwatch
Institute, Washington, DC

WWF and IUCN (2001). The status of natural resources on the high-seas. http://
)www.iucn.org/THEMES/MARINE/pdf/highseas.pdf (last accessed 8 May 2007

WWF (2006). Conservation Status of Terrestrial Ecoregions. World Wide Fund for
Nature, Gland http://www.panda.org/about_wwf/where_we_work/ecoregions/
)maps/index.cfm (last accessed 8 May 2007

Zeier, M., Handermann, M., Bahr, U., Rensch, B., Muller, S., Kehm, R., Muranyi, W.
and Darai, G. (2005). New ecological aspects of hantavirus infection: a change of a
paradigm and a challenge of prevention – a review. In Virus Genes 30(2):157-80

Zent, E.L. (1998). A Creative Perspective of Environmental Impacts by Native


Amazonian Human Populations. In Interciencia 23(4):232-240

Zent, S. and Lopez-Zent, E. (2004). Ethnobotanical Convergence, Divergence, and


Change among the Hoti of the Venezuelan Guayana. In Carlson, T.J.S. and Maffi, L.
)(eds.) (2004

2007–1987 :‫اتجاهات البيئة‬-‫و‬-‫ حالة‬:‫القسم ب‬ 192


‫ج‬ ‫القسم‬

‫املنظورات اإلقليمية‪:‬‬
‫‪2007–1987‬‬
‫الفصل ‪ 6‬إدامة مستقبل مشترك‬
‫يؤدي التدهور البيئي املستمر في كافة املناطق إلى نقل‬
‫األعباء بشكل غير عادل إلى أجيال املستقبل‪ ،‬ويتعارض‬
‫مع مبدأ تكافؤ الفرص بني األجيال‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفصل‬

‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬جني بار وكليفر مافوتا‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪:‬‬
‫أفريقيا‪ :‬كليفر مافوتا‬
‫آسيا واحمليط الهادي‪ :‬موراري الل وهواجن يي‬
‫أوروبا‪ :‬ديفيد ستانيرز‬
‫أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ :‬ألفارو فيرنانديز جونزاليس‪ ،‬وإرين بيزانتي‪-‬باروتش‪ ،‬وسانشيز كولون‬
‫أمريكا الشمالية‪ :‬جني بار غرب آسيا‪ :‬وليد ك‪ .‬الزوباري وأحمد فارس عصفري‬
‫املناطق القطبية‪ :‬جوان إيامير وميشيل روجان‪-‬فينمور‬
‫املؤلفون املساهمون‪:‬‬
‫‪ :Africa‬واشنطن أوتشوال‪ ،‬وأحمد عبد الرحيم‪ ،‬وتشارلز سيبوكيرا‪ ،‬ومونيارادزي شينجي‬
‫آسيا واحمليط الهادي‪ :‬جينهوا زهاجن‪ ،‬وتيوني سريساكولتشيراك سيثيموالدا‪ ،‬وسانسانا ماالياريسون‪ ،‬وبيتر‬
‫كوينهوفني‬
‫أوروبا‪ :‬جوالمي أشاكيفا‪ ،‬بيتر بوش‪ ،‬باربرا كالرك‪ ،‬فرانكويس ديجيان‪ ،‬نيكوالي درونني‪ ،‬جاروسالف فياال‪،‬‬
‫أنا ريتا جينتايل‪ ،‬أدريانا جورج‪ ،‬إيفون هيجيرو‪ ،‬يبيلي هوجيفني‪ ،‬دوروتا جاروسينسكا‪ ،‬بيدير جينسني‪،‬‬
‫أندريه جول‪ ،‬جان كارلسون‪ ،‬بويل كازميرسزيك‪ ،‬بيتر كريستينسني‪ ،‬تور بجورن الرسون‪ ،‬روبني‬
‫مناتساكانني‪ ،‬نيكوالس بيريتاز‪ ،‬جابريل سشونينج‪ ،‬رانيا سبيروبولو‪ ،‬دانيل بيج‪ ،‬لويس ريتشارد‪ ،‬جونار‬
‫ساندير‪ ،‬مارتني سشافير‪ ،‬ميرجام شوماكير‪ ،‬جيروم سيمبسون‪ ،‬أناستاسيا تيموشينا‪ ،‬وإدينا فادوفيكس‬
‫أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ :‬باوال إم جارسيا‪-‬مينيسيس‪ ،‬إليسا باتريشا جاالرتسا كونتريراس‪،‬‬
‫شيري هيليمان‪ ،‬ثيلما كروج‪ ،‬أنا روسا مورينو‪ ،‬باربرا جاريا‪ ،‬جوزيه جيرهارتز مورو‪ ،‬ستيال نافون‪ ،‬جوانا‬
‫كاميتش‪-‬زيجارا‪ ،‬وفاراهناز سولومون‬
‫أمريكا الشمالية‪ :‬بروس بينجرا ومارك سيدنور‬
‫غرب آسيا‪ :‬أسماء علي أبا حسني‪ ،‬محمد عبيدو‪ ،‬رامي زريق‪ ،‬عبد الله الدروبي‪ ،‬إبراهيم عبد اجلليل‬
‫السعيد‪ ،‬سعيد عبد الله محمد‪ ،‬صباح اجلنيد‪ ،‬مصطي بابيكير‪ ،‬مها يحيى‪ ،‬هراتش كويومجيان‪ ،‬أنور شيخ‬
‫الدين عبدو‪ ،‬ضاري العجمي‪ ،‬سميرة عاصم عمر‪ ،‬أسد الله العجمي‪ ،‬يوسف مسالماني‪ ،‬جيالني عبد‬
‫اجلواد‪ ،‬سامي صبري‪ ،‬محمد عيط بلعيد‪ ،‬سحر البراري‪ ،‬فاطمة حج موسى‪ ،‬أحالم املرزوقي‪ ،‬إلهام توميح‪،‬‬
‫عمر جوزدان‪ ،‬سعيد جاال‪ ،‬محمد إيال‪ ،‬ونهيدة بوتايبان‬
‫املناطق القطبية‪ :‬أالن هيمنجس‪ ،‬كريستوف زوكلر‪ ،‬كريستيان نيلليمان‬
‫محررو مراجعة الفصل‪ :‬رودي بريتوريس وفابريس رينود‬
‫منسق الفصل‪ :‬رون ويت‬
‫شارك بالصور‪Munyaradzi Chenje :‬‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫والتنمية‪ .‬وقد حققت كل من أفريقيا‪ ،‬وآسيا والمحيط‬ ‫تشير االستشارات التي ضمت أصحاب مصلحة متعددين‬
‫الهادئ‪ ،‬وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ ،‬وغرب آسيا‬ ‫والتي تم تنظيمها في المناطق السبعة لتقرير توقعات‬
‫خطوت واسعة في التعامل مع بعض التحديات البيئية‬ ‫البيئة العالمية كجزء من تقييم توقعات البيئة العالمية‬
‫والتنموية التي تواجهها‪ .‬ويزداد انتشار اإلدارة المتكاملة‬ ‫الرابع إلى أن المناطق لديها شواغل مشتركة بشأن عدد‬
‫للمستجمعات المائية في الكثير من األقاليم مما يساعد‬ ‫من القضايا الهامة المتعلقة بالبيئة واالستدامة‪ ،‬وتواجه‬
‫على حماية النظم اإليكولوجية واستعادتها‪.‬‬ ‫كذلك اختالفات هائلة في التحديات البيئية التي تعترضها‪.‬‬
‫ويلقي التقرير الضوء على عالقات االرتباط القوية التي‬
‫وتؤكد الشواغل اإلقليمية الفريدة على تنوع القضايا‬ ‫تعززها العولمة والتجارة‪ ،‬مع نمو الطلب على الموارد في‬
‫البيئية عبر الكرة األرضية‪ .‬ويظهر تنوع الرسائل البيئية‬ ‫وعبر المناطق‪ .‬وتشمل بعض الرسائل المشتركة الرئيسية‬
‫الرئيسية الخاصة بالمناطق فيما يلي‪:‬‬ ‫التي تتضح من التحليالت اإلقليمية ما يلي‪:‬‬

‫في أفريقيا‪ ،‬يعد تدهور األراضي الشاغل البيئي األكبر‪،‬‬ ‫يمثل السكان والنمو االقتصادي عاملين رئيسيين‬
‫والذي أثر على حوالي ‪ 5‬ماليين كم مربع من األراضي حتى‬ ‫يدفعان الطلب المتزايد على الموارد ويسهمان في التغير‬
‫عام ‪ 1990‬ويسهم في فقد موارد الرزق‪ .‬ويعتبر الفقر سببا ً‬ ‫البيئي العالمي من حيث الغالف الجوي واألرض والمياه‬
‫في تدهور األراضي ونتيجة له في نفس الوقت‪ .‬إذ تجد‬ ‫والتنوع البيولوجي‪ .‬وقد حددت أربع مناطق للتغير المناخي‬
‫الفئات الفقيرة نفسها مضطرة إلى وضع االحتياجات‬ ‫كأولوية رئيسية (أوروبا وأمريكا الالتينية والكاريبي وأمريكا‬
‫الملحة أمام الجودة طويلة المدى لألراضي‪ ،‬فيما تسهم‬ ‫الشمالية والمناطق القطبية)‪ .‬كما أكدت المناطق األخرى‬
‫األراضي الزراعية المتدهورة واإلنتاجية المتدنية في انعدام‬ ‫على التغير المناخي كقضية رئيسية‪ .‬وتتسم المناطق‬
‫األمان فيما يتعلق بالدخل والغذاء‪ .‬فقد انخفض إنتاج‬ ‫المتطورة بمعدالت انبعاث أعلى لكل فرد من غازات‬
‫الغذاء بالنسبة للفرد في أفريقيا بنسبة ‪ 12‬في المائة منذ‬ ‫االحتباس الحراري‪ ،‬فيما سيكون لتأثيرات التغير المناخي‬
‫عام ‪ .1981‬ويؤدي كل من الجفاف وتغير المناخ وتقلبه إلى‬ ‫آثار أكبر على الفئات السكانية والبلدان العرضة للخطر‪.‬‬
‫تفاقم تدهور األراضي‪ .‬وعالوة على تهديد موارد رزق الفقراء‬
‫في الريف‪ ،‬فإن تدهور األراضي له آثار واسعة االنتشار على‬ ‫كان هناك فك ارتباط مشجع للضغوط البيئية من النمو‬
‫مستجمعات األنهار والغابات وتوسع الصحاري في أفريقيا‪،‬‬ ‫االقتصادي في بعض المناطق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد ساهمت‬
‫إضافة إلى إضعاف خدمات النظام اإليكولوجي‪ .‬وتشمل‬ ‫العولمة في تحقيق التقدم البيئي في بعض المناطق‬
‫الجهود اإلقليمية إليقاف تدهور األراضي برامج اإلدارة‬ ‫المتقدمة على حساب البلدان النامية من خالل تعهيد‬
‫المتكاملة للمحاصيل واألراضي التي تسعى كذلك‬ ‫الطاقة والغذاء واإلنتاج الصناعي وما يستتبع ذلك من إعادة‬
‫لتحسين اإلنتاجية‪ .‬وال تزال هناك أوجه قصور في‬ ‫تحديد لمواقع التأثيرات االجتماعية والبيئية ذات الصلة‪.‬‬
‫السياسات الخاصة بمعالجة هذه القضية‪ ،‬مثلما هو‬ ‫وتنتشر أوجه التباين لآلثار اإليكولوجية والفوارق البيئية في‬
‫الحال مع اإلعانات الزراعية غير العادلة في البلدان‬ ‫النمو‪ .‬وال تزال الفوارق المرتبطة بالنوع مستمرة في الكثير‬
‫المتقدمة‪.‬‬ ‫من المناطق حيث ال تتمتع النساء في الغالب إال بوصول‬
‫محدود إلى الموارد الطبيعية ويتعرضن للمخاطر الصحية‬
‫وفي آسيا والمحيط الهادي‪ ،‬تتسبب عوامل النمو‬ ‫للتلوث الهوائي الداخلي‪.‬‬
‫السكاني السريع والدخول المرتفعة والتنمية الصناعية‬
‫والمدنية الناشئة في عدد من المشكالت البيئية التي لها‬ ‫وهناك أمثلة على الحوكمة البيئية الرشيدة‬
‫انعكاسات على صحة اإلنسان ورفاهيته‪ .‬وتتمثل القضايا‬ ‫واالستثمارات في التقنيات الجديدة التي تمثل نماذج‬
‫ذات األولوية في نوعية الهواء الحضري والضغط على الماء‬ ‫للمناطق األخرى‪ .‬وتعتبر أوروبا بفضل التكامل االقتصادي‬
‫العذب والنظم اإليكولوجية المتدهورة واستخدام األراضي‬ ‫والسياسي واالجتماعي‪ ،‬إلى جانب الحوكمة الرشيدة‪ ،‬رائدة‬
‫الزراعية والنفايات المتزايدة‪ .‬وقد أدت مجموعة من العوامل‬ ‫في عملية صنع القرار البيئي العابر للحدود‪ .‬وتعد أمريكا‬
‫إلى زيادة تلوث الهواء بالمناطق الحضرية‪ :‬مجتمع سكاني‬ ‫الشمالية نموذجا ً يحتذى به في الوصول إلى المعلومات‬
‫متحضر بدرجة عالية؛ وتنمية بلدية سيئة التخطيط؛‬ ‫البيئية فائقة الجودة‪ ،‬واالستثمار في مجال البحوث‬
‫الحضرية تتسبب في مشكالت كبيرة في أجزاء من‬ ‫وانعدام خدمات النقل الجماعي النظيفة ومعقولة‬
‫المنطقة‪ ،‬مؤثرة بذلك على صحة الكثير من األشخاص‬ ‫التكلفة؛ والزيادة الهائلة في المركبات ذات المحركات‪ ،‬مع‬
‫ونوعية حياتهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ففي غالبية أجزاء المنطقة‪،‬‬ ‫زيادة استخدام سيارات الركاب في المنطقة حوالي ‪ 2.5‬مرة‬
‫تحسنت نوعية المياه منذ ‪ 1990‬نتيجة االنخفاض في‬ ‫خالل العقدين األخيرين؛ والتلوث بالضباب نتيجة حرائق‬
‫أحمال الملوثات بفضل معالجة مياه الصرف الصحي‬ ‫الغابات في جنوب شرق آسيا‪ .‬ويسبب تلوث الهواء الوفاة‬
‫والصناعي‪ ،‬وكذلك االنخفاض في النشاط الصناعي‬ ‫المبكرة لحوالي ‪ 500.000‬شخص كل عام في آسيا‪ .‬ويعد‬
‫والزراعي‪ .‬وتتأثر انبعاثات ملوثات الهواء إلى حد كبير بزيادة‬ ‫كل من السحب الزائد من المياه السطحية والخزانات‬
‫الطلب على النقل‪ .‬ويفرض االتحاد األوروبي ضوابط تلوث‬ ‫الجوفية‪ ،‬والتلوث الصناعي‪ ،‬واالستخدام غير الفعال‪،‬‬
‫أكثر صرامة على المركبات بشكل تدريجي‪ .‬وتعاني الزراعة‬ ‫والتغير والتقلب المناخي‪ ،‬والكوارث الطبيعية من األسباب‬
‫في المناطق الهامشية من اإلجهاد‪ ،‬وهي عرضة لكل من‬ ‫الرئيسية لنقص المياه بما يهدد حياة اإلنسان وصحة‬
‫هجر األراضي والتكثيف‪ ،‬وكليهما له آثاره على التنوع‬ ‫النظام اإليكولوجي‪ .‬ورغم التقدم الملحوظ في توفير مياه‬
‫البيولوجي‪ .‬كما تمتلك المنطقة خبرة فريدة في مجال‬ ‫الشرب المحسنة خالل العقد الماضي‪ ،‬إال أنه ال يزال هناك‬
‫التعاون البيئي من خالل خطط العمل العديدة ذات الصلة‬ ‫حوالي ‪ 655‬مليون شخص في المنطقة (حوالي ‪ 17.6‬في‬
‫واألدوات القانونية على مستويات مختلفة‪.‬‬ ‫المائة) محرومين من الوصول إلى المياه اآلمنة‪ .‬كما أن‬
‫النظم اإليكولوجية القيمة ال تزال تتعرض للتدهور‪.‬‬
‫وفي أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ ،‬تتمثل القضايا‬ ‫وباستثناء وسط آسيا‪ ،‬فإن كافة المناطق الفرعية قامت‬
‫البيئية ذات األولوية في المدن المتنامية‪ ،‬والتهديدات التي‬ ‫بتطبيق تدابير مضادة كافية من أجل التغلب بشكل ناجح‬
‫تحاصر التنوع البيولوجي والنظم اإليكولوجية‪ ،‬والسواحل‬ ‫على تداعيات تدهور األراضي بالنسبة لإلنتاج الزراعي‪ .‬وقد‬
‫المتدهورة والبحار الملوثة‪ ،‬والضعف اإلقليمي للتغير‬ ‫أدى النمو االقتصادي السريع‪ ،‬إلى جانب أساليب الحياة‬
‫المناخي‪ .‬وقد أدت األقلمة والعولمة إلى زيادة في استخراج‬ ‫الجديدة المقترنة بالثراء المتزايد‪ ،‬إلى تغيرات سريعة في‬
‫النفط والغاز‪ ،‬وتوسيع استخدام األراضي الصالحة للزراعة‬ ‫أنماط االستهالك‪ .‬وهو ما أسهم في توليد كميات كبيرة‬
‫من أجل الصادرات المعتمدة على محصول واحد والسياحة‬ ‫من النفايات وحدوث تغيرات في تركيب النفايات‪ .‬ويمثل‬
‫المكثفة‪ .‬وكان نتيجة ذلك‪ ،‬أن أفضى الوصول المتدني إلى‬ ‫اإلتجار غير المشروع في النفايات اإللكترونية والخطرة‬
‫موارد الرزق في الريف إلى تفاقم النمو المستمر غير‬ ‫وتأثيراتها على صحة اإلنسان والبيئة تحديا ً جديدا ً‬
‫المخطط في المناطق الحضرية‪ .‬وتعتبر المنطقة أكثر‬ ‫ومتناميا ً‪ .‬وقد استطاعت غالبية البلدان تطوير قوانين‬
‫المناطق تحضرا ً في العالم النامي‪ ،‬حيث يعيش ‪ 77‬في‬ ‫ولوائح ومعايير محلية شاملة فيما يتعلق بالبيئة‪،‬‬
‫المائة من إجمالي سكانها في المدن‪ .‬وقد تحسنت جودة‬ ‫والمشاركة في العمل الدولي من خالل االتفاقيات متعددة‬
‫الوقود (كل من البنزين والديزل) بشكل تدريجي عبر‬ ‫وثنائية األطراف‪.‬‬
‫المنطقة‪ ،‬ولكن التلوث الهوائي الحضري وما يقترن به من‬
‫تأثيرات على الصحة ال يزال مرتفعا ً ومتزايدا ً‪ .‬عالوة على‬ ‫وفي أوروبا‪ ،‬ساهمت الدخول المرتفعة واألعداد المتزايدة‬
‫ذلك‪ ،‬فإن مياه الصرف المنزلية والصناعية غير المعالجة‬ ‫لألسر في اإلنتاج واالستهالك غير المستدامين‪ ،‬بما أدى إلى‬
‫آخذة في االرتفاع‪ ،‬بما يؤثر على المناطق الساحلية حيث‬ ‫زيادة استخدام الطاقة وانبعاثات غازات االحتباس الحراري‬
‫يعيش ‪ 50‬في المائة من السكان‪ .‬علما بأن مياه الصرف‬ ‫وتدني نوعية الهواء الحضري وتحديات النقل‪ .‬ويمثل كل‬
‫المنزلي ال تتم معالجتها بشكل كامل في العموم‪ .‬كما‬ ‫من فقدان التنوع البيولوجي وتغير استخدام األراضي‬
‫كان لتغير استخدام األراضي تأثيرات على التنوع البيولوجي‬ ‫والضغوط على المياه العذبة قضايا أخرى ذات أولوية‪ .‬وقد‬
‫والتنوع الثقافي‪ .‬ويتسبب تحويل أراضي الغابات إلى مرا ٍع‬ ‫حققت المنطقة تقدما ً في فك ارتباط النمو االقتصادي من‬
‫وغابات مزروعة أحادية المحصول ومناطق بنية تحتية‬ ‫استخدام الموارد والضغوط البيئية‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫وحضرية في فقدان الموائل وتجزئتها‪ ،‬وكذلك فقدان‬ ‫معدل االستهالك المنزلي لكل فرد يتزايد بشكل ثابت‪.‬‬
‫المعارف والثقافات األصلية‪ .‬وهناك ضغوط أخرى نتيجة‬ ‫ومنذ ‪ ،1987‬تم خفض انبعاثات غازات االحتباس الحراري من‬
‫قطع األشجار وحرائق الغابات واستخراج الوقود األحفوري‪.‬‬ ‫قطاع الطاقة في أوروبا الغربية‪ ،‬لكنها عادت مرة أخرى‬
‫وتساعد برامج الوقاية والمراقبة المتكاملة على خفض‬ ‫للزيادة منذ نهاية التسعينيات عبر المنطقة ككل‪ ،‬ويرجع‬
‫معدالت إزالة الغابات السنوية في منطقة األمازون‪ .‬كما‬ ‫ذلك جزئيا ً إلى أن أسعار الغاز الطبيعي المتزايدة أعادت‬
‫يؤثر تدهور األراضي على نسبة ‪ 15.7‬في المائة من‬ ‫اعتبار الفحم مصدرا ً رئيسيا ً للطاقة‪ .‬ومؤخرا ً‪ ،‬أعطى الوعي‬
‫المنطقة‪ ،‬نتيجة إزالة الغابات والرعي الجائر والري غير‬ ‫العام المتنامي‪ ،‬المدفوع بأسعار الطاقة المرتفعة‪ ،‬زخما ً‬
‫المالئم‪ .‬وتغطي المناطق المحمية في الوقت الراهن ‪11‬‬ ‫سياسيا ً جديدا ً لسياسات تغير المناخ‪ .‬وبرغم التقدم‬
‫في المائة من قاعدة األراضي‪ ،‬وهناك جهود جديدة تبذل‬ ‫الكبير‪ ،‬ال تزال نوعية المياه والهواء المتدنية في المناطق‬
‫وتغلب األراضي الجافة على البيئة الخاصة باإلقليم‪ ،‬مع‬ ‫لحفظ الممرات واألمازون‪ ،‬لكن ال تزال هناك حاجة إلى جهود‬
‫وجود متغيرية كبيرة في الهطل خالل الفصول وفيما بينها‪،‬‬ ‫أكبر لحماية البؤر الساخنة‪ .‬وقد ساهمت نوعية المياه‬
‫وفترات متكررة من الجفاف‪ .‬ويعتبر غرب آسيا أحد أكثر‬ ‫المتدهورة والتغير المناخي وتكاثر الطحالب في ارتفاع‬
‫األقاليم التي تعاني من نقص المياه في العالم‪ .‬وعلى إثر‬ ‫األمراض المنقولة عن طريق المياه في المناطق الساحلية‪.‬‬
‫النمو السكاني السريع والتنمية االجتماعية االقتصادية‪،‬‬ ‫ولمعالجة هذه الضغوط‪ ،‬يجري العمل على نشر اإلدارة‬
‫فقد انخفض التوافر اإلجمالي من المياه العذبة لكل فرد‪،‬‬ ‫المتكاملة للمناطق البحرية والساحلية‪ .‬وقد زادت األحداث‬
‫فيما ارتفع االستهالك‪ .‬وتستخدم الزراعة ‪ 80‬في المائة من‬ ‫المناخية المتطرفة خالل العشرين عاما ً الماضية‪ ،‬وتتعرض‬
‫المياه المتاحة في المنطقة‪ .‬وقد توسعت الزراعة المروية‪،‬‬ ‫المنطقة إلى تأثيرات تغير المناخ مثل ذوبان الجليد‪.‬‬
‫بمساعدة اإلعانات‪ ،‬من أجل تحقيق األمن الغذائي‪ ،‬ولكن‬
‫الطرق غير الفعالة والتخطيط السيئ تسببا في ضغط‬ ‫وفي أمريكا الشمالية‪ ،‬يمكن ربط عوامل استخدام الطاقة‬
‫هائل على المورد المحدود‪ .‬وتوفر تحلية مياه البحر الجزء‬ ‫والزحف الحضري العشوائي ونقص المياه العذبة جميعها‬
‫األكبر من الحاجة إلى المياه البلدية‪ ،‬لكن االستدامة تتم‬ ‫بتغير المناخ‪ ،‬والذي يمثل قضية تكافح المنطقة من أجل‬
‫عرقلتها بفعل انعدام إدارة الطلب وآليات التحكم في‬ ‫معالجتها‪ .‬ورغم أنها ال تمثل سوى ‪ 5.1‬في المائة من‬
‫األسعار‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن مستوى معالجة الصرف‬ ‫سكان العالم‪ ،‬فإن أمريكا الشمالية تستهلك أكثر من ‪24‬‬
‫يعتبر منخفضا ً‪ ،‬لذلك فإن الخزانات الجوفية الضحلة‬ ‫في المائة من الطاقة األولية العالمية‪ .‬ويعتبر استهالك‬
‫تتعرض للتلوث‪ ،‬وتحتوي على مستويات عالية من النترات‬ ‫الطاقة مسؤوال ً عن الجزء األكبر من انبعاثات غازات‬
‫بما يمثل خطرا على الصحة‪ .‬وتعتبر األمراض المنقولة عن‬ ‫االحتباس الحراري المرتفعة والمتزايدة التي تسهم في‬
‫طريق المياه شاغالً رئيسيا ً في إقليم "المشرق" الفرعي‪.‬‬ ‫تغير المناخ‪ .‬وقد وقعت كندا على بروتوكول كيوتو‪ ،‬ووضعت‬
‫ونظرا ً ألن أكثر من ‪ 60‬في المائة من موارد المياه السطحية‬ ‫خطة لتصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬فيما تبذل‬
‫تنبع من خارج اإلقليم‪ ،‬فإن مشاركة الموارد المائية الدولية‬ ‫بعض الواليات في الواليات المتحدة األمريكية جهودا ً كبيرة‬
‫يمثل تحديا ً رئيسيا ً آخر‪ .‬ومع تزايد التمدن واالقتصاديات‬ ‫من أجل الحد من استخدام الطاقة واالنبعاثات في ظل‬
‫المتنامية‪ ،‬فقد ارتفع عدد المركبات بشكل هائل‪ .‬وعلى‬ ‫غياب حدود فيدرالية إلزامية‪ .‬وقد تعذر تحقيق مكاسب‬
‫الرغم من إدخال استخدام البنزين الخالي من الرصاص في‬ ‫إضافية في الكفاءة في استخدام الطاقة بسبب‬
‫غالبية البلدان‪ ،‬فإن استمرار استخدام الغاز المعالج‬ ‫االستخدام المتزايد للمركبات األكبر حجما واألقل كفاءة‬
‫بالرصاص يسهم في تلوث الهواء واإلضرار بالصحة‬ ‫في استخدام الوقود‪ ،‬ومعايير اقتصاد الوقود المنخفضة‪،‬‬
‫البشرية وتدني األداء االقتصادي‪ .‬وفي بعض البلدان‪ ،‬أدت‬ ‫وزيادة المسافات التي يتم قطعها وعدد السيارات‪ .‬وتؤدي‬
‫أوجه التفاوت االقتصادي المتنامية‪ ،‬وزيادة الهجرة من الريف‬ ‫الضواحي المنتشرة واالتجاه المتنامي نحو أنماط‬
‫إلى الحضر‪ ،‬و‪/‬أو الصراعات العسكرية إلى توسع المناطق‬ ‫االستيطان خارج المدن إلى تجزئة النظم الحيوية وزيادة‬
‫العشوائية‪ ،‬وزيادة المعاناة اإلنسانية‪ ،‬والتي ترتبط غالبا ً‬ ‫واجهة الحضر ‪ -‬الحياة البرية وتمهيد األراضي الزراعية‬
‫بالظروف البيئية المتدهورة‪ .‬ويعد تدهور األرض قضية‬ ‫الرئيسية‪ .‬وعلى الرغم من وجود سياسات الحتواء الزحف‬
‫أساسية‪ ،‬وخاصة ألن األراضي الجافة تشكل حوالي ‪ 64‬في‬ ‫الحضري العشوائي‪ ،‬فإن حياة الضواحي تمتد جذورها‬
‫المائة من المساحة اإلجمالية‪ .‬وقد أفضت مجموعة من‬ ‫عميقا ً في الثقافة والمشهد الطبيعي‪ .‬وقد شهدت‬
‫العوامل إلى تدهور المناطق الساحلية والبحرية‪ ،‬بما في‬ ‫العشرين عاما ً الماضية حاالت نقص مياه مؤثرة على‬
‫ذلك المصايد وأراضي أشجار القرم والشعاب المرجانية‪.‬‬ ‫المستوى اإلقليمي‪ ،‬ومن المتوقع أن يسهم التغير المناخي‬
‫وتشمل هذه العوامل التنمية السريعة للبنية الحضرية‬ ‫في مفاقمة العجز في المياه‪ .‬وتعتبر الزراعة المستخدم‬
‫والسياحية‪ ،‬وإنشاءات المصافي‪ ،‬ومجمعات‬ ‫الرئيسي للمياه‪ ،‬ويستمر الري في الزيادة‪ ،‬منافسا ً بذلك‬
‫البتروكيماويات‪ ،‬ومصانع الطاقة وتحلية المياه‪ ،‬وكذلك‬ ‫المراكز الحضرية على اإلمدادات المحدودة‪ .‬واستجابة لهذا‬
‫حوادث تسرب النفط من ناقالت النفط‪ .‬وقد تأثرت مساحات‬ ‫الوضع‪ ،‬انتشر تطبيق القيود المتعلقة باستخدام المياه‬
‫واسعة من النظم اإليكولوجية األرضية والبحرية بشدة‬ ‫واستراتيجيات الحفاظ عليها بشكل كبير‪ .‬وتعد‬
‫نتيجة الحروب وهو ما أدى إلى تصريف ماليين البراميل من‬ ‫انعكاسات التغير البيئي على صحة اإلنسان قضية ناشئة‬
‫النفط الخام إلى المياه الساحلية‪ .‬كما لحقت بها أضرار‬ ‫مع تزايد األدلة على أن تلوث الهواء يرتبط بأمراض الجهاز‬
‫نتيجة ارتشاح النفط ومياه البحار إلى الخزانات الجوفية‪،‬‬ ‫التنفسي ويستلزم تكاليف اقتصادية كبيرة‪.‬‬
‫ونتيجة أيضا ً للتخلص من النفايات الخطرة‪ .‬وقد تمَّ مؤخرا ً‬
‫العمل بمتطلبات تقييم األثر البيئي‪ .‬وتشمل االستجابات‬ ‫في غرب آسيا‪ ،‬تمثل قضايا ضغوط المياه العذبة‪ ،‬وتدهور‬
‫األخرى البرامج المعنية بحفظ التنوع البيولوجي‪ ،‬وإدارة‬ ‫األرض‪ ،‬وتدهور النظم اإليكولوجية الساحلية والبحرية‪،‬‬
‫المناطق الساحلية‪ ،‬وتطوير مناطق بحرية محمية‪.‬‬ ‫واإلدارة الحضرية‪ ،‬والسالم واألمن القضايا ذات األولوية‪.‬‬
‫وتؤثر المناطق القطبية على العمليات البيئية الرئيسية‬
‫ويكون لها آثار مباشرة على التنوع البيولوجي ورفاهية‬
‫اإلنسان‪ .‬وتتمثل القضايا ذات األولوية في التغير المناخي‪،‬‬
‫والملوثات الدائمة‪ ،‬واستنزاف طبقة األوزون‪ ،‬والنشاط‬
‫االقتصادي‪ .‬وعلى الرغم من أن انبعاثات غازات االحتباس‬
‫الحراري منها تعتبر ضئيلة‪ ،‬فإن المناطق القطبية تشكل‬
‫جزءا ً من دائرة آلثار التغير المناخي‪ ،‬مثل تغير تيارات‬
‫المحيط وارتفاع مستويات البحار‪ .‬وتشير األدلة إلى أن دوران‬
‫المياه العميقة الباردة للحزام الناقل في شمال األطلنطي‬
‫ربما أصبح بطيئا ً‪ .‬وقد يؤدي خلله إلى تغير مفاجئ في‬
‫األنظمة المناخية العالمية‪ .‬ونتيجة للتغير المناخي‪ ،‬فإن‬
‫منطقة القطب الشمالي تتعرض لالحترار بمعدل ضعف‬
‫سرعة المتوسط العالمي‪ ،‬بما يؤدي إلى انكماش جليد‬
‫البحر‪ ،‬وذوبان الجليد وتغير الغطاء النباتي‪ .‬وتعتبر األلواح‬
‫الثلجية في جرينالند والقطب الجنوبي أكبر المساهمين‬
‫في ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الثلوج‬
‫األرضية‪ .‬وقد كان للتغير المناخي الذي تم رصده آثارا ً‬
‫واسعة النطاق على النباتات والحيوانات ورفاهية اإلنسان‬
‫في القطب الشمالي‪ .‬وعلى الرغم من حظر تصنيع‬
‫واستخدام الكثير من الملوثات العضوية الدائمة (‪)POPs‬‬
‫في غالبية البلدان الصناعية‪ ،‬فإنها ال تزال موجودة في‬
‫البيئة وتتراكم في المناطق الباردة حيث تدخل إلى النظم‬
‫اإليكولوجية البحرية واألرضية وتتراكم في سالسل الغذاء‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن الزئبق الناتج من االنبعاثات الصناعية‬
‫يتزايد في البيئة‪ .‬وتشكل هذه المواد السمية تهديدا ً‬
‫لسالمة النظام الغذائي التقليدي وصحة السكان‬
‫األصليين‪ .‬وقد أثمر التحرك من جانب العلماء والسكان‬
‫األصليين في الشمال عن إبرام العديد من المعاهدات‬
‫الهامة بخصوص الكيماويات السامة‪ .‬وقد أدى استنفاد‬
‫أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي في المناطق القطبية‬
‫إلى زيادة موسمية في اإلشعاع فوق البنفسجي بما له من‬
‫تأثيرات على النظم الحيوية وزيادة المخاطر على صحة‬
‫اإلنسان‪ .‬وعلى الرغم من نجاح بروتوكول مونتريال‪ ،‬فإن‬
‫استعادة أوزون الطبقة العليا من الغالف الجوي يتوقع له أن‬
‫يستغرق نصف قرن آخر‪ ،‬أو أكثر‪.‬‬
‫لعبت االتجاهات االقتصادية على مدار العقدين الماضيين‬ ‫التطورات اإلقليمية‬
‫دور ًا هام ًا في تشكيل حالة البيئة العالمية (انظر الفصل ‪.)1‬‬ ‫منذ بدء عمل اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية (لجنة‬
‫ففي عام ‪ ،1987‬تعرض الكثير من البلدان النامية النكماش‬ ‫برونتالند)‪ ،‬اعتمدت السياسات البيئية الوطنية والدولية على‬
‫اقتصادي‪ ،‬اتسم بهبوط أسعار صادراتها‪ ،‬والتي تتألف في‬ ‫التنمية المستدامة في معالجة آثار النمو االقتصادي‪ ،‬وضمان‬
‫األساس من المواد الخام‪ ،‬كالمعادن الخام والمنتجات الزراعية‪.‬‬ ‫وجود بيئة نظيفة اليوم وفي المستقبل‪ ،‬والحد من التأثيرات‬
‫ولم تزداد أسعار هذه السلع في الغالب زيادة مؤثرة منذ فترة‬ ‫التراكمية للفقر‪ .‬وتعتبر قمة األمم المتحدة في عام ‪2005‬‬
‫الثمانينيات‪ ،‬وقد ازداد النظام العالمي الحالي سوء ًا مع تنامي‬ ‫واحدة من أكبر التجمعات لقادة العالم في التاريخ‪ .‬وقد أكدت‬
‫أعباء سداد المديونيات‪ .‬وال تحظى أفريقيا‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫على إلحاحية وأهمية تحقيق المزيد من التنمية المستدامة‪.‬‬
‫سوى بخمسة في المائة من دخل العالم النامي‪ ،‬لكنها تتحمل‬ ‫ووفق ًا للمجلس العالمي لألعمال التجارية من أجل التنمية‬
‫عبء حوالي ثلثي الدين العالمي (‪ ،)AFRODAD 2005‬مع‬ ‫المستدامة‪ ،‬فإن "كوكب األرض يبدو على األقل غير‬
‫إنفاق دول أفريقيا جنوب الصحراء ‪ 14.5‬مليار دوالر أمريكي‬ ‫مستدام مثلما كان في عام ‪.)WBCSD 2007( "1987‬‬
‫سنوي ًا كمدفوعات لسداد الديون (‪Christian Reformed‬‬ ‫وتعد التنمية المستدامة ذات أهمية خاصة في عالم تزداد‬
‫‪ .)Church 2005‬وعلى الرغم من بعض الجهود التي‬ ‫فيه الضغوط على البيئة‪ ،‬تلك الضغوط التي ينجم عنها آثار‬
‫بذلت مؤخر ًا لتخفيف الديون‪ ،‬فإن البلدان النامية في‬ ‫تهدد البيئة وصحة اإلنسان‪ .‬وبعض اآلثار‪ ،‬مثل التغير‬
‫أفريقيا والمناطق األخرى ال تزال مجبرة على استغالل‬ ‫المناخي وتلوث الهواء طويل المدى وتلوث المياه من أعلى‬ ‫باالت القطن جاهزة للتصدير من الكاميرون‪.‬‬

‫رأس المال المحدود المتوقف على مواردها الطبيعية‪.‬‬ ‫النهر إلى مجراه‪ ،‬قد يكون لها تأثيرات بعيدة المدى‪.‬‬ ‫يواجه المزارعون في المناطق النامية تحديات‬
‫كثيرة ناجمة عن األسواق العالمية الجائرة‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Mark Edwards/Still :‬‬


‫وقد أكدت لجنة برونتالند على تخفيف الفقر كأحد االستجابات‬ ‫االتجاهات االقتصادية‬ ‫‪Pictures‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪200‬‬


‫الوقت الحالي بنحو ‪ 6.7‬بليون‪ ،‬حيث زاد هذا العدد بنحو‬ ‫الرئيسية المطلوبة للتعامل مع المشكالت البيئية العالمية‪ ،‬وال‬
‫‪ 1.7‬بليون منذ عام ‪GEO Data Portal, from( 1987‬‬ ‫يزال هذا المطلب ساري ًا إلى اليوم‪ .‬ويرتبط الفقر والتدهور‬
‫‪ .)UNPD 2007‬وقد حذرت لجنة برونتالند من عزو‬ ‫البيئي بعالقة السبب‪-‬التأثير‪ ،‬ويمكن أن يشكال دائرة يصعب‬
‫المشكالت البيئة إلى النمو السكاني وحده‪ ،‬فالمشكالت‬ ‫عكسها (‪ .)UNEP 2002a‬ويجادل البعض بأن العقدين‬
‫البيئية العالمية يمكن عزوها كذلك إلى عدم تكافؤ الفرص‬ ‫الماضيين شهدا معدالت نمو متواضعة للغاية وغير منتظمة‬
‫في الوصول إلى الموارد واالستخدام غير المستدام لها‪.‬‬ ‫(انظر الشكل ‪ 1-6‬والشكل ‪ 7-1‬في الفصل ‪ ،1‬اللذين‬
‫وقبل عام ‪ ،1987‬استهلكت البلدان النامية‪ ،‬والتي تضم‬ ‫يوضحان المتوسطات خالل ‪ 20‬عام ًا على مستوى البلدان)‬
‫ربع سكان العالم‪ ،‬حوالي ‪ 80‬في المائة من الطاقة‬ ‫لم يكن باستطاعتها أن تحدث تأثير ًا إيجابي ًا ملموس ًا في حالة‬
‫التجارية والمعادن‪ ،‬و‪ 85‬في المائة من الورق‪ ،‬وأكثر من‬ ‫البيئة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن البعض يذهب إلى عكس ذلك ويقول بأن‬
‫نصف الدهون الموجودة في الغذاء (‪.)Court 1990‬‬ ‫النمو االقتصادي هو السبب في التدهور البيئي الحالي‪ .‬وهذه‬
‫ويظل الموقف عملي ًا اليوم نفس ما كان عليه من قبل‪ ،‬حيث‬ ‫اإلشكالية يمكن توضيحها من خالل حالة حمل المغذيات‬
‫تستهلك أمريكا الشمالية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أكثر من ‪24‬‬ ‫والتي تم إبرازها في تقرير توقعات البيئة العالمية الثالث‬
‫في المائة من إجمالي الطاقة األولية العالمية على الرغم من‬ ‫(‪ )GEO-3‬كقضية بيئية ذات أولوية (‪.)UNEP 2002a‬‬
‫كونها تضم ‪ 5.1‬في المائة من سكان العالم (‪GEO Data‬‬ ‫فقد ساهم استعمال األسمدة على نطاق واسع في تعزيز‬
‫‪.)Portal, from IEA 2007 and UNPD 2007‬‬ ‫إنتاجية المحاصيل الهجينة‪ ،‬وهو ما توقعت لجنة برونتالند أن‬
‫يزيد إنتاج الغذاء من خالل ثورة خضراء‪ .‬ولكن على الرغم‬
‫ال يزال العالم يمر بتغيرات اقتصادية على المستويين‬ ‫من أن األسمدة كان لها إسهام إيجابي في نمو القطاع‬
‫اإلقليمي والوطني لها تداعيات عالمية‪ .‬وتشمل تلك‬ ‫الزراعي‪ ،‬وفي النهاية االقتصاد‪ ،‬إال أن المغذيات الزائدة من‬
‫التغيرات التجارة واإلعانات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تعتمد‬ ‫المدخالت الزراعية أسهمت كذلك في تدهور التربة وأثرت على‬
‫منظمة التجارة العالمية على اتفاقيات التجارة اإلقليمية‬ ‫نوعية المياه العذبة واألنظمة اإليكولوجية البحرية معرضة‬
‫لحسم النزاعات بين الدول األعضاء‪ .‬وعلى الرغم من أن‬ ‫بذلك خدمات النظام اإليكولوجي التي تشكل األساس‬
‫الكثير من هذه النزاعات يتعامل بصورة حصرية مع‬ ‫للرخاء االقتصادي طويل المدى للخطر (‪.)MA 2005‬‬
‫قضايا تجارية‪ ،‬إال أن بعضها يركز على و استخدام البيئة‬
‫أو التدابير االجتماعية التي تتخذها البلدان التي يُزعم أنها‬ ‫ظروف موارد الرزق‬
‫تؤثر على المنافسة العالمية‪ .‬ومن أمثلة ذلك الجهود التي‬ ‫هناك اتجاه عبر العالم لزيادة إنتاج الغذاء لمواكبة النمو‬
‫تقوم بها الواليات المتحدة لحماية الدولفين وسالحف البحر‬ ‫السكاني والدخول الصاعدة‪ .‬ويقدر عدد سكان العالم في‬

‫الشكل ‪ 1-6‬إجمالي الناتج المحلي حسب إقليم توقعات البيئة العالمية (‪)GEO‬‬
‫تريليون دوالر أمريكي ثابت (‪)2000‬‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬
‫‬
‫أمريكا الالتينية‬
‫‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫‬
‫غرب آسيا‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬
‫جمعه من ‪World Bank 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪201‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 1-6‬زيادة الطلب ‪ -‬تناقص الموارد الطبيعية العالمية‬
‫واألسبَس ُتوْس‬
‫ْ‬ ‫اللين (كندا ضد الواليات المتحدة األمريكية)‪،‬‬
‫(كندا ضد فرنسا والمجموعة األوروبية)‪ ،‬ومؤخراً‪ ،‬الكائنات‬ ‫أصبحت المشكالت البيئية العالمية أكثر وضوحا ً اآلن عن ما كانت عليه منذ عقدين‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬بحلول عام ‪،2003‬‬
‫زادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة ‪ 17‬في المائة مقارنة بمستويات ‪ .1990‬تسهم اقتصاديات الصين والهند‪ ،‬التي تشهد‬
‫الحية المعدلة وراثي ًا (الواليات المتحدة ضد المجموعة‬ ‫توسعا ً سريعا ً‪ ،‬بشكل كبير في هذه الزيادة‪ .‬فالصين تعتبر بالفعل ثاني أكبر بلد باعث لثاني أكسيد الكربون بعد الواليات‬
‫األوروبية) (‪.)Defenders of Wildlife 2006‬‬ ‫المتحدة‪.‬‬

‫وتنجم معظم هذه االنبعاثات من توليد الطاقة‪ .‬ولتلوث الهواء الناتج عن ذلك تأثير كبير ليس فقط على نوعية الهواء‬
‫وفي الواليات المتحدة وأوروبا‪ ،‬فإن فوائض الغذاء ترجع‬ ‫المحلي وصحة اإلنسان‪ ،‬بل على المناخ العالمي (انظر الفصل ‪ .)2‬وعلى الرغم من توصيات لجنة برونتالند المتعلقة بإدخال‬
‫تقنيات حديثة فعالة الوقود والتزام القمة العالمية للتنمية المستدامة في عام ‪ 2002‬بتنويع إمدادات الطاقة وزيادة النصيب‬
‫جزئي ًا إلى اإلعانات والحوافز األخرى التي تشجع اإلنتاج‪،‬‬ ‫العالمي لمصادر الطاقة المتجددة بصورة كبيرة‪ ،‬فمن المتوقع أن يظل الوقود األحفوري مصدر الطاقة السائد حتى عام‬
‫حتى في حالة قلة الطلب أو انعدامه‪ .‬وخالل عشر سنوات‬ ‫‪ ،2025‬حيث سيلبي أكثر من ‪ 80‬في المائة من الطلب على الطاقة‪ .‬لذا‪ ،‬فإن العالم ما يزال منحصرا ً في بوتقة أنماط الطاقة‬
‫غير المستدامة المرتبطة بتغير المناخ وغيرها من التهديدات التي تواجه البيئة وصحة اإلنسان‪.‬‬
‫من ‪ 1995‬إلى ‪ ،2004‬قدمت حكومة الواليات المتحدة‬
‫األمريكية حوالي ‪ 143.8‬بليون دوالر أمريكي في صورة‬ ‫وقد ازداد هذا الوضع تعقيدا ً من خالل أوجه االختالف في أنماط استهالك الطاقة اإلقليمية (انظر الشكل ‪ 1-8‬في الفصل ‪ .)1‬ومن‬
‫المتوقع أن يأتي ما يزيد على ‪ 70‬في المائة من الزيادة على طلب الطاقة حتى عام ‪ 2025‬من البلدان النامية‪ ،‬حيث يبلغ مع الصين‬
‫إعانات لمزارعيها (‪ .)EWG 2005‬وعلى الرغم من أن‬ ‫وحدها ‪ 30‬في المائة‪ ،‬مما يوحي بأن المناطق المتقدمة والنامية سيكون لها تأثيرات رئيسية على كل من نوعية الهواء وتغير‬
‫هذا يعادل حوالي نصف التكلفة السنوية للمساعدات‬ ‫المناخ العالمي‪.‬‬

‫الغذائية في عام ‪ ،1986‬والتي بلغت ‪ 25.8‬مليار دوالر‬ ‫إن عدم استدامة األسلوب الذي يجري به استخدام الموارد الطبيعية لألرض أمر واضح بشكل كبير‪ .‬ونتيجة المنافسة المتنامية‬
‫أمريكي (‪ ،)Court 1990‬فإن التأثير على البلدان النامية‬ ‫على الموارد العالمية والطلب عليها‪ ،‬وصل سكان العالم مرحلة فاق فيها القدر المطلوب من الموارد لدعمها ما هو متوفر‪.‬‬
‫ويتم مالحظة أحد األمثلة لتجاوز األهداف البيئية في المحاوالت لزيادة إنتاج الغذاء الذي يسفر عن زيادة مستويات التدهور‬
‫كان كبيراً‪ .‬فالكثير من تلك البلدان وجدت أنه من األرخص‬ ‫البيئي‪ ،‬مثل إزالة أشجار األراضي الهامشية بما في ذلك األراضي الرطبة والمستجمعات المائية العليا والمناطق المحمية‬
‫التي تم تحويلها إلى أراض زراعية‪ .‬طبقا ً لتقرير البصمة اإليكولوجية لألمم ‪ ،)Footprint of Nations( 2005‬تقدر البصمة‬
‫لها استيراد الغذاء بد ًال من إنتاجه بنفسها‪ ،‬وأجبرت على‬ ‫اإليكولوجية للبشر بـ ‪ 21.9‬هكتارا ً‪/‬فرد‪ ،‬في حين تقدر السعة البيولوجية لكوكب األرض في المتوسط فقط بـ ‪ 15.7‬هكتارا ً‪/‬‬
‫التركيز على إنتاج محاصيل التصدير كالقطن والتبغ‬ ‫فرد‪ ،‬األمر الذي يصل في النهاية إلى نتيجة تتمثل في وجود تدهور وفقد بيئي صاف‪ .‬وعلى مستوى إقليمي‪ ،‬تكون الفوارق في‬
‫البصمة اإليكولوجية عميقة‪ ،‬كما هو موضح في تقرير الكوكب الحي ‪( )Living Planet Report 2006( 2006‬انظر الشكل ‪)2-6‬‬
‫والشاي والقهوة‪ .‬وقد أدى هذا إلى خفض الفرص‬
‫الزراعية المتاحة لمزارعي الكفاف أصحاب الحيازات‬
‫الشكل ‪ 2-6‬البصمة اإليكولوجية والسعة البيولوجية حسب اإلقليم‪2003 ،‬‬
‫الصغيرة‪ ،‬مما أدى إلى فقدان األمن الغذائي‪ ،‬وباألخص‬ ‫عدد السكان بالمليون‬
‫في المناطق الريفية‪ ،‬أو النمو الحضري غير المستدام‬ ‫أفريقيا‬ ‫‬ ‫  ‬
‫نتيجة الهجرة من الريف إلى الحضر‪.‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا (الدول المنضمة‬
‫لالتحاد األوروبي)‬
‫نظرياً‪ ،‬يمكن القول بأن الموارد الطبيعية العالمية لديها‬ ‫أوروبا (الدول غير المنضمة‬
‫لالتحاد األوروبي)‬
‫القدرة على إنتاج القدر الكافي من الغذاء والدواء وخدمات‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫‬ ‫ ‪m‬‬
‫دعم الحياة األخرى ربما لعدد أكبر من السكان (انظر‬ ‫البحر الكاريبي‬
‫غرب ووسط آسيا‬
‫اإلطار ‪ .)1-6‬لكن األمر ليس كذلك في الواقع‪ ،‬نتيجة‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫التوزيع غير المتكافئ لتلك الموارد‪ ،‬بما في ذلك األراضي‬ ‫القدرة البيولوجية‬
‫الخصبة والمروية بشكل جيد‪ ،‬والغابات‪ ،‬واألراضي‬ ‫المتاحة داخل اإلقليم‬
‫‬ ‫ ‪m‬‬
‫الرطبة‪ ،‬والموارد الجينية‪ .‬وتتضاءل قدرة هذه الموارد على‬ ‫‬ ‫  ‬
‫دعم الحياة بفعل تدهور األرض وتلوث الهواء والمياه‪،‬‬ ‫‬ ‫  ‬

‫وتقلب المناخ وتغيره‪ ،‬وإزالة الغابات‪ ،‬وفقدان الموائل‬ ‫‬


‫‬
‫ ‪m‬‬
‫ ‪m‬‬
‫والتنوع البيولوجي‪ .‬ونتيجة للوصول غير المتكافئ‪،‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫المصدر‪WWF 2006a :‬‬ ‫الهكتارات العالمية للفرد في عام ‪2003‬‬
‫ومستويات اإلنتاج غير المتوازنة للموارد الطبيعية‪ ،‬يستمر‬
‫العالم في معاناته من التباين في مستويات إنتاج الغذاء‪،‬‬ ‫المصادر‪IEA 2007, UNFCCC-CDIAC 2006, Venetoulis and Talberth 2005, World Bank 2006, WWF 2006a :‬‬
‫مع وجود كل من فوائض في الغذاء ببعض المناطق وعجز‬
‫واسع النطاق في مناطق أخرى‪.‬‬

‫قضايا بيئية مختارة‬


‫تلقي األقسام التالية من هذا الفصل الضوء على أهم‬ ‫من الصيد الضار‪ ،‬وهي الجهود التي تمت معارضتها‬
‫القضايا البيئية في مناطق برنامج األمم المتحدة للبيئة‬ ‫بواسطة االتفاق العام بشأن التعريفات الجمركية والتجارة‬
‫السبعة‪ :‬أفريقيا‪ ،‬آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬أوروبا‪ ،‬أمريكا‬ ‫ومنظمة التجارة العالمية‪ .‬وقد أطلق عليها نزاعات التونة‪-‬‬
‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‪ ،‬شمال أمريكا‪ ،‬غرب آسيا‬ ‫الدولفين والروبيان‪-‬السالحف‪ .‬وتشمل القضايا األخرى‬
‫واإلقليمان القطبيان الشمالي والجنوبي (انظر الخرائط‬ ‫المعروفة لحوم األبقار والهرمونات (الواليات المتحدة ضد‬
‫اإلقليمية في القسم التقديمي من هذا التقرير)‪ .‬وهناك‬ ‫المجموعة األوروبية)‪ ،‬والبنزين ونوعية الهواء (فنزويال‬
‫تشابكات إقليمية عبر بعض المناطق‪ ،‬نتيجة الروابط‬ ‫والبرازيل ضد الواليات المتحدة األمريكية)‪ ،‬وألواح الخشب‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪202‬‬


‫الجدول ‪ 6.1‬المسائل اإلقليمية األساسية ذات األولوية المختارة من أجل تقرير توقعات البيئة العالمية ‪)GEO4-( 4‬‬

‫ال عن الضغوط‪ ،‬مثل الجفاف‪ ،‬وتغير المناخ‬


‫تدهور األرض وآثاره الشاملة على الغابات‪ ،‬والمياه العذبة‪ ،‬والموارد البحرية والساحلية‪ ،‬فض ً‬ ‫أفريقيا‬
‫وتقلبه‪ ،‬والتحضر‬

‫النقل ونوعية الهواء الحضري‪ ،‬ونقص المياه العذبة‪ ،‬والنظم اإليكولوجية القيمة‪ ،‬واستخدام األراضي الزراعية‪ ،‬وإدارة النفايات‪.‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬

‫تغير المناخ والطاقة‪ ،‬واإلنتاج واالستهالك غير المستدامين‪ ،‬ونوعية الهواء والنقل‪ ،‬وفقدان التنوع البيولوجي وتغير استخدام األرض‪ ،‬ونقص المياه‬ ‫أوروبا‬
‫العذبة‬

‫المدن المتنامية‪ ،‬والتنوع البيولوجي واألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬والسواحل المتدهورة والبحار الملوثة‪ ،‬وسرعة التأثر اإلقليمي لتغير المناخ‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬

‫الطاقة وتغير المناخ‪ ،‬والزحف الحضري ونقص المياه العذبة‬ ‫شمال أمريكا‬

‫نقص المياه العذبة‪ ،‬وتدهور األرض‪ ،‬والسواحل واألنظمة اإليكولوجية البحرية المتدهورة‪ ،‬وإدارة المناطق الحضرية‪ ،‬والسالم واألمن‬ ‫غرب آسيا‬

‫تغير المناخ‪ ،‬والملوثات الدائمة‪ ،‬وطبقة األوزون‪ ،‬والتنمية والنشاط التجاري‬ ‫المناطق القطبية‬

‫أفضل إلدارة البيئات المشتركة‪ ،‬مثل البحار اإلقليمية‪.‬‬ ‫التاريخية والصالت الفيزيائية الحيوية‪ ،‬مما يجعل من‬
‫الصعب تجزيء البيانات على نحو صارم‪ .‬ومن أمثلة‬
‫أفريقيا‬ ‫التشابكات بين المناطق حالة أفريقيا وأوروبا وغرب آسيا‪،‬‬
‫موجهات التغير‬ ‫حيث يمثل البحر المتوسط شبه حد (انظر اإلطار ‪،)46-6‬‬
‫االتجاهات االجتماعية االقتصادية‬ ‫وحالة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي وأمريكا الشمالية‪،‬‬
‫تحسن األداء االجتماعي واالقتصادي ألفريقيا في األعوام‬ ‫بما تتضمنه من تداخالت‪.‬‬
‫األخيرة‪ .‬فقد شهدت االقتصاديات األفريقية نمو ًا بين عامي‬
‫‪ 1995‬و‪( 2004‬الشكل ‪ .)3-6‬وفي عام ‪ ،2004‬بلغ معدل‬ ‫وتعقد كل منطقة مشاروات من أجل تحديد قضاياها‬
‫النمو االقتصادي من حيث القوة الشرائية ‪ 5.8‬في المائة‬ ‫اإلقليمية ذات األهمية العالمية‪ .‬ومن هذه المشاورات‪ ،‬تم‬
‫مقارنة بمعدل ‪ 4‬في المائة عام ‪GEO Data( 2003‬‬ ‫اختيار ما بين قضية إلى خمس قضايا بيئية رئيسية ذات‬
‫‪ .)Portal from World Bank 2006‬ويجب على‬ ‫أولوية من أجل التحليل المركز في كل قسم معني بمنطقة‬
‫اقتصاديات الدول األفريقية جنوب الصحراء أن تنمو‬ ‫(انظر الجدول ‪.)1-6‬‬
‫بمعدل سنوي يبلغ ‪ 7‬في المائة في المتوسط من أجل‬
‫خفض فقر الدخل إلى النصف بحلول عام ‪AfDB( 2015‬‬ ‫وتبلِّغ كافة المناطق عن حدوث تقدم خالل العشرين سنة‬
‫‪ .)2004‬وقد أدى النمو االقتصادي المحسن منذ‬ ‫الماضية في جعل المسائل البيئية جزء ًا من السياسة السائدة‪.‬‬
‫التسعينيات إلى زيادة فرص المنطقة لتحقيق األهداف‬ ‫وفي غالبية المناطق‪ ،‬تمت صياغة استراتيجيات التنمية‬
‫اإلنمائية الرئيسية لأللفية‪ ،‬وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي‬ ‫المستدامة‪ ،‬ويجري دمجها في السياسات الوطنية‪ .‬ويشارك‬
‫على البيئة (‪ .)UNEP 2006a‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الطلب على‬ ‫الجمهور‪ ،‬بما في ذلك السكان األصليين‪ ،‬بدرجة أكبر إلى‬
‫الموارد في المنطقة يتنامى نتيجة زيادة السكان (انظر‬ ‫حد بعيد في صناعة القرار البيئي (انظر القسم القطبي)‪.‬‬
‫الشكل ‪ )4-6‬واألنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫ويجري اتباع نهج أكثر شمولية تجاه اإلدارة البيئية‪ ،‬في‬
‫الحوكمة البيئية‬ ‫الوقت الذي تصبح فيه نُهج النظام اإليكولوجي أكثر‬
‫منذ عام ‪ ،1987‬أدت العديد من التطورات اإلقليمية‬ ‫شيوعاً‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يتم تقديم استراتيجيات إدارة‬
‫الكبرى إلى تغيرات ملموسة في الطريقة التي تتم بها إدارة‬ ‫متكاملة جديدة واعدة تتضمن المشاركة العامة في كل من‬
‫القضايا البيئية في أفريقيا‪ .‬وتشمل هذه التطورات‬ ‫أنظمة المياه العذبة والبحرية من أجل حماية الموارد‬
‫اإلصالحات السياسية‪ ،‬وبناء المؤسسات‪ ،‬وإجراءات‬ ‫القيمة وموارد الرزق‪ .‬فهناك إدراك اآلن للقيمة االقتصادية‬
‫السياسات الجديدة التي تعزز رسائل لجنة برونتالند‬ ‫التي تمثلها خدمات النظام اإليكولوجي‪ ،‬وقد بدأت بعض‬
‫وتهدف إلى تشجيع التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫خطط الدفع مقابل هذه الخدمات في الظهور‪ .‬وفي الكثير‬
‫من المناطق‪ ،‬تتطلب المشروعات المقترحة اآلن تقييمات‬
‫ومن أمثلة اإلصالحات السياسية الرئيسية التي وقعت منذ‬ ‫لألثر البيئي‪ .‬وتتطور استراتيجيات التدوير وإدارة النفايات‬
‫عام ‪ ،1987‬تحولت منظمة االتحاد األفريقي (‪ )OAU‬إلى‬ ‫األخرى في الكثير من المناطق‪ ،‬ويجرى تشجيع االستهالك‬
‫االتحاد األفريقي (‪ )AU‬في عام ‪ 2002‬من أجل التركيز‬ ‫المستدام على نحو متنام‪ .‬وإدراك ًا للطبيعية العابرة للحدود‬
‫بشكل أكبر على التطورات اإلقليمية السياسية واالجتماعية‬ ‫التي تتسم بها اآلثار والضغوط البيئية‪ ،‬فقد ظهرت نماذج‬

‫‪203‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫الشكل ‪ 3-6‬معدل نمو اإلنتاج المحلي اإلجمالي السنوي المجمل وللفرد في أفريقيا‬
‫في المائة‬
‫معدل زيادة إجمالي‬ ‫‬
‫الناتج المحلي للفرد‬
‫‬
‫معدل زيادة إجمالي‬
‫الناتج المحلي –‬ ‫‬
‫المعدل اإلجمالي‬ ‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬ ‫‪m‬‬
‫جمعه من ‪World Bank 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‪and UNPD 2007‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫اتفاقيات بارزة متعددة األطراف‪ ،‬مثل اتفاقية باماكو بشأن‬ ‫الشكل ‪ 4-6‬اتجاهات السكان‬
‫حظر استيراد النفايات الخطرة إلى أفريقيا ومراقبة حركتها‬ ‫مليون نسمة‬
‫عبر الحدود وإدارتها ضمن أفريقيا‪ ،‬واتفاق لوساكا بشأن‬ ‫شمال أفريقيا‬ ‫‬
‫غرب أفريقيا‬
‫التعاون في عمليات إنفاذ تدابير مكافحة االتجار غير‬ ‫وسط أفريقيا‬
‫‬

‫المشروع بالحيوانات والنباتات البرية عام ‪.1994‬‬ ‫شرق أفريقيا‬ ‫‬


‫جنوب أفريقيا‬
‫غرب المحيط الهندي‬ ‫‬
‫وكانت هناك بعض السياسات المطبقة قبل عام ‪.1987‬‬
‫وتشمل هذه السياسات االتفاقية األفريقية لحفظ الطبيعة‬ ‫‬

‫والموارد الطبيعية (اتفاقية الجزائر)‪ ،‬والتي تعتبر أول‬ ‫‬

‫اتفاق بيئي يشمل أفريقيا كلها يعنى بالحفاظ على البيئة‬ ‫‬

‫واستخدام وتطوير التربة والمياه والحياة النباتية‬ ‫‬


‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬
‫والحيوانية وفق ًا للمبادئ العلمية‪ ،‬في ظل المراعاة المثلى‬ ‫تم جمعه من ‪UNPD 2007‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫لمصالح األشخاص‪ .‬وقد تمت مراجعة المعاهدة وتم تبنيها‬
‫بواسطة جمعية االتحاد األفريقي في يوليو ‪.2003‬‬ ‫االقتصادية المتسارعة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬أطلق القادة‬
‫وأصبحت االتفاقية بفضل النص الجديد شاملة وحديثة‪،‬‬ ‫األفارقة خطة كبرى للتنمية اإلقليمية االجتماعية االقتصادية‬
‫وتم اعتبارها المعاهدة اإلقليمية األولى التي تتعامل مع‬ ‫في عام ‪ 2003‬أطلق عليها الشراكة الجديدة من أجل‬
‫طيف عريض من قضايا التنمية المستدامة‪ .‬وتشمل‬ ‫تنمية أفريقيا (النيباد)‪.‬‬
‫االتفاقات اإلقليمية المبكرة األخرى اتفاقية التعاون في‬
‫حماية وتنمية البيئة البحرية والساحلية لمنطقة غرب ووسط‬ ‫وقد تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة النيباد كإطار عمل‬
‫أفريقيا (اتفاقية أبيدجان) في عام ‪ ،1981‬واتفاقية نيروبي‬ ‫لتنمية أفريقيا تم بموجبه تطوير خطة العمل للمبادرة البيئية‬
‫لحماية وإدارة وتنمية البيئة البحرية والساحلية لمنطقة‬ ‫‪ ،2003‬والتي تعد أحدث السياسات البيئية في أفريقيا‪.‬‬
‫شرق أفريقيا في عام ‪.1985‬‬ ‫وتسعى ‪ EAP‬إلى التصدي للتحديات البيئية في أفريقيا‬
‫في الوقت الذي تعمل فيه على مكافحة الفقر وتشجيع‬
‫ويدرك الناس في أفريقيا أن استخدام األرض وتدهورها له‬ ‫التنمية االجتماعية االقتصادية‪ .‬وتعمل الخطة التي تم‬
‫آثار شاملة على الموارد األخرى‪ ،‬تشمل الغابات والمياه‬ ‫إعدادها تحت قيادة المؤتمر الوزاري األفريقي المعني‬
‫العذبة والموارد البحرية الساحلية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن قضايا‬ ‫بالبيئة (‪ ،)AMCEN‬وهو منتدى أفريقي لوزراء البيئة‬
‫مثل الجفاف وتغير المناخ وتقلبه والتحضر تعمل كضغوط‬ ‫أسس في عام ‪ ،1985‬على دعم التعاون في إيقاف تدهور‬
‫تؤدي إلى مفاقمة تدهور األراضي‪.‬‬ ‫البيئة األفريقية وتلبية احتياجات المنطقة من الغذاء‬
‫والطاقة‪ .‬ومنذ ذلك الحين تطور ‪ AMCEN‬إلى منتدى يوفر‬
‫قضية مختارة‪ :‬تدهور األرض‬ ‫أطر العمل لتوجيه السياسات البيئية ويدافع في الوقت‬
‫الموارد األرضية‪ :‬هبات وفرص‬ ‫نفسه عن مواقف أفريقيا ومصالحها على الساحة الدولية‪.‬‬
‫تبلغ المساحة اإلجمالية لدول أفريقيا الثالثة و الخمسين‬
‫حوالي ‪ 30‬مليون كم مربع‪ ،‬تتألف من مجموعة متنوعة من‬ ‫وعلى الرغم من أنه ال يزال ضعيفاً‪ ،‬كان هناك عدد من‬
‫النظم اإليكولوجية‪ ،‬تشمل غابات وأراض شجرية وأراض‬ ‫مبادرات السياسات منذ لجنة برونتالند‪ ،‬بما في ذلك‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪204‬‬


‫المشهد الطبيعي والحياة البرية‪ .‬وتغطي أراضي السافانا‬ ‫جافة وأراض عشبية وأراض رطبة وأراض زراعية ومناطق‬
‫العشبية بصفة أساسية أجزا ًء من غالبية البلدان األفريقية‬ ‫ساحلية ومياه عذبة وجبال ومناطق حضرية‪ .‬ومساحة ‪8.7‬‬
‫جنوب الصحراء (‪.)Maya 2003‬‬ ‫مليون كم مربع التي تعتبر مالئمة للزراعة من إجمالي مساحة‬
‫أفريقيا يمكنها دعم غالبية سكان القارة (‪.)FAO 2002‬‬
‫ومما ال شك فيه أن األرض تمثل سلعة بيئية واجتماعية‬ ‫وتغطي أراضي الغابات ‪ 6.4‬مليون كم مربع‪ ،‬وهي مساحة‬
‫واقتصادية بالغة األهمية بالنسبة لتحقيق الفرص للشعوب‬ ‫تمثل حوالي ‪ 16‬في المائة من غطاء الغابات العالمي‬
‫األفريقية‪ .‬ويوضح الشكل ‪ 5-6‬نسب االستخدامات‬ ‫(‪ .)GEO Data portal, from FAO 2005‬ويحتوي‬
‫الرئيسية لألراضي في أفريقيا‪ ،‬بما في ذلك المراعي‬ ‫حوض نهر الكونغو على أكبر محمية غابات في أفريقيا‪،‬‬
‫واألراضي الزراعية والغابات واألراضي الشجرية‪ .‬وتعد‬ ‫ويعد ثاني أكبر كتلة متصلة من الغابات االستوائية‬
‫الزراعة االستخدام السائد لألراضي في أفريقيا‪ ،‬وقطاع‬ ‫المطيرة في العالم بعد األمازون (‪.)FAO 2003a‬‬
‫التوظيف األكبر‪ ،‬على الرغم من أن االتجاهات منذ ‪1996‬‬
‫تشير إلى تراجع ضئيل في أهميتها مقارنة بقطاعات‬ ‫وتوجد األراضي الرطبة فعلياً‪ ،‬والتي تغطي حوالي ‪ 1‬في‬
‫التوظيف األخرى (انظر الشكل ‪ .)6-6‬وتشمل األنشطة‬ ‫المائة من مساحة إجمالي مساحة أراضي قارة أفريقيا‪،‬‬
‫األخرى التي تعتمد عليها الشعوب األفريقية المصايد‬ ‫في كافة البلدان‪ ،‬وتمثل ملمح ًا رئيسي ًا لألرض (‪UNEP‬‬
‫والحراجة والتنجيم والسياحة‪.‬‬ ‫‪ .)2006a‬ومن أمثلة أبرز األراضي الرطبة مستنقعات‬
‫الكونغو‪ ،‬وحوض تشاد‪ ،‬ودلتا أوكافانجو‪ ،‬ومستنقعات‬
‫وتضم أفريقيا بعض ًا من أكبر البلدان المنتجة للشاي‬ ‫بانجويلو‪ ،‬وبحيرة جورج‪ ،‬والسهول الفيضية‪ ،‬ودلتا نهري‬
‫والقهوة والكاكاو‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تحتل كينيا المرتبة‬ ‫النيجر وزامبيزي‪ ،‬واألراضي الرطبة لمنتزه سانت لوسيا‬
‫الرابعة كأكبر منتج للشاي في العالم فقد بلغ إنتاجها‬ ‫األكبر في جنوب أفريقيا‪.‬‬
‫‪ 324600‬طن ًا في عام ‪ 2004‬بعد أن كان ‪ 236290‬في‬
‫عام ‪Export Processing Zones( 2000‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن حوالي ‪ 43‬في المائة من أراضي‬
‫‪.)Authority 2005‬‬ ‫أفريقيا هي أرض جافة "عرضة للتأثر" (‪)UNEP 1992‬‬
‫(انظر الفصل ‪ .)3‬ويستبعد هذا الرقم المناطق القاحلة للغاية‪،‬‬
‫وتملك البستنة‪ ،‬والتي تسهم بنحو ‪ 20‬في المائة من‬ ‫مثل حوالي ثلثي الصحراء في شمال أفريقيا‪ ،‬والتي تعتبر‪،‬‬
‫التجارة الزراعية العالمية‪ ،‬وتعتبر القطاع الزراعي األسرع‬ ‫بامتداد أكثر من ‪ 9‬مليون كم مربع‪ ،‬أكبر صحراء في العالم‬
‫نمواً‪ ،‬إمكانية هائلة للتطور في أفريقيا‪ .‬ووفق ًا لتقرير‬ ‫(‪ .)Columbia Encyclopedia 2003‬وتعتبر صحراء‬
‫توقعات البيئة األفريقية الثاني (‪ ،)UNEP 2006a‬فإن‬ ‫كالهاري في جنوب أفريقيا (األراضي القاحلة في األساس)‪،‬‬
‫الصادرات البستانية لدول أفريقيا جنوب الصحراء تجاوزت‬ ‫مضاف ًا إليها ساحل الهيكل العظمي في ناميبيا‪ ،‬أكبر صحراء‬
‫‪ 2‬بليون دوالر أمريكي في العام‪ .‬ويمكن ألفريقيا االستفادة‬ ‫رملية في العالم (‪.)Linacre and Geerts 1998‬‬
‫بشكل أكبر إذا استطاعت االستخدام األمثل إلمكانيات‬
‫الري بها‪ 7 :‬في المائة فقط من كافة األراضي الصالحة‬ ‫وتمثل الجبال كذلك سمة من سمات األرض الهامة في‬
‫للزراعة في أفريقيا تصلها مياه الري (‪GEO Data‬‬ ‫أفريقيا‪ ،‬وباألخص بالنسبة للبلدان الصغيرة‪ ،‬مثل‬
‫‪.)Portal, from FAOSTAT 2005‬‬ ‫سوازيالند وليسوتو ورواندا‪ ،‬والتي تصنف ضمن أعلى ‪20‬‬
‫بلد ًا جبلي ًا في العالم (‪Mountain Partnership‬‬
‫وإضافة إلى الزراعة‪ ،‬يعتمد سكان القارة على المصايد في‬ ‫‪ .)2001‬وتعتبر جبال كيليمنجارو (تنزانيا)‪ ،‬وجبل كينيا‪،‬‬
‫الحصول على بعض حاجاتهم من الغذاء‪ .‬وهناك حوالي‬ ‫وجبل رونزوري (أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية)‬
‫أعلى ثالثة جبال في أفريقيا (‪.)UNEP 2006a‬‬
‫الشكل ‪ 5-6‬فئات استخدام األرض الرئيسية في أفريقيا‪2002 ،‬‬
‫المراعي الدائمة‬ ‫وتمتد األراضي العشبية التي تتخللها األشجار‪ ،‬والتي‬
‫المحاصيل الدائمة‬
‫‬
‫األرض الصالحة للزراعة‬
‫يطلق عليها غالب ًا السافانا‪ ،‬على مساحات واسعة في‬
‫‬ ‫الغابات واألراضي‬ ‫أفريقيا‪ .‬وتوجد أراضي السافانا العشبية في المناطق التي‬
‫الشجرية‬
‫يكون فيها التهطال كافي ًا لمنع نشوء الغطاء النباتي‬
‫أراض أخرى‬
‫ِ‬
‫ال بدرجة ال تدعم وجود الغابات‬ ‫الصحراوي ولكن قلي ً‬
‫‬
‫المطيرة‪ .‬وتبقى هذه األراضي محصورة بين هذين‬
‫‬
‫‬
‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬ ‫الضدين بفعل عوامل المناخ والرعي والحرائق‪ .‬وتعتبر‬
‫جمعه من ‪FAOSTAT 2004‬‬
‫السافانا من أكثر المناطق البيولوجية الخالبة من حيث‬

‫‪205‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫مليون جيجاواط ساعة‪/‬عام (‪.)UNECA 2000‬‬ ‫الشكل ‪ 6-6‬التغيرات في األنصبة القطاعية في العمالة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‬
‫في المائة‬
‫الزراعة‬ ‫‬
‫وتوفر موارد مثل الغابات واألراضي الشجرية مجموعة متنوعة‬
‫الخدمات‬
‫من السلع والخدمات‪ ،‬بما في ذلك حطب الوقود وخشب البناء‪.‬‬ ‫الصناعة‬ ‫‬

‫وعلى الرغم من أنها أقل وضوحاً‪ ،‬إال أنها تؤدي كذلك وظائف‬
‫في النظام اإليكولوجي‪ ،‬مثل حماية التربة من التآكل‪ ،‬وحماية‬ ‫‬

‫مستجمعات المياه‪ ،‬وتنظيم تدفق المياه‪ .‬ومن خالل توفير‬ ‫‬


‫الموئل‪ ،‬تعتبر الموارد األرضية حيوية لنمو سياحة الحياة‬
‫البرية في أفريقيا (انظر اإلطار ‪ .)2-6‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫‬

‫فإن أفريقيا غنية بالمعادن المختلفة بما في ذلك ‪ 70‬في‬


‫‬
‫المائة من الماس في العالم‪ ،‬و‪ 55‬في المائة من الذهب‪،‬‬
‫و‪ 25‬في المائة على األقل من الكروميت (‪.)UNEP 2006a‬‬ ‫‬

‫وهناك الكثير من المعادن التي لم يتم استغاللها بعد‪.‬‬ ‫‬


‫المصدر‪ILO 2006 :‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫ضغوط األرض‬
‫تعاني األرض في أفريقيا من اإلجهاد بفعل الطلب المتزايد‬ ‫‪ 10‬ماليين شخص يعتمدون على صيد األسماك وزراعتها‬
‫على الموارد نتيجة النمو السكاني‪ ،‬والكوارث الطبيعية‪،‬‬ ‫ومعالجتها والتجارة فيها‪ .‬وتنتج أفريقيا حوالي ‪ 7.3‬مليون‬
‫والتغير المناخي‪ ،‬والحوادث المناخية المتطرفة مثل‬ ‫طن من السمك في العام‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ 90‬في المائة من‬
‫الجفاف والفيضانات‪ ،‬واالستخدام غير المالئم للتكنولوجيا‬ ‫الكمية اإلجمالية التي يتم صيدها بواسطة صغار الصيادين‪.‬‬
‫والكيماويات‪ .‬ويمكن للجفاف أن يؤدي إلى مفاقمة تدهور‬ ‫وفي عام ‪ ،2005‬بلغت قيمة صادرات اإلقليم من األسماك‬
‫األراضي في األراضي الجافة (انظر الفصل ‪ 3‬واإلطار‬ ‫‪ 2.7‬بليون دوالر أمريكي (‪.)New Agriculturalist 2005‬‬
‫‪ .)3-6‬كذلك فإن األرض تتعرض للتدهور نتيجة األنشطة‬
‫المدارة والمخططة على نحو سيئ التي تتصل بالزراعة‬ ‫وتعتبر الكهرباء‪ ،‬وباألخص الطاقة الكهرومائية‪ ،‬مورد ًا بالغ‬
‫والحراجة والصناعة‪ ،‬وكذلك نتيجة تأثيرات العشوائيات‬ ‫األهمية لنمو االقتصاد‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن إمكانيات‬
‫الحضرية وتطور البنية التحتية (انظر الفصل ‪.)3‬‬ ‫أفريقيا من الطاقة الكهرومائية غير مستغلة بشكل كامل؛‬
‫فال يتم استغالل سوى خمسة في المائة من إمكانيات‬
‫عرضة لتقلب المناخ‬
‫ً‬ ‫وتعد أفريقيا واحدة من أكثر المناطق‬ ‫الطاقة الكهربائية المالئمة اقتصادي ًا والمقدرة بنحو ‪1‬‬

‫اإلطار ‪ 2-6‬السياحة المعتمدة على الطبيعة‬

‫العامة الطبيعية والحياة البرية‪ ،‬لذا فإن استخدام األنظمة اإليكولوجية بهذه‬ ‫تعد السياحة المعتمدة على الطبيعة أحد أسرع القطاعات السياحية نموا ً في‬
‫الطريقة يدعم كالً من رفاهية اإلنسان والحفاظ على التنوع البيولوجي (انظر‬ ‫العالم‪ ،‬حيث تمثل ‪ 7‬في المائة من إجمالي صادرات السلع والخدمات على‬
‫الفصل ‪.)7‬‬ ‫مستوى العالم‪ .‬وتتوقف السياحة المعتمدة على الطبيعة على حماية المناظر‬
‫المصادر‪Christ and others 2003, Scholes and Biggs 2004 :‬‬

‫تمثل السياحة المعتمدة على الطبيعة صناعة نامية رئيسية‪.‬‬


‫شارك بالصور‪Ngoma Photos :‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪206‬‬


‫تحويل الغابات‬ ‫وتغيره نتيجة الضغوط المتعددة والقدرة المنخفضة على‬
‫تتسم أفريقيا بأعلى معدل إلزالة الغابات بين مناطق‬ ‫التكيف‪ ،‬وفق ًا لما توصلت إليه بعض الدراسات الجديدة‬
‫العالم‪ .‬وتفقد القارة ما يقدر بحوالي ‪ 40000‬كم مربع‪ ،‬أو‬ ‫(انظر الشكل ‪ .)7-6‬وعلى الرغم من حدوث بعض األقلمة مع‬
‫‪ 0.62‬في المائة من غاباتها سنويا‪ ،‬مقارنة بالمتوسط‬ ‫التغير المناخي الحالي‪ ،‬إال أنها قد تكون غير كافية للتغيرات‬
‫العالمي إلزالة الغابات والبالغ ‪ 0.18‬في المائة (‪FAO‬‬ ‫المستقبلية في المناخ (‪.)Boko and others 2007‬‬
‫‪ .)2005‬وتتعرض غابات أفريقيا الطبيعية األصلية‬
‫لالستبدال بواسطة مساحات واسعة من الغابات الثانوية‬ ‫ومع نمو السكان‪ ،‬تواجه أفريقيا احتمال تراجع معدل‬
‫واألراضي العشبية واألراضي المتدهورة‪ .‬وهناك تباين‬ ‫الوصول إلى األراضي الزراعية بالنسبة للفرد (الشكل‬
‫كبير داخل القارة‪ .‬ويكون الفاقد الصافي المبلغ عنه كبير ًا‬ ‫‪ ،)8-6‬حتى وإن كان اإلقليم يكافح من أجل زيادة إنتاج‬
‫في البلدان التي تضم أكبر نطاق من الغابات‪ ،‬مثل أنجوال‬ ‫الغذاء لكل وحدة مساحة‪ .‬وقد تراجع اإلنتاج الزراعي‬
‫وتنزانيا وزامبيا في شرق أفريقيا وجنوبها‪ ،‬غير أن هناك‬ ‫للفرد بنسبة ‪ 0.4‬في المائة في الفترة من ‪ 2000‬إلى‬
‫دالئل على حدوث تراجع بسيط في معدل الفقد منذ عام‬ ‫‪ .)AfDB 2006b( 2004‬ويؤدي تدهور األراضي إلى‬
‫‪.)FAO 2007a( 2000‬‬ ‫مفاقمة إنتاج الغذاء المتدني وازدياد األمن الغذائي‪.‬‬

‫الشكل ‪ 7-6‬أمثلة لآلثار والعرضة للخطر الحالية والمستقبلية المرتبطة بتقلب المناخ وتغيره في أفريقيا‬
‫شمال أفريقيا‬ ‫شرق أفريقيا‬
‫من الممكن أن يؤدي تغير المناخ إلى انخفاض النظم البعلية وشبه‬ ‫‪N‬‬ ‫‪ N‬يحتمل زيادة األمطار في بعض أنحاء شرف‬
‫القاحلة‪ ،‬وبصفة خاصة طول فترة النمو‪ ،‬مثل هوامش الساحل‪.‬‬ ‫أفريقيا‪ ،‬وفقاً لبعض التوقعات‪.‬‬ ‫تغيرات زراعية‬
‫(مثل الدخن والذرة)‬
‫‪N‬‬ ‫قد تتعرض المناطق المرتفعة التي كانت خالية‬ ‫‪N‬‬
‫زيادة اإلجهاد المائي وانخفاضات‬ ‫مسبقاً من المالريا في إثيوبيا وكينيا ورواندا وبوروندي‬
‫االنسياب المحتملة في أجزاء من‬ ‫إلى تغييرات طفيفة في معدالت المالريا المستقرة‬ ‫تغيرات في النظام‬
‫شمال أفريقيا مع حلول عام ‪.2050‬‬ ‫مع حلول فترة الخمسينيات من القرن الحادي‬ ‫اإليكولوجي وموقع األنواع‬
‫والعشرين‪ ،‬مع ارتفاع احتماليات انتقال العدوى‬
‫مع حلول فترة الثمانينيات من القرن‬ ‫تغيرات في توافر المياه‬
‫الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫المقترن بتغير المناخ‬
‫من الممكن أن تكون هناك آثار للنظام‬
‫اإليكولوجي‪ ،‬بما في ذلك اآلثار على‬
‫‪N‬‬ ‫تغيرات محتملة في األمطار‬
‫التنوع البيولوجي للجبال‪ .‬وقد يحدث‬ ‫والعواصف‬
‫كذلك انخفاض في بعض البحيرات‬
‫الرئيسية بشرق أفريقيا‪.‬‬ ‫تغيرات الكثبان الرملية‬
‫الصحراوية‬

‫ارتفاع مستوى سطح البحر‬


‫والفيضانات المحتملة في‬
‫المدن الكبيرة‬
‫التغيرات الصحية المحتمل‬
‫ارتباطها بتغير المناخ‬

‫غرب ووسط أفريقيا‬

‫اآلثار المترتبة على المحاصيل‪ ،‬في ظل مجموعة من السيناريوهات‪.‬‬ ‫‪N‬‬


‫االحتماالت المحتملة لفقدان إجمالي الناتج المحلي‬ ‫‪N‬‬
‫الزراعي والتي تتراوح بين ‪ 2‬إلى ‪ 4‬بالمائة مع بعض‬
‫تقديرات النماذج‪.‬‬
‫قد يتأثر سكان غرب أفريقيا الذين يعيشون في‬ ‫‪N‬‬
‫المستوطنات الساحلية باالرتفاع المتوقع في مستويات‬
‫سطح البحر والفيضانات‪.‬‬
‫قد يكون للتغييرات التي تطرأ على البيئات الساحلية‬ ‫‪N‬‬
‫(مثل المانجروف والتدهور الساحلي) آثار سلبية على‬
‫مصائد األسماك والسياحة‪.‬‬

‫جنوب أفريقيا‬ ‫مالحظة‪ :‬هناك مؤشرات تشير على‬


‫احتمالية حدوث تغيير‪ ،‬وهذه المؤشرات‬
‫احتمالية زيادة اإلجهاد المائي في بعض أحواض األنهار‪.‬‬ ‫‪N‬‬ ‫تعتمد على النماذج التي أصبح لها‬
‫قد يحدث توسيع جنوبي لمنطقة انتقال المالريا‪.‬‬ ‫‪N‬‬
‫حدود واضحة في الوقت الحالي‪.‬‬
‫مع حلول عام ‪ ،2099‬قد يكون لحقول الكثبان الرملية‬ ‫‪N‬‬
‫فوائد هائلة‪ ،‬من شمال جنوب أفريقيا إلى أنجوال وزامبيا‪.‬‬
‫من المحتمل أن يتعرض األمن الغذائي لمخاطر أعظم‬ ‫‪N‬‬ ‫المصدر‪ :‬مأخوذة ‪Boko and‬‬
‫نظرا ً لتقلبية المناخ وتغيره‪.‬‬ ‫‪others 2007‬‬

‫‪207‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 3-6‬تكرار الجفاف ونطاقه‬
‫بسرعة تؤدي إلى تقويض األراضي الريفية وأراضي‬
‫اإلنتاج الزراعي‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن بعض المراكز‬ ‫يحدث الجفاف بصورة فعلية في بعض األجزاء من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سنويا ً‪ .‬تتضمن بعض نوبات الجفاف‬
‫الرئيسية في العقدين الماضيين ما حدث في ‪ 1990-1992‬و‪2004-2005‬؛ حيث تم مالحظة جفاف منتشر على نطاق واسع‬
‫الحضرية في أفريقيا تتسم بارتفاع مستويات الفقر بشكل‬ ‫غربي وجنوبي أفريقيا بين عقد السبعينيات ومطلع األلفية الثالثة‪ .‬وكان شح األمطار العامل األساسي وراء اتساع نطاق‬
‫متزايد‪ .‬فهناك أكثر من ‪ 72‬في المائة من سكان الحضر‬ ‫التربة الجافة في منطقة ساحل أفريقيا وفي جنوب أفريقيا‪ ،‬حيث أصبحت سلسلة أحداث ظاهرة النينو أكثر تكرارا ً منذ‬
‫السبعينات (انظر الشكل ‪ 4-5‬في الفصل ‪ ،4‬الذي يعرض اتجاهات الهطل العالمية في القرن العشرين)‪.‬‬
‫في دول أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون في عشوائيات‪،‬‬
‫بال إسكان كاف أو مياه شرب أو مرافق صرف صحي‬ ‫وكان جفاف ‪ 2004-2005‬هو األوسع انتشارا ً في أفريقيا في اآلونة األخيرة‪ .‬حيث لم يقتصر على الساحل وجنوب أفريقيا‪ ،‬بل‬
‫امتد إلى الساحل الشرقي‪ ،‬حيث تعرضت بلدان عديدة إلى جفاف استمر لعدة سنوات تسبب في حاالت نقص الغذاء من‬
‫(‪ .)UN-HABITAT 2006‬وتمثل المستوطنات غير‬ ‫تنزانيا في الجنوب إلى إثيوبيا وكينيا وإريتريا في الشمال‪ .‬أما في القرن األفريقي (الصومال وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي)‪ ،‬فكان‬
‫الرسمية تهديد ًا للسالمة البيئية من خالل ممارسات مثل‬ ‫العام السادس على التوالي من الجفاف الشديد‪.‬‬

‫التخلص غير القانوني وغير المنظم من النفايات‪ .‬ويجبر‬ ‫المصادر‪Darkoh 1993, FEWSNET 2005, Stafford 2005 :‬‬

‫الفقر سكان المناطق الحضرية على انتهاج استراتيجيات‬


‫عيش بديلة كالزراعة الحضرية‪ ،‬والتي تكمل االحتياجات‬
‫الشكل ‪ 8-6‬األرض الصالحة للزراعة للفرد‬
‫الغذائية وتدر دخال أسرياً‪.‬‬ ‫الهكتار للفرد‬
‫ ‬

‫اتجاهات تدهور األرض‬ ‫ ‬

‫يعد تدهور األراضي مشكلة خطيرة في أفريقيا‪ ،‬وباألخص‬ ‫ ‬

‫في األراضي الجافة (انظر الفصل ‪ .)3‬وبحلول عام‬ ‫ ‬

‫‪ ،1990‬أثر تدهور األراضي على مساحة تقدر بنحو ‪5‬‬ ‫ ‬

‫ماليين كم مربع من القارة (‪Oldeman and others‬‬ ‫ ‬

‫‪ .)1991‬وفي عام ‪ ،1993‬كان ‪ 65‬في المائة من‬ ‫المصادر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫ ‬
‫تم جمعه من ‪UNPD 2007‬‬
‫األراضي الزراعية يعاني من التدهور‪ ،‬بما في ذلك ‪3.2‬‬ ‫‪and FAOSTAT 2006‬‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫مليون كم مربع (‪ 25‬في المائة) من أراضي أفريقيا الجافة‬
‫العرضة للتأثر (المناطق القاحلة‪ ،‬والمناطق شبه القاحلة‪،‬‬ ‫نظام حيازة األرض‬
‫والمناطق شبه الرطبة الجافة) (‪ .)WRI 2000‬يعرض‬ ‫إن نظام الحيازة المشتركة لألراضي‪ ،‬حيث تكون األرض‬
‫الفصل ‪ 3‬تقييم ًا حديث ًا لتدهور األراضي استناد ًا إلى‬ ‫مملوكة بشكل جماعي‪ ،‬يشار إليه في الغالب على أنه‬
‫االتجاه خالل الخمس والعشرين سنة األخيرة في إنتاج‬ ‫السبب في االستغالل المفرط لألراضي‪ ،‬بما يعني أنه‬
‫الكتلة الحيوية (من قياسات القمر الصناعي) لكل وحدة‬ ‫يسهم في تدهور األراضي وإزالة الغابات‪ .‬وفي هذا‬
‫تهطال (انظر الشكل ‪ 3-6‬في الفصل ‪ .)3‬وتتمثل العمليات‬ ‫النظام‪ ،‬يتحمل المجتمع ككل ضريبة التأثيرات مثل تدهور‬
‫األكثر شيوع ًا لتدهور األراضي في أفريقيا في تآكل التربة‬ ‫األراضي والتغرين وتلوث المياه‪ ،‬فيما تعود الفوائد‬
‫واستنزاف مغذيات التربة وتلوث التربة والتملح‪.‬‬ ‫المحتملة على الفرد‪ .‬وال يمكن ألنظمة حيازة األراضي‬
‫السيئة والتي تقترن بإدارة وتخطيط استخدام األراضي‬
‫تآكل التربة‬ ‫على نحو غير فعال إال أن تؤدي إلى االستغالل المفرط‬
‫حذرت لجنة برونتالند من أن ‪ 5.4‬مليون كم مربع من‬ ‫للمورد الذي يفضي في نهاية المطاف إلى المزيد من‬
‫األراضي الخصبة سيتأثر بعملية تآكل للتربة في أفريقيا‬ ‫تدهور األراضي والتملح والتلوث وتآكل التربة والتحول إلى‬
‫وآسيا ما لم يتم اتخاذ تدابير الحفاظ الكافية (‪WCED‬‬ ‫أراضي هشة (‪.)UNEP 2006a‬‬
‫‪ .)1987‬وينتشر تآكل التربة اآلن على نطاق واسع في‬
‫أفريقيا (انظر الفصل ‪ .)3‬على سبيل المثال‪ ،‬تآكلت نصف‬ ‫التحضر‬
‫األراضي الزراعية في رواندا بشكل من متوسط إلى‬ ‫على الرغم من أن أفريقيا تعد إلى حد بعيد أقل مناطق‬
‫شديد‪ ،‬إلى جانب تصنيف ثلثي التربة بها كتربة حمضية‬ ‫العالم تحضر ًا (انظر الفصل ‪ ،1‬الشكل ‪ ،)1-6‬حيث بلغ‬
‫ومستنزفة (‪.)IFAD and GEF 2002‬‬ ‫النمو السنوي ‪ 3.3‬في المائة في الفترة من ‪ 2000‬إلى‬
‫‪ ،2005‬إال أنها تتسم بأعلى معدل تحضر في العالم حيث‬
‫وعلى الرغم من اإلنتاجية المنخفضة للتربة المتآكلة‪ ،‬فإن‬ ‫يتضاعف سكان الحضر فيها كل ‪ 20‬سنة وهناك حوالي‬
‫الكثير من المزارعين األفارقة يجدون أنفسهم مجبرين على‬ ‫‪ 347‬مليون شخص (‪ 38‬في المائة من األفارقة) يعيشون‬
‫االستمرار في استخدام األرض نفسها بسبب عوامل مثل‬ ‫في مستوطنات حضرية وفق ًا لإلحصائيات حتى ‪2005‬‬
‫الضغط السكاني والملكية غير العادلة لألراضي والتخطيط‬ ‫(‪ .)GEO Data Portal, from UNPD 2005‬وإذا‬
‫السيء الستخدامها‪ .‬إن ثمة عالقة قوية بين الكثافة السكانية‬ ‫كانت المناطق الحضرية تمثل مراكز للنشاط االقتصادي‬
‫وتآكل التربة‪ .‬وتتباين المساحة المقدرة لألراضي المنتجة‬ ‫واالبتكار والتنمية‪ ،‬إال أن المراكز الحضرية التي تتسع‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪208‬‬


‫المتاحة للفرد في وسط وشرق أفريقيا من مساحة متدنية‬
‫مثل ‪ 0.69‬هكتار في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى‬
‫‪ 0.75‬هكتار في بوروندي‪ ،‬و‪ 0.85‬هكتار في أثيوبيا‪ ،‬و‪0.88‬‬
‫هكتار في أوغندا‪ ،‬و‪ 0.89‬هكتار في الكاميرون‪ ،‬و‪ 0.90‬هكتار‬
‫في رواندا‪ ،‬و‪ 1.12‬هكتار في جمهورية أفريقيا الوسطى‪،‬‬
‫و‪ 1.15‬في الكونغو‪ ،‬و‪ 2.06‬في الجابون (‪.)UNEP 2006a‬‬

‫وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن تآكل السواحل‪ ،‬والناجم عن‬


‫مشروعات التطوير على الواجهة الشاطئية واستخراج‬
‫الرمال والشعاب المرجانية والجير‪ ،‬يزداد خطورة حيث‬
‫وصلت معدالت التآكل إلى ‪ 30‬متراً‪/‬عام في غرب أفريقيا‪،‬‬
‫وباألخص في توجو وبنين (‪.)UNEP 2002b‬‬

‫التملح‬
‫على الرغم من أن الري بإمكانه أن يوفر بعض القوة‬
‫تآكل التربة منتشر اآلن على نطاق واسع في‬ ‫‪ .)Secretariat 2004‬ويفضي انخفاض جودة األراضي‬ ‫الدافعة نحو الثورة الخضراء في أفريقيا‪ ،‬فإن التطبيق غير‬
‫أفريقيا‪ ،‬مؤثرا ً على اإلنتاج واألمن الغذائيين‪.‬‬
‫إلى ضغوط اقتصادية ويؤثر على التنوع البيولوجي من‬ ‫المالئم يمكن أن يفضي إلى تدهور األراضي نتيجة التملح‪.‬‬
‫شارك بالصور‪ :‬كريستيان المبرشتس‬
‫خالل تأثيراته على النظم اإليكولوجية األرضية والمائية‬ ‫فهناك حوالي ‪ 647.000‬كم مربع‪ ،‬أو ‪ 2.7‬في المائة من‬
‫والموارد السمكية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن التدهور يعمل على‬ ‫إجمالي مساحة أفريقيا يتأثر بالتملح‪ ،‬وهو ما يعادل أكثر‬
‫خفض توافر المياه ونوعيتها ويمكنه أن يغير تدفق األنهار‬ ‫من ‪ 26‬في المائة من المساحة المتأثرة بالتملح في العالم‬
‫مؤدي ًا إلى انعكاسات خطيرة في اتجاه مجرى النهر‪.‬‬ ‫(انظر الجدول ‪.)FAO TERRASTAT 2003( )2-6‬‬
‫ويرتبط تدهور األراضي ارتباطا وثيق ًا بالفقر‪ ،‬حيث يمكن‬
‫اعتبار األخير سبب ًا ونتيجة في الوقت ذاته للتدهور‪ .‬إذ يجد‬ ‫التصحّ ر‬
‫الفقراء أنفسهم مضطرين إلى التفكير في سد الحاجات‬ ‫يمكن القول بأن معظم مساحة األراضي في أفريقيا‬
‫العاجلة بد ًال من جودة األراضي على المدى الطويل‪.‬‬ ‫معرضة للتصحر في الوقت الحاضر‪ .‬وتتسم األراضي‬
‫ويمكن للضغوط االجتماعية واالقتصادية والسياسة الناشئة‬ ‫الجافة في أفريقيا بأنها موزعة على نحو غير متساو عبر‬
‫أن تؤدي إلى المزيد من الصراعات والفقر وتدهور‬ ‫القارة‪ ،‬ويمكن العثور على البعض منها في المناطق‬
‫األراضي وإجبار السكان على البحث عن منازل وموارد‬ ‫االستوائية الرطبة عادة بوسط وشرق أفريقيا (انظر‬
‫رزق جديدة (‪ .)UNEP 2006b‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫الفصل ‪ .)3‬وتشغل األراضي الجافة عبر أفريقيا حوالي‬
‫العواصف الغبارية تُعتبر بواسطة البعض أحد آثار تدهور‬ ‫‪ 43‬في المائة من مساحة القارة (‪ .)CIFOR 2007‬وتقع‬
‫األراضي‪ ،‬في حين أن مثل هذه العواصف هي في الواقع‬ ‫المناطق األكثر تأثر ًا بالتصحر (والذي يُعرَّف بأنه تدهور‬
‫عمليات طبيعية تنشأ في المناطق الصحراوية (انظر اإلطار‬ ‫األراضي في المناطق الجافة الحساسة) في المنطقة‬
‫‪.)6.4‬‬ ‫السودانية ‪ -‬الساحلية وأفريقيا الجنوبية‪ .‬وتتسم المنطقة‬
‫الممتدة على هوامش الصحراء‪ ،‬والتي تشغل حوالي ‪ 5‬في‬
‫األمن الغذائي والفقر‬ ‫المائة من أراضي أفريقيا‪ ،‬باألعلى تعرض ًا لخطر التصحر‬
‫في أفريقيا‪ ،‬فإن نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط‬ ‫(‪ .)Reich and others 2001‬وتشمل المناطق‬
‫الجدول ‪ 6.2‬البالد األفريقية التي أثر التملح في ‪ 5‬في المائة أو أكثر من أراضيها‬
‫المعرضة بشكل خاص لخطر التصحر كل من الساحل‪،‬‬
‫وهو شريط من األراضي شبه الجافة التي تمتد بمحاذاة‬
‫الملوحة ألف كيلو‬
‫متر مربع‬ ‫البلد‬
‫الهامش الجنوبي للصحراء األفريقية‪ ،‬وبعض البلدان التي‬
‫تتألف أساس ًا من أراض جافة مثل بتسوانا وإريتريا‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫بتسوانا‬

‫‪87‬‬ ‫مصر‬
‫آثار تدهور األرض‬
‫‪51‬‬ ‫إثيوبيا‬ ‫يعد تدهور األراضي التهديد األكبر لجهود االستفادة‬
‫‪23‬‬ ‫المغرب‬ ‫المثلى من األراضي في المنطقة‪ .‬فهو يقوض خصوبة‬
‫‪57‬‬ ‫الصومال‬
‫التربة‪ ،‬ويؤدي‪ ،‬خصوص ًا في المناطق الجافة‪ ،‬إلى خسائر‬
‫المصدر‪FAO TERRASTAT 2003 :‬‬
‫كبيرة في اإلنتاجية تصل إلى ‪ 50‬في المائة (‪UNCCD‬‬

‫‪209‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫ويرجع انعدام األمن الغذائي في المنطقة إلى عدد من‬ ‫الفقر قد زادت من ‪ 47.6‬في المائة في عام ‪ 1985‬إلى‬
‫العوامل تشمل الطقس غير المواتي‪ ،‬وتدهور األراضي‪،‬‬ ‫‪ 59‬في المائة في عام ‪ .)UNECA 2004( 2000‬فقد‬
‫والفقر‪ ،‬والصراعات والقالقل المدنية‪ ،‬وفيروس نقص‬ ‫عاش حوالي ‪ 313‬مليون أفريقي على أقل من ‪ 1‬دوالر‬
‫المناعة البشرية‪/‬اإليدز‪ ،‬وانخفاض خصوبة التربة‪،‬‬ ‫أمريكي في اليوم في عام ‪.)UNDP 2005a( 2005‬‬
‫واآلفات‪ .‬وقد انخفضت نسبة األشخاص الذين يعانون من‬ ‫ونتيجة الفقر‪ ،‬فإن الكثير من السكان في أفريقيا ال يتوافر‬
‫نقص التغذية‪ ،‬في أفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬في المتوسط‪،‬‬ ‫لهم سوى وصول محدود ليس فقط إلى الغذاء‪ ،‬ولكن أيض ًا‬
‫من ‪ 35‬في المائة عام ‪ 1990‬إلى ‪ 32‬في المائة عام‬ ‫إلى مياه الشرب والحد األدنى من الرعاية الصحية‬
‫‪ ،2003‬لكن العدد المطلق لمن يعانون نقص التغذية ازداد‬ ‫والتعليم‪ .‬ويزداد الفقر حدة مع االستخدام الموسع‬
‫من ‪ 120‬مليون في ‪ 1980‬تقريب ًا إلى ‪ 180‬مليون في‬ ‫لألراضي المتدهورة أو أنواع التربة منخفضة الخصوبة‪.‬‬
‫‪ 1990‬تقريب ًا ثم إلى ‪ 206‬مليون في عام ‪FAO( 2003‬‬ ‫وما لم يتم إعادة إصالح األراضي‪ ،‬فسوف يتفاقم كل من‬
‫‪ .)2007b‬ولذلك‪ ،‬تعتبر أفريقيا المنطقة الوحيدة في العالم‬ ‫التدهور والفقر‪.‬‬
‫التي تتزايد فيها الحاجة إلى المساعدات الغذائية (انظر‬
‫الشكل ‪ .)9-6‬وفي عام ‪ ،2004‬تلقى ‪ 40‬بلد ًا من البلدان‬ ‫ويعتبر كل من انعدام األمن الغذائي واستهالك السعرات‬
‫األفريقية جنوب الصحراء حوالي ‪ 3.9‬مليون طن من‬ ‫الحرارية المنخفض األثرين الرئيسيين ضمن اآلثار‬
‫المساعدات الغذائية (ما يعادل ‪ 52‬في المائة من‬ ‫االجتماعية االقتصادية لتدهور األراضي‪ .‬وينجم عن تراجع‬
‫المساعدات العالمية) (‪ ،)WFP 2005‬مقارنة بمتوسط‬ ‫خصوبة التربة خسائر في اإلنتاجية تقدر في المتوسط‬
‫سنوي يتجاوز بقليل مليوني طن خالل الفترة من ‪1995‬‬ ‫بنحو ‪ 8‬في المائة (‪ .)FAO 2002‬ونظر ًا للنسبة المرتفعة‬
‫إلى ‪( )FAOSTAT 2005( 1997‬انظر اإلطار ‪.)5-6‬‬ ‫التي يسهم بها القطاع الزراعي في إجمالي الناتج المحلي‬
‫لقارة أفريقيا‪ ،‬والتي تصل إلى ‪ 34‬في المائة في شرق‬
‫ويمكن لتكنولوجيا التعديل الوراثي (‪ )GM‬أن تعمل على‬ ‫أفريقيا‪ ،‬فإنه من المقدر أن يؤدي تدهور األراضي إلى‬
‫تحسين إنتاجية وجودة المحاصيل الغذائية‪ ،‬وكذلك بناء‬ ‫خسارة سنوية تبلغ ‪ 3‬في المائة من اإلسهام الزراعي في‬
‫المقاومة لألمراض‪ ،‬مثل تدمير فيروس الكاسافا (المنيهوت)‬ ‫إجمالي الناتج المحلي ألفريقيا جنوب الصحراء‪ .‬وفي‬
‫في غرب أفريقيا‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬ال يزال استخدام تكنولوجيا‬ ‫أثيوبيا وحدها‪ ،‬تقدر خسارة إجمالي الناتج المحلي نتيجة‬
‫التعديل الوراثي موضع جدال‪ ،‬نظرا ألن الكائنات المعدلة‬ ‫انخفاض اإلنتاجية الزراعية بنحو ‪ 130‬مليون دوالر‬
‫وراثي ًا (‪ )GMOs‬لم يتم اختبارها بشكل كامل فيما يتعلق‬ ‫أمريكي‪/‬عام (‪ .)TerrAfrica 2004‬وعلى الرغم من‬
‫باآلثار على البيئة وصحة اإلنسان‪ .‬وترفض الكثير من‬ ‫ارتفاع نصيب الفرد من إنتاج الغذاء عالمي ًا بأكثر من ‪20‬‬
‫البلدان األفريقية المساعدات الغذائية من األغذية المعدلة‬ ‫في المائة منذ ‪ ،1960‬فإنه كان ينخفض في أفريقيا على‬
‫وراثي ًا بسبب هذه الشواغل‪ ،‬على الرغم من أن الكثير من‬ ‫نحو مستمر‪ ،‬حتى بلغ االنخفاض ‪ 12‬في المائة منذ‬
‫هذه الدول يعاني من عجز غذائي‪ .‬وتضم القارة حوالي‬ ‫‪.)Peopleandplanet.net 2003( 1981‬‬
‫‪ 810000‬كم مربع لمزارع التعديل الوراثي (‪James‬‬
‫‪ ،)2004‬وهي موجودة باألخص في جنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫اإلطار ‪ 4-6‬الصحاري والغبار‬

‫يمكن أن تنقل األعاصير الرمل والغبار الناعمين إلى مساحات شاسعة‪ ،‬ويكون لها آثار إيجابية (السماد) وسلبية (الجسيمات‬
‫ويتوقع أن يتأثر اإلنتاج الزراعي في الكثير من البلدان‬ ‫الصغيرة) على األنظمة اإليكولوجية وصحة اإلنسان إقليميا ً وعالميا ً‪ .‬كما هو مبين في الفصل ‪ ،3‬ينشأ ما يقرب من ‪ 90‬في‬
‫المائة من ذلك الغبار من العمليات الطبيعية التي تتم في الصحاري الحقيقية في أفريقيا وآسيا‪.‬‬
‫األفريقية بشدة نتيجة تغير المناخ وتقلبه‪ .‬فهناك احتمال‬
‫بأن تتناقص المساحة المالئمة للزراعة‪ ،‬وأن يقصر طول‬
‫مواسم النمو‪ ،‬وتنخفض القدرة اإلنتاجية‪ ،‬وباألخص‬
‫بامتداد هوامش المناطق الجافة وشبه الجافة‪ .‬ومن شأن‬
‫ذلك أن يتسبب في مزيد من التأثير السلبي على األمن‬
‫الغذائي وأن يفاقم مشكلة سوء التغذية في القارة‪ .‬وفي‬
‫بعض البلدان‪ ،‬قد تتراجع اإلنتاجية من الزراعة القائمة‬
‫على مياه األمطار حتى ‪ 50‬في المائة بحلول عام ‪2020‬‬
‫(‪.)Boko and others 2007‬‬

‫اآلثار البيئية‬
‫يهدد تدهور األراضي الغابات االستوائية والمراعي‬ ‫العواصف الرملية في منطقة جاو بمالي‪.‬‬

‫وغيرهما من النظم اإليكولوجية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تعتبر‬ ‫شارك بالصور‪BIOS Crocetta Tony/Still Pictures :‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪210‬‬


‫اإلطار ‪ 5-6‬المعونة الغذائية‬

‫أفريقيا‪ .‬وتعتبر هذه مبالغ مالية طائلة‪ ،‬كان يمكن استخدامها لتنشيط الزراعة من خالل إجراءات‪ ،‬مثل‬ ‫تنفق أفريقيا‪ ،‬نتيجة إلنتاج الغذاء غير الكافي‪ 15-20 ،‬مليار دوالر على واردات الغذاء سنويا ً‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫توفير المدخالت الزراعية وإعادة تأهيل األرض المتدهورة‪.‬‬ ‫تلقي ‪ 2‬مليار دوالر‪/‬عام كمعونة غذائية‪ .‬وقد أنفق برنامج الغذاء العالمي‪ ،‬الذي يوفر ‪ 20‬في المائة من‬
‫المعونات الغذائية الدولية‪ 12.5 ،‬مليار دوالر‪ ،‬وهي ‪ 45‬في المائة من إجمالي استثماراته منذ إنشائه في‬

‫الشكل ‪ 9-6‬البالد المعرضة ألزمة تتطلب مساعدة غذائية خارجية (أكتوبر ‪)2006‬‬
‫الوصول واسع النطاق‬
‫نقص في إجمالي إنتاج‬
‫الغذاء‪/‬اإلمدادات‬
‫انعدام األمن الغذائي الحاد‬
‫على المستوى المحلي‬

‫مالحظة‪ :‬في عام ‪،2006‬‬


‫فاقت قارة أفريقيا‬
‫المناطق األخرى من حيث‬
‫زيادة عدد البلدان التي‬
‫تطلبت مساعدة غذائية‪.‬‬

‫المصدر‪UNECA 2004, :‬‬


‫‪map FAO 2007b‬‬

‫(‪ .)Trichechus senegalensis‬وفي إريتريا وحدها‪،‬‬ ‫األراضي الجافة في شرق أفريقيا وجنوبها معرضة بشكل‬
‫تم اإلبالغ عن ‪ 22‬نوع ًا نباتي ًا مهدد ًا باالنقراض (‪UNEP‬‬ ‫خاص لفقدان الغطاء النباتي‪ ،‬وتتعرض أراضي السافانا‬
‫‪.)2006a‬‬ ‫لمستوى مرتفع للغاية من خطر التدهور‪ .‬وتشمل اآلثار‬
‫فقدان التنوع البيولوجي والفقد السريع للغطاء األرضي‬
‫ويؤثر تدهور األراضي على أنظمة إيكولوجية مهمة كاألراضي‬ ‫واستنزاف التوافر المائي من خالل تدمير المستجمعات‬
‫الرطبة مؤدي ًا إلى فقد موائل الطيور (انظر اإلطار ‪.)6-6‬‬ ‫المائية والخزانات الجوفية‪ .‬كما سيؤدي التغرين المتزايد‬
‫كما يؤدي تدهور األراضي الرطبة إلى خفض وظائف النظام‬ ‫إلى إعاقة السدود ومن ث َّم فيضان األنهار والمصبات‪ .‬وفي‬
‫اإليكولوجي‪ ،‬مثل تنظيم الفيضان‪ .‬ويعد فقدان األراضي‬ ‫السودان‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬فإن القدرة اإلجمالية لخزان‬
‫الرطبة في أفريقيا مؤثر ًا وبالغ ًا لكنه غير موثق جيداً؛ فقد‬ ‫الروصيرص‪ ،‬والذي يولد ‪ 80‬في المائة من الكهرباء التي‬
‫تم اإلبالغ عن فقدان ‪ 90‬في المائة من األراضي الرطبة‬ ‫يحتاجها البلد‪ ،‬انخفضت بنسبة ‪ 40‬في المائة في ‪30‬‬
‫في حوض توجيال في جنوب أفريقيا‪ ،‬فيما تعرض ‪ 58‬في‬ ‫عاماً‪ ،‬نتيجة طمي النيل األزرق (‪.)UNEP 2002b‬‬
‫المائة (‪ 502‬كم مربع) من مساحة األراضي الرطبة في‬
‫مستجمع مفولوزي في جنوب أفريقيا أيض ًا للتدهور‪ .‬وقد‬ ‫وقد كان لفقدان الموئل نتيجة تدهور األراضي أثره في تهديد‬
‫تالشت ‪ 84‬في المائة من األراضي الرطبة في مستجمع‬ ‫أربعة أنواع من البقر الوحشي في ليسوتو وسوازيالند‪،‬‬
‫نهر مجردا في تونس (‪.)Moser and others 1996‬‬ ‫وحَ يَوانُ ال َّث ْيتَلِ ا ِإلفْرِ يقِ يّ في ماالوي‪ ،‬وحيوان تسيسيبي‬
‫"‪ "Tssessebe‬في موزامبيق‪ ،‬واأليل األزرق من مدينة كيب‬
‫وينتشر تدهور األراضي كذلك بامتداد خط الساحل في‬ ‫في الجنوب الغربي بجنوب أفريقيا‪ ،‬وعصفور كوب "‪ "Kob‬في‬
‫أفريقيا والذي يمتد لمسافة ‪ 40.000‬كم (‪UNEP‬‬ ‫تنزانيا باالنقراض‪ .‬وفي موريتانيا‪ ،‬فإن حوالي ‪ 23‬في المائة‬
‫‪ .)2002b‬ويشيع استخراج الرمال والحصباء والحجر‬ ‫من الثدييات مهددة باالنقراض (‪ .)UNEP 2006a‬وفي غرب‬
‫الجيري من مصبات األنهار أو الشواطئ أو الرف القاري‬ ‫ووسط أفريقيا‪ ،‬تشمل أشجار الخشب والنباتات المهددة‬
‫القريب من الشاطئ في الدول والجزر الساحلية في‬ ‫باالنقراض كل من الدردار الصخري (‪،)Milicia excelsa‬‬
‫أفريقيا‪ .‬ويعمل استخراج الرمل والحصباء في األنهار‬ ‫والدردار الشوكي (‪،)Zanthoxylum americanum‬‬
‫الساحلية ومصبات األنهار باألخص على خفض كمية‬ ‫ونخيل الزيت األفريقي (‪ .)Brucea guineensis‬وتشمل‬
‫الرواسب النهرية التي تترك على خط الساحل مما يُسرع‬ ‫الثدييات المهددة الشمبانزي (‪ ،)Pan troglodytes‬وحُ ْذلُو ُم‬
‫تراجع خط الشاطئ‪ .‬ويعتبر استخراج الرمال من الرف‬ ‫الس ِنغَالِ (‪ ،)Alcelaphus bucelaphus‬واألفيال‬ ‫ِّ‬
‫القاري الداخلي سبب ًا واضح ًا لتآكل الشاطئ في أفريقيا‪.‬‬ ‫(‪ ،)Loxodanta africana‬وأحد أنواع خروف البحر‬

‫‪211‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 6-6‬تحول األرض الرطبة وطائر الكركي المغبب المهدد باالنقراض‬
‫‪ .)and others 1990‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن تآكل‬
‫الساحل يتأثر كذلك بالتغير في تدفق المجرى نتيجة‬ ‫يشكل تدهور موائل األراضي الرطبة وفقدها التهديد األكبر أمام طائر الكركي المغبب المهدد باالنقراض‪ ،‬المتوطن في‬
‫عمليات تعديل األنهار‪ ،‬والتي تؤدي بدورها إلى تغير الموئل‬ ‫أفريقيا في نطاق ‪ 11‬بلدا ً من إثيوبيا إلى جنوب أفريقيا‪ .‬وهو أكثر أنواع الكركي اعتمادا ً على األراضي الرطبة‪ ،‬حيث يعيش في‬
‫أنظمة السهل الفيضي ألحواض األنهار الشاسعة في جنوب أفريقيا‪ ،‬خاصة زامبيزي وأوكافانجو‪ .‬ولقد ساهمت الزراعة‬
‫في مصبات األنهار (انظر اإلطار ‪.)7-6‬‬ ‫الكثيفة والرعي الجائر والتصنيع وغيرها من الضغوط األخرى على األراضي الرطبة في انقراضه‪ ،‬السيما في جنوب أفريقيا‬
‫وزيمبابوي‪.‬‬
‫المصدر‪International Crane Foundation 2003 :‬‬
‫ويقترن تدهور األراضي في المناطق الساحلية بتطوير‬
‫المستوطنات الساحلية‪ .‬وتعتبر المدن الساحلية األكثر‬
‫تطور ًا بين المناطق الحضرية في أفريقيا إلى حد بعيد‪،‬‬
‫ولذلك تتركز المرافق السكنية والصناعية والتجارية والزراعية‬
‫والتعليمية والعسكرية تتركز في المناطق الساحلية بشكل‬
‫مرتفع‪ .‬وتشمل المدن الساحلية الرئيسية أبيدجان وأكرا‬
‫واإلسكندرية والجزائر وكيب تاون والدار البيضاء وداكار‬
‫ودار السالم وجيبوتي وديربان وفري تاون والجوس وليبرفيل‬
‫ولومي ولواندا ومابوتو ومومباسا وبورت لويس وتونس‪.‬‬

‫ويجري بالفعل الكشف عن التغيرات في العديد من النظم‬


‫اإليكولوجية بمعدل أسرع من المتوقع نتيجة التغير المناخي‪.‬‬
‫وهو ما ينطبق على جنوب أفريقيا باألخص‪ .‬ويمثل التغير‬
‫المناخي‪ ،‬عندما يتفاعل مع الموجهات البشرية مثل إزالة‬
‫الغابات وحرائق الغابات‪ ،‬تهديد ًا للنظم اإليكولوجية في القارة‪.‬‬
‫فمن المقدر أنه بحلول عام ‪ ،2080‬فإن نسبة األراضي‬
‫القاحلة وشبه القاحلة في أفريقيا ستزداد بنسبة تتراوح‬
‫بين ‪ 5‬و‪ 8‬في المائة (‪.)Boko and others 2007‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن التغير المناخي من شأنه أن يفاقم‬
‫اإلجهاد المائي الذي منها حالي ًا بعض البلدان‪ ،‬كما أن‬
‫هناك بلدان أخرى مرشحة بشكل كبير للمعاناة منه‪.‬‬

‫الصراعات‬
‫يرتبط تدهور األراضي في أفريقيا كذلك بالصراعات‬
‫المدنية‪ ،‬مثل منطقة دارفور في السودان‪ ،‬حيث أدى إزالة‬
‫الغطاء الشجري الموجود حول عيون الماء إلى تدهور‬
‫األراضي منذ ‪ .)Huggins 2004( 1986‬وفي دارفور‪،‬‬
‫تراجع التهطال بشكل مستمر خالل الثالثين عام ًا الماضية‪،‬‬
‫مما كان له أثر سلبي على المجتمعات الزراعية ومجتمعات‬
‫الرعاة‪ .‬وقد أجبر تدهور األراضي الناشئ الكثير من السكان‬
‫على الهجرة باتجاه الجنوب‪ ،‬وهو ما نتج عنه نشوب‬
‫صراع مع المجتمعات الزراعية المستقرة في المنطقة‬
‫(‪ .)UNEP 2006a‬وفي البلدان التي خرجت مؤخر ًا من‬
‫الحروب‪ ،‬مثل أنجوال‪ ،‬تحول األلغام األرضية دون استخدام‬
‫األراضي في األغراض اإلنتاجية مثل الزراعة‪.‬‬

‫مواجهة تدهور األرض‬ ‫شارك بالصور‪BIOS Courteau Christophe (B)/Still Pictures :‬‬
‫يعد التعامل مع قضية تدهور األراضي مطلب ًا أساسي ًا‬
‫لمساعدة أفريقيا في الحد من الفقر وتحقيق بعض أهدافها‬ ‫وقد تم توثيق هذه المشكلة في كل من بنين وليبيريا‬
‫التي تندرج ضمن األهداف اإلنمائية لأللفية‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫وسيراليون وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا وموريشيوس‬
‫من أنه ال تزال هناك أوجه قصور تتعلق بالسياسات‪،‬‬ ‫وتنزانيا وتوجو وكينيا وسيشيل وموزامبيق (‪Bryceson‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪212‬‬


‫اإلطار ‪ 7-6‬تغيرات تدفق المياه في نهر زامبيزي‬

‫للطاقة الهيدروكهربائية‪ ،‬وهما كاريبا وكاهورا باسا‪ ،‬انخفض جريان المياه في موسم المطر بنحو ‪ 40‬في‬ ‫تقدر كمية التفريغ السنوية لنهر زامبيزي‪ ،‬وهو أكثر أحواض األنهار مشاركة في جنوبي أفريقيا على نطاق‬
‫المائة‪ ،‬بينما زاد جريان المياه في موسم الجفاف بنحو ‪ 60‬في المائة‪ .‬وقد غير هذا حالة دلتا زامبيزي مع‬ ‫واسع‪ ،‬بنحو ‪ 106‬كيلومتر مكعب‪ .‬طبقا ً للظروف الطبيعية‪ ،‬فإن نهر زامبيزي جارف بتدفقات عالية خالل‬
‫آثار سلبية كبيرة على غابات القرم والموارد البحرية المرتبطة بها؛ مثل األسماك‪ .‬وأسفر تدهور بيئة‬ ‫موسم المطر‪ ،‬من نوفمبر إلى مارس‪ ،‬وبتدفقات منخفضة نسبيا ً في موسم الجفاف من أبريل إلى‬
‫منطقة المستجمع المائي على تدني حالة المنابع والمجاري المائية واألنهار‪ ،‬فضالً عن تبعات كارثية‬ ‫أكتوبر‪ .‬وعلى مر التاريخ‪ ،‬فرغ النهر ما متوسطه ‪ 60-80‬في المائة من متوسط تدفقه السنوي خالل‬
‫لرفاهية اإلنسان والسالمة البيئية‪.‬‬ ‫شهور موسم المطر‪ ،‬إال أنه نظرا ً لوجود ما يقرب من ‪ 30‬سدا ً‪ ،‬بما في ذلك اثنين من السدود الضخمة‬

‫المصادر‪FAO 1997, Hoguane 1997 :‬‬

‫الحقوق العرفية األخرى‪ ،‬بينما في أوغندا كان تقدم إصدار‬ ‫يتضمن اإلطار ‪ 8-6‬بعض مبادرات السياسات اإلقليمية‬
‫الواعدة التي تتعامل مع مشكلة تدهور األراضي‪.‬‬
‫اإلطار ‪ 8-6‬خطط عمل البيئة‬
‫وتشمل الجهود المعنية بإيقاف تدهور األراضي برامج‬
‫تتضمن مبادرات السياسة اإلقليمية خطة عمل النيباد لمبادرة البيئة (‪ ،)EAP‬والتي تم تنظيمها في مجموعات وأنشطة‬ ‫إدارة األراضي والمحاصيل المتكاملة التي تسعى إلى‬
‫برنامجية ومتعلقة بالمشاريع بغية تطبيقها في غضون فترة أولية قوامها ‪ 10‬سنوات‪ .‬وتتضمن مجاالت البرنامج‪:‬‬
‫‪ n‬مكافحة تدهور األرض‪ ،‬والجفاف والتصحر؛‬ ‫توفير فوائد ملموسة قصيرة األمد للمزارعين‪ ،‬مثل زيادة‬
‫‪ n‬الحفاظ على األراضي الرطبة بأفريقيا؛‬
‫‪ n‬منع األنواع الدخيلة التوسعية ومراقبتها وإدارتها؛‬
‫اإلنتاجية وخفض المخاطر‪ .‬وتشمل الجهود‪ ،‬على الرغم من‬
‫‪ n‬الحفاظ على الموارد الساحلية والمياه العذبة واستخدامها بشكل مستدام؛‬ ‫كونها محلية الطابع‪ ،‬تجميع المياه‪ ،‬والحراجة الزراعية‪،‬‬
‫‪ n‬مقاومة تغير المناخ‬
‫‪ n‬الحفاظ على الموارد الطبيعية عبر الحدود وإدارتها‪.‬‬ ‫ومجموعة متنوعة من استراتيجيات الرعي الجديدة‬
‫والتقليدية‪ .‬وهناك فرص لتوسيع هذه الطرق والتي تركز‬
‫وتستند الخطة إلى مبادرات السياسة ذات الصلة التي تغطي التلوث والموارد الوراثية النباتية واألراضي الرطبة واألنواع‬
‫الغريبة الغازية والموارد الساحلية والبحرية وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا‪ .‬وتتضمن مبادرات السياسة هذه اتفاقية األمم‬
‫ليس فقط على زيادة اإلنتاجية‪ ،‬وإنما أيض ًا على بناء أنواع‬
‫المتحدة ‪ 1994‬لمكافحة التصحر (‪ ،)UNCCD‬وإعالن الجمعية العامة لألمم المتحدة الذي يقضي بجعل عام ‪ 2006‬العام‬ ‫تربة صحية‪ ،‬والحفاظ على تنوع المحاصيل‪ ،‬وتفادي‬
‫الدولي للصحاري والتصحر‪.‬‬
‫استخدام األسمدة الكيمائية ومبيدات اآلفات مرتفعة الثمن‬
‫وقد صدقت جميع الدول األفريقية الثالث والخمسون على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر (‪ ،)UNCCD‬على أن يتم‬ ‫التي تلوث مصادر المياه وتعرض صحة اإلنسان للخطر‬
‫تنفيذ شروطها على مراحل مختلفة من خالل خطط العمل المحلية والوطنية ودون اإلقليمية‪ .‬وقد حققت اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لمكافحة التصحر (‪ )UNCCD‬نجاحا ً جزئيا ً من خالل آليات بناء المؤسسات وتمويلها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تم تنفيذ‬ ‫(انظر األقسام المعنية بتآكل التربة والتصحر في الفصل ‪.)3‬‬
‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر (‪ )UNCCD‬من خالل خطة العمل اإلقليمية الخاصة بالجماعة اﻹﻧﻤﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮب‬ ‫وتتم مواءمة هذه االستراتيجيات مع القيود اإليكولوجية التي‬
‫اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ (‪ .)SADC‬وتم دعم تنفيذها من خالل مبادرات وطنية ومحلية‪ ،‬مثل خطط العمل البيئية الوطنية والمحلية‪.‬‬
‫تواجه المزارعين الفقراء في األراضي الهامشية أو األقل‬
‫المصادر‪UNCCD Secretariat 2004, UNEP 2006a :‬‬ ‫جودة‪ ،‬لكونها تعالج مشكالت خصوبة التربة وتوافر المياه التي‬
‫ال يمكن للتكنولوجيا البيولوجية أو الطرق التقليدية األخرى‬
‫المعنية بتكثيف اإلنتاج التغلب عليها (‪.)Halweil 2002‬‬

‫الشهادات بطيئاً‪ ،‬حيث لم يتم إصدار أي شهادات منذ‬ ‫ويسعى البرنامج الشامل للتنمية الزراعية للنيباد إلى‬
‫‪ .1998‬وفي موزامبيق‪ ،‬يتم إصدار الشهادات بنجاح‪،‬‬ ‫تشجيع الزراعة المروية (‪ )UNEP 2006a‬من خالل‬
‫وذلك على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت‬ ‫توسيع المساحة التي تحظى بإدارة مستدامة وأنظمة‬
‫األدوات المبتكرة قد تم تضمينها بشكل كامل في المجتمع‬ ‫موثوقة لتنظيم المياه‪ .‬وسيشمل ذلك زيادة المساحة‬
‫(‪.)Asperen and Zevenbergen 2006‬‬ ‫المروية بشكل سريع‪ ،‬وباألخص ري الحيازات الصغيرة‪،‬‬
‫وتحسين البنية التحتية الريفية‪ ،‬وتعزيز قدرات األسواق‬
‫المرتبطة بالتجارة وزيادة إمدادات الغذاء‪ .‬ومن شأن كل‬
‫ذلك أن يسهم في الحد من الجوع‪.‬‬

‫ويمكن إرجاع تدهور األراضي جزئي ًا إلى فشل أنظم إدارة‬


‫األراضي "الغربية" لملكية األراضي‪ ،‬والتي لم تفد غالب ًا‬
‫الفقراء‪ .‬ويجري اآلن إيالء اهتمام أكبر بإدراج الحيازة‬
‫العرفية في قوانين إدارة األراضي الوطنية من أجل حماية‬
‫حقوق السكان العرفية في األراضي‪ .‬وتشتمل األدوات‬
‫المبتكرة المعنية بكل من تحسين أمن الحيازة للفقراء‬
‫وكذلك معالجة مشكالت تدهور األراضي على تراخيص‬
‫اإلشغال وعقود وشهادات اإليجار العرفية‪ .‬ومع ذلك فإن‬
‫هذه األدوات نفسها تقترن ببعض المشكالت‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬يؤدي تسجيل األراضي العرفية غالب ًا إلى إنكار‬

‫‪213‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫تريليون دوالر أمريكي عام ‪ 1987‬إلى ‪ 18.8‬تريليون دوالر‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أمريكي عام ‪GEO Data Portal, from( 2004‬‬ ‫موجهات التغير‬
‫‪.)World Bank 2006‬‬ ‫االتجاهات االجتماعية االقتصادية‬
‫يضم إقليم آسيا والمحيط الهادئ ‪ 43‬بلد ًا وعدد ًا من المناطق‪،‬‬
‫وقد حقق الكثير من البلدان تقدم ًا ملموس ًا باتجاه إنجاز‬ ‫ويتم تقسيمه‪ ،‬ألغراض هذا التقرير‪ ،‬إلى ست مناطق فرعية‪.‬‬
‫األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬على الرغم من أن تلك اإلنجازات‬ ‫ويتمتع اإلقليم بتنوع ثري من الموارد الطبيعية واالجتماعية‬
‫تتسم بتباينات واسعة وتناقضات صارخة (انظر اإلطار‬ ‫واالقتصادية‪ .‬ويبلغ طول خط الساحل بالمنطقة ثلثي اإلجمالي‬
‫‪ .)9-6‬ونظر ًا ألن العديد من البلدان قد حققت بالفعل‬ ‫العالمي‪ ،‬كما يوجد بها أكبر سلسلة جبلية في العالم‪ .‬وتضم‬
‫الكثير من األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬فقد رفعت سقف‬ ‫بعض ًا من أفقر البلدان في العالم‪ ،‬واقتصاديات عديدة عالية‬
‫أهدافها‪ ،‬وحددت أهداف ًا جديدة أطلقت عليها األهداف‬ ‫التقدم‪ ،‬وعدد ًا من االقتصاديات سريعة النمو‪ ،‬وباألخص في‬
‫اإلنمائية اإلضافية لأللفية‪.‬‬ ‫الصين والهند‪ .‬وفي الفترة من ‪ 1987‬إلى ‪ ،2007‬زاد عدد‬
‫سكان المنطقة من حوالي ‪ 3‬مليارات إلى حوالي ‪ 4‬باليين‬
‫ومنذ عام ‪ ،2000‬تجاوز نمو إجمالي الناتج المحلي‬ ‫نسمة‪ ،‬ويسكنها اآلن ‪ 60‬في المائة من سكان العالم‬
‫لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ معدل ‪ 5‬في المائة المقترح‬ ‫(‪ ،)GEO Data Portal, from UNPD 2007‬يمثلون‬
‫بواسطة لجنة برونتالند في عام ‪،)ADB 2005( 1987‬‬ ‫تنوع ًا عريض ًا من العرقيات والحضارات واللغات المختلفة‪.‬‬
‫لكن النظم اإليكولوجية وصحة اإلنسان تواصل التدهور‪.‬‬
‫وقد أدت الزيادات السكانية والنمو االقتصادي السريع إلى‬ ‫وفي غالبية البلدان‪ ،‬لعبت الحكومات المركزية دور ًا رئيسي ًا‬
‫تدهور بيئي كبير وخسائر في رأس المال الطبيعي خالل‬ ‫في التخطيط االقتصادي من أجل تحقيق أهداف التنمية‪،‬‬
‫العقدين الماضيين‪ .‬وتبع ًا لذلك‪ ،‬فإن الظروف البيئية‬ ‫كما كانت وسيلة لصياغة السياسات البيئية‪ .‬وبالنسبة‬
‫المتدهورة تهدد نوعية الحياة لماليين البشر وتنتقص منها‪.‬‬ ‫للمنطقة ككل‪ ،‬زاد إجمالي الناتج المحلي (تعادل القوى‬
‫الشرائية‪ ،‬معبر عنه بـ ‪ 2000‬دوالر أمريكي ثابت) من ‪7.5‬‬
‫وقد أدى النمو السكاني والنمو االقتصادي المتسارعان‬
‫اإلطار ‪ 9-6‬التقدم تجاه األهداف اإلنمائية لأللفية‬
‫والتحضر إلى ارتفاع الطلب على الطاقة‪ .‬وشهدت المنطقة‬
‫بين عامي ‪ 1987‬و‪ 2004‬زيادة في استهالك الطاقة‬ ‫تم إحراز تقدم ملحوظ في خفض معدالت الفقر الكلية بهذه المنطقة‪ .‬ولقد انخفض بين عام ‪ 1990‬و‪ ،2001‬عدد األفراد الذين‬
‫يعيشون على أقل من دوالر أمريكي‪/‬يوم بنحو ‪ 250‬مليون‪ .‬وقد ساهم النمو المطرد في الصين وزيادة سرعة االقتصاد بالهند‬
‫بنسبة ‪ 88‬في المائة‪ ،‬في حين كانت الزيادة في المتوسط‬ ‫في هذا التقدم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت جهود خفض سوء التغذية أقل نجاحا ً‪ .‬وتبرز المشكالت األكثر استعصا ًء في جنوب آسيا‪،‬‬
‫العالمي ‪ 36‬في المائة (‪GEO Data Portal, from‬‬ ‫حيث يعاني نحو نصف األطفال في سن الخمس سنوات فأقل من سوء التغذية‪.‬‬

‫‪ .)IEA 2007‬وفي الوقت الحاضر‪ ،‬تعتبر منطقة آسيا‬ ‫وقد أحرزت المنطقة تقدما ً نحو تحقيق الهدف السابع من األهداف اإلنمائية لأللفية (‪ )MDG‬المعني بالبيئة‪ .‬وتعتبر الحماية‬
‫والمحيط الهادئ مسؤولة فقط عن ‪ 34‬في المائة من‬ ‫البيئية عنصرا ً جوهريا ً في تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية؛ فهي تمثل محركا ً قويا ً للنمو االقتصادي والقضاء على الفقر‪.‬‬
‫وحققت جنوب آسيا أروع اإلنجازات في توفير المصادر اآلمنة لمياه الشرب‪ ،‬فقد أسهمت الهند بشكل كبير في االتجاه‬
‫إجمالي االستهالك العالمي للطاقة‪ ،‬ويعتبر نصيب الفرد من‬ ‫اإليجابي‪ .‬ويمثل التقدم الملحوظ في تحسين كفاءة الطاقة وإتاحة إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والوقود النظيفين في‬
‫شرقي وجنوبي آسيا إشارة أخرى مشجعة‪ .‬غير أن كفاءة الطاقة في جنوب شرق آسيا متواصلة في التدني‪.‬‬
‫استهالك الطاقة أقل بكثير من المتوسط العالمي (انظر‬
‫الفصل ‪ .)2‬وهناك دالئل قوية على أن متطلبات الطاقة‬ ‫المصدر‪UN 2005a :‬‬

‫اإلقليمية ستواصل الزيادة (‪( )IEA 2006‬انظر الشكل‬


‫‪ .)10-6‬وقد زادت نسبة إسهام منطقة آسيا والمحيط‬
‫الشكل ‪ 10-6‬استهالك الطاقة حسب اإلقليم الفرعي‬
‫الهادئ في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى‬ ‫مليون طن من مكافئ النفط‬
‫العالمي من ‪ 31‬في المائة عام ‪ 1990‬إلى ‪ 36‬في المائة‬ ‫شمال شرق آسيا‬ ‫‬

‫عام ‪ ،2003‬مع قدر كبير من التباين داخل المنطقة (انظر‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫‬
‫الشكل ‪ .)11-6‬وتشكل اتجاهات الطاقة وانبعاثات ثاني‬ ‫جنوب شرق آسيا‬
‫‬
‫وسط آسيا‬
‫أكسيد المرتبطة هذه جزء ًا من نمط للزيادات العالمية التي‬ ‫أستراليا ونيوزيلندا‬ ‫‬
‫تسهم في تغير المناخ (انظر الفصل ‪.)2‬‬
‫‬

‫‬
‫الحوكمة البيئية‬
‫ال تعتبر هذه المشكالت جديدة‪ ،‬على الرغم من أن الكثير‬
‫‬

‫منها يستعصي على الحل‪ ،‬والبعض يزداد سوءاً‪ .‬وقد‬ ‫‬

‫استطاعت غالبية البلدان في آسيا والمحيط الهادئ تطوير‬ ‫‬

‫قوانين ولوائح ومعايير محلية شاملة فيما يتعلق بالبيئة‪،‬‬ ‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫‬
‫تم جمعه من ‪IEA 2007‬‬
‫والمشاركة في العمل الدولي من خالل االتفاقيات متعددة‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫ ‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪214‬‬


‫الشكل ‪ 11-6‬إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫مليون طن من ثاني أكسيد الكربون‬ ‫مليون طن من ثاني أكسيد الكربون‬
‫‬ ‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬يرجع سبب‬
‫‬ ‫انخفاض االنبعاثات في‬
‫‬
‫منطقة وسط آسيا‬
‫إلى انخفاض األنشطة‬
‫‬ ‫االقتصادية في أعقاب‬
‫‬
‫انهيار االتحاد السوفيتي‬
‫‬ ‫في عام ‪.1989‬‬
‫‬
‫‬
‫المصدر‪GEO Data :‬‬
‫‬ ‫‬ ‫‪ ،Portal‬تم جمعه من‬
‫شمال شرق آسيا‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫جنوب شرق آسيا‬ ‫وسط آسيا‬ ‫جنوب المحيط الهادئ‬ ‫أستراليا ونيوزيلندا‬ ‫‪UNFCCC-CDIAC 2006‬‬

‫النمو األسي للمشكالت البيئية الحالية‪ ،‬بما في ذلك تدهور‬ ‫وثنائية األطراف‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬كانت هناك مجموعة متنوعة‬
‫نوعية الهواء والمياه‪ .‬وتتعرض األراضي والنظم‬ ‫من العوامل التي أعاقت تنفيذ القوانين واالتفاقيات‪.‬‬
‫اإليكولوجية للتدهور بما يهدد بتقويض األمن الغذائي‪ .‬ومن‬ ‫وتشمل هذه العوامل‪ :‬التنفيذ غير المالئم‪ ،‬والتطبيق‬
‫المرجح أن يؤثر التغير المناخي في المنطقة من خالل‬ ‫والمراقبة؛ وانعدام القدرة والخبرة والمعرفة والتنسيق بين‬
‫اإلجهاد الحراري والمزيد من الجفاف والفيضانات‬ ‫الوكاالت الحكومية المختلفة؛ والمشاركة العامة غير‬
‫الشديدة‪ ،‬وتدهور األراضي‪ ،‬وإغراق السواحل‪ ،‬وتسرب‬ ‫الكافية‪ ،‬والوعي والتعليم البيئي‪ .‬واألهم‪ ،‬أن انعدام التكامل‬
‫المياه المالحة نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر (‪IPCC‬‬ ‫بين السياسات البيئية واالقتصادية كان عائق ًا رئيسي ًا في‬
‫‪ .)2007b‬ومن المحتمل كذلك أن تتراجع اإلنتاجية‬ ‫طريق إنشاء نظام فعال لإلدارة البيئية‪ .‬وتؤدي كافة هذه‬
‫الزراعية تراجع ًا كبيراً‪ ،‬نتيجة درجات الحرارة المتوقعة‬ ‫العوامل إلى تقويض الجهود المبذولة لتخفيف الضغط على‬
‫األكثر دفئ ًا والتغير في أنماط التهطال في غالبية البلدان‪.‬‬ ‫الجودة البيئية وصحة النظام اإليكولوجي‪.‬‬
‫ويتم وصف االتجاهات واالستجابات الرئيسية بالنسبة‬
‫لهذه القضايا البيئية الخمسة التي تشكل أولويات رئيسية‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬تعتبر المنطقة معرضة بصورة مرتفعة‬
‫في المنطقة‪ :‬النقل ونوعية الهواء الحضري‪ ،‬ونقص المياه‬ ‫للمخاطر الطبيعية‪ .‬وتشمل األمثلة البارزة عاصفة تسونامي‬
‫العذبة‪ ،‬والنظم اإليكولوجية القيمة‪ ،‬واستخدام األراضي‬ ‫في المحيط الهندي عام ‪ 2004‬وزلزال ‪ 2005‬في باكستان‪.‬‬
‫الزراعية‪ ،‬وإدارة النفايات‪.‬‬ ‫وتوجد أدلة على زيادات ملموسة في شدة و‪/‬أو تكرار أحداث‬
‫الطقس المتطرفة‪ ،‬مثل موجات الحر‪ ،‬واألعاصير االستوائية‪،‬‬
‫النقل ونوعية الهواء الحضري‬ ‫ونوبات الجفاف الطويلة‪ ،‬والتهطال الكثيف‪ ،‬والنوات‪،‬‬
‫تلوث الهواء‬ ‫واالنهيارات الثلجية‪ ،‬والعواصف والرعدية‪ ،‬والعواصف‬
‫أدت احتياجات الطاقة المتنامية والزيادة المقترنة في مزيج‬ ‫الغبارية الشديدة منذ التسعينيات (‪.)IPCC 2007a‬‬
‫الموارد وأنواع الوقود إلى تكثيف تلوث الهواء الحضري‬ ‫وتتنوع آثار تلك الكوارث من الجوع والتعرض لألمراض‬
‫وحدوث تدهور خطير في نوعية الهواء في الكثير من المدن‬ ‫إلى فقدان الدخول وموارد الرزق وهو ما يؤثر على بقاء‬
‫األسيوية‪ .‬ومما زاد الطين بلة أن المنطقة تتسم بكثافة‬ ‫ورفاهية اإلنسان من األجيال الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫طاقة منخفضة وكفاءة وقود متدنية نسبياً‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬
‫فقد أفضى استهالك الطاقة المتزايد إلى زيادة انبعاثات‬ ‫وليس ثمة شك في أن المنطقة ال تزال تواجه بعض‬
‫غازات االحتباس الحراري التي تسهم في التغير المناخي‬ ‫التحديات الجسام فيما يتعلق بالحكومة البيئية من أجل‬
‫(انظر اإلطار ‪ 11-6‬والشكل ‪ ،)11-6‬وهو ما يرتبط بآثار‬ ‫حماية الموارد الطبيعية القيمة والبيئة والعمل في الوقت‬
‫كبرى على النظم اإليكولوجية ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫نفسه على تخفيف الفقر وتحسين مستويات المعيشة‬
‫باستخدام موارد طبيعية محدودة‪.‬‬
‫ويعد النمو المذهل في أعداد المركبات المدارة بالمحركات‬
‫(انظر الشكل ‪ )12-6‬العامل األساسي في كل من‬ ‫قضايا مختارة‬
‫االختناق المروري وارتفاع مستويات تلوث الهواء الحضري‬ ‫ساهمت الزيادات في االستهالك والنفايات المقترنة بها في‬

‫‪215‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫في الكثير من المدن‪ .‬ففي الفترة من ‪ 1987‬إلى ‪،2003‬‬ ‫الشكل ‪ 12-6‬االتجاه في استخدام سيارات الركاب‬
‫زاد استخدام سيارات الركاب حوالي ‪ 2.5‬مرة (‪GEO‬‬ ‫مليون سيارة‬
‫شمال شرق آسيا‬ ‫‬
‫‪ .)Data Portal, from UNSD 2005‬وخالل تسعينيات‬
‫جنوب آسيا‬ ‫‬
‫القرن العشرين‪ ،‬ارتفع عدد السيارات والدراجات البخارية‬ ‫جنوب شرق آسيا‬
‫ذات العجلتين في الصين والهند بأكثر من ‪ 10‬في المائة‪/‬‬
‫‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬
‫عام (‪ .)Sperling and Kurani 2003‬الصين وحدها‬ ‫أستراليا ونيوزيلندا‬ ‫‬

‫كان بها حوالي ‪ 27.5‬مليون سيارة ركاب و‪ 79‬مليون دراجة‬


‫‬

‫بخارية مستخدمة بحلول عام ‪.)CSB 1987–2004( 2004‬‬


‫‬

‫وفي الهند‪ ،‬زادت ملكية سيارات الركاب ثالثة أضعاف تقريب ًا‬
‫‬

‫من ‪ 2.5‬في المائة لكل ‪ 1000‬شخص في عام ‪ 1987‬إلى‬


‫‬

‫‪ 7.2‬في المائة لكل ‪ 1000‬شخص في عام ‪GEO( 2002‬‬


‫‬

‫‪ .)Data Portal, from UNSD 2005‬وهناك عوامل‬


‫‬
‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬
‫تم جمعه من ‪UNSD 2005‬‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫أخرى تسهم في التدهور الحاد لنوعية الهواء الحضري‪.‬‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫وهناك تركز أكبر للسكان في المدن الكبرى مقارنة بالمناطق‬
‫األخرى‪ .‬وباستثناء عدد قليل من المدن‪ ،‬تعاني التنمية‬
‫الشكل ‪ 13-6‬متوسط التركيزات السنوية للجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون (ميكروجرام‪/‬متر‬
‫البلدية من التخطيط السيئ‪ .‬وثمة افتقار إلى خدمات النقل‬ ‫‪2‬‬ ‫مكعب) في مدن آسيوية مختارة‪2002 ،‬‬
‫‪mg/m‬‬
‫الجماعي النظيفة ومعقولة السعر‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫توجيهات منظمة الصحة‬
‫تلوث بالضباب نتيجة حرائق الغابات في جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫العالمية‪ 10 ،‬ميكرون‬ ‫بانكوك‬
‫بكين‬
‫بوسان‬
‫وتتمثل ملوثات الهواء األكثر شيوع ًا في أكاسيد‬ ‫كولومبو‬
‫داكا‬
‫النيتروجين‪ ،‬وثاني أكسيد الكبريت‪ ،‬والمواد الجسيمية‪،‬‬ ‫هانوي‬
‫والرصاص‪ ،‬واألوزون‪ .‬وتظل مستويات ‪( PM10‬المادة‬ ‫هو تشي منه‬
‫هونج كونج‬
‫الجسيمية التي يقل قطرها عن ‪ 10‬ميكرون) مرتفعة في‬ ‫جاكرتا‬
‫الكثير من المدن األسيوية بشكل يفوق كثير ًا المعايير‬ ‫كولكاتا‬
‫مانيال‬
‫المحددة بواسطة وزارة الصحة العالمية (انظر الشكل‬
‫مومباي‬
‫‪( )13-6‬انظر الفصل ‪ .)2‬وتواصل مدن جنوب آسيا‬ ‫نيو دلهي‬
‫سول‬
‫باألخص تسجيل أعلى معدالت من التلوث الخارجي‬
‫شنغهاي‬
‫بالجسيمات على مستوى العالم (‪World Bank‬‬ ‫سنغافورة‬
‫المصدر‪CAI-Asia :‬‬
‫‪ .)2003a‬وعلى الرغم من وجود مؤشرات على انخفاض‬ ‫‪and APMA 2004‬‬ ‫طوكيو‬

‫تركيزات ثاني أكسيد الكبريت في مدن أسيوية محددة‬


‫خالل األعوام األخيرة‪ ،‬فإن أساطيل المركبات ذات‬
‫المحركات الكبيرة والمتزايدة في العدد بالمدن الكبرى ال‬ ‫الشكل ‪ 14-6‬تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين (ميكروجرام‪/‬متر مكعب) في مدن‬
‫آسيوية مختارة‪2002 ،‬‬
‫تزال تسهم في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين المرتفعة‬ ‫‪2‬‬
‫‪mg/m‬‬
‫(انظر الشكل ‪.)14-6‬‬ ‫توجيهات منظمة الصحة‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫بانكوك‬
‫العالمية بشأن ثاني‬
‫أكسيد النيتروجين‬ ‫بوسان‬
‫وتشير التقييمات الحديثة إلى أن تلوث الهواء الحضري‬ ‫كولومبو‬
‫الداخلي والخارجي‪ ،‬وباألخص بالجسيمات‪ ،‬له آثار كبيرة‬ ‫داكا‬
‫هانوي‬
‫على الصحة العامة‪ .‬وتقدر إحدى دراسات منظمة الصحة‬ ‫هو تشي منه‬
‫العالمية أن أكثر من بليون شخص في البلدان األسيوية‬ ‫هونج كونج‬
‫معرضين لمستويات من ملوثات الهواء الخارجي تفوق‬ ‫جاكرتا‬
‫كولكاتا‬
‫توجيهات منظمة الصحة العالمية (‪ ،)WHO 2000a‬وهو‬
‫مومباي‬
‫ما يسبب الوفاة المبكرة لحوالي ‪ 500.000‬شخص سنوي ًا‬ ‫نيو دلهي‬
‫في آسيا (‪Ezzati and others 2004a, Ezzati and‬‬ ‫سول‬
‫‪.)others 2004b, Cohen and others 2005‬‬ ‫شنغهاي‬
‫سنغافورة‬
‫وتتسم المنطقة بأعلى عبء مرضي في العالم يمكن إرجاعه‬ ‫المصدر‪CAI-Asia :‬‬
‫طوكيو‬
‫‪and APMA 2004‬‬
‫إلى تلوث الهواء الداخلي (انظر الفصل ‪ .)2‬إضافة إلى‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪216‬‬


‫الجدول ‪ 6.3‬التكاليف الصحية واالقتصادية للجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون لمدن مختارة‬

‫حدثت ما يقرب من ‪ 8400‬حالة التهاب شعب هوائية ونحو ‪ 1900‬حالة موت إضافية مرتبطة بالجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون بتكلفة ‪ 392‬مليون دوالر أمريكي في عام‬ ‫مانيال‬
‫‪.)World Bank 2002a( 2001‬‬

‫حدثت ما يقرب من ‪ 1000‬حالة التهاب شعب هوائية ونحو ‪ 4500‬حالة موت إضافية مرتبطة بالجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون بتكلفة ‪ 424‬مليون دوالر أمريكي في عام‬ ‫بانكوك‬
‫‪.)World Bank 2002b( 2000‬‬

‫حدثت ما يقرب من ‪ 15100‬حالة التهاب شعب هوائية ونحو ‪ 7200‬حالة موت إضافية مقترنة بالجسيمات أقل من ‪ 10‬ميكرون بتكلفة ‪ 880‬مليون دوالر أمريكي في عام‬ ‫شنجهاي‬
‫‪.)Chen and others 2000( 2000‬‬

‫يتراوح الضرر الصحي السنوي المقدر قبل المعايير األوروبية النبعاثات عوادم المركبات بين ‪ 14‬مليون دوالر أمريكي و‪ 191.6‬مليون دوالر أمريكي لكل مدينة (‪GOI‬‬ ‫الهند (بالنسبة لـ ‪ 25‬مدينة هي األكثر‬
‫‪.)2002‬‬ ‫تلوثاً)‬

‫يمثل اإلمداد الكافي بالمياه العذبة التحدي األكبر من بين‬ ‫ذلك‪ ،‬يتسبب تلوث الهواء في تكاليف مالية واقتصادية‬
‫كافة القضايا المرتبطة بالمياه العذبة بالنسبة لجميع‬ ‫كبيرة تتكبدها األسر والصناعات والحكومات في آسيا‪.‬‬
‫البلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادي‪ .‬وتمتلك المنطقة‬ ‫وقد أجريت بعض الدراسات المحدودة‪ ،‬لكن بعض‬
‫‪ 32‬في المائة من موارد المياه العذبة في العالم‬ ‫الدراسات توضح التكاليف الصحية واالقتصادية المترتبة‬
‫(‪ ،)Shiklomanov 2004‬لكن يسكنها حوالي ‪ 58‬في‬ ‫على التلوث بالجسيمات (‪ )PM10‬في مدن محددة‬
‫المائة من سكان العالم‪ .‬وتتسم منطقة جنوب المحيط‬ ‫ومجموعات من المدن في آسيا (انظر الجدول ‪.)6.3‬‬
‫الهادئ (إلى جانب الكثير من البلدان األفريقية) بأدنى‬
‫نصيب للفرد من توافر المياه العذبة على مستوى العالم‪.‬‬ ‫معالجة تلوث الهواء الحضري‬
‫وضعت غالبية البلدان في آسيا والمحيط الهادئ أطر عمل‬
‫ونظر ًا ألن االقتصادات األسيوية تعتمد بشدة على الزراعة‬ ‫تشريعية وخاصة بالسياسات من أجل معالجة مشكلة تلوث‬
‫والري‪ ،‬فإن الزراعة تمثل أكبر مصادر الطلب على الموارد‬ ‫الهواء‪ ،‬كما يوجد عدد من الترتيبات المؤسسية على‬
‫المائية (انظر الشكل ‪ .)15-6‬ويعد كل من السحب‬ ‫المستوى الوطني ومستوى المدن‪ .‬وقد قامت غالبية البلدان‬
‫المفرط من المياه السطحية والخزانات الجوفية‪ ،‬وتلوث‬ ‫باإللغاء التدريجي ألنواع الوقود المحتوية على الرصاص‬
‫الموارد المائية العذبة بواسطة القطاعات الصناعية‪،‬‬ ‫(‪ .)UNEP 2006c‬ويستحق الكثير من المدن مثل بانكوك‬
‫واالستخدام غير الفعال للمياه العذبة من األسباب الرئيسية‬ ‫وبكين وجاكرتا ومانيال ونيودلهي وسنغافورة اإلشادة‬
‫لنقص المياه (‪ .)WBCSD 2005‬ويمكن لتغير المناخ أن‬ ‫لقيامها مؤخر ًا بتطبيق هذه اإلجراءات‪ .‬ولمعالجة التلوث‬
‫يؤدي إلى تفاقم مشكلة إجهاد الموارد المائية في الكثير‬ ‫بالضباب‪ ،‬وافقت الدول األعضاء في رابطة أمم جنوب‬
‫شرق آسيا (أسيان) على خطة عمل إقليمية‪ ،‬وأنشأت‬
‫صندوق معالجة التلوث بالضباب ‪ Haze Fund‬من أجل‬
‫الشكل ‪ 15-6‬متوسط استخدام المياه العذبة حسب القطاع في الفترة ‪1998-2002‬‬
‫تنفيذ اتفاق رابطة أمم جنوب شرق آسيا بشأن التلوث‬
‫مليار متر مكعب‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫شمال شرق آسيا‬
‫بالضباب العابر للحدود (‪.)ASEAN 2006‬‬
‫جنوب آسيا‬
‫‬ ‫‬
‫‬
‫جنوب آسيا‬ ‫وتعد مراقبة ملوثات الهواء أداة رئيسية لوضع السياسات‬
‫جنوب شرق آسيا‬
‫‬ ‫‬ ‫المطلعة‪ ،‬والتنظيم واإلنفاذ‪ ،‬ولتقييم اآلثار‪ ،‬غير أن المراقبة‬
‫أستراليا ونيوزيلندا‬
‫المنتظمة ال تجرى إال في عدد قليل من المدن‪ .‬وتحتاج المنطقة‬
‫‬
‫‬ ‫‬
‫إلى تسريع التحول من الوقود األحفوري إلى أشكال الطاقة‬
‫‬ ‫‬ ‫األنظف والمتجددة‪ .‬عالوة على أنها بحاجة أيض ًا إلى تعزيز‬
‫الحد من استخدام المركبات الخاصة‪ ،‬وتحسين كفاءة أنظمة‬
‫‬

‫النقل الجماعي وتوافرها بشكل كبير من خالل نُهج مثل تلك‬


‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬
‫‬
‫المنبثقة عن المنتدى اإلقليمي للنقل المستدام بيئي ًا (‪،)EST‬‬
‫والذي أطلق عام ‪ 2005‬في المناطق الفرعية بشمال شرق‬
‫وجنوب شرق أسيا (‪Ministry of the Environment‬‬
‫‬ ‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬ ‫‪ .)of Japan 2005‬ويعتبر التخطيط المستدام للمدن‬


‫‬ ‫أحد التدابير طويلة المدى األخرى التي يمكن تنفيذها‪.‬‬
‫‬ ‫‬

‫المصدر‪GEO Data :‬‬


‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‪ ،Portal‬تم جمعه من‬ ‫نقص المياه العذبة‬
‫الزراعة‬ ‫الصناعية‬ ‫البلدية‬ ‫‪FAO AQUASTAT 2007‬‬
‫كمية المياه ونوعيتها‬

‫‪217‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫الشكل ‪ 16-6‬الحصول على مياه الشرب اآلمنة كنسبة مئوية من إجمالي السكان‬
‫في المائة‬
‫‬ ‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المصدر‪ ,GEO Data Portal :‬تم‬
‫جمعه من ‪WHO and UNICEF‬‬ ‫‬
‫‪2006‬‬ ‫شمال شرق آسيا‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫جنوب شرق آسيا‬ ‫أستراليا ونيوزيلندا جنوب المحيط الهادئ وسط آسيا‬

‫‪ .)2005‬ويعاني جنوب غرب بنجالديش من عجز شديد في‬ ‫من البلدان في آسيا والمحيط الهادئ (‪.)IPCC 2007b‬‬
‫المياه ومن إجهاد حاد في الرطوبة أثناء الشهور الجافة‪،‬‬ ‫وتشير التقارير إلى تراجع غير مسبوق لألنهار الجليدية‬
‫وهو ما يؤثر سلب ًا على الوظائف اإليكولوجية واإلنتاج‬ ‫في مرتفعات الهيمااليا خالل العقد الماضي (‪WWF‬‬
‫الزراعي‪ .‬وتغمر الفيضانات أثناء موسم الرياح الموسمية‬ ‫‪ .)2005‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد هددت تغيرية المناخ‬
‫‪ 20.5‬في المائة من بنجالديش في المتوسط‪ ،‬ويمكنها أن‬ ‫والكوارث الطبيعية نوعية المستجمعات المائية في األعوام‬
‫تغمر ما يصل إلى ‪ 70‬في المائة من البلد أثناء أحداث‬ ‫األخيرة مؤدية إلى تدمير مرافق الصرف الصحي وتلويث‬
‫الفيضان الشديدة (‪ .)Mirza 2002‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫المياه الجوفية (‪( )UNEP 2005a‬انظر الفصل ‪.)4‬‬
‫تدفق المياه المالحة يشكل خطورة رئيسية في جنوب‬
‫وجنوب شرق آسيا والجزر المرجانية في المحيط الهادئ‪.‬‬ ‫وتؤثر أنشطة اإلنسان‪ ،‬كتغير استخدام األراضي‪ ،‬وتخزين‬
‫المياه‪ ،‬وعمليات النقل بين األحواض‪ ،‬والري والتصريف‪،‬‬
‫وعلى الرغم من أن تقدم ًا ملموس ًا في مجال توفير مياه‬ ‫على الدورة المائية في الكثير من أحواض األنهار (انظر‬
‫الشرب المحسنة قد تحقق خالل العقد األخير (انظر‬ ‫الفصل ‪ .)Mirza and others 2005( )4‬وقد أدت‬
‫الشكل ‪ ،)16-6‬وباألخص في جنوب آسيا‪ ،‬فإن حوالي‬ ‫التغيرات التي طالت أنماط االستمرارية والسحب أثناء‬
‫‪ 655‬مليون شخص في المنطقة ككل (أو ‪ 17.6‬في‬ ‫الرياح الموسمية الصيفية في األعوام األخيرة إلى تغيرات‬
‫المائة) ال يزالون يفتقرون إلى المياه اآلمنة (‪GEO Data‬‬ ‫مكانية وزمنية ملموسة في توافر مياه األمطار (‪Lal‬‬
‫‪ .)Portal, from WHO and UNICEF 2006‬وعلى‬
‫الرغم من أن بلدان جنوب األطلنطي لم تحقق أي تقدم‪ ،‬إال‬
‫اإلطار ‪ 10-6‬تلوث المياه وصحة اإلنسان في جنوب وجنوب شرق آسيا‬
‫أن الظروف في بلدان وسط آسيا قد تدهورت في الحقيقة‪.‬‬
‫وفي الكثير من المدن الكبرى‪ ،‬تعيش نسبة تصل إلى ‪70‬‬ ‫أفضت التركيزات الطبيعية العالية للزرنيخ والفلوريد في المياه عن مشكالت صحية حادة في أجزاء من الهند وبنجالديش‪.‬‬
‫في المائة من المواطنين في العشوائيات‪ ،‬ويفتقرون بصفة‬ ‫وهناك ما يزيد عن ‪ 7000‬بئر في غرب البنجال بها مستويات عالية من الزرنيخ المذاب؛ حيث وصل ما يزيد عن ‪ 50‬ملجم‪/‬لتر‪،‬‬
‫خمسة أضعاف الزيادة المنصوص عليها في توجيه منظمة الصحة العالمية‪ .‬وترتبط األمراض المنقولة عن طريق المياه‬
‫عامة إلى المياه المحسنة والصرف الصحي‪.‬‬ ‫بنوعية المياه المتدهورة‪ ،‬حيث تتسبب في الدول النامية بنسبة ‪ 80‬في المائة من جميع األمراض‪ .‬ونظرا ً الفتقار ثلثي سكان‬
‫جنوب آسيا للصرف الصحي المناسب‪ ،‬تنتشر األمراض التي تحملها المياه‪ ،‬بما في ذلك اإلسهال‪ ،‬الذي يقتل ‪ 500000‬طفل‬
‫كل عام‪.‬‬
‫ويعد كل من تلوث المياه والوصول غير المالئم لمياه الشرب‬
‫المحسنة من التهديدات الشديدة لرفاهية اإلنسان والسالمة‬ ‫وهناك محاوالت إلصالح قطاع المياه والصرف الصحي في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا‪ ،‬بما في ذلك دعم المياه للفقراء‬
‫على نطاق واسع‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬بموجب استراتيجية النمو الوطني والقضاء على الفقر (‪ ،)NGPES‬تقوم جمهورية الو‬
‫اإليكولوجية‪ .‬ومن شأن التوسع الزراعي‪ ،‬وما يستتبع ذلك‬ ‫الديمقراطية الشعبية بتطوير البنية التحتية لضمان إمكانية وصول أكبر للمياه اآلمنة والصرف الصحي‪ ،‬خاصة لسكان‬
‫من االستخدام المتزايد للكيماويات الزراعية‪ ،‬أن يتسبب‬ ‫الريف‪ .‬وتعمل سنغافورة على إعادة تدوير مياه الصرف‪ ،‬بغية إعادتها إلى المعايير الخاصة بنوعية مياه الشرب من خالل‬
‫استخدام تقنية جديدة للترشيح‪.‬‬
‫في مفاقمة التلوث المائي الخطير نتيجة وصول الكيماويات‬
‫إلى األنهار والمياه الساحلية‪ .‬كما أن الزيادة في كمية مياه‬
‫المصادر‪CPCB 1996, OECD 2006a, OECD 2006b, Suresh 2000, WBCSD 2005, WHO and UNICEF 2006 :‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪218‬‬


‫بليون كيلو وات في الساعة تقريباً) ووسيلة للتحكم في‬ ‫الصرف المنزلية يفضي كذلك إلى تدهور نوعية المياه في‬
‫الفيضانات (تحسين معيار التحكم في الفيضانات من‬ ‫المناطق الحضرية‪ .‬وعلى الرغم من أن تصريفات الملوثات‬
‫فيضانات ‪10-‬أعوام إلى فيضانات ‪100-‬عام)‪ ،‬لكنه يتوقع‬ ‫العضوية للمياه قد تراجعت في عدد من البلدان األسيوية‬
‫كذلك أن يكون له آثار اجتماعية وبيئية مثل فقدان موارد‬ ‫في األعوام األخيرة (‪،)Basheer and others 2003‬‬
‫الرزق في المناطق التي ستتعرض للغمر وفقدان بعض‬ ‫إال أن الكم المتراكم من التصريفات يعد أكبر من قدرة‬
‫التنوع البيولوجي ووظائف النظام اإليكولوجي‪ .‬على أن‬ ‫االستعادة الطبيعية وبالتالي يستمر في اإلسهام في تدهور‬
‫نطاق هذه اآلثار وحجمها سيحتاج إلى مزيد من البحث‪.‬‬ ‫نوعية المياه‪ .‬وال شك أن الصحة اإلنسانية مهددة بفعل المياه‬
‫وقد تبنت كل من منغوليا والصين سياسات إدارة جانب‬ ‫غير اآلمنة (انظر اإلطار ‪.)10-6‬‬
‫الطلب وإدارة المستجمعات المائية من أجل تكملة إدارة‬
‫جانب العرض الحالية‪ .‬كما تُجرى كذلك جهود في بعض‬ ‫تحقيق التوازن بين توفير المياه العذبة ونوعيتها والطلب‬
‫بلدان وسط آسيا لتعزيز استخدام المياه والمياه‬ ‫المتزايد‬
‫المستعملة على نحو أكثر كفاءة‪ ،‬وخاصة في الزراعة‪.‬‬ ‫تتخذ البلدان في المنطقة العديد من الخطوات للتعامل مع‬
‫الطلب المتزايد على المياه اآلمنة‪ .‬ويعتمد شمال شرق‬
‫ومن المتوقع أن يكون للتحسينات في كفاءة استخدام المياه‪،‬‬ ‫آسيا على سياسات الضبط والمراقبة‪ ،‬وخاصة "مبدأ‬
‫وباألخص في قطاع الري‪ ،‬آثار إيجابية فورية على توافر‬ ‫الملوث يدفع"‪ ،‬من أجل استهداف مصادر التلويث الفردية‪.‬‬
‫المياه‪ .‬ومن شأن التعاون بين الحكومات والصناعات وخدمات‬ ‫وقد حققت هذه التدابير تحسن ًا ملحوظ ًا في نوعية المياه‪.‬‬
‫المرافق العامة أن تؤدي إلى تقدير أفضل للحاجة الستخدام‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن نتائجها تتراجع اآلن نتيجة النمو السكاني‬
‫األدوات المستندة إلى آليات السوق (‪ )MBIs‬من أجل خفض‬ ‫المستمر والتمدن السريع‪ .‬وقد أدخلت الصين العمل‬
‫سد الممرات الثالثة في الصين‪ :‬توضح صورة‬
‫‪ 1987‬الموجودة على اليمين النهر والمناظر‬ ‫بعض تكاليف التنفيذ في تصميم وتطبيق هذه التغييرات‪.‬‬ ‫بسلسلة من تدابير السياسات التي تهدف إلى تعزيز‬
‫الطبيعية المحيطة به (نظرة عامة وتفاصيل)‪،‬‬ ‫المشروعات صغيرة النطاق‪ ،‬واستثمرت أكثر من ‪2.5‬‬
‫قبل أن يتم إنشاء السد؛ توضح الصورة ‪2000‬‬
‫(أعلى اليمين) السد قيد اإلنشاء وفي الصورة‬
‫أنظمة إيكولوجية قيمة‬ ‫مليار دوالر أمريكي في الفترة بين ‪ 2000‬و‪ ،2004‬مما‬
‫‪( 2006‬أسفل اليمين) السد قيد التشغيل‪.‬‬ ‫التنوع البيولوجي في خطر‬ ‫زاد عدد السكان المتاح لهم الوصول إلى مياه الشرب‬
‫شارك بالصور‪Landsat and ASTER :‬‬ ‫وعلى مدار العقدين الماضيين‪ ،‬ومع تحول آسيا والمحيط‬ ‫اآلمن بنحو ‪ 60‬مليون (‪.)Wang Shu-cheng 2005‬‬
‫‪images from NASA/USGS‬‬
‫‪compiled by UNEP/GRID–Sioux‬‬
‫الهادئ إلى أسرع المناطق تطور ًا في العالم‪ ،‬تعرضت‬ ‫ويتوقع أن يوفر "سد الممرات الثالثة" في الصين مصدر ًا‬
‫‪Falls‬‬ ‫النظم اإليكولوجية بها لضغوط هائلة من أجل دعم الطلب‬ ‫للمياه والطاقة المتجددة (بقدرة توليد سنوية حتى ‪85‬‬

‫‪219‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫فإن غابات القرم تتأثر بالترسيب والملوثات من المصادر‬ ‫المتنامي باستمرار على الموارد الطبيعية والطاقة‪.‬‬
‫الداخلية‪ .‬وتعتبر غابات القرم مكون ًا بالغ الحيوية بالنسبة‬
‫للنظم اإليكولوجية الساحلية‪ .‬وهي تؤدي وظائف حيوية مثل‬ ‫وتلعب النظم اإليكولوجية الساحلية‪ ،‬حيث تتفاعل األرض‬
‫توفير منتجات الغابات الخشبية وغير الخشبية‪ ،‬وحماية‬ ‫والمحيط‪ ،‬دور ًا هاماً‪ .‬وتتميز المنطقة بخط ساحلي بالغ‬
‫الساحل‪ ،‬وتوفير الموائل‪ ،‬وإتاحة أماكن مناسبة لوضع‬ ‫الطول‪ ،‬ويعيش أكثر من نصف سكانها على ساحل البحر‬
‫البيض والمغذيات بالنسبة ألنواع عديدة من األسماك‬ ‫أو بالقرب منه‪ .‬وهم يعتمدون مباشرة على الموارد‬
‫والمحار‪ .‬فهي ال شك هامة لحفظ التنوع البيولوجي‪.‬‬ ‫الساحلية‪ ،‬كأشجار القرم أو الشعاب المرجانية‪ ،‬في‬
‫تحصيل جزء من أرزاقهم (‪ .)Middleton 1999‬ونظر ًا‬
‫تعتبر الشعاب المرجانية من النظم اإليكولوجية الهشة التي‬ ‫لالستغالل واسع النطاق للموارد الطبيعية‪ ،‬فإن غالبية‬
‫تتسم بالحساسية تجاه التغير المناخي واألنشطة البشرية‪،‬‬ ‫النظم اإليكولوجية الداخلية في وسط آسيا قد تعرضت‬
‫مثل السياحة‪ ،‬واألخطار والكوارث الطبيعية‪ .‬وتمتلك آسيا‬ ‫لالستنزاف الشديد‪ .‬وتشمل العوامل التي تهدد التنوع‬
‫والمحيط الهادئ حوالي ‪ 206.000‬كم مربع من الشعاب‬ ‫البيولوجي ووظائف النظام اإليكولوجي كل من التغيرات‬
‫المرجانية وهو ما يعادل ‪ 72.5‬في المائة من اإلجمالي‬ ‫السريعة في استخدام األراضي‪ ،‬والري الواسع المدار على‬
‫العالمي (‪ .)Wilkinson 2000, Wilkinson 2004‬وقد‬ ‫نحو سيء‪ ،‬واالستخدام الجائر للمراعي‪ ،‬وجمع النباتات‬
‫أفضى االعتماد الشديد على الموارد البحرية عبر المنطقة‬ ‫الطبية والغذائية‪ ،‬وبناء السدود‪ ،‬وجمع الوقود الخشبي‪.‬‬
‫إلى تدهور الكثير من الشعاب المرجانية وباألخص‬
‫الشعاب القريبة من المراكز السكانية الكبرى‪ .‬عالوة على‬ ‫يوجد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حوالي ‪ 50‬في‬
‫ذلك‪ ،‬فقد أدت درجات حرارة سطح البحر المرتفعة إلى‬ ‫المائة من غابات القرم المتبقية في العالم‪ ،‬على الرغم من‬
‫التبييض البالغ للشعاب المرجانية في المناطق الساحلية‪.‬‬ ‫تعرضها على نطاق واسع للتدمير أو اإلهالك بواسطة‬
‫وتقدر اإلحصائيات أن حوالي ‪ 60‬في المائة من الشعاب‬ ‫التنمية الصناعية وتطوير البنية التحتية (انظر الجدول‬
‫المرجانية في المنطقة معرضة لألخطار‪ ،‬وأن التعدين‬ ‫‪ .)FAO 2003b, UNESCAP 2005a( )6.4‬ويمكن‬
‫والصيد المدمر هما أكبر األخطار (انظر الشكل ‪)17-6‬‬ ‫إرجاع السبب الرئيسي في تدهور أشجار القرم في جنوب‬
‫(‪ .)UNESCAP 2005b‬وتتمثل اآلثار النهائية في تدهور‬ ‫شرق آسيا إلى التنمية الساحلية الواسعة‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬

‫اإلطار ‪ 11-6‬تغير المناخ وآثاره المحتملة‬

‫ودول جزر المحيط الهادي الجنوبي معرضة بشدة لتغير المناخ العالمي وارتفاع مستوى سطح البحر‪.‬‬ ‫لقد ثبت وجود اتجاه تصاعدي ومتسارع في ارتفاع درجة الحرارة على المدى الطويل آلسيا للفترة ‪1860-‬‬
‫ففي عدد من الجزر‪ ،‬يرجح على أغلب الظن أن تكون البنية التحتية األساسية والتركيزات الكبيرة‬ ‫‪ .2004‬وتعاني أستراليا من الجفاف الشديد في السنوات األخيرة‪ ،‬حيث سجلت أكثر أعوامها دفئا ً‪ ،‬فضالً‬
‫للمستوطنات عرضة للخطر‪ .‬ففي بعض الحاالت الشديدة‪ ،‬قد يلزم اعتبار الهجرة وإعادة التوطين خارج‬ ‫عن شهر أبريل األكثر احترارا ً بها‪ ،‬في عام ‪.2005‬‬
‫الحدود الوطنية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المشكالت الصحية‪ ،‬مثل‬
‫األمراض المتعلقة بارتفاع درجة الحرارة‪ ،‬والكوليرا وحمى الضنك والتسمم بالسم الحيوي‪ ،‬مما يضع‬ ‫وتعد كل من األنظمة اإليكولوجية ورفاهية اإلنسان معرضين بشدة لتغير المناخ‪ .‬كما أن السواحل والمستوطنات‬
‫ضغطا ً إضافيا ً على األنظمة الصحية المترامية لمعظم الدول الجزرية الصغيرة (انظر الفصل ‪.)2‬‬ ‫السياحية سريعة النمو في بلدان‪ ،‬مثل بنجالديش والصين والهند وميانمار وتايالند عرضة للخطر من أي‬
‫زيادة في الفيضانات الساحلية وتآكل التربة الناتج عن ارتفاع مستوى سطح البحر والتغيرات الجوية‪.‬‬

‫المصادر‪Greenpeace 2007, Huang 2006, IPCC 2007a :‬‬

‫صبي (يمين) يجري للحاق بالقارب المدرسي في جزيرة براميوخا من جزر كيبيوالون سريبو (ألف جزيرة) شمال جاكرتا وأندونسيا‪ ،‬وأطفال (يسار) يلعبون على رصيف الميناء الخشبي لجزيرة بانجانج من جزر كيبيوالون سريبو‪ .‬ويُعتقد أن ما يقرب من ‪2000‬‬
‫جزيرة مهددة بالفيضانات الساحلية في هذا البلد األرخبيلي نتيجة الرتفاع مستوى البحر بفعل تغير المناخ‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Greenpeace/Shailendra Yashwant :‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪220‬‬


‫الجدول ‪ 6.4‬التغير في مساحة القرم حسب اإلقليم الفرعي‬
‫الموائل وتدميرها بما يهدد أنواع هامة وقيمة ويزيد من‬
‫التغير السنوي ‪1990-2000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫فقدان التنوع البيولوجي (انظر الجدول ‪.)6.5‬‬
‫(في المائة)‬ ‫(كم‪)2‬‬ ‫(كم‪)2‬‬ ‫اإلقليم الفرعي‬

‫‪8.0‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪452‬‬ ‫شمال شرق آسيا‬ ‫وبدوره يؤدي تدمير خدمات ووظائف النظام اإليكولوجي‬
‫‪0.2‬‬ ‫‪052 13‬‬ ‫‪389 13‬‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫وإضعافها إلى الحد من مساهمتها في رفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪726 44‬‬ ‫‪740 52‬‬ ‫جنوب شرق آسيا‬ ‫فقد تسببت إزالة الغابات‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في خفض‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪520 5‬‬ ‫‪320 6‬‬ ‫جنوب المحيط الهادئ‬
‫إنتاج الخشب بشكل سريع‪ ،‬وباألخص الخشب الثمين الذي‬
‫يمكن جلبه فقط من الغابات الطبيعية‪ ،‬وهو ما يهدد موارد‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪749 9‬‬ ‫‪720 10‬‬ ‫أستراليا ونيوزيلندا‬
‫الرزق للسكان الذين يعتمدون على تلك الغابات (‪SEPA‬‬
‫اإلجمالي‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪288 73‬‬ ‫‪621 83‬‬
‫‪ .)2004‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن النظم اإليكولوجية القيمة التي تتم‬
‫المصدر‪ :‬مستند إلى ‪FAO 2003b‬‬
‫إدارتها وصونها بشكل جيد تواصل دعمها لرفاهية‬
‫اإلنسان‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ساهمت غابات القرم الكبيرة‬
‫في شمال فانج نجا وجنوبها‪ ،‬المنطقة األكثر تأثر ًا بإعصار‬
‫الشكل ‪ 17-6‬حالة الشعب المرجانية حسب اإلقليم الفرعي‪2004 ،‬‬
‫تسونامي في تايالند‪ ،‬في تخفيف أثر تسونامي المحيط‬
‫منطقة الشعب المرجانية باأللف كم مربع‬
‫‪100‬‬ ‫الشعب المرجانية غير‬ ‫الهندي عام ‪ 2004‬إلى حد كبير (‪.)UNEP 2005a‬‬
‫المهددة أو المهددة‬
‫بنسبة بسيطة‬
‫‪90‬‬
‫الشعب المرجانية في‬ ‫تخفيف الضغوط عن النظم اإليكولوجية‬
‫مرحلة التهديد‬
‫‪80‬‬ ‫تتمثل االستجابة الشائعة من جانب السياسات تجاه تدمير‬
‫الشعب المرجانية في‬
‫المرحلة الحرجة‬ ‫النظام اإليكولوجي في إنشاء مناطق محمية‪ .‬وقد خصصت‬
‫‪70‬‬ ‫الشعب المرجانية‬ ‫منطقة جنوب شرق آسيا‪ ،‬حيث وفرة النظم اإليكولوجية‬
‫المدمرة‬
‫‪60‬‬ ‫الساحلية‪ 14.8 ،‬في المائة من أراضيها كأراض محمية‪،‬‬
‫وهي نسبة تعتبر أعلى من المتوسط العالمي عام ‪2003‬‬
‫‪50‬‬
‫والذي بلغ ‪ 12‬في المائة‪ .‬وفي مناطق فرعية أخرى في‬
‫‪40‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬تقل المساحة المحمية من األراضي‬
‫عن ‪ 10‬في المائة (‪ .)UN 2005a‬وتتعاون البلدان في‬
‫‪30‬‬
‫حماية النظم اإليكولوجية البحرية والساحلية من خالل أربع‬
‫‪20‬‬ ‫خطط عمل بشأن البحار اإلقليمية‪ :‬بحار شرق آسيا‪،‬‬
‫وشمال غرب المحيط الهادئ‪ ،‬وبحار جنوب آسيا‪ ،‬وخطة‬
‫‪10‬‬
‫المحيط الهادئ (‪ .)UNEP 2006d‬ومع ذلك‪ ،‬فقد كشفت‬
‫‪0‬‬ ‫دراسة حديثة عن أن منطقتي شرق آسيا وجنوب آسيا‬
‫تقومان بتصريف ‪ 89‬في المائة و‪ 85‬في المائة على‬
‫ج‬
‫ش‬

‫ج‬

‫جن‬

‫أ‬
‫ستر‬
‫نو‬
‫نو‬
‫م‬

‫وب‬

‫المصدر‪ :‬تم جمعه من‬


‫الترتيب من المياه المستعملة غير المعالجة بهما مباشرة‬
‫با‬
‫ال‬

‫بآ‬

‫الي‬
‫شر‬
‫شر‬

‫لم‬
‫سيا‬

‫ا‬

‫‪Wilkinson 2004‬‬
‫ون‬
‫حي‬
‫قآ‬
‫قآ‬

‫يو‬

‫إلى البحر (‪ .)UNEP 2006d‬وهو ما يشير إلى الحاجة‬


‫ط ال‬
‫سيا‬
‫سيا‬

‫زيل‬
‫ندا‬
‫ها‬

‫لتدابير ملموسة بغية تحقيق أهداف خطط العمل‪.‬‬


‫دئ‬

‫الجدول ‪ 6.5‬األنواع المهددة باالنقراض حسب اإلقليم الفرعي‬

‫الكائنات‬
‫النباتات‬ ‫الالفقاريات األخرى‬ ‫الرخويات‬ ‫األسماك‬ ‫البرمائيّة‬ ‫الزواحف‬ ‫الطيور‬ ‫الثدييات‬ ‫اإلقليم الفرعي‬

‫‪541‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪175‬‬ ‫شمال شرق آسيا‬

‫‪538‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪204‬‬ ‫‪207‬‬ ‫جنوب آسيا‬

‫‪772 1‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪466‬‬ ‫‪455‬‬ ‫جنوب شرق آسيا‬

‫‪4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫وسط آسيا‬

‫‪534‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪119‬‬ ‫جنوب المحيط الهادئ‬

‫‪77‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪72‬‬ ‫أستراليا ونيوزيلندا‬

‫‪466 3‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪337‬‬ ‫‪919‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪410‬‬ ‫‪405 1‬‬ ‫‪073 1‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫المصدر‪IUCN 2006 :‬‬

‫‪221‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫ويشهد االستخدام الزراعي لألراضي توسع ًا في كافة‬ ‫وفي جنوب المحيط الهادي‪ ،‬وكذلك في إندونيسيا والفلبين‪،‬‬
‫البلدان والمناطق الفرعية‪ ،‬باستثناء استراليا ونيوزيلندا‬ ‫تتعاون المجتمعات المحلية أو المجموعات المالكة لألراضي‬
‫ووسط آسيا‪ .‬ففي هذه المناطق الفرعية‪ ،‬تشكل األراضي‬ ‫مع الحكومات و‪/‬أو الشركاء اآلخرين في إدارة ‪ 244‬منطقة‬
‫الزراعية ‪ 60‬في المائة من إجمالي مساحة أراضيها‪.‬‬ ‫ساحلية مخصصة‪ ،‬وهو ما يشمل ‪ 276‬مساحة محمية أصغر‪.‬‬
‫ويوضح الشكل ‪ 18-6‬مساحة األراضي الزراعية في‬ ‫والكثير منها هو في الحقيقة مناطق بحرية مدارة محلي ًا‬
‫المناطق الفرعية الستة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬مع‬ ‫(‪ ،)LMMA‬وهو نهج سريع االنتشار‪ ،‬باستخدام الممارسات‬
‫مقارنة التغيرات بمرور الوقت‪.‬‬ ‫التقليدية المستندة إلى المعرفة (انظر الفصلين ‪ 1‬و‪)7‬‬
‫ال‬
‫(‪ .)LMMA 2006‬وتقدم استراتيجية ‪ LMMA‬نهج ًا بدي ً‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك افتقار إلى البيانات المنظمة‪،‬‬ ‫للنظم األكثر مركزية التي تدار بواسطة المؤسسات‬
‫غير أن الخبراء يتفقون على أن األراضي تتعرض حالي ًا‬ ‫الحكومية الرسمية‪.‬‬
‫للتدهور في كافة المناطق الفرعية (‪IFAD 2000, Scherr‬‬
‫‪and Yadev 2001, UNCCD 2001, ADB and GEF‬‬ ‫وإلى جانب التشريعات والسياسات السليمة‪ ،‬تحتاج بلدان‬
‫‪ .)2005‬ويمكن أن يكون للتدهور انعكاسات خطيرة بالنسبة‬ ‫منطقة آسيا والباسيفك إلى رفع الوعي الجماهيري بالتنوع‬
‫لسالمة الزراعة والنظام اإليكولوجي‪ ،‬وهو ما يهدد األمن‬ ‫البيولوجي وقيم خدمات النظم اإليكولوجية‪ ،‬والحد من‬
‫الغذائي ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫الطلبات البشرية على النظم اإليكولوجية من أجل تخفيف‬
‫الضغوط عنها‬
‫ونظر ًا ألن األمن الغذائي يتسم بأولوية عالية للغاية في‬
‫المنطقة‪ ،‬فإن تدهور األراضي يجري التصدي له من خالل‬ ‫االستخدام الزراعي لألرض‬
‫إجراءات مضادة مثل استخدام األراضي الجديدة‬ ‫جودة األرض‬
‫الصالحة للزراعة بدال من األراضي المتدهورة‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫يمكن أن تؤثر األنشطة البشرية بشكل سلبي على جودة‬
‫من أن هذه التغيرات ال يتم تسجيلها في األرقام الوطنية‬ ‫األراضي‪ .‬فقد تؤدي اإلدارة السيئة لألراضي إلى تآكل‬
‫للمنطقة المزروعة‪ ،‬فإن السكان المحليين الذين يقطنون‬ ‫التربة‪ ،‬ويتسبب الرعي الجائر في تدهور المراعي‪ ،‬ويؤدي‬
‫المناطق المتدهورة يشعرون بالتأثير من حيث رفاهيتهم‪.‬‬ ‫االستخدام المفرط لألسمدة ومبيدات اآلفات إلى خفض‬
‫جودة التربة‪ ،‬كما أنه في بعض المناطق تتسبب مدافن‬
‫وبدءا من فترة الستينيات حتى ‪ ،1987‬حققت غالبية أجزاء‬ ‫النفايات واألنشطة الصناعية والعسكرية في تلويث المياه‬
‫هذه المنطقة زيادات ملموسة في إنتاج األرز‪ ،‬وهو‬ ‫(انظر الفصل ‪.)3‬‬
‫محصول الغذاء السائد‪ ،‬فيما استطاعت غالبية المناطق‬

‫الشكل ‪ 18-6‬التغير في مساحة األرض الزراعية لكل إقليم فرعي‬


‫‬
‫شمال شرق آسيا‬ ‫‬
‫جنوب آسيا‬
‫جنوب شرق آسيا‬
‫وسط آسيا‬ ‫‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬
‫أستراليا ونيوزيلندا‬
‫‬

‫‬

‫مالحظات‪ :‬تم تحديد ‪ 1987‬كخط‬


‫قاعدي للنسبة ‪ 100‬بالمائة‪.‬‬ ‫‬

‫الخط القاعدي لوسط آسيا‬


‫هو ‪ 100=1992‬بالمائة (البيانات‬
‫السابقة غير متاحة)‬ ‫‬

‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬


‫جمعه من ‪FAOSTAT 2005‬‬ ‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪222‬‬


‫الشكل ‪ 19-6‬إنتاج األرز في األقاليم الفرعية آلسيا والمحيط الهادئ‬ ‫شمال شرق آسيا‬
‫‪ 100 = 1987‬بالمائة‬ ‫جنوب آسيا‬
‫‬ ‫جنوب شرق آسيا‬
‫وسط آسيا‬
‫‬ ‫جنوب المحيط الهادئ‬
‫أستراليا ونيوزيلندا‬
‫‬

‫‬ ‫مالحظات‪ :‬تم تحديد‬


‫‪ 1987‬كخط قاعدي‬
‫‬ ‫للنسبة ‪ 100‬بالمائة‪.‬‬

‫‬ ‫من الممكن أن يكون االنخفاض‬


‫الملحوظ في المحاصيل‬
‫‬ ‫بجنوب المحيط الهادئ في‬
‫عام ‪ 1998‬مرتبطاً بالحقيقة‬
‫القائلة بأن هذا العام يعد أحد‬
‫‬ ‫أعوام تيار النينو‪ ،‬حيث طال‬
‫بالنسبة لوسط آسيا ‪100 = 1992‬‬ ‫الجفاف أجزا ًء عديدة في هذا‬
‫‬ ‫اإلقليم الفرعي‪.‬‬
‫‬ ‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬
‫جمعه من ‪FAOSTAT 2005‬‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫ممارسات الري غير السليمة‪ ،‬وباألخص منذ أصبح اإلمداد‬ ‫الفرعية إطالة االمتداد الزمني لهذا االتجاه (انظر الشكل‬
‫بالطاقة غير كاف للسماح بالضخ من أجل تصريف الماء‬ ‫‪ .)19-6‬وقد تم تعويض التراجع في الخصوبة بشكل أكبر‬
‫المالح المتراكم‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬انخفض استخدام األسمدة‬ ‫عن طريق عوامل مثل استخدام األسمدة اإلضافية‬
‫الزراعية ومبيدات اآلفات مرتفعة الثمن انخفاض ًا شديداً‪.‬‬ ‫ومبيدات اآلفات التي أدت إلى زيادة اإلنتاجية‪.‬‬

‫نحو إدارة أكثر استدامة لألرض‬ ‫ويتضح أن غالبية البلدان قد قامت بتطبيق تدابير مضادة‬
‫وألن الزراعة تمثل االستخدام الرئيسي لألراضي في آسيا‬ ‫كافية من أجل التغلب الناجح على آثار تدهور األراضي‬
‫والمحيط الهادئ‪ ،‬فقد تم التأكيد بشدة على حفظ األراضي‬ ‫على اإلنتاج الزراعي (‪.)Ballance and Pant 2003‬‬
‫كأداة للزراعة المستدامة‪ .‬ويمكن للزراعة المستدامة أن‬ ‫وتمثل بلدان وسط آسيا الخمسة االستثناء من هذه الحالة‪،‬‬
‫تشجع التنمية الريفية‪ ،‬وتزيد كذلك من األمن الغذاء وحيوية‬ ‫حيث تشهد تراجع ًا كبير ًا بعد انهيار االتحاد السوفيتي عام‬
‫النظام اإليكولوجي‪ .‬وتشمل االستجابات المباشرة إعادة‬ ‫‪ .1991‬وقد استمر تدهور األراضي في صورة تملح بفعل‬

‫قد تؤدي اإلدارة السيئة لألرض إلى تآكل التربة‪.‬‬


‫يمثل التصطيب أحد اإلجراءات المضادة‬
‫للتغلب على آثار تدهور األرض‪.‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬كريستيان المبرشتس‬

‫‪223‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫من النمو السريع مصحوبة بتلوث بيئي متزايد‪ .‬ويتبع هذا‬ ‫التحريج‪ ،‬وإعادة تعريف المناطق المحمية‪ ،‬واستخدام النُهج‬
‫النمط االتجاه العام في النمو االقتصادي المبكر والذي تم‬ ‫المتكاملة مثل اإلدارة المتكاملة لآلفات والزراعة العضوية‬
‫وصفه بواسطة منحنى كوزنتس البيئي (‪Kuznets 1995,‬‬ ‫واإلدارة المتكاملة للمستجمعات المائية‪ .‬كما تمثل اإلدارة‬
‫‪ .)Barbier 1997‬وهذا النموذج التنموي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫المالئمة لألسمدة ومبيدات اآلفات في األنشطة الزراعية‬
‫أساليب الحياة الجديدة المقترنة بالثراء الواسع‪ ،‬أدى إلى‬ ‫عنصر ًا هام ًا في حماية صحة اإلنسان‪ .‬وتأتي الحوكمة‬
‫تغيرات سريعة في أنماط االستهالك‪ ،‬وتوليد كميات كبيرة‬ ‫الرشيدة كأساس أولي ألي استراتيجية تُعنى بإدارة أو‬
‫من النفايات وتغييرات في تركيب النفايات‪ .‬وتعتبر هذه هي‬ ‫صون األراضي‪ .‬وإلى جانب توفير اآلليات التشريعية‬
‫العوامل التي توجه مشكالت إدارة النفايات المتزايدة في‬ ‫وآليات السياسات المالئمة بغية إدارة ملكية األراضي‪ ،‬فإن‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‪.‬‬ ‫بإمكانها أن تعزز المشاركة النشطة من جانب المجتمع‬
‫المدني في الجهود الرامية إلى إصالح األراضي‪ ،‬وضمان‬
‫وتولد المنطقة في الوقت الحالي ‪ 0.5-1.4‬كجم من‬ ‫التوزيع العادل لفوائد تنمية األراضي الزراعية‪.‬‬
‫النفايات البلدية لكل شخص يومي ًا (‪Terazono and‬‬
‫‪ .)others 2005, UNEP 2002c‬وليست ثمة دالئل على‬ ‫وتشكل النساء نسبة كبيرة من المزارعين في جنوب آسيا‬
‫تراجع هذا االتجاه‪ ،‬كما هو موضح بالشكل ‪ ،20-6‬والذي‬ ‫وجنوب شرقها‪ ،‬لكن مشاركتهن ال تبدو ملموسة بسبب‬
‫يعبر عن هذا االتجاه حتى ‪ .2025‬وتشكل النفايات القابلة‬ ‫افتقادهن للوصول إلى الموارد؛ حيث يحظى الرجال‬
‫لالنحالل‪ ،‬مثل قشور الخضراوات والفاكهة وبقايا المواد‬ ‫بوصول أفضل لألراضي من أجل الزراعة والحراجة‪.‬‬
‫الغذائية‪ ،‬نسبة ‪ 50-60‬في المائة من تدفق النفايات‬ ‫وينبغي أن تعمل برامج حفظ األراضي وإدارتها على‬
‫(‪.)World Bank 1999‬‬ ‫اإلقرار بحقوق النساء المشاركات في الزراعة وحمايتها‪،‬‬
‫وأن تضمن مشاركتهن في التمتع بالفوائد‪.‬‬
‫ويمثل استخدام مدافن النفايات غير الصحية مشكلة‬
‫متزايدة لكونها تؤدي إلى تلويث األراضي والمياه الجوفية‪.‬‬ ‫إدارة النفايات‬
‫ويعتبر الفقراء وباألخص من يعتمدون على الموارد المحلية‬ ‫االستهالك وتوليد النفايات‬
‫في إمدادهم بالغذاء أو من يكسبون عيشهم من إعادة التدوير‪،‬‬ ‫دفع النموذج الصناعي للتنمية اقتصاد المنطقة إلى مرحلة‬

‫الشكل ‪ 20-6‬توليد النفايات البلدية للفرد في بالد آسيوية مختارة‬


‫كجم‪/‬لكل شخص‪/‬يوميا ً‬
‫‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‬
‫‬ ‫بنجالديش‬
‫الصين‬
‫الهند‬
‫إندونيسيا‬
‫اليابان‬
‫الوس‬
‫ماليزيا‬
‫منغوليا‬
‫ميانمار‬
‫نيبال‬
‫الفلبين‬
‫سنغافورة‬
‫سري النكا‬
‫تايالند‬
‫المصدر‪Terazono :‬‬ ‫فيتنام‬
‫‪and others 2005‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪224‬‬


‫اإلطار ‪ 12-6‬النفايات اإللكترونية ‪ -‬خطر نا ٍم على صحة اإلنسان والبيئية‬

‫ولقد أصبحت النفايات اإللكترونية قضية صحية وبيئية هامة؛ إذ يتضمن إعادة‬ ‫كانت هناك زيادة سريعة في االستهالك المحلي العالمي لمجموعة كبيرة من‬
‫تدوير السلع اإللكترونية التعرض للفلزات الخطيرة‪ ،‬مثل الرصاص والزئبق‬ ‫السلع اإللكترونية والتقنيات المتقدمة‪ .‬فغالبا ً ما يكون من األرخص شراء منتج‬
‫والكادميوم‪ ،‬والتي قد تكون سامة لإلنسان واألنظمة اإليكولوجية إذا لم يتم‬ ‫جديد بدال ً من تحديث القديم‪ ،‬األمر الذي يساعد على وجود زيادة سنوية نسبتها‬
‫التعامل معها أو التخلص منها بصورة مناسبة‪ .‬وكشفت دراسة عن تلوث األرض‬ ‫تتراوح من ‪ 5-3‬في المائة في النفايات اإللكترونية (‪ .)e-waste‬وينتهي ما يزيد عن‬
‫والمياه بالقرب من أماكن النفايات المجاورة لمدينة جويو في إقليم جوانجدونج‪،‬‬ ‫‪ 90‬في المائة لـ ‪ 20-50‬مليون طن من النفايات اإللكترونية الناتجة كل عام في‬
‫جنوبي الصين‪ ،‬وفي ضواحي نيودلهي عن وجود مواد كيميائية سامة‪ ،‬تتضمن‬ ‫العالم في بنجالديش والصين والهند وميانمار وباكستان‪ .‬وسبعون في المائة من‬
‫الفلزات الثقيلة في التربة واألنهار المحلية حول ساحات النفايات حيث يعاد‬ ‫النفايات اإللكترونية التي يتم جمعها في وحدات إعادة التدوير في نيودلهي‬
‫تدوير النفايات اإللكترونية‪ .‬ويُقال إن العمال األسيويين "يستخدمون تقنيات القرن‬ ‫(الهند) تم تصديرها أو التخلص منها من قبل بلدان أخرى‪.‬‬
‫التاسع عشر لمعالجة نفايات القرن الحادي والعشرين"‪.‬‬
‫المصادر‪Brigden and others 2005, Toxic Link 2004, UNEP 2005b :‬‬

‫وقد بدأ الكثير من البلدان في تطبيق السياسات‬ ‫معرضين للتأثر البالغ بهذه اآلثار‪ .‬وقد اكتشف المجلس‬
‫والممارسات التي تعزز اإلنتاج األنظف‪ .‬وقد توطد‬ ‫البيئي الياباني (‪ )2005‬إلى أن األشخاص الذين يقومون‬
‫استخدام األدوات المستندة إلى السوق‪ ،‬مثل استخدام‬ ‫بجمع المواد القابلة إلعادة التدوير من مدافن النفايات في‬
‫العالمات اإليكولوجية‪ ،‬في الفلبين وتايالند وسنغافورة‬ ‫الفلبين تكرر والدتهم ألطفال مشوهين‪ .‬وتفرض التجارة‬
‫وإندونيسيا‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أطلق المجلس التايالندي‬ ‫غير المشروعة في النفايات اإللكترونية والخطرة‪ ،‬وتأثيراتها‬
‫لألعمال التجارية من أجل التنمية المستدامة مشروع‬ ‫على الصحة البشرية والبيئة تحديات جديدة ومتنامية في‬
‫العالمة الخضراء الخاص به في عام ‪ .1994‬وبحلول‬ ‫منطقة آسيا والمحيط الهادئ (انظر اإلطار ‪.)12-6‬‬
‫أغسطس ‪ ،2006‬كانت ‪ 31‬شركة قد تقدمت بطلبات‬
‫الستخدام العالمة على ‪ 148‬عالمة تجارية أو طراز في‬ ‫وعلى الرغم من أن غالبية البلدان في آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‪ 39‬فئة من فئات المنتجات‪ .‬وتعتبر العالمة الخضراء‬ ‫قد صدقت على اتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات‬
‫التايالندية‪ ،‬بعد تأييدها من قبل الشركات والمستهلكين‬ ‫الخطرة والتخلص منها عبر الحدود‪ ،‬فإن المنطقة ككل تفتقد‬
‫المهتمين بالبيئة‪ ،‬في طريقها لتصبح تدريجي ًا عالمة تجارية‬ ‫إلى نهج مشترك فيما يتعلق باستيراد النفايات الخطرة‪.‬‬
‫للمنتجات الصديقة للبيئة (‪.)Lebel and others 2006‬‬
‫اإلدارة المستدامة للنفايات‬
‫وتتبنى بلدان عديدة‪ ،‬مثل اليابان وكوريا الجنوبية‪ ،‬نهج (‪)3R‬‬ ‫أطلق العديد من البلدان مؤخر ًا مجموعة من السياسات‬
‫أي "‪( reduce‬الخفض) و‪( reuse‬إعادة االستخدام)‬ ‫لمعالجة مشكلة النفايات المتنامية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬حرصت‬
‫و‪( recycle‬إعادة التدوير)" (انظر الفصل ‪ ،)10‬وتقوم‬ ‫داكا على تطبيق المشروعات المستندة إلى المجتمع في‬
‫تعتبر االستراتيجيات الفعالة للتصرف في‬
‫النفايات منقوصة وغير كافية في العديد من‬
‫الحكومات بإدماج السياسات التي تستهدف االستخدام األكثر‬ ‫تسميد النفايات الصلبة وإدارتها‪ .‬وتعمل هذه المشروعات‬
‫البلدان‪.‬‬ ‫كفاءة للموارد الطبيعية في جداول أعمالها‪ .‬ويتمثل الهدف‬ ‫على إفادة البلديات من خالل توفير تكاليف النقل والتجميع‬
‫شارك بالصور‪Ngoma Photos :‬‬ ‫من هذه السياسات في التحرك نحو مجتمع ذي دورة مواد‬ ‫والحد من مساحة األراضي المطلوبة إلنشاء مدافن النفايات‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فهي تساعد في التقدم باتجاه تحقيق األهداف‬
‫اإلنمائية لأللفية (‪ ،)MDGs‬بما في ذلك الحد من الفقر‬
‫والبطالة والتلوث وتدهور التربة والجوع والمرض (‪UNDP‬‬
‫‪ .)2005b‬ويتسم نشاط إعادة استخدام النفايات وتدويرها‬
‫بالشكل المالئم (جمعها وفرزها ومعالجتها) بأنه من األنشطة‬
‫كثيفة العمالة‪ ،‬ويمكنه أن يوفر فرص عمل للفقراء واألشخاص‬
‫غير المؤهلين‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن أعداد ًا ملموسة من‬
‫السكان في البلدان النامية يكسبون عيشهم عبر أنظمة جمع‬
‫النفايات المدارة جيداً‪ ،‬مثل الجمع وإعادة التدوير‪ .‬وفي‬
‫الهند وحدها‪ ،‬يوفر قطاع التعامل مع النفايات فرص‬
‫اكتساب الرزق ألكثر من مليون شخص (‪.)Gupta 2001‬‬
‫وعلى الرغم من وجود أمثلة على السياسات واالستراتيجيات‬
‫التي تتصدى للمشكالت المتعلقة بالنفايات‪ ،‬إال أن أنظمة‬
‫واستراتيجيات اإلدارة الفعالة للنفايات ال تزال مفتقدة أو‬
‫غير كافية في الكثير من البلدان‪ ،‬مما يشكل تهديد ًا خطير ًا‬
‫لصحة اإلنسان والبيئة‪.‬‬

‫‪225‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫في وقت صدور تقرير لجنة برونتالند عام ‪ ،1987‬كانت‬ ‫سليمة‪ ،‬يتسم بمنع توليد النفايات في المقام األول من خالل‬
‫المنطقة تستيقظ لتوها على االنعكاسات المحتملة التي‬ ‫تقليل المدخالت من الموارد الطبيعية‪ ،‬والتصميم األكثر ذكاءً‪،‬‬
‫تتخطى حدودها القومية ألنشطتها الصناعية‪ .‬واليوم‪ ،‬تقر‬ ‫والتصنيع األكثر كفاءة‪ ،‬واالستهالك األكثر استدامة للمنتجات‪.‬‬
‫أوروبا‪ ،‬وباألخص االتحاد األوروبي‪ ،‬بالمسؤولية تجاه‬ ‫عالوة على أن ذلك يتضمن أيض ًا إعادة االستخدام وإعادة‬
‫إسهامها في المشكالت البيئية العالمية‪ .‬وقد تركت المنطقة‬ ‫التدوير والمعالجة المالئمة لمواد كان سيؤول مصيرها إلى‬
‫األوروبية‪ ،‬ومجتمع المستهلكين في االتحاد األوروبي‬ ‫مجاري النفايات‪ .‬وفي المحيط الهادئ‪ ،‬قدمت فيجي عام‬
‫باألخص‪" ،‬بصمة إيكولوجية" على األجزاء األخرى من‬ ‫‪ 2007‬تدابير جديدة لدمج تلوث الهواء وإدارة النفايات‬
‫العالم‪ .‬ويتطلب تقليص البصمة ومعالجة المشكالت البيئية‪،‬‬ ‫الصلبة والسائلة في استراتيجية وطنية إلدارة النفايات‪.‬‬
‫على األقل في حالة االتحاد األوروبي‪ ،‬إدارة الطلب وتثبيته‪،‬‬ ‫غير أن هناك بعض البلدان التي تتخلف عن الركب في هذا‬
‫إذ من شأن االستهالك المتنامي أن يوازن حتى أفضل‬ ‫الشأن‪ .‬فمنغوليا لم تقم بتطوير قوانين شاملة إلدارة‬
‫التطورات التكنولوجية والمتعلقة بكفاءة االستخدام‪.‬‬ ‫النفايات‪ ،‬كما أن بلدان جنوب آسيا لم تضع إلى اآلن‬
‫تدابير سياسات لتعزيز االستهالك المستدام‪.‬‬
‫كان تقرير لجنة برونتالند‪ ،‬مستقبلنا المشترك‪ ،‬معلم ًا بارز ًا‬
‫في دمج أهداف التنمية البيئية المستدامة والعادلة في‬ ‫أوروبا‬
‫صميم السياسة األوروبية‪ .‬وخالل عقدين منذ ذلك التقرير‪،‬‬ ‫موجهات التغير‬
‫تحقق نمو كبير في حماية البيئة عبر أوروبا‪ ،‬وباألخص في‬ ‫االتجاهات االجتماعية االقتصادية واتجاهات االستهالك‬
‫البلدان األعضاء في االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫شهد العقدان الماضيان تغيرات كبيرة عبر منطقة أوروبا‪.‬‬
‫ففي هذه القارة الواسعة‪ ،‬اتسع االتحاد األوروبي تدريجي ًا‬
‫وترددت أصداء رسائل برونتالند في أوروبا التي أفزعتها‬ ‫ليشمل ‪ 27‬بلداً‪ ،‬فيما يشارك ‪ 32‬بلد ًا أوروبي ًا اآلن في‬
‫حادثتان بيئيتان جسيمتان خالل العام السابق‪ .‬فقد أدت‬ ‫أنشطة الوكالة األوروبية للبيئة (‪ )EEA‬وشبكة المعلومات‬
‫حادثة في مصنع تشرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا إلى‬ ‫الخاصة بها التي يطلق عليها الشبكة األوروبية للمعلومات‬
‫سقط إشعاعي في الكثير من أجزاء أوروبا‪ ،‬كما تسبب‬ ‫والمراقبة البيئية (‪( )Eionet‬انظر اإلطار ‪.)13-6‬‬
‫حريق ساندوز الكيمائي في وصول المواد السامة إلى نهر‬
‫الراين‪ .‬وقد تسببت هاتان الحادثتان في تداعيات بيئية‬ ‫ويعيش حوالي ‪ 830‬مليون شخص (أقل من سدس سكان‬
‫وبشرية بالغة طويلة المدى وعابرة للحدود الوطنية‪ ،‬وال‬ ‫العالم) في المنطقة األوروبية‪ ،‬ويعيش حوالي نصف هذا‬
‫يزال بعضها ملموس ًا إلى اليوم‪ .‬وربما ساعدت الحادثتان‬ ‫العدد (‪ )489‬في بلدان االتحاد األوروبي السبع والعشرين‬
‫في إعداد المشهد للقبول الواسع لتقرير لجنة برونتالند‪،‬‬ ‫(‪ .)GEO Data Portal, from UNPD 2007‬ويظهر‬
‫من خالل تركيز اهتمام الجمهور على الحاجة إلى زيادة‬ ‫تنوع المنطقة األوروبية في النظم االجتماعية االقتصادية‬
‫التعاون والتحرك العالمي لحماية الحياة البشرية‪ ،‬وصون‬ ‫المختلفة للبلدان‪ ،‬والحوكمة البيئية‪ ،‬واألولوية التي تعطي‬
‫البيئة من أجل األجيال القادمة‪.‬‬ ‫للقضايا البيئية في جداول األعمال الخاصة بسياسات‬
‫البلدان‪ .‬وقد مرت طبيعة التحديات البيئية في أوروبا‬
‫يأخذ االتحاد األوروبي طريقه نحو الريادة العالمية في‬ ‫بتغيرات عديدة‪ .‬فعلى الرغم من أن التلوث الصناعي ال‬
‫الحوكمة البيئية‪ ،‬وتمتلك المنطقة األوروبية ككل تجربة‬ ‫يزال مشكلة كبرى في الكثير من البلدان غير األعضاء في‬
‫فريدة للتعاون البيئي تشتمل على الكثير من خطط العمل‬ ‫االتحاد األوروبي‪ ،‬إال أن المشكالت البيئية تشمل كذلك‬
‫واألدوات القانونية التي يتم العمل بها على مستويات‬ ‫اآلن مشكالت أكثر تعقيد ًا تتصل بقضايا أسلوب الحياة‪.‬‬
‫مختلفة‪ .‬وقد كان إمكانية االنضمام لالتحاد األوروبي‪ ،‬وال‬
‫تزال‪ ،‬المحرك األساسي للتغير في السياسات البيئية في‬ ‫تؤدي معايير الثروة المرتفعة (والتي تفضي بدورها إلى‬
‫البلدان المرشحة أو الراغبة في االنضمام له‪ .‬وقد انتقل‬ ‫ارتفاع استهالك الطاقة والنقل وبضائع المستهلك) والعدد‬
‫تركيز السياسة البيئية لالتحاد األوروبي من استخدام‬ ‫المتنامي لألسر إلى زيادة انبعاثات غازات االحتباس‬
‫التدابير العالجية في سبعينيات القرن العشرين إلى حلول‬ ‫الحراري نتيجة أنشطة اإلنسان (انظر الشكل ‪.)22-6‬‬
‫"نهاية خط اإلنتاج" للحد من التلوث في الثمانينيات‪ ،‬ثم إلى‬ ‫ويمثل وجود إمداد موثوق وميسور التكلفة بالطاقة ونظام‬
‫النظم المتكاملة لمراقبة التلوث ومنعه‪ ،‬باستخدام أفضل‬ ‫نقل فعال متطلبين أساسيين للنمو االقتصادي‪ ،‬كما أنهما‬
‫األساليب المتاحة‪ ،‬في التسعينيات من القرن نفسه‪ .‬واليوم‪،‬‬ ‫في الوقت نفسه مصدران رئيسيان النبعاثات غازات‬
‫تتعدى السياسات هذه الحلول الفنية من أجل معالجة‬ ‫االحتباس الحراري‪ ،‬وغيرها من الضغوط البيئية‪.‬‬
‫األنماط والعوامل المحركة للطلب واالستهالك غير‬
‫المستدامين‪ ،‬وباتجاه نهج متكامل للقضايا التي تركز على‬ ‫الحوكمة البيئية‪ :‬تقييم لألفكار‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪226‬‬


‫اإلطار ‪ 13-6‬تجمعات البلدان في أوروبا التي يشار إليها كثيراً في هذا الفصل‬

‫قائمة كاملة بالبلدان في المنطقة األوروبية‪ ،‬انظر القسم التقديمي لهذا التقرير)‪ .‬على الرغم من‬ ‫تتألف المنطقة األوروبية من بلدان أوروبا الشرقية والوسطى والغربية‪ .‬تختلف تجمعات البلدان‬
‫أن آسيا الوسطى تمثل جزءا ً من المنطقة األوروبية الكبيرة‪ ،‬فإنه يتم تحليل قضاياها البيئية‬ ‫في هذا التقرير عن التقسيمات المستخدمة في تقارير توقعات البيئة العالمية‪ ،‬لكي يتم وصف‬
‫تحت مظلة منطقة آسيا والمحيط الهادئ لتجنب التداخل‪.‬‬ ‫التجمعات بصورة أفضل استنادا ً إلى الخصائص االجتماعية السياسية المختلفة (للتعرف على‬

‫البلدان‬ ‫المجموعات الفرعية‬ ‫المنطقة (المجموعة)‬

‫دول أعضاء االتحاد األوروبي قبل عام ‪:2004‬‬ ‫االتحاد األوروبي‪15-‬‬ ‫االتحاد‬ ‫أوروبا الغربية والوسطى (‪)WCE‬‬
‫النمسا وبلجيكا والدانمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وأيرلندا وإيطاليا ولكسمبورج وهولندا والنرويج والبرتغال‬ ‫األوروبي‪27-‬‬
‫وأسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة‬

‫بلغاريا* وقبرص وجمهورية التشيك وإستونيا والمجر والتفيا وليتوانيا ومالطة وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا ورومانيا*‬ ‫االتحاد األوروبي الجديد‬

‫أيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا‬ ‫الجمعية التجارية الحرة األوروبية (‪)EFTA‬‬

‫أندورا وموناكو وسان مارينو‬ ‫دول أوروبا الغربية والوسطى (‪ )WCE‬األخرى‬

‫أرمينيا وأذربيجان وجورجيا‬ ‫القوقاز‬ ‫أوروبا الغربية والقوقاز (‪)EE&C‬‬

‫بيالروسيا وجمهورية مولدوفا واالتحاد الروسي وأوكرانيا‬ ‫بلدان أوروبا الغربية والقوقاز األخرى‬

‫ألبانيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا والجبل األسود**‪ ،‬وجمهورية مقدونيا اليوغسالفية السابقة وصربيا**‬ ‫غرب البلقان‬ ‫جنوب شرق أوروبا (‪)SEE‬‬

‫بلغاريا ورومانيا وتركيا‬ ‫بلدان جنوب شرق أوروبا األخرى‬

‫النمسا وبلجيكا وبلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك والدانمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان والمجر‬ ‫وكالة البيئة األوروبية‪)EEA-32( ،‬‬
‫وأيسلندا وأيرلندا وإيطاليا والتفيا وليتوانيا وليختنشتاين ولكسمبورج ومالطة وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال‬
‫ورومانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وأسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا والمملكة المتحدة‪.‬‬

‫التحقت بلغاريا ورومانيا باالتحاد األوروبي في ‪ 1‬يناير ‪2007‬؛ ولم يتم تكامل البيانات أبد ًا بعد‪ .‬وفي هذه الحاالت‪ ،‬يشير النص إلى دول االتحاد األوروبي الخمس والعشرين‪.‬‬ ‫* ‬
‫** تم إعالن الجبل األسود وصربيا جمهوريات مستقلة في ‪ 3‬و‪ 5‬يونيو ‪ ،2006‬على التوالي‪ :‬وما زال يتم استعراض البيانات لكل من صربيا والجبل األسود معاً‪.‬‬

‫قضايا مختارة‬ ‫الوقاية‪ .‬وتتبع تغيرات السياسات في البلدان األعضاء‬


‫رغم ما تحقق من تقدم كبير‪ ،‬ال تزال نوعية المياه والهواء‬ ‫ال عريض ًا مماثالً‪ ،‬لكن‬
‫الجدد في االتحاد األوروبي تسلس ً‬
‫المتدنية في المناطق الحضرية تتسبب في مشكالت كبيرة‬ ‫أمامها بعض الفرص من أجل "التقدم بوثبات" مسترشدة‬
‫في أجزاء من المنطقة األوروبية مما يؤثر على صحة الكثير‬ ‫بتجربة االتحاد األوروبي‪ ،‬وهو ما ينبغي أن يؤدي إلى‬
‫من األشخاص ونوعية حياتهم‪ .‬وتتأثر انبعاثات ملوثات‬ ‫توفير التكاليف وتحسين الكفاءة‪.‬‬
‫الهواء إلى حد كبير بزيادة الطلب على النقل‪ .‬وتنجم‬
‫مشكالت تلوث المياه وندرتها من آثار األنشطة الصناعية‬ ‫إن هناك الكثير من الفرص من أجل تحسين التعاون‬
‫والزراعية‪ ،‬واإلدارة السيئة للمياه كمورد‪ ،‬والتخلص من‬ ‫بشكل أكبر على كافة المستويات في أوروبا‪ ،‬على سبيل‬
‫نفايات الصرف‪ ،‬وهي كلها عوامل تهدد التنوع البيولوجي‪.‬‬ ‫المثال في إنشاء نظم مستدامة للطاقة والنقل والزراعة‪.‬‬
‫وال شك أن الظروف المناخية المتغيرة تؤدي إلى زيادة‬ ‫وتعتبر نوعية الهواء من المجاالت التي أثبتت السياسة‬
‫هذه القضايا تعقيداً‪.‬‬ ‫البيئية فاعليتها فيها‪ ،‬لكن ال يزال هناك الكثير مما يلزم‬
‫عمله‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن بعض القضايا التي تصدى‬
‫التغير المناخي والطاقة‬ ‫لها االتحاد األوروبي في ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬يتم‬
‫يتغير المناخ على األرض‪ ،‬وقد زاد متوسط درجة الحرارة‬ ‫اآلن‪ ،‬بعد أكثر من عشرين عاماً‪ ،‬التصدي لها في أوروبا‬
‫في أوروبا بمعدل ‪ 1.4‬درجة مئوية مقارنة بمستويات‬ ‫الشرقية‪ .‬وهناك الكثير مما يمكن عمله من أجل تعظيم‬
‫عصور ما قبل الصناعة‪ .‬وتميل االنحرافات المتوسطة‬ ‫خبرة التعلم من بلدان غرب أوروبا‪ ،‬ونشر تلك التجربة في‬
‫السنوية في أوروبا إلى أن تكون أعلى من االنحرافات‬ ‫األماكن األخرى‪.‬‬
‫العالمية (انظر الشكلين ‪ 21-6‬و‪ .)18-6‬وفي المناطق‬
‫القطبية في روسيا‪ ،‬زاد المتوسط السنوي لدرجة الحرارة‬ ‫وإلكمال هذا التقديم البيئي الداخلي الجيد نسبياً‪ ،‬ال يزال‬
‫حتى ‪ 3‬درجات مئوية خالل التسعين عام ًا الماضية‬ ‫على أوروبا أن تنهض بمسؤوليتها تجاه اإلدارة المستدامة‬
‫(‪.)Russian 3rd Nat. Comm 2002, ACIA 2004‬‬ ‫للموارد خارج حدودها‪ .‬وهذه هي الخطوة التالية نحو خلق‬
‫ويتوقع أن يزيد متوسط درجة الحرارة في أوروبا بمعدل‬ ‫مستقبل بيئي مستدام وعادل وفق ًا لما تصورته لجنة‬
‫‪ 2.1-4.4‬درجة مئوية بحلول عام ‪ .2080‬وترتفع‬ ‫برونتالند في ‪.1987‬‬

‫‪227‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫والسياسات الداخلية اإلضافية التي تعتزم الدول األعضاء‬ ‫مستويات سطح البحر كما تذوب األنهار الجليدية بشكل‬
‫تطبيقها‪ ،‬فإنه يتوقع أن تنجح بلدان االتحاد الخمس عشرة‬ ‫متسارع؛ وخالل القرن العشرين كان المتوسط العالمي‬
‫في خفض االنبعاثات اإلجمالية بنسبة ‪ 4.6‬في المائة‪.‬‬ ‫الرتفاع سطح البحر هو ‪ 1.7‬مم‪/‬عام ويتوقع أن يرتفع‬
‫ويستند هذا إلى فرضية أن العديد من الدول األعضاء‬ ‫بمعدل ‪ 0.18-0.59‬متر ًا بحلول ‪.)IPCC 2007a( 2100‬‬
‫ستخفض انبعاثاتها بأكثر مما هو مطلوب من أجل تحقيق‬
‫أهدافها الوطنية‪ .‬وسيؤدي االستخدام المتوقع آلليات كيوتو‬ ‫انبعاثات الطاقة واتجاهات الكفاءة في االستخدام‬
‫بواسطة ‪ 10‬بلدان أعضاء إلى الحد من االنبعاثات بنسبة‬ ‫منذ ‪ ،1987‬تم خفض انبعاثات غازات االحتباس الحراري‬
‫‪ 2.6‬في المائة أخرى بحلول ‪ .2010‬وأخيراً‪ ،‬فإن‬ ‫من قطاع الطاقة في أوروبا الغربية‪ ،‬لكنها عادت مرة‬
‫استخدام بواليع الكربون‪ ،‬بموجب المادتين ‪ 3.3‬و‪ 3.4‬في‬ ‫أخرى للزيادة منذ نهاية التسعينيات عبر المنطقة ككل‪،‬‬
‫بروتوكول كيوتو‪ ،‬سيسهم في خفض االنبعاثات بنسبة‬ ‫ويرجع ذلك جزئي ًا إلى أن أسعار الغاز الطبيعي المتزايدة‬
‫إضافي تبلغ ‪ 0.8‬في المائة (‪.)EEA2006a‬‬ ‫أعادت استخدام الفحم كوقود رئيسي (انظر الشكل‬
‫‪ .)22-6‬وعلى الرغم من أن استخدام الطاقة نما بوتيرة‬
‫نحو نظام طاقة أكثر استدامة‬ ‫ال من النشاط االقتصادي على مدار الخمسة عشر‬ ‫أبطأ قلي ً‬
‫تم إطالق عدد من الخطط اإلقليمية بغية تطوير أهداف‬ ‫عام ًا الماضية‪ ،‬إال أن أوروبا ككل لم تنجح في تثبيت‬
‫مشتركة لسياسات الطاقة‪ ،‬وتعزيز اإلنتاج واالستهالك‬ ‫مستويات استهالك الطاقة بها‪ .‬وثمة فجوة واضحة في‬
‫المستدامين‪ ،‬وضمان استقرار اإلمداد‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫كفاءة استخدام الطاقة بين دول االتحاد األوروبي الخمس‬
‫في نوفمبر ‪ ،2006‬وافق االتحاد األوروبي وبلدان منطقتي‬ ‫عشرة واالتحاد األوروبي الجديد‪ ،‬نتيجة أسباب تكنولوجية‬
‫البحر األسود وبحر قزوين على استراتيجية طاقة مشتركة‬ ‫وهيكلية (انظر اإلطار ‪.)14-6‬‬
‫تقوم على أربعة جوانب‪ :‬دمج أسواق الطاقة‪ ،‬وتحسين‬
‫األمن المتعلق بالطاقة‪ ،‬وتعزيز التنمية المستدامة للطاقة‪،‬‬ ‫ومن المتوقع أن تظل االنبعاثات بالنسبة لالتحاد األوروبي‬
‫وجذب االستثمارات للمشروعات المشتركة (‪.)EC 2006a‬‬ ‫الجديد أقل من مستوياتها في عام ‪ 1990‬بشكل جيد بما‬
‫وفي مارس ‪ ،2007‬وافق االتحاد األوروبي على خطة عمل‬ ‫يسمح حتى بمضاعفة المردود االقتصادي‪ .‬وليس األمر‬
‫متكاملة للتغير المناخي والطاقة (‪ ،)EC 2007a‬استناد ًا‬ ‫كذلك مع إسرائيل‪ ،‬والتي ليس عليها أية التزامات بموجب‬
‫إلى حزمة مقترحات متكاملة من المفوضية األوروبية (‪EC‬‬ ‫بروتوكول كيوتو‪ ،‬لكنها تتنبأ بزيادات ملموسة مقارنة‬
‫‪ .)2007b‬ويوضح الشكل ‪ 23-6‬بعض ًا من آثار مبادرات‬ ‫بمستويات عام ‪ .1996‬ويمكن القول بأن االتجاهات‬
‫خفض ثاني أكسيد الكربون ‪ .CO2‬وتشير المخططات إلى‬ ‫واالحتماالت الحالية لدول االتحاد األوروبي الخمس عشرة‬
‫اإلسهامات المقدرة للعوامل المتنوعة التي أثرت على‬ ‫مقلقة‪ .‬ففي ظل التدابير والسياسات الداخلية الحالية‪ ،‬فإن‬
‫االنبعاثات من اإلنتاج العام للكهرباء والحرارة‪.‬‬ ‫إجمالي انبعاثات بلدان االتحاد األوروبي الخمس عشرة‬
‫سيكون فقط ‪ 0.6‬في المائة أقل من مستويات العام‬
‫ويعد االستثمار الرأسمالي المطلوب لتلبية نمو الطاقة‬ ‫األساسي ‪ .2010‬وإذا وضعنا في اعتبارنا التدابير‬

‫الشكل ‪ 21-6‬المتوسط السنوي النحرافات درجة الحرارة في أوروبا‬


‫مئوية‬
‫درجة ‪ž$‬‬
‫على المستوى األوروبي‬ ‫ ‬
‫على مستوى العالم‬
‫ ‬
‫مالحظات‪ :‬الرسم العالمي‪ :‬تم‬
‫الحصول على هذه البيانات من‬
‫  وﺣﺪة اﻟﺒﺤﻮث المناخية‪/‬جامعة‬
‫إيست انجليا ومركز هادلي التابع‬
‫لمكتب األرصاد الجوية البريطاني‪.‬‬
‫‪ 0‬الرسم األوروبي‪ :‬تم حسابه من‬
‫خالل “مستكشف المناخ”‬
‫التابع للمعهد الملكي الهولندي‬
‫ ‪ m‬لألرصاد الجوية (‪.)KNMI‬‬

‫ ‪ m‬الفترة المرجعية لالنحرافات هي‬


‫المستوى المتوسط ‪.1990–1961‬‬

‫ ‪m‬‬
‫المصدر‪)IPCC (2007 :‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‪1‬‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪228‬‬


‫الشكل ‪ 22-6‬االتجاهات في انبعاثات غازات االحتباس الحراري اإلجمالية‬ ‫المتوقع محفز ًا هام ًا لتوفيرات الطاقة‪ ،‬وتدابير كفاءة‬
‫‬ ‫االتحاد األوروبي‪25-‬‬ ‫استخدامها‪ ،‬وكذلك للتغيرات في مزيج الوقود‪ .‬وهناك‬
‫الجمعية التجارية‬
‫حاجة خاصة لالستثمار في البنية التحتية للطاقة في بعض‬
‫‬
‫الحرة األوروبية (‪)EFTA‬‬
‫أوروبا الغربية والقوقاز‬
‫‬ ‫(‪)EE&C‬‬ ‫بلدان جنوب شرق أوروبا‪ .‬ومن شأن استغالل مصادر‬
‫جنوب شرق أوروبا‬
‫الطاقة المتجددة أن يشكل إسهام ًا كبير ًا نحو إيجاد نظام‬
‫‬ ‫مالحظات‪ :‬بالنسبة لبعض‬
‫البلدان‪ ،‬لم يكن اإلبالغ عن بعض‬ ‫طاقة أكثر استدامة (‪ .)EEA 2005b‬وفي هذا الخصوص‪،‬‬
‫الغازات (وبصفة رئيسية الغازات‬
‫‬ ‫المفلورة) وافياً‪ ،‬ولكن نظرا ً للوزن‬ ‫قد يوفر استخدام آلية التنمية النظيفة مواقف يربح فيها‬
‫المنخفض نسبياً من الغازات‬
‫المفلورة‪ ،‬تعكس االتجاهات‬ ‫الجميع من خالل مساعدة البلدان الصناعية في تلبية‬
‫‬ ‫الموضحة تطور‪ ،‬وليس دقة‪،‬‬
‫إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة‪.‬‬ ‫أهدافها بموجب بروتوكول كيوتو‪ ،‬وفي نفس الوقت توفير‬
‫‬
‫في عام ‪ ،1990‬جاء حجم‬ ‫االستثمار الالزم في التكنولوجيات الجديدة للبلدان النامية‪.‬‬
‫االنبعاثات بمعدل مليون طن من‬
‫‬ ‫مكافئات ثاني أكسيد الكربون‬
‫على النحو التالي‪ :‬االتحاد األوروبي‬ ‫وال تمثل أهداف كيوتو سوى خطوة أولى نحو معدالت‬
‫= ‪ ،231 5‬أوروبا الغربية والقوقاز =‬
‫‬ ‫‪ ،630 4‬جنوب شرق أوروبا = ‪،620‬‬
‫الجمعية التجارية الحرة األوروبية‬ ‫تخفيض االنبعاثات العالمية التي ستكون مطلوبة من أجل‬
‫= ‪( 106‬راجع المربع ‪ 13-6‬للحصول‬
‫‬ ‫على تفسير لتجمعات البالد)‪.‬‬ ‫الوصول إلى الهدف طويل المدى التفاقية األمم المتحدة‬
‫المصدر‪EEA 2007, adapted :‬‬
‫اإلطارية المتعلقة بتغير المناخ (‪ .)UNFCCC‬وإلى اآلن لم‬
‫‬
‫‪from UNFCCC-CDIAC 2006‬‬ ‫يتم التوصل إلى اتفاقية حول أهداف ‪ UNFCCC‬بالنسبة‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫للبلدان الصناعية‪ ،‬أو حول استراتيجيات جديدة ممكنة‬


‫لخفض االنبعاثات بالنسبة للبلدان األخرى‪ .‬وقد أعطى‬
‫اإلطار ‪ 14-6‬كفاءة استهالك الطاقة وإعادة الهيكلة الصناعية في أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية‬
‫الوعي العام المتنامي‪ ،‬والمدفوع بأسعار الطاقة المرتفعة‪،‬‬
‫زخم ًا سياسي ًا جديد ًا لسياسات تغير المناخ في أوروبا‪.‬‬
‫من المتوقع أن تنخفض كثافة الطاقة في أوروبا التي ال تخضع لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي بمعدل‬
‫وقد تم تحفيز ذلك بواسطة أحوال الطقس المتطرفة‪ ،‬على‬
‫سنوي يقدر بـ ‪ 2.5‬في المائة بين ‪ 2003‬و‪ .2030‬وتعتبر فجوة كفاءة الطاقة مناسبة بين أوروبا الشرقية والغربية لكل من‬
‫الجوانب التكنولوجية والهيكلية‪ ،‬حيث لعبت األخيرة دورا ً أكثر حسما ً عن ما هو معترف به غالبا ً‪.‬‬ ‫الرغم من أن هذه األحوال ليست بالضرورة نتيجة للتغير‬
‫المناخي‪ .‬ومن أجل تقييد آثار تغير المناخ عند مستوى‬
‫تشكل الصناعات المستهلكة للطاقة نصيبا ً متزايدا ً من النسيج الصناعي في أوروبا الشرقية‪ ،‬في حين أن العكس صحيح‬
‫بالنسبة ألوروبا الغربية‪ .‬وتوضح اإلحصائيات المرتبطة بالقطاع أن كفاءة الطاقة الخاصة بالصناعات المستهلكة للطاقة‬ ‫قابل للسيطرة‪ ،‬اقترح االتحاد األوروبي أن درجة الحرارة‬
‫في أوروبا الشرقية لم يتم تحسينها بشكل كبير على مدار السنوات القليلة الماضية‪.‬‬
‫العالمية ينبغي أال تتجاوز ‪ 2‬درجة مئوية في المتوسط فوق‬
‫المصدر‪EIA 2006a :‬‬ ‫المستويات المسجلة في عصر ما قبل الصناعة‪ .‬ولتحقيق‬
‫هذا الهدف‪ ،‬ينبغي أن تصل انبعاثات غازات االحتباس‬
‫الحراري إلى ذروتها قبل ‪ ،2025‬ثم تهبط بحلول ‪2050‬‬
‫بنسبة تصل إلى ‪ 50‬في المائة‪ ،‬مقارنة بالمستويات في‬

‫الشكل ‪ 23-6‬األثر المقدر للعوامل المختلفة على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توليد الحرارة‬
‫والكهرباء العامة في ‪ 25‬بلداً أعضاء االتحاد األوروبي (‪)EU-25‬‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (مليون طن)‬
‫‪m‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫التغيير الناتج عن كفاءة‬
‫االستخدام‬
‫‬ ‫التغيير الناتج عن تحويل‬
‫‬ ‫الوقود الحفري‬
‫التغيير الناتج عن مشاركة‬
‫‬ ‫الطاقة النووية‬
‫‬ ‫التغيير الناتج عن مشاركة‬
‫‬ ‫المواد المتجددة‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫‬ ‫الكربون الفعلية‬
‫‬
‫االنبعاثات االفتراضية في‬
‫‬ ‫حالة عدم حدوث تغيير‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫المصدر‪Adapted from :‬‬
‫‬ ‫‪EEA 2006b, Eurostat‬‬

‫‪229‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫بين السلع والخدمات المختلفة‪ .‬فبالنسبة لألغذية‬ ‫‪ .1990‬ويعني ذلك خفض االنبعاثات بنسبة ‪ 60-80‬في‬
‫والمشروبات‪ ،‬ترتبط غالبية اآلثار البيئية بأنشطة اإلنتاج‬ ‫المائة بحلول عام ‪ 2050‬في البلدان المتقدمة‪ .‬وإذا قبلت‬
‫الزراعي أو الصناعي‪ ،‬أما فيما يتعلق بالنقل الشخصي‬ ‫البلدان النامية التزامات خفض االنبعاثات‪ ،‬فسيكون عليها‬
‫فإن غالبية اآلثار تكون في مرحلة االستخدام‪ ،‬عند قيادة‬ ‫خفض انبعاثاتها بشكل كبير (‪.)EC 2007a, EC 2007b‬‬
‫السيارة أو السفر جواً‪.‬‬
‫اإلنتاج واالستهالك المستدامان‬
‫فك االرتباط بين استخدام المورد والنمو االقتصادي‬ ‫االستخدام غير المستدام للموارد‬
‫حقق االتحاد األوروبي تقدم ًا هام ًا في فك ارتباط استخدام‬ ‫يسهم اإلنتاج واالستهالك األوروبي في االستخدام المرتفع‬
‫الموارد بالنمو االقتصادي‪ ،‬وهو األمر الذي ينطبق على‬ ‫(وغير المستدام في الغالب) للموارد‪ ،‬مما يساعد في زيادة‬
‫المنطقة األوروبية ككل‪ ،‬وإن كان بخطى أبطأ (انظر اإلطار‬ ‫التدهور البيئي‪ ،‬واستنزاف الموارد الطبيعية‪ ،‬وتزايد‬
‫‪ .)15-6‬ومع ذلك‪ ،‬لم يتم تحقيق االنخفاض النهائي في‬ ‫النفايات داخل أوروبا وخارجها‪ .‬وكلما كان المجتمع أكثر‬
‫استخدام الموارد‪ .‬وقد تم تحقيق تطورات كذلك في الكفاءة‬ ‫ثراء‪ ،‬زادت الموارد التي يستخدمها والنفايات التي‬
‫اإليكولوجية‪ ،‬بيد أن المحاوالت الرامية إلى تغيير أنماط‬ ‫يخلفها‪ .‬ويتزايد اإلنفاق على االستهالك المنزلي بشكل‬
‫االستهالك لم تحقق سوى نجاح محدود‪ .‬وعلى مدار العقود‬ ‫ثابت عبر أوروبا (انظر الشكل ‪ ،)24-6‬وتتسم أوروبا‬
‫األربعة الماضية‪ ،‬زادت اإلنتاجية في استخدام المواد‬ ‫ببعض من أعلى معدالت االستهالك في العالم‪ .‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫الغربية‬
‫الخام والطاقة بنسبة ‪ 100‬في المائة و‪ 20‬في المائة على‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬تتغير أنماط االستهالك حيث يتناقص مكون‬
‫الترتيب‪ ،‬لكن ال يزال هناك متسع كبير للتحسن في كيفية‬ ‫الغذاء وترتفع النسب الخاصة بالنقل واالتصاالت‬
‫استخدام األوروبيين للطاقة والموارد‪.‬‬ ‫واإلسكان واالستجمام والصحة‪.‬‬

‫وفي الدول األعضاء الجديدة باالتحاد األوروبي‪ ،‬ساهم‬ ‫وقد تم تحديد اإلسكان والغذاء والحركة باعتبارها السلع‬
‫عدد من العوامل في تثبيت أو حتى خفض استخدم‬ ‫والخدمات التي تسبب أعلى اآلثار البيئية عبر دورات‬
‫الموارد الطبيعية على مدار السنوات القليلة الماضية‬ ‫حياتها (‪.)EEA 2005b, EEA 2007, EC 2006b‬‬
‫(‪ .)EEA 2007‬وهذه العوامل تشمل التغيرات في بنية‬ ‫وتختلف المرحلة الغالبة فيما يتعلق باآلثار على نحو كبير‬

‫لشكل ‪ 24-6‬إنفاق االستهالك النهائي المنزلي (االتحاد األوروبي)‬


‫‪&6‬‬ ‫‪&6‬‬
‫نفقات االستهالك المنزلي (تعادل القوة الشرائية بالدوالر األمريكي بالقيمة الثابتة ‪)2000‬‬
‫النقل واالتصاالت‬ ‫‬
‫السكنى‪ ،‬المياه‪،‬‬
‫الكهرباء‪ ،‬الغاز‬
‫‬
‫الترفيه والثقافة‬
‫والمطاعم والفنادق‬
‫الصحة والتعليم‬ ‫‬
‫سلع وخدمات أخرى‬
‫الكحول والتبغ‬
‫والمخدرات‬ ‫‬
‫األثاث والمعدات‬
‫المالبس واألحذية‬ ‫‬
‫الطعام والمشروبات‬
‫غير الكحولية‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ = EU10 :‬االتحاد‬
‫األوروبي الجديد باستثناء‬
‫بلغاريا ورومانيا‪ ،‬واللتين‬ ‫‬
‫انضمتا في يناير ‪.2007‬‬

‫‬
‫المصدر‪EEA 2007 :‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪230‬‬


‫اإلطار ‪ 15-6‬االستهالك واإلنتاج المستدامان (‪ )SCP‬وجدول أعمال السياسة البيئية‬
‫االقتصاد واإلنتاج‪ ،‬وباألخص االنخفاض في مستوى‬
‫أكد مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية (‪ )UNCED‬في ريو دي جانيرو عام ‪ 1992‬مشكلة االستهالك غير المستدام‪ .‬وبعد‬ ‫اإلنتاج الصناعي والكثافة الزراعية‪ ،‬إلى جانب تحديث‬
‫ذلك بعشر سنوات‪ ،‬تمخضت القمة العالمية للتنمية المستدامة (‪ )WSSD‬في جوهانسبرج عن اتفاقية لتطوير "إطار عمل‬
‫البرامج المتعلقة بأنماط االستهالك واإلنتاج المستدامة"‪ .‬وقد ظهرت عملية مراكش العالمية حول االستهالك واإلنتاج‬
‫التكنولوجيات وتحسين الكفاءة‪ .‬وفي أوروبا الغربية‪ ،‬فإن‬
‫المستداميين‪ ،‬بما في ذلك فرق العمل السبعة التي تقودها البلدان بعد قمة جوهانسبرج‪ ،‬وتهدف إلى تحضير إطار عمل‬ ‫فك ارتباط اآلثار البيئية واستخدام المواد وتوليد النفايات‬
‫للبرامج الخاصة بلجنة األمم المتحدة المعنية بالتنمية المستدامة (‪ )CSD‬في ‪.2010-2011‬‬
‫بشكل نهائي من النمو االقتصادي يبقى تحدياً‪.‬‬
‫واصبح ملموسا ً اآلن بشكل متزايد على أجندة السياسة في المنطقة األوروبية‪ ،‬االستهالك واإلنتاج المستداميين‪ ،‬وفصل‬
‫اآلثار البيئية عن النمو االقتصادي‪ ،‬وزيادة الكفاءة اإليكولوجية واإلدارة المستدامة للموارد‪ .‬وتشير االستراتيجيات المواضيعية‬
‫لالتحاد األوروبي حول االستخدام المستدام للموارد الطبيعية‪ ،‬ومنع النفايات وإعادة تدويرها واستراتيجية التنمية المستدامة‬
‫ويتم إعادة تصميم المنتجات من أجل تلبية هذا التحدي‪،‬‬
‫لالتحاد األوروبي إلى معالجة االستهالك واإلنتاج غير المستدامين‪ .‬وتقوم اللجنة بإعداد خطة عمل االتحاد األوروبي حول‬ ‫لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا سيؤدي في نهاية‬
‫االستهالك واإلنتاج المستدامين‪.‬‬
‫المطاف إلى فك االرتباط المطلق‪ .‬وقد تم إدخال تدابير‬
‫ولقد تم إعداد االستراتيجيات الوطنية المرتبطة باالستهالك واإلنتاج المستدامين‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في جمهورية التشيك‬ ‫تطوعية من أجل تحفيز اإلنتاج واالستهالك المستدامين‪،‬‬
‫وفنلندا والسويد والمملكة المتحدة‪ .‬ما زال العمل حول تلك القضايا في مرحلة مبكرة في بعض مناطق أوروبا‪ ،‬بما في ذلك‬
‫أوروبا الشرقية والقوقاز وبلدان البلقان‪.‬‬ ‫بما في ذلك استخدام العالمات اإليكولوجي‪ ،‬والمسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات‪ ،‬ونظام اإلدارة ومراجعة الحسابات‬
‫اإليكولوجية لالتحاد األوروبي (‪ ،)EMAS‬واالتفاقيات‬
‫المصدر‪EEA 2007 :‬‬

‫الطوعية مع العديد من الصناعات‪.‬‬


‫التي تسهم في تلوث الهواء (انظر اإلطار ‪.)16-6‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن االستهالك واإلنتاج المتزايدين‪ ،‬مضاف ًا‬
‫وقد انخفضت انبعاثات الملوثات في أوروبا الغربية بنسبة‬ ‫إليهما انعدام الوقاية‪ ،‬يجاوزان في الغالب مكاسب الكفاءة‬
‫‪ 2‬في المائة سنوي ًا منذ عام ‪ 2000‬نتيجة التطبيق الفعال‬ ‫(انظر اإلطار ‪ .)16-6‬ولجعل أنماط االستهالك واإلنتاج أكثر‬
‫لسياسات االتحاد األوروبي المعنية بنوعية الهواء‪ ،‬وهو‬ ‫استدامة‪ ،‬يلزم وجود األدوات االقتصادية التي يمكنها أن‬
‫االتجاه الذي يتوقع أن يستمر حتى ‪( 2020‬انظر الشكل‬ ‫تعكس التكاليف البيئية واالجتماعية الفعلية للمواد والطاقة‪،‬‬
‫‪ .)25-6‬وفي جنوب شرق أوروبا‪ ،‬استقرت االنبعاثات في‬ ‫وينبغي أن تقترن هذه األدوات بأدوات قانونية وأدوات‬
‫الفترة بين عامي ‪ 2000‬و‪ ،2004‬ويتوقع حدوث انخفاض‬ ‫قائمة على المعلومات وغيرها من األدوات ذات الصلة‪.‬‬
‫حوالي ‪ 25‬في المائة بحلول ‪ 2020‬تقريباً‪ .‬وبالنسبة‬
‫ألوروبا الشرقية‪ ،‬فقد أدى االنتعاش االقتصادي منذ عام‬ ‫ورغم أن التحدي بالنسبة ألوروبا الغربية يتمثل في تحقيق‬
‫‪ 1999‬إلى زيادة ‪ 10‬في المائة في انبعاثات الهواء‪،‬‬ ‫فك االرتباط‪ ،‬ففي بعض المناطق الفرعية داخل أوروبا‬
‫وتشير التوقعات حتى ‪ 2020‬إلى المزيد من الزيادات في‬ ‫يمثل عدم وجود أنظمة لجمع النفايات والتخلص اآلمن‬
‫االنبعاثات‪ ،‬باستثناء ثاني أكسيد الكبريت (‪Vestreng‬‬ ‫منها مشكلة كبرى‪ ،‬لكونه يسبب تلويث األراضي والمياه‬
‫‪ .)and others 2005‬وهو ما يستلزم جهود ًا أقوى‬ ‫الجوفية (‪ .)EEA 2007‬وتواجه بعض بلدان أوروبا‬
‫لتحقيق مستويات أكثر أمان ًا لنوعية الهواء‪ .‬وفي أوروبا‬ ‫الشرقية والقوقاز تهديد ًا آخر يتمثل في النفايات الخطرة‬
‫الغربية وجنوب شرق أوروبا‪ ،‬فإن االنخفاض المتوقع في‬ ‫المتراكمة التي تم توليدها أثناء الفترة السوفيتية‪ .‬وتشمل‬
‫االنبعاثات سيحد من اآلثار على الصحة العامة والنظم‬ ‫في األساس نفايات مشعة وعسكرية ومخلفات تعدين‪،‬‬
‫اإليكولوجية بشكل كبير بحلول ‪ ،2020‬لكن ليس بالحد‬ ‫إضافة إلى مخزونات كبيرة من مبيدات اآلفات القديمة‬
‫الكافي الذي يمكن من الوصول إلى مستويات آمنة‪.‬‬ ‫التي تحتوي على ملوثات عضوية دائمة (‪ .)POPs‬ونظر ًا‬
‫النعدام األموال الالزمة للتخلص السليم من هذه النفايات‪،‬‬
‫وفي العام ‪ ،2000‬تم تقدير أن التعرض للجسيمات من‬ ‫فإنها تصبح خطر ًا كبيرا على البيئة (‪.)UNEP 2006e‬‬
‫شأنه أن يقلل من متوسط العمر المتوقع اإلحصائي‬
‫بحوالي ‪ 9‬أشهر في دول االتحاد األوروبي الخمس‬ ‫نوعية الهواء والنقل‬
‫والعشرين‪ .‬وهو ما يمكن مقارنته بآثار الحوادث المرورية‬ ‫ملوثات الهواء‬
‫(‪.)EC 2005a, Amann and others 2005‬‬ ‫رغم التقدم في الحد من االنبعاثات‪ ،‬فإن تلوث الهواء ال‬
‫يزال يشكل خطر ًا داهم ًا على كل من صحة اإلنسان‬
‫وقد تراجع ترسيب الكبريت‪ ،‬عامل التحميض الرئيسي‪،‬‬ ‫والبيئة‪ .‬وينتج التأثير الرئيسي على الصحة من الجسيمات‬
‫خالل السنوات العشرين الماضية (‪ .)CHMI 2003‬وفي‬ ‫الصغيرة المحمولة في الهواء (المواد الجسيمية)‪ ،‬ومكوناتها‬
‫عام ‪ ،2000‬كان ترسيب األحماض ال يزال فوق األحمال‬ ‫السامة‪ ،‬مثل الفلزات الثقيلة والهيدروكربونات األروماتية‬
‫الحرجة في أجزاء من أوروبا الغربية‪ ،‬لكن النسبة للمئوية‬ ‫متعددة الحلقات‪ ،‬ومن أوزون الطبقة السفلى من الغالف‬
‫لمساحات الغابات المتأثرة في البلدان الخمس والعشرين‬ ‫الجوي كذلك‪ .‬ويعتبر زيادة عدد المركبات ذات المحركات‪،‬‬
‫لالتحاد األوروبي يتوقع أن تنخفض من ‪ 23‬في المائة عام‬ ‫واالنبعاثات الصناعية‪ ،‬وإنتاج الطاقة‪ ،‬واألسر من العوامل‬

‫‪231‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫الشكل ‪ 25-6‬االنبعاثات اإلسقاطات حسب اإلقليم الفرعي للجسيمات أصغر من ‪ 10‬ميكرون ومركبات األوزون‬
‫‪1.‬‬
‫مليون طن‬
‫جنوب شرق أوروبا‬ ‫‬
‫شرق أوروبا‬
‫‬
‫أوروبا الغربية والوسطى‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫مركبات األوزون‬
‫مليون طن‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬تشير سالئف األوزون إلى‬ ‫‬
‫المركبات الكيميائية‪ ،‬مثل أول‬
‫أكسيد الكربون والميثان وأكسيد‬ ‫‬
‫النيتروجين وبعض المركبات‬ ‫‬
‫األخرى‪ ،‬التي تتفاعل‪ ،‬في وجود‬
‫اإلشعاع الشمسي‪ ،‬مع مركبات‬ ‫‬
‫كيميائية أخرى لتكوين األوزون‪ ،‬في‬ ‫‬
‫الغالف الجوي بصفة رئيسية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫المصادر‪Official country :‬‬
‫;‪reports to UNECE-EMEP‬‬ ‫‬
‫‪2010-2020 CAFE baseline‬‬ ‫‬
‫‪projection (current legislation‬‬
‫‪with moderate climate policy‬‬ ‫‬
‫‪)scenario – IIASA/RAINS‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫على المركبات‪ .‬وقد نجحت هذه الضوابط في السيطرة‬ ‫‪ 2000‬إلى ‪ 13‬في المائة في العام ‪ .2020‬ومن المتوقع‬
‫على ملوثات مثل أول أكسيد الكربون والهيدروكروبون‬ ‫أن يكون األمونيا المصدر الغالب للتحميض في المستقبل‪.‬‬
‫وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة‪ ،‬باستخدام‬
‫تقنيات مثل المحوالت التحفيزية وعناصر التحكم األكثر‬ ‫خفض تلوث الهواء‬
‫كفاءة في المحركات‪ .‬ومن المخطط أن يتم إدخال العمل‬ ‫شهدت الفترة من ‪ 1990‬إلى ‪ 2004‬تحقيق بعض التقدم‬
‫بمعيار ‪ Euro 5‬في ‪ 2009‬والذي من شأنه أن يعمل على‬ ‫في الحد من تلوث الهواء‪ .‬وتأتي معظم االنخفاضات في‬
‫المزيد من الحد من انبعاثات الملوثات الخاضعة للتنظيم‪.‬‬ ‫الجسيمات من قطاع اإلمداد بالطاقة والصناعة‪ ،‬ومن‬
‫المتوقع أن يحدث المزيد من االنخفاض في االنبعاثات مع‬
‫وتمتلك منطقتا أوروبا الشرقية وجنوب شرق أوروبا‬ ‫استخدام تقنيات محركات المركبات األنظف‪ ،‬والتحكم في‬
‫صناعات السيارات الخاصة بها‪ ،‬حيث لم تقم تلك‬ ‫انبعاثات احتراق الوقود الدائمة من خالل التخفيض أو‬
‫الصناعات تلقائي ًا بتبني تقنيات المركبات المعمول بها في‬ ‫استخدام أنواع الوقود منخفضة الكبريت‪ ،‬مثل الغاز‬
‫أوروبا الغربية مثل المحوالت التحفيزية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تلك‬ ‫الطبيعي أو البنزين الخالي من الرصاص (انظر اإلطار‬
‫التقنيات تتوافر في أوروبا الغربية بتكلفة منخفضة‪ ،‬ولذلك‬ ‫‪ .)17-6‬وبدء ًا من ‪ 1993‬حتى ‪ ،2007‬حرص االتحاد‬
‫فإن إدخال استخدام أنظمة التحكم في االنبعاثات ربما‬ ‫األوروبي على فرض ضوابط صارمة على نحو تصاعدي‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪232‬‬


‫اإلطار ‪ 16-6‬زيادة الطلب على النقل يتجاوز التحسينات الفنية‬

‫للحركة المرورية‪ ،‬األمر الذي يسهم في استهالك قدر أكبر من الوقود‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يوجد وقود ذو‬ ‫تسهم المحوالت الحفازة‪ ،‬المطلوبة منذ عام ‪ ،1993‬في تحسين نوعية الهواء في أوروبا الشرقية (‪EEA‬‬
‫نوعية أسوأ في بعض أجزاء أوروبا الوسطى والشرقية‪.‬‬ ‫‪ ،)2006c‬إال أن المكاسب تم مقابلتها جزئيا ً بزيادة في حركة المرور على الطرق وأعداد أكبر من سيارات‬
‫الديزل‪ .‬وفي أوروبا الوسطى والشرقية‪ ،‬أصاب التدهور أنظمة النقل العام منذ مطلع التسعينيات‪ ،‬وزادت‬
‫في أوروبا الغربية والوسطى‪ ،‬ال تزال حركة نقل الشحن على الطرق آخذة في النمو بصورة أسرع من‬ ‫ملكية السيارات (انظر الشكل ‪ .)25-6‬ففي أوروبا الشرقية والوسطى‪ ،‬تراوحت ملكية السيارات في عام‬
‫االقتصاد‪ ،‬يدفعها على ذلك توسع االتحاد األوروبي في األسواق بجانب تدويلها المتنامي‪ .‬ففي أوروبا‬ ‫‪ 2003‬بين ‪ 252‬لكل ألف نسمة (سلوفاكيا) و‪( 641‬لوكسمبورج)‪ .‬والرقم الخاص بدولة بيالروسيا يرجع إلى‬
‫الوسطى والشرقية‪ ،‬كان نقل الشحن آخذ في التزايد منذ أوائل التسعينات‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يؤدي‬ ‫عام ‪ ،1998‬ويفترض أن النمو المستمر منذ ذلك الحين من شأنه وضع ملكية السيارات بالبلد على المستويات‬
‫العمل التجاري اإللكتروني والتكاليف المنخفضة نسبيا ً للنقل على الطرق ‪ -‬نتيجة نقص االلتزامات‬ ‫الروسية‪ .‬أما الرقم الخاص بأرمينيا فيرجع إلى عام ‪ ،1997‬وكان حجم أسطولها مستقرا ً بين ‪ 1993‬و‪.1997‬‬
‫للتكاليف المتعلقة بالبنية التحتية والعوامل الخارجية البيئية ‪ -‬إلى تغيير قطاع الشحن من خالل‬
‫عمليات‪ ،‬مثل االستعانة بمصادر خارجية‪ ،‬و اإلنتاج ذي التخزين المنخفض‪ ،‬والتوزيع الالمركزي والتسليم‬ ‫في أوروبا الوسطى والشرقية‪ ،‬انخفض إجمالي االنبعاثات من المركبات أقل من أوروبا الغربية والوسطى‪،‬‬
‫"في الوقت المناسب"‪.‬‬ ‫بيد أن انبعاثات كل مركبة بات أكبر بكثير نظرا ً لنوعية الطرق والمركبات األسوأ‪ ،‬ونقص اإلدارة الفعالة‬

‫المصدر‪EEA 2006c, EEA 2007 :‬‬

‫الشكل ‪ 26-6‬امتالك السيارة في أوروبا‬


‫السيارات‪/‬ألف نسمة‬
‫‬ ‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫جم بق‬
‫صرب سود غو نيا‬

‫أ‬
‫ورو‬
‫كر لج‬

‫ر‬

‫تر‬

‫أ‬

‫رو‬

‫بي‬

‫أر‬

‫جم‬

‫جور‬

‫أذ‬
‫لبا‬
‫وما‬
‫ا ة ي مق‬

‫مي‬

‫ربي‬
‫أل و دو‬

‫ال‬

‫كيا‬

‫سيا‬

‫الرو‬
‫هوري ة ‪-‬‬
‫واتيا بل‬

‫با ا‬
‫يا‬

‫سا‬

‫نيا‬

‫هو‬

‫جيا‬
‫نيا‬
‫نيا‬

‫جان‬
‫س‬
‫وا‬

‫لغ‬
‫رية‬
‫االت‬

‫ربي‬
‫حا‬

‫المصدر‪UNECE 2006a, :‬‬


‫مو‬

‫ةو‬
‫دية‬

‫لد‬
‫سال‬

‫الو‬

‫‪World Bank 2005a‬‬


‫وفا‬

‫س‬
‫فيا‬

‫طى‬

‫تتعدى القيمة المستهدفة لألوزون‪ .‬وفي ‪ ،2003‬وهو عام‬ ‫يكون وسيلة فعالة التكلفة للحد من انبعاثات الملوثات من‬
‫شهد تركيزات أوزون مرتفعة للغاية نتيجة درجات الحرارة‬ ‫وسائل النقل في أوروبا الشرقية‪ .‬فمن شأن تبني كل من‬
‫المترفعة المرتبطة بالظروف الجوية (‪،)EEA 2004a‬‬ ‫روسيا وأوكرانيا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لمعايير انبعاثات‬
‫ازدادت هذه النسبة إلى حوالي ‪ 60‬في المائة‪.‬‬ ‫السيارات ‪( EURO‬انظر الجدول ‪ ،)6-6‬أن يؤثر على غالبية‬
‫سكان منطقة شرق أوروبا والقوقاز بالكامل‪ ،‬بل وجزء أكبر‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن موقف ثاني أكسيد النيتروجين‬ ‫من االقتصاد وأسطول المركبات‪ .‬عالوة على أنه سيؤثر‬
‫‪ NO2‬يتحسن‪ ،‬لكن ‪ 25‬في المائة من سكان الحضر في‬ ‫في البلدان التي لم تقم بإدخال العمل بالمعايير نظر ًا ألن‬
‫أوروبا ال يزالوا معرضين على نحو محتمل إلى تركيزات‬ ‫معظم المصنعين سيعملون على تلبية المعايير الجديدة‪.‬‬
‫تتجاوز قيمة الحد المطبق‪ .‬وقد انخفضت نسبة سكان‬
‫الحضر المعرضين لتركيزات من ثاني أكسيد الكبريت‬ ‫وال شك أن هذه التطورات تعتبر واعدة‪ ،‬لكن ال يزال البشر‬
‫معرضين لمستويات من تلوث الهواء تتعدى معايير نوعية‬
‫‪ SO2‬تتجاوز القيمة الحدية على المدى القصير ألقل من‬ ‫الهواء المحددة بواسطة االتحاد األوروبي ومنظمة الصحة‬
‫‪ 1‬في المائة‪ ،‬وتم االقتراب من التوافق مع قيمة الحد‬ ‫العالمية (‪ .)WHO‬وفي الفترة ‪ ،1997-2004‬كان‬
‫المعين بواسطة االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫‪ 23-45‬في المائة من سكان الحضر ال يزالوا معرضين‬
‫لتركيزات من المادة الجسيمية (‪ )PM10‬في الهواء المحيط‬
‫وقد زاد مستوى تلوث الهواء في المدن الكبرى بكل من‬ ‫تتجاوز قيمة الحد الخاص باالتحاد األوروبي لحماية صحة‬
‫روسيا وأوكرانيا ومولدوفا خالل األعوام األخيرة‪ ،‬وتجاوز‬ ‫اإلنسان‪ .‬ولم تشهد هذه الفترة أية اتجاهات ملموسة‬
‫مرار ًا معايير نوعية الهواء الخاصة بمنظمة الصحة‬ ‫(انظر الشكل ‪ .)27-6‬وبالنسبة لغاز األوزون‪ ،‬فهناك تباين‬
‫العالمية‪ .‬وترجع الزيادة في األساس إلى زيادة الجسيمات‪،‬‬ ‫واضح من عام آلخر‪ .‬فخالل هذه الفترة‪ ،‬كان ‪ 20-25‬في‬
‫وثاني أكسيد النيتروجين‪ ،‬والبنزوبيرين‪ .‬وفي روسيا‪ ،‬زاد‬ ‫المائة من سكان المناطق الحضرية معرضين لتركيزات‬

‫‪233‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 17-6‬الرصاص ‪ -‬قصة نجاح؟‬
‫المخاطر التي تهدد استخدام األرض‬
‫تتسم الزراعة في أوروبا باتجاهين يهددان التنوع‬ ‫يؤثر الرصاص على التطور الفكري لألطفال‪ ،‬حتى في حاالت التعرض المنخفضة‪ .‬تعد المعلومات الموثوق بها حول مستويات‬
‫الرصاص في الدم من أجزاء عديدة في أوروبا ناقصة‪ ،‬لكن تشير دراسات من بلغاريا ورومانيا وروسيا وجمهورية مقدونيا‬
‫البيولوجي‪ :‬التكثيف والهجر وبتعبير اجتماعي اقتصادي‪،‬‬ ‫اليوغسالفية السابقة (‪ )FYROM‬إلى أن متوسط مستويات التعرض في األطفال قد يكون مرتفعا ً‪.‬‬
‫فإن الزراعة في المناطق الهامشية تعاني من الضغط‬ ‫وقد ظهر بشكل واضح أن التحول إلى استخدام البنزين الخالي من الرصاص يؤدي إلى تقليل مستويات الرصاص بالدم‪ ،‬والحد‬
‫من المخاطر الصحية المرتبطة بذلك‪ ،‬إال أنه في عام ‪ ،2003‬كانت ال تزال بعض البلدان الواقعة في أوروبا الوسطى والشرقية‬
‫وتتعرض لكل من هجر األراضي وتكثيف الزراعة (‪EEA‬‬ ‫يبيعون البنزين المحتوي على الرصاص والخالي منه‪.‬‬

‫‪2004b, EEA 2004c, Baldock and others‬‬ ‫وتظل كذلك االنبعاثات الصناعية مصادر مهمة للتعرض للرصاص في بعض أجزاء أوروبا‪ .‬ففي جمهورية مقدونيا‬
‫اليوغسالفية السابقة‪ ،‬انخفض متوسط مستويات الرصاص العالية في الدم (ما يزيد على ‪ 160‬ميكروجرام‪/‬لتر) في األطفال‬
‫‪ .)1995‬ويمثل كل من الزحف الحضري وتطوير البنية‬ ‫الذين يعيشون بالقرب من مصهر للرصاص والزنك إلى أكثر من النصف بعد أن توقف المصنع عن نشاطه‪.‬‬

‫األساسية والقطع غير المشروع لألشجار والحرائق‬ ‫المصدر‪WHO 2007, UNEP 2007a :‬‬

‫البشرية مشكالت أخرى متفاقمة تهدد التنوع البيولوجي‬


‫في المنطقة األوروبية‪.‬‬ ‫عدد المدن التي تتسم بتركيزات بنزوبيرين أعلى من الحد‬
‫األقصى المسموح به في األعوام الخمسة األخيرة لتصل‬
‫وتؤدي أنظمة الزراعة األكثر تكثيف ًا إلى زراعات ذات‬ ‫إلى ‪ 47‬في المائة عام ‪.2004‬‬
‫محصول واحد عالية اإلنتاجية‪ ،‬لكن مع تنوع بيولوجي‬
‫منخفض للغاية‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬توجد أنظمة الزراعة‬ ‫ويهدف برنامج العمل البيئي السادس لالتحاد األوروبي‬
‫التقليدية الغنية باألنواع والتي شكلت المنظر الطبيعي‬ ‫(‪ )6EAP‬إلى الوصول لمستويات نوعية الهواء التي ال‬
‫األوروبي وأوجدت موائل غنية باألنواع‪ .‬وتتسم هذه‬ ‫ينجم عنها آثار سلبية ملموسة أو مخاطر على صحة‬
‫األنظمة بكثافات منخفضة المخزون‪ ،‬وتشتمل على مدخالت‬ ‫اإلنسان والبيئة‪ .‬وفي سبتمبر ‪ 2005‬تم تبني االستراتيجية‬
‫كيمائية قليلة أو منعدمة‪ ،‬وتتسم بإدارة كثيفة العمالة‪ ،‬مثل‬ ‫المواضيعية المعنية بتلوث الهواء (‪ )EC 2005b‬التي‬
‫رعي الماشية‪ .‬وتضم أنظمتها اإليكولوجية المراعي شبه‬ ‫تحدد أهداف االتحاد األوروبي في مجال نوعية الهواء حتى‬
‫الطبيعية مثل البادية وأراضي ‪( dehesas‬أراض مراعي‬ ‫‪ .2020‬ويلخص الجدول ‪ 6.7‬الفوائد المتوقعة من‬
‫تتناثر بها أشجار البلوط وتوجد عادة في البرتغال‬ ‫االستراتيجية مقارنة بالموقف في عام ‪.2000‬‬
‫وأسبانيا) والمراعي الجبلية‪ .‬ويتطلب الحفاظ على هذه‬
‫الموائل االستمرار في ممارسات إدارة األراضي التقليدية‪.‬‬ ‫تغير استخدام األرض وفقدان التنوع البيولوجي‬

‫الجدول ‪ 6.6‬إقرار البلدان غير األعضاء في االتحاد األوروبي (‪ )EU‬لمعايير انبعاثات عوادم السيارات األوروبية‬

‫‪EURO 4‬‬ ‫‪EURO 3‬‬ ‫‪EURO 2‬‬ ‫‪EURO 1‬‬

‫‪2006/2007‬‬ ‫‪2001/2002‬‬ ‫‪1997/1997‬‬ ‫‪1993/1993‬‬ ‫سيارات الركاب‪/‬المركبات التجارية الخفيفة لالتحاد األوروبي‬

‫‪2007/2007‬‬ ‫بلغاريا‬

‫‪2006/2007‬‬ ‫رومانيا‬

‫‪2006/2007‬‬ ‫تركيا‬

‫‪2000‬‬ ‫كرواتيا‬

‫القيود الوطنية المفروضة على أول أكسيد الكربون والهيدروكربون‬ ‫ألبانيا‬

‫القيود الوطنية المفروضة على أول أكسيد الكربون‬ ‫جمهورية مقدونيا اليوغسالفية السابقة‬

‫ال يوجد قانون‬ ‫البوسنة والهرسك‬

‫ال يوجد قانون‬ ‫صربيا والجبل األسود‬

‫‪Q4-2006‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫بيالروس‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫روسيا‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫أوكرانيا (فقط بشأن المركبات المستوردة)‬

‫مالحظات‪:‬‬
‫بيالروسيا‪ :‬غير واضح‪ ،‬في حالة إشارة المعلومات إلى معيار ملزم أو مجرد إتاحة المركبات المتوافقة مع المعيار‪.‬‬
‫روسيا‪ :‬تشير التقارير الصحفية غير المؤكدة إلى أن طرح معايير قد يكون معطالً‪.‬‬
‫لم يتم تضمين المعيار ‪ EURO 5‬األخير‪ ،‬حيث أن الدول غير األعضاء في االتحاد األوروبي لم تبدأ بعد في تطبيقه‪.‬‬
‫تشير السنوات إلى الوقت الذي تكون فيه المعايير مطروحة‪/‬سيتم طرحها‪ :‬سيارات الركاب‪/‬المركبات التجارية الخفيفة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬استناد ًا إلى معلومات تم تلقيها من نقاط االتصال بالوكالة األوروبية للبيئة (‪)EEA‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪234‬‬


‫الشكل ‪ 27-6‬سكان الحضر في ‪ 32‬بلداً أعضاء المجموعة االقتصادية األوروبية (‪ )EEA-32‬المعرضون لتلوث هواء‬
‫يتجاوز القيم الحدية والقيم المستهدفة‬
‫النسبة المئوية للتلوث الحضري‬
‫‬ ‫‪1.‬‬
‫‪/0‬‬
‫‬
‫‪O‬‬
‫‬ ‫ ‪40‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المصدر‪EEA 2006d :‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫األراضي وهو ما يتمثل في فقدان محتوى الكربون‬ ‫ويعاني القطاع الزراعي من انعدام المتابعة في عملية‬
‫العضوي في التربة‪ ،‬وتزايد معدالت التآكل‪ ،‬والتملح‪،‬‬ ‫التحرير‪ ،‬وفي بناء مؤسسات السوق القادرة على دعم‬
‫وانخفاض اإلنتاجية‪ ،‬وفقدان الغطاء النباتي‪.‬‬ ‫تطوير أسواق غذائية تنافسية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تنتشر زراعة‬
‫الكفاف في أوروبا الشرقية‪ .‬وتعد الظروف االجتماعية‬
‫وعلى الرغم من أن الحراجة في أوروبا تتسم باالستدامة‪،‬‬ ‫االقتصادية في المناطق الريفية التي تتسم بنظام الزراعة‬
‫لكن توجد مشكالت إقليمية وباألخص القطع غير المشروع‬ ‫صغيرة النطاق غير مواتية بصفة عامة‪ ،‬وهو ما يرتبط‬
‫لألشجار في أوروبا الشرقية وحرائق الغابات التي تتم‬ ‫بانخفاض الدخول‪ ،‬وظروف العمل الصعبة‪ ،‬وانعدام‬
‫بفعل اإلنسان‪ .‬وفي األعوام األخيرة‪ ،‬تزايد حجم حرائق‬ ‫الخدمات االجتماعية بما يجعل الزراعة خيار ًا غير مفضل‬
‫الغابات وتكرارها (‪Goldammer and others‬‬ ‫للشباب‪ .‬وتكون عاقبة ذلك نزوح السكان من المناطق‬
‫‪ .)2003, Yefremov and Shvidenko 2004‬وقد‬ ‫الريفية وهجران األراضي‪ .‬فقد تم هجر أكثر من‬
‫وصلت منطقة البلقان وكرواتيا وعملية التعاون في جنوب‬ ‫‪ 200.000‬كم مربع من األراضي الصالحة للزراعة في‬
‫شرق أوروبا ‪ FYROM‬وبلغاريا إلى ذروة قوية في العام‬ ‫روسيا األوروبية على سبيل المثال‪ ،‬ومن المتوقع أن يستمر‬
‫‪ ،)FAO 2006a(2000‬فيما شهد صيف ‪ 2003‬موسم ًا‬ ‫هذا االتجاه (‪)Prishchepov and others 2006‬‬
‫من أشد مواسم الحرائق في العقود األخيرة في جنوب‬ ‫(انظر اإلطار ‪ .)18-6‬ويرتبط هجر األراضي الزراعية‬
‫شرق أوروبا وفرنسا والبرتغال (‪ .)EC 2004‬وحالي َا تبلغ‬ ‫كذلك باختفاء ممارسات اإلدارة التقليدية بما يتسبب في‬
‫مساحة الغابات في أوروبا ‪ 10.3‬مليون كم مربع (‪ 79‬في‬ ‫تدهور المزارع ذات القيمة الطبيعية العالية‪ ،‬على سبيل‬
‫المائة في روسيا)‪ .‬وتشكل الغابات األولية حوالي ربع هذه‬ ‫المثال‪ ،‬من خالل التعدي عندما ال تعد األغنام وحرائق‬
‫المساحة‪ ،‬حيث ال توجد أية مؤشرات مرئية واضحة على‬ ‫الشتاء الخاضعة للسيطرة تمنع الحشائش من التطاول‪.‬‬
‫أنشطة اإلنسان‪ ،‬فيما تغطي الغابات الطبيعية المعدلة التي‬
‫تتسم بتأثير بشري محدود ‪ 50‬في المائة‪ ،‬وتتمثل النسبة‬ ‫ويسهم االفتقار إلى إدارة زراعية جيدة‪ ،‬وهو ما يتضمن‬
‫الباقية في غابات معدلة بدرجة كبيرة‪.‬‬ ‫التصريف غير المالئم والرعي الجائر والري‪ ،‬في تدهور‬

‫الجدول ‪ 6.7‬الفوائد المتوقعة االستراتيجية المواضيعية لالتحاد األوروبي بشأن تلوث الهواء‬

‫الفوائد المتعلقة بالبيئة الطبيعية في دول االتحاد األوروبي السبع والعشرين (‪( )EU-27‬كم‪)2‬‬ ‫الفوائد المتعلقة بصحة اإلنسان في دول االتحاد األوروبي السبع والعشرين (‪)EU-27‬‬

‫األوزون (تخطي منطقة‬ ‫إشباع المياه بالمغذيات (تخطي‬ ‫التحمض (تخطي منطقة‬ ‫الوفاة المبكرة من جراء‬ ‫فقدان سنوات العمر نتيجة‬ ‫الفوائد الصحية‬
‫الغابات)‬ ‫المنطقة اإليكولوجية)‬ ‫الغابات)‬ ‫جسيمات (‪ )PM2.5‬واألوزون (‪)O3‬‬ ‫التعرض لجسيمات ‪PM2.5‬‬ ‫النقدية (يورو‪/‬السنة)‬

‫‪000 827‬‬ ‫‪000 733‬‬ ‫‪000 243‬‬ ‫‪000 370‬‬ ‫‪ 3.62‬مليون‬ ‫–‬ ‫‪2000‬‬

‫‪000 699‬‬ ‫‪000 416‬‬ ‫‪000 63‬‬ ‫‪000 230‬‬ ‫‪ 1.91‬مليون‬ ‫‪ 135-42‬مليار‬ ‫استراتيجية ‪2020‬‬

‫مالحظات‪:‬‬
‫لم يتم تحويل منافع األنظمة اإليكولوجية إلى أموال نقدية‪ ،‬لكن من المتوقع أن تحظى بأهمية بالغة‪.‬‬
‫تم استكمال فوائد األنظمة اإليكولوجية لسيناريو االستراتيجية من التحليالت الحالية‪.‬‬
‫المصدر‪EC 2005b :‬‬

‫‪235‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 18-6‬تهميش المناطق الريفية‬
‫التنوع البيولوجي األوروبية (‪ )EC 2006c‬بلدان االتحاد‬
‫األوروبي إلى تعزيز االتساق واالتصال لشبكة ‪NATURA‬‬ ‫يمكن تحديد المناطق المعرضة للتهميش من خالل ربحيتها المنخفضة ونسبة عالية من المزارعين الذين اقتربوا من سن‬
‫‪ .2000‬عالوة على أنها تؤكد على الحاجة إلى استعادة‬ ‫التقاعد‪ .‬ويظهر التهميش في أوروبا الغربية في أجزاء من فرنسا وأيرلندا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا‪ ،‬حيث تزايد في بعض من‬
‫هذه المناطق خالل التسعينيات‪.‬‬
‫التنوع البيولوجي وخدمات النظام اإليكولوجي في المناطق‬
‫الريفية غير المحمية داخل االتحاد األوروبي‪ .‬ويعتبر التزام‬ ‫في كثير من مقاطعات شمال وشمال شرق روسيا األوروبية‪ ،‬تم هجر ما يزيد عن نصف مساحة المحاصيل خالل التسعينيات‪.‬‬
‫وتمثل قسوة المناخ ونقص السكان دافعين رئيسيين لهذا االتجاه‪ .‬ويعتبر ما يقرب من ‪ 40‬في المائة من المستوطنات‬
‫ال‬
‫البلدان األعضاء في االتحاد األوروبي بهذه األهداف عام ً‬ ‫الريفية "قرى محتضرة"‪ ،‬إذ يوجد بها عدد من السكان أقل من ‪ .10‬ويظهر أعلى معدل من التهميش للمناطق الريفية في‬
‫أساسيا في تطبيق شبكة ‪ .PEEN‬وتعتبر التوجيهات بشأن‬ ‫سيبريا الشرقية والشرق األقصى‪.‬‬

‫الموائل والطيور (‪)Habitat and Birds Directives‬‬ ‫المصادر‪EEA 2005a, Nefedova 2003 :‬‬

‫هي الصك الرئيسي المعمول به فيما يتصل بالحفاظ على‬


‫الطبيعة‪ ،‬إلى جانب شبكة من مناطق ‪Natura 2000‬‬ ‫ويمثل تغير المناخ مشكلة شاملة يتوقع أن تصبح الموجه‬
‫تغطي ‪ 16‬في المائة من االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫األساسي لفقدان التنوع البيولوجي في المستقبل‪ ،‬وأن‬
‫تؤثر على اإلنتاجية‪ ،‬ودورات نمو النباتات والحيوانات‪،‬‬
‫وفي عام ‪ ،1987‬أوصى تقرير لجنة برونتالند بإزالة‬ ‫وتوزيع األنواع (‪Ciais and others 2005, Thomas‬‬
‫اإلعانات المقدمة إلى الزراعة المكثفة وفك االرتباط بين‬ ‫‪ .)and others 2004‬ويلخص الجدول ‪ 6.8‬التهديدات‬
‫اإلنتاج واإلعانات‪ .‬وفي ‪ ،2003‬تم إصالح السياسة الزراعية‬ ‫الرئيسية للتنوع الحيوي في أوروبا‪.‬‬
‫المشتركة لالتحاد األوروبي (‪ )CAP‬حيث تم التركيز بشكل‬
‫أكبر على التنمية الريفية‪ .‬وال تزال الزراعة المكثفة تتلقى‬ ‫إدارة التنوع البيولوجي‬
‫جزء ًا كبير ًا من اإلعانات الزراعية بموجب سياسة ‪،CAP‬‬ ‫يغطي الريف المفتوح جزء ًا كبير ًا من المشهد الطبيعي‬
‫بيد أن نطاق أدوات السياسة البيئية الزراعية قد اتسع‪.‬‬ ‫األرضي األوروبي والعالمي‪ ،‬ويعتمد جزء ملموس من‬
‫التنوع البيولوجي على اإلدارة المالئمة للريف المفتوح‪.‬‬
‫وتشمل الخطط البيئية الزراعية دعم حفظ األراضي‬ ‫ويجب أن يكون هدف الريف المفتوح هو إيجاد النظم‬
‫الزراعية ذات القيمة الطبيعية المرتفعة‪ .‬وتتألف هذه‬ ‫اإليكولوجية الفعالة أو استعادتها كأساس للتنمية‬
‫المناطق من "البقاع الساخنة" للتنوع الحيوي في المناطق‬ ‫المستدامة من خالل ضمان وجود ظروف مواتية إيكولوجي ًا‬
‫الريفية (‪ .)EEA 2004b, EEA 2004c‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫وعندئذ فقط يمكن إيقاف فقدان التنوع‬ ‫ٍ‬ ‫على المدى الطويل‪.‬‬
‫يتم تقديم اإلعانات إلى المزارعين الذين يلتزمون بالممارسات‬ ‫البيولوجي وضمان الحفاظ على القيم االجتماعية‬
‫الزراعية الجيدة‪ ،‬مثل الحد من التآكل ورشح النترات‪.‬‬ ‫واالقتصادية والثقافية لألشخاص الذين يعيشون في الريف‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن البلدان الجديدة في االتحاد األوروبي‬ ‫المفتوح ويعتمدون عليه‪.‬‬
‫كانت أبطأ في تنفيذ بعض من هذه األدوات البيئية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هدف االتحاد األوروبي الذي يرمي‬
‫نقص المياه العذبة‬ ‫إلى إيقاف فقدان التنوع البيولوجي بحلول ‪2010‬‬
‫كمية المياه ونوعيتها‬ ‫(‪ ،)EC 2006c, UNECE 2003a‬يعتبر أكثر صرامة من‬
‫على الرغم من أن الكثير من السكان في المنطقة األوروبية‬ ‫الهدف العالمي المحدد في اتفاقية التنوع البيولوجي والذي‬
‫يحظون بخدمة جيدة‪ ،‬فإن البعض ما زال يفتقر إلى مياه‬ ‫يرمي إلى الحد بشكل ملموس من المعدل العالي لفقدان‬
‫الشرب المحسنة‪ ،‬وهناك نسبة أكبر ال تتمتع بالوصول إلى‬ ‫التنوع البيولوجي‪ .‬ورغم أنه تم تحقيق إنجازات كثيرة‪ ،‬فلن‬
‫الصرف الصحي‪ .‬وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية‬ ‫يكون باإلمكان الوصول إلى هذا الهدف بالنسبة لكافة‬
‫إلى أنه بالنسبة لمنطقة أوروبا فإن المياه غير اآلمنة والصرف‬ ‫النظم اإليكولوجية واألنواع والموائل في أوروبا‪.‬‬
‫الصحي والنظافة الصحية تؤدي إلى ‪ 18000‬حالة وفاة‬
‫قبل العمر المتوقع‪ ،‬و‪ 736000‬سنة عمر معدلة نتيجة‬ ‫وتعد الشبكة اإليكولوجية األوروبية (‪ )PEEN‬إطار عمل‬
‫اإلعاقة (‪ ،)DALYs‬وفقدان ‪ 1.18‬مليون سنة من العمر‪.‬‬ ‫غير ملزم يهدف إلى تحسين االتصال اإليكولوجي عبر‬
‫أوروبا من خالل تعزيز التآزر بين السياسات‪ ،‬وتخطيط‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬يتمتع السكان في أوروبا الغربية بوصول‬ ‫استخدام األراضي‪ ،‬والتنمية الريفية والحضرية على كافة‬
‫مستمر إلى مياه الشرب ذات النوعية الجيدة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫األصعدة (‪ .)Council of Europe 2003a‬ويتم دعم‬
‫ففي بلدان البلقان وبعض المناطق في أوروبا الوسطى‪،‬‬ ‫إنشاء ‪ PEEN‬من خالل األحكام واإلدوات القانونية الواردة‬
‫تكون اإلمدادات بالمياه متقطعة وذات نوعية سيئة (انظر‬ ‫ضمن العديد من المواثيق واالتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫اإلطار ‪ .)19-6‬وعندما يحصل المستخدمون على المياه‬
‫بشكل متقطع‪ ،‬فإنه ثمة مخاطرة أكبر بأن تصل الملوثات‬ ‫وتدعو اتصاالت المفوضية األوروبية بشأن استراتيجية‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪236‬‬


‫الجدول ‪ 6.8‬التهديدات الرئيسية للتنوع البيولوجي المعلنة في كامل إقليم أوروبا‬

‫جنوب شرق أوروبا‬ ‫أوروبا الشرقية‬ ‫القوقاز‬ ‫أوروبا الشمالية الغربية‬ ‫التهديد‬

‫**‬ ‫**‬ ‫***‬ ‫**‬ ‫تغير المناخ‬

‫**‬ ‫**‬ ‫*‬ ‫**‬ ‫التحضر والبنية األساسية‬

‫**‬ ‫**‬ ‫*‬ ‫**‬ ‫تكثيف الزراعة‬

‫***‬ ‫**‬ ‫**‬ ‫هجر األرض‬

‫**‬ ‫*‬ ‫**‬ ‫*‬ ‫التصحّ ر‬

‫*‬ ‫***‬ ‫*‬ ‫التحمض‬

‫**‬ ‫**‬ ‫*‬ ‫***‬ ‫إشباع المياه بالمغذيات‬

‫**‬ ‫التلوث اإلشعاعي‬

‫**‬ ‫**‬ ‫*‬ ‫حرائق الغابات‬

‫*‬ ‫**‬ ‫**‬ ‫القطع غير القانوني لألشجار‬

‫*‬ ‫***‬ ‫الصيد غير القانوني وتجارة الحياة البرية‬

‫*‬ ‫**‬ ‫*‬ ‫**‬ ‫األنواع الغريبة الغازية‬

‫تهديد خطير‬ ‫***‬ ‫تهديد متوسط ‬ ‫**‬ ‫تهديد صغير ‬ ‫*‬

‫المصدر‪EEA 2007 :‬‬

‫الكثير من الكتل المائية للحدود المسموح بها فيما يخص‬ ‫إلى الشبكة‪ ،‬وأن تتعرض البنية التحتية للتدهور‪ .‬ويكون‬
‫النترات والملوثات األخرى (‪.)EEA 2003, EEA 2007‬‬ ‫الفاقد بالتسرب من شبكات التوزيع مرتفع ًا في الغالب‪،‬‬
‫وربما يضيع أكثر من ثلث المياه قبل الوصول في الكثير‬
‫وقد أدى تناقص مدخالت المواد المستهلكة لألكسجين‪،‬‬ ‫من بلدان أوروبا الوسطى والشرقية (انظر الشكل ‪.)28-2‬‬
‫كاألمونيا والفسفور‪ ،‬من المياه المستعملة الحضرية إلى‬
‫المياه السطحية إلى تحسن ظروف التغذية باألكسجين‬ ‫وفي غالبية أجزاء المنطقة‪ ،‬تحسنت نوعية المياه منذ‬
‫والمغذيات في األنهار والبحيرات‪ .‬أما بالنسبة للنيتروجين‬ ‫‪ 1990‬نتيجة االنخفاض في أحمال الملوثات الناتجة من‬
‫الذي يأتي بصفة أساسية من الزراعة‪ ،‬فقد كان التحسن‬ ‫معالجة مياه الصرف الصحي والصناعات‪ ،‬وكذلك‬
‫ال أو منعدماً‪.‬‬
‫ضئي ً‬ ‫االنخفاض في النشاط الصناعي والزراعي (انظر الشكل‬
‫‪.)EEA 2003, UNEP 2004a, EEA 2007( )29-6‬‬
‫والزراعة ليست مسؤولة فقط عن جزء كبير من تلوث‬ ‫وبعض األنهار الكبيرة‪ ،‬مثل كورا والفولجا ال تزال تعاني‬
‫المياه‪ ،‬لكنها أيض ًا مسؤولة عن حوالي ثلث استخدام‬ ‫من التلوث الشديد (‪.)EEA 2007‬‬
‫المياه عبر أوروبا‪ ،‬وباألخص في الجنوب‪ .‬وتتباين نسبة‬
‫المياه المستخدمة للزراعة من ال شيء إلى ‪ 80‬في المائة‬ ‫وتعتبر الزراعة المساهم الرئيسي في تلوث المياه في‬
‫من إجمالي الطلب على المياه‪ ،‬استناد ًا إلى البلد‪.‬‬ ‫أوروبا الغربية‪ .‬ويرجع معظم التلوث بالنترات‪ ،‬والذي‬
‫يسبب كذلك اإلغناء بالمغذيات‪ ،‬إلى األسمدة الزراعية‬
‫وقد تراجع استخدام المياه الصناعية عبر ثمانينيات‬ ‫والصرف السطحي المحمل بالسماد الطبيعي‪ .‬وفي‬
‫وتسعينيات القرن العشرين‪ ،‬بفضل إعادة تدوير المياه‪،‬‬ ‫االتحاد األوروبي الجديد‪ ،‬أدت األزمة المالية التي أصابت‬
‫وإغالق بعض الصناعات‪ ،‬وتراجع اإلنتاج الصناعي (‪EEA‬‬ ‫قطاع الزراعة في التسعينيات من القرن العشرين إلى‬
‫‪ .)1999‬وقد انخفض استخدام المياه المنزلية في أوروبا‬ ‫تراجع حاد في استخدام األسمدة وأعداد الماشية‪ ،‬لكنها‬
‫الغربية نتيجة األسعار المرتفعة‪.‬‬ ‫تشهد تزايد ًا اآلن‪.‬‬

‫إدارة المياه والصرف الصحي‬ ‫إن هناك فائض ًا نيتروجيني ًا مرتفع ًا في أنواع التربة بالكثير‬
‫حدد عدد من االتفاقيات االستجابات الممكنة لمشكالت‬ ‫من البلدان‪ ،‬وتبقى التركيزات أعلى في المناطق التي تكون‬
‫نوعية المياه في أوروبا‪ .‬وتتخذ التوجيهات اإلطارية بشأن‬ ‫فيها الزراعة أكثر كثافة (‪.)EEA 2005a, UNEP 2004a‬‬
‫المياه لالتحاد األوروبي‪ ،‬والتي تم إدخال العمل بها في عام‬ ‫وإذا أضفنا إلى ذلك استخدام مبيدات اآلفات الزراعية‪،‬‬
‫ال إلدارة الموارد المائية يهدف إلى‬
‫‪ ،2000‬نهج ًا متكام ً‬ ‫فإن هذا يهدد موارد المياه الجوفية‪ ،‬ويؤدي إلى تجاوز‬

‫‪237‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 19-6‬توفير المياه والصرف الصحي في أرمينيا‬

‫وقد تدهورت كذلك شبكة تصريف المياه بشكل خطير مع فقدان ما يزيد عن ‪ 60‬في المائة من المياه‬ ‫تعاني أقسام من البنية األساسية ذات الحجم المفرط وغير الفعالة للمياه والصرف الصحي من‬
‫عموما ً‪ .‬وغالبا ً ما يستقبل المواطنون مياه أقل من المعايير الصحية الميكروبيولوجية‪ .‬وازدادت نسبة‬ ‫اإلهمال‪ ،‬وال وجود لها حتى في بعض األحيان‪ .‬وتقوم شبكة تصريف المياه بجمع مياه الصرف الصحي من‬
‫خطوط أنابيب المياه غير المطابقة من ‪ 21‬في المائة في عام ‪ 1990‬إلى ‪ 57‬في المائة عام ‪ .2000‬وقد كان‬ ‫‪ 60-80‬في المائة للمناطق الحضرية‪ ،‬إال أنه يتم تصريف مياه المجارير غير المعالجة مباشرة في المياه‬
‫هناك زيادة ملحوظة في األمراض التي تنقلها المياه بين عامي ‪ 1992‬و‪ ،2001‬ويوضح الرسم البياني أدناه‬ ‫المستقبلة‪ ،‬حيث أن عددا ً قليالً فقط من محطات المعالجة الـ ‪ 20‬التي تم إنشاؤها قبل عام ‪ 1990‬ما‬
‫زيادة هائلة في فقد المياه من شبكات المياه بين عامي ‪ 1998‬و‪ ،2002‬على الرغم من أن المعدل آخذ في‬ ‫يزال يعمل‪ .‬فقد تم بناء ما يقرب من ‪ 63‬في المائة من جميع أنظمة تجميع مياه الصرف الصحي منذ ما‬
‫التباطؤ بشكل واضح‪.‬‬ ‫يقرب من ‪ 40-45‬عاما ً‪ ،‬وهي اآلن تعاني من التدهور‪.‬‬

‫الشكل ‪ 28-6‬المياه المفقودة في أرمينيا‬


‫في المائة‬
‫أرمينيا (بدون يريفان(‬ ‫‬
‫يريفان‬ ‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫المصدر‪OECD 2005, OECD :‬‬ ‫‬
‫‪and Republic of Armenia‬‬
‫‬
‫‪2004, UNECE 2003b‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫للملوثات‪ ،‬مثل الصرف الزراعي (‪EEA 2003, EEA‬‬ ‫اكتساب كافة الكتل المائية لحالة إيكولوجية جيدة بحلول ‪.2015‬‬
‫‪ .)2005a‬وتتسم المصادر غير المحددة بصعوبة قياسها‬
‫أو تقديرها ومن ث َّم صعوبة إدارتها (‪.)UNEP 2004a‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن الشراكات من أجل إدارة المياه‬
‫ال في االتحاد األوروبي‪ ،‬حيث يوجد العديد‬ ‫تمثل تقليد ًا طوي ً‬
‫ومن شأن تحديث شبكات المياه أن يعمل على تحسين‬ ‫من االتفاقيات الدولية مثل لجنة الدانوب واللجنة الدولية‬
‫إتاحة المياه‪ ،‬كما يؤدي معالجة التسربات إلى منع فقدان‬ ‫لحماية نهر الراين‪ .‬لكن رغم ذلك كان هناك تراجع كبير‬
‫كميات ملموسة من المياه المنقولة باألنابيب في بعض‬ ‫في مستوى مراقبة نوعية المياه في أجزاء من أوروبا‬
‫بلدان االتحاد األوروبي الجديد (‪ .)EEA 2003‬وال شك أن‬ ‫الوسطى والشرقية في تسعينيات القرن العشرين‪ .‬ومنذ‬
‫أنظمة قياس وتسعير المياه المناسبة ستسهم في إيجاد‬ ‫ذلك‪ ،‬تحققت تحسنات ملحوظة‪ ،‬لكن ال تزال المراقبة في‬
‫الحافز لحفظ المياه‪ ،‬وتؤدي إلى توفيرات تقدر بنحو‬ ‫العديد من البلدان غير كافية إلعطاء صورة واضحة حول‬
‫‪ 10-20‬في المائة (‪ ،)EEA 2001‬على أنه ينبغي توخي‬ ‫نوعية المياه (‪.)EEA 2007‬‬
‫الحذر حتى ال تكون األسعار مانعة الستخدامها‪ .‬وتنص‬
‫التوجيهات اإلطارية لالتحاد األوروبي بشأن المياه على أنه‬ ‫وقد تغير تركيز االتحاد األوروبي من المصادر الدائمة‬
‫ينبغي أن يسهم مستخدمو المياه على نحو كاف في‬ ‫لتلوث المياه إلى المصادر المنتشرة أو غير المحددة‬

‫الشكل ‪ 29-6‬متوسط تركيزات التلوث في المياه األوروبية‬


‫النيترات بالملليجرام‪ ،‬ثالث أكسيد النيتروجين‪1/-‬‬ ‫الفوسفات ميكروجرام ‪P/l‬‬
‫النيترات‬ ‫‬ ‫‬
‫البحيرات – النيترات (‪)21‬‬
‫المياه الجوفية –‬ ‫‬ ‫‬
‫النيترات (‪)173‬‬ ‫‬ ‫‬
‫األنهار – النيترات (‪)1,140‬‬
‫‬ ‫‬
‫الفوسفات‬
‫البحيرات – إجمالي‬ ‫‬ ‫‬
‫الفوسفور (‪)49‬‬
‫‬ ‫‬
‫األنهار – أورثوفوسفيت‬
‫‪ -‬أمالح حمض‬ ‫‬ ‫‬
‫الفوسفوريك (‪)906‬‬
‫‬ ‫‬
‫مالحظة‪ :‬تشير األرقام‬
‫الموجودة بين األقواس إلى‬ ‫‬ ‫‬
‫عدد مواقع أخذ العينات‬
‫‬ ‫‬
‫المصدر‪EEA 2003, EEA :‬‬
‫‪2007, UNEP 2004a‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪238‬‬


‫في بوليفيا‪ ،‬و‪ 8.8‬في المائة في أوروجواي‪ .‬فيما يتمتع الـ‬ ‫التكلفة الكاملة لإلمداد بالمياه‪.‬‬
‫‪ 20‬في المائة األكثر ثرا ًء بنسبة ‪ 41.8‬في المائة من‬
‫الدخل الوطني في أوروجواي‪ ،‬و‪ 62.4‬في المائة في‬ ‫ويمكن تطبيق إدارة الطلب على المياه في قطاع الزراعة‪،‬‬
‫البرازيل (‪.)CEPAL 2005‬‬ ‫على سبيل المثال من خالل إحالل النباتات قليلة الطلب‬
‫على المياه محل المحاصيل (‪،)UNEP 2004a‬‬
‫وبعد ثمانينيات القرن العشرين؛ "العقد المفقود"‪ ،‬حيث‬ ‫واالستعانة بتكنولوجيا الري األكثر توفير ًا للمياه‪ .‬وتجدر‬
‫انخفض الناتج اإلجمالي المحلي بنسبة ‪ 3.1‬في المائة‪/‬‬ ‫اإلشارة إلى أن إعادة تدوير المياه يعتبر كذلك إحدى‬
‫عام نتيجة أزمة اقتصادية عامة‪ ،‬نما الناتج اإلجمالي‬ ‫الوسائل الجيدة لالستخدام المستدام للمياه‪.‬‬
‫المحلي بنسبة ‪ 53‬في المائة بين ‪ 1990‬و‪ ،2004‬أو ‪2.9‬‬
‫في المائة‪/‬عام في المتوسط (‪GEO Data Portal,‬‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫‪ .)from World Bank 2006‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا المعدل‬ ‫موجهات التغير‬
‫يعتبر أقل بشكل ملحوظ مما تحقق في مناطق فرعية نامية‬ ‫االتجاهات االجتماعية االقتصادية‬
‫أخرى (وباألخص جنوب شرق آسيا)‪ ،‬وأقل بشكل كبير‬ ‫تتألف منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي (‪ )LAC‬من‬
‫أيض ًا من الحد ‪ 4.3‬في المائة المطلوب لتلبية األهداف‬ ‫‪ 33‬بلداً‪ ،‬ويمكن تقسيمها فرعي ًا إلى ثالث مناطق فرعية‪:‬‬
‫اإلنمائية لأللفية من أجل الحد من الفقر (‪.)CEPAL 2005‬‬ ‫البحر الكاريبي‪ ،‬وأمريكا الوسطى (المكسيك وأمريكا الوسطى)‬
‫وقد أدت األقلمة والعولمة إلى زيادة في استخراج النفط‬ ‫وأمريكا الجنوبية‪ .‬ويقطن المنطقة أكثر من ‪ 560‬مليون‬
‫والغاز‪ ،‬وتوسيع استخدام األراضي الصالحة للزراعة من‬ ‫نسمة‪ ،‬يمثلون أكثر من ‪ 8‬في المائة من سكان العالم‪،‬‬
‫أجل الصادرات المعتمدة على محصول واحد والسياحة‬ ‫ويتركز نصفهم في البرازيل والمكسيك‪ .‬وفي الفترة بين‬
‫المكثفة في منطقة البحر الكاريبي (‪.)UNEP 2004b‬‬ ‫إصدار تقرير لجنة برونتالند في ‪ 1987‬وعام ‪ ،2005‬نما‬
‫عدد السكان بحوالي ‪ 34‬في المائة‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫استهالك الطاقة‬ ‫معدل النمو السنوي للسكان بالمنطقة يقع بين ‪ 1.93‬و‪1.42‬‬
‫ال يزال استهالك الطاقة منخفضاً‪ ،‬ويتم استخدامها بشكل‬ ‫في المائة‪ ،‬فإن معدالت النمو ال تزال أعلى من ‪ 2‬في المائة‬
‫غير كفء نسبي ًا (انظر اإلطار ‪ .)20-6‬وقد زادت انبعاثات‬ ‫في العديد من بلدان أمريكا الوسطى‪ .‬وخالل نفس الفترة‪،‬‬
‫ثاني أكسيد الكربون البشرية من منطقة أمريكا الالتينية‬ ‫زاد معدل العمر المتوقع في المنطقة من ‪ 66‬إلى ‪ 71‬عام ًا‬
‫والبحر الكاريبي‪ ،‬والتي ترتبط ارتباط ًا وثيق ًا باستخدام‬ ‫(‪.)GEO Data Portal, from UNPD 2007‬‬
‫الطاقة‪ ،‬بحوالي ‪ 24‬في المائة في الفترة من ‪ 1990‬إلى‬
‫‪ .2003‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المعدل ‪ 2.4‬طن لكل شخص في‬ ‫وبالنسبة للمنطقة ككل‪ ،‬فإن التنمية البشرية‪ ،‬كما تُقاس‬
‫العام يعتبر أقل كثير ًا من المعدالت في البلدان النامية‬ ‫بمؤشر التنمية البشرية لبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪،‬‬
‫(‪ 19.8‬طن لكل شخص في العام بأمريكا الشمالية و‪8.3‬‬ ‫تعتبر متوسطة المستوى‪ .‬ومقارنة بعام ‪ ،1985‬فقد ارتفع‬
‫طن في أوروبا لعام ‪ .)2003‬وفي الحقيقة‪ ،‬فإن المنطقة‬ ‫تصنيف كافة البلدان بالمنطقة‪ ،‬بما يشير إلى أنه‪ ،‬في‬
‫ككل تسهم اليوم بنسبة ال تتعدى ‪ 5‬في المائة من انبعاثات‬ ‫المتوسط‪ ،‬أصبح السكان أكثر تمتع ًا بالصحة والتعليم‬
‫ثاني أكسيد الكربون بفعل اإلنسان (‪GEO Data‬‬ ‫وأقل معاناة من الفقر (‪ .)UNDP 2006‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫‪.)Portal, from UNFCCC-CDIAC 2006‬‬ ‫‪ 33‬في المائة فقط من سكان المنطقة يعيشون في بلدان‬
‫ذات مستوى تنمية بشرية مرتفع‪ .‬وقد صنفت هايتي في‬
‫وفي الفترة بين ‪ 1980‬و‪ ،2004‬كان هناك ركود في كثافة‬ ‫المرتبة ‪ 154‬بين ‪ 177‬بلد ًا على مؤشر التنمية البشرية‬
‫الطاقة (استهالك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي‬ ‫الصادر في عام ‪.2004‬‬
‫اإلجمالي) في منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‬
‫(‪ ،)CEPAL 2006‬وقد اقترن ذلك بآثار بيئية واقتصادية‬ ‫ويستمر الفقر وعدم المساواة كاثنين من التحديات‬
‫سلبية‪ .‬ففي البلدان الصناعية‪ ،‬انخفضت كثافة الطاقة‬ ‫الخطيرة‪ .‬وعلى الرغم من تراجع نسبة الفقراء من ‪48.3‬‬
‫بمعدل ‪ 24‬في المائة‪ .‬ويمكن إرجاع عدم التقدم فيما يتعلق‬ ‫في المائة عام ‪ 1990‬إلى ‪ 43.5‬في المائة عام ‪ ،1997‬إال‬
‫بكثافة استخدام الطاقة في أمريكا الالتينية والبحر‬ ‫أنها كانت ال تزال ‪ 42.9‬في المائة (‪ 222‬مليون نسمة)‬
‫الكاريبي إلى االفتقار للتقنيات األكثر كفاءة‪ ،‬والصناعات‬ ‫عام ‪ ،2004‬يعيش منهم ‪ 96‬مليون نسمة في فقر مدقع‬
‫التي عفا عليها الزمن‪ ،‬وأسعار الوقود المدعومة (فيما‬ ‫(‪ .)CEPAL 2005‬وتعتبر أمريكا الالتينية والبحر‬
‫يخص أسعار السوق العالمية)‪ ،‬واالستخدام المرتفع وغير‬ ‫الكاريبي من أسوأ مناطق العالم من حيث الالمساواة في‬
‫الكفء للطاقة في قطاع النقل (انظر الفصل ‪.)2‬‬ ‫الدخل‪ .‬ويتضح ذلك في أن الـ ‪ 20‬في المائة األشد فقر ًا‬
‫من األسر يحصلون على ‪ 2.2‬في المائة تقريب ًا من الدخل‬

‫‪239‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫‪.)and Detragiache 1999‬‬

‫الحوكمة‬
‫تعتبر العولمة البيئية قضية معقدة‪ ،‬نظر ًا ألن البيئة لم تعط‬
‫بعد األولوية المرتفعة التي تحتاجها (‪Gabaldón and‬‬
‫‪ .)Rodríguez 2002‬وتعد المشاركة اإلقليمية في‬
‫االتفاقيات الحكومية الدولية متعددة األطراف مرتفعة بصفة‬
‫عامة (انظر اإلطار ‪ ،)21-6‬وقد أنشئت المؤسسات‬
‫الحكومية المختصة رسمي ًا بالمسائل البيئية في غالبية‬
‫البلدان على مدار الخمسة عشر عام ًا الماضية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫فإن مكانة المؤسسات البيئية وميزانياتها تكون في الغالب‬
‫أقل مقارنة بالوزارات أو األقسام األخرى‪ ،‬وهو ما كان‬
‫سبب ًا إلى اآلن في فشل تعميم المعايير البيئية‪.‬‬

‫وتشير التحديات البيئية الحالية في أمريكا الالتينية والبحر‬


‫الكاريبي‪ ،‬وكذلك السياسات البيئية في الكثير من بلدانها‪،‬‬
‫بوضوح إلى حقيقة أن الحوكمة الرشيدة‪ ،‬وتخطيط‬
‫استخدام األراضي باألخص‪ ،‬تشكل قضايا هامة متعددة‬
‫القطاعات للقرن الحادي والعشرين‪.‬‬

‫وقد أكدت المنطقة على أن رأس المال الصناعي والبشري‬


‫هو األساس للتنمية‪ ،‬وهو ما يتجاهل رأس المال الطبيعي‬
‫(كل من الموارد الطبيعية والخدمات البيئية) باعتباره‬
‫األساس المادي لألنشطة االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وقد‬
‫أدى ذلك إلى تخطيط سيء للتنمية الحضرية والريفية‪،‬‬
‫وهجرة متزايدة من الريف إلى الحضر‪ ،‬وتفاقم مظاهر‬
‫الالمساواة االجتماعية والمكانية‪ ،‬وضعف القدرات‬
‫المؤسسية الالزمة إلنفاذ السياسات واللوائح البيئية‪.‬‬

‫ورغم تلك الصعاب‪ ،‬فإن المؤسسات الحكومية واألكاديمية‬


‫واالجتماعية تضمن بشكل كبير أن تظل القضايا البيئية‬
‫موضع اعتبار‪ .‬وتقر الحكومات على نحو متزايد بأن اإلدارة‬
‫البيئية ترتبط ارتباط ًا وثيق ًا بقضايا الفقر والالمساواة‪ ،‬وأن‬ ‫العلم والتكنولوجيا‬ ‫الصورة العلوية ألطفال وآبائهم يعملون طوال‬

‫الحوكمة الرشيدة ينبغي أن تنظر إلى االقتصاد المستقر‬ ‫افتقرت منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي تقليدي ًا إلى‬
‫النهار بحثا ً عن الخردة في القمامة لبيعها‪.‬‬
‫وتبين الصورة الواردة أدناه التفاوت بين الفقراء‬
‫باعتباره وسيلة للتنمية المستدامة‪ ،‬وليس فقط كهدف في‬ ‫التنافسية في التنمية العلمية واالبتكار التكنولوجي‬ ‫واألغنياء‪.‬‬

‫حد ذاته (‪.)Guimaraes and Bárcena 2002‬‬ ‫(‪ .)Philippi and others 2002‬لكن البلدان اتخذت‬ ‫شارك بالصور‪Mark Edwards/ :‬‬

‫خطوات مختلفة عديدة باتجاه االستثمار في العلم‬ ‫‪( Still Pictures‬الصورة العلوية)‬
‫‪Ron Giling/LINEAIR/Still Pictures‬‬
‫ويمكن أن يوفر الوصول الحر إلى المعلومات البيئية‬ ‫والتكنولوجيا البيئية ذات األهمية بالنسبة لتعزيز االستدامة‬ ‫(الصورة السفلية)‬

‫وإتاحة التعليم البيئي على نطاق واسع القوة الدافعة‬ ‫(‪Toledo and Castillo 1999, Philippi and‬‬
‫واإلرادة السياسية الالزمة لتحسين السياسات البيئية‪.‬‬ ‫‪ .)others 2002‬ومع ذلك‪ ،‬فإن القليل جد ًا من البلدان‬
‫ويمثل البحث المعني باألبعاد البيئية واالجتماعية‬ ‫في المنطقة استطاع الوصول إلى الهدف العالمي المتمثل‬
‫واالقتصادية لالستدامة ضرورة ملحة من أجل دعم إعداد‬ ‫في استثمار واحد في المائة على األقل من الناتج‬
‫السياسات التي تركز على اإلدارة المستدامة لألصول‬ ‫اإلجمالي المحلي في العلم والتكنولوجيا (‪.)RICYT 2003‬‬
‫األرضية؛ الطبيعية واالجتماعية‪ .‬وربما يكون ذلك التحدي‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك هجرة كبيرة لألشخاص الذين‬
‫األكبر الذي يواجه المنطقة‪.‬‬ ‫يتمتعون بمستوى مرتفع من التعليم إلى البلدان الصناعية‬
‫مما يوجد وضع ًا من "استنزاف العقول" (‪Carrington‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪240‬‬


‫اإلطار ‪ 20-6‬إمداد الطاقة وأنماط االستهالك‬

‫وعلى الرغم من هذه الوفرة في مصادر الطاقة‪ ،‬فإن استهالك الطاقة السنوي‬ ‫ال يزال عدم الوصول العادل للطاقة وكذلك عدم الكفاءة في استهالك الطاقة‬
‫للفرد‪ ،‬يعادل ‪ 0.088‬طن من النفط‪ ،‬قد ارتفع بمقدار طفيف فقط على مدار‬ ‫يمثالن تحديا ً أمام التنمية المستدامة‪ .‬وتمتلك أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‬
‫الفترة الممتدة من ‪ .2004 - 1987‬وال يزال هذا المعدل أقل من المتوسط‬ ‫‪ 22‬في المائة من إمكانيات العالم من الطاقة الكهرومائية و‪ 14‬في المائة من‬
‫العالمي (‪ 1.2‬طن)‪ ،‬وأكثر انخفاضا ً من االستهالك في البلدان المتقدمة (‪ 2.4‬طن‬ ‫قدرة أنظمة الطاقة الحرارية األرضية المركبة في كافة أنحاء العالم و‪ 11‬في‬
‫في أوروبا و‪ 5.5‬في أمريكا الشمالية)‪ .‬ويعتبر قطاع النقل والصناعة من القطاعات‬ ‫المائة من االحتياطات البترولية العالمية و‪ 6‬في المائة من الغاز الطبيعي و‪1.6‬‬
‫الرئيسية في استهالك الوقود‪ .‬ويتحمل قطاع النقل ‪ 37‬في المائة من إجمالي‬ ‫في المائة من الفحم‪ .‬وتعتمد بلدان مثل األرجنتين وتشيلي واإلكوادور والمكسيك‬
‫استهالك الطاقة‪ ،‬يليه في ذلك القطاع الصناعي والذي يتحمل ‪ 34‬في المائة‬ ‫وفنزويال إلى حد بعيد على أنواع الوقود األحفوري‪ ،‬في حين تستخدم كوستاريكا‬
‫خالل الفترة الممتدة من ‪ 1980‬إلى ‪ .2004‬وال يزال الوقود الخشبي يمثل مصدرا ً‬ ‫والباراجواي الطاقة المتجددة بشكل كبير‪ ،‬وتعتبر البرازيل على رأس قائمة‬
‫هاما ً للطاقة‪ ،‬وبشكل خاص في القطاع المحلي‪ ،‬على الرغم من انخفاض‬ ‫البلدان المنتجة للوقود الحيوي في العالم (من قصب السكر وفول الصويا)‪.‬‬
‫استخدامه بين عامي ‪ 1990‬و‪.2000‬‬
‫المصادر‪CEPAL 2005, GEO Data Portal from IEA2007, OLADE 2005, UNECLAC 2002 :‬‬

‫تأتي البرازيل على رأس قائمة البلدان المنتجة للوقود الحيوي في العالم‪ .‬الصورة العلوية لمصنع تقطير في البرازيل إلنتاج السكر واإليثانول‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Joerg Boethling/Still Pictures :‬‬

‫في المائة‪ ،‬وتستقبل مناطق مثل شوكو الكولومبية أكثر من‬ ‫قضايا مختارة‬
‫‪ 9000‬مم من التهطال في العام‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬فإن‬ ‫تمثل أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي حوالي ‪ 15‬في‬
‫‪ 6‬في المائة تقريب ًا من أراضي اإلقليم تعتبر صحراء وال‬ ‫المائة من إجمالي مساحة األراضي في العالم‪ ،‬ومع ذلك‬
‫يوجد‪ ،‬في بعض األماكن مثل صحراء تشيهواهوا وأتاكاما‪،‬‬ ‫فهي تتضمن أكبر تنوع من األقاليم اإليكولوجية المحددة‬
‫مقدار ملموس من التهطال‪ .‬وقد أدى تزايد الطلب على المياه‬ ‫بواسطة الصندوق العالمي للطبيعة‪ ،‬وتأوي أمثلة من كافة‬
‫وتلوثها‪ ،‬وباألخص في المناطق الحضرية المتنامية وحولها‪،‬‬ ‫المناطق البيولوجية‪ ،‬باستثناء التندرا والغابات الصنوبرية‬
‫إلى جانب االستخدام غير الفعال‪ ،‬إلى التراجع التدريجي‬ ‫(على الرغم من وجود بعض التندرا األلبية في بقاع‬
‫لتوافر المياه ونوعيتها‪ .‬وللمرة األولى خالل الثالثين عام ًا‬ ‫معزولة)‪ .‬كما تضم المنطقة أكبر تنوع من األنواع الحية‬
‫ال محدد ًا للتنمية االجتماعية‬
‫األخيرة‪ ،‬أصبح توافر المياه عام ً‬ ‫بين مناطق العالم‪ ،‬والكثير من أنواعها متوطنة‪ ،‬وتأوي‬
‫واالقتصادية لبعض مناطق أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪،‬‬ ‫العديد من أكبر أحواض األنهار بما في ذلك حوض نهر‬
‫وباألخص البحر الكاريبي (‪.)UNECLAC 2002‬‬ ‫األمازون ونهر أورينوكو ونهر بارانا‪ ،‬ونهر توكانتينس‪،‬‬
‫ونهر ساو فرانسيسكو‪ ،‬ونهر جريجالفا‪-‬أوسوماسينتا‬
‫وتمثل قضايا التحضر الواسع وغير المخطط‪ ،‬والتهديدات‬ ‫(‪.)FAO AQUASTAT 2006‬‬
‫التي تحيق بالتنوع البيولوجي والنظم اإليكولوجية األرضية‪،‬‬
‫وتدهور السواحل والتلوث البحري‪ ،‬والتعرض اإلقليمي‬ ‫ويعتبر نصيب المرء من المياه العذبة بالمنطقة أعلى كثيرا‬
‫للتغير المناخي األولويات الرئيسية بين القضايا البيئية في‬ ‫من المتوسط العالمي حيث يقدر بحوالي ‪ 28.000‬متر‬
‫المنطقة‪ .‬وتعتبر هذه القضايا األربعة المحددة قضايا‬ ‫مكعب لكل شخص في العام‪ ،‬لكن موارد المياه العذبة غير‬
‫جوهرية لكل من االستدامة البيئية اإلقليمية والعالمية‪.‬‬ ‫موزعة بشكل متكافئ‪ .‬وتمتلك البرازيل وحدها حوالي ‪40‬‬

‫‪241‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 21-6‬المشاركة اإلقليمية في االتفاقيات البيئية العالمية متعددة األطراف (‪)MEAs‬‬
‫الفترة من ‪ 1980‬إلى ‪ ،2000‬بلغ معدل النمو السنوي‬
‫لهذه المدن ‪ 2‬و‪ 4‬و‪ 1‬في المائة على الترتيب (‪WRI‬‬ ‫وقّعت أكثر من ‪ 90‬في المائة من البلدان في أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي على االتفاقيات البيئية متعددة األطراف (‪،)MEAs‬‬
‫‪.)2000, Ezcurra and others 2006‬‬ ‫مثل رامسار والتراث العالمي واتفاقية االتجار الدولي في األنواع المعرضة لالنقراض (‪ )CITES‬واتفاقية األمم المتحدة لقانون‬
‫البحار (‪ )UNCLOS‬وبروتوكولي كيوتو ومونتريال واتفاقية بازل‪ .‬وقد حظيت االتفاقيات البيئية متعددة األطراف المرتبطة‬
‫بالتنوع البيولوجي والتصحر بمستويات مشاركة أعلى إلى حد بعيد‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬كانت المشاركة في االتفاقيات‬
‫الهجرة من الريف إلى الحضر‬ ‫البيئية متعددة األطراف (‪( )MEAs‬األطراف الموقعة)‪ ،‬مثل بروتوكول قرطاجنة واتفاقيتي روتردام واستكهولم‪ ،‬منخفضة إلى‬
‫حد كبير‪ ،‬حيث بلغت نسبة المشاركة فيها ‪ 76‬و‪ 45‬و‪ 64‬في المائة على التوالي‪.‬‬
‫أدى النمو السكاني والهجرة من الريف إلى الحضر‪ ،‬نتيجة‬
‫الفقر وانعدام الوظائف بالمناطق الريفية‪ ،‬إلى تحويل نمط‬ ‫وال يزال يمثل ضمان االلتزام باالتفاقيات البيئية متعددة األطراف تحديا ً كبيرا ً‪ ،‬حيث يعتمد إنفاذ االتفاقيات على اإلجراءات‬
‫المحلية (وأحيانا ً دون اإلقليمية) التي تمثل فيه القدرات الحكومية أهمية كبيرة‪ .‬ونظرا ً ألن مطالب الرصد تنبع من الجمهور‪،‬‬
‫االستيطان من ريفي إلى حضري بصفة غالبة في أقل من ‪50‬‬ ‫فإن تمكين المجتمع المدني يمثل أهمية كبيرة‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪ ،‬بروتوكول مونتريال لعام ‪ 1987‬المتعلق بالمواد المستنفدة‬
‫عام ًا (‪ .)Dufour and Piperata 2004‬وقد حدثت الهجرة‬ ‫لطبقة األوزون وتعديالته‪ .‬ومع وجود ضغط اجتماعي ضعيف لاللتزام باالتفاقية‪ ،‬صادقت كافة البلدان البالغ تعدادها ‪ 33‬بلد‬
‫على االتفاقية ولكن حققت ‪ 7‬بلدان فقط األهداف المطلوبة‪.‬‬
‫بمعدالت متباينة في بلدان مختلفة‪ .‬فقد تحضرت األرجنتين‬
‫وتشيلي وفنزويال بصورة سريعة نسبي ًا فيما كان معدل التحضر‬ ‫المصادر‪GEO Data Portal, from MEA Secretariats, UNEP 2004b :‬‬

‫أبطأ في باراجواي واإلكوادور وبوليفيا‪ .‬واليوم‪ ،‬فإن هذه‬


‫البلدان األقل تحضر ًا تمتلك أعلى معدالت التحضر (‪3.3‬‬ ‫المدن المتنامية‬
‫إلى ‪ 3.5‬في المائة) (‪Galafassi 2002, Anderson‬‬ ‫التحضر‬
‫‪ .)2002, Dufour and Piperata 2004‬وقد تراجع‬ ‫تعد منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي أكثر المناطق‬
‫معدل النمو للكثير من المناطق الحضرية الكبرى مثل مكسيكو‬ ‫تحضر ًا في العالم النامي‪ ،‬وهي تمتلك مستوى تحضر‬
‫سيتي ومونتراي وجواداالجارا في المكسيك‪ ،‬لكن المدن‬ ‫مماثل للمناطق المتقدمة‪ .‬وفي الفترة بين عامي ‪1987‬‬
‫متوسطة الحجم ال تزال تواصل النمو‪ ،‬وباألخص تلك المدن‬ ‫و‪ ،2005‬زاد عدد سكان الحضر من ‪ 69‬إلى ‪ 77‬في‬
‫التي تضم أنشطة سياحية وتصنيعية (‪Garza 2002,‬‬ ‫المائة من إجمالي عدد السكان (انظر الشكل ‪.)30-6‬‬
‫‪.)Dufour and Piperata 2004, CONAPO 2004‬‬ ‫وفي جيانا وسانت لوسيا‪ ،‬يمثل سكان الحضر أقل من ‪28‬‬
‫وفي بيرو‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تتسم مدن كوزكو وجولياكا‬ ‫في المائة من إجمالي السكان‪ ،‬بينما في األرجنتين‬
‫وأياكوشو وأبانكاي بمعدل نمو أعلى من ليما (‪Altamirano‬‬ ‫وبورتوريكو وأوروجواي يمثلون أكثر من ‪ 90‬في المائة‪.‬‬
‫‪ .)2003‬وفي البرازيل‪ ،‬فإن أكثر من نصف قاطني منطقة‬ ‫وقد تباطأ معدل نمو سكان الحضر في المنطقة من ‪2.8‬‬
‫األمازون ال يعيشون في المدن الكبرى مثل ماناوس وبيليم‬ ‫في المائة سنوي ًا في الفترة بين ‪ 1985‬و‪ 1990‬إلى ‪1.9‬‬
‫(‪ .)Browder and Godfrey 1997‬وفي بعض الحاالت‪،‬‬ ‫في المائة سنوي ًا في الفترة بين ‪ 2000‬و‪GEO( 2005‬‬ ‫يستضيف نهر توكانتينس أنواعا ً مختلفة من‬

‫استحثت الهجرة من المناطق الريفية استعادة النظم اإليكولوجية‬ ‫‪ .)Data Portal, from UNPD 2005‬ويقطن المدن‬ ‫األحياء‪ ،‬يتسم العديد منها بأنها أنواع‬
‫متوطنة‪.‬‬
‫الطبيعية للغابات‪ ،‬وهي عملية يطلق عليها انتقال الغابات‬ ‫الكبرى مثل مكسيكو سيتي وساو باولو وبوينس آيرس‬ ‫شارك بالصور‪Mark Edwards/Still :‬‬
‫(‪.)Anderson 2002, Mitchell and Grau 2004‬‬ ‫حوالي ‪ 20‬و‪ 18‬و‪ 13‬مليون نسمة على الترتيب‪ .‬وفي‬ ‫‪Pictures‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪242‬‬


‫المكسيك والبرازيل مع ًا بنسبة ‪ 51‬في المائة (‪UNECLAC‬‬ ‫تلوث الهواء الحضري‬
‫‪ .)2002‬وفي الفترة بين ‪ 1998‬و‪ ،2002‬كانت الزراعة‬ ‫يظل التلوث الحضري‪ ،‬والذي ينشأ في األساس من‬
‫تستحوذ على ‪ 71‬في المائة من استخدام المياه في‬ ‫االستخدام المكثف للوقود األحفوري في قطاعات النقل‬
‫المنطقة (‪GEO Data Portal, from FAO‬‬ ‫والصناعة‪ ،‬قضية قائمة (انظر الفصل ‪ .)2‬ومع ذلك‪ ،‬فلم‬
‫‪ .)AQUASTAT 2007‬وقد زاد عدد سكان المنطقة الذين‬ ‫يقم سوى ثلث بلدان المنطقة بوضع معايير لنوعية الهواء‬
‫يتمتعون بالوصول إلى مياه الشرب المحسنة من ‪ 82.5‬في‬ ‫أو حدود لالنبعاثات‪ .‬ويجري مراقبة التلوث وإدارته على‬
‫المائة عام ‪ 1990‬إلى ‪ 91‬في المائة عام ‪ .2004‬وفي‬ ‫نحو أفضل في بعض من أكبر مدن المنطقة‪ ،‬مثل مكسيكو‬
‫نفس الفترة‪ ،‬زادت نسبة الوصول إلى المياه اآلمنة في‬ ‫سيتي (‪ )Molina and Molina 2002‬وساو باولو‪،‬‬
‫المناطق الحضرية من ‪ 93‬إلى ‪ 96‬في المائة‪ ،‬وفي‬ ‫حيث كانت الظروف لفترة طويلة ماضية على أسوأ ما‬
‫المناطق الريفية من ‪ 60‬إلى ‪ 73‬في المائة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫يكون‪ .‬وقد قامت مكسيكو سيتي بالقضاء تمام ًا على تلوث‬
‫فبحلول عام ‪ ،2005‬كان حوالي ‪ 50‬مليون شخص من‬ ‫الغالف الجوي بالرصاص‪ ،‬لكنها ال تزال تواجه مشكالت‬
‫سكان المنطقة يفتقرون إلى الوصول مياه الشرب المحسنة‬ ‫خطيرة فيما يتعلق بأوزون الطبقة السفلى من الغالف‬
‫(‪GEO Data Portal, from WHO and UNICEF‬‬ ‫الجوي‪ ،‬ومركبات الكبريت‪ ،‬والجسيمات (‪Bravo and‬‬
‫‪ ،)2006, and UNPD 2007‬يعيش منهم ‪ 34‬مليون في‬ ‫‪ .)others 1992, Ezcurra and others 2006‬وقد‬
‫المناطق الريفية (‪ .)OPS 2006‬إن تكلفة اإلمداد بالمياه‬ ‫تحسنت نوعية الوقود (كل من البنزين والديزل) تدريجي ًا‬
‫ترتفع نتيجة تزايد الطلب وانخفاض إمكانية الوصول‪ .‬ففي‬ ‫عبر المنطقة؛ حيث يتم استخدام البنزين الخالي من‬
‫مكسيكو سيتي‪ ،‬يجب ضخ المياه التي يتم سحبها من‬ ‫الرصاص والديزل المحتوي على مستويات أقل من‬
‫مستجمع مياه كتزاماال ‪ Cutzamala‬صعود ًا لمسافة‬ ‫الكبريت بشكل متزايد (‪ .)IPCC 2001‬وقد نجحت بوجوتا‬
‫‪ 1100‬متر ًا للوصول إلى حوض المكسيك الذي يوجد على‬ ‫في خفض التلوث من المركبات ذات المحركات‪ ،‬لكنها ال‬
‫ارتفاع عال (‪.)Ezcurra and others 2006‬‬ ‫تزال تكافح من أجل التحكم في االنبعاثات الناتجة من‬
‫الصناعات في المناطق الحضرية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتزايد تلوث‬
‫وقد زادت إتاحة خدمات الصرف الصحي (انظر الفصل‬ ‫الهواء في المدن متوسطة وصغيرة الحجم‪ ،‬حيث تكون‬
‫‪ )4‬من ‪ 67.9‬في المائة من سكان المنطقة عام ‪ 1990‬إلى‬ ‫الموارد وتقنيات التحكم أقل توافراً‪ ،‬وتكون إدارة النمو‬
‫‪ 77.2‬في المائة عام ‪ 85.7( 2004‬و‪ 32.3‬في المائة في‬ ‫الحضري ال تزال غير مالئمة (‪ .)UNECLAC 2002‬وال‬
‫المناطق الحضرية والريفية على الترتيب)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫يحظى تلوث الهواء داخل المنازل‪ ،‬والذي يؤثر بصفة‬
‫‪ 14‬في المائة فقط من الصرف الصحي تتم معالجته على‬ ‫أساسية على الفقراء الذين يستخدمون الكتلة الحيوية‬
‫نحو مالئم (‪ ،)CEPAL 2005‬وفي عام ‪ 2004‬كان ال‬ ‫التقليدية للطهي والتدفئة‪ ،‬باهتمام كاف من جانب جدول‬
‫يزال هناك حوالي ‪ 127‬مليون نسمة يفتقرون للوصول إلى‬ ‫األعمال البيئي بالمناطق الحضرية‪.‬‬
‫خدمات الصرف الصحي (‪GEO Data Portal, from‬‬
‫المياه والصرف الصحي وخدمات جمع النفايات‬
‫الشكل ‪ 31-6‬سكان الحضر كنسبة مئوية من إجمالي السكان‬
‫يتمركز اإلنتاج واالستهالك في المناطق الحضرية بما يؤثر‬
‫في المائة‬
‫‬ ‫جزر الكاريبي‬ ‫على األشياء المحيطة بهما عبر إزالة الغابات‪ ،‬وتدهور‬
‫أمريكا الوسطى‬ ‫األراضي‪ ،‬وفقدان التنوع البيولوجي‪ ،‬وتلوث التربة والهواء‬
‫جنوب أمريكا‬ ‫والمياه‪ ،‬واستخراج مواد البناء‪ .‬ويتناقض اإلمداد الجيد‬
‫‬
‫بصفة عامة بالخدمات (كالمياه والطاقة والصرف) في‬
‫المناطق الحضرية بالنقص في توفير خدمات الصحة والتعليم‬
‫‬
‫والخدمات االجتماعية األخرى التي يواجهها الكثيرون‬
‫(وباألخص الفقراء) من قاطني المناطق الحضرية بما يمثل‬
‫‬
‫عبئ ًا إضافي ًا على رفاهيتهم‪ .‬إن الفقر في المناطق‬
‫الحضرية يعتبر قضية رئيسية‪ 39 :‬في المائة من األسر‬
‫‬
‫الحضرية يعيشون تحت خط الفقر‪ ،‬و‪ 54‬في المائة من‬
‫الفقراء فقر ًا مدقع ًا من أهل الحضر (‪.)CEPAL 2005‬‬
‫‬

‫وعلى مدار القرن العشرين‪ ،)UNECLAC 2002( ،‬زاد‬


‫‬ ‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫استخراج المياه (انظر الفصل ‪ )4‬بمعامل ‪ ،10‬واآلن‬
‫تم جمعه من ‪UNPD 2005‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫يصل إلى حوالي ‪ 263‬كم مكعب في العام‪ ،‬مع استئثار‬


‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪243‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫بالتخطيط الحضري المشارك والموجه إيكولوجي ًا كأساس‬ ‫‪.)WHO and UNICEF 2006 and OPS 2006‬‬
‫استراتيجي لالستدامة‪.‬‬ ‫وتتعرض موارد المياه السطحية والجوفية بشكل متكرر‬
‫للتلوث بمجموعة متنوعة من المواد تشمل النترات والفلزات‬
‫وتبرهن العديد من األمثلة الناجحة بوضوح على جدوى‬ ‫الثقيلة‪ ،‬غير أن المنطقة ال تزال تفتقر إلى الحماية‬
‫تطوير وتطبيق السياسات التي تعالج على األقل بعض ًا من‬ ‫والمراقبة المنظمة والكافية للموارد المائية‪ .‬ويخلف تلوث‬
‫هذه المشكالت البيئية الملحة في المدن‪ ،‬مثل تلوث الهواء‬ ‫الهواء آثار ًا كبيرة على المناطق الساحلية حيث يقيم حوالي‬
‫الحضري‪ .‬وتقوم جميعها على التخطيط واإلدارة البيئية‬ ‫‪ 50‬في المائة من السكان (‪GEO Data Portal, from‬‬
‫الحضرية األكثر مالئمة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أصبحت أنظمة‬ ‫‪.)UNEP/DEWA/GRID-Europe 2006‬‬
‫النقل العام المتكاملة التي تم تطويرها في مدينة كوريتيبا‬
‫(البرازيل) وبوجوتا (كولومبيا) نموذج ًا للمدن الكبرى‬ ‫وقد أدى التحضر إلى زيادة سريعة في توليد النفايات‬
‫األخرى في المنطقة (مكسيكو سيتي وساو باولو‬ ‫الصلبة في المنطقة‪ .‬وقد زاد إنتاج النفايات الصلبة البلدية‬
‫وسانتياجو دي تشيلي) وفي أوروبا (بيلباو وسيفيل)‪،‬‬ ‫من حوالي ‪ 0.77‬كجم للفرد في اليوم عام ‪ 1995‬إلى ‪0.91‬‬
‫والشيء نفسه ينطبق على البرامج المتكاملة إلدارة نوعية‬ ‫كجم للفرد في اليوم في عام ‪ .2001‬وفي المتوسط ال تزال‬
‫الهواء التي تم تطبيقها في المدن المكسيكية الكبرى منذ‬ ‫النفايات البلدية تحتوي على مستويات مرتفعة من البقايا‬
‫تسعينيات القرن العشرين (‪.)Molina and Molina 2002‬‬ ‫العضوية (قابلة للتعفن) (حوالي ‪ 56‬في المائة) وكمية متوسطة‬
‫وتشمل األمثلة األخرى الزراعة الحضرية واستعادة الجبهة‬ ‫(حوالي ‪ 25‬في المائة) من مواد مثل الورق والبالستيك‬
‫المائية لمدينة هافانا (والمصنفة من قبل اليونسكو كمدينة‬ ‫والقماش والجلد والخشب (‪ .)OPS 2005‬وال تزال جهود‬
‫تراث عالمي)‪ ،‬وإصالح القوانين المعنية بالمياه في تشيلي‬ ‫إعادة التدوير في بدايتها‪ .‬وعلى الرغم من أن ‪ 81‬في المائة‬
‫والتي أدت إلى تحسين الكفاءة في استخدام المياه ومعالجة‬ ‫من كافة النفايات البلدية الناتجة يتم جمعها‪ ،‬فإن ‪ 23‬في‬
‫المياه المستعملة (‪Winchester 2005, PNUMA‬‬ ‫المائة فقط هي التي يتم التخلص منها على نحو مالئم‪ .‬أما‬
‫‪ ،)2004, UN-HABITAT 2001‬وخطة إدارة النفايات‬ ‫البقية فيتم التخلص منها بطريقة غير منظمة في مقالب نفايات‬
‫الصلبة المستندة إلى المجتمع التي تم تطبيقها في‬ ‫غير رسمية‪ ،‬و في المجاري المائية وعلى جانبي الطرق أو‬
‫كوريتيبا (‪.)Braga and Bonetto 1993‬‬ ‫يتم حرقها لتلوث األرض والهواء والكتل المائية (‪.)OPS 2005‬‬

‫التنوع البيولوجي األرضي‬ ‫تحسين اإلدارة والتخطيط في المناطق الحضرية‬


‫اإلضرار بالتنوع البيولوجي‬ ‫خالل العقد الماضي‪ ،‬جمعت السياسات الناشئة المعنية‬
‫تتسم منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي بتنوع‬ ‫بالقضايا البيئية بين نُهج الضبط والمراقبة من جهة‪ ،‬مثل‬
‫بيولوجي ثري للغاية على مستوى النظام اإليكولوجي‬ ‫اللوائح والمعايير‪ ،‬واألدوات االقتصادية من جهة أخرى‪،‬‬
‫واألنواع والجينات‪ .‬وتذهب التقديرات إلى أن األمازون‬ ‫مثل السياسات التي تطبق مبدأ مسؤولية الملوث والدفع‬
‫وحدها تضم حوالي ‪ 50‬في المائة من التنوع البيولوجي‬ ‫مقابل الخدمات البيئية‪ .‬وقد أظهرت العديد من األمثلة‬
‫في العالم (‪ .)UNECLAC 2002‬وتعتبر ستة من بلدانها‬ ‫الحديثة مع ذلك‪ ،‬أن الخصخصة ليست على وجه التحديد‬
‫(البرازيل وكولومبيا واإلكوادور والمكسيك وبيرو وفنزويال)‬ ‫النهج األمثل إلدخال مفاهيم مثل الدفع مقابل الخدمات‬
‫بلدان تنوع كبرى‪ .‬وكل بلد من هذه البلدان يضم أنواع ًا‬ ‫المائية‪ ،‬لكونها ال تؤدي بالضرورة الستخدام أكثر استدامة‬
‫من النباتات والفقاريات والالفقاريات أكثر من غالبية‬ ‫وعدالة للموارد (‪ .)Ruiz Marrero 2005‬وهناك حاجة‬
‫البلدان الموجودة على األرض مجتمعة (‪Rodriguez‬‬ ‫إلى التقييم الدقيق لقدرة هذه السياسات على تحسين‬
‫‪ .)and others 2005‬وتشكل األقاليم اإليكولوجية مع ًا‬ ‫النظام اإليكولوجي ورفاهية اإلنسان‪ .‬ولن يكون باستطاعة‬
‫ممر ًا أرضي ًا ضخم ًا يمتد على مساحة ‪ 20‬مليون كم مربع‬ ‫خطط الدفع أن تعكس الضرر في حالة إهمال التخطيط‬
‫(‪.)Toledo and Castillo 1999‬‬ ‫الحضري الواعي‪.‬‬

‫وهذا التنوع البيولوجي الهائل يتعرض للتهديد نتيجة فقدان‬ ‫وينبغي التصدي للنمو الفوضوي للمدن‪ ،‬والطلب المتزايد‬
‫الموائل‪ ،‬وتدهور األراضي‪ ،‬وتغيير استخدام األراضي‪،‬‬ ‫على الموارد‪ ،‬والضغط الذي تمثله أنماط اإلنتاج‬
‫وإزالة الغابات‪ ،‬والتلوث البحري (‪Dinerstein and‬‬ ‫واالستهالك الحالية‪ ،‬وأن يتم بد ًال من ذلك تعزيز‬
‫‪ .)others 1995, UNECLAC 2002‬وتخضع مساحة‬ ‫االستخدام المستدام لقاعدة الموارد بغية تحسين نوعية‬
‫نسبتها إحدى عشرة في المائة من المنطقة حالي ًا للحماية‬ ‫حياة السكان وتحقيق األهداف اإلنمائية المنشودة‪.‬‬
‫الرسمية (‪GEO Data Portal, from UNEP-WCMC‬‬ ‫ولتحقيق ذلك‪ ،‬ينبغي أن يكون استخدام الصكوك‬
‫‪ .)2007‬ومن بين األقاليم اإليكولوجية البالغة ‪ 178‬إقليم ًا‬ ‫االقتصادية وااللتزام الفعال بالقانون البيئي مقرون ًا‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪244‬‬


‫نظام النقل العام المتكامل في مدينة‬ ‫والتحضر العشوائي وعدم تخطيط استخدام األراضي إلى‬ ‫إيكولوجي ًا في المنطقة حسب تقدير الصندوق العالمي‬
‫زيادة تحويل الغابات إلى مراعي من أجل إنتاج الماشة‪،‬‬
‫كوريتيبا‪ ،‬البرازيل‪.‬‬
‫للطبيعة (‪Dinerstein and others 1995, Olson‬‬
‫شارك بالصور‪Ron Giling/Still Pictures :‬‬
‫وإلى غابات مزروعة أحادية المحصول إلنتاج محاصيل‬ ‫‪ ،)and others 2001‬هناك ثمانية أقاليم فقط بحالة‬
‫مثل الذرة والقمح واألرز والكاكاو وفول الصويا من أجل‬ ‫سليمة‪ ،‬و‪ 27‬إقليم ًا بحالة مستقرة نسبياً‪ ،‬و‪ 31‬إقليم ًا‬
‫التصدير وإلنتاج الوقود الحيوي‪ .‬كما تتم إزالة الغابات من‬ ‫مهدد ًا بشدة باإلنقراض‪ ،‬و‪ 51‬إقليم ًا مهدد ًا باإلنقراض‪،‬‬
‫أجل تطوير البنية التحتية كالطرق والسدود الكبرى ونمو‬ ‫و‪ 55‬إقليم ًا ضعيفاً‪ ،‬واألقاليم الستة المتبقية غير مصنفة‪.‬‬
‫المناطق الحضرية‪ .‬وتشمل الضغوط األخرى المضاربات‬ ‫وحوالي سدس النباتات المتوطنة والفقاريات في العالم مهدد‬
‫العقارية‪ ،‬وحصاد األخشاب‪ ،‬والطلب على الخشب‪ ،‬وحرائق‬ ‫بفقدان الموئل في سبع "بقاع ساخنة" إقليمية‪ .‬ويوجد‬
‫الغابات (‪.)UNEP 2004b‬‬ ‫واحد وأربعون في المائة من النباتات المهددة في منطقة‬
‫األنديز االستوائية‪ ،‬وحوالي ‪ 30‬في المائة في أمريكا‬
‫وقد وقع حوالي ‪ 66‬في المائة من فقد غطاء الغابات‬ ‫الوسطى (بما في ذلك منطقة شوكو‪-‬دارين‪-‬إيسميرالداس)‬
‫العالمي في الفترة من ‪ 2000‬إلى ‪ 2005‬في منطقة‬ ‫والكاريبي‪ ،‬و‪ 26‬في المائة في الغابة األطلسية البرازيلية‬
‫أمريكا الالتينية (انظر الشكل ‪ ،)31-6‬فيما تضم المنطقة‬ ‫وسيرادو (السافانا) (‪.)UNEP 2004b‬‬
‫أكثر من ‪ 23‬في المائة من غطاء الغابات العالمي (‪FAO‬‬
‫‪ .)2005‬وقد عانت أمريكا الجنوبية من أكبر فقد صاف‬ ‫ويكون التنوع البيولوجي المرتفع مصحوب ًا بتنوع ثقافي‬
‫(حوالي ‪ 43.000‬كممربع‪/‬العام)‪ ،‬كان ‪ 73‬في المائة منه‬ ‫ثري (انظر الفصل ‪ .)5‬وتذهب التقديرات إلى أن هناك‬
‫في البرازيل وحدها (‪ .)FAO 2005‬ويمكن إلزالة الغابات‬ ‫أكثر من ‪ 400‬جماعة سكانية أصلية مختلفة تعيش في‬
‫أن تؤدي إلى خفض كمية الموارد المائية ونوعيتها مما‬ ‫المنطقة؛ تمثل تقريب ًا ‪ 10‬في المائة من إجمالي السكان‪.‬‬
‫ينتج عنه زيادة تحات التربة والترسيب بالكتل المائية‪ ،‬وقد‬ ‫ويعانون غالب ًا من التهميش وليس لهم دور في عملية صنع‬
‫يسبب تدهور شديد أو فقد التنوع البيولوجي (‪McNeill‬‬ ‫القرار على المستوى الوطني‪ .‬وقد اختفت بالفعل الكثير‬
‫‪ .)2000, UNEP 2006i‬عالوة على ذلك‪ ،‬تعتبر إزالة‬ ‫من الثقافات الخاصة بالسكان األصليين‪ ،‬وهناك ثقافات‬
‫الغابات أحد األسباب الهامة النبعاث غازات االحتباس‬ ‫أخرى في طريقها إلى االنقراض (‪Montenegro and‬‬
‫الحراري‪ .‬وتعتبر إزالة الغابات في المنطقة مسؤولة عن‬ ‫‪ .)Stephens 2006‬ومع تحول االقتصادات باتجاه‬
‫حوالي ‪ 48.3‬في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد‬ ‫تجانس السوق‪ ،‬فقد أصبح التغاير الثقافي ومعرفة اإلدارة‬
‫الكربون العالمية الناتجة من تغير استخدام األراضي‬ ‫التقليدية مهددين بشكل متزايد (انظر الفصل ‪( )5‬انظر‬
‫(انظر الفصل ‪ ،)2‬مع العلم بأن حوالي نصف هذه النسبة‬ ‫اإلطار ‪.)22-6‬‬
‫يأتي من إزالة الغابات في البرازيل‪ ،‬وباألخص في حوض‬
‫األمازون‪ .‬ويجري بذل جهود جديدة من أجل تحسين هذا‬ ‫يضم اإلقليم ‪ 23.4‬في المائة من غطاء الغابات في العالم‪،‬‬
‫الوضع‪ .‬ونتيجة برامج المراقبة والوقاية المتكاملة‪ ،‬انخفض‬ ‫لكنه يفقده على نحو سريع‪ .‬وتؤدي عوامل التجارة‬

‫‪245‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 22-6‬التنوع الثقافي والمعرفة التقليدية والتجارة‬

‫هذه المعرفة شفهيا ً من جيل إلى جيل‪ ،‬ولكن نظرا ً التجاه المجموعات األصلية‬ ‫تتمتع مجتمعات السكان األصليين والمزارعين بتاريخ طويل من اإلدارة البيئية‪،‬‬
‫للتهميش بفعل الهجرة وتغير استخدام األراضي‪ ،‬يتم فقدان هذه المعرفة‬ ‫والتي تطورت في عالقة وثيقة مع التنوع البيولوجي الهائل في المنطقة‪ .‬وقد أدى‬
‫تدريجيا ً‪ .‬وقد أثبتت المعرفة التقليدية قيمتها الكبيرة إلى حد بعيد‪ ،‬ومثال على‬ ‫هذا إلى نجاحات وإخفاقات في حماية الموارد البيئية‪ .‬ويُعتبر الملك المشاع‬
‫ذلك القيمة التي تمثلها في التنقيب األحيائي والتكنولوجيا البيولوجية في‬ ‫نظام الحيازة المشتركة لألراضي واسع االنتشار والذي يوفر كالً من التحديات‬
‫األزمنة المتأخرة‪ .‬فالعديد من العقاقير الحديثة تعزى إلى االستخدامات‬ ‫والفرص‪.‬‬
‫التقليدية للنباتات التي تقوم بها مجموعات السكان األصليين‪ .‬وقد أدت المعرفة‬
‫التقليدية في بعض الحاالت إلى ما بات يعرف في الوقت الراهن باإلدارة البيئية‬ ‫وفي العديد من الحاالت‪ ،‬فإن الطابع المحلي للموارد وتنوعها اللذين يمثالن في‬
‫المستدامة‪ .‬وهناك حاجة ماسة لفهم عميق لهذا النوع من المعرفة ووضع‬ ‫الوقت الراهن قيمة عالية قد نبعا من مجتمعات السكان األصليين‪ .‬وقد تم نقل‬
‫نظام مالئم لحقوق الملكية الفكرية في المنطقة‪.‬‬

‫المصادر‪Carabias 2002, Cunningham 2001, Maffi 2001, Peters 1996, Peters 1997, Toledo 2002 :‬‬

‫سكان أصليون في البرازيل يقومون بجمع النباتات الطبية‪ .‬وقد أثبتت المعرفة التقليدية قيمتها الكبيرة إلى حد بعيد في دعم موارد الرزق‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Mark Edwards/Still Pictures :‬‬

‫في بعض المواقع‪ ،‬مثل المنطقة المتاخمة لبوليفيا وتشيلي‬ ‫معدل إزالة الغابات السنوي في منطقة األمازون من حوالي‬
‫واألرجنتين (‪ .)WRI 1995‬وتعد المناطق الجبلية في‬ ‫‪ 26100‬كممربع عام ‪ ،2004‬إلى ‪ 13100‬كم مربع عام‬
‫أمريكا الوسطى واألنديز من بين المناطق األشد معاناة‬ ‫‪ .)INPE 2006( 2006‬وقد ساعد القانون المسمى‬
‫من التدهور البالغ في العالم (‪.)WRI 1995‬‬ ‫"قانون عدم إزالة الغابات" (‪Zero Deforestation‬‬
‫‪ )Law‬الذي تم تمريره في عام ‪ 2004‬بواسطة الكونجرس‬
‫ويؤثر التصحر على ‪ 25‬في المائة من المنطقة نتيجة إزالة‬ ‫في بارجواي على خفض معدل إزالة الغابات في المنطقة‬
‫الغابات والرعي الجائر والري غير المالئم (انظر الفصل‬ ‫الشرقية في باراجواي بحوالي ‪ 85‬في المائة‪ .‬وحتى عام‬
‫‪ .)UNEP 2004b( )3‬ويظهر تملح التربة الزراعية نتيجة‬ ‫‪ ،2004‬كانت باراجواي تمتلك واحد ًا من أعلى معدالت‬
‫الري كعامل مؤثر خصوص ًا في األرجنتين وكوبا والمكسيك‬ ‫إزالة الغابات في العالم (‪.)WWF 2006b‬‬
‫وبيرو وهي بلدان تضم مناطق جافة واسعة تتعرض غالب ًا‬
‫لالستخدام غير المالئم أو فترات الجفاف الطويلة (‪UNEP‬‬ ‫يعد تدهور األراضي إحدى القضايا البيئية الكبرى في‬
‫‪ .)2004b‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن التكثيف الزراعي يسبب‬ ‫المنطقة (انظر كذلك الفصل ‪ .)3‬وتبلغ مساحة األراضي‬
‫استنزاف العناصر الغذائية (انظر اإلطار ‪.)23-6‬‬ ‫التي تعرضت للتدهور بالمنطقة ‪ 3.1‬مليون كممربع‪ ،‬أو‬
‫‪ 15.7‬في المائة‪ .‬وتكون المشكلة أكثر شدة في منطقة‬
‫حماية التنوع البيولوجي األرضي‬ ‫أمريكا الوسطى حيث تؤثر على ‪ 26‬في المائة منها‪ ،‬في‬
‫تضاعفت المساحة الخاضعة للحماية (من المناطق البحرية‬ ‫حين تؤثر على ‪ 14‬في المائة بأمريكا الجنوبية (‪UNEP‬‬
‫والفئات األرضية ‪ I-VI‬حسب االتحاد الدولي لحفظ‬ ‫‪ .)2004b‬ويعتبر التحات بفعل المياه المشكلة الرئيسية‬
‫الطبيعية) في الفترة من ‪ 1985‬إلى ‪ ،2006‬وتشكل اآلن‬ ‫لتدهور األراضي‪ ،‬فيما يكون التحات بفعل الرياح ملموس ًا‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪246‬‬


‫الشكل ‪ 31-6‬متوسط التغير السنوي للغابات‬
‫ألف كم‪/‬سنويا ً‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬ ‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية‬
‫‪m‬‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬
‫جمعه من ‪FAO 2005‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫يبقى حفظ التنوع البيولوجي واإلنفاذ الفعال للقوانين البيئية‬ ‫‪ 10.5‬في المائة من إجمالي المنطقة‪ ،‬مع تغطية أكبر‬
‫من التحديات التي تواجه السياسات في حماية الموارد‬ ‫نسبي ًا في أمريكا الجنوبية (‪ 10.6‬في المائة) وأمريكا‬
‫البيولوجية‪ .‬ويمكن للسياسات الحالية أن تفرض قيود ًا على‬ ‫الوسطى (‪ 10.1‬في المائة) مقارنة بالكاريبي (‪ 7.8‬في‬
‫جهود حفظ الطبيعية‪ ،‬وينبغي مراجعتها على المستوى المحلي‬ ‫المائة)(‪.)GEO Data Portal, from UNEP-WCMC‬‬
‫والوطني واإلقليمي‪ .‬وينبغي مراعاة المؤسسات المحلية‬ ‫ويجرى بذل جهود جديدة‪ ،‬مثل إنشاء الممر البيولوجي‬
‫ونهج الملكية المشتركة عند تخطيط حفظ الموارد واإلدارة‬ ‫ألمريكا الوسطى‪ ،‬والذي يمتد من جنوب المكسيك إلى‬
‫المستدامة‪ ،‬فيما ال تزال هناك حاجة إلى استراتيجيات‬ ‫بنما‪ ،‬والبرنامج الريادي لحفظ الغابات البرازيلية المطيرة‪.‬‬
‫العوائد والتمويل المالئمة‪ .‬وقد يكون الدفع مقابل الخدمات‬ ‫وفي األمازون‪ ،‬تم إنشاء سبع مناطق حفظ جديدة تغطي‬
‫البيئية (‪ )MA 2005‬وسيلة هامة من أجل حماية التنوع‬ ‫مساحة إجمالية تبلغ حوالي ‪ 150.000‬كم مربع وتضم‬
‫البيولوجي على نحو فعال (‪ ،)CONABIO 2006‬وهناك‬ ‫أكبر مساحة (‪ 42.500‬كم مربع) تخضع لحماية صارمة‬
‫أمثلة واعدة يجري تنفيذها على أرض الواقع في العديد‬ ‫في العالم داخل غابة استوائية‪ ،‬وهي محطة ‪Grão-Pará‬‬
‫من البلدان كالمكسيك وكوستاريكا وكولومبيا‬ ‫اإليكولوجية (‪Conservation International 2006,‬‬
‫(‪.)Echavarria 2002, Rosa and others 2003‬‬ ‫‪ .)PPG7 2004‬وبصفة عامة‪ ،‬فإن "بقاع التنوع‬
‫البيولوجي الساخنة" تحظى بحماية سيئة عبر المنطقة‪.‬‬
‫سواحل تعاني من التدهور وبحار تعاني من التلوث‬ ‫وهناك حاجة إلى إجراءات الحماية وإلى تواصل الجهود‬
‫مخاطر تدهور السواحل‬ ‫في غالبية البقاع الساخنة‪ ،‬وفي المناطق األخرى الغنية‬
‫ويمكن مالحظة آثار تدهور السواحل وتدهور أو فقد‬ ‫بالتنوع البيولوجي أيضاً‪.‬‬
‫الخدمات البيئية المتنوعة التي توفرها النظم البحرية‬
‫والساحلية في البر على مسافات طويلة من الساحل‬ ‫وقد تغيرت بيئة السياسات تغير ًا جذري ًا في األعوام‬
‫األخيرة مع التعبئة المتزايدة للمجتمع المدني بغية معالجة‬
‫قضايا مثل استخراج النفط والغاز‪ ،‬والوصول إلى المياه‪،‬‬
‫اإلطار ‪ 23-6‬الكثافة الزراعية في أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫وحماية التنوع البيولوجي اإلقليمي (انظر الفصول ‪ 3‬و‪4‬‬
‫قُدرت المساحة التي تأثرت بفقد المواد المغذية في أمريكا الجنوبية بـ ‪ 682000‬كم مربع‪ ،‬حيث تأثر ما يقرب من ‪ 450000‬كم‬ ‫الجيُوبُولِيتِكِ يّ‬
‫و‪ .)5‬وتشمل بعض األمثلة الحديثة التنبه ِ‬
‫مربع منها بدرجة متوسطة أو شديدة‪ .‬ويتناقص معدل الخصوبة في شمال شرق البرازيل وشمال األرجنتين‪ ،‬في حين وُجد‬
‫أن هناك مناطق ذات وضع حرج في المكسيك وكولومبيا وبوليفيا والباراجواي‪ .‬ومساحة ‪ 12.4‬في المائة فقط من األراضي‬ ‫على خزان مياه جواراني الجوفي (والذي يعتبر واحد ًا من‬
‫الزراعية بالمنطقة هي التي لم يوجد بها أية قيود تتعلق بالخصوبة‪ ،‬في حين عانت ‪ 40‬في المائة من األراضي من انخفاض‬ ‫أكبر الخزانات الجوفية في العالم‪ ،‬ويغطي مساحة ‪1.2‬‬
‫البوتاسيوم وثلث واحد تقريبا ً من التسمم باأللومنيوم‪ ،‬وهي حالة توجد على وجه الخصوص في المناطق االستوائية‪.‬‬
‫مليون كم مربع في البرازيل وباراجواي وأورجواي واألرجنتين)‬
‫وقد استهلكت المنطقة في عام ‪ 2002‬ما يقرب من ‪ 5‬مليون طن من األسمدة النيتروجينية‪ ،‬بما يعادل ‪ 5.9‬في المائة من‬ ‫(‪ ،)Carius and others 2006‬والجدل الدائر حول‬
‫االستهالك العالمي‪ ،‬حيث استهلكت األرجنتين والبرازيل والمكسيك بمفردهم ما يصل نسبته إلى ‪ 68‬في المائة من هذه‬
‫األسمدة‪ .‬واألثر البيئي الرئيسي لالستخدام المفرط لمثل هذه األسمدة هو النترجة المتزايدة للكتل المائية والتربة (انظر‬ ‫مشروع استخراج الذهب في باسكوا‪-‬الما في تشيلي‬
‫الفصل ‪ ،)3‬والتي أثرت أيضا ً على المناطق الساحلية (انظر القسم أدناه) وإمدادات مياه الشرب (انظر الفصل ‪ )4‬والتنوع‬
‫(‪ ،)Universidad de Chile 2006‬وهو قانون جديد‬
‫البيولوجي (انظر الفصل ‪.)5‬‬
‫معني بالمناطق الطبيعية المحمية في جمهورية الدومينيكان‪،‬‬
‫وإنشاء معامل عجائن ورقية على نهر أوروجواي‪.‬‬
‫المصادر‪FAOSTAT 2004, Martinelli and others 2006, UNECLAC 2002, Wood and others 2000 :‬‬

‫‪247‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫‪ n‬يوجد تلوث نفطي مرتفع من مصافي التكرير في‬ ‫(‪( )UNEP 2006i‬انظر الفصلين ‪ 3‬و‪ .)4‬ويعيش حوالي‬
‫البحر الكاريبي األكبر وخليج المكسيك ومن عمليات‬ ‫نصف سكان المنطقة ضمن ‪ 100‬كم من الساحل (‪GEO‬‬
‫التنقيب في خليج المكسيك وشواطئ البرازيل‪ .‬يمثل‬ ‫‪Data Portal, from UNPD 2005 and UNEP/‬‬
‫التسرب النفطي مشكلة خطيرة في خليج المكسيك‬ ‫‪ .)DEWA/GRID-Geneva 2006‬ويعاني حوالي ثلث خط‬
‫(‪Beltrán and others 2005, Toledo 2005,‬‬ ‫الساحل في أمريكا الشمالية والوسطى وحوالي نصف خط‬
‫‪.)UNEP/GPA 2006a‬‬ ‫الساحل في أمريكا الجنوبية من تهديدات تتراوح شدتها‬
‫‪ n‬يعد الصرف السطحي للكيماويات الزراعية كذلك‬ ‫من متوسطة إلى مرتفعة بسبب آثار التنمية‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬
‫قضية هامة‪ ،‬وقد تم اكتشاف تركيزات سمية عالية في‬ ‫تفقد غابات القرم نسبة تتراوح من ‪ 67.5‬في المائة في‬
‫مصبات األنهار في منطقة الكاريبي وكولومبيا‬ ‫بنما و‪ 36‬في المائة في المكسيك إلى ‪ 24.5‬في بيرو‪ ،‬فيما‬
‫وكوستاريكا (‪.)PNUMA 1999‬‬ ‫سجلت كوستاريكا اكتساب ًا بمعدل ‪Burke and( 5.9‬‬
‫‪ n‬يمثل النقل البحري مصدر ًا هام ًا للتلوث مع تضاعف‬ ‫‪ .)others 2001, FAO 2003b‬عالوة على ذلك فقد‬
‫حجم الشحنات البحرية إلى ثالثة أضعاف تقريب ًا في‬ ‫ساهم تنامي الزراعة المائية ومزارع الروبيان في تدمير‬
‫المنطقة في الفترة بين ‪ 1970‬و‪UNCTAD( 2004‬‬ ‫غابات القرم (‪ .)UNEP 2006i‬وقد أدى تدمير هذه النظم‬
‫‪.)2005‬‬ ‫اإليكولوجية إلى زيادة المخاطر التي تهدد السكان والبنية‬
‫‪ n‬يتم شحن النفايات الخطرة بما في ذلك المواد المشعة‬ ‫التحتية في المناطق الساحلية (‪Goulder and‬‬
‫من المناطق األخرى حول أمريكا الجنوبية أو عبر قناة‬ ‫‪.)Kennedy 1997, Ewel and others 1998‬‬
‫بنما‪ ،‬وتؤدي الفلزات الثقيلة إلى تلويث خليج المكسيك‬
‫(‪.)Botello and others 2004‬‬ ‫ويوفر البحر الكاريبي الكثير من خدمات النظم اإليكولوجية‬
‫‪ n‬تسبب الكثير من األنواع الغريبة الغازية (القشريات‬ ‫مثل المصايد وفرص االستجمام ويجتذب حوالي ‪ 57‬في‬
‫والرخويات األرضية والحشرات) والتي تم جلبها على‬ ‫المائة من رحالت الغوص تحت الماء(‪.)UNEP 2006i‬‬
‫نحو غير مقصود من خالل الشحنات أو مياه ثقل‬ ‫وفي الفترة من ‪ 1985‬إلى ‪ ،1995‬تعرض ‪ 70‬في المائة‬
‫موازنة السفن في ضرر اقتصادي بالغ للبنية التحتية‬ ‫من الشواطئ الخاضعة للمراقبة في جزر الكاريبي الشرقية‬
‫والمحاصيل (‪Global Ballast Water‬‬ ‫إلى التآكل‪ ،‬بما يشير إلى فقدان في القدرة على حماية‬
‫‪.)Management Programme 2006‬‬ ‫خط الشاطئ‪ ،‬ويزيد من التعرض للتآكل وتأثيرات‬
‫‪ n‬يعد الصيد الجائر مصدر اهتمام بالغ‪ ،‬وباألخص في‬ ‫العواصف (‪ .)Cambers 1997‬وفي منطقة البحر‬
‫الكاريبي‪ ،‬حيث يبدو أن الكتلة الحيوية المفترسة‬ ‫الكاريبي ككل‪ ،‬يعاني ‪ 61‬في المائة من مساحة الشعاب‬
‫البحرية قد استنزفت (انظر اإلطار ‪.)24-6‬‬ ‫المرجانية من تهديد متوسط إلى مرتفع بفعل الرواسب‬
‫ومصادر التلوث البحرية واألرضية‪ ،‬إضافة إلى الصيد‬
‫وتمثل المياه الساحلية المتدهورة مصدر تهديد لحياة‬ ‫الجائر (‪ .)Bryant and others 1998‬ويحدث تلوث‬
‫السكان‪ .‬ويتضح ذلك من ارتفاع اإلصابة بأمراض‬ ‫المياه الجوفية الساحلية (بما في ذلك تسرب المياه‬
‫الكوليرا وغيرها من األمراض المنقولة عن طريق المياه في‬ ‫المالحة) عبر المنطقة كلها ويترتب عليه تكلفة اقتصادية‬
‫المناطق الساحلية‪ ،‬ويمكن ربطها بنوعية المياه السيئة‬ ‫كبيرة (‪.)UNEP/GPA 2006a‬‬
‫والتغيرات المناخية وتكاثر الطحالب نتيجة اإلغناء‬
‫بالمغذيات‪ .‬وقد تسبب نمو الطحالب (بما في ذلك المد‬ ‫وتواجه المحيطات في المنطقة عدد ًا من التهديدات‪ ،‬تشمل‬
‫األحمر) في إصابة األشخاص بالتهاب األعصاب والوفاة‬ ‫اإلثراء بالمغذيات من المصادر األرضية‪ ،‬والتحضر‬
‫نتيجة استهالك غذاء البحر الملوث بها (‪.)UNEP 2006i‬‬ ‫العشوائي‪ ،‬وعدم معالجة مياه الصرف‪ ،‬وتملح مصبات‬
‫وتؤدي الكوليرا إلى زيادة معدالت المرض والوفاة عالوة‬ ‫األنهار نتيجة انخفاض تدفق المياه العذبة‪ ،‬ومياه ثقل‬
‫على أن لها تأثير ًا اقتصادي ًا بالغ ًا في المناطق الساحلية‪.‬‬ ‫موازنة السفن غير الخاضعة للتنظيم‪ ،‬والغزو باألنواع‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬ينبغي الحجر الصحي ألسماك التونة‬ ‫الدخيلة (‪UNEP 2006i, Kolowski and‬‬
‫التي ترد من البلدان التي تقع بها الكوليرا‪ .‬وتتأثر صحة‬ ‫‪.)Laquintinie 2006‬‬
‫اإلنسان كذلك بتلوث المياه بالقرب من الشاطئ‪ ،‬حيث‬
‫يستهلك الناس األسماك أو غيرها من الغذاء البحري‬ ‫وتشمل التهديدات المحددة للمياه البحرية في المنطقة‪:‬‬
‫الملوث بالفلزات الثقيلة والمواد السمية األخرى التي‬ ‫‪ n‬يذهب حوالي ‪ 86‬في المائة من الصرف دون معالجة‬
‫تراكمت بشكل بيولوجي في سلسلة الغذاء (انظر الفصل‬ ‫إلى األنهار والمحيطات‪ ،‬ثم إلى البحر الكاريبي‪ ،‬وقد‬
‫‪Vázquez-Botello and others 2005,( )4‬‬ ‫ارتفع الرقم إلى ‪ 80-90‬في المائة (‪OPS 2006,‬‬
‫‪.)UNEP 2006i‬‬ ‫‪.)UNEP/GPA 2006a‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪248‬‬


‫يتضاعف حجم الشحنات البحرية في‬ ‫الكبرى (اتفاقية قرطاجنة)‪ .‬وقد تم تبني بروتوكوالت‬ ‫االستجابات للتلوث البحري والساحلي‬
‫لمعالجة مشكالت محددة (مثل تخفيف التلوث ومنعه من‬ ‫ترتبط غالبية االستجابات اإلقليمية وشبه اإلقليمية ببرنامج‬
‫المنطقة بمقدار ثالثة أضعاف‪ .‬الصورة العلوية‬
‫لحاوية ورافعات في ميناء شحن في مدينة‬
‫بنما‪.‬‬ ‫األنشطة األرضية‪ ،‬والتلوث اإلشعاعي‪ ،‬والتسربات النفطية‪،‬‬ ‫البحار اإلقليمية المنبثق عن برنامج األمم المتحدة للبيئة‪،‬‬
‫شارك بالصور‪Rainer Heubeck/Das :‬‬ ‫والمناطق المحمية‪ ،‬والحياة البرية) في منطقة جنوب شرق‬ ‫واتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪ ،‬واالتفاقيات الدولية‬
‫الهادئ ومنطقة الكاريبي الكبرى‪ ،‬فيما ال يزال برنامج‬ ‫حول النقل البحري‪ ،‬واالتفاقيات المعنية بالمصايد (‪UNEP‬‬
‫‪Fotoarchiv/Still Pictures‬‬

‫شمال شرق الهادئ في مرحلة مبكرة يسعى فيها لتدبير‬ ‫‪ .)2004b, UNECLAC 2005‬ولم يصدق سوى عدد‬
‫الدعم المالي الالزم لتنفيذ خطة العمل الخاصة به‬ ‫قليل من البلدان على االتفاقيات العالمية المعنية بمكافحة‬
‫(‪ .)UNEP/GPA 2006b‬وال تزال كفاءة هذه البرامج‬ ‫االستغالل غير القانوني لألنواع السمكية كثيرة االرتحال‪..‬‬
‫بحاجة إلى تقييم‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬يوجد استخدام غير مالئم‬
‫لألدوات االقتصادية‪ ،‬بما يجعل االلتزام معتمد ًا على موارد‬ ‫وتوجد برامج بحار إقليمية لمنطقة شمال شرق المحيط‬
‫مراقبة محدودة‪.‬‬ ‫الهادئ‪ ،‬وجنوب شرق الهادئ‪ ،‬ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫الكبرى‪ .‬وكافة البرنامج يتم دعمها بواسطة االتفاقيات‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن اإلدارة المتكاملة للمناطق الساحلية‬ ‫اإلقليمية‪ :‬اتفاقية ‪ 1981‬لحماية البيئة البحرية والمنطقة‬
‫والبحرية تكتسب أهمية أكبر‪ ،‬مع تنامي حماية المناطق‬ ‫الساحلية لجنوب شرق المحيط الهادئ (اتفاقية ليما)‪،‬‬
‫البحرية‪ ،‬وتزايد الجهود لتأسيس مناطق محمية بحرية‪ ،‬مثل‬ ‫واتفاقية ‪ 2002‬بشأن التعاون لحماية المناطق البحرية‬
‫مالذ الحيتان في المناطق البحرية بالمكسيك‪ ،‬والتي تم‬ ‫والمناطق الساحلية وتحقيق تنميتها المستدامة في شمال‬
‫تأسيسها في ‪ .)SEMARNAT 2002( 2002‬ولكن‪،‬‬ ‫شرق المحيط الهادئ؛ (اتفاقية أنتيجوا)‪ ،‬واتفاقية ‪1983‬‬
‫هناك حاجة إلى مزيد من التركيز على تحقيق تكامل إدارة‬ ‫لحماية وتنمية البيئة البحرية لمنطقة البحر الكاريبي‬

‫‪249‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 24-6‬تغير المصائد السمكية في النظام اإليكولوجي البحري الكبير لتيار هامبولدت‬

‫في النظام اإليكولوجي البحري الكبير لتيار هامبولدت‪ ،‬على طول الساحل الغربي ألمريكا الجنوبية (انظر‬ ‫بلغ الصيد البحري اإلقليمي في عام ‪ 1994‬ذروته‪ ،‬حيث اقترب من نسبة ‪ 28‬في المائة من الصيد البحري‬
‫الشكل ‪ .)32-6‬وفي عام ‪ ،2001‬كانت الزراعة المائية اإلقليمية تسهم بـ ‪ 2.9‬في المائة من إجمالي‬ ‫العالمي‪ .‬وقد تضاعفت اإلنتاجية السمكية في بيرو وتشيلي‪ ،‬المسئولتين عن معظم هذا الصيد‪،‬‬
‫الحجم العالمي و‪ 7.1‬في المائة من القيمة‪ .‬وتركزت الزراعة المائية اإلقليمية في تشيلي (‪ 51‬في المائة)‬ ‫بمقدار الضعفين أو الثالثة أضعاف في العقد السابق‪ .‬وقد انخفضت المصائد السمكية اإلقليمية عن‬
‫والبرازيل (‪ 19‬في المائة)‪ ،‬ولكنها تطورت على حساب شجر القرم االستوائي ومصبات األنهار واألراضي‬ ‫هذا المستوى في عام ‪ 1998‬بمعدل ‪ 50‬في المائة‪ ،‬ولكنها استعادت إنتاجيتها وبلغت ‪ 85‬في المائة من‬
‫السبخة‪.‬‬ ‫المستوى الذي بلغته في عام ‪ 1994‬بحلول عام ‪ .2000‬ووقع األثر األكبر لهذه التقلبات على مستوطني‬
‫البحار صغار الحجم (سمك اآلنشوفة والسردين وسمك األسقمري) التي سيطرت على الصيد اإلقليمي‬

‫المصادر‪Sea Around Us 2006, UNEP 2004b :‬‬

‫الشكل ‪ 32-6‬صيد مجموعات األسماك والالفقاريات الرئيسية في النظام اإليكولوجي البحري الكبير لتيار هامبولدت‬
‫ألف طن‬ ‫ألف طن‬
‫سمك الرنكة‬ ‫‬ ‫‬
‫سمك األنشوفة‬ ‫‬
‫سمك القد‬ ‫‬ ‫‬
‫سمك الفرخ‬
‫‬
‫سمك التونة وسمك‬
‫‬ ‫‬
‫الخرمان‬
‫القرش والشفنين‬ ‫‬

‫أنواع أخرى من األسماك‬ ‫‬ ‫‬


‫والالفقاريات‬ ‫‬ ‫‬
‫الرخويات‬ ‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬ ‫‬
‫المصادر‪Adapted from :‬‬ ‫‬ ‫‬
‫‪Sea Around Us 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫السطحي‪ ،‬ونوبات الجفاف وتراجع توافر المياه‪،‬‬ ‫المناطق الساحلية وأحواض األنهار الداخلية (‪)ICARM‬‬
‫والفيضانات‪ ،‬وتآكل الشواطئ وابيضاض الشعاب‬ ‫كاستجابة رئيسية للتلوث الساحلي والبحري (انظر الفصلين‬
‫المرجانية‪ ،‬وجميعها يمكنها أن تضر بالموارد والسياحة‬ ‫‪ 4‬و‪ .)5‬ويدعم هذا النهج كل من مرفق البيئة العالمية (‪)GEF‬‬
‫المحلية (‪ .)IPCC 2007b‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬قد تقترن‬ ‫وأمانة ‪ ،UNEP/GPA‬إضافة إلى اإلدارة المتكاملة‬
‫التغيرات في سلوك النينو بأحداث مناخية شديدة ومتكررة‬ ‫للموارد البحرية الحية المشتركة في البحر الكاريبي‪.‬‬
‫بشكل متزايد (‪.)Holmgren and others 2001‬‬
‫التعرض للتغير المناخي على المستوى اإلقليمي‬
‫وقد زادت األحداث المناخية المتطرفة التي تضرب المنطقة‬ ‫األحداث المرتبطة بالمناخ المتطرف‬
‫بالفعل خالل العشرين سنة الماضية‪ .‬وقد زاد عدد‬ ‫تشير النتائج التي توصلت إليها الهيئة الحكومية الدولية‬
‫العواصف واألعاصير االستوائية وتكرراها واستمرارها‬ ‫المعنية بتغيّر المناخ (‪ )IPCC‬إلى أن آثار االحترار‬
‫وشدتها في حوض شمال األطلنطي منذ ‪( 1987‬انظر‬ ‫العالمي في أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي تشمل ارتفاع‬
‫الشكل ‪ .)33-6‬كان موسم ‪ 2005‬األكثر نشاط ًا واألطول‬ ‫مستويات البحار‪ ،‬وتزايد التهطال‪ ،‬وزيادة احتمال الجفاف‪،‬‬
‫أحداثاً‪ ،‬فقد شهد ‪ 27‬عاصفة استوائية‪ ،‬تحولت ‪15‬‬ ‫واشتداد الرياح واألمطار المرتبطة باألعاصير‪ ،‬وفترات‬
‫عاصفة منها إلى أعاصير‪ .‬وقد وصلت أربع من هذه‬ ‫جفاف أطول‪ ،‬وفيضانات مقترنة بأحداث النينو‪ ،‬وتراجع‬
‫العواصف غير المسبوقة إلى الفئة خمسة على مقياس‬ ‫الموارد المائية المخزنة في األنهار الجليدية‪ ،‬وانخفاض‬
‫سافير‪ -‬سيمبسون‪ ،‬وكانت العاصفة ويلما هي أشد‬ ‫إنتاجية المحاصيل والماشية (‪ .)IPCC 2007a‬وتعتبر‬
‫عاصفة في التاريخ (‪ .)Bell and others 2005‬وقد‬ ‫الغابات المطيرة االستوائية في منطقة أمريكا الوسطى‬
‫كان لإلعصارين جين وإيفان في سبتمبر ‪ ،2004‬واإلعصار‬ ‫وحوض األمازون‪ ،‬وغابات القرم والشعاب المرجانية في‬
‫دينيس في يوليو ‪ ،2005‬آثار بالغة على جزر الكاريبي‪،‬‬ ‫البحر الكاريبي والمناطق االستوائية األخرى‪ ،‬والنظم‬
‫فقد أودوا بحياة ‪ 2825‬شخص وأصابوا أكثر من مليون‬ ‫اإليكولوجية الجبلية في األنديز‪ ،‬واألراضي الرطبة‬
‫شخص آخر (‪ .)EM-DAT‬وقد خل َّف اإلعصار ستان في‬ ‫الساحلية بعض ًا من النظم اإليكولوجية األكثر عرضة للتغير‬
‫أكتوبر ‪ 2005‬نحو ‪ 1600‬قتيل و‪ 2.5‬مليون شخص متأثر‬ ‫المناخي (‪ .)IPCC 2007b‬وتعد الدول الجزرية الصغيرة‬
‫في هايتي وأمريكا الوسطى والمكسيك (‪.)EM-DAT‬‬ ‫معرضة للمخاطر بشكل بالغ‪ ،‬لكونها قابلة للتأثر باالحترار‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪250‬‬


‫المناخ مثل ارتفاع مستوى سطح البحر واألحداث‬ ‫وفي أمريكا الجنوبية‪ ،‬كان للفيضانات واالنزالقات األرضية‬
‫المتطرفة (‪ .)IPCC 2007b‬وتفتقر المنطقة إلى المعلومات‬ ‫آثار بالغة في الفترة من ‪ ،2000-2005‬بما في ذلك ‪250‬‬
‫األساسية‪ ،‬وأنظمة المالحظة والمراقبة‪ ،‬وبناء القدرة‪ ،‬وأطر‬ ‫ال و‪ 417500‬شخص متأثر في بوليفيا (‪.)EM-DAT‬‬ ‫قتي ً‬
‫العمل السياسية والمؤسساتية والتكنولوجية المالئمة‪.‬‬ ‫ويتزايد الضرر االقتصادي وهو ما يرجع جزئي ًا إلى أن‬
‫وتتسم المنطقة عامة بانخفاض الدخل‪ ،‬وتقع الكثير من‬ ‫أعداد ًا أكبر من األشخاص تصبح معرضة للمخاطر‪ .‬فقد‬
‫المستوطنات في مناطق معرضة للمخاطر‪ .‬وقد وافقت‬ ‫تضاعف في الفترة من ‪ 1997-2006‬في أمريكا الوسطى‬
‫بلدان المنطقة‪ ،‬بموجب اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية‬ ‫ومنطقة الكاريبي‪ ،‬وزاد بنسبة ‪ 50‬في المائة في أمريكا‬
‫بشأن تغير المناخ (‪ )UNFCCC‬على أنشطة التخفيف‬ ‫الجنوبية (مقارنة بالعقد السابق) (‪ .)EM-DAT‬ويؤدي‬
‫والتكيف في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة وإدارة‬ ‫الفقر واالستيطان في المناطق المعرضة للمخاطر‪ ،‬مثل‬
‫النفايات‪ ،‬وعلى زيادة قدرة بواليع الكربون‬ ‫المناطق الساحلية والهامشية‪ ،‬إلى تعريض الناس لمخاطر‬
‫(‪Krauskopfand Retamales Saavedra 2004,‬‬ ‫متزايدة مثل الفيضانات واالنزالقات األرضية وغيرها من‬
‫‪.)Martínez and Fernández 2004‬‬ ‫المخاطر‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الظروف الطبيعية‬
‫واالقتصادية عبر المنطقة تؤدي إلى زيادة مخاطر التعرض‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫لألمراض المعدية مثل المالريا أو حمى الضنك وهو ما‬
‫موجهات التغير‬ ‫يتفاقم بدوره نتيجة تغير المناخ (انظر اإلطار ‪.)25-6‬‬
‫االتجاهات االجتماعية االقتصادية‬
‫خالل العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬استمرت أمريكا الشمالية‬ ‫وفي الفترة من ‪ 2000‬إلى ‪ ،2005‬تسببت أحداث الجفاف‬
‫(كندا والواليات المتحدة) في تحقيق مستويات مرتفعة‬ ‫في خسائر اقتصادية خطيرة ألكثر من ‪ 1.23‬مليون شخص‬
‫عموم ًا للرفاهية اإلنسانية واالقتصادية والبيئية‪ .‬وتحتل‬ ‫في بوليفيا والبرازيل وكوبا والسلفادور وجواتيماال وهندوراس‬
‫كندا والواليات المتحدة األمريكية المرتبتين السادسة‬ ‫وهايتي وجامايكا والمكسيك ونيكاراجوا وباراجواي وبيرو‬
‫والثامنة على التوالي على مؤشر التنمية البشرية لعام‬ ‫وأوروجواي (‪ .)EM-DAT‬وفي عامي ‪ 2003‬و‪،2004‬‬
‫‪ .)UNDP 2006( 2006‬ومنذ عام ‪ ،1987‬زاد إجمالي‬ ‫شهد نهر األمازون أدنى مستوى مائي له في عقد‪ ،‬وشهدت‬
‫عدد سكان القارة‪ ،‬نتيجة الهجرة في الغالب‪ ،‬بنسبة ‪23‬‬ ‫كوبا ‪ 60‬في المائة فقط من متوسط التهطال الذي تتعرض‬
‫في المائة ليصل إلى ‪ 339‬مليون تقريب ًا في عام ‪،2007‬‬ ‫له (‪.)INSMET 2004, UNEP 2006f‬‬
‫يعيش ‪ 90‬في المائة منها في الواليات المتحدة (‪GEO‬‬
‫‪ .)Data Portal, UNPD 2007‬وقد حققت القارة نمو ًا‬ ‫ال‬
‫ويعتبر فقدان األنهار الجليدية في أمريكا الالتينية دلي ً‬
‫قوي ًا في نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي (انظر‬ ‫مثير ًا بوجه خاص على التغير المناخي‪ :‬أظهرت سلسلة‬
‫الشكل ‪ .)36-6‬وقد واصلت النسبة بين استخدام الطاقة‬ ‫جبال األنديز وباتاجونيا في األرجنتين دالئل على تراجع‬
‫والناتج اإلجمالي المحلي تحقيق تراجع بطيء ولكنه إيجابي‬ ‫األنهار الجليدية وتقلص المناطق المغطاة بالثلوج (انظر‬
‫كان قد بدأ في عام ‪ ،1970‬وهو ما يعكس التحول إلى‬ ‫الشكل ‪ .)35-6‬وفي بيرو‪ ،‬تراجعت أحجام أنهار األنديز‬
‫أنماط اإلنتاج األقل كثافة في استخدام الموارد‪ ،‬على‬ ‫الجليدية مثل نهر ياناماري ‪ Yanamarey‬ونهر أورواشراجو‬
‫الرغم من أن المنطقة تظل من بين أكثر المناطق شدة في‬ ‫‪ Uruashraju‬ونهر بروجي ‪ ،Broggi‬فيما تراجع نهر‬
‫استخدام الطاقة في العالم الصناعي‪ .‬وقد أصبح البلدان‬ ‫أنتيزان ‪ Antisan‬الجليدي في اإلكوادور خالل فترة‬
‫التسعينيات بسرعة بلغت ثمانية أضعاف تراجعه في العقود‬
‫الشكل ‪ 33-6‬عدد العواصف في حوض شمال المحيط األطلسي‬ ‫السابقة لتلك الفترة‪ .‬فيما فقد نهر تشاكالتافا ‪Chacaltava‬‬
‫العدد‬ ‫الجليدي في بوليفيا أكثر من نصف مساحته منذ عام ‪1990‬‬
‫‬
‫(‪ .)CLAES 2003‬ومن شأن فقدان األنهار الجليدية في‬
‫‬ ‫األنديز وتسرب المياه المالحة نتيجة ارتفاع مستوى سطح‬
‫البحر أن يؤثر على توافر مياه الشرب وربما يؤثر على‬
‫‬
‫اإلنتاج الزراعي والسياحة‪.‬‬
‫‬

‫‬ ‫تخفيف أثر تغير المناخ والتكيف معه‬


‫يؤدي فقدان قدرات التكيف إلى زيادة شدة آثار التغير‬
‫‬
‫المناخي (‪ .)Tompkins and Adger 2003‬وتعتبر‬
‫‬ ‫المصدر‪Compiled from :‬‬ ‫منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ ،‬وباألخص دولها‬
‫‪Unisys Corp. 2005‬‬
‫الجزرية الصغيرة‪ ،‬معرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪251‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫استهالك الطاقة‬ ‫ال اقتصادي ًا بعد اتفاق‬
‫(إلى جانب المكسيك) أكثر تكام ً‬
‫رغم أنها ال تمثل سوى ‪ 5.1‬في المائة من سكان العالم‪،‬‬ ‫التجارة الحرة ألمريكا الشمالية عام ‪.)NAFTA( 1994‬‬
‫فإن أمريكا الشمالية تستهلك أكثر من ‪ 24‬في المائة من‬ ‫وقد كان لعاملي النمو السكاني واالقتصادي انعكاسات كثيرة‬
‫الطاقة األولية العالمية‪ .‬ويوضح الشكل ‪ 37-6‬نصيب‬ ‫على البيئة والتنمية‪ .‬فقد أدى إلى زيادات في استخدام الطاقة‪،‬‬
‫الفرد من استهالك الطاقة في كال البلدين‪ .‬وقد زاد إجمالي‬ ‫وانبعاثات غازات االحتباس الحراري (‪ )GHG‬الناشئة عن‬
‫استهالك الطاقة بنسبة ‪ 18‬في المائة‪ .‬ويستهلك قطاع‬ ‫أنشطة اإلنسان واالستغالل المفرط للموارد‪.‬‬
‫النقل في الواليات المتحدة األمريكية ‪ 40‬في المائة من إجمالي‬

‫اإلطار ‪ 25-6‬الصحة وتغير المناخ واستخدام األراضي‪ :‬عودة ظهور األوبئة‬

‫وقد يؤدي كل من التهطال البسيط للغاية أو الكبير للغاية إلى نقل العدوى عن طريق الفم أو البراز‪ ،‬مثل‬ ‫تعتبر درجات الحرارة المرتفعة وتعديل غطاء األراضي وأنماط الهطل المتغيرة والنفقات المتقلصة على‬
‫الكوليرا (كما حدث في هندوراس ونيكاراجوا وبيرو في عام ‪ 1997‬و‪ )1998‬وحمى التيفود وحاالت اإلسهال‬ ‫الصحة هي األسباب الكامنة وراء إعادة ظهور األوبئة التي كانت تحت السيطرة في الماضي في أمريكا‬
‫على اختالف أنواعها‪ .‬ويمكن للفيضانات أن تتسبب في تلويث المياه بالنفايات البشرية‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫الالتينية والبحر الكاريبي‪ .‬وتتجه التغيرات المرتبطة بتيار النينو "التذبذب الجنوبي" إلى زيادة التوزيع‬
‫يعني فيه انعدام المياه ضعف ممارسات الصحة العامة‪ .‬وييسر فقد الغطاء النباتي ووقوع أحداث‬ ‫الجغرافي للكائنات الحية الناقلة لألمراض وتؤدي إلى وجود تغيرات على ديناميكيات دورات الحياة والنشاط‬
‫الطقس المتطرفة من تلوث المياه وحدوث زيادة في اآلفات‪.‬‬ ‫الموسمي لناقالت األمراض والطفيليات‪ .‬ويضاعف هذا من خطر انتقال العديد من األمراض التي تحملها‬
‫ناقالت األمراض مثل المالريا وحمى الضنك والحمى الصفراء والطاعون الدبلي‪ .‬وتتحمل عودة غزو البعوضة‬
‫المصرية مسئولية نقل الحمى الصفراء وحمى الضنك (انظر الشكل ‪ ،)34-6‬ويُعتقد أن ذلك يرتبط بتغير المناخ‪.‬‬

‫المصادر‪Githeko and others 2000, Hales and others 2002, McMichael and others 2003, UNEP 2004b, WHO 2006 :‬‬

‫الشكل ‪ 34-6‬عودة غزو البعوضة المصرية في أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫‬ ‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪252‬‬


‫الشكل ‪ 35-6‬تراجع منطقة نهر الجليد في المنطقة الحدودية بين األرجنيتن وشيلي‪:‬‬
‫
‪B‬‬ ‫
‪C‬‬

‫المصدر‪Compiled from :‬‬


‫ أمتار‬ ‫‬ ‫‬ ‫أمتار‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‪Lansat.org 2006‬‬

‫أن يلعب دور ًا نشط ًا في اإلبالغ عن المخالفات عندما تبدو‬ ‫الطاقة المستخدمة (انظر الشكل ‪ ،)38-6‬بما يجعلها‬
‫الحكومة غير قادرة على تعزيز قوانينها البيئية على نحو‬ ‫المستهلك األكبر للطاقة في المنطقة‪ .‬وقد ارتفع إجمالي‬
‫فعال‪ .‬وتعتبر كل من كندا والواليات المتحدة األمريكية‬ ‫استهالك الطاقة في قطاع النقل بنسبة ‪ 30‬في المائة في‬
‫نظامين فيدراليين‪ ،‬حيث يتم اتخاذ القوانين على‬ ‫الفترة من ‪ 1987‬إلى ‪GEO Data Portal,( 2004‬‬
‫المستويين المحلي واإلقليمي‪ .‬وقد تبنت الواليات واألقاليم‬ ‫‪ .)from IEA 2007‬وقد ساهم في تأكيد هذا االتجاه انتشار‬
‫والبلديات واألطراف المعنية المحلية األخرى مواقف تقدمية‬ ‫استخدام المركبات األكبر حجم ًا واألقل كفاء ًة في استهالك‬
‫بشكل خاص في معالجة القضايا البيئية‪ .‬وتعد أمريكا‬ ‫الطاقة‪ ،‬وزيادة عدد المركبات والمسافات المقطوعة‪.‬‬
‫الشمالية منطقة رائدة في مجال أبحاث العلوم البيئية‬ ‫الحوكمة البيئية‬
‫واإليكولوجيا‪ ،‬وتطوير اإلبالغ عن الوضع البيئي‪ ،‬وإشراك‬
‫الجمهور في عملية صنع القرار‪ ،‬وتوفير الوصول إلى‬ ‫قام كال البلدين‪ ،‬انطالق ًا من األساس الراسخ للتشريع‬
‫المعلومات حول الظروف البيئية في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫البيئي من فترة السبعينيات‪ ،‬بتعزيز السياسات الداخلية‬
‫وإبرام اتفاقيات بيئية هامة ثنائية ومتعددة األطراف على‬
‫وتقود الواليات المتحدة العالم في إنتاج السلع والخدمات‬ ‫مدار العقدين الماضيين‪ .‬وعقب تقرير اللجنة العالمية للبيئة‬
‫التي تعمل على الحد من اإلضرار بالبيئة ومنعه‬ ‫والتنمية عام ‪ ،1987‬تم تبني التنمية المستدامة من حيث‬
‫المبدأ‪ ،‬وتقوم الحكومات بتضمينها في السياسات والبنى‬
‫التنظيمية‪ .‬وقد أثبتت البرامج المستندة إلى السوق‬
‫الشكل ‪ 36-6‬إجمالي الناتج المحلي للفرد‬
‫دوالر أمريكي للفرد (القيمة الثابتة ‪)2000‬‬
‫فاعليتها‪ ،‬وباألخص في التحكم في انبعاثات أكاسيد‬
‫الكبريت‪ ،‬ونتيجة ذلك تم تطبيقها على نطاق واسع في‬
‫‬

‫‬
‫أمريكا الشمالية وفي مناطق أخرى‪ .‬وتوفر الطرق الجديدة‬
‫‬
‫للدفع مقابل خدمات النظام اإليكولوجي حوافز متزايدة‬
‫‬
‫للتحكم في التلوث وصون الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫‬

‫‬ ‫وقد حققت تطورات هامة في التعاون العابر للحدود‬


‫‬ ‫لمعالجة المشكالت البيئية المشتركة عبر منظمات مثل‬
‫‬ ‫اللجنة المعنية بالتعاون البيئي (‪ ،)CEC‬واللجنة المشتركة‬
‫‬ ‫الدولية (‪ ،)IJC‬ومؤتمر وزراء كندا الشرقية ومحافظي نيو‬
‫‬ ‫إنجالند (‪Conference of Eastern Canadian‬‬
‫‬ ‫‪.)Premiers and New England Governors‬‬
‫‬ ‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬ ‫وتملك اللجنة المعنية بالتعاون البيئي‪ ،‬والتي تضم‬
‫جمعه من ‪World Bank 2006‬‬
‫ ‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫المكسيك‪ ،‬آلية لتلقي طلبات المواطنين مكنت الجمهور من‬


‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪253‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫واجتماعية وثقافية‪ .‬ومثلما هو الحال في بقية مناطق‬ ‫الشكل ‪ 37-6‬استهالك الطاقة للفرد‬
‫العالم‪ ،‬فإن السكان األكثر تعرض ًا للمخاطر هم الذين‬ ‫طن من مكافئ النفط للفرد‬
‫يتحملون العبء األكبر من اآلثار‪.‬‬ ‫كندا‬ ‫ ‬

‫الواليات المتحدة‬
‫ ‬
‫الطاقة وتغير المناخ‬
‫على الرغم من تزايد إجمالي استهالك الطاقة منذ ‪1987‬‬
‫ ‬

‫(انظر أعاله)‪ ،‬فقد تم تحقيق تقدم في استخدام الطاقة‬ ‫ ‬

‫على نحو أكثر كفاءة‪ .‬وقد تراجع استهالك الطاقة لوحدة‬


‫ ‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي منذ ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬بما‬
‫يعكس األهمية المتزايدة لقطاع الخدمات‪ ،‬وتقنيات‬ ‫ ‬

‫المعلومات واالتصاالت والتي تستخدم طاقة أقل إلنشاء‬ ‫ ‬


‫الثروة مقارنة بالصناعات الثقيلة‪ .‬وقد أثبتت االستثمارات‬
‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم جمعه‬
‫في كفاءة الطاقة أن بإمكانها أن تحقق فائدة اقتصادية‬ ‫من ‪IEA 2007 and UNPD 2007‬‬
‫ ‬

‫ ‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫وبيئية (انظر اإلطار ‪ .)26-6‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإنه يمكن‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫إرجاع التحسن في كفاءة استخدام الطاقة جزئي ًا إلى‬
‫تعهيد بعض أنشطة اإلنتاج وترحيل استخدام الطاقة‬
‫وتأثيراته إلى أجزاء أخرى من العالم (‪.)Torras 2003‬‬ ‫الشكل ‪ 38-6‬استهالك الطاقة اإلجمالي حسب القطاع‪2004 ،‬‬
‫كندا‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫في المائة‬ ‫في المائة‬
‫سكني‬
‫إنتاج الطاقة‬ ‫تجاري‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫تعرض الواليات المتحدة وكندا أنماط استهالك متماثلة‬ ‫للنقل‬
‫ ‬
‫للطاقة‪ ،‬تلك األنماط تكاد تكون لم تتغير على مدار الخمسة‬ ‫صناعي‬ ‫ ‬

‫عشر عام ًا الماضية ويغلب عليها ما يزيد عن ‪ 50‬في‬


‫ ‬
‫المائة للمنتجات البترولية‪ .‬بيد أنهما يختلفان في إنتاج‬
‫الطاقة‪ .‬فعلى الرغم من أن إجمالي إنتاج الطاقة قد زاد‬ ‫ ‬

‫في كال البلدين‪ ،‬فقد تراجع إنتاج النفط في الواليات‬


‫المتحدة (انظر الشكل ‪ ،)36-6‬مما أدى إلى االعتماد‬
‫المتزايد على النفط المستورد‪ .‬ونتيجة الطلب المتزايد على‬ ‫ ‬
‫وقود النقل‪ ،‬وارتفاع سعر النفط الخام‪ ،‬وعدم التيقن فيما‬ ‫ ‬
‫موات‪ ،‬فقد شهدت‬ ‫ٍ‬ ‫يتصل باإلمدادات ووجود نظام ضريبي‬
‫كندا استثمارات كبيرة أدت إلى مضاعفة إنتاج النفط من‬ ‫المصدر‪USEIA 2005a :‬‬
‫الرمال النفطية إلى حوالي ‪ 150.000‬طن في اليوم في‬
‫الفترة من ‪ 1995‬و‪ .2004‬ويتوقع أن يصل اإلنتاج إلى‬ ‫(‪ .)Kennett and Steenblik 2005‬ويساعد محرك‬
‫حوالي ‪ 370000‬طن في اليوم بحلول عام ‪ ،2015‬وهو ما‬ ‫النمو ألمريكا الشمالية كذلك في خلق الوظائف والثروة في‬
‫سيكون مصحوب ًا بتضاعف انبعاثات غازات االحتباس‬ ‫غالبية أجزاء العالم‪ .‬ومثلما هو الحال في مناطق أخرى‪،‬‬
‫الحراري (‪.)Woynillowicz and others 2005‬‬ ‫فإن االنتقال من نموذج هادف إلى النمو فقط وشديد‬
‫التلويث إلى نموذج هادف إلى التنمية المستدامة ال يزال‬
‫وتتضمن عملية استخالص النفط من الرمال استخدام‬ ‫قيد التفعيل‪ ،‬وال يزال هناك الكثير الذي ينبغي عمله‪.‬‬
‫كميات كبيرة من الغاز الطبيعي والمياه‪ .‬وينتج عنها‬
‫انبعاثات كبيرة من غازات االحتباس الحراري‪ ،‬والتخلص‬ ‫قضايا مختارة‬
‫من نفايات التكرير الخطيرة والمياه المستعملة‪ ،‬والتغيير‬ ‫تتمثل القضايا ذات األولوية لمنطقة أمريكا الشمالية والتي‬
‫الجذري للمشاهد الطبيعية‪ ،‬وتدمير الغابات الشمالية‪ ،‬بما‬ ‫تم تحديدها لهذا التقرير من خالل المشاورات اإلقليمية في‬
‫يهدد موائل الحياة البرية ويتطلب إصالح ًا موسعاً‪ .‬ويرجح‬ ‫الطاقة وتغير المناخ‪ ،‬والزحف الحضري‪ ،‬وكمية المياه‬
‫أن تغطي الزيادة الهائلة في التنمية على التحسن الذي‬ ‫العذبة ونوعيتها‪ .‬وتوضح الدراسات التحليلية كيف يمكن‬
‫طرأ فيما يتعلق باألداء البيئي لنشاط إنتاج النفط من‬ ‫أن يؤدي التلوث الجوي والمائي‪ ،‬وكذا الزحف الحضري‪،‬‬
‫الرمال (‪.)Woynillowicz and others 2005‬‬ ‫إلى تأثيرات مباشرة على كل من النظم اإليكولوجية وصحة‬
‫اإلنسان‪ ،‬وأن يتسبب في أضرار وتداعيات اقتصادية‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪254‬‬


‫اإلطار ‪ 26-6‬كفاءة استهالك الطاقة منطقية اقتصادياً‬
‫وقد أدى االعتماد الشديد على الوقود األحفوري المستورد‬
‫وفر حدوث تحسن بنسبة ‪ 13‬في المائة في االستهالك المحلي للطاقة لكل‬ ‫إلى زيادة الشواغل المتعلقة بأمن الطاقة في الواليات‬
‫وحدة من اإلنتاج المحلي اإلجمالي بين ‪ 1990‬و‪ 2003‬على الكنديين ما يقرب‬
‫من ‪ 7.4‬مليار دوالر أمريكي في تكاليف الطاقة في عام ‪ 2003‬وخفض‬
‫المتحدة خالل العقد الماضي (انظر الفصل ‪ .)7‬وتمثل‬
‫االنبعاثات السنوية لغازات االحتباس الحراري بوزن قُدّ ر بـ ‪ 52.3‬مليون طن‪.‬‬ ‫التأثيرات المتوقعة على توافر الطاقة والبيئة في كندا نتيجة‬
‫الطلب األمريكي على الطاقة الكندية الشغل الشاغل لكندا‪.‬‬
‫منع برنامج عالمة نجمة الطاقة األمريكي‪ ،‬برنامج استخدام عالمات تطوعي‬
‫يشجع المنتجات والممارسات األكثر توفيرا ً للطاقة‪ ،‬انبعاث ‪ 35‬مليون طن‬ ‫وتعد كندا المصدر األهم لواردات النفط األمريكية‪ ،‬حيث‬
‫من انبعاثات غازات االحتباس الحراري ووفر ‪ 12‬مليار دوالر أمريكي تقريبا ً في‬
‫عام ‪ 2005‬وحده‪.‬‬
‫تستأثر الواليات المتحدة بحوالي ‪ 99‬في المائة من صادرات‬
‫النفط الخام الكندي (‪ .)USEIA 2005b‬وللمساعدة في‬
‫المصادر‪NRCan 2005, USEPA 2006a :‬‬
‫تلبية طلب الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬زاد التنقيب عن‬
‫ينطوي تعدين الرمال النفطية على طول نهر‬
‫أثبسكا في كندا على آثار بيئية كبيرة سلبية‪.‬‬ ‫النفط والغاز في هذا البلد بشكل مذهل على مدار العشرين‬
‫شارك بالصور‪،Chris Evans :‬‬ ‫عام ًا الماضية‪ ،‬وفي الفترة من ‪ 1999‬إلى ‪ 2004‬زاد عدد‬
‫‪Pembina Institute‬‬
‫تصاريح الحفر ألكثر من ثالثة أضعاف (‪.)GAO 2005‬‬
‫‪http://www.OilSandsWatch.org‬‬

‫وقد زاد إنتاج الميثان من طبقة الفحم الحجري في كال‬


‫البلدين منذ منتصف التسعينيات‪ .‬وعلى الرغم من أنه ال‬
‫يزال في مرحلته األولية في كندا‪ ،‬إال أنه ساهم بنحو ‪7.5‬‬
‫في المائة من إجمالي إنتاج الواليات المتحدة من الغاز‬
‫الطبيعي في عام ‪ .2000‬ويمكن لمحتوى الصوديوم الثقيل‬
‫للماء المسحوب في هذه العملية أن يلوث المياه السطحية‬
‫والجوفية المستخدمة للشرب والري (‪.)USEIA 2005b‬‬
‫وال شك أن أنشطة استكشاف الرواسب المتجمعة‪ ،‬وحفر‬
‫اآلبار شديدة التقارب الستعادة الميثان من طبقة الفحم‬
‫الحجري‪ ،‬والبنية التحتية الجديدة الخاصة بالتنقيب عن‬
‫الوقود األحفوري‪ ،‬واإلنتاج والتوزيع من شأنها أن تُخلف‬
‫آثار ًا كبيرة‪ .‬وتنطوي أعمال تجزئة وتدمير مناطق البرية‬
‫(‪ ،)USEPA 2003‬وتلوث الهواء المتزايد‪ ،‬وتسربات خطوط‬
‫األنابيب‪ ،‬والتسربات النفطية أثناء النقل على تهديدات بالغة‬
‫للبيئة وصحة اإلنسان (‪.)Taylor and others 2005‬‬
‫وهناك إدراك متزايد لألعباء التي يمثلها احتراق الوقود‬
‫األحفوري على صحة اإلنسان (انظر اإلطار ‪.)27-6‬‬

‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري وتغير المناخ‬


‫يعتبر قطاع الطاقة من المصادر الرئيسية النبعاثات ثاني‬
‫أكسيد الكربون (انظر الشكل ‪ .)40-6‬وتسهم الواليات‬
‫المتحدة بنسبة ‪ 23‬في المائة وكندا ‪ 2.2‬في المائة من‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري لقطاع الطاقة العالمي‬
‫(‪ .)USEIA 2004‬ويعتبر احتراق الوقود األحفوري‬
‫مسؤو ًال عن ‪ 98‬في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني‬
‫أكسيد الكربون في الواليات المتحدة‪ .‬وفي الفترة من‬
‫‪ 1987‬إلى ‪ ،2003‬زادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫من الوقود األحفوري في أمريكا الشمالية بنسبة ‪ 27.8‬في‬
‫المائة‪ ،‬وظلت االنبعاثات للفرد لكل وحدة من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي مرتفعة بالنسبة لألقاليم الصناعية األخرى (‪GEO‬‬
‫‪.)Data Portal, from UNFCCC-CDIAC 2006‬‬
‫ويعتبر قطاع النقل من المصادر الكبرى النبعاث غازات‬
‫االحتباس الحراري؛ ففي عام ‪ 2005‬ساهم بنسبة ‪ 33‬في‬

‫‪255‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫الشكل ‪ 39-6‬إنتاج الطاقة حسب نوع الوقود‬ ‫الطاقة الحرارية األرضية ‪%0.5‬‬
‫الطاقة الكهرومائية ‪%2.6‬‬
‫المواد المتجددة القابلة لالحتراق والنفايات ‪%4.5‬‬
‫النفط الخام وسوائل الغاز‬ ‫الطاقة النووية ‪%7.9‬‬
‫الطبيعي والمواد الخام ‪%31.3‬‬ ‫الفحم ومنتجاته ‪%28.2‬‬ ‫الغاز الطبيعي ‪%24.9‬‬

‫‬

‫الطاقة الشمسية‪/‬طاقة الرياح‪/‬أنواع الطاقة األخرى ‪%0.1‬‬


‫الطاقة الحرارية األرضية ‪%0.4‬‬
‫الطاقة الكهرومائية ‪%2.7‬‬
‫النفط الخام وسوائل الغاز‬ ‫المواد المتجددة القابلة لالحتراق والنفايات ‪%4.3‬‬
‫الطبيعي والمواد الخام ‪23.1%‬‬ ‫الفحم ومنتجاته ‪%29.3‬‬ ‫الغاز الطبيعي ‪%28.4‬‬ ‫الطاقة النووية ‪%11.6‬‬
‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬
‫تم جمعه من ‪IEA 2007‬‬ ‫‬

‫المتحدة والتي وقعت على البروتوكول لكنها لم تصدق عليه‪،‬‬ ‫المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة‬
‫فدعت إلى خفض االنبعاثات بنسبة ‪ 18‬في المائة مقارنة‬ ‫بقطاع الطاقة في الواليات المتحدة األمريكية (‪USEIA‬‬
‫بالعام ‪ 2002‬بالتناسب مع المخرجات االقتصادية قبل‬ ‫‪ .)2006b‬ويمثل ارتفاع االنبعاثات من السفر الجوي‬
‫عام ‪ .)The White House 2002( 2012‬وفي الفترة‬ ‫إحدى القضايا الناشئة في هذا المجال (انظر الفصل ‪.)2‬‬
‫من ‪ 1992‬إلى ‪ ،2003‬ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫الكربون بنسبة ‪ 24.4‬في المائة و‪ 13.3‬في المائة لكل من‬ ‫وقد ذكر التقييم الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية‬
‫كندا والواليات المتحدة على الترتيب (‪.)UNFCCC 2005‬‬ ‫بتغيّر المناخ الصادر في عام ‪ 2007‬وبثقة أن التغير‬
‫المناخي مستحث بشري ًا عبر انبعاثات غازات االحتباس‬
‫وقد طرحت الحكومة الكندية في ‪ 2006‬قانون ًا جديد ًا‬ ‫الحراري (انظر الفصول ‪ 2‬و‪ 4‬و‪ 5‬والقسم المعني بمنطقة‬
‫لنظافة الهواء ليكون بمثابة نواة لجدول أعمال "مراع‬ ‫القطبين من هذا الفصل)‪ ،‬وسيكون لذلك انعكاسات هامة‬
‫للبيئة"‪ .‬وفي حالة تمريره ليصبح قانوناً‪ ،‬فسيتم تعيين‬ ‫على صحة اإلنسان (انظر اإلطار ‪( )28-6‬انظر الفصل‬
‫األهداف قصيرة األجل فيما يتعلق بانبعاثات غازات‬ ‫‪ .)2‬وإذا وضعنا في اعتبارنا مخرجاتها الكبيرة من غازات‬
‫االحتباس الحراري استناد ًا إلى الشدة (وهو ما يشجع‬ ‫االحتباس الحراري‪ ،‬أمكننا القول بأن أمريكا لشمالية ذات‬
‫الكفاءة في االستخدام‪ ،‬لكنه يسمح بزيادة االنبعاثات في‬ ‫أثر على تغير المناخ في أماكن أخرى من العالم‪ ،‬وهو ما‬
‫حالة زيادة المخرجات)‪ .‬وقد دعا إطار عمل تنظيمي صدر‬ ‫يؤثر بشكل غير متناسب على األشخاص والبلدان الفقراء‬
‫في عام ‪ 2007‬إلى خفض نهائي يبلغ ‪ 150‬ميجاطن (أو‬ ‫واألكثر عرضة للمخاطر (‪.)IPCC 2007b‬‬
‫‪ 20‬في المائة أقل من مستوى ‪ )2005‬بحلول عام ‪2020‬‬
‫(‪.)Environment Canada 2007‬‬ ‫االستجابة لتغير المناخ‬
‫منذ التسعينيات‪ ،‬ركزت حكومات أمريكا الشمالية على‬
‫في عام ‪ ،2005‬أطلقت الواليات المتحدة األمريكية خطة‬ ‫التدابير المستندة إلى السوق واالختيارية والتكنولوجية في‬
‫وطنية للطاقة‪ .‬وتقدم الخطة الدعم إلى صناعة الوقود‬ ‫سعيها لمعالجة تغير المناخ‪ .‬وعند تصديقها على بروتوكول‬
‫األحفوري‪ ،‬وتتضمن حوافز للبحث والتطوير في مجال‬ ‫كيوتو في ‪ ،2002‬تعهدت كندا بخفض انبعاثات غازات‬
‫الوقود األنظف والطاقة المتجددة‪ ،‬وباألخص الوقود الحيوي‬ ‫االحتباس الحراري بنسبة ‪ 6‬في المائة مقارنة بمستوى‬
‫والهيدروجين‪ ،‬وتعزز العمل على زيادة حفظ الطاقة والكفاءة‬ ‫‪ 1990‬خالل الفترة من ‪ 2008‬إلى ‪ .2012‬أما الواليات‬
‫في استخدامها من بين تدابير أخرى (‪The White‬‬
‫‪ .)House 2005‬وفي عام ‪ ،2006‬انضمت الواليات‬ ‫اإلطار ‪ 27-6‬أنواع الوقود األحفوري وصحة اإلنسان في أمريكا الشمالية‬

‫المتحدة إلى خمسة بلدان أخرى لتكوين شراكة جديدة بين‬


‫يمثل حرق أنواع الوقود األحفوري في وحدات الطاقة والسيارات المصدر الرئيسي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد‬
‫آسيا والمحيط الهادئ من أجل التنمية النظيفة والمناخ‪،‬‬ ‫الكبريت وأكاسيد النتروجين‪ .‬وهناك ارتباطات واضحة بين التعرض للملوثات الهوائية ومجموعة من مشاكل اإلنسان‬
‫وهي مجهود تقوده الواليات المتحدة لتسريع التنمية‬ ‫الصحية‪ .‬وقد تسبب تلوث الهواء في بداية هذا العقد في حدوث حاالت وفاة مبكرة قُدرت بـ ‪ 70000‬شخص سنويا ً في‬
‫الواليات المتحدة و‪ 5900‬شخص تقريبا ً في كندا‪ .‬ومن المعروف أن تلوث الهواء يفاقم من حاالت الربو‪ ،‬وهي آخذة في الزيادة‪،‬‬
‫االختيارية ونشر تقنيات الطاقة النظيفة‪ .‬وتعد مثا ًال على دعم‬ ‫خاصة بين األطفال‪ .‬ويدخل الزئبق المنبعث عند حرق الفحم في وحدات الطاقة السلسة الغذائية‪ ،‬مما يؤثر على السكان‬
‫الواليات المتحدة للشراكات العامة‪-‬الخاصة التي تعمل على‬ ‫األصليين في الشمال أكثر من األمريكيين الشماليين اآلخرين (انظر الفصل ‪ 2‬وقسم المنطقتين القطبيتين في هذا‬
‫الفصل)‪ .‬ويمكن أن يكون للزئبق تأثيرات شديدة على الصحة‪.‬‬
‫تكرار مشروعات الطاقة الناجحة على المستوى العالمي‪.‬‬
‫وقد عبرت كندا عن اهتمامها بالمشاركة في هذه الشراكة‪.‬‬
‫المصادر‪CEC 2006, Fischlowitz-Roberts 2002, Judek and others 2005 :‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪256‬‬


‫الشكل ‪ 40-6‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حسب نوع الوقود‬
‫الفحم‬ ‫البترول‬ ‫الغاز الطبيعي‬
‫مليون طن‬
‫‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫كندا‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫المصدر‪USEIA 2004 :‬‬

‫وتشتمل السياسات طويلة المدى لكال البلدين على استراتيجيات‬


‫اإلطار ‪ 28-6‬آثار تغير المناخ المحتملة على صحة اإلنسان‬
‫تكيف تهدف إلى التأقلم مع آثار التغير المناخي (‪Easterling‬‬
‫يتمثل الخطر الصحي الرئيسي لدرجات الحرارة األكثر ارتفاعا ً في الزيادة المحتملة في موجات الحرارة األكثر شدة وامتدادا ً‬ ‫‪ .)and others 2004, NRCan 2004‬وقد أخذ الكثير‬
‫التي يمكن أن تتسبب في اإلصابة بالجفاف وضربات الشمس وزيادة معدالت الوفاة‪ .‬وبناء على الموقع‪ ،‬يُتوقع زيادة تغير المناخ‬ ‫من الواليات والبلديات‪ ،‬إلى جانب القطاع الخاص‬
‫لحوادث الضباب الدخاني والتلوث الذي تحمله المياه والغذاء واألمراض التي تنقلها الحشرات (مثل مرض الاليم وفيروس غرب‬
‫نهر النيل ومتالزمة فيروس هانتا الرئوية) وزيادة حوادث الطقس المتطرفة (األعاصير مثل إعصار كاترينا‪ ،‬الذي دمر الساحل‬ ‫واألطراف األخرى المعنية‪ ،‬مجموعة من الخطوات الهامة‬
‫الشمالي من خليج المكسيك في أغسطس من عام ‪ .)2005‬ومن المحتمل أن يعاني األطفال وكبار السن والفقراء والمعوقون‬
‫والمهاجرون والشعوب األصلية واألشخاص الذين يعملون خارج المنشآت واألشخاص الذين يعانون من صحة معتلة بالفعل‬
‫والمبتكرة للتعامل مع انبعاثات غازات االحتباس الحراري‬
‫للخطر على نحو منظم‪.‬‬ ‫منذ أواخر التسعينيات (انظر اإلطار ‪.)29-6‬‬
‫المصادر‪Kalkstein and others 2005, Health Canada 2001 :‬‬
‫وتساعد الشواغل المتعلقة بأمن الطاقة في تعزيز حدوث‬
‫تحول في استخدام الطاقة الستبدال ما أطلق عليه "إدمان‬
‫كفاءة في استخدام الوقود (‪ .)Lightburn 2004‬وقد‬ ‫النفط" في أمريكا (‪ ،)The White House 2006‬لكنه‬
‫أصبحت النجاحات المبكرة التي حققتها أمريكا الشمالية‬ ‫من غير الواضح ما إذا كان التحول سيكون إلى اقتصاد‬
‫في ضبط تلوث الهواء واألمطار الحمضية نماذج تحتذى‬ ‫وأسلوب حياة أقل استهالك ًا للطاقة‪ .‬وقد أفضى الدعم‬
‫في المناطق األخرى‪.‬‬ ‫السياسي والحوافز المالية إلى نمو كبير في طاقة الرياح‬
‫وإنتاج اإليثانول والفحم خالل السنوات الخمس الماضية‬
‫الزحف الحضري العشوائي والمنطقة المشتركة بين‬ ‫(‪ ،)RFA 2005, AWEA 2006, NMA 2006‬كما ت ّم‬
‫الحضر والريف‬ ‫تجديد االهتمام بالطاقة النووية‪ .‬ومنذ عام ‪ ،2000‬كانت‬
‫التوسع الحضري‬ ‫الكتلة الحيوية أكبر مصدر للطاقة المتجددة في الواليات‬
‫كان الزحف الحضري العشوائي إحدى القضايا التي‬ ‫المتحدة األمريكية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد شهدت مبيعات‬
‫تناولها تقرير توقعات البيئة العالمية الثالث (‪ ،)GEO-3‬وال‬ ‫السيارات الهجينة نمو ًا خالل األعوام العديدة الماضية‪،‬‬
‫يزال يمثل أحد التحديات الكبرى للجودة البيئية في أمريكا‬ ‫على الرغم من أمريكا الشمالية تأتي في مرتبة متأخرة عن‬
‫الشمالية‪ .‬وقد ساعدت عوامل التخطيط والتقسيم‬ ‫الكثير من المناطق الصناعية األخرى فيما يتعلق بتشجيع‬
‫المتساهلين الستخدام األراضي‪ ،‬وزيادة أعداد السكان‬ ‫واستخدام بدائل لمحركات االحتراق الداخلي تكون أكثر‬

‫اإلطار ‪ 29-6‬الواليات والمقاطعات والبلديات والشركات تتحرك ضد تغير المناخ‬

‫الواقع‪ ،‬يعيش أكثر من نصف الجمهور األمريكي اآلن في والية تسري فيها معايير مجموعة إجراءات‬ ‫لقد كان هناك قصور على مدار العشرين سنة الماضية في إدراك الحاجة لحماية البيئة بوصفها‬
‫الطاقة‪.‬‬ ‫األساس الذي تعتمد عليه التنمية‪ .‬وكان التركيز ينصب على التنمية أوال ً‪ ،‬غالبا ً على حساب البيئة‪ .‬ومع‬
‫‪ n‬على المستوى الثنائي‪ ،‬تبنى حكام نيو إنجالند ورؤساء الحكومات الكنديون الشرقيون خطة العمل‬ ‫ذلك‪ ،‬تُعزى القيادة في تعزيز االستدامة إلى الواليات والمحافظات والبلديات والمنظمات عبر الحدود‬
‫من أجل المناخ في عام ‪.2001‬‬ ‫والقطاعات التطوعية والخاصة‪ .‬وفيما يلي أمثلة على االلتزامات في مستويات مختلفة من الحوكمة‬
‫‪ n‬وعلى مستوى المدن‪ ،‬وافق عمد الواليات المتحدة البالغ تعدادهم ‪ 158‬عمدة و‪ 225‬عضوا ً من اتحاد‬ ‫للتخفيف من تغير المناخ‪:‬‬
‫البلديات الكندية على خفض انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫‪ n‬في عام ‪ ،2006‬مررت كاليفورنيا‪ ،‬أكبر مصدر انبعاث للكربون في العالم والتي تحتل المرتبة الثانية‬
‫‪ n‬تبنت العديد من الشركات األمريكية الشمالية الرائدة مجموعة متنوعة من مبادرات تغير المناخ‪.‬‬ ‫عشر على مستوى العالم‪ ،‬القانون األول في الواليات المتحدة لتغطية انبعاثات غاز ثاني أكسيد‬
‫‪ n‬في عام ‪ ،2006‬ألزم ائتالف مكون من ‪ 86‬شخصا ً من القادة اإلنجيليين نفسه بالتأثير على رعاياهم‬ ‫الكربون‪ .‬وقد التزمت العديد من الواليات األخرى بالمبادرات‪ ،‬بما في ذلك امتصاص الكربون والمتاجرة‬
‫للحد من غازات االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫بغازات االحتباس الحراري والنمو الذكي وخطط عمل المناخ ومعايير مجموعة إجراءات الطاقة‬
‫المتجددة (‪ ،)RPS‬التي تتطلب استخدام مرافق كهربائية لتوفير بعض الطاقة المتجددة‪ .‬وفي‬

‫المصادر‪ECI 2006, FCM 2005, Office of the Governor 2006, Pew Center on Global Climate Change 2006, US Mayors 2005 :‬‬

‫‪257‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫أنماط االستيطان األخرى خالل العقد الماضي‪ ،‬ويمثل‬ ‫األثرياء في تقدم الزحف الحضري العشوائي‪ .‬فقد زادت‬
‫تهديد ًا متزايد ًا للمناطق الطبيعية (وغير المحمية) وخدمات‬ ‫مساحات المنازل وتقسيمات األراضي‪ ،‬فيما تراجع عدد‬
‫النظام اإليكولوجي التي توفرها‪ .‬ويُعرف الزحف العشوائي‬ ‫األشخاص لكل أسرة (‪ .)DeCoster 2000‬وقد ساهم‬
‫خارج المدن بأنها تجمعات من مناطق اإلسكان منخفضة‬ ‫الزحف الحضري العشوائي بشكل كبير في زيادة أعداد‬
‫الكثافة ذات المساحات الكبيرة التي تقع خلف محيط‬ ‫السيارات‪ ،‬والمسافات التي تقطعها المركبات‪ ،‬وطول‬
‫المدن‪ ،‬وتفصلها مناطق طبيعية‪ ،‬وتتمركز على مسافات‬ ‫الطرق الممهدة في أمريكا الشمالية خالل العشرين عام ًا‬
‫طويلة من المناطق الحضرية (‪Heimlich and‬‬ ‫الماضية‪ .‬وتغطى مناطق التنمية الحضرية أقل من ‪ 1‬في‬
‫‪ .)Anderson 2001‬وفي الفترة من ‪ 1990‬إلى ‪،2000‬‬ ‫المائة من مساحة األرض في كندا (‪ )OECD 2004‬و‪3.1‬‬
‫زاد عدد سكان المناطق العشوائية خارج المدن في ‪22‬‬ ‫في المائة من مساحة األرض في الواليات المتحدة‬
‫والية غرب نهر الميسيسبي بنسبة ‪ 17.3‬في المائة‬ ‫األمريكية (‪.)Lubowski and others 2006‬‬
‫(‪ .)Conner and others 2001‬ويهدد النمو السكاني‬
‫في الوادي األوسط بوالية كاليفورنيا‪ ،‬والذي يزود الواليات‬ ‫لقد تواصل الزحف الحضري العشوائي‪ ،‬وهو نمط وعملية‬
‫المتحدة بربع إمداداتها من المواد الغذائية‪ ،‬أراض زراعية‬ ‫استيطان ينتشر على محيط المناطق الحضرية ويتسم‬
‫خصبة (‪.)Hammond 2002‬‬ ‫باإلسكان منخفض الكثافة‪ ،‬دون تراجع على مدار العشرين‬
‫عام ًا الماضية‪ .‬وبحلول العام ‪ ،2000‬كان يتقدم بمعدل‬
‫كما يهدد توسع العشوائيات خارج المدن‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫يبلغ ضعف النمو السكان في الواليات المتحدة (‪HUD‬‬
‫التطورات التجارية والمتعلقة بالطاقة بالقرب من المناطق‬ ‫‪ ،)2000‬وتمتلك كندا اآلن ‪ 3‬مناطق من بين أكثر ‪10‬‬
‫المحمية‪ ،‬سالمة هذه األراضي (‪Bass and Beamish‬‬ ‫مناطق تشهد تقدم ًا للزحف الحضري العشوائي في العالم‬
‫‪ .)2006‬وفي عام ‪ ،2000‬غطت المستوطنات الحضرية‬ ‫(‪Calgary, Vancouver and Toronto) (Schmidt‬‬
‫والضواحي مساحة ‪ 126000‬كم مربع تقريب ًا في الواليات‬ ‫‪ .)2004‬وفي الواليات المتحدة‪ ،‬ال تمثل المناطق الساحلية‬
‫المتحدة‪ ،‬فيما شغل اإلسكان خارج المدن أكثر من سبعة‬ ‫سوى ‪ 17‬في المائة فقط من قاعدة األراضي في الواليات‬
‫أضعاف هذه المساحة (حوالي ‪ 11.8‬في المائة من‬ ‫المتحدة على الرغم من أنها تضم أكثر من نصف سكانها‬
‫مساحة البر الرئيسي للواليات المتحدة) (‪Theobald‬‬ ‫(‪ .)Beach 2002‬ويواصل الزحف الحضري العشوائي‬
‫‪( )2005‬انظر الشكل ‪ .)41-6‬وشهدت المناطق الريفية‬ ‫تقدمه ويمكنه أن يمتد حتى ‪ 80‬كم في األراضي الداخلية‪.‬‬
‫لجبال روكي‪ ،‬والواليات الجنوبية‪ ،‬والمناطق الداخلية في‬
‫كاليفورنيا نمو ًا قوي ًا (‪( )OECD 2005‬انظر اإلطار ‪1-9‬‬ ‫وقد تنامى الزحف الريفي أو خارج المدن بصورة تفوق‬

‫الشكل ‪ 41-6‬فئات كثافة اإلسكان في الواليات المتحدة‪2000 ،‬‬

‫الحضر (< ‪ 0.6‬أكر‬


‫لكل وحدة)‬
‫الضواحي (‪0.6-1.7‬‬
‫أكر لكل وحدة)‬
‫العشوائيات (‪1.7-4‬‬
‫أكر لكل وحدة)‬
‫الريف (> ‪ 4‬أكر لكل‬
‫وحدة)‬
‫فئات خاصة غير‬
‫متقدمة‬

‫مالحظة‪ :‬كل ‪ 247.1‬أكر = ‪ 1‬كم مربع‬

‫المصدر‪ ،Theobald 2005 :‬تم جمعه من‬


‫© ‪US Census Bureau data (copyright‬‬
‫‪)2005 by author‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪258‬‬


‫اإلطار ‪ 30-6‬الزحف الحضري يهدد التنوع البيولوجي في الواليات المتحدة‬
‫في الفصل ‪ .)1‬وقد ارتبط الجزء األكبر من الزيادة في‬
‫وعلى الرغم من أن األراضي المطورة تغطي فقط نسبة صغيرة من قاعدة أراضي أمريكا الشمالية‪ ،‬إال أن لها تأثير كبير على‬ ‫سكان المناطق الريفية في كندا في الفترة من ‪ 1991‬إلى‬
‫خدمات األنظمة اإليكولوجية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تحتل الطرق ‪ 1‬في المائة فقط من مساحة األراضي األمريكية‪ ،‬إال أنها تغير‬
‫من الهياكل والوظائف اإليكولوجية لـ ‪ 22‬في المائة تقريبا ً أو يزيد من األراضي‪ .‬ففي مناطق الواليات المتحدة التي تشهد‬
‫‪ ،1996‬وباألخص في الغرب‪ ،‬بالزحف العشوائي خارج‬
‫نموا ً سريعا ً خارج الضواحي‪ ،‬تتالشى وفرة األنواع واألنواع المستوطنة حيث يزيد الغطاء الحضري‪ ،‬مما يهدد التنوع البيولوجي‪.‬‬ ‫المدن (‪ .)Azmier and Dobson 2003‬وعندما تضغط‬
‫وتهدئ تجزئة الموائل الطبيعية أكثر من ‪ 500‬نوع بري مهدد باالنقراض في الواليات المتحدة‪ .‬كما توفر نقاط دخول جديدة‬
‫لألنواع االجتياحية التي دخلت بالفعل من خالل طرق أخرى (انظر الفصل ‪.)5‬‬ ‫التنمية على المساحات المفتوحة‪ ،‬تنشأ منطقة مشتركة بين‬
‫الحضر والريف (‪ ،)URI‬حيث تتداخل النظم اإليكولوجية‬
‫المصادر‪Allen 2006, Ewing and others 2005, Ricketts and Imhoff 2006, USGS 2005a :‬‬
‫واالجتماعية وتتفاعل فيما بينها (‪.)Wear 2005‬‬

‫المتحدة األمريكية كان يعزى إلى التنمية الحضرية‬ ‫ويقترن توسع الزحف العشوائي خارج المدن والمنطقة‬
‫(‪.)NRCS 1999‬‬ ‫المشتركة ‪ URI‬بتجزيء وفقد الغابات‪ ،‬واألراضي الزراعية‬
‫األولية (انظر الفصل ‪ ،)3‬واألراضي الرطبة والموارد‬
‫ال إيجابي ًا لالضطراب الطبيعي‬‫تعتبر حرائق الغابات عام ً‬ ‫األخرى‪ ،‬مثل موائل الحياة البرية والتنوع البيولوجي (انظر‬
‫في الكثير من نظم الغابات اإليكولوجية‪ ،‬بيد أن االختالط‬ ‫اإلطار ‪ 30-6‬أدناه)‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن مساحة‬
‫المتزايد لإلسكان بالغابات والمروج الطبيعية المعرضة‬ ‫األراضي المستغلة للتنمية في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫للحرائق أسهم في ارتفاع عدد حوادث الحريق في‬ ‫في الفترة من ‪ 1997‬و‪ 2001‬التي بلغت أكثر من ‪36400‬‬
‫"المنطقة الفاصلة" خالل العقد الماضي (‪Hermansen‬‬ ‫كم مربع جاءت على حساب ‪ 20‬في المائة من مساحة‬
‫‪ .)2003, CFS 2004‬وتؤدي الحرائق التي تقع في‬ ‫األراضي الزراعية و‪ 46‬في المائة من الغابات و‪ 16‬في‬
‫المنطقة الفاصلة إلى تدمير الممتلكات وتهديد صحة‬ ‫المائة من المراعي (‪ .)NRCS 2003‬وفي كندا‪ ،‬كان‬
‫اإلنسان والحياة البرية ويمكنها أن تعزز انتشار األنواع‬ ‫حوالي نصف المساحة المحولة إلى االستخدامات‬
‫الدخيلة التوسعية وهجمات اآلفات‪ .‬وهذه الحرائق ليست‬ ‫الحضرية على مدار الثالثين عام ًا الماضية من األراضي‬
‫بمثل هذه الخطورة في كندا‪ ،‬لكنها ال تزال تؤثر على آالف‬ ‫الزراعية الجيدة‪ ،‬أي األراضي التي يكون إنتاج المحاصيل‬
‫الناس‪ ،‬وتؤدي إلى تكاليف اقتصادية كبيرة‪ ،‬كما أن‬ ‫فيها غير مقيد (‪.)Hoffmann 2001‬‬
‫المخاطر آخذة في التزايد (‪.)CFS 2004‬‬
‫وفي كال البلدين‪ ،‬تتعرض المروج الطبيعية للفقد والتجزيء‬
‫وتؤثر التنمية المتزايدة خارج المدن على المياه العذبة عبر‬ ‫بما يؤدي إلى تغيير المشهد الطبيعي في البراري بشكل‬
‫العديد من الطرق‪ .‬وتؤدي األسطح غير المنفذة إلى نقل‬ ‫بالغ وفقدان التنوع الحيوي وظهور أنوع مستقدمة‪ .‬وتعتبر‬
‫المياه إلى المصارف والمجاري بد ًال من إعادة ملء مخزون‬ ‫المروج الطبيعية الوسطى في أمريكا الشمالية من بين‬
‫المياه الجوفية‪ ،‬كما يحتوي الجريان من الضواحي على‬ ‫النظم اإليكولوجية األكثر عرض ًة للتهديد‪ ،‬سواء في القارة‬
‫مجموعة من الملوثات (‪.)Marsalek and others 2002‬‬ ‫أو في العالم (‪.)Gauthier and others 2003‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن انتشار مركبات ‪( URI‬مركبات الدفع‬ ‫وأخيراً‪ ،‬فإن حوالي نصف الفقد السنوي الصافي من‬
‫الرباعي لألراضي الوعرة) يؤدي إلى نشوء المزيد من‬ ‫األرضي الرطبة منذ عام ‪ 1982‬إلى ‪ 1997‬في الواليات‬

‫أيل بري يعيش في المنطقة السكانية بجاردنر‪،‬‬


‫مونتانا‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Jeff and Alexa Henry/ :‬‬


‫‪Still Pictures‬‬

‫‪259‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫لإلنجاز في مجال النمو الذكي ‪National Award for‬‬ ‫الفرص الستراحات المركبات على جوانب الطرق‪ ،‬وهي‬
‫‪Smart Growth Achievement (Baker 2000,‬‬ ‫أحد المصادر الناشئة المؤدية إلى تجزيء الموائل‪ ،‬إلى‬
‫‪ .)USEPA2004, SGN 2005‬وفي الفترة بين ‪1997‬‬ ‫جانب التحات المتزايد للتربة‪ ،‬وتدهور المياه‪ ،‬والضوضاء‬
‫و‪ ،2001‬سنت ‪ 22‬والية أمريكية قوانين لكبح الزحف‬ ‫وتلوث الهواء‪ ،‬وباألخص في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫الحضري‪ .)El Nasser and Overberg 2001( ،‬أما‬ ‫(‪ .)Bosworth 2003‬وعلى الرغم من أن الرغبة في‬
‫في كندا‪ ،‬فقد أثمرت الخطة الثالثينية التحاد النقل في‬ ‫التمتع ببيئة صحية تعتبر حافز ًا أساسي ًا في االنتقال إلى‬
‫كندا عن تضمين ضبط الزحف الحضري في الخطط‬ ‫الضواحي‪ ،‬فإن بعض التهديدات الصحية تحدث في‬
‫الرئيسية لغالبية المدن الكندية (‪Raad and‬‬ ‫الضواحي بشكل أكبر من المناطق األقل اتسام ًا باالنتشار‬
‫‪ .)Kenworthy 1998‬وتدعم المبادرات الكندية مثل‬ ‫الحضري (انظر اإلطار ‪.)31-6‬‬
‫االستراتيجية الحضرية ‪ 2002‬لكندا‪ ،‬والصندوق الحضري‬
‫األخضر ‪ ،2000‬واالتفاق الجديد للمدن والمجتمعات في‬ ‫استجابة السياسات الذكية للزحف الحضري العشوائي‬
‫‪ 2005‬ضبط الزحف الحضري بطرق مختلفة (‪Sgro‬‬ ‫حققت أمريكا الشمالية تقدم ًا هام ًا في الحد من فقد‬
‫‪ .)2002, Government of Canada 2005‬وتجدر‬ ‫الغابات والمروج الطبيعية واألراضي الرطبة لصالح التنمية‬
‫اإلشارة إلى أنه ال توجد معلومات فيما يتعلق بكفاءة ضبط‬ ‫الحضرية وتطوير الضواحي على مدار العشرين عام ًا‬
‫الزحف الحضري‪ ،‬لكن بنجستون وآخرين (‪)2004‬‬
‫اإلطار ‪ 31-6‬الزحف الحضري وصحة اإلنسان‬
‫اكتشفوا أن تطبيق السياسات‪ ،‬وحزم أدوات السياسات‬
‫التكميلية‪ ،‬والتنسيق الرأسي واألفقي‪ ،‬ومشاركة المعنيين‬ ‫تحدث حاالت الوفاة واإلصابات المرورية والحاالت المرضية المرتبطة بمستويات األوزون األعلى في الضواحي المنتشرة بشكل‬
‫تعد من العناصر الحيوية للنجاح‪.‬‬ ‫أكبر من المستوطنات األكثر كثافة‪.‬‬

‫وتتسم مناطق الضواحي بأنها غير مناسبة للتنزه على القدمين عما هو عليه الحال في األحياء المجاورة المدمجة‪ ،‬ويمكن‬
‫وينبغي أن تتضمن السياسة المعنية بتلوث الهواء‬ ‫أن يتسبب االفتقار إلى ممارسة الرياضة في زيادة الوزن والمشاكل الصحية المرتبطة به مثل مرض السكري‪.‬‬

‫الحضري حزم سياسات متكاملة‪ .‬وخالل العقدين‬ ‫وقد أدت زيادة عدوى الجهاز التنفسي العلوي إلى تعرض اإلنسان بشكل أكبر لألمراض والعدوى التي تنتقل بين الحيوانات‬
‫الماضيين‪ ،‬انخفض عدد من االنبعاثات نتيجة تطبيق‬ ‫واإلنسان‪ ،‬مثل مرض الاليم‪ ،‬وهو المرض اآلخذ في االرتفاع في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫مجموعة متنوعة من الضوابط تشمل تشريعات الهواء‬ ‫المصادر‪Ewing and others 2005, Frumkin and others 2004, Robinson 2005 :‬‬

‫النظيف‪ ،‬وبرامج األمطار الحمضية الطوعية واإللزامية‪،‬‬


‫واتفاقيات نوعية الهواء العابرة للحدود‪ .‬ويوجد في بلدي‬
‫أمريكا الشمالية كليهما معايير قابلة للمقارنة فيما يخص‬ ‫الماضية من خالل الجهود العامة والخاصة لصون الطبيعة‬
‫نوعية الهواء (‪ ،)CEC 2004‬ويتم توفير المعلومات‬ ‫وبرامج التخفيف واالستعادة‪.‬‬
‫المتعلقة بنوعية الهواء في الوقت الفعلي عبر اإلنترنت‪ .‬وقد‬
‫طبق كال البلدين لوائح للحد من االنبعاثات من مركبات‬ ‫وقد قام عدد من الواليات واألقاليم والبلديات بإعداد‬
‫الديزل الجديدة بدء ًا من عام ‪Government of( 2007‬‬ ‫وتطبيق استراتيجية النمو الذكي (انظر ‪،)UNEP 2002‬‬
‫‪،)Canada 2005, Schneider and Hill 2005‬‬ ‫وغيرها من االستراتيجيات التي تتضمن مجموعة واسعة‬
‫وللحد من انبعاثات الزئبق من مصانع الطاقة التي تقوم‬ ‫من أدوات السياسات الرامية إلى إدارة الزحف الحضري‬
‫بحرق الفحم (‪ .)CCME 2005, USEPA2005a‬ومن‬ ‫العشوائي (‪ .)Pendall and others 2002‬وأحد‬
‫المفترض أن تساعد هذه الضوابط في تخفيض تركيزات‬ ‫تعريفات النمو الذكي هو حوالي ‪ 48‬شخصاً‪/‬هكتار‪ ،‬وهو‬
‫الملوثات التقليدية للهواء الحضري‪ ،‬والتي تظل مرتفعة‬ ‫معدل كثافة يعتبر مفضي ًا إلى نظام نقل عام (‪Theobald‬‬
‫مقارنة بالبلدان المتقدمة األخرى (‪.)OECD 2004‬‬ ‫‪ .)2005‬وتهدف خصائص النمو الذكي إلى الحد من األثر‬
‫البيئي للمستوطنات البشرية والسفر وصون األراضي‬
‫المياه العذبة‬ ‫الزراعية والحيز األخضر والخدمات اإليكولوجية التي‬
‫توفير المياه والطلب عليها‬ ‫يوفرانها‪ ،‬وزيادة "القابلية للحياة"‪ .‬وقد دعمت منظمات‬
‫تمتلك أمريكا الشمالية حوالي ‪ 13‬في المائة من المياه‬ ‫تمثل قطاعات كثيرة من المجتمع مبادئ النمو الذكي‬
‫العذبة المتجددة في العالم (‪GEO Data portal, from‬‬ ‫(‪.)Otto and others 2002‬‬
‫‪ ،)FAO AQUASTAT 2007‬ولكن على الرغم من الوفرة‬
‫الظاهرة‪ ،‬فإن المستخدمين ال يتواجدون دوم ًا بالقرب من‬ ‫وعلى المستوى الوطني‪ ،‬تشجع الواليات المتحدة التنمية‬
‫مصادر المياه‪ ،‬ويعاني البعض من نقص دوري في المياه‬ ‫الحضرية المستدامة من خالل شبكة النمو الذكي ‪Smart‬‬
‫(‪ .)NRCan 2004‬وقد أدت إمدادات المياه المحدودة‬ ‫‪ ،Growth Network‬وجدول أعمال المالءمة للمعيشة‬
‫إلى احتدام المنافسة على المياه في أجزاء من غرب‬ ‫البشرية ‪ Liveability Agenda‬والجائزة الوطنية‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪260‬‬


‫اإلطار ‪ 32-6‬نقص المياه في غرب أمريكا الشمالية‬
‫أمريكا الشمالية (انظر اإلطار ‪ ،)32-6‬والسهول الكبرى‬
‫يعتبر الغرب األمريكي أحد أكثر مناطق العالم جفافا ً‪ ،‬حيث يبلغ متوسط هطول األمطار سنويا ً أقل من ‪ 10.2‬سم‪ ،‬ولكنه‬ ‫(‪ )Bails and others 2005‬وحوض البحيرات‬
‫موطنا ً لحوالي واحد من بين كل خمسة مواطنين أمريكيين‪ .‬يشغل نهر كولورادو ما يقرب من ‪ 627000‬كم مربع وهو‬
‫مخصص بشكل كامل لتوفير المياه ألكثر من ‪ 24‬مليون نسمة‪ ،‬حيث يروي ‪ 8100‬كم مربع من األراضي الزراعية ويولد ‪4000‬‬
‫العظمى‪ .‬وقد تؤدي الجفاف إلى زيادة نقص المياه‪ .‬وقد‬
‫ميجا واط من الطاقة الكهرومائية (انظر الفصل ‪ .)4‬واآلن يتم تغذية الدلتا التي كانت يوما ً ما خصبة والتي تقع في مصب‬ ‫أثر الجفاف الشديد خالل الفترة من ‪ 2000-2005‬على‬
‫النهر بواسطة نهير ضعيف‪.‬‬
‫مناطق كبيرة من أمريكا الشمالية تمتد من جنوب غرب‬
‫وقد تطور سوق المياه في أوائل التسعينيات‪ ،‬مما سمح للبلديات سريعة النمو بشراء حقوق المياه من المزارعين ومالك‬ ‫الواليات المتحدة إلى األقاليم األطلسية في كندا (‪Smith‬‬
‫مزارع المواشي‪ .‬وقد أدخلت الواليات المتحدة عددا ً من االستراتيجيات لمنع النزاعات‪ ،‬بما في ذلك المحافظة على المياه‬
‫والكفاءة في استخدامها والتعاون المرتبط بها‪.‬‬
‫‪.)2005‬‬

‫المصادر‪Cohn 2004, Harlow 2005, Saunders and Maxwell 2005 :‬‬


‫وتتراجع األنهار والمناطق الجليدية‪ ،‬والتي تعتبر المصدر‬
‫الرئيسي للمياه في البراري الكندية (‪Donahue and‬‬
‫‪ ،)Schindler 2006‬ويتوقع أن تتفاقم التقلبية‬
‫الهيدرولوجية نتيجة تغير المناخ مما يؤدي إلى احتدام‬
‫المنافسة على المياه بين قطاعات الزراعة‪ ،‬وصناعة النفط‬
‫والغاز‪ ،‬والبلديات‪ .‬وقد استجابت أقاليم البراري من خالل‬
‫الشكل ‪ 42-6‬مقارنة استخدام المياه للفرد حسب اإلقليم‬ ‫تبني استراتيجيات إدارة وتخطيط المستجمعات المائية‬
‫متر مكعب للفرد‬ ‫(‪.)Venema 2006‬‬
‫‬ ‫أفريقيا‬

‫‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫وتعتبر كل من الواليات المتحدة وكندا على الترتيب أعلى‬
‫أوروبا‬
‫بلدين من حيث نصيب الفرد في استخدام المياه بالعالم‬
‫‬ ‫أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫(انظر الشكل ‪ .)42-6‬وأحد األسباب الرئيسية في ذلك‬
‫‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫هو التكلفة المنخفضة‪ ،‬والتي تعتبر األقل بين دول العالم‬
‫‬
‫غرب آسيا‬ ‫الصناعية‪ ،‬بفضل الدعم المقدم للصناعة والزراعة‬
‫والبلديات‪ .‬وهناك سبب آخر يتمثل في أن أمريكا الشمالية‬
‫‬
‫تعتبر مُصدّر ًا للغذاء بالصافي‪ ،‬وبالتالي فهي أكبر مصدر‬
‫‬
‫لـ "المياه االفتراضية" وهي المياه التي تشتمل عليها‬
‫‬ ‫األغذية (‪International Year of Freshwater‬‬
‫‬
‫‪ .)2003‬ومنذ منتصف التسعينيات‪ ،‬قامت بعض البلديات‬
‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬ ‫في كال البلدين بفرض مبادئ قياس المياه وقيود على‬
‫استخدامها في أوقات العجز‪ .‬ويعد فقدان المياه البلدية‬
‫‬ ‫جمعه من ‪FAO AQUASTAT 2007‬‬
‫‪m‬‬
‫نتيجة التسرب من األنابيب من القضايا الناشئة ذات‬
‫الصلة‪ ،‬إذ قد تصل نسبة الفقد إلى ‪ 50‬في المائة في‬
‫بعض األماكن نتيجة البنية التحتية المتهالكة‬
‫الشكل ‪ 43-6‬استخدام مياه أمريكا الشمالية حسب القطاع‪2002 ،‬‬
‫(‪.)Environment Canada 2001, CBO 2002‬‬
‫كندا‬
‫ ‬
‫االستخدام المنزلي‬
‫الزراعة‬
‫ويوضح الشكل ‪ 43-6‬الفئات الرئيسية لمستخدمي المياه‬
‫الصناعة‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫في كال البلدين‪ .‬وتستأثر الزراعة بنحو ‪ 39‬في المائة من‬
‫السحب السنوي للمياه في أمريكا لشمالية (‪GEO Data‬‬
‫‪ .)Portal, from FAO 2007a‬وتملك الواليات المتحدة‬
‫أكثر من ‪ 75‬في المائة من األراضي الزراعية المروية في‬
‫الواليات المتحدة‬ ‫أمريكا الشمالية‪ ،‬وقد زادت هذه المساحة في الفترة من‬
‫ ‬ ‫‪ 1995‬إلى ‪ 2000‬بحوالي ‪ 7‬في المائة‪.‬‬

‫ ‬ ‫وقد ارتفع الطلب على المياه الجوفية في أمريكا الشمالية‬
‫ ‬ ‫خالل العشرين عام ًا الماضية‪ .‬ويعتبر الري في المناطق‬
‫المصدر‪GEO Data :‬‬
‫‪ ،Portal‬تم جمعه من‬ ‫المعرضة للجفاف بالواليات المتحدة مسؤو ًال عن السحب‬
‫‪FAO AQUASTAT 2007‬‬
‫غير المستدام من طبقات المياه الجوفية‪ ،‬بمعدالت فاقت‬

‫‪261‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫من نوعية مياه متدنية (‪( )UNESCO 2003‬انظر اإلطار‬ ‫القدرة على إعادة تغذية الطبقات بنسبة كبيرة وصلت إلى‬
‫‪ .)33-6‬وتختلف المقاييس والتعريفات الخاصة بنوعية‬ ‫‪ 25‬في المائة (‪.)Pimentel and Pimentel 2004‬‬
‫المياه بين البلدين بما يجعل من الصعوبة بمكان إجراء‬ ‫وتشمل آثار السحب الزائد من طبقات المياه الجوفية‬
‫تقييم عام للمنطقة‪ .‬وتشير المؤشرات األولية إلى أن المياه‬ ‫هبوط األراضي‪ ،‬وتسرب المياه المالحة في المناطق‬
‫العذبة في كندا "جيدة" أو "ممتازة" في ‪ 44‬في المائة من‬ ‫الساحلية وفقدان قدرة طبقات المياه الجوفية (انظر‬
‫المواقع المختارة‪ ،‬و"مقبولة" في ‪ 31‬بالمائة من المواقع‪،‬‬ ‫الفصل ‪ ،4‬الجدول ‪ .)4.1‬ورغم محدودية بيانات المياه‬
‫و"حدية" أو "سيئة" في ‪ 25‬في المائة من المواقع‬ ‫الجوفية في كندا‪ ،‬فإن الدراسات تشير إلى أن غالبية‬
‫(‪ .)Statistics Canada 2005‬وتوضح الدراسات التي‬ ‫مستودعات المياه الجوفية ال تزال غير مهددة بالسحب‬
‫تستخدم مقاييس مختلفة أن ‪ 36‬في المائة من‬ ‫المفرط (‪.)Nowlan 2005‬‬
‫المستجمعات المائية في الواليات المتحدة بها مشكالت‬
‫متوسطة تتعلق بنوعية المياه‪ ،‬وأن ‪ 22‬في المائة بها‬ ‫وفي الواليات المتحدة‪ ،‬تحسنت كفاءة استخدام المياه‬
‫مشكالت أكثر خطورة‪ ،‬وأن مستجمع من بين كل ‪15‬‬ ‫نتيجة استراتيجيات المحافظة على المياه والتي تم تقديمها‬
‫مستجمع ًا معرض بشكل مرتفع للمزيد من التدهور‬ ‫منذ عام ‪ 2002‬من خالل وثيقة الزراعة ‪Farm Bill‬‬
‫(‪ .)USEPA 2002‬وقد كشفت دراسة حديثة عن أن ‪42‬‬ ‫‪ .)(NRCS 2005‬وبحلول العام ‪ ،2004‬زادت المساحة‬
‫في المائة من المجاري المائية الضحلة في البلد كانت‬ ‫المروية بواسطة المرشات وأنظمة الري على نطاق صغير‬
‫تعاني من حالة بيئية متردية (‪.)USEPA 2006b‬‬ ‫إلى أكبر من نصف إجمالي األراضي المروية (‪Hutson‬‬
‫‪.)and others 2004‬‬
‫وتتمثل األسباب الرئيسية للتدهور في الصرف الزراعي‪،‬‬
‫وتصريفات وحدات معالجة مياه المجارير‪ ،‬والتغيرات‬ ‫نوعية المياه‬
‫المائية (انظر الشكل ‪ 44-6‬واإلطار ‪ .)33-6‬وقد تم‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬تعتبر مياه الشرب في أمريكا الشمالية األكثر‬
‫تحقيق مكاسب هامة في حماية نوعية المياه من مصادر‬ ‫نظافة في العالم‪ ،‬غير أن بعض األماكن في المنطقة تعاني‬
‫التلوث المحددة‪ ،‬فيما أصبح التلوث من المصادر غير‬
‫المحددة‪ ،‬وباألخص الزراعة التي تعتبر المصدر األكبر‬ ‫اإلطار ‪ 33-6‬مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف والصحة العامة‬
‫لإلضرار بالمياه العذبة‪ ،‬أولوية في كال البلدين‪.‬‬
‫قد تحتوي مياه الشرب بأمريكا الشمالية على ملوثات ناتجة عن المخلفات السائلة بمياه صرف البلديات واألنشطة‬
‫وتعتبر مزارع التربية المحصورة (أو المركزة) للحيوانات‬ ‫الصناعية وحاالت فيضان المجاري والمياه السطحية الحضرية والنفايات الزراعية والحياة البرية‪ .‬وتتحمل مسببات األمراض‬
‫الموجودة في مياه الشرب المسئولية عن حوادث متعددة ترتبط بالصحة في المنطقة‪ ،‬كما تحتوي مياهها على‬
‫(‪ ،)CAFOs‬والتي زادت في الحجم والنطاق والتجمع‬ ‫مستحضرات دوائية وهرمونات وملوثات عضوية أخرى ناتجة عن مصادر زراعية وسكانية وصناعية‪.‬‬

‫الجغرافي خالل العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬مصدر ًا متنامي ًا‬


‫كندا‬
‫للتلوث غير المحدد المصدر بالمغذيات (‪Naylor and‬‬ ‫شهدت عملية معالجة النفايات السائلة في البلديات تحسنا ً منذ عام ‪ ،1991‬ولكن أثر عدد من الحوادث الصحية الخطيرة‬
‫المرتبطة بالمياه الملوثة والتي وقعت في بداية هذا العقد على آالف األشخاص ودفعت المحافظات لزيادة رصد المياه‬
‫‪ .)others 2005‬ففي حالة عدم توافر اإلدارة المالئمة‪،‬‬ ‫الجوفية واتباع طرق أفضل لاللتزام بالتوجيهات المحلية‪ .‬وال تزال العديد من المجتمعات الساحلية تقوم بتصريف المجاري‬
‫فإن المغذيات من السماد الطبيعي تصل إلى الكتل المائية‬ ‫المعالجة بشكل غير كاف‪ ،‬كما يوجد لدى عدد من المجتمعات األصلية خدمات صرف صحي ومياه شرب دون المستوى‬
‫بالمقارنة مع المجتمعات الكندية األخرى‪ .‬وتعتبر حاالت الطفح الناتجة عن أنظمة الصرف الصحي ومياه العواصف هي‬
‫والمياه الجوفية‪ .‬وتقتضي خطط إدارة المغذيات في الوقت‬ ‫األسباب الرئيسية لتلوث المياه‪ .‬ويوجد لدى المحافظات وبعض البلديات معايير لمياه الصرف والصرف الصحي‪ ،‬باإلضافة‬
‫الحالي من المزارعين االلتزام بتوجيهات معينة للتحكم في‬ ‫إلى إنفاذها للتوجيهات الفيدرالية‪ ،‬إال أن كندا ال تتمتع بمستويات إنفاذ لمياه الشرب على المستوى المحلي‪ .‬وفي عام ‪،2006‬‬
‫ومع وجود ‪ 193‬نظاما ً من أصل ‪ 750‬نظام في مجتمعات األمم األولى مصنفة على أنها عرضة لخطر كبير‪ ،‬أطلقت الحكومة‬
‫الصرف الزراعي‪ ،‬غير أنه في عام ‪ ،2001‬لم يكن هناك‬ ‫الفيدرالية خطة عمل لمواجهة مخاوف مياه الشرب‪.‬‬
‫سوى ‪ 25‬في المائة فقط من المزارع المنتجة للسماد‬
‫الواليات المتحدة‬
‫الطبيعي لديها مثل هذه الخطط (‪.)Beaulieu 2004‬‬ ‫نادرا ً ما تتجاوز تركيزات الملوثات المعايير األمريكية لمياه الشرب‪ ،‬ولكن لم يتم وضع توجيهات لبعض المكونات إلى اآلن وال‬
‫ويعمل قانون المياه النظيفة في الواليات المتحدة على‬ ‫تزال التأثيرات التفاعلية للخالئط المعقدة غير معروفة على وجه اليقين‪ .‬وقد واجهت الواليات المتحدة ‪ 250‬حالة تفشي‬
‫لألمراض تقريبا ً و‪ 500000‬حالة تقريبا ً من األمراض التي تحملها المياه والناتجة عن مياه الشرب الملوثة بين عامي ‪1985‬‬
‫تنظيم تصريف النفايات من أنظمة تربية الماشية‪ ،‬فيما‬ ‫و‪ .2000‬وفي عام ‪ ،2005‬عدلت الواليات المتحدة ﻗﺎﻧﻮﻥ مياه الشرب اآلمنة لخفض دخول الملوثات الميكروبية والمخاطر‬
‫ال‬
‫يحق للواليات فرض قيود أكثر صرامة أو تساه ً‬ ‫الصحية الناتجة عن المنتجات الثانوية التي تدخل في عملية التطهير‪ .‬ويصاب ‪ 3.5‬مليون مواطن أمريكي تقريبا ً بالمرض كل‬
‫عام نتيجة التعرض للتلوث الناتج من حاالت تسرب نفط السفن وطفح مياه المجاري أثناء ممارسة السباحة وركوب القوارب‬
‫(‪ .)Naylor and others 2005‬وتستهلك مزارع التربية‬ ‫وصيد األسماك‪ .‬ويطلب قانون الشواطئ األمريكي لعام ‪ 2000‬من الواليات ضرورة تبني المستويات الصحية لوكالة حماية‬
‫البيئة األمريكية (‪ )USEPA‬لحماية األشخاص من مسببات األمراض الضارة‪ ،‬ويتم تقديم معلومات حول جودة الشواطئ في‬
‫المحصورة للحيوانات كميات كبيرة من المياه وتتعرض‬ ‫الوقت الحالي‪ .‬ويطلب قانون المياه النظيفة األمريكي من جميع المدن التمتع بمعالجة ثانوية للصرف الصحي‪ ،‬وقد تم‬
‫لضغوط متزايدة من أجل المحافظة عليها (‪.)NRCS 2005‬‬ ‫إدخال إجراءات جديدة للسيطرة على تصريف مياه العواصف في التسعينيات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وجدت دراسة أجريت في عام ‪ 2005‬أن‬
‫أكثر من نصف بلديات البحيرات العظمى كانت تنتهك بشكل مستمر هذه القواعد‪ ،‬وأن البنية التحتية التي عفا عليها‬
‫الزمن هي مشكلة بارزة ومكلفة اقتصاديا ً‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن حوالي ‪ 40‬في المائة من مصبات‬ ‫المصادر‪American Rivers 2005, Boyd 2006, Environment Canada 2003, EIP 2005, USEPA2005b, INAC 2006, :‬‬
‫األنهار الكبرى في الواليات المتحدة ذات مستوى مرتفع‬ ‫‪Kolpin and others 2002, Marsalek and others 2001, OECD 2004, Smith 2003, Surfrider Foundation 2005,‬‬

‫من المغذيات نتيجة اإلشباع بالنيتروجين‪ :‬تعتبر األسمدة‬


‫‪Wood 2005‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪262‬‬


‫الشكل ‪ 44-6‬مصادر إفساد المياه العذبة في الواليات المتحدة‬
‫النسبة المئوية لطول الجسم المائي (لألنهار) أو منطقته (للبحيرات ومصبات األنهار)‬
‫‬ ‫األنهار‬
‫البحيرات‬
‫مصبات األنهار‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫الزراعة‬ ‫جريان مياه األمطار في المناطق الحضرية‪/‬الشوارع‬ ‫مصادر البلدية الثابتة‬ ‫التعديل الهيدرولوجي‬ ‫المصدر‪USEPA 2000 :‬‬

‫والتي تؤدي إلى قتل األسماك وتدمير موائل المحار‪ .‬ورغم‬ ‫الزراعية مسؤولة عن حوالي ‪ 65‬في المائة من النيتروجين‬
‫البرامج التي يجري تنفيذها منذ عام ‪ ،1983‬فقد أضحى‬ ‫الذي يصل إلى خليج المكسيك من حوض الميسيسبي‬
‫النظام اإليكولوجي متدهور ًا بدرجة خطيرة لتزايد الضغوط‬ ‫(‪ .)Ribaudo and Johansson 2006‬وهو يسهم في‬
‫الناشئة عن النمو السكاني (‪ .)CBP 2007 2004‬وتنشأ‬ ‫تكوُّن ثاني أكبر "منطقة ميتة" مائية في العالم (بعد بحر‬
‫المناطق الميتة كذلك في المياه العذبة‪ ،‬ومثال ذلك منطقة‬ ‫البلطيق) (‪ .)Larson 2004‬وتهدف خطة العمل ‪2000‬‬
‫نقص األكسجين في بحيرة إيري‪ ،‬والتي اتسع نطاقها‬ ‫إلى خفض متوسط حجم المنطقة الميتة في بحر المكسيك‬
‫منذ ‪ 1998‬مما يضر بشبكة المغذيات في البحيرة‬ ‫بمعدل النصف بحلول عام ‪( 2015‬انظر الفصل ‪.)4‬‬
‫(‪ .)Dybas 2005‬وقد وضعت المنطقة تدابير سياسات‬
‫متعددة المستويات واألطراف تتسم بأنها مبتكرة وعابرة‬ ‫ويعتبر خليج تشيسابيك معرض ًا كذلك لمشكالت المغذيات‬
‫للحدود من أجل معالجة هذه المشكلة وغيرها من‬ ‫وما يصاحبها من تكاثر الطحالب الضارة بشكل واسع‬

‫تظهر عمليات الرصد باألقمار الصناعية خالل‬


‫فصل الصيف للون المحيط في خليج‬
‫المكسيك أن هناك مياه شديدة التعكر قد‬
‫تشتمل على عوالق نباتية ضخمة تمتد من‬
‫مصب نهر الميسيسيبي قاطعة كامل الطريق‬
‫وصوال ً إلى شاطئ تكساس‪ .‬وتمثل األلوان‬
‫الحمراء والبرتقالية التركيزات المنخفضة‬
‫لألكسجين‪.‬‬

‫شارك بالصور‪NASA/Goddard Space :‬‬


‫‪Flight Center Scientific‬‬
‫‪Visualization Studio www.gsfc.‬‬
‫‪nasa.gov/‬‬ ‫كم تقريب ًا ‪800‬‬
‫‪topstory/2004/0810deadzone.‬‬
‫‪html‬‬

‫‪263‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 34-6‬البحيرات العظمى‬
‫وعلى الرغم من أن المنطقة حققت نجاح ًا ملحوظ ًا باتجاه‬
‫تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية (‪ )MDGs‬في مجاالت‬ ‫حسنت إجراءات أصحاب المصالح المتعددين المحليين وعبر الحدود واإلجراءات التنظيمية متعددة المستوى في النظام‬ ‫ّ‬
‫الصحة والتعليم وتمكين المرأة (‪UNEP, UNESCWA‬‬ ‫اإليكولوجي للبحيرات العظمى (انظر التوقعات البيئية العالمية ‪ ،)3‬حيث يعيش ما يقرب من ‪ 15‬مليون مواطن كندي و‪30‬‬
‫مليون مواطن أمريكي‪ ،‬والتي واجهت ضغوطا ً نتيجة للعمليات الصناعية‪ ،‬من نوعية المياه وخفضت تركيزات الزئبق في‬
‫‪ ،)and CAMRE 2001‬فال يزال بها حوالي ‪ 36‬مليون‬ ‫الرواسب على مدار العشرين سنة الماضية‪ ،‬ولكن إلى اآلن لم يتم حذف إال منطقتين من أصل ‪ 43‬منطقة ملوثة جديرة‬
‫باالهتمام من القائمة‪.‬‬
‫شخص فوق سن ‪ 18‬عام ًا (‪ 32‬في المائة من إجمالي‬
‫السكان) يعانون من األمية‪ ،‬من بينهم ‪ 21.6‬مليون امرأة‬ ‫وال تزال البحيرات العظمى عرضة للمياه السطحية الملوثة والصرف الصحي غير المعالج الذي تتسبب فيه البلديات‪،‬‬
‫(‪ .)UNESCWA 2004‬وقد شهدت المنطقة تواصل‬ ‫باإلضافة إلى تآكل حواف الشواطئ وفقد األراضي الرطبة واألنواع االجتياحية‪ .‬ويوجد اآلن في البحيرات أكثر من ‪ 160‬نوع دخيل‪،‬‬
‫وتتسبب بعض منها‪ ،‬مثل بلح البحر المخطط‪ ،‬في أضرار كبيرة‪ .‬وال يزال الزحف الحضري والنمو السكاني عبر المنطقة‬
‫ارتفاع الفقر بها منذ الثمانينيات‪ ،‬وتتراوح المعدالت من‬ ‫ي ُلحقان الضرر بالنظام اإليكولوجي‪ .‬ويهدد التأثير التراكمي لهذه الضغوط صحة النظام اإليكولوجي‪ ،‬لذا تأخذ الجهود اآلن‬
‫سبيلها لدراسة هذا النظام اإليكولوجي ككل‪.‬‬
‫انعدام الفقر تقريبا في الكويت إلى ‪ 42‬في المائة من‬
‫سكان اليمن (‪UNESCWA 2004, World Bank‬‬ ‫المصادر‪CGLG 2005, Environment Canada and USEPA2005 :‬‬

‫‪ .)2005a, World Bank 2005b‬ويمكن القول بأن‬


‫تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية بحلول عام ‪ 2015‬يعتبر‬ ‫المشكالت المائية (انظر اإلطار ‪( )34-6‬انظر الفصل ‪.)4‬‬
‫ممكن ًا بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬ومشكوك ًا‬
‫ال بالنسبة للعراق‬
‫فيه بالنسبة للمشرق واليمن‪ ،‬ومستحي ً‬ ‫وفي كندا‪ ،‬ساهم ازدياد استخدام األسمدة وأعداد‬
‫واألراضي الفلسطينية المحتلة (‪.)UN 2005b‬‬ ‫الماشية ووضع السماد الطبيعي كذلك في ارتفاع التلوث‬
‫بالنيتروجين في البحيرات واألنهار (‪Eilers and‬‬
‫ورغم أن المنطقة شهدت تقدم ًا كبير ًا في مستويات التنمية‬ ‫‪ ،)Lefebvre 2005‬بما في ذلك بحيرة وينيبج‪ ،‬حيث‬
‫البشرية بها في الفترة بين ‪ 1960‬و‪ ،1990‬فإنها لم تحقق‬ ‫زادت أحمال الفوسفور بنسبة ‪ 10‬في المائة خالل الثالثين‬
‫بعد ذلك سوى تقدم قليل للغاية (‪ .)UNDP 2001‬وال‬ ‫عام ًا الماضية‪ ،‬مما يمثل تهديد ًا خطير ًا للتوازن‬
‫يحظى السكان سوى بهامش منخفض من الحرية على‬ ‫اإليكولوجي في البحيرة (‪ .)Venema 2006‬وتهدف خطة‬
‫المستويات األسرية والقبلية والتقليدية واالجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫العمل التي أعدت في عام ‪ 2003‬وقانون مانيبوتا لحماية‬
‫وال تزال غالبية البلدان تفتقد إلى المؤسسات السياسية‬ ‫المياه في عام ‪ 2006‬إلى الحد من أحمال الفسفور‬
‫والتشريعات المحدثة والقوانين التي تحمي الحريات‬ ‫والنيتروجين‪ .‬وقد كانت تركيزات النترات في المجاري‬
‫الشخصية وحقوق اإلنسان (‪ .)UNDP 2004‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫المائية الزراعية الكندية أحد أسباب تراجع بعض األنواع‬
‫فثمة بعض الدالئل على عملية تحقيق بطيئة وتدريجية‬ ‫البرمائية (‪.)Marsalek and others 2001‬‬
‫للديمقراطية يؤمل أن تؤدي إلى مستوى أكبر من المساءلة‪.‬‬
‫وفي الوقت الحاضر‪ ،‬فإن كافة المستويات الحكومية تسعى‬
‫وقد استجابت البلدان في كل منطقة فرعية بشكل مختلف‬ ‫بشكل متزايد إلى التعامل مع المستجمعات المائية كأنظمة‬
‫للتحديات االجتماعية االقتصادية والجغرافية منذ ‪.1987‬‬ ‫متكاملة من خالل اإلدارة المتكاملة للموارد المائية (‪،)IWRM‬‬
‫ويبقى استغالل الموارد الطبيعية والنمو السكاني‬ ‫واإلدارة الشاملة ألحواض األنهار‪ ،‬وغير ذلك من الطرق‪.‬‬
‫والحضري المتواصالن من العوامل الرئيسية في كافة‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك تزايد ًا في تبني استراتيجيات‬
‫اقتصادات غرب آسيا‪ .‬وتعد الزراعة النشاط االقتصادي‬ ‫االستعادة واإلدارة المستندة إلى المجتمعات والمدن (‪Sedell‬‬
‫الرئيسي في المشرق واليمن‪ ،‬وتسهم بنحو ‪ 30‬في المائة‬ ‫‪( )and others 2002‬انظر الفصل ‪ .)4‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬ويعمل بها أكثر من ‪ 40‬في‬ ‫يساعد استثمار مدينة نيويورك في حفظ األراضي‬
‫المائة من القوة العاملة‪ ،‬فيما يعد النفط المصدر الرئيسي‬ ‫الموجودة في مستجمع مياه كاتسكيلز‪-‬ديالوير بغية حماية‬
‫للدخل في دول مجلس التعاون الخليجين ويمثل حوالي ‪40‬‬ ‫قدرة المصدر المائي للمدينة على الترشيح الطبيعي في الحد‬
‫في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬و‪ 70‬في المائة من‬ ‫من تكلفة وحدات معالجة المياه بالمدينة (‪.)Postel 2005‬‬
‫إيرادات الحكومات (‪.)UNESCWA and API 2002‬‬
‫غرب آسيا‬
‫ونظر ًا العتمادها الكبير على الموارد الطبيعية‪ ،‬فإن منطقة‬ ‫موجهات التغير‬
‫غرب آسيا تعتبر معرضة بشكل بالغ للصدمات االقتصادية‬ ‫االتجاهات االجتماعية االقتصادية‬
‫والتقلبات في األسعار العالمية‪ ،‬بما يترك انعكاسات عميقة‬ ‫يتم تقسيم االثني عشر بلد ًا بمنطقة غرب آسيا في‬
‫على النمو والتوظيف واالستقرار االقتصادي‪ ،‬وكذلك البيئة‪ .‬ومن‬ ‫منطقتين فرعيتين‪ :‬منطقة الجزيرة العربية وتشمل مجلس‬
‫األمثلة الواضحة على ذلك التراجع الذي حدث في أسعار‬ ‫التعاون الخليجي (‪ )GCC‬واليمن؛ ومنطقة المشرق وتشمل‬
‫النفط في الثمانينيات والذي دفع بالمنطقة إلى عقد من عدم‬ ‫العراق واألردن ولبنان واألراضي الفلسطينية المحتلة‬
‫االستقرار االقتصادي الكلي اتسم بارتفاع الديون‪ ،‬ومعدالت‬ ‫(‪ )OPT‬وسوريا‪.‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪264‬‬


‫الشكل ‪ 45-6‬االتجاهات في إجمالي الناتج المحلي للفرد ‪ -‬معدل النمو السنوي‬
‫في المائة‬
‫‬ ‫شبه الجزيرة العربية‬
‫‬ ‫المشرق‬
‫‬
‫غرب آسيا‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬ ‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬
‫‪m‬‬ ‫جمعه من ‪World Bank 2006‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية‪ .‬وقد بدأت البلدان على‬ ‫البطالة المرتفعة‪ ،‬وصعوبات حادة في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫نحو نشط في سن التشريعات البيئية‪ ،‬وإنشاء مجموعة‬
‫متنوعة من المؤسسات البيئية المحلية والوطنية والدولية‬ ‫ونتيجة اإلصالحات االقتصادية التي تمت في أواخر‬
‫(‪ .)UNESCWA 2003a‬وقد تم إعداد االستراتيجيات‬ ‫الثمانينيات وأوائل التسعينيات‪ ،‬واالنتعاش المؤقت ألسواق‬
‫وخطط العمل البيئية الوطنية‪ ،‬وتقوم بعض البلدان بإعداد‬ ‫النفط‪ ،‬شهدت المنطقة بعض االستقرار االقتصادي خالل فترة‬
‫استراتيجيات للتنمية المستدامة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فال تزال هناك‬ ‫التسعينيات‪ ،‬وهو ما ظهر في انخفاض معدالت التضخم‪،‬‬
‫ممانعة حكومية لتطبيق عملية صنع قرار اجتماعي‬ ‫وتدني العجز العام واألجنبي‪ ،‬وزيادة االستثمارات بشكل‬
‫واقتصادي وبيئي متكاملة‪ .‬وما زالت الحكومات تضع‬ ‫ملحوظ (‪ ،)World Bank 2003b‬لكنَّ اآلثار على النمو‬
‫برامج التنمية االقتصادية وتقوم بتطبيقها على أساس‬ ‫االقتصادي كانت محدودة‪ .‬وقد أدت الزيادات السكانية‬
‫قطاعي دون مراعاة أسبابها وسياقاتها وانعكاساتها‬ ‫على األرجح إلى محو آثار اإلنجازات االقتصادية (انظر‬
‫البيئية واالجتماعية‪.‬‬ ‫الشكل ‪ .)45-6‬ومع ذلك‪ ،‬فبدء ًا من عام ‪ ،2002‬ومع‬
‫الزيادات الحادة في أسعار النفط‪ ،‬ارتفع النمو بشكل‬
‫وهناك حاجة ماسة إلى إنشاء مؤسسات فعالة‪ ،‬وبناء‬ ‫كبير‪ ،‬وباألخص في بلدان مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬والتي‬
‫القدرات‪ ،‬ووضع وتنفيذ تشريعات بيئية صارمة من أجل‬ ‫شهدت تدفقات رأسمالية كبيرة ومستويات استثمار مرتفعة‬
‫وضع حد إلهمال الحماية البيئية‪ .‬ويجب إيالء أولوية‬ ‫(‪.)World Bank 2005a, UNESCWA 2004‬‬
‫للتعاون والتنسيق اإلقليمين بين بلدان غرب آسيا من أجل‬
‫إدارة الموارد المائية والبحرية المشتركة‪ ،‬وتخفيف آثار‬ ‫ومن المتوقع أن تسهم التطورات األخيرة‪ ،‬مثل اتفاقيات‬
‫المشكالت البيئية العابرة للحدود‪ ،‬وتعزيز القدرة اإلقليمية‬ ‫التجارة والشراكات مع االتحاد األوروبي والواليات‬
‫في مجال اإلدارة البيئية‪ .‬وأخيراً‪ ،‬فإنه يمكن للتكامل‬ ‫المتحدة‪ ،‬في دفع النمو االقتصادي والتنمية في المنطقة‪.‬‬
‫االجتماعي االقتصادي في المنطقة أن يساعد في تخفيف‬ ‫وعلى الرغم من تلك التطورات اإليجابية‪ ،‬فإن الضغوط‬
‫الضغوط السكانية على التنمية والبيئة‪.‬‬ ‫الديموغرافية والمتعلقة بالتوظيف ستواصل وجودها كعقبة‬
‫رئيسية في طريق التنمية وستؤدي إلى تحديات كبيرة في‬
‫قضايا مختارة‬ ‫المستقبل‪ .‬وعلى الرغم من تراجعها‪ ،‬فإن معدالت النمو‬
‫تغلب األراضي الجافة على البيئة الخاصة بالمنطقة‪ ،‬مع‬ ‫السكاني ال تزال قريبة من ‪ 3‬في المائة‪ .‬وتجدر اإلشارة‬
‫وجود تغيرية كبيرة في التهطال خالل الفصول وفيما بينها‪،‬‬ ‫إلى أن ‪ 63‬في المائة في المتوسط من السكان يعيشون‬
‫وفترات متكررة من الجفاف بما يجعل المياه المورد‬ ‫في الحضر (‪GEO Data Portal, from UNPD‬‬
‫األنفس في المنطقة‪ .‬وقد أدت اإلدارة السيئة للموارد على‬ ‫‪ )2005‬وترتفع معدالت البطالة ألكثر من ‪ 20‬في المائة‬
‫مدار عقود عديدة إلى تدهور واسع في البيئات البحرية‬ ‫(‪ .)UNESCWA 2004‬وهناك تحديات إضافية أخرى‬
‫واألرضية‪ .‬وأصبح التحضر يمثل مشكلة بيئية كبرى نتيجة‬ ‫تتمثل في عدم االستقرار السياسي‪ ،‬واالقتصاد المترنح‬
‫النمو السكاني والتغيرات في أنماط االستهالك‪ .‬ونتيجة‬ ‫في العراق واألراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬وما يقترن بذلك‬
‫الحروب والصراعات الطويلة التي شهدتها المنطقة‪ ،‬أصبح‬ ‫من اضطرابات وتراجع حاد في النمو‪.‬‬
‫السالم واألمن من الشواغل البيئية الرئيسية‪ .‬وقد تم‬
‫تحديد خمس قضايا ذات أولوية في المنطقة‪ :‬نقص المياه‬ ‫الحوكمة البيئية‬
‫العذبة‪ ،‬وتدهور األرض‪ ،‬والتدهور البحري والساحلي‪،‬‬ ‫بُذلت مجهودات كبيرة فيما يتعلق بالحوكمة البيئية منذ تقرير‬

‫‪265‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫الشكل ‪ 46-6‬االتجاهات والمساقط في توفر المياه العذبة للفرد‬
‫العربية على المياه الجوفية المتجددة وغير المتجددة ومياه‬
‫متر مكعب‪/‬للفرد‪/‬سنويا ً‬
‫البحر المحالة‪ .‬وتستخدم كلتا المنطقتين المياه المستعملة‬ ‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫‬
‫المُعالجة بشكل متزايد‪ .‬وألن أكثر من ‪ 60‬في المائة من‬ ‫المشرق‬ ‫‬
‫المياه السطحية ينبع من خارج المنطقة‪ ،‬فإن قضية الموارد‬ ‫غرب آسيا‬
‫‬
‫المشتركة تمثل محدد ًا رئيسي ًا لالستقرار اإلقليمي‪ .‬ولم توقع‬
‫‬
‫البلدان الشاطئية اتفاقيات حول المشاركة العادلة للموارد‬
‫‬
‫المائية وإدارتها‪ .‬ويؤدي االستغالل المفرط للمياه الجوفية‬
‫‬
‫والتدهور المستمر في نوعية المياه السطحية والجوفية‬
‫‬
‫المحدودة نتيجة النفايات السائلة الصناعية والمنزلية‬
‫‬
‫والزراعية إلى مفاقمة مشكالت ندرة المياه واإلضرار‬
‫‬
‫بصحة اإلنسان والنظم اإليكولوجية (انظر الفصل ‪.)4‬‬
‫‬

‫‬
‫ويعرقل التحضر السريع‪ ،‬وباألخص في المشرق واليمن‪،‬‬
‫الجهود التي تبذل لتلبية الطلب المحلي المتزايد على المياه‬
‫‬

‫المصادر‪UNESCWA :‬‬
‫باستخدام أموال عامة قليلة‪ .‬وقد تصاعد استهالك المياه‬
‫‬
‫‪2003b, UNDP 2005‬‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫البلدية من ‪ 7.8‬مليار م‪ 3‬عام ‪ 1990‬إلى حوالي ‪ 11‬مليار‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫م‪ 3‬عام ‪ ،2000‬وهي زيادة قدرها ‪ 40‬في المائة ومن‬ ‫واإلدارة الحضرية‪ ،‬والسالم واألمن‪.‬‬
‫المتوقع أن يتواصل هذا االتجاه (‪UNESCWA‬‬
‫‪ .)2003b‬وعلى الرغم من أن معظم السكان يتمتعون‬ ‫المياه العذبة‬
‫بالوصول إلى مياه الشرب المحسنة والصرف الصحي‪،‬‬ ‫االستغالل المفرط للمياه‬
‫فإن هذه الخدمات ليست دائم ًا يمكن االعتماد عليها‪،‬‬ ‫يعتبر غرب آسيا أحد أكثر األقاليم المجهدة مائي ًا في‬
‫وباألخص في المناطق األقل دخالً‪ .‬وحاالت نقص المياه‬ ‫العالم‪ .‬وفي الفترة ما بين ‪ 1985‬و‪ ،2005‬تراجع إجمالي‬
‫هذه تمثل مشكلة في المدن الرئيسية مثل صنعاء وعمان‬ ‫نصيب الفرد من المياه العذبة من ‪ 1700‬متر مكعب في‬
‫ودمشق (‪.)Elhadj 2004, UNESCWA 2003b‬‬ ‫السنة إلى ‪ 907‬متر مكعب في السنة (انظر الشكل ‪.)46-6‬‬
‫وبنا ًء على الزيادات السكانية المتوقعة‪ ،‬فإن يتوقع أن ينخفض‬
‫وفي بلدان مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬فإن التمدن والنمو‬ ‫هذا الرقم إلى ‪ 420‬م‪ 3‬في العام بحلول عام ‪.2050‬‬
‫السكاني السريع‪ ،‬إلى جانب ارتفاع نصيب الفرد من‬
‫استهالك المياه‪ ،‬يفسران الزيادة الكبيرة الحالية في الطلب‬ ‫ويعتمد المشرق بصفة أساسية على المياه السطحية‪ ،‬و‪،‬‬
‫على المياه بالمناطق الحضرية‪ .‬ويأتي سكان دول مجلس‬ ‫إلى حد أقل‪ ،‬على المياه الجوفية‪ ،‬فيما تعتمد شبه الجزيرة‬
‫التعاون الخليجي ضمن أعلى المستخدمين استهالك ًا للمياه‬
‫في العالم حيث يبلغ معدل االستهالك من ‪ 300-750‬لتر‬
‫الشكل ‪ 47-6‬طلب المياه الحالي والمقدر مستقبالً في غرب آسيا‬
‫لكل شخص في اليوم (‪ .)World Bank 2005c‬وتشمل‬ ‫مليار متر مكعب‪/‬سنويا ً‬
‫األهداف الرئيسية لذلك غياب اإلدارة المالئمة للطلب‬ ‫الصناعي‬ ‫‬
‫وآليات بيان األسعار‪ .‬وقد ركزت السياسات الحكومية في‬ ‫المنزلي‬
‫‬
‫األساس على جانب اإلمداد بإنتاج المياه من مستودعات‬ ‫الزراعي‬

‫المياه الجوفية أو محطات تحلية المياه‪ .‬وتعتبر تعريفات‬ ‫‬

‫المياه منخفضة نسبي ًا بصفة عامة‪ ،‬وتبلغ في المتوسط ما‬ ‫‬

‫ال يزيد عن ‪ 10‬في المائة من التكلفة‪ ،‬وبالتالي ليست هناك‬


‫‬
‫دوافع لتوفير المياه لدى المستهلكين‪.‬‬
‫‬

‫وعلى الرغم من ارتفاع الطلب الحضري‪ ،‬فإن قطاع‬ ‫‬

‫الزراعة يستهلك غالبية المياه‪ ،‬ويعتبر مسؤو ًال عن أكثر من‬ ‫‬
‫‪ 80‬في المائة من إجمالي المياه المستهلكة (انظر الشكل‬
‫‬
‫‪ .)47-6‬وخالل العقود القليلة الماضية‪ ،‬فإن السياسات‬
‫االقتصادية التي تشجع الكفاية الذاتية من الغذاء‪ ،‬والتنمية‬ ‫‬

‫االجتماعية واالقتصادية قد أعطيا أولوية لتنمية الزراعة‬ ‫المصدر‪UNESCWA 2003c :‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪266‬‬


‫اإلطار ‪ 35-6‬استنفاد المياه الجوفية األحفورية في دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬ماذا سيحدث بعد نفاد المياه؟‬

‫موارد المياه الجوفية‪ ،‬التي يعتبر معظمها موارد غير متجددة‪ ،‬مما يفضي‬ ‫دعمت السياسات االقتصادية واإلعانات السخية‪ ،‬على مدار الثالثة عقود‬
‫إلى نفادها وتدهور نوعيتها بسبب تسرب مياه البحر والتدفق العلوي للمياه‬ ‫الماضية‪ ،‬في معظم دول مجلس التعاون الخليجي زيادة رقعة الزراعة‬
‫المالحة‪ .‬وال توجد "استراتيجية مخرج" واضحة لمواجهة السؤال المطروح‬ ‫المرويّة في محاولة جاهدة لتحقيق األمن الغذائي‪ .‬ففي الغالب ال يتم‬
‫عما سيحدث عند نفاد هذه المياه‪.‬‬ ‫استخدام مياه الري بشكل فعال‪ ،‬ودون األخذ بعين االعتبار تكلفة الفرصة‬
‫البديلة االقتصادية للمياه الصالحة للشرب أو المتطلبات الصناعية أو‬
‫الحضرية‪ .‬وتسهم الزراعة بأقل من ‪ 2‬في المائة في الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي في دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬ولكنها تفرط في استغالل‬

‫المصدر‪Al-Zubari 2005 :‬‬

‫توسعة الرقعة الزراعية بناء على المياه الجوفية األحفورية في المملكة العربية السعودية‪ .‬وتمثل الدوائر الساطعة المناطق التي يتم ريها بواسطة مرشات ضخمة‬

‫شارك بالصور‪UNEP/GRID-Sioux Falls :‬‬

‫‪267‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫المائية‪ .‬ويمثل غياب االتفاقيات التي تنظم الموارد المائية‬ ‫المروية وتوسيع نطاقها‪ .‬وقد زاد استخدام المياه في الزراعة‬
‫السطحية والجوفية المشتركة بين البلدان الشاطئية‪،‬‬ ‫من حوالي ‪ 73.5‬مليار م‪ 3‬عام ‪ 1990‬إلى أكثر من ‪85‬‬
‫وانعدام التمويل (في بلدان المشرق باألساس) تحديات‬ ‫مليار م‪ 3‬في الفترة من ‪ 1998‬إلى ‪UNESCWA( 2002‬‬
‫رئيسية للمنطقة‪.‬‬ ‫‪ ،)2003b‬وهو ما فرض ضغوط ًا هائلة على الموارد المائية‬
‫المحدودة في المنطقة (انظر اإلطار ‪ .)35-6‬وعلى الرغم‬
‫تدهور األرض والتصحر‬ ‫من أن الكثير من البلدان قد تخلت مؤخر ًا عن هذه السياسات‪،‬‬
‫جودة األرض‬ ‫فإن استهالك المياه في الزراعة من المتوقع أن يزداد وأن‬
‫تمثل أربعة وستون في المائة من أراضي غرب آسيا‬ ‫تتفاقم معه المشكالت المتعلقة بتوزيع المياه بين قطاعات‬
‫البالغة ‪ 4‬مليون كم مربع أراض جافة (‪Al-Kassas‬‬ ‫الزراعة والبلديات والصناعة‪.‬‬
‫‪ )1999‬ذات تربة كلسية عرضة للتدهور‪ .‬أما األراضي‬
‫ال عن ‪ 8‬في المائة‪ ،‬ولكن تاريخي ًا‬ ‫المزروعة فإنها تزيد قلي ً‬ ‫وفي المشرق‪ ،‬تعد التأثيرات الصحية لنوعية المياه الرديئة‬
‫كانت هذه المساحة كافية إلمداد السكان بالغذاء الالزم‪،‬‬ ‫ال كبير ًا (انظر اإلطار ‪ .)36-6‬وتتمثل األهداف‬
‫شاغ ً‬
‫في ظل وجود القليل من اآلثار البيئية السلبية‪ .‬ولكن خالل‬ ‫الرئيسية في استخدام المياه المستعملة المنزلية غير‬
‫العشرين عام ًا الماضية‪ ،‬أدت زيادة السكان بنسبة ‪ 75‬في‬
‫اإلطار ‪ 36-6‬اآلثار الصحية لتلوث المياه‬
‫المائة (‪)GEO Data Portal, from UNPD 2007‬‬
‫إلى زيادة الطلب على السلع واألراضي‪ .‬وقد صاحب ذلك‬ ‫أكد المشروع الرائد الذي جرى بين عامي ‪ 2002-2003‬الذي عمل على تقييم تلوث المياه الجوفية بالنترات في بلدان المشرق‬
‫االستخدام المكثف للتكنولوجيا غير المالئمة‪ ،‬والتنظيم‬ ‫أن هذا التلوث يمثل مصدرا ً خطيرا ً للمرض في األطفال‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬تفتقر معظم القرى الصغيرة في المنطقة ألنظمة‬
‫مالئمة للتخلص من مياه الصرف وتعتمد على البيارات الفردية لألسر‪ .‬ويسهم هذا في تلوث المياه الجوفية‪ ،‬ويمثل هذا في‬
‫السيئ للموارد المشتركة‪ ،‬والسياسات الزراعية غير‬ ‫الغالب مصدرا ً لمياه الشرب غير المعالجة‪ .‬كما يفاقم االستخدام المفرط للسماد الطبيعي من المشكلة‪ ،‬حيث ينصرف‬
‫تدريجيا ً إلى الخزانات الجوفية‪ .‬وتتسبب النترات في اإلصابة بمرض ميتهيموجلوبينيَّة الدَّم (عرض الوليد األزرق) في األطفال‪،‬‬
‫الفعالة‪ ،‬والتنمية الحضرية السريعة والعشوائية‪ .‬وقد أدت‬ ‫وهي حالة قد تؤدي إلى الوفاة أو التخلف‪.‬‬
‫هذه الضغوط إلى تغيرات واسعة في استخدام األراضي‪،‬‬
‫المصدر‪UNU 2002 :‬‬
‫وتدهور األراضي والتصحر (تدهور األراضي في األراضي‬
‫الجافة‪ ،‬انظر الفصل ‪ )3‬في غالبية البلدان‪.‬‬
‫المعالجة للري‪ ،‬وتردي الصرف الصحي‪ ،‬واإلدارة غير‬
‫وتتمثل التهديدات الكبرى بالمنطقة في التآكل بفعل الرياح‬ ‫المالئمة للنفايات (‪ .)UNESCWA 2003c‬إضافة إلى‬
‫والتملح والتآكل بفعل المياه‪ ،‬فيما يعد تشبع التربة بالمياه‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد تسبب االستغالل المفرط للمياه الجوفية في‬
‫وتكوين قشرة ملحية على سطح التربة من المشكالت‬ ‫جفاف الكثير من العيون الطبيعية مما أفضى إلى تدمير‬
‫الثانوية‪ .‬وفي بداية القرن الحادي والعشرين‪ ،‬كانت ‪ 79‬في‬ ‫الموائل المحيطة بها‪ ،‬وكذلك فقدان قيمها التاريخية‬
‫المائة من األراضي تعاني من التدهور‪ ،‬وكان ‪ 98‬في‬ ‫والثقافية‪ .‬ومثال ذلك نضوب غالبية العيون التاريخية في‬
‫المائة من التدهور سببه أنشطة اإلنسان (‪ACSAD and‬‬ ‫واحة بالميرا في سوريا‪ ،‬بما في ذلك نبع أفقا والذي‬
‫‪ .)others 2004‬ومن بين األسباب األخرى‪ ،‬السياسات‬ ‫نشأت حوله مملكة زنوبيا التاريخية (‪.)ACSAD 2005‬‬
‫غير المالئمة للموارد األرضية‪ ،‬والحوكمة المركزية‪ ،‬وانعدام‬
‫المشاركة العامة‪ ،‬ونقص الخبرة‪ ،‬واالعتماد على نهج‬ ‫نحو إدارة مستدامة للموارد المائية‬
‫تخطيط وإدارة أحادي المجال يتسم باالنعزالية والتحكمية‪.‬‬ ‫لم ينجح نهج إدارة المياه المستند إلى العرض في توفير‬
‫درجة كبيرة من االستدامة أو األمن المائيين‪ .‬ومؤخراً‪،‬‬
‫تدهور التربة واألمن الغذائي‬ ‫تحولت غالبية البلدان باتجاه نُهج إدارة وحماية أكثر‬
‫أدى التوسع في األراضي المزروعة والمروية (انظر الشكل‬ ‫ال للموارد المائية‪ .‬وتركز إصالحات السياسات في‬ ‫تكام ً‬
‫‪ ،)48-6‬والميكنة المكثفة‪ ،‬والتكنولوجية الحديثة‪،‬‬ ‫قطاع المياه على إلغاء المركزية‪ ،‬وعلى الخصخصة‪ ،‬وإدارة‬
‫واستخدام مبيدات األعشاب ومبيدات اآلفات واألسمدة‪،‬‬ ‫الطلب‪ ،‬والمحافظة والكفاءة االقتصادية‪ ،‬واألحكام القانونية‬
‫والتوسع في الدفيئات وتربية المائيات إلى زيادة كبيرة في‬ ‫والمؤسسية المحسنة‪ ،‬والمشاركة العامة (‪UNESCWA‬‬
‫اإلنتاج الزراعي‪ .‬فقد زادت مساحة األراضي المروية من‬ ‫‪ .)2005‬غير أنه إلى اآلن لم يقم سوى عدد قليل من‬
‫‪ 4.4‬مليون هكتار إلى ‪ 7.3‬مليون هكتار في الفترة من‬ ‫البلدان باستكمال هذه االتفاقيات ودمجها في أطر التنمية‬
‫‪ 1987‬إلى ‪GEO Data Portal, compiled( 2002‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية نظر ًا ألن القدرات المؤسساتية‬
‫‪ .)from FAOSTAT 2005‬ورغم الزيادة في إنتاج الغذاء‪،‬‬ ‫الحالية ال تزال غير كافية (‪.)UNESCWA 2001‬‬
‫فإن العجز التجاري ال يزال يواصل ارتفاعه بما يهدد األمن‬
‫الغذائي‪ .‬كما أدت اإلدارة السيئة واالستخدام غير الرشيد‬ ‫إضافة لما سبق‪ ،‬تعتبر السياسات السكانية والزراعية‬
‫لمياه الري إلى زيادة الملوحة والقلوية (انظر اإلطار ‪3-5‬‬ ‫المحسنة بالغة األهمية من أجل اإلدارة المستدامة للموارد‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪268‬‬


‫الشكل ‪ 48-6‬توسع األرض الصالحة للزراعة‬
‫ ‪LN‬‬ ‫ ‪LN‬‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫‬
‫اإلمارات العربية‬ ‫‬
‫العراق‬ ‫المتحدة‬

‫سوريا‬

‫المملكة‬ ‫قطر‬
‫العربية‬
‫السعودية‬

‫اليمن‬ ‫عُمان‬

‫األردن‬
‫الكويت‬
‫لبنان‬

‫األراضي‬ ‫المصدر‪GEO Data :‬‬


‫الفلسطينية‬ ‫البحرين‬ ‫‪ ،Portal‬تم جمعه من‬
‫المحتلة‬ ‫‪FAOSTAT 2005‬‬

‫السابق الجاف (‪ .)Tucker and others 1991‬وفي‬ ‫في الفصل ‪ ،)3‬وهو ما أثر في حوالي ‪ 22‬في المائة من‬
‫الفترة من ‪ 1985‬إلى ‪ ،1993‬زادت مساحة األراضي‬ ‫األراضي الصالحة للزراعة في المنطقة (‪ACSAD and‬‬
‫المغطاة بالرمال بحوالي ‪ 375‬كم مربع في منطقة البشري‬ ‫‪ .)others 2004‬ومن المتوقع أن يؤدي التملح إلى‬
‫في سوريا(‪ ،)ACSAD 2003‬فيما تضاعف حجم حقول‬ ‫خسائر اقتصادية كبيرة (‪.)World Bank 2005c‬‬
‫الكثبان الرملية خالل ‪ 15‬شهر ًا شمال الجبيل في شرق‬
‫المملكة العربية السعودية (‪ .)Barth 1999‬وخالل الفترة‬ ‫المراعي وتآكل التربة‬
‫من ‪ 1998‬إلى ‪ ،2001‬أدى الرعي الجائر وتجميع الحطب‬ ‫تشغل المراعي ما يزيد عن ‪ 52‬في المائة من إجمالي‬
‫إلى خفض إنتاجية المراعي بنسبة ‪ 20‬في المائة في‬ ‫مساحة األراضي في المنطقة (‪GEO Data Portal,‬‬
‫األردن و‪ 70‬في المائة في سوريا (‪ACSAD and‬‬ ‫‪ .)compiled from FAOSTAT 2005‬وتتغير القدرة‬
‫‪( )others 2004‬انظر الفصل ‪.)3‬‬ ‫على االستيعاب سنوي ًا تبع ًا لتوزع التهطال وكميته‪ .‬ويعتبر‬
‫اإلنتاج السنوي من علف الحيوانات الجاف منخفض ًا حيث‬
‫الغابات‬ ‫يتراوح من ‪ 47‬كجم لكل هكتار في األردن إلى ‪1000‬‬
‫تغطي الغابات ‪ 51000‬كم مربع من مساحة غرب آسيا أو‬ ‫كجم لكل هكتار في لبنان (‪ .)Shorbagy 1986‬وهو ما‬
‫‪ 1.34‬في المائة فقط من إجمالي مساحة المنطقة (‪GEO‬‬ ‫يشير إلى فجوة تغذية كبيرة‪ ،‬على الرغم من التغير‬
‫‪ ،)Data Portal, from FAO 2005‬وتسهم بأقل من‬ ‫الملموس في عدد وحدات الماشية المعيارية (‪ 250‬كجم)‬
‫‪ 0.1‬في المائة من إجمالي مساحة الغابات في العالم‪.‬‬ ‫منذ ‪ ،1987‬والذي قدر بنحو ‪ 14.6‬مليون (‪FAOSTAT‬‬
‫وتتعرض الغابات للتدهور على نطاق واسع‪ .‬وتؤثر الحرائق‬ ‫‪ .)2005‬ومنطقة غرب آسيا من المناطق المعرضة للجفاف‬
‫وقطع األخشاب والرعي الجائر والزراعة والتحضر بشكل‬ ‫والصقيع والحرارة البالغة ‪ ،‬وبالتالي يعتبر تنويع النباتات‬
‫سلبي على منتجات الغابات وخدماتها (‪FAOSTAT‬‬ ‫الطبيعية مطلب ًا ضروري ًا لكونه يعزز مرونة الغطاء النباتي‪.‬‬
‫‪ .)2004‬وتجدر اإلشارة إلى أنه لم تكن هناك مع ذلك‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن التنوع البيولوجي يتراجع نتيجة الضغوط‬
‫تغيرات كبيرة في االمتداد اإلجمالي لمساحة الغابات في‬ ‫الواقعة على الغابات واألراضي الشجرية والمراعي‪.‬‬
‫الخمسة عشر عام ًا الماضية نظر ًا ألن إزالة الغابات في‬
‫بعض األجزاء تم تعويضها بالتحريج في أجزاء أخرى‪.‬‬ ‫وقد أدت تأثيرات الرعي المبكر والكثيف‪ ،‬وزراعة المراعي‪،‬‬
‫وبين عامي ‪ 1990‬و‪ ،2000‬زاد غطاء الغابات في‬ ‫واألنشطة الترفيهية إلى خفض تعدد األنواع وكثافتها‪،‬‬
‫المتوسط بمعدل ‪ 60‬كم مربع في العام في شبه الجزيرة‬ ‫وزيادة تآكل التربة وتعدي الكثبان الرملية على األراضي‬
‫العربية‪ ،‬لكنه ظل ثابت ًا بين عامي ‪ 2000‬و‪ .2005‬وفي‬ ‫الزراعية بشكل كبير (‪Al-Dhabi and others‬‬
‫المشرق‪ ،‬بلغ معدل الزيادة نتيجة برامج التحريج ‪ 80‬كم‬ ‫‪ .)1997‬وقد كشفت عمليات رصد التغير في الغطاء‬
‫مربع في العام منذ ‪ ،1990‬وال يزال مستمر ًا إلى اليوم‬ ‫النباتي عن أن النباتات في المناطق الجافة قد تمتد‬
‫(‪ .)GEO Data Portal, from FAO 2005‬وتتمثل‬ ‫لمسافة ‪ 150‬كم إضافية في العام المطير مقارنة بالعام‬

‫‪269‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫(األردن ولبنان وعمان وسوريا واليمن)‪ ،‬وكذا البلدان التي‬ ‫التحديات والقيود الرئيسية التي تواجه اإلدارة المستدامة‬
‫ال تزال في مرحلة وضعها‪ ،‬إلى تسريع التطبيق من أجل‬ ‫للغابات في ضعف المؤسسات وعملية إنفاذ القانون‪،‬‬
‫التصدي للتصحر‪ .‬وقد انضمت بلدان المنطقة إلى الجهود‬ ‫وممارسات حيازة األراضي غير المواتية‪ ،‬والقيود المتعلقة‬
‫الدولية الرامية إلى حفظ التنوع البيولوجي‪ ،‬وصدقت‬ ‫بالمناخ والمياه‪ ،‬وعدم توافر الفنيين وخدمات اإلرشاد‬
‫غالبيتها على اتفاقية التنوع البيولوجي وبروتوكول السالمة‬ ‫الزراعي‪ ،‬والموارد المالية غير الكافية‪ ،‬والسياسات القاصرة‬
‫يمكن إلجراءات مكافحة التصحر تحويل‬
‫البيولوجية المنبثق عنها‪ ،‬كما انضمت إلى المعاهدة الدولية‬ ‫(‪.)UNEP, UNESCWA and CAMRE 2001‬‬ ‫األراضي الجرداء (الصورة العلوية‪ ،‬ملتقطة في‬
‫لتسخير الموارد الوراثية النباتية ألغراض األغذية والزراعة‬ ‫عام ‪ )1995‬إلى مناطق ذات غطاء نباتي جيد‬

‫التابعة لمنظمة الفاو‪ .‬ولكن ال تزال هناك حاجة إلى جهود‬


‫(الصورة السفلية‪ ،‬ملتقطة في عام ‪ .)2005‬وقد‬
‫تخفيف أثر تدهور األرض‬ ‫حظيت هذه المنطقة في البشري بسوريا‬
‫أكثر قوة من أجل تحسين فهم ديناميكيات النظام‬ ‫تتضمن خطط العمل الوطنية (‪ )NAPs‬لمكافحة التصحر‬ ‫بكميات مماثلة من التهطال السنوي وأمطار‬

‫اإليكولوجي‪ ،‬وتطوير أنظمة إنتاج أكثر كفاءة واستدامة‪،‬‬ ‫تدابير محددة جيد ًا لتخفيف تدهور األراضي وحماية‬ ‫الربيع في كال العامين‪.‬‬

‫بما في ذلك البرامج المتكاملة إلدارة الغابات‪.‬‬ ‫المناطق المعرضة للخطر (‪ACSAD and others‬‬ ‫شارك بالصور‪Gofran Kattash/ACSAD :‬‬

‫‪ .)2004‬وتحتاج البلدان التي لديها خطط وطنية كاملة‬


‫ومع ذلك‪ ،‬ففي الكثير من البلدان ال يتم دمج هذه الخطط‬
‫في سياسات التنمية الوطنية‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه غالب ًا‬
‫ما يتم تجاهل االرتباط بين قضايا تدهور األراضي والفقر‬
‫مما يجعل السياسات الموضوعة تفتقد إلى الفاعلية‬
‫والجدوى‪ .‬وعلى الرغم من الجهود الحكومية الرامية إلى‬
‫منع تدهور األراضي والحد منه على الصعيدين الوطني‬
‫واإلقليمي‪ ،‬فإن ما تحقق من نجاح يعتبر محدود ًا وهو ما‬
‫يرجع بصفة غالبة إلى خطورة المشكالت‪ .‬وهناك حاجة‬
‫ماسة إلى جهود تعاونية وتشاركية أكثر توسعاً‪.‬‬

‫وتُبذل بالفعل جهود عملية كبيرة من أجل تحسين األراضي‬


‫المتدهورة‪ ،‬من بينها إدخال أساليب الري والزراعة األكثر‬
‫كفاءة في استخدام المياه‪،)Al-Rewaee 2003(.‬‬
‫وإصالح المراعي المتدهورة (انظر الصور)‪ ،‬وزيادة‬
‫المساحة الخاضعة للحماية (انظر الشكل ‪،)49-6‬‬
‫ومشروعات التحريج‪ .‬بيد أن هذه الجهود ال تغطي سوى‬
‫‪ 2.8‬و‪ 13.6‬في المائة فقط من مساحة األراضي‬
‫المتدهورة في شبه الجزيرة العربية والمشرق على الترتيب‬
‫(‪ .)ACSAD and others 2004‬وعقب الزيادة‬
‫الواضحة في المساحة المحمية بين عامي ‪ 1990‬و‪،1995‬‬
‫بقيت المساحة بعد ذلك دون تغيير بما يشير إلى الحاجة‬
‫لجهود مكثفة ومتكاملة للتوسع في هذه المشروعات‪.‬‬

‫ولم تدرك الحكومات األهمية اإليكولوجية للغابات سوى‬


‫مؤخراً‪ ،‬وتعمل اآلن على صون النظم اإليكولوجية في‬
‫الغابات والتنوع اليبولوجي من خالل محميات الغابات‬
‫والسياحة اإليكولوجية‪ .‬وقد خلقت منشآت احتجاز المياه‬
‫الكبيرة في سوريا واألردن والعراق موائل جديدة لألنواع‬
‫المتوطنة والمهاجرة‪ ،‬وباألخص الطيور‪ .‬ومن بين اإلنجازات‬
‫الهامة التي تحققت في هذا اإلطار استعادة أهوار بالد‬
‫الرافدين في العراق من خالل مشروع عدن الجديدة الذي‬
‫أطلق في عام ‪( 2004‬انظر الفصل ‪ ،4‬الشكل ‪،)4-12‬‬
‫وحفظ أصناف القمح المحلية في األردن وسوريا‬
‫(‪Charkasi 2000, ICARDA 2002, Iraq Ministry‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪270‬‬


‫الشكل ‪ 49-6‬المساحات المحمية في غرب آسيا‬
‫ألف كم مربع‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫شبه الجزيرة‬
‫العربية‬
‫‬ ‫المشرق‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬تم توحيد‬
‫إجمالي الفئات األرضية‬
‫والبحرية ‪ I-VI‬حسب‬
‫االتحاد العالمي لحفظ‬
‫‬
‫الطبيعة لكنها غير‬
‫مصنفة‪.‬‬

‫المصدر‪GEO Data :‬‬


‫‬ ‫‪ ،Portal‬تم جمعه من‬
‫‪UNEP-WCMC‬‬

‫أعضاء في المنظمة اإلقليمية لحماية البيئة البحرية (‪ROPME‬‬ ‫‪.)of Environment 2004, UNEP/PCAU 2004‬‬
‫‪ .)2004‬وتسهم المياه التي يتم صرفها مباشرة من محطات‬
‫تحلية المياه في التلوث الملحي والكلوري والحراري‪ ،‬كما‬ ‫البيئات الساحلية والبحرية‬
‫تعد مصدر ًا للكائنات الحية الدقيقة التي قد تشمل بكتريا‬ ‫التنمية الساحلية‬
‫وأوليات وفيروسات ممرضة (‪.)WHO 2000b‬‬ ‫تتعرض المناطق الساحلية والبحرية في غرب آسيا للخطر‬
‫نتيجة التنمية الساحلية السريعة للمدن السكنية‬
‫وتعد التسربات النفطية والتلوث الكيمائي من المخاطر‬ ‫والمنتجعات والمشروعات االستجمامية (انظر الفصل ‪.)4‬‬
‫الكبرى األخرى التي تهدد الحياة البحرية في المنطقة‪ ،‬بما‬ ‫كما يعد استصالح األراضي‪ ،‬والتلوث النفطي‪ ،‬وتلوث‬
‫في ذلك بلدان البحر المتوسط بالمنطقة (انظر اإلطار‬ ‫المياه بالكيماويات‪ ،‬والصيد الجائر من العوامل األخرى ذات‬
‫‪ .)46-6‬ويوجد ثمان مصافي تكرير وأكثر من ‪ 15‬مجمع ًا‬ ‫الصلة‪ .‬وتؤدي عمليات التجريف من أجل التنمية الحضرية‬
‫للبتروكيماويات بامتداد ساحل ‪ ،RSA‬وتمر أكثر من‬ ‫وتطوير النقل إلى تغيير خط الساحل على نطاق واسع‪.‬‬
‫‪ 2500‬ناقلة نفط‪ ،‬تحمل حوالي ‪ 60‬في المائة من‬ ‫وبحلول أوائل التسعينيات‪ ،‬كانت بعض بلدان مجلس التعاون‬
‫صادرات النفط الدولية‪ ،‬عبر مضيق هرمز سنوي ًا‬ ‫الخليجي قد طورت بالفعل ‪ 40‬في المائة من الخطوط‬
‫(‪ .)ROPME 2004‬وتؤدي مياه ثقل موازنة السفن إلى‬ ‫الساحلية بها (‪ .)Price and Robinson 1993‬وقد‬
‫تسرب حوالي ‪ 272000‬طن من النفط في ‪ RSA‬سنوي ًا‬ ‫زادت المنطقة الساحلية في البحرين بحوالي ‪ 40‬كم مربع‬
‫(‪ .)UNEP 1999‬وقد تسببت الحروب والصراعات‬ ‫في أقل من ‪ 20‬عام ًا (‪ .)ROPME 2004‬وبالمثل‪ ،‬فقد ت َّم‬
‫العسكرية في المزيد من التسرب النفطي والتلوث الكيمائي‬ ‫استخدام أكثر من ‪ 100‬مليون م‪ 3‬من الصخور والرمال‬
‫(‪.)ROPME 2004‬‬ ‫منذ عام ‪ 2001‬في مشروع جزر النخيل على ساحل دبي‬
‫باإلمارات العربية المتحدة لمد خط الشاطئ لمسافة ‪ 120‬كم‬
‫إن الشعاب المرجانية في األردن‪ ،‬ومصاطب الشعاب‬ ‫(‪ .)DPI 2005, ESA 2004‬وفي المملكة العربية السعودية‬
‫المرجانية ال َمدٌّية في لبنان وسوريا (‪Kouyoumjian‬‬ ‫استُخدم أكثر من ‪ 200‬مليون م‪ 3‬من الرواسب المرفوعة من‬
‫القاع لمدينة الجبيل الصناعية (‪ ،)IUCN 1987‬فيما استخدم‬
‫اإلطار ‪ 37-6‬تدهور الشعاب المرجانية وابيضاضها‬ ‫الطريق الذي يربط البحرين بالمملكة العربية السعودية حوالي‬
‫يوجد أكثر من ‪ 250‬نوع من الشعاب المرجانية في البحر األحمر و‪ 60‬نوعا ً في‬ ‫‪ 60‬مليون م‪ 3‬من الطين المرفوع من القاع والرمال‪.‬‬
‫منطقة بحر روبمي‪ .‬ويُعزى تدهور الشعاب المرجانية في المنطقة إلى‬
‫أنشطة اإلنسان وعوامل أخرى‪ .‬وقد تسبب تغير المناخ في تبييض خطير‬
‫للشعاب المرجانية في بحر روبمي والبحر األحمر خالل الفترة ما بين ‪1996‬‬ ‫وتعتبر قطاعات الصناعة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬وإنتاج الماشية‪،‬‬
‫و‪ ،1998‬وبلغ معدل موت الشعاب المرجانية من نوع األكروبورا ‪ 90‬في المائة‪.‬‬
‫ومعالجة األغذية والمشروبات المصادر الرئيسية ألحمال‬
‫المصادر‪PERSGA 2003, Riegl 2003, ROPME 2004, Sheppard 2003, :‬‬
‫الكربون العضوي والمركبات المستهلكة لألكسجين التي‬
‫‪Sheppard and others 1992‬‬
‫يتم تصريفها إلى البيئة البحرية في منطقة بحر روبمي‬
‫(‪ ،)RSA‬تلك المنطقة التي تضم سواحل تنتمي لثماني دول‬

‫‪271‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫روبمي (انظر الشكل ‪ ،)50-6‬مما يعتبر تهديد ًا لألمن‬ ‫‪ ،)and Nouayhed 2003‬والتنوع الكبير من الكائنات‬
‫الغذائي‪ .‬وتضم منطقة بحر روبمي أكثر من ‪120000‬‬ ‫الحية المتوطنة في اليمن منطقة بحر روبمي تعتبر في‬
‫صياد (‪ .)Siddeek and others 1999‬وخالل‬ ‫خطر ما لم يتوفر لها الحماية واإلدارة المالئمة‪ ،‬ويشكل‬
‫السنوات العشر الماضية‪ ،‬ظلت اإلنتاجية السمكية في‬ ‫ال في مختلف األماكن‪ .‬وتشمل‬ ‫التآكل الساحلي تهديدا متواص ً‬
‫بلدان المشرق عند حوالي ‪ 10000 - 5000‬طن في‬ ‫المشكالت الخطيرة األخرى التي تؤثر على البيئات البحرية‬
‫العام‪ ،‬فيما زاد صيد األسماك السنوي في اليمن وحدها‬ ‫والساحلية تدهور الشعاب المرجانية وفقدانها (انظر اإلطار‬
‫من ‪ 80000‬إلى ‪ 140000‬طن‪ .‬ورغم وجود التشريعات‬ ‫‪ ،)37-6‬والتراجع في مستوى مياه البحر الميت‪.‬‬
‫المتعلقة بالمصايد لكنها تحتاج إلى إنفاذ أفضل‪ ،‬وباألخص‬
‫في منطقة بحر روبمي‪ .‬ورغم تعرض البحر األحمر للخطر‬ ‫وقد تسببت التنمية الساحلية في ضغوط كبيرة على‬
‫نتيجة أنشطة االستصالح بصفة رئيسية (‪ROPME 2004,‬‬ ‫المصايد‪ .‬وأدت الملوثات‪ ،‬ودرجات الحرارة المرتفعة‪،‬‬
‫‪ ،)PERSGA 2004‬إال أن صناعة مزارع الجمبري‬ ‫والعوامل المرضية‪ ،‬والسموم الحيوية إلى موت األسماك‬
‫الناشئة والمتنامية يتوقع أن تشكل تهديد ًا خطير ًا على‬ ‫في بحر روبمي فيما بين عامي ‪ 1986‬و‪ ،2001‬وهو ما‬
‫أشجار القرم المتبقية (‪.)PERSGA and GEF 2003‬‬ ‫ترتب عليه خسائر اقتصادية كبيرة لصناعة الصيد‬
‫والصيادين المحليين (‪ .)ROPME 2004‬عالوة على ذلك‪،‬‬
‫استجابات السياسات‬ ‫فقد أدى النمو السكاني إلى االنخفاض التدريجي في‬
‫طبقت بلدان كثيرة مؤخر ًا نظم ًا تتطلب تقييم األثر البيئي‬ ‫نصيب الفرد من صيد األسماك سنوياً‪ ،‬وباألخص في بحر‬
‫قبل الشروع في أي نشاط ساحلي أو بحري (‪GCC‬‬
‫الشكل ‪ 50-6‬االتجاهات في المصيد السمكي السنوي للفرد في غرب آسيا‬
‫‪ ،)2004‬كما تبنت خطط إدارة متكاملة للمناطق الساحلية‪.‬‬
‫كجم‪/‬للفرد‬
‫وتمتلك منطقة غرب آسيا أكثر من ‪ 30‬محمية بحرية‬
‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫‬
‫(‪ ،)IUCN 2003‬وقامت بتوقيع ‪ 18‬اتفاقية إقليمية ودولية‬ ‫المشرق‬ ‫‬

‫فيما يتصل بالبيئات الساحلية والبحرية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فقد تم‬ ‫غرب آسيا‬ ‫‬
‫‬
‫التعهد بتطبيق العديد من تدابير المحافظة والبرامج‬ ‫‬
‫اإلقليمية خالل العقدين األخيرين (‪.)ROPME 2004‬‬ ‫‬
‫‬
‫‬
‫وفي األعوام الخمسة األخيرة‪ ،‬تم القيام بالعديد من‬ ‫‬

‫األنشطة في منطقة البحر األحمر لحماية القرم كجزء من‬ ‫‬


‫‬
‫برامج حفظ الموائل والتنوع البيولوجي وخطط العمل‬ ‫‬

‫اإلقليمية (‪ .)PERSGA 2004, ROPME 2004‬وفي عام‬ ‫‬


‫‬
‫‪ ،2006‬وافقت بلدان روبمي على تأسيس مركز معلومات‬ ‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫‬
‫بيئية إقليمي (‪ )QEIC‬في عمان من أجل جمع المعلومات‬ ‫تم جمعه من ‪FAO 2004‬‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫حول غابات القرم‪ .‬وقد بدأ في عام ‪ 1986‬إجراء دراسة‬


‫مسحية إقليمية حول بقرة البحر المهددة باالنقراض وال‬
‫تزال الدراسة مستمرة من خالل التعاون بين المملكة‬ ‫الشكل ‪ 51-6‬االتجاهات في سكان الحضر كنسبة مئوية من إجمالي السكان‬
‫العربية السعودية والبحرين واإلمارات العربية المتحدة‬ ‫في المائة‬
‫(‪.)Preen 1989, ERWDA 2003‬‬ ‫شبه الجزيرة العربية‬ ‫‬
‫المشرق‬
‫لقد تعرضت المناطق الساحلية والبحرية لضغوط هائلة‪،‬‬
‫‬
‫غرب آسيا‬

‫على سبيل المثال من إنتاج النفط‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫‬

‫تدابير الكفاءة المتزايدة قد حدت من التسرب النفطي‬


‫‬
‫بشكل كبير‪ .‬ومن شأن توقيع االتفاقية الدولية لمنع التلوث‬
‫الناجم عن السفن (‪ )MARPOL‬وإنشاء مرافق استقبال‬ ‫‬

‫ُحسن الموقف‪ ،‬مع العلم بأنه ليست كل‬ ‫لناقالت النفط أن ي ِ‬ ‫‬
‫دول الخليج قد وقعت على البروتوكول (‪ .)GCC 2004‬وقد‬
‫‬
‫كشفت إحدى الدراسات المسحية التي أجريت في‬
‫‪ 2000-2001‬حول تلوث المياه الساحلية في منطقة بحر‬ ‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫‬
‫تم جمعه من ‪UNPD 2005‬‬
‫روبمي أن مستويات الهيدروكربونات البترولية كانت أقل‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪272‬‬


‫الشكل ‪ 52-6‬توليد النفايات الصلبة للفرد في بالد مختارة‬
‫كجم‪/‬للفرد‪/‬يوميا ً‬
‫‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫بلدان شبه الجزيرة‬
‫ الكويت‬ ‫العربية‬
‫ قطر‬ ‫بلدان المشرق‬

‫ البحرين‬
‫ المملكة العربية‬
‫السعودية‬
‫ اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‬
‫‬
‫عُ مان‬

‫ لبنان‬

‫ األردن‬

‫ سوريا‬
‫المصادر‪1Al-Humoud 2005, :‬‬
‫ األراضي‬
‫الفلسطينية‬ ‫‪2World Bank/METAP 2003‬‬
‫المحتلة‬

‫األردن‪ .‬وفي الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬كان هناك نحو‬ ‫من المستويات التي تم اإلبالغ عنها إبان حرب الخليج‬
‫‪ 687500‬و‪ 961650‬من الالجئين المسجلين على‬ ‫‪ ،1990-1991‬غير أن الرسابة التي وجدت بالقرب من‬
‫التوالي‪ ،‬ويبلغ مجموعهم أكثر من ثلث مجموع السكان‬ ‫بعض المرافق الصناعية والموانئ كانت تحتوي على‬
‫الفلسطينيين في هاتين المنطقتين (‪.)UNRWA 2005‬‬ ‫مستويات أعلى من المعادن النزرة (‪De Mora and‬‬
‫‪.)others 2005, ROPME 2004‬‬
‫خالل حرب الخليج الثالثة في العراق‪ ،‬دمرت العقوبات‬
‫االقتصادية الصارمة والنزاع المتواصل البيئة وأدت إلى‬
‫عجز حاد في اإلسكان‪ُ .‬قدَّر العجز بـ ‪ 1.4‬مليون وحدة‬ ‫البيئة الحضرية‬
‫سكنية في الوسط والجنوب‪ ،‬بينما ُقدَّر في الشمال بنحو‬ ‫التحضر‬
‫واحد من بين كل ثالثة أشخاص يعيشون في مساكن أو‬ ‫شهدت منطقة غرب آسيا خالل العقدين الماضيين تحضر ًا‬
‫مجاورات كثيفة ودون المعايير (‪UN-HABITAT‬‬ ‫كثيف ًا (انظر الشكل ‪ ،)51-6‬استطاع أن يتجاوز طاقة‬
‫‪ .)2003b‬في عام ‪ ،2003‬عاش ‪ 32‬في المائة من‬ ‫البنية التحتية الحضرية‪ ،‬وكان له آثار كبيرة ومختلفة على‬
‫السكان في المدن العراقية تحت خط الفقر أو بالمقربة‬ ‫بيئة المنطقة ومواردها الطبيعية‪ .‬إن النمو الطبيعي‬
‫منه‪ ،‬في حين عاش عدد كبير من الالجئين في مخيمات‬ ‫للسكان‪ ،‬والهجرة والنزوح من الريف في المشرق‪،‬‬
‫على الحدود مع سوريا وإيران (‪ .)UNPD 2003‬وبالمثل‪،‬‬ ‫والتحوالت االقتصادية‪ ،‬وزيادة العمالة المهاجرة في دول‬
‫أدت هذه الظروف إلى زيادة مقابلة في معدالت الفقر في‬ ‫مجلس التعاون الخليجي أدى إلى ارتفاع الطلب على‬
‫المناطق الحضرية في البلدان المنكوبة بالنزاعات في‬ ‫المياه والطاقة‪ ،‬وظهور تحديات إدارة النفايات‪ ،‬وتدهور‬
‫األراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان‪ .‬في عام ‪،1997‬‬ ‫نوعية الهواء في المناطق الحضرية‪.‬‬
‫عاش ‪ 27‬في المائة تحت خط الفقر في لبنان‪ ،‬وانخفض‬
‫مستوى معيشة ‪ 67‬في المائة دون هذا المستوى في‬ ‫األحياء الفقيرة والفقر في المناطق الحضرية‬
‫األراضي الفلسطينية المحتلة في عام ‪.2004‬‬ ‫اتسع نطاق المناطق الفقيرة‪ ،‬خاص ًة حول المدن الرئيسية‬
‫في المشرق‪ .‬خالل العقد الماضي‪ ،‬تضاعف في الغالب‬
‫إدارة النفايات في المناطق الحضرية‬ ‫عدد السكان الذين يعيشون في ظروف األحياء الفقيرة في‬
‫إن التحضر السريع‪ ،‬والقصور في إدارة النفايات‪ ،‬وتغيرات‬ ‫اليمن‪ ،‬وزاد بنحو ‪ 15‬و‪ 25‬و‪ 30‬في المائة في األردن‬
‫أسلوب الحياة أدت إلى زيادة توليد النفايات‪ .‬يتراوح نصيب‬ ‫وسورية ولبنان على الترتيب (‪.)UN-HABITAT 2003a‬‬
‫الفرد من النفايات الصلبة في دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫بين ‪ 0.73‬و ‪ 1.4‬كجم للفرد في اليوم‪ ،‬مقارن ًة بـ ‪0.61‬‬ ‫في األراضي الفلسطينية المحتلة والعراق‪ ،‬ساهمت النزاعات‬
‫و‪ 0.86‬كجم للفرد في اليوم في المشرق (انظر الشكل‬ ‫العسكرية في ارتفاع أعداد السكان الذين يعيشون في‬
‫‪ .)52-6‬وأدى العجز في أنظمة إدارة النفايات الحالية‬ ‫األحياء الفقيرة ومخيمات الالجئين‪ .‬وبحلول عام ‪،2005‬‬
‫للمعالجة إلى مشاكل صحية وبيئية كبيرة‪ .‬كما أدى وجود‬ ‫كان هناك نحو ‪ 400600‬الجئ فلسطيني في لبنان‪ ،‬ونحو‬
‫مدافن النفايات‪ ،‬وحرق النفايات‪ ،‬والروائح والقوارض إلى‬ ‫‪ 424700‬الجئ في سوريا‪ ،‬وحوالي ‪ 1.78‬مليون في‬

‫‪273‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫الشكل ‪ 53-6‬استهالك الطاقة النهائي اإلجمالي للفرد‬
‫طن من مكافئ النفط‪/‬للفرد‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫اليمن‬

‫سوريا‬

‫األردن‬

‫العراق‬

‫لبنان‬

‫عُ مان‬

‫المملكة العربية السعودية‬


‫مالحظة‪ :‬ال توجد بيانات‬ ‫الكويت‬
‫متوافرة فيما يخص األراضي‬
‫الفلسطينية المحتلة‪.‬‬ ‫البحرين‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‬


‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬
‫جمعه من ‪IEA 2007‬‬ ‫قطر‬

‫للمشرق‪ .‬في بلدان مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬تكون مصانع‬ ‫انخفاض في قيم العقارات في المناطق السكنية المحيطة‬
‫الطاقة‪ ،‬والبتروكيماويات‪ ،‬واأللمنيوم‪ ،‬واألسمدة‪ ،‬وكذلك‬ ‫بها‪ .‬تمت مؤخر ًا إقامة مبادرات للخفض وإعادة االستخدام‬
‫السيارات هي المصادر الرئيسية لثاني أكسيد الكربون‬ ‫وإعادة التدوير في بعض المراكز الحضرية‪.‬‬
‫وغيرها من ملوثات الهواء‪ ،‬مثل ثاني أكسيد الكبريت‬
‫وأكسيد النيتروز‪ .‬وزادت الجسيمات الدقيقة من العواصف‬ ‫قطاع الطاقة والنقل وتلوث الهواء‬
‫الرملية والغبارية الموسمية من عبء تلوث الهواء في‬ ‫يعتبر قطاع الطاقة‪ ،‬والذي تهيمن عليه مرافق النفط والغاز‬
‫المنطقة بأسرها‪ .‬ويؤثر تلوت الهواء تأثير ًا كبير ًا على‬ ‫الضخمة والمحطات الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية‪،‬‬
‫صحة اإلنسان‪ .‬ففي األردن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تشير‬ ‫المحرك الرئيسي لكلٍّ من التنمية االقتصادية والتدهور‬
‫التقديرات إلى أن أكثر من ‪ 600‬شخص يموتون مبكر ًا كل‬ ‫البيئي‪ .‬ولم يتم إلى اآلن تحقيق التوازن بين الجانبين في‬
‫عام بسبب تلوث الهواء في المناطق الحضرية‪ ،‬في حين‬ ‫غرب آسيا‪ .‬وتستحوذ المنطقة على ‪ 52‬في المائة من نفط‬
‫تُفقد ‪ 10 000‬سنة من سنوات العمر المعدلة نتيجة‬ ‫العالم و‪ 25.4‬في المائة من احتياطيات الغاز‪ .‬وهي‬
‫اإلعاقة (‪ )DALYs‬سنوي ًا بسبب األمراض ذات الصلة‬ ‫مسؤولة عن حوالي ‪ 23‬في المائة من النفط العالمي ونحو‬
‫(‪.)World Bank 2004a‬‬ ‫‪ 8.7‬في المائة من إنتاج الغاز العالمي (‪OAPEC‬‬
‫‪ ،)2005‬والمساهمة المتوقع تزايدها‪ .‬تفاوت نصيب الفرد‬
‫مواجهة تحديات المناطق الحضرية‬ ‫من استهالك الطاقة في المنطقة تفاوت ًا كبير ًا بين الدول‬
‫تباينت استجابات الحكومات لهذه التحديات؛ ولذا كانت‬ ‫المنتجة للنفط وغير المنتجة للنفط (انظر الشكل ‪.)53-6‬‬
‫غير كافية تماماً‪ .‬وللحد من النمو في المناطق الفقيرة‪،‬‬ ‫إن لقطاع الطاقة آثار ضارة على الهواء والماء واألرض‬
‫تكفل دول مجلس التعاون الخليجي اإلسكان لجميع‬ ‫والموارد البحرية‪ ،‬ويساهم في تغير المناخ العالمي (انظر‬
‫الفصل ‪ .)2‬زاد متوسط نصيب الفرد من انبعاثات ثاني‬
‫اإلطار ‪ 38-6‬اإللغاء التدريجي للبنزين المحتوي على الرصاص في لبنان‬
‫أكسيد الكربون من ‪ 6‬إلى ‪ 7.2‬طن في الفترة ما بين‬
‫خفَّض إدخال البنزين الخالي من الرصاص واستخدام المحوالت التحفيزية في‬ ‫عامي ‪ 1990‬و‪ ،2003‬مقارن ًة بالمتوسط العالمي البالغ‬
‫لبنان من انبعاثات الرصاص من ‪ 700‬طن‪/‬سنة تقريبا ً في عام ‪ 1993‬إلى ‪400‬‬
‫طن تقريبا ً في عام ‪ .1999‬ومع ذلك‪ ،‬ال يزال يبلغ متوسط مستويات تركيز‬
‫‪ 3.9‬طن (‪GEO Data Portal, compiled from‬‬
‫الرصاص في مواقع الضواحي والمناطق الحضرية المرصودة ‪ 1.86‬ميكروجرام‪/‬‬ ‫‪.)UNFCCC-CDIAC 2006‬‬
‫م‪ 3‬و‪ 0.147‬ميكروجرام‪/‬م‪ 3‬على التوالي‪ .‬وتعتبر هذه المستويات أعلى بكثير‬
‫من البلدان التي تم فيها اإللغاء التدريجي الكامل الستخدام البنزين الذي‬
‫يحتوي على الرصاص‪ .‬وتقدر كلفة التلوث المرتبط بالرصاص في لبنان ‪28-40‬‬ ‫تزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ليس فقط من جراء‬
‫مليون دوالر‪/‬عام أو ‪ 0.17‬إلى ‪ 0.24‬في المائة من اإلنتاج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫حيث يرتبط هذا التلوث بشكل رئيسي بالنمو العصبي للجنين في األطفال‪.‬‬ ‫التوسع الصناعي واستخدام الوقود األحفوري‪ ،‬بل وأيض ًا‬
‫وهذا سبب كاف لالستمرار بقوة في اتباع اإلجراءات الكفيلة بخفض انبعاثات‬ ‫من تزايد عدد السيارات‪ ،‬وسوء إدارة المرور‪ ،‬وإعانات‬
‫الرصاص‪.‬‬
‫الطاقة‪ ،‬وعدم كفاءة وسائل النقل العام‪ ،‬والسيارات‬
‫القديمة‪ ،‬والطرق المزدحمة‪ ،‬خاص ًة في المنطقة الفرعية‬
‫المصادر‪Republic of Lebanon/MOE 2001, World Bank 2004a :‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪274‬‬


‫اإلطار ‪ 39-6‬أول محطة طاقة بالرياح في الخليج‬
‫ورغم شدة اآلثار‪ ،‬فال تزال البيانات الموثوق بها نادرة‪،‬‬
‫باستثناء مواقع محددة قليلة (‪Butayban 2005, Brauer‬‬ ‫افتتحت أول محطة بطاقة الرياح في شبه الجزيرة العربية في عام ‪ 2004‬في‬
‫‪ ،)2000‬مما يجعل من الصعب التقييم على المدى الطويل‪.‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬وسوف تولد المحطة التي تكلف إنشاؤها ‪2.5‬‬
‫مليون دوالر أمريكي‪ ،‬الواقعة على جزيرة صير بني ياس في خارج أبوظبي‪850 ،‬‬
‫كيلو واط من الكهرباء إلمداد إحدى محطات تحلية مياه البحر بالطاقة‪.‬‬
‫وفي حالة ما أثبتت هذه المحطة فاعليتها اقتصاديا ً‪ ،‬فيمكن لعملية تحلية‬
‫وقد أسفرت حرب الخليج عامي ‪1990-1991‬عن أضرار‬ ‫المياه باستخدام طاقة الرياح أن تدخل مناطق أخرى في منطقة دول مجلس‬
‫بيئية خطيرة‪ ،‬ال سيما في العراق والكويت والمملكة العربية‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬

‫السعودية‪ ،‬وتم دعمها بالوثائق في الطبعات السابقة‬ ‫المصدر‪Sawahel 2004 :‬‬


‫لتوقعات البيئة العالمية وغيرها من التقارير (‪Al-Ghunaim‬‬
‫‪ .)1997, Husain 1995, UNEP 1993‬وبعد خمسة‬ ‫المواطنين‪ .‬وطورت بعض البلدان قواعد كفاءة الطاقة‬
‫عشر عاماً‪ ،‬ما زالت النظم اإليكولوجية تُظهر أعراض ًا‬ ‫والمعايير للمباني واألجهزة المنزلية‪ .‬وهناك جهود رامية‬
‫واضحة للضرر (‪Omar and others 2005, Misak‬‬ ‫إلى إنشاء برامج اإلدارة المتكاملة للنفايات‪ ،‬ورصد تلوث‬
‫‪ .)and Omar 2004‬وزاد الوضع تدهور ًا خالل غزو‬ ‫الهواء وسن التشريعات بشأنه‪ .‬وفي جهودها الرامية إلى‬
‫العراق عام ‪ .2003‬إن بناء التحصينات العسكرية‪ ،‬وزرع‬ ‫التخفيف من تلوث الهواء في المناطق الحضرية‪ ،‬أدخلت‬
‫األلغام وإزالتها‪ ،‬وحركة المركبات العسكرية‪ ،‬واألفراد‬ ‫جميع دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬وكذلك لبنان وسوريا‬
‫العسكريين عطل بشدة النظم اإليكولوجية في الكويت والعراق‬ ‫واألراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬البنزين الخالي من‬
‫والمناطق المحمية (‪ .)Omar and others 2005‬وفي‬ ‫الرصاص (انظر اإلطار ‪ .)38-6‬لتلبية مواصفات السوق‬
‫الصحراء‪ ،‬أدت هذه األنشطة إلى تسارع تآكل التربة‪،‬‬ ‫العالمية‪ ،‬تعهدت معامل التكرير في الكويت‪ ،‬والسعودية‪،‬‬
‫وزيادة حركة الرمال‪ ،‬إلى جانب الغبار والعواصف الرملية‪.‬‬ ‫والبحرين‪ ،‬واإلمارات العربية المتحدة بخفض نسبة‬
‫الكبريت في المنتجات النفطية‪ .‬ومن ثم فإن انبعاثات‬
‫في العراق‪ ،‬تزايدت المخاوف بشأن استخدام ذخائر‬ ‫مشاعل حرق الغاز والهيدروكربونيات األخرى تناقصت‪.‬‬
‫اليورانيوم المستنفد في حربي ‪ 1991‬و‪Iraq( 2003‬‬
‫‪Ministry of Environment 2004, UNEP‬‬ ‫وتعد السياسات التي تهدف إلى التحول إلى الغاز الطبيعي‬
‫‪ .)2005c‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال تزال الذخائر غير‬ ‫استجابة أخرى للتخفيف من حدة ملوثات الهواء وانبعاثات‬
‫إزالة الحمأة الملوثة من خزانات الطالء‬ ‫المنفجرة واأللغام األرضية تقتل المدنيين وتعرقل إعادة‬ ‫غازات االحتباس الحراري‪ .‬إن التكامل اإلقليمي المخطط‬
‫بالكهرباء في القادسية‪.‬‬
‫اإلعمار‪ ،‬منذ عدة سنوات بعد انتهاء العمليات العسكرية‬ ‫لمشاريع الغاز‪ ،‬مثل خط أنابيب الغاز الطبيعي أو مشروع‬
‫شارك بالصور‪UNEP/Post Conflict :‬‬
‫‪Branch 2006‬‬ ‫الرئيسية في الحربين (‪ .)UNAMI 2005‬وهناك تقييم‬ ‫دولفين‪ ،‬الذي يُتوقع أن يتلقى ‪ 82‬مليون م‪ 3‬من غاز قطر‬
‫لإلمارات العربية المتحدة في عام ‪ ،2005‬سيؤدي إلى‬
‫تحسين توفر الطاقة‪ ،‬والكفاءة االقتصادية‪ ،‬والنوعية البيئة‬
‫(‪.)UNESCWA, UNEP, LAS and OAPEC 2005‬‬
‫طورت وعززت بعض البلدان موارد الطاقة المتجددة‪ ،‬مثل‬
‫طاقة الرياح والطاقة الشمسية (انظر اإلطار ‪.)39-6‬‬

‫إن تقييم أثر التحضر الكامل على البيئة في غرب آسيا ال‬
‫يزال هدف ًا بعيد المنال‪ .‬ومن الضروري بذل جهود كبيرة‬
‫في الحمالت متعددة القطاعات للتخطيط والرصد والتشريع‬
‫والوعي العام في القطاعات المعنية‪ .‬يلزم تطبيق األساليب‬
‫المتوافقة وجمع البيانات في البلدان لتمكين مقارنات‬
‫نسبية وإقليمية أفضل‪ .‬إن اإلنشاء الحديث لمنظمة الرصد‬
‫اإلقليمية في بيروت لتنسيق الجهود في مختلف الدول هو‬
‫خطوة نحو تحقيق هذا الهدف‪ .‬إال أنه ستظل هذه التغييرات‬
‫غير سارية المفعول دون وجود السلطة التشريعية لتنفيذها‪.‬‬

‫السالم واألمن والبيئة‬


‫الحروب والصراعات‬
‫ألحق الصراع المسلح في غرب آسيا ضرر ًا برفاهية‬
‫اإلنسان‪ ،‬وأدى إلى تدهور الموارد الطبيعية واإليكولوجية‪.‬‬

‫‪275‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫قصف األهداف العسكرية والمدنية إلى تغير في الريف‬ ‫مفصل لخمس مناطق صناعية مهمة كشف عن تهديدات‬
‫العراقي واللبناني واألشكال الطبيعية للمدن‪ .‬وفي األراضي‬ ‫خطيرة على صحة اإلنسان والبيئة‪ ،‬ودعا إلى اتخاذ‬
‫الفلسطينية المحتلة‪ ،‬قامت قوات االحتالل بهدم جزء كبير‬ ‫إجراءات عاجلة الحتواء المواد الخطرة (‪.)UNEP 2005c‬‬
‫من مخيم جنين لالجئين (‪ .)UNEP 2003c‬تضررت البنية‬
‫األساسية االقتصادية في قطاع غزة في ظل األعمال‬ ‫وخالل النزاع المسلح في لبنان في عام ‪ ،2006‬حدث‬
‫العدائية التي دارت في مايو‪/‬أيار ‪ ،2004‬مما أدى إلى‬ ‫تلوث نفطي على نطاق واسع على طول سواحل البالد بعد‬
‫تفاقم المشاكل البيئية القائمة (‪.)World Bank 2004b‬‬ ‫أن قصفت القاذفات اإلسرائيلية مستودعات النفط الخاصة‬
‫بمحطة "الجية" للطاقة جنوب بيروت‪ .‬وقد وصف علماء‬
‫تم زرع حوالي ‪ 150000‬لغم أرضي بشكل عشوائي في‬ ‫البيئة هذا التلوث بأنه أسوأ كارثة بيئية في تاريخ لبنان‬
‫لبنان بين عامي ‪ 1975‬و‪ .)Wie 2005( 1990‬وفي‬ ‫(‪ ،)UNEP 2006g‬باإلضافة إلى مخاطر أخرى تهدد‬
‫العراق‪ ،‬قد يتراوح العدد اإلجمالي للقذائف غير المنفجرة‬ ‫صحة اإلنسان تنتج من تلوث الهواء والماء‪.‬‬
‫ما بين ‪ 10 000‬إلى ‪ .)UNEP 2005c( 40 000‬أشار‬
‫التقييم األولي لما بعد الصراع للنزاع األخير في لبنان في‬ ‫إن األثر التراكمي لعقود من االحتالل واإلهمال في األراضي‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة إلى أنه تم العثور على نحو‬ ‫الفلسطينية المحتلة أدى إلى مشاكل بيئية خطيرة‪ ،‬بما في‬
‫‪ 100000‬قنبلة عنقودية غير منفجرة‪ ،‬ومن المتوقع أن يرتفع‬ ‫ذلك تدهور الموارد المائية النادرة‪ ،‬والتلوث الناجم عن‬
‫هذا الرقم (‪ .)UNEP 2006h‬يمكن أن يؤدي تفجير القذائف‬ ‫النفايات الصلبة والسائلة (‪.)UNEP 2003c‬‬
‫غير المنفجرة إلى انبعاث ملوثات في الهواء والتربة‪.‬‬
‫تتضمن عواقب هذه الحروب تعطيل الخدمات الصحية‪،‬‬
‫معالجة آثار الحرب‬ ‫وزيادة حدة الفقر‪ ،‬وتدمير المؤسسات وعدم القدرة على‬
‫إن التكلفة الخفية والبيئية طويلة األمد للحرب في المنطقة‬ ‫تطبيق التشريعات البيئية (‪Kisirwani and Parle‬‬
‫هائلة‪ ،‬وليس من السهل تقديرها‪ .‬منذ حرب الخليج عام‬ ‫‪ .)1987‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬عانى ‪ 7‬من كل ‪ 10‬أطفال‬
‫‪ ،1990‬تم تقديم آلية لمعالجة المطالبات البيئية الناجمة‬ ‫من اإلسهال بين عامي ‪ 1996‬و‪ 2000‬من بين األطفال‬
‫عن الحروب والصراعات‪ .‬وقدمت البلدان المجاورة للعراق‬ ‫دون سن الخامسة في بغداد‪ ،‬وذلك يرجع إلى نقص المياه‬
‫مطالبات بيئية للحصول على تعويضات من العراق عن‬ ‫النظيفة وسوء الصرف الصحي‪ ،‬ووجود كميات كبيرة من‬
‫طريق لجنة التعويضات في األمم المتحدة‬ ‫القمامة (‪ .)UNICEF 2003‬زادت معدالت الوفيات غير‬
‫(‪ .)UNCC 2004‬يمكن أن تساعد هذه اآللية على منع‬ ‫الناتجة عن العنف في العراق في عامي ‪ 2005‬و‪،2006‬‬
‫السياسات التي تهدد رفاهية اإلنسان والبيئة‪ .‬لقد شملت‬ ‫األمر الذي يعكس التدهور في الخدمات الصحية‪ ،‬والصحة‬
‫االستجابة في الموقع للضرر البيئي المتعلق بالحرب في‬ ‫البيئية (‪.)Burnham and others 2006‬‬
‫البلدان المتضررة رصد وتقييم األضرار‪ ،‬وإزالة األلغام‪،‬‬
‫وتدابير التنظيف والترميم‪ .‬وعلى المستوى الدولي‪ ،‬تم‬ ‫وال تحتاج مشكلة الالجئين والمشردين داخلي ًا في غرب‬
‫تنفيذ بعض أساليب حل النزاعات‪ ،‬بما فيها االتفاقات‬ ‫آسيا إلى مزيد من التأكيد‪ .‬فقد أدت الحروب المتتالية إلى‬
‫والتفاهمات المتبادلة‪ ،‬وتعزيز السالم‪ ،‬وعمليات التبادل‬ ‫زيادة عددهم لحوالي ‪ 4‬ماليين (‪UNHCR 2005,‬‬
‫الثقافي‪ ،‬وغيرها من تدابير المصالحة‪.‬‬ ‫‪ .)UNRWA 2005‬وهم يعيشون في أوضاع اجتماعية‬
‫اقتصادية سيئة‪ ،‬مع ارتفاع الكثافات السكانية وعدم كفاية‬
‫المناطق القطبية‬ ‫البنية البيئية األساسية‪ ،‬مما يزيد الضغوط على البيئات‬
‫موجهات التغير‬ ‫الهشة‪ .‬ساهمت الكثافة السكانية المرتفعة في مخيمات‬
‫الحوكمة‬ ‫الالجئين في غزة في استنزاف طبقة المياه الجوفية‪ ،‬مما‬
‫كانت هناك أحداث سياسية مهمة في منطقة القطب‬ ‫أدى إلى تسرب المياه المالحة والمياه المالحة غير‬
‫الشمالي منذ تقرير ‪ 1987‬للجنة العالمية للبيئة والتنمية‪،‬‬ ‫الصالحة للري (‪Weinthal and others 2005,‬‬
‫مستقبلنا المشترك‪ .‬أعقب تفكك االتحاد السوفيتي سقوط‬ ‫‪ .)Homer-Dixon and Kelly 1995‬خالل األعمال‬
‫ربع السكان في المنطقة القطبية الروسية (‪AHDR‬‬ ‫العدائية عام ‪ 2006‬على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان‪،‬‬
‫‪ ،)2004‬وسحب الدعم الحكومي لألنظمة االقتصادية‬ ‫نزح نحو مليون شخص مؤقت ًا إلى لبنان وحدها‪ ،‬باإلضافة‬
‫األصلية (‪ .)Chapin and others 2005‬وقد شهدت‬ ‫إلى النازحين في شمال إسرائيل‪ ،‬مما يثير مخاوف جدية‬
‫المنطقة القطبية الشمالية بعض ًا من إعادة الهيكلة‬ ‫حول مستوى رفاهيتهم (‪.)UNEP 2007b‬‬
‫السياسية‪ ،‬وهو ما تم استلهامه جزئي ًا من التطور الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ .‬وتتضمن هذه العملية نوع ًا من تفويض‬ ‫ألحقت الحرب أضرار ًا جسيمة بالبنية التحتية‪ .‬وأدى‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪276‬‬


‫تلعب االتفاقيات البيئية متعددة األطراف (‪)MEAs‬‬ ‫السلطة اإلدارية إلى السكان المحليين في فنلندا والدول‬
‫والسياسات واإلرشادات الدولية دور ًا متزايد ًا في األنظمة‬ ‫االسكندنافية‪ ،‬والزيادات في الحكم الذاتي للسكان‬
‫القانونية للمنطقتين القطبيتين‪ .‬إن لمفهوم التنمية‬ ‫األصليين في كندا وجرينالند (‪ .)AHDR 2004‬إن تسوية‬
‫المستدامة واالتفاقيات البيئية المتعددة التي تنطوي عليها‬ ‫المطالب المتعلقة باألراضي‪ ،‬وما يرتبط بها من تغييرات‬
‫صدى عميق في المنطقتين القطبيتين‪ ،‬خاص ًة في منطقة‬ ‫في إدارة وملكية الموارد ‪ ،‬بدء ًا من قانون تسوية مطالب‬
‫القطب الشمالي العرضة للخطر‪.‬‬ ‫سكان أالسكا األصليين لعام ‪ ،1971‬ال تزال تمثل تيارات‬
‫سياسية في أمريكا الشمالية والقطب الشمالي‪.‬‬
‫إن تكامل استدامة مجتمعات المنطقة القطبية الشمالية‬
‫والبيئة الطبيعية يمثل العناصر الرئيسية لالتفاقيات‬ ‫تخضع المنطقة القطبية الجنوبية لمطالب السيادة غير‬
‫والبرامج القطبية الشمالية (‪ .)AC 1996‬وهذا ممكن فقط‬ ‫المعترف بها عالمياً‪ .‬كانت القارة بدون نظام حكم حتى‬
‫مع اإلشارة إلى التطلعات‪ ،‬وأساليب الحياة التقليدية‪ ،‬وقيم‬ ‫معاهدة القطب الجنوبي عام ‪ .1959‬يحكم المنطقة القطبية‬
‫السكان األصليين والمحليين‪ ،‬ومشاركتهم في صنع القرار‪.‬‬ ‫الجنوبية اآلن نظام دولي متعدد األطراف‪ ،‬والذي تم في‬
‫ويدل الرصد والتوقعات من النماذج العلمية على أن هذه‬ ‫ظله تنفيذ تدابير من خالل التشريعات المحلية‪ .‬اليوم‪ ،‬هناك‬
‫االتفاقيات متعددة األطراف يمكن أن تكون فعالة‪ .‬ومع‬ ‫‪ 46‬بلداً‪ ،‬بما في ذلك جميع دول المنطقة القطبية الشمالية‬
‫ذلك‪ ،‬فإن المجموعة الحالية من االتفاقيات البيئية متعددة‬ ‫إال بلد واحد‪ ،‬أطراف في معاهدة المنطقة القطبية‬
‫األطراف غير كافية لمواجهة التحديات الناجمة عن تغير‬ ‫الجنوبية‪ .‬يقوم النظام على مبادئ االستخدام السلمي‪،‬‬
‫المناخ والعديد من المواد الضارة التي ال تزال غير منظمة‬ ‫والتعاون العلمي الدولي‪ ،‬وحماية البيئة‪ .‬ويجتمع الموقعون‬
‫على الصعيد الدولي‪ .‬باالشتراك مع أجزاء أخرى من‬ ‫على المعاهدة الحالية‪ ،‬إلى جانب مجموعات الخبراء‬
‫العالم‪ ،‬كان التقدم المحرز في تنفيذ هذه اإلجراءات بطيئ ًا‬ ‫والمراقبين المدعوين‪ ،‬سنوي ًا بهدف حكم المنطقة بفعالية‪،‬‬
‫نسبياً‪ ،‬بالرغم من إضفاء الطابع المؤسسي على مبادئ‬ ‫وتوفير منتدى لمناقشة وتسوية المشاكل‪ .‬وكان أهم تطور‬
‫االستدامة (‪.)Harding 2006‬‬ ‫قانوني منذ عام ‪ 1987‬هو بروتوكول ‪ 1991‬لحماية البيئة‬
‫الذي صنف المنطقة القطبية الجنوبية على أنها "محمية‬
‫قضايا مختارة‬ ‫طبيعية مخصصة للسلم والعلم"‪ .‬وفي عام ‪ ،2005‬تم تبني‬
‫الملحق السادس للبروتوكول‪ ،‬مسؤولية التصدي لحاالت‬
‫اإلطار ‪ 40-6‬خدمات النظام اإليكولوجي عالمية النطاق التي تقدمها المنطقتان القطبيتان الشمالية والجنوبية‬
‫الطوارئ البيئية في منطقة القطب الجنوبي‪.‬‬
‫تنظيم المناخ‬
‫من المحتمل أن تصبح المناطق االستوائية‪ ،‬دون تبادل المياه الحالي البحري الحراري العالمي بين المنطقتين القطبيتين‬
‫والمناطق االستوائية (انظر اإلطار ‪ 42-6‬والفصل ‪ ،)4‬أكثر احترارا ً (أو شديدة السخونة)‪ ،‬في الوقت الذي من المحتمل أن تصبح‬
‫على النقيض من ذلك‪ ،‬تتوفر أنظمة حوكمة تقوم على‬
‫فيه المناطق القطبية والمعتدلة أكثر برودة‪.‬‬ ‫سيادة الدولة في أجزاء كبيرة من القطب الشمالي‪ .‬يشمل‬
‫تخزين المياه العذبة‬
‫القطب الشمالي جميع أو أجزاء ًا من ثمانية بلدان‪ :‬كندا‪،‬‬
‫تسهم المنطقتان القطبيتان بنحو ‪ 70‬في المائة تقريبا ً من إجمالي المياه العالمية المخزنة في صورة جليد‪.‬‬ ‫والدانمرك (جرينالند)‪ ،‬وفنلندا‪ ،‬وأيسلندا‪ ،‬والنرويج‪،‬‬
‫االتحاد الروسي‪ ،‬والسويد‪ ،‬والواليات المتحدة‪ .‬وال تزال‬
‫توفير الموارد‬
‫تحتوي المنطقة القطبية الشمالية على ‪ 28‬في المائة من الصيد السمكي التجاري البحري العالمي‪ .‬وتضيف المصائد‬ ‫القوانين المحلية الوطنية تمثل الضوابط القانونية الرئيسية‬
‫السمكية بالمنطقة المتجمدة الجنوبية ‪ 2‬في المائة أخرى للنسبة السابقة‪ .‬وتذخر المنطقة القطبية الشمالية بموارد‬
‫معدنية غنية ومخازن غير مستثمرة من النفط والغاز‪ ،‬بما في ذلك احتياطات بترولية غير مكتشفة على مستوى العالم‬
‫في المنطقة القطبية الشمالية‪ .‬منذ عام ‪ ،1987‬تم عقد‬
‫قُدّ رت بـ ‪ 25‬في المائة‪.‬‬ ‫سلسلة من االتفاقات والترتيبات التعاونية "غير الملزمة‬
‫تخزين الكربون‬
‫قانونياً" (‪ )Nowlan 2001‬على الصعيدين اإلقليمي‬
‫تخزن المنطقة القطبية الشمالية ثلثا ً واحدا ً من مُجمّ ع الكربون العالمي‪ ،‬حوض هام لغازات االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫والقطبي الشمالي‪ .‬تم استيعاب استراتيجية حماية البيئة‬
‫في المنطقة القطبية الشمالية (‪ )1991‬في عمل مجلس‬
‫دعم األنواع المهاجرة‬
‫يهاجر ‪ 300‬نوع تقريبا ً من األسماك والثدييات البحرية والطيور بين المنطقتين القطبيتين والمناطق المتوسطة كل عام‪.‬‬ ‫المنطقة القطبية الشمالية المُشكَّل حديث ًا في عام ‪.1996‬‬
‫ويرتبط ما بين ‪ 500‬مليون ومليار طائر سنويا ً تقريبا ً بكل جزء من أجزاء العالم‪ .‬ويهاجر أكثر من ‪ 20‬نوع من الحيتان بين المياه‬
‫االستوائية والقطبية‪.‬‬
‫ويضع المجلس التقييمات والتوصيات وخطط العمل بشأن‬
‫مجموعة كبيرة من المشاكل االجتماعية االقتصادية‬
‫تشكل جزءا ً هاما ً من تراثنا العالمي‬
‫تمثل المنطقة المتجمدة الجنوبية إلى حد بعيد منطقة الحياة البرية األكبر على ظهر األرض‪ ،‬في حين يوجد ‪ 7‬مناطق من‬
‫والبيئية‪ .‬وهو يتألف من ثمانية بلدان في المنطقة القطبية‬
‫أصل ‪ 11‬منطقة من مناطق الحياة البرية الكبرى األخرى في المنطقة القطبية الشمالية‪ .‬وتمثل هذه المناطق أهمية كبيرة‬ ‫الشمالية‪ ،‬وست منظمات من الشعوب األصلية تشارك في‬
‫ليس فقط لخدمات النظام اإليكولوجي الممتدة‪ ،‬مثل حفظ التنوع البيولوجي‪ ،‬ولكنها أيضا ً للقيم المتأصلة المرتبطة‬
‫بالجمال والثقافة‪.‬‬ ‫المجلس بصفة دائمة‪ ،‬باإلضافة إلى بلدان ومنظمات دولية‬
‫أخرى تتولى مركز المراقب‪.‬‬
‫المصادر‪ACIA 2005, CAFF 2001, FAO 2004, Lysenko and Zöckler 2001, Scott 1998, Shiklomanov and Rodda :‬‬
‫‪2003, USGS 2000‬‬

‫االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‬

‫‪277‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫يغطي الجليد ‪ 99‬في المائة من المنطقة القطبية الجنوبية‬ ‫إن المناطق القطبية في العالم هي من أخر المناطق البرية‬
‫ال تحتوي المنطقة المتجمدة الجنوبية على‬
‫فقاريات أرضية محلية‪ ،‬ولكن ينتقل إليها عدد‬
‫(‪ ،)Chapin and others 2005‬وهي قارة تحيط بها‬ ‫العظيمة‪ ،‬ولكنها تتعرض حالي ًا لتغير سريع ومتسارع‪،‬‬ ‫كبير من الفقمات من أجل التكاثر‪ .‬الصورة‬

‫المحيطات‪ ،‬دون وجود الحيوانات الفقارية البرية‪ ،‬ولكن‬ ‫وتضغط على النظم اإليكولوجية في كلٍّ من القطب الشمالي‬ ‫الواردة أعاله لفقمات الفراء الموجودة في‬
‫المنطقة المتجمدة الجنوبية‪.‬‬
‫تذهب إلى هناك أعداد كبيرة من الطيور البحرية والفقمات‬ ‫والقطب الجنوبي‪ ،‬وتؤثر على رفاهية سكان المنطقة‬ ‫شارك بالصور‪S. Meyers/Still Pictures :‬‬
‫للتناسل‪ .‬وتمثل القشريات الصغيرة‪ ،‬الكريل‪ ،‬أساس‬ ‫القطبية الشمالية‪ .‬وهذه المناطق ذات أهمية حيوية بالنسبة‬
‫الشبكة الغذائية في المحيط الجنوبي‪ ،‬وهي تدعم األسماك‬ ‫لصحة الكوكب (انظر اإلطار ‪ ،)40-6‬وتحدث فيها‬
‫والثدييات والطيور البحرية‪.‬‬ ‫تغييرات ذات أهمية عالمية‪.‬‬

‫ويُعد تغير المناخ‪ ،‬وتراكم المواد السامة الدائمة‪،‬‬ ‫هناك اختالفات جغرافية وسياسية مهمة بين المنطقتين‬
‫والملوثات‪ ،‬واألضرار التي لحقت بطبقة أوزون الجزء‬ ‫القطبيتين الشمالية والجنوبية‪ .‬يعيش حوالي ‪ 4‬ماليين‬
‫األعلى من الغالف الجوي‪ ،‬وزيادة النشاط التنموي‬ ‫شخص في المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬من بينهم نحو ‪10‬‬
‫والتجاري أمثلة على مشاكل مدفوعة عالمياً‪ ،‬وأثرت بشكل‬ ‫في المائة من السكان األصليين (‪ .)AHDR 2004‬بينما‬
‫خاص على المناطق القطبية‪ .‬خالل العشرين سنة‬ ‫ال تضم المنطقة الجنوبية أي سكان أصليين؛ إن من‬
‫الماضية‪ ،‬كان البحث والتقييم في المنطقة القطبية‪،‬‬ ‫يسكنها هم العلماء والعاملين الرحل في مراكز البحوث‪ .‬إن‬
‫باإلضافة إلى المشاركة المباشرة لسكان القطب الشمالي‪،‬‬ ‫المنطقة القطبية الشمالية عبارة عن محيط مجمد جزئي ًا‬
‫خاص ًة السكان األصليين‪ ،‬مفيد ًا في فهم اآلثار‪ ،‬وعرض‬ ‫تحيط بها مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية‪ ،‬بما فيها‬
‫هذه المشاكل على اهتمام العالم‪.‬‬ ‫األراضي القاحلة قليلة النبات‪ ،‬والتندرا‪ ،‬واألراضي الرطبة‬
‫والغابات‪ ،‬وتتأثر بالجليد‪ ،‬والغطاء الثلجي الموسمي‪،‬‬
‫تغير المناخ‬ ‫واألرض دائمة التجمد‪ .‬هناك انخفاض في أعداد األنواع‬
‫ذوبان الجليد‪ :‬تهديد محلي وعالمي‬ ‫البرية المعروفة بالمقارنة بمنطقة خطوط العرض‬
‫اآلثار تقع بشكل أسرع في المناطق القطبية‬ ‫المتوسطة‪ ،‬ولكن األعداد الكبيرة والمنتشرة من األنواع‬
‫إن الزيادات العالمية في السكان‪ ،‬والتصنيع‪ ،‬والتوسع في‬ ‫الرئيسية‪ ،‬عديد منها له أهمية كبرى بالنسبة للثقافات‬
‫الزراعة وإزالة الغابات‪ ،‬وحرق الوقود األحفوري قد أسفرت‬ ‫واالقتصاديات األصلية والمحلية‪ .‬والزراعة في المنطقة‬
‫عن ارتفاع تركيزات غازات االحتباس الحراري في الجو‪،‬‬ ‫القطبية الشمالية محدودة بشدة‪ ،‬وتشمل األنشطة‬
‫والتغيرات الهائلة في الغطاء النباتي‪ .‬ويتفق العلماء على‬ ‫االقتصادية لموارد الرزق بشكل أساسي الصيد وصيد‬
‫أنه من المحتمل جد ًا أن معظم الزيادة الملحوظة في‬ ‫األسماك ورعي الرنة‪ ،‬ونصب الشراك وجمع الثمار‪.‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪278‬‬


‫الشكل ‪ 54-6‬اتجاهات درجات الحرارة في القطب الشمالي‬
‫‪$‬‬
‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‬ ‫مالحظات‪ :‬يشير متوسط‬


‫التغيير السنوي في منطقة‬
‫ ‪m‬‬ ‫القطب الشمالي إلى متوسط‬
‫درجة حرارة األرض سنوياً‬
‫ ‪m‬‬ ‫(‪ 60-90‬درجة شماالً)‪.‬‬
‫ويمثل خط الصفر متوسط‬
‫ ‪m‬‬ ‫درجات الحرارة للفترة ما بين‬
‫عامي ‪.1961-1990‬‬
‫ ‪m‬‬

‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬ ‫المصدر‪CRU 2007 :‬‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬

‫درجات الحرارة في العالم في نصف القرن الماضي كانت‬


‫الشكل ‪ 55-6‬ثلج البحر القطبي الشمالي الصيفي ينكمش بمعدل ‪ 8.9%‬لكل عقد‬ ‫بسبب إضافات اإلنسان من غازات االحتباس الحراري في‬
‫مليون كم مربع‬ ‫الغالف الجوي (‪ .)IPCC 2007a‬إنها مشكلة مهمة‬
‫بالنسبة للمناطق القطبية؛ ألن هذه المناطق تعاني من آثار‬
‫‬

‫أسرع وبدرجة أكبر من المتوسط العالمي‪ ،‬ونظر ًا ألن تغير‬


‫‬
‫المناخ في المناطق القطبية له آثار كبيرة على األرض‪.‬‬

‫‬
‫تزداد حدة تغير المناخ في المناطق القطبية‪ ،‬وذلك أساس ًا‬
‫بسبب آليات المردود المتعلقة بتقلص الجليد والغطاء‬
‫‬
‫الثلجي (انظر الفصلين ‪ 2‬و‪ .)7‬تُظهر المنطقة القطبية‬
‫الجنوبية أنماط ًا زمانية ومكانية معقدة لكلٍّ من الحرارة‬
‫‬

‫‬
‫              ‬
‫             ‬ ‫المصدر‪NSIDC 2007 :‬‬
‫والبرودة‪ ،‬باإلضافة إلى الحرارة األكثر وضوح ًا على طول‬
‫شبه جزيرة المنطقة القطبية الجنوبية (‪.)UNEP 2007c‬‬
‫تقلب المناخ وتغيره‪ ،‬ولآلثار ونقاط الضعف الحالية‬ ‫تزداد حرارة القطب الشمالي بشكل يكاد يكون أسرع‬
‫والمتوقعة‪ ،‬وضم وجهات نظر على أساس معارف الشعوب‬ ‫مرتين من المتوسط العالمي (‪ ،)IPCC 2007a‬وحدثت‬
‫األصلية في القطب الشمالي‪ .‬تشمل بعض االتجاهات‬ ‫معظم الزيادة في السنوات العشرين الماضية (انظر‬
‫الرئيسية الملحوظة والمحددة في ‪ ACIA 2005‬ما يلي‪:‬‬ ‫الشكل ‪ ،)54-6‬مما أدى إلى انكماش وتقلص الجليد‬
‫‪ n‬ارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد‪ ،‬خاص ًة في فصل‬ ‫البحري (انظر الشكل ‪ ،)55-6‬وذوبان األنهار الجليدية‬
‫الشتاء‪ ،‬وبشكل خاص في أالسكا‪ ،‬وشمال غرب كندا‪،‬‬ ‫وتغير الغطاء النباتي‪ .‬وتمتص األرض والبحار درجة‬
‫وسيبيريا؛‬ ‫حرارة أكبر عندما يكون الجليد والثلج هناك أقل‪ ،‬مما‬
‫‪ n‬زيادة هطول األمطار ولكن مع تناقص الغطاء الثلجي؛‬ ‫يؤدي إلى ذوبان المزيد من الجليد والثلج‪ .‬يؤدي ذوبان‬
‫‪ n‬ذوبان األنهار الجليدية وانكماش الجليد البحري في‬ ‫مستنقعات الخث المجمدة إلى انبعاث غاز الميثان (من‬
‫فصل الصيف؛‬ ‫غازات االحتباس الحراري القوية) في بعض المواقع ‪ ،‬لكن‬
‫‪ n‬زيادة تدفقات األنهار؛‬ ‫ال يُعرف ما إذا كانت التندرا المحيطة بالقطب ستصبح‬
‫‪ n‬نقص ملوحة شمال األطلسي؛ و‬ ‫مصدر ًا للكربون أم بالوعة له على المدى الطويل‬
‫‪ n‬ذوبان األرض دائمة التجمد‪ ،‬وتقليل فترات الغطاء‬ ‫(‪.)Holland and Bitz 2003, ACIA 2005‬‬
‫الجليدي على البحيرات واألنهار‪ ،‬في بعض المناطق‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،2005‬تم إصدار أول تقييم عالمي رئيسي‬
‫وال شك أن هذه التغييرات الملحوظة لها تأثيرات واسعة‬ ‫إقليمي لتغير المناخ شارك فيه العديد من أصحاب‬
‫النطاق على النباتات والحيوانات ورفاهية سكان المنطقة‬ ‫المصالح‪ ،‬وهو تقييم تأثير المناخ في القطب الشمالي‬
‫القطبية الشمالية (انظر اإلطارين ‪ ،8-7‬و‪ 41-6‬في‬ ‫(‪ .)ACIA‬وشمل هذا التقييم مراجعات شاملة لحالة إدراك‬

‫‪279‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 41-6‬من الطحالب إلى الدببة القطبية‪ ،‬يؤثر تغير المناخ على نباتات وحيوانات المنطقة القطبية الشمالية على مستويات عديدة‬

‫تعتمد الدببة القطبية على الجليد البحري للوصول إلى صيدها‪ ،‬وهي تستخدم الممرات الجليدية‬ ‫تندرا القطب الشمالي عبارة عن أرض مؤلفة من بحيرات مياه مذابة وأنهار متعرجة وأراض رطبة‪ .‬وقد‬
‫لالنتقال من منطقة إلى أخرى‪ .‬وتبني اإلناث الحوامل عرائن شتوية في مناطق ذات غطاء ثلجي سميك‬ ‫كشف أحد التحاليل الذي تم إجراؤه للطحالب في عينة جوفية اسطوانية للترسبات جُ معت من ‪55‬‬
‫وهي تحتاج لظروف جليدية ربيعية جيدة للعثور على طعامها‪ .‬وتخرج األمهات مع صغارها من الدببة‬ ‫بحيرة محيطة بالمنطقة القطبية الشمالية عن وجود تحركات نظامية دراماتيكية في العديد من‬
‫في فصل الربيع‪ ،‬وهي لم تتناول طعاما ً لمدة ‪ 5-7‬أشهر‪ .‬ويعني تشكل الجليد البحري المتأخر في فصل‬ ‫البحيرات على مدار الـ ‪ 150‬عاما ً الماضية‪ .‬وقد أصبحت البحيرات أكثر إنتاجية‪ ،‬كما يوجد المزيد من‬
‫الخريف بالمنطقة القطبية الشمالية والذوبان المبكر للجليد في فصل الربيع بالمنطقة القطبية الشمالية‬ ‫أنواع الطحالب في البحيرات الضحلة‪ .‬ويتسبب االحترار العالمي في تغيرات النظم اإليكولوجية هذه؛‬
‫فترة صيام أطول‪ .‬وخالل العقدين الماضيين‪ ،‬تدهورت حالة الدببة القطبية البالغة في خليج هدسن الغربية‬ ‫حيث تبرز هذه التغيرات بصورة أكبر في المناطق األكثر ارتفاعا ً‪ ،‬وهي تستجيب‪ ،‬وفقا ً للتوقيت‪ ،‬لالحترار‬
‫في كندا‪ .‬وكان هناك تناقص بنسبة ‪ 15‬في المائة في كل من متوسط أوزان الجسم لدى الدببة البالغة‬ ‫العالمي الذي استدل عليه العلماء من خالل السجالت من قبيل العينات الجوفية االسطوانية للترسبات‬
‫وفي عدد صغار الدببة المولودة بين عامي ‪ 1981‬و‪ .1998‬وتفترض بعض النماذج المناخية أنه في حالة لم‬ ‫وحلقات األشجار‪ .‬ويمكن توقع أن يكون لهذه التغيرات في قاعدة السلسة الغذائية المائية تأثيرات بعيدة‬
‫يتم التصدي النبعاثات غازات االحتباس الحراري بصرامة‪ ،‬فسوف يكون هناك فقد كامل تقريبا ً للجليد البحري‬ ‫المدى على أشكال الحياة األخرى وحول البحيرات‪.‬‬
‫في فصل الصيف بالمنطقة القطبية الشمالية قبل نهاية هذا القرن‪ .‬ومن المحتمل أال تبقى الدببة‬
‫القطبية‪ ،‬وكذلك الثدييات البحرية األخرى‪ ،‬مثل الفقمات‪ ،‬على قيد الحياة في مثل هذه البيئة المتغيرة‪.‬‬

‫المصادر‪ACIA 2005, Smol and others 2005 :‬‬

‫شارك بالصور‪( J. Soml :‬البُحيرة) ‪( Norwegian Polar Institute/and Jan Aaars‬الدب القطبي)‬

‫ويتم إيالء اهتمام بالغ آلثار تغير المناخ على النظم‬ ‫الفصل ‪ .)7‬وتتراوح اآلثار التي يتعرض لها السكان من‬
‫اإليكولوجية في المنطقة القطبية الجنوبية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫تلك اآلثار المرتبطة بذوبان األرض دائمة التجمد والفصول‬
‫إجراء أبحاث جديدة عبر السنة القطبية الدولية (‪2007-‬‬ ‫الجليدية األقصر (مما يعني اإلضرار باألبنية ومواسم‬
‫‪ .)2008‬إن التغيرات الموسمية واإلقليمية في حجم الجليد‬ ‫أقصر للطرق الشتوية) إلى الطقس األكثر دفئ ًا واألقل‬
‫البحري لها آثار كبيرة على عمليات النظام البيئي (‪Chapin‬‬ ‫قابلية للتنبؤ (وهو ما يعني مزيد ًا من حرائق الغابات في‬
‫‪ .)and others 2005‬ويعتمد الكريل‪ ،‬وهو مصدر غذاء‬ ‫بعض المناطق‪ ،‬ومواجهة رعاة الرنة والصيادين لمشكالت‬
‫العديد من الطيور واألسماك والثدييات البحرية‪ ،‬على الطحالب‬ ‫أثناء السفر على األنهار المتجمدة وعبر الثلوج)‪ .‬وتتسبب‬
‫التي تعيش في الجليد البحري‪ ،‬وال يمكنه العيش دون الغطاء‬ ‫التغييرات في جليد البحر زيادة تآكل السواحل‪ ،‬مما‬
‫الجليدي (‪ .)Siegel and Loeb 1995‬وتتأثر كثير من‬ ‫يستلزم نقل المجتمعات الساحلية‪ ،‬مثل شيشمارف‬
‫الطيور البحرية بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة‬ ‫واألسكا (‪ ،)NOAA 2006‬وتؤثر على صيادي األسماك‬
‫(‪ ،)Jenouvrier and others 2005‬وتؤثر التغيرات التي‬ ‫والطيور البحرية‪ .‬وتعتبر العديد من اآلثار غير مباشرة؛‬
‫تطرأ على ظروف الجليد البحري في فصل الشتاء على أعداد‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬يجعل المزيد من ذوبان وتجمد الثلوج‬
‫ثالثة أنواع من أكثر األنواع التي تعتمد على الجليد‪ :‬البطريق‬ ‫من الصعب وصول الغذاء إلى حيوانات األيل والرنة‪ ،‬مما‬
‫آديلي‪ ،‬والبطريق اإلمبراطور‪ ،‬وطيور النوء التي تعيش في‬ ‫يؤثر على الرعاة والصيادين‪ ،‬وسالمتهم االقتصادية‬
‫الثلوج (‪ .)Croxall and others 2002‬ويمكن أن تسمح‬ ‫والثقافية‪ .‬ومن المتوقع أن تنتشر اآلثار المستقبلية على‬
‫الزيادة الصغيرة في درجة الحرارة بإدخال أنواع نباتات‬ ‫نطاق واسع‪ ،‬وتتضمن تغييرات إيجابية وسلبية‪ ،‬في كلٍّ من‬
‫وحيوانات غير محلية تؤثر على التنوع البيولوجي المحلي‪.‬‬ ‫الفرص االقتصادية والمخاطر التي تهدد البيئة‪ .‬وتمثل‬
‫إمكانية حدوث تغيرات في الوصول بسبب طرق المالحة‬
‫اآلثار العالمية لتغير المناخ في المناطق القطبية‬ ‫البحرية األكثر انفتاح ًا في المنطقة القطبية الشمالية أحد‬
‫هناك العديد من الطرق التي من خاللها لُوحظت التغييرات‬ ‫أكبر العوامل المؤثرة (‪.)ACIA 2005, UNEP 2007b‬‬
‫الكبيرة ويُتوقع أن تؤثر المناطق القطبية على البيئة‪،‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪280‬‬


‫اإلطار ‪ 42-6‬المنطقتان القطبيتان ودوران المحيط‬
‫واالقتصاد‪ ،‬ورفاهية اإلنسان في جميع أنحاء العالم‪ .‬وأهم‬
‫يحدث دوران المياه عبر المحيطات جزئيا ً من خالل االختالفات في كثافة مياه البحر‪ ،‬التي تحددها درجة الحرارة والمحتوى‬ ‫طريقتين منها هما دوران المحيطات وارتفاع مستوى البحر‪.‬‬
‫الملحي (انظر الفصل ‪ .)4‬ويوجه تكوّن مياه البحر العميقة والكثيفة في المنطقة القطبية الشمالية والمنطقة القطبية‬
‫الجنوبية هذا "الحزام الناقل لحركة المحيط"‪ .‬ويحدث خلل في هذه العملية بفعل احترار وعذوبة المياه السطحية وحدوث‬
‫انخفاض في الجليد البحري وذوبان الكتل الجليدية واأللواح الجليدية‪ .‬وتُظهر الدالئل أن دوران المياه العميقة الباردة بالحزام‬ ‫ودور المناطق القطبية باعتبارها دافع ًا لدوران المحيطات‬
‫الناقل في المحيط األطلسي الشمالي من المحتمل أنه قد تعرض للتباطؤ بنسبة ‪ 30‬في المائة على مدار الخمسين عاما ً‬
‫الماضية‪ .‬وقد قللت الزيادات األخيرة في التهطال في المنطقة المتجمدة الجنوبية من ملوحة الطبقات السطحية‪ ،‬مما‬ ‫(انظر اإلطار ‪ )42-6‬أمر بالغ األهمية‪ ،‬لما لها من تأثير‬
‫يُضعف تكوّن المياه العميقة التي توجه الحزام الناقل الجنوبي‪.‬‬ ‫على أنظمة المناخ العالمية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يرفع جزء‬
‫المصادر‪Bryden and others 2005, Chapin and others 2005 :‬‬ ‫من دوران المحيطات درجة حرارة أوروبا بـ ‪ 5‬إلى ‪10‬‬
‫درجات مئوية‪ ،‬مقارن ًة بما يمكن توقعه في خط العرض هذا‪.‬‬
‫لدرجة الحرارة في جرينالند إلى ذوبان الجليد ببطء‪ ،‬تارك ًا‬ ‫يمكن أن يعجل الدوران الحراري الملحي حدوث تغير مفاجئ‬
‫فقط أنهار جليدية بين الجبال‪ .‬وإذا زادت انبعاثات غازات‬ ‫في أنظمة المناخ العالمي (‪.)Alley and others 2003‬‬
‫االحتباس الحراري بالمعدالت المتوقعة حالياً‪ ،‬فمن المتوقع‬
‫أن يفوق متوسط درجة الحرارة نقطة التحول هذه بحلول‬ ‫كان مستوى سطح البحر يرتفع بمعدل يبلغ حوالي ‪3‬‬
‫نهاية هذا القرن‪ .‬يمكن للماء المذاب رفع مستوى سطح‬ ‫ملليمتر سنوي ًا منذ عام ‪ ،1993‬مقارن ًة بأقل من ‪ 2‬ملم في‬
‫البحار ‪ 7‬أمتار خالل فترة ‪ 1000‬سنة أو أكثر‬ ‫السنة على مدار القرن الماضي (‪ .)WCRP 2006‬ومن‬
‫(‪.)Gregory and others 2004‬‬ ‫المرجح جد ًا أن تكون هذه الزيادة بسبب تغير المناخ بفعل‬
‫اإلنسان‪ ،‬وأساس ًا من خالل التمدد الحراري للمحيطات‬
‫في المنطقة القطبية الجنوبية‪ ،‬يوجد غطاءان ضخمان من‬ ‫الدافئة‪ ،‬والمياه العذبة من ذوبان األنهار الجليدية والغطاء‬
‫الجليد‪ :‬األغطية الجليدية في شرق وغرب المنطقة القطبية‬ ‫الجليدي (‪IPCC 2007a,UNEP 2007c, Alley and‬‬
‫الجنوبية‪ .‬ويمثل هذان الغطاءان نحو ‪ 90‬في المائة من‬ ‫‪ .)others 2005‬يمكن أن تصبح األغطية الجليدية في‬
‫جليد المياه العذبة في العالم (‪ Shiklomanov‬و‪Rodda‬‬ ‫جرينالند والقطب الجنوبي أكبر العوامل المساهمة في هذه‬
‫‪ ،)2003‬وسيكون للتغيرات التي تطرأ عليهما انعكاسات‬ ‫الزيادة‪ ،‬وذلك ألنها تخزن كميات كبيرة جد ًا من الجليد‪ .‬إن‬
‫هائلة على األصداء العالمية‪ .‬إن الغطاء الجليدي في غرب‬ ‫المعدل الذي تسهم به األغطية الجليدية القطبية في ارتفاع‬
‫المنطقة القطبية الجنوبية عرضة للخطر بشكل خاص‪،‬‬ ‫مستوى سطح البحر أسرع مما كان متوقع ًا من قبل‪،‬‬
‫وتشير آخر األدلة إلى عدم االستقرار (‪Alley and‬‬ ‫وهناك الكثير من الشكوك حول مستقبل األغطية الجليدية‪.‬‬
‫‪ .)others 2005‬وقد انهارت ثالثة أجزاء كبيرة من‬ ‫وقبل بضع سنوات‪ ،‬اعتقد معظم العلماء الذين يدرسون‬
‫األغطية الجليدية أن األثر المباشر األكبر الرتفاع درجة‬
‫الشكل ‪ 56-6‬األثر المحتمل الرتفاع مستوي البحر ‪ 5‬أمتار في فلوريدا (فوق) وجنوب‬ ‫حرارة األرض هو أنه سيؤدي إلى فقدان في الكتلة من‬
‫شرق آسيا (تحت)‬
‫خالل زيادة ذوبان السطح‪ .‬وبينما يمثل الذوبان الزائد‬
‫مصدر قلق بالتأكيد‪ ،‬يبدو أن اآلليات األخرى قد تكون على‬
‫األقل بنفس األهمية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يؤدي وصول‬
‫الماء الذائب إلى قاعدة الجليد إلى تدفق الجليد بشكل‬
‫أسرع‪ .‬ويُعد هذا التدفق المتسارع أكثر وسيلة فعالة‬
‫لفقدان كميات كبيرة من كتلة الجليد بسرعة مقارن ًة بذوبان‬
‫السطح (‪.)Rignot and Kanagaratnam 2006‬‬
‫وهذه العمليات الديناميكية لفقد الكتلة ليست مفهومة جيداً‪،‬‬
‫والنماذج الحالية التي تتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر‬
‫مالحظة‪ :‬توضح الخطوط‬ ‫ال تستطيع أن تضعها في االعتبار على نحو كامل‬
‫السوداء خطوط الساحل‬
‫الحالية‪ .‬وتوضح إعادة اإلعمار‬
‫(‪ .)UNEP 2007c‬وهذا يعني أن هناك الكثير من‬
‫أنه مع ارتفاع مستوى سطح‬ ‫الشكوك حول توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر في‬
‫البحر بنسبة ‪ 5‬أمتار‪ ،‬سيتعرض‬
‫خط الساحل النخفاض حاد‪،‬‬ ‫المستقبل‪.‬‬
‫كما أن بعض المدن مثل بانكوك‬
‫وهو تشي منه وجاكسون فيل‬
‫وميامي ونيو أورلينز ورانجون‬
‫سوف تختفي معالمها من على‬ ‫أظهرت دراسات الغطاء الجليدي في جرينالند أن ذوبان‬
‫خريطة األرض‪.‬‬ ‫الجليد وانفصال كتل الثلج يحدث بمعدل أكبر من معدل‬
‫تكوين الجليد الجديد (‪Hanna and others 2005,‬‬
‫شارك بالصور‪W. Haxby/ :‬‬
‫‪Lamont- Doherty Earth‬‬ ‫‪ .)Luthcke and others 2006‬تؤدي على األرجح‬
‫‪Observatory‬‬
‫الزيادة بمعدل ‪ 3‬درجات مئوية في المتوسط السنوي‬

‫‪281‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫في المنطقة القطبية الجنوبية بلغ خسارة صافية قدرها‬ ‫الطبقات الجليدية في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية خالل‬
‫‪ ±80 152‬كيلومتر مكعب من الجليد سنوي ًا بين عامي‬ ‫األحد عشر عام ًا الماضية‪ ،‬تبعها تسارع ملحوظ في تقلص‬
‫‪ 2002‬و‪.)Velicogna and Wahr 2006( 2005‬‬ ‫األنهار الجليدية التي غذت الطبقات من قبل (‪Rignot‬‬
‫‪and others 2004, Scambos and others‬‬
‫االستجابة لتغير المناخ‬ ‫‪ .)2004‬خالل العقد الماضي‪ ،‬تقلصت الطبقة الجليدية‬
‫هناك فئتان من استجابة السياسة لتغير المناخ من منظور‬ ‫األرضية في بحر أمندسين والطبقات الجليدية في خليج‬
‫المناطق القطبية‪ :‬تسريع الجهود الرامية إلى الحد من‬ ‫جزيرة باين إلى حد كبير‪ ،‬وفي المنطقة األخيرة كان هناك‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫نقص لعشرة أضعاف في كتلة الجليد خالل العقد الماضي‬
‫التكيف مع الظروف المتغيرة‪ .‬وتقر وثيقة السياسة الصادرة‬ ‫(‪ .).Shepherd and others 2004‬ويعتقد بعض‬
‫عن وزراء المنطقة القطبية الشمالية عبر ‪ ACIA‬عام ‪2005‬‬ ‫الخبراء أن االنهيار الكامل لغطاء الجليد في غرب المنطقة‬
‫بأنه ال بد من اتخاذ إجراءات بشأن كلٍّ من التخفيف‬ ‫القطبية الجنوبية الجليدية يمكن تصوره خالل هذا القرن‬
‫والتكيف‪ ،‬وتضع الخطوط العريضة للعمل‪ .‬وتشمل إجراءات‬ ‫(‪ .)New Scientist 2005‬وعندما يحدث ذلك‪ ،‬سيرتفع‬
‫التخفيف الموصى بها الوفاء بتعهدات بروتوكول كيوتو‬ ‫مستوى سطح البحر بنحو ‪ 6‬أمتار (‪)USGS 2005‬‬
‫بشأن خفض انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫(انظر الشكل ‪.)56-6‬‬

‫تشمل تدابير التكيف تحديد المناطق والقطاعات العرضة‬ ‫إن الغطاء الجليدي في شرق المنطقة القطبية الجنوبية‬
‫للخطر‪ ،‬وتقييم المخاطر والفرص المرتبطة بتغير المناخ‪،‬‬ ‫أكثر استقراراً‪ ،‬وأدى تساقط الثلوج المتزايد إلى تحقيق‬
‫ووضع وتنفيذ استراتيجيات لزيادة قدرة السكان في‬ ‫مكاسب محلية‪ ،‬وهذا يعوض جزئي ًا نسب مساهمات‬
‫المنطقة القطبية الشمالية على التكيف مع التغير (انظر‬ ‫المحيطات من المياه من خالل األغطية الجليدية في غرب‬
‫اإلطار ‪.)43-6‬‬ ‫المنطقة القطبية الجنوبية وجرينالند‪ ،‬واألنهار الجليدية‬
‫الجبلية (‪ .)Davis and others 2005‬ومع ذلك‪ ،‬انتهى‬
‫باعتبار أن المنطقة القطبية الشمالية هي المسؤولة عن ‪40‬‬ ‫أحد التقييمات القائمة على القمر الصناعي في عام ‪2006‬‬
‫في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم‬ ‫إلى أن مجمل الخسائر والمكاسب من األغطية الجليدية‬

‫اإلطار ‪ 43-6‬الصيادون يتأقلمون مع تغير المناخ‬

‫كما يستخدم أيضا ً الصيادون من السكان األصليين الذين يعيشون في‬ ‫ومن أمثلة التكيف مع تغير المناخ من جانب سكان المنطقة القطبية‬
‫المنطقة القطبية الشمالية الكندية صور األقمار الصناعية في الوقت‬ ‫الشمالية هو استخدام السكان اإلنويت للتكنولوجيا الحديثة في الصيد‬
‫الراهن بشكل روتيني كأداة للمالحة اآلمنة والفعالة في المناطق الجليدية‪.‬‬ ‫عند الحد الجليدي‪ .‬ونظرا ً للتغير السريع‪ ،‬فقد أصبح التنبؤ بالظروف‬
‫الجليدية اعتمادا ً فقط على المعرفة التقليدية أمرا ً عسيرا ً بصورة متزايدة‪.‬‬
‫المصادر‪Ford and others 2006, Polar View 2006 :‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬روجر دبرو‪CIS/‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪282‬‬


‫واحتراق الفحم (الزئبق) والتخلص من النفايات‪ .‬كما أن‬ ‫(انظر الفصل ‪،)Chapin and others 2005( )2‬‬
‫هناك مصادر محلية من المعادن الصناعية في المنطقة‬ ‫سيكون لتنفيذ هذه التوصيات أثر إيجابي كبير على‬
‫القطبية الشمالية‪ ،‬خاص ًة المصاهر على شبه جزيرة كوال‬ ‫الصعيد العالمي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت استجابة العالم بطيئة‪،‬‬
‫ونوريلسك في روسيا‪ .‬إال أن انبعاثات المعادن المنتقلة‬ ‫واستمرت االنبعاثات في التزايد‪ ،‬في حين أن حجم هذه‬
‫عبر الهواء من الصناعة في أوروبا وآسيا هي أكبر‬ ‫القضية والوقت الفاصل بين العمل واالستجابة للنظام‬
‫المصادر (‪ .)AMAP 2002a‬يقوم برنامج الرصد‬ ‫اإليكولوجي يتطلب اتخاذ إجراءات فورية‪ ،‬على مستوى كلٍّ‬
‫والتقييم في المنطقة القطبية الشمالية الصادر عن مجلس‬ ‫من التكيف والتخفيف من حدة اآلثار‪ .‬لحماية نوعية البيئة‪،‬‬
‫المنطقة القطبية الشمالية (‪ )AMAP‬وبرامج وطنية بالبحث‬ ‫والتنوع البيولوجي ورفاهية اإلنسان‪ ،‬يجب أن تراعي‬
‫وتقديم التقارير عن المواد السامة في المنطقة القطبية‬ ‫استجابات السياسات اآلثار التراكمية‪ ،‬وال بد من تقييم‬
‫الشمالية (‪ .)AMAP 2002a, INAC 2003‬ويتم عرض‬ ‫جميع السياسات القطبية اآلن في سياق تغير المناخ‪.‬‬
‫بعض نتائج هذا العمل في الشكل ‪ .57-6‬ويبين الرسم‬
‫البياني انخفاض مستويات الملوثات العضوية الدائمة‬ ‫الملوثات الدائمة‬
‫الدورية‪ ،‬وارتفاع مستويات الزئبق في بيض الفقمات‬ ‫التلوث‬
‫سميكة المنقار في جزيرة األمير ليوبولد‪ ،‬ونونافوت‪ ،‬وكندا‪.‬‬ ‫انبعثت العديد من المواد الكيميائية السامة في البيئة من‬
‫خالل فترة الـ ‪ 20-30‬سنة الماضية‪ ،‬انخفضت نسب دي‬ ‫الصناعة والزراعة في مناطق خطوط العرض المنخفضة‪،‬‬
‫دي تي‪ ،‬وثنائي الفينيل متعدد الكلور (‪ )PCBs‬بشكل عام‬ ‫وانتقلت إلى المناطق القطبية عن طريق الرياح‪ ،‬وأمواج‬
‫في حيوانات المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬في حين ارتفعت‬ ‫المحيطات‪ ،‬والحيوانات البرية المهاجرة (‪Chapin and‬‬
‫نسبة الزئبق في بعض األنواع والمناطق‪ ،‬وظل دون تغيير‬ ‫‪ .)others 2005‬تعمر الملوثات العضوية الدائمة‬
‫في مناطق أخرى‪ .‬قد تكون مستويات الزئبق المرتفعة‬ ‫(‪ ،)POPs‬مثل دي دي تي وثنائي الفينيل متعدد الكلور‬
‫ناجمة عن مصادر بفعل اإلنسان‪ ،‬وتغيرات النظم‬ ‫(‪ ،)PCBs‬طويالً‪ ،‬وهي مواد كيميائية قابلة للذوبان في‬
‫اإليكولوجية المتعلقة بارتفاع درجة حرارة المناخ‪ ،‬أو مزيج‬ ‫الدهون وتتراكم إلى مستويات أعلى خالل السلسلة‬
‫من هذه العوامل‪.‬‬ ‫الغذائية‪ .‬إن حيوانات المنطقة القطبية الشمالية معرضة‬
‫للخطر بشكل خاص؛ ألنها تخزن الدهون للبقاء على قيد‬
‫تميل مستويات الملوثات العضوية الدائمة (‪)POPs‬‬ ‫الحياة عند عدم توفر الغذاء‪ .‬وتختلف المعادن عن الملوثات‬
‫المحظورة أو التي تتم إزالتها تدريجي ًا إلى أن تكون أقل‬ ‫العضوية الدائمة في أنها تحدث بصورة طبيعية في البيئة‪،‬‬
‫في حيوانات المنطقة القطبية الجنوبية مقارن ًة بحيوانات‬ ‫ولكن ارتفعت مستوياتها كنتيجة لألنشطة الصناعية في‬
‫المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬بالرغم من العثور على تركيزات‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬بما في ذلك النقل (الرصاص)‪،‬‬

‫الشكل ‪ 57-6‬االتجاهات في الملوثات العضوية الدائمة (‪ )POPs‬والزئبق في بيض الفقمات سميكة المنقار‬
‫المستوى‬
‫ ‬ ‫إجمالي مادة الدي دي تي‬
‫إجمالي ثنائي الفينيل‬
‫متعدد الكلور‬
‫ ‬ ‫إجمالي الزئبق‬

‫مالحظة‪ :‬يتم قياس المستويات‬


‫ ‬ ‫بمقياس ميكروجرام‪/‬جرام للزئبق‬
‫ووزن الليبيد لثنائي الفينيل‬
‫متعدد الكلور ومادة دي دي تي‪.‬‬

‫ ‬ ‫المصادر‪INAC 2003, :‬‬


‫‪Braune and others 2005‬‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫الفقمات سميكة‬
‫المنقار في جزيرة األمير‬
‫ليوبولد‪ ،‬ونونافوت‪ ،‬وكندا‪.‬‬

‫‬ ‫شارك بالصور‪M. Mallory :‬‬


‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫‪283‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫مباشر في تطوير اتفاقية استكهولم العالمية بشأن‬ ‫عالية من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (‪ )PCBs‬في‬
‫الملوثات العضوية الدائمة التي دخلت حيز التنفيذ في عام‬ ‫سكواس القطبية الجنوبية (‪Corsolini and others‬‬
‫‪ ،2004‬وهي تلزم الحكومات بتخفيض والتخلص من‬ ‫‪ .)2002‬وفي المنطقة القطبية الجنوبية‪ ،‬يشير عمل محدود‬
‫استخدام الملوثات العضوية الدائمة المحددة‪ .‬يُنظر اآلن‬ ‫تم إجراؤه على الزئبق إلى أن هناك زيادات لُوحظت في‬
‫إلى قصة نجاح التعاون القطبي بين العلماء والشعوب‬ ‫بعض الطيور البحرية في المنطقة القطبية الشمالية ال‬
‫األصلية (‪ )Downie and Fenge 2003‬على أنها‬ ‫توجد في المنطقة القطبية الجنوبية‪ .‬أظهر ريش طيور‬
‫نموذج التخاذ إجراء عالمي بشأن تغير المناخ‪.‬‬ ‫بطريق الملك الذي جُ مع في فترة ‪ 2000-2001‬انخفاض ًا‬
‫في تركيز الزئبق بنسبة ‪ 34‬في المائة مقارن ًة بمستوياته‬
‫وال يزال هناك عمل ينبغي القيام به بشأن مشكلة الملوثات‬ ‫في مجموعة الريش التي جُ معت في سبعينيات القرن‬
‫العضوية الدائمة (‪ )POPs‬في المناطق القطبية‪ .‬تتراكم‬ ‫الماضي (‪ .)Scheifler and others 2005‬هناك‬
‫الملوثات العضوية الدائمة (‪ )POPs‬المستخدمة حالياً‪ ،‬مثل‬ ‫أنواع ملوثات عضوية دائمة (‪ )POPs‬مازالت مستخدمة‬
‫مثبطات اللهب المعالجة‪ ،‬في النظم اإليكولوجية القطبية‬ ‫وغير منظمة على نحو كاف تتزايد في كل من المنطقتين‬
‫(‪ ،)Braune and others 2005‬ولم تُدرج بعد في‬ ‫القطبيتين في الطيور والفقمات والحيتان‪ ،‬وفي المنطقة‬
‫اتفاقية الملوثات العضوية الدائمة‪ .‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬هناك‬ ‫القطبية الجنوبية‪ ،‬في الجليد والكريل (‪Chiuchiolo and‬‬
‫تحركات إليجاد بديل للمنتجات‪ ،‬وال يزال كثير من هذه‬ ‫‪.)others 2004, Braune and others 2005‬‬
‫المواد الكيميائية واسع االنتشار وفي حالة استخدام‬
‫متزايدة (‪ .)AMAP 2002a‬وفي المنطقة القطبية الشمالية‪،‬‬ ‫تُشكِّل الملوثات العضوية الدائمة (‪ )POPs‬والزئبق تهديد ًا‬
‫هناك أيض ًا مصادر محلية للملوثات العضوية الدائمة (‪)POPs‬‬ ‫لسالمة األنظمة الغذائية التقليدية وصحة السكان األصليين‬
‫من األنشطة الصناعية والعسكرية السابقة‪ ،‬وعمليات التركيب‬ ‫(انظر الفصلين ‪ 1‬و‪ .)5‬ترتبط مستويات التعرض األعلى‬
‫الكهربائية في روسيا‪ .‬واستجاب ًة لهذا األمر‪ ،‬بدأ مجلس المنطقة‬ ‫‪ -‬للسكان البدائيين في جرينالند وشمال شرق كندا ‪-‬‬
‫القطبية الشمالية مشروع ًا لمساعدة روسيا في التخلص‬ ‫باستهالك األنواع البحرية كجزء من األنظمة الغذائية التقليدية‪.‬‬
‫التدريجي من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (‪)PCBs‬‬ ‫إن األجنة واألطفال الصغار هم األكثر عرضة للخطر (‪AMAP‬‬
‫وإدارة النفايات الملوثة بثنائي الفينيل متعدد الكلور (‪AMAP‬‬ ‫‪ .)2003‬كما أن هناك آثار محتملة على نطاق واسع على‬
‫‪ .)2002b‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يدعو بروتوكول عام ‪1998‬‬ ‫الحيوانات القطبية‪ .‬وتشمل اآلثار التي تم إظهارها انخفاض‬
‫المتعلق بالفلزات الثقيلة من اتفاقية تلوث الهواء عبر الحدود‬ ‫االستجابة المناعية في الدببة القطبية‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة‬
‫على نطاق واسع (دخل البروتوكول حيز التنفيذ في ‪)2003‬‬ ‫الحساسية لإلصابة‪ ،‬والعديد من اآلثار الصحية على طيور‬
‫إلى الحد من انبعاثات الزئبق والرصاص والكادميوم إلى‬ ‫النورس الرمادية المزرقة‪ ،‬وفشل التوالد من ضعف قشرة‬
‫ما دون مستويات عام ‪.)UNECE 2006b( 1990‬‬ ‫البيض (انكسار القشرة قبل نمو الفرخ) في الصقور‬
‫الرحالة (‪.)AMAP 2004a, AMAP 2004b‬‬
‫هناك حاجة إلى الرصد والتقييم الجاريين لالتجاهات‬
‫لتحديد ما إذا كانت تدابير المراقبة الدولية هذه تعمل على‬ ‫تدابير االستجابة‬
‫الحد من المواد السامة في البيئة القطبية‪ ،‬ولتقييم المشاكل‬ ‫إن موازنة وتبادل معلومات مخاطر الملوثات فيما يتصل‬
‫الناشئة‪ .‬ويشمل ذلك تحديد مشكلة المواد السامة‬ ‫بالمخاطر الصحية األخرى ومقابل الفوائد المعروفة‬
‫المستخدمة حالياً‪ ،‬وتقييم الكيفية التي يتفاعل بها تغير‬ ‫للرضاعة الطبيعية وتناول الغذاء التقليدي ال تزال تمثل‬
‫المناخ مع تراكم المواد السامة في النباتات والحيوانات‪.‬‬ ‫تحدي ًا (‪ .)Furgal and others 2005‬وقد قامت‬
‫منظمات السكان األصليين المعنية بسالمة األغذية‬
‫اإلضرار بطبقة األوزون‬ ‫التقليدية بدور رئيسي في توجيه الدراسات والتعاون فيها‪،‬‬
‫المواد المستنفدة لطبقة األوزون‬ ‫وفي توفير المعلومات المتوازنة حول مخاطر وفوائد‬
‫يؤدي استخدام المواد المستنفدة لطبقة األوزون إلى تدمير‬ ‫األغذية التقليدية (‪AMAP 2004c, Ballew and‬‬
‫أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‪ .‬وكان هذا التدمير‬ ‫‪.)others 2004, ITK 2005‬‬
‫شديد ًا في المنطقة القطبية الجنوبية‪ ،‬وتأثر كذلك الجزء‬
‫األعلى من الغالف الجوي فوق المنطقة القطبية الشمالية‪.‬‬ ‫دفعت منظمات الشعوب األصلية في المنطقة القطبية‬
‫في سبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،2006‬تم تسجيل أكبر ثقب في طبقة‬ ‫الشمالية‪ ،‬بالعمل مع اللجنة العلمية في المنطقة القطبية‬
‫األوزون فوق المنطقة القطبية الجنوبية (‪.)NASA 2006‬‬ ‫الشمالية وبرنامج الرصد والتقييم في المنطقة القطبية‬
‫لم يحدث ثقب في طبقة األوزون فوق المنطقة القطبية‬ ‫الشمالية (‪ ،)AMAP‬إلى اتخاذ إجراء دولي بشأن‬
‫الشمالية كما حدث في المنطقة القطبية الجنوبية‪ ،‬ولكن تم‬ ‫الملوثات العضوية الدائمة (‪ ،)POPs‬وشاركت بشكل‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪284‬‬


‫في المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬يعتبر شباب اليوم هم على‬ ‫تسجيلها على أنها أرق طبقة في شتاء ‪2004-2005‬‬
‫األرجح األكثر تعرض ًا لجرعة دائمة من األشعة فوق‬ ‫(‪( )University of Cambridge 2005‬انظر الفصل ‪.)2‬‬
‫البنفسجية‪-‬ب‪ ،‬أي بما يفوق أي جيل سابق بنحو ‪ 30‬في‬
‫المائة‪ ،‬مع زيادة خطر سرطان الجلد‪ .‬وتشير الدراسات‬ ‫عندما حدث ثقب األوزون فوق المنطقة القطبية الجنوبية‪،‬‬
‫إلى أن زيادة األشعة فوق البنفسجية‪-‬ب تؤدي إلى تغيرات‬ ‫غطى معظم الساحل طبقة جليد بحري موسمي سمكها‬
‫في بحيرات المنطقة القطبية الشمالية (انظر الفصل ‪،)2‬‬ ‫‪ 2-3‬م‪ ،‬وتعمل هذه الطبقة بمثابة حاجز وقائي للكائنات‬
‫والغابات والنظم االيكولوجية البحرية (‪.)ACIA 2005‬‬ ‫البحرية‪ .‬ومن المحتمل أن تتأثر الطحالب المجهرية في‬
‫وبالرغم من نجاح بروتوكول مونتريال في الحد من المواد‬ ‫جليد البحر سلب ًا بالزيادات الطارئة في األشعة فوق‬
‫المستنفدة لطبقة األوزون بشكل ملحوظ‪ ،‬من المتوقع أن‬ ‫البنفسجية (أشعة فوق البنفسجية ‪ -‬ب) الناجمة عن تآكل‬
‫تستغرق عملية معالجة طبقة األوزون أكثر من نصف قرن‬ ‫طبقة األوزون (‪ ،)Frederick and Lubin 1994‬ويمكن‬
‫آخر (‪.)WMO and UNEP 2006‬‬ ‫أن يؤثر االنخفاض في الجليد البحري على اإلنتاج األولي‬
‫في المنطقة بأسرها‪ .‬حتى مع حاجز األوزون‪ ،‬ينتقل كم‬
‫زيادة التنمية والنشاط التجاري‬ ‫كاف من األشعة فوق البنفسجية‪-‬ب عبر الجليد السنوي‬ ‫ٍ‬
‫الضغوط التنموية المتعددة ‪ -‬اآلثار التراكمية‬ ‫إليذاء أو قتل أجنة قنفذ البحر ‪Sterechinus‬‬
‫تتمثل التنمية األكبر واألسرع نمو ًا في السنوات العشرين‬ ‫‪.)Lesser and others 2004( neumayeri‬‬

‫اإلطار ‪ 44-6‬فقد وتجزؤ الموائل‬

‫الرنة الذي يعيش في األراضي القاحلة ألراضي االنفصال الثلجي السابق‪.‬‬ ‫ينطوي تدمير وتجزؤ المناطق الكبيرة من الموائل إلى مساحات صغيرة على آثار‬
‫‪n‬البلدان اإلسكندنافية‪ .‬يؤدي التطوير التدريجي المرتبط باألماكن الترفيهية‬ ‫سلبية على العديد من أنواع الكائنات الحية‪ .‬وتشمل بعض أمثلة التوجهات‬
‫وسدود الطاقة الكهرومائية وأماكن اختبار القنابل وخطوط الطاقة وإنشاء‬ ‫واآلثار التي تم مالحظتها والمرتبطة بـ ‪( Rangifer‬حيوان الرنة وأيائل الرنة)‪:‬‬
‫الطرق على وجه الخصوص إلى فقد يقدر بـ ‪ 25-35‬في المائة من النطاقات‬ ‫‪n‬أمريكا الشمالية‪ .‬يتم االستيالء على موئل حيوان الرنة المؤلف من األراضي‬
‫الصيفية المركزية أليائل الرنة لدى الرعاة الساميين‪ .‬وتشير التقديرات إلى أن‬ ‫الشجرية إلقامة الطرق وقطع األشجار‪ .‬وبحلول عام ‪ ،1990‬وُجد حيوان الرنة‬
‫ما يصل إلى ‪ 78‬في المائة من هذه النطاقات قد ي ُفقد في العقود القادمة‪.‬‬ ‫في أونتريو بكندا فقط في النصف الشمالي من األراضي التي كان يعيش فيها‬
‫‪n‬شبه جزيرة يامال‪ ،‬سيبيريا الغربية‪ .‬أدى تدمير الغطاء النباتي بفعل المرافق‬ ‫في عام ‪ ،1880‬وذلك بالتزامن مع االنتقال التدريجي جهة الشمال في عملية‬
‫وخطوط األنابيب البترولية واستخدام المركبات إلى تركز قطعان حيوان الرنة‬ ‫قطع األشجار‪.‬‬
‫في منطقة أصغر‪ .‬وقد أدى هذا إلى الرعي الجائر‪ ،‬مع اآلثار الواقعة على النظم‬ ‫‪n‬منحدر أالسكا الشمالي‪ .‬تؤدي عمليات التنقيب عن البترول إلى نمو بنية‬
‫اإليكولوجية واالقتصاديات المحلية ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫تحتية تتجاوز بكثير التطوير األولي لخليج برودهو‪ ،‬مما يؤدي لتجنب حيوان‬

‫المصادر‪Cameron and others 2005, Forbes 1999, Joly and others 2006, Schaefer 2003, Vistnes and Nellemann 2001 :‬‬

‫حيوان الرنة‪ – Rangifer tarandus،‬ذكر بألوان كاملة في المتنزه الوطني بدينالي‪ ،‬أالسكا‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Steven Kazlowski/Still Pictures :‬‬

‫‪285‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫المنطقة القطبية الجنوبية المترتبة على اتفاقية األمم المتحدة‬ ‫الشكل ‪ 58-6‬أعداد السائحين الذين تحملهم السفن إلى األنتاركتيكا‬
‫عدد السائحين‬
‫لقانون البحار‪ .‬وينتشر التعدين على نطاق واسع في المنطقة‬
‫‬
‫القطبية الشمالية‪ ،‬وانخفض في بعض المناطق وتوسع في‬
‫مناطق أخرى‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬انخفض معدل قطع األشجار‬
‫‬

‫عموم ًا في شمال روسيا‪ ،‬ولكنه اتسع في بعض مناطق‬ ‫‬

‫سيبيريا‪ ،‬وال يزال نشاط ًا اقتصادي ًا مهم ًا في الدول االسكندنافية‬ ‫‬

‫الشمالية وفنلندا (‪.)Forbes and others 2004‬‬ ‫‬

‫‬

‫هناك الكثير من الضغوط المرتبطة بهذه األنشطة‪ ،‬بما في‬ ‫‬


‫ذلك االنبعاثات‪ ،‬والتسريبات‪ ،‬والتسربات‪ ،‬وانبعاثات التلوث‬ ‫‬
‫األخرى من العمل‪ ،‬والمناجم الموقوفة عن العمل‪ ،‬ومرافق‬
‫‬
‫النفط‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك تأثيرات تؤدي إلى إحداث‬ ‫             ‬
‫‪m m m m m m m m m m m m m m‬‬
‫‬ ‫             ‬
‫تنمية تدريجية‪ ،‬مثل تجزئة الموطن واضطراب الحياة البرية‬ ‫المصدر‪)IAATO (2007 :‬‬
‫             ‬
‫الموسم‬
‫(انظر اإلطار ‪ .)44-6‬يمكن أن تسفر تسربات النفط في‬
‫المناطق البحرية والساحلية في المنطقة القطبية الشمالية‬ ‫الماضية في المنطقة القطبية الشمالية في توسيع نشاط‬
‫عن عواقب وخيمة على موارد رزق السكان الذين يمارسون‬ ‫النفط والغاز لتلبية احتياجات الطاقة العالمية المتزايدة‪.‬‬
‫صيد الطيور واألسماك في هذه المنطقة‪.‬‬ ‫وتركز نشاط النفط والغاز في المنطقة القطبية الشمالية‬
‫في تطوير صناعة النفط على الشواطئ في سيبيريا‪،‬‬
‫تتحد ضغوط التنمية‪ ،‬مثل مطالب الطاقة العالمية‪ ،‬وتتفاعل‬ ‫أقصى شرق روسيا وأالسكا‪ .‬وكان هناك نشاط على‬
‫مع تغير المناخ‪ ،‬والمواد السامة الدائمة‪ ،‬والضغوط‬ ‫الشاطئ في بحري بارنتس وبوفورت‪ .‬تمر التطورات‬
‫األخرى الواقعة على النظم اإليكولوجية القطبية‪ .‬في البيئة‬ ‫النفطية الموسعة والجديدة والمقترحة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫البحرية‪ ،‬يمثل الصيد التجاري (انظر الفصل ‪ )4‬عامل‬ ‫الحصول على ممرات وخطوط األنابيب‪ ،‬بمراحل مختلفة‬
‫ضغط كبير على كلٍّ من المنطقتين القطبيتين‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫من اإلعداد والتنفيذ في جميع أنحاء المنطقة القطبية‬
‫المشكلة الحالية لصيد األسماك غير المشروع وغير‬ ‫الشمالية‪ ،‬ال سيما في سيبيريا وأالسكا وغرب القطب‬
‫المنظم والذي لم يتم اإلبالغ عنه‪ .‬في المياه القطبية‬ ‫الشمالي الكندي وبحر بارنتس‪.‬‬
‫الشمالية‪ ،‬تؤدي زيادة الشحن إلى ظهور الخطر المتزايد‬
‫لتسربات النفط‪ ،‬والتلوث‪ ،‬واضطراب الحياة البرية‪ .‬وفي‬ ‫إن استغالل المعادن في المنطقة القطبية الجنوبية محظور‬
‫المنطقة القطبية الجنوبية‪ ،‬يضيف نمو األنشطة العلمية‬ ‫بموجب بروتوكول عام ‪ 1991‬المتعلق بحماية البيئة في‬
‫ضغوط ًا جديدة‪ ،‬وكذلك التنقيب البيولوجي (‪Hemmings‬‬ ‫معاهدة المنطقة القطبية الجنوبية‪ .‬لم يتم بعد اختبار أثر‬
‫‪ .)2005‬إن البحث عن المواد الكيميائية التي تحدث‬ ‫بروتوكول الحقوق المتعلقة باستغالل موارد قاع البحار في‬

‫اإلطار ‪ 45-6‬أهمية رصد وتقييم توزيع ووفرة األنواع‬

‫العدد اإلجمالي في عام ‪ 210 2005‬طائر فقط‪ ،‬وتوجد مؤشرات أن األنواع قد‬ ‫يُعتبر تغير المناخ هو العامل الكبير المجهول في تقييم التعرض للخطر وتصور‬
‫تتراجع في باقي نطاق مناطقها‪ .‬وثمة عدة عوامل قد تكون مسئولة بشكل‬ ‫اآلثار التراكمية الناجمة عن الضغوط المتعددة‪.‬‬
‫فردي أو بصور مجتمعة إلى حد ما عن هذا التراجع‪ ،‬بما في ذلك التغيرات في‬
‫الجليد البحري في النطاق الشتوي والصيد أثناء الهجرة عبر شمال غرب‬ ‫وتتعرض الدببة القطبية للتهديد بفعل تراكم الملوثات العضوية الدائمة في‬
‫جرينالند والخلل الناتج عن اكتشاف الماس والمستويات العالية من الزئبق في‬ ‫نفس الوقت‪ ،‬حيث يتقلص موطنها الرئيسي‪ ،‬الجليد الساحلي‪ ،‬بسبب تغير‬
‫بيضها‪.‬‬ ‫المناخ (انظر اإلطار ‪ .)41-6‬وقد توصل أحد تقييمات التفاعالت بين الملوثات وتغير‬
‫المناخ إلى أنه من الصعب التنبؤ بما إذا كان سيؤدي تغير المناخ إلى مستويات‬
‫وتلقي هذه األمثلة الضوء على أهمية رصد وتقييم توزيع ووفرة األنواع الكتشاف‬ ‫ملوثات منخفضة أو زائدة في األنظمة اإليكولوجية في المنطقة القطبية‬
‫التغيرات في التنوع البيولوجي واالستجابة لها‪ .‬وقد حددت المبادرات المتأخرة‬ ‫الشمالية على المدى الطويل‪ ،‬بسبب وجود العديد من العوامل التي ينبغي‬
‫الفجوات‪ ،‬حيث تُوصي بإدخال تحسينات في عمليات تقييم ورصد المنطقة‬ ‫اتخاذها بعين االعتبار‪ .‬وقد تُوجد تغيرات في الرياح وتيارات المحيط ودرجات‬
‫القطبية الشمالية (‪ .)NRC 2006‬وأطلق مجلس المنطقة القطبية الشمالية‬ ‫الحرارة‪ ،‬بل وتغيرات في أنماط هجرة الطيور واألسماك التي تحمل الملوثات من‬
‫برنامج رصد التنوع البيولوجي المحيط بالقطب لتحسين رصد وتقييم التنوع‬ ‫المناطق األكثر انخفاضا ً‪.‬‬
‫البيولوجي واألنظمة اإليكولوجية للمساعدة في الوفاء بهدف اتفاقية التنوع‬
‫البيولوجي المعنية بالمنطقة القطبية الشمالية‪.‬‬ ‫وقد انخفض التعداد الكندي للنورس العاجي‪ ،‬الذي يعيش على طول الحد‬
‫الجليدي على مدار العام‪ ،‬بنسبة ‪ 80‬في المائة منذ أوائل الثمانينيات‪ ،‬حيث بلغ‬

‫المصادر‪ACIA 2005, AMAP 2002b, Braune and others 2006, Gilchrist and Mallory 2005, Muir and others 2006, NRM 2005, Petersen and others 2004, :‬‬
‫‪Stenhouse and others 2006‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪286‬‬


‫عما إذا كان هذا كافي ًا للحماية الشاملة أم ال‪.‬‬ ‫بشكل طبيعي والتي قد تكون لها تطبيقات تجارية يحدث‬
‫حالي ًا في المنطقة القطبية الجنوبية دون وجود إدارة‬
‫التحديات اإلقليمية البيئية‬ ‫مخصصة‪.‬‬
‫تم إحراز تقدم‪ ،‬وال تزال هناك تحديات‬
‫قامت البلدان في المناطق المتقدمة تدريجي ًا باالستثمار في‬ ‫عالو ًة على ذلك‪ ،‬هناك صناعة السياحة المتنوعة والمتوسعة‬
‫حل المشاكل البيئية "التقليدية" أو سهلة اإلدارة‪ ،‬وحققت‬ ‫في المنطقة القطبية الجنوبية (انظر الشكل ‪ )58-6‬التي‬
‫نجاح ًا نسبياً‪ ،‬ولكن ال تزال هذه المشاكل صعبة بالنسبة‬ ‫شهدت زيادة كبيرة في عدد ركاب السفن (‪ASOC and‬‬
‫للدول النامية‪ .‬منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين‪ ،‬تم‬ ‫‪ .)UNEP 2005‬يدرس االجتماع االستشاري لمعاهدة‬
‫عقد العديد من المؤتمرات العالمية المتعلقة بالبيئة‪ ،‬وتبني‬ ‫المنطقة القطبية الجنوبية (‪ )ATCM‬تنظيم السياحة‬
‫مجموعة متنوعة من االتفاقات البيئية متعددة األطراف‬ ‫(‪ .)ACTM 2005‬إن الزيادة في عدد الزوار المرتبطة‬
‫(انظر الشكل ‪ ،)1-1‬وواصلت الحكومات وأصحاب‬ ‫بالظروف المتغيرة المتعلقة بارتفاع درجة حرارة األرض‬
‫المصلحة اآلخرون السعي لتحقيق التنمية المستدامة‪ .‬ولكن‬ ‫تخاطر بتقديم أنواع غير محلية إلى هذا الجزء المعزول من‬
‫أصبحت التحديات القائمة كمشاكل بيئية أكثر تعقيد ًا‬ ‫العالم (‪( )Frenot and others 2004‬انظر الفصل ‪.)5‬‬
‫وإرهاقاً‪ .‬فهي غالب ًا ما تكون تراكمية و‪/‬أو منتشرة و‪/‬أو‬
‫غير مباشرة و‪/‬أو دائمة فعلى سبيل المثال‪ ،‬في الوقت‬ ‫االقتصاد والبيئة والثقافة‪ :‬تحقيق التوازن‬
‫الذي واجهت فيه أوروبا وأمريكا الشمالية مصادر تلوث‬ ‫هناك حاجة إلى التخطيط على المدى الطويل‪ ،‬والسياسات‬
‫واضحة ومنفصلة (مصادر محددة)‪ ،‬اكتشفا أنهما في‬ ‫البيئية الفعالة لتحقيق التوازن بين التنمية االقتصادية‬
‫حاجة إلى معالجة مصادر غير محددة ومنتشرة ومتناثرة‪.‬‬ ‫واالعتبارات البيئية والثقافية‪ .‬وتُؤخذ في االعتبار ‪ -‬بصورة‬
‫ويكون من الصعب غالب ًا السيطرة على التلوث غير المحدد‪،‬‬ ‫متزايدة ‪ -‬اآلثار المتراكمة عند تقييم آثار التنمية‬
‫وقياس آثاره‪ .‬وحددت المناطق القطبية الضغوط التراكمية‬ ‫الصناعية واسعة النطاق في بعض أجزاء المنطقة القطبية‬
‫والتفاعلية كأولوية رئيسية‪ .‬وترد أسباب وتبعات وحلول‬ ‫الشمالية (انظر‪ ،‬على سبيل المثال‪Johnson and ،‬‬
‫هذه المشاكل المعقدة في القطاعات االقتصادية والحقائب‬ ‫‪ .)others 2005‬غير أن المشاريع الصغيرة والبنية‬
‫السياسية‪ .‬وباتت تدرك اآلن جميع المناطق التكاليف‬ ‫التحتية نادر ًا ما يتم تقييمها من حيث آثارها التراكمية‬
‫الصحية واالقتصادية المرتبطة بتلوث الهواء‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫وفي ضوء مدى تفاعلها مع اآلثار الناجمة عن التطورات‬
‫المخاطر المتعلقة بالطقس‪ .‬وهي تدرك أيض ًا المدخرات‬ ‫األخرى‪ ،‬وتغير المناخ (انظر اإلطار ‪ .)45-6‬ويمثل‬
‫التي يتعين تحقيقها من الوقاية والتخفيف من حدة اآلثار‪.‬‬ ‫التصدي لإلجراءات المشتركة للعديد من الضغوط أحد‬
‫أخطر الثغرات في نظام إدارة المنطقة القطبية الشمالية‬
‫تبدأ أهم التحديات البيئية العالمية‪ ،‬مثل تغير المناخ‪،‬‬ ‫(‪ .)EEA 2004‬وتشمل التدابير الفعالة التخطيط المتكامل‬
‫بالكثير من اإلجراءات على الصعيد المحلي‪ ،‬وتتراكم هذه‬ ‫الذي يضم حماية النظم اإليكولوجية النموذجية‪ ،‬والمواطن‬
‫اإلجراءات لتترك آثار ًا عالمية‪ .‬ويظهر مدى وحجم المشاكل‬ ‫الرئيسية والمناطق العرضة للخطر‪ ،‬ال سيما على طول‬
‫عبر الحدود في اآلثار المترتبة على الملوثات العضوية‬ ‫الساحل في المنطقة القطبية الشمالية‪.‬‬
‫الدائمة في المناطق القطبية‪ ،‬والمسافات المقطوعة من قِ بل‬
‫العواصف الترابية‪ .‬وتظهر مشاكل بيئية جديدة بسرعة‪،‬‬ ‫وفي جميع أنحاء المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬تواجه‬
‫ويمكن أن يكون لها آثار مهمة على صحة اإلنسان قبل‬ ‫الحكومات والصناعة تحديات كبيرة في الحد من اآلثار‬
‫انتهاج السياسات الحالية أو وضع سياسات جديدة‬ ‫البيئية واالجتماعية‪ ،‬إلى جانب إشراك السكان المحليين‬
‫للتصدي لها‪ .‬ومن األمثلة على هذه المشاكل الجديدة ما‬ ‫في صنع القرار بالنسبة للتطورات الجديدة والموسعة‪.‬‬
‫يلي‪ :‬النفايات اإللكترونية‪ ،‬واألدوية‪ ،‬والهرمونات‪ ،‬وغيرها‬ ‫تشمل أولويات االستجابة لهذه المشاكل ضمان مشاركة‬
‫من الملوثات العضوية‪ ،‬واالستغالل التجاري للمنطقة‬ ‫السكان المحليين في الفرص والمنافع من التنمية في‬
‫القطبية الجنوبية‪ .‬كما هو موضح في المناطق القطبية‪ ،‬تم‬ ‫مجال النفط‪ ،‬وتوفر ما يكفي من التكنولوجيا‪ ،‬والسياسة‪،‬‬
‫تعلم درس مهم جد ًا وهو أن هناك وقت فاصل طويل بين‬ ‫والتخطيط‪ ،‬واألنظمة لحماية المناطق العرضة للخطر‪،‬‬
‫التعامل مع المشاكل البيئية العالمية ورؤية التحسن‪ ،‬كما‬ ‫ولمنع الحوادث واالستجابة لها‪.‬‬
‫هو الحال مع تغير المناخ‪.‬‬
‫وفي المنطقة القطبية الجنوبية‪ ،‬تجري مناقشة رصد اآلثار‬
‫باإلضافة إلى التعقيد‪ ،‬واجه التقدم في معالجة المشاكل‬ ‫التراكمية‪ ،‬والنظر في تدابير اإلدارة القائمة على أساس‬
‫البيئية اإلقليمية تحدي ًا من قِ بل العوامل المضادة وتناقص‬ ‫النهج التحوطي (‪.)Bastmeijer and Roura 2004‬‬
‫العائدات‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬إن مكاسب توفير المياه‬ ‫وتم تبني اإلرشادات الخاصة بالموقع‪ ،‬ولكن يبقى السؤال‬

‫‪287‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫اإلطار ‪ 46-6‬البحر األبيض المتوسط‪ :‬اتخاذ نهج متكامل‬

‫المائية في النفاد‪ .‬وباختصار‪ ،‬يعمل االستغالل المفرط على اإلخالل بالمناظر‬ ‫يحيط ‪ 21‬بلدا ً بالبحر األبيض المتوسط‪ .‬ويعيش ما يزيد عن ‪ 130‬مليون نسمة‬
‫الطبيعية والتنوع البيولوجي الفريدين في البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫بشكل دائم على طول الخط الساحلي للبحر المتوسط‪ ،‬ويتضاعف هذا الرقم‬
‫مرتين أثناء الموسم السياحي في فصل الصيف‪ .‬ويعد البحر األبيض المتوسط‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تتعرض المنطقة بشكل متزايد للفيضانات واالنزالقات األرضية‬ ‫وشواطئه من أكبر الوجهات التي يقصدها السائحون على سطح األرض‪ .‬ونظرا ً‬
‫والزالزل وموجات تسونامي والجفاف ونشوب الحرائق واالضطرابات اإليكولوجية‬ ‫لخصائصه الجغرافية والتاريخية‪ ،‬باإلضافة إلى تراثه الثقافي والطبيعي المميز‪،‬‬
‫األخرى‪ ،‬والتي لها تأثير مباشر وفوري على معيشة ورفاهية قطاع كبير من الناس‪.‬‬ ‫فإن البحر األبيض المتوسط يمثل إقليما ً إيكولوجيا ً فريدا ً‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫وعلى الرغم من الصعوبة والخطورة التي تكتنف تحديد قيم معينة‪ ،‬فإن‬ ‫بلدان البحر األبيض المتوسط تقع بين ثالثة أقاليم من أقاليم توقعات البيئة‬
‫تكاليف التدهور البيئي هي واضحة للعيان دون أدنى شك‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬من‬ ‫العالمية (‪ ،)GEO‬إال أنه يجب التعامل مع كتل األراضي المحيطة بها على أنها‬
‫المحتمل أن تزداد الضغوط البيئية بشكل كبير على مدار العشرين سنة‬ ‫نظام إيكولوجي واحد‪ ،‬يتقاسم قضايا ومشاكل مشتركة‪.‬‬
‫المقبلة‪ ،‬خاصة في قطاعات السياحة والنقل والتنمية الحضرية والطاقة‪.‬‬
‫وقد كرست السلطات المحلية واإلقليمية والوطنية والمنظمات الدولية‬
‫وثمة مبادرتان رئيسيتان في الوقت الراهن لتحسين حالة البيئة في منطقة‬ ‫ومؤسسات التمويل جهودا ً كبيرة لحماية بيئة منطقة البحر األبيض المتوسط‪،‬‬
‫البحر األبيض المتوسط‪ .‬وتركز استراتيجية التنمية المستدامة بالبحر األبيض‬ ‫ولكن ال يزال يعصف بها العديد من المشاكل البيئية‪ .‬وقد تسارع التدهور البيئي‬
‫المتوسط‪ ،‬التي وضعتها خطة عمل منطقة البحر األبيض المتوسط ببرنامج‬ ‫في العقود األخيرة‪ .‬وال يزال يجري فقد لألراضي الزراعية القيمة لصالح التحضر‬
‫األمم المتحدة للبيئة (‪ )UNEP‬والتي تم تبنيها في عام ‪ ،2005‬على سبعة‬ ‫والتملح (يؤثر التصحر على ‪ 80‬في المائة من المناطق الجافة وشبه الجافة في‬
‫مجاالت من اإلجراءات‪ :‬إدارة الموارد المائية والطاقة والنقل والسياحة والزراعة‬ ‫بلدان البحر األبيض المتوسط الجنوبية‪ ،‬وكذلك ‪ 63‬في المائة من األراضي شبه‬
‫والتنمية الحضرية والبيئات الساحلية والبحرية‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كانت هناك‬ ‫الجافة في البلدان الشمالية المالصقة للبحر المتوسط)‪ .‬وتتعرض موارد المياه‬
‫مبادرة أفق ‪ )Horizon 2020( 2020‬في ظل الشراكة األوروبية ‪ -‬المتوسطية‪.‬‬ ‫النادرة أو المستخدمة بإفراط للنفاد أو التدهور‪ .‬ويُعرّض االزدحام المروري‬
‫وتهدف هذه المبادرة إلى "إزالة تلوث البحر األبيض المتوسط بحلول عام ‪"2020‬‬ ‫والضوضاء ونوعية الهواء السيئة والنمو السريع لتوليد النفايات مستويات‬
‫من خالل التعامل مع جميع المصادر الرئيسية‪ ،‬بما في ذلك االنبعاثات الصناعية‬ ‫المعيشة والصحة للخطر‪ .‬ويؤثر التلوث على المناطق الساحلية والبحر‬
‫والنفايات البلدية‪ ،‬السيما المياه المستعملة الحضرية‪.‬‬ ‫وتتعرض الخطوط الساحلية لعمليات البناء و‪/‬أو التآكل‪ ،‬في حين تأخذ الموارد‬

‫المصادر‪EEA 2006e, Plan Bleu 2005 :‬‬

‫هذا الفصل‪ ،‬فإن الفوارق البيئية آخذة في التزايد‪ .‬وهي‬ ‫الصالحة للشرب في العديد من المناطق الحضرية يقابلها‬
‫متواجدة في العديد من مدن العالم‪ ،‬حيث تكون حظوظ‬ ‫ارتفاع أعداد سكان المناطق الحضرية‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫الفقراء من مياه الشرب البلدية وأنظمة الصرف أقل‪،‬‬ ‫في شمال شرق آسيا‪ .‬وفي بعض المناطق‪ ،‬تقابل فعالية‬
‫ويكونون أكثر عرضة للتلوث‪ .‬والفقراء هم الضحايا‬ ‫ُحسنة زيادة في عدد السيارات وغيرها من‬
‫الطاقة الم َّ‬
‫الحقيقيون للتدهور البيئي (‪Henninger and‬‬ ‫استخدامات الطاقة‪ .‬يتجاوز في كثير من األحيان االستهالك‬
‫‪ .)Hammond 2002‬وفي واقع األمر‪ ،‬الفقراء يعانون‬ ‫واإلنتاج المتزيدان المقترنان بنقص الوقاية مكاسب الفعالية‬
‫أكثر من األثرياء جراء تدهور تلوث المياه واألرض والهواء‪.‬‬ ‫في إدارة النفايات‪ .‬وهناك تقييد آخر ظاهر في عدة مناطق‪،‬‬
‫فهم ال يحرمون فقط من خيارات موارد الرزق بل ينتاب‬ ‫وهو أنه على الرغم من التقدم المحرز في إدخال السياسات‬
‫صحتهم الضعف‪ .‬وتمثل في البلدان النامية عوامل‬ ‫كاف لإلبالغ عن سياسات‬ ‫البيئية‪ ،‬إال أن هناك رصد غير ٍ‬
‫الخطورة البيئية مصدر ًا رئيسي ًا للمشاكل الصحية للفقراء‬ ‫بيئية ولوائح جديدة وتدابير أخرى‪ .‬فقد أبلغ البعض عن‬
‫بصفة خاصة (‪.)DFID and others 2002‬‬ ‫نقص في التنسيق بين وكاالت صنع القرار المختلفة‪،‬‬
‫والمشاركة العامة غير الكافية أو عدم التعاون عبر الحدود‪.‬‬
‫كما أن الفقراء يتأثرون بشكل متفاوت بالمخاطر الطبيعية‪.‬‬ ‫يمثل هذا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تحدي ًا في حوض البحر‬
‫فمن عام ‪ 1970‬إلى ‪ ،2002‬مات ما يقرب من ‪ 3‬ماليين‬ ‫األبيض المتوسط بتاريخه وموقعه الجغرافي الطويل‬
‫نسمة‪ ،‬أغلبهم في البلدان محدودة الدخل‪ ،‬نتيجة للكوارث‬ ‫والمشترك‪ ،‬ولكن هناك اختالفات كبيرة في التنمية الثقافية‬
‫الطبيعية قبل حصيلة الموتى الفاجعة إلعصار تسونامي في‬ ‫واالقتصادية‪ .‬يصف اإلطار ‪ 46-6‬الجهود اإلقليمية لوضع‬
‫المحيط الهندي في عام ‪ 2004‬وزلزال عام ‪ 2005‬في‬ ‫برامج تنفيذ دولية في منطقة البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫باكستان (‪ .)UNEP 2002‬ويعيش أغلبية فقراء الريف في‬
‫مناطق إيكولوجية هشة‪ .‬وغالب ًا ما تكون البيئات التي‬ ‫انتشار أوجه اإلجحاف‬
‫يعيش فيها فقراء الحضر ويعملون بها محفوفة بالمخاطر‪.‬‬ ‫أكد تقرير لجنة برونتالند‪" ،‬مستقبلنا المشترك" والعمليات‬
‫وإذا ما حلت بهم كارثة‪ ،‬فإنهم يعانون أكثر من فقدان‬ ‫العالمية واإلقليمية والوطنية الالحقة الحاجة إلى التنمية‬
‫الدخل واألصول ويجدون صعوبة أكبر في التعامل مع‬ ‫المستدامة‪ ،‬التي تعمل على إجراء تحسينات في الرفاهية‬
‫آثارها الكارثية‪ .‬ويزيد تغير المناخ والتدهور البيئي من‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ .‬تطالب التنمية المستدامة‬
‫تكرار المخاطر الطبيعية وتأثيرها‪ ،‬مثل حاالت الجفاف‬ ‫بزيادة العدالة ضمن وبين األجيال‪ ،‬حتى يتم مشاركة‬
‫والفيضانات واالنزالقات األرضية وحرائق الغابات‪ ،‬التي‬ ‫السلع والخدمات البيئية بشكل عادل بين الناس اليوم‬
‫غالب ًا ما تسفر عن فقدان األرض وانعدام األمن الغذائي‬ ‫وتمريرها إلى أجيال المستقبل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كما هو مبين في‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪288‬‬


‫مفهوم "الدين اإليكولوجي‪ ".‬ويتفق الخبراء على أن هذا‬ ‫والهجرة (‪Brocklesby and Hinshelwood 2001,‬‬
‫المصطلح يصف الدمار اإليكولوجي الذي تسببه أنماط‬ ‫‪.)World Bank 2002c‬‬
‫اإلنتاج واالستهالك في المناطق األخرى أو األنظمة البيئية‬
‫التي تقع خارج نطاق حدودها‪ ،‬على حساب الحقوق‬ ‫وثمة رسالة أخرى في الفصل ‪ 6‬تفيد بأن مظالم نوع‬
‫المتساوية للسلع والخدمات اإليكولوجية لتلك البلدان‬ ‫الجنس ذات الروابط البيئية ال تزال مستمرة في الكثير من‬
‫األخرى أو شعوبها (‪.)Paredis and others 2004‬‬ ‫المناطق‪ .‬ففي أفريقيا وجنوب شرق آسيا‪ ،‬علي سبيل‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن يزيد تعهيد الطاقة والغذاء‬ ‫المثال‪ ،‬غالب ًا ما يكون للنساء وصول محدود لألرض‬
‫واإلنتاج الصناعي الكفاءة في المنطقة على حساب‬ ‫والمياه وغيرهما من الموارد‪ ،‬ويكن عرضة للمخاطر‬
‫اآلخرين من خالل إزاحة آثارها (انظر الشكل ‪.)59-6‬‬ ‫الصحية لتلوث الهواء الداخلي الناتج عن حرق وقود الكتل‬
‫ويوضح المنظور اإلقليمي األوروبي أن تغيير مكان‬ ‫األحيائية‪ .‬وال يزال يتعرض السكان األصليون‪ ،‬في كثير‬
‫الصناعات عالية التلوث إلى بلدان أوروبا الشرقية يسهم‬ ‫من األحيان‪ ،‬للمظالم المرتبطة بحقوق األرض والوصول‬
‫في استهالك طاقة أعلى لكل وحدة من اإلنتاج الصناعي‬ ‫إلى الموارد وتوفير مياه الشرب وخدمات تصريف المياه‪،‬‬
‫هناك‪ ،‬في الوقت الذي يتم فيه تحسين كفاءة الطاقة وتقليل‬ ‫حتى في البلدان المتقدمة‪.‬‬
‫انبعاثات التلوث في أوروبا الغربية‪ .‬تتضمن األمثلة األخرى‬
‫تصدير النفايات اإللكترونية إلى جنوب شرق آسيا‪ ،‬حيث‬ ‫انتشار أوجه التباين في التأثيرات اإليكولوجية‬
‫أن أولئك الذين يعيدون تدويرها معرضون للمواد الخطرة‪،‬‬ ‫على الرغم من أن المناطق قد أحرزت تقدم ًا ملموس ًا في‬
‫وتعاني شعوب الدول القطبية في الحقيقة من تبعات‬ ‫الحد من التهديدات البيئية منذ عقد الثمانينيات‪ ،‬فال تزال‬
‫الملوثات العضوية الدائمة التي تنشأ خارج المنطقة‪.‬‬ ‫تعاني تلك المناطق ذات االقتصاديات المتنامية من زيادة‬
‫الحركة المرورية والنفايات وانبعاثات غازات االحتباس‬
‫وتمثل معدالت انبعاث أعلى لكل فرد من غازات االحتباس‬ ‫الحراري‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ذكرت منطقة آسيا والمحيط‬
‫الحراري في المناطق المتطورة‪ ،‬والتي تسهم في تغير‬ ‫الهادي أن نموها االقتصادي تجاوز نسبة ‪ 5‬في المائة التي‬
‫المناخ‪ ،‬أحد األمثلة الرئيسية للتأثير غير المتكافئ لهذه‬ ‫اقترحها تقرير "مستقبلنا المشترك"‪the Brundtland( ،‬‬
‫الدول على البيئة العالمية‪ ،‬في حين تكون وستظل لها آثار‬ ‫‪ )Commission report‬لكن النظم اإليكولوجية والصحة‬
‫أكبر بين الفقراء على الفئات السكانية والدول والمناطق‬ ‫البشرية متواصلة في التدهور‪ .‬ولفقد التنوع البيولوجي‬
‫الضعيفة‪ .‬وستكون الشعوب الفقيرة في البلدان االستوائية‬ ‫وتغير المناخ العالمي تبعات ال مناص منها يتعذر على نمو‬
‫عرضة بصفة خاصة آلثار تغير المناخ‪ ،‬مثل حاالت نقص‬ ‫الدخل إعادتها إلى ما كانت عليه (‪.)UNDP 2005c‬‬
‫المياه وتراجع إنتاجية المحاصيل والمرض (‪Wunder‬‬
‫‪ ،)2001‬في الوقت الذي يعاني فيه السكان األصليون في‬ ‫ويشير هذا الفصل إلى أنه تم إحراز بعض التقدم على‬
‫القطب الشمالي من األثر المتسارع لتغير المناخ‪ .‬يؤدي‬ ‫الصعيد البيئي في المناطق المتقدمة على حساب البلدان‬
‫التدهور البيئي المستمر في كافة المناطق إلى نقل األعباء‬ ‫النامية‪ .‬وتم التعبير عن هذا الخلل في التوازن من خالل‬

‫الشكل ‪ 59-6‬الدائنون والمدينون اإليكولوجيون‬


‫الدين اإليكولوجي‬
‫بصمة أكبر من‬
‫‪ %50‬تفوق السعة‬
‫البيولوجية‬
‫البصمة ‪%0.50‬‬
‫تفوق السعة‬
‫البيولوجية‬

‫الدين اإليكولوجي‬
‫السعة‬
‫اإليكولوجية ‪%5-0‬‬
‫أكبر من البصمة‬
‫السعة اإليكولوجية‬
‫أكبر من ‪ %50‬تفوق‬
‫البصمة‬

‫بيانات غير كافية‬

‫المصدر‪WWF 2006a :‬‬

‫‪289‬‬ ‫إدامة مستقبل مشترك‬


‫فالنمو االقتصادي والحماية البيئية ال يتنافيان‪ ،‬حيث يمكن‬ ‫بشكل غير عادل إلى أجيال المستقبل‪ ،‬ويتعارض مع مبدأ‬ ‫إحدى عالمات نموذج التنمية “الشمالية” هو‬

‫تعزيز الجهود نحو تخفيف حدة الفقر والحماية البيئية‬ ‫تكافؤ الفرص بين األجيال‪.‬‬ ‫النمو المتسارع للتطور الحضري القائم على‬
‫االعتماد على السيارات‪.‬‬
‫بشكل متبادل‪ .‬فقد يؤمن تحسين إنتاجية الموارد البيئية‬ ‫شارك بالصور‪Ngoma Photos :‬‬
‫(على سبيل المثال‪ ،‬التربة ومخزونات األسماك)‪،‬‬ ‫وتمثل إحدى توصيات تقرير "مستقبلنا المشترك" في التخلص‬
‫واالستثمار في حماية موارد األرض والمياه وإعادة‬ ‫من اإلعانات المقدمة للزراعة الكثيفة‪ ،‬والتي تم مناقشتها‬
‫تأهيلها الحد من الفقر (‪ .)UNDP 2005c‬وفي حال‬ ‫في مقدمة هذا الفصل‪ .‬وحيث أن األصول البيئية‪ ،‬مثل‬
‫المحافظة على سالمة األنظمة اإليكولوجية التي يعتمد‬ ‫األسماك والغابات والمحاصيل تشكل نصيب ًا أكبر للثورة‬
‫عليها فقراء الريف في الدول النامية بصورة كافية لتوفر‬ ‫القومية في البلدان النامية عن البلدان عالية الدخل‪ ،‬فإنه‬
‫لهم الغذاء وفرص تحقيق الدخل‪ ،‬فسيقل اتجاههم للنزوح‬ ‫يمكن إلصالح اإلعانات تحسين موارد الرزق الريفية‬
‫إلى المدن المكتظة فعلي ًا أو الهجرة إلى البلدان األخرى‪.‬‬ ‫وزيادة المساواة بين المناطق المتقدمة والنامية‪ .‬وتكشف‬
‫والقيمة االقتصادية لسلع النظم البيئية وخدماتها بحاجة‬ ‫المنظورات اإلقليمية أنه على الرغم من أنه كان هناك‬
‫إلى تمييزها بصورة كلية‪ ،‬كما أن البلدان بحاجة إلى تعزيز‬ ‫مؤخر ًا بعض التقدم في تخفيف الديون وإصالح اإلعانات‪،‬‬
‫سياساتها الوطنية إلدماج هذه القيم كليةً‪ .‬وعلى اعتبار‬ ‫فإن الدول النامية ال تزال تواجه سياسات تجارية غير‬
‫اآلثار اإليكولوجية الملحوظة والتبعات المتوقعة لرفاهية‬ ‫مواتية وأعباء الديون الخارجية‪ ،‬في الوقت الذي ال يزال‬
‫اإلنسان التي تشير إليها كافة المناطق‪ ،‬يحتاج تغير‬ ‫ينعم عدد من البلدان المتقدمة باإلعانات‪.‬‬
‫المناخ إلى أن يتم التعامل معه من قبل المجتمع الدولي‬
‫بأسلوب منسق وحاسم في جميع المناطق‪.‬‬ ‫االقتصاد والبيئة ال يتنافيان‬
‫على الرغم من وجود بوادر تشير إلى أن القضايا البيئية‬
‫ويتطلب تخفيف حدة الفقر المدقع والجوع‪ ،‬وهو الهدف‬ ‫يجري التعامل معها بطريقة أكثر شمو ًال عما كانت عليه‬
‫اإلنمائي األول لأللفية (‪ )MDG‬العمل نحو تحقيق الهدف‬ ‫منذ ‪ 20‬عاماً‪ ،‬فإنه ال يزال التعامل مع البيئة يتم عموم ًا‬
‫اإلنمائي السابع لأللفية‪ ،‬الذي يشير إلى اإلدارة المستدامة‬ ‫"بشكل منفصل" عن االعتبارات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫لموارد األرض والمياه والتنوع البيولوجي والتوفير‬ ‫تشير آسيا والمحيط الهادئ إلى نقص التكامل بين‬
‫المناسب للمرافق الصحية الحضرية ومياه الشرب وإدارة‬ ‫السياسات البيئية واالقتصادية باعتباره العائق الرئيسي‬
‫النفايات (‪ .)World Bank 2002d‬ويمثل كل من الفقر‬ ‫أمام اإلدارة البيئية الفعالة في المنطقة‪ .‬وكما هو مالحظ‬
‫واالستهالك عاملين في التدهور البيئي‪ .‬فالناس جميع ًا ‪-‬‬ ‫طوال هذا الفصل‪ ،‬ما ال يزال هناك نموذج للتنمية‬
‫أغنياء وفقراء‪ ،‬مدنيون وريفيون في جميع أقاليم العالم ‪-‬‬ ‫"الشمالية" منتشر ًا (يتمثل أحد مالمحه في النمو السريع‬
‫يعتمدون على السلع والخدمات البيئية‪ .‬لذا‪ ،‬فإن التحدي‬ ‫للتنمية الحضرية استناد ًا إلى االعتماد على السيارات)‪،‬‬
‫يتمثل في تعزيز "بيئة للتنمية" في العالم النامي‪ ،‬في الوقت‬ ‫ورغم إحراز تقدم على بعض األصعدة‪ ،‬فهناك أدلة كثيرة‬
‫الذي يتم فيه خفض االستهالك في العالم المتقدم بشكل‬ ‫للغاية لضرر التطور على البيئة‪ ،‬مقابل إشارات قليلة للغاية‬
‫متزامن‪.‬‬ ‫بالنسبة لضرر البيئة على التنمية‪.‬‬

‫القسم ج‪ :‬المنظورات اإلقليمية‪2007–1987 :‬‬ ‫‪290‬‬


Bengston, D. N., Fletcher, J. O. and Nelson, K. C. (2004). Public policies for managing AMAP (2004b). AMAP Assessment 2002: Persistent Organic Pollutants in the Arctic. ‫المراجع‬
urban growth and protecting open space: policy instruments and lessons learned in the Arctic Monitoring and Assessment Programme, Oslo
AC (1996). Declaration on the Establishment of the AC. Arctic Council Archive. http://
United States. In Landscape and Urban Planning 69:271-286 http://www.ncrs.fs.fed.
AMAP (2004c). Persistent Toxic Substances, Food Security and Indigenous Peoples of )www.arctic-council.org (last accessed 16 May 2007
)us/pubs/jrnl/2003/nc_2003_bengston_001.pdf (last accessed 1 June 2007
the Russian North. Arctic Monitoring and Assessment Programme, Oslo
ACIA (2004). Impacts of a warming Arctic. Arctic Climate Impact Assessment.
Boko, M., I. Niang, A. Nyong, C. Vogel, A. Githeko, M. Medany, B. Osman-Elasha,
American Rivers (2005). America’s Most Endangered Rivers of 2005. Washington, DC Cambridge University Press, Cambridge
R. Tabo and P. Yanda, 2007: Africa. Climate Change 2007: Impacts, Adaptation and
http://www.americanrivers.org/site/PageServer?pagename=AMR_endangeredrivers
Vulnerability. Contribution of Working Group II to the Fourth Assessment Report of the ACIA (2005). Arctic Climate Impact Assessment. Cambridge University Press, Cambridge
)(last accessed 17 May 2007
Intergovernmental Panel on Climate Change, M.L. Parry, O.F. Canziani, J.P. Palutikof,
ACSAD (2003). Selected satellite images. RS and GIS Unit Archive, Arab Center for the
P.J. van der Linden and C.E. Hanson, Eds., Cambridge University Press, Cambridge ASEAN (2006). Press Statement First Meeting of the Sub-Regional Ministerial
Studies in Arid Zones and Drylands, Damascus
.UK, 433-467 Steering Committee (MSC) on Transboundary Haze Pollution http://www.aseansec.
)org/18807.htm (last accessed on 5 May 2007 ACSAD (2005). Hydrogeological Study of Northern Palmyride Area, Syria. Arab Center
Bosworth, D. (2003). We need a new national debate. In Izaak Walton League,
for the Studies in Arid Zones and Drylands, Damascus
81st Annual Convention, 17 July, Pierre, SD http://www.fs.fed.us/news/2003/ ASOC and UNEP (2005). Antarctic Tourism Graphics, An overview of tourism activities
)speeches/07/bosworth.shtml (last accessed 17 May 2007 in the Antarctic Treaty Area. XXVIII ATCM Information Paper, Agenda Item 12. ACSAD, CAMRE and UNEP (2004). State of Desertification in the Arab World (Updated
Submitted by the Antarctic and Southern Ocean Coalition and the United Nations Study)(In Arabic). Arab Center for the Studies in Arid Zones and Drylands, Damascus
Boyd, D. R. (2006). The Water We Drink: An International Comparison of Drinking
Environment Programme to the XXVIII ATCM, Stockholm http://www.asoc.org/
Water Quality Standards and Guidelines. David Suzuki Foundation, Vancouver, BC ADB (2005). Asia Development Outlook 2005. Asian Development Bank, Manila
pdfs/2005%20XXVIII%20ATCM%20ASOC%20IP%20119%20Antarctic%20Tourism%
)http://www.davidsuzuki.org/WOL/Publications.asp (last accessed 17 May 2007 (http://www.adb.org/Documents/Books/ADO/2005/default.asp (last accessed
)20Graphics.pdf (last accessed 21 April 2007
)5 May 2007
Braga, M.C.B. and Bonetto, E.R. (1993). Solid Waste Management in Curitiba, Brazil -
Asperen, P.C.M. van, and Zevenbergen, J.A. (2006). Towards effective pro-poor
)Alternative Solutions. In The Journal of Solid Waste Technology and Management 21(1 ADB and GEF (2005). The Master Plan for the Prevention and Control of Dust
tools for land administration in Sub-Saharan Africa. In Gollwitzer, T., Hillinger, K. and
and Sandstorms in North-East Asia. Asian Development Bank, Manila and Global
Brauer, J. (2000). The Effect of War on the Natural Environment. In Arms, Conflict, Villikka, M. (eds.) Shaping the Change; XXIII international FIG congress. International
Environment Facility, Washington, DC
Security and Development Conference, 16-17 June, Middlesex University Business Federation of Surveyors, Copenhagen
School, London http://www.aug.edu/~sbajmb/paper-london3.PDF (last accessed AfDB (2004). African Development Report 2004: Africa in the Global Trading System.
ATCM (2005). Final Report XXVIII Antarctic Treaty Consultative Meeting. Antarctic
)17 May 2007 African Development Bank and Oxford University Press, Oxford
Treaty Secretariat, Buenos Aires
Braune, B. M., Outridge, P. M., Fisk, A. T., Muir, D. C. G., Helm, P. A., Hobbs, K., AfDB (2005). African Development Bank Report 2005: Africa in the World Economy
AWEA (2006). Annual industry rankings demonstrate continued growth of wind
Hoekstra, P. F., Kuzyk, Z. A., Kwan, M., Letcher, R. J., Lockhart, W. L., Norstrom, R. J., – Public Sector Management in Africa: Economic and Social Statistics on Africa. African
energy in the United States. American Wind Energy Association News Releases,
Stern, G. A. and Stirling, I. (2005). Persistent organic pollutants and mercury in marine Development Bank and Oxford University Press, Oxford
15 March http://www.awea.org/news/Annual_Industry_Rankings_Continued_
biota of the Canadian Arctic: an overview of spatial and temporal trends. In Science of
)Growth_031506.html (last accessed 5 May 2007 AfDB (2006b). Gender, Poverty and Environmental Indicators on African Countries. Vol VII.
the Total Environment 4(56):351-352
Statistics Division, Development Research Department, African Development Bank, Tunis
Azmier, J. J. and Dobson, S. (2003). The Burgeoning Fringe: Western Canada’s
Braune, B. M., Mallory, M. L. and Gilchrist, H. G. (2006). Elevated mercury levels in a
Rural Metro-Adjacent Areas. Canada West Foundation http://www.cwf.ca/V2/files/ AFRODAD (2005). The Illegitimacy of External Debts: The Case of the Democratic
declining population of ivory gulls in the Canadian Arctic. In Marine Pollution Bulleting
)BurgeoningFringe.pdf (last accessed 5 May 2007 Republic of Congo. African Forum and Network on Debt and Development, Harare
PMID: 16765993 in process
http://www.afrodad.org/downloads/publications/Illegitimate%20Debts%20-%20DRC.
Bails, J., Beeton, A., Bulkley, J., DePhilip, M., Gannon, J., Murray, M., Regier, H. and
Bravo, H., Roy-Ocotla, G., Sanchez, P., and Torres, R. (1992). La contaminación )pdf (last accessed 5 May 2007
Scavia, D. (2005). Prescription for Great Lakes Ecosystem Protection and Restoration
atmosférica por ozono en la zona Metropolitana de la Ciudad de México. En I. Restrepo
Avoiding the Tipping Point of Irreversible Changes. Healing Our Waters-Great Lakes AHDR (2004). Arctic Human Development Report. Stefansson Arctic Institute, Akureyi
(coord.) In La contaminación del aire en México: Sus causas y efectos en la salud.
Coalition http://restorethelakes.org/PrescriptionforGreatLakes.pdf (last accessed 5
Comisión Nacional de los Derechos Humanos, Mexico, DF Al-Dhabi, H., Koch, M., Al-Sarawi, M., and El-Baz, F. (1997). Evolution of sand dune
)May 2007
patterns in space and time in north-western Kuwait using Landsat images. In Journal of
Brigden, K., Labunska, I., Santillo, D. and Allsopp, M. (2005). Recycling of Electronic
Baldock, D., Beaufoy, G. and Clark, J. (eds.) (1994). The Nature of Farming. Low Arid Environments 36:15-24
Wastes in China and India: Workplace and Environmental Contamination. Greenpeace
Intensity Farming Systems in Nine European Countries. Joint Nature Conservation
Research Laboratories, Department of Biological Sciences, University of Exeter, Exeter Al-Ghunaim, A. Y. (1997). Devastating oil wells as revealed by Iraqi Documents.
Committee, Peterborough
http://www.greenpeace.org/raw/content/china/en/press/reports/recycling-of- Kuwait Institute for Scientific Research, Kuwait
)electronic-wastes.pdf (last accessed 23 April 2007 Ballance, R. and Pant, B. D. (2003). Environmental statistics in Central Asia – Progress
Al-Humoud, J. M. (2005). Municipal solid waste recycling in the Gulf Cooperation
and prospects, ERD (Economics and Research Department), Working paper series No.
Brocklesby, M. A. and Hinshelwood, E. (2001). Poverty and the Environment: What Council States. In Resources, Conservation and Recycling 44:142-158
36, Asian Development Bank, Manila
the Poor Say: An Assessment of Poverty-Environment Linkages in Participatory Poverty
Assessments. Department for International Development, London http://www.dfid.gov. Al-Kassas, M. A. (1999). Desertification; Land degradation in Dry Areas. Alam
Ballew, C., Ross, A., Wells, R. S. and Hiratsuka, V. (2004). Final Report on the Alaska
)uk/Pubs/files/whatthepoorsay.pdf (last accessed 21 April 2007 Almarifah series No. 242 (In Arabic). The National Council for Culture, Art and
Traditional Diet Survey. Alaska Native Health Board and Alaska Native Epidemiology
Literature of Kuwait, Kuwait
Center http://www.anthc.org/cs/chs/epi/upload/traditional_diet.pdf (last accessed
Browder, J. D., and Godfrey, B. J. (1997). Rainforest Cities: Urbanization, Development
)21 April 2007 Allen, C. R. (2006). Sprawl and the resilience of humans and nature: an introduction
and Globalization of the Brazilian Amazon. Columbia, New York, NY
to the special feature. In Ecology and Society 11(1):36
Baker, L. (2000). Growing pains/malling America: the fast-moving fight to stop urban
Bryant, D., Rodenburg, E. Cox, T. and Nielsen, D. (1996). Coastlines at Risk: an Index
sprawl. In EMagazine 11: 3 Alley, R. B, Marotzke, J., Nordhaus, W. D., Overpeck, J. T., Peteet, D. M., Pielke Jr.,
of Potential Development-Related Threats to Coastal Ecosystems. World Resources
Institute, Washington, DC R. A., Pierrehumbert, R. T., Rhines, P. B., Stocker, T. F., Talley, L. D. and Wallace, J. M.
Barbier, Edward B. (1997). Introduction to the Environmental Kuznets Curve Special
(2003). Abrupt climate change. In Science 299:2005-2010
Issue. In Environment and Development Economics 2(4): 369-81
Bryant, D., Burke, L. McManus, J. and Spalding, M. (1998). Reefs at Risk. A
Map-Based Indicator of Threats to the World’s Coral Reefs. World Resources Institute, Alley, R. B., Clark, P. U., Huybrechts, P. and Joughin, I. (2005). Ice-sheet and sea­level
Barth, H. J. (1999). Desertification in the Eastern Province of Saudi Arabia. In
Washington, DC changes. In Science 310:456-460
Journal of Arid Environments (1999)43:399-410. http://www.uni-regensburg.de/
Fakultaeten/phil_Fak_III/Geographie/phygeo/downloads/bartharid43.pdf (last Al-Rewaee, H. M. H. (2003). Water use efficiency to cultivate vegetable crops using
Bryceson, I., De Souza, T. F., Jehangeer, I., Ngoile, M. A. K. and Wynter, P. (1990).
)accessed 5 May 2007 soil less culture. MS.c. Thesis. Desert and Arid Zones Sciences Programme, Arabian
State of the Marine Environment in the East African Region. UNEP Regional Seas
Reports and Studies no. 113. United Nations Environment Programme, Nairobi Gulf University, Bahrain
Basheer, C., Obbard, J. P. and Lee, H. K. (2003). Persistent organic pollutants in
Singapore’s coastal marine environment: Part I, seawater and Part II, sediments. In Altamirano, T. (2003). From country to city: internal migration — focus on Peru.
Bryden, H. L., Longworth, H. R. and Cunningham, S. A. (2005). Slowing of the
Water Air and Soil Pollution 149(1-4):295-313; 315-325 In Revista: Harvard Review of Latin America 2:58-61 (In Spanish) http://drclas.fas.
Atlantic meridional overturning circulation at 25ºN. In Nature 438:655-657
)harvard.edu/revista/articles/view_spanish/206 (last accessed 21 April 2007
Bass, F. and Beamish, R. (2006). Development Inches Toward National Parks. Discovery
Burnham, G., Doocy, S., Dzeng, E., Lafta, R. and Robert, L. (2006). The Human Cost
News http://dsc.discovery.com/news/2006/06/19/nationalpark_pla.html?category= Al-Zubari, W. K. (2005). Groundwater Resources Management in the GCC Countries:
of the War in Iraq A Mortality Study, 2002-2006. Bloomberg School of Public Health,
)earth&guid=20060619120030&dcitc=w19-502-ak-0000 (last accessed 5 May 2007 Evaluation, Challenges, and Suggested Framework. Presented at Water Middle East
Johns Hopkins University, Baltimore, Maryland; School of Medicine, Al Mustansiriya
University, Baghdad, Iraq ; and the Center for International Studies, Massachusetts 2005 Conference, Bahrain
Bastmeijer, K. and Roura, R. (2004). Regulating Antarctic tourism and the
Institute of Technology, Cambridge, Massachusetts. http://web.mit.edu/CIS/pdf/ precautionary principle. In American Journal of International Law 98:763-781 Amann, M., Bertok, I., Cofala, J., Gyarfas, F., Heyes, C., Klimont, Z., Schöpp, W.,
)Human_Cost_of_War.pdf (last accessed 16 May 2007 and Winiwarter, W. (2005). Baseline Scenarios for the Clean Air for Europe (CAFE)
Beach, D. (2002). Coastal Sprawl: The Effects of Urban Design on Aquatic Ecosystems
Burke, L., Kura, Y., Kassem, K., Revenga, C., Spalding, M., and McAllister, D. (2001). Programme. International Institute for Applied Systems Analysis, Laxenburg
in the United States. Pew Oceans Commission http://www.pewtrusts.org/pdf/
Pilot Analysis of Global Ecosystems: Coastal Ecosystems. World Resources Institute, )env_pew_oceans_sprawl.pdf (last accessed 5 May 2007 AMAP (2002a). Arctic Pollution 2002 (Persistent Organic Pollutants, Heavy Metals,
Washington, DC Radioactivity, Human Health, Changing Pathways). Arctic Monitoring and Assessment
Beaulieu, M. S. (2004). Manure Management in Canada. In Farm Environmental
Butayban, N. (2005). An Overview of Land Based Sources of Marine Pollution in Programme, Oslo
Management in Canada 1(2) http://www.statcan.ca/english/research/21-021-
ROPME Sea Area. Environment Public Authority, Kuwait )MIE/21-021-MIE2004001.pdf (last accessed 5 May 2007 AMAP (2002b). The Influence of Global Climate Change on Contaminant Pathways to,
CAFF (2001). Arctic Flora and Fauna: Status and Conservation. Edita, Helsinki within, and from the Arctic. Arctic Monitoring and Assessment Programme, Oslo
Bell, G., Blake, E., Landsea, C., Mo, K., Pasch, R., Chelliah, M. and Goldenberg,
S. (2005). The 2005 North Atlantic Hurricane Season: A Climate Perspective. AMAP (2003). AMAP Assessment 2002: Human Health in the Arctic. Arctic Monitoring
CAI-Asia and APMA (2004). Air Quality in Asian Cities. Clean Air Initiative – Asia and
NOAA Climate Prediction Center, National Hurricane Center, and the Hurricane and Assessment Programme, Oslo
Air Pollution in the Mega-cities Project http://www.cleanairnet.org/caiasia/1412/
Research Division http://www.cpc.noaa.gov/products/expert_assessment/
)articles-59689_AIR.pdf (last accessed 21 April 2007 AMAP (2004a). AMAP Assessment 2002: Heavy Metals in the Arctic. Arctic Monitoring
)hurrsummary_2005.pdf (last accessed 5 May 2007
and Assessment Programme, Oslo

291 ‫إدامة مستقبل مشترك‬


DFID, EC, UNDP and World Bank (2002). Linking Poverty Reduction and Environmental Ciais, Ph., Reichstein, M., Viovy, N., Granier, A., Ogée, J., Allard, V., Aubinet, M., Cambers, G. (1997). Beach changes in the Eastern Caribbean Islands: Hurricane
Management: Policy Challenges and Opportunities. Department for International Buchmann, N., Bernhofer, Chr., Carrara, A., Chevallier, F., De Noblet, N., Friend, impacts and implications for climate change. In Journal of Coastal Research Special
Development, European Commission, United Nations Development Programme, and A. D., Friedlingstein, P., Grünwald, T., Heinesch, B., Keronen, P., Knohl, A., Krinner, Issue 24:29-47
The World Bank, Washington, DC http://www.undp.org/pei/pdfs/LPREM.pdf (last G., Loustau, D., Manca, G., Matteucci, G., Miglietta, F., Ourcival, J. M., Papale, D.,
Cameron, R. D., Smith, W. T., White, R. G. and Griffith, B. (2005). Central Arctic
)accessed 6 May 2007 Pilegaard, K., Rambal, S., Seufert, G., Soussana, J. F., Sanz, M. J., Schulze, E. D.,
caribou and petroleum development: distributional, nutritional, and reproductive
Vesala, T. and  Valentini, R. (2005). Europe-wide reduction in primary productivity
Dinerstein, E., Olson, D. M., Graham, D. J., Webster, A. L., Primm, S. A., Bookbinder, implications. In Arcti 58:1-9
caused by the heat and drought in 2003. In Nature 437(7058):529-533
M. P. and Ledec, G. (1995). In Una Evaluación del Estado de Conservación de las Eco-
Carabias, J. (2002). Conservación de los Ecosistemas y el Desarrollo Rural sustentable
regiones Terrestres de América Latina y el Caribe. Banco Mundial en colaboración con el CIFOR (2007). Nature, wealth and power to defeat poverty in Africa http://www.
en América Latina: Condiciones, limitantes y retos. In Leff, E., Ezcurra, E., Pisanty, I.,
Fondo Mundial para la Naturaleza, Washington, DC cifor.cgiar.org/Publications/Corporate/NewsOnline/NewsOnline35/defeat_poverty.
Romero-Lankau, P. (coords). La transición haca el desarrollo sustentable. Perspectivas
)htm (last accessed on 28 April 2007
Donahue, W. F. and Schindler, D.W. (2006). Whiskey’s for drinkin’ and water’s for desde América Latina y El Caribe. Instituto Nacional de Ecología, México, DF
fightin’: Climate change and water supply in the Western Canadian Prairies. In 59th CLAES (2003). Ambiente En América Latina: Los seis hechos ambientales más
Carius, A., Dabelko, G. D. and Wolf, A. T. (2006). Water, conflict, and cooperation.
Canadian Conference for Fisheries Research, 5-7 January. Calgary, Alberta importantes en América Latina. La tendencia sobresaliente en la gestión ambiental.
United Nations and Global Security Initiative http://www.un-globalsecurity.org/pdf/
Centro Latino Americano de Ecología Social, Montevideo http://www.ambiental.net/
Downie, D. L. and Fenge, T. (eds.) (2003). Northern Lights Against POPs: Combatting )Carius_Dabelko_Wolf.pdf (last accessed 21 April 2007
)noticias/ClaesAmbienteAmericaLatina.pdf (last accessed 5 May 2007
Toxic Threats in the Arctic. McGill-Queen’s University Press, Montreal and Kingston
Carrington, W. J. and Detragiache, E. (1999). How extensive is the brain drain?
Cohen, A. J., Anderson, H. R., Ostra B., Pandey, K. D., Krzyzanowski, M., Künzli,
DPI (2005). Dubai Property Investment. Palm Islands http://dubai.property- In Finance and Development 36(2) http://www.imf.org/external/pubs/ft/
N., Gutschmidt, K., Pope, A., Romieu, I., Samet, J. M. and Smith, K. (2005). The
)investment.com (last accessed 17 May 2007 )fandd/1999/06/index.htm (last accessed 17 May 2007
global burden of disease due to outdoor air pollution. In Journal of Toxicology and
Dufour D. L. and Piperata, B. A. (2004). Rural-to-Urban Migration in Latin America: Environmental Health 68 (1):1-7 CBP (2007). Chesapeake Bay 2006 Health and Restoration Assessment: Part One,
An Update and Thoughts on the Model. In American Journal of Human Biology Ecosystem Health. Chesapeake Bay Program http://www.chesapeakebay.net/press.
Cohn, J. P. (2004). Colorado River Delta. In BioScience 54(4):386-91
16:395-404 )htm (last accessed 24 April 2007
Columbia Encyclopedia (2003). Sahara. In The Columbia Encyclopedia Sixth Edition,
Dybas, C. L. (2005). Dead zones spreading in world oceans. In BioScience CBO (2002 Draft). Future Investment in Drinking Water and Wastewater Infrastructure.
2001-05. Columbia University Press, New York, NY http://www.bartleby.com/65/
55(7):552-557 Congressional Budget Office http://www.cbo.gov/ftpdocs/39xx/doc3983/11-18-
)sa/Sahara.html (last accessed 17 May 2007
)WaterSystems.pdf (last accessed 21 April 2007
EAP Task Force (2006). Regional Meeting on Progress in Achieving the Objectives of
CONABIO (2006). Capital Natural y Bienestar Social. Comisión nacional para el
the EECCA Environment Strategy, Kiev, 18-19 May 2006 CCME (2005). Canada-Wide Standards for Mercury Emissions from Coal-Fired Electric
conocimiento y uso de la biodiversidad, Mexico, DF
Power Generation Plants. Canadian Council of Ministers of the Environment (Draft
Easterling, W., Hurd, B. and Smith, J. (2004). Coping with Global Climate Change:
CONAPO (2004). Informe de Ejecución 2003-2004 del programa nacional de la report) http://www.ccme.ca/assets/pdf/canada_wide_standards_hgepg.pdf (last
The Role of Adaptation in the United States. Pew Center on Global Climate Change,
poblacion 2001-2006. Consejo Nacional de la Población, Mexico, DF )accessed 17 May 2007
Arlington, VA http://www.pewclimate.org/global-warming-in-depth/all_reports/
)adaptation/index.cfm (last accessed 5 May 2007 Conner, R., Seidl, A., VanTassel, L. and Wilkins, N. (2001). United States Grasslands CEC (2004). North American Air Quality and Climate Change Standards, Regulations,
and Related Resources: An Economic and Biological Trends Assessment. Land Planning and Enforcement at the National, State/Provincial and Local Levels.
EC (2004). Forest fires in Europe 2003 fire campaign. European Commission. Official
Information Systems, Texas A&M Institute of Renewable Natural Resources, Tamu Commission for Environmental Cooperation of North America, Montreal
Publication of the European Communities, SPI.04.124 EN. Luxembourg
)http://landinfo.tamu.edu/presentations/grasslands.cfm (last accessed 21 April 2007
CEC (2006). Children’s Health and the Environment in North America. A First Report
EC (2005a). Proposal for a directive of the European Parliament and of the Council
Conservation International (2006). World’s Largest Tropical Forest Reserve Created in on Available Indicators and Measures. Commission for Environmental Cooperation,
on ambient air quality and cleaner air for Europe. COM(2005) 447. European
Amazon. http://www.conservation.org/xp/news/press_releases/2006/120406. Montreal http://www.cec.org/files/pdf/POLLUTANTS/CEH-Indicators-fin_en.pdf (last
Commission, Brussels
)xml (last accessed 26 June 2007 )accessed 17 March 2007
EC (2005b). Thematic Strategy on Air Pollution. COM(2005) 446 final. Commission
Corsolini, S., Kannan, K., Imagawa, T., Focardi, S. and Giesy, J. P. (2002). CEPAL (2005). Objetivos de Desarrollo del Milenio: una mirada desde América
the European Communities, Brussels http://eur-lex.europa.eu/LexUriServ/site/en/
Polychloronaphthalenes and other dioxin-like compounds in Arctic and Antarctic marine Latina y el Caribe. Comisión Económica de las Naciones Unidas para América Latina,
)com/2005/com2005_0446en01.pdf (last accessed 17 April 2007
food webs. In Environ. Sci. Technol, 36(16):3490-3496 LC/G.2331, Junio, Santiago de Chile
EC (2006a). Ministerial Declaration on Enhanced energy co-operation between the EU,
Council of Europe (2003a). 3rd International Symposium of the Pan-European Ecological CEPAL (2006). Energía y desarrollo sustentable en América Latina: Enfoques para la
the Littoral States of the Black and Caspian Seas and their neighbouring countries. 30
Network - Fragmentation of habitats and ecological corridors - Proceedings, Riga, October política energética. Presentación de Hugo Altomonte en Regional Implementation Forum
November 2006, Astana http://www.inogate.org/en/news/30-november-2006/
2002. In Environmental Encounters No. 54. Council of Europe Publishing, Strasbourg on Sustainable Development, 19-20 enero, Santiago de Chile
)(last accessed 17 May 2007
Court, T. de la (1990). Beyond Brundtland: Green Development in the 1990s. CFS (2004). Wildland–Urban Interface. Canadian Forest Service, Natural Resources
EC (2006b). Environmental Impact of Products (EIPRO), Analysis of the life cycle
(Translated by Bayens, E. and Harle, N.) New Horizons Press, New York, Zed Books Canada http://fire.cfs.nrcan.gc.ca/research/management/wui_e.htm (last accessed
environmental impacts related to the final consumption of the EU-25. Main report,
Ltd, London and New Jersey )17 May 2007
European Commission, Brussels
CPCB (1996). Annual Report 1995-1996. Central Pollution Control Board, New Delhi CGLG (2005). Governors and Premiers sign agreements to protect Great Lakes Water.
EC (2006c). Halting the Loss of Biodiversity by 2010 and Beyond – Sustaining
Council of Great Lakes Governors http://www.cglg.org/projects/water/docs/12-13-
Ecosystem Services for Human Well-Being. COM(2006) 216 final. European Croxall, J. P., Trathan, P. N. and Murphy, E. J. (2002). Environmental change and
)05/Annex_2001_Press_Release_12-13-05.pdf (last accessed 17 May 2007
Commission, Brussels Antarctic seabird populations. In Science 297:1510-1514
Chapin, F. S., III, Berman, M., Callaghan, T. V., Crepin, A.-S., Danell, K., Forbes, B. C., Kofinas,
)EC (2007a). Presidency Conclusions of the Brussels European Council (8/9 March 2007 CRU (2007). CRUTEM3v dataset. Climate Research Unit, University of East Anglia.
G., McGuire, D., Nuttall, M., Pungowiyi, C., Young, O. and Zimov, S. (2005). Polar systems. In
)http://www.cru.uea.ac.uk/cru/data/temperature (last accessed 6 April 2007
EC (2007b). Limiting Global Climate Change to 2 degrees Celsius: The way ahead for R. Scholes (ed). Millennium Ecosystem Assessment. Island Press, Washington, DC
2020 and beyond. COM(2007) 2 final. Communication from the Commission to the CSB (1987-2004). China Statistical Yearbook 1987-2004 (in Chinese). China
Charkasi, D. (2000). Balancing the use of old and new agricultural varieties to sustain
Council, the European Parliament, the European Economic and Social Committee and Statistical Bureau, China Statistics Press, Beijing
agrobiodiversity. In Dryland Agrobio No. 3, October-December http://www.icarda.org/
the Committee of the Regions, Brussels
Cunningham, A. (2001). Applied Ethnobotany: People, Wild Plant Use and )gef/newsLetter34.html (last accessed 17 May 2007
ECHAVARRÍA, M. (2002). Water user associations in the Cauca Valley, Colombia. A Conservation. Earthscan Publications Ltd, London
Chen, B., Hong, C. and Kan, H. (2001). Integrated Assessment of Energy Options
voluntary mechanism to promote upstream -downstream cooperation in the protection
Darkoh, M. B. (1993). Desertification: the scourge of Africa. In Tiempo (Tiempo and Health Benefits in Shanghai. Final report to USEPA and USNREL. (in English &
of rural watersheds. In: FAO Land-Water Linkages in Rural Watersheds Case Study
Climate Cyberlibrary) 8 http://www.cru.uea.ac.uk/cru/tiempo/issue08/desert.htm Chinese). http://www.epa.gov/ies/documents/shanghai/full_report_chapters/
Serie. Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome
)(last accessed 1 June 2007 )ch9pdf (last accessed 20 June 2007
ECI (2006). Climate Change: An Evangelical Call to Action. Evangelical Climate Initiative
Davis, C. H., Yonghong, L., McConnell, J. R., Frey, M. M. and Hanna, E. (2005). Chiuchiolo, A. L., Dickhut, R. M., Cochran, M. A. and Ducklow, H. W. (2004).
)http://www.christiansandclimate.org/statement (last accessed 21 April 2007
Snowfall-driven growth in East Antarctic ice sheet mitigates recent sea-level rise. In Persistent organic pollutants at the base of the Antarctic marine food web. In Environ.
EEA (1999). Sustainable water use in Europe - Part :1 Sectoral use of water. Science 308:1898-1901 Sci. Technology 38:3551
Environmental assessment report No. 1. European Environment Agency, Copenhagen
DeCoster, L. A. (2000). Summary of the Forest Fragmentation 2000 Conference. In CHMI (2003). Air pollution in the Czech Republic in 2003. Czech Hydrometeorological
)http://reports.eea.europa.eu/binaryeenviasses01pdf/en (last accessed 9 May 2007
Decoster, L. A. (ed.) Fragmentation 2000 -- A Conference on Sustaining Private Forests Insitute, Air Quality Protection Division http://www.chmi.cz/uoco/isko/groce/gr03e/
EEA (2001). Sustainable water use in Europe - Part 2: Demand management. in the 21st Century Annapolis, MA http://www.sampsongroup.com/acrobat/fragsum. )akap3.html (last accessed 21 April 2007
Environmental issue report No. 19. European Environment Agency, Copenhagen http:// )pdf (last accessed 17 May 2007
Christ, C., Hillel, O., Matus, S. and Sweeting, J. (2003). Tourism and Biodiversity:
)reports.eea.europa.eu/Environmental_Issues_No_19/en (last accessed 9 May 2007
Defenders of Wildlife (2006). Issues in Multilateral Trade Agreements with Mapping Tourism’s Global Footprint. Conservation International, Washington, DC
EEA (2003). Europe’s water: An indicator-based assessment. EEA topic report Environmental Impacts. http://www.defenders.org/international/trade/issues.html http://www.unep.org/PDF/Tourism_and_biodiversity_report.pdf (last accessed 17
1/2003. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.eea.europa.eu/ )(last accessed 21 April 2007 )May 2007
)topic_report_2003_1/en (last accessed 9 May 2007
De Mora, S., Scott, W., Imma, T., Jean-Pierre, V. and Chantal, C. (2005). Chlorinated Christian Reformed Church (2005). Global Debt. An OSJHA Fact Sheet. Office of
EEA (2004a). High nature value farmland. Characteristics, trends and policy challenges. hydrocarbons in marine biota and coastal sediments from the Gulf and Gulf of Oman. In Social Justice and Hunger Action http://www.crcna.org/site_uploads/uploads/
EEA report No 1/2004. European Environment Agency, Copenhagen http://reports. Marine Pollution Bulletin 50 )factsheet_globaldebt.doc (last accessed 21 April 2007
)eea.europa.eu/report_2004_1/en (last accessed 9 May 2007

2007–1987 :‫ المنظورات اإلقليمية‬:‫القسم ج‬ 292


FCM (2005). Partners for Climate Protection. Federation of Canadian Municipalities Ewel, K. C., Twilley, R. R. and Ong, J. E. (1998). Different kinds of mangrove forests EEA (2004b). Agriculture and the environment in the EU accession countries.
http://kn.fcm.ca/ev.php?URL_ID=2805andURL_DO=DO_TOPICandURL_ provide different goods and services. In Global Ecology and Biogeography Letters Implications of applying the EU common agricultural policy. Environmental issue report
)SECTION=201andreload=1122483013 (last accessed 27 July 2005 7(1)83-94 No 37. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.eea.europa.eu/
)environmental_issue_report_2004_37/en (last accessed 9 May 2007
FEWSNET (2005). FEWS Somalia food security emergency 25 August 2005: poor EWG (2005). Farm Subsidy Database: New EWG farm subsidy database re-ignites
harvest and civil insecurity hit South. Relief Web. Famine Early Warning System reform efforts. Environmental Working Group’s Farm Subsidy Database http://www. EEA (2004c). Air pollution by ozone in Europe in summer 2003 - Overview of
Network (FEWS NET), 25 August http://www.reliefweb.int/rw/RWB.NSF/ )ewg.org/farm/region.php?fips=00000 (last accessed 17 May 2007 exceedances of EC ozone threshold values during the summer season April-August 2003
)db900SID/RMOI-6FM7CV?OpenDocument (last accessed 10 May 2007 and comparisons with previous years. Topic report No 3/2003. European Environment
Ewing, R., Kostyack, J., Chen, D., Stein, B. and Ernst, M. (2005). Endangered by
Agency, Copenhagen http://reports.eea.europa.eu/topic_report_2003_3/en (last
Fischlowitz-Roberts, B. (2002). Air pollution fatalities now exceed traffic fatalities by 3 Sprawl: How Runaway Development Threatens America‘s Wildlife. National Wildlife
)accessed 9 May 2007
to 1. In Earth Policy Institute Eco-Economy Updates, 17 September http://www.earth- Federation, Smart Growth America, Nature Serve, Washington, DC http://www.nwf.org/
)policy.org/Updates/Update17.htm (last accessed 1 June 2007 )nwfwebadmin/binaryVault/EndangeredBySprawlFinal.pdf (last accessed 5 May 2007 EEA (2004d). Arctic environment: European perspectives. Environmental issue report
No 38/2004. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.eea.europa.
Forbes, B. C. (1999). Land use and climate change in the Yamal-Nenets region of northwest Export Processing Zones Authority (2005). Tea and Coffee Industry in Kenya. Export
)eu/environmental_issue_report_2004_38/en (last accessed 9 May 2007
Siberia: Some ecological and socio-economic implications. In Polar Research 18:1-7 Processing Zones Authority, Nairobi
EEA (2005a). Agriculture and environment in the EU 15 – the IRENA indicator report.
Forbes, B. C., Fresco, N., Shvidenko, A., Danell, K. and Chapin III, F. C. (2004). Ezcurra, E., Mazari, M., Pisanty, I. and Guillermo, A. (2006). La Cuenca de México:
EEA report No 6/2005. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.
Geographic variations in anthropogenic drivers that influence the vulnerability and Aspectos Ambientales Críticos Y Sustentabilidad. Fondo de cultura económica, México, DF
)eea.europa.eu/eea_report_2005_6/en (last accessed 9 May 2007
resilience of social-ecological systems. In Ambio 33:377-382
Ezzati, M., Rodgers, A. D., Lopez, A. D. and Murray, C. J. L., (eds) (2004a).
EEA (2005b). Household Consumption and the Environment. EEA report No
Ford, J. D., Smit, B. and Wandel, J. (2006). Vulnerability to climate change in the Arctic: a Comparative Quantification of Health Risks: Global and Regional Burden of Disease Due
11/2005. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.eea.europa.eu/
case study from Arctic Bay, Canada. In Global Environmental Change 16:145-160 to Selected Major Risk Factors. 3 vols. World Health Organization, Geneva
)eea_report_2005_11/en (last accessed 9 May 2007
Frederick, J. E. and Lubin, D. (1994). Solar ultraviolet irradiance at Palmer Station, Ezzati M., Bailis, R., Kammen, D. M., Holloway, T., Price, L., Cifuentes, L. A., Barnes,
EEA (2006a). Greenhouse gas emission trends and projections in Europe 2006. EEA
Antarctica. In Ultraviolet Radiation in Antarctica: Measurement and Biological Effects, B., Chaurey, A. and Dhanapala, K. N. (2004b). Energy management and global health.
Report No. 9/2006. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.eea.
Weiler, C. S. and Penhale, P. A. (eds). Antarctic Research Series 62, American In Annual Review of Environment and Resources 29:383-419
)europa.eu/eea_report_2006_9/en (last accessed 9 May 2007
Geophysical Union
FAO (1997). Irrigation Potential in Africa: A Basin Approach. FAO Land and Water
EEA (2006b). Energy and environment in the European Union - Tracking progress towards
Frenot, Y., Chown S. L., Whinam, J., Selkirk P. M., Convey P., Skotnicki, M. and Bulletin 4, Land and Water Development Division, Food and Agriculture Organization
integration. EEA Report No 8/2006 European Environment Agency, Copenhagen http://
Bergstrom D. M. (2004). Biological invasions in the Antarctic: extent, impacts and of the United Nations, Rome http://www.fao.org/docrep/W4347E/w4347e0o.htm
)reports.eea.europa.eu/eea_report_2006_8/en (last accessed 9 May 2007
implications. In Biological Review 79:1-28 )(last accessed 25 September 2006
EEA (2006c). Transport and environment: facing a dilemma. EEA report No.
Frumkin, H., Frank, L. and Jackson, R. (2004). Urban Sprawl and Public Health: FAO (2002). Comprehensive Africa Agriculture Development Programme, New
3/2006. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.eea.europa.eu/
Designing, Planning, and Building for Healthy Communities. Island Press, Washington, DC Partnership for Africa’s Development (NEPAD). Food and Agriculture Organization of
)eea_report_2006_3/en (last accessed 9 May 2007
the United Nations, Rome http://www.fao.org/documents/show_cdr.asp?url_file=/
Furgal, C. M., Powell, S. and Myers, H. (2005). Digesting the message about
)docrep/005/Y6831E/y6831e00.htm (last accessed 3 June 2007 EEA (2006d). Exceedance of air quality limit values in urban areas (CSI 004).
contaminants and country foods in the Canadian North: a review and recommendations
EEA Core Set of Indicators. http://themes.eea.europa.eu/IMS/ISpecs/
for future research and action. In Arctic 58:103-114 FAO (2003a). Forestry Outlook Study for Africa - African Forests: A View to 2020.
ISpecification20041001123040/IAssessment1153220262064/view_content (last
European Commission, African Development Bank and the Food and Agriculture
Gabaldón, A. J. and Rodríguez Becerra, M. (2002). Evolución de las políticas e instituciones )accessed 9 May 2007
Organization of the United Nations, Rome
ambientales: ¿Hay motivo para estar satisfechos? In La Transición Hacia el Desarrollo
EEA (2006e). Priority issues in the Mediterranean environment (revised edition). EEA
Sustentable: Perspectivas de América Latina y El Caribe. Leff, E., Ezcurra, E., Pisanty, I. FAO (2003b). Status and Trends in Mangrove Area Extent Worldwide. Food and
Report No 4/2006. European Environment Agency, Copenhagen http://reports.eea.
and Romero-Lankau, P. (2002). Instituto Nacional de Ecología, Universidad Autónoma Agriculture Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/
europa.eu/eea_report_2006_4/en
Metropolitana and Programa de Naciones unidas para el Medio Ambiente, México, DF )docrep/007/j1533e/j1533e00.htm (last accessed 4 June 2007
EEA (2007). Europe’s Environment: the Fourth Assessment. European Environment
Galafassi, G. P. (2002). Ecological crisis, poverty and urban development in Latin FAO (2003c). FAO Gender and Development Plan of Action (2002-2007). http://
Agency, Copenhagen
America. In Democracy and Nature 8(1):17-131 www.fao.org/WAICENT/FAOINFO/SUSTDEV/2002/PE0103_en.htm (last accessed
)27 September 2006 Eilers, W. and Lefebvre, A. (2005). National and regional summary. In Environmental
GAO (2005). Increased Permitting Activity Has Lessened BLM’s Ability to Meet Its
Sustainability of Canadian Agriculture: Agri-Environmental Indicator Report Series -
Environmental Protection Responsibilities. US Government Accountability Office Highlights, FAO (2004). The State of World Fisheries and Aquaculture 2004. Food and Agricultural
Report #2, Lefebvre, A., Eilers, W. and Chunn, B. (eds.). Agriculture and Agri-Food
)June http://www.gao.gov/highlights/d05418high.pdf (last accessed 21 April 2007 Organization of the United Nations, Rome
Canada http://www.agr.gc.ca/env/naharp-pnarsa/pdf/2005_AEI_report_e.pdf (last
Garza, G. (2002). Evolución de las ciudades Mexicanas en el siglo XX. In Revista de FAO (2005). Global Forest Resources Assessment 2005. Food and Agriculture )accessed 21 April 2007
información y análisis 19:7-16 )Organization of the United Nations, Rome (in GEO Data Portal
EIP (2005). Backed Up: Cleaning Up Combined Sewer Systems in the Great Lakes.
Gauthier, D. A., Lafon, A., Toombs, T., Hoth, J. and E.Wiken (2003). Grasslands: FAO (2006a). Global Forest Resources Assessment 2005. Report on fires in the Central Environmental Integrity Project, Washington, DC http://www.environmentalintegrity.
Toward a North American Conservation Strategy. Canadian Plains Research Center, Asian Region and adjacent countries. Fire Management Working Paper 16. FAO-Forestry )org/pubs/EIP_BackedUp_fnl.pdf (last accessed 5 May 2007
Regina, SK, and Commission for Environmental Cooperation, Montreal, QC Department, Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome http://
ElHadj, E. (2004). The household water crisis in Syria’s Greater Damascus
www.fire.uni-freiburg.de/programmes/un/fao/FAO-Final-12-Regional-Reports-FRA-
GCC (2004). Role of GCC States in Protecting the Environment and Conserving Natural Region. SOAS Water Research Group Occasional paper 47. School of Oriental and
)2005/WP%20FM16E%20Central%20Asia.pdf (last accessed 17 April 2007
Resources. General Secretariat of the Gulf Cooperation Council, Riyadh African Studies and King’s College, London http://www.soas.ac.uk/waterissues/
FAO (2006b). Global Forest Resources Assessment 2005. Report on fires in the Balkan )occasionalpapers/OCC47.pdf (last accessed 5 May 2007
GEO Data Portal. UNEP’s online core database with national, sub-regional, regional
Region and adjacent countries. Fire Management Working Paper 11. FAO-Forestry
and global statistics and maps, covering environmental and socio-economic data and El Nasser, H. and Overberg, P. (2001). A comprehensive look at sprawl in America:
Department, Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome http://
indicators. United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/ the USA Today sprawl index. In USA Today 22 February http://www.usatoday.com/
www.fire.uni-freiburg.de/programmes/un/fao/FAO-Final-12-Regional-Reports-FRA-
)geo/data or http://geodata.grid.unep.ch (last accessed 1 June 2007 )news/sprawl/main.htm (last accessed 5 May 2007
)2005/WP%20FM11E%20Balkan.pdf (last accessed 17 April 2007
GeoHive (2006). Global Statistics http://www.geohive.com/ (last accessed 21 EM-DAT (undated). Emergency Events Database: The OFDA/CRED International Disaster
FAO (2007a). State of the World’s Forests 2007. Food and Agriculture Organization
)April 2007 Database (in GEO Data Portal). Université Catholique de Louvain, Brussels
of the United Nations, Rome http://www.fao.org/docrep/009/a0773e/a0773e00.
GFN (2004). Ecological Creditors and Debtors. Global Footprint Network. http://www. )htm (last accessed 3 June 2007 Environment Canada (2001). Urban Water Indicators: Municipal Water Use and
)footprintnetwork.org/gfn_sub.php?content=creditor_debtor (last accessed 21 April 2007 Wastewater Treatment. Environment Canada http://www.ec.gc.ca/soer-ree/English/
FAO (2007b). The State of Food and Agriculture 2006. Food Aid or Food Security.
)Indicators/Issues/Urb_H2O/default.cfm (last accessed 5 May 2007
Gilchrist, H. G. and Mallory, M. L. (2005). Declines in abundance and distribution of the Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/
Ivory Gull (Pagophila eburnea) in Arctic Canada. In Biological Conservation 121:303-309 )docrep/009/a0800e/a0800e00.htm (last accessed 4 June 2007 Environment Canada (2003). Environmental Signals: Canada’s National Environmental
Indicator Series 2003. Environment Canada http://www.ec.gc.ca/soer-ree/English/
Githeko, A.K, Lindsay, S.W., Confalonier, U.E. and Patz, J.A. (2000). Climate FAOSTAT (2004). Food and Agriculture Organization Statistical Database (in GEO
)Indicator_series (last accessed 17 May 2007
change and vector-borne diseases: a regional analysis. In Bulletin of the World Health )Data Portal
Organization 79(8):1-20 Environment Canada (2007). Canada’s new government announces mandatory
FAOSTAT (2005). FAO Statistical Databases. Food and Agriculture Organization of the
industrial targets to tackle climate change and reduce air pollution. Environment Canada
Global Ballast Water Management Programme (2006). International Maritime )United Nations, Rome (in GEO Data Portal
News Releases, 26 April http://www.ec.gc.ca/default.asp?lang=En&n=714D9AAE-
)Organization, London http://globallast.imo.org/index.asp (last accessed 10 May 2007
FAOSTAT (2006). FAO Statistical Databases. Food and Agriculture Organization of the )1&news=4F2292E9-3EFF-48D3-A7E4-CEFA05D70C21 (last accessed 27 April 2007
GOI (2003). Auto Fuel Policy. Ministry of petroleum and Natural Gas, Government of )United Nations, Rome (in GEO Data Portal
Environment Canada and USEPA (2005). State of the Great Lakes 2005: Highlights.
)India, New Dehli http://petroleum.nic.in/autoeng.pdf (last accessed 1 June 2007
FAOSTAT (2007). FAO Statistical Databases. Food and Agriculture Organization of the Environment Canada and the U.S. Environmental Protection Agency http://www.epa.
Goldammer, J.G., Sukhinin, A. and Csiszar, I. (2003). The Current Fire Situation in the )United Nations, Rome (in GEO Data Portal )gov/glnpo/solec/solec_2004/highlights/SOGL05_e.pdf (last accessed 21 April 2007
Russian Federation: Implications for Enhancing International and Regional Cooperation
FAO AQUASTAT (2007). FAO’s Information System on Water in Agriculture. Food and ERWDA (2003). Report on Conservation of Dugong in the UAE. Environmental
in the UN framework and the Global Programs on Fire Monitoring and Assessment.
)Agriculture Organization of the United Nations, Rome (in GEO Data Portal Research and Wildlife Development Agency, UAE
In International Forest Fire News 29:89-111 http://www.fire.uni-freiburg.de/iffn/
)iffn_29/Russian-Federation-2003.pdf (last accessed 17 April 2007 FAO TERRASTAT (2003). Land resource potential and constraints statistics at country and ESA (2004). Artificial island arises off Dubai. In ESA News: Protecting the Environment
)regional level. http://www.fao.org/ag/agl/agll/terrastat (last accessed 9 May 2007 (European Space Agency) http://www.esa.int/esaCP/SEMKRXZO4HD_Protecting_0.
)html (last accessed 21 April 2007

293 ‫إدامة مستقبل مشترك‬


)SPM6avr07.pdf (last accessed 27 April 2007 Holmgren, M., M. Scheffer, E. Ezcurra, J.R. Gutiérrez, y G.M.J. Mohren. (2001). El Goulder, L. H. and Kennedy, D. (1997). Valuing ecosystem services: philosophical
Niño effects on the dynamics of terrestrial ecosystems. In Trends in Ecology & Evolution bases and empirical methods. In G. Daily (ed.) In Nature´s Services Societal
Iraq Ministry of Environment (2004). The Iraqi Environment: Problems and Horizons.
16(2):59-112 Dependence on Natural Ecosystems 23-47. Islands Press, Washington, DC
Ministry of Environment, Baghdad
Huang, Shaopeng (2006). 1851–2004 annual heat budget of the continental Government of Canada (2005). Project Green: Moving Forward on Climate Change:
ITK (2005). Effects on Human Health. Inuit Tapariit Kanatami. http://www.itk.ca/
landmasses. In Geophysical Research Letters 33 A Plan for Honouring our Kyoto Commitment. Government of Canada, Ottawa
)environment/contaminants-health-risks.php (last accessed 1 June 2007
http://collaboration.cin-ric.ca/file_download.php/GOC+Climate+Change+Plan.
Huang, Zhenli, Wu, Bingfang and Ao, Liang-gui (2006). Studies on Ecological and
IUCN (1987). Saudi Arabia: Assessment of biotopes and coastal zone management pdf?URL_ID=1839&filename=11211880921GOC_Climate_Change_Plan.pdf&fil
Environmental Monitoring Systems for Three Gorges Dam (in Chinese). Science Press,
requirements for the Arabian Gulf Coast. MEPA Coastal and Marine Management Series, etype=application%2Fpdf&filesize=2013181&name=GOC+Climate+Change+Plan.
Beijing
Report 5. World Conservation Union (International Union for the Conservation of Nature )pdf&location=user-S/ (last accessed 20 June 2007
and Natural Resources), Gland HUD (2000). The State of the Cities 2000: Megaforces Shaping the Future of the
Government of Canada (2006). Government Notices: Department of the Environment,
Nation’s Cities. US Department of Housing and Urban Development, Washington, DC
IUCN (2003). 2003 UN List of Protected Areas. Chape, S., S. Blyth, L. Fish, P. Fox Canadian Environmental Protection Act, 1999: Notice of intent to develop and
and M. Spalding (compilers). World Conservation Union (International Union for the Huggins, C. (2004). Communal conflicts in Darfur Region, Western Sudan, In Africa implement regulations and other measures to reduce air emissions. In Canada Gazette
Conservation of Nature and Natural Resources), Gland and UNEP-World Conservation Environment Outlook: Case Studies, UNEP, Earthprint, Hertfordshire 140:42 http://canadagazette.gc.ca/partI/2006/20061021/pdf/g1-14042.pdf
Monitoring Centre, Cambridge http://www.unep-wcmc.org/wdpa/unlist/2003_UN_ )(last accessed 1 June 2007
Husain, T. (1995). Kuwait Oil Fires: Regional Environmental Perspectives. Elsevier
)LIST.pdf (last accessed 22 April 2007
Science Ltd., Dhahran Greenpeace (2007). Greenpeace Southeast Asia Photos. http://www.greenpeace.
IUCN (2006). The IUCN Red List of Threatened Species: Summary Statistics, Table 5. org/seasia/en/photosvideos/photos/boy-runs-to-catch-the-school-b (last accessed
Hutson, S. S., Barber, N. L., Kenny, J. F., Linsey, K. S., Lumia, D. S. and Maupin, M. A.
World Conservation Union (International Union for the Conservation of Nature and Natural )21 June 2007
(2004). Estimated Use of Water in the United States in 2000. US Geological Survey
)Resources) http://www.redlist.org/info/tables/table5 (last accessed 22 April 2007
)http://pubs.usgs.gov/circ/2004/circ1268/ (last accessed 1 June 2007 Gregory, J. M., Huybrechts, P. and Raper, S. C. B. (2004). Threatened loss of the
James, C. (2004). Preview: Global status of commercialized Biotech/GM crops 2004. Greenland ice-sheet. In Nature 428:616
IAATO (2007). IAATO Overview of Antarctic Tourism - 2006-2007 Antarctic Season.
In ISAA Briefs 32. International Service for the Acquisition of Agri-Biotech Applications,
Information Paper 121. XXX Antarctic Treaty Consultative Meeting. International Guimaraes, R. and Bárcena, A. (2002). El desarrollo sustentable en América Latina y
Ithaca, NY
Association of Antarctic Tour Operators http://www.iaato.org (last accessed 1 June el Caribe desde Río 1992 y los nuevos imperativos de la institutcionalidad. In Leff, E.,
Japan Environmental Council (2005). The State of the Environment in Asia )2007 Ezcurra, E., Pisanty, I. and Romero-Lankau, P. (2002). La Transición Hacia el Desarrollo
2005/2006. Japan Environmental Council, Toyoshinsya Sustentable. Perspectivas de América Latina y El Caribe. Instituto Nacional de Ecología,
ICARDA (2002). Conservation and Sustainable Use of Dryland Agrobiodiversity,
Universidad Autónoma Metropolitana and Programa de Naciones Unidas para el Medio
Jenouvrier, S., Barbraud, C., Cazelles, B. and Weimerskirch, H. (2005). Modelling International Center for Agricultural Research in the Dry Areas. http://www.icarda.
Ambiente, México, DF
population dynamics of seabirds: importance of the effects of climate fluctuations on )cgiar.org/Gef/Agro10_11.pdf (last accessed 22 April 2007
breeding proportions. In Oikos 108:511-522 Gupta, S. K. (2001). Rethinking waste management in India. In Humanscape
IEA (2006). World Energy Outlook 2006. International Energy Agency, Paris
Magazine 9:4 http://www.humanscape.org/Humanscape/new/april04/rethinking.
Johnson, C. J., Boyce, M. S., Case, R. L., Cluff, H. D., Gau, R. J., Gunn, A. and
IEA (2007). Energy Balances of OECD Countries and Non-OECD Countries: 2006 )htm (last accessed 1 June 2007
Mulders, R. (2005). Cumulative effects of human developments on arctic wildlife. In
.)edition. International Energy Agency, Paris (in GEO Data Portal
Wildlife Monographs 160:1-36 Hales, S., de Wet, N., Maindonald, J., and Woodward, A. (2002). Potential effect of
IFAD (2000). The Land Poor: Essential Partners for the Sustainable Management of population and climate changes on global distribution of dengue fever: an empirical
Joly, K., Nellemann, C. and Vistnes, I. (2006). A re-evaluation of caribou
Land Resources. International Fund for Agricultural Development, Rome http://www. model. In Lancet 360:830-34
distribution near an oilfield road on Alaska’s North Slope. In Wildlife Society Bulletin
)ifad.org/pub/dryland/e/eng1.pdf (last accessed 1 June 2007
34(3):866–869 Halweil, B. (2002). Farming in the public interest. In L. Starke (ed.) State of the
IFAD and GEF (2002). Tackling Land Degradation and Desertification. International World 2002: A Worldwatch Institute Report on Progress Toward a Sustainable Society.
Judek, S., Jessiman, B., Stieb, D. and Vet, R. (2005). Estimated number of excess
Fund for Agricultural Development and Global Environment Facility, Rome http://www. The Worldwatch Institute, Washington, DC
deaths in Canada due to air pollution. In Health Canada News Releases 3 November
)ifad.org/events/wssd/gef/GEF_eng.pdf (last accessed 1 June 2007
http://www.hc-sc.gc.ca/ahc-asc/media/nr-cp/2005/2005_32bk2_e.html (last Hammond, S. V. (2002). Can City and Farm Coexist? The Agricultural Buffer
)accessed 1 June 2007 ILO (2006). Global Employment Trends Model 2006. Employment Trends Team, Experience in California. Great Valley Center, Agricultural Transactions Program,
International Labour Office, Geneva http://www.ilo.org/public/english/employment/ Modesto, CA http://www.greatvalley.org/publications/pub_detail.aspx?pId=132
Kalkstein, L. S., Greene, J. S., Mills, D. M. and Perrin, A. D. (2005). Extreme weather
)strat/global.htm (last accessed 20 May 2007 )(last accessed 1 June 2007
events. In Epstein, P. R. and Mills, E. (eds.) Climate Change Futures: Health, Ecological
and Economic Dimensions. The Center for Health and the Global Environment, Harvard INAC (2003). Canadian Arctic Contaminants Assessment Report II. Indian and Northern Hanna, E., Huybrechts, P., Cappelen, J., Steffen, K. and Stephens, A. (2005). Runoff
Medical School, 53-9 http://www.climatechangefutures.org/pdf/CCF_Report_ Affairs Canada, Ottawa and mass balance of the Greenland ice sheet: 1958-2003. In Journal of Geophysical
)Final_10.27.pdf (last accessed 1 June 2007 Research 110
INAC (2006). Government announces immediate action on First Nations drinking
Kennett, M. and Steenblik, R. (2005). Environmental Goods and Services: A Synthesis water. INAC News Releases, 21 March http://www.ainc-inac.gc.ca/nr/prs/j- Harding, R. (2006). Ecologically sustainable development: origins, implementation and
of Country Studies. OECD Trade and Environment Working Paper No. 2005-03. )a2006/2-02757_e.html (last accessed 1 June 2007 challenges. In Desalination 187:229-239
Organisation for Economic Co-operation and Development, Paris http://www.oecd.org/
)INPE (2006). http://www.amazonia.org.br/english (last accessed 10 May 2007 Harlow, T. (2005). Water 2025: preventing crises and conflict in the West. US
)dataoecd/43/63/35837583.pdf (last accessed 1 June 2007
Department of Interior http://www.usbr.gov/newsroom/presskit/factsheet/
INSMET (2004). El proceso de sequía del 2003-2004: antecedentes, actualidad )factsheetdetail.cfm?recordid=3 (last accessed 1 June 2007
Kisirwani, M. and Parle, W. M. (1987). Assessing the impact of the post civil war
y futuro. Declaración Oficial del Instituto de Meteorología relacionada con el actual
period on the Lebanese bureaucracy: a view from inside. In Journal of Asian and African
proceso de sequía que afecta a Cuba, Instituto de Meteorología de Cuba, Havana Health Canada (2001). Climate Change and Health and Well-Being: A Policy
Studies XXII:1-2
)http://www.insmet.cu (last accessed 10 May 2007 Primer. http://www.hc-sc.gc.ca/ewh-semt/pubs/climat/policy_primer_north-
Kolowski, M. L. and Laquintinie, M. L. (2006). Heavy metals in recent sediments )nord_abecedaire_en_matiere/index_e.html (last accessed 1 June 2007
International Crane Foundation (2003). Africa: Water, Wetlands and Wattled
and bottom-fish under the influence of tanneries in south Brazil. In Water, air, and soil
Cranes http://www.savingcranes.org/conservation/our_projects/article. Heimlich, R. E. and Anderson, W. D. (2001). Development at the Urban Fringe
pollution 176:307-327
)cfm?cid=3&aid=74&pid=1 (last accessed 22 April 2007 and Beyond: Impacts on Agriculture and Rural Land. US Department of Agriculture,
Kolpin, D. W., Furlong, E. T., Meyer, M. T., Thurman, E. M., Zuagg, S. D., Barber, L. B. Economic Research Service, http://www.ers.usda.gov/publications/aer803/ (last
International Year of Freshwater (2003). Virtual Water. http://www.wateryear2003. )accessed 1 June 2007
and Buxton, H. T. (2002). Pharmaceuticals, hormones, and other organic wastewater
org/en/ev.php-URL_ID=5868&URL_DO=DO_TOPIC&URL_SECTION=201.html (last
contaminants in U.S. steams, 1999-2000: A national reconnaissance. In Environmental
)accessed 17 May 2007 Hemmings, A. D. (2005). A question of politics: bioprospecting and the Antarctic Treaty
Science and Technology 36(6):1202-1211
System. In Hemmings, A. and Rogan-Finnemore, M. (eds), Antarctic Bioprospecting.
IPCC (2001a). Climate Change 2001 – Impacts, Adaptation and Vulnerability. University of Canterbury, Christchurch
Kouyoumjian, H. H. and Nouayhed, M. (2003). Proceedings of the International
Contribution of Working Group II to the Third Assessment Report of the
Workshop on Mediterranean Vermeted Terraces and Migratory/Invasive Organisms,
Intergovernmental Panel on Climate Change. McCarthy, J.J., Canziani, O.F., Leary, N. Henninger, N. and Hammond, A. (2000). Environmental Indicators Relevant to Poverty
19-21 December, Beirut. INOC Publications
A., Dokken, D.J. and White, K.S. (eds). Cambridge University Press, Cambridge and Reduction: A Strategy for the World Bank. World Resources Institute, Washington, DC
Krauskopf, R. B. and Retamales Saavedra, R. (2004). Guidelines for Vulnerability New York, NY
Hermansen, L. A. (2003). The Wildland-Urban Interface: An Introduction. In APA
Reduction in the Design of New Health Facilities. Pan American Health Organization and
IPCC (2001b). Climate Change 2001: Synthesis Report. A Contribution of Working National Planning Conference Proceedings, 2 April, Denver, CO http://www.design.asu.
World Health Organization, Washington, DC
Groups I, II and III to the Third Assessment Report of the Intergovernmental Panel on )edu/apa/proceedings03/HERMAN/herman.htm (last accessed 1 June 2007
Kuznets, Simon (1995). Economic Growth and Income Inequality. In American Climate Change. Cambridge University Press, Cambridge and New York, NY
Hoffmann, N. (2001). Urban consumption of agricultural land. In Rural and Small
Economic Review 45(1):1-28
IPCC (2001c). Climate Change 2001: The Scientific Basis. Contribution of Working Town Canada Analysis Bulletin 3:2 http://www.statcan.ca/english/freepub/21-006-
Lal, M. (2005). Climate change – implications for India’s water resources. In Mirza, Group I to the third Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate )XIE/21-006-XIE2001002.pdf (last accessed 1 June 2007
M. M. Q. and Ahmad, Q. K. (eds) Climate Change and Water Resources in South Asia. Change. Cambridge University Press, Cambridge and New York, NY
Hoguane, A. M. (1997). Marine Science Country Profiles: Mozambique. Intergovernmental
A. A. Balkema Publishers, Leiden
IPCC (2007a). Climate Change 2007: The Physical Science Basis. Contribution of Oceanographic Commission Western Indian Ocean Marine Science Association, Zanzibar
Landsat.org (2006). FREE Global Orthorectified Landsat Data via FTP http://www. Working Group I to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel on
Holland, M. M. and Bitz, C. M. (2003). Polar amplification of climate change in
)landsat.org/ortho/index.htm (last accessed 26 June 2007 Climate Change, Geneva http://www.ipcc.ch/WG1_SPM_17Apr07.pdf (last accessed
coupled models. In Clim. Dyn. 21:221-232
)5 April 2007
Larsen, J. (2004). Dead Zones Increasing in World’s Coastal Waters. Earth Policy
Homer-Dixon, T. and Kelly, K. (1995). Environmental Scarcity and Violent Conflict: The
Institute, Washington, DC http://www.earth-policy.org/Updates/Update41.htm (last IPCC (2007b). Climate Change 2007: Climate Change Impacts, Adaptation and
Case of Gaza. Project on Environment, Population and Security. American Association
)accessed 1 June 2007 Vulnerability. Contribution of Working Group II to the Fourth Assessment Report of
for the Advancement of Science and the University of Toronto, Toronto
the Intergovernmental Panel on Climate Change, Geneva http:// www.ipcc.ch/

2007–1987 :‫ المنظورات اإلقليمية‬:‫القسم ج‬ 294


OECD (2006a). Improving water management – Recent OECD Experience. In OECD Molina, T. L. and Molina, M. J. (2002). Air quality in the Mexico megacity: an Lebel, L., Fuchs, D., Garden, P., Giap, D. H., Hobson, K., Lorek, S., Shamshub, H.
Policy Brief February http://www.oecd.org/dataoecd/31/41/36216565.pdf (last integrated assessment. Kluwer Academic Publishers, London (2006). Linking knowledge and action for sustainable production and consumption
)accessed 1 June 2007 systems. USER Working Paper WP-2006-09. Unit for Social and Environmental
Montenegro, R. A. and Stephens, C. (2006). Indigenous health in Latin America and
Research, Chiang Mai
OECD (2006b). Environment Performance Reviews – Water: The Experience of OECD the Caribbean. In Indigenous Health 367(3):1859-1869
Countries. Organisation for Economic Co-operation and Development, Paris http:// Lesser, M. P. Lamare, M. L. and Barker, M. F. (2004). Transmission of ultraviolet
Moser, M., Crawford, P. and Scott, F. (1996). A Global Overview of Wetland Loss and
)www.oecd.org/dataoecd/18/47/36225960.pdf (last accessed 1 June 2007 radiation through the Antarctic annual sea ice and its biological effects on sea urchin
Degradation. Wetlands International, http://www.ramsar.org/about/about_wetland_
embryos. In Limnology & Oceanography 49:1957–1963
OECD and Republic of Armenia (2004). Financing Strategy for Urban Wastewater )loss.htm (last accessed 10 May 2007
Collection and Treatment infrastructure in Armenia. Final Report prepared by State Lightburn, S. (2004). Hybrids pick up speed in the race to go green. In The Galt Global
Mountain Partnership (2001). Did You Know? http://www.mountainpartnership.org/
Committee of Water Economy and Ministry of Finance and Economy of the Republic Review 18 February: http://www.galtglobalreview.com/business/hybrid_race.html
)issues/resources/didyouknow.html (last accessed 22 April 2007
of Armenia in cooperation with the EAP Task Force, Joint edition of OECD and Republic )(last accessed 1 June 2007
of Armenia, Yerevan Muir, D. C. G., Backus, S., Derocher, A. E., Dietz, R., Evans, T. J., Gabrielsen, G.
Linacre, E. and Geerts, B. (1998). The climate of the Kalahari Desert. In Resources in
W., Nagy, J., Norstrom, R. J., Sonne, C., Stirling, I., Taylor, M. K. and Letcher, J. J.
Office of the Governor (2006). Statement by Governer Schwarzenegger on historic Atmospheric Sciences, University of Wyoming, Laramie, WY http://www-das.uwyo.
(2006). Brominated flame retardants in Polar bears (Ursus maritimus) from Alaska,
agreement with legislature to combat global warming. Press Release, 30 August )edu/~geerts/cwx/notes/chap10/sec3.html (last accessed 1 June 2007
the Canadian Arctic, East Greenland, and Svalbard. In Env. Sci. Tech. 40:449-455
)http://gov.ca.gov/index.php?/press-release/3722/ (last accessed 1 June 2007
LMMA (2006). The Locally-Managed Marine Areas Network-Improving the Practice of
NASA (2006). Ozone hole watch. National Aeronautics and Space Administration.
OLADE (2005). Prospectiva energética de América Latina y el Caribe 2005. Marine Conservation: 2005 Annual Report – A Focus on Lessons Learned http://www.
)http://ozonewatch.gsfc.nasa.gov/index.html (last accessed 10 May 2007
Organización Latinoamericana de Energía, Quito .)lmmanetwork.org (last accessed 1 June 2007
Naylor, R. L., Steinfeld, H., Falcon, W. P., Galloway, J., Smil, V., Bradford, E., Alder, J.
Oldeman, L.R., Hakkeling, R.T.A. and Sombroek, W.G. (1991). World Map of the Status Lubowski, R., Vesterby, M. and Bucholtz, S. (2006). Land use. In Wiebe, K. and
and Mooney, H. A. (2005). Losing the links between livestock and land. In Science
of Human-Induced Soil Degradation: A Brief Explanatory Note. International Soil Reference Gollehon, N. (eds.) Agricultural Resources and Environmental Indicators, 2006 Edition.
310(5754):1621-1622
Information Centre-ISRIC (currently called World Soil Information), Wageningen US Department of Agriculture, Economic Research Service http://www.ers.usda.gov/
Nefedova, T. G. (2003). Selskaya Rossiya na pereput’e: geographicheslie ocherki (Rural )publications/arei/eib16/eib16_1-1.pdf (last accessed 1 June 2007
Olson, D. M, Dinerstein, E., Wikramanayake, E.D., Burgess, N.D., Powell, G.V.N.,
)Russia at a Cross-Roads: Geographical Essays). Novoe izdatelstvo, Moscow (in Russian
Underwood, E.C., D’amico, J.A., Itoua, I., Strand, H.E., Morrison, J.C., Loucks, C.J., Allnutt, Luthcke, S. B., Zwally, H. J., Abdalati, W., Rowlands, D. D., Ray, R. D., Nerem, R. S.,
T.F., Ricketts, T.H., Kura, Y., Lamoreux, J.F., Wettengel, W.W., Hedao, P. and Kassem, New Agriculturalist (2005). Crisis What crisis? In New Agriculturalist Online, 1 November, Lemoine, F. G., McCarthy, J. J. and Chinn, D. S. (2006). Recent Greenland ice mass
K.R. (2001). Terrestrial Ecoregions of the World: A New Map of Life on Earth. BioScience )http://www.new-agri.co.uk/05-6/focuson/focuson1.html (last accessed 1 June 2007 loss by drainage system from satellite gravity observations. In American Association for
51:933-938Omar, S. A., Bhat, N. R., Shahid, S. A. and Asem, A. (2005). Land and the Advancement of Science Express Reports 1130776v1
New Scientist (2005). Antarctic ice sheet is an ‘awakened giant’. In NewScientist.
vegetation degradation in war affected areas in the Sabah Al Ahmad Nature Reserve of
com news service. http://www.newscientist.com/article.ns?id=dn6962 (last accessed Lysenko, I. and Zöckler, C. (2001). The 25 largest unfragmented areas in the Arctic.
Kuwait. A Case Study of Umm Ar Rimam. In Journal of Arid Environments 62:475-490
)1 June 2007 UNEP-WCMC and UNEP Grid Arendal for the WWF Arctic Programme, unpublished
OPS (2005). Informe Regional sobre la Evaluación de los Servicios de Manejo de
NMA (2006). Coal industry poised for national, global growth. National Mining MA (2005). Ecosystems and Human Well-being: Synthesis. Millennium Ecosystem
Residuos Sólidos Municipales en la Región de América Latina y el Caribe. Washington, DC
Association Press Releases, 14 July, http://www.nma.org/newsroom/press_releases. Assessment, World Resources Institute, Washington, DC
OPS (2006). Datos básicos de cobertura en agua potable y saneamiento para la región )asp (last accessed 8 September
Maffi, L. (ed.) (2001). On Biocultural Diversity: Linking Language, Knowledge, and the
de las Américas. http://www.bvsde.paho.org/AyS2004/AguayS2004.html (last
NOAA (2006). Human and economic indicators- Shishmaref. National Oceanic and Environment. Smithsonian Institution Press, Washington, DC
)accessed 1 June 2007
Atmospheric Administration. http://www.arctic.noaa.gov/detect/human-shishmaref.
Marsalek, J., Diamond, M., Kok, S. and Watt, W. E. (2001). Urban runoff. In
Otto, B., Ransel, K., Todd, J., Lovaas, D., Stutzman, H. and Bailey, J. (2002). Paving )shtml (last accessed 1 June 2007
Environment Canada (ed.) Threats to Sources of Drinking Water and Aquatic Ecosystem
Our Way to Water Shortages: How Sprawl Aggravates the Effects of Drought. American
Nowlan, L. (2001). Arctic Legal Regime for Environmental Protection. World Health in Canada. National Water Research Institute, Burlington, ON http://www.nwri.
Rivers, the Natural Resources Defense Council and Smart Growth America http://www.
Conservation Union (International Union for the Conservation of Nature and Natural )ca/threats/threats-eprint.pdf (last accessed 1 June 2007
)smartgrowthamerica.org/DroughtSprawlReport09.pdf (last accessed 1 June 2007
Resources), Gland and International Council of Environmental Law, Bonn
Marsalek, J., Watt, W. E., Lefrancois, L., Boots, B. F. and Woods, S. (2002). Municipal
Paredis, E., Lambrecht, J., Goeminne, G. and Vanhove, W. (2004). Elaboration
Nowlan, L. (2005). Buried Treasure: Groundwater Permitting and Pricing in Canada. water supply and urban developments. Threats to Water Availability in Canada. National
of the concept of ‘ecological debt’: VLIR-BVO project 2003. Centre for Sustainable
West Coast Environmental Law and Sierra Legal Defence Fund http://www.sierralegal. Water Research Institute, Environmental Conservation Service of Environment Canada,
Development (CDO) – Ghent University, Ghent http://cdonet.ugent.be/noordzuid/
)org/reports/Buried_Treasure.pdf (last accessed 1 June 2007 Burlington, ON
)onderzoek/ecological_debt/ (last accessed 1 June 2007
NRC (2006). Toward an Integrated Arctic Observing Network. Committee on Designing Martinelli, L. A., Howarth, R. W., Cuevas, E., Filoso, S., Austin, A. T., Donoso, L.,
Pendall, R., Martin, J. and Fulton, W. (2002). Holding the Line: Urban Containment in
an Arctic Observing Network: National Research Council, Washington, DC Huszar, V., Keeney, D., Lara, L. L., Llerena, C., McIssac, G., Medina, E., Ortiz-Zayas,
the United States. The Brookings Institution Center on Urban and Metropolitan Policy,
J., Scavia, D., Schindler, D.W., Soto D. and Towsend, A. (2006). Sources of reactive
Washington, DC NRCan (2004). Climate Change Impacts and Adaptation: A Canadian Perspective.
nitrogen affecting ecosystems in Latin America and the Caribbean: current trends and
Climate Change Impacts and Adaptation, Natural Resources Canada, Ottawa http://
Peopleandplanet.net (2003). People and Food and Agriculture: Production trends. future perspectives. In Biogeochemestry 79:3-24
)adaptation.nrcan.gc.ca/perspective/index_e.php (last accessed 22 April 2007
FactFile, 8 August, http://www.peopleandplanet.net/doc.php?id=344 (last accessed
Martínez, J. and Fernández, A. (comps) (2004). Cambio climático: una vision desde
)22 April 2007 NRCan (2005). Improving Energy Performance in Canada – Report to Parliament
México. Instituto Nacional de Ecología, Semarnat, México, DF
Under the Energy Efficiency Act For the Fiscal Year 2004-2005. Natural Resources
Peters, C. (1996). Observation of sustainable exploitation of non-timber forest
Canada, Office of Energy Efficiency, Gatineau, QC http://oee.nrcan.gc.ca/Publications/ Maya, S. 2003. African Savanna. In Blue Planet Biomes http://www.
products. An ecologist’s -perspective. In Current Issues in Non-Timber Forest Products
)statistics/parliament04-05/summary.cfm?attr=0 (last accessed 22 April 2007 )blueplanetbiomes.org/african_savanna.htm (last accessed 1 June 2007
Research. Centre for International Forestry Research, Bogor
NRCS (1999). Summary Report, 1997 National Resources Inventory, Revised Mayaux, P., Bartholomé, E., Fritz, S. and Belward A. (2004). A new land-cover map
Peters, C. (1997). Sustainable use of biodiversity: myths, realities and potential.
December 2000. US Department of Agriculture, Natural Resources Conservation of Africa for the year 2000. Institute for Environment and Sustainability, Joint Research
In Grifo, F. and Rosenthal, J. (eds.). In Biodiversity and human health. Island Press,
Service. http://www.nrcs.usda.gov/technical/NRI/1997/summary_report/table5. Centre of the European Commission. In Journal of Biogeography 31:861-877
Washington, DC
)html (last accessed 1 June 2007
McMichael, A.J., Campbell-Lendrum, D.H., Corvalán, C.F., Ebi, K.L., Githeko, A.K.,
Petersen, A., Zöckler , C. and Gunnarsdottir, M. V. (2004). Circumpolar Biodiversity
NRCS (2003). National Resources Inventory 2001 Annual NRI: Urbanization and Scheraga, J.D. and Woodward A. (eds.) (2003). Climate change and human health:
Monitoring Programme – Framework Document. CAFF CBMP Report No.1.
Development of Rural Land. US Department of Agriculture, Washington, DC http:// Risks and responses. World Health Organization, Geneva
Conservation of Arctic Flora and Fauna International Secretariat, Akureyri
)www.nrcs.usda.gov/Technical/land/nri01/nri01dev.html (last accessed 1 June 2007
Middleton, N. (1999). The Global Casino: An Introduction to Environmental Issues.
Pew Center on Global Climate Change (2006). Learning from state action on climate
NRCS (2005). Conservation Innovation Grants. US Department of Agriculture, 2nd. Edition. Arnold, London
change. June 2006 update. In Brief: Innovative Policy Solutions to Global Climate
Washington, DC http://www.nrcs.usda.gov/programs/cig/ (last accessed 1 June
)Change http://www.pewclimate.org/docUploads (last accessed 1 June 2007 Ministry of the Environment of Japan (2005). Aichi Statement. Regional EST
)2007
Forum, 1-2 August 2005, Nagoya http://www.env.go.jp/press/file_view.
Philippi, A., Soares Tenório, J.A. and Calderoni, S. (2002). In Leff, E., Ezcurra, E., Pisanty, I.
NRM (2005). Factsheet: Russian-Norwegian Seabird Collaboration. Norwegian )php3?serial=7047&hou_id=6242 In Japanese (last accessed 1 June 2007
and Romero-Lankau, P. (2002). La Transición Hacia el Desarrollo Sustentable. Perspectivas
Polar Institute, Tromsø http://doksenter.svanhovd.no/faktaark/2005/Faktaark_
de América Latina y El Caribe. Instituto Nacional de Ecología, Universidad Autónoma Ministry of Environment, Republic of Korea (1996). National waste generation and
)Sjofugl_2005_ENG.pdf (last accessed 22 April 2007
Metropolitana and Programa de Naciones Unidas para el Medio Ambiente, México, DF )treatment. http://eng.me.go.kr/docs (in Korean) (last accessed 20 June 2007
NSIDC (2006). Arctic sea-ice extent. National Snow and Ice Data Center News
Pimentel, D. and Pimentel, M. (2004). Land, water and energy versus the ideal U.S. Mirza, M. Q. (2002). Global warming and changes in the probability of occurrence of
Release, 28 September 2005 ftp://sidads.colorado.edu/DATASETS/NOAA/G02135/
population. NPG (Negative Population Growth) Internet Forum Series, http://www. floods in Bangladesh and implications. In Global Environmental Change 12:127-138
)Sep/N_09_area.txt (last accessed 15 May 2007
)npg.org/forum_series/forum0205.html (last accessed 1 June 2007
Mirza, M. M. Q., Warrick, R. A., Erickson, N. J. and Kenny, G. J. (2005). Are floods
OAPEC (2005). Arab Energy Data. Organization of Arab Petroleum Exporting Countries.
Plan Bleu (2005). A Sustainable Future for the Mediterranean. The Blue Plan’s getting worse in the GBM Basins? In Mirza, M. M. Q. and Ahmad, Q. K. (eds.) Climate
)http://www.oapecorg.org/images/DATA/ (last accessed 22 April 2007
Environment and Development Outlook. Plan Bleu – Regional Activity Centre of UNEP/ Change and Water Resources in South Asia A. A. Balkema Publishers, Leiden
Mediterranean Action Plan, Valbonne and Earthscan, London OECD (2004). OECD Environmental Performance Reviews: Canada. Organisation for
Misak, R. F. and Omar, S. A. (2004). Military operations as a major cause of soil
Economic Co-operation and Development, Paris
Polar View (2006). Ice Edge Monitoring. Global Monitoring for Environment and degradation and sand encroachment in Arid Regions (the case of Kuwait). In Journal of
)Security http://www.polarview.org/services/iem.htm (last accessed 11 May 2007 OECD (2005). OECD Environmental Performance Reviews: United States. Organisation Arid Land Studies 14S:25-28
for Economic Co-operation and Development, Paris
Postel, S. (2005). Liquid Assets: The Critical Need to Safeguard Freshwater Mitchell, A. T. and Grau, H. (2004). Globalization, migration, and Latin American
Ecosystems. Worldwatch Institute, Washington, DC Ecosystems. In Science 305:5692

295 ‫إدامة مستقبل مشترك‬


Simms, A. (2005). Ecological Debt – the Health of the Planet and the Wealth of Saunders, S. and Maxwell, M. (2005). Less Snow, Less Water: Climate Disruption PNUMA (1999). “Evaluación sobre las fuentes terrestres y actividades que afectan al
Nations. Pluto Books, London in the West. Rocky Mountain Climate Organization, Louisville, CO http://www. medio marino, costero y de aguas dulces asociadas en la región del Gran Caribe”, in
rockymountainclimate.org/website%20pictures/Less%20Snow%20Less%20Water.pdf Informes y Estudios del Programa de Mares Regionales del PNUMA Nº 172, PNUMA/
Smith, G. (2005). Present day drought conditions in the Colorado River Basin. In
)(last accessed 1 June 2007 Oficina de Coordinación del PAM/ Programa Ambiental del Caribe, Mexico, DF
2005 Colorado River Symposium: Sharing the Risks: Shortage, Surplus, and Beyond,
28-30 September, Santa Fe, NM http://www.cbrfc.noaa.gov/present/2005/ Sawahel, W. (2004). Gulf’s first wind power plant is opened. SciDev.Net News, 2 PNUMA (2004). Perspectivas del Medio Ambiente Urbano en América Latina y el
)GSmith_SantaFe.pdf (last accessed 22 April 2007 November, http://www.scidev.net/content/news/eng/gulfs-first-wind-power-plant-is- Caribe. Programa de las Naciones Unidas para el Medio Ambiente, México, DF
)opened.cfm (last accessed 1 June 2007
Smith, R. (2003). Canada’s freshwater resources: toward a national strategy for PERSGA (2003). Regional Action Plan for the Conservation of Coral Reefs in the Red
freshwater management. In Water and the Future of Life on Earth: Workshop and Think Scambos, T. A., Bohlander, J. A., Shuman, C. A. and Skvarca, P. (2004). Glacier Sea and Gulf of Aden. Technical Report Series No. 3. Protection of the Environment of
Tank, Simon Fraser University, Vancouver, BC http://www.sfu.ca/cstudies/science/ acceleration and thinning after ice shelf collapse in the Larsen B embayment, Antarctica. the Red Sea and Gulf of Aden, Jeddah
)water/pdf/Appendix_3.pdf (last accessed 22 April 2007 In Geophysical Research Letters 31
PERSGA (2004). Regional Action Plan for the Conservation of Mangroves in the Red
Smol, J. P., Wolfe, A. P., Birks, H. J. B., Douglas, M. S. V., Jones, V. J., Korholai, Schaefer, J. A. (2003). Long-term range recession and the persistence of caribou in the Sea and Gulf of Aden. Technical Report Series No.12. Protection of the Environment of
A., Pienitz, R., Ruhlanda, K., Sorvarii, S., Antoniades, D., Brooks, S. J., Fallu, M-A., taiga. In Conservation Biology 17:1435-1439 the Red Sea and Gulf of Aden, Jeddah
Hughes, M., Keatley, B. E., Laing, T. E., Michelutti, T., Nazarova, L., Nymani, M.,
Scheifler, R., Gauthier-Clerc, M., Le Bohec, C. and Crini, N. (2005). Mercury PERSGA and GEF (2003). Status of Mangroves in the Red Sea and Gulf of Aden. Technical
Paterson, A. M., Perren, B., Quinlan, R., Rautio, R., Saulnier-Talbot, J. E., Siitonen, S.,
concentrations in King Penguin (Aptenodytes patagonicus) feather at Crozet Report Series No. 11. Protection of the Environment of the Red Sea and Gulf of Aden, Jeddah
Solovieva, N. and Weckstrom, J. (2005). Climate-driven regime shifts in the biological
Island (Sub-Antarctic): temporal trend between 1996-1974 and 2000-2001. In
communities of arctic lakes. Proceedings of the National Academy of Sciences of the PPG7 (2004). The Sustainable BR-163 Plan within the Framework of Government
Environmental Toxicology and Chemistry 24:125
United States of America 102:4397-4402 Policies for the Amazon Brasilia. Pilot Program to Conserve the Brazilian Rain Forest,
Scherr, S. J. and Yadav, S. (2001). Land degradation in the developing world: issues International Advisory Group (IAG), Report on the 21st Meeting, 26 July-6 August
Sperling, D. and Kurani, K. (2003). Sustainable urban transport in the 21st Century: A
and policy options for 2020. In IFPRI (ed.) The Unfinished Agenda: Perspectives on
new agenda. In Transportation, Energy, and Environmental Policy: VIII Biennial Asilomar Preen, A. (1989). Dugongs. Technical Report. Meteorological and Environmental
Overcoming Hunger, Poverty and Environmental Degradation. International Food Policy
Conference Proceedings. Transportation Research Board, Keck Center of the National Protection Administration, Jiddah
Research Institute, Washington, DC
Academies, Washington, DC
Price, A., and Robinson, H. (1993). The 1991 Gulf War: Coastal and marine
Schmidt, C. W. (2004). Sprawl: the new manifest destiny? In Environmental Health
Stafford, L. (2005). Drought in the Horn of Africa. In Geotime, April 29, 2005 http:// environmental consequences. In Marine Pollution Bulletin 27
Perspectives 112(11):A620-A627
)www.geotimes.org/apr05/WebExtra042905.html (last accessed 22 April 2007
Prishchepov, A. V., Alcantara, P. C. and Radeloff, V. C. (2006). Monitoring agricultural
Schneider, C. G. and Hill, L. B. (2005). Diesel and Health in America: The Lingering
Stenhouse, I. J., Gilchrist, H. G., Mallory, M. L. and Robertson, G. J. (2006). land abandonment in Eastern Europe with multitemporal MODIS data products.
Threat. Clean Air Task Force, Boston, MA http://www.catf.us/publications/reports/
Unsolicited Status report on Ivory Gull (Pagophila eburnea). Committee on the Status Presented at The 2006 Meeting of the Association of American Geographers, 7-11
)Diesel_Health_in_America.pdf (last accessed 1 June 2007
of Endangered Wildlife in Canada, Ottawa March 2006, Chicago, Illinois
Scholes, R. J. and Biggs, R. (eds.) (2004). Ecosystems Services in Southern Africa: A
Suresh, V. (2000). Sustainable development of water resources in urban areas. Raad, T. and Kenworthy, J. (1998). The U.S. and Us: Canadian Cities are going the
Regional Assessment. Council for Scientific and Industrial Reseach, Pretoria
Proceedings 10th National Symposium on Hydrology, July 18-19, Central Soil and way of their U.S. Counterparts into car-dependent sprawl. In Alternatives 24(1):14-22
Materials Research Station, New Delhi Scott, D. A. (1998). Global Overview of the Conservation of Migratory Arctic Breeding
Reich, P. F., Numbem, S. T., Almaraz, R. A. and Eswaran, H. (2001). Land Resources
Birds outside the Arctic. CAFF Technical Report No.4. Conservation of Arctic Flora and
Surfrider Foundation (2005). Coastal A-Z. http://www.surfrider.org/a-z/index.asp Stresses and Desertification in Africa. In Bridges, E. M., Hannam, I. D., Oldeman,
Fauna, Akureyri
)(last accessed 11 May 2007 L. R., Pening de Vries, F. W. T., Scerr, S J. and Sompatpanit, S. (eds.) Responses
Sea Around Us, 2006. A global database on marine fisheries and ecosystems. The to Land Degradation. Proc. 2nd International Conference on Land Degradation and
Taylor, A., Bramley, M. and Winfield, M. (2005). Government Spending on Canada’s
Fisheries Centre, University British Columbia, Vancouver, BC http://www.seaaroundus. Desertification, Khon Kaen. Oxford Press, New Dehli
Oil and Gas Industry: Undermining Canada’s Kyoto Commitment. The Pembina Institute
)org (last accessed 10 May 2007
)http://www.pembina.org/publications_item.asp?id=181 (last accessed 22 April 2007 Republic of Lebanon (2001). Lebanon State of the Environment Report. Ministry of
Sedell, J. R., Bennett, K., Steedman, R., Foster, N., Ortuno, V., Campbell, S. and Achouri, the Environment, Beirut
TEI (2006). Thai Green Label Scheme. Thailand Environment Institute, Nonthaburi
M. (2002). Integrated Watershed Management Issues in North America. In 21st Session
)http://www.tei.or.th/greenlabel/GL_home_main.htm (last accessed 11 May 2007 RFA (2005). Homegrown for the Homeland: Ethanol Industry Outlook 2005.
of the North American Forestry Commission, Food and Agriculture Organization of the
Renewable Fuels Association http://www.ethanolrfa.org/objects/pdf/outlook/
Terazono, A., Moriguchi, Y., Yamamoto, Y. S., Sakai, S., Inanc, B., Yang, J., Siu, United Nations, 22-26 October, Kona, Hawaii www.fs.fed.us/global/nafc/2002/
)outlook_2005.pdf (last accessed 17 May 2007
S., Shekdar, A. V., Lee, D-H., Idris, A. B., Magalang, A. A., Peralta, G. L., Lin, C-C., )meeting_info/technical_papers/watershed.doc (last accessed 1 June 2007
Vanapruk, P. and Mungcharoen, T. (2005). Waste management and recycling in Asia. Ribaudo, M. and Johansson, R. (2006). Water quality: impacts of agriculture.
SEMARNAT (2002). ACUERDO por el que se establece como área de refugio para
)In International Review for Environmental Strategies 5(2 In Wiebe, K. and Gollehon, N. (eds.) Agricultural Resources and Environmental
proteger a las especies de grandes ballenas de los subórdenes Mysticeti y Odontoceti,
Indicators, 2006 Edition. US Department of Agriculture, Economic Research Service,
TerrAfrica (2004). Terrafrica: Halting Land Degradation. http://web.worldbank.org/ las zonas marinas que forman parte del territorio nacional y aquellas sobre las que la
Washington, DC
WBSITE/EXTERNAL/COUNTRIES/AFRICAEXT/0,,contentMDK:20221507~menu PK:2 nación ejerce su soberanía y jurisdicción. Diario Oficial de la Federación. Viernes 24 de
58659~pagePK:146736~piPK:146830~theSitePK:258644,00.html (last accessed mayo de 2002. México, DF Ricketts, T. and Imhoff, M. (2003). Biodiversity, urban areas, and agriculture: locating
)11 May 2007 priority ecoregions for conservation. In Conservation Ecology 8(2):1 http://www.
SEPA (2004). Report on the State of the Environment in China 2003. State
)consecol.org/vol8/iss2/art1/ (last accessed 1 June 2007
The White House (2002). Global Climate Change Policy Book. http://www.whitehouse.gov/ Environmental Protection Administration, Beijing http://www.sepa.gov.cn/plan/
)news/releases/2002/02/climatechange.html (last accessed 1 June 2007 )zkgb/2003 (in Chinese) (last accessed 22 April 2007 RICYT (2003). Indicadores de ciencia y tecnología en Iberoamérica http://www.ricyt.
)org/interior/interior.asp?Nivel1=1&Nivel2=2&Idioma= (last accessed 26 June 2007
The White House (2005). President Bush Signs into Law a National Energy SGN (2005). Smart Growth Network http://www.smartgrowth.org/sgn/default.asp
Plan. Office of the Press Secretary http://www.whitehouse.gov/news/ )(last accessed 22 April 2007 Riegel, B. (2003). Climate change and coral reefs: different effects in two high latitude
)releases/2005/08/20050808-4.html (last accessed 1 June 2007 areas (Arabian Gulf, South Africa). In Coral Reefs 22:433-446
Sgro, J. (2002). Canada’s Urban Strategy: A Blueprint for Action, Final Report, Prime
The White House (2006). President Bush delivers State of the Union Address. In News Minister’s Caucus Task Force on Urban Issues. http://www.udiontario.com/reports/ Rignot, E. and Kanagaratnam, P. (2006). Changes in the velocity structure of the
and Policies, 31 January )pdfs/UrbanTaskForce_0211.pdf (last accessed 24 April 2007 Greenland Ice Sheet. In Science 311:986-990
Theobald, D. (2005). Landscape patterns of exurban growth in the USA from 1980 to Shepherd, A., Wingham, D. and Rignot, E. (2004). Warm ocean is eroding West Rignot, E., Cassasa, G., Gogineni, P., Krabill, W., Rivera, A. and Thomas, R. (2004).
2020. In Ecology and Society 10(1):32 Antarctic Ice Sheet. In Geophysical Research Letters 31 Accelerated discharge from the Antarctic Peninsula following the collapse of the Larsen
B ice shelf. In Geophysical Research Letters 31
Thomas, C. D., Cameron, A., Green, R. E., Bakkenes, M., Beaumont, L. J., Collingham, Sheppard, C. (2003). Predicted recurrence of mass coral mortality in the Indian Ocean.
Y. C., Erasmus, B. F. N., Ferreira de Siqueira, M., Grainger, A., Hannah, L., Hughes, In Nature 425:294-297 Robinson, W. D. (2005). Biodiversity and its health in urbanizing landscapes. In
L., Huntley, B., van Jaarsveld, A.S., Midgley, G.F., Miles, L., Ortega-Huerta, M.A., Emerging Issues Along Urban/Rural Interfaces: Linking Science And Society, 13-16
Sheppard, C., Price, A. and Roberts, C. (1992). Marine Ecology of the Arabian Region:
Townsend Peterson, A., Phillips, O. L. and Williams, S.E. (2004). Extinction risk from March 2005, Atlanta, GA
Patterns and Processes in Extreme Tropical Environments. Academic Press, London
climate change. In Nature 427(6970):145-148
Rodriguez, J. P., Tatiana, G. and Dirzo, R. (2005). Diversitas y el reto de la
Shiklomanov, I. A. (2004). Summary of the Monograph “World Water Resources
Toledo, V.M. (2002). Ethnoecology: A conceptual framework for the study of conservación de la biodiversidad latinoamericana. In Inci 30(8):449-449
at the Beginning of The 21st Century” Prepared in the Framework of IHP UNESCO.
indigenous knowledge of nature. In Stepp, J.R., Wyndham, F.S. and Zarger, R.S.
International Hydrological Programme, UNESCO, Paris ROPME (2004). State of the Marine Environment Report, 2003. Regional Organization
(eds.) Ethnobiology and Biocultural Diversity: Proceedings of the Seventh International
for the Protection of the Marine Environment of the sea area surrounded by Bahrain,
Congress of Ethnobiology. International Society of Ethnobiology, Athens, GA Shiklomanov, I. A. and Rodda, J. C. (2003). World Water Resources at the Beginning
I.R. Iran, Iraq, Kuwait, Oman, Qatar, Saudi Arabia and the United Arab Emirates, Kuwait
of the 21st Century. Cambridge University Press, Cambridge
Toledo, A. (2005). Marco conceptual: Caracterización ambiental del Golfo de México.
Rosa, H., Kandel, S., and Dimas, L. (2003). Compensation for environmental services
In Botello, A.V., Rendón von Osten, J., Gold-Bouchot, G. and Agraz-Hernández C. Shorbagy, M. A. (1986). Desertification of rangeland in the Arab world: causes,
and rural communities. PRISMA, San Salvador
(eds.). Golfo de México. Contaminación e impacto ambiental: diagnóstico y tendencias. indications, impacts and ways to combat. In Journal of Agriculture and Water 4:68-83
2ª edición. Universidad Autónoma de Campeche, Universidad Nacional Autónoma de )(ACSAD publication in Arabic Ruiz Marrero, C. (2005). Water Privatization in Latin America. Global Policy Forum. http://
México, Instituto Nacional de Ecología, México, DF )www.globalpolicy.org/socecon/gpg/2005/1018carmelo.htm (last accessed 10 May 2007
Siddeek, M., Fouda, M. and Hermosa, G. (1999). Demersal fisheries of the Arabian Sea,
Toledo, V. M. and Castillo, A. (1999). La ecología en Latinoamérica: siete tesis para the Gulf of Oman and the Arabian Gulf. In Estuarine Coastal and Shelf Science 49:87-97 Russian 3rd Nat. Comm. (2002). ТРЕТЬЕ НАЦИОНАЛЬНОЕ СООБЩЕНИЕ
una ciencia pertinente en una región en crisis. In Interciencia 24(3):157-168 РОССИЙСКОЙ ФЕДЕРАЦИИ, Moscow http://unfccc.int/resource/docs/natc/
Siegel, V. and Loeb, V. (1995). Recruitment of Antarctic krill Euphasia Superba and
)rusncr3.pdf (last accessed 17 April 2007
possible causes for its variability. In Marine Ecology Progress Series 123:45-56

2007–1987 :‫ المنظورات اإلقليمية‬:‫القسم ج‬ 296


UNEP/PCAU (2004). UNEP-Post Conflict Assessment Unit http://Postconflict.Unep.Ch/ UNEP (2002a). Global Environment Outlook 3: Past, Present and Future Perspectives. Tompkins, E.L. and Adger, W.N. (2003). Building resilence to climate change through
)(last accessed 1 June 2007 Earthprint, Hertfordshire, England adaptive management of natural resources. Working paper 27. Tyndall Center for
Climate Change Research, Norwich
UNESCAP (2005a). Asia-Pacific in Figures 2004. Statistics Division, UN Economic and UNEP (2002b). Africa Environment Outlook: Past, Present and Future Perspectives.
Social Commission for Asia and the Pacific, Bangkok EarthScan, London Torras, M. (2003). An ecological footprint approach to external debt relief. In World
Development 31(12):2161-71
UNESCAP (2005b). Review of the State of the Environment in Asia and the Pacific UNEP (2002c). Vital Waste Graphics. United Nations Environment Programme. Basel
2005. UN Economic and Social Commission for Asia and the Pacific http://www. Convention, GRID-Arendal, UNEP Division of Early Warning and Assessment-Europe), Arendal Tucker, C. J., Dregnc, H. F., and Newcomb, W. W. (1991). Expansion and contraction
unescap.org/mced/documents/presession/english/SOMCED5_1E_SOE.pdf (last of the Sahara Desert from 1980 to 1990. In Science 253:299-301
UNEP (2003a). Global Environment Outlook (GEO) – 3. Fact Sheet – Africa. United
)accessed 22 April 2007
Nations Environment Programme, http://www.unep.org/GEO/pdfs/GEO-3FactSheet- UN (2005a). The Millennium Development Goals Report 2005. United Nations, New
UNESCO (2003). Water quality indicator values in selected countries. In The 1st UN )Africa.pdf (last accessed 1 June 2007 York, NY
World Water Development Report: Water for People, Water for Life. United Nations
UNEP (2003b). UNEP support to NEPAD: Period of Support 2004-2005. United UN (2005b). The Millennium Development Goals in the Arab Regions: 2005 Summary.
Educational, Scientific and Cultural Organization, Paris http://www.unesco.org/bpi/
Nations Environment Programme, Nairobi (unpublished report) http://www.un.org/ United Nations, New York, NY
)wwdr/WWDR_chart2_eng.pdf (last accessed 24 April 2007
africa/osaa/2005%20UN%20System%20support%20for%20NEPAD/UNEP.pdf (last
UNAMI (2005). UN-Iraq Reconstruction and Development Update - August 2005.
UNESCWA (2001). Strengthening Institutional Arrangements for the Implementation of )accessed 10 May 2007
United Nations Assistance Mission for Iraq
Water Legislation and Improvement of Institutional Capacity. Report No. E/UNESCWA/
UNEP (2003c). Desk study on the Environment in the Occupied Palestinian Territories.
ENR/2001/11, United Nations Economic and Social Commissions for Western Asia, UNCC (2004). Exhibits to the oral submissions of the State of Kuwait to the F4 Panel
United Nations Environment Programme, Nairobi http://postconflict.unep.ch/
New York, NY of Commissioners (Procedural Order No 3). United Nations Compensation Commission,
)publications/INF-31-WebOPT.pdf (last accessed 22 April 2007
)Governing Council http://www2.unog.ch/uncc/ (last accessed 1 June 2007
UNESCWA (2003a). Governance for Sustainable Development in the Arab Region:
UNEP (2004a). Freshwater in Europe. Facts, Figures and Maps. UNEP-Division of
Institutions and Instruments for Moving Beyond an Environmental Management Culture. UNCCD (2001). Global Alarm: Dust and Sandstorms from the World’s Drylands.
Early Warning and Assessment, Office for Europe, Geneva http://www.grid.unep.ch/
United Nations Economic and Social Commissions for Western Asia, New York, NY UN Convention to Combat Desertification, Bonn http://www.unccd.int/publicinfo/
)product/publication/freshwater_europe.php (last accessed 17 April 2007
)duststorms/part0-eng.pdf (last accessed 22 April 2007
UNESCWA (2003b). Sectoral Water Allocation Policies in Selected UNESCWA Member
UNEP (2004b). GEO Latin America and the Caribbean Environment Outlook 2003.
Countries: An Evaluation of the Economic, Social and Drought Related Impact. Report UNCCD Secretariat (2004). The Secretary-General: Message on the World Day to
United Nations Environment Programme, Nairobi
No. E/UNESCWA/SDPD/2003/13. United Nations Economic and Social Commissions Combat Desertification. UNCCD Newsroom, 17 June http://www.unccd.int/publicinfo/
for Western Asia, New York, NY http://www.escwa.org.lb/information/publications/ UNEP (2005a). After the Tsunami, Rapid Environmental Assessment. United Nations )statement/annan2004.php (last accessed 22 April 2007
)edit/upload/sdpd-03-13.pdf (last accessed 1 June 2007 Environment Programme, Nairobi http://www.unep.org/tsunami/tsunami_rpt.asp
UNCTAD (2005). El transporte marítime en 2005. United Nations, New York and Geneva
)(last accessed 22 April 2007
UNESCWA (2003c). Updating the Assessment of Water Resources in UNESCWA
UNDP (2001). Human Development Report 2001. United Nations Development
Member Countries. Report No. E/UNESCWA/ENR/1999/13. United Nations Economic UNEP (2005b). E-waste: the hidden side of IT equipment’s manufacturing and use.
Programme, New York, NY
and Social Commissions for Western Asia, New York, NY Early Warning of Emerging Environmental Threats, Issue 5. UNEP Division of Early
Warning and Assessment GRID-Europe, Geneva UNDP (2004). Arab Human Development Report 2004: Towards Freedom in the Arab
UNESCWA (2004). Survey of Economic and Social Developments in the UNESCWA
World. United Nations Development Programme, New York, NY
Region 2002-2003. United Nations Economic and Social Commissions for Western UNEP (2005c). Assessment of Environmental “Hot Spots” in Iraq. United Nations
Asia, New York, NY Environment Programme, Nairobi UNDP (2005a). Sub-Saharan Africa – The Human Costs of the 2015 “Business-as-usual”
scenario, Human Development Report Office, United Nations Development Programme
UNESCWA (2005). Integrated Water Resources Management in UNESCWA Member UNEP (2006a). Africa Environment Outlook 2: Our Environment, Our Wealth. United
Countries (Draft Report in Arabic). United Nations Economic and Social Commissions for Nations Environment Programme, Nairobi UNDP (2005b). The Waste Business. United Nations Development Programme, New
Western Asia, New York, NY York, NY
UNEP (2006b). World Environment Day Factsheet. UNEP, Nairobi Africa
UNESCWA and API (2002). Economic Diversification in the Arab World. United Nations UNDP (2005c). Assessing Environment’s Contribution to Poverty Reduction:
UNEP (2006c). Asia-Pacific Lead Matrix. Partnership for Clean Fuels and Vehicles,
Economic and Social Commissions for Western Asia, New York, NY Environment for the MDGs. United Nations Development Programme, Poverty-
United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/pcfv/PDF/
Environment Partnership http://www.povertyenvironment.net/pep/?q=assessing_
UNESCWA, UNEP, LAS and OAPEC (2005). Energy for sustainable development for the )LeadMatrix-Asia-Pacific-Jan07.pdf (last accessed 1 June 2007
)environment_s_contribution_to_poverty_reduction (last accessed 1 June 2007
Arab region, a framework for action. United Nations Economic and Social Commissions
UNEP (2006d). The Regional Seas Programme, 2006. United Nations Environment
for Western Asia, New York, NY UNDP (2006). Human Development Report 2006: Beyond Scarcity: Power, Poverty and the
)Programme http://www.unep.org/regionalseas (last accessed 22 April 2007
Global Water Crisis. United Nations Development Programme, New York, NY http://hdr.undp.
UNFCCC-CDIAC (2006). Greenhouse Gases Database. United Nations Framework Convention
UNEP (2006e). Assessment Reports on Priority Ecological Issues in Central Asia. United )org/hdr2006/pdfs/report/HDR06-complete.pdf (last accessed 22 April 2007
on Climate Change, Carbon Dioxide Information Analysis Centre (in GEO Data Portal) http://
Nations Environment Programme, Ashgabat
)unfccc.int/ghg_emissions_data/items/3800.php (last accessed 16 May 2007 UNECA(2000). Transboundary River/Lake Basin Water Development in Africa:
UNEP (2006f). GEO Year Book 2006: An Overview of Our Changing Environment. Prospects, Problems and Achievements. ECA/RCID/052/00, United Nations Economic
UN-HABITAT (2001). The State of the World’s Cities 2001. United Nations Centre for
United Nations Environment Programme, Nairobi Commission for Africa, Addis Ababa http://www.uneca.org/publications/RCID/
Human Settlements (Habitat), Nairobi
)Transboundary_v2.PDF (last accessed 5 May 2007
UNEP (2006g). The Crisis in Lebanon: Environmental Impact. United Nations Environment
UN-HABITAT (2003a). Guide to Monitoring Target 11: Improving the Lives
)Programme, Nairobi www.unep.org/Lebanon/ (last accessed 26 September 2006 UNECA(2004). Assessing Regional Integration in Africa. Economic Commission for
of 100 Million Slum Dwellers. United Nations-Habitat, Nairobi http://www.
Africa, Addis Ababa
povertyenvironment.net/?q=guide_to_monitoring_target_11_improving_the_lives_ UNEP (2006h). Situation Report #8, Environmental Issues Associated with the Conflict
)of_100_million_slum_dwellers_2003 (last accessed 1 June 2007 in Lebanon. United Nations Environment Programme, Post-Conflict Branch, Nairobi UNECE (2003a). Kyiv Resolution on Biodiversity. ECE/CEP/108, Fifth Ministerial
Conference, Environment For Europe, Kiev, Ukraine, 21-23 May 2003
UN-HABITAT (2003b). Observation of the Housing Sector. United Nations-Habitat, UNEP (2006i). Marine and coastal ecosystems and human well-being: A synthesis
Nairobi http://www.unhabitat.org/content.asp?cid=688&catid=203&typeid=13&sub report based on the findings of the Millennium Ecosystem Assessment. DEW/0785/ UNECE (2003b). National report on the State of the Environment in Armenia in 2002.
)MenuId=0 (last accessed 1 June 2007 NA. United Nations Environment Programme, Nairobi United Nations Economic Commission for Europe, Yerevan http://www.unece.org/
env/europe/monitoring/Armenia/ http://www.countdown2010.net/documents/
UN-Habitat (2006). State of the World’s Cities 2006/7. United Nations-Habitat, Nairobi UNEP (2007a). Central and Eastern Europe + Central Asia lead matrix. Partnership for
)biodiv_resolution_Kiev.pdf (last accessed 17 April 2007
Clean Fuels and Vehicles, United Nations Environment Programme, Geneva http://
UNHCR (2005). 2004 Global Refugee Trends. Population and Geographical Data Section,
)www.unep.org/pcfv/PDF/MatrixCEELeadMarch07.pdf (last accessed 1 June 2007 UNECE (2006a). Annual Bulletin of transport statistics for Europe and North America.
Division of Operational Support, United Nations High Commission for Refugees, Geneva
UN Economic Commission for Europe, Geneva
UNEP (2007b). GEO Year Book 2007. United Nations Environment Programme, Nairobi
Unisys Corp. (2005). Atlantic Hurricane Database. Atlantic Oceanographic and
UNECE (2006b). Convention on Long-range Transboundary Air Pollution: Protocol on
Meteorological Laboratory, US National Oceanic and Atmospheric Administration http:// UNEP (2007c). Global Outlook for Ice and Snow. United Nations Environment
Heavy Metals. United Nations Economic Commission for Europe, Geneva http://www.
)weather.unisys.com/hurricane/atlantic/1987/index.html (last accessed 10 May 2007 Programme, Nairobi
)unece.org/env/lrtap/hm_h1.htm (last accessed 1 June 2007
Universidad de Chile (2006). Estado del Medio Ambiente en Chile 2005. Informe país. UNEP/DEWA/GRID-Europe (2006). Gridded Population of the World version 3. UNEP
UNECE-EMEP (n.d.). Official country reports to the Cooperative Programme for
GEO Chile. Universidad de Chile, Centro de Análisis de Políticas Públicas, Santiago Division of Early Warning and Assessment GRID–Europe, Geneva
Monitoring and Evaluation of the Long-range Transmission of Air Pollutants in Europe
University of Cambridge (2005). Large Ozone Losses over the Arctic. University UNEP/GPA (2006a). The State of the Marine Environment: Trends and Processes. (EMEP) of the United Nations Economic Commission for Europe http://www.emep.
of Cambridge, Cambridge http://www.admin.cam.ac.uk/news/press/ UNEP Global Programme of Action for the Protection of the Marine Environment from )int/ (last accessed 20 June 2007
)dpp/2005042601 (last accessed 22 April 2007 Land-based Activities, The Hague
UNCLAC (2002). The sustainability of development in Latin America and the Caribbean:
UNPD (2003). World Urbanization Prospects: The 2003 Revision Population Database. UNEP/GPA (2006b). Implementation of the GPA at regional level: The role of regional challenges and opportunities. Economic Commission for Latin America and the
United Nations Population Division, Economics and Social Affairs, New York, NY seas conventions and their protocols. UNEP-Global Programme of Action for the Caribbean, Regional Office for the Latin America and the Caribbean, Santiago de Chile
Protection of the Marine Environment from Land-based Activities, The Hague
UNPD (2005). World Urbanisation Prospects: The 2005 Revision (in GEO Data Portal). UNEP (1992). World Atlas of Desertification. Edward Arnold, London
UN Population Division, New York, NY http://www.un.org/esa/population/unpop. UNEP, UNESCWA and CAMRE (2001). World Summit on Sustainable Development.
UNEP (1993). Updated Scientific Report on the Environmental Effects of the Conflict
)htm (last accessed 4 June 2007 Progress Assessment Report for the Arab Region. United Nations, New York, NY
Between Iraq and Kuwait. United Nations Environment Programme, Nairobi
UNPD (2007). World Population Prospects: The 2006 Revision (in GEO Data Portal). UNEP-WCMC (2007). World Conservation Monitoring Centre database (in GEO Data
UNEP (1999). Overview of Land-based Sources and Activities Affecting the Marine
UN Population Division, New York, NY http://www.un.org/esa/population/unpop. )Portal). Cambridge http://www.unep-wcmc.org/ (last accessed 4 June 2007
Environment in the ROPME Sea Area. UNEP Regional Seas Reports and Studies No.
)htm (last accessed 4 June 2007
UNEP/MAP (2005). Mediterranean Strategy for Sustainable Development. UNEP- 168. UNEP/GPA & ROPME, Nairobi
Mediterranean Action Plan, Athens

297 ‫إدامة مستقبل مشترك‬


World Bank (2002a). Philippines Environment Monitor 2002. The World Bank, Vestreng, V., Breivik, K., Adams, M., Wagener, A., Goodwin, J., Rozovskkaya, O. UNRWA (2005). Total Registered Refugees per Country and Area. United Nations
Washington, DC and Pacyna, J. M. (2005). Inventory Review 2005, Emission Data reported to Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East http://www.un.org/
LRTAP Convention and NEC Directive, Initial review of HMs and POPs. UNECE-EMEP )unrwa/publications/pdf/rr_countryandarea.pdf (last accessed 16 May 2007
World Bank (2002b). Thailand Environment Monitor 2002. The World Bank,
Technical report MSC-W 1/2005. Meteorological Synthesising Centre-West, Norwegian
Washington, DC UNU (2002). INWEH leads project to reduce blue baby syndrome in Syria. UNU
)Meteorological Institute, Oslo http://www.emep.int/ (last accessed 20 June 2007
Update: The newsletter of United Nations University and its network of research and
World Bank (2002c). Environment Matters at the World Bank: Annual Review. The
Vistnes, I. and Nellemann, C. (2001). Avoidance of cabins, roads and powerlines by training centres and programmes 14 http://update.unu.edu/archive/issue14_6.htm
World Bank, Washington, DC
reindeer during calving. In Journal of Wildlife Management 65:915-925 )(last accessed 22 April 2007
World Bank (2002d). The Environment and the Millennium Development Goals. The
Wang Shu-cheng (2005). Report on water saving, protecting and reasonable UNSD (2005). UN Statistics Division Transport Statistics Database, UN Statistical
World Bank, Washington, DC
utilization. Address at: The 13th Session of the Standing Committee of the 10th )Yearbook. United Nations, New York, NY (in GEO Data Portal
World Bank (2003a). The science of health impacts of particulate matter. South National People’s Congress of the People’s Republic of China http://www.mwr.gov.cn/
USEIA (2005a). Annual Energy Review 2004. US Department of Energy, Energy
Asia Urban Air Quality Management Briefing Note: Note no. 9. The World Bank, )bzzs/20050124/50676.asp 2005-7-16 (in Chinese) (last accessed 10 May 2007
Information Administration, Washington, DC http://www.eia.doe.gov/emeu/aer/
Washington, DC
WBCSD (2005). Facts and Trends: Water. World Business Council for Sustainable )contents.html (last accessed 21 April 2007
World Bank (2003b). Jobs, Growth and Governance in the Countries of West Asia: Development, Geneva http://www.wbcsd.org/web/publications/Water_facts_and_
USEIA (2005b). Country Analysis Briefs: Canada. US Department of Energy, Energy
Unlocking the Potential for Prosperity. The World Bank, Washington, DC http:// )trends.pdf (last accessed 1 June 2007
Information Administration http://www.eia.doe.gov/emeu/cabs/canada.html (last
lnweb18.worldbank.org/mna/mena.nsf/Attachments/Integrative+Report+-
WCED (1987). Our Common Future: The World Commission on Environment and )accessed 21 April 2007
)+English/$File/intergrativepaper.pdf (last accessed 1 June 2007
Development. Oxford University Press, Oxford
USEIA (2006a). International Energy Outlook, 2006. Energy Information
World Bank (2004a). Cost of Environmental Degradation — The Case of Lebanon and
WCRP (2006). Summary Statement from the World Climate Research Programme Administration, Office of Integrated Analysis and Forecasting, US Department of Energy,
Tunisia. The World Bank, Washington, DC
Workshop: Understanding Sea-level Rise and Variability. World Climate Research Washington, DC http://www.eia.doe.gov/oiaf/ieo/pdf/0484(2006).pdf (last
World Bank (2004b). Four Years – Intifada, Closures and Palestinian Economic Crisis: Programme, 6-9 June 2006. IOC/United Nations Educational, Scientific and Cultural )accessed 10 May 2007
An Assessment. The World Bank, Washington, DC Organization, Paris http://copes.ipsl.jussieu.fr/Workshops/SeaLevel/Reports/
USEIA (2006b). Emissions of Greenhouse Gases in the United States 2005. US
)Summary_Statement_2006_1004.pdf (last accessed 22 April 2007
World Bank (2005a). World Development Indicators 2005. The World Bank, Washington, Department of Energy, Energy Information Administration ftp://ftp.eia.doe.gov/pub/
DC Wear, D. N. (2005). Forest Sustainability along Rural Urban Interfaces. In Emerging )oiaf/1605/cdrom/pdf/ggrpt/057305.pdf (last accessed 21 April 2007
Issues Along Urban/Rural Interfaces: Linking Science And Society, 13-16 March 2005,
World Bank (2005b). Middle East and North Africa Economic Developments and USEPA (2000). National Water Quality Inventory. http://www.epa.
Atlanta, GA http://www.urbanforestrysouth.org/Resources/Library/copy5_of_
Prospects 2005, Oil Booms and Revenue Management. The World Bank, Washington, )gov/305b/2000report/ (last accessed 5 May 2007
)Citation.2005-04-28.5241/ (last accessed 24 April 2007
DC http://web.worldbank.org/WBSITE/EXTERNAL/COUNTRIES/MENAEXT/0,,conten
USEPA (2002). Index of Watershed Indicators: An Overview. US Environmental Protection
tMDK:20449345~pagePK:146736~piPK:226340~theSitePK:256299,00.html (last Webster, P. J., Holland, G. J., Curry, J. A. and Chang, H.-R. (2005). Changes in
)Agency http://www.epa.gov/iwi/iwi-overview.pdf (last accessed 17 April 2007
)accessed 1 June 2007 tropical cyclone number, duration, and intensity in a warming environment. In Science
309(5742):1844-1846 USEPA (2003). Draft Report on the Environment. US Environmental Protection Agency,
World Bank (2005c). Poverty in MENA, Sector Brief. The World Bank, Washington,
Environmental Indicators Initiative http://www.epa.gov/indicators/roe/html/roePDF.
DC http://siteresources.worldbank.org/INTMNAREGTOPPOVRED/Resources/POVERTY- Weinthal, E., Vengosh A., Gutierrez A. and Kloppmann, W. (2005). The water crises in
)htm (last accessed 5 May 2007
)ENG2006AM.pdf (last accessed 1 June 2007 Gaza Strip: prospects for resolution. In Ground Water 43:653-660
USEPA (2004). Smart Growth. US Environmental Protection Agency http://www.epa.
World Bank (2006). World Development Indicators 2006. The World Bank, WFP (2005). 2004 Food Aid Flows, International Food Aid Information System
)gov/smartgrowth/index.htm (last accessed 5 May 2007
)Washington, DC (in GEO Data Portal (INTERFAIS). In Food Aid Monitor May 2005 http://www.wfp.org/interfais/index.
)htm (last accessed 22 April 2007 USEPA (2005a). Acid Rain Program 2004 Progress Report. US Environmental
World Bank/METAP (2003). Regional Solid Waste Management Project in METAP
Protection Agency, Clean Air Markets Division, Office of Air and Radiation http://www.
Mashreq and Maghreb Countries, Inception Report (Final Version). Mediterranean WHO (2000a). Guidelines for Air Quality. WHO/SDE/OEH/00.02. World Health
)epa.gov/airmarkets/progress/docs/2004report.pdf (last accessed 17 May 2007
Environmental Technical Assistance Program http://lnweb18.worldbank.org/mna/mena. Organization, Geneva http://whqlibdoc.who.int/hq/2000/WHO_SDE_OEH_00.02_
nsf/METAP+Documents/062332B943F17C8685256CD90013EF8A?OpenDocument )pp1-104.pdf (last accessed 1 June 2007 USEPA (2005b). USEPA Announces New Rules that Will Further Improve and Protect
)(last accessed 1 June 2007 Drinking Water. US Environmental Protection Agency http://yosemite.epa.gov/
WHO (2000b). World Health Organization: Preparation of WHO water quality
opa/admpress.nsf/d9bf8d9315e942578525701c005e573c/7b40d09f9a90e02
Woynillowicz, D., Severson-Baker, C. and Raynolds, M. (2005). Oil Sands Fever: The )guidelines for desalination - A Preliminary Note (Unpublished Report
)f852570d80066e978!OpenDocument (last accessed 5 March 2007
Environmental Implications of Canada’s Oil Sands Rush. The Pembina Institute, Drayton
WHO (2006). CDC Dengue Map: Distribution of Aedes aegypti in the Americas. CDC
)Valley, AB http://www.oilsandswatch.org/pub/203 (last accessed 1 June 2007 USEPA (2006a). Energy Star Overview of 2005 Achievments. US Environmental
Division of Vector-Borne Infectious Diseases (DVBID), World Health Organization, Geneva
Protection Agency, http://www.epa.gov/appdstar/pdf/CPPD2005.pdf (last accessed
WSSCC (2006). Partnerships in Action. Water Supply and Sanitation Collaborative
WHO (2007). Children’s health and the environment in Europe: a baseline assessment. )24 April 2007
)Council http://www.wash-cc.org/ (last accessed 1 June 2007
)World Health Organization Regional Office for Europe, Copenhagen (in press
USEPA (2006b). Draft Wadeable Streams Assessment: A Collaborative Survey of the
WRI (1995). World Resources 1994-1995: People and the environment, resource
WHO and UNICEF (2006). MDG Drinking Water and Sanitation Target: Assessment Nation’s Streams. US Environmental Protection Agency, Office of Water, Washington,
consumption, population growth and women. World Resources Institute, in collaboration
Report 2006. World Health Organization, Geneva and United Nations Children’s Fund, DC http://www.cpcb.ku.edu/datalibrary/assets/library/projectreports/WSAEPAreport.
with United Nations Environment Programme and United Nations Development
)New York, NY (in GEO Data Portal )pdf (last accessed 20 June 2007
Programme. Oxford University Press, New York, NY
Wie, H. (2005). Landmines in Lebanon: An historic overview and the current situation. USGS (2000). US Geological Survey World Petroleum Assessment 2000 – Description
WRI (2000). World Resources 2000-2001: People and Ecosystems, The Fraying Web
In Journal of Mine Action October and Results. United States Geological Survey, Washington, DC
of Life. World Resources Institute, in collaboration with United Nations Development
Programme, United Nations Environment Programme and The World Bank, Washington, DC Wilkinson, C. (ed.) (2000). Status of Coral Reefs of the World: 2000. Australian USGS (2005a). Distance to Nearest Road in the Conterminous United States. Fact
Institute of Marine Science, http://www.aims.gov.au/pages/research/coral- Sheet 2005-3011. US Geological Survey, Washington, DC http://www.fort.usgs.gov/
Wunder, S. (2001). Poverty alleviation and tropical forests – what scope for
)bleaching/scr2000/scr-00.html (last accessed 1 June 2007 )products/publications/21426/21426.pdf (last accessed 1 June 2007
synergies? In World Development 29(11):1817-33
Wilkinson, C. (ed.) (2004). Status of Coral Reefs of the World: 2004. Australian USGS (2005b). Coastal-Change and Glaciological Maps of Antarctica. Fact Sheet
WWF (2005). An Overview of Glaciers, Glacier Retreat, and Subsequent Impacts in
Institute of Marine Science, Townsville http://www.aims.gov.au/pages/research/ FS 2005-3055. US Geological Survey, Washington, DC http://pubs.usgs.gov/
Nepal, India and China. World Wide Fund for Nature Nepal Program http://assets.
)coral-bleaching/scr2004/index.html (last accessed 1 May 2007 )fs/2005/3055/ (last accessed 1 June 2007
)panda.org/downloads/himalayaglaciersreport2005.pdf (last accessed 22 April 2007
Winchester, L. (2005). Sustainable human settlements development in Latin America US Mayors (2005). Adopted resolution reported out of the Standing Committees.
WWF (2006a). Living Planet Report. World Wide Fund for Nature, Gland http://
and the Caribbean. In Medio Ambiente y Desarrollo No. 99, February. Sustainable In 73rd Annual US Conference of Mayors, 10-14 June, Chicago, IL http://www.
)assets.panda.org/downloads/living_planet_report.pdf (last accessed 4 June 2007
Development and Human Settlements Division, UNCLAC, Santiago de Chile usmayors.org/uscm/resolutions/73rd_conference/resolutions_adopted_2005.pdf
WWF (2006b). Paraguay: Zero Deforestation Law contributes significantly to the )(last accessed 1 June 2007
WMO and UNEP (2006). Executive Summary- Scientific Assessment of Ozone
conservation of the Upper Parana Atlantic Forest. World Wide Fund for Nature, Gland
Depletion: 2006. World Meteorological Organization/United Nations Environment Vázquez-Botello, A., Rendón von Osten, J., Gold-Bouchot, G. and Agraz-Hernández,
http://assets.panda.org/downloads/final_fact_sheet_eng_llp_event_asuncion_
Programme, Geneva/Nairobi http://www.wmo.ch/web/arep/reports/ozone_2006/ C. (2005). Golfo de México. Contaminación e impacto ambiental: diagnóstico y
)aug_30__2006.pdf (last accessed 4 June 2007
)exec_sum_18aug.pdf (last accessed 22 April 2007 tendencias. 2ª edición. Universidad Autónoma de Campeche, Universidad Nacional
Yefremov, D.F. and Shvidenko, A.Z. (2004). Long-terms Environmental Impact of Autónoma de México, Instituto Nacional de Ecología
Wood, S., Sebastian, K. and Scherr, S. (2000). Pilot Analysis of Global Ecosystems
Catastrophic Forest Fires in Russia’s Far East and their Contribution to Global Processes.
(PAGE). Agroecosystems Technical Report. World Resources Institute, Washington, DC Velicogna, I. and Wahr, J. (2006). Measurements of time-variable gravity show mass
In International Forest Fire News. No. 32. 2004:43-39 http://www.fire.uni-freiburg.
loss in Antarctica. In Science 311:1754-1756
)de/iffn/iffn_32/06-Yefremov.pdf (last accessed 17 April 2007 Wood, D. B. (2005). More tests, more closed shores. Christian Science Monitor, 9
August http://www.csmonitor.com/2005/0809/p01s01-usgn.html (last accessed Venema, H. D. (2006). From Cumulative Threats to Integrated Responses: A Review
)1 June 2007 of Ag-Water Policy Issues in Prairie Canada. International Institute for Sustainable
Development, Winnipeg, MB
World Bank (1999). What a Waste: Solid Waste Management in Asia. Urban
Development Sector Unit, East Asia and Pacific Region, The World Bank, Washington, Venetoulis, J. and Talberth, J. (2005). Ecological Footprint of Nations: 2005
DC http://siteresources.worldbank.org/INTEAPREGTOPURBDEV/Resources/ Update. Redefining Progress, Oakland CA http://www.ecologicalfootprint.org/pdf/
)whatawaste.pdf (last accessed 1 June 2007 )Footprint%20of%20Nations%202005.pdf (last accessed 10 May 2007

2007–1987 :‫ المنظورات اإلقليمية‬:‫القسم ج‬ 298


‫د‬ ‫القسم‬

‫األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬

‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪:‬‬ ‫الفصل ‪ 7‬‬


‫التحديات والفرص‬

‫الفصل ‪ 8‬الترابطات‪ :‬احلوكمة من أجل االستدامة‬


‫يسهم الكثير من األشخاص‪ ،‬فرادى وجماعات‪ ،‬وبغير قصد‬
‫في الغالب‪ ،‬في معاناة اآلخرين أثناء سعيهم لتحسني‬
‫رفاهيتهم‪ .‬وقد ينتج هذا عن التغيرات البيئية التي ترتبط‬
‫ببعضها البعض عبر املستويات املختلفة وبني املناطق‬
‫اجلغرافية من خالل العمليات الفيزيائية احليوية واالجتماعية‬
‫على حد سواء‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل‬

‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪:‬‬


‫التحديات والفرص‬
‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬جيل جاجر ومارسيل ت‪ .‬جيه‪ .‬كوك‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬جينيفر كلير محمد كاتريري‪ ،‬وسيلفيا آي كارلسون‪ ،‬وماتياس كي بي‬
‫لوديك‪ ،‬وجيوفري دي دابيلكو‪ ،‬وفرانك ثوماال‪ ،‬وإندرا دي سويسا‪ ،‬ومونيارادزي تشنجي‪،‬‬
‫وريتشارد فيلكاك‪ ،‬وليزا كوشي‪ ،‬ماريبيث لوجن مارتيللو‪ ،‬وفيكروم ماثر‪ ،‬وآنا روزا مورينو‪،‬‬
‫وفيشال نارين‪ ،‬وديانا سيتز‬
‫املؤلفون املساهمون‪ :‬ضاري ناصر العجمي‪ ،‬وكاترينا كاليستير‪ ،‬وثيري دي أوليفيرا‪،‬‬
‫ونوربيرتو فيرنانديز‪ ،‬وديس جاسبير‪ ،‬وسيلفيا جيادا‪ ،‬وألكسندر جوروبيتس‪ ،‬وهينك‬
‫هيلدرينك‪ ،‬وريخا كريشنان‪ ،‬وألكسندر لوبيز‪ ،‬وأنيت ناكييون‪ ،‬وألفارو برونس‪ ،‬وسوفي‬
‫ستراسير‪ ،‬وستيفن ونينك‬
‫إحيا ًء لذكرى جيرهارد بيتشيل‪-‬هيلد‬
‫محرر مراجعة الفصل‪ :‬كاثارينا ثيويسني‬
‫منسق الفصل‪ :‬منيارادزي تشنج‬
‫شارك بالصور‪ :‬منيارادزي تشنج‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫لقد ساعدت التجارة الدولية في زيادة الدخل وساعدت‬ ‫تعتمد القابلية للتأثر على التعرض والحساسية للتأثيرات‬
‫الماليين من الناس على تجاوز الفقر‪ ،‬لكنها أيضاً تبقي‬ ‫والقدرة أو انعدام القدرة على التأقلم أو التكيف‪ .‬وينبغي‬
‫على استدامة أنماط استهالك غير متكافئة‪ .‬ويعني‬ ‫النظر إليها في سياق عالمي للتغير الديموغرافي وأنماط‬
‫تعهيد عمليات استخراج الموارد الطبيعية وكذا إنتاجها‬ ‫الفقر‪ ،‬والصحة‪ ،‬والعولمة‪ ،‬والنزاع‪ ،‬والحوكمة‪ .‬وقد تم في‬
‫وتصنيعها إلى البلدان النامية أن على تلك البلدان أن‬ ‫هذا الفصل تحديد أنماط تمثيلية متعددة للقابلية للتأثر‬
‫تكافح من أجل التعامل مع النفايات الخطرة الناتجة عن‬ ‫بالتغيرات البيئية واالجتماعية‪-‬االقتصادية‪ .‬وهو ما يوفر‬
‫تلك العمليات واآلثار البيئية األخرى لها‪.‬‬ ‫أساسا ً لتحليل الضغوط المتفاعلة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فهو‬
‫يبين فرصا ً للحد من القابلية للتأثر وزيادة الرفاهية البشرية‬
‫وتؤدي الصراعات والعنف واالضطهاد إلى تشريد أعداد‬ ‫وحماية البيئة في الوقت نفسه‪ .‬وفيما يلي الرسائل‬
‫كبيرة من السكان المدنيين بشكل منتظم‪ ،‬وتجبر‬ ‫الرئيسية‪:‬‬
‫ماليين الناس على اللجوء إلى المناطق االقتصادية‬
‫والبيئية الحدودية داخل البلدان وعبر الحدود الدولية‪.‬‬ ‫تحققت تحسينات هامة في رفاهية اإلنسان خالل‬
‫وليس ثمة شك في أن ذلك يؤدي‪ ،‬أحيانا ً لعقود‪ ،‬إلى تدمير‬ ‫العشرين عاماً الماضية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك أكثر من بليون‬
‫سبل العيش والتنمية االقتصادية المستدامة وكذا قدرات‬ ‫فقير في العالم‪ .‬وهم موجودون في كافة األقاليم‪ .‬وهم‬
‫المجتمعات واألمم‪ .‬ويسهم الفقر الناشئ عن ذلك‪ ،‬والذي‬ ‫يفتقرون إلى الخدمات األساسية مما يجعلهم عرضة‬
‫يرتبط غالبا ً بقلة الموارد الطبيعية أو تدهورها‪ ،‬بشكل‬ ‫لتأثيرات التغيرات البيئية واالجتماعية االقتصادية‪ .‬ولن‬
‫مباشر في تدني مستويات الرفاهية البشرية وارتفاع‬ ‫يكون باستطاعة الكثير من البلدان إنجاز األهداف اإلنمائية‬
‫مستويات القابلية للتأثر‪.‬‬ ‫لأللفية المحددة لعام ‪ .2015‬لكن معالجة أوجه القابلية‬
‫للتأثر توفر فرصا ً إلنجاز هذه األهداف‪.‬‬
‫وقد زاد التعرض للمخاطر الطبيعية نتيجة للتغير‬
‫المناخي واألنشطة األخرى مثل تدمير أشجار القرم التي‬ ‫وتبين تحليالت أنماط القابلية للتأثر إلى توزيع المخاطر‬
‫تحمي السواحل من موجات المد البحري‪ .‬كما زادت‬ ‫على نحو غير عادل لجماعات معينة من الناس‪ .‬وأكثر‬
‫المخاطر نتيجة تركز السكان المستمر في المناطق‬ ‫هذه المجموعات عرضة للتأثيرات هم الفقراء وجماعات‬
‫المعرضة للمخاطر بشكل مرتفع‪ .‬وخالل العشرين عاما ً‬ ‫السكان األصليين والنساء واألطفال في كل من البلدان‬
‫الماضية‪ ،‬حصدت الكوارث الطبيعية أرواح ‪ 1.5‬مليون‬ ‫النامية والمتطورة على السواء‪.‬‬
‫شخص‪ ،‬وأثرت على أكثر من ‪ 200‬مليون شخص سنويا ً‪.‬‬
‫ويعيش أكثر من ‪ 90‬في المائة من األشخاص المعرضين‬ ‫ويأتي تحسين رفاهية البشر‪ ،‬بمعنى القدرة المتاحة‬
‫للكوارث في البلدان النامية‪ ،‬فيما يقع أكثر من نصف‬ ‫لهم على أن يعيشوا نوعية الحياة التي يتطلعون إليها‬
‫الوفيات الناتجة عن الكوارث في البلدان ذات مؤشر التنمية‬ ‫والفرص التي تساعدهم على تحقيق إمكاناتهم‪ ،‬في‬
‫البشرية المنخفض‪ .‬وتتعرض القدرة على التأقلم للوهن‬ ‫قلب عملية التنمية‪ .‬وهو ما يمثل ليس فقط ضرورة‬
‫نتيجة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬نقص خطط الدولة للحماية‬ ‫أخالقية‪ ،‬وإنما جانبا ً بالغ األهمية من حقوق اإلنسان كذلك‪.‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬وضعف شبكات السالمة غير الرسمية‪،‬‬ ‫وهو أساسي للحد من القابلية للتأثر وتحقيق االستخدام‬
‫والبنية التحتية السيئة أو التي ال تحظى بصيانة مالئمة‪،‬‬ ‫المستدام للبيئة‪.‬‬
‫واألمراض المزمنة‪ ،‬والنزاعات‪.‬‬
‫وقد كانت المكاسب المحققة فيما يتصل بالعمر‬
‫وتعتبر معالجة الفقر في كافة البلدان مطلباً ضرورياً من‬ ‫المتوقع ونصيب الفرد من اإلنفاق على الصحة‪ ،‬وكذا‬
‫أجل الحد من القابلية للتأثر بكل من التغيرات البيئية‬ ‫التراجع في وفيات األطفال أكبر بشكل منتظم في تلك‬
‫واالجتماعية االقتصادية ‪ .‬ويتزايد الفقر النسبي في الكثير‬ ‫البلدان التي تتسم بتوزيع الدخل وإتاحة الوصول للعالج‬
‫من البلدان على الرغم من الثراء العام‪ .‬ويمكن للوصول‬ ‫الطبي على نحو أكثر عدالة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه من المفارقة‬
‫المحسن إلى األصول المادية على مستوى األسر (الدخل‬ ‫أن يسهم الرخاء والنزعة االستهالكية‪ ،‬وكذا الفقر النسبي‪،‬‬
‫والغذاء ومياه الشرب والمأوى والكساء والطاقة والموارد‬ ‫في اعتالل الصحة في الكثير من المجتمعات الثرية‪.‬‬
‫في المائة من الدخل القومي اإلجمالي‪ .‬كما يجب عكس‬ ‫الطبيعية والمالية) وعلى المستوى المجتمعي (البنية‬
‫التراجع في الدعم المقدم إلى االستثمار في الزراعة والبنية‬ ‫التحتية المادية والخدمات) أن يساعد في كسر دائرة الفقر‬
‫التحتية من أجل أن تتمكن البلدان النامية من بناء‬ ‫والقابلية للتأثر والتدهور البيئي‪ .‬وهو ما يعني أن كونك‬
‫اقتصاداتها وزيادة قدرتها على التأقلم مع التغيرات البيئية‬ ‫فقيرا ً ينبغي أال يعني أن تبقى فقيرا ً‪.‬‬
‫واالجتماعية االقتصادية‪ .‬ومن شأن جعل التجارة الدولية‬
‫أكثر عدالة وضمان مراعاتها ألمور البيئة أن يسهم في زيادة‬ ‫ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬يجب أن تتكامل‬
‫هذه القدرة على التأقلم‪.‬‬ ‫مبادئ الحوكمة من المستوى المحلي إلى المستوى‬
‫العالمي‪ ،‬وعبر مجموعة متعددة من القطاعات‪ ،‬وبامتداد‬
‫وال يزال استغالل إمكانات العلم والتكنولوجيا في الحد‬ ‫إطار زمني أطول لصنع السياسة‪ .‬وخالل العشرين عاما ً‬
‫من القابلية للتأثر موزعاً على نحو غير متكافئ على‬ ‫الماضية‪ ،‬أصبحت الحوكمة بشكل متزايد متعددة‬
‫مستوى العالم‪ .‬ويمكن للشراكات الهادفة إلى توفير‬ ‫المستويات‪ ،‬مع قدر أكبر من التفاعل واالعتمادية المتبادلة‪.‬‬
‫االستثمارات وزيادتها أن تسهم في تحسين هذا‬ ‫إن الحكومات المحلية والجماعات المجتمعية واألطراف‬
‫الموقف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فال يمكن ألحد أن ينكر أن العلم‬ ‫األخرى غير الحكومية تشارك اآلن على نطاق أوسع في‬
‫والتكنولوجيا قد ساهما في زيادة المخاطر التي يتعرض‬ ‫التعاون الدولي‪ ،‬وهو ما يسهم في وضع أساس لسياسة‬
‫لها السكان والبيئة‪ ،‬وباألخص من خالل تحفيزهما للتغير‬ ‫عالمية على نحو أفضل في خبرات القابلية للتأثر المحلية‪.‬‬
‫البيئي‪.‬‬
‫ويوفر تكامل سياسات التنمية والصحة والبيئة فرصة‬
‫إن ثمة أوجه تآزر قوية بين تحسين الرفاهية البشرية‬ ‫سانحة‪ ،‬لكون الصحة والتعليم يمثالن حجري األساس‬
‫والحد من القابلية للتأثر فيما يتصل بالجوانب البيئية‬ ‫لرأس المال البشري‪ .‬ويظل استمرار االستثمار مطلبا ً‬
‫والتنموية وجوانب حقوق اإلنسان‪ .‬إن الدعوة للعمل من‬ ‫ضروريا ً من أجل زيادة القدرة على التأقلم مع التغيرات‬
‫أجل حماية البيئة تحتاج ألن تكون أكثر تركيزا ً على رفاهية‬ ‫البيئية وغيرها من التغيرات‪ .‬وعلى الرغم من تحسن‬
‫اإلنسان‪ .‬عالوة على أن تؤكد على أهمية تنفيذ االلتزامات‬ ‫معدالت وفيات األطفال أقل من خمس سنوات على نحو‬
‫الحالية للحكومات على الصعيدين الوطني والدولي‪.‬‬ ‫ملحوظ‪ ،‬فال تزال هناك فروق إقليمية كبيرة‪.‬‬

‫ويسهم تمكين المرأة ليس فقط في تحقيق مبدأ‬


‫العدالة وتكافؤ الفرص المنادى به على نطاق واسع‪،‬‬
‫ولكنه يحقق فائدة اقتصادية وبيئية واجتماعية جيدة‬
‫كذلك‪ .‬وقد أثبتت الممارسة أن برامج التمويل التي‬
‫تستهدف المرأة بشكل خاص يمكن أن تكون أرباحها أكبر‬
‫من المعتاد‪ .‬ويؤدي تحسن الوصول للتعليم إلى زيادة صحة‬
‫األمهات‪ ،‬بما يخلق نقطة بداية أفضل للجيل التالي‪ .‬ويمثل‬
‫تخفيف حدة الفقر مع مراعاة النوع في كل من البيئات‬
‫الريفية والحضرية عنصرا ً رئيسيا ً الستراتيجيات معالجة‬
‫القضايا الصحية والبيئة‪.‬‬

‫ويسهم التعاون البيئي في إيجاد مسار فعال للسالم من‬


‫خالل تعزيز االستخدام المستدام للموارد وتكافؤ الفرص‬
‫داخل البلد الواحد وبين البلدان‪ .‬وال شك أن االستثمار في‬
‫التعاون يعتبر استثمارا ً في المستقبل‪ ،‬ألن كالً من الندرة‬
‫والوفرة في الموارد البيئية يمكنها أن تفاقم التوترات‬
‫الحالية‪ ،‬وتسهم في إذكاء الصراع بين الجماعات‪ ،‬وباألخص‬
‫في المجتمعات التي تفتقد القدرة على إدارة المنافسة‬
‫على الموارد بشكل كفء وعادل‪.‬‬

‫ويجب رفع مستوى المساعدة اإلنمائية الرسمية من‬


‫أجل الوصول إلى الهدف العالمي المتفق عليه وهو ‪0.7‬‬
‫وحساسية هي محك سياسة التنمية المستدامة" (اللجنة‬ ‫مقدمة‬
‫العالمية للبيئة والتنمية ‪ .)1987‬وتوضح طريقة فهم‬ ‫توجد عالقات سببية قوية بين حالة البيئة ورفاهية اإلنسان‬
‫التعرض للخطر المطبقة هنا (انظر اإلطار ‪ )1-7‬احتمال‬ ‫والتعرض للخطر‪ .‬ويمثل فهم كيفية تأثير التغيرات البيئية‬
‫وجود نتائج سلبية قوية على الرفاهية‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫وغير البيئية على رفاهية اإلنسان وتعرضه للخطر أساس ًا‬
‫الوصول المحدود للموارد‪ ،‬مثل الطعام ومياه الشرب‪،‬‬ ‫هام ًا لمواجهة التحديات التي تواجه رفاهية اإلنسان‬
‫ووجود حدود تتعرض فيها الصحة والبقاء لتهديد خطير‬ ‫واغتنام فرص تحسين هذه الرفاهية في الوقت الذي يتم‬
‫عند تجاوزها‪ .‬وتوضح أنماط التعرض للخطر نتيجة‬ ‫فيه حماية البيئة‪.‬‬
‫للتغيرات البيئية واالجتماعية‪-‬االقتصادية‪ ،‬التي يشار إليها‬
‫هنا بـ "النماذج األصلية" آثار هذه التغيرات على رفاهية‬ ‫وغالب ًا ما تُعزى المخاطر إلى أعمال يتم القيام بها في‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫منطقة على مسافة بعيدة‪ ،‬مما يلقى الضوء على عالقات‬
‫االعتمادية المتبادلة في كافة أنحاء العالم‪ .‬وفي سياق‬
‫السياق العالمي للتعرض للخطر‬ ‫التعرض للخطر‪ ،‬يوضح هذا الفصل كيف تدعم السياسات‬
‫يشكل عدد من العوامل صور تعرض البشر والبيئة للخطر‪،‬‬ ‫الحالية المعنية بالتخفيف والقدرة على التكيف والمواجهة‬
‫بما في ذلك الفقر والصحة والعولمة والتجارة والمساعدات‬ ‫مساهمة السياسات البيئية في تحقيق أهداف التنمية‬
‫والصراعات ومستويات تغير الحوكمة والعلم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫المتفق عليها عالمياً‪ ،‬وبشكل خاص األهداف اإلنمائية‬
‫لأللفية (‪ .)MDGs‬كما يقيّم هذا التحليل ما إذا كانت‬
‫الفقر‬ ‫الحوكمة البيئية ترتبط بشكل كاف بميادين السياسة‬
‫يحد الفقر (انظر الفصل ‪ )1‬من قدرة األفراد على‬ ‫األخرى ذات الصلة‪ ،‬مثل تخفيف حدة الفقر والصحة‬
‫االستجابة للتغير البيئي والتكيف معه‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫والعلم والتكنولوجيا والتجارة‪ .‬ويحدد هذا التحليل الحاجة‬
‫إدراك الطبيعة متعددة األبعاد للفقر على نطاق واسع‪ ،‬إال‬ ‫لدمج البيئة في هذه الميادين للحد من التعرض للخطر‪.‬‬
‫أن الدخل واالستهالك يظالن المعيارين األكثر شيوعاً‪ .‬وقد‬ ‫ويوفر هذا توجيهات استراتيجية لصنع السياسة للحد من‬
‫حققت أغلب المناطق تقدم ًا في الوفاء بالهدف اإلنمائي‬ ‫المخاطر وتعزيز رفاهية اإلنسان (انظر الفصل ‪.)10‬‬
‫األول لأللفية (‪ )MDG 1‬المتعلق بالحد من الفقر المدقع‬
‫والجوع (انظر الشكل ‪ ،)1-7‬على الرغم من أن العديد من‬ ‫ومثلما ذكرت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية (لجنة برونتالند) في‬
‫هذه المناطق لن يحقق أهداف عام ‪ .2015‬وقد انخفض‬ ‫تقريرها مستقبلنا المشترك‪" ،‬إن دراسة مصالحهم‬
‫الفقر المدقع في البلدان النامية (األشخاص الذين يعيشون‬ ‫(المجموعات المعرضة للخطر) بشكل أكثر عناية‬
‫على أقل من ‪ 1‬دوالر أمريكي في اليوم) من ‪ 28‬في المائة‬
‫في عام ‪ 1990‬إلى ‪ 19‬في المائة في عام ‪.2002‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-7‬مفهوم التعرض للخطر‬
‫وانخفض العدد الفعلي من ‪ 1.2‬بليون إلى ما يزيد بقليل‬
‫التعرض للخطر سمة أصيلة لألشخاص الذين يواجهون خطرا ً‪ .‬وهو متعدد األبعاد والتخصصات والقطاعات وديناميكي‪ .‬وتم‬
‫عن ‪ 1‬بليون في عام ‪( 2002‬البنك الدولي ‪ .)2006‬وقد‬ ‫تحديده هنا كدالة للتعرض والحساسية آلثار العجز عن المواجهة أو التكيف أو القدرة عليها‪ .‬يمكن أن يكون التعرض‬
‫انخفضت النسبة المئوية لألشخاص في العالم الذين‬ ‫ألخطار‪ ،‬مثل الجفاف أو الصراع أو التقلبات الحادة في األسعار‪ ،‬وكذلك الظروف االجتماعية‪-‬االقتصادية والمؤسسية والبيئية‬
‫األساسية‪ .‬ال تعتمد اآلثار على التعرض فقط‪ ،‬ولكن أيضا ً على الحساسية للوحدة الخاصة المتعرضة (مثل مساقط المياه‬
‫يعانون من عدم كفاية المواد الغذائية للوفاء باحتياجاتهم‬ ‫أو الجزيرة أو األسرة أو القرية أو المدينة أو البلد) والقدرة على المواجهة أو التكيف‪.‬‬
‫اليومية‪ ،‬ولكن زادت األعداد الفعلية بين ‪ 1995‬و‪2003‬‬
‫يتم استخدام تحليل التعرض للخطر على نطاق واسع في عمل العديد من المنظمات الدولية وبرامج البحوث المعنية‬
‫(األمم المتحدة ‪ ،)2006‬في الوقت الذي عانى فيه ‪824‬‬ ‫بالحد من الفقر‪ ،‬والتنمية المستدامة‪ ،‬ومنظمات المعونة اإلنسانية‪ .‬ومن هذه المنظمات منظمة األغذية والزراعة (الفاو)‪،‬‬
‫مليون شخص من الجوع المزمن‪ .‬وقد ساهم النمو المستدام‬ ‫والصليب األحمر وجمعيات الهالل األحمر‪ ،‬وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬وبرنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬والبنك الدولي‪.‬‬
‫يساعد هذا النوع من العمل على تحديد األماكن والناس واألنظمة االيكولوجية التي قد تعاني أكثر من غيرها من التقلبات‬
‫في الصين والهند في انخفاض كبير في الفقر المدقع في‬ ‫والتغير البيئي و‪/‬أو من فعل اإلنسان‪ ،‬ويحدد األسباب الرئيسية‪ .‬ويستخدم لوضع التوصيات ذات الصلة بالسياسة لصناع‬
‫آسيا (‪.)Dollar 2004, Chen and Ravallion 2004‬‬ ‫القرار حول كيفية الحد من حاالت التعرض للخطر والتكيف مع التغير‪.‬‬

‫فعندما ترتفع وتيرة عدم العدالة في مكان ما‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫مفهوم التعرض للخطر امتداد مهم لتحليل المخاطر التقليدية التي ركزت أساسا ً على المخاطر الطبيعية‪ .‬وأصبح التعرض‬
‫بعض البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية في أوروبا وآسيا‬ ‫للخطر جانبا ً أساسيا ً من جوانب دراسات انعدام األمن الغذائي‪ ،‬والفقر‪ ،‬وسبل كسب العيش‪ ،‬وتغير المناخ‪ .‬في حين كانت‬
‫األبحاث األقدم تميل إلى االهتمام باألشخاص والمجتمعات األكثر عرضة للخطر كضحايا في مواجهة المخاطر البيئية‬
‫الوسطى‪ ،‬فال يعني ذلك بالضرورة ترجمة النمو االقتصادي‬ ‫واالجتماعية‪-‬االقتصادية‪ ،‬يركز المزيد من العمل في اآلونة األخيرة بشكل متزايد على قدرات مختلف الفئات المتضررة من‬
‫إلى فقر أقل (معهد الموارد العالمية ‪ ،2005‬البنك الدولي‬ ‫أجل استباق المخاطر ومواجهتها‪ ،‬وقدرات المؤسسات على خلق المرونة والتكيف مع التغير‪.‬‬

‫‪ .)2005‬فالفقر النسبي آخذ في الزيادة في العديد من‬ ‫تم استخدام المفهوم التكميلي للمرونة لوصف قدرة النظام للرجوع إلى الحالة المرجعية بعد اضطراب ما‪ ،‬وقدرة النظام‬
‫البلدان على الرغم من الرخاء العام‪ .‬فمثالً‪ ،‬ارتفع عدد من‬ ‫على المحافظة على بعض الهياكل والمهام بالرغم من االضطرابات‪ .‬إذا تجاوزت المرونة الحد‪ ،‬يمكن أن يحدث انهيار‪.‬‬

‫يعيشون تحت خط الفقر المحلي في الواليات المتحدة منذ‬ ‫المصادر‪Bankoff 2001, Birkmann 2006, Blaikie and others 1994, Bohle, Downing and Watts 1994, Chambers :‬‬

‫عام ‪ ،2000‬حيث بلغ ‪ 36‬مليون نسمة تقريب ًا في عام‬


‫‪1989, Chambers and Conway 1992, Clark and others 1998, Diamond 2004, Downing 2000, Downing and‬‬
‫‪Patwardhan 2003, Hewitt 1983, Holling 1973, Kasperson and others 2005, Klein and Nicholls 1999, Pimm‬‬
‫‪( 2003‬معهد الموارد العالمية ‪ .)2005‬وقد أثر التعديل‬ ‫‪1984, Prowse 2003, Watts and Bohle 1993, Wisner and others 2004‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪304‬‬


‫الشكل ‪ 1-7‬التقدم في تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية ‪)MDG 1( 1‬‬
‫مشاركة األشخاص الذين يعيشون على دوالر أو دوالرين يومياً والطريق إلى تحقيق الهدف اإلنمائي لأللفية حسب اإلقليم‬
‫شمال شرق آسيا‪ ،‬جنوب شرق آسيا‪،‬‬ ‫أوروبا الوسطى والشرقية ووسط آسيا‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫جنوب المحيط الهادئ‬
‫في المائة‬
‫‬ ‫معدل الفقر عند‬
‫‪ 1‬دوالر يومياً‬
‫المعدل الفعلي‬
‫‬ ‫المعدل المتوقع‬

‫ ‬ ‫معدل الفقر عند‬


‫‬ ‫ ‬ ‫‪ 2‬دوالر يومياً‬
‫ ‬ ‫المعدل الفعلي‬
‫المعدل المتوقع‬
‫‪20‬‬ ‫ ‬
‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬
‫‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫الطريق إلى‬
‫ ‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫تحقيق الهدف‬
‫‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫غرب آسيا وشمال أفريقيا‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‬
‫في المائة‬
‫‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫ ‬
‫‬ ‫ ‬

‫ ‬
‫‬

‫ ‬ ‫ ‬
‫‬ ‫ ‬
‫ ‬

‫‪10,4‬‬
‫ ‬ ‫مالحظة‪ :‬لم يتم تقديم‬
‫‬ ‫بعض الرسوم بشكل‬
‫كامل وفقاً ألقاليم‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫توقعات البيئة العالمية‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫المصدر‪World Bank 2006 :‬‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫ب) نسبة وعدد األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية حسب اإلقليم‬
‫نسبة األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية (األهداف اإلنمائية لأللفية)‬ ‫عدد األشخاص الذين يعانون من نقص التغذية (ماليين) (األمن الغذائي العالمي)‬
‫‬ ‫‬ ‫العالم النامي‬
‫أفريقيا جنوب‬
‫الصحراء الكبرى‬
‫‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬ ‫أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر‬
‫الكاريبي‬
‫‬
‫غرب آسيا وشمال‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫إسقاط األمن الغذائي‬
‫‬ ‫العالمي (‪)WFS‬‬

‫‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬لم يتم تقديم‬
‫بعض الرسوم بشكل‬
‫كامل وفقاً ألقاليم‬
‫‬ ‫‪0‬‬ ‫توقعات البيئة العالمية‪.‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‪m‬‬

‫‪m‬‬
‫‪m‬‬

‫‪m‬‬
‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‬
‫‬

‫المصدر‪FAO 2005b :‬‬


‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‪305‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫وال يوجد مساواة في المكاسب الصحية بين المناطق‬ ‫االقتصادي الهيكلي واعتالل الصحة واإلدارة السيئة على‬
‫وضمن مجموعات السكان‪ .‬ففي أقل الحاالت الصحية‬ ‫التقدم في بعض المناطق‪ ،‬بما في ذلك أفريقيا جنوب‬
‫تفضيالً‪ ،‬يعاني األشخاص من األمراض المعدية الدائمة‬ ‫الصحراء الكبرى (‪.)Kulindwa and others 2006‬‬
‫المرتبطة بالظروف المعيشية السيئة‪ ،‬بما في ذلك الفقر‬
‫والتدهور البيئي المستمر‪ .‬وقد صار مرض اإليدز أحد‬ ‫الصحة‬
‫األسباب الرئيسية في الوفيات المبكرة في أفريقيا جنوب‬ ‫تمثل الصحة أمر ًا محوري ًا لتحقيق األهداف اإلنمائية‬
‫الصحراء الكبرى‪ ،‬والقاتل الرابع األكبر على مستوى العالم‬ ‫لأللفية وذلك ألنها أساس إنتاجية األعمال والقدرة على‬
‫(األمم المتحدة ‪ .)2006‬فبحلول نهاية عام ‪ ،2004‬قدر‬ ‫التعلم والقدرة على النمو فكري ًا وجسماني ًا وعاطفي ًا‬
‫عدد األشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة‬ ‫(‪ .)CMH 2001‬وتمثل الصحة والتعليم حجري الزاوية‬
‫البشرية‪/‬اإليدز بـ ‪ 39‬مليون شخص‪ .‬وقد أثر الوباء سلب ًا‬ ‫للموارد البشرية‬
‫على عقود من تقدم التنمية في البلدان التي تعرضت‬ ‫(‪ .)Dreze and Sen 1989، Sen 1999‬فاعتالل‬
‫لإلصابة بشكل أسوأ‪ ،‬مما ساهم في حدوث زيادة قوية في‬ ‫الصحة يحد من القدرة على التكيف مع التغيرات البيئية‬
‫حاالت التعرض للمخاطر‪.‬‬ ‫والتغيرات األخرى‪ .‬فقد تحسنت معدالت وفاة األطفال دون‬
‫سن الخامسة إلى حد كبير‪ ،‬على الرغم من أنه ال يزال‬
‫العولمة والتجارة والمساعدات‬ ‫هناك اختالفات كبيرة بين األقاليم (انظر الشكل ‪ )2-7‬وال‬
‫يخلق النمو السريع للتجارة والتدفقات المالية المزيد من‬ ‫يزال يموت سنوي ًا ما يزيد عن ‪ 10‬مليون طفل دون سن‬
‫االعتمادية المتبادلة العالمية‪ .‬فلم يتم إلى اآلن إصالح‬ ‫الخامسة ‪ 98 -‬في المائة منهم في البلدان النامية‪.‬‬
‫جداول أعمال التنمية والتجارة‪ ،‬واستمرت الهوة بين‬ ‫ويتعرض للوفاة ‪ 3‬مليون شخص تقريب ًا بسبب البيئة غير‬
‫األغنياء والفقراء في االتساع‪ .‬فالبلدان الفقيرة تتجه إلى‬ ‫الصحية (‪.)Gordon and others 2004‬‬
‫حلول السوق وترتيبات برغماتية لزيادة التجارة واالستثمار‬
‫الخارجي المباشر لتوفير المزيد من الوظائف والتخفيف‬ ‫حددت منظمة الصحة العالمية المخاطر الصحية الرئيسية‬
‫من الفقر (‪ ،Dollar and Kraay 2000‬مؤتمر األمم‬ ‫للبلدان النامية والمتقدمة‪ ،‬كما هو مبين في الجدول ‪.1-7‬‬
‫المتحدة للتجارة والتنمية ‪ .)2004‬ولم تكن النتائج‬ ‫وقد ضمنت المخاطر التقليدية المرتبطة بالبلدان المتخلفة‬
‫متساوية إلى حد بعيد (انظر الشكل ‪ .)3-7‬ففشل جولة‬ ‫(مثل نقص الوزن والمياه غير اآلمنة واالفتقار إلى الصرف‬
‫الدوحة من محادثات منظمة التجارة العالمية يستمر في‬ ‫الصحي)‪ ،‬وتلك المخاطر المرتبطة بأساليب الحياة‬
‫إلحاق الضرر بأفقر الفقراء الذين يعتمدون غالب ًا على‬ ‫االستهالكية (مثل السمنة وعدم ممارسة أنشطة بدنية)‪.‬‬
‫األسواق الزراعية‪.‬‬

‫الشكل ‪ 2-7‬االتجاهات اإلقليمية والتوقعات لعام ‪ 2010 - 2005‬في معدالت وفيات األطفال دون الخامسة‬
‫الوفيات بالنسبة لكل ألف مولود‬
‫أفريقيا‬ ‫‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬ ‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫غرب آسيا‬ ‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫المصدر‪،GEO Data Portal :‬‬ ‫‬


‫تم جمعه من ‪UNPD 2007‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪m‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪306‬‬


‫الجدول ‪ 1-7‬األعباء المقدرة التي يمكن نسبتها وتجنبها لعوامل الخطر العشرة الرئيسية المختارة‬

‫البلدان المتقدمة (في المائة)‬ ‫انخفاض معدل الوفيات في البلدان النامية (في المائة)‬ ‫ارتفاع معدل الوفيات في البلدان النامية (في المائة)‬

‫‪12.2‬‬ ‫التبغ‬ ‫‪6.2‬‬ ‫الكحول‬ ‫‪14.9‬‬ ‫نقص الوزن‬

‫‪10.9‬‬ ‫ضغط الدم‬ ‫‪5.0‬‬ ‫ضغط الدم‬ ‫‪10.2‬‬ ‫الجنس غير اآلمن‬

‫‪9.2‬‬ ‫الكحول‬ ‫‪4.0‬‬ ‫التبغ‬ ‫‪5.5‬‬ ‫المياه والصرف الصحي والنظافة غير اآلمنة‬

‫‪7.6‬‬ ‫الكولسترول‬ ‫‪3.1‬‬ ‫نقص الوزن‬ ‫‪3.6‬‬ ‫الدخان في األماكن المغلقة من الوقود الصلب‬

‫‪7.4‬‬ ‫الوزن الزائد‬ ‫‪2.4‬‬ ‫الوزن الزائد‬ ‫‪3.2‬‬ ‫نقص الزنك‬

‫‪3.9‬‬ ‫انخفاض تناول الفاكهة والخضر‬ ‫‪2.1‬‬ ‫الكولسترول‬ ‫‪3.1‬‬ ‫نقص الحديد‬

‫‪3.3‬‬ ‫الخمول البدني‬ ‫‪1.9‬‬ ‫انخفاض تناول الفاكهة والخضر‬ ‫‪3.0‬‬ ‫نقص فيتامين (أ)‬

‫‪1.8‬‬ ‫العقاقير المحظورة‬ ‫‪1.9‬‬ ‫الدخان في األماكن المغلقة من الوقود الصلب‬ ‫‪2.5‬‬ ‫ضغط الدم‬

‫‪0.8‬‬ ‫الجنس غير اآلمن‬ ‫‪1.8‬‬ ‫نقص الحديد‬ ‫‪2.0‬‬ ‫التبغ‬

‫‪0.7‬‬ ‫نقص الحديد‬ ‫‪1.8‬‬ ‫المياه والصرف الصحي والنظافة غير اآلمنة‬ ‫‪1.9‬‬ ‫الكولسترول‬

‫مالحظة‪ :‬يتم التعبير بالنسبة المئوية عن أسباب عبء المرض بسنوات العمر المعادلة نتيجة اإلعاقة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬منظمة الصحة العالمية ‪2002‬‬

‫اقتصادياتها (األمم المتحدة ‪ )2006‬وزيادة قدراتها‬ ‫ونظر ًا لالهتمام المتزايد باألسواق‪ ،‬تغير جدول أعمال‬
‫التكيفية‪ .‬وتظل أفريقيا أكثر مناطق العالم اعتماد ًا على‬ ‫المساعدات‪ .‬فقد استخدمت معظم الزيادات األخيرة في‬
‫المساعدات إلى حد بعيد‪ ،‬في حين تفاوت اعتماد غرب‬ ‫المساعدات إللغاء الديون والوفاء باالحتياجات اإلنسانية‬
‫آسيا على المساعدات إلى حد كبير على مدار العشرين‬ ‫واحتياجات إعادة اإلعمار التي تلي الحاالت الطارئة (األمم‬
‫سنة الماضية (انظر الشكل ‪ .)3-7‬وتقرر األرقام مع ًا‬ ‫المتحدة ‪ .)2006‬وقد تضاعفت المشاركة في إجمالي‬
‫حقيقة كئيبة‪ .‬فاالستثمار الخارجي المباشر‪ ،‬الذي يمثل‬ ‫المساعدة اإلنمائية الرسمية (‪ )ODA‬المتجهة إلى الوفاء‬
‫رأس المال المنتج‪ ،‬هو صفقة رابحة للغاية أقل من‬ ‫باالحتياجات البشرية األساسية منذ منتصف التسعينيات‪،‬‬
‫المساعدات في العديد من مناطق العالم‪ .‬ففي عام ‪،2005‬‬ ‫ولكن تقلصت المشاركة المتجهة إلى المجاالت الزراعية‬
‫ساهم ‪ 191‬مليون مهاجر في كافة أرجاء العالم (كان‬ ‫والبنية التحتية المادية‪ .‬ويحتاج هذان القطاعان إلى الدعم‬
‫عددهم ‪ 176‬مليون مهاجر في عام ‪ )2000‬بزيادة‬ ‫إذا كانت البلدان ترغب في إطعام شعوبها وبناء‬

‫الشكل ‪ 3-7‬االستثمار المباشر األجنبي واالعتماد على المساعدات‬ ‫أفريقيا‬


‫أ) متوسط تدفقات االستثمار المباشر األجنبي على المستوى اإلقليمي‬ ‫ب) مستويات االعتماد على المساعدات على المستوى اإلقليمي‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫نسبة إجمالي الناتج المحلي‬ ‫نسبة إجمالي الدخل القومي‬ ‫أوروبا‬
‫‬ ‫‬ ‫أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫‬
‫‬ ‫غرب آسيا‬
‫‬
‫مالحظات‪ :‬ال تشتمل بيانات غرب‬
‫‬ ‫آسيا على بيانات لدولة العراق في‬
‫‬ ‫الفترة من عام ‪ 1994‬حتى ‪،2004‬‬
‫وكذلك لألراضي الفلسطينية‬
‫المحتلة في الفترة السابقة لعام‬
‫‬ ‫‬ ‫‪.1993‬‬
‫إجمالي الناتج الوطني (‪ )GNI‬هو‬
‫‬ ‫مجموع القيمة المضافة من قبل‬
‫‬ ‫جميع المنتجين المقيمين زائد‬
‫أية ضرائب منتجات (دعم أقل) غير‬
‫‬ ‫مندرجة ضمن تقييم المخرجات‬
‫زائد صافي المبلغ المستلم‬
‫‬ ‫من الدخل األساسي (مكافآت‬
‫‬ ‫الموظفين ودخل الفقر) من الخارج‪.‬‬

‫‬ ‫‬ ‫المصدر‪ ،GEO Data Portal :‬تم‬


‫جمعه من ‪World Bank 2005‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬

‫ ‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‪307‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫شهدت جميع مناطق العالم انخفاض ًا في العنف المسلح‬ ‫مقدارها ‪ 233‬بليون دوالر أمريكي لرأس المال المنتج‬
‫باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وغرب آسيا‬ ‫الذي ذهب ‪ 167‬بليون دوالر أمريكي منه للبلدان النامية‬
‫(‪.)Strand and others 2005‬‬ ‫(المنظمة الدولية للهجرة ‪.)2005‬‬

‫وعلى الرغم من االتجاهات العالمية اإليجابية في مسألة‬ ‫الصراعات‬


‫العنف المسلح‪ ،‬فإن الصراعات الدائمة لها آثار سلبية بالغة‬ ‫لقد أدى انتهاء الحرب الباردة في نهاية الثمانينيات إلى‬
‫على الرفاهية‪ .‬فقد لقي أكثر من ‪ 8‬ماليين شخص حتفهم‬ ‫انخفاض خطر نشوب حرب نووية نتيجة لتنافس القوى‬
‫بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة للحروب المستعرة في‬ ‫العظمى‪ ،‬على الرغم من بقاء مخاوف االنتشار النووي‬
‫أفريقيا منذ عام ‪.)Huggins and others 2006( 1960‬‬ ‫المستمر بين الدول واألطراف من غير الدول (‪Mueller‬‬
‫وقد أدت الصراعات والعنف والخوف من االضطهاد إلى‬ ‫‪ .)1996‬وال تزال الصراعات األهلية تمثل التهديد األكبر‪،‬‬
‫نزوح أعداد كبيرة من المدنيين‪ ،‬مما أجبر ماليين‬ ‫على الرغم من انخفاض الحوادث بصورة كبيرة في‬
‫األشخاص الذين يعيشون في مناطق اقتصادية وبيئية‬ ‫السنوات األخيرة (انظر اإلطار ‪ 2-7‬والشكل ‪ .)4-7‬وقد‬
‫حدودية للنزوح داخل البلدان وعبر الحدود الدولية‪ .‬وقد‬ ‫اتسمت المشاركة الدولية في الحروب األهلية‪ ،‬وبشكل‬
‫قدرت المفوضية السامية لألمم المتحدة لشئون الالجئين‬ ‫خاص في قدرات حفظ السالم وتحقيق السالم‪ ،‬بأنها كبيرة‬
‫‪ UNHCR‬أنه كان هناك ‪ 11.5‬مليون الجئ وطالب لجوء‬ ‫للغاية في جميع األوقات بسبب الضغوط اإلنسانية‪ .‬فالزيادة‬
‫ومشرد و‪ 6.6‬مليون نازح داخلي ًا على الصعيد العالمي في‬ ‫في عدد الديموقراطيات الرسمية لم يسبق لها مثيل؛ وقد‬
‫عام ‪( 2005‬المفوضية السامية لألمم المتحدة لشئون‬ ‫يساهم هذا االتجاه في خفض حوادث نشوب الحروب‬
‫الالجئين ‪ .)2006‬وقد أضعف االنتقال االضطراري‬ ‫األهلية على الرغم من أن االنتقال إلى الديموقراطية هي‬
‫لألشخاص إلى مناطق حدودية‪ ،‬أحيان ًا لعقود‪ ،‬األسباب‬ ‫فترة غير مستقرة إلى حد بعيد في أحوال كثيرة‪ .‬وقد‬

‫اإلطار ‪ 2-7‬عالم أقل عنفاً‬

‫(الصراعات الداخلية مع تدخل مسلح من حكومات أخرى) منذ أوائل‬ ‫منذ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ظل عدد الصراعات المسلحة بين الدول‬
‫ستينيات القرن الماضي‪ .‬إن الحد المنخفض للصراعات سجل هنا ‪ 25‬حالة‬ ‫(الصراعات بين الدول) منخفضا ً نسبيا ً‪ ،‬ولم يتم تسجيل مثل هذا الصراع‬
‫وفاة متعلقة بالمعركة في سنة معينة‪ .‬ال يشمل الرسم البياني عنف‬ ‫منذ عام ‪ .2003‬اختفت الصراعات المسلحة األكثر تنظيما ً (الصراعات‬
‫الدولة ضد األشخاص غير المنظمين ( "العنف من جانب واحد" أو اإلبادة‬ ‫االستعمارية وغيرها من الصراعات بين دولة مستقلة وجماعات خارجة عن‬
‫الجماعية والقتل السياسي)‪ ،‬أو أعمال عنف بين المجموعات؛ حيث ال تكون‬ ‫نطاق أراضيها) قبل منتصف سبعينيات القرن الماضي‪ .‬ارتفعت وتيرة‬
‫الحكومة طرفا ً في القتال ("عنف ليس من قبل الدولة" أو العنف الطائفي)‪.‬‬ ‫الصراعات المسلحة الداخلية (الصراعات األهلية أو الصراعات بين حكومة‬
‫إنه رسم بياني مكدس‪ ،‬وهذا يعني أنه تتم اإلشارة إلى عدد الصراعات في‬ ‫وجماعة داخلية منظمة ومتمردة) باطراد حتى عام ‪ ،1992‬بعد أن انخفضت‬
‫كل فئة في سنة معينة باالرتفاع في تلك السنة في منطقة لون معين‪.‬‬ ‫انخفاضا ً حادا ً‪ .‬تكررت الصراعات الداخلية الخاضعة لإلشراف الدولي‬

‫المصدر‪Harbom and Wallensteen 2007 :‬‬

‫الشكل ‪ 4-7‬عدد النزاعات المسلحة حسب النوع‬


‫عدد النزاعات المسلحة‬
‫‬
‫عالية النظامية‬
‫بين الدول‬ ‫‬
‫دولية‬ ‫‬
‫داخل الدول‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫المصدر‪Harbom and :‬‬ ‫‬


‫‪Wallensteen 2007‬‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪308‬‬


‫في الدراية باألشكال المحلية للتعرض للخطر‪ .‬وقد امتد تأثير‬ ‫المعيشية المستدامة والتنمية االقتصادية وقدرات البلدان‬
‫أشكال التعاون العالمي بحيث تجاوزت الميدان االقتصادي‬ ‫والقدرات المجتمعية‪ .‬ويساهم الفقر الناتج‪ ،‬المرتبط غالب ًا‬
‫(‪De Grauwe and Camerman 2003, Graham‬‬ ‫بنقص أو تدهور الموارد الطبيعية‪ ،‬بشكل مباشر في‬
‫‪ ،)2000, Wolf 2004‬ويختار العديد من المؤسسات‬ ‫خفض مستويات الرفاهية ووجود مستويات أعلى من‬
‫وضع قوانين بيئية تطوعية وزيادة التنظيم الذاتي‬ ‫التعرض للمخاطر‪.‬‬
‫(‪.)Prakash 2000‬‬
‫تغيير مستويات الحوكمة‬
‫العلم والتكنولوجيا‬ ‫لقد أصبحت الحوكمة على مدار العشرين سنة الماضية‬
‫تساعد عمليات التطوير في العلم والتكنولوجيا في الحد من‬ ‫بشكل متزايد متعددة المستويات‪ ،‬مع تميزها بالمزيد من‬
‫المخاطر التي يتعرض لها اإلنسان نتيجة للتغير البيئي‬ ‫التفاعل والتكافل بين مستويات مختلفة‪ .‬وتظل فاعلية‬
‫وغير البيئي‪ ،‬على الرغم من التفاوت الكبير في الخطوات‬ ‫السياسات الوطنية (انظر الشكل ‪ )5-7‬أمر ًا مختلطاً‪،‬‬
‫والمستويات التي تحقق فيها المناطق المختلفة التقدم (شعبة‬ ‫ولكن زادت قدرة الحكومات وإرادتها السياسية على اتخاذ‬
‫السكان التابعة لألمم المتحدة ‪ .)2001‬وقد بلغت النفقات‬ ‫اإلجراءات المالئمة‪ .‬وعند الجمع فيما بينها‪ ،‬فإن هذه‬
‫على األبحاث والتطوير في بلدان منظمة التعاون االقتصادي‬ ‫االتجاهات تزيد من فرص خفض التعرض للخطر‪ .‬وقد‬
‫والتنمية ‪ OECD‬بين عامي ‪ 1997‬و‪ 2002‬نسبة ‪ 2.5‬في‬ ‫شهدت السنوات األولى بعد انتهاء الحرب الباردة تفاؤ ًال‬
‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي بالمقارنة بـ ‪ 0.9‬في المائة‬ ‫متجدد ًا في الحوكمة العالمية متعددة األطراف‪ .‬وفي‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي في البلدان النامية (شعبة السكان‬ ‫موازاة ذلك‪ ،‬حقق التعاون اإلقليمي تقدم ًا في كافة أرجاء‬
‫التابعة لألمم المتحدة ‪ )2005‬وفي الوقت الذي بلغ فيه‬ ‫العالم‪ ،‬حتى في حال اختالف أشكاله وقوته‪.‬‬
‫عدد الباحثين في بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫‪ OECD‬نحو ‪ 3046‬باحث لكل مليون شخص بين عامي‬ ‫وهناك كذلك اتجاه نحو الالمركزية السياسية والمالية بدء ًا‬
‫‪ 1990‬و‪ ،2003‬فقد بلغ عددهم في البلدان النامية ‪400‬‬ ‫من الدولة وحتى مستويات التقسيمات اإلدارية‪ ،‬بما في‬
‫باحث لكل مليون شخص (شعبة السكان التابعة لألمم‬ ‫ذلك بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي‬
‫المتحدة ‪ .)2005‬وتظل إمكانية خفض العلوم والتكنولوجيا‬ ‫(‪ )Stegarescu 2004‬وفي أفريقيا وأمريكا الالتينية‬
‫ألشكال التعرض للخطر غير موزعة بشكل منصف إلى حد‬ ‫(‪ .)Stein 1999, Brosio 2000‬وقد ال يعني هذا بالضرورة‬
‫بعيد في كافة أرجاء العالم (انظر الشكل ‪ .)6-7‬وهذا يوضح‬ ‫أنه قد تم تعزيز السلطات المحلية‪ ،‬حيث أن الالمركزية‬
‫الحاجة لتحسين صور نقل التكنولوجيا بين المناطق‪.‬‬ ‫بدون تنازل عن السلطة يمكن أن تكون وسيلة لتقوية وجود‬
‫السلطة المركزية (‪ .)Stohr 2001‬وتساهم اآلن الحكومات‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬ساهمت التقنيات والممارسات الزراعية‬ ‫المحلية والمجموعات المعتمدة على المجتمع واألطراف‬
‫الجديدة منذ عام ‪ 1960‬في زيادة إنتاج المواد الغذائية‬ ‫الفاعلة األخرى غير الحكومية بصورة أكبر في التعاون‬
‫وخفض أسعارها‪ ،‬مما أدى لمواجهة نقص التغذية‬ ‫الدولي‪ ،‬مما يسهم في خلق أساس أفضل للسياسة الدولية‬

‫الشكل ‪ 5-7‬فعالية الحكومة (‪)2005‬‬ ‫المئين ‪90-100‬‬


‫المئين ‪90 - 75‬‬
‫المئين ‪75 - 50‬‬
‫المئين ‪50 - 25‬‬
‫المئين ‪25 - 10‬‬
‫التصنيف المئوي ‪0-10‬‬

‫مالحظة‪ :‬تعتمد‬
‫التصنيفات على بعض‬
‫العوامل مثل جودة‬
‫الخدمات العامة والمدنية‪،‬‬
‫وصياغة وتنفيذ السياسات‪،‬‬
‫ودرجة االستقالل عن‬
‫الضغوط السياسية‪،‬‬
‫ومدى مصداقية االلتزام‬
‫الحكومي‪.‬‬

‫المصدر‪World Bank 2006 :‬‬

‫‪309‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫التي يمكن أن توفرها البيئة لعملية التنمية (انظر الفصل ‪.)1‬‬ ‫الشكل ‪ 6-7‬كثافة البحث والتنمية‬
‫إجمالي نفقات البحث والتنمية كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي‬
‫ويتجلى التقارب المتزايد بين هذه المفاهيم الدولية وتلك‬
‫ ‬
‫السائدة على المستوى المحلي من االعتراف على أعلى‬ ‫المتقدمة‬
‫البلدان النامية‬
‫المستويات بالحقوق البيئية مثلها في ذلك مثل حقوق اإلنسان‬
‫(‪Ncube and others 1996, Mollo and others‬‬ ‫ ‬

‫‪ .)2005‬ومن األمور الهامة‪ ،‬أن مفاهيم الحقوق البيئية قد‬


‫انتقلت من التركيز على النوعية البيئية إلى دمج االحتياجات‬
‫األساسية والتنمية وأمور الحوكمة واألمور بين األجيال‬ ‫ ‬

‫(األمم المتحدة ‪Gleick 1999, Mollo and ،2003‬‬


‫‪ .)others 2005‬ومع ذلك‪ ،‬أصبح التقدم في الوفاء‬ ‫ ‬
‫باألهداف التنموية غير متوازن‪.‬‬

‫التحسينات في الرفاهية ‪ -‬لصالح البعض‬ ‫ ‬

‫على الرغم من التحسينات الكبيرة في الرفاهية على مدار‬


‫العشرين سنة الماضية‪ ،‬حيث تحققت مكاسب في الدخل‬
‫‬
‫والتغذية والصحة والحوكمة والسالم‪ ،‬إال أنه ال يزال هناك‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫العديد من التحديات المستمرة (انظر قسم السياق العالمي‬

‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫المصدر‪ :‬مأخوذة من ‪UIS 2004‬‬

‫‬
‫‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫والفصول من ‪ 1‬إلى ‪( )6‬شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة‬
‫‪ .)2006‬فماليين األشخاص في كافة أرجاء العالم يعانون‬ ‫والمجاعات المزمنة في العديد من المناطق‪ ،‬ولكن يظل‬
‫الفقر واالفتقار إلى الخدمات األساسية التي تشيع اآلن بين‬ ‫توزيع الوصول إلى هذه التقنيات أمر ًا غير منصف إلى حد‬
‫األثرياء‪ .‬ولن تستطيع العديد من البلدان أن تنجز أهداف‬ ‫بعيد‪ .‬ففي الثمانينيات من القرن العشرين‪ ،‬كانت عالجات‬
‫التنمية األلفية في عام ‪( 2015‬األمم المتحدة ‪ ،2006‬البنك‬ ‫الجفاف الفموية واللقاحات المالئمة لالستخدام في البلدان‬
‫الدولي ‪ .)2006‬وتوفر البيئة فرص ًا لإليفاء بهذه األهداف‬ ‫النامية حاسمة في خفض معدالت وفاة األطفال دون سن‬
‫ولتعزيز الرفاهية من خالل السلع والخدمات التي تقدمها‪.‬‬ ‫الخامسة‪ .‬وقد أتاحت تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت‬
‫الجديدة فرص ًا غير مسبوقة ألنظمة اإلنذار المبكر‪ ،‬وإيجاد‬
‫ويتسم الرابط بين البيئة والرفاهية بالتعقيد وعدم الخطية‬ ‫تنظيم محلي للمشاريع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمما ال شك فيه أن‬
‫والتأثر بالعوامل المتعددة بما في ذلك الفقر والتجارة‬ ‫العلم والتكنولوجيا قد أضافا أيض ًا أعباء أخرى للمخاطر‬
‫والتكنولوجيا ونوع الجنس والعالقات االجتماعية األخرى‬ ‫التي يواجهها اإلنسان والبيئة‪ ،‬وبشكل خاص من خالل‬
‫والحوكمة والجوانب المختلفة األخرى للتعرض للخطر‪.‬‬ ‫تحفيز التغير البيئي‪.‬‬
‫الترابط العالمي ‪ -‬من خالل العولمة والبيئة الطبيعية‬
‫نقاسمها جميع ًا ‪ -‬يقصد به أن تحقيق رفاهية اإلنسان في‬ ‫رفاهية اإلنسان والبيئة والتعرض للخطر‬
‫مكان ما قد يتأثر بالممارسات في مكان آخر‪.‬‬ ‫تحديات التنمية‬
‫تقع عملية تحسين رفاهية اإلنسان ‪ -‬المدى الذي يتمتع فيه‬
‫فالكيفية التي يعيش بها الناس والفرص التي تلوح أمامهم‬ ‫األفراد بالقدرة على العيش نوعية الحياة التي يقدرونها‬
‫ترتبط إلى حد بعيد بالبيئة (‪،Prescott-Allen 2001‬‬ ‫والفرص المتاحة أمامهم لتحقيق إمكانياتهم ‪ -‬في صميم‬
‫تقييم األلفية ‪( )2003‬انظر الفصول ‪ .)1-6‬وكما حذرت‬ ‫عملية التنمية‪ .‬وال يمثل هذا األمر مجرد ضرورة أخالقية‬
‫لجنة برونتالند‪ ،‬فإن التدهور البيئي يساهم في "الحلقة‬ ‫فحسب‪ ،‬ولكنه أيض ًا يمثل جانب ًا هام ًا من حقوق اإلنسان‬
‫المفرغة للفقر" والوصول إلى "ضياع الفرص والموارد"‬ ‫األساسية (األمم المتحدة ‪ ،1966‬األمم المتحدة ‪،1986‬‬
‫(اللجنة العالمية للبيئة والتنمية ‪ .)1987‬فالصحة الجيدة‪،‬‬ ‫األمم المتحدة ‪ )2003‬وأساسي للحد من التعرض للخطر‬
‫مثالً‪ ،‬تعتمد بشكل مباشر على النوعية البيئية الجيدة (انظر‬ ‫وتحقيق االستخدام المستدام للبيئة‪.‬‬
‫الفصول ‪( )1-6‬تقييم األلفية ‪ .)2003‬وتقر العديد من‬
‫الدساتير المحلية في الوقت الراهن أن البيئة الصحية هي‬ ‫ومنذ تأكيد تقرير لجنة برونتالند في عام ‪ 1987‬على‬
‫من حقوق اإلنسان الضرورية‪ .‬وعلى الرغم من بعض‬ ‫االرتباط بين البيئة والتنمية‪ ،‬فقد ألقت بيانات السياسات‬
‫التحسينات‪ ،‬فال يزال التلوث يمثل مشكلة‪ ،‬حيث تدفعه‬ ‫المختلفة واالتفاقيات البيئية متعددة األطراف‪ ،‬بما في ذلك‬
‫أحيان ًا عوامل خارج نطاق سيطرة ضحاياه (راجع‬ ‫إعالن ريو في عام ‪( 1992‬المبدأ ‪ )1‬واالتفاقيات المتعلقة‬
‫المشاعات العالمية والنماذج األصلية للمواقع الملوثة)‪.‬‬ ‫بالتنوع البيولوجي والتغير المناخي‪ ،‬الضوء على الفرص‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪310‬‬


‫الشكل ‪ 7-7‬كثافة البحث والتنمية‬ ‫ويتم توزيع المخاطر والتكاليف ذات الصلة بشكل غير‬
‫ملخص مخاطر الدخل لعام ‪2004‬‬ ‫منصف بين كافة فئات المجتمع (انظر الشكل ‪ .)7-7‬وعلى‬
‫المخاطر األساسية‪ :‬انعدام‬
‫المياه اآلمنة‪ ،‬والصرف‬ ‫الرغم من خفض حدوث االعتالل الصحي على الصعيد‬
‫الصحي والصحة العامة‪،‬‬
‫التلوث الهوائي الداخلي‪،‬‬ ‫العالمي‪ ،‬إال أن التكاليف ال تزال كبيرة‪.‬‬
‫واألمراض المنقولة‪،‬‬
‫والمخاطر التي تتسبب في‬
‫وقوع حوادث وإصابات‬ ‫وعلى الرغم من التحسينات التي طرأت على الوصول إلى‬
‫المخاطر الحديثة‪:‬‬
‫االستخدام غير اآلمن للمواد‬ ‫المياه والصرف الصحي (انظر الشكل ‪ ،)4-3‬فال يزال‬
‫الكيميائية‪ ،‬والتدهور البيئي‬ ‫يعاني أفقر الناس من النقص الحاد في المياه كنتاج للموقع‬
‫المخاطر الناشئة‪ :‬تغير‬ ‫والبنية التحتية الضعيفة واالفتقار إلى الموارد البيئية‬
‫المناخ‪ ،‬الملوثات العضوية‬
‫الثابتة‪ ،‬المواد المعطلة‬ ‫(انظر الشكل ‪ .)8-7‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يعاني هؤالء األشخاص‬
‫إلفرازات الغدد الصماء‬
‫من اعتالل الصحة واإلهانة (شعبة السكان التابعة لألمم‬
‫السكان منخفضو‬ ‫السكان متوسطو‬ ‫المجتمعات‬ ‫المتحدة ‪ .)2006‬ويدفع الفقراء الذي يعيشون في المدن‬
‫الدخل الذين‬ ‫الدخل الذين‬ ‫الصناعية ذات‬ ‫المصدر‪ :‬مأخوذة من‬
‫يعيشون في فقر‬ ‫يعيشون في‬ ‫الدخل المرتفع‬ ‫‪Gordon and others 2004‬‬ ‫في العديد من البلدان النامية أموا ًال نظير الحصول على‬
‫مرحلة انتقالية‬
‫المياه أكثر مما يتحمله السكان األكثر ثراء‪.‬‬

‫فوصول الفقراء لألصول المادية على مستوى األسرة‬


‫الشكل ‪ 8-7‬الفقر ونقص توفر الخدمات األساسية‪2002 ،‬‬ ‫(الدخل والغذاء والمياه والمأوى والملبس والطاقة والموارد‬
‫ماليين‬
‫الطبيعية والمائية) وعلى مستوى المجتمع (البنية التحتية‬
‫‬ ‫أخرى‬
‫المادية والخدمات) هو جزء من دائرة من اإلفقار والتعرض‬
‫األشخاص الذين‬
‫‬
‫يعيشون بأقل من‬ ‫للخطر والتغير البيئي‪ .‬وهو يمثل جزء ًا من سلسلة يصير‬
‫‬
‫‪ 2‬دوالر يومياً‬ ‫الشخص فيها فقير ًا ويظل حبيس هذا الفقر (‪،Brock 1999‬‬
‫األشخاص الذين‬
‫‬ ‫يعيشون بأقل من‬ ‫مركز أبحاث الفقر المزمن ‪ .)2005‬كما يعتبر الفقر النسبي‬
‫‪ 1‬دوالر يومياً‬ ‫والعمر ونوع الجنس في البلدان المتقدمة عوامل هامة في‬
‫‬
‫توزيع الفوائد‪ .‬ويوضح النموذج األصلي للطاقة المخاطر‬
‫‬
‫التي تنشأ عن االفتقار إلى الوصول للطاقة‪ ،‬وكذلك المخاطر‬
‫‬
‫المرتبطة باالعتماد على عمليات استيراد الطاقة‪ .‬ويمكن أن‬
‫‬ ‫يؤدي االستثمار في تطوير البنية التحتية المادية وللخدمات‬
‫‬ ‫في تحسين الرفاهية من خالل زيادة فرص التسويق‬
‫‬
‫واألمن والوصول إلى الطاقة والمياه النظيفة والتقنيات‬
‫للحصول على استخدام فعال ومستدام للموارد الطبيعية‪.‬‬
‫‬

‫‬
‫كما يعيش الناس في البلدان التي يوجد بها مؤشر تنمية‬
‫‬ ‫بشرية منخفض حياة أقصر (انظر الشكل ‪ ،)9-7‬بسبب‬
‫‬ ‫المصدر‪ ،UNDP 2006 :‬تم‬ ‫انخفاض المستوى الصحي بسبب الجوع والمياه غير اآلمنة‬
‫جمعه من ‪multiple sources‬‬
‫والصرف الصحي والصحة العامة (انعدام المياه) ومعاناة‬
‫المشاكل البيئية األخرى مثل التلوث الهوائي الخارجي‬
‫يقلل االستثمار في رأس المال االجتماعي ورأس المال‬ ‫والداخلي (انظر الشكل ‪ 2-12‬في الفصل ‪ )2‬والتعرض‬
‫البشري من المخاطر‬ ‫للرصاص والتغير المناخي‪ .‬وكانت المكاسب التي تحققت‬
‫ويمكن أن توفر األصول البيئية فرص ًا هامة لتحسين‬ ‫في متوسط األعمار ومعدل الوفيات بين األطفال والنفقات‬
‫الرفاهية ولكن‪ ،‬كما هو مبين في النماذج األصلية‪ ،‬ال تصل‬ ‫الصحية للفرد على نحو منهجي أكبر في هذه البلدان مع‬
‫الفوائد التي يتم جنيها من هذه الموارد في األعم األغلب‬ ‫توزيع أكثر إنصاف ًا للدخل والوصول إلى المعالجة الطبية‬
‫إلى األشخاص األكثر عرضة للمخاطر‪ .‬ويتأثر توزيع‬ ‫(منظمة صحة الشعوب األمريكية ‪ .)2002‬فعلى سبيل‬
‫الفوائد البيئية بالوصول إلى الشبكات (على سبيل المثال‬ ‫المثال‪ ،‬تتمتع كوستاريكا بمتوسط أعمار أعلى من الواليات‬
‫المنظمات غير الحكومية والحكومات والقطاع الخاص)‬ ‫المتحدة‪ .‬ويساهم الترف والنزعة االستهالكية وكذلك الفقر‬
‫وعالقات الثقة والمعاملة بالمثل والتبادل (‪.)Igoe 2006‬‬ ‫النسبي في المجتمعات األكثر ثراء في اعتالل الصحة‪.‬‬
‫كما أن عمليات التنمية التي تقضي بشكل متعسف على‬

‫‪311‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫الشكل ‪ 9-7‬سنوات العمر المعدلة نتيجة اإلعاقة (‪ )DALY‬ومؤشر التنمية البشرية‬
‫فقد سنوات العمر المعدلة نتيجة اإلعاقة لكل ‪ 1000‬شخص‬
‫البيئة‬ ‫‬
‫المياه‬
‫الجوع‬ ‫‬
‫أخرى‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المصدر‪UNDP 2002, WHO 2002 :‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‬

‫الترابطات في العديد من البلدان تحدي ًا (انظر الفصل ‪.)8‬‬ ‫الحقوق المحلية (انظر النموذج األصلي للمفاهيم‬
‫التكنولوجية) وتؤدي إلى تدهور البيئة‪ ،‬وكذلك النظم‬
‫وتوفر تلبية االحتياجات األساسية‪ ،‬مثل التعليم والصحة‪،‬‬ ‫التجارية العالمية هي عوامل هامة للتأثير على التوزيع‪.‬‬
‫األساس الالزم للخيارات ذات القيمة ويعزز قدرة األفراد‬
‫يوم ًا بعد يوم‪ ،‬بما في ذلك القدرة على اإلدارة البيئية‬ ‫وتستجيب العديد من التدخالت لهذه التحديات‪ ،‬ولكن يوحي‬
‫(‪ .)Matthew and others 2002‬ويمثل التعليم‬ ‫التقدم البطيء في تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية في‬
‫والوصول إلى التكنولوجيا أهمية خاصة للمجتمعات‬ ‫العديد من البلدان بأنه لم يتم القيام بما يكفي لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫ال لوضع أفضل والحد‬ ‫ال محتم ً‬
‫الفقيرة‪ ،‬حيث يوفران سبي ً‬ ‫ال تؤكد على أهمية‬ ‫فاتفاقية التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬مث ً‬
‫من المخاطر (‪.)Brock 1999‬‬ ‫المشاركة األكثر إنصاف ًا في فوائد حفظ الموارد‪ .‬ويعطي‬
‫جدول أعمال القرن ‪ 21‬وإعالن ريو واتفاقية التنوع‬
‫وقد تم اإلقرار بشكل متزايد بأن القدرات والحقوق‬ ‫البيولوجي أولوية للمشاركة العامة نظر ًا ألهميتها لتحقيق‬
‫األساسية التي ينبغي التعامل معها بكرامة والقدرة على‬ ‫التنمية المستدامة‪ .‬وقد تعزز زيادة الدخل التي تُعزى إلى‬
‫الوصول للمعلومات وإجراء مشاورات والقدرة على منح‬ ‫مشاركة االنتفاع جهود الوفاء بالهدف ‪ 1‬من األهداف‬
‫موافقة مسبقة مبنية على المعرفة في المكان الذي تتأثر‬ ‫اإلنمائية لأللفية‪ ،‬ونظر ًا لزيادة موارد األسر‪ ،‬فقد تكون‬
‫فيه معيشة أو أصول الشخص هي من الحقوق االجتماعية‬ ‫األهداف اإلنمائية لأللفية المرتبطة بالصحة والتعليم أكثر‬
‫واالقتصادية (األمم المتحدة ‪ ،1966‬األمم المتحدة‬ ‫قابلية للتحقيق‪ .‬فالبلدان التي تعاني من الوصول المنخفض‬
‫‪ .)1986‬ويمثل إعالن األمم المتحدة بشأن الحق في‬ ‫لمياه الشرب المحسنة يكون لديها عدالة أقل في الوصول‬
‫التنمية في عام ‪ 1986‬إجماع ًا عالمياً‪ ،‬ولكن ال يمكن‬ ‫إلى التعليم‪ .‬وتقضي الفتيات والنساء في شتى بقاع العالم‬
‫للعديد من الشعوب الوصول لهذه الحقوق نتيجة لضعف‬ ‫ما يقرب من ‪ 40‬بليون ساعة في جمع المياه ‪ -‬بما يعادل‬
‫نظم الحوكمة اإلقليمية والمحلية‪ ،‬مما يضعف القدرات‬ ‫عام كامل من العمل للقوة العاملة كلها في فرنسا (شعبة‬
‫والفرص‪ .‬وتظل النساء تحديد ًا محرومة‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫السكان التابعة لألمم المتحدة ‪ .)2006‬ويقضي النساء‬
‫التحسينات التي طرأت على صحة األمهات (الهدف‬ ‫والفتيات في العديد من البلدان النامية أكثر من ساعتين‬
‫اإلنمائي لأللفية ‪ )5‬نتيجة الوصول المحسن للتكنولوجيات‬ ‫يومي ًا في جمع المياه (اليونيسيف ‪ .)2004b‬وتوجد روابط‬
‫والطاقة في المستشفيات الريفية والوصول للتعليم (الهدف‬ ‫إيجابية قوية بين التقدم في األهداف اإلنمائية لأللفية‬
‫اإلنمائي لأللفية ‪ )3‬في كافة المناطق منذ عام ‪ ،1990‬إال‬ ‫المختلفة مع الوصول للمياه (الهدف اإلنمائي لأللفية ‪،)7‬‬
‫أن النساء ال تزال تشكل أكثر فئات المجتمع حرماناً‪ .‬فال‬ ‫مثالً‪ ،‬مما يؤدي إلى قضاء الفتيات لوقت أقل في جمع‬
‫يزال التمثيل الذي يحظين به في االقتصاد وصنع القرار‬ ‫المياه وزيادة فرص مواظبة الحضور للمدرسة (الهدف‬
‫دون المستوى المالئم (األمم المتحدة ‪.)2006‬‬ ‫اإلنمائي لأللفية ‪( )3‬اليونيسيف ‪ ،2004b‬شعبة السكان‬
‫التابعة لألمم المتحدة ‪ .)2006‬ويمثل التطبيق الفعال لنهج‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪312‬‬


‫والفوارق العالية في الدخل واعتالل الصحة (وبشكل خاص‬ ‫ويظهر هذا النقص في التمثيل للنساء في أجزاء هامة من‬
‫انتشار مرض نقص المناعة البشرية) والعوامل المناخية‬ ‫المجتمع‪ ،‬بسبب مجموعة من العوامل‪ .‬فاالتجاهات‬
‫مثل الجفاف والتدهور البيئي (انظر الفصلين ‪ 3‬و ‪،6‬‬ ‫االجتماعية والثقافية والتعليم وسياسات التوظيف وفقد‬
‫واإلطار ‪.)11-7‬‬ ‫الخيارات للموازنة بين العمل ومسئوليات األسرة وللتخطيط‬
‫األسري تؤثر جميع ًا على فرص التوظيف والمشاركة في‬
‫كما تؤثر الصراعات على األمن الغذائي بسبب إخاللها‬ ‫شئون المجتمع (األمم المتحدة ‪.)2006‬‬
‫طويل األمد بالقاعدة اإلنتاجية وأثرها على كامل رفاهية‬
‫اإلنسان (‪ .)Weisman 2006‬وفي العديد من الحاالت‬ ‫قد يكون األمان الشخصي ‪ -‬المحمي أو غير المعرض‬
‫تواجه البلدان المتورطة في صراعات وتلك التي يوجد بها‬ ‫للخطر والقدرة على العيش في حياة يجلها المرء‬
‫مستويات عالية من عدم العدالة مستويات طوارئ غذائية‬ ‫(‪ - )Barnett 2003‬عرضة للخطر بفعل تهاوي التماسك‬
‫أعلى من المتوقع (الفاو ‪( )2003b‬انظر الشكل ‪.)10-7‬‬ ‫االجتماعي ومستويات المعيشة الضعيفة وعدم اإلنصاف‬
‫والتوزيع غير العادل للفوائد والتغير البيئي (‪Narayan‬‬
‫وال يعزز االستثمار في العالقات االجتماعية الجيدة وبناء‬ ‫‪ .)and others 2000‬ويخلق التغير البيئي في بعض‬
‫رأس المال االجتماعي من خالل الحوكمة األفضل وتحسين‬ ‫الحاالت تحدي ًا أمني ًا لكافة الثقافات أو المجتمعات أو‬
‫التعاون وتعزيز دور المرأة جهود المحافظة فحسب‪ ،‬ولكنه‬ ‫البلدان أو المناطق (‪ .)Barnett 2003‬وقد يتم ربط‬
‫يخلق أيض ًا فرص ًا للسالم والتنمية وتحسين الرفاهية‪.‬‬ ‫الصراع واالنهيار االجتماعيين في األماكن التي ترتبط‬
‫وتشير خبرات البلدان المتقدمة إلى عدد من العوامل التي‬ ‫فيها بشدة الهويات (الثقافية) بالموارد الطبيعية‪ ،‬كما هو‬
‫إن األمن الشخصي مهدد بسبب مستويات‬ ‫ساعدت على تطويق تأثير الكوارث‪ :‬الحكومة الممولة جيد ًا‬ ‫الحال في منطقة القطب الشمالي والعديد من الدول‬
‫وصناعة التأمين والبنية التحتية للنقل واالتصاالت‬ ‫الجزرية الصغيرة النامية (‪ ،)SIDS‬مباشرة بتدمير الموائل‬
‫المعيشة الفقيرة‪ .‬توجد أدناه منازل مؤقتة‪،‬‬
‫مثل تلك التي تتزايد وتنتشر على طول مصبات‬
‫األنهار‪ ،‬مما يعرض السكان لمخاطر جسيمة‪.‬‬ ‫والمشاركة الديموقراطية والرخاء الشخصي (‪Barnett‬‬ ‫أو التوافر المتناقص للخدمات البيئية‪ .‬وتشمل العوامل‬
‫شارك بالصور‪Mark Edwards/Still Pictures :‬‬ ‫‪( )2003‬انظر اإلطارين ‪ 3-7‬و‪ .)3-7‬ويمكن لتحسين‬ ‫المساهمة األخرى المستويات المنخفضة للنمو الريفي‬

‫‪313‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫الشكل ‪ 10-7‬أسباب حاالت طوارئ الغذاء في البالد النامية‬
‫النسبة المئوية لحاالت طوارئ الغذاء*‬
‫الفيضانات‬ ‫‬
‫الجفاف‬
‫الصراع‬ ‫‬
‫الالجئون**‬

‫المشكالت االقتصادية‬
‫‬
‫أخرى‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫تزيد النسبة اإلجمالية على‬
‫‪ %100‬نظراً ألسباب عديدة‪ ،‬كما‬
‫ أنها سجلت للعديد من حاالت‬
‫الطوارئ‪.‬‬
‫ ** يشمل ذلك األشخاص‬
‫المشردين داخلياً‬
‫‬
‫المصدر‪FAO 2003b :‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬

‫وتستحق قضايا التعرض للخطر التي تلقي بظاللها‪ ،‬مثل‬ ‫القدرة والوصول إلى التكنولوجيا‪ ،‬وفق ًا لما هو متصور‬
‫العدالة‪ ،‬وتصدير واستيراد التعرض للخطر من مكان أو‬ ‫بموجب خطة جوهانسبرج للتنفيذ (‪ )JPOI‬وخطة بالي‬
‫من جيل إلى آخر والعالقات السببية مع الصراعات‬ ‫االستراتيجية لدعم التكنولوجيا وبناء القدرات (‪،)BSP‬‬
‫والمخاطر والبيئة إيالء اهتمام خاص بها‪ ،‬حيث أنها تمثل‬ ‫تحسين القدرة على المواجهة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يظل التقدم تجاه‬
‫نقاط دخول استراتيجية للحد الفعال إلمكانية التعرض‬ ‫تطوير المشاركة العالمية لدعم هذا الوصول بطيئ ًا (انظر‬
‫للمخاطر ووضع السياسات‪.‬‬ ‫الشكل ‪ .)27-7‬وتمثل األساليب األكثر عدالة وبعد ًا للنظر‬
‫لحركة الموارد والسلع واألشخاص أهمية حيوية لمواجهة‬
‫أوجه التفاوت والعدالة والمجموعات المعرضة للخطر‬ ‫المستويات الجديدة من الضغط التي سوف تواجهه‬
‫يتفاوت معدل التعرض للخطر بين جميع الفئات‪ ،‬بما في‬ ‫المجتمعات األكثر عرضة للخطر كنتاج للتغير البيئي (انظر‬
‫ذلك بين الرجال والنساء والفقراء واألغنياء وسكان الريف‬ ‫النموذج األصلي لألرض القاحلة والدول الجزرية الصغيرة‬
‫وسكان الحضر‪ ،‬وفق ًا لما يمكن مالحظته في جميع النماذج‬ ‫النامية والمشاعات العالمية)‪.‬‬
‫األصلية‪ .‬فالالجئين والمهاجرين والجماعات المشردة‬
‫والفقراء وصغار السن والكهول والنساء واألطفال هي غالب ًا‬ ‫جوانب التعرض للخطر‬
‫المجموعات األكثر عرضة للضغوط المتعددة‪ .‬والعوامل مثل‬ ‫على الرغم من أن التعرض للخطر يقتصر على السياق‬
‫العرق أو الطبقية أو الجنس أو الوضع المالي أو الموقع‬ ‫والموقع‪ ،‬إال أنه يمكن مالحظة بعض العناصر المشتركة‬
‫الجغرافي تشكل أساس عمليات التهميش وعدم التمكين‪،‬‬ ‫في كافة المناطق والمستويات والسياقات المتنوعة‪.‬‬
‫والتي تقلل في مجملها من القدرة على االستجابة للتغيرات‪.‬‬
‫اإلطار ‪ 3-7‬العدالة البيئية‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يتم توزيع وصول النساء واألطفال‬
‫للرعاية الصحية بشكل غير منصف في الغالب‪ ،‬مما يفضي‬ ‫على مدى العقود الثالثة الماضية‪ ،‬ظهرت حركة العدالة البيئية الكبيرة‪ ،‬وإن‬
‫إلى نتائج جائرة ترسخ الحرمان‪ .‬وقد تم إيضاح أوجه‬ ‫لم تكن دائما ً بهذا االسم‪ .‬إن ظهورها كان بدافع من حاالت كفاح المجتمع‬
‫ضد عدم المساواة في المعاملة والتمييز في توزيع اآلثار البيئية الضارة‪.‬‬
‫عدم اإلنصاف بسبب الجنس‪ ،‬التي انعكست‪ ،‬مثالً‪ ،‬في‬ ‫ترتبط المطالبة بالعدالة البيئية ارتباطا ً وثيقا ً بالحقوق البيئية‪ :‬حق كل فرد‬
‫االختالفات بين الذكور والنساء في األجور والتغذية‬ ‫في بيئة كافية لرفاهيته‪/‬رفاهيتها‪ .‬ويقتضي النظام العادل وجود سياسات‬
‫تحمي الناس من األذى‪ ،‬وتواجه الميل إلى تحقيق أقصى قدر من األرباح على‬
‫والمشاركة في االختيار االجتماعي‪ ،‬في النموذج األصلي‬ ‫حساب البيئة‪ ،‬وتوزع الفرص والمخاطر والتكاليف على نحو أكثر عدال ً‪.‬‬
‫ويتطلب وجود مؤسسات يمكن الوصول إليها (المحاكم) وعمليات نزيهة‪.‬‬
‫للمواقع الملوثة‪ .‬ويمثل توجيه الهدف اإلنمائي لأللفية ‪،3‬‬ ‫وقد استجابت الحكومات لهذه الحاجة من خالل توسيع نطاق القوانين‬
‫لتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم دور المرأة والقضاء‬ ‫والسياسات لتشمل مبدأ تغريم الملوث‪ ،‬وتقييمات اآلثار البيئية‪ ،‬ومبادئ‬
‫حسن الجوار‪ ،‬والضرائب البيئية‪ ،‬وآليات إعادة التوزيع‪ ،‬والعمليات المشتركة‬
‫على فوارق الجنس في التعليم االبتدائي والثانوي‪ ،‬أهمية‬ ‫والشاملة‪ ،‬والوصول إلى المعلومات والحق في معرفة األحكام‪ ،‬والتعويض‬
‫لزيادة فرص النساء وخفض تعرضهن للمخاطر وتحسين‬ ‫(انظر الفصل ‪.)10‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪314‬‬


‫وفي حين أن التجارة الدولية يمكن أن تؤدي إلى زيادة‬ ‫قدرتهن على خلق معيشة مستدامة وكافية‪.‬‬
‫الدخل‪ ،‬وأنها ساعدت ماليين الناس للخروج من دائرة‬
‫الفقر‪ ،‬فإنها أيض ًا تبقي على استدامة أنماط غير عادلة‬ ‫وقد ركزت إحدى االستجابات من جانب المجتمعات‬
‫لالستهالك‪ ،‬وفي تعهيد استخراج الموارد الطبيعية‪ ،‬وكثير من‬ ‫والحكومات للتوزيع غير العادل للتعرض للخطر وآثار‬
‫اإلنتاج والتصنيع‪ ،‬وأيض ًا توليد النفايات الخطرة والتخلص‬ ‫عوامل اإلجهاد المتعددة على رفاهية اإلنسان على قضايا‬
‫منها (‪Grether and de Melo 2003, Schütz and‬‬ ‫العدالة البيئية (انظر اإلطار ‪.)3-7‬‬
‫‪ .)others 2004‬ومع ذلك‪ ،‬تبذل محاوالت مؤخر ًا لتضمين‬
‫التأثيرات الخارجية للسياسات التجارية في عمليات صنع‬ ‫تصدير واستيراد التعرض للخطر‬
‫القرار‪ ،‬على سبيل المثال من خالل تقييمات أثر االستدامة‬ ‫يتم خلق أو زيادة التعرض للخطر عن بعد‪ ،‬في العديد من‬
‫في االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫الحاالت‪ ،‬من خالل عالقات السبب‪-‬التأثير التي تستمر‬
‫لمسافات طويلة في المكان أو الوقت‪ .‬وتبين العديد من‬
‫التعرض للخطر والبيئة والصراعات‬ ‫النماذج األصلية للتعرض للخطر ظاهرة "تصدير التعرض‬
‫تمثل أنماط كثيرة للتعرض للخطر احتمالية لنشوب صراع‬ ‫للخطر"‪ .‬إذ يؤدي التقليل من التعرض للخطر لدى البعض‪،‬‬
‫أو ربما أدت بالفعل إلى نشوب صراع‪ .‬لقد أصبحت العالقة‬ ‫على سبيل المثال من خالل توفير المأوى‪ ،‬إلى زيادة‬
‫بين المشكالت البيئية والصراعات الدولية والمدنية موضوع‬ ‫تعرض آخرين في مناطق نائية للخطر‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫بحث مستفيض للبحث األكاديمي في فترة ما بعد الحرب‬ ‫من خالل تدهور األراضي والتلوث حول مناطق استخراج‬
‫الباردة (‪Diehl and Gleditsch 2001, Homer-‬‬ ‫المعادن لبناء المواد (‪ .)Martinez-Alier 2002‬وفي‬
‫‪.)Dixon 1999، Baechler 1999, Gleditsch 1999‬‬ ‫نفس الوقت ال يشعر العديد من األشخاص في البلدان‬
‫فيمكن لندرة ووفرة الموارد البيئية أن تسهم في زيادة حدة‬ ‫الصناعية والمستهلكون الجدد في البلدان النامية بمعظم‬
‫التوترات القائمة والمساهمة في نشوب صراعات بين‬ ‫اآلثار التي تقع على البيئة الناجمة عن سلوكياتهم‪ .‬ويشعر‬
‫المجموعات‪ ،‬وبشكل خاص في المجتمعات التي تفتقر إلى‬ ‫بنقص هذه اآلثار السلبية على البيئة والرفاهية (وبشكل‬
‫اإلدارة الفعالة والمنصفة للمنافسة للسيطرة على الموارد‬ ‫خاص الصحة واألمن واألصول المادية) بشكل أكبر‬
‫(‪ .)Homer-Dixon 1999, Cal 2006‬وتتجه هذه‬ ‫األشخاص‪ ،‬خاصة الفقراء‪ ،‬الذين يعيشون في األماكن‬
‫الديناميكيات لتكون أكثر شيوع ًا في العالم النامي‪ .‬ومع‬ ‫التي تُستخرج فيها الموارد أو التي تدفن فيها النفايات‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن لتصدير التعرض للخطر (راجع ما ورد أعاله)‬ ‫وقد تم إيضاح هذا في الشكل ‪ ،11-7‬الذي يبين‬
‫من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية أن يعني أن‬ ‫االستخراج المتناقص للموارد المعدنية في االتحاد‬
‫الصراعات التي تبدو محلية لها صالت خارجية خطيرة‪.‬‬ ‫األوروبي‪ ،‬واالستيراد المتزايد للمواد‪ .‬وتتزايد االنبعاثات‬
‫وتدهور األراضي المرتبطين باستخراج المواد ومعالجتها‬
‫ويقلل الجمع بين التغير البيئي واالستيالء على الموارد‬ ‫في البلدان النامية‪ ،‬في حين تُستهلك المنتجات النهائية‬
‫والنمو السكاني من توافر الموارد الطبيعية للفرد ويمكن‬ ‫عالية القيمة في البلدان الصناعية‪ .‬وعلى نحو مماثل‪ ،‬تعني‬
‫أن يهدد الرفاهية لقطاعات كبيرة من المجتمعات‪ ،‬وبشكل‬ ‫عمليات استيراد المواد الغذائية أن التدهور البيئي واآلثار‬
‫االجتماعية تحدث في األراضي المنتجة لها‪ ،‬بد ًال من‬
‫الشكل ‪ 11-7‬االستخراج المحلي المستخدم في ‪ 15‬بلدا ً أعضاء االتحاد األوروبي‬ ‫األماكن التي يتم فيها استهالك البضائع (انظر‪ ،‬مثالً‪،‬‬
‫قبل التوسع (‪ )EU-15‬مقارنة بواردات المعادن والمواد الخام الصناعية‬ ‫‪.)Lebel and others 2002‬‬
‫المعادن والمواد الخام الصناعية‪ ،‬بالكليوجرام‪/‬للفرد‪/‬يوميا ً‬ ‫االستخراج المحلي‬
‫ ‬
‫واردات‬ ‫ال في األماكن التي يوجد‬‫يتم استيراد التعرض للخطر‪ ،‬مث ً‬
‫ ‬ ‫بها اتفاقية الستيراد النفايات والمواد الخطرة ألماكن يتعذر‬
‫فيها التخلص منها أو إدارتها بسهولة (انظر الفصلين ‪ 3‬و‬
‫ ‬
‫‪ .)6‬ويتعرض السكان المحليون للخطر مع تعزيز هذا‬
‫ ‬ ‫الخطر بفعل الحوكمة الضعيفة وفقد القدرة على التعامل مع‬
‫المواد الخطرة‪ .‬وغالب ًا ما يُعزى التخزين غير المالئم‬
‫ ‬
‫واإلدارة الهزيلة للمخزون إلى وجود سعة تخزين غير كافية‬
‫ ‬ ‫للمبيدات الحشرية وظروف تخزين سيئة وتدريب غير كاف‬
‫لمسئولي إدارة المخزون ونظم توزيع ضعيفة ومعاملة غير‬
‫ ‬
‫مالئمة أثناء النقل وعدم توافر المرافق التحليلية (الفاو‬
‫المصدر‪Eurostat and IFF 2004 :‬‬
‫‬
‫ ‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‪.)2001‬‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‪315‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫والموارد القيمة على التعرض األقل لخطر نشوب أحداث‬ ‫خاص القطاعات األفقر التي تعتمد على هذه الموارد‬
‫عنف والتعرض األكبر لخطر الرفاهية الشاملة‪.‬‬ ‫الطبيعية للبقاء على قيد الحياة‪ .‬وتضغط التأثيرات‬
‫االجتماعية الناتجة ‪ -‬الهجرة والسلوك المكثف غير‬
‫التعرض للخطر والرفاهية والمخاطر البيئية‬ ‫المستدام والتقسيم الثانوي االجتماعي ‪ -‬على قدرة الدولة‬
‫حصدت الكوارث الطبيعية على مدار العشرين سنة الماضية‬ ‫على الوفاء بمتطلبات مواطنيها ويمكن أن تسهم في خلق‬
‫أرواح أكثر من ‪ 1.5‬مليون شخص وأثرت على أكثر من‬ ‫نتائج عنيفة (‪ .)Homer-Dixon 1999, Cal 2006‬ففي‬
‫‪ 200‬مليون شخص سنوي ًا (مؤسسة ميونيخ ري ‪.)2004b‬‬ ‫النموذج األصلي لألرض القاحلة‪ ،‬يرتبط احتمال نشوب‬
‫وأحد الموجهات الرئيسة للتعرض المتزايد لألخطار هو‬ ‫صراع بالوصول غير المتكافئ للمياه النادرة وموارد‬
‫التغير المناخي العالمي‪ .‬وتهدد المخاطر الطبيعية مثل‬ ‫الغابات واألراضي‪ ،‬ويتفاقم هذا األمر بفعل التصحر‬
‫الزالزل والفيضانات وحاالت الجفاف والعواصف واألعاصير‬ ‫والتغير المناخي‪ .‬وقد تزيد الهجرة‪ ،‬استراتيجية المواجهة‬
‫االستوائية واألعاصير والحرائق الهائلة واألعاصير المائية‬ ‫التقليدية‪ ،‬أحيان ًا من حدة الصراع عندما يشكل المهاجرون‬
‫(تسونامي) والثورات البركانية وهبوط األرض كل شخص‪.‬‬ ‫منافسة جديدة للموارد أو التسبب في حدوث اضطراب في‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فهي تلحق نسبي ًا الضرر بالفقراء في األعم األغلب‪.‬‬ ‫التوازنات السياسية واالقتصادية والثقافية الهشة في‬
‫وتشير مجموعات البيانات المتعلقة باألحداث الجسام إلى‬ ‫المكان المستقبل للمهاجرين (‪.)Dietz and others 2004‬‬
‫أن عدد المخاطر الطبيعية هو في ازدياد (قاعدة بيانات‬ ‫وفي حاالت أخرى‪ ،‬تزيد الندرة من حدة التوترات بين‬
‫الكوارث الدولية‪ ،‬مؤسسة ميونيخ ري ‪ ،2004b‬مؤسسة‬ ‫المجتمعات البدوية والرعوية‪ .‬ويمكن لهذه الهجرة عبر‬
‫ميونيخ ري ‪ .)2006‬إذ تمثل حوادث األرصاد الجوية المائية‬ ‫الحدود الدولية أن تساهم في حدوث توتر داخل الدولة‬
‫مثل الفيضانات والعواصف ودرجات الحرارة الشديدة ثلثي‬ ‫ونشوب صراعات أهلية جديدة‪ .‬وحتى لو افترضنا أن‬
‫جميع الكوارث التي تحدث‪ .‬وكانت الفيضانات بين عامي‬ ‫قاعدة الموارد الطبيعية لدى دولة ما تتميز بالقوة‪ ،‬إال أن‬
‫‪ 1992‬و‪ 2001‬هي أكثر الكوارث الطبيعية حدوثاً‪ ،‬حيث‬ ‫الصراع قد ينشب حول السيطرة على هذه الموارد القيمة‪،‬‬
‫قتلت ‪ 100000‬شخص تقريب ًا وأثرت على أكثر من ‪1.2‬‬ ‫إذا كانت الكلفة المحتملة لشن الحرب أقل من المكاسب‬
‫بليون شخص في كافة أرجاء العالم (مؤسسة ميونيخ ري‬ ‫المحتملة المرتبطة بتأمين الوصول إلى الموارد للتصدير‪.‬‬
‫‪ .)2004b‬ويعيش أكثر من ‪ 90‬في المائة من األشخاص‬
‫المعرضين للكوارث في العالم النامي (االستراتيجية‬ ‫وفي النموذج األصلي المتعلق بالمفاهيم التكنولوجية‬
‫الدولية للحد من الكوارث ‪ )2004‬ويحدث أكثر من نصف‬ ‫لمشاكل المياه‪ ،‬تنشأ الصراعات والتوترات التي تحيط‬
‫حاالت الوفاة بسبب الكوارث في بلدان لها مؤشر تنمية‬ ‫بعملية توزيع الموارد المائية والوصول إليها وجودتها‪.‬‬
‫بشرية منخفض (شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة‬ ‫وغالب ًا ما تحمل المشاريع العمالقة‪ ،‬مثل إنشاء السدود‪،‬‬
‫‪ .)2004a‬ويوضح الشكل ‪ 12-7‬التوزيع العالمي للمناطق‬ ‫تكاليف كبيرة‪ ،‬بما في ذلك النزوح اإلجباري لمن يقطنون‬
‫الساخنة األعلى مخاطرة‪.‬‬ ‫على ضفاف األنهار‪ ،‬والذين قد يحصلون على القليل من‬
‫الفوائد الناتجة (اللجنة العالمية للسدود ‪ .)2000‬وقد‬
‫وقد تكون لنتائج الكوارث آثار مستمرة‪ ،‬بحيث تهدد‬ ‫تتضمن هذه التكاليف وجود توترات بين الدولة والمستخدمين‬
‫اإلنجازات في التنمية وتقوض المرونة‪ .‬وتؤثر الكوارث‬ ‫لضفاف األنهار وكذلك بين المجموعات التي تعيش على‬
‫الطبيعية على األمن الغذائي وإمدادات المياه والصحة‬ ‫الضفاف في أعلى وأسفل النهر‪ .‬ويتسبب اإلفراط في استغالل‬
‫والدخل والمأوى (‪ .)Brock 1999‬وقد تم إيضاح هذه‬ ‫المشاعات العالمية‪ ،‬مثل المصائد‪ ،‬مثال على تركيز نموذج‬
‫التأثيرات في العديد من النماذج األصلية‪ .‬وتدفع تعددية‬ ‫أصلي آخر‪ ،‬في نشوب الصراع بين مجموعات الصيادين‬
‫العوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية والبيئية حالة‬ ‫األصغر حجم ًا وحكوماتهم مع السفن العابرة للحدود‬
‫انعدام األمن‪ ،‬كما أنها ترتبط بقضايا الوصول للمواد‬ ‫الوطنية أو التي تحمل أعالم ًا أجنبية والتي تغامر بالدخول‬
‫والعالقات االجتماعية‪ .‬وتفاقم الحوكمة الضعيفة وغير‬ ‫إلى مناطق اقتصادية حصرية نتيجة للمشاعات المستنزفة‪.‬‬
‫الفعالة‪ ،‬وكذلك نظم االستجابة والتحذير المبكر غير‬ ‫ويرتبط توليد الطاقة والتغير المناخي في المستقبل‬
‫المالئمة وغير الفعالة‪ ،‬التعرض لألخطار والمخاطر‬ ‫بالمخاوف األمنية لكل من البلدان المصدرة والمستوردة‬
‫المرتبطة بالتغير البيئي والكوارث الطبيعية‪ .‬وفي بعض‬ ‫للنفط‪ .‬وتنشب الصراعات في الدول الجزرية الصغيرة‬
‫الحاالت‪ ،‬تساهم اإلغاثة قصيرة األجل في حاالت الكوارث‬ ‫النامية (‪ )SIDS‬والمناطق الساحلية اآلخذة في التحول‬
‫في زيادة التعرض للمخاطر طويلة األجل‪.‬‬ ‫سريع ًا إلى المدنية على المنافسة الخاصة باألنشطة‬
‫المرتبطة بالسياحة أو على خدماتها البيئية المرتبطة‬
‫ويزداد معدل التعرض للمخاطر نظر ًا لتغير المناخ‪ ،‬ومثال على‬ ‫بالنظم اإليكولوجية البحرية وسبل العيش المحلية‪ .‬ويدل‬
‫ذلك تدمير شجر القرم االستوائي الذي يحمي الشواطئ‬ ‫االهتمام األكبر باإلدارة المالئمة للنظم اإليكولوجية‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪316‬‬


‫الشكل ‪ 12-7‬البقع الساخنة األعلى مخاطرة حسب نوع الخطر الطبيعي‬ ‫المخاطر المرتفعة إلجمالي‬
‫الخسائر االقتصادية تغطي ‪3‬‬
‫عشيرات معرضة للخطر بسبب‪:‬‬

‫مخاطر الجفاف فقط‬


‫مخاطر جيوفيزيائية فقط‬
‫مخاطر كهرومائية فقط‬
‫مخاطر جيوفيزيائية وكهرومائية‬
‫مخاطر الجفاف ومخاطر جيوفيزيائية‬
‫مخاطر الجفاف ومخاطر كهرومائية‬
‫مخاطر الجفاف ومخاطر كهرومائية‬
‫ومخاطر جيوفيزيائية‬
‫مالحظات‪ :‬تشمل المخاطر‬
‫الجيوفيزيائية الزالزل والبراكين‪.‬‬
‫تشمل المخاطر الكهرومائية‬
‫الفيضانات واألعاصير واالنهيارات‬
‫األرضية‪.‬‬

‫المصدر‪Dilley and others 2005 :‬‬

‫الديناميكيات التي تقف خلفها (‪Petschel-Held and‬‬ ‫من موجات المد البحري‪ ،‬كما أنها تزيد من خالل التركيز‬
‫‪others 1999, Haupt and Müller-Boker2005,‬‬ ‫المستمر للسكان في مناطق عرضة أكثر للمخاطر‪ .‬كما‬
‫‪ .)Lüdeke and others 2004‬ويتسم مفهوم النموذج‬ ‫تتعرض القدرة التكيفية للتآكل من خالل‪ ،‬مثالً‪ ،‬الحد من‬
‫األصلي بأنه ذو نطاق أكبر‪ ،‬حيث يشمل الفرص التي توفرها‬ ‫أنظمة الحماية االجتماعية بالدولة‪ ،‬مما يقوض شبكات‬
‫البيئة لتقليل التعرض للخطر وتحسين رفاهية اإلنسان‬ ‫األمان غير النظامية والبنية التحتية‪ ،‬التي يتم بناؤها‬
‫(‪( )Wonink and others 2005‬انظر الجدول ‪.)4-7‬‬ ‫وصيانتها بشكل غير جيد‪ ،‬واألمراض المزمنة والصراعات‬
‫(شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة ‪.)2004a‬‬
‫والنماذج األصلية التي نعرضها هنا هي صور مبسطة‬
‫لحاالت حقيقية‪ ،‬لتوضيح العمليات األساسية التي يحدث‬ ‫أنماط التعرض للخطر‬
‫فيها التعرض للخطر ضمن سياق لضغوط متعددة‪ .‬وقد‬ ‫يمكن العثور على أنماط متكررة من التعرض للخطر في‬
‫يسمح هذا لصانعي السياسة بإدراك موقفهم الخاص في‬ ‫العديد من المناطق حول العالم‪ ،‬بما في ذلك المناطق النامية‬
‫سياق أكبر‪ ،‬مما يوفر منظورات إقليمية وروابط هامة بين‬ ‫والصناعية والمناطق الحضرية والريفية‪ .‬وانطالق ًا من إدراك‬
‫األقاليم والسياق العالمي ورؤى حول الحلول المحتملة‪.‬‬ ‫العالقة الوثيقة بضغوط متعددة‪ ،‬واالرتباطات الوثيقة بين‬
‫وأنماط التعرض للخطر ال يمكن أن تحدث مع ًا في نفس‬ ‫المعايير العالمية واإلقليمية والمحلية‪ ،‬فقد تصبح الدراسات‬
‫الوقت‪ .‬وقد توجد في بعض النظم اإليكولوجية والبلدان‬ ‫المعنية بتحليل التعرض للخطر معقدة بصورة متزايدة‪.‬‬
‫واألقاليم الفرعية واألقاليم وعلى مستوى العالم مجموعة‬ ‫وبالنسبة لدراسات الحالة المحلية المفصلة للتعرض للخطر‪،‬‬
‫صغيرة من هذه األنماط وأنماط التعرض للخطر‪ .‬ويجعل‬ ‫هناك تساؤل بخصوص عالقتها الوثيقة باألجزاء األخرى‬
‫هذا من استجابة السياسة تحدي ًا معقداً‪.‬‬ ‫من العالم‪ ،‬ولكن يمكننا إدراك بعض أوجه التشابه بين‬
‫الحاالت واشتقاق دروس مرتبطة بالسياسة منها‪.‬‬
‫وقد تم تحديد النماذج األصلية للتعرض للخطر من خالل‬
‫تقييم تقرير التوقعات البيئة العالمية الرابع (‪،)GEO-4‬‬ ‫وقد تم تمييز عدد محدود من األنماط النموذجية أو ما‬
‫مما يؤكد على العالقة اإلقليمية والتوازن‪ .‬وليس الهدف من‬ ‫يطلق عليه "النماذج األصلية للتعرض للخطر" في هذا‬
‫النماذج األصلية السبعة الواردة هنا توفير نظرة عامة‬ ‫الفصل (انظر الجدول ‪ 2-7‬للحصول على نظرة عامة)‪ .‬وقد‬
‫متعمقة لجميع األنماط المحتملة للتعرض للخطر‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫تم تعريف النموذج األصلي للتعرض للخطر بأنه نمط‬
‫فهي توفر أساس ًا جيد ًا لتحديد التحديات واستكشاف‬ ‫تمثيلي خاص بالتفاعالت بين التغير البيئي ورفاهية‬
‫الفرص الالزمة للحد من التعرض للخطر في الوقت الذي‬ ‫اإلنسان‪ .‬فهي ال تصف موقع ًا واحد ًا بعينه‪ ،‬ولكنها تركز‬
‫يتم فيه حماية البيئة‪.‬‬ ‫على الخصائص الشائعة األكثر أهمية لغالبية الحاالت‬
‫والتي تتسم بأنها "نموذجية‪ ".‬لقد تم استلهام المفهوم من‬
‫تعرض اإلنسان والبيئة للملوثات‬ ‫مفهوم العرض‪ ،‬والذي ينظر إلى أنماط غير مستدامة من‬
‫يهتم النموذج األصلي بالمواقع التي يوجد بها مواد ضارة‬ ‫التفاعل بين األشخاص والبيئة ويكشف النقاب عن‬

‫‪317‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫ومقالب النفايات‪.‬‬ ‫وسامة بتركيزات‪:‬‬
‫‪ n‬فوق مستويات التركيز وتشكل أو من المحتمل أن‬
‫الصلة العالمية‬ ‫تشكل خطر ًا فوري ًا أو طويل األجل على صحة اإلنسان‬
‫ال يزال هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد لتحديد مقدار‬ ‫أو البيئة؛ أو‬
‫التلوث الذي يُعزى إلى المواد الخطرة والسامة وتوعية‬ ‫‪ n‬تتجاوز المستويات المحددة في السياسات و‪/‬أو‬
‫الحكومات والمجتمع المدني بهذه المشاكل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫القوانين (مجموعة عمل إدارة المواقع الملوثة ‪.)1995‬‬
‫تم توثيق كمية ال يستهان بها من التلوث‪.‬‬
‫وكما هو مبين في الفصلين ‪ 3‬و‪ ،6‬فإن األشخاص والنظم‬
‫وباإلضافة إلى التلوث الذي يحدث في مواقع معينة‪ ،‬فال‬ ‫اإليكولوجية عرضة للتلوث على نطاق واسع بسبب الملوثات‬
‫يزال نقل النفايات وترسبها أحد المخاطر الرئيسة‪ .‬لقد تم‬ ‫العضوية الدائمة والفلزات الثقيلة والمواقع الصناعية‬
‫توليد ما يزيد عن ‪ 300‬مليون طن من النفايات‪ ،‬بما فيها‬ ‫والحضرية واألنشطة العسكرية والمخزونات االحتياطية‬
‫النفايات الخطرة والنفايات األخرى‪ ،‬على مستوى العالم في‬ ‫الكيميائية الزراعية وأنابيب النفط التي يوجد بها تسرب‬

‫الجدول ‪ 2-7‬نظرة عامة على النماذج األصلية المحللة من أجل تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع (‪)GEO-4‬‬

‫رسائل السياسات الرئيسية‬ ‫قضايا رفاهية اإلنسان الرئيسية‬ ‫روابط لفصول أخرى‬ ‫النموذج األصلي‬

‫‪-‬قوانين وتنفيذ أفضل ضد المصالح الخاصة‬ ‫المخاطر الصحية ‪ -‬اآلثار الرئيسية على الفئة‬ ‫الفصل ‪3‬‬ ‫المواقع الملوثة‬
‫‪-‬زيادة مشاركة الفئات األكثر ضعف ًا في صنع القرار‬ ‫المهمشة من حيث الشعوب (إجبارهم على العيش‬ ‫الفصل ‪6‬‬
‫في المواقع الملوثة) واألمم (عمليات استيراد‬ ‫‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ ‪ -‬إدارة النفايات‬
‫النفايات الخطرة)‬ ‫‪ -‬المنطقة القطبية ‪ -‬المواد السامة الدائمة‬
‫‪-‬المنطقة القطبية ‪ -‬األنشطة المتعلقة بالصناعة والتنمية‬

‫‪-‬تحسين ضمان الحيازة (على سبيل المثال من خالل‬ ‫تدهور إمدادات المياه الصالحة للشرب‪ ،‬وفقدان‬ ‫الفصل ‪3‬‬ ‫األراضي القاحلة‬
‫التعاونيات)‬ ‫األراضي المنتجة‪ ،‬والصراعات بسبب الهجرة‬ ‫الفصل ‪6‬‬
‫‪-‬إتاحة المزيد من المساواة في الوصول إلى األسواق‬ ‫البيئية‪.‬‬ ‫‪ -‬أفريقيا ‪ -‬تدهور األراضي‬
‫العالمية‬ ‫‪-‬غرب آسيا ‪ -‬تدهور األراضي والتصحر‬

‫‪-‬األنظمة المتكاملة لحفظ مصائد األسماك والثدييات‬ ‫تراجع أو انهيار مصائد األسماك‪ ،‬مع ظهور نتائج‬ ‫الفصالن ‪ 2‬و‪5‬‬ ‫المشاعات العالمية‬
‫البحرية واكتشاف النفط‬ ‫فقر جزئية خاصة بنوع الجنس‬ ‫الفصل ‪6‬‬
‫‪-‬استخدام السياسات المرجوة للملوثات العضوية الثابتة‬ ‫اآلثار الصحية لتلوث الهواء والتدهور االجتماعي‬ ‫‪ *-‬أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ‪ -‬السواحل المتدهورة والبحار الملوثة‬
‫للفلزات الثقيلة‬ ‫‪ -‬أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ‪ -‬تقلص الغابات‬
‫‪ -‬المنطقة القطبية ‪ -‬تغير المناخ‬
‫‪ -‬غرب آسيا ‪ -‬السواحل المتدهورة‬

‫‪-‬تأمين الطاقة للفئات األكثر عرضة للخطر والسماح لهم‬ ‫يؤثر على الرفاهية المادية‪ ،‬ويهمش الفئات‬ ‫الفصل ‪2‬‬ ‫تأمين الطاقة‬
‫بالمشاركة‬ ‫المعرضة للخطر غالب ًا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة‬ ‫الفصل ‪6‬‬
‫‪-‬تعزيز التكنولوجيا الالمركزية والمستدامة‬ ‫‪ -‬أوروبا ‪ -‬الطاقة وتغير المناخ‬
‫‪-‬االستثمار في تنويع أنظمة الطاقة‬ ‫‪-‬أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ‪ -‬إمدادات الطاقة وأنماط االستهالك‬
‫‪-‬أمريكا الشمالية ‪ -‬الطاقة وتغير المناخ‬

‫‪ -‬التكيف مع تغير المناخ عن طريق تحسين اإلنذار‬ ‫سبل عيش مستخدمي الموارد الطبيعية المعتمدة‬ ‫الفصل ‪4‬‬ ‫الدول الجزرية‬
‫المبكر‬ ‫على المناخ عرضة للخطر‪ ،‬والهجرة‪ ،‬والصراع‬ ‫الفصل ‪6‬‬ ‫الصغيرة النامية‬
‫‪-‬جعل االقتصاد أكثر استقال ًال عن المناخ‬ ‫‪ -‬أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ‪ -‬السواحل المتدهورة والبحار الملوثة‬
‫‪-‬نموذج التحول من "السيطرة" إلى "العمل مع الطبيعة"‬ ‫‪-‬آسيا والمحيط الهادئ ‪ -‬التخفيف من الضغوط الواقعة على األنظمة‬
‫اإليكولوجية القيمة‬

‫‪-‬يجب على نحو أكبر اتباع طريق إطار اللجنة العالمية‬ ‫التوطين القسري‪ ،‬وعدم انتظام توزيع المنافع من‬ ‫الفصل ‪4‬‬ ‫األساليب التي‬
‫للسدود ومشروع السدود والتنمية في إطار برنامج‬ ‫بناء السد‪ ،‬المخاطر الصحية التي تحملها نواقل‬ ‫الفصل ‪6‬‬ ‫تركز على‬
‫األمم المتحدة للبيئة (اللجنة العالمية للسدود ومشروع‬ ‫المياه‬ ‫‪-‬آسيا والمحيط الهادئ ‪ -‬تحقيق التوازن بين الموارد واالحتياجات المائية‬ ‫التكنولوجيا في‬
‫السدود والتنمية الخاص ببرنامج األمم المتحدة للبيئة)‬ ‫‪-‬أمريكا الشمالية ‪ -‬كمية ونوعية المياه العذبة‬ ‫مشاكل المياه‬
‫لمشاركة أصحاب المصلحة‪.‬‬ ‫‪ -‬غرب آسيا ‪ -‬ندرة المياه ونوعيتها‬
‫‪-‬يجب أن تلعب بدائل السدود‪ ،‬مثل الحلول الصغيرة‬
‫والهندسة الخضراء‪ ،‬دور ًا مهم ًا‬

‫‪-‬تنفيذ إطار عمل هيوجو‬ ‫تعرضت األصول الحياتية والمادية للخطر من جراء‬ ‫الفصل ‪6‬‬ ‫تحضر الحافة‬
‫‪-‬طرح الحلول الهندسية الخضراء التي تدمج حماية‬ ‫الفيضانات واالنهيارات األرضية‪،‬‬ ‫‪ -‬أمريكا الشمالية ‪ -‬الزحف العمراني‬ ‫الساحلية‬
‫السواحل مع فرص كسب العيش‬ ‫تعرضت الصحة للخطر من جراء سوء األحوال‬ ‫‪ -‬أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ‪ -‬المدن المتنامية‬
‫الصحية بسبب التحضر الساحلي السريع وغير‬ ‫‪ -‬أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ‪ -‬السواحل المتدهورة‬
‫المخطط‪ ،‬وجوانب التوزيع القوية‬ ‫‪-‬غرب آسيا ‪ -‬تدهور البيئات الساحلية والبحرية‬
‫‪-‬غرب آسيا ‪ -‬إدارة البيئة الحضرية‬

‫‪ = LAC‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‪.‬‬ ‫*‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪318‬‬


‫التعرض للخطر ورفاهية اإلنسان‬ ‫عام ‪ ،2000‬حيث تم تصدير ما يقل عن ‪ 2‬في المائة منها‪.‬‬
‫غالب ًا ما تشكل عمليات الخلط الكيميائي بالقرب من المشاريع‬ ‫وقد تم تصنيف ‪ 90‬في المائة من النفايات المصدرة على‬
‫الصغيرة‪ ،‬مثل المصاهر والمناجم والمناطق الزراعية‬ ‫أنها نفايات خطرة‪ ،‬ويعتقد أن ‪ 30‬في المائة تقريب ًا من‬
‫ومواقع التخلص من النفايات السامة في البلدان النامية‪،‬‬ ‫هذه النفايات هو عبارة عن ملوثات عضوية دائمة (‪)POPs‬‬
‫خطر ًا على صحة اإلنسان (‪.)Yanez and others 2002‬‬ ‫(الفاو ‪ .)2002‬وكان التصدير الرئيسي للنفايات (انظر‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يوجد ‪ 60‬في المائة تقريب ًا من مصاهر‬ ‫الشكل ‪ )13-7‬حسب الحجم ينصب على الرصاص‬
‫العالم في البلدان النامية‪ ،‬في حين تستورد البلدان المتقدمة‬ ‫ومكونات الرصاص‪ ،‬بهدف إعادة تدويره (برنامج األمم‬
‫المعادن (المكتب اإلحصائي للمجموعة األوروبية والمنتدى‬ ‫المتحدة للبيئة ‪.)2004‬‬
‫الحكوماتي للغابات ‪ .)2004‬كما تتوارد أخبار عن وجود‬
‫تأثيرات صحية‪ ،‬مثل السرطان واالضطرابات العصبية‬ ‫وتمثل المواقع الملوثة أيض ًا إرث ًا للتنمية االقتصادية‬
‫النفسية‪ ،‬حول المصاهر (‪Benedetti and others‬‬ ‫والصناعية الماضية وتراث ًا ألنماط اإلنتاج واالستهالك‬
‫‪ .)2001, Calderon and others 2001‬على سبيل‬ ‫القائمة التي تؤثر على كل من األجيال في الحاضر‬
‫المثال‪ ،‬كان يوجد لدى ‪ 77‬في المائة من األطفال الذين‬ ‫والمستقبل‪ .‬ويمكن للمواقع الصناعية المهجورة أن تمثل‬
‫يعيشون بالقرب من مسبك رصاص في توريون بالمكسيك‬ ‫خطورة كبيرة على األشخاص والبيئة‪ .‬وتواجه الحكومات‬
‫مستويات رصاص تفوق المستوى المرجعي بمقدار‬ ‫مشاكل في اإلمساك بالملوثين المسئولين عن تنظيف الموقع‪.‬‬
‫الضعفين (‪.)Yanez and others 2002‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬تفرض تكاليف التنظيف أعباء على ميزانيات‬
‫البلدان أو على األشخاص الذين يعيشون في مناطق‬
‫ويمثل التلوث بالزئبق المرتبط بمعالجة وتعدين الذهب على‬ ‫مجاورة والمعرضين للمخاطر الصحية والتدهور البيئي‪.‬‬
‫نطاق صغير الخطر الرئيس على البيئة وصحة اإلنسان في‬
‫‪ 25‬بلد ًا على األقل في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا‬ ‫وتوجد المواقع الصناعية المهجورة أحيان ًا في مناطق‬
‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي (‪Malm 1998، Appleton‬‬ ‫معزولة نسبي ًا حول مصانع ومناجم سابقة‪ ،‬وأحياناً‪ ،‬تتأثر‬
‫‪ .)and others 1999, van Straaten 2000‬وقد‬ ‫المنطقة ككل بهذه المشكلة (انظر اإلطار ‪ .)4-7‬والرغبة‬
‫وردت تقارير عن اآلثار الضارة على صحة األفراد‬ ‫في تحقيق أرباح قصيرة األجل واالفتقار إلى القوانين أو‬
‫المعرضين للزئبق في مناطق تعدين الذهب (‪Lebel and‬‬ ‫الفساد وضعف تطبيق القانون هي من العوامل التي قد‬
‫‪.)others 1998، Amorin and others 2000‬‬ ‫تؤدي ومن المحتمل أنها ال زالت تؤدي إلى خلق مخاطر‬
‫بيئية في الحاضر والمستقبل من جراء المواقع الملوثة‬
‫وقد تساهم المبيدات الحشرية في تلوث المياه وتهدد‬ ‫(برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2000‬‬

‫الشكل ‪ 13-7‬تركيب النفايات عبر الحدودية المعلن بواسطة أطراف اتفاقية بازل في ‪2000‬‬

‫النفايات المختلطة‬
‫مالحظة‪ :‬تهتم المادة‬
‫النفايات غير‬ ‫(‪ )1‬ب بالنفايات التي‬
‫المصنفة‬ ‫تعرف‪ ،‬أو يتم اعتبارها‪،‬‬
‫على أنها نفايات خطيرة‬
‫من قبل التشريعات‬
‫النفايات المنزلية‬ ‫الداخلية لطرف التصدير‬
‫أو االستيراد أو النقل مثل‬
‫التربة الملوثة أو حمأة‬
‫مياه المجارير‪.‬‬
‫المادة ‪ )1( 1‬ب‬

‫َست‪،‬‬‫َسب ْ‬
‫المعادن‪ ،‬األ ْ‬
‫المكونات العضوية‬
‫السامة‬

‫نفايات المنتجات غير‬ ‫المصدر‪ :‬برنامج األمم‬


‫المعدنية‬ ‫المتحدة للبيئة ‪،2004‬‬
‫مجمعة بواسطة ‪UNEP/‬‬
‫‬ ‫‪ ،GRID - Arendal‬بناء على‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫تقارير اتفاقية بازل‬
‫مليون طن‬

‫‪319‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫تحتوي على مستويات مرتفعة من المركبات السامة مثل‬ ‫بشكل خطير صحة السكان في الريف والحضر‪ ،‬وبشكل‬
‫الزئبق والمعادن الثقيلة األخرى في عام ‪ 1998‬بشكل غير‬ ‫خاص الشعوب األكثر فقراً‪ .‬وال تزال مركبات الكلور‬
‫قانوني إلى سيهانوكفيل بكمبوديا‪ .‬وقدر عدد األشخاص‬ ‫العضوية‪ ،‬مثل مركب الدايكلورو دايفينيل ترايكلورو إيثان‬
‫الذي تعرضوا للنفايات بـ ‪ 2000‬شخص‪ ،‬حيث لقي ستة‬ ‫(دي دي تي) ومبيد اآلفات ” ديلدرين“ والهكساكلور‪ ،‬التي‬
‫أشخاص حتفهم وتعرض المئات لإلصابات نتيجة لهذا‬ ‫تم سحبها أو حظرها لدواعي صحية و‪/‬أو بيئية (الفاو‬
‫الحادث (‪.)Hess and Frumkin 2000‬‬ ‫‪ ،)1995‬موجودة في مقالب النفايات‪ ،‬وبشكل خاص في‬
‫البلدان النامية‪ .‬ويمكن أن يؤدي التعرض طويل األجل‬
‫ومن القضايا التي تطرح نفسها بقوة الحجم الهائل من‬ ‫للمبيدات الحشرية إلى زيادة خطر حدوث إضرابات إنجابية‬
‫النفايات اإللكترونية التي تصدر إلى البلدان النامية‪ ،‬حيث‬ ‫وفي النمو واختالل الجهاز المناعي وجهاز الغدد الصماء‪،‬‬
‫يعمل على إعادة تدويرها عمال ال تتوافر لهم في الغالب‬ ‫كما يمكن أن يؤدي إلى إضعاف الجهاز العصبي مع ارتباطه‬
‫وسائل الحماية الشخصية‪ .‬ويتعرض هؤالء العمال للزئبق‬ ‫بتطور بعض األمراض السرطانية‪ .‬ويواجه األطفال مخاطر‬
‫والرصاص والكادميوم والمواد الكيميائية السامة األخرى‬ ‫أكبر من األشخاص البالغين (الفاو وآخرون ‪.)2004‬‬
‫(انظر الفصل ‪ .)6‬ففي إحدى المدن الصينية التي يتم‬
‫فيها إعادة تدوير النفايات اإللكترونية‪ ،‬احتوت عينات من‬ ‫وتعرض التجارة الدولية في النفايات الخطرة السكان‬
‫الرواسب على تركيزات من المعادن الثقيلة بما يتجاوز إلى‬ ‫المحليين للمخاطر الصحية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تم شحن‬
‫حد بعيد توجيهات وكالة حماية البيئة األمريكية (شبكة عمل‬ ‫ما يقرب من ‪ 2700‬طن من النفايات الصناعية التي‬

‫اإلطار ‪ 4-7‬التلوث في منطقة فرغانا أوش خوجاند في آسيا الوسطى‬

‫المرافق الصناعية المختلفة‪ ،‬وتدهور البنية التحتية والمواقع الملوثة السكان الذين يعيشون بصورة‬ ‫إن منطقة فرغانة‪-‬أوش‪-‬خودجاند في آسيا الوسطى (التي يُشار إليها أيضا ً باسم وادي فرغانة) هي‬
‫مباشرة في المناطق الملوثة فحسب‪ ،‬بل تترك أيضا ً آثارا ً عبر الحدود في البلدان الثالث التي تشترك في‬ ‫منطقة مشتركة بين أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان (انظر الشكل ‪ .)14-7‬هذه المنطقة مثال‬
‫الوادي‪ .‬بالرغم من أن الحوادث والتسربات الماضية خلقت توترات بين البلدان‪ ،‬إال أن المسؤولون ال يعيرون‬ ‫نموذجي لالقتصاديات ذات التخطيط المركزي سابقا ً؛ حيث لم تول خطط التنمية إال اهتماما ً ضئيالً‬
‫اهتماما ً مستمرا ً بالتلوث البيئي الناجم عن المرافق القائمة باعتباره مشكلة أمان‪.‬‬ ‫للظروف المحلية (خصوصا ً البيئية)‪ ،‬وتم التخطيط لتحقيق التقدم االجتماعي من خالل مشاريع‬
‫صناعية واسعة النطاق‪ .‬في وادي فرغانة‪ ،‬جعلت مشاريع الري الضخمة من المنطقة منتجا ً رئيسيا ً‬
‫في أعقاب انهيار االتحاد السوفيتي‪ ،‬خلق التلوث‪ ،‬خاصة الموارد المائية المشتركة في حوض النهر‬ ‫للقطن‪ .‬كما أنها أصبحت منطقة صناعية ثقيلة‪ ،‬اعتمادا ً على التعدين والنفط والغاز وإنتاج المواد‬
‫المقسم بين البلدان حديثا ً توترات جديدة بين البلدان الجديدة‪ .‬ويشير المسؤولون الى احتمال عمل هذه‬ ‫الكيمياوية‪ .‬إن اكتشافات خام اليورانيوم أدت إلى التعدين المكثف‪ ،‬وأصبحت مصدرا ً مهما ً من مصادر‬
‫المنطقة كمثال على التعاون الدولي في مواجهة تركات الماضي‪ .‬ولكن دون مساعدات دولية واسعة‬ ‫اليورانيوم للمشاريع المدنية والعسكرية في االتحاد السوفيتي سابقا ً‪.‬‬
‫النطاق‪ ،‬تكون هذه المهمة مستحيلة بالنسبة للحكومات المحلية‪ .‬كما أنه في حالة غياب خطط‬
‫التنمية البديلة والوصول إلى تكنولوجيات وممارسات إدارية صديقة للبيئة‪ ،‬قد يعاد فتح المنشآت‬ ‫هناك عوامل عديدة ‪ -‬الكثافة السكانية في المناطق التعرض للكوارث‪ ،‬وارتفاع النمو السكاني‪ ،‬والفقر‪،‬‬
‫المهجورة‪.‬‬ ‫واستخدام األراضي والمياه‪ ،‬وعدم االمتثال لقوانين البناء‪ ،‬وتغير المناخ العالمي ‪ -‬تجعل المنطقة عرضة‬
‫بوجه خاص لألخطار الطبيعية وتلك التي من صنع اإلنسان‪ .‬ال تهدد المخاطر التراكمية الناجمة عن‬

‫المصدر‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة وآخرون ‪2005‬‬

‫الشكل ‪ 14-7‬المخاطر اإلشعاعية والكيمائية والبيولوجية في آسيا الوسطى‬


‫مسارات التلوث‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100 km‬‬ ‫مستودع‬ ‫مستودع توجتوجول‬
‫المخاطر العابرة للحدود‬ ‫ت‬ ‫تشاتكال‬
‫المتعلقة بالتربة والهواء‬ ‫شير‬ ‫تيريكساي‬
‫كازاخستان‬ ‫ش‬
‫وتلوث المياه‬
‫يك‬
‫االنسكابات والحوادث‬
‫أ‬ ‫كيزيلدزار‬
‫قيرغيزستان‬
‫الصناعية التي يتم اإلبالغ عنها‬
‫مستودع تشاردارا‬ ‫هان‬ ‫تاش كومير‬
‫‪r‬‬ ‫تاشكينت‬ ‫جا‬ ‫شيكافتار‬
‫يانجيبات‬ ‫رون‬ ‫سامسار‬
‫مايلو سو‬
‫مواقع النفايات المدارة‬ ‫‪CHARKESAR‬‬
‫بشكل سيء‬ ‫تشاداك‬
‫‪Namangan‬‬ ‫جالل اباد‬
‫ريا‬

‫برك وركام نفايات المعادن‬


‫المالك‬ ‫أنديجان‬
‫دا‬

‫سيرداريا‬ ‫يوجورساي‬
‫سير‬

‫النفايات البلدية‬
‫‪ADRASMAN‬‬ ‫‪MINGBULAK‬‬ ‫مستودع‬ ‫كارا‪-‬داريا‬
‫المبيدات الحشرية والمواد‬
‫سي‬ ‫‪OIL FIELD‬‬ ‫أنديجان‬
‫الكيميائية الخطيرة‬ ‫ر دا‬ ‫‪Osh‬‬
‫جوليستان‬ ‫تابوشار‬ ‫ريا‬
‫مستودع‬ ‫فيرجانا‬
‫النفايات الصادرة عن‬
‫أوزبكستان‬ ‫بيكاباد‬ ‫‪r‬كاراكوم كوجاند‬
‫الصناعات الملوثة‬ ‫تيو مويون‬
‫‪KANIBADAM‬‬ ‫كان‬
‫صناعة المعادن‬ ‫جيزاك‬ ‫ديمي‬ ‫إسفارا‬ ‫كادامجاي‬
‫جافوروف‬ ‫شوارب‬ ‫باتكين‬
‫إنتاج النفط والفحم‬ ‫شكالوفسك‬
‫سولوكتا‬ ‫كايد أركان‬
‫‪CHINA‬‬
‫كيزيلسو‬

‫معالجة المواد المشعة ومواقع‬


‫التخزين‬
‫المصدر‪UNEP and :‬‬ ‫طاجيكستان‬ ‫برك اليورانيوم أو معالجة المواد المشعة‬
‫‪others 2005‬‬ ‫زيرافشان‬ ‫منجم يوارنيوم مغلق‬
‫أنزوب‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪320‬‬


‫وقد خلقت االستجابات األخرى للتلوث فرص ًا لبناء الثقة‬ ‫بازل ‪ .)2002‬وعلى نحو مماثل‪ ،‬يتعرض العمال للملوثات‬
‫في المجتمعات بعد انتهاء حاالت الصراع‪ .‬على سبيل‬ ‫التي تشكل مخاطر كبيرة على صحتهم في المواقع التي‬
‫المثال‪ ،‬وفر التقييم العلمي المشترك لتهديدات التلوث‬ ‫يتم فيها تفكيك السفن إلعادة التدوير (شبكة عمل بازل‬
‫اإلشعاعي في شمال غرب روسيا فرصة لتبادل الخبرات‬ ‫‪.)2006‬‬
‫بين روسيا والنرويج وأمريكا‪ ،‬حيث انتهت الحرب الباردة‬
‫وبدأت القوى العظمى في تطوير روابط لبناء الثقة بين‬ ‫وتوجد المصانع والمواقع الصناعية المهجورة في الغالب‬
‫العلماء والعسكريين‪ .‬وقد يسر انخفاض عملية تسييس‬ ‫في المجتمعات الفقيرة‪ ،‬والتي يمكن أن تكون موطن ًا‬
‫القضايا البيئية بالفعل التحاور وجه ًا لوجه بين الخصوم‬ ‫للوافدين الجدد المهمشين‪ .‬ويؤدي تلوث الهواء والمياه‬
‫العسكريين في منطقة حساسة يسود فيها الطابع‬ ‫واألرض إلى خفض إنتاجية األراضي‪ ،‬مما يجعل المنتجات‬
‫العسكري إلى حد بعيد‪.‬‬ ‫الزراعية غير مالئمة لألسواق‪ .‬ويتعرض األطفال بشكل بارز‬
‫للمخاطر الناجمة عن المواقع الملوثة (كأماكن للعب والعمل)‪،‬‬
‫ويعتمد نجاح اآلليات الحالية للتعامل مع التلوث بقوة على‬ ‫في حين يتعرض النساء بشكل خاص للخطر ألسباب‬
‫القدرة المؤسساتية واإلرادة السياسية (انظر الفصل ‪.)3‬‬ ‫فسيولوجية‪ .‬وقد أثبتت دراسة مسحية تم إجراؤها في‬
‫تشمل المجاالت الهامة لإلجراءات المستقبلية‪:‬‬ ‫المملكة المتحدة (‪ )Walker and others 2003‬حول‬
‫‪ n‬تعزيز قدرة المنظمات الدولية على متابعة وإنفاذ‬ ‫الوضع االجتماعي لألشخاص الذين يعيشون بالقرب من‬
‫االتفاقيات متعددة األطراف‪ ،‬مثل اتفاقيتي بازل‬ ‫مواقع السيطرة المتكاملة على التلوث (‪ )IPC‬أنه يوجد‬
‫وروتردام؛‬ ‫دليل قوي في إنجلترا على التوزيع غير العادل لمواقع‬
‫‪ n‬دعم المعايير االجتماعية والبيئية العالمية لتجنب دفن‬ ‫السيطرة المتكاملة على التلوث وآثارها المحتملة ذات‬
‫النفايات؛‬ ‫الصلة‪ .‬وقد وجد أنه من بين ‪ 3.6‬مليون شخص تقريب ًا‬
‫‪ n‬االستثمار في التكنولوجيا ونقل التكنولوجيا من أجل‬ ‫ممن يعيشون في نصف قطر مقداره كيلو متر واحد من‬
‫التقييم المحسن للمخاطر والرصد والمعلومات‬ ‫أي موقع متكامل لضبط التلوث كان يوجد أشخاص‬
‫واالتصال والتنظيف؛‬ ‫ينتمون للمجموعات األكثر حرمان ًا بصورة أكبر من‬
‫‪ n‬زيادة المسئولية البيئية واالجتماعية المشتركة؛‬ ‫األشخاص المنتمين للمجموعات األقل حرمان ًا بمعدل ستة‬
‫‪ n‬االستثمار في األصول‪ ،‬وخاصة المهارات والمعرفة‪،‬‬ ‫أضعاف‪.‬‬
‫لتجنب التعرض أو التخفيف من التأثيرات الصحية‬
‫المترتبة على التعرض للمواد الخطرة؛‬ ‫االستجابات‬
‫‪ n‬تحسين قدرة الدولة على رصد وإنفاذ القوانين‪ ،‬حيث‬ ‫تم تبني سلسة من اإلجراءات على مدار السنوات للتعامل‬
‫قد يؤدي هذا إلى الحد من المخاطر وتحسين القدرة‬ ‫مع المخاطر التي تشكلها المواد الخطرة والمواد‬
‫المحلية على المواجهة؛‬ ‫الكيميائية على كل من األشخاص والبيئة‪ .‬ويدعو المبدأ‬
‫‪ n‬توفير فرص للمشاركة ومواجهة الوضع االجتماعي‬ ‫‪ 14‬من إعالن ريو البلدان "للتعاون الفعال إلعاقة أو منع‬
‫لألشخاص المتضررين من المواقع الملوثة؛‬ ‫ترحيل ونقل أية أنشطة أو مواد تتسبب في حدوث تدهور‬
‫‪ n‬الدمج األفضل للمبادئ القانونية الدولية المقررة ‪ -‬بما‬ ‫بيئي خطير أو وجد أنها تشكل ضرر ًا على صحة اإلنسان‬
‫في ذلك النهج الوقائي والمسئولية القانونية للمنتج‬ ‫إلى بلدان أخرى‪ ".‬وقد عينت لجنة حقوق اإلنسان باألمم‬
‫ومبدأ الملوث يدفع والموافقة المسبقة المبنية على‬ ‫المتحدة المقرر الخاص المعني باآلثار الضارة لنقل ودفن‬
‫المعرفة والحق في المعرفة ‪ -‬في أطر عمل محلية‬ ‫المنتجات والنفايات السامة والخطرة بصورة غير مشروعة‬
‫وإقليمية ودولية؛‬ ‫على التمتع بحقوق اإلنسان (األمم المتحدة)‪.‬‬
‫‪ n‬زيادة دعم البحث في أسباب وآثار (خاصة اآلثار‬
‫التراكمية) اإلنتاج الصناعي والمواد الكيميائية؛ و‬ ‫وتشمل االستجابات لمشكلة الملوثات اآلن ‪ 17‬اتفاقية‬
‫‪ n‬زيادة دعم تحاليل دورة الحياة وعمليات تقييم األثر‬ ‫متعددة األطراف (انظر الفصل ‪ ،)3‬باإلضافة إلى العديد‬
‫البيئي‪.‬‬ ‫من المنظمات الحكومية المشتركة وآليات التعاون‪ .‬وهي‬
‫تشمل اتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة‬
‫وفيما يتعلق بالمواقع الملوثة‪ ،‬تمثل المؤسسات الرسمية‪،‬‬ ‫والتخلص منها عبر الحدود لعام ‪ 1989‬واتفاقية روتردام‬
‫والقوانين األفضل على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬واإلنفاذ‬ ‫لتطبيق إجراء الموافقة المسبقة عن علم على مواد كيميائية‬
‫األفضل للقوانين القائمة متطلبات حيوية للتعامل السليم مع‬ ‫خطرة معينة لعام ‪ 2001‬واتفاقية استكهولم للملوثات‬
‫هذه المواقف‪ .‬ويتطلب ذلك وجود بلدان قوية تقوم بوظيفتها‬ ‫العضوية الدائمة لعام ‪ 2001‬وكذلك النهج االستراتيجي‬
‫على خير وجه‪ ،‬مع توفر فروع تشريع القوانين والتنفيذ‬ ‫لإلدارة الدولية للمواد الكيميائية لعام ‪.2006‬‬

‫‪321‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫‪ )3‬واالجتماعية‪ -‬االقتصادية‪ .‬وتنطوي العمليات المثارة‬ ‫واإلنفاذ التي تعمل لتحقيق نفس األهداف (‪Friedmann‬‬
‫على الصعيد العالمي‪ ،‬بما في ذلك التغير المناخي‪ ،‬على‬ ‫‪ .)1992‬ويمكن لإلجراءات التي تتخذ لتعزيز قدرة البلدان‬
‫تأثيرات مباشرة على الرفاهية في األراضي القاحلة (‪Batz‬‬ ‫المساعدة أيض ًا في تعزيز القدرة على المواجهة على الصعيد‬
‫‪.)and others 2005‬‬ ‫المحلي‪ ،‬إذا كان يدعم ذلك مستويات أعلى من الحوكمة‪.‬‬

‫التعرض للخطر ورفاهية اإلنسان‬ ‫وتمثل زيادة مشاركة المجموعات األكثر عرضة للخطر في‬
‫هناك عدد من العوامل تؤثر على تعرض مجتمعات‬ ‫التخطيط والحوكمة ومنح كل من الحوكمة المحلية‬
‫األراضي القاحلة للخطر‪ ،‬بما في ذلك‪:‬‬ ‫ومستوياتها األعلى فرص ًا إليضاح التحديات التي تواجهها‬
‫‪ n‬المعالم الفيزيائية الحيوية‪ ،‬خاصة إتاحة المياه؛‬ ‫ال رئيسي ًا في تعزيز قدرتهم على المواجهة‪ .‬ويتطلب‬‫عام ً‬
‫‪ n‬الوصول إلى الموارد الطبيعية واالقتصادية ومستويات‬ ‫منح األشخاص المعرضين للخطر صوت ًا أنهم سينالون‬
‫التنمية والصراعات وعدم االستقرار االجتماعي؛‬ ‫دعم ًا فعا ًال لرفع أصواتهم‪ ،‬على سبيل المثال من خالل‬
‫‪ n‬الترابطات بين مناطق األراضي القاحلة واألراضي غير‬ ‫القدرة على الوصول للمعلومات البيئية ذات الصلة ‪ -‬كما تم‬
‫القاحلة من خالل الهجرة وعمليات تحويل األموال‬ ‫النص عليه في مبدأ ‪ 10‬من إعالن ريو ‪ -‬وبناء القدرة على‬
‫والتجارة؛ و‬ ‫المشاركة في عملية الحوكمة‪ .‬وقد وفر مؤتمر األمم‬
‫‪ n‬أنظمة الحوكمة العالمية (‪Safriel and others 2005,‬‬ ‫المتحدة للبيئة والتنمية (‪ )UNCED‬لعام ‪ 1992‬التغير‬
‫‪Dobie 2001, Griffin and others 2001,‬‬ ‫المؤسسي األساسي لزيادة المشاركة في صنع القرارات‬
‫‪Mayrand and others 2005, Dietz and‬‬ ‫المرتبطة بالبيئة‪ .‬وقد تم تعزيز ذلك‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في‬
‫‪.)others 2004‬‬ ‫اتفاقية آرهوس (مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية‬
‫‪ .)2005‬وتمثل اتفاقيتا بازل وروتردام أهمية لمنح البلدان‬
‫يتمتع السكان في األراضي القاحلة بالبلدان الصناعية ‪-‬‬ ‫صوت ًا في سياق التعرض لخطر التلوث‪.‬‬
‫مثل تلك الموجودة في أستراليا والواليات المتحدة ‪ -‬عادة‬
‫بتنوع في الخيارات المعيشية ويمكنهم التكيف بشكل أكبر‬ ‫اإلخالل بالتوازن الهش في األراضي القاحلة‬
‫مع تدهور األراضي وندرة المياه بصورة أكثر يسر ًا من‬ ‫في هذا النموذج األصلي‪ ،‬تخل أنماط اإلنتاج واالستهالك‬
‫سكان الريف الذين يعيشون في األراضي القاحلة في البلدان‬ ‫الحالية (من الصعيد العالمي إلى المحلي) بالتوازن الهش‬
‫النامية الذين يعتمدون بشكل مباشر على الموارد البيئية‬ ‫لتفاعالت اإلنسان‪-‬البيئة التي تطورت في األراضي القاحلة‪،‬‬
‫لتأمين أسباب معيشتهم‪ .‬وهم السكان األكثر عرضة للخطر‪.‬‬ ‫والتي تنطوي على حساسية إلمدادات المياه المتغيرة‬
‫وعلى الرغم من أن إنتاجية األراضي العالية وقطاع التصنيع‬ ‫ومرونة مع الجفاف‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تم خلق مستويات جديدة‬
‫القوي‪ ،‬مثلما عليه الحال في الواليات المتحدة‪ ،‬يمكن أن‬ ‫من التعرض للخطر‪ .‬لقد اعتمد سكان األراضي القاحلة‬
‫تقلل من التعرض للخطر‪ ،‬إال أن توزيع الوصول إلى‬ ‫آلالف السنين على التوظيف المالئم لهذه النظم‬
‫الموارد الطبيعية واالقتصادية والمشاركة في صنع القرار‬ ‫اإليكولوجية لمالئمة أسباب عيشهم (‪.)Thomas 2006‬‬
‫يؤديان إلى نمط التعرض للخطر (انظر اإلطار ‪.)5-7‬‬ ‫وتتمتع النظم اإليكولوجية المرنة هذه بقدرة إنتاجية عالية ‪-‬‬
‫حيث تدعم‪ ،‬على سبيل المثال‪ 50 ،‬في المائة من ماشية‬
‫ويمثل التصحر (انظر الفصل ‪ )3‬تحدي ًا للتنمية وتحسين‬ ‫العالم (‪ - )Allen-Diaz 1996‬ولكنها تتعرض اآلن لخطر‬
‫الرفاهية‪ .‬ويتم فقد ‪ 60000‬كيلو متر مربع تقريب ًا من‬ ‫متزايد‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تعني الحوكمة واألنماط التجارية‬
‫األراضي اإلنتاجية وما يقرب من ‪ 42‬بليون دوالر أمريكي‬ ‫أن يظل الكثير من ثروات األراضي القاحلة مختفي ًا أو‬
‫في الدخل سنوي ًا في كافة أرجاء العالم‪ ،‬بسبب تدهور‬ ‫مستخدم ًا بشكل هزيل‪ ،‬مما يشكل فرص ًا مهدرة لتحسين‬
‫اإلنتاجية الزراعية (شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة‬ ‫الرفاهية‪.‬‬
‫ومرفق البيئة العالمية ‪ .)2004‬وقد ازداد حدوث الجفاف‬
‫منذ عام ‪ 1975‬بمعدل أربعة أضعاف من ‪ 12‬إلى ‪ 48‬نوبة‬ ‫الصلة العالمية‬
‫(شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة ومرفق البيئة العالمية‬ ‫تنتشر األراضي القاحلة على نطاق واسع‪ ،‬حيث تحدث في‬
‫‪ .)2004‬وحاالت الجفاف في األماكن التي يوجد بها‬ ‫البلدان المتقدمة والنامية‪ ،‬وتدعم مجموعة كبيرة من‬
‫اعتماد كبير على الزراعة قد تضعف األمن الغذائي واألداء‬ ‫السكان (انظر الفصل ‪ .)3‬وقد تعرض ‪ 10- 20‬في المائة‬
‫االقتصادي وتقلل من فرص الوفاء بالهدف اإلنمائي لأللفية‬ ‫من األراضي القاحلة للتدهور في كافة أنحاء العالم‪ ،‬مما‬
‫‪( 1‬انظر الشكل ‪ .)16-7‬ففي باكستان‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫أثر بصورة مباشرة على رفاهية سكان األراضي القاحلة‬
‫تتعرض األراضي القاحلة بشكل متزايد للتهديد بفعل‬ ‫وبشكل غير مباشر على السكان الذين يعيشون في مناطق‬
‫تدهور خصوبة التربة والفيضانات المفاجئة ‪ -‬التحذيرات‬ ‫أخرى من خالل التأثيرات الفيزيائية الحيوية (انظر الفصل‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪322‬‬


‫(سافريل وآخرون ‪ ،2005‬التقييم العالمي للمياه الدولية‬ ‫المبكرة بوقوع أزمة (شعبة السكان التابعة لألمم المتحدة‬
‫‪( )2006‬انظر الفصل ‪ .)4‬وفي بعض الدول‪ ،‬يعني‬ ‫ومرفق البيئة العالمية ‪.)2004‬‬
‫انخفاض توفر المياه الصالحة للشرب أن النساء والفتيات‬
‫سيجبرن على قطع مسافات أطول للحصول على المياه‪.‬‬ ‫وعلى ما يبدو‪ ،‬فإن القدرة اإلنتاجية المنخفضة لألراضي‬
‫ال بالنسبة لالستثمارات‬
‫القاحلة قد جعلتها أقل تفضي ً‬
‫وقد يضيف العدد الكبير من مستودعات المياه الجوفية‬ ‫المنهجية (في المياه واألراضي) المطلوبة لمعادلة اآلثار‬
‫عبر الحدود والتي يقع عليها ضغط (التقييم العالمي للمياه‬ ‫السلبية الستخدام األراضي وتعزيز قدرتها اإلنتاجية (انظر‬
‫الدولية ‪ ،)2006‬في بعض الحاالت‪ ،‬بعد ًا إقليمي ًا لخطر‬ ‫الفصل ‪ .)3‬وهناك اعتقاد بأن توافر المياه العذبة في‬
‫التوترات المرتبطة بندرة المياه‪ .‬وتؤدي استراتيجيات‬ ‫األراضي القاحلة قد تعرض للمزيد من االنخفاض عن‬
‫التكيف‪ ،‬في بعض المواقف‪ ،‬مثل ري المحاصيل‬ ‫المتوسط البالغ ‪ 1300‬متر مكعب‪/‬شخص‪/‬عام في عام‬
‫المستهلكة لكميات كبيرة من المياه إلى وقوع مصادمات‬ ‫‪ ،2000‬والتي تنخفض بالفعل عن حد ‪ 2000‬متر مكعب‬
‫بين سكان الريف والحضر وكذلك بين المزارعين ورعاة‬ ‫المطلوب لتحقيق الحد األدنى من رفاهية اإلنسان والتنمية‬
‫الماشية‪ .‬ففي جنوب غرب الواليات المتحدة مثالً‪ ،‬حافظت‬ ‫المستدامة (سافريل وآخرون ‪ .)2005‬ومن المتوقع أن‬
‫آليات حل الصراعات بين أصحاب المصلحة المتعددين‪،‬‬ ‫نقص المياه في المناطق القاحلة وشبه القاحلة سيشكل‬
‫بما في ذلك األنظمة القضائية والموارد المالية‬ ‫العائق األكثر أهمية للتنمية االقتصادية ‪ -‬االجتماعية‬

‫اإلطار ‪ 5-7‬تحليل األنواع المختلفة للعرضة للخطر في األراضي القاحلة‬

‫يتم رسم مجموعة هذه المؤشرات في المجموعات الثمانية معا ً‪ ،‬أو "مجموعات الظروف االقتصادية‪-‬‬ ‫إن التحسين النظامي للظروف االجتماعية‪-‬االقتصادية والطبيعية المتنوعة في المناطق القاحلة يعزز‬
‫االجتماعية والطبيعية" في المناطق القاحلة‪ ،‬بألوان تتراوح ما بين األحمر الزاهي للمجموعة األكثر‬ ‫فهم األنماط المحددة للعرضة للخطر‪ .‬تم التحقيق بشأن التوزيع العالمي للعرضة للخطر هنا‬
‫عرضة للخطر‪ ،‬والرمادي المحايد للمجموعة األقل عرضة للخطر (انظر الشكل ‪ .)15-7‬يتم إظهار‬ ‫باستخدام تحليل المجموعة‪.‬‬
‫المناطق الرطبة باللون األبيض‪.‬‬
‫تم استخدام المؤشرات التالية لوصف العمليات الرئيسية الكامنة وراء التعرض للخطر‪:‬‬
‫يبين التحليل الحاجة واالستخدام الرشيد والفعال للموارد‪ ،‬على أساس أفضل المعارف والخيارات‬ ‫‪ n‬الضغط على المياه إلظهار العالقة بين الطلب على المياه وتوافرها؛‬
‫التكنولوجية المتاحة‪:‬‬ ‫‪ n‬تدهور التربة؛‬
‫المجموعات من ‪ 1‬إلى ‪ 6‬كلها عرضة للخطر (مستويات منخفضة إلى متوسطة للرفاهية)‪.‬‬ ‫‪ n‬رفاهية اإلنسان كما يتضح من معدل وفيات األطفال؛‬
‫المجموعتان ‪ 1‬و ‪ 2‬هما األكثر إثارة للجدل‪ ،‬مع نقص المياه الخطير‪ ،‬وتدهور التربة‪ ،‬ومعدل وفيات‬ ‫‪ n‬توافر البنية التحتية‪ ،‬ويتبين ذلك من كثافة الطرق؛ و‬
‫األطفال‪ ،‬وقلة اإلمكانات الزراعية‪ ،‬والبنية األساسية المتوسطة‪.‬‬ ‫‪ n‬القدرة المناخية وتلك الخاصة بالتربة للزراعة‪.‬‬
‫المجموعتان ‪ 3‬و ‪ 4‬هما مناطق واسعة تظهر مستوى أفضل من رفاهية اإلنسان بالمقارنة بمجموعتي ‪1‬‬
‫و‪ 2‬ضمن مستويات متشابهة جدا ً الستغالل المياه‪ ،‬وحتى كذلك االستخدام األكثر إفراطا ً لموارد التربة‪،‬‬ ‫يعرض جدول القائمة التفسيرية للمصطلحات القيم النوعية للمؤشرات التي تكون عادة خاصة‬
‫في بعض األماكن‪ .‬ويبين هذا أن أسوأ مظاهر التعرض للخطر ليس قدرا ً ضروريا ً‪.‬‬ ‫بالمجموعات الثمانية‪:‬‬
‫تبين المجموعتان ‪ 5‬و ‪ 6‬أن االستخدام المحسن للمياه في حد ذاته ال يضمن تحسين مستوى الرفاهية‪.‬‬ ‫‪ = +‬قيمة مرتفعة للمؤشر المحدد‬
‫في المقابل‪ ،‬تمثل المجموعتان ‪ 7‬و ‪ 8‬المناطق األقل عرضة للخطر‪ ،‬باإلضافة إلى قيود البنية التحتية‬
‫‪ = -‬قيمة منخفضة للمؤشر المحدد‬
‫المتوسطة ووفيات األطفال‪.‬‬
‫‪ = 0‬قيمة متوسطة للمؤشر المحدد‬

‫المصادر‪Alcamo and others 2003, ArcWorld ESRI 2002, CIESIN 2006, GAEZ 2000, Kulshreshta 1993, Murtagh 1985, Oldeman and others 1991 :‬‬

‫الشكل ‪ 15-7‬التوزيع المكاني لألشكال النموذجية للنموذج األصلي لألرض القاحلة‬ ‫االحتمالية الزراعية‬
‫اإلجهاد المائي‬
‫وفيات األطفال‬

‫كثافة الطرق‬
‫تدهور التربة‬

‫‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫– – –‬


‫‬ ‫‪+‬‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫‬ ‫‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+ – 0‬‬
‫‬ ‫‬ ‫‪+‬‬ ‫– – –‬
‫‬ ‫‬ ‫–‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫‬ ‫‬ ‫–‬ ‫– – –‬
‫‬ ‫‪– +‬‬ ‫‬ ‫– –‬
‫‬ ‫– –‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬
‫األراضي غير‬
‫القاحلة‬

‫المصدر‪ :‬قام بعمل الخريطة‬


‫معهد ‪ Postdam‬بواسطة‬
‫المؤلفين الرئيسيين لهذا ا الفصل‪.‬‬

‫‪323‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫المحلي المعتمد على الموارد‪ .‬وتشمل التطبيقات الناجحة في‬ ‫والتكنولوجية الهامة‪ ،‬على عدم تحول هذه الصراعات إلى‬
‫األراضي القاحلة مبادرات اإلدارة المشتركة للحياة البرية‬ ‫أعمال عنف‪ .‬وقد أدى نقص األراضي الصالحة للزراعة‬
‫(‪ )Hulme and Murphree 2001‬وتنمية أسواق منتجات‬ ‫والمياه في المناطق التي يوجد بها مستوى أعلى من‬
‫الغابات غير الخشبية (‪NTFPs) (Kusters and Belcher‬‬ ‫التعرض للخطر‪ ،‬مثل منطقة الساحل‪ ،‬ال سيما في فترات‬
‫‪ .)2004‬وتوفر المبادرات الحكومية‪ ،‬بما في ذلك مؤتمر القمة‬ ‫الجفاف‪ ،‬إلى نشوب صراعات عنيفة باإلضافة إلى عدد من‬
‫العالمية للتنمية المستدامة (‪ )WSSD‬واتفاقية األمم المتحدة‬ ‫خطوط التقسيم‪ :‬بين سكان الريف وسكان الحضر‬
‫لمكافحة التصحر (‪ )UNCCD‬وبناء القدرات التي يقودها‬ ‫والمزارعين ورعاة الماشية ومجموعات عرقية ومجموعات‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬التي تركز على بناء القدرات‬ ‫عرقية أخرى (‪Kahl 2006, Lind and Sturman‬‬
‫ونقل التكنولوجيا لتعزيز اإلدارة واإلنتاج والتسويق فرص ًا‬ ‫‪.)2002, Huggins and others 2006‬‬
‫للبناء على هذه النجاحات‪.‬‬
‫وينطوي انتقال "الجئي األراضي القاحلة" إلى مناطق‬
‫وتستخدم أنظمة اإلنذار المبكر على نطاق واسع لتحسين‬ ‫جديدة‪ ،‬بما في ذلك المدن‪ ،‬على احتمال خلق صراعات‬
‫القدرة على االستجابة للضغوط البيئية‪ .‬ويرصد تقييم‬ ‫سياسية واجتماعية وعرقية إقليمية (ديتس وآخرون‬
‫تدهور التربة في األرض الجافة (‪ )LADA‬لبرنامج األمم‬ ‫‪ .)2004‬وتمثل عمليات الهجرة الموسمية والدورية‬
‫المتحدة للبيئة‪/‬الفاو على نحو منهجي تدهور األراضي‬ ‫استراتيجيات مواجهة هامة بالنسبة لسكان المراعي‬
‫لزيادة فهم عمليات الجفاف والتصحر وآثارها‪ .‬وعالوة على‬ ‫واألراضي القاحلة‪ .‬وتتعرض المجتمعات الرعوية‬
‫ذلك‪ ،‬تعزز أنظمة اإلنذار المبكر العالمية ودون اإلقليمية‬ ‫(الموجودة في جميع األقاليم) بشكل خطير إلى تغير‬
‫والمحلية القدرة على االستجابة النعدام األمن الغذائي‬ ‫النظام اإليكولوجي‪ ،‬والذي يمكن أن يزيد من تعرضها‬
‫المحتمل‪ .‬ففي شرق أفريقيا‪ ،‬مثالً‪ ،‬تربط الهيئة الحكومية‬ ‫للخطر ويؤثر على حصص رؤوس أمولها ويعيق‬
‫المعنية بالتنمية (‪ )IGAD‬رصد الصراع (من خالل آلية‬ ‫استراتيجيات المواجهة ويقلل من األداء اإلنتاجي للماشية‬
‫اإلنذار المبكر بالصراعات وآلية االستجابة لها التابعة‬ ‫ويولد التوترات مع رعاة آخرين ومجتمعات المزارعين‬
‫للهيئة) بأنظمة اإلنذار المبكر البيئية (من خالل مركز‬ ‫المضيفين (‪ ،Nori and others‬غير مؤرخ)‪.‬‬
‫مراقبة الجفاف التابع لها)‪ ،‬وذلك ألن الجفاف والضغوط‬
‫البيئية األخرى قد تتسبب في نشوب صراعات رعوية‪.‬‬ ‫االستجابات‬
‫نظر ًا التساع رقعة األراضي القاحلة واألشخاص الذين‬
‫وتتطلب االستجابات الفعالة للموجهات المتعددة والمعقدة‬ ‫تدعمهم والبالغ تعدادهم ‪ 2‬بليون نسمة تقريب ًا والتنوع‬
‫لتدهور األراضي توفر منهجيات مترابطة وتمويل مالئم‬ ‫البيولوجي التي تنطوي عليه‪ ،‬فإن الصيانة واسترداد‬
‫وقدرة كافية (انظر اإلطار ‪ .)6-7‬على سبيل المثال‪ ،‬تم‬ ‫وظائف نظامها اإليكولوجي تمثل ضرورة لتحقيق أهداف‬
‫إعاقة محاوالت تحقيق أثر إيجابي يعكس اتجاهات تدهور‬ ‫التنوع البيولوجي التفاقية التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬لعام‬
‫المياه بفعل عدد من العوامل‪ .‬وتشمل هذه العوامل‪ :‬الفقر‬ ‫‪ 2010‬واألهداف اإلنمائية لأللفية‪ .‬وتوفر اتفاقية األمم‬
‫والنمو االقتصادي البطيء وحاالت القصور في القدرة الفنية‬ ‫المتحدة لمكافحة التصحر (‪ )UNCCD‬إطار العمل الكامل‬
‫واإلدارية والتنظيم لمؤسسات إدارة المياه وضعف أطر العمل‬ ‫لمواجهة تدهور األراضي (انظر الفصل ‪ .)3‬وقد اكتملت‬
‫القانونية اإلقليمية والمحلية واالفتقار إلى التعاون الدولي‬ ‫هذه االتفاقية باتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية األمم‬
‫(التقييم العالمي للمياه الدولية ‪( )2006‬انظر الفصل ‪.)4‬‬ ‫المتحدة اإلطارية المتعلقة بتغير المناخ وجدول أعمال‬
‫وقد ثبت صعوبة وضع أنظمة إلدارة ندرة المياه‪ ،‬التي‬ ‫القرن ‪ 21‬ومؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة‬
‫تتعامل مع مياه األمطار والصرف‪ ،‬والتوسط بين مطالبات‬ ‫(‪ )WSSD‬واالتفاقيات متعددة األطراف األخرى‪.‬‬
‫المياه المتنافسة‪ ،‬بما في ذلك المطالبات البيئية‪ .‬ويعني‬
‫الفشل في التحكم في األنواع المختلفة من المعرفة‪ ،‬بما في‬ ‫وتدعم اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر (‪)UNCCD‬‬
‫ذلك معرفة الزراعة التقليدية وفي اإلدارة والسياسة أنه لم‬ ‫برنامج العمل المحلي لمكافحة التصحر وتحسين فرص‬
‫يتم االستفادة من مجموعة الخيارات الكاملة لزراعة األراضي‬ ‫إدارة األراضي‪ .‬وهذا يشمل وضع برامج العمل المحلية‬
‫القاحلة (‪ .)Scoones 2001, Mortimore 2006‬ومن‬ ‫ودون اإلقليمية واإلقليمية‪ .‬وبحلول عام ‪ ،2006‬وضع عدد‬
‫العوائق في هذا الشأن التمويل غير الكافي‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫كبير من البلدان برامج عمل محلية‪ ،‬حيث بلغ تعداد هذه‬
‫برامج العمل المحلية (‪،)White and others 2002‬‬ ‫البلدان ‪ 34‬بلد ًا في أفريقيا و‪ 24‬في آسيا و‪ 21‬في أمريكا‬
‫والفشل في االستجابة للتحذيرات المبكرة (الفاو ‪.)2004b‬‬ ‫الالتينية والبحر الكاريبي وثماني بلدان في أوروبا‪ .‬وتشجع‬
‫اتفاقية التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬على اإلدارة التي تستند‬
‫وتبين التجربة أن االستثمارات والقروض المالية المقدمة‬ ‫إلى مشاركة االنتفاع العادلة‪ ،‬مما يساعد في زيادة الدخل‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪324‬‬


‫الشكل ‪ 16-7‬العرضة للجفاف وآثاره على رفاهية اإلنسان‬
‫أ) يتركز سكان األراضي الجافة في البلدان الجافة‬

‫األشخاص لكل كم مربع‬


‫‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‬

‫المصدر‪WRI 2002 :‬‬

‫ب) الخسائر االقتصادية المرتبطة بالجفاف كنسبة من كثافة إجمالي الناتج المحلي‬
‫النسب العشرية لمخاطر‬
‫إجمالي الخسائر االقتصادية‬
‫المرتبطة بالجفاف‬
‫األول ‪ -‬الرابع‬
‫الخامس ‪ -‬السابع‬
‫الثامن ‪ -‬العاشر‬

‫المصدر‪Dilley and :‬‬


‫‪others 2005‬‬

‫ج) التقدم نحو تحقيق هدف ‪ MDG‬فيما يتعلق باألمن الغذائي‬

‫هدف ‪ MDG‬الذي تم‬


‫بلوغه بالفعل‬
‫تقدم كبير‬
‫تقدم متوسط‬
‫انتكاسة‬
‫انتكاسة بالغة‬
‫منخفضة للغاية‬
‫باستمرار‬
‫نقص التغذية‬

‫المصدر‪FAO 2006 :‬‬

‫‪325‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫زيادة الرفاهية‪ .‬وتشمل الخيارات (انظر الفصل ‪:)3‬‬ ‫لمزارعي األراضي القاحلة يمكن أن تعود بعائدات كبيرة‪،‬‬
‫‪ n‬تحسين الحيازة وإدراك قيمة المعرفة التقليدية‬ ‫ولكن ال يزال هذا النهج غير مستخدم بالشكل الكافي‬
‫لتشجيع استثمارات المزارعين في حفظ المياه‬ ‫(‪ .)Mortimore 2006‬وعلى الرغم من الدور المحوري‬
‫والتربة‪ ،‬مما يؤدي إلى الحصول على زراعة أكثر‬ ‫الذي تلعبه النساء في اإلدارة الزراعية والبيئية‪ ،‬إال أنهن ينلن‬
‫إدرار ًا للربحية؛‬ ‫دعم ًا محدوداً‪ .‬وتقيد عوامل الحوكمة والعوامل المؤسساتية‪،‬‬
‫‪ n‬مواجهة الصراعات التي ترتبط بالموارد من خالل‬ ‫جنب ًا إلى جنب مع السعة غير الكافية‪ ،‬الفوائد المالية التي‬
‫التعاون البيئي واإلنمائي متعدد المستويات‪ ،‬بما في‬ ‫يجنيها المنتجون من منتجات األراضي القاحلة‪ ،‬مثل‬
‫ذلك الجمع ما بين أصحاب المصالح للتفاوض حول‬ ‫المحاصيل ومنتجات الغابات غير الخشبية (‪Marshall‬‬
‫تقاسم الفوائد من الموارد التي تعتمد على بعضها‬ ‫‪and others 2003, Katerere and Mohamed-‬‬
‫بعضاً‪ ،‬مثل المياه عبر الحدود‪ .‬وسيساعد هذا في‬ ‫‪ .)Katerere 2005‬وقد أقر المؤتمر السابع لألطراف في‬
‫بناء الثقة من خالل اإلدارة البيئية التعاونية؛ و‬ ‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر (‪UNCCD COP‬‬
‫‪ n‬ضمان الوصول األكثر عد ًال لألسواق العالمية‪،‬‬ ‫‪ )7‬بأن الالمركزية غير الكافية والحيازة غير اآلمنة‬
‫لتحسين فرص الزراعة وتنوع سبل العيش‬ ‫تضعفان اإلدارة وتقلالن من الفرص‪ .‬ويتم فقد الدخل‬
‫المحتمل للوسطاء‪ :‬في نامبيا‪ ،‬يتلقى منتجو عشبة مخلب‬
‫إساءة استخدام المشاعات العالمية‬ ‫الشيطان (‪ )Harpagophytum‬جزء ضئيل من سعر‬
‫النموذج األصلي اآلخر هو نمط التعرض للخطر الناتج عن‬ ‫البيع بالتجزئة‪ ،‬والذي يتراوح من ‪ 0.36‬في المائة‪ ،‬عند‬
‫إساءة استخدام المشاعات العالمية‪ ،‬التي تشمل المحيطات‬ ‫التعامل مع الوسطاء‪ ،‬إلى ‪ 0.85‬في المائة عند البيع‬
‫العميقة وقيعان البحار بما يتجاوز االختصاص القانوني‬ ‫مباشرة إلى المصدرين (‪.)Wynberg 2004‬‬
‫المحلي والغالف الجوي‪ .‬كما تم تضمين التنوع البيولوجي‬
‫(حيث توجد األنواع المعنية في المشاعات العالمية)‬ ‫وتؤثر النظم التجارية العالمية‪ ،‬السيما التعريفات الوقائية‬
‫والمنطقة المتجمدة الجنوبية في قائمة المشاعات العالمية‪،‬‬ ‫واإلعانات الزراعية في أسواق البلدان المتقدمة (‪Mayrand‬‬
‫ولكن يتركز البحث هنا على المحيطات والغالف الجوي‪.‬‬ ‫‪ )and others 2005‬على دخل المنتجين المعتمدين على‬
‫وتؤدي إساءة استخدام هذه المشاعات العالمية إلى‬ ‫األراضي القاحلة في البلدان النامية‪ .‬وقد خفضت هذه‬
‫تعرض األشخاص والبيئة للتلوث (مثل المعادن الثقيلة‬ ‫التعريفات واإلعانات‪ ،‬مثالً‪ ،‬من المنافسة على قطن البلدان‬
‫والملوثات العضوية الدائمة في المنطقة القطبية الشمالية)‬ ‫النامية‪ ،‬حتى ولو كانت البلدان النامية من بين المنتجين‬
‫ونضوب الموارد (مثل المصائد) والتغيرات المناخية‬ ‫األقل تكلفة (‪ .)Goreux and Macrae 2003‬كما يمكن‬
‫(بشكل خاص كنتاج للتغير المناخي)‪ .‬وفي أغلب األحيان‪،‬‬ ‫ال هام ًا في إعاقة المنتج وتنمية‬
‫للصراع أن يشكل عام ً‬
‫ال يتحمل األشخاص المعرضين بشدة لخطر التغيرات‬ ‫السوق في األراضي القاحلة (شعبة السكان التابعة لألمم‬
‫الناتجة عن إساءة استخدام المشاعات مسئولية إساءة‬ ‫المتحدة ‪.)2004b‬‬
‫االستخدام نفسها‪.‬‬
‫ويمكن أن تساعد معالجة هذه القيود في تحسين فرص‬
‫الصلة العالمية‬
‫عادة ما يشار إلى الموارد التي يتعذر خضوعها إلطار‬
‫اإلطار ‪ 6-7‬اإلصالح المؤسسي من أجل تخفيف حدة الفقر في األراضي القاحلة‬
‫عمل الحوكمة الطبيعية للسيادة المحلية بـ "المشاعات‬
‫العالمية‪ ".‬وتحيط المشاعات العالمية من الناحية المادية‬ ‫ذكر التحول االجتماعي والبيئي طويل األمد في ضاحية ماتشاكوس في كينيا على نطاق واسع كقصة نجاح للمدى الذي‬
‫بالعالم واإلنسانية‪ .‬والمحيطات لها صفة كل من المصدر‬ ‫يمكن أن تؤدي إليه مجموعة جهود للرفاهية المحسنة في مناطق األراضي القاحلة‪ .‬وانطوى ذلك على التعامل مع سلسلة‬
‫من المجاالت المترابطة‪:‬‬
‫(المورد) المشترك ‪ -‬على سبيل المثال‪ ،‬توفير كميات كبيرة‬ ‫‪ n‬إدارة النظم اإليكولوجية (حفظ التنوع البيولوجي‪ ،‬وإدارة التربة والمياه)؛‬
‫من األسماك ‪ -‬و"بالوعة" مشتركة ‪ -‬تتلقى كميات كبيرة من‬ ‫‪ n‬زيادة إنتاجية األراضي (وصول األسواق المتزايد إلى المنتجات الزراعية‪ ،‬ونتائج المحاصيل الزراعية المحسنة‪ ،‬والقيمة‬
‫والسعر المتزايدين للمنتجات)؛‬
‫التلوث الناتج من السفن واليابسة والغالف الجوي (انظر‬ ‫‪ n‬استثمارات األراضي؛ و‬
‫الفصل ‪ .)4‬ويمثل الغالف الجوي مصدر ًا (مورداً) حاسم ًا‬ ‫‪ n‬الرعاية االجتماعية (االستثمارات في التعليم‪ ،‬وتنويع فرص العمالة والدخل‪ ،‬والروابط القوية للمراكز الحضرية)‪.‬‬

‫للحياة على هذا الكوكب‪ ،‬نظر ًا ألنه يحمي األشخاص من‬ ‫في الفترة ما بين ثالثينيات وتسعينيات القرن الماضي‪ ،‬بالرغم من زيادة عدد السكان بستة أضعاف‪ ،‬تمت السيطرة علي تآكل‬
‫أشعة الشمس الضارة ويوفر نظام المناخ‪ ،‬وألن األكسجين‬ ‫التربة إلى حد كبير في المزارع الخاصة من خالل االستثمارات الصغيرة ودعم التوسع‪ .‬خالل الفترة نفسها‪ ،‬زادت قيمة اإلنتاج‬
‫الزراعي للفرد الواحد إلى ستة أضعاف‪ .‬ويُعزى ذلك إلى التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا الزراعية‪ ،‬والتركيز المتزايد‬
‫في أجزائه المنخفضة يمثل مصدر ًا للهواء الذي تحتاج إليه‬ ‫على إنتاج الثروة الحيوانية‪ ،‬والزراعة الكثيفة‪ ،‬وتكامل المحاصيل مع إنتاج الثروة الحيوانية‪ ،‬واإلنتاج والتسويق المحسنين‬
‫معظم الكائنات الحية لدعم الحياة‪ .‬ويساء استخدام الغالف‬ ‫للسلع ذات القيمة األعلى‪ ،‬مثل الفواكه والخضراوات والبن‪ .‬وتم هذا بالتوازي مع االستثمارات في التعليم‪ ،‬وتوفير فرص عمل‬
‫خارج المنطقة‪.‬‬
‫الجوي إلى حد كبير من خالل استخدامه كبالوعة للتلوث الناتج‬
‫عن نطاق عريض من أنشطة اإلنسان (انظر الفصل ‪.)2‬‬
‫المصدر‪ :‬مورتيمور ‪2005‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪326‬‬


‫وقد تحول االهتمام في اآلونة األخيرة‪ ،‬بعد تدهور‬ ‫التعرض للخطر ورفاهية اإلنسان‬
‫المخزونات التقليدية‪ ،‬مثل سمك القد‪ ،‬إلى الصيد في أعالي‬ ‫توفر الموارد الحية البحرية نسبة هامة من البروتين في‬
‫البحار (األعمق من ‪ 400‬م تقريباً)‪ ،‬حيث تكون األسماك‬ ‫وجبات اإلنسان (انظر الفصل ‪ .)4‬ويُعزى ثلثا إجمالي‬
‫عرضة بشكل خاص لخطر اإلفراط في الصيد بسبب‬ ‫تموين األسماك إلى مصائد األسماك الموجودة في المياه‬
‫قدرتها البطيئة على التكاثر (انظر الفصل ‪ .)4‬ويتم اآلن‬ ‫البحرية والمياه الداخلية (منظمة الصحة العالمية ‪.)2006b‬‬
‫استغالل العديد من مخزونات أعالي البحار‪ ،‬حيث تعرضت‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تستمر مصائد األسماك في التدهور‪ ،‬حيث‬
‫في بعض الحاالت إلى االستنزاف الشديد (المجلس الدولي‬ ‫أصبحت األنواع التي كانت متوفرة سابق ًا نادرة في الوقت‬
‫الستكشاف البحار ‪ .)2006‬ويخرج عدد صغير جد ًا من‬ ‫الراهن‪ ،‬ويتم تغيير السالسل الغذائية وتتعرض النظم‬
‫البلدان معظم المصيد السمكي من أعالي البحار (انظر‬ ‫اإليكولوجية الساحلية للتلوث والتدهور (‪Crowder and‬‬
‫الشكل ‪.)18-7‬‬ ‫‪ .)others 2006‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬تتعرض مصائد‬
‫األسماك إلى االنهيار‪ ،‬ومن ثم تتعرض سبل عيش‬
‫وال يتمتع العديد من المجتمعات الساحلية بالقدرة على‬ ‫مجتمعات بأكملها للتدمير‪ .‬وأحد النماذج المعروفة هو‬
‫الصيد في المشاعات العالمية بأعالي البحار‪ ،‬ومن ثم فهي‬ ‫انهيار مصائد سمك القد الكندي‪ .‬وقد بلغت كميات‬
‫محرومة من الغذاء والعائد الذين يوفرهما هذا المورد‪.‬‬ ‫األسماك الكندية المصادة من أسماك قاع األطلسي‬
‫وغالب ًا ما يؤدي اختالل مصائد األسماك الصغيرة بفعل‬ ‫ذروتها في أوائل الثمانينيات إال أنها ما لبثت أن تراجعت‪.‬‬
‫التنافس عالي التكنولوجيا إلى خلق دائرة قاسية من‬ ‫وقد تم إيضاح هذا في الشكل ‪ 17-7‬في اإلطار ‪،7-7‬‬
‫استنزاف المصائد والفقر وفقد الهوية الثقافية‪ .‬كما يمكن‬ ‫والذي يوضح التراجع الحاد في عدد مصائد األسماك‬
‫أن يؤدي أيض ًا إلى نشوب صراعات (انظر اإلطار ‪.)7-7‬‬ ‫(‪.)Higashimura 2004‬‬

‫ومن أمثلة التأثيرات التي تقع على رفاهية اإلنسان نتيجة‬ ‫ويعتبر البحر المتوسط في الوقت الراهن جزء من‬
‫لتلوث الهواء النقل بعيد المدى (عن طريق الهواء‬ ‫المشاعات العالمية‪ ،‬حيث لم تمارس العديد من البلدان‬
‫والمحيطات) للملوثات العضوية الدائمة (‪ )POP‬والمواد‬ ‫المحيطة به حقها في بناء مناطق اقتصادية خالصة على‬
‫الثقيلة‪ ،‬والذي يؤثر بشكل غير متكافئ على الشعوب‬ ‫امتداد ‪ 200‬ميل‪ .‬ونتيجة لإلفراط في عمليات الصيد‬
‫األصلية التي تعيش في منطقة القطب الشمالي (انظر‬ ‫والتلوث في البحر المتوسط‪ ،‬وصلت كميات األسماك‬
‫اإلطار ‪ 8-7‬والشكل ‪ 19-7‬وقسم المناطق القطبية في‬ ‫المصادة من التونا زرقاء الزعانف عالية القيمة مستويات‬
‫الفصل ‪ .)6‬كما تتعرض هذه المجتمعات نفسها إلى خطر‬ ‫مرتفعة بلغت ‪ 39000‬طن في ‪ ،1994‬ولكنها انخفضت‬
‫اآلثار المعاكسة للتغير المناخي‪.‬‬ ‫بمقدار النصف تقريب ًا بحلول عام ‪( 2002‬الفاو ‪2005‬أ)‪.‬‬

‫اإلطار ‪ 7-7‬الصراعات على الموارد البحرية‬

‫الذين ادعوا أن سبل حياتهم أصبحت مهددة؛ ألن الصيادين الذين ينتمون إلى بلدان تصطاد في جراند بانكس‪،‬‬ ‫على الصعيد الدولي‪ ،‬يمكن أن ينشب الصراع بين البلدان التي تتصرف نيابة عن المستخدمين المحليين‬
‫بما فيها أسبانيا ‪ ،‬لم يحترموا حصص الصيد‪ .‬أخرجت كندا بالقوة سفينة الصيد األسبانية إلى المياه‬ ‫األكثر عرضة للخطر ودول مستخدمي الصناعة الكبار للمشاعات العالمية‪ .‬حدث مثال واحد في عام ‪1995‬‬
‫الدولية واعتقلت طاقمها بعد أن ادعى الكنديون حدوث عمليات توغل متكررة وصلت إلى ‪ 200‬ميل داخل‬ ‫بين كندا وأسبانيا على جراند بانكس‪ ،‬منطقة صيد غنية قبالة الساحل الشرقي لكندا‪ .‬وكانت مراكب الصيد‬
‫المنطقة االقتصادية الحصرية لكندا‪ .‬يشير األسبان إلى هذا الحادث على أنه عمل من أعمال القرصنة‪ ،‬وتتم‬ ‫الصناعية األجنبية تصيد سمك الترس‪ ،‬وهو أيضا ً مورد يستخدم من قبل الصيادين في اإلقليم الكندي‬
‫اإلشارة إلى سلسلة من اللقاءات في أعالي البحار واالشتباكات الدبلوماسية على أنها "حرب سمك الترس"‪.‬‬ ‫نيوفاوندالند‪ .‬وتعرضت الحكومة الكندية إلى ضغوط سياسية محلية كبيرة من قبل الصيادين المحليين‬

‫المصادر‪)McDonald and Gaulin 2002, Soroos 1997 :‬‬

‫الشكل ‪ 17-7‬النزاعات على الموارد البحرية‬


‫اإلنزاالت باأللف مليون‬ ‫عدد مصائد األسماك باآلالف‬
‫‬ ‫‬ ‫اإلجمالي‬
‫‬ ‫‬ ‫األسماك القاعية‬
‫‬ ‫‬ ‫القشريات‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫المصدر‪Higashimura 2004 :‬‬


‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‪327‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫في أعالي البحار من حيث االستكشاف واالكتشاف‬ ‫االستجابات‬
‫واالستغالل واالستنزاف‪ .‬وتساهم الفجوات الموجودة في‬ ‫يستخدم سكان أكثر من ‪ 190‬بلد ًا المشاعات العالمية‪،‬‬
‫نظام حوكمة أعالي البحار في استنزاف المخزونات السمكية‬ ‫ولكن ال توجد سلطة عالمية إلنفاذ أي نظام إدارة‪ .‬وقد‬
‫بالمياه العميقة (االتحاد العالمي لحفظ الطبيعة ‪ .)2005‬لذا‪،‬‬ ‫اتسمت االتفاقيات المبنية على اإلجماع في الغالب بالضعف‬
‫هناك حاجة قوية للوصول إلى منهجيات متكاملة بد ًال من‬ ‫الشديد‪ .‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬ال توقع البلدان على االتفاقيات‬
‫األنظمة المنفصلة من أجل مصائد األسماك والزراعة‬ ‫أو تنضم إليها‪ ،‬مما يؤدي وجود مشكلة "المنتفع مجاناً"‪.‬‬
‫المائية وحفظ الثدييات البحرية والشحن والنفط والغاز‬ ‫وقد تم إيراد االتفاقيات متعددة األطراف التي تغطي‬
‫والتعدين‪ .‬وال يمكن لتعدد االتفاقيات القطاعية التعامل مع‬ ‫الغالف الجوي في الجدول ‪ ،2-4‬الفصل ‪ ،2‬في حين تم‬
‫الصراعات التي تنشأ عبر القطاعات أو التي يوجد لها‬ ‫مناقشة االتفاقيات المتعلقة بالمحيطات في الفصل ‪.4‬‬
‫تأثيرات تراكمية (‪.)Crowder and others 2006‬‬
‫وتشمل المجموعة الكبيرة لالتفاقيات التي تغطي اآلن‬
‫وعلى مدار العقد الماضي‪ ،‬تم تبني اتفاقيات متعددة‬ ‫استخدام موارد المحيطات بما يتجاوز االختصاص القانوني‬
‫األطراف للتعامل مع الملوثات العضوية الدائمة (‪Eckley‬‬ ‫المحلي اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار (‪)UNCLOS‬‬
‫‪ .)and Selin 2002‬وتسعى كل من اتفاقية استكهولم‬ ‫واتفاقية األمم المتحدة بشأن األرصدة السمكية المتداخلة‬
‫العالمية للملوثات العضوية الدائمة (‪ )2001‬والبروتوكول‬ ‫المناطق واألرصدة السمكية الكثيرة االرتحال واتفاقية‬
‫اإلقليمي التفاقية التلوث الجوي بعيد المدى عبر الحدود‪/‬‬ ‫التنوع البيولوجي وخطة العمل الدولية بشأن صيد األسماك‬
‫اللجنة االقتصادية األوربية للملوثات العضوية الدائمة‬ ‫غير المشروع وغير المبلغ عنه وغير المنظم ومجموعة من‬
‫(‪ )1998‬لإللغاء التدريجي إلنتاج واستخدام عدد من‬ ‫االتفاقيات اإلقليمية بشأن مصائد األسماك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ليس‬
‫المواد الضارة‪ .‬كما تخضع الملوثات العضوية الدائمة‬ ‫بمقدور االستجابات اإلدارية مجاراة النمط المتكرر في الصيد‬
‫إلجراءات سياسية صارمة في ظل االتحاد األوروبي واتفاقية‬
‫حماية البيئة البحرية لمنطقة بحر البلطيق واتفاقية حماية‬ ‫الشكل ‪ 18-7‬اإلنزاالت في أعالي البحار بواسطة بالد الصيد الرئيسية‬
‫البيئة البحرية لشمال شرق المحيط األطلسي (‪)OSPAR‬‬ ‫الصيد باأللف طن‬
‫واتفاق أمريكا الشمالية المتعلق بالتعاون البيئي (‪.)NAAEC‬‬ ‫اليابان (الجزر الرئيسية)‬ ‫‬

‫وقد أفضت هذه االتفاقيات الدولية المتداخلة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫شيلي‬


‫الصين‬
‫زيادة القوانين المحلية‪ ،‬في العديد من الحاالت‪ ،‬إلى تراجع‬
‫‬

‫جمهورية كوريا‬
‫مستويات التلوث والحد من المخاطر على صحة اإلنسان‪.‬‬ ‫الفلبين‬ ‫‬
‫الواليات المتحدة‬
‫(البلدان المتاخمة)‬
‫وال تتوفر اتفاقيات دولية بشأن الفلزات الثقيلة (‪.)HM‬‬ ‫‬
‫أسبانيا‬
‫وبروتوكول الفلزات الثقيلة التفاقية تلوث الهواء بعيد المدى‬ ‫بيرو‬ ‫‬
‫العابر للحدود الخاصة باللجنة االقتصادية ألوروبا التابعة‬ ‫إندونيسيا‬
‫لألمم المتحدة ‪ UNECE/CLRTAP‬لعام ‪ 1998‬هو‬ ‫أخرى‬ ‫‬
‫اتفاقية الفلزات الثقيلة الوحيدة التي حظيت بأكبر تغطية‬
‫جغرافية‪ .‬كما تخضع اتفاقيات الفلزات الثقيلة للقوانين‬ ‫‬

‫التي أقرها االتحاد األوروبي ولجنة حماية البيئة البحرية‬ ‫القيمة الحقيقة ‪ 2000‬بالمليون دوالر‬

‫في منطقة بحر البلطيق (لجنة هلسنكي) واتفاقية حماية‬ ‫اليابان (الجزر الرئيسية)‬ ‫‬

‫البيئة البحرية لشمال شرق المحيط األطلسي (‪.)OSPAR‬‬ ‫الواليات المتحدة (البلدان‬
‫المتاخمة)‬
‫‬

‫وقد شمل اتفاق أمريكا الشمالية المتعلق بالتعاون البيئي‬ ‫جمهورية كوريا‬
‫‬

‫(‪ )NAAEC‬عنصر الزئبق‪ .‬وقد أدت الجهود الدولية‬ ‫الصين‬ ‫‬

‫المبذولة لمواجهة الزئبق إلى تقييم الزئبق (برنامج األمم‬ ‫أسبانيا‬ ‫‬
‫شيلي‬
‫المتحدة للبيئة ‪ )2002a‬وبرنامج الزئبق التابع لبرنامج‬ ‫‬
‫الفلبين‬
‫األمم المتحدة للبيئة‪ .‬وقد ساعدت إجراءات خفض‬ ‫المكسيك‬
‫‬

‫انبعاثات الفلزات الثقيلة‪ ،‬مثل تقييد االنبعاثات المسموح‬ ‫فرنسا‬


‫‬

‫بها من المصادر الثابتة الرئيسية وحظر وضع الرصاص‬ ‫أخرى‬ ‫‬

‫في البنزين‪ ،‬في تقليص نسبة االنبعاثات‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫‬

‫هذه اإلجراءات‪ ،‬فال يبدو أن المستويات البيئية للفلزات الثقيلة‬ ‫المصدر‪SAUP 2007 :‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫هي في طريقها للتراجع‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك هي في‬


‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪328‬‬


‫تأمين الطاقة من أجل التنمية‬ ‫ازدياد في بعض الحاالت‪ ،‬مما يزيد من المخاوف المتعلقة‬
‫يدور هذا النموذج األصلي حول صور التعرض للخطر‬ ‫بصحة اإلنسان (‪.)Kuhnlein and Chan 2000‬‬
‫كنتاج لسلسلة من الجهود الالزمة لتأمين الطاقة من أجل‬
‫التنمية‪ ،‬السيما في البلدان التي تعتمد على استيراد‬ ‫لقد كان ممكن ًا إساءة استخدام المحيطات والغالف الجوي‬
‫الطاقة‪ .‬وقد شكلت الزيادة الدراماتيكية في استخدام‬ ‫لفترات زمنية طويلة مع فقط مضاعفات مرئية ناشئة ببطء‪.‬‬
‫ال‬
‫الطاقة في الـ ‪ 150‬عام ًا الماضية (‪ )Smil 2001‬عام ً‬ ‫واتسمت أحجامها بكبر الحجم وتركيبها بالتعقيد الشديد‬
‫رئيسي ًا في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وقد تم إعاقة‬ ‫مع طول الفجوة الزمنية بين السبب والتأثير واحتمال ابتعاد‬
‫التنمية في البلدان والقطاعات التي لم تستفد شعوبها من‬ ‫موقعها الطبيعي عن الناس‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬اتسمت قدرة‬
‫الطاقة الحديثة‪ ،‬ومن ثم احتلت قضايا تأمين الطاقة وزيادة‬ ‫المجتمع الدولي على االستجابة بالبطء غالباً‪ ،‬باستثناء‬
‫الوصول إلى الطاقة موقع الصدارة على جداول األعمال‬ ‫حماية طبقة أوزون الجزء األعلى من الغالف الجوي‪ .‬وال‬
‫المحلية‪ .‬فالوظائف االجتماعية الحيوية تعتمد على اإلمداد‬ ‫يزال هناك صعوبة في التغلب على التحديات وإدارة هذه‬
‫المشاعات العالمية كموارد جماعية لإلنسان‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫البناء المؤسسي الضعيف على الصعيد العالمي‪.‬‬
‫اإلطار ‪ 8-7‬شعوب القطب الشمالي األصلية‬

‫في حين أن الكثير من سكان المنطقة القطبية الشمالية لن يكون مؤشر تنميتهم البشرية عاليا ً‪ ،‬إال أنهم ال ينظرون إلى‬
‫وعلى الرغم من هذه التحديات‪ ،‬تشير أنظمة االتفاقيات‬
‫الطاقةنحو ‪ 400000‬نسمة من الشعوب األصلية التي تعيش‬ ‫المجتمعاتإنتاج‬
‫األخرى‪ .‬يسهم‬ ‫خلقت أنماط‬ ‫وقد من حياة‬ ‫بالثقة‪.‬‬
‫أقل شأنا ً‬ ‫الجدير‬
‫على أنها‬ ‫بالطاقة حياتهم‬
‫نوعية‬ ‫الدولية لحماية المشاعات العالمية إلى مستوى غير مسبوق‬
‫في القطب الشمالي بقدر ضئيل جدا ً في تغير المناخ‪ ،‬ولكنهم يعانون آثاره بالفعل‪ .‬إن البلدان التي تنبعث منها كميات‬
‫القطب الشمالي؛ حيث يحدث تغير المناخ‪ ،‬بحسب‬ ‫األحفوري‬ ‫الوقود‬
‫المناخ إلى‬ ‫وسيادة‬
‫أساسي تغير‬ ‫بشكل‬ ‫المركزية‬
‫الحراري تصدر‬‫اإلنتاج‬ ‫(أنظمة‬
‫االحتباس‬ ‫السائدةمن غازات‬
‫كبيرة‬ ‫من التعاون الدولي وتتسبب في نشوء عدد من السياسات‬
‫المناطق األخرى‪ ،‬مع الكثير من التغييرات الكبيرة‬‫لإلمدادات‬ ‫وفنية‬
‫أكبر مما في‬ ‫سياسية‬
‫وبسرعة‬ ‫مخاطر‬
‫الشمالي‪ ،‬قريبا ً‬ ‫التنوع)‬
‫القطب‬ ‫واالفتقارتأثيرإلى‬
‫المناخ في‬ ‫تقييم‬ ‫المبتكرة في الحوكمة البيئية العالمية‪ ،‬مثل برامج االتجار‬
‫المتوقعة في المستقبل‪ .‬يشكل السكان األصليون نسبة ضئيلة من ‪ 4‬ماليين نسمة تقريبا ً مقيمة في المنطقة‪ ،‬ولكنها‬
‫سكان المنطقة القطبية الشمالية األكثر تضررا ً بشكل‬ ‫علىمنالبيئة‬ ‫أنحاء السلبية‬
‫المنطقة‪ .‬وهم‬ ‫لآلثار‬ ‫مضيف ًا‬
‫كثير من‬ ‫أصبحت‬
‫الرئيسية في‬ ‫تشكل كما‬
‫المجموعة‬ ‫المختلة‬ ‫برخص إطالق االنبعاثات (بروتوكول كيوتو) والعوائد‬
‫الحالية والمستقبلية لتغير المناخ (انظر الشكل ‪( )19-7‬انظر الفصلين ‪ 6‬و ‪.)8‬‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫وصحة‬
‫مباشر باآلثار‬ ‫المشتركة من استخدام الموارد (اتفاقية األمم المتحدة‬
‫إن تعرض سكان منطقة القطب الشمالي للملوثات العضوية الدائمة والفلزات الثقيلة (‪ )HMs‬من المرجح أن يكون له تأثير‬ ‫لقانون البحار)‪ .‬ولكن يتطلب خفض التعرض للخطر‬
‫شديد على رفاهية اإلنسان‪ ،‬وثقافات الشعوب األصلية واألمن الغذائي‪ .‬ارتبطت الملوثات العضوية الدائمة والفلزات الثقيلة‬
‫المخاطر على الصحة البشرية‪ ،‬وهي تشمل اآلثار السلبية على التنمية والحفاظ على الخصائص األنثوية للجسم‬ ‫الصلة منالعالمية‬
‫بعدد‬ ‫المرتبط بتدهور المشاعات العالمية توفر عدد من‬
‫منذ سبعينيات القرن العشرين‪ ،‬كانت كل زيادة مقدارها ‪1‬‬
‫(اآلثار األستيروجينية)‪ ،‬واختالل وظائف الغدد الصماء‪ ،‬وإضعاف طريقة عمل جهاز المناعة‪ ،‬والتأثير على قدرات اإلنجاب‪ .‬تشير‬
‫االستجابات تتجاوز االتفاقيات الدولية وحدها‪ .‬ومن‬
‫األدلة إلى أن تعرض الناس لمستويات من الملوثات العضوية الدائمة والفلزات الثقيلة الموجودة في األغذية التقليدية قد تؤثر‬
‫البلدان ‪.)1‬المتقدمة‬ ‫المبكرفي‬
‫(انظر الفصل‬ ‫اإلجمالي‬ ‫المحلي‬
‫خالل النمو‬ ‫صحةالناتج‬
‫اإلنسان‪ ،‬وخاصة‬ ‫على في‬
‫المائة‬
‫فيسلبا ً‬ ‫الفرص التي تستحق التفكير فيها بإمعان‪:‬‬
‫مصحوبة بزيادة بمعدل ‪ 0.6‬في المائة في استهالك الطاقة‬
‫المصادر‪ACIA 2004, ACIA 2005, AHDR 2004, Ayotte and others 1995, Colborn and others 1996, Hild 1995, :‬‬
‫‪ n‬دمج الحوكمة من الصعيد المحلي إلى الصعيد‬
‫األولية (وكالة الطاقة الدولية ‪ .)2004‬ويتوقع أن تشهد معظم‬
‫‪Kuhnlein and Chan 2000‬‬ ‫العالمي من خالل دعم إجراءات الحوكمة على جميع‬
‫المستويات وتجاوز توفير الموارد وبناء القدرات‬
‫الشكل ‪ 19-7‬الروابط بين التغيرات المرتبطة بالمناخ وصحة اإلنسان‬ ‫للوكاالت المحلية المسئولة عن تنفيذ االتفاقيات‬
‫في مجتمعات سكان جرينالند األصليين‬
‫الدولية؛‬
‫تغير المناخ‬
‫‪ n‬تعزيز أصوات المجتمعات المعرضة للخطر في‬
‫العمليات الدولية‪ ،‬مما يساعد في نقل أنواع المعرفة‬
‫رفع درجة حرارة المحيط‬
‫المختلفة وبناء ثقافة المسئولية عن األعمال؛‬
‫انخفاض صيد األنواع التي‬
‫‪ n‬تأسيس آفاق زمنية أطول وعدالة بين األجيال في‬
‫قلة أنواع الكفاف‬
‫تمثل أهمية تجارية‬ ‫جهود البحث وعمليات تقييم اآلثار وعمليات صنع‬
‫القرارات والقوانين‪ ،‬والذي يمثل أهمية في تحقيق أثر‬
‫إيجابي يعكس نمط إساءة استخدام المشاعات‬
‫الفقد‬ ‫االنتقال من القرية‬ ‫تدهور الظروف‬
‫الثقافي‬ ‫إلى المدينة‬ ‫االقتصادية‬ ‫العالمية‪ ،‬والذي سيحتاج لقرارات وسياسات إضافية‬
‫متماسكة على مدار السنين والعقود إلحداث تغيير؛‬
‫أدى التغير الغذائي‬ ‫‪ n‬االنتباه إلى التخفيف والتكيف لمساعدة المجتمعات‬
‫البطالة‬
‫إلى زيادة االعتماد على‬
‫األطعمة التي يتم‬
‫األكثر عرضة لخطر تدهور المشاعات العالمية بالطرق‬
‫شراؤها من المخازن‬
‫انخفاض الحالة الطبية‬
‫التي تراعي ثقافاتهم المحلية‪ ،‬على سبيل المثال في‬
‫أمراض القلب واألوعية الدموية والسكر والسمنة‬
‫المعاهدات الدولية التي ينصب تركيزها القوي في‬
‫الوقت الراهن على خفض تدهور المشاعات؛ و‬
‫الكحول‪ ،‬العنف‪ ،‬االنتحار‬ ‫‪ n‬حل الصراعات باتباع إدارة أقوى متعددة األطراف‬
‫المصدر‪ACIA 2005 :‬‬ ‫للمخزون السمكي‪.‬‬

‫‪329‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫الذي يتم استيراده في كل من البلدان منخفضة وعالية‬ ‫البلدان النامية خالل عقدين أو ثالثة عقود زيادة إضافية‬
‫الدخل‪ ،‬وذلك بعد التراجع الذي شهدته فترة السبعينيات‬ ‫تتجاوز ‪ 50‬في المائة في استخدام الطاقة (وكالة الطاقة‬
‫والثمانينيات بسبب األزمات النفطية (انظر الشكل ‪20-7‬ب)‪.‬‬ ‫الدولية ‪ ،2004‬وكالة الطاقة الدولية ‪ .)2005‬وفي عام‬
‫فمنذ أوائل السبعينيات‪ ،‬انخفضت حدة الطلب على النفط‬ ‫‪ ،2000‬لم يتمكن ‪ 1.6‬بليون نسمة من الوصول إلى الكهرباء‪،‬‬
‫إلى النصف تقريب ًا في المناطق عالية الدخل‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫في الوقت الذي ال يزال يعتمد فيه ‪ 2.4‬بليون نسمة على‬
‫من أن حدة الطلب على النفط تتراجع في المناطق‬ ‫االستخدامات التقليدية للكتلة األحيائية‪ ،‬وهو العبء الذي‬
‫منخفضة الدخل‪ ،‬إال أن النسبة تظل عالية إلى حد كبير‪،‬‬ ‫يقع بشكل رئيسي على النساء (وكالة الطاقة الدولية‬
‫مما يشير إلى أن صدمات أسعار النفط ال يزال لها تأثير‬ ‫‪ .)2002‬وعلى الرغم من عدم وجود أهداف إنمائية لأللفية‬
‫كبير للغاية على اقتصادياتها (انظر الشكل ‪20-7‬ج)‪.‬‬ ‫للوصول للطاقة‪ ،‬فقد حذر مؤتمر القمة العالمية للتنمية‬
‫المستدامة (‪ )WSSD‬من أن عدم الوصول إلى إمدادات‬
‫التعرض للخطر ورفاهية اإلنسان‬ ‫الطاقة الحديثة والتغيرات الجوهرية في استخدام الطاقة‪،‬‬
‫لقد تم تناول تأثيرات استخدام الطاقة على رفاهية اإلنسان‬ ‫سيجعل من الصعب تحقيق خفض لمستويات الفقر وتنمية‬
‫بسبب تلوث الهواء والتغير المناخي‪ ،‬وكذلك أهمية الطاقة‬ ‫بشرية مستدامة (األمم المتحدة ‪.)2002‬‬
‫في تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية (‪ )MDGs‬بالتحليل‬
‫في الفصل ‪ .2‬فبالنسبة للبلدان المستوردة للطاقة‪ ،‬فإن‬ ‫ويتوقع أن يظل النفط والغاز هما مصدرا الطاقة السائدين‬
‫تأمين اإلمداد بالطاقة بأسعار معقولة قد تم ربطه مباشرة‬ ‫على مدار العقدين أو الثالثة القادمة‪ ،‬إذا استمرت االتجاهات‬
‫برفاهية اإلنسان‪ .‬قد توجد "مفارقات التعرض للخطر" فيما‬ ‫الحالية (وكالة الطاقة الدولية ‪ .)2006‬وال يزال تأمين اإلمداد‬
‫يتعلق بالطاقة‪ :‬فكلما أصبح قطاع الطاقة في أي بلد أقل‬ ‫بالطاقة يشكل مشكلة‪ ،‬بسبب المنافسة المتزايدة على النفط‬
‫عرضة للخطر‪ ،‬يمكن أن تتعاظم اآلثار بسبب مشاكل‬ ‫والغاز الطبيعي بين أوروبا والواليات المتحدة واالقتصاديات‬
‫الطاقة (انظر اإلطار ‪ .)9-7‬ونظر ًا العتماد المجتمع إلى‬ ‫سريعة النمو في آسيا‪ .‬ومن العوامل التي تؤثر على تأمين‬
‫حد كبير على الطاقة‪ ،‬فقد يكون هناك "مفارقة مزدوجة‬ ‫اإلمداد بالطاقة (‪:)Van Vuuren and others 2007‬‬
‫للتعرض للخطر‪ ".‬ويساهم كل من تعرض اإلمداد بالطاقة‬ ‫‪ n‬القيام بعمليات تصدير النفط من عدد أصغر من البلدان؛‬
‫لخطر منخفض وكذلك االعتماد المتزايد على إمداد موثوق‬ ‫‪ n‬التوترات الجغرافية‪-‬السياسية؛‬
‫به للطاقة في زيادة تعرض المجتمع لخطر حدوث‬ ‫‪ n‬عدم اليقين فيما يتعلق بالوقت الذي قد تصبح فيه‬
‫اضطرابات في اإلمداد بالطاقة (‪Steetskamp and‬‬ ‫قاعدة الموارد العالمية للنفط والغاز في مرحلة حرجة‪،‬‬
‫‪ .)van Wijk 1994‬وقد أصبحت الطاقة بالنسبة لألسر‬ ‫حيث يفترض تحليل الطاقة الرئيسي أنه من المحتمل‬
‫الشاغل األساسي لها نظر ًا ألسعار الطاقة المتزايدة‪.‬‬ ‫أن يحدث ذلك خالل العقدين أو الثالثة التالية‪ ،‬في‬
‫ويؤثر هذا على نحو خاص على المجموعات ذات الدخل‬ ‫حين يعتقد آخرون أن إنتاج النفط يبلغ حالي ًا الذروة‬
‫األقل في البلدان الصناعية والنامية‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫بالفعل؛ و‬
‫تتبنى المملكة المتحدة استراتيجية فقر الوقود منذ عام‬ ‫‪ n‬تأثيرات أحداث الطقس القاسي على إنتاج الطاقة‪،‬‬
‫‪( 2001‬وزارة التجارة والصناعة ‪ )2001‬والتي تقر بأن‬ ‫مثل موجات الحر التي اجتاحت أوروبا في عام ‪2003‬‬
‫فقر الوقود يعود إلى الجمع بين الدخل المنخفض واالفتقار‬ ‫واألعاصير في خليج المكسيك في عام ‪.2005‬‬
‫إلى إجراءات كفاءة استخدام الطاقة والطاقة المبالغ في‬
‫أسعارها‪ ،‬وخاصة لكبار السن (‪Burholt and Windle‬‬ ‫ويرتبط ‪ 90‬في المائة من االنبعاثات العالمية لغازات‬
‫‪.)2006‬‬ ‫االحتباس الحراري من أنشطة اإلنسان بالطاقة وتعد عمليات‬
‫التحول الدراماتيكي تجاه أنظمة االستهالك واإلنتاج المطلقة‬
‫فبالنسبة للبلدان النامية التي ال يوجد بها احتياطات من‬ ‫لمستوى منخفض من غازات االحتباس الحراري ضرورية‬
‫الوقود األحفوري‪ ،‬فإن تأمين اإلمداد بالوقود يمثل مشكلة‬ ‫لمواجهة مشاكل التغير المناخي‪ ،‬خاصة في البلدان‬
‫أكثر إلحاح ًا إلى حد بعيد‪ .‬ويؤثر هذا مرة أخرى على‬ ‫المتقدمة وسريعة النمو (‪Van Vuuren and others‬‬
‫مجموعات السكان األكثر فقراً‪ ،‬نظر ًا لتأثر أسعار النقل‬ ‫‪.)2007‬‬
‫والمواد الغذائية بذلك إلى حد كبير‪ .‬وتتعرض المناطق‬
‫الريفية على وجه الخصوص للخطر‪ ،‬حيث يوجد بها‬ ‫وقد أصبح للنفط أهمية متزايدة في إجمالي استهالك‬
‫مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم ال يمكنها مجاراة تقلبات‬ ‫الطاقة بالمناطق منخفضة الدخل (انظر الشكل ‪20-7‬أ)‪.‬‬
‫أسعار النفط (برنامج المساعدة في إدارة قطاع الطاقة‬ ‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬تراجعت مشاركة النفط في استخدام‬
‫‪ .)2005‬كما أدت الزيادات في أسعار الطاقة إلى حدوث‬ ‫الطاقة في البلدان األعلى دخالً‪ ،‬على الرغم من استمرار‬
‫خسائر في االقتصاد الكلي‪ ،‬مما يؤثر بشكل غير مباشر‬ ‫الزيادة في االستهالك الكامل للنفط‪ .‬وتزداد مشاركة النفط‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪330‬‬


‫الشكل ‪ 20-7‬االتجاهات والتوقعات في أمن النفط لألقاليم‬ ‫على رفاهية اإلنسان‪ .‬وعلى الرغم من انخفاض حدة الطلب‬
‫المستوردة للطاقة عالية ومنخفضة الدخل‬
‫على النفط بالفعل في بلدان منظمة التعاون االقتصادي‬
‫أ) سهم النفط في إجمالي استهالك الطاقة‬
‫في المائة‬
‫والتنمية‪ ،‬فقد قدرت زيادة مقدارها ‪ 10‬دوالرات أمريكية‬
‫‬ ‫دخل مرتفع‬ ‫للبرميل مما يفضي إلى خسائر في الناتج المحلي‬
‫‬ ‫دخل منخفض‬ ‫اإلجمالي تبلغ ‪ 0.4‬في المائة على المدى القصير (وكالة‬
‫‬ ‫الطاقة الدولية ‪ .)2004‬وبالنسبة للبلدان األكثر فقراً‪ ،‬تقدر‬
‫‬ ‫وكالة الطاقة الدولية (‪ )2004‬أن الخسائر في الناتج‬
‫‬
‫المحلي اإلجمالي ستبلغ ‪ 1.47‬في المائة تقريب ًا نظير كل‬
‫‬
‫زيادة مقدارها ‪ 10‬دوالرات أمريكية للبرميل‪ .‬وتعاني بعض‬
‫‬
‫البلدان األقل انخفاض ًا في الدخل من خسائر تصل إلى ‪4‬‬
‫في المائة في الناتج المحلي اإلجمالي (برنامج المساعدة‬
‫ب) سهم النفط المستورد في استهالك النفط‬
‫في المائة‬
‫في إدارة قطاع الطاقة ‪.)2005‬‬
‫‬

‫‬
‫االستجابات‬
‫تطبق البلدان مجموعة متنوعة من الخيارات لتحسين تأمين‬
‫‬
‫طاقتها‪ ،‬بما في ذلك تنوع إمدادات الطاقة وتحسين‬
‫‬
‫الترتيبات اإلقليمية لالتجار في الطاقة وخفض االعتماد‬
‫‬ ‫على عمليات االستيراد من خالل تشجيع كفاءة استخدام‬
‫‬
‫الطاقة واستخدام المصادر المحلية والخيارات البديلة‪ ،‬بما‬
‫في ذلك الطاقة المتجددة (انظر اإلطار ‪ .)10-7‬وتنظم‬
‫ج) استهالك النفط لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي‬
‫كجم من مكافئات النفط‪ 1000/‬دوالر أمريكي‬ ‫حكومات معظم البلدان بناء البنية التحتية للطاقة بشكل‬
‫‬ ‫كبير‪ .‬وقد تغير هذا الوضع بفعل التحرير الحادث في‬
‫‬ ‫العديد من البلدان المتقدمة والنامية على مدار العقد‬
‫‬ ‫األخير‪ .‬وقد تميز السوق الداخلي في أوروبا بوجود‬
‫‬ ‫مالحظة‪ :‬تعتمد التوقعات على‬ ‫تأثيرين متعارضين فيما يتعلق بتأمين الطاقة والبيئة‪ .‬فقد‬
‫وكالة الطاقة الدولية لعام‬
‫‬ ‫‪ ،2005‬تم الرجوع في النموذج‬ ‫حسن الكفاءة الكلية لنظام الطاقة وخلق سوق ًا لتكنولوجيات‬
‫‬
‫إلى الوكالة الهولندية للتقييم‬ ‫أكثر اقتصاد ًا في استهالك الطاقة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد خلق‬
‫البيئي‪.TIMER/‬‬
‫استثمارات تتطلب إدخال رأس مال كبير أو تتسم بفترات‬
‫‬ ‫المصدر‪Van Vuuren :‬‬
‫‪and others 2007‬‬ ‫سداد طويلة‪ .‬لقد أصبح البحث والتنمية أكثر توجيه ًا على‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫اإلطار ‪ 9-7‬متناقضة الموارد‪ :‬األخطار المعرضة لها البلدان الغنية بالموارد الطبيعية والمصدرة لها‬

‫إن إخراج "مشكلة" ثروة الموارد من اإلطار السياسي يعتقد أنه أمر صحي إذا كان يصعب التعامل معها‪.‬‬ ‫إن البلدان المصدرة للنفط لديها مجموعة مختلفة من تحديات رفاهية اإلنسان والتعرض للخطر‬
‫بالنسبة للبلدان المصدرة للنفط‪ ،‬سيؤدي تنويع اقتصادياتها إلى الحد من اعتمادها على عائدات‬ ‫المرتبطة بالوقود الحفري‪ .‬يعاني غالبا ً السكان الذين يعيشون بالقرب من نقاط االستخراج من آثار‬
‫االستيراد‪ .‬تمكنت دول‪ ،‬مثل النرويج من إدارة مشكلة إيجارات الموارد الكبيرة من خالل إنشاء صندوق‬ ‫صحية مباشرة أو غير مباشرة كنتيجة لألنظمة البيئية المتدهورة‪ .‬وعلى الصعيد الوطني‪ ،‬كثيرا ً ما‬
‫للصحة والتعليم يديره بنك مركزي مستقل‪ .‬وقدمت بتسوانا سياسات الشفافية االجتماعية إلدارة‬ ‫تعمل السلعة الفردية المربحة على خفض الحوافز لتنويع اقتصادياتها‪ ،‬بينما تقدم حوافز مالية كبيرة‬
‫ثروتها المعدنية على نحو فعال ومنصف‪ .‬توضح شروط الشفافية واالستثمار االجتماعي المفروضة من‬ ‫للحوكمة السيئة والفساد‪.‬‬
‫قبل البنك الدولي على خط أنابيب النفط بين تشاد والكاميرون كيفية السعي إلى تحقيق تقاسم أكثر‬
‫عدال ً إليجارت الموارد‪ .‬ال يعني إنفاق ثروة الموارد القليل بالنسبة إلحدى البلدان الفقيرة‪ ،‬ولكن ثبت عموما ً‬ ‫تصف "لعنة الموارد الطبيعية" العدد الكبير لالقتصاديات غزيرة الموارد الذي يظهر مستويات مرتفعة‬
‫أن اإلنفاق المنصف والشفاف للعائدات أمر ممكن دون خفض النشاط الصناعي القتصاد إحدى البلدان‬ ‫من الفساد في القطاعين العام والخاص‪ .‬يؤدي هذا اإلفراط في االعتماد على وفرة الموارد الطبيعية في‬
‫من خالل زيادة في سعر الصرف‪.‬‬ ‫النظام السياسي الضعيف أو الفاسد إلى خفض النمو االقتصادي‪ .‬ويمكن أن يشكل أساسا ً لتوليد‬
‫عرضة اإلنسان للخطر والشقاء‪ ،‬بل ويؤدي إلى صراع عنيف‪.‬‬

‫المصادر‪Auty 2001, Bulte, Damania, and Deacon 2005, Collier and others 2003, De Soysa 2002a, De Soysa 2002b, De Soysa 2005, Lal and Mynt 1996, Leite and Weidmann 1999, Papyrakis and Gerlagh :‬‬
‫‪2004, Ross 2001, Sachs and Warner 2001, Sala-I-Martin 1997‬‬

‫‪331‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫المختلفة لجدول األعمال الدولي للطاقة‪ .‬وقد أكمل البنك‬ ‫المدى القصير وتم خفض الميزانيات وغالب ًا ال تتماشى مع‬
‫الدولي في عام ‪ ،2006‬على سبيل متابعة مبادرة الطاقة‬ ‫أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫في قمة جلين إيجلز لدول مجموعة الثمانية في عام ‪،2005‬‬
‫إطار عمل استثماري للطاقة النظيفة والتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫ويظل الدعم الحكومي ضروري ًا لتحفيز التكنولوجيات‬
‫كما تبذل بعض الجهود إلنشاء آليات لتنسيق األعمال‬ ‫الجديدة (المفوضية األوربية ‪ .)2001‬وتتعامل العديد من‬
‫المتعلقة بالطاقة‪ ،‬مؤخر ًا من خالل شبكة األمم المتحدة‬ ‫استراتيجيات التنمية مع الطاقة فقط في سياق مشاريع‬
‫المعنية بالطاقة‪ ،‬عبارة عن آلية بين الوكاالت تم تأسيسها‬ ‫البنية التحتية واسعة النطاق‪ ،‬التي يتم فيها عادة تجاهل‬
‫لدعم تطبيق قرارات مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة‬ ‫قضايا الوصول إلى الطاقة وينصب التركيز على الكهرباء‪،‬‬
‫(‪ )WSSD‬المرتبطة بالطاقة (آلية األمم المتحدة المشتركة‬ ‫مع إهمال توافر الوقود وتنمية الطاقة الريفية‪ .‬وتذكر ‪10‬‬
‫للطاقة)‪.‬‬ ‫تقارير فقط من أصل ثمانين تقرير ًا عن بلدان األهداف‬
‫اإلنمائية لأللفية الطاقة خارج نطاق المناقشات المرتبطة‬
‫وكان للسياسات المتعلقة باالنتقال من االعتماد على النفط‬ ‫باالستدامة البيئية (الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ .)7‬ويخصص‬
‫بعض اآلثار في البلدان الصناعية (انظر الشكل ‪.)20-7‬‬ ‫ثلث واحد فقط من أبحاث استراتيجيات خفض الفقر‬
‫ويرجع األثر المحدود للسياسات في أحد أسبابه إلى طول‬ ‫الموارد المالية ألولويات الطاقة المحلية (شعبة السكان‬
‫الفترة الزمنية (‪ 40-50‬عام ًا أو أكثر) للبنية التحتية‬ ‫التابعة لألمم المتحدة ‪ .)2005‬ويعوق تنفيذ أنظمة الطاقة‬
‫للطاقة‪ .‬وهذا يعني أن التكنولوجيا والقرارات االستثمارية‬ ‫المستدامة عدد ًا من القضايا‪ ،‬بما في ذلك فجوة التمويل‬
‫التي تم تبنيها منذ عقود مضت قد خلقت اعتماد ًا على أحد‬ ‫واإلعانات المنحازة إلى أنواع الوقود األحفوري واالفتقار‬
‫المسارات فيما يتعلق بأنماط االستهالك واإلنتاج في الوقت‬ ‫إلى إشراك أصحاب المصلحة والمشاكل التنظيمية‬
‫الراهن‪ .‬كما يعني هذا أن القرارات التي تتخذ في الوقت‬ ‫ومشاكل إدارة القطاعات (وكالة الطاقة الدولية ‪،2003‬‬
‫الراهن سيكون لها بالغ األثر لعقود قادمة وأن هناك‬ ‫‪.)Modi and others 2005‬‬
‫حوافز قليلة يتم تبنيها لألخذ بعين االعتبار رفاهية األجيال‬
‫في المستقبل‪.‬‬ ‫لقد اعتبرت الطاقة لفترة طويلة امتياز ًا حصري ًا للحوكمة‬
‫المحلية‪ ،‬وباستثناء الطاقة النووية‪ ،‬فقد افتقرت إلى كل من‬
‫وبالنظر إلى النطاق الكبير ألوجه التآزر بين السياسات‬ ‫الموطن التنظيمي وإطار العمل المعياري في نظام األمم‬
‫المرتبطة بتأمين الطاقة والصحة وتلوث الهواء والتغير‬ ‫المتحدة‪ .‬بيد أن هذا أخذ في التغير في السنوات األخيرة‪،‬‬
‫المناخي (انظر الفصل ‪ ،)2‬فهناك العديد من الفرص‬ ‫حيث قامت لجنة التنمية المستدامة في عام ‪2001‬‬
‫الكفيلة بخفض تعرض األشخاص والمجتمعات للخطر‪ ،‬بما‬ ‫و‪ 2006-2007‬بمناقشة أهمية الطاقة بالنسبة للتنمية‬
‫في ذلك‪:‬‬ ‫المستدامة بوصفها أحد المواضيع الجديرة باالهتمام‪ .‬وقد‬
‫‪ n‬تركيز سياسات الطاقة على تحسين الوصول إلى‬ ‫حظيت الطاقة في القمة العالمية للتنمية المستدامة‬
‫الخدمات المالئمة للطاقة بالنسبة لألشخاص األكثر‬ ‫(‪ )WSSD‬بأولوية عالية في خطة العمل‪ .‬ويبدو أن جداول‬
‫عرضة للخطر‪ ،‬مثل النساء وكبار السن واألطفال‬ ‫األعمال المتقاربة تدفع في اتجاه الحوكمة العالمية المعززة‬
‫كجزء من تخطيط التنمية الشاملة؛‬ ‫المتعلقة بالطاقة من خالل ارتباطها بالتغير المناخي والفقر‬
‫‪ n‬تحسين فرص األشخاص األكثر عرضة للخطر في‬ ‫(بشكل خاص الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ )1‬والصحة واألمن‬
‫التمتع بصوت في القضايا البيئية‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫(لجنة التنمية المستدامة ‪ .)2006‬وبعد مؤتمر القمة‬
‫في تصميم أنظمة الطاقة الجديدة؛‬ ‫العالمية للتنمية المستدامة (‪ ،)WSSD‬تم تأسيس عدد من‬
‫‪ n‬االستثمار في تنوع كل من التكنولوجيات المركزية‬ ‫شراكات أصحاب المصالح المتعددين لتنفيذ العناصر‬
‫والالمركزية‪ ،‬مع دور هام يلعبه نقل التكنولوجيا؛ و‬
‫‪ n‬تعزيز القدرة على ابتكار وإنتاج تكنولوجيا طاقة‬
‫اإلطار ‪ 10-7‬برنامج اإليثانول في البرازيل‬
‫مستدامة بالتعاون مع المجتمعات المعرضة للخطر‪،‬‬
‫كسبيل لخلق فرص عمل وزيادة القدرة على المواجهة‪.‬‬ ‫تم إطالق برنامج اإليثانول البرازيلي‪ ،Pró-Alcool ،‬في عام ‪ 1975‬للرد على االتجاه المتدهور في أسعار السكر وارتفاع تكاليف‬
‫النفط‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬أنشأت البرازيل سوقا ً كبيرة لإليثانول‪ ،‬واستخدمت اإليثانول المنتج من قصب السكر كوقود لوسائل‬
‫النقل‪ .‬ومع ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬أصبح اإليثانول بديالً فعاال ً من حيث التكلفة للبنزين‪ ،‬وتم التخلص من برنامج الكحول‬
‫التعامل مع التهديدات المتعددة في الدول الجزرية‬ ‫الرسمي تدريجيا ً‪ .‬وقد ساعد البرنامج على الحد من االعتماد على النفط المستورد‪ ،‬ووفر حوالي ‪ 52‬بليون دوالر (يناير ‪ /‬كانون‬
‫الثاني ‪ 2003‬دوالر أمريكي) بين عامي ‪ 1975‬و‪ 2002‬بالنقد األجنبي‪ ،‬وخلق ‪ 900000‬وظيفة جيدة األجر نسبيا ً‪ ،‬وعمل على خفض‬
‫الصغيرة النامية‬ ‫نسبة تلوث الهواء المحلي في المدن‪ ،‬وقلل من انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪ .‬ومع احتمال زيادة صادرات اإليثانول من بلدان‪،‬‬
‫تتعرض الدول الجزرية الصغيرة النامية (‪ )SIDS‬لخطر‬ ‫مثل البرازيل الى أوروبا‪ ،‬والواليات المتحدة واليابان‪ ،‬تتزايد المخاوف بشأن استدامة إنتاج الكتلة الحيوية على نطاق واسع‪،‬‬
‫خاصة من حيث التنافس على األرض من أجل إنتاج الغذاء‪ ،‬ونتائج التنوع البيولوجي والطاقة‪.‬‬
‫آثار التغير المناخي في سياق الصدمات الخارجية والعزل‬
‫والموارد المحدودة‪ ،‬مما يخلق نموذج ًا أصلي ًا آخر من‬
‫المصدر‪La Rovere and Romeiro 2003 :‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪332‬‬


‫‪ ،1988‬كان الضرر االقتصادي المتراكم الذي يُعزى إلى‬ ‫التعرض للخطر‪ .‬تتعرض الدول الجزرية الصغيرة النامية‬
‫الكوارث مرتفع ًا بما يعادل ‪ 43‬في المائة من الناتج‬ ‫بشكل كبير للكوارث الطبيعية‪ ،‬مثل العواصف االستوائية‬
‫المحلي اإلجمالي في أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‬ ‫ونوبات العواصف (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬
‫(‪.)Charveriat 2000‬‬ ‫المناخ ‪ ،2007‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪،2005a‬‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2005b‬برنامج األمم‬
‫ويهدد ارتفاع مستوى سطح البحر والتكرار المتزايد‬ ‫المتحدة للبيئة ‪2005‬ج)‪ .‬وتعوق القدرات الفنية والبشرية‬
‫لألحداث الشديدة وقسوتها سبل العيش ويحد من خيارات‬ ‫والمؤسساتية المحدودة قدرة هذه البلدان على التكيف‬
‫التكيف‪ .‬وقد دفعت هذه الضغوط بعض األشخاص لهجر‬ ‫واالستجابة للتغير المناخي وتقلبه وشدته (الهيئة الحكومية‬
‫مواطنهم وأصولهم‪ ،‬والهجرة إلى بلدان أخرى‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007‬وتتفاقم صور‬
‫المثال‪ ،‬عدلت نيوزيلندا سياستها الحكومية المعنية باإلقامة‬ ‫التعرض الحالية للخطر بصورة إضافية بفعل النمو‬
‫في مارس ‪ 2006‬للسماح بهجرة عدد صغير من‬ ‫المتزايد لسكان العالم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يبلغ معدل‬
‫المواطنين من تونجا وتوفالو وكيريباتي وفيجي كل عام‬ ‫الخصوبة اإلجمالي في معظم جزر المحيط الهادي أكثر‬
‫(مصلحة الهجرة النيوزيلندية ‪ .)2006‬ويحتمل أن ارتفاع‬ ‫من أربعة‪ .‬وهناك حاجة متزايدة لنظام تجاري دولي‬
‫مستوى سطح البحر قد يتسبب في حدوث هجرة على‬ ‫واالمتثال لقرارات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق‬
‫نطاق واسع على المدى األطول‪ ،‬وقد تؤدي عمليات الهجرة‬ ‫بالدول الجزرية الصغيرة النامية (‪ .)SIDS‬ونظر ًا للوصول‬
‫الكبيرة أحيان ًا إلى نشوب صراعات (‪Barnett 2003،‬‬ ‫المتآكل لسلعهم التصديرية إلى األسواق المحمية‪ ،‬مثل‬
‫‪ .)Barnett and Adger 2003‬وقد يفضي هجر الجزر‬ ‫السكر والموز والتونا‪ ،‬باإلضافة إلى حاالت التراجع في‬
‫أيض ًا إلى فقد السيادة ويلقي الضوء على الحاجة إلعادة‬ ‫أسعار السلع والتي تسببت في حدوث تقلبات اقتصادية‪،‬‬
‫التفكير في قضايا التنمية التقليدية بوصفها أمور تتعلق‬ ‫تعاني هذه البلدان من حساسية شديدة تجاه العولمة‬
‫باألمن اإلقليمي والوطني (‪Markovich and‬‬ ‫وتحرير التجارة (‪،Campling and Rosalie 2006‬‬
‫‪ )Annandale 2000‬وكذلك قضايا العدالة وحقوق‬ ‫الفاو ‪.)Josking 1998 ،1999‬‬
‫اإلنسان (‪.)Barnett and Adger 2003‬‬
‫الصلة العالمية‬
‫وتتسبب المخاطر المرتبطة بالمناخ في آثار متفاوتة من‬ ‫توجد الدول الجزرية الصغيرة النامية (‪ )SIDS‬في المحيط‬
‫الناحية االجتماعية وتتجه للتأثير على الفقراء والمجموعات‬ ‫الهادي واألطلنطي والهندي وبحر الصين الجنوبي والبحر‬
‫المحرومة بشكل غير متكافئ‪ .‬وأكثر الشعوب عرضة‬ ‫الكاريبي األكثر اتساعاً‪ .‬وفي المصطلحات اإلقليمية‬
‫للمخاطر هي الشعوب التي تعيش على الجزر المرجانية‬ ‫لبرنامج األمم المتحدة للتنمية‪ ،‬تقع ‪ 6‬من الدول الجزرية‬
‫االستوائية والجزر المنخفضة عن سطح البحر وفي‬ ‫الصغيرة النامية في أفريقيا و‪ 23‬في أمريكا الالتينية‬
‫المستعمرات الساحلية عالية الخطورة التي تتسم ببنية‬ ‫والبحر الكاريبي و‪ 22‬في آسيا والمحيط الهادئ‪ .‬وتوضح‬
‫نتائج مؤشر التعرض للخطر البيئي (‪ )EVI‬للدول الجزرية‬
‫الشكل ‪ 21-7‬نتائج العرضة للخطر البيئي في الدول الجزرية الصغيرة النامية (‪)SIDS‬‬
‫الصغيرة النامية البالغة ‪ 47‬دولة أن جميعها صنفت على‬
‫عدد النزاعات المسلحة‬ ‫أنها غير مرنة وأن ثالثة أرباعها تقريب ًا عرضة للخطر إلى‬
‫‬ ‫حد بعيد (‪ 36‬في المائة) أو بالغ الشدة (‪ 36‬في المائة)‬
‫‬
‫(انظر الشكل ‪ .)21-7‬وقد أعد مؤشر التعرض للخطر‬
‫البيئي منظمات مختلفة‪ ،‬بما في ذلك برنامج األمم المتحدة‬
‫للبيئة (‪.)UNEP‬‬
‫‬

‫‬

‫‬ ‫التعرض للخطر ورفاهية اإلنسان‬


‫لقد كان للمخاطر الطبيعية آثار عكسية بالغة على أوجه‬
‫‬
‫الحياة والتنمية االجتماعية‪ -‬االقتصادية في الدول الجزرية‬
‫الصغيرة النامية (‪ .)SIDS‬فنسبة عالية من إجمالي‬
‫‬

‫‬ ‫السكان البالغ تعدادهم ‪ 56‬مليون نسمة (برنامج األمم‬


‫‬ ‫المتحدة للبيئة ‪ )2005b‬هي عرضة في الغالب للمخاطر‬
‫الطبيعية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تأثر ما يقرب من ‪ 6‬مليون‬
‫‬
‫مرن‬ ‫معرض‬ ‫ضعيف‬ ‫ضعيف‬ ‫ضعيف‬ ‫نسمة في عام ‪ 2001‬بالكوارث الطبيعية في البحر‬
‫للخطر‬ ‫جدا ً‬ ‫للغاية‬ ‫المصدر‪SOPAC and UNEP :‬‬
‫الكاريبي (انظر الشكل ‪ 1-2‬في الفصل ‪ .)1‬وفي عام‬

‫‪333‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫اإلطار ‪ 11-7‬التأهب للكوارث ورفاهية اإلنسان‬
‫تحتية ومساكن متدنية‪ .‬والسبل المعيشية األكثر تضررا‬
‫هي التي تعتمد على الموارد الطبيعية الحساسة للمناخ‪،‬‬ ‫ويوضح الرسم البياني أدناه الروابط بين التعرض لخطر الكوارث الطبيعية والفقر (الشكل ‪ .)22-7‬مع إنفاق المزيد من المال‪،‬‬
‫مثل الزراعة التجارية والكفافية والسبل المعيشية المعتمدة‬ ‫يمكن لبلد ما إعداد شعبه ضد الكوارث على نحو أفضل‪ .‬وعند النظر إلى إحصاءات أكثر تفصيالً‪ ،‬أدى إعصار جين إلى مقتل‬
‫أكثر من ‪ 2700‬ضحية في هايتي في عام ‪ ،2004‬بينما في جمهورية الدومينيكان لقي أقل من ‪ 20‬شخصا ً حتفهم‪ .‬لم يكن‬
‫على السياحة الساحلية (‪Douglas 2006, FAO‬‬ ‫هذا من قبيل الصدفة‪ .‬إن سكان الدومينيكان أغنى أربع مرات‪ ،‬في المتوسط‪ ،‬وأفضل استعدادا ً من حيث التعليم والتدريب‪،‬‬
‫واالستفادة من البنية التحتية واإلسكان المحسنين‪.‬‬
‫‪2004b and 2005b, UNICEF 2004a, Nurse and‬‬
‫‪.)Rawleston 2005, Pelling and Uitto 2001‬‬

‫الشكل ‪ 22-7‬خسائر منطقة البحر الكاريبي نتيجة األعاصير‬


‫وتتضمن أكثر اآلثار قسوة على رفاهية اإلنسان فقد‬
‫معدالت إزالة الغابات‬
‫األصول المعيشية والنزوح واألمراض المتزايدة التي‬ ‫الوفيات‪/‬مليون شخص‬
‫السنوية (في المائة)‬
‫مؤشر التنمية البشرية‬
‫معرضين للوفاة‪/‬سنويا ً‬
‫تحملها المياه والتي تحملها ناقالت األمراض وفقد الحياة‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬

‫في الكوارث الطبيعية‪ .‬ويُعزى فقد األصول المعيشية‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬


‫بالدرجة األولى إلى خدمات النظم اإليكولوجية المفقودة أو‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬
‫الناقصة بسبب تكرار آثار المخاطر البيئية وفقد األراضي‬
‫‬ ‫‬ ‫ ‬
‫المنتجة بسبب التآكل الساحلي وتملح األراضي ومياه‬
‫الري وأنظمة مصبات األنهار والمياه العذبة (الهيئة‬
‫‬ ‫‬ ‫ ‬

‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ )2007‬واألشكال‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬

‫األخرى من التدهور البيئي‪ ،‬مثل إزالة األشجار (انظر‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬

‫اإلطار ‪ 11-7‬والشكل ‪ .)22-7‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يلحق‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬

‫التدهور واالستغالل المفرط الضرر بالموارد مثل الشعاب‬ ‫‪m‬‬ ‫ ‬

‫المرجانية ومرج األعشاب البحرية وشجر القرم االستوائي‬ ‫‪m‬‬ ‫ ‬


‫والتي توفر حماية ساحلية طبيعية وكذلك أساس ًا لألنشطة‬ ‫المصادر‪CRED 2004, FAO 2000, :‬‬

‫ج وم‬
‫ال مر‬
‫ك‬

‫ال ا‬
‫جا لم‬

‫جو‬
‫بي‬

‫هاي‬
‫مهور يني‬
‫وال يك‬
‫مك‬
‫وبا‬

‫ال ماال‬

‫اليز‬
‫األ ية كان‬
‫مايك تح‬
‫‪UNDP 2001, UNEP/DEWA/‬‬

‫اتي‬

‫تي‬
‫د‬
‫يات ا ية‬
‫س‬
‫التجارية واألنشطة المعيشية لألسر الفقيرة (انظر الفصل‬ ‫‪GRID-Europe Preview 2002‬‬

‫يك‬

‫دة‬
‫‪ .)5‬ويقدر هويج‪-‬جلدبرج وآخرون (‪ )2000‬أن تبييض‬
‫المرجان سوف يقلل من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫المستقبلي بنسبة ‪ 40-50‬في المائة بحلول عام ‪ 2020‬في‬ ‫توضح صورة القمر االصطناعي أدناه عامالً آخر هو التدهور البيئي‪ .‬ويغطي غطاء الغابات أكثر من ‪ 28‬في المائة من جمهورية‬
‫الدومينيكان‪ ،‬في حين خفضت هايتي غطاء الغابات فيها من ‪ 25‬في المائة في عام ‪ 1950‬إلى ‪ 1‬في المائة بحلول عام ‪.2004‬‬
‫جزر المحيط الهادئ األصغر حجماً‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫في الصورة‪ ،‬توجد الغابات المزالة من هايتي إلى اليسار‪ ،‬في حين أن جمهورية الدومينيكان أكثر خضرة إلى اليمين‪ .‬وهذا‬
‫تواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية بفقد التنوع‬ ‫الجانب البيئي مهم؛ ألن العديد من الضحايا غرقوا أو لقوا مصرعهم في السيول الطينية‪ ،‬وهي ظواهر تتأثر بشدة بتغير‬
‫غطاء األرض‪.‬‬
‫البيولوجي وآثاره على الزراعة‪ ،‬بسبب األنواع الغريبة‬
‫الغازية‪.‬‬

‫وقد أدى تدهور الوصول للموارد إلى زيادة التنافس على‬


‫مستوى المجتمع والمستوى المحلي واإلقليمي‪ ،‬من خالل‬
‫الضغوط المتوفرة في المكان (الهيئة الحكومية الدولية‬
‫المعنية بتغيّر المناخ ‪ ،2007‬هاي وآخرون ‪ ،2004‬برنامج‬
‫األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2005a‬برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫‪ ،2005b‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ .)2005c‬وقد تم‬
‫إلقاء الضوء على الضغوط اإلضافية‪ ،‬بما في ذلك الضغوط‬
‫االجتماعية الناجمة عن تآكل حيازة الموارد المألوفة وتأمين‬
‫حاالت تملك األراضي بوصفها القضايا األساسية إلدارة‬
‫بعض النظم اإليكولوجية البحرية (‪Cinner and others‬‬
‫‪2005، Graham and Idechong 1998، Lam‬‬
‫‪ .)1998‬ويمكن للتعرض العالي للمخاطر الطبيعية أن‬
‫يكون له آثار سلبية على البنية التحتية واالستثمارات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5 km‬‬

‫السياحية ويمكن أن يقلل من الدخل الذي توفره السياحة‪.‬‬


‫وفي نفس الوقت‪ ،‬تضيف السياحة ضغوط ًا متزايدة على‬ ‫شارك بالصور‪NASA 2002 :‬‬
‫النظم اإليكولوجية (‪McElroy ،Georges 2006‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪334‬‬


‫اإلطار ‪ 12-7‬السياحة البيئية‪ :‬سداد تكاليف السيطرة على األنواع‬
‫‪ .)2003‬ففي بعض المواقع الساحلية‪ ،‬تُظهر التنمية غير‬
‫الدخيلة الغازية‬
‫المناسبة في المناطق المعرضة للخطر‪ ،‬بسبب عدم أخذ‬
‫في كثير من الدول الجزرية الصغيرة النامية‪ ،‬السياحة هي النشاط‬ ‫آثار المخاطر البيئية وتأثيرات التغير المناخي بعين‬
‫االقتصادي الرئيسي‪ .‬خلقت سيشيل وضعا ً مربحا ً للتنمية والبيئة من‬
‫ال في التكيف‪.‬‬
‫االعتبار بالشكل المالئم‪ ،‬فش ً‬
‫خالل الربط بين السياحة البيئية واستعادة األنواع األصلية‪.‬‬

‫إن لنوعين غازيين‪ ،‬جرذ السفن(‪ )Rattus rattus‬والجرذ البني‬ ‫االستجابات‬


‫(‪ )R. norvegicus‬أثر كبير على التنوع البيولوجي المستوطن في جزر‬
‫إدراك ًا للمخاطر التي تتهدد الدول الجزرية الصغيرة‬
‫سيشيل‪ .‬في جزر سيشيل الوسطى (‪ 41‬جزيرة)‪ ،‬تتعرض ستة أنواع ونوع‬
‫ثانوي من الطيور البرية للخطر والتهديد من قبل الفئران‪ .‬وال بد من‬
‫النامية‪ ،‬تم تبني برنامج العمل من أجل التنمية المستدامة‬
‫القضاء على الفئران إلعادة ظهور مجموعات الطيور األصلية التي تدعم‬ ‫للدول الجزرية الصغيرة النامية دولي ًا في عام ‪ .1994‬وقد‬
‫السياحة البيئية‪.‬‬ ‫راجعت لجنة التنمية المستدامة تطبيق برنامج العمل من‬
‫أجل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية في‬
‫سعى قطاع السياحة البيئية إلى وضع المنطقة المحمية‪ .‬ومن خالل‬
‫الربط بين منح وضع المنطقة المحمية والقدرة على المحافظة على‬ ‫عام ‪ 1996‬و‪ .1998‬وفي عام ‪ ،2005‬تم مراجعة البرنامج‬
‫الجزر خالية من الحيوانات المفترسة‪ ،‬نجحت الحكومة في إشراك‬ ‫في مؤتمر األمم المتحدة في موريشيوس‪ ،‬والذي أشار فيه‬
‫القطاع الخاص في إدارة األنواع الغريبة الغازية (‪ .)IAS‬ومع إغراء عائدات‬
‫البيان االفتتاحي إلى إعاقة تدهور الدعم الدولي والموارد‬
‫السياحة البيئية المحتملة في المستقبل‪ ،‬شارك العاملون في الجزر‬
‫الثالث في أحد برامج االستئصال‪ ،‬وتحملوا تكاليف بلغت حوالي‬
‫تطبيق هذا البرنامج‪ .‬وقد تم تبني استراتيجية موريشيوس‬
‫‪ 250000‬دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫في مؤتمر عام ‪ ،2005‬حيث تم وضع جدول أعمال متعدد‬
‫األطراف شامل للتنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة‬
‫المصدر‪Nevill 2001 :‬‬
‫النامية (‪.)SIDS‬‬

‫والتكيف في السياسات المحلية واألنشطة اإلنمائية على‬ ‫وتتعامل مبادرة التعاون المعنية باألنواع الغريبة الغازية‬
‫جميع األصعدة والمستويات‪ .‬ويتوفر عدد من الخيارات‬ ‫(‪ )IAS‬على األراضي مع األنواع الغازية التي تهدد التنوع‬
‫للحد من التعرض للخطر وبناء القدرات في الدول الجزرية‬ ‫البيولوجي‪ ،‬وكذلك الزراعة ورفاهية اإلنسان‪ .‬كما تربط‬
‫الصغيرة النامية‪:‬‬ ‫مبادرات جديدة السياحة اإليكولوجية باستئصال األنواع‬
‫‪ n‬تعزيز أنظمة اإلنذار المبكر لدعم التأهب للكوارث‬ ‫الغريبة الغازية (انظر اإلطار ‪.)12-7‬‬
‫وأنظمة إدارة المخاطر (االتحاد الدولي للصليب‬
‫األحمر وجميعات الهالل األحمر ‪ ، )2005‬مما يساعد‬ ‫وفي الوقت الذي يتم فيه تطبيق خيارات التكيف بالفعل في‬
‫الدول الجزرية الصغيرة النامية‪ ،‬تتيح بعض استراتيجيات‬
‫التكيف فرص ًا لتكيف أكثر فاعلية‪ ،‬بما في ذلك استخدام‬
‫اإلطار ‪ 13-7‬توأمة الحماية البحرية وتعويض الموارد في الحفاظ على الموارد المعتمدة على المجتمع في فيجي‬ ‫المعرفة التقليدية المعتمدة على الظروف الثقافية واإلقليمية‬
‫النموذجية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن لتقنيات حفظ الطعام‬
‫تتعرض الموارد البحرية الساحلية في أجزاء كثيرة من فيجي للصيد المفرط من جانب كل من صيد األسماك التجاري‬ ‫التقليدية‪ ،‬من قبيل دفن وتدخين الطعام لالستخدام في‬
‫والحصول على سبل العيش‪ .‬أثرت هذه الممارسات سلبا ً في المجتمعات الريفية إلى حد بعيد ‪ -‬ما يقرب من نصف سكان‬
‫فترات الجفاف‪ ،‬تحسين األمن الغذائي في المناطق‬
‫فيجي البالغ عددهم ‪ - 900000‬وهم يعتمدون على الموارد البحرية المشاع من أجل سبل عيشهم المعتمدة على موارد الرزق‬
‫التقليدية‪ .‬تم خفض األمن الغذائي وإمكانية الحصول عليه‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تبذل النساء التي تجمع المحاصيل من‬
‫الريفية‪ .‬ويوضح اإلطار ‪ 13-7‬مثا ًال على إدارة الموارد‬
‫السهول الطينية مزيدا ً من الجهد في الصيد للحصول على نوع مورد رزق‪ ،‬مثل المحار‪ .‬يعيش نحو ‪ 30‬إلى ‪ 35‬في المائة من‬ ‫ال من‬
‫البحرية المعتمدة على المجتمع التي تحسن ك ً‬
‫األسر الريفية في فيجي تحت خط الفقر الوطني‪.‬‬ ‫الموارد الساحلية ورفاهية اإلنسان‪ .‬وتساعد تصميمات‬
‫ومواد البناء التقليدية في الحد من أضرار وخسائر البنية‬
‫واستجابة لهذه المخاوف‪ ،‬حددت فيجي مناطق بحرية تدار محليا ً (‪ ،)LMMA‬وعززت إدارة الموارد البحرية التقليدية لتعويض‬
‫المخزون البحري‪ .‬تعمل المجتمعات مع مناطق الصيد (‪( )Qoliqoli‬مناطق حقوق الصيد العرفية المعترف بها رسميا ً)‪،‬‬ ‫التحتية الناجمة عن المخاطر البيئية‪ .‬وتظهر الموارد‬
‫وتفرض عمليات اإلغالق المؤقتة لمناطق صيد األسماك هذه‪ ،‬والتحريم (عدم صيد بعض األنواع)‪ .‬تستبعد المجتمعات عادة‬ ‫المتجددة‪ ،‬مثل أنواع الوقود الحيوي (مثل تفل قصب‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬في المائة من مياه الصيد في القرية لحماية مناطق وضع البيض والمناطق المستغلة على نحو مفرط من‬
‫السكر) والرياح والطاقة الشمسية‪ ،‬إمكانية كبيرة لتنوع‬
‫أجل إنعاش الموارد‪ .‬وبينما تتلقى المجتمعات الخبرة التقنية الخارجية‪ ،‬فهم يصنعون القرارات‪ ،‬مما يجعل المناطق البحرية‬
‫المدارة محليا ً تختلف كثيرا ً عن االحتياطي البحري أو المنطقة البحرية المحمية‪ .‬وزادت قيمة األنواع المحلية المقدرة‪ ،‬مثل‬
‫الطاقة وتحسين إمكانيات موارد الطاقة واإلمداد بالطاقة‬
‫السرطان البحري الذي يعيش في مناطق شجر القرم‪ ،‬إلى ‪ 250‬في المائة سنويا ً‪ ،‬مع تأثير ممتد يصل إلى ‪ 120‬في المائة خارج‬ ‫بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية‪ .‬كما يمكن أن يزيد‬
‫منطقة التحريم في قرية يوكونيفانوا‪ .‬وأدى إنشاء المناطق البحرية المدارة محليا ً إلى زيادة دخل األسر وتحسين التغذية‪.‬‬ ‫هذا من المرونة في مواجهة األحداث الشديدة المتكررة‪.‬‬
‫نتيجة لنجاح المناطق البحرية المدارة محليا ً في فيجي‪ ،‬زاد القرويون من الضغط على الحكومة إلعادة الملكية القانونية لـ‬
‫‪ 410‬منطقة صيد تابعة للبالد إلى مالكها التقليديين‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذا الهدف السائد المعني بتحسين رفاهية‬
‫اإلنسان في الدول الجزرية الصغيرة النامية بنجاح‪ ،‬هناك‬
‫المصدر‪ :‬معهد الموارد العالمية ‪2005‬‬
‫حاجة للمزيد من دمج عمليات تقييم التعرض للخطر‬

‫‪335‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫‪Tompkins and others 2005, Smith and‬‬ ‫في التكيف مع التغيرات المناخية قصيرة األجل‬
‫‪others 2000, Reilly and Schimmelpfennig‬‬ ‫(استراتيجية وخطة عمل يوكوهاما من أجل عالم أكثر‬
‫‪)2000, IFRC 2005‬؛ و‬ ‫أمن ًا ‪ 1994‬وإطار عمل هيوجو) (انظر اإلطار‬
‫‪ n‬اإلقرار في المفاوضات الدولية بأن الحقوق األساسية‬ ‫‪)14-7‬؛‬
‫التي تم إقرارها في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هي‬ ‫‪ n‬تحسين التخطيط المتكامل للتنمية طويلة األجل القوية‬
‫في خطر في حالة تأثيرات التغير المناخي على بلدان‬ ‫الصامدة للتغير المناخي‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة‬
‫الجزر المرجانية (‪.)Barnett and Adger 2003‬‬ ‫باألصول المعيشية‪ ،‬مما يحسن من وصول السكان‬
‫تبني المنهجيات المعتمدة على التكنولوجيا لحل‬ ‫المحليين للموارد‪ .‬ويمكن للموارد المائية واإلدارة‬
‫مشاكل المياه‬ ‫المتكاملة للمناطق الساحلية (‪ )ICZM‬أن تساهم في‬
‫يمكن لمشاريع المياه واسعة النطاق التي يتم تخطيطها‬ ‫تحسين القدرة التكيفية على المدى الطويل للمجتمعات‬
‫وإدارتها بشكل ضعيف والتي تنطوي على عملية كبيرة‬ ‫المعرضة للخطر (برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫إلعادة تشكيل البيئة الطبيعية أن تخلق نموذج ًا أصلي ًا آخر‬ ‫‪ ،2005a‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪،2005b‬‬
‫من التعرض للخطر‪ .‬ومن األمثلة على ذلك‪ ،‬بعض خطط‬ ‫برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ .)2005c‬وهذا يتطلب‬
‫الري والصرف وحفر القنوات وتحويل األنهار ومحطات‬ ‫توفر أنظمة حوكمة تأخذ بعين االعتبار التغيرات‬
‫التحلية والسدود‪ .‬وتمثل مشاريع السدود أمثلة هامة‬ ‫المحتملة على المدى الطويل؛‬
‫وبارزة على ذلك‪ ،‬على الرغم من أن العديد من النتائج غالب ًا‬ ‫‪ n‬استخدام المنهجيات المشاركة لدمج المعرفة‬
‫ما تنطبق على خطط إدارة المياه المؤدية للتعرض للخطر‪.‬‬ ‫اإليكولوجية التقليدية في إدارة الموارد والمحافظة‬
‫فالسدود تتسم بأن لها آثار سلبية وأخرى إيجابية‪ :‬فهي‬ ‫عليها‪ ،‬مما يمكن المجتمعات للتأهب للكوارث وإدارة‬
‫تفي باحتياجات اإلنسان (المياه لألمن الغذائي والطاقة‬ ‫الموارد؛‬
‫المتجددة) وتحمي الموارد الحالية من خالل توفير تحكم‬ ‫‪ n‬يمكن لتطوير التكنولوجيات الالزمة للحد من التعرض‬
‫في الفيضانات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد يكون لها آثار قاسية على‬ ‫للمخاطر النقل من نموذج "السيطرة على الطبيعة" إلى‬
‫البيئة من خالل تجزئة األنهار (انظر الفصلين ‪ 4‬و ‪)5‬‬ ‫نموذج "العمل مع الطبيعة"‪ .‬وهذا يشمل التكنولوجيا‬
‫وعلى البنية االجتماعية‪ .‬وتوفر بعض السدود الفوائد‬ ‫والقدرة على تقييم اآلثار وخيارات التكيف وتوثيق‬
‫المرجوة دون وجود آثار سلبية كبيرة‪ .‬ولكن يخالف ذلك‬ ‫آليات المواجهة التقليدية ووضع حلول بديلة للطاقة؛‬
‫العديد من السدود بسبب اعتبارات غير المالئمة لآلثار‬ ‫‪ n‬يمكن لالستثمار في التعاون اإلقليمي المحسن مواجهة‬
‫االجتماعية واإليكولوجية الناشئة عن التخطيط واإلدارة‬ ‫التحديات البيئية وتحسين القدرة على المواجهة بشكل‬
‫الضعيفين للسدود‪ .‬وهذا يُعزى إلى انتشار نموذج التنمية‬ ‫أفضل‪ .‬ومثال على ذلك‪ ،‬تطوير وتعزيز الهيئات‬
‫المعتمدة على التكنولوجيا (المجلس االستشاري األلماني‬ ‫اإلقليمية والعالمية‪ ،‬مثل تحالف الدول الجزرية‬
‫حول التغير المناخي ‪ .)1997‬ويعني تقليل معدل التعرض‬ ‫الصغيرة (‪ )AOSIS‬ولجنة المحيط الهندي‪ ،‬لبناء‬
‫للخطر هنا إما الحد من النتائج السلبية لهذه المشاريع أو‬ ‫أنظمة اإلنذار المبكر لمواجهة الضغوط البيئية؛‬
‫إيجاد وسائل بديلة لإليفاء بمتطلب حماية الطاقة والمياه‬ ‫‪ n‬تعزيز التعاون والشراكات على المستويات المحلية‬
‫والوقاية من الفيضانات (انظر اإلطار ‪ 1-13‬في الفصل ‪1‬‬ ‫والوطنية واإلقليمية والدولية‪ ،‬بما في ذلك دمج الموارد‬
‫الذي يدور حول استعادة النظم اإليكولوجية من خالل‬ ‫لتطبيق األنشطة واالتفاقيات البيئية متعددة األطراف‬
‫إيقاف عمل السدود)‪.‬‬ ‫(‪Hay and others 2003, IPCC 2001,()MEA‬‬

‫اإلطار ‪ 14-7‬إطار عمل هيوجو‬

‫من أجل تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬ال بد من تخفيض عبء احتياجات‬ ‫إن استراتيجيات الحد من الكوارث لديها القدرة على إنقاذ األرواح وحماية سبل‬
‫الكوارث الطبيعية‪ .‬ويجب دمج سياسات الحد من مخاطر الكوارث في خطط‬ ‫العيش بأبسط التدابير‪ .‬باالعتراف بهذا وبأن هناك الكثير مما ينبغي القيام به‬
‫وبرامج التنمية‪ ،‬وفي المساعدة اإلنمائية الثنائية ومتعددة األطراف‪ ،‬ال سيما تلك‬ ‫للحد من الكوارث‪ ،‬اعتمدت الحكومات في يناير ‪ /‬كانون الثاني ‪ ،2005‬إطار عمل‬
‫المتعلقة بالتخفيف من حدة الفقر‪ ،‬وإدارة الموارد الطبيعية والتنمية الحضرية‪.‬‬ ‫هيوجو في الفترة ما بين ‪ 2005‬و‪ ،2015‬وبناء مرونة األمم والمجتمعات المحلية‬
‫وتم تعزيز تنفيذ الحد من مخاطر الكوارث من خالل االستراتيجية الدولية للحد‬ ‫في مواجهة الكوارث‪ .‬يحدد هذا اإلطار األهداف االستراتيجية واألولويات الخمس‬
‫من الكوارث (‪ ،)ISDR‬وهي شراكة بين الحكومات‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية‬ ‫للحد من الكوارث‪ .‬وتتعامل األولوية الرابعة مع إدارة البيئة والموارد الطبيعية‬
‫(‪ ،)NGOs‬ووكاالت األمم المتحدة ومؤسسات التمويل‪ ،‬والوسط العلمي‪ ،‬وغيرها‬ ‫للحد من المخاطر والتعرض للخطر‪ .‬وهي تشجع على االستخدام واإلدارة‬
‫من الجهات المعنية في مجتمع الحد من الكوارث‪.‬‬ ‫المستدامين لألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬وإدماج أمور تغير المناخ في تصميم تدابير‬
‫محددة للحد من المخاطر‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬االستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة لألمم المتحدة ‪UNISDR‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪336‬‬


‫العنف المنظم واسع االنتشار‪ ،‬إال أن االحتجاجات المحلية‬ ‫الصلة العالمية‬
‫ضد مشاريع المياه الكبيرة ال تزال شائعة‪ .‬وبرغم‬ ‫تحدث الديناميكيات الموصوفة هنا في كافة أرجاء العالم‪.‬‬
‫المستويات العالية من االهتمام السياسي بـ "حروب المياه"‬ ‫ومن األمثلة الهامة على ذلك مشروع المياه المخطط له‬
‫بين الدول‪ ،‬إال أن التعاون فيما بينها بشأن هذه القضية‬ ‫لنهر اإليبرو في أسبانيا وخطط إدارة المياه واسعة النطاق‬
‫قد أصبح أكثر شيوع ًا من الصراعات على مدار النصف‬ ‫في جنوب غرب الواليات المتحدة ونهر نارمادا في الهند‬
‫األخير من القرن العشرين‪ .‬ووجد أحد التحاليل الشاملة‬ ‫ونهر النيل في أفريقيا ومشروع سد الممرات الثالثة‬
‫للتفاعالت الثنائية ومتعددة األطراف بين البلدان حول‬ ‫(‪ )Three Gorges Dam‬في الصين‪ .‬ولقد كان‬
‫المياه بين عامي ‪ 1948‬و‪ 1999‬أنه من بين ما يزيد على‬ ‫لمشاريع الري الرئيسية التي تم إعدادها في القرن‬
‫‪ 1830‬حادثة‪ ،‬بلغت نسبة الصراعات منها ‪ 28‬في المائة‬ ‫العشرين والسدود العمالقة متعددة الوظائف (يتجاوز‬
‫ونسبة التعاون ‪ 67‬في المائة‪ ،‬في حين كانت نسبة الخمسة‬ ‫ارتفاعها ‪ 60‬متراً) آثار كبيرة على الموارد المائية‪ .‬ويوجد‬
‫في المائة المتبقية هي نسبة محايدة أو ال تمثل أهمية‬ ‫أكثر من ‪ 45000‬سد في ‪ 140‬بلداً‪ ،‬حيث يوجد ثلثا هذا‬
‫(‪ .)Yoffe and others 2004‬وتدعم مؤسسات التعاون‬ ‫العدد تقريب ًا في البلدان النامية (اللجنة العالمية للسدود‬
‫الدولية بشأن المياه‪ ،‬مثل لجان أحواض األنهار‪ ،‬التعاون‬ ‫‪ .)2000‬ويتميز االتجاه الفعلي بتراجع العدد السنوي‬
‫الدولي‪ ،‬على سبيل المثال في الحاالت التي تشمل سدي‬ ‫للسدود الكبيرة الجديدة‪ ،‬في حين لم يتم مالحظة أي‬
‫إيتايبو وكوربس كريستي في األرجنتين والبرازيل والباراجواي‪.‬‬ ‫تراجع في أعداد السدود العمالقة‪ .‬ويستمر التوزيع‬
‫وفي بعض الحاالت‪ ،‬يبدو العنصر األساسي لتعزيز التعاون‬ ‫الجغرافي إلنشاء السدود الجديدة في االنتقال من البلدان‬
‫هو في نقل األطراف‪ ،‬غالب ًا عبر تسهيالت خارجية‪ ،‬من‬ ‫الصناعية إلى البلدان النامية وحديثة العهد بالتصنيع‬
‫التأكيد على الحقوق التنافسية في المياه إلى تحديد احتياجات‬ ‫(الهيئة الدولية للسدود الكبرى ‪ .)2006‬ونادر ًا ما تقتصر‬
‫المياه‪ ،‬وفي النهاية إلى التفاوض بشأن تقاسم فوائد‬ ‫تأثيرات هذه اإلنشاءات واسعة النطاق على المنطقة‬
‫المياه (‪ .)Sadoff and Grey 2002‬وتشمل األمثلة‬ ‫المحلية‪ ،‬حيث يمكن افتراض تجاوزها لذلك إلى الحد الذي‬
‫اإلضافية للتعاون أنهار زامبيزي والنيجر والنيل والراين‪.‬‬ ‫قد تبلغ فيه أبعاد ًا دولية (انظر الفصل ‪.)4‬‬

‫ومن اآلثار السلبية األخرى على رفاهية اإلنسان المخاطر‬ ‫التعرض للخطر ورفاهية اإلنسان‬
‫الصحية التي توجد في شكل ناقالت األمراض المعتمدة‬ ‫عادة ما يتم بناء السدود في الوقت الراهن في المناطق‬
‫على المياه (على سبيل المثال البعوض والقواقع)‪ ،‬والتي‬ ‫النائية بالبلدان النامية‪ .‬ويؤدي دمج هذه المناطق النائية‬
‫تحدث بسبب التغيرات في أنظمة المياه السطحية‪ .‬ومن شأن‬ ‫في السوق العالمي من خالل مشاريع السدود إلى حدوث‬
‫ذلك أن يفاقم خطر اإلصابة بمرض المالريا واألمراض‬ ‫تحول كبير في األوضاع االجتماعية للسكان األصليين‪.‬‬
‫األخرى في العديد من المناطق االستوائية وشبه المدارية‪.‬‬ ‫ويجب األخذ بعين االعتبار اآلثار االجتماعية‪ ،‬التي قد‬
‫ويوضح الشكل ‪ 23-7‬العالقة بين المسافة من السد ووجود‬ ‫تتراوح ما بين إعادة توطين السكان المحليين إلى تكثيف‬
‫األمراض المرتبطة بالمياه في أربع قرى بالقرب من سد‬ ‫أوجه التباين االقتصادي والصراعات المحلية والدولية‬
‫باريكيز في غانا (‪ .)Tetteh and others 2004‬وفي‬ ‫(‪McCully 1996, Pearce 1992, Goldsmith and‬‬
‫قرية هياوو بيسيس (‪ ،)Hiawo Besease‬التي تبعد أكثر‬ ‫‪ .)Hildyard 1984‬ووفق ًا للتقديرات (اللجنة العالمية‬
‫من ‪ 4‬كم من السد‪ ،‬لم يسجل إال تغير طفيف للغاية في‬ ‫للسدود ‪ ،)2000‬فقد تم إجبار ما بين ‪ 40-80‬مليون‬
‫الحالة الصحية بعد بناء السد‪ .‬وذلك في الوقت الذي‬ ‫شخص على مغادرة منازلهم منذ عام ‪ 1950‬بسبب مشاريع‬
‫تدهورت فيه الحالة الصحية بعد بناء السد في الثالث قرى‬ ‫السدود الكبيرة‪ .‬ومن المحتمل أن عمليات إعادة التوطين‬
‫األخرى التي تبعد عن السد مسافة ‪ 1.5 - 1.2‬كم فقط‪.‬‬ ‫اإلجباري واالفتقار إلى مشاركة أصحاب المصلحة في‬
‫التخطيط وصنع القرار واالفتقار إلى المشاركة في فوائد‬
‫االستجابات‬ ‫المشاريع قد أدت إلى تهميش السكان المحليين ووقوعهم‬
‫في عام ‪ ،2000‬قامت اللجنة العالمية للسدود (‪)WCD‬‬ ‫ضحايا في عملية التنمية (انظر على سبيل المثال‪Akindele ،‬‬
‫ألصحاب المصالح الدوليين بتقييم فاعلية تطوير السدود‬ ‫‪ .)and Senyane 2004‬ومن المحتمل أن يتسم توزيع‬
‫الكبيرة ووضعت التوجيهات الدولية المعنية ببناء السدود‪.‬‬ ‫الفوائد التي يتم جنيها من إنشاء السدود (توليد الطاقة‬
‫وقد حدد تقريرها النهائي (اللجنة العالمية للسدود ‪)2000‬‬ ‫والزراعة المروية) بعدم اإلنصاف الشديد‪ ،‬مما يعزز من‬
‫خمس قيم رئيسية وصاغ سبع أولويات استراتيجية (انظر‬ ‫اتساع الفروق االقتصادية واالجتماعية والفقر‪.‬‬
‫الجدول ‪.)3-7‬‬
‫وقد تتزايد التوترات وتتصاعد إلى صراعات محلية ودولية‬
‫ويمثل بناء أوجه تآزر بين اهتمامات التنوع البيولوجي‬ ‫(‪ .)Bachler and others 1996‬وعلى الرغم من ندرة‬

‫‪337‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫الشكل ‪ 23-7‬الحالة الصحية للقرى األربع بالقرب من سد باريكيز في غانا‬
‫الحالة الصحية‬
‫قبل اإلنشاء‬ ‫هياوو بيسيس‬
‫(‪ 4.1‬كم)‬
‫الحالة الصحية‬
‫بعد اإلنشاء‬
‫أنينكروما‬
‫مالحظات‪ :‬تشير األرقام الموجودة بين‬ ‫(‪ 1.5‬كم)‬
‫األقواس إلى المسافة من المسطحات‪.‬‬
‫تعتمد الحالة الصحية على حجم‬
‫(الوفيات) وأهمية (عدد األشخاص‬ ‫باريكوما‬
‫المصابين) األمراض المنقولة عبر الماء‬ ‫(‪ 1.3‬كم)‬
‫مثل المالريا وفيروس التهاب الكبد‬
‫المعدي واإلسهال واألمراض الجلدية‬
‫كومي (‪ 1.2‬كم) (وبصفة خاصة الجرب) ومرض البلهارسيا‪.‬‬

‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬


‫المصدر‪Tetteh and others 2004 :‬‬

‫والشفافية المساءلة في تخطيط وتنمية السدود‪ .‬وقد وفرت‬ ‫(كما في اتفاقية التنوع البيولوجي (‪ )CBD‬واتفاقية‬
‫توصيات اللجنة العالمية للسدود (‪ )WCD‬نقطة مرجعية‬ ‫رامسار حول األراضي الرطبة واتفاقية حفظ أنواع‬
‫جديدة جديرة بالثقة بالنسبة للمنظمات غير الحكومية‬ ‫الحيوانات البرية المهاجرة) والتنمية اهتمام ًا كبيراً‪ .‬وقد تم‬
‫للتأثير على القرارات الحكومية‪ ،‬إال أنها سجلت مستويات‬ ‫إطالق مشروع السدود والتنمية الخاص ببرنامج األمم‬
‫مختلفة من النجاح‪ .‬ويمكنك إدراك قيمة التعاون بين‬ ‫المتحدة للبيئة (‪ ،)UNEP-DDP‬على سبيل المتابعة إلطار‬
‫البلدان على نحو متزايد‪ ،‬ولكن من الناحية العملية فإن ذلك‬ ‫عمل اللجنة العالمية للسدود‪ ،‬في عام ‪ .2001‬وانطالق ًا من‬
‫يتم بسبل مختلفة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬توقف مشروع سد‬ ‫إقرار مشروع السدود والتنمية الخاص ببرنامج األمم‬
‫اليسو المثير للجدل في تركيا في عام ‪ 2001‬عندما‬ ‫المتحدة للبيئة بأن الري والطاقة الكهرومائية بالنسبة‬
‫انسحبت شركات البناء األوروبية من المشروع‪ ،‬مما يشير‬ ‫للعديد من البلدان النامية ال يزاال من األولويات لإليفاء‬
‫إلى وجود قضايا اقتصادية واجتماعية عالقة وصعوبة‬ ‫باحتياجات الطاقة واألمن الغذائي‪ ،‬فهو يركز على كيفية‬
‫الوفاء بالشروط المفروضة على جهودهم لشراء ضمان‬ ‫دعم بناء وإدارة السدود بشكل مستدام‪ .‬وقد استجابت‬
‫اعتمادات تصدير بقيمة ‪ 200‬مليون دوالر أمريكي من‬ ‫البلدان على المستوى المحلي ودون اإلقليمي من خالل‬
‫الحكومة البريطانية‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬سار البنك‬ ‫القبول المتزايد لعمليات تقييم األثر البيئي واالجتماعي‬
‫الدولي وبنك التنمية األفريقي قدم ًا في مشروع سد‬ ‫لمشاريع السدود الكبيرة قبل اإلنشاء (‪Calcagno‬‬
‫بوجاجالي المثير للجدول في أوغندا بتكلفة ‪ 520‬مليون‬ ‫‪ .)2004‬وقد أتاح االتجاه نحو اإلدارة المشتركة لألنهار‪،‬‬
‫دوالر أمريكي على الرغم من معارضة المنظمات غير‬ ‫الذي أقر في اتفاقية األمم المتحدة لعام ‪ 1997‬بشأن‬
‫الحكومية القوية عبر الحدود واالنسحاب المبكر من‬ ‫استخدام المجاري المائية الدولية في األغراض غير‬
‫المشروع من قبل هيئات التمويل الثنائية في المملكة‬ ‫المالحية‪ ،‬فرص ًا جديدة لمواجهة هذه المخاوف‪.‬‬
‫المتحدة وفرنسا وألمانيا والسويد والواليات المتحدة‬
‫(شبكة موارد المراسلين الدوليين ‪.)2006‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تتسم فاعلية هذه اإلجراءات بالخلط‪ .‬ففي بعض‬
‫األماكن‪ ،‬هناك دليل َبيّن على وجود تغير مستمر في‬
‫وتتعامل العديد من مبادرات السياسات الدولية ذات الصلة‬ ‫توقعات أصحاب المصالح فيما يتعلق بالمشاركة‬

‫الجدول ‪ 3-7‬بعض نتائج بحث اللجنة العالمية للسدود‬

‫تمت صياغة سبع أولويات استراتيجية‬ ‫تم تحديد خمس قيم أساسية‬

‫الحصول على قبول العامة‬ ‫ ‬


‫‪n‬‬ ‫اإلنصاف‬ ‫‪ n‬‬

‫التقييم الشامل للخيارات‬ ‫ ‬


‫‪n‬‬ ‫الكفاءة‬ ‫‪ n‬‬

‫االهتمام بالسدود القائمة‬ ‫ ‬


‫‪n‬‬ ‫‪ n‬المشاركة في صنع القرار‬
‫ ‬
‫المحافظة على استدامة األنهار وسبل العيش‬ ‫ ‬
‫‪n‬‬ ‫االستدامة‬ ‫‪ n‬‬

‫االعتراف باالستحقاقات‪ ،‬وتقاسم المنافع‬ ‫‪ n‬‬ ‫المسئولية‬ ‫‪ n‬‬

‫ضمان االلتزام‬ ‫ ‬
‫‪n‬‬

‫تقاسم األنهار من أجل السالم والتنمية واألمن‬ ‫‪ n‬‬

‫المصدر‪ :‬اللجنة العالمية للسدود ‪2000‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪338‬‬


‫الحتياجات األسر واإلنتاج الزراعي‪ .‬وينبغي إيالء‬ ‫مع مشاكل الطلب على المياه الذي تم تلبيته بشكل غير‬
‫المزيد من العناية للجوانب المتعلقة بعملية التوزيع؛‬ ‫كاف وغير منصف (انظر الفصل ‪ .)6‬وأحد الجوانب‬
‫‪ n‬زيادة فرص المشاركة المحلية األكثر فاعلية في إدارة‬ ‫الهامة من الهدف اإلنمائي لأللفية ‪ 7‬المعني بضمان‬
‫األحواض والمساقط المائية‪ ،‬حيث قد تتعارض‬ ‫االستدامة البيئية هو "خفض نسبة السكان الذين ال‬
‫الحقوق والقيم المحلية مع تلك التي تتطلبها الدولة‪ .‬وهذا‬ ‫يتمتعون بالوصول المستدام لمياه الشرب اآلمنة بمقدار‬
‫يتطلب توفر مؤسسات داعمة وشمولية‪ ،‬وعمليات حوكمة؛‬ ‫النصف‪ ".‬وتدعو خطة التطبيق لتبني أحد المنهجيات من‬
‫‪ n‬قد تحل التجارة‪ ،‬بما في ذلك استيراد "المياه االفتراضية"‬ ‫أجل "تطوير تكنولوجيات وممارسات ميسورة التكلفة‬
‫عن طريق عمليات استيراد المواد الغذائية‪ ،‬محل‬ ‫ومقبولة من الناحية الثقافية واالجتماعية‪ ".‬ويمكن الوفاء‬
‫استهالك مياه الري في المناطق القاحلة؛‬ ‫بهذه االحتياجات‪ ،‬وفق ًا لما تطرحه الرؤية العالمية للمياه‬
‫‪ n‬يمكن لتحسين اإلدارة التعاونية ألحواض المياه أن‬ ‫(مجلس المياه العالمي ‪ ،)2000‬من خالل الخلط بين‬
‫يزيد من فرص التنمية‪ ،‬ويقلل من احتمال نشوب‬ ‫إنشاء السدود الكبيرة والصغيرة وتعويض المياه الجوفية‬
‫صراعات‪ .‬ويتيح تطوير مؤسسات أحواض األنهار عبر‬ ‫واستخدام التقنيات التقليدية صغيرة النطاق لتخزين المياه‬
‫الحدود فرص ًا هامة للبناء على الترابط البيئي لتعزيز‬ ‫وتجميع مياه األمطار‪ ،‬وكذلك تخزين المياه في األراضي‬
‫التعاون والمساهمة في منع الصراعات‪ .‬ويمثل بروتوكول‬ ‫الرطبة (انظر اإلطار ‪.)15-7‬‬
‫الجماعة اإلنمائية للجنوب األفريقي لعام ‪ 2000‬بشأن‬
‫المياه ومبادرة حوض النيل (‪ )NBI‬وهيئة حوض النيجر‬ ‫ومن الواضح أن المنهجيات التكنولوجية غير المتوافقة‬
‫(‪ )NBA‬أمثلة جيدة في أفريقيا للسكان القاطنين على‬ ‫والموجهة لإلمدادات بشكل رئيسي سوف تفشل في تحقيق‬
‫ضفاف األنهار وأصحاب المصالح الذي وضعوا رؤى‬ ‫فوائد التنمية المرجوة على المدى المتوسط‪.‬‬
‫مشتركة للمياه والتنمية‪ ،‬في الوقت الذي تم فيه دمج‬
‫المعايير القانونية الدولية‪ ،‬مثل اإلخطار المسبق وعدم‬ ‫ويمكن إلدارة المياه جيدة التخطيط خفض التعرض للخطر‬
‫التسبب في حدوث أضرار جسيمة؛ و‬ ‫والمساهمة في التنمية‪ .‬ويتوفر عدد من الخيارات (انظر‬
‫‪ n‬يمكن لالستثمار في القدرات المحلية وتوظيف‬ ‫الفصل ‪:)4‬‬
‫التكنولوجيات البديلة تحسين الوصول إلى المياه‬ ‫‪ n‬تحسين الوصول إلى المياه بوصفها أصل ضروري‬

‫اإلطار ‪ 15 - 7‬إبدال المسقط المائي الصغير بمشاريع المياه واسعة النطاق‬

‫زراعة أشجار الزيتون في المناطق الجافة‪ ،‬مع المحافظة على التربة بل‬ ‫هناك ثمة بديل واعد للخزانات الكبيرة للري هو إدارة مساقط مياه األمطار‬
‫وتحسينها‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن كفاءة السيطرة الفعالة على تدفقات الرواسب‬ ‫الصغيرة‪ ،‬التي تستخدم المياه السطحية الطبيعية مباشرة‪ ،‬وبطريقة ال‬
‫تقلل من خطر الفيضانات في اتجاه األنهار‪.‬‬ ‫مركزية‪ .‬ويتكون أحد األمثلة الجيدة ألسلوب جمع المياه المستخدم في تونس‬
‫من المصاطب القديمة‪ ،‬وآبار التغذية "الجسور"‪ .‬وتتيح هذه األساليب الالمركزية‬

‫المصدر‪Schiettecatte 2005 :‬‬

‫عمل المصاطب التقليدية لتجميع المياه والتحكم في التدفق البري قرب تطاوين في جنوب تونس‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Mirjam Schomaker :‬‬

‫‪339‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫وتجري معظم هذه التنمية في السهول الفيضية المنخفضة‬ ‫ال هام ًا‬
‫واستخدامها‪ .‬وتمثل هذه االستراتجية سبي ً‬
‫ودلتا األنهار ومصبات األنهار المعرضة بشكل كبير‬ ‫لتعزيز القدرة على المواجهة وضمان األخذ بعين‬
‫للمخاطر الساحلية‪ ،‬مثل العواصف واألعاصير وموجات‬ ‫االعتبار نطاق أكبر من البدائل بد ًال من االقتصار على‬
‫المد البحري وموجات تسونامي والفيضانات‪ .‬ففي العديد‬ ‫الحلول التقليدية واسعة النطاق (انظر اإلطار ‪.)15-7‬‬
‫من المدن‪ ،‬تجري إعادة التقسيم الرئيسية لمناطق‬
‫الواجهات المائية الصناعية السابقة في مواقع معرضة‬ ‫التحويل السريع للحواف الساحلية إلى مناطق حضرية‬
‫للفيضانات للتكيف مع الطلب الهائل على اإلسكان‪ .‬ومن‬ ‫يزيد التحضر السريع العشوائي في المناطق الساحلية‬
‫أمثلة ذلك بروكلين وكوينز في نيويورك (‪Solecki and‬‬ ‫الحساسة غالب ًا من الناحية اإليكولوجية من خطر التعرض‬
‫‪ )Leichenko 2006‬وﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺘﺎﻳﻤﺰ‪ ،‬ممر يبلغ طوله ‪60‬‬ ‫للمخاطر الساحلية وآثار التغير المناخي‪ .‬وقد واجهت العديد‬
‫كم على طول نهر التايمز بين لندن ومصب التايمز والذي‬ ‫من المناطق الساحلية في العالم‪ ،‬في العقود المتأخرة‪،‬‬
‫يمر في الوقت الراهن بمرحلة تجديد حضري كبير‪.‬‬ ‫تغيرات بيئية واجتماعية‪-‬اقتصادية كبيرة وأحيان ًا شديدة‬
‫السرعة‪ .‬وقد أدت القدرات الفنية والبشرية والمؤسساتية‬
‫وقد أدى التخطيط الحضري الضعيف والتنمية غير‬ ‫المحدودة إلى خلق آثار مخاطر قاسية وأعاقت قدرة العديد‬
‫المالئمة في المواقع الساحلية األكثر عرضة للخطر‪،‬‬ ‫من المجتمعات الساحلية‪ ،‬ال سيما تلك التي تقع في العالم‬
‫باإلضافة إلى النمو السكاني السريع وارتفاع مستوى‬ ‫النامي‪ ،‬على التكيف مع الظروف المتغيرة‪.‬‬
‫البحر وآثار التغير المناخي األخرى‪ ،‬إلى حدوث زيادة‬
‫كبيرة في اآلثار االجتماعية‪-‬االقتصادية الناشئة عن‬ ‫الصلة العالمية‬
‫المخاطر الساحلية‪ .‬وتشير مجموعة البيانات العالمية‬ ‫شهد العديد من المناطق الساحلية في العالم تركز متزايد‬
‫الخاصة بقاعدة بيانات الكوارث الدولية ‪ EM-DAT‬المتعلقة‬ ‫وسريع للسكان واألنشطة االجتماعية ‪ -‬االقتصادية‬
‫باألحداث الشديدة (انظر الشكل ‪ )7.25‬إلى زيادة‬ ‫(‪Bijlsma and others 1996, WCC’93 1994, Sachs‬‬
‫الخسائر االقتصادية السنوية الناجمة عن األحداث‬ ‫‪.)and others 2001, Small and Nicholls 2003‬‬
‫الشديدة عما كان عليه الحال في الخمسينيات إلى‬ ‫حيث بلغ متوسط الكثافة السكانية في المناطق الساحلية‬
‫التسعينيات بعشرة أضعاف‪ .‬وكانت الفيضانات في الحقبة‬ ‫اآلن ضعفي المتوسط العالمي (برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫الممتدة من ‪ 1992‬و‪ 2001‬هي أكثر الكوارث الطبيعية‬ ‫‪2005‬د)‪ .‬فعلى مستوى العالم‪ ،‬يعيش أكثر من ‪100‬‬
‫حدوثاً‪ ،‬حيث أودت بحياة ‪ 100000‬شخص تقريب ًا وأثرت‬ ‫مليون شخص في مناطق ال يتجاوز ارتفاعها عن مستوى‬
‫على أكثر من ‪ 1.2‬بليون شخص‪ .‬وقد وثق ميونخ ري‬ ‫سطح البحر إال بمقدار ‪ 1‬م (‪Douglas and Peltier‬‬
‫(‪ )2004a‬تركيز ًا متزايد ًا من إمكانية وجود خسائر ناجمة‬ ‫‪ .)2002‬ومن أصل ‪ 33‬مدينة كبرى في العالم‪ ،‬يوجد ‪26‬‬
‫عن المخاطر الطبيعية في المدن الكبرى‪ .‬ولم يكن هناك‬ ‫مدينة في البلدان النامية و‪ 21‬في المناطق الساحلية‬
‫تأمين إال على نسبة صغيرة من هذه الخسائر‪.‬‬ ‫(‪ .)Klein and others 2003‬يوضح الشكل ‪7.24‬‬
‫سكان السواحل وتدهور خط الشاطئ‪.‬‬

‫الشكل ‪ 24-7‬سكان السواحل وتدهور خط الشاطئ‬


‫السكان الذين يعيشون في‬
‫نطاق ‪ 100‬كم من الساحل‬
‫ال شيء‬
‫أقل من ‪%30‬‬
‫من ‪ 30‬إلى ‪%70‬‬
‫أكثر من ‪%70‬‬

‫خط الساحل‬
‫األكثر تغيرا ً‬
‫المتغير‬
‫األقل تغيرا ً‬

‫المدن الساحلية المختارة‬


‫التي يزيد سكانها على‬
‫‪ 1‬مليون نسمة‬
‫المصدر‪ :‬مأخوذة من برنامج األمم المتحدة‬
‫للبيئة ‪ ،2002b‬بنا ًء على بيرك وآخرون ‪،2001‬‬
‫هاريسون وبيرس ‪2001‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪340‬‬


‫أخرى‪ ،‬بما في ذلك تطوير البنية التحتية وتنمية الزراعية‬ ‫ويُتوقع أن يفاقم التغير البيئي تعرض العديد من المناطق‬
‫المائية وإنتاج األرز والملح (انظر الفصل ‪ .)4‬ويؤثر هذا‬ ‫الحضرية الساحلية للمخاطر الطبيعية الناجمة عن ارتفاع‬
‫سلب ًا على حالة ووظيفة النظم اإليكولوجية وقدرتها على‬ ‫مستويات البحار والتآكل المتزايد والملوحة وتدهور األراضي‬
‫توفير خدمات النظم اإليكولوجية‪ .‬وقد وجدت أحد تقييمات‬ ‫الرطبة واألراضي الساحلية المنخفضة (‪Bijlsma and‬‬
‫حالة أشجار المانجروف االستوائي في العالم وفق ًا لمنظمة‬ ‫‪ .)others 1996, Nicholls 2002, IPCC 2007‬كما‬
‫األغذية العالمية الفاو (‪ )2003a‬أن مساحتها قد تقلصت‬ ‫أن هناك مخاوف من أن التغير المناخي قد يزيد‪ ،‬في بعض‬
‫بنسبة ‪ 25‬في المائة منذ عام ‪( 1980‬انظر الفصلين ‪ 4‬و ‪.)5‬‬ ‫المناطق‪ ،‬من شدة وتكرار العواصف واألعاصير الساحلية‬
‫(‪ ،)Emanuel 1988‬ولكن ال يوجد إجماع علمي على‬
‫التعرض للخطر ورفاهية اإلنسان‬ ‫هذه الرؤية (‪Henderson-Sellers and others‬‬
‫تتضح العالقة بين زيادة التحضر والضعف المتزايد‬ ‫‪ .)1998, Knutson and others 1998‬فقد قدر‬
‫الناجم عن المخاطر البيئية إلى حد كبير‪ ،‬ولكنها ليست‬ ‫نيكولس (‪ )2006‬في أحد التقارير العالمية األخيرة المتعلقة‬
‫مقصورة (انظر الجدول ‪ )16-7‬على البلدان النامية بسبب‪،‬‬ ‫بنوبات العواصف أن عدد السكان الذين كانوا يعيشون في‬
‫إلى حد كبير‪ ،‬الهجرة الريفية إلى الحضر (‪Bulatao-Jayme‬‬ ‫مناطق معرضة لخطر الفيضانات الناجمة عن نوبات العواصف‬
‫‪and others 1982, Cuny 1983, Mitchell 1988,‬‬ ‫بلغ ‪ 200‬مليون نسمة في عام ‪ .1990‬وقد اعتبرت كل من‬
‫‪Mitchell 1999, Smith 1992, Alexander 1993,‬‬ ‫منطقة بحر الشمال وخليج البنغال وشرق آسيا من البؤر‬
‫‪ .)Bakhit 1994, Zoleta-Nantes 2002‬وغالب ًا ما‬ ‫الساخنة الجديرة بالمالحظة‪ ،‬ولكن هناك أيض ًا مناطق‬
‫يؤثر هذا على المدن التي تواجه قيود ًا شديدة على قدراتها‬ ‫أخرى عرضة لنوبات العواصف مثل البحر الكاريبي‬
‫الفنية والمالية والبشرية والمؤسساتية لوضع منهجيات‬ ‫وأجزاء من أمريكا الشمالية وأفريقيا الشرقية وجنوب‬
‫متكاملة للتخطيط الحضري‪ .‬ونتيجة لالفتقار إلى خيارات‬ ‫شرق آسيا ودول المحيط الهادئ (‪.)Nicholls 2006‬‬
‫اإلسكان ميسور التكلفة‪ ،‬يتجه المهاجرون الفقراء إلى‬
‫العيش في مستوطنات غير قانونية‪ ،‬وغالب ًا ما توجد هذه‬ ‫وتتسبب التنمية المتزايدة في المناطق الساحلية في تجزئة‬
‫المستوطنات في مناطق أكثر خطر ًا وغير مرغوب فيها إلى‬ ‫النظم اإليكولوجية الساحلية والتحول إلى استخدامات‬

‫الشكل ‪ 25-7‬الخسائر اإلجمالية والخسائر المؤمنة نتيجة المخاطر الطبيعية‬


‫مليار دوالر‬
‫‬
‫الخسائر اإلجمالية‬
‫(قيم عام ‪)2006‬‬
‫‬ ‫الخسائر المؤمنة‬
‫(قيم عام ‪)2006‬‬
‫الخسائر اإلجمالية‬
‫‬ ‫لالتجاهات‬
‫الخسائر المؤمنة‬
‫لالتجاهات‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المصدر‪Munich Re 2006 :‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‪341‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫العقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية (‪ )IDNDR‬إلى‬ ‫حد بعيد في المدينة‪ .‬ووفق ًا لألمم المتحدة ‪ -‬الموئل‬
‫االستراتيجية الدولية للحد من الكوارث (‪ )ISDR‬وإلى إطار‬ ‫(‪ ،)2004‬فإن أكثر من ‪ 750‬مليون نسمة من أصل أكثر‬
‫عمل هيوجو (انظر اإلطار ‪ ،)14-7‬ما زال المجتمع المعني‬ ‫من ‪ 1‬بليون شخص فقير يعيشون في مناطق حضرية‪،‬‬
‫بالحد من أخطار الكوارث يدعو إلى تجديد االلتزام وتكامل‬ ‫دون توفر المأوى المالئم والخدمات األساسية‪ .‬وتقيد‬
‫جهود الحد من أخطار الكوارث‪ ،‬مع السعي إلى تحقيق‬ ‫ظروف المعيشة غير اآلمنة واالفتقار إلى تأمين سبل‬
‫التنمية المستدامة باعتبارها هدف ًا استراتيجياً‪.‬‬ ‫العيش والوصول إلى الموارد والشبكات االجتماعية‬
‫واإلقصاء من عمليات صنع القرارات من قدرة الفقراء‬
‫يدعو إطار عمل هيوجو إلى دمج عمليات تقييم أخطار‬ ‫الذين يعيشون في الحضر على التكيف مع مجموعة‬
‫الكوارث في التخطيط الحضري وإدارة المستوطنات‬ ‫المخاطر‪.‬‬
‫البشرية المعرضة للكوارث‪ .‬وهو يمنح األولوية لمسائل‬
‫اإلسكان غير الرسمي أو غير الدائم وموقع المساكن في‬ ‫وتتفاوت تقديرات عدد السكان اإلضافيين المعرضين‬
‫المناطق المعرضة ألخطار شديدة‪ .‬وهذا يعكس تقدير‬ ‫لخطر الفيضانات الساحلية في المستقبل تفاوت ًا كبيراً‪،‬‬
‫االستراتيجية الدولية للحد من الكوارث (‪ISDR (2002‬‬ ‫ولكنها تشير جميع ًا إلى وجود زيادة كبيرة‪ .‬على سبيل‬
‫بأن ‪ 70-60‬في المائة من أعمال التحضر التي تمت في‬ ‫المثال‪ ،‬يقدّر نيكولس (‪ )2006‬أن عدد األشخاص الذين‬
‫التسعينيات كانت بدون تخطيط‪ .‬ومن نتائج إطار العمل‬ ‫يعيشون في مناطق معرضة لخطر الفيضانات الناجمة عن‬
‫هذا أن بعض المنظمات الدولية مثل اليونسكو قد راجعت‬ ‫نوبات العواصف سوف يزيد بنسبة ‪ 50‬في المائة تقريب ًا‬
‫أنشطتها الحالية فيما يتعلق باإلجراءات المقترحة للحد من‬ ‫(أو ‪ 290‬مليون شخص) بحلول عشرينيات القرن الواحد‬
‫أخطار الكوارث‪.‬‬ ‫والعشرين بالمقارنة مع عام ‪ ،1990‬في حين يقدر باري‬
‫وآخرون (‪ )2001‬أنه ستكون هناك زيادة تقدر بـ ‪30‬‬
‫معظم تحديات التحضر ما زالت تمثل نتيج ًة لغياب‬ ‫مليون شخص تقريب ًا معرضين لخطر الفيضانات الساحلية‬
‫التخطيط الحضري والبيئي المتكامل‪ .‬وال تنفذ في العادة‬ ‫بسبب التغير المناخي بحلول خمسينيات القرن الواحد‬
‫السياسات الداعية إلى أنماط تحضر أكثر استدامة‪ .‬وتعد‬ ‫والعشرين و‪ 85‬مليون شخص إضافي بحلول ثمانينيات‬
‫امتيازات الربح االقتصادي قصيرة النظر وضعف‬ ‫القرن الواحد والعشرين‪.‬‬
‫المؤسسات والفساد أهم العوامل التي تؤدي إلى انتشار‬
‫"إغفاالت" و"استثناءات" التخطيط واألشكال األخرى من‬ ‫االستجابة‬
‫التنمية غير المالئمة في المناطق الحضرية‪.‬‬ ‫في العقود األخيرة‪ ،‬خاصة منذ التسعينيات من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬أدت الزيادة الرهيبة في الخسائر والمعاناة‬
‫تهدف شبكات معينة مثل شبكة تحليل األخطار الحضرية‬ ‫الناجمة عن الكوارث الطبيعية إلى طرح مسألة الحد من‬
‫اإلفريقية (‪ )AURAN‬إلى دمج الحد من أخطار الكوارث‬ ‫أخطار الكوارث بشدة على جدول األعمال السياسي‪ .‬ومن‬
‫في إدارة التخطيط والحوكمة الحضرية في أفريقيا‪ .‬وهنا‬
‫تتلقى أبحاث العمل المعتمد على المجتمع الدعم الالزم‪.‬‬
‫اإلطار ‪ 16-7‬تزايد التعرض لخطر الكوارث في المناطق الحضرية‪ :‬فيضان نيو أورليانز في ‪2005‬‬
‫وتعمل مشروعات مثل "االشتراك في أنشطة رفع مستوى‬
‫الوعي وعمليات المسح لألسر حول التصورات المحلية‬ ‫تم بحث سيناريو إعصار كبير يضرب ساحل الخليج األمريكي والتدرب عليه بشكل شامل بين العلماء ومديري الطوارئ‪ .‬وقال‬
‫لخطر الفيضانات في األقاليم المعرضة للفيضانات في‬ ‫العديد منهم بأن نيو أورليانز "كارثة على وشك الحدوث"‪ .‬كان هناك فقد هائل للمستنقعات الساحلية المالحة في ساحل‬
‫الخليج‪ ،‬ال سيما في دلتا نهر المسيسيبي‪ ،‬مع تقديرات تصل إلى ‪ 100‬كيلو متر مربع في العام‪ .‬وهذا يعني أن العديد من‬
‫سانت لويس بالسنغال" على الحد من التعرض لألخطار‬ ‫المناطق الحضرية كانت تتعرض بصورة متزايدة لمستويات رياح ومياه وأمواج مرتفعة‪ .‬وكانت هناك مخاطر متزايدة‬
‫للفيضانات كنتيجة لمجموعة أسباب هي هبوط األرض الناجم عن الصرف الصحي والضغط على التربة‪ ،‬وحوالي ‪ 80‬في‬
‫محلي ًا وعلى وضع قاعدة معلومات قابلة لالنتقال من أجل‬ ‫المائة من المدينة تقع تحت مستوى سطح البحر‪ .‬كما كان هناك فقدان سريع للترسبات من المستنقعات المالحة والجزر‬
‫تناول حاالت أخرى‪.‬‬ ‫الحدودية‪ ،‬وتعديل للممرات المائية‪ ،‬وارتفاع لمستوى سطح البحر‪.‬‬

‫في حين أن جميع هذه العوامل قد زادت تدريجيا ً من خطر اإلعصار على المدينة على مدى العقود األخيرة‪ ،‬فإن الفشل الذريع‬
‫ويزداد إدراك العلم ألهمية إدارة الموارد المستدامة والتنوع‬ ‫للبنية التحتية المنشأة للحماية من الفيضانات في مواجهة إعصار كاترينا في عام ‪ ،2005‬إلى جانب الضعف االجتماعي‬
‫والمؤسسي الشديد هو الذي ساهم في أكبر كارثة طبيعية في تاريخ الواليات المتحدة الحديث‪ .‬يبين كاتر وزمالؤه (‪ )2006‬أن‬
‫البيولوجي من أجل تحقيق المرونة اإليكولوجية وتوفير أمن‬ ‫هناك أنماطا ً واضحة من الخسائر المتعلقة بنقص الوصول إلى الموارد والحرمان االجتماعي‪.‬‬
‫سبل المعيشة في مواجهة الصدمات البيئية الشديدة (‪Adger‬‬
‫يقدر أن ‪ 21.4‬في المائة من سكان المدينة لم يلتفتوا إلى رسائل اإلخالء؛ لعدم امتالكهم لوسائل الهرب‪ .‬وبما أن اإلعصار‬
‫‪ .)and others 2005‬على سبيل المثال‪ ،‬العواقب الضارة‬ ‫ضرب المدينة قبل مدفوعات الرعاية االجتماعية في نهاية الشهر‪ ،‬كان كثير من الفقراء يعوزهم المال‪ .‬وبالرغم من الوعي‬
‫لغياب النظم اإليكولوجية الساحلية وقدرتها على صد المخاطر‬ ‫المتزايد بشأن التعرض المادي المتزايد لألخطار الساحلية‪ ،‬إال أنه تم إلى حد كبير تجاهل التعرض للخطر الناشئ اجتماعيا ً‪.‬‬
‫وكان هذا أمرا ً حقيقيا ً لنيو أورليانز‪ ،‬وهذه هي الحالة بالنسبة ألماكن أخرى كثيرة‪ .‬وهي تنشأ جزئيا ً على األقل من صعوبة‬
‫الطبيعية قد تجلت بوضوح مؤخر ًا في إعصار تسونامي‬ ‫قياس وتحديد حجم العوامل التي تسهم في التعرض للخطر اجتماعيا ً‪.‬‬
‫الذي ضرب المحيط الهندي في عام ‪Liu and( 2004‬‬ ‫المصادر‪America’s Wetland 2005, Blumenthal 2005, Cutter 2005, Cutter and others 2006, Fischetti 2001, Travis 2005 :‬‬
‫‪others 2005, Miller and others 2005، Solecki‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪342‬‬


‫يمكن أن تساعد الهندسة الخضراء على‬ ‫المتعددة المتعلقة بالتحضر الساحلي السريع‬ ‫‪ )and Leichenko 2006‬وكذلك في آثار اإلعصار‬
‫حماية خطوط السواحل باستخدام شجر‬
‫وخيارات االستجابة الممكنة؛‬ ‫كاترينا في نيو أورلينز (انظر اإلطار ‪.)16-7‬‬
‫القرم‪.‬‬

‫شارك بالصور‪BIOS- Auteurs Gunther :‬‬


‫‪ n‬توفير المزيد من الفرص للمشاركة المحلية في التنمية‬
‫‪Michel/Still Pictures‬‬ ‫الحضرية‪ .‬يتمثل التحدي الذي يواجه التطوير المؤسسي‬ ‫ونادر ًا ما يتم تعزيز اإلجراءات البيئية التي تحد من‬
‫في القدرة على االستجابة للتغيير‪ .‬ومن سبل تحقيق‬ ‫التعرض للخطر في استراتيجيات الحد من الكوارث‪ ،‬وال‬
‫ذلك التركيز على العمليات التي يقوم من خاللها‬ ‫تنتهز العديد من فرص حماية البيئة والحد من أخطار‬
‫المستخدمون المحليون بفعالية بـ "صناعة وصياغة"‬ ‫الكوارث‪ .‬وتمثل اإلدارة المتكاملة للمناطق الساحلية‬
‫نظم الحقوق واإلدارة واالستخدام التي تعتمد عليها‬ ‫(‪ )ICZM‬وحتى اإلدارة المتكاملة للمناطق الساحلية‬
‫سبل عيشهم (‪.)Cornwall and Gaventa 2001‬‬ ‫وأحواض األنهار (‪ )ICARM‬التي ظهرت بعد ذلك أدوات‬
‫وتعد مشاركة المرأة عنصر ًا مهم ًا للغاية في هذه‬ ‫مهمة في إصالح االستخدامات المتعددة للموارد الساحلية‬
‫المنهجيات (‪ )Jones 2006‬و‬ ‫وتعزيز المرونة اإليكولوجية‪ .‬وهي تقدم إطار عمل مؤسسي‬
‫‪ n‬من شأن الهندسة المعنية بالحفاظ على البيئة أن‬ ‫لتنفيذ وتفعيل ورصد وتقييم السياسات الالزمة لحماية‬
‫تساعد في حماية الخطوط الساحلية باستخدام شجر‬ ‫واستعادة النظم اإليكولوجية الساحلية وإضفاء المزيد من‬
‫القرم االستوائي والشعب المرجانية‪ .‬ويساعد ذلك على‬ ‫القيمة على السلع والخدمات (القيم الثقافية والحماية‬
‫الحفاظ على الغابات وحماية التربة لتجنب المخاطر‬ ‫الطبيعية للمناطق الساحلية واالستجمام والسياحة‬
‫التي تفرضها االنزالقات األرضية والفيضانات‬ ‫والمصائد السمكية) التي يقدمونها‪ .‬هناك فرص مهمة للحد‬
‫والجفاف وموجات تسونامي‪.‬‬ ‫من التعرض لألخطار‪:‬‬
‫‪ n‬دمج استراتيجيات الحد من األخطار والتكيف في‬
‫التحديات التي تفرضها أنماط التعرض للخطر‬ ‫سياسات التنمية القطاعية الحالية في مجاالت مثل‬
‫توضح األنماط السبعة للتعرض للخطر كيف تؤثر التغيرات‬ ‫اإلدارة المتكاملة للمناطق الساحلية والتخطيط الحضري‬
‫البيئية وغير البيئية على رفاهية اإلنسان‪ .‬فبعض أنظمة‬ ‫وتخطيط الرعاية الصحية والحد من الفقر وتقييم األثر‬
‫اإلنسان‪-‬البيئة المختلفة تشترك في كل أنحاء العالم في‬ ‫البيئي وإدارة الموارد الطبيعية (‪Sperling and‬‬
‫بعض الظروف التي تؤدي إلى التعرض للخطر‪ .‬وتعكس‬ ‫‪ ،Szekely 2005‬مجموعة عمل المهام الخاصة‬
‫األنماط المختلفة مظاهر التعرض للخطر من خالل مجموعة‬ ‫المشتركة بين الهيئات بشأن التغير المناخي والحد‬
‫كاملة من السياقات الجغرافية واالقتصادية‪ :‬البلدان النامية‬ ‫من الكوارث ‪ :2004‬المهام الخاصة بشأن التغير‬
‫والصناعية والبلدان ذات االقتصاديات التي تمر بطور‬ ‫المناخي‪ ،‬المجتمعات العرضة للخطر والتكيف ‪،2003‬‬
‫انتقالي‪ .‬ويسمح هذا األمر بوضع مواقف معينة في سياق‬ ‫‪،)Thomalla and others 2006‬‬
‫أوسع وتوفير المنظورات اإلقليمية وتوضيح العالقات‬ ‫‪ n‬تعزيز التعليم ورفع مستوى الوعي للتعامل مع األخطار‬

‫‪343‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫سهولة الوصول إلى شبكات الدعم االجتماعي وغيرها‬ ‫المهمة التي تربط بين المناطق وبقية أنحاء العالم‪ ،‬وكذلك‬
‫من الموارد‪.‬‬ ‫الفرص الممكنة لمواجهة التحديات بطريقة أكثر‬
‫‪ n‬من أجل استخدام نتائج أبحاث التعرض للخطر‬ ‫استراتيجية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يوضح تحليل النماذج‬
‫استخدام ًا ناجحاً‪ ،‬يجب على ساحة السياسات أن‬ ‫األصلية نتائج األبحاث األخرى المعنية بالتعرض للخطر‪:‬‬
‫تدرك أن التعرض للخطر ينشأ عن عوامل اإلجهاد‬ ‫‪ n‬إن األبحاث التي تجرى على الهياكل السببية الكامنة‬
‫المتعددة‪ ،‬التي تتسم بالفاعلية حسب المكان والوقت‪.‬‬ ‫وراء تعرض اإلنسان لخطر التغير البيئي تقر بشكل‬
‫فإذا تم الحد من التعرض للخطر حتى يصل إلى‬ ‫متزايد أن التعرض للخطر ينشأ بسبب التفاعالت‬
‫مؤشر ثابت‪ ،‬فسيزول بمرور الوقت الثراء والتعقيد‬ ‫المعقدة بين العمليات االجتماعية‪-‬السياسية واإليكولوجية‬
‫اللذين تتسم بهما العمليات التي تؤدي إلى إيجاد‬ ‫والخاصة بالفيزياء الحيوية التي تجري في مناطق‬
‫التعرض للخطر واستمراره‪.‬‬ ‫مختلفة وفي أوقات متباينة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى آثار‬
‫‪ n‬كما يساعد تحليل أنماط التعرض للخطر على التعرف‬ ‫شديدة التباين بين المناطق (‪)Hewitt 1997‬‬
‫على عدد من الفرص التي تسهم في الحد من التعرض‬ ‫والمجموعات االجتماعية (‪Flynn and others 1994,‬‬
‫للخطر وتحسين رفاهية اإلنسان‪ .‬وانتهاز هذه الفرص‬ ‫‪ )Cutter 1995، Fordham 1999‬واألفراد‪.‬‬
‫يعمل كذلك على دعم تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬ ‫‪ n‬تؤثر األخطار البيئية على مجموعة كبيرة من األنشطة‬
‫(‪ ،)MDGs‬ويقدم الجدول ‪ 4-7‬أمثل ًة لذلك‪ ،‬ويوضح‬ ‫والعمليات الطبيعية واالقتصادية والسياسية‬
‫ال دون تحقيق‬ ‫أيض ًا كيف يقف التعرض للخطر حائ ً‬ ‫واالجتماعية‪ .‬لذا يجب دمج الحد من التعرض للخطر‬
‫هذه األهداف‪.‬‬ ‫كهدف استراتيجي في تخطيط التنمية العام في العديد‬
‫من القطاعات‪ ،‬ومنها التعليم والصحة والتنمية‬
‫فرص الحد من التعرض للخطر‬ ‫االقتصادية والحوكمة‪ .‬ويؤدي الحد من التعرض‬
‫يمكن أن يستخدم واضعو السياسات تحليل التعرض‬ ‫للخطر في منطقة ما في الغالب إلى زيادة التعرض‬
‫للخطر الستهداف سياسات لفئات أكثر احتياج ًا إليها‪.‬‬ ‫لألخطار في مناطق بعيدة أو نقلها إلى المستقبل‪ ،‬وهو‬
‫ويساعد تحليل التعرض للخطر على فحص حساسية نظام‬ ‫األمر الذي يجب وضعه في الحسبان‪.‬‬
‫البيئة‪-‬اإلنسان (مثل مساقط المياه‪ ،‬أو مدينة ساحلية)‬ ‫‪ n‬من شأن التغير البيئي أن يزيد من حدة الصراعات‪.‬‬
‫لمختلف التغيرات االجتماعية والبيئية‪ ،‬وقدرته على التكيف‬ ‫ولكن التغير البيئي الذي يخضع لإلدارة (مثل الحماية‬
‫والمالءمة مع هذه التغيرات أو استيعابها‪ .‬ولذلك تتضمن‬ ‫والتعاون) من شأنه أيض ًا أن يقدم مساهمات ملموسة‬
‫تقييمات التعرض للخطر االنتباه إلى التعرض والحساسية‬ ‫في منع نشوب صراعات ومنع تفاقمها وإعادة اإلعمار‬
‫والمرونة مع الضغوط المتعددة‪ .‬تراعي التقييمات الدرجة‬ ‫بعد الصراع (‪Conca and Dabelko 2002,‬‬
‫التي يتأثر بها النظام بضغوط خاصة (التعرض)‪ ،‬والدرجة‬ ‫‪.)Haavisto 2005‬‬
‫التي تؤثر بها مجموعة من الضغوط على النظام‬ ‫‪ n‬التعرض البشري وتأمين سبل العيش هما أمران‬
‫(الحساسية)‪ ،‬وقدرة النظام على المقاومة أو على التعافي‬ ‫مرتبطان ارتباط ًا وثيق ًا بالتنوع البيولوجي ومرونة‬
‫من الضرر (المرونة)‪ .‬ويمكن للسياسات معالجة كل عنصر‬ ‫النظم اإليكولوجية (‪Holling 2001, Folke and‬‬
‫من عناصر التعرض للخطر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كثير ًا ما تعوق‬ ‫‪ ،others 2002‬تقييم األلفية ‪ .)2005‬وتعد إدارة‬
‫نقص البيانات و‪/‬أو البيانات غير الموثوق فيها التحليل‬ ‫الموارد البيئية المستدامة أمر ًا مهم ًا في الحد من‬
‫‪-‬الذي يكون في معظم األحيان دون المستوى الوطني‪،-‬‬ ‫الفقر والتعرض للخطر‪ .‬تبين األحداث الشديدة مثل‬
‫باإلضافة إلى تحديات توضيح الصالت القائمة بين‬ ‫كارثة تسونامي التي وقعت في المحيط الهندي أن‬
‫التدهور البيئي ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫التدهور البيئي وأنشطة التطوير ذات التخطيط‬
‫الضعيف تزيد من احتمال تعرض المجتمعات‬
‫إن النماذج األصلية الموضحة أعاله تسلط الضوء على‬ ‫للصدمات (‪.)Miller and others 2005‬‬
‫االستجابات التي تم اتخاذها في المقام األول على الصعيد‬ ‫‪ n‬يتم تحديد التعرض للخطر إلى حد كبير من خالل‬
‫العالمي أو اإلقليمي‪ ،‬للتصدي ألشكال التعرض للخطر‪.‬‬ ‫غياب الخيارات بسبب التوزيع غير العادل للسلطة‬
‫كما تشير إلى فرص معالجة التعرض للخطر عن طريق‬ ‫والموارد في المجتمع‪ ،‬بما في ذلك أكثر المجموعات‬
‫الحد من التعرض والحساسية‪ ،‬ومن خالل تعزيز القدرة‬ ‫السكانية عرض ًة للخطر في كل أنحاء العالم مثل‬
‫على التكيف‪ .‬وال يتصل الكثير من هذه الفرص مباشرة‬ ‫الشعوب األصلية والفقراء في الريف أو الحضر‪ .‬كما‬
‫بعمليات السياسة البيئية ولكن بالحد من الفقر‪ ،‬والصحة‪،‬‬ ‫أن القطاعات االقتصادية التي تعتمد اعتماد ًا كبير ًا‬
‫والتجارة‪ ،‬والعلوم‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬باإلضافة إلى اإلدارة‬ ‫على الخدمات البيئية معرضة للخطر كذلك‪ .‬وتزداد‬
‫العامة للتنمية المستدامة‪ .‬ويجمع هذا القسم الفرص‬ ‫المرونة مع تنوع استراتيجيات سبل العيش ومع‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪344‬‬


‫الجدول ‪ 4-7‬الروابط بين التعرض للخطر وتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬وفرص تقليل التعرض للخطر وتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬

‫إن اعتماد استراتيجيات للحد من التعرض للخطر يسهم في‬ ‫يؤثر التعرض للخطر على إمكانية تحقيق األهداف اإلنمائية‬
‫تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬ ‫لأللفية‬ ‫األهداف اإلنمائية لأللفية وأهداف مختارة‬

‫‪n‬سيساعد تحسين اإلدارة البيئية واستعادة البيئات المهددة بالخطر‬ ‫‪n‬تلحق المواقع الملوثة أضرار ًا بالصحة‪ ،‬وبالتالي القدرة على العمل؛‬ ‫الهدف ‪1‬‬
‫في حماية رأس المال الطبيعي‪ ،‬وزيادة الفرص المتاحة لسبل‬ ‫األمر الذي يحد من فرص القضاء على الفقر والجوع الشديدين‪.‬‬ ‫استئصال الفقر والجوع الشديدين‬
‫العيش واألمن الغذائي‪.‬‬ ‫‪n‬في تدهور األراضي القاحلة‪ ،‬يسهم كل من االستثمارات غير‬
‫‪n‬تحسين أنظمة الحكم ‪ -‬من خالل إشراك أوسع نطاقاً‪ ،‬والشفافية‬ ‫الكافية والصراع في خفض االنتاجية الزراعية‪ ،‬ويهددان األمن‬ ‫األهداف‪:‬‬
‫والمسئولية ‪ -‬يمكن أن يزيد من فرص العيش؛ حيث تصبح‬ ‫الغذائي والتغذية‪.‬‬ ‫خفض نسبة السكان الذين يعيشون على أقل من دوالر أمريكي واحد‬
‫السياسات واالستثمارات أكثر استجابة الحتياجات الفقراء‪.‬‬ ‫في اليوم إلى النصف‪.‬‬
‫خفض عدد األشخاص الذين يعانون من الجوع إلى النصف‪.‬‬

‫‪n‬اإلدارة المستدامة للموارد البيئية يمكن أن تقلل من المخاطر‬ ‫‪ n‬يكون األطفال عرضة للخطر تحديد ًا عندما يلعبون أو يعيشون أو‬ ‫الهدف ‪2‬‬
‫الصحية البيئية التي يواجهها األطفال‪ ،‬وبالتالي زيادة حضورهم‬ ‫يدرسون في مدرسة قريب ًا من المواقع الملوثة‪ .‬يسبب التلوث‬ ‫تحقيق تعليم أساسي عام‬
‫إلى المدرسة‪.‬‬ ‫بالرصاص والزئبق مخاطر خاصة على نمو الطفل‪.‬‬
‫‪ n‬الوصول المحسن واآلمن إلى الطاقة يدعم التعليم في البيت وفي‬ ‫ال لجلب المياه والحطب من‬‫‪n‬يقلل النشاط الذي يستغرق وقت ًا طوي ً‬ ‫الهدف‪:‬‬
‫المدرسة‪ .‬وهو أساسي للوصول إلى المعلومات القائمة على‬ ‫المواظبة على الذهاب إلى المدرسة‪ ،‬ال سيما للبنات‪.‬‬ ‫التأكد من إتمام جميع األوالد والبنات دراسة المنهج الكامل للمدرسة‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وفرص المشاركة في التجريب العلمي‬ ‫االبتدائية‪.‬‬
‫وغيره‪.‬‬

‫‪n‬إصالح عدم المساواة ‪ -‬في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم‬ ‫‪n‬تكون النساء المحرومات من حصولهن على تعليم جيد أكثر عرضة‬ ‫الهدف ‪3‬‬
‫‪ -‬أمر حاسم في تحسين القدرة على المواجهة‪.‬‬ ‫العتالل الصحة عن الرجال‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في العديد من‬ ‫تشجيع المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة‬
‫‪n‬االستراتيجيات التي تربط بين الصحة واإلسكان والتغذية والتعليم‬ ‫الدول الجزرية الصغيرة النامية ‪ ،‬تكون نسبة اإلصابة بفيروس‬
‫واإلعالم والوسيلة تزيد فرص المرأة‪ ،‬بما في ذلك في صنع القرار‪.‬‬ ‫نقص المناعة البشرية بين النساء أعلى منها بين الرجال‪.‬‬ ‫الهدف‪:‬‬
‫‪n‬تلعب النساء دور ًا محوري ًا كمديرات للموارد‪ ،‬ولكنهن مهمشات في‬ ‫القضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليم االبتدائي والثانوي‬
‫صنع القرار‪ ،‬وغالب ًا ما تكون حقوقهن في الحيازة غير آمنة‪،‬‬
‫ويعوزهن الحصول على االئتمان‪.‬‬

‫‪n‬استراتيجيات البيئة والتنمية والصحة المترابطة‪ ،‬واإلدارة البيئية‬ ‫‪ n‬تؤثر المواقع الملوثة في وفيات الجميع‪ ،‬ولكن األطفال تحديد ًا‬ ‫الهدف ‪4‬‬
‫المحسنة‪ ،‬وضمان الحصول على الخدمات المستمدة من البيئة‬ ‫عرضة لخطر األمراض المتعلقة بالتلوث‪.‬‬ ‫خفض معدل وفيات األطفال‬
‫يمكن أن يسهم في خفض معدل وفيات األطفال والحد من التعرض‬ ‫‪n‬حوالي ‪ 26000‬طفل يموتون سنوي ًا بسبب األمراض المرتبطة‬
‫للخطر‪.‬‬ ‫بتلوث الهواء‪.‬‬ ‫الهدف‪:‬‬
‫خفض وفيات األطفال دون سن الخامسة بمعدل الثلثين‬

‫‪n‬اإلدارة البيئية المحسنة يمكن تحسن رفاهية األمهات بتحسين‬ ‫‪n‬تراكم الملوثات العضوية الدائمة في مصادر الغذاء يؤثر على‬ ‫الهدف ‪5‬‬
‫التغذية والحد من مخاطر الملوثات وتوفير الخدمات األساسية‪.‬‬ ‫صحة األم‪.‬‬ ‫تحسين صحة األم‬
‫‪n‬يمكن أن تسهم استراتيجيات البيئة والصحة المتكاملة في تحقيق‬ ‫‪n‬قد تزيد السدود من خطر المالريا‪ ،‬التي بدورها تهدد صحة األم‪.‬‬
‫هذا الهدف بالحد من التعرض للخطر‪.‬‬ ‫تزيد المالريا من فقر الدم لدى األم‪ ،‬مما يهدد النمو الصحي‬ ‫الهدف‪:‬‬
‫للجنين‪.‬‬ ‫خفض نسبة وفيات األمهات بمعدل ثالثة أرباع‬

‫‪n‬تخطيط وإدارة البيئة والصحة أمر حاسم‪.‬‬ ‫‪n‬المواقع الملوثة تكون خطر ًا جسيم ًا لألفراد الذين تعرضوا بالفعل‬ ‫الهدف ‪6‬‬
‫‪n‬االعتراف بالمسؤولية المشتركة للبلدان المتقدمة والبلدان النامية‬ ‫لفيروس نقص المناعة البشرية‪/‬اإليدز‪ ،‬ومحتمل أن تضر أكثر‬ ‫مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية‪/‬اإليدز والمالريا وأمراض‬
‫عن اآلثار السلبية لتغير المناخ على األكثر عرضة للخطر والعمل‬ ‫بصحتهم‪.‬‬ ‫أخرى‬
‫وفق ًا لذلك أمر أساسي‪.‬‬ ‫‪n‬من المرجح أن يزيد تغير المناخ من عبء مرض الفقراء‪ ،‬بما في‬
‫ذلك اإلصابة بالمالريا‪.‬‬ ‫األهداف‪:‬‬
‫وقف وبدء عكس انتشار فيروس نقص المناعة البشرية‪/‬اإليدز‬
‫وقف وبدء عكس انتشار المالريا وغيرها من األمراض الخطيرة‬

‫‪n‬تحسين نظم الحوكمة‪ ،‬بما في ذلك تقوية المؤسسات والقوانين‬ ‫‪ n‬تلوث المياه من مقالب القمامة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬واألمراض‬ ‫الهدف ‪7‬‬
‫والسياسات‪ ،‬واعتماد استراتيجيات مترابطة‪ ،‬تكون حاسمة‬ ‫التي تحملها المياه‪ ،‬وتزايد ندرة المياه يهدد الرفاهية على جميع‬ ‫ضمان االستدامة البيئية‬
‫لإلسهام في االستدامة البيئية والحد من التعرض للخطر‪.‬‬ ‫المستويات‪.‬‬
‫‪n‬تأمين الطاقة أمر حيوي لتحسين الظروف المعيشية للعدد المتزايد‬ ‫‪n‬عدم الوصول إلى الطاقة يحد من فرص االستثمار في‬ ‫األهداف‪:‬‬
‫من سكان أحياء الفقراء‪.‬‬ ‫التكنولوجيات‪ ،‬بما في ذلك فرص توفير المياه والعالج‪.‬‬ ‫دمج مبادئ التنمية المستدامة في التخطيط والبرامج‬
‫خفض عدد الناس الذين ال يصلون إلى مياه الشرب اآلمنة إلى‬
‫النصف‬
‫تحقيق تحسن كبير في حياة ما ال يقل عن ‪ 100‬مليون من سكان‬
‫أحياء الفقراء‬

‫الستهداف الفئات األكثر عرضة للخطر‪ .‬ينبغي على صناع‬ ‫لتقديم التوجيهات االستراتيجية لوضع السياسات للحد من‬
‫القرار أن يحددوا بوضوح األحكام الواردة في سياساتهم‬ ‫التعرض للخطر وتحسين رفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫الخاصة التي تخلق التعرض للخطر وتعززه في بلدانهم‬
‫وأن يتعاملوا معها‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يلعب التعاون على‬ ‫ونظر ًا للطبيعة المحلية للتعرض للعديد من الضغوط‪ ،‬توجد‬
‫الصعيدين اإلقليمي والدولي دور ًا داعم ًا ومهماً‪ .‬تشدد‬ ‫فرص كبيرة لصناع القرار على المستوى الوطني‬

‫‪345‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫الجدول ‪ 4-7‬الروابط بين التعرض للخطر وتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬وفرص تقليل التعرض للخطر وتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفيةتابع‬

‫إن اعتماد استراتيجيات للحد من التعرض للخطر يسهم في‬ ‫يؤثر التعرض للخطر على إمكانية تحقيق األهداف اإلنمائية‬
‫تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬ ‫لأللفية‬ ‫األهداف اإلنمائية لأللفية وأهداف مختارة‬

‫‪ n‬العمليات العالمية المتسمة بالشفافية والنزاهة‪ ،‬خاصة في التجارة‪،‬‬ ‫‪n‬تقلل أنظمة التجارة غير العادلة من عائدات المنتجات الزراعية في‬ ‫الهدف ‪8‬‬
‫ضرورية لزيادة الفرص في البلدان النامية‪ ،‬ويمكن أن تساعد في‬ ‫البلدان النامية‪ .‬تعتمد البلدان منخفضة الدخل على الزراعة من‬ ‫تطوير شراكة عالمية من أجل التنمية‬
‫زيادة االستثمارات المحلية في رأس المال البيئي‪.‬‬ ‫أجل ما يقرب من ‪ 25‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي‪.‬‬
‫‪n‬االستثمارات الضخمة‪ ،‬وتقاسم التكنولوجيا في أنظمة الطاقة‬ ‫‪n‬يقوض الوصول الفقير إلى الطاقة االستثمارات والتكنولوجيات‬ ‫األهداف‪:‬‬
‫والنقل النظيفة يمكن أن يحد من الفقر‪ ،‬وزيادة األمن‪ ،‬وتحقيق‬ ‫التي يمكن استخدامها في األراضي المنتجة‪ ،‬وإدارة الموارد‬ ‫نظام تجاري ومالي مفتوح‬
‫استقرار انبعاثات غازات االحتباس الحراري‪ .‬يقدر أن نحو ‪16‬‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫إلغاء الديون الثنائية الرسمية‪ ،‬ومساعدة إنمائية رسمية أكثر سخاء ًا‬
‫تريليون دوالر أمريكي ستكون مطلوبة لالستثمار في البنية التحتية‬ ‫‪n‬يهدد ارتفاع مستوى سطح مياه البحر األمن والتنمية االجتماعية‪-‬‬ ‫بالتعاون مع القطاع الخاص‪ ،‬ضمان وصول البلدان النامية إلى منافع‬
‫العالمية في قطاع الطاقة في أقل من ‪ 25‬عاماً‪.‬‬ ‫االقتصادية للدول الجزرية الصغيرة النامية والمناطق الساحلية‬ ‫التكنولوجيات الجديدة‬
‫‪n‬بناء الشراكات من أجل التصدي لتغير المناخ‪ ،‬والوفاء بوعود نقل‬ ‫المنخفضة‪ .‬يعيش أكثر من ‪ 60‬في المائة من سكان العالم ضمن‬ ‫تلبية االحتياجات الخاصة للبلدان النامية غير الساحلية والدول‬
‫التكنولوجيا أساسي لزيادة القدرة على التكيف والمواجهة في‬ ‫نطاق ‪ 100‬كيلومتر من الخط الساحلي‪ ،‬وتوجد ‪ 21‬من مدن العالم‬ ‫الجزرية الصغيرة النامية‬
‫المناطق المنخفضة عن مستوى سطح البحر‪.‬‬ ‫الكبيرة البالغة ‪ 33‬مدينة في المناطق الساحلية في البلدان النامية‪.‬‬

‫وبناء القدرات (‪ ،)BSP‬باإلضافة إلى غيرها من مبادرات‬ ‫الفرص على أهمية زيادة الوعي في جميع أنحاء العالم‬
‫بناء القدرات‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يحتاج التكيف مع تغير‬ ‫حول اآلثار المترتبة على خيارات السياسة للناس والبيئة‬
‫المناخ فيما بين المجتمعات المعرضة للخطر في المنطقة‬ ‫في بلدان أخرى‪.‬‬
‫القطبية الشمالية إلى دعم من الحكومات الوطنية والمنظمات‬
‫اإلقليمية‪ .‬ولتسهيل التكيف الناجح‪ ،‬يجب على أصحاب‬ ‫دمج الحوكمة عبر المستويات والقطاعات‬
‫المصالح تعزيز تدابير التكيف وتمكينها‪ .‬وباإلضافة إلى‬ ‫إن زيادة القدرة على التكيف والمالءمة لدى األشخاص‬
‫ذلك‪ ،‬يتعين على الحكومات أن تراعي إعادة النظر في‬ ‫والمجتمعات األكثر عرضة للخطر تتطلب تكامل السياسات‬
‫السياسات التي تعوق التكيف‪ .‬إن تقرير المصير والحكم‬ ‫عبر مستويات وقطاعات الحوكمة‪ ،‬وذلك على مر الزمن‬
‫الذاتي‪ ،‬من خالل ملكية وإدارة األراضي والموارد الطبيعية‪،‬‬ ‫لمعالجة قدرات التكيف والمالءمة لألجيال المقبلة‪ .‬ويمكن‬
‫ألمر مهم لتمكين الشعوب من السكان األصليين في القطب‬ ‫أن يتضمن التركيز الثابت على زيادة رفاهية الفئات األكثر‬
‫الشمالي من الحفاظ على الذات‪ ،‬ومواجهة تغير المناخ‬ ‫عرضة للخطر تكاليف للعناصر الفاعلة األخرى‪ ،‬ولكنه‬
‫بشروطهم (انظر الفصل ‪ ،6‬المناطق القطبية) (تقييم أثر‬ ‫يساعد في تعزيز المساواة والعدالة‪ .‬بالنسبة لبعض‬
‫مناخ المنطقة القطبية الشمالية ‪ .)2005‬إن االستراتيجية‬ ‫المسائل‪ ،‬من الواضح أن هناك حاالت منفعة متبادلة بين‬
‫األخرى المتعلقة بدمج الحوكمة عبر المستويات عبارة عن‬ ‫األهداف واألولويات القصيرة وطويلة األجل‪ ،‬ولكن هناك‬
‫أشكال تنظيمية خاصة تعمل على تسهيل التفاعل عبر‬ ‫العديد من المقايضات الكبيرة‪ ،‬وليس بالضرورة أن تكون‬
‫المستويات‪ ،‬مثل اإلدارة المشتركة للموارد الطبيعية‬ ‫على المستوى المجتمعي‪ ،‬ولكن من الواضح أنها تتعلق‬
‫(‪.)Berkes 2002‬‬ ‫بفئات أو قطاعات معينة في المجتمع‪ ،‬وكذلك األفراد‪.‬‬
‫وتشمل الفرص التكامل بين المعارف والقيم لدعم ومساندة‬
‫ينبغي التوفيق بين األولويات القطاعية المختلفة ودمجها‬ ‫التصميم واالمتثال المؤسسي‪ .‬وينطوي ذلك على دمج‬
‫من خالل التعاون والشراكة‪ ،‬خاص ًة عندما تكون هناك‬ ‫المعارف المحلية والعالمية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬حول األثر‬
‫مقايضات فيما بينها‪ ،‬وهذا يؤثر على التعرض للخطر‪.‬‬ ‫والتكيف معه‪ ،‬والحرص على تحقيق التكامل مع البلدان‬
‫هناك استراتيجية الهدف منها تحقيق التكامل‪ ،‬من الناحية‬ ‫المجاورة التي تهتم بشأن البشرية كلها‪ ،‬واألجيال المقبلة‪.‬‬
‫التنظيمية‪ ،‬والتركيز على تعزيز القدرة على التصدي والحد‬
‫من تصدير التعرض للخطر‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬عند‬ ‫يتطلب تعزيز القدرة على التكيف والتصدي‪ ،‬والحد من‬
‫تأسيس المجالس وفرق العمل وحتى الوزارات‪ ،‬ينبغي أن‬ ‫تصدير المزيد من التعرض للخطر كثير ًا من التعاون بين‬
‫تشمل والياتها القطاعات المشتركة‪ ،‬وينبغي أن يحظى‬ ‫مختلف مستويات وقطاعات الحوكمة‪ .‬تتطلب هذه الحوكمة‬
‫الموظفون بالتدريب والمواقف المناسبة لتنفيذ سلطات‬ ‫المتكاملة وجود سياسات ومؤسسات داعمة مشتركة على‬
‫أوسع‪ .‬وقد لفتت استراتيجية أخرى االنتباه "االتجاه‬ ‫جميع مستويات الحوكمة‪ ،‬من المستوى المحلي إلى‬
‫السائد" إلى التعرض للخطر من خالل السياسة‪ .‬وقد تمت‬ ‫العالمي (‪ .)Karlsson 2000‬يمكن أن يمثل هذا تحدي ًا‬
‫محاولة إلدماج البيئة على مختلف المستويات‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫كبيراً‪ ،‬كما هو موضح بصورة متكررة في تنفيذ االتفاقيات‬
‫نظام األمم المتحدة بدرجات متفاوتة من النجاح (‪Sohn‬‬ ‫البيئية متعددة األطراف‪ .‬في كثير من الحاالت‪ ،‬يتطلب ذلك‬
‫‪ .)and others 2005, UNEP 2005e‬هناك استراتيجية‬ ‫أعلى مستويات الحوكمة لتوفير الموارد والمعرفة والقدرة‬
‫ثالثة لضمان اشتمال عمليات التخطيط والحوكمة على جميع‬ ‫على مستويات دنيا لتنفيذ الخطط والسياسات‪ .‬يتماشى‬
‫أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات‪ ،‬كما هو الحال في‬ ‫هذا مع خطة بالي االستراتيجية بشأن دعم التكنولوجيا‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪346‬‬


‫يمكن أن يساعد التقييم االقتصادي على ضمان النظر إلى‬ ‫اإلدارة الناجحة المتكاملة للمناطق الساحلية (انظر الفصل ‪.)4‬‬
‫اآلثار البيئية والصحية على نحو كاف في السياسة‪ .‬يمكن‬ ‫وهناك استراتيجية رابعة لمعالجة التكامل بين البيئة‬
‫أن يتوصل التحليل االقتصادي المتكامل لهذه اآلثار إلى‬ ‫والقطاعات األخرى‪ ،‬وذلك باستخدام التقييم االقتصادي‪،‬‬
‫التكاليف والمنافع الخفية لخيارات السياسة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫األمر الذي يثير تكافؤ رأس المال الطبيعي بالمقارنة مع‬
‫تضافر الجهود واالقتصاديات المؤسسية للقياس التي‬ ‫أنواع أخرى من رأس المال (انظر الفصل ‪.)1‬‬
‫يمكن تحقيقها من خالل السياسات التكميلية التي تدعم‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫إن دمج آفاق زمنية أطول في الحوكمة هو أكبر تحدٍّ؛ نظر ًا‬
‫ألن عملية صنع القرار في الحكومات وقطاعات المجتمع‬
‫في معظم البلدان‪ ،‬ال يزال دمج االعتبارات البيئية‬ ‫األخرى تميل إلى أن تكون منحازة إلى آفاق زمنية أقصر‬
‫والصحية في جميع القطاعات الحكومية واالقتصادية يمثل‬ ‫بكثير من التنمية المستدامة ورفاهية متطلبات األجيال‬
‫تحدي ًا (‪( Schütz and others‬في بروفة الطباعة))‪.‬‬ ‫المقبلة (‪ .)Meadows and others 2004‬ينبغي‬
‫يجب النظر إلى السياسات والممارسات المتعلقة بالصحة‪،‬‬ ‫استكشاف االستراتيجيات التي تغير األفق الزمني لصناع‬
‫والبيئة‪ ،‬والبنية التحتية‪ ،‬والتنمية االقتصادية بشكل متكامل‬ ‫القرار إلى حد أبعد‪ .‬يمكن أن تتضمن هذه‬
‫(برنامج األمم المتحدة للبيئة وآخرون ‪ .)2004‬كما تؤثر‬ ‫االستراتيجيات‪ :‬تحديد أهداف واضحة طويلة األجل‬
‫الملوثات البيئية على الصحة من خالل مجموعة متنوعة من‬ ‫وأهداف ًا متقطعة‪ ،‬ومد آفاق زمنية تتم مراعاتها في‬
‫المسارات‪ ،‬وينبغي تعزيز الرصد البيئي ونظم المراقبة‬ ‫التخطيط الرسمي‪ ،‬ووضع مؤشرات التنمية وإجراءات‬
‫الوبائية‪ .‬إن المؤشرات واالستراتيجيات الصحية الزمة‬ ‫المحاسبة التي تبين اآلثار بين األجيال‪ ،‬وإضفاء الطابع‬
‫لفئات معينة معرضة للخطر‪ ،‬مثل‪ :‬المرأة واألطفال‬ ‫المؤسسي على المسؤولية طويلة األجل عن األنشطة‬
‫والمسنين والمعاقين والفقراء (منظمة الصحة العالمية‬ ‫الضارة‪ .‬ومع ذلك من غير المرجح أال يتم تنفيذ هذه‬
‫وبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2004‬‬ ‫االستراتيجيات‪ ،‬ما لم يقم األشخاص في المجتمعات بمد‬
‫آفاقهم الزمنية من أجل التنمية‪.‬‬
‫ومن المهم زيادة الوعي‪ ،‬ليس فقط في قطاع الصحة‪ ،‬ولكن‬
‫أيض ًا في قطاعات‪ ،‬مثل الطاقة والنقل وتنمية استغالل‬ ‫تحسين الصحة‬
‫األراضي والصناعة والزراعة من خالل معلومات عن اآلثار‬ ‫إن رفاهية األجيال الحاضرة والمستقبلية مهددة بالتغير‬
‫الصحية المحتملة للقرارات‪ .‬ال يحتاج فقط المهنيون‬ ‫البيئي والمشاكل االجتماعية‪ ،‬مثل الفقر وعدم المساواة‪،‬‬
‫العاملون في مجال الصحة‪ ،‬بل وجميع أصحاب المصلحة‬ ‫التي تساهم في التدهور البيئي‪ .‬تحتاج الحلول الوقائية أو‬
‫اآلخرين إلى وسيلة لتقييم وتفعيل السياسات التي تؤثر على‬ ‫االستباقية لكثير من المشاكل الصحية المعاصرة إلى‬
‫الصحة‪ .‬وهناك فهم أفضل للروابط الديناميكية بين النظم‬ ‫ضرورة التصدي للعالقات بين البيئة والصحة وغيرها من‬
‫البيئية والصحة العامة يؤدي إلى فرص جديدة ومتنوعة‬ ‫ال‬
‫العوامل التي تحدد مستوى الرفاهية‪ .‬تشمل الفرص تكام ً‬
‫للتدخالت المبكرة في عمليات يمكن أن تصبح تهديدات‬ ‫أفضل بين استراتيجيات البيئة والصحة‪ ،‬والتقييم‬
‫مباشرة للصحة العامة (‪)Aron and others 2001‬‬ ‫االقتصادي‪ ،‬واستهداف الفئات األكثر عرض ًة للخطر‪،‬‬
‫يتطلب بناء الوعي حول البيئة والمشاكل الصحية واألدوات‬ ‫والتعليم والتوعية‪ ،‬والتكامل بين البيئة والصحة في‬
‫وخيارات السياسة استراتيجيات اتصال قوية وشاملة‪.‬‬ ‫القطاعات االقتصادية والتنموية‪.‬‬

‫حل الصراع من خالل التعاون في مجال البيئة‬ ‫ستفيد تدابير ضمان االستدامة اإليكولوجية لحماية خدمات‬
‫بالرغم من انخفاض الحروب األهلية على الصعيد العالمي‬ ‫النظام اإليكولوجي الصحة‪ ،‬وهذه مهمة على المدى‬
‫في السنوات األخيرة‪ ،‬ال يزال ماليين الناس مشردين‬ ‫الطويل‪ .‬يعد التركيز على العوامل البيئية جزء ًا أساسي ًا من‬
‫ومتضررين من الصراع العنيف‪ .‬تؤدي الصراعات‬ ‫عرف الصحة العامة‪ .‬وفي السنوات األخيرة ‪ ،‬سنت العديد‬
‫المسلحة في كثير من األحيان‪ ،‬وليس دائماً‪ ،‬إلى إلحاق‬ ‫من السياسات الدولية أحكام ًا من أجل نظرة محسنة على‬
‫ضرر بالبيئة‪ .‬فهو يقلل من قدرة المجتمع على التكيف مع‬ ‫الصحة في التنمية‪ .‬وتشمل المبادرات العالمية توصيات‬
‫التغيرات العالمية‪ ،‬في حين يجعل من اإلدارة البيئية القوية‬ ‫منظمة الصحة العالمية لعام ‪ 2005‬بخصوص تقييم اآلثار‬
‫أمر ًا صعباً‪ .‬إن الحد من الصراعات العنيفة‪ ،‬سواء ما‬ ‫الصحية‪ .‬على الصعيد اإلقليمي ‪ ،‬والتقييم البيئي‬
‫يتصل منها بالموارد الطبيعية أم ال‪ ،‬من شأنه تخفيف‬ ‫االستراتيجي على البروتوكول (‪ )1991‬إلى اللجنة‬
‫المصدر الرئيسي للعرضة للخطر‪ ،‬وتقديم دعم أفضل‬ ‫االقتصادية ألوروبا واتفاقية تقييم األثر البيئي ويؤكد النظر‬
‫لرفاهية اإلنسان في أنحاء كثيرة من العالم‪ .‬يقدم التعاون‬ ‫في صحة اإلنسان تلزم إجراءات تقييم للتأثير األكثر فعالية‬
‫في مجال البيئة العديد من الفرص لتحقيق هذه الغايات‪.‬‬ ‫في كل من البلدان المتقدمة والنامية‪.‬‬

‫‪347‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫ال يزال الماليين من الناس عرضة للنزوح عن‬
‫أوطانهم‪ ،‬والتأثر سلبا ً بالصراع‪ ،‬مما يحد من‬
‫قدرة المجتمع على التكيف مع التغير البيئي‪،‬‬
‫وأيضا ً يجعل اإلدارة البيئية المستدامة صعبة‪.‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬مكتبة صور األمم المتحدة‬

‫‪ .)Dabelko 2002، Conca and others 2005‬إن‬ ‫تهدف أدوات السياسة إلى تحديد مساهمة البيئة في‬
‫صنع السالم في مجال البيئة هو استراتيجية الستخدام‬ ‫الصراع العنيف‪ ،‬وانفصام هذه الروابط من شأنه التخلص‬
‫التعاون البيئي لتخفيف حدة التوتر عن طريق بناء الثقة‬ ‫من الضغوط الرئيسية‪ .‬يتطلب تطوير هذه األدوات ونشرها‬
‫بين األطراف في الصراعات‪ .‬ستظل فرص صنع السالم‬ ‫التعاون عبر مجموعة مؤسسات البيئة والتنمية واالقتصاد‬
‫في مجال البيئة غير مختبرة ومتخلفة حتى إجراء محاوالت‬ ‫والسياسة الخارجية‪ ،‬بما فيها وكاالت األمم المتحدة‪ .‬ويقر‬
‫سياسية أكثر تنظيم ًا لتحقيق المكاسب غير المتوقعة في‬ ‫هذا التعاون الروابط الداخلية بين العناصر الفيزيائية‬
‫عدد أكبر من الحاالت عبر أنواع الموارد والمستويات‬ ‫الحيوية للبيئة‪ ،‬إلى جانب نظم الحوكمة (انظر أيض ًا‬
‫السياسية‪.‬‬ ‫الفصل ‪ .)8‬يمكن أن يلعب التقييم البيئي وأنشطة اإلنذار‬
‫المبكر من قِ بل برنامج األمم المتحدة للبيئة وغيرها من‬
‫إن تتبع المسارات البيئية لبناء الثقة سيستفيد من االعتماد‬ ‫أصحاب المصالح دور ًا نشط ًا في جمع الدروس المستفادة‬
‫البيئي‪ ،‬والحاجة على المدى الطويل‪ ،‬وإعادة التعاون في‬ ‫ونشرها‪ .‬ولعل يدعم هذا تنفيذ دعوة األمين العام لألمم‬
‫مجال البيئة للحد من التعرض لخطر الصراع وتحسين‬ ‫المتحدة خالل جلسة الجمعية العامة لألمم المتحدة في عام‬
‫رفاهية اإلنسان‪ .‬يمكن لتدخالت السياسة تلك‪:‬‬ ‫‪ 2006‬لدمج االعتبارات البيئية في استراتيجيات منع‬
‫‪ n‬المساعدة في منع الصراعات بين البلدان واألطراف؛‬ ‫الصراعات‪.‬‬
‫‪ n‬توفير حبل سالمة بيئي للحوار في أوقات الصراع؛‬
‫‪ n‬المساعدة على وضع حد للصراعات ذات األبعاد البيئية؛‬ ‫يتألف التعاون في مجال البيئة تاريخي ًا من مجالين‬
‫‪ n‬المساعدة في استئناف األنشطة االقتصادية والزراعية‬ ‫رئيسيين للتركيز‪ .‬على الصعيد الدولي ‪ ،‬انصب التركيز‬
‫والبيئية في بيئات ما بعد تسوية الصراع‪..‬‬ ‫على المعاهدات متعددة األطراف التي هدفت إلى التخفيف‬
‫من آثار التغير العالمي‪ .‬على الصعيد دون اإلقليمي‪ ،‬ركز‬
‫ال يؤدي كل تعاون في مجال البيئة إلى الحد من التعرض‬ ‫التعاون على تقاسم منصف للموارد الطبيعية‪ ،‬مثل البحار‬
‫إلى الخطر وزيادة اإلنصاف‪ .‬يمكن أن يؤدي التقييم‬ ‫اإلقليمية (‪ ،)Blum 2002, VanDeveer 2002‬والموارد‬
‫المنهجي للخبرات إلى زيادة الفرص‪ .‬إن مقارنة الدروس‬ ‫المائية المشتركة (‪Lopez 2005, Swain 2002,‬‬
‫المستفادة خالل حاالت صنع السالم في مجال البيئة‬ ‫‪ ،)Weinthal 2002‬باإلضافة إلى تحسين الحفظ‪ ،‬من‬
‫تساعد على تحديد أساليب اإلدارة البيئية التي تقوم‬ ‫خالل مناطق الحفظ عبر الحدود (المعروف أيض ًا باسم‬
‫بالتحريض على الصراع‪ ،‬بد ًال من التخفيف من حدته‪ ،‬مثل‬ ‫المتنزهات عبر الحدود)‪ ،‬وذلك لدعم األنشطة ذات الصلة‬
‫األمثلة األولية لمتنزهات السالم عبر الحدود التي تتجاهل‬ ‫بالتنمية والتكامل‪ ،‬مثل السياحة (‪Ali 2005, Sandwith‬‬
‫التشاور الكبير مع السكان المحليين (‪.)Swatuk 2002‬‬ ‫‪ .)and Besançon 2005، Swatuk 2002‬التعاون‬
‫إن الهدف النهائي المتمثل في السعي وراء فرص صنع‬ ‫في مجال البيئة ‪ --‬لتجنب الصراعات وصنع السالم ‪-‬‬
‫السالم البيئي هو الحد من التعرض للخطر واالعتداءات‬ ‫يمكن استخدامه عبر جميع مستويات التنظيم السياسي‪.‬‬
‫على رفاهية اإلنسان التي تؤدي إليها الصراعات المحلية‬
‫والوطنية واإلقليمية الكبيرة والمتواصلة‪.‬‬ ‫في أوج مواصلة تدخالت السياسة لقطع الروابط بين البيئة‬
‫والصراع‪ ،‬تجاهل المحللون والممارسون على حد سواء‬
‫سيتطلب السعي وراء فرص صنع السالم البيئي التركيز‬ ‫احتمال االعتماد على حاالت التوقف المتبادلة في البيئة‬
‫على الخلفيات المؤسسية المحلية والوطنية واإلقليمية‪ ،‬بد ًال‬ ‫لتحقيق بناء الثقة‪ ،‬والتعاون‪ ،‬وربما السالم (‪Conca and‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪348‬‬


‫هذه األساليب إلى المستوى الوطني أو اإلقليمي مناسباً‪،‬‬ ‫من التركيز التاريخي على االتفاقات البيئية متعددة‬
‫وال سيما عندما يكون الستخدام الموارد آثار ًا بالنسبة‬ ‫األطراف‪ .‬تتطلب محاولة الحصول على هذه المنافع البيئية‬
‫للمستخدمين في أي مكان آخر‪ ،‬كما هو الحال في إدارة‬ ‫وتلك الخاصة بمنع الصراع بناء قدرة كبيرة بين أصحاب‬
‫المياه (‪Mohamed-Katerere and van der Zaag‬‬ ‫المصلحة‪ ،‬بما في ذلك المصالح العامة والخاصة في هذا‬
‫‪ .)2003‬إن االعتراف بالمؤسسات المحلية القائمة‪ ،‬بما‬ ‫الصراع‪ ،‬وكذلك الوسطاء‪ ،‬مثل الجهات المانحة الثنائية أو‬
‫فيها المؤسسات ذات الملكية المشتركة‪ ،‬بد ًال من إنشاء‬ ‫كيانات األمم المتحدة‪.‬‬
‫مؤسسات جديدة‪ ،‬قد يكون مفيد ًا من الناحيتين البيئية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وال سيما عندما يكون لديهم درجة عالية من‬ ‫تعزيز الحقوق المحلية‬
‫الشرعية المحلية‪.‬‬ ‫تتيح التغيرات السريعة للقيم االجتماعية والسياسية‬
‫تحديات لتطوير االستجابات الفعالة لمعالجة ضعف‬
‫إن بناء روابط أفضل بين التطلعات المحلية‬ ‫اإلنسان ورفاهيته‪ ،‬مع ضمان التكامل بين األولويات‪ .‬إن‬
‫واالستراتيجيات والسياسات المتبعة على الصعيد العالمي‬ ‫تعزيز الحقوق المحلية من شأنه أن يتيح فرص ًا لضمان‬
‫أمر أكثر تحدياً‪ .‬وهذا أمر مقيد من قِ بل القانون الدولي‬ ‫إدراك أولويات الحفظ والتنمية المحلية والوطنية على‬
‫ال (‪Mehta and la Cour‬‬ ‫والحوكمة‪ ،‬ولكن ليس مستحي ً‬ ‫المستويات العليا التخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ .)Madsen 2004‬ويمكن أن يكون بناء القدرة التفاوضية‬
‫استراتيجية مهمة لزيادة التركيز على تطوير أنظمة الحوكمة‬ ‫وقد أدت العولمة إلى تركيز متزايد على حرية تبادل السلع‬
‫العالمية (‪ )Page 2004‬وفي بعض القطاعات‪ ،‬أثبت‬ ‫واألفكار والملكية والحقوق الفردية‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬قد‬
‫التعاون اإلقليمي فعاليته في خلق التآزر بين الحوكمة‬ ‫ال يدعم هذا األهداف اإلنمائية الوطنية أو اإلقليمية (‪Round‬‬
‫العالمية وأهداف التنمية‪.‬‬ ‫‪and Whalley 2004, Newell and Mackenzie‬‬
‫‪ .)2004‬يؤدي تغيير القيم المرتبطة بنوع الجنس‪،‬‬
‫تعزيز تجارة أكثر حرية وعدال ً‬ ‫والمؤسسات التقليدية‪ ،‬والديمقراطية‪ ،‬والمساءلة إلى تعقيد‬
‫للتجارة آثار بعيدة المدى على سبل العيش والرفاهية‬ ‫إدارة الموارد البيئية للغاية‪ ،‬وتقديم التحديات التي تواجه‬
‫والحفظ‪ .‬يمكن أن تكون التجارة األكثر حري ًة وعد ًال أداة‬ ‫التنمية المؤسسية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تتم مناقشة سلطة‬
‫مفيدة لتعزيز النمو والحد من الفقر (‪Anderson 2004،‬‬ ‫وحق كلٍّ من الدولة والمؤسسات التقليدية في اإلدارة على‬
‫‪ ،)Hertel and Winters 2006‬وتحسين المرونة من‬ ‫نحو متزايد‪ .‬وهذا واضح في الصراعات حول مناطق الحفظ‬
‫خالل نقل التكنولوجيا والمواد الغذائية (‪،)Barnett 2003‬‬ ‫(‪ ،)Hulme and Murphree 2001‬والمياه (‪Bruns‬‬
‫وتحسين الحوكمة‪.‬‬ ‫‪and Meizin-Dick 2000, Wolf and others‬‬
‫‪ ،)2003‬والغابات (‪Edmonds and Wollenberg‬‬
‫يجب أن تكون قضايا البيئة والعدالة في بؤرة اهتمام‬ ‫‪ .)2003‬وغالب ًا ما تترك هذه الصراعات آثار ًا سلبية على‬
‫أنظمة التجارة العالمية (وزارة التنمية الدولية ‪.)2002‬‬ ‫الحفظ وسبل كسب العيش‪ ،‬كما قد يكون لها آثار إقليمية؛‬
‫ولهذا األمر أهمية خاصة لضمان عدم استغالل الفقراء‬ ‫حيث يتم تقاسم الموارد‪.‬‬
‫عندما يتعلق األمر بالتجارة‪ ،‬خاصة في المنتجات‪ ،‬مثل‬
‫المواد الخطرة التي تهدد الرفاهية‪ .‬إن السمة الغالبة على‬ ‫إن تسوية الخالف بين هذه المصالح ووجهات النظر‬
‫النظام التجاري‪ ،‬خاصة في الزراعة والمنسوجات‪ ،‬هي‬ ‫المختلفة تتطلب استجابات على الصعيد الوطني واإلقليمي‬
‫اتفاقات التجارة التفضيلية (‪ )PTAs‬واالتفاقات والحصص‬ ‫والعالمي‪ .‬وعن طريق تطوير المزيد من المؤسسات‬
‫الثنائية‪ .‬تتفاوض البلدان ذات الدخل المرتفع بشأن‬ ‫الشاملة التي تدرك حقوق وقيم الموارد الطبيعية المحلية‪،‬‬
‫اتفاقات التجارة التفضيلية (‪ )PTAs‬مع البلدان الفقيرة‪،‬‬ ‫يستطيع المستخدمون االستجابة بفعالية‪ ،‬وتسهيل دمج‬
‫ولكن مثل هذه االتفاقات تضر أكثر مما تنفع‬ ‫االهتمامات المحلية في عمليات الحوكمة على مستوى أعلى‬
‫(‪.)Krugman 2003، Hertel and Winters 2006‬‬ ‫(‪ .)Cornwall and Gaventa 2001‬كما يمكن أن‬
‫يؤدي هذا إلى تبادل أفضل للمعلومات‪ ،‬وتوزيع أكثر عد ًال‬
‫من المتوقع أن تربح البلدان الفقيرة ‪-‬التي لديها وفرة في‬ ‫للموارد المالية وغيرها (‪Edmonds and Wollenberg‬‬
‫األيدي العاملة‪ -‬من الوصول إلى أسواق أكبر في أماكن‬ ‫‪ .)2003, Leach and others 2002‬يمكن أن تقلل‬
‫أخرى‪ ،‬ويجب أن تضمن لها البلدان مرتفعة الدخل‬ ‫العمليات الشاملة من حدة التوتر بين القيم والحقوق‬
‫الوصول إلى أسواق من هذا القبيل‪ .‬ونظر ًا ألن البلدان‬ ‫المحلية وتلك التي تحتفظ بها مؤسسات الدولة (‪Paré‬‬
‫الصغيرة لديها أسواق داخلية صغيرة‪ ،‬فإن تخفيض القيود‬ ‫‪ .)and others 2002‬يتطلب جعل هذه األساليب فعالة‬
‫التجارية من شأنه أن يوفر لهم الفرص الستغالل تدابير‬ ‫االستثمار في بناء القدرات‪ .‬يمكن أن يكون توسيع نطاق‬

‫‪349‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫ضمان الحصول على أصول الموارد الطبيعية والحفاظ‬ ‫القياس؛ بحيث يمكن للفقراء الحصول على فرص العمل‬
‫عليها‬ ‫وزيادة األجور‪ .‬ويتوقع من معظم النماذج التي تُظهر‬
‫بالنسبة لكثير من الناس في البلدان النامية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تحرير التجارة في إطار دورة الدوحة الحالية في منظمة‬
‫الشعوب األصلية‪ ،‬والمزارعون والصيادون في البلدان‬ ‫التجارة العالمية الحد من الفقر‪ ،‬ال سيما إذا عدلت البلدان‬
‫المتقدمة‪ ،‬يكون تأمين االستحقاقات لألصول اإلنتاجية‪،‬‬ ‫النامية سياساتها وفق ًا لذلك (‪.)Bhagwati 2004‬‬
‫مثل األرض والمياه‪ ،‬أمر ًا أساسي ًا لضمان سبل العيش‬
‫المستدامة (معهد الموارد العالمية ‪.)Dobie 2001 ،2005‬‬ ‫تعمل التجارة عل تسهيل التعلم عن طريق العمل الذي‬
‫استمرار توفر الموارد الطبيعية المستدامة وجودتها‪ ،‬بما‬ ‫يمكن أن يحث على إنتاجية وتصنيع مرتفعين (‪Leamer‬‬
‫في ذلك ممارسات الحفظ الجيدة‪ ،‬يكون أساسي ًا لسبل‬ ‫‪ .)and others 1999‬يمكن أن يكون االتصال بين‬
‫عيش الكثيرين في البلدان النامية‪ .‬تقوم غالب ًا السياسات‬ ‫البلدان الصناعية والبلدان النامية وسيلة فعالة لنشر أفضل‬
‫القائمة بتسوية هذا األمر‪ .‬إن تعزيز أنظمة الوصول من‬ ‫الممارسات‪ ،‬من خالل نقل المعرفة ورأس المال‪ .‬باعتبارهم‬
‫شأنه أن يتيح فرص ًا للقضاء على الفقر‪ ،‬وكذلك تحسين الحفظ‬ ‫من البلدان الفقيرة‪ ،‬يكون مصدرو السلع األساسية األولية‬
‫واالستدامة على المدى الطويل‪ .‬يمكن أن يكون هذا العمل‬ ‫عرضة لصدمات األسعار وغيرها من أوجه الفشل في‬
‫على المستوى الوطني مهم ًا لتحقيق األهداف المتفق عليها‬ ‫األسواق‪ ،‬والتنويع خيار جيد للحد من التعرض للخطر‬
‫عالمياً‪ ،‬مثل تلك الواردة في األهداف اإلنمائية لأللفية‪،‬‬ ‫(مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية ‪ ،)2004‬ويمكن أن‬
‫واتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية مكافحة التصحر‪.‬‬ ‫يسهم في االستخدام المستدام للموارد الطبيعية‪.‬‬

‫يشير التخويل اآلمن إلى ظروف يتمكن المستخدمون في‬ ‫يمكن أن تؤدي مستويات الدخل العالية واألسواق المتطورة‬
‫ظلها من التخطيط واإلدارة بفعالية‪ .‬يمكن أن يكون ضمان‬ ‫والقدرة المتزايدة للجهات الفاعلة غير التابعة للدولة إلى‬
‫الحصول على الموارد الطبيعية منطلق ًا مهم ًا للخروج من‬ ‫تحسين الفرص المحتملة للديمقراطية والحرية (‪Wei 2000,‬‬
‫الفقر‪ ،‬كما أنه يوفر ثروة إضافية لألسر‪ ،‬وهي التي يمكن‬ ‫‪ .)Anderson 2004‬ونظر ًا ألن التجارة تتطلب أعداد ًا‬
‫أن تدعم االستثمارات في الصحة والتعليم (معهد الموارد‬ ‫كبيرة من المعامالت طويلة األمد‪ ،‬يتطلب وجود مؤسسات‬
‫العالمية ‪.)Pearce 2005, Chambers 1995 ،2005‬‬ ‫أفضل للعمل بسالسة (‪ .)Greif 1992‬ال يمكن أن تؤدي‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أن يسهم في إدارة أفضل للموارد‬ ‫التجارة إلى زيادة الدخول فحسب‪ ،‬بل وتعزز بشكل مباشر‬
‫الطبيعية من خالل دعم رؤية طويلة األمد تأخذ في االعتبار‬ ‫وغير مباشر الحوكمة الدولية األفضل‪ ،‬والرعاية االجتماعية‬
‫األجيال المستقبلية والخيارات‪ ،‬ويمكن أن يشجع االستثمار‬ ‫(‪ ،)Birdsall and Lawrence 1999‬والسالم الدولي‬
‫(‪،Hulme and Murphree 2001, Dobie 2001‬‬ ‫والمدني‪ ،‬وهي العوامل التي تعزز االزدهار ويعززها االزدهار‬
‫اتفاقية مكافحة التصحر ‪ .)2005‬إن معالجة حقوق حيازة‬ ‫(‪Barbieri and Reuveny 2005, De Soysa 2002a,‬‬
‫المرأة على وجه التحديد أمر حيوي؛ ألنها تلعب دور ًا أساسي ًا‬ ‫‪De Soysa 2002b, Russett and Oneal 2000,‬‬
‫في إدارة الموارد الطبيعية‪ ،‬وتتضرر على نحو خاص من‬ ‫‪.)Schneider and others 2003, Weede 2004‬‬
‫التدهور البيئي (‪.)Brown and Lapuyade 2001‬‬
‫يجب أال تنتقص المبادرات الحكومية الدولية‪ ،‬مثل تجديد‬ ‫تسفر التجارة عن رابحين وخاسرين‪ ،‬شأنها في ذلك شأن‬
‫السدود‪ ،‬من حقوق الموارد المحلية عن طريق تحويل‬ ‫معظم األنشطة االقتصادية األخرى‪ ،‬وتنطوي على عوامل‬
‫المسؤولية من المستوى المحلي إلى المستوى الوطني أو‬ ‫خارجية‪ .‬بالنسبة للبعض‪ ،‬يمكن أن تكون تكاليف ضبط‬
‫اإلقليمي (‪ ،Mohamed-Katerere 2001‬اللجنة العالمية‬ ‫المنافسة المتزايدة مرتفعة (انظر القسم عن تصدير واستيراد‬
‫للسدود ‪ .)2000‬لكي تكون فاعالً‪ ،‬ربما يلزم استكمال‬ ‫التعرض للخطر)‪ .‬ويمكن معالجة هذه المشاكل عن طريق‬
‫حقوق الوصول اآلمن من خالل معالجة الحواجز األخرى‬ ‫تعويض الخاسرين‪ ،‬والتشجيع على التكيف المتزايد من خالل‬
‫التي تعترض االستخدام المستدام والمثمر‪ ،‬مثل أنظمة‬ ‫استثمار عام أفضل في التعليم والبنية التحتية (‪Garrett‬‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬والوصول غير الكافي إلى رأس المال‬ ‫‪ .)1998, Rodrik 1996‬تسهم التجارة في الغالب في زيادة‬
‫والمعلومات‪ ،‬وعدم كفاية القدرة ونقص التكنولوجيا‪ .‬يمكن‬ ‫الدخل عندما تقترن بالحوكمة الرشيدة (‪Borrmann and‬‬
‫أن تساعد استراتيجيات التقييم‪ ،‬بما في ذلك الدفع مقابل‬ ‫‪ .)others 2006‬إن الحوكمة الرشيدة‪ ،‬والقدرات المحلية‬
‫الخدمات البيئية‪ ،‬على ضمان عائدات أكبر لمديري الموارد‬ ‫لتنظيم التجارة‪ ،‬وتنظيم الصناعة بطرق تشجع على انتهاج‬
‫المحلية‪ .‬وإن ضمان الحصول على ائتمان لصغار‬ ‫أفضل الممارسات تساعد جميعها على التخفيف من أثر‬
‫المزارعين وأولئك الذين يعتمدون على خدمات النظام‬ ‫العوامل الخارجية‪ ،‬بما في ذلك تلك الناجمة عن التخلص‬
‫اإليكولوجي بشكل مباشر ألمر في غاية األهمية‪ .‬وتُبين‬ ‫من النفايات الخطرة والتلوث الناجم عن زيادة االستهالك‪.‬‬
‫الممارسة أن خطط التمويل التي تستهدف المرأة بصفة‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪350‬‬


‫استمرار توفر الموارد الطبيعية المستدامة‬
‫وجودتها‪ ،‬بما في ذلك ممارسات الحفظ‬
‫الجيدة‪ ،‬يكون أساسيا ً لسبل عيش الكثيرين‬
‫في البلدان النامية‪.‬‬

‫شارك بالصور‪Audrey Ringler :‬‬

‫المستقاة من التقييمات األخرى‪ ،‬مثل توفر الموارد‬ ‫خاصة يمكن أن تكون لديها أرباح أكبر من األرباح‬
‫الطبيعية وحالتها‪ .‬ويمكن أن يساعد هذا صانعي القرار‬ ‫المعتادة‪ .‬يمكن تخصيص خطط االئتمان‪ ،‬مثلما في بنوك‬
‫في تحديد أهداف المشاريع اإلنمائية وتنفيذها‪ ،‬وتبليغ‬ ‫جرامين في بنجالديش‪ ،‬لتعويض أولئك الذين يضمنون‬
‫المعلومات إلى مجموعة كبيرة من أصحاب المصلحة (رسم‬ ‫الحفاظ على الخدمات البيئية‪.‬‬
‫خرائط الفقر ‪ .)2007‬تبين الخريطة في الشكل ‪26-7‬‬
‫مقدار الموارد الالزمة لزيادة عدد السكان في كل منطقة‬ ‫يمكن أن تساعد السلطة المحلية المحسنة للموارد الطبيعية‬
‫لتخليص الفقراء من براثن الفقر‪ .‬وتظهر التوزيع غير‬ ‫على تنويع خيارات المعيشة‪ ،‬والحد من الضغوط الواقعة على‬
‫المتكافئ لكثافة الفقر في كينيا‪ .‬تحتاج معظم المناطق‬ ‫الموارد التي تتعرض للتهديد (‪Hulme and Murph‬‬
‫اإلدارية في أراضي كينيا القاحلة وشبه القاحلة إلى أقل‬ ‫‪ .)2001, Edmonds and Wollenberg 2003‬وإن‬
‫من ‪ 4000‬شلن كيني (‪ 57‬دوالر ًا أمريكياً‪ ،‬حيث الدوالر‬ ‫انتقال السلطة هو أحد هذه اآلليات (‪ .)Sarin 2003‬على‬
‫األمريكي الواحد = ‪ 70‬شلن كيني) في الكيلومتر المربع‬ ‫الرغم من االتجاه المتزايد نحو الالمركزية والتفويض منذ‬
‫الواحد كل شهر كنتيجة النخفاض كثافة السكان‪ .‬في‬ ‫ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬وااللتزام بسياسة واسعة النطاق‬
‫المقابل‪ ،‬هناك حاجة إلى ‪ 15‬ضعف هذا المبلغ في‬ ‫لمنح المستخدمين سلطة أكبر‪ ،‬يفتقر في الغالب إلى اإلصالح‬
‫المناطق المكتظة بالسكان في غرب بحيرة فيكتوريا‪.‬‬ ‫المؤسسي لتحسين سبل العيش (‪Jeffrey and Sunder‬‬
‫‪ .)2000‬وإن التفويض في حاجة إلى االستكمال عن طريق‬
‫إن التوصل إلى المعرفة من أجل تحسين عملية صنع‬ ‫بناء القدرات ومبادرات التمكين‪ ،‬والحيازة المحسنة‪،‬‬
‫القرار يعد عنصر ًا أساسي ًا أيضاً‪ .‬ويشمل ذلك المجتمعات‬ ‫والخيارات األفضل للتجارة وإضافة القيم‪.‬‬
‫التعرض للخطر والتعلم من ومعرفة عمليات االستشارة‬
‫العلمية وصنع القرار على المستوى الوطني والعالمي‪،‬‬ ‫جمع المعلومات وتجميعها لتعزيز القدرة على المواجهة‬
‫وتعلم التعبير عن أصواتهم في هذه المجاالت‪ ،‬كما هو‬ ‫تتالقى أدوار المعرفة والمعلومات والتعليم في الحد من‬
‫موضح في اإلطار ‪ .17-7‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يجب أن يتعلم‬ ‫التعرض للخطر في عملية التعلم‪ .‬يبرز تعزيز عمليات التعلم‬
‫العلماء وصناع القرار االستماع والتحدث إلى هذه‬ ‫الخاصة باألهداف الثالثة المحددة كاستراتيجية رئيسية‬
‫المجتمعات‪ ،‬ومراعاة معرفتهم الفردية والمتخصصة التي‬ ‫لزيادة القدرة على المواجهة في بيئة سريعة التغير ومعقدة‪.‬‬
‫تركز على العالقات بين اإلنسان والبيئة واستخدام الموارد‬
‫الطبيعية (انظر على سبيل المثال ‪ ،)Dahl 1989‬حتى‬ ‫من المهم بناء معرفة عن المخاطر البيئية التي تهدد‬
‫وإن لم يكن يطرح ذلك في لغة العلم‪.‬‬ ‫الرفاهية‪ ،‬فيما بين المجتمعات التعرض للخطر نفسها وبين‬
‫صانعي القرار في أعلى المستويات‪ .‬وهذا ينطوي على‬
‫يجب أن يتعلم المجتمع األكثر عرضة للخطر الكفاءات‬ ‫محسنين لمظاهر التلوث البيئية واالجتماعية‬
‫َّ‬ ‫رصد وتقييم‬
‫والمهارات التي تمكنه من التكيف والتعامل مع المخاطر‪.‬‬ ‫وتلك المتعلقة بالصحة‪ .‬كما أنه ينطوي على آليات‪ ،‬مثل‬
‫إن أساس هذا وعمليات التعلم أعاله تكمن في التعليم‬ ‫أنظمة اإلنذار المبكر (‪ )EWS‬ومؤشرات (على سبيل‬
‫األساسي الجيد‪ ،‬كما هو موضح في الهدف اإلنمائي‬ ‫المثال‪ ،‬مؤشر التعرض للخطر البيئي (انظر ‪Gowrie‬‬
‫لأللفية ‪ .2‬وهذا يزيد من القدرة على فهم المعلومات‬ ‫‪ )2003‬لالتصال ونشر المعلومات فيما يتعلق بالتغير‬
‫المستقاة من الوعي العام وحمالت اإلنذار المبكر بشأن‬ ‫البيئي‪ .‬يجب دمج هذه األنظمة في التنمية السائدة‪ .‬هناك‬
‫المصادر الخاصة للعرضة للخطر‪ ،‬ولوضع استراتيجيات‬ ‫أداة واحدة ثبت أنها مفيدة في هذا الصدد هي رسم‬
‫التكيف‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬إن الفئات األشد فقر ًا واألقل‬ ‫خرائط للفقر (انظر الشكل ‪ .)26-7‬إن خرائط الفقر هي‬
‫تعليم ًا هي التي لم تستجب لتحذيرات اإلجالء المتعلقة‬ ‫عروض توضيحية مكانية لتقييمات الفقر‪ .‬كما تتيح خرائط‬
‫بإعصار كاترينا في عام ‪Cutter and others( 2005‬‬ ‫الفقر مقارنة سهلة لمؤشرات الفقر أو الرفاهية بالبيانات‬

‫‪351‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫تيسر التنمية وتطبيق التكنولوجيا ونقلها إلى المجتمعات‬ ‫‪ .)2006‬يؤدي تعليم الفئات األكثر ضعف ًا إلى تحسين‬
‫والمناطق المعرضة للخطر يمكن أن تؤدي إلى تحسن‬ ‫قدراتها على المواجهة‪ ،‬وإنه من المهم ألسباب اإلنصاف‪.‬‬
‫فرص الوصول إلى المواد األساسية‪ ،‬وتعزيز ممارسات‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬إن تعليم الفتيات يمثل أحد الوسائل‬
‫تقييم المخاطر وأنظمة اإلنذار المبكر‪ ،‬وتعزيز االتصال‬ ‫الرئيسية لكسر حلقة الفقر المترسخة داخل الجيل‪ .‬وهو‬
‫والمشاركة‪ .‬وينبغي أن تدعم السياسات تكنولوجيات‬ ‫يرتبط بقوة باألطفال والعائالت األكثر صح ًة (مشروع األمم‬
‫تضمن الحصول العادل على وسالمة المياه والهواء والطاقة‪،‬‬ ‫المتحدة لأللفية ‪ ،)2005‬واإلدارة البيئية األكثر استدامة‪.‬‬
‫وأن توفر النقل واإلسكان والبنية التحتية‪ .‬وينبغي أن تكون‬
‫هذه السياسات مقبولة اجتماعي ًا في السياق المحلي‪ .‬وتكمن‬ ‫االستثمار في التكنولوجيا من أجل التكيف‬
‫الفرصة في االستثمار في مجموعة متنوعة من التقنيات‪،‬‬ ‫العلوم‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬والمعارف التقليدية واألصلية هي‬
‫بما في ذلك التقنيات صغيرة الحجم التي تتيح الحلول‬ ‫موارد مهمة للحد من التعرض للخطر‪ .‬إن السياسات التي‬

‫الشكل ‪ 26-7‬مثال لخريطة فقر لكينيا‬


‫االستثمار النظري الرامي‬
‫إلى سد فجوة الفقر‬
‫السودان‬
‫المعدل الشهري للشلن‬
‫الكيني لكل كم مربع‬

‫إثيوبيا‬
‫>‬
‫‬ ‫بحيرة‬
‫‪m‬‬ ‫توركانا‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‬
‫<‬
‫تم حساب البيانات‬
‫من قبل الدوائر‬

‫أوغندا‬
‫ميزات أخرى‬
‫حدود المقاطعات‬
‫حدود الدوائر‬
‫المتنزهات والمحميات‬
‫الوطنية المختارة‬ ‫الصومال‬
‫المسطحات المائية‬

‫بحيرة‬
‫فيكتوريا‬

‫مالحظة‪ :‬تعتمد التقديرات‬


‫الحضرية على خط الفقر‬
‫‪648‬شلن كيني‪/‬شهريا ً‪ ،‬في‬ ‫تنزانيا‬
‫حين تعتمد بقية الدولة على‬
‫خط الفقر الريفي ‪ 239‬شلن‬
‫كيني‪/‬شهريا ً‬ ‫المحيط الهندي‬
‫‪ 1‬دوالر أمريكي = ‪ 70‬شلن‬
‫كيني‬

‫المصدر‪WRI 2007 :‬‬ ‫‬ ‫ ‬ ‫‪ LN‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪352‬‬


‫الذات" (اليونيسكو ‪.)2005‬‬ ‫الالمركزية‪ .‬يمكن أن تكون بعض أنواع التقنية موارد مهمة‬
‫لتعزيز الترابط االجتماعي واالستقرار والمساواة من خالل‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن سلسلة القادة التفاعلية معقدة جد ًا للسماح‬ ‫إرساء الديمقراطية‪ .‬إن السياسات التي تيسر االتصال‬
‫للفاعلين بأن يكونوا على دراية بأدوارهم المساهمة وأن‬ ‫والتعليم والحوكمة عن طريق تقنيات المعلومات‪ ،‬والتي‬
‫يشعروا بمزيد من المسؤولية للعمل (‪.)Karlsson 2007‬‬ ‫تحسن وضع الفئات المحرومة لها قيمة خاصة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬غالب ًا ما تكون األطر المؤسسية‬
‫لمعالجة المسؤوليات القانونية لحماية المشاعات العالمية‬ ‫تقف البلدان النامية على جني فوائد عديدة من التقنيات‬
‫ضعيفة‪ ،‬ال سيما عندما تكون القضايا عبر الحدود الدولية‬ ‫المتقدمة في أي مكان آخر‪ ،‬ولكنها تواجه أيض ًا أكبر‬
‫وتحدث خالل أطر زمنية مختلفة‪ .‬هناك حاجة إلى استراتيجية‬ ‫التحديات في الوصول إلى هذه التقنيات وإدارة مخاطرها‪.‬‬
‫استجابة؛ حيث تقوم ثقافة المسؤولية على مزيد من‬ ‫ال تزال االلتزامات التي تم اتخاذها في خطة جوهانسبرج‬
‫التضامن العالمي لألجيال الحالية والمستقبلية كوسيلة‬ ‫للتنفيذ (‪ )JPOI‬غير محققة إلى حد كبير‪ .‬إن تقنيات الكمبيوتر‬
‫لدمج قيم الجوار مع التضامن العالمي (‪.)Mertens 2005‬‬ ‫والمعلومات واالتصاالت والتكنولوجيا الحيوية والهندسة‬
‫يمكن رعاية هذا التضامن من خالل‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫الوراثية والتكنولوجيا المتناهية الصغر (شعبة السكان‬
‫التعليم (‪ ،)Dubois and Trabelsi 2007‬أو عمليات‬ ‫التابعة لألمم المتحدة ‪ )2001‬ال تزال غير متوفرة ألعداد‬
‫التفاعل التعاوني (‪ ،)Tasioulas 2005‬أو تصميم المؤسسات‬ ‫كبيرة من الناس في العالم النامي‪ .‬وقد أظهرت التجربة‬
‫التي تعزز التطلعات وااللتزامات العالمية (‪.)Tan 2005‬‬ ‫السابقة أهمية العناية بمالءمة االتصال المتعددة‬
‫للتكنولوجيا مع المجتمع األوسع‪ ،‬وصالحيتها (أو عدمه)‬
‫يمكن دمج التعليم من أجل رعاية الجيران والشعور‬ ‫في سياقات اجتماعية وثقافية واقتصادية خاصة‪ ،‬وآثارها‬
‫بالتعاطف تجاههم‪ ،‬وبناء ثقافة المسؤولية للعمل من خالل‬ ‫على نوع الجنس‪ .‬وهناك استراتيجية مهمة لضمان هذا‬
‫ذلك بسهولة ضمن االستراتيجية العامة لكلٍّ من التعليم‬ ‫لالستثمار أكثر في بناء القدرات في البلدان من أجل االبتكار‬
‫النظامي وغير النظامي‪ .‬إن تمكين الطالب من المشاركة‬ ‫واإلنتاج في مجال التكنولوجيا‪ .‬انظر الشكل ‪ 6-7‬الذي‬
‫مباشرة في حل المشاكل البيئية هو إحدى الطرق الفعالة‬ ‫يوضح في سياق عالمي مدى القفزة الكبيرة التي يحتاج‬
‫لتعزيز سلوك الحفظ (‪ .)Monroe 2003‬تتضمن أمثلة‬ ‫كثير من البلدان إلى القيام بها‪ .‬قدمت فرقة عمل األمم‬
‫المهارات الحياتية المتعلقة بالتعلم البيئي مبادرات التعليم‬ ‫المتحدة المعنية بالعلم والتكنولوجيا واالبتكار عدد ًا من‬
‫المتعلقة بميثاق األرض والبرامج المختلفة التي تتناول‬ ‫التوصيات‪ ،‬منها‪ :‬التركيز على تكنولوجيات األنظمة‪،‬‬
‫المواطنة وحقوق اإلنسان على الصعيد العالمي (األمانة‬ ‫والتكنولوجيات القائمة ذات اآلثار االقتصادية واسعة‬
‫العامة لمبادرة ميثاق األرض ‪.)2005‬‬ ‫النطاق (مثل التكنولوجيا الحيوية‪ ،‬والتكنولوجيا متناهية‬
‫الصغر‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت)؛ وتوفير خدمات‬
‫بناء المؤسسات من أجل العدالة‬ ‫البنية األساسية الكافية كأساس للتكنولوجيا؛ واالستثمار في‬
‫هناك قدر ضئيل جد ًا من اإلنصاف أو العدل في الشخص‬ ‫العلوم وتعليم التكنولوجيا؛ وتعزيز األنشطة التجارية القائمة‬
‫الذي هو عرضه لخطر التغير البيئي‪ .‬إن الفقراء والمهمشين‬ ‫على التكنولوجيا (مشروع األمم المتحدة لأللفية ‪.)2005‬‬
‫هم دائم ًا األشد تضرر ًا في الغالب من البيئة المتدهورة‬
‫(‪.)Harper and Rajan 2004, Stephens 1996‬‬ ‫بناء ثقافة المسؤولية‬
‫إن تصدير واستيراد التعرض للخطر سمة متكررة للنماذج‬
‫يحد سوء الحوكمة واالستبعاد االجتماعي والعجز من‬ ‫األصلية السبعة‪ ،‬مما يعني أن الكثير من الناس ‪ -‬فرادى‬
‫فرص الفقراء للمشاركة في صنع القرارات ذات الصلة‬ ‫وجماعات ‪ -‬يساهمون في كثير من األحيان عن غير قصد‬
‫بموارد وبيئة إحدى البلدان ومدى تأثير هذه العوامل على‬ ‫في معاناة اآلخرين أثناء تحسين مستوى رفاهيتهم‪ .‬وفي‬
‫مستوى رفاهيتهم (‪.)Cornwall and Gaventa 2001‬‬ ‫هذا السياق‪ ،‬تحتاج المجتمعات المعرضة للخطر إلى دعم‬
‫قد ال تصلح الحوكمة وأنظمة الحيازة المحسنة ألكثر‬ ‫للمواجهة والتكيف؛ ولذلك هناك حاجة لبناء ثقافة قوية‬
‫الناس فقر ًا في حال عدم تعزيز فرصهم في المشاركة على‬ ‫بشأن "المسؤولية عن الفعل‪ ".‬إن تعليم الناس كيف أن‬
‫وجه الخصوص‪ .‬إن تحسين فرص المشاركة في الحكم‬ ‫أنماط اإلنتاج واالستهالك لديهم تصدر التعرض للخطر‬
‫وعمليات التخطيط على المستوى المحلي والمستويات‬ ‫إلى مناطق وقارات وأجيال أخرى‪ ،‬وكيف أن هذا يؤثر على‬
‫العليا للحكم يمكن أن يساعد على تعزيز قدرتهم على‬ ‫احتماالت العيش مع ًا على المستوى المحلي يمكن أن‬
‫المواجهة‪ .‬يعطي اإلطار ‪ 17-7‬مثا ًال على مبادرة حديثة من‬ ‫يسهم في ثقافة المسؤولية‪ .‬يؤكد التعليم الذي تقدمه‬
‫مجتمعات السكان األصليين في المنطقة القطبية الشمالية‬ ‫اليونسكو للجميع ضرورة توسيع النظرة التعليمية لتشمل‬
‫والدول الجزرية الصغيرة النامية لجمع أصواتهم في‬ ‫تعلم "مهارات الحياة"‪ ،‬مثل تعلم "العيش معاً" وتعلم "تحقيق‬

‫‪353‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


‫التمويل‪ ،‬واالستثمار في القدرات‪ ،‬وتطوير رصد وتقييم‬ ‫مواجهة تغير المناخ‪.‬‬
‫فعاليين للخطط والسياسات القائمة‪ .‬إن الشراكة الدولية‬
‫أمر حاسم لتحقيق النجاح‪.‬‬ ‫قدم مؤتمر األمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (مؤتمر‬
‫ريو) التغيير المؤسسي األساسي لزيادة المشاركة في‬
‫االلتزام المالي المتزايد أمر أساسي لتعزيز أنشطة‬ ‫صنع القرارات ذات الصلة بالبيئة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إن امتالك‬
‫التكيف‪ ،‬وزيادة القدرة البشرية‪ ،‬ودعم تنفيذ االتفاقات‬ ‫أحد األصوات دون االستماع إلى صاحبه والتأثير على‬
‫البيئية متعددة األطراف‪ ،‬وحفز التنمية‪ .‬في البلدان النامية؛‬ ‫النتائج يمكن أن يؤدي إلى قطيعة أكبر‪ .‬إن نقاط الضعف‬
‫حيث تكون الموارد المالية مقيدة في كثير من األحيان‪،‬‬ ‫في هذا الجانب شكوى متكررة‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫يكون إيجاد عمليات تآزر أفضل بين البيئة وأهداف التنمية‬ ‫حوارات العديد من أصحاب المصالح على المستوى‬
‫أمر ًا مهماً‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن يكون هناك المزيد‬ ‫العالمي (المعهد الدولي للتنمية المستدامة ‪ ،2002‬هبلين‬
‫من استراتيجيات الترابط الداخلية بين الصحة والبيئة أو‬ ‫وآخرون ‪ ،2002‬معهد بناء اإلجماع ‪ .)2002‬تحتاج‬
‫مبادرات الفقر والبيئة (‪.)Kulindwa and others 2006‬‬ ‫االستجابات القائمة إلى تعزيز‪ ،‬ويمكن تطوير‬
‫إن إدماج البيئة في أوراق استراتيجية الحد من الفقر هو‬ ‫االستراتيجيات الفعالة لتمكين الفئة األكثر عرضة للخطر‬
‫أحد الفرص التي يمكن استخدامها بشكل أكثر فعالية‬ ‫عن طريق‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تحسين سبل الحصول على‬
‫(‪ ،Bojo Reddy 2003‬معهد الموارد العالمية ‪.)2005‬‬ ‫المعلومات البيئية ذات الصلة‪ ،‬على النحو المنصوص عليه‬
‫في المبدأ ‪ 10‬من إعالن ريو‪ .‬تم تنفيذ هذا بالفعل في‬
‫ال تزال المساعدة اإلنمائية الرسمية (‪ )ODA‬متخلفة عن‬ ‫العديد من البلدان (‪،Petkova and others 2002‬‬
‫األهداف المتفق عليها‪ .‬في مؤتمر ريو عام ‪ ،1992‬تعهدت‬ ‫اللجنة االقتصادية ألوروبا التابعة لألمم المتحدة ‪.)2005‬‬
‫معظم البلدان بزيادة المساعدة اإلنمائية الرسمية (‪)ODA‬‬ ‫كما أن بناء القدرات أمر أساسي‪.‬‬
‫لألمم المتحدة إلى نحو ‪ 0.7‬في المائة من إجمالي الدخل‬
‫القومي (‪ )GNI) (Parish and Looi 1999‬في عام‬ ‫إن تسليط التركيز القوي على جوانب عدالة نتائج الحكم‬
‫‪ ،1993‬كان متوسط مستوى المساعدة اإلنمائية الرسمية‬ ‫هو عنصر أساسي آخر من جوانب تعزيز القدرة على‬
‫بنسبة ‪ 0.3‬في المائة من إجمالي الدخل القومي (برونتالند‬ ‫المواجهة وشرعية الحكم‪ .‬تشمل االستراتيجيات التي تركز‬
‫‪ .)1995‬ووصف برونتالند نظام إعادة التوزيع الدولي على‬ ‫على العدالة تحديد الفئات والمجتمعات األكثر عرضة‬
‫أنه في "حالة مخزية"‪ ،‬وشدد على أنه "تم على نحو جسيم‬ ‫للخطر‪ ،‬وتقييم آثار السياسات المقترحة أو ًال وقبل كل‬
‫إهمال تكلفة الفقر‪ ،‬والمعاناة البشرية‪ ،‬وتبديد الموارد‬ ‫شيء على هذه الفئات‪ ،‬واتخاذ تدابير لتحسين المساواة‬
‫البشرية‪ ،‬والتدهور البيئي" (برونتالند ‪ .)1995‬ألزم إجماع‬ ‫في الحصول على الموارد ورأس المال والمعرفة‪.‬‬
‫مونتيري لعام ‪ 2002‬مجدد ًا البلدان المتقدمة بتلبية هدف‬
‫األمم المتحدة‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬كانت هناك زيادة مطردة‬ ‫بناء القدرات من أجل التنفيذ‬
‫في المساعدة‪ ،‬وبحلول عام ‪ 2004‬كان متوسط المساعدة‬ ‫إن "فشل التنفيذ" أمر شائع‪ .‬هناك الكثير من االتفاقات‬
‫اإلنمائية الرسمية ‪ 0.42‬في المائة من إجمالي الدخل‬ ‫متعددة األطراف على الصعيدين اإلقليمي والعالمي وخطط‬
‫القومي‪ .‬بيد أن خمسة بلدان فقط حققت هدف األمم‬ ‫العمل المفصلة التي لم يتم تنفيذها بنجاح على الصعيد‬
‫المتحدة‪ ،‬وبحلول عام ‪ 2006‬انخفض المتوسط إلى ‪0.3‬‬ ‫الوطني‪ .‬إن األسباب الكامنة وراء فشل التنفيذ معقدة‪،‬‬
‫في المائة مرة أخرى (انظر الشكل ‪ .)27-7‬وافقت أغنى‬ ‫وليس هناك حلول بسيطة‪ .‬وتتطلب المعالجة أسلوب ًا متعدد‬
‫‪ 15‬دولة عضو ًا في صندوق النقد الدولي على تخصيص‬ ‫المستويات‪ .‬يمكن تحديد ثالث فرص مهمة‪ :‬تحسين‬
‫ما ال يقل عن ‪ 0.51‬في المائة من إجمالي الدخل القومي‬
‫بحلول عام ‪ ،2010‬وزيادة هذه الحصة إلى ‪ 0.7‬في المائة‬
‫اإلطار ‪ 17-7‬أصوات قوية كثيرة ‪ -‬بناء الروابط‬
‫بحلول عام ‪.)Gupta and others 2006( 2015‬‬
‫أصوات قوية كثيرة (‪ )Many Strong Voices‬هي مشروع‪ ،‬انطلق في مؤتمر عام ‪ 2005‬ألطراف اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية‬
‫إن االستثمار في بناء القدرات والدعم التكنولوجي الالزم‪،‬‬ ‫المتعلقة بتغير المناخ‪ ،‬يهدف إلى بناء استراتيجيات لزيادة الوعي بتغير المناخ والتكيف بين المعرضين أكثر للخطر في‬
‫القطب الشمالي والدول الجزرية الصغيرة النامية‪.‬‬
‫على النحو المتوخى في خطة جوهانسبرج للتنفيذ وخطة‬
‫بالي االستراتيجية (‪ ،)BSP‬يمكن أن يعزز القدرة على‬ ‫الهدف من هذا المشروع هو الربط بين المعرضين للخطر في القطب الشمالي والدول الجزرية الصغيرة النامية لحثهم على‬
‫حوار الذي سيؤدي إلى‪:‬‬
‫وضع التدابير المطلوبة وتنفيذها‪ .‬واستهداف بناء القدرات‬ ‫‪ n‬دعم المبادرات اإلقليمية في التعليم والتدريب ورفع درجة الوعي العام؛‬
‫على المستوى الصحيح أمر ضروري‪ .‬قد تتطلب إدارة‬ ‫‪ n‬تطوير الشراكات التي ستتيح للناس في هذه المجاالت إمكانية تبادل المعلومات عن الجهود المبذولة لوضع‬
‫استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ ورفع مستوى الوعي بها؛‬
‫المحسنة بناء القدرات المحلية‪ ،‬في حين أن‬
‫َّ‬ ‫األراضي‬ ‫‪ n‬دعم جهود السكان المحليين ليتمكنوا من التأثير على مناقشة ومشاركة القرارات بشأن التكيف؛ و‬
‫‪ n‬تيسير الجهود اإلقليمية للتأثير في الجهود العالمية حول التكيف والتخفيف‪.‬‬
‫معالجة النقل غير المشروع للنفايات الخطرة سيتطلب بناء‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪354‬‬


‫الشكل ‪ 27-7‬المساعدة اإلنمائية الرسمية (‪ )ODA‬الصافية كنسبة مئوية من إجمالي الدخل القومي (‪ )GNI‬في ‪2006‬‬

‫المساعدة اإلنمائية الرسمية كنسبة مئوية من إجمالي الدخل القومي‬


‫‬

‫‬

‫‬
‫‬ ‫‪UN ODA target‬‬
‫‬

‫ مالحظة‪ :‬يشتمل إجمالي البيانات‬


‫على المساعدة اإلنمائية الرسمية‬
‫ للدول األعضاء في لجنة المساعدة‬
‫اإلنمائية التابعة لمنظمة التعاون‬
‫ والتنمية في الميدان االقتصادي‪.‬‬

‫إج يان‬
‫ا اليات دة‬

‫إي‬

‫ال‬

‫ا ندا‬
‫نيو‬

‫أ‬
‫ا لم‬

‫ك‬

‫أ‬

‫أل‬
‫فنل‬

‫سوي‬

‫فرن‬

‫ال‬

‫ب‬

‫أ‬

‫ا‬
‫هول رج‬
‫لك‬

‫ال‬

‫ال ي‬
‫ا لم‬
‫ليو‬

‫ليا‬
‫لو تح‬

‫لدن‬
‫س‬

‫سبا‬

‫يرل‬
‫لم تح‬
‫ل‬
‫طا‬

‫برت‬

‫نم‬

‫نرو‬

‫س‬
‫ما‬
‫ندا‬

‫جي‬

‫مال ات‬
‫الب‬
‫س‬
‫ا‬

‫ا‬
‫سا‬
‫ترا‬
‫زيل‬

‫ندا‬

‫ملك دة‬

‫ندا‬
‫بان‬

‫ندا‬
‫ما‬
‫نان‬

‫نيا‬
‫المصدر‪OECD 2007 :‬‬

‫ويد‬
‫سا‬
‫غال‬

‫سرا‬
‫ليا‬

‫يج‬
‫نيا‬

‫كا‬

‫مبو‬
‫ليا‬

‫رك‬
‫ة‬
‫قدرات الوكاالت ذات الصلة‪ .‬في بعض المجاالت‪ ،‬مثل‬
‫إدارة التنوع البيولوجي‪ ،‬يفتقر إلى قدرة بعض البلدان‬
‫المتقدمة والنامية على وضع استراتيجيات مترابطة وتنفيذها‬
‫(اتفاقية التنوع البيولوجي ‪ .)2006‬إن تجميع الموارد‬
‫والمشاركة في أفضل الممارسات والتعاون المشترك في‬
‫مجال بناء القدرات على المستوى اإلقليمي كان ناجحاً‪.‬‬

‫يؤدي تحسين قدرات الرصد والتقييم أيض ًا إلى زيادة‬


‫االستثمار في بناء القدرات‪ ،‬والتطوير المناسب للمؤسسات‬
‫والحوكمة‪ .‬في بعض المواقف‪ ،‬هناك حاجة إلى مؤسسات‬
‫ال عن القوانين الوطنية والدولية لضمان‬
‫حكومية قوية‪ ،‬فض ً‬
‫االلتزام بالمعايير‪ .‬إن آليات المؤسسات والحوكمة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫تدابير ضمان الوصول إلى المعلومات ذات الصلة والمحاكم‪،‬‬
‫أمر ضروري لدعم الناس في الحفاظ على مصالحهم‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫إن أنماط التعرض للخطر للتغيرات البيئية واالجتماعية‪-‬‬
‫االقتصادية التي تم تسليط الضوء عليها غير حصرية‬
‫بالتبادل‪ ،‬كما أنها ليست الوحيدة التي توجد داخل البلدان‬
‫وبين المناطق وعلى الصعيد العالمي‪ .‬وهي تقدم مفارقة‬
‫بين البيئة والتنمية لصناع القرار على مختلف المستويات‪:‬‬
‫ال يزال الماليين من الناس عرضة لخطر ضغوط متعددة‬
‫ومتفاعلة في عالم ثروة واختراقات تكنولوجية لم يسبق له‬
‫مثيل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ستساهم مواجهة التحديات التي طرحتها‬
‫أنماط التعرض للخطر في رفاهية اإلنسان عموم ًا وتحقيق‬
‫األهداف اإلنمائية لأللفية‪ .‬وهناك مجموعة واسعة من‬
‫األساليب االستراتيجية‪ ،‬وكثير منها ال يختص بمجال‬
‫السياسة البيئية التي يمكن اتباعها‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬إن‬
‫تنفيذ االلتزامات التي قُدمت بالفعل في إطار واسع‬
‫لمجاالت السياسة‪ ،‬بدء ًا من حقوق اإلنسان األساسية حتى‬
‫المساعدات التنموية‪ ،‬والتجارة حتى البيئة‪ ،‬من شأنها الحد‬
‫من مستوى التعرض للخطر وزيادة رفاهية اإلنسان‪.‬‬

‫‪355‬‬ ‫عرضة الناس والبيئة للخطر‪ :‬التحديات والفرص‬


Charveriat, C. (2000). Natural Disasters in Latin America and the Caribbean: An Bhagwati, J. (2004). In Defense of Globalization. Oxford University Press, Oxford ‫المراجع‬
Overview of Risk. Inter-American Development Bank (IADB), Washington, DC
Bijlsma, L., Ehler, C.N., Klein, R.J.T., Kulshrestha, S.M., McLean, R.F., Mimura, N., ACIA (2004). Impacts of a Warming Arctic: Arctic Climate Impact Assessment.
Chen, S. and Ravallion,M. (2004) How have the World’s Poorest Fared since the early Nicholls, R.J., Nurse, L.A., Perez Nieto, H., Stakhiv, E.Z., Turner, R.K. and Warrick, R.A. Cambridge University Press, Cambridge
1980s? In World Bank Research Observer, v. 19 (2):141-70 (1996). Coastal Zones and Small islands. In Impacts, Adaptations and Mitigation of
ACIA (2005). Arctic Climate Impact Assessment. Arctic Council and the International
Climate Change: Scientific Technical Analyses, Watson, R.T., Zinyowera, M.C. and Moss,
Chronic Poverty Research Centre (2005). Chronic Poverty Report 2004-05. Chronic Arctic Science Committee. Cambridge University Press, Cambridge http://www.acia.
R.H. (eds). Cambridge University Press, Cambridge
Poverty Research Centre, Oxford )uaf.edu/pages/scientific.html (last accessed 27 June 2007
Birdsall, N. and Lawrence, R. Z. (1999). Deep Integration and Trade Agreements: Good
CIESIN (2006). Global distribution of Poverty. Infant Mortality Rates. http://sedac. Adger, N., Hughes, T.P., Folke, C., Carpenter, S.R. and Rockström, J. (2005). Social-
For Developing Countries? In Global Public Goods: International Cooperation in the 21st
)ciesin.org/povmap/ds_global.jsp (last accessed 10 May 2007 Ecological Resilience to Coastal Disasters. In Science 309:1036-1039
Century, Kaul, I. Grunberg, I. and Stern, M. (eds). Oxford University Press, Oxford
Cinner, J.E., Marnane, M.J., McClanahan, T.R., Clark, T.H. and Ben, J. (2005). Trade, Akindele, F. and Senaye, R. (eds.) (2004). The Irony of “White Gold”. Transformation
Birkmann, J. (ed.) (2006). Measuring Vulnerability to Natural Hazards: towards
Tenure, and Tradition: Influence of Socio-cultural Factors on Resource Use in Melanesia. Resource Centre, Moraja http://www.trc.org.ls/publications/ (last accessed 14
disaster resilient societies. United Nations University Press, Tokyo
In Conservation Biology 19(5):1469-1477 )June 2007
Blacksmith Institute (2006). The World’s Worst Polluted Places. The Top Ten.
CMH (2001). Macroeconomics and Health: Investing in Health for Economic Alcamo, J., Döll, P., Henrichs, T., Kaspar, F., Lehner, B., Rösch, T. and Siebert, S.
Blacksmith Institute, New York, NY http://www.blacksmithinstitute.org/get10.php
Development. Commission on Macroeconomics and Health, World Health Organization, (2003). Global estimation of water withdrawals and availability under current and
)(last accessed 27 April 2007
Geneva “business as usual“ conditions. In Hydrological Science 48 (3):339-348
Blaikie, P., Cannon T., Davis, I. and Wisner, B. (1994). At Risk: Natural Hazards,
Colborn, T., Dumanoski, D. and Myers, J. P. (1996). Our Stolen Future. Dutton, New Alexander, D. (1993). Natural disasters. Chapman and Hall, New York, NY
People’s Vulnerability and Disasters. Routledge, London
York, NY
Ali, Saleem H. 2005. “Conservation and Conflict Resolution: Crossing the Policy
Blum, Douglas W. (2002). Beyond Reciprocity: Governance and Cooperation around
Collier, P., Elliot, L., Hegre, H., Hoeffler, A., Reynal-Querol M. and Sambanis, N. Frontier.” Environmental Change and Security Program Report (11):59-60
the Caspian Sea. In Environmental Peacemaking, Conca, K. and Dabelko, G.D. (eds).
(2003). Breaking the Conflict Trap: Civil War and Development Policy. Oxford
The Woodrow Wilson Center Press and the Johns Hopkins University Press, Washington, Allen-Diaz, B. (1996). Rangelands in a changing climate: Impacts, adaptations, and
University Press, Oxford
DC and Baltimore mitigation. Cambridge University Press, Cambridge
Conca, K. and Dabelko, G.D. (eds.) (2002). Environmental Peacemaking. The
Bojo, J. and Reddy, R.C. (2003). Status and Evolution of Environmental Priorities in America’s Wetland (2005). Wetland Issues Exposed in Wake of Hurricane Katrina.
Woodrow Wilson Center Press and the Johns Hopkins University Press, Washington,
the Poverty Reduction Strategies. An Assessment of Fifty Poverty Reduction Strategy America’s Wetland, Press Releases http://www.americaswetland.com/article.
DC and Baltimore
Papers. Environment Economic Series Paper No. 93. The World Bank, Washington, DC )cfm?id=292&cateid=2& pageid=3&cid=16 (last accessed 27 April 2007
Conca, K., Carius, A. and Dabelko, G.D. (2005). Building peace through environmental
Borrmann, A., Busse M., Neuhaus S. (2006). Institutional Quality and the Gains from Anderson, K. (2004). Subsidies and Trade Barriers. In Global Crises, Global Solutions
cooperation. In State of the World 2005: Redefining Global Security. Worldwatch
Trade. In Kyklos 59(3):345 - 368 (ed. B. Lomborg). Cambridge University Press, Cambridge
Institute, Norton, New York, NY
Blumenthal, S. (2005). No-one Can Say They Didn’t See It Coming. In Spiegel Appleton, J.D., Williams, T.M., Breward, N., Apostol, A., Miguel, J. and Miranda, C.
Consensus Building Institute (2002). Multi-stakeholder Dialogues: Learning From the
International 31 August 2005 (1999). Mercury contamination associated with artisinal gold-mining on the island of
UNCSD Experience. Background Paper No.4. United Nations Department of Economic
Mindanao, The Philippines. In Sci. Total Environment 228:95-109
and Social Affairs. Commission on Sustainable Development Acting as the Preparatory Bohle, H. G., Downing, T. E. and Watts, M. (1994). Climate Change and Social
Committee for the World Summit on Sustainable Development. Third Preparatory Vulnerability: The Sociology and Geography of Food Insecurity. In Global Environmental ArcWorld ESRI (2002) ESRI Data & Maps 2002. CD-ROM
Session. 25 March - 5 April 2002, New York, NY Change: 4 (1):37-48
Aron J.L., Ellis J.H. and Hobbs B.F. (2001). Integrated Assessment. In Ecosystem
CSMWG (1995). Definition of a Contaminated Site. Contaminated Sites Management Brock, K. (1999). It’s not only wealth that matters – it’s peace of mind too: a review Change and Public Health. A Global Perspective, Aron, J.L. and Patz, J.A. (eds.). The
Working Group of the Canadian Government. http://www.ec.gc.ca/etad/csmwg/en/ of participatory work on poverty and ill-being. Voices of the Poor Study paper. The Johns Hopkins University Press, Baltimore and London
)index_e.htm (last accessed 27 April 2007 World Bank, Washington, DC
Amorin, M.I., Mergier, D., Bahia, M.O., Dubeau, H., Miranda, D., Lebel, J., Burbano,
Cornwall, A. and Gaventa, J. (2001) From Users and Choosers to Makers and Shapers: Brosio, G. (2000). Decentralization in Africa. Africa Department of the International R.R. and Lucotte, M. (2000). Cytogenic damage related to low levels of methyl
Reposisitioning Participation in Social Policy, IDS Working Paper 127, Institute for Monetary Fund, Washington, DC mercury contamination in the Brazilian Amazon. In Ann. Acad. Bras. Cienc. 72:497-
Development Studies, Brighton 507
Brown, K. and Lapuyade S. (2001). A livelihood from the forest: Gendered visions
Crowder, L.B., Osherenko, G., Young, O., Airame, S., Norse, E.A., Baron, N., Day, J.C., of social, economic and environmental change in southern Cameroon. In Journal of Ayotte, P., Dewailly, E., Bruneau, S., Careau, H. and A. Vezina (1995). Arctic Air-
Douvere, F., Ehler, C.N., Halpern, B.S., Langdon, S.J., McLeod, K.L., Ogden, J. C., .International Development 13:1131-1149 Pollution and Human Health - What Effects Should Be Expected. In Science of the Total
Peach, R.E., Rosenberg, A.A. and Wilson, J.A. (2006). Resolving mismatches in U.S. Environment 160/161:529-537
Brundtland, G.H. (1995). A Shameful condition. Progress of Nations. United Nations
Ocean Governance. In Science 313:617-618
Children’s Fund, New York, NY http://www.unicef.org/pon95/aid-0002.html (last AHDR (2004). Arctic Human Development Report. Stefansson Arctic Institute, Akureyri
CSD (2006). 14th Session of the Commission on Sustainable Development. )accessed 27 April 2007
Auty, R. M., ed. (2001). Resource Abundance and Economic Development. UNU/
Chairman’s Summary. http://www.un.org/esa/sustdev/csd/csd14/documents/
Bruns, B.R. and Meizin-Dick, R. (2000). Negotiating Water Rights in Contexts of Legal WIDER studies in development economics. Oxford University Press, Oxford
)chairSummaryPartI.pdf (last accessed 27 April 2007
Pluralism: Priorities for Research and Action. In Negotiating Water Rights, Bruns, B.R.
Bächler, G., Böge, V., Klötzli, S., Libiszewski, S. and Spillmann, K. R. (1996).
Cuny, 1983 and Cuny, F.C. (1983). Disasters and development. Oxford University and Meizin-Dick, R. (eds.). Intermediate Technologies Publications, London
Kriegsursache Umweltzerstörung: Ökologische Konflikte in der Dritten Welt und Wege
Press, New York, NY
Bulatao-Jayme, Fr.J., Villavieja, G.M., Domdom, A.C. and Jimenez, D.C. (1982). Poor ihrer friedlichen Bearbeitung. Volume 1. Rüegger, Chur, Zürich
Cutter, S.L. (1995). The forgotten casualties: women, children and environmental urban diets: causes and feasible changes. In Geoj. Suppl. Iss. 4:3-82
Baechler, G. (1999), Internationale und binnenstaatliche Konflikte um Wasser.
change. In Global Environmental Change 5(3):181-194
Bulte, E.H., Damania, R. and Deacon, R.T. (2005). Resource Intensity, Institutions, and Zeitschrift für Friedenspolitik 3:1-8
Cutter, S.L. (2005). The Geography of Social Vulnerability: Race, Class, and Catastrophe. In Development. In World Development 33 (7):1029–1044
Bakhit, A.H. (1994). Mubrooka: a study in the food system of a squatter settlement in
Understanding Katrina: Perspectives from the Social Sciences. Social Science Research Council
Burholt, V. and Windle, G. (2006). Keeping warm? Self-reported housing and home Omdurman, Sudan. In Geojournal 34 (3):263-268
)http://understandingkatrina.ssrc.org/Cutter/ (last accessed 27 April 2007
energy efficiency factors impacting on older people heating homes in North Wales. In
Bankoff, G. (2001). Rendering the world unsafe: ‘vulnerability’ as Western discourse.
Cutter, S.L., Emrich, C.T., Mitchell, J.T., Boruff, B.J., Gall, M., Schmidtlein, M.C., Energy Policy (34):1198-1208
In Disasters 21(1):19-35
Burton, C.G. and Melton, G. (2006). The Long Road Home: Race, Class, and Recovery
Calderon, J., Navarro, M.E., Jiminez-Capdeville, M.E., Santos-Diaz, MA., Golden, A.,
from Hurricane Katrina. In Environment 48(2):8-20 Barbieri, K. and Reuveny, R. (2005). Economic Globalization and Civil War. In Journal
Rodriguez-Leyva, I., Bonja-Aburto, V.H. and Diaz-Barriga, F. (2001). Exposure to
)of Politics 67 (4
Dahl, A. (1989). Traditional environmental knowledge and resource management arsenic and lead and neuripsychological development in Mexican children. In Environ.
in New Caledonia. In Traditional Ecological Knowledge: a Collection of Essays R.E. Res. 85:69-76 Barnett, J. (2003). Security and Climate Change. In Global Environmental Change
Johannes (ed.). IUCN, Gland and Cambridge http://islands.unep.ch/dtradknc.htm 13(1):7-17
Calcagno, A.T (2004). Effective environmental assessment: Best practice in the planning cycle.
)(last accessed 13 June 2007
Comprehensive options assessment http://www.un.org/esa/sustdev/sdissues/energy/op/ Barnett, J. and Adger, N. (2003). Climate Dangers and Atoll Countries. In Climatic
De Grauwe, P. and Camerman, F. (2003). How Big Are the Big Multinational )hydro_calcagno_environ_assessment.pdf (last accessed 27 April 2007 Change 61(3):321-337
Companies? In World Economics 4(2):23–37
Campling, L. and Rosalie, M. (2006). Sustaining social development in a small island Basel Action Network (2002). Exporting harm: the high tech trashing of Asia. Basel
DfID (2002). Trade and Poverty. Background Briefing Trade Matters Series. UK developing state? The case of the Seycheles. In Sustainable Development 14(2):115-125 Action Network, Seattle http://www.ban.org/E-waste/technotrashfinalcomp.pdf (last
Depratment for International Development. http://www.dfid.gov.uk/pubs/files/ )accessed 13 June 2007
CBD (2006). Report of the Eighth Meeting of the Parties to the Convention on
)bg-briefing-tradeandpoverty.pdf (last accessed 13 June 2007
Biological Diversity. UNEP/CBD/COP/8/31. Convention on Biological Diversity http:// Basel Action Network (2006). 12 Human Rights/Green Groups Call for an Immediate
De Soysa, I. (2002a). Ecoviolence: Shrinking Pie or Honey-Pot? In Global )www.cbd.int/doc/meeting.aspx?mtg=cop-08 (last accessed 15 June 2007 Halt on Scrapping of ‘Toxic Ships’ Following Recent Findings of Death and Disease
Environmental Politics 2(4):1-34 in India. Toxic Trade News. http://www.ban.org/ban_news/2006/060914_
Chambers, R. (1989). Vulnerability, coping and policy. Institute of Development
)immediate_halt.html (last accessed on 24 August 2007
De Soysa, I. (2002b). Paradise is a Bazaar? Greed, Creed, and Governance in Civil Studies, University of Sussex. In IDS Bulletin 20:1-7
War, 1989–1999. Journal of Peace Research 39(4):395–416 Benedetti, M., Lavarone, I., Combe, P. (2001). Cancer risk associated with residential
Chambers, R. (1995). Poverty and livelihoods: Whose Reality counts. In Environment
proximity to industrial sites: A review. In Arch. Environ. Health 56:342-349
De Soysa, I. (2005). Filthy Rich, Not Dirt Poor! How Nature Nurtures Civil Violence. and Urbanization 1(7):173-204
In Handbook of Global Environmental Politics, P. Dauvergne (ed). Edward Elgar, Berkes, F. (2002). Cross-Scale Institutional Linkages: Perspectives from the Bottom Up.
Chambers, R. and G. R. Conway (1992). Sustainable rural livelihoods: Practical concepts
Cheltenham In The Drama of the Commons, Ostrom, E., Dietz, T., Dolsak, N., Stern, P. C., Stonich
for the 21st century. Discussion Paper 296, Institute of Development Studies, Sussex
S. and Weber, E.U. (eds.) National Academy Press, Washington, DC

‫ األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬:‫القسم د‬ 356


Griffin, D.W., Kellogg, C.A and Shinn, E.A. (2001). Dust in the wind:Long range FAO (2003b). The State of Food Insecurity in the World; monitoring progress towards the Diamond, J. (2004). Collapse: How Societies Choose to Fail or Succeed. Penguin
transport of dust in the atmosphere and its implications for global public and ecosystem World Food Summit and Millennium Development Goals. Food and Agriculture Organization of Books, London
)health. In Global Change & Human Health 2(1 the United Nations, Rome
Diehl, P.F. and Gleditsch, N.P. (eds.) (2001). Environmental Conflict. Westview Press,
Gupta, S.; Patillo, C. and Wagh, S. (2006). Are Donor Countries Giving More or FAO (2004a). Advance Funding for Emergency and Rehabilitation Activities. 127th Session Boulder, CO
Less Aid?. Working Paper WP/06/1. International Monetary Fund, Washington, DC Council. Food and Agricultural Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/
Dietz, A.J., Ruben, R. and Verhagen, A. (2004). The Impact of Climate Change on
http://www.imf.org/external/pubso/ft/wp/2006/wp0601.pdf (last accessed )docrep/meeting/008/j3631e.htm (last accessed 27 April 2007
Drylands. Kluwer Academic Publishers, Dordrecht
)27 April 2007
FAO (2004b). FAO and SIDS: Challenges and Emerging Issues in Agriculture, Forestry
Dilley, M., Chen, R., Deichmann, U., Lerner-Lam, A.L. and Arnold, M. (with Agwe, J.,
Haavisto, P. (2005). Environmental impacts of war. In State of the World 2005: and Fisheries. Food and Agriculture Organization, Rome
Buy, P., Kjekstad, O., Lyon, B. and Yetman, G.) (2005). Natural Disaster Hotspots: A
Redefining Global Security Worldwatch Institute, Norton, New York, NY
FAO (2005a). Mediterranean fisheries: as stocks decline, management improves. Global Risk Analysis. Synthesis Report. The World Bank, Washington, DC and Columbia
Harbom, L. and Wallensteen, P. (2007). Armed Conflict, 1989-2006. In Journal of Peace Food and Agriculture Organization, Rome http://www.fao.org/newsroom/en/ University, New York, NY
)Research 44(5) http://www.pcr.uu.se/research/UCDP (last accessed 29 June 2007 )news/2005/105722/index.html (last accessed 21 June 2007
Dobie P. (2001). Poverty and the Drylands. The Global Drylands Development
Harper, K. and Rajan, S.R. (2004). International Environmental Justice: Building FAO (2005b). The state of food security in the world 2005; eradicating world hunger - Partnership. United Nations Development Programme, Nairobi
Natural Assets for the Poor. Working Paper Series, 87. Political Economy Research key to achieving the Millennium Development Goals. Food and Agricultural Organization
Dollar, D. (2004). Globalization, poverty, and inequality since 1980. Policy Research
Institute, http://www.peri.umass.edu/Publication.236+M53cb8b79b72.0.html (last of the United Nations, Rome
Working Paper Series 3333. The World Bank, Washington, DC
)accessed 13 June 2007
FAO (2006). Progress towards the MDG target. Food security statistics. Food and
Dollar, D. and Kraay, A. (2000). Trade, Growth, and Poverty. Development Research
Harrison, P. and Pearce, F. (2001). AAAS Atlas of Population and Environment.American Agriculture Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/es/ess/
Group, The World Bank, Washington, DC
Association for the Advancement of Science. University of California Press, California )faostat/foodsecurity/FSMap/mdgmap_en.htm (last accessed 27 April 2007
)http://www.ourplanet.com/aaas/pages/about.html (last accessed 27 April 2007 Douglas, B.C. and Peltier, W.R. (2002). The puzzle of global sea-level rise. In Physics
FAO, UNEP and WHO (2004). Pesticide Poisoning: Information for Advocacy and
Today 55:35–41
Haupt, F., Muller-Boker, U. (2005). Grounded research and practice - PAMS - A Action. United Nations Environment Programme, Geneva
transdisciplinary program component of the NCCR North-South. In Mountain Research Douglas, C.H. (2006). Small island states and territories: sustainable development
Fischetti, M. (2001). Drowning New Orleans. In Scientific American 285(4):76-85
and Development 25(2):101-103 issues and strategies - challenges for changing islands in a changing world. In
Flynn, J., Slovik, R. and Mertz, C.K. (1994). Gender, race and perception of Sustainable Development 14(2):75-80
Hay, J.E., Mimura, N., Campbell, J., Fifita, S., Koshy, K., McLean, R.F., Nakalevu, T.,
environmental health risks, Oregon. In Decision Research March 16
Nunn, P. and de Wet, N. (2003). Climate Variability and change and sea-level rise in Downing, T.E. (Ed.) (2000). Climate, Change and Risk. Routledge, London
the Pacific Islands Region: A resource book for policy and decision makers, educators Folke, C., Carpenter, S., Elmqvist, Th., Gunderson, L., Holling, C. S. and Walker, B.
Downing, T. E. and Patwardhan, A. (2003). Technical Paper 3: Assessing Vulnerability
and other stakeholders. SPREP, Apia, Samoa (2002). Resilience and Sustainable Development: Building Adaptive Capacity in a
for Climate Adaptation. In UNDP and GEF Practitioner Guide, Adaptation Policy
World of Transformations. In Ambio 31(5):437-440
Henderson-Sellers, A., Zhang, H., Berz, G., Emanuel, K., Gray, W., Landsea, C., Frameworks for Climate Change: Developing Strategies, Policies and Measures.
Holland, G., Lighthill, J., Shieh, S.-L., Webster, P. and McGuffie, K.(1998). Tropical Fordham, M.H. (1999). The intersection of gender and social class in disaster: Cambridge University Press, Cambridge
Cyclones and Global Climate Change: A Post-IPCC Assessment. In Bulletin of the balancing resilience and vulnerability. In International Journal of Mass Emergencies and
Dreze, J. and Sen, A. (1989). Hunger and Public Action. Clarendon Press, Oxford
American Meteorological Society 79:19–38 Disasters 17 (1):15-37
DTI (2001). Fuel Poverty. UK Department of Trade and Industry, London http://www.
Hertel, T.W. and Winters, A.L. (eds.) (2006). Poverty and the WTO: Impacts of the Friedmann, J. (1992). Empowerment: The politics of alternative development.
)dti.gov.uk/energy/fuel-poverty/index.html (last accessed 27 April 2007
Doha Development Agenda. The World Bank, Washington, DC Blackwell Publishers, Cambridge, MA
Dubois, J.-L. and Trabelsi, M. (2007). Social Sustainability in Pre- and Post-Conflict
Hess, J. and Frumkin, H. (2000). The International trade in toxic waste:  The case of GAEZ (2000). Global Agro-Ecological Zones. Food and Agricultural Organization of the
Situations: Capability Development of Appropriate Life-Skills. In International Journal
Sihanoukville, Cambodia. In Int J Occup Environ Health 6:263-76 United Nations and International Institute for Applied Systems Analysis, Rome http://
of Social Economics 34
)www.fao.org/ag/agl/agll/gaez/index.htm (last accessed 13 June 2007
Hewitt, K. (1983). Interpretations of Calamity: from the viewpoint of human ecology.
Earth Charter Initiative Secretariat (2005). Bringing Sustainability into the Classroom.
Allen and Unwin, St Leonards, NSW Garrett G. (1998). Global Markets and National Politics: Collision Course or Virtuous
An Earth Charter Guidebook for Teachers. The Earth Charter Initiative International
Circle? In International Organization 52 (4):787–824
Hewitt, K. (1997). Regions of Risk. A geographical introduction to disasters. Addison Secretariat, Stockholm and San José http://www.earthcharter.org/resources/ (last
Wesley Longman, Harlow, Essex Georges, N.M. (2006). Solid Waste as an Indicator of Sustainable Development in )accessed 27 April 2007
Tortola, British Virgin Islands. In Sustainable Development 14:126-138
Hiblin, B., Dodds, F. and Middleton, T. (2002). Reflections on the First Week – Prep. European Commission (2001). Towards a European strategy for the security of energy
Comm. II Progress Report. Outreach 2002, 4th February, 1-2 GEO Data Portal. UNEP’s online core database with national, sub-regional, regional supply. Green Paper. European Commission, Brussels
and global statistics and maps, covering environmental and socio-economic data and
Higashimura, R. (2004). Fisheries in Atlantic Canada after the collapse of cod. Eckley, N. and Selin, H. (2002). The Arctic Vulnerability Study and Environmental
indicators. United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/
Proceedings Twelfth Biennial Conference of the International Institute of Fisheries Pollutants: A Strategy for Future Research and Analysis. Paper presented at the Second
)geo/data or http://geodata.grid.unep.ch (last accessed 1 June 2007
Economics & Trade (IIFET), July 20-30, 2004, Tokyo AMAP International Symposium on Environmental Pollution of the Arctic, Rovaniemi,
GIWA (2006). Challenges to International Waters; Regional Assessments in a Global Finland, 1-4 October, 2002
Hild, C.M. (1995). The next step in assessing Arctic human health. In The Science of
Perspective. United Nations Environment Programme, Nairobi http://www.giwa.net/
the Total Environment 160/161:559-569 Edmonds, D. and Wollenberg, E. (2003). Whose Devolution is it Anyway? Divergent
)publications/finalreport/ (last accessed 13 June 2007
Constructs, Interests and Capacities between the Poorest Forest Users and the States.
Holling, C.S. (1973). Resilience and stability of ecological systems. In Annual Review
Gleditsch, N.P. (ed.) (1999). Conflict and the Environment. Kluwer, Dordrecht, Boston, In Local Forest Management. The Impacts of Devolution Policies, Edmonds, D. and
of Ecology and Systematics 4:1-23
London Wollenberg, E. (eds). Earthscan, London
Holling, C.S. (2001). Understanding the Complexity of Economic, Ecological and Social
Gleick, P. (1999). The Human Right to Water. In Water Policy 1(5):487-503 Emanuel, K.A. (1988). The Dependency of Hurricane Intensity on Climate. In Nature
Systems. In Ecosystems 4:390-405
326:483 – 485
Goldsmith, E. and Hildyard, N. (1984). The Social and Environmental Effects of Large
Homer-Dixon, T.F. (1999). Environment, Scarcity, and Violence. Princeton University
Dams. Sierra Club Books, San Francisco EM-DAT. The International Disaster Database. http://www.em-dat.net/ (last accessed
Press, Princeton, NJ
)13 June 2007
Gordon, B., Mackay, R. and Rehfuess, E. (2004). Inheriting the World. The Atlas of
Hoegh-Guldberg, O., Hoegh-Guldberg, H., Stout, D., Cesar, H. and Timmerman, A.
Children’s Health and the Environment. World Health Organization, Geneva ESMAP (2005). ESMAP Annual Report 2005. Energy Sector Management Assistance
(2000). Pacific in Peril: Biological, Economic and Social Impacts of Climate Change on
Program. International Bank for Reconstruction and Development, Washington, DC
Pacific Coral Reefs. Greenpeace, Amsterdam Goreux, L. and Macrae, J. (2003). Reforming the Cotton Sector in Sub-Saharan Africa.
Africa Regional Working Paper Series 47. The World Bank, Washington, DC. http:// Eurostat and IFF (2004). Economy-wide Material Flow Accounts and Indicators of
Huggins, C., Chenje, M. and Mohamed-Katerere, J.C. (2006). Environment for Peace
)www.worldbank.org/afr/wps/wp47.pdf (last accessed 27 April 2007 Resource Use for the EU-15: 1970-2001, Series B. Prepared by Weisz, H., Amann,
and Regional Cooperation. In UNEP (2006). Africa Environment Outlook 2. Our
Ch., Eisenmenger, N. and Krausmann, F. Eurostat, Luxembourg
Environment, Our Wealth. United Nations Environment Programme, Nairobi Gowrie, M. N. (2003). Environmental vulnerability index for the island of Tobago, West
Indies. In Conservation Ecology 7(2:11 http://www.consecol.rg/vol7/iss2/art11/ FAO (1995). Prevention of accumulation of obsolete pesticide stocks. Food and
Hulme, D. and Murphree, M. (eds.) (2001) African Wildlife and Livelihoods: The
)(last accessed 27 April 2007 Agriculture Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/docrep/
promise and performance of community conservation. James Curry, Oxford
)v7460e/V7460e00.htm (last accessed 27 April 2007
Graham, Edward, M. (2000). Fighting the Wrong Enemy: Antiglobal Activists and
IATF (2004). Report of the Tenth Session of the Working Group on Climate Change
Multinational Enterprises. Institute for International Economics, Washington, DC FAO (1999). Trade issues facing small island developing states. Food and Agriculture
and Disaster Reduction, 7–8 October 2004. Inter-Agency Task Force on Disaster
Organization of the United Nations, Rome http://www.fao.org/docrep/meeting/
Reduction, Geneva Graham, T. and Idechong, N. (1998). Reconciling Customary and Constitutional Law -
)X1009E.htm (last accessed 27 April 2007
Managing Marine Resources in Palau, Micronesia. In Ocean and Coastal Management
ICES (2006). Is time running out for deepsea fish? http://www.ices.dk/
40(2):143-164 FAO (2001). Baseline study on the problem of obsolete pesticide stocks. Food and
marineworld/deepseafish.asp
Agriculture Organization of the United Nations, Rome
Greif, A. (1992). Institutions and International Trade: Lessons from the Commercial
ICOLD (2006). Proceedings of the 22nd ICOLD Congress of the International
Revolution (Historical Perspectives on the Economics of Trade). In AEA Papers and FAO (2002). Stockpiles of obsolete pesticides in Africa higher than expected. Food
Commission on Large Dams, 18-23 June 2006, Barcelona
Proceedings 82(2):128-133 and Agriculture Organization, Rome http://www.fao.org/english/newsroom/
IEA (2002). World Energy Outlook 2002. International Energy Agency, Paris )news/2002/9109-en.html (last accessed 13 June 2007
Grether, J.M. and De Melo, J. (2003). Globalization and Dirty Industries: Do Pollution
IEA (2003). World Energy Outlook 2003. International Energy Agency, Paris Havens Matter? NBER Working Papers 9776, National Bureau of Economic Research, FAO (2003a). Status and trends in mangrove area extent worldwide. By Wilkie, M.L. and
Cambridge, MA Fortuna, S. Forest Resources Assessment Working Paper No. 63. Forest Resources Division.
IEA (2004). World Energy Outlook 2004. International Energy Agency, Paris
)Food and Agricultural Organization of the United Nations, Rome (Unpublished

357 ‫ التحديات والفرص‬:‫عرضة الناس والبيئة للخطر‬


Mertens, T. (2005). International or Global Justice? Evaluating the Cosmopolitan Kuhnlein, H. V. and H. M. Chan (2000). Environment and contaminants in traditional IEA (2005). World Energy Outlook 2005. International Energy Agency, Paris
Approach. In Real World Justice, Follesdal, A. and Pogge, T. (eds.). Springer, Dordrecht food systems of northern indigenous peoples. In Annual Review of Nutrition 20:595-
IEA (2006). World Energy Outlook 2006. International Energy Agency, Paris
626
Metha, L. and La Cour Madsen, B. (2004). Is the WTO after your water? The General
IEA (2007). Energy Security and Climate Change Policy. International Energy Agency,
Agreement on Trade in Services (GATS) and poor people’s right to water. In Natural Kulindwa, K., Kameri-Mbote, P., Mohamed-Katerere and J.C., Chenje, M. with 
Paris http://www.iea.org/Textbase/publications/free_new_Desc.asp?PUBS_
resources forum: a United Nations Journal 2 (2):154-164 Sebukeera, C. (2006). The Human Dimension. In Africa Environment Outlook 2. Our
)ID=1883 (last accessed 15 June 2007
Environment, Our Wealth. United Nations Environment Programme, Nairobi
Miller, F., F. Thomalla and J. Rockström (2005). Paths to a Sustainable Recovery after
IFPRI (2006). 2006 Global Hunger Index. A Basis for Cross-Country Comparisons.
)the Tsunami. In Sustainable Development Update 5(1 Kulshreshta, S.N. (1993). World water resources and regional vulnerability. Impact of future
International Food Policy Research Institute, Washington, DC
.changes. RR-93-10. International Institute for Applied Systems Analysis, Laxenburg
Miller, F., Thomalla, F., Downing T. E. and Chadwick, M. (2006). Resilient Ecosystems,
IFRCRCS (2005). World Disasters Report. International Federation for the Red Cross
Healthy Communities: Human Health and Sustainable Ecosystems after the Tsunami. In Kusters, K. and Belcher, B. (Eds) (2004). Forest products, livelihoods and
and Red Crescent Societies, Geneva
Oceanography 19(2):50-51 conservation: case studies of non-timber forest product systems. Vol. 1, Asia. Center for
International Forestry Research, Bogor Igoe, J. (2006). Measuring the Costs and Benefits of Conservation to Local
MA (2003). Ecosystems and Human Well-being; a framework for assessment. Island
Communities. In Journal of Ecological Anthropology 10:72-77
Press, Washington, DC Lal, Deepak and Mynt, Hla (1996). The Political Economy of Poverty, Equity, and
Growth. Clarendon, Oxford IISD (2002). WSSD PrepCom II Highlights: Monday, 28 January 2002. Earth
MA (2005). Ecosystems and Human Well-being: Synthesis. Island Press, Washington, DC
Negotiations Bulletin. International Institute for Sustainable Development, Winnepeg
Lam, M. (1998). Consideration of Customary Marine Tenure System in the
Mitchell, J.K. (1988). Confronting natural disasters: an international decade for natural
Establishment of Marine Protected Areas in the South Pacific. In Ocean and Coastal IOM (2005). World Migration 2005: The Costs and Benefits of International
hazard reduction. In Environment 30 (2):25-29
Management 39(1):97-104 Migration.  International Organization for Migration, Geneva
Mitchell, J.K. (1999). Crucibles of hazard: mega-cities and disasters in transition.
Leach, M., Scoones, I. and Thompson, L. (2002). Citizenship, science and risk: IPCC (2001). Climate Change 2001 – Impacts, Adaptation and Vulnerability. Contribution of
United Nations University Press, New York, NY
conceptualising relationships across issues and settings. In IDS Bulletin 33(2):83 -91. Working Group II to the Third Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate
Modi, V., McDade, S., Lallement, D. and Saghir, J. (2005). Energy and the Millennium Institute of Developing Studies, University of Sussex, Brighton Change. McCarthy, J.J., Canziani, O.F., Leary, N. A., Dokken, D.J. and White, K.S. (eds).
Development Goals. Energy Sector Management Assistance Programme, United Nations Cambridge University Press, Cambridge and New York, NY
Leamer, E.E., Maul, H., Rodriguez, S. and Schott, P.K. (1999). Does Natural Resource
Development Program, UN Millenium Project, and The World Bank, New York, NY
Abundance Increase Latin American Income Inequality. In Journal of Development IPCC (2007). Climate Change 2007: Climate Change Impacts, Adaptation and
Mohamed-Katerere, J.C. (2001). Review of the Legal and Policy Framework for Economics 59:3–42 Vulnerability, Summary for Policymakers. Contribution of Working Group II to the Fourth
Transboundary Natural Resource Management in Southern Africa. Paper No 3, IUCN- Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change, Geneva http://
Lebel, J., Mergier,D., Branches, F., Lucotte, M., Amorim, M., Larribe, F., Dolbec,
ROSA Series on Transboundary Natural Resource Management. IUCN – The World )www.ipcc.ch/SPM6avr07.pdf (last accessed 27 April 2007
J. (1998). Neurotoxic effects of low-level methyl mercury contamination in the
Conservation Union, Harare
Amazonian Basin. In Environ. Res. 79:20-32 IRN (2006). IRN’s Bujagali Campaign. International River Network http://www.irn.
Mohamed-Katerere, J.C. and Van der Zaag, P. (2003). Untying the knot of silence )org/programs/bujagali/ (last accessed 14 June 2007
Lebel, L., Tri, N.H., Saengnoree, A., Pasong, S., Buatama, U. and Thoa, L.K. (2002).
– making water law and policy responsive to local normative systems. Hassan, F.A.
Industrial transformation and shrimp aquaculture in Thailand and Vietnam: Pathways to ISDR (2002). Natural disasters and sustainable development: understanding the links
Reuss, M. Trottier, J. Bernhardt, C. Wolf, A.T. Mohamed-Katerere, J. C. and Van der
ecological, social and economic sustainability? In Ambio 31(4):311-323 between development, environment and natural disasters. United Nations International
Zaag, P. (eds.). In History and Future of Shared Water Resources. UNESCO-International
Strategy for Disaster Reduction (ISDR), Geneva
Hydrological Porgramme, Paris La Rovere, E.L. and Romeiro, A.R. (2003). Country study Development and Climate:
Brazil, COPPE/UFRJ and UNICAMP/EMBRAPA, Rio de Janeiro, http://www. ISDR (2004). Living with Risk: A global review of disaster reduction initiatives.
Mollo, M., Johl, A., Wagner, M., Popovic, N., Lador, Y., Hoenninger, J., Seybert, E. and
.developmentfirst.org/Publications/BrazilCountryStudy.pdf International Secretariat for Disaster Reduction, Geneva
Walters, M. (2005). Environmental Rights Report. Human Rights and the Environment.
Materials for the 61st Session of the United Nations Commission on Human Rights, Leite, C. and J. Weidmann (1999). Does Mother Nature Corrupt? Natural Resources, IUCN (2005). Constraints to the sustainability of deep sea fisheries beyond national
Geneva, March 14 – April 22, 2005. Earthjustice, Oakland Corruption, and Economic Growth., International Monetary Fund, Washington, DC jurisdiction. IUCN Committee on Fisheries. Twenty-sixth Session, Rome, Italy, 7–11
March 2005
Monroe, M. C. (2003). Two Avenues for Encouraging Conservation Behaviours. In Lind, J. and Sturman, K. (eds.). (2002). Scarcity and Surfeit - The ecology of Africa’s
Human Ecology Review 10(2):113-125 conflicts, African Centre for Technology Studies and Institute for Security Studies, Jeffrey, R. and Sunder, N. (2000). A New Moral Economy for India’s Forests?
South Africa Discourses of Community and Participation. Sage Publications, New Delhi
Mortimore, M. (2005). Dryland development: success stories from West Africa. In
Environment 47:8-21 Liu, P. F., Lynett, P, Fernando, H., Jaffe, B. E., Fritz, H., Higman, B., Morton, R., Goff, Jones, R. (2006). Slum politics: how self-government strategies are improving futures
J. and Synolakis C. (2005). Observations by the International Tsunami Survey Team in for slum-dwellers. Association for Women’s Rights in Development. http://www.awid.
Mortimore, M. (2006). Why invest in drylands? Synergies and strategy for developing
Sri Lanka. In Science 308(5728):1595 )org/go.php?stid=1584 (last accessed 27 April 2007
ecosystem services. In Drylands’ hidden wealth. Integrating Dryland Ecosystem
Services into National Development Planning. Conference Report. Amman, Jordan, Lopez, P. D. (2005). International Environmental Regimes: Environmental Protection Josking, T. (1998). Trade in Small Island Economies: Agricultural Trade Dilemmas for
26 – 27 June 2006 http://www.iucn.org/themes/CEM/documents/drylands/ as a Means of State Making? No. 242. Oficina do CES, Centro de Estudos Sociais. the OECS. Paper prepared for IICA/NCFAP Workshop on Small Economies in the Global
)amman_drylands_wreport_noppt_sept2006.pdf (last accessed 27 April 2007 Coimbra http://www.ces.uc.pt/publicacoes/oficina/242/242.php (last accessed Economy, Grenada
)15 June 2007
Mueller, H. (1996). Nuclear Non-Proliferation Policy 1993-1995. Peter Lang Publishing Kahl, C. (2006). States, Scarcity, and Civil Strife in the Developing World. Princeton
Lüdeke, M. K. B., Petschel-Held, G. and Schellnhuber, J. (2004). Syndromes of global University Press Princeton, NJ
Munich Re (2004a). Megacities – Megarisks: Trends and Challenges for Insurance and
)change: The first panoramic view. In GAIA 13(1
Risk Management. Munich Re Group, Munich Karlsson, S. (2000). Multilayered Governance. Pesticides in the South - Environmental
Malm, O. (1998). Gold mining as a source of mercury exposure in the Brazilian Concerns in a Globalised World. PhD Dissertation, Linköping University, Linköping
Munich Re (2004b). Topics 2/2004. IFRS – New Accounting Standards. Flood Risks.
Amazon. In Environ. Res. 77:73-78
Rising Costs of Bodily Injury Claims. Munich Re Group, Munich Karlsson, S. (2002). The North-South Knowledge Divide: Consequences for Global
Markovich, V. and Annandale, D. (2000). Sinking without a life-jacket? Sea Level Rise Environmental Governance. In Global Environmental Governance: Options and
Munich Re (2006). Topics Geo Annual Review: Natural Catastrophes 2005. Munich
and the Position of Small Island States in International Law. In Asia-Pacific Journal of Opportunities, Esty, D.C. and Ivanova, M.H. (eds). Yale School of Forestry and
Re Group, Munich
Environmental Law 5(2):135-154 Environmental Studies, New Haven
Murtagh, F. (1985). Multidimensional Clustering Algorithms. Physica-Verlag
Marshall, E., Newtron, A. C. and Schrekenberg, K. (2003). Commercialization of Karlsson, S.I. (2007). Allocating Responsibilities in Multi-level Governance for
Narayan, D., Chambers, R., Shah, M. and Petesch P. (2000). Voices of the Poor – non-timber forest products: first steps in the factors influencing success. In International Sustainable Development. International Journal of Social Economics 34
Crying Out for Change. Oxford University Press, New York, NY Forestry Review 5(2):128-137
Kasperson, J.X., Kasperson, R.E., Turner II, B.L., Hsieh, W. and Schiller, A. (2005).
NASA (2002). Haitian Deforestation. Goddard Space Flight Center. http://svs.gsfc. Martinez-Alier, J. (2002). Environmentalism of the poor. Edward Elgar, Cheltenham Vulnerability to Global Environmental Change. In The Human Dimensions of Global
)nasa.gov/vis/a000000/a002600/a002640/ (last accessed 14 June 2007 Environmental Change, Rosa, E. A., Diekmann, A., Dietz, T., Jaeger, C.C. (eds.) MIT
Matthew, R., Halle, M. and Switzer, J (2002). Conserving the Peace: Resources,
Press, Cambridge MA
Ncube, W., Mohamed-Katerere, J. C. and Chenje, M. (1996). Towards the Constitutional Livelihoods, and Security. International Institute for Sustainable Development and IUCN
Protection of Environmental Rights in Zimbabwe. In Zimbabwe Law Review – The World Conservation Union, Winnipeg Katerere, Y. and Mohamed-Katerere, J.C. (2005). From Poverty to Prosperity:
Harnessing the Wealth of Africa’s Forests. In Forests in the Global Balance – Changing
Nevill, J. (2001). Ecotourism as a source of funding to control invasive species. Mayrand, K., Paquin, M. and Dionne, S. (2005). From Boom to Dust? Agricultural Trade
Paradigms, Mery, G., Alfaro, R., Kanninen, M. and Lobovikov, M. (eds.). IUFRO World
In Invasive Alien Species: A Toolkit of Best Prevention and Management Practices, Liberalization, Poverty and Desertification in Rural Drylands: The Role of UNCCD. http://
Series Vol. 17. International Union of Forest Research Organizations, Helsinki
Wittenberg, R. and Cock, M.J.W. (eds.). CAB International, Wallingford )www.unisfera.org/?id_article=216&pu=1&ln=1 (last accessed 27 April 2007
Klein, R. J. T. and Nicholls, R. J. (1999). Assessment of Coastal Vulnerability to Climate
Newell, P. and Mackenzie, R. (2004). Whose rules rule? Development and the global McCully, P. (1996). Silenced Rivers. The Ecology and Politics of Large Dams. Zed
Change. In Ambio 28:182-187
governance of biotechnology. Centre for the Study of Globalisation and Regionalisation, Books, London, New Jersey
University of Warwick. In IDS Bulletin 35(1):82-92 Klein, R.J.T., Nicholls, R.J. and Thomalla, F. (2003). Resilience to Weather-Related
McDonald, B. and Gaulin, T. (2002). Environmental Change, Conflict, and Adaptation:
Hazards: How Useful is this Concept? In Global Environmental Change Part B:
Nicholls, R. J. (2002). Analysis of global impacts of sea-level rise: A case study of Evidence from Cases. Presented at the Annual Meeting of the International Studies
Environmental Hazards 5:35-45
flooding. In Physics and Chemistry of the Earth 27:1455-1466 Association, March 24-27, 2002
Knutson, T.R., Tuleya, R.E. and Kurihara, Y.. (1998). Simulated Increase in Hurricane
Nicholls, R.J. (2006). Storm Surges in Coastal Areas. In Natural Disaster Hotspots McElroy, J.L. (2003). Tourism Development in Small Islands Across the World. In
Intensities in a CO2-Warmed Climate. In Science 279:1018–1020
- Case Studies, Arnold, M., Chen, R.S., Deichmann, U., Dilley, M., Lerner-Lam, A.L., Geografiska Annaler (86):231-242
Pullen, R.E. and Trohanis, Z. (eds.). The World Bank, Washington, DC Krugman, P. (2003). The Great Unraveling: Losing Our Way in the New Century.
Meadows, D., Randers, J. And Meadows, D. (2004). Limits to Growth. The 30-Year
Norton, New York, NY
Update. Green Publishing Company, White River Junction, Vermont, Chelsea

‫ األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬:‫القسم د‬ 358


Stohr, W. (2001). Introduction. In Decentralization, Governance and the New Planning Russett, B. and Oneal, J. (2000). Triangulating Peace: Democracy, Interdependence, Nori, M., Switzer, J. and Crawford, A (no date). Herding on the Brink. Towards
for Local-level Development, Stohr, W., Edralin, J. and Mani, D. (eds.). Greenwood and International Organizations. The Norton Series in World Politics. W.W. Norton and a Global Survey of Pastoral Communities and Conflict. Occasional Working Paper.
Press, Westport Company, London IUCN Commission on Environmental, Economic and Social Policy. IUCN – The World
Conservation Union and International Institute for Sustainable Development, Gland
Strand, H., Carlsen, J., Gleditsch, N.P., Hegre, H., Ormhaug, C. and Wilhelmsen, L. Sachs, J. D. and Warner, A. (2001). The Curse of Natural Resources. In European
(2005). Armed Conflict Dataset Codebook. Version 3-2005 http://www.prio.no/ Economic Review 45(4-6):827–838 Nurse, L. and Rawleston, M. (2005). Adaptation to Global Climate Change: An Urgent
)cscw/armedconflict (last accessed 27 April 2007 Requirement for Small Island Developing States. In RECIEL 14(2):100-107
Sadoff, C.W. and Grey, D. (2002). Beyond the river: the benefits of cooperation on
Swain, A. (2002). Environmental Cooperation in South Asia. In Environmental international rivers. In Water Policy, 4, 5:389-403 NZIS (2006). Immigration New Zealand Online Operations Manual, April 2006 Update.
Peacemaking, Conca K. and Dabelko, G.D. (eds.). The Woodrow Wilson Center Press New Zealand Immigration Service, Wellington www.immigration.govt.nz/migrant/
Safriel, U., Adeel, Z., Niemeijer, D., Puigdefabres, J., White, R., Lal, R., Winslow,
and the Johns Hopkins University Press, Washington, DC and Baltimore )general/generalinformation/operationsmanual (last accessed 27 April 2007
M., Ziedler, J., Prince, S., Archer, E and King, C. (2005). Drylands Systems. In MA
Swatuk, L. (2002). Environmental cooperation for regional peace and security in .(2005). State and Trends. Volume 1 OECD (2007). Reference DAC Statistical Tables. Net ODA in 2006 (updated April
Southern Africa. In Environmental Peacemaking, Conca K. and Dabelko, G.D. (eds.). 2007). Organisation for Economic Cooperation and Development, Paris http://www.
Sala-I-Martin, X.X. (1997). I Just Ran Two Million Regressions (What Have We
The Woodrow Wilson Center Press and the Johns Hopkins University Press, Washington, )oecd.org/dataoecd/12/8/38346276.xls (last accessed 15 June 2007
Learned From Recent Empirical Growth Research?). In AEA Papers and Proceedings
DC and Baltimore
87(2):178-183 Oldeman, L.R., Hakkeling, R.T. A. and Sombroek, W.G. (1991) World map of
Tan, K.-C. (2005). Boundary Making and Equal Concern. In Global Institutions and human-induced soil degradation: A brief explanatory note. ISRIC and United Nations
Sandwith, T. and Besançon, C. (2005). Trade-offs among multiple goals for transboundary
Responsibilities: Achieving Global Justice, Barry, C. and Pogge, T.W. (eds.). Blackwell Environment Programme, Wageningen
conservation. In Environmental Change and Security Program Report 11:61-62
Publishing, Oxford
Page, S. (2004). Developing Countries in International Negotiations: how they
Sarin, M. (2003). Devolution as a threat to democratic decision-making in forestry?
Tasioulas, J. (2005). Global Justice Without End? In Global Institutions and influence Trade and Climate change Negotiations.. University of Sussex, Institute of
Findings from three states in India. Working Paper 197. Overseas Development
Responsibilities: Achieving Global Justice Barry, C. and Pogge, T.W. (ed.). Blackwell Development Studies, Brighton. In IDS Bulletin 35(1) Globalization and Poverty
Institute, London
Publishing, Oxford
PAHO (2002). Health in the Americas, 2002 Edition. Pan-American Health Organisation
SAUP (2007). Landings in High Seas. Web Products: High Seas Areas. http://www.
Tetteh, I.K., Fremponga, E. and Awuahb, E. (2004). An analysis of the environmental )http://www.paho.org/English/DD/PUB/HIA_2002.htm (last accessed 27 April 2007
)seaaroundus.org/eez/SummaryHighseas.aspx?EEZ=0 (last accessed 26 April 2007
health impact of the Barekese Dam in Kumasi, Ghana. In Journal of Environmental
Papyrakis, El. and Gerlagh, R. (2004). The Resource Curse Hypothesis and its
Management 72:189–194 Schiettecatte, W., Ouessarb, M., Gabrielsa, D., Tanghea, S., Heirmana, S. and Abdellib,
Transmission Channels. In Journal of Comparative Economics 32:181–193
F. (2005). Impact of water harvesting techniques on soil and water conservation:
Thomalla, F., Downing, T.E., Spanger-Siegfried, E., Han, G. and Rockström, J. (2006).
a case study on a micro catchment in southeastern Tunisia. In Journal of Arid Paré, L., Robles, C. and Cortéz, C. (2002). Participation of Indigenous and Rural
Reducing Hazard Vulnerability: Towards a Common Approach Between Disaster Risk
Environments 6:297–313 People in the Construction of Development and Environmental Public Policies in Mexico.
Reduction and Climate Adaptation. In Disasters 30(1):39-48
Development Studies Institute, University of Sussex, Brighton. In IDS Bulletin 33(2)
Schneider, G., Barbieri, K. and Gleditsch, N. P. (eds.) (2003). Globalization and Armed
Thomas, D. (2006). People, deserts and drylands in the developing world. Policy Making Rights Real: Exploring Citizenship, Participation and Accountability
Conflict. Rowman and Littlefield, Oxford
Briefs. Science and Development Network http://www.scidev.net/dossiers/index.
Parish, F. and Looi, C.C. (1999). Mobilising financial support from bilateral and
)cfm? (last accessed 27 April 2007 Schütz, H., Bringezu, S. and Moll, S. (2004). Globalisation and the shifting
multilateral donors for the implementation of the Convention.  Ramsar COP7 DOC.
environmental burden. Material trade flows of the European Union. Wuppertal Institute,
Tompkins, E.L., Nicholson-Cole, S.A., Hurlston, L., Boyd, E., Hodge, G.B., Clarke, 20.4. The Ramsar Convention on Wetlands, Gland http://www.ramsar.org/cop7/
Wuppertal
J., Gray, G., Trotz, N. and Varlack, L. (2005). Surviving Climate Change in Small )cop7_doc_20.4_e.htm (last accessed 15 June 2007
Islands – A Guidebook. Tyndall Centre for Climate Change Research, University of East Schütz G. Hacon, S. Moreno AR and Nagatani K. Principales marcos conceptuales para
Parry, M. L., Arnell, N., McMichael, T., Nicholls, R., Martens, P., Kovats, S., Livermore,
Anglia, Norwich indicadores de salud ambiental aplicados en América Latina y Caribe. Revista de la
M., Rosenzweig, C., Iglesias, A. and Fischer, G. (2001). Millions at Risk: Defining Critical
)Organización Panamericana de la Salud. (In press
Travis, J. (2005). Hurricane Katrina: Scientists’ Fears Come True as Hurricane Floods Climate Change Threats and Targets. In Global Environmental Change 11(3):181-83
New Orleans. In Science 309:1656-1659 Scoones, I (ed.) (2001). Dynamics and Diversity. Soil fertility and farming livelihoods
Patz, J.A., Campbell-Lendrum, D., Holloway, T. and Foley, J.A. (2005). Impact of
in Africa. Earthscan, London
UIS (2004). A Decade of Investment in Research and Development (R&D): 1990- regional climate change on human health. In Nature 438(7066):310-317
2000. In UIS Bulletin on Science and Technology Statistics 1. UNESCO Institute for Sen, A. (1999). Development as Freedom. Alfred A. Knopf, New York, NY
Pearce, D. (2005). The Critical Role of Environmental Improvement in Poverty
Statistics, Paris http://www.uis.unesco.org/template/pdf/S&T/BulletinNo1EN.pdf
Small, C. and Nicholls, R.J. (2003). A Global Analysis of Human Settlement in Coastal Reduction. Report prepared for the Poverty Environment Partnership Pep Mdg7 Initiative
)(last accessed 26 June 2007
Zones. In Journal of Coastal Research 19(3):584 – 599 of the United Nations Development Programme and United Nations Environment
UN. Terms of reference for the special rapporteur on the effects of illicit movement and Programme, Washington, DC and Nairobi
Smil, V. (2001). Enriching the Earth. MIT Press, Cambridge MA
dumping of toxic and dangerous products and waste on the enjoyment of human rights.
Pearce, F. (1992). The Dammed – Rivers, Dams, and the Coming World Water Crises.
UN Office of the High Commissioner on Human Rights, New York, NY http://www. Smith, K. (1992). Environmental hazards: assessing risk and reducing disaster.
The Bodley Head, London
)unhchr.ch/html/menu2/7/b/toxtr.htm (last accessed 14 June 2007 Routledge, New York, NY
Pelling, M. and Uitto, J.I. (2001). Small Island Developing States: Natural Disaster
UN (1966). International Covenant on Economic, Social and Cultural Rights. Office Smith, B., Burton, I., Klein, R.J.T., Wandel, J., (2000). An Anatomy of Adaptation to
Vulnerability and Global Change. In Environmental Hazards 3:49-62
of the High Commissioner for Human Rights. United Nations, New York and Geneva Climate Change and Variability. In Climatic Change 45(1):223-251
)http://www.unhchr.ch/html/menu3/b/a_cescr.htm (last accessed 27 April 2007 Petkova, E., Maurer, C., Henninger, N. and Irwin, F. (2002). Closing the Gap:
Sohn, J., Nakhooda, S. and Baumert, K. (2005). Mainstreaming Climate Change
Information, Participation and Justice in Decision-making for the Environment. World
UN (1986). Declaration on the Right to Development. Office of the High Commissioner Considerations at the Multilateral Development Banks. World Resources Institute,
Resources Institute, Washington, DC
for Human Rights. United Nations, New York and Geneva http://www.unhchr.ch/ Washington, DC
)html/menu3/b/74.htm (last accessed 15 June 2007 Petschel-Held, G., Block, A., Cassel-Gintz, M., Kropp, J., Lüdeke, M.K.B., Moldenhauer,
Solecki, W.D. and Leichenko, R.M. (2006). Urbanisation and the Metropolitan
O. and Reusswig, F. (1999). Syndromes of global change, a qualitative approach to
UN (2002). Plan of Implementation of the World Summit on Sustainable Development. Environment: Lessons from New York and Shanghai. In Environment 48(4):6 – 23
assist global environmental management. In Environmental Modelling and Assessment
In Report of the World Summit on Sustainable Development. Johannesburg, South
SOPAC and UNEP. Environmental Vulnerability Index . EVI Results. South Pacific Applied 4:315-326
Africa, 26 August - 4 September. A/CONF.199/20. United Nations, New York, NY
Geoscience Commission and United Nations Development Porgramme, Suva http://
Pimm, S.L. (1984). The complexity and stability of ecosystems. In Nature 307:321-
UN (2003). Substantive Issues Arising in the Implementation of the International )www.vulnerabilityindex.net/EVI_Results.htm (last accessed 14 June 2007
326
Covenant on Economic, Social and Cultural Rights. General Comment No. 15 (2002).
The Right to Water (arts. 11 and 12). E/C.12/2002/11. Committee on Economic, Soroos, M.S. (1997). The Canadian-Spanish ‘Turbot War’ of 1995: A Case Study
)Poverty Mapping (2007). http://www.povertymap.net (last accessed 14 June 2007
Social and Cultural Rights Twenty-ninth session, Geneva, 11-29 November 2002. in the Resolution of International Fishery Disputes. In Conflict and the Environment
Gleditsch, N.P. (ed). Kluwer Publishers, Dordrecht Prakash, A. (2000). Responsible Care: An Assessment. In Business & Society
Economic and Social Council, United Nations, Geneva http://www.unhchr.ch/tbs/
39(2):183-209
doc.nsf/0/a5458d1d1bbd713fc1256cc400389e94/$FILE/G0340229.pdf (last Sperling, F. and Szekely, F. (2005). Disaster Risk Management in a Changing Climate.
)accessed 27 April 2007 Informal discussion paper prepared on behalf of the Vulnerability and Adaptation Prescott-Allen, R. (2001). The Well-being of Nations. A Country-by-Country Index of
Resource Group (VARG) for the World Conference on Disaster Reduction in Kobe, Japan, Quality of Life and the Environment. Island Press, Washington DC
UN (2005). The Millennium Development Goals Report. United Nations, New York, NY
18–22 January 2005
Prowse, M. (2003). Towards a clearer understanding of “vulnerability” in relation to
UN (2006). Millennium Development Goals Report 2006. United Nations, New
Stegarescu, D. (2004). Public Sector Decentralization: Measurement Concepts chronic poverty. University of Manchester, Chronic Poverty Research Centre, WP24,
York, NY
and Recent International Trends. Discussion Paper 04-74, Zentrum für Europäische Manchester
UNCCD (2005). The consequences of desertification. Fact Sheet 3. United Nations Wirtschaftsforschung ftp://ftp.zew.de/pub/zew-docs/dp/dp0474.pdf (last accessed
Reilly, J. and Schimmelpfennig, D. (2000). Irreversibility, Uncertainty, and Learning:
Convention to Combat Desertification, Berlin http://www.unccd.int/publicinfo/ )27 April 2007
Portraits of Adaptation to Long-Term Climate Change. In Climate Change 45(1), pp.
)factsheets/showFS.php?number=3 (last accessed 27 April 2007
Steetskamp, I. and Van Wijk A. (1994). Stroomloos. Kwetsbaarheid van de )253-278(26
UNCTAD (2004). Trade Performance and Commodity Dependence: Economic samenleving; gevolgen van verstoringen van de electriciteitsvoorziening (in Dutch).
Rodrik, D. (1996). Why Do More Open Countries Have Bigger Governments? National
Development in Africa. United Nations Conference on Trade and Development, Geneva Rathenau Insituut, The Hague
Bureau of Economic Research, Cambridge, MA
UNDP (2001). Human Development Report 2001: Making New Technologies Work for Stephens, C. (1996). Review Article: Healthy cities or Unhealthy Islands? The health and
Round, J. and Whalley, J. (2004). Globalisation and Poverty: Implications of South
Human Development. United Nations Development Programme, New York, NY social implications of urban inequalities. In Environment and Urbanization 8(2):9-30
Asian Experience for the Wider Debate. Centre for the Study of Globalisation and
UNDP (2004a). Reducing disaster risk: A challenge for development. United Nations Stein, E. (1999). Fiscal Decentralization and Government Size in Latin America. In regionalisation, University of Warwick, IDS Bulletin 35(1):11-19
Development Programme, New York, NY http://www.undp.org/bcpr/whats_new/ Journal of Applied Economics II (2):357-91
Ross, M.L. (2001). Does Oil Hinder Democracy? In World Politics 53:325–361
)rdr_english.pdf (last accessed 19 June 2007

359 ‫ التحديات والفرص‬:‫عرضة الناس والبيئة للخطر‬


WRI (2005). World Resources. The Wealth of the Poor – Managing Ecosystems VanDeveer, S.D. (2002). Environmental Cooperation and Regional Peace: Baltic UNDP (2004b). Analysis of conflict as it relates to the production and marketing of
to Fight Poverty. World Resources Institute in collaboration with United Nations Politics, Programs, and Prospects. In K. Conca and G.D. Dabelko (eds.). Environmental drylands products. The case of Turkana (Kenya) and Karamoja (Uganda) cross-border
Development Programme, United Nations Environment Programme and The World Peacemaking, The Woodrow Wilson Center Press and the Johns Hopkins University sites. Baseline Survey Results. http://www.undp.org/drylands/docs/marketaccess/
Bank, Washington, DC Press, Washington, DC and Baltimore )Baselines-Conflict_and_Markets_Report.doc (last accessed 27 April 2007

WRI (2007). Nature’s Benefits in Kenya. An Atlas of Ecosystems and Human Vanhanen, T. (2000). A New Dataset for Measuring Democracy, 1810–1998. In UNDP (2005). International cooperation at a crossroads: Aid, trade and security in an
Well-Being. World Resources Institute, Department of Resource Surveys and Remote Journal of Peace Research 37(2):251–265 unequal world. Human Development Report. United Nations Development Programme,
Sensing, Ministry of Environment and Natural Resources, Kenya, Central Bureau of New York, NY
Van Straaten, P. (2000). Mercury contamination associated with small-scale gold
Statistics, Ministry of Planning and National Development, Kenya, and International
mining in Tanzania and Zimbabwe. In Sci. Total Environment 259:95-109 UNDP (2006) Human Development Report 2006. Beyond scarcity: Power, poverty and
Livestock Research Institute. World Resources Institute, Washington, DC and Nairobi
the global water crisis. United Nations Development Programme, New York, NY
Van Vuuren D., M. den Elzen, P. Lucas, B. Eickhout, B. Strengers, B. van Ruijven, S. Wonink, R.
Wynberg, R. (2004). Achieving a fair and sustainable trade in devil’s claw
van Houdt (2007). Stabilizing Greenhouse Gas Concentrations at Low Levels: An Assessment UNDP and GEF (2004). Reclaiming the Land Sustaining Livelihoods. United Nations
(Harpagophytum spp). In Forest Products, Livelihoods and Conservation. Case Studies
)of Reduction Strategies and Costs, Climatic Change (accepted for publication Development Programme and Global Environment Facility, New York, NY
of Non-Timber Forest Products. Vol. 2 – Africa. Sunderland, T. and Ndoye, O. (eds).
Centre for International Forestry Research, Bogor Walker, G., Fairburn, J., Smith, G. and Michell, G. (2003). Environmental Quality and UNECE (2005). Aarhus Convention. Synthesis Report on the Status of Implementation
Social Deprivation. Environment Agency, Bristol of the Convention. ECE/MP.PP/2005/18. United Nations Economic Commission
Yanez, L., Ortiz, D., Calderon, J., Batres, L., Carrizales, L., Mejia, J., Martinez, L.,
for Europe, Geneva http://www.unece.org/env/documents/2005/pp/ece/ece.
Garcia-Nieto, E. and Diaz-Barriga, F. (2002). Overview of Human Health and Chemical Watts M. J. and Bohle H. G. (1993). The space of vulnerability:The causal structure of
)mp.pp.2005.18.e.pdf (last accessed 15 June 2007
Mixtures: Problems facing developing countries. In Environmental Health Perspectives hunger and famine. In Progress in Human Geography 17(1):43-67
110 (6):901 – 909 UN-Energy. Welcome to UN-Energy, the interagency mechanism on energy. http://esa.
WBGU (1997). World in Transition: Ways Towards Sustainable Management of
)un.org/un-energy/ (last accessed 14 June 2007
Yoffe, S.B., Fiske, G., Giordano, M., Giordano, M.A., Larson, K., Stahl K. and Wolf, Freshwater Resources. German Advisory Council on Global Change. Springer Verlag,
A.T. (2004). Geography of international water conflict and cooperation: Data sets and Heidelberg UNEP (2000). Post-Conflict Environmental Assessment—Albania. United Nations
applications. In Water Resources Research 40(5):1-12 Environment Programme , Nairobi
WCC’93 (1994). Preparing to Meet the Coastal Challenges of the 21st Century. Report
Yokohama Strategy and Plan of Action for a Safer World (1994). International of the World Coast Conference, NoordwijkNovember 1–5, 1993. Ministry of Transport, UNEP (2002a). Global Mercury Assessment. United Nations Environment Programme,
Strategy for Disaster Reduction http://www.unisdr.org/eng/about_isdr/bd-yokohama- Public Works and Water Management, The Hague Geneva http://www.chem.unep.ch/MERCURY/Report/GMA-report-TOC.htm (last
)strat-eng.htm (last accessed 15 June 2007 )accessed 15 June 2007
WCD (2000). Dams and Development. A New Framework for Decision Making. Report
Zoleta-Nantes, D. (2002). Differential Impacts of Flood Hazards among the Street of the World Commission on Dams. Earthscan, London UNEP (2002b). Vital Water Graphics. Coastal population and shoreline degradation.
children, the Urban Poor and Residents of Wealthy Neighborhood in Metro Manila, UNEP/GRID-Arendal Maps and Graphics Library http://maps.grida.no/go/collection/
WCED (1987). Our Common Future. World Commision on Environment and
Philippines. In Journal of Mitigation and Adaptation Strategies for Global Change )CollectionID/70ED5480-E824-413F-9B63-A5914EA7CCA1 (last accessed 27 April 2007
Development. Oxford University Press, Oxford and New York, NY
7(3):239-266
UNEP (2004). Vital Waste Graphics. Composition of transboundary waste reported
Weede, E. (2004). On Political Violence and Its Avoidance. In Acta Politica 39:152-
by the Parties in 2000. The Basel Convention, United Nations Environment
178
Porgramme, and UNEP/GRID-Arendal http://maps.grida.no/go/collection/
Wei, S. (2000). Natural Openness and Good Government. National Bureau of CollectionID/17F46277-1AFD-4090-A6BB-86C7D31FD7E7 (last accessed 15 June
Economic Research, Cambridge, MA )2007

Weinthal, E. (2002). The Promises and Pitfalls of Environmental Peacemaking in the UNEP (2005a). Atlantic and Indian Oceans Environment Outlook. Special Edition for
Aral Sea Basin. In Environmental Peacemaking, Conca, K. and Dabelko, G.D. (eds). the Mauritius International Meeting for the 10-year Review of the Barbados Programme
The Woodrow Wilson Center Press and the Johns Hopkins University Press, Washington of Action for the Sustainable Development of Small Island Developing States. United
and Baltimore Nations Environment Programme, Nairobi

Weisman, D. (2006). Global Hunger Index. A basis for cross-country comparisons. UNEP (2005b). Pacific Environment Outlook. Special Edition for the Mauritius
International Food Policy Research Institute, Washington, DC International Meeting for the 10-year Review of the Barbados Programme of Action
for the Sustainable Development of Small Island Developing States. United Nations
White, R.P., Tunstall, D. and Henninger, N. (2002). An Ecosystem Approach to
Environment Programme, Nairobi
Drylands: Building Support for New Development Policies. Information Policy Brief 1.
World Resources Institute, Washington, DC UNEP (2005c). Caribbean Environment Outlook. Special Edition for the Mauritius
International Meeting for the 10-year Review of the Barbados Programme of Action
WHO (2002). The world health report 2002, reducing risks, promoting healthy life.
for the Sustainable Development of Small Island Developing States. United Nations
.World Health Organization, Geneva
Environment Programme, Nairobi
WHO (2006b). Global and regional food consumption patterns and trends. Chapter 3
UNEP (2005d). GEO Year Book 2004/5. An Overview of Our Changing Environment.
In Diet, Nutrition and the Prevention of Chronic Diseases. Report of the Joint WHO/FAO
United Nations Environment Programme, Nairobi
Expert Consultation. WHO Technical Report Series, No. 916 (TRS 916). World Health
Organization, Geneva http://www.who.int/dietphysicalactivity/publications/trs916/ UNEP (2005e). Report of the High-Level Brainstorming Workshop for Multilateral
)download/en/index.html (last accessed 15 June 2007 Environmental Agreements on Mainstreaming Environment Beyond Millennium
Development Goal 7. United Nations Environment Programme, Nairobi
WHO and UNEP (2004). The health and the environment linkages initiative. World
Health Organization, Geneva UNEP, UNDP, OSCE and NATO (2005). Environment and Security: Transforming
risks into cooperation – Central Asia Ferghana/ Osh/ Khujand area. United Nations
Wisner, B., Blaikie, P., Cannon, T. and Davis, I. (2004). At Risk: Natural Hazards,
Environment Programme, United Nations Development Porgramme, Organization for
Peoples Vulnerability and Disasters, 2nd edition. Routledge, London
Security and Co-operation in Europe and the North Atlantic Treaty Organization, Geneva
Wolf, M. (2004). Why Globalization Works: The Case for the Global Market Economy. http://www.osce.org/publications/eea/2005/10/16671_461_en.pdf (last
Yale University Press, New Haven )accessed 15 June 2007

Wolf, A.T., Yoffe, S.B. and Giordano M. (2003). International waters: Identifying UNESCO (2005). Contributing to a More Sustainable Future: Quality Education,
basins at risk. In Water Policy 5:29-60 Life Skills and Education for Sustainable Development. http://unesdoc.unesco.org/
images/0014/001410/141019e.pdf
Wonink, S.J., Kok, M.T.J. and Hilderink, H.B.M. (2005). Vulnerability and Human
Well-being. Report 500019003/2005. Netherlands Environmental Assessment UNHCR (2006). The State of the World’s Refugees. UN High Commission on Refugees,
Agency, Bilthoven Geneva

World Bank (2005). The World Development Report 2006. Equity and Development. UNICEF (2004a). Children’s Well-being in Small Island Developing States and
Oxford University Press, Oxford and The World Bank, Washington, DC Territories. United Nations Children’s Fund, New York, NY

World Bank (2006). World Development Indicators 2006. The World Bank, Washington, DC UNICEF (2004b). State of the World’s Children 200. Childhood under threat. United
)(in GEO Data Portal Nations Children’s Fund, New York, NY http://www.unicef.org/publications/
)index_24433.html (last accessed 27 April 2007
World Water Council (2000). World Water Vision: Making Water Everybody’s Business.
http://www.worldwatercouncil.org/index.php?id=961&L=0 (last accessed 27 UNISDR. Hyogo Framework for Action 2005-2015: Building the resilience of nations
)April 2007 and communities to disasters (HFA). http://www.unisdr.org/eng/hfa/hfa.htm
)(last accessed 14 June 2007
WRI (2002). Drylands, People, and Ecosystem Goods and Services: A Web-based
Geospatial Analysis. World Resources Institute. http://www.wri.org (last accessed UNMP (2005). Environment and human well-being: a practical strategy. Report of the
)27 April 2007 task force on environmental sustainability. UN Millennium Project. Earthscan, London

UNPD (2007). World Population Prospects: The 2006 Revision. UN Population Division,
)New York, NY (in GEO Data Portal

‫ األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬:‫القسم د‬ 360


‫‪8‬‬ ‫الفصل‬

‫الترابطات‪:‬‬
‫احلوكمة من أجل االستدامة‬
‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬حبيبة جيتاي ودابليو‪ .‬برادني تشامبرز وأيفار بيست‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬إدوارد آر‪ .‬كار وكلوديا تني هاف وآنا ستابراوا وناليني شارما‬
‫وثييري دي أوليفيرا وكالريس ويلسون‬
‫املؤلفون املساهمون‪ :‬بروك بوير وكارل براتش وماكس فناليسون وجوليوس جنه فوبيل‬
‫وكيشا جارسيا وإيلسا باتريشا جاالرزا وجوي إيه‪ .‬كيم وجوان إمير وروبرت واتسون‬
‫وستيفني بور وألكسندر جوروبتس وجي شازهوجن ورينات إيه‪ .‬بيريليت وماريا سوكورو‬
‫زاد‪ .‬ماجنويت وباربرا إيداملس جاريا موريدا وصابرينا ماكورميك وكاثرين ناموتيبي ونياتي‬
‫باتل وآري دي جوجن‬
‫محررو مراجعة الفصل‪ :‬ريتشارد نورجارد وفرجينيا جاريسون‬
‫منسقو الفصل‪ :‬آنا ستابراوا وناليني شارما‬
‫شارك بالصور‪McPhoto/Still Pictures McPhoto/Still :‬‬
‫‪Pictures‬‬
‫الرسائل الرئيسية‬
‫يمكن أن يسبب شكل واحد من أنشطة اإلنسان العديد‬ ‫يعمل كوكب األرض كمنظومة واحدة‪ :‬حيث يرتبط الغالف‬
‫من التأثيرات البيئية القوية ويؤثر على رفاهية اإلنسان‬ ‫الجوي واألرض والمياه والتنوع البيولوجي والمجتمع‬
‫بطرق شتى‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تساهم انبعاثات ثاني‬ ‫اإلنساني في شبكة معقدة من التفاعالت والمردودات‪ .‬كما‬
‫أكسيد الكربون في تغير المناخ وتحمض المحيطات على‬ ‫تترابط البيئة وتحديات التنمية عبر حدود مواضيعية‬
‫حد سواء‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ترتبط األرض والمياه والغالف‬ ‫ومؤسسية وجغرافية من خالل عمليات اجتماعية وبيئية‪.‬‬
‫الجوي بطرق عديدة‪ ،‬وال سيما من خالل دورات الكربون‬ ‫تبرز الرسائل التالية حالة المعرفة بهذه الترابطات‬
‫والمغذيات والمياه‪ ،‬بحيث يؤدي أحد أشكال التغير إلى آخر‪.‬‬ ‫وتداعياتها على رفاهية اإلنسان‪:‬‬
‫فمثالً ستؤثر التغيرات في بنية األنظمة اإليكولوجية‬
‫ووظيفيتها الناتجة جزئيا ً عن تغير المناخ بدورها على نظام‬ ‫يحدث التغير البيئي وتحديات التنمية بسبب مجموعات‬
‫المناخ‪ ،‬وخاصة من خالل دورتي الكربون والنيتروجين‪.‬‬ ‫الموجهات ذاتها‪ .‬وهي تشمل التغير السكاني والعمليات‬
‫وأنشطة اإلنسان‪ ،‬مثل الزراعة والتشجير وصيد األسماك‬ ‫االقتصادية واالبتكارات العلمية والتكنولوجية وأنماط‬
‫واإلنتاج الصناعي‪ ،‬غيرت األنظمة اإليكولوجية على نحو‬ ‫التوزيع والعمليات الثقافية واالجتماعية والسياسية‬
‫متزايد‪ ،‬والطرق التي توفر بها الخدمات التي تدعم رفاهية‬ ‫والمؤسسية‪ .‬ومنذ تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫(لجنة برونتالند)‪ ،‬باتت هذه الموجهات أكثر هيمنة‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬زاد عدد سكان العالم بنسبة ‪ 30‬في المائة‬
‫تتسم األنظمة االجتماعية والفيزيائية الحيوية‬ ‫تقريبا ً‪ ،‬في حين تضاعفت التجارة العالمية أربع مرات‪ .‬وقد‬
‫بديناميكيتها‪ ،‬كما تتميز بالحدود والفترات الزمنية‬ ‫أدى ذلك خالل العقدين الماضيين إلى موقف اتسم بما يلي‪:‬‬
‫الفاصلة وحلقات المردودات‪ .‬تشيع الحدود ‪ -‬التي يشار‬ ‫‪ n‬أصبحت المجتمعات اإلنسانية أكثر ارتباطا ً من خالل‬
‫إليها أحيانا ً بنقاط االنعطاف ‪ -‬في نظام كوكب األرض‪،‬‬ ‫العولمة مدفوعة بتزايد تدفقات السلع والخدمات‬
‫وتمثل نقطة التغير المفاجئ أو الحاد أو المتسارع وعلى‬ ‫ورأس المال والناس والتكنولوجيات والمعلومات‬
‫نحو محتمل غير القابل لالنعكاس الذي تسببه أحداث‬ ‫واألفكار والعمالة؛‬
‫طبيعية أو أنشطة اإلنسان‪ .‬ومن أمثلة الحدود التي يتم‬ ‫‪ n‬باتت تحديات التنمية أكثر إلحاحا ً كما يتضح من‬
‫تجاوزها بسبب أنشطة اإلنسان المستدامة‪ :‬انهيار‬ ‫الجهود المبذولة لتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬
‫المصائد السمكية والنمو المفرط للطحالب الضارة‬ ‫(‪)MDGs‬؛ و‬
‫ونقص األكسجين (عوز األكسجين) في األنظمة المائية‬ ‫‪ n‬زادت الضغوط على البيئة‪ ،‬وبالتبعية على معدل التغير‬
‫وظهور األمراض واألوبئة‪ ،‬ناهيك عن إدخال األنواع وفقدها‬ ‫البيئي ومداه وارتباطه وحجمه‪ ،‬تماما ً مثلما زادت آثارها‬
‫وتغير المناخ اإلقليمي‪ .‬تميل األنظمة االجتماعية‬ ‫على رفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫والفيزيائية الحيوية أيضا ً إلى االستمرار في التغير‪ ،‬حتى وإن‬
‫زالت القوى التي سببت التغير األولي‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫إن المسؤولية عن الموجهات التي تنشئ الضغوط على‬
‫حتى وإن تم تثبيت تركيزات غازات االحتباس الحراري في‬ ‫البيئة غير موزعة على نحو عادل في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫الغالف الجوي اليوم‪ ،‬ستستمر معدالت زيادة درجة حرارة‬ ‫والعمليات االقتصادية مثال جيد على ذلك‪ .‬ففي عام ‪،2004‬‬
‫األرض والمحيطات الناتجة عن هذه االنبعاثات لمدة عقود‪،‬‬ ‫بلغ إجمالي الدخل السنوي لبليون شخص في أغنى البلدان‬
‫كما ستواصل مستويات أسطح البحر ارتفاعها لمدة قرون‬ ‫تقريبا ً خمسة عشر أضعاف الدخل السنوي لعدد ‪ 2.3‬بليون‬
‫جراء الفترات الزمنية الفاصلة المرتبطة بعمليات المناخ‬ ‫شخص في أفقر البلدان‪ .‬وفي العام ذاته أيضا ً‪ ،‬ضمت بلدان‬
‫والمردودات المترتبة عليها‪.‬‬ ‫الملحق ‪ 1‬التفاقية األمم المتحدة اإلطارية لتغير المناخ‬
‫‪ 20‬في المائة من سكان العالم‪ ،‬وأنتجت ‪ 57‬في المائة من‬
‫من الصعوبة بمكان في ظل تعقد األنظمة البشرية‪-‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي العالمي‪ ،‬بنا ًء على تعادل القوة‬
‫اإليكولوجية والقيود في حالتنا الحالية لمعرفتنا‬ ‫الشرائية‪ ،‬وتسببت في ‪ 46‬في المائة من انبعاثات غازات‬
‫بديناميكيات هذه األنظمة التنبؤ بدقة بمواطن الحدود‬ ‫االحتباس الحراري (‪ .)GHG‬وكان نصيب أفريقيا من انبعاثات‬
‫الحاسمة‪ .‬إنها النقاط التي يؤدي فيها نشاط ما إلى‬ ‫غازات االحتباس الحراري ‪ 7.8‬في المائة‪.‬‬
‫هذه النُهج عن نمو مطرد وفعال مقارنة بتكاليفه للهياكل‬ ‫مستوى غير مقبول من الضرر‪ ،‬مثالً من حيث التغير‬
‫المؤسسية‪ ،‬فضالً عن تقليل الحاجة إلى مزيد من إعادة‬ ‫اإليكولوجي‪ ،‬ويتطلب استجابة‪ .‬ويؤدي عدم التيقن هذا‬
‫الهيكلة المؤسسية األساسية‪ .‬توفر أدوات التعامل مع‬ ‫أيضا ً إلى صعوبة تحديد تدابير للحيلولة دون تجاوز الحدود‬
‫الترابطات‪ ،‬مثل التقييمات وأساليب التقييم ونُهج اإلدارة‬ ‫الحاسمة‪ .‬ويشكل ذلك قلقا ً بالغا ً على رفاهية اإلنسان‪ ،‬إذ‬
‫المتكاملة التي تربط البيئة بالتنمية‪ ،‬أساسا ً هاما ً‬ ‫توضح أمثلة الماضي كما هو الحال في أهوار العراق وجزيرة‬
‫للحوكمة التكيفية‪.‬‬ ‫إيستر كيف أن تجاوز بعض الحدود يمكن أن يسهم في‬
‫التمزق الكارثي للمجتمعات‪.‬‬

‫وال يعني تعقد التغير البيئي وحجمه وترابطه أن يواجه‬


‫صانعو القرار الخيار الصارم "بذل كل شيء في وقت واحد‬
‫باسم النُهج المتكاملة أو عدم بذل أي شيء إزاء‬
‫التعقيد"‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يتيح تحديد الترابطات فرصا ً لتقديم‬
‫استجابات أكثر فاعلية على المستوى الوطني واإلقليمي‬
‫والعالمي‪ .‬وربما يسهل التحول نحو مجتمع أكثر استدامة‪.‬‬
‫فهو يوفر األساس الالزم لتطبيق التدابير حيثما تكون أكثر‬
‫فاعلية‪ ،‬بنا ًء على مقايضات بين مختلف المصالح في‬
‫المجتمع‪ ،‬وعلى نحو تكميلي‪.‬‬

‫يمكن أن يؤدي النظر بعين االعتبار إلى الترابطات بين‬


‫التحديات البيئية إلى تسهيل التزام أكثر فاعلية‬
‫بالمعاهدات‪ ،‬مع احترام االستقالل الذاتي القانوني‬
‫للمعاهدات في الوقت ذاته‪ .‬ومن شأن ذلك إبراز مجاالت‬
‫التعاون والبرمجة المشتركة بين المعاهدات‪ ،‬ونطاقات‬
‫اإلنفاذ وااللتزام األكثر فاعلية على المستوى الوطني‪،‬‬
‫إضافة إلى بناء القدرة والدعم التكنولوجي المرتبط بها‪.‬‬
‫وقد تساعد اعتبارات األساس المعياري اإلجمالي للحوكمة‬
‫البيئية على التعرف على فرص جديدة لهياكل مؤسسية‬
‫أكثر فاعلية للتعاون البيئي الدولي‪.‬‬

‫قد يساعد التعاون عبر أنظمة الحوكمة القائمة على‬


‫تعزيز دمج االهتمامات البيئية في جدول أعمال التنمية‬
‫األوسع نطاقاً‪ .‬وتوفر عملية إصالح األمم المتحدة فرصا ً‬
‫هامة في هذا الشأن‪ ،‬نتيجة تركيزها الخاص على تحقيق‬
‫االتساق على مستوى المنظومة في مجال البيئة‪ ،‬ونهج‬
‫"أمم متحدة واحدة" على مستوى البلد‪ .‬والنُهج مثل‬
‫تخفيف أثر تغير المناخ‪ ،‬بما في ذلك تخزين الكربون‪،‬‬
‫والتكيف معه التي تضع في اعتبارها االرتباطات مع‬
‫تحديات البيئة والتنمية األخرى‪ ،‬ربما تتعامل على نحو‬
‫محتمل مع تحديات بيئية وإنمائية متعددة في آن واحد‪.‬‬

‫قد تكون نُهج الحوكمة المرنة والتعاونية والقائمة على‬


‫التعلم متجاوبة وتكيفية‪ ،‬وقدرتها أفضل على مواكبة‬
‫تحديات دمج البيئة والتنمية‪ .‬وتكون نُهج الحوكمة‬
‫التكيفية هذه مالئمة للتعامل مع الترابطات المعقدة‬
‫وعدم التيقن وفترات التغير‪ .‬بل أنه من المرجح أن تسفر‬
‫عام ‪ 1900‬بحلول عام ‪( 2050‬بوابة بيانات ‪ ،GEO‬من‬ ‫مقدمة‬
‫شعبة السكان باألمم المتحدة ‪ 2007‬وإحصائيات منظمة‬ ‫أشارت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية (لجنة برونتالند) إلى‬ ‫"ظل الكوكب‪ ،‬حتى وقت قريب‪،‬‬
‫األغذية والزراعة ‪ .)2006‬ينظر إلى عمليات التغير‬ ‫أزمات البيئة والتنمية والطاقة بعبارة "األزمات المتشابكة"‬ ‫عامل ًا واسع ًا تنفصل فيه أنشطة‬
‫االجتماعي‪ ،‬من حيث النمو السكاني واالبتكار العلمي‬ ‫(اللجنة العالمية للبيئة والتنمية ‪ .)1987‬ويتأكد االرتباط‬ ‫البشر وتأثيراتها على نحو مستقل‬
‫والتكنولوجي والنمو االقتصادي وأنماط االستهالك‬ ‫الوثيق بين البيئة والمجتمع اإلنساني من خالل تقرير لجنة‬ ‫ومحكم داخل األمم وداخل‬
‫القطاعات (الطاقة والزراعة‬
‫واإلنتاج‪ ،‬بصورة متزايدة على أنها الموجهات الرئيسية‬ ‫برونتالند‪ ،‬وهو محوري لمفهوم التنمية المستدامة (اللجنة‬
‫والتجارة) وداخل مجاالت اهتمام‬
‫للتغير البيئي (‪Young 2006, Schellnhuber 1999,‬‬ ‫العالمية للبيئة والتنمية ‪ .)1987‬كما أنه أساسي لإلطار‬
‫واسعة (البيئية واالقتصادية‬
‫‪ .)Vitousek and others 1997‬يوضح شكل ‪1-8‬‬ ‫المفاهيمي لتقرير توقعات البيئة العالمية الذي يركز على‬ ‫واالجتماعية)‪ .‬لكن هذه األجزاء‬
‫أيض ًا اتجاهات بعض موجهات التغير الرئيسية هذه‪.‬‬ ‫التفاعل بين البيئة والمجتمع‪ .‬تعرضت الفصول السابقة‬ ‫املستقلة بدأت في التالشي‪.‬‬
‫إلى تقييم الروابط بين وفيما بين الموجهات والضغوط‬ ‫وينطبق ذلك بشكل خاص على‬
‫يشهد العالم نمط ًا للعولمة يتميز بالتدفقات المتزايدة للسلع‬ ‫والتغير البيئي وخدمات النظام اإليكولوجي ورفاهية‬ ‫العديد من "األزمات" العاملية التي‬
‫والخدمات ورأس المال والتكنولوجيات والمعلومات واألفكار‬ ‫اإلنسان واستجابات السياسة للتحديات البيئية‪ .‬كما أنها‬ ‫استحوذت على االهتمام العام‪،‬‬
‫والعمالة على مستوى عالمي مدفوع ًا بسياسات التحرير‬ ‫أوضحت كيف تتغير أنماط تفاعالت اإلنسان‪-‬المجتمع‬ ‫خالل العقد املاضي خصوصاً‪.‬‬
‫وهذه األزمات ليست منفصلة‪ :‬أزمة‬
‫والتغير التكنولوجي (‪ .)Annan 2002‬وبوجه خاص‪ ،‬فإن‬ ‫بالتدرج ومع مرور الوقت‪ ،‬وكيف تختلف التحديات البيئية‬
‫بيئية وأزمة تنمية وأزمة طاقة‪.‬‬
‫التطور السريع لإلنترنت (انظر شكل ‪ 1-9‬في الفصل ‪)1‬‬ ‫ال عن كيفية‬
‫من منطقة جغرافية إلى منطقة أخرى‪ ،‬فض ً‬
‫فجميعها أزمة واحدة‪".‬‬
‫يحدث ثورة في قدرات االتصال والتواصل بين الناس‪،‬‬ ‫تعرض الجماعات المختلفة إلى أشكال متباينة من التغير‬
‫ومن الممكن التحكم فيه الستخدامه لتمهيد الملعب أمام‬ ‫البيئي‪.‬‬ ‫مستقبلنا املشترك تقرير جلنة برونتالند‬
‫األمم واألفراد (‪.)Friedman 2006‬‬
‫بعد مرور عشرين عام ًا على نشر تقرير لجنة برونتالند‪،‬‬
‫في ظل مجتمع عالمي مترابط على نحو متزايد يدفع دائم ًا‬ ‫فإن نتائجه وثيقة الصلة بالموضوع أكثر من ذي قبل‪.‬‬
‫التغير البيئي بفعالية‪ ،‬هناك حاجة إلى استيعاب الكيفية‬ ‫فالنمط العالمي لتفاعالت اإلنسان‪-‬المجتمع يتغير‪ .‬ومن‬
‫المثلى للتعامل مع التغير البيئي ومن هو أفضل من يقوم‬ ‫منظور إنساني‪ ،‬بات العالم أصغر‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫بذلك‪ .‬وقد أوضح تقرير"حماية كوكبنا ‪ -‬ضمان مستقبلنا"‬ ‫انخفضت مساحة األرض المخصصة للفرد إلى ما يقرب‬
‫(‪ )Watson and others 1998‬وتقييم األلفية لألنظمة‬ ‫من ربع المساحة المخصصة له منذ قرن مضى جراء‬
‫اإليكولوجية (‪ )2005‬كيف أنه كثير ًا ما ترتبط المشكالت‬ ‫النمو السكاني (انظر شكل ‪ ،)1-8‬ومن المتوقع أن‬
‫البيئية ببعضها البعض‪ .‬واستناد ًا إلى نتائج الفصول‬ ‫تنخفض أكثر إلى حوالي خمس المستوى التي كانت عليه‬

‫جرو هارلم برونتالند‪ ،‬رئيسة الوزراء النرويجية‬


‫في ذلك الوقت‪ ،‬وهي تخطب أمام الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة في ‪ .1987‬إن االرتباط‬
‫الوثيق بين البيئة والمجتمع اإلنساني هو‬
‫السلك الناظم الذي يمتد شامالً كامل تقرير‬
‫لجنة برونتالند وتقييم تقرير توقعات البيئة‬
‫العالمية الرابع (‪.)GEO-4‬‬

‫شارك بالصورة‪UN Photo :‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪364‬‬


‫فهم ترابطات اإلنسان‪-‬البيئة والتعامل معها‬ ‫خالل حوكمة تكيفية‪ ،‬مدعومة بمعرفة محسنة وبنية أساسية‬ ‫السابقة‪ ،‬يتابع هذا الفصل أيض ًا الفهم الحالي لترابطات‬
‫للمعلومات‪ .‬وتتضمن هذه االعتبارات تداعيات مثل هذه‬ ‫اإلنسان‪-‬البيئة‪ .‬فهو يدرس كيفية ترابط الموجهات‬
‫سيقوي فعالية أنظمة الحوكمة على‬
‫المستويات كافة‪.‬‬

‫شارك بالصورة‪ :‬شهاب الدين‪Still Pictures/‬‬ ‫النُهج المعنية بأنظمة اإلنفاذ وااللتزام بمقتضى مختلف‬ ‫المختلفة وأنشطة اإلنسان والتغيرات البيئية من خالل‬
‫االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‪.‬‬ ‫عالقات السبب‪-‬و‪-‬التأثير المعقدة المتضمنة في العمليات‬
‫االجتماعية والفيزيائية الحيوية على حد سواء‪ .‬كما يبحث‬
‫ترابطات اإلنسان‪-‬البيئة‬ ‫هذا الجزء من الفصل أيض ًا المدى الذي قد تتجاوز به‬
‫تعرضت الفصول السابقة إلى تقييم حالة المعرفة فيما‬ ‫مجموعة ضغوط اإلنسان على البيئة‪ ،‬والتي تزداد تعقداً‪،‬‬
‫يتعلق بالتحديات البيئية الرئيسية‪ .‬وأوضحت أن هناك‬ ‫الحدود الحاسمة‪ ،‬وتؤدي إلى آثار مفاجئة وغير متوقعة‬
‫ترابطات ضمن وبين التغيرات مثل تغير المناخ واستنفاد‬ ‫وتغيرات غير عكسية‪.‬‬
‫األوزون وتلوث الهواء وفقد التنوع البيولوجي وتدهور‬
‫األرض وتدهور المياه والتلوث الكيميائي‪ .‬فالتغيرات البيئية‬ ‫نشأت أنظمة الحوكمة البيئية استجابة للتغيرات البيئية‪،‬‬
‫تكون مرتبطة عبر المستويات وبين المناطق الجغرافية من‬ ‫غير أن هذه اآلليات غالب ًا ما تباطأت عن المشكالت التي‬
‫خالل عمليات اجتماعية وفيزيائية حيوية على حد سواء‪.‬‬ ‫تتعامل معها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬واجهت هذه اآلليات تحديات خطيرة‬
‫يستخدم هذا القسم اإلطار المفاهيمي لتوقعات البيئة‬ ‫فيما يتعلق بفاعليتها (‪Schmidt 2004, Najam and‬‬
‫العالمية (‪ )GEO‬كأساس لتحليل شامل ومتكامل‬ ‫‪ .)others 2006‬فكما أوضحت الفصول السابقة‪ ،‬تتميز‬
‫الرتباطات اإلنسان‪-‬البيئة تلك (انظر دليل القارئ)‪ .‬وعلى‬ ‫بعض التحديات البيئية‪ ،‬مثل التلوث من مصادر ثابتة‪،‬‬
‫نحو أكثر تحديداً‪ ،‬يقدم هذا القسم نظرة عامة على كيف‪:‬‬ ‫بتفاعالت السبب‪-‬التأثير خطية ويسهل التعامل معها‬
‫‪ n‬تسبب موجهات اإلنسان للتغير البيئي مختلف أشكال‬ ‫نسبياً‪ .‬في حين تتسم غيرها بمجموعات معقدة‪ ،‬غالب ًا‬
‫التغير البيئي وتربط بينها‪ ،‬وكيف تشكل القطاعات‬ ‫متداخلة‪ ،‬من الروابط األكثر استمرارية ويصعب التعامل‬
‫االجتماعية واالقتصادية ارتباطات اإلنسان‪-‬البيئة؛‬ ‫معها‪ .‬ومثل هذه الروابط بحاجة إلى تناولها بطريقة نظامية‬
‫‪ n‬تنشئ أنشطة اإلنسان وضغوطه تغيرات بيئية متعددة‪،‬‬ ‫ومستدامة ومتكاملة ومتناسقة عبر الحدود اإلدارية على‬
‫وكيف ترتبط أشكال التغيرات البيئية المتباينة من‬ ‫مختلف المستويات‪ .‬إن التنمية المستدامة مرهونة بنظام‬
‫خالل أنظمة معقدة تتضمن حلقات المردودات والحدود‬ ‫حوكمة بيئية يستطيع التكيف مع التحديات البيئية‬
‫الفيزيائية الحيوية؛ و‬ ‫المتطورة لنظام كوكب األرض‪.‬‬
‫‪ n‬يمكن أن تتجاوز مجموعة من التغيرات البيئية المعقدة‬
‫بشكل متزايد والتغيرات المحتملة على مستوى النظام‬ ‫يناقش هذا الفصل كيف يمكن أن يؤدي استيعاب هذه‬
‫بأكمله الحدود الفيزيائية الحيوية‪ ،‬مؤدية إلى تأثيرات‬ ‫االرتباطات وتطبيق نهج أنظمة إلى تعزيز فاعلية أنظمة‬
‫مفاجئة وغير متوقعة على رفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫الحوكمة البيئية وتكاملها على المستويات الوطنية‬
‫واإلقليمية والدولية‪ .‬كما أنه يأخذ بعين االعتبار إمكانية‬
‫موجهات التغير‬ ‫تنظيم التداخالت ضمن أنظمة االستجابة وفيما بينها من‬

‫‪365‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫‪ .)2006a‬وتوضح الرسومات البيانية في الشكل ‪1-8‬‬ ‫يحدث التغير البيئي والتنمية البشرية بدافع من العوامل‬
‫هذه الضغوط والتغيرات البيئية من أنشطة اإلنسان‪.‬‬ ‫نفسها‪ ،‬مثل الديموغرافيات والعمليات االقتصادية‬
‫واالبتكارات العلمية والتكنولوجية وأنماط التوزيع‪،‬‬
‫إن توزيع الموارد حول العالم ال يتسم بالعدل‪ .‬ففي أفقر‬ ‫والعمليات الثقافية واالجتماعية والسياسية والمؤسسية‪.‬‬
‫بلدان العالم‪ ،‬على نحو رئيسي في أفريقيا وآسيا والمحيط‬ ‫وهذه العمليات تكون معقدة ومتباينة تبع ًا للظروف‬
‫الهادئ وأمريكا الالتينية والكاريبي‪ ،‬بلغ متوسط الدخل‬ ‫االجتماعية واإليكولوجية‪ .‬وقد زاد الضغط على البيئة‬
‫السنوي للفرد ‪ 2100‬دوالر أمريكي في عام ‪ .2004‬وفي‬ ‫وبالتالي معدل التغيرات البيئية ومداها وحجمها على نحو‬
‫أغنى المناطق والبلدان‪ ،‬أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا‬ ‫أكبر‪ .‬كما باتت تحديات التنمية أكثر إلحاح ًا كما يتضح‪،‬‬
‫واليابان على التوالي‪ ،‬بلغ متوسط الدخل السنوي للفرد‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬من الجهود المبذولة لتحقيق األهداف‬
‫فيها ‪ 30‬ألف دوالر أمريكي‪ .‬وفي المتوسط‪ ،‬فإن إجمالي‬ ‫اإلنمائية لأللفية (‪.)MDGs‬‬
‫الدخل السنوي لحوالي ‪ 1.2‬بليون شخص في أغنى‬
‫البلدان يزيد عن ‪ 15‬ضعف الدخل السنوي لحوالي ‪2.3‬‬ ‫يشكل النمو السكاني ضغط ًا متزايد ًا على الكوكب‪ ،‬كما‬
‫بليون شخص في أفقر البلدان (‪.)Dasgupta 2006‬‬ ‫يتضح من تقلص حجم األرض المخصصة للفرد منذ عام‬
‫أيضاً‪ ،‬في عام ‪ ،2004‬ضمت بلدان الملحق ‪ 1‬التفاقية‬ ‫‪ 1900‬مع تزايد السكان (انظر شكل ‪ .)1-8‬وطبق ًا‬
‫األمم المتحدة اإلطارية لتغير المناخ ‪ 20‬في المائة من‬ ‫للتقديرات المستخدمة في هذا التقرير‪ ،‬من المتوقع أن‬
‫سكان العالم‪ ،‬وأنتجت ‪ 57‬في المائة من الناتج المحلي‬ ‫يزيد سكان العالم إلى ‪ 9.2‬بليون نسمة بحلول عام ‪2050‬‬
‫اإلجمالي العالمي‪ ،‬بنا ًء على تعادل القوة الشرائية‪ ،‬وتسببت‬ ‫مقارنة بحوالي ‪ 6.7‬بليون نسمة في عام ‪ .2007‬ومن‬
‫في ‪ 46‬في المائة من انبعاثات غازات االحتباس الحراري‬ ‫المتوقع أن يزيد سكان المناطق األقل تقدم ًا من ‪ 5.5‬بليون‬
‫(‪ .)GHG‬أما نصيب أفريقيا من انبعاثات غازات االحتباس‬ ‫نسمة في عام ‪ 2007‬إلى ‪ 8‬بليون نسمة في عام ‪.2050‬‬
‫الحراري فقد بلغ ‪ 7.8‬في المائة‪ ،‬في حين أن بها ‪ 13‬في‬ ‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬يتوقع ثبات عدد سكان المناطق‬
‫المائة من سكان العالم (الهيئة الحكومية الدولية المعنية‬ ‫األكثر تقدم ًا إلى حد بعيد عند ‪ 1.2‬بليون نسمة‪ ،‬ويمكن أن‬
‫بتغيّر المناخ ‪.)2007a‬‬ ‫ينخفض ما لم تحدث الهجرة المتوقعة من البلدان النامية‬
‫إلى البلدان المتقدمة (بوابة بيانات تقرير توقعات البيئة‬
‫يضع االستهالك المتزايد للمواد الخام ونتاج النفايات‬ ‫العالمية (‪ ،)GEO‬من شعبة السكان باألمم المتحدة‬
‫ال على البيئة‪ .‬وتتعرض ستون في‬ ‫المرتبط بذلك ضغط ًا هائ ً‬ ‫‪ .)2007‬إن البرامج المعنية بمسائل السكان بحاجة إلى‬
‫المائة من خدمات النظام اإليكولوجي التي خضعت‬ ‫ربطها ربط ًا وثيق ًا بالسياسات األخرى‪ ،‬مثل تلك المتعلقة‬
‫للدراسة في تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية (‪ )MA‬إلى‬ ‫بالتنمية االقتصادية والهجرة وصحة األم والصحة‬
‫التدهور أو االستغالل على نحو غير مستدام‪ .‬ومن الممكن‬ ‫اإلنجابية والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (األمم‬
‫أن يزداد تدهورها على نحو أكبر قبل حلول عام ‪2050‬‬ ‫المتحدة ‪.)1994‬‬
‫نتيجة الطلبات التي تتزايد سريع ًا على الغذاء والمياه‬
‫العذبة والخشب واأللياف والوقود‪ ،‬وكذلك بسبب التلوث‬ ‫ترتبط آثار النمو السكاني على البيئة على نحو معقد‬
‫المتزايد وتغير المناخ (تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية‬ ‫باألنماط االستهالكية للناس‪ .‬فاالستهالك‪ ،‬وال سيما في‬
‫‪.)2005a‬‬ ‫األمم األغنى‪ ،‬يزداد بمعدل أسرع من معدل النمو‬
‫السكاني‪ .‬وكان االبتكار التكنولوجي موجه ًا حاسم ًا لهذا‬
‫ساهمت التغيرات في المحيط الحيوي خالل العقود القالئل‬ ‫االتجاه (واتسون وآخرون ‪ .)1998‬ومنذ عام ‪ ،1987‬زاد‬
‫األخيرة في تحقيق مكاسب صافية كبيرة في مجال رفاهية‬ ‫عدد سكان العالم بنسبة ‪ 30‬في المائة تقريب ًا (بوابة‬
‫اإلنسان والتنمية االقتصادية (تقييم األلفية لألنظمة‬ ‫بيانات تقرير توقعات البيئة العالمية (‪ ،)GEO‬من شعبة‬
‫اإليكولوجية ‪ .)2005a‬كما حولت القطاعات االجتماعية‬ ‫السكان باألمم المتحدة ‪ ،)2007‬وتضاعفت التجارة‬
‫واالقتصادية الرسمية وغير الرسمية الموارد الطبيعية‬ ‫العالمية أربع مرات‪ .‬وكما ورد في الفصل ‪ ،2‬ارتفع الناتج‬
‫(تساوي رأس المال الطبيعي) إلى أشكال تدعم التنمية‬ ‫االقتصادي العالمي المقاس بتعادل القوة الشرائية بنسبة‬
‫ورفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ 79‬في المائة‪ ،‬ليضاعف تقريب ًا متوسط دخل الفرد في‬
‫الفترة ذاتها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فالتغيرات في دخل الفرد تتباين‬
‫في البلدان األفقر‪ ،‬يقدر أن الموارد الطبيعية تشكل ‪ 26‬في‬ ‫بدرجة كبيرة بين المناطق‪ ،‬من انخفاض يزيد عن ‪ 2‬في‬
‫المائة من الثروة اإلجمالية‪ ،‬لتكون أساس ًا ألسباب الرزق‬ ‫المائة في بلدان أفريقية قليلة‪ ،‬إلى تضاعف في بعض‬
‫ومصدر ًا لتمويل التنمية (البنك الدولي ‪ .)2006b‬وتعد‬ ‫بلدان آسيا والمحيط الهادئ منذ عام ‪( 1987‬البنك الدولي‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪366‬‬


‫الشكل ‪ 1-8‬أرضنا “المنكمشة”‬
‫تريليون دوالر أمريكي ثابت‬
‫‬ ‫‬ ‫ ‬
‫التجارة‬
‫ ‬ ‫‪PIB‬‬
‫انبعاثات ثاني‬
‫أكسيد الكربون‬
‫ ‬ ‫الزراعة‬
‫‬
‫تريليون دوالر أمريكي ثابت‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫نسبة مساحة األراضي‬ ‫مالحظات‪ :‬توضح األرقام‬
‫‬ ‫الموجود بجوار صور األرض‬
‫‬ ‫‬
‫هكتارات األرض للفرد‪.‬‬
‫ ‬

‫توضح الرسوم تغيرات‬


‫‬
‫حجم التجارة (‪– 1987‬‬
‫‬ ‫‪ ،)2005‬وإجمالي الناتج‬
‫تريليون دوالر أمريكي ثابت‬ ‫المحلي (‪)2004–1987‬‬
‫وانبعاثات ثاني أكسيد‬
‫‬ ‫الكربون (‪)2003–1990‬‬
‫‬ ‫ ‬
‫ومساحة األراضي المزروعة‬
‫ ‬ ‫(‪.)2002–1987‬‬
‫ ‬
‫‬ ‫المصادر‪،FAOSTAT 2006 :‬‬
‫‬
‫الفصل ‪ 9‬استعراض السكان‪،‬‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬ ‫‪ ،WTO 2007‬بوابة بيانات ‪GEO‬‬


‫ ‬ ‫مجمعة من ‪UNPD 2007-‬‬
‫التقدير المنخفض‪ ،‬البنك الدولي‬
‫‬ ‫‪2006a، UNFCCC-CDIAC 2006‬‬
‫و‪FAOSTAT 2004‬‬
‫ ‬
‫‬
‫ ‬

‫المال االجتماعي مثل هياكل الحوكمة‪ .‬ورؤوس األموال‬ ‫الزراعة أهم قطاع في البلدان منخفضة الدخل‪ ،‬حيث‬
‫هذه تحدد قدرة األفراد على ممارسة حرياتهم في االختيار‬ ‫تشكل من ‪ 25‬إلى ‪ 50‬في المائة من ناتجها المحلي‬
‫واتخاذ اإلجراءات الالزمة لتلبية احتياجاتهم المادية‪.‬‬ ‫اإلجمالي (‪( )GDP‬المجموعة االستشارية للبحوث الزراعية‬
‫الدولية ومرفق البيئة العالمية ‪ .)2002‬ويرتبط النمو‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬فإن المكاسب الصافية الملحوظة في رفاهية‬ ‫الزراعي مباشرة برفاهية اإلنسان‪ ،‬وال سيما من حيث‬
‫اإلنسان التي سهلتها القطاعات االجتماعية واالقتصادية‬ ‫دخول الفالحين وأرزاقهم‪ .‬وأمام كل دوالر يكسبه الفالحون‬
‫جاءت على حساب تزايد التغيرات البيئية وتفاقم حدة الفقر‬ ‫في البلدان منخفضة الدخل‪ ،‬هناك زيادة قدرها ‪2.60‬‬
‫لبعض مجموعات الناس (تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية‬ ‫دوالر أمريكي في الدخول في االقتصاد بوجه عام‬
‫‪ .)2005a‬وتعتمد التنمية المستدامة على الدمج الفعال‬ ‫(المجموعة االستشارية للبحوث الزراعية الدولية ومرفق‬
‫لالهتمامات البيئية في سياسات التنمية‪ .‬ومن العناصر‬ ‫البيئة العالمية ‪ .)2002‬ومن ثم‪ ،‬فإن الزيادة في غالت‬
‫الحاسمة لنظام حوكمة بيئية دولي معزز أن يكون قادر ًا‬ ‫المحاصيل لها أثر كبير على ارتقاء هؤالء الذين يعيشون‬
‫على دعم هذا الدمج (‪.)Berruga and Maurer 2006‬‬ ‫بأقل من دوالر واحد في اليوم إلى مستوى أعلى‪ .‬وطبق ًا‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬فإن اآلثار البيئية كثيرا ما ال يحسب حسابها‬ ‫لتقديرات البنك الدولي‪ ،‬تؤدي الزيادة بمقدار ‪ 1‬في المائة‬
‫في عمليات القطاعات االجتماعية واالقتصادية كتكلفة‪ ،‬ومن‬ ‫في غالت المحاصيل إلى انخفاض عدد األشخاص الذين‬
‫ثم يشار إلى هذه اآلثار على أنها تأثيرات خارجية‪.‬‬ ‫يعيشون بأقل من دوالر أمريكي واحد يومي ًا بمقدار ‪6.25‬‬
‫واعتبار مثل هذه التكاليف كآثار خارجية ال يسمح‬ ‫مليون شخص‪ .‬ويمكن تحويل رأس المال الطبيعي إلى‬
‫بمقايضة حقيقية من حيث التكاليف والفوائد عند اتخاذ‬ ‫أشكال من رأس المال المادي‪ ،‬مثل البنية التحتية واآلالت‪،‬‬
‫قرارات التنمية‪ .‬فمثل هذه القطاعات تكون محورية في‬ ‫باإلضافة إلى رأس المال البشري مثل المعرفة‪ ،‬ورأس‬

‫‪367‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫العالمية الرابع (‪ ،)GEO-4‬من المتوقع أن يتراوح عدد‬ ‫االنتفاع بخدمات النظام اإليكولوجي والموارد الطبيعية‪.‬‬
‫السكان بين ‪ 8‬بليون و‪ 9.7‬بليون نسمة في عام ‪2050‬‬ ‫كما أنها تؤثر على خدمات النظام اإليكولوجي وتتأثر بتغير‬
‫(انظر الفصل ‪.)9‬‬ ‫النظام اإليكولوجي (انظر شكل ‪.)2-8‬‬

‫غالب ًا ما سيتم إنفاذ تدابير االستجابة للتغيرات البيئية‬ ‫يربط القطاع الزراعي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بين عدد من‬
‫بواسطة السلطات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع‬ ‫التغيرات البيئية‪ ،‬بما في ذلك تغير المناخ وفقد التنوع‬
‫المدني إلى جانب المجتمعات واألفراد المرتبطين‬ ‫البيولوجي وتدهور األرض وتدهور المياه‪ .‬كما أن‬
‫بالقطاعات االجتماعية واالقتصادية‪ .‬وستأتي االستجابات‪،‬‬ ‫الكيماويات عامل في التغير البيئي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الزراعة‬
‫كما هو موضح في شكل ‪ ،2-8‬في شكل إما تخفيف لحدة‬ ‫تعتمد أيض ًا إلى حد كبير على خدمات النظام اإليكولوجي‪،‬‬
‫التغير البيئي أو التكيف معه‪ .‬ومن الممكن أن يأخذ تخفيف‬ ‫مثل األحوال المناخية التي يمكن التنبؤ بها والموارد‬
‫األثر والتكيف على حد سواء شكل نُهج رسمية وغير‬ ‫الوراثية وتنظيم المياه وتكون التربة ومكافحة اآلفات‬
‫رسمية لتغيير السلوك اإلنساني حيث أنها ترتبط ليس فقط‬ ‫واإلنتاجية األولية لألرض والمياه‪ .‬وهذه الخدمات يجب‬
‫بالموجهات‪ ،‬بل أيض ًا بالضغوط واآلثار‪ .‬وتحتاج‬ ‫صيانتها إذا كان لقطاع ما أن يلبي الطلب على الغذاء‪.‬‬
‫استراتيجيات االستجابة أن تضع في اعتبارها أن أدوار‬ ‫يخلص الفصل ‪ 3‬إلى أن مضاعفة اإلنتاج الغذائي العالمي‬
‫وحقوق ومسئوليات النساء والرجال تكون محددة اجتماعي ًا‬ ‫سيكون مطلوب ًا لتلبية الهدف اإلنمائي لأللفية المعني‬
‫وقائمة على الثقافة‪ ،‬وأنها تنعكس في هياكل القوى‬ ‫بالجوع‪ ،‬في ضوء اعتبار إسقاطات أن سكان العالم‬
‫الرسمية وغير الرسمية التي تؤثر على كيفية اتخاذ قرارات‬ ‫سيزيدون إلى أكثر من ‪ 9.2‬بليون نسمة بحلول عام‬
‫اإلدارة (‪ .)Faures and others 2007‬وإدارة الموارد‬ ‫‪ .2050‬وفي السيناريوهات األربعة لتقرير توقعات البيئة‬

‫الشكل ‪ 2-8‬تنوع لإلطار المفاهيمي لتوقعات البيئة العالمية الرابع (‪ )GEO-4‬يلقي الضوء على الدور الثنائي للقطاعين االجتماعي واالقتصادي‬
‫على مستوى العالم‬
‫على المستوى اإلقليمي‬

‫على المستوى المحلي‬


‫االستجابات (‪ – )R‬التكيف الرسمي وغير الرسمي للتغيرات البيئية‪ ،‬والحد منها‪( ،‬بما في ذلك االستعادة) عن طريق تغيير السلوك البشري داخل وبين إطارات‬
‫الموجهات (‪ )D‬والضغوط (‪ )P‬واآلثار (‪ ،)I‬على سبيل المثال‪ ،‬من خالل العلوم والتكنولوجيا والسياسات والقانون والمؤسسات والقدرة على المواجهة‪.‬‬

‫اآلثار (‪)I‬‬

‫المجتمع البشري‬
‫الضغوط (‪)P‬‬ ‫الموجهات (‪)D‬‬
‫التدخالت البشرية‪:‬‬ ‫رفاهية اإلنسان يمكن تعريفها بشكل واسع على أنها حرية البشر في االختيار والتصرف من أجل تحقيق‬ ‫الديموغرافيا‬ ‫•‬
‫األشياء التالية‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬األمن واحتياجات المواد األساسية والعالقات االجتماعية الجيدة‪ ،‬مما قد‬
‫• استخدام األراضي‬ ‫يتسبب في حدوث التنمية البشرية أو الفقر أو عدم المساواة وتعريض اإلنسان للخطر‪.‬‬ ‫العمليات االقتصادية‬ ‫•‬
‫(االستهالك واإلنتاج‬
‫• استخراج الموارد‬ ‫واألسواق والتجارة)‬ ‫‬
‫• المدخالت‬ ‫يشتمل القطاعان االجتماعي واالقتصادي على العوامل الديموغرافية واالجتماعية‬ ‫االبتكار العلمي‬ ‫•‬
‫الخارجية‬ ‫(المؤسسية) والمادية التي تحدد رفاهية اإلنسان)‬
‫والتكنولوجي‬
‫(األسمدة‪،‬‬ ‫عمليات أنماط التوزيع‬ ‫•‬
‫الكيماويات‪ ،‬الري)‬ ‫• الخدمات‪ :‬الصحة والعدالة والتمويل والتجارة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا واالتصال‬ ‫(بين األجيال وبين أبناء‬
‫• االنبعاثات (الملوثات‬ ‫والثقافة والخدمات والسياحة والبيئة‪.‬‬ ‫الجيل الواحد)‬
‫والنفايات)‬ ‫• البنية األساسية‪ :‬على سبيل المثال‪ ،‬النقل واإلسكان واألمن والدفاع‬ ‫العمليات الثقافية‬ ‫•‬
‫• اإلنتاج‪ :‬على سبيل المثال‪ ،‬الزراعة والحراجة ومصائد األسماك والسياحة والتعدين‬ ‫واالجتماعية والسياسية‬
‫• تغير وحركة‬ ‫والطاقة والصناعة‬ ‫والمؤسسية (بما في ذلك‬
‫الكائنات الحية‬ ‫قطاع اإلنتاج والخدمات)‬

‫العوامل البيئية التي تحدد رفاهية اإلنسان‬


‫العمليات الطبيعية‪:‬‬
‫• الخدمات اإليكولوجية مثل تقديم الخدمات (االستعمال االستهالكي) والخدمات الثقافية (االستعمال‬
‫• األشعة الشمسية‬ ‫غير االستهالكي) وخدمات التنظيم وخدمات الدعم (االستخدام غير المباشر)‬
‫• البراكين‬ ‫• الموارد الطبيعية غير المرتبطة بالنظام اإليكولوجي مثل الهيدروكربونات والمعادن والطاقة المتجددة‬
‫البيئة‬

‫• الزالزل‬ ‫• اإلجهاد مثل األمراض واآلفات واإلشعاع والمخاطر‬


‫‬

‫الحالة واالتجاهات (‪)S‬‬


‫اآلثار البيئية والتغيير‪ :‬تغير المناخ واستنفاذ أوزون الطبقة العليا من الغالف الجوي وتغير التنوع البيولوجي‪،‬‬
‫والتلوث والتدهور و‪/‬أو نضوب الهواء والمياه والمعادة واألراضي (بما في ذلك التصحر)‬
‫رأس المال الطبيعي‪ :‬الغالف الجوي واألرض والمياه والتنوع البيولوجي‬

‫التوقعات‬ ‫االرتجاعية‬
‫على المدى البعيد‬ ‫‪( 2050‬على المدى المتوسط)‬ ‫‪( 2015‬على المدى القصير)‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫الوقت‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪368‬‬


‫من الممكن أن يكون لها أثر سلبي على البيئة‪.‬‬ ‫العامة واألنظمة المعقدة تشكل تحدي ًا بوجه خاص‪ ،‬وقد‬
‫تتطلب مجموعة عريضة من أدوات الحوكمة متعددة‬
‫تؤدي أنشطة اإلنسان إلى آثار متعددة على البيئة بسبب‬ ‫المستويات‪ ،‬ونهج تكيفي (‪.)Dietzand others 2003‬‬
‫الترابطات الفيزيائية الحيوية‪ .‬ترتبط األرض والمياه‬ ‫واالستجابات تكون جزء ًا ال يتجزأ من ترابطات اإلنسان‪-‬‬
‫والغالف الجوي بعدة طرق‪ ،‬ولكن بوجه خاص من خالل‬ ‫البيئة‪ .‬ولذا‪ ،‬فإن االستجابة لتغير بيئي واحد ربما يؤثر‬
‫دورات الكربون والنيتروجين (انظر الفصل ‪ )3‬والمياه‪،‬‬ ‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على التغيرات البيئية‬
‫التي تكون أساسية الستمرار الحياة على األرض‪ .‬وتؤثر‬ ‫األخرى‪ ،‬وتسهم هي نفسها في الترابطات فيما بينها‪.‬‬
‫الحدود والمردودات على حدود األنظمة اإليكولوجية‬
‫وتكوينها ووظيفيتها‪ .‬ويتجلى مثال نموذجي لحلقات‬ ‫آثار وعواقب أنشطة اإلنسان على العمليات الفيزيائية‬
‫المردودات في التفاعالت التي تؤثر على المنطقة القطبية‬ ‫الحيوية‬
‫الشمالية (انظر اإلطار ‪( )1-8‬انظر الفصلين ‪ 2‬و‪.)6‬‬ ‫تحتاج جهود دمج االهتمامات البيئية في التنمية وتشجيع‬
‫أنماط االستهالك واإلنتاج المستدامين إلى الوضع في‬
‫تماثل دراسة الترابطات بين التحديات البيئية المتعددة‬ ‫االعتبار الطرق التي ترتبط بها التحديات البيئية من خالل‬
‫تطبيق نهج أنظمة عن طريق دراسة الترابطات ضمن وبين‬ ‫أنشطة اإلنسان (الضغوط) والعمليات الفيزيائية الحيوية‪.‬‬
‫النظام العالمي األوسع نطاق ًا أو نظام فرعي‪ .‬وتشكل‬ ‫فأنشطة اإلنسان لها آثار مباشرة متعددة على البيئة‪ ،‬ومن‬
‫الترابطات الفيزيائية الحيوية سمة هامة للتحديات البيئية‬ ‫ثم على خدمات النظام اإليكولوجي ورفاهية اإلنسان‪ .‬فعلى‬
‫ذاتها‪ .‬كما تعد خصائص النظام مثل التغيرات غير الخطية‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬تسهم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في‬
‫والحدود والقصور الذاتي والتحوالت (انظر اإلطار ‪)2-8‬‬ ‫تغير المناح (انظر الفصل ‪ )2‬وتحمض المحيطات (انظر‬
‫سمات هامة‪ .‬وعند تطوير خيارات اإلدارة‪ ،‬تكون هناك‬ ‫الفصل ‪ )4‬على حد سواء‪ .‬غير أن أنشطة اإلنسان‪ ،‬مثل‬
‫حاجة إلى اعتبار سالسل السبب‪-‬التأثير‪ ،‬نظر ًا ألن‬ ‫الزراعة والتشجير وصيد األسماك‪ ،‬تفي باحتياجات‬
‫خصائص النظام هذه (‪)Camill and Clark 2000‬‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وال سيما على المدى القصير ومن ثم لها أثر‬
‫غالب ًا ما تكون تراكمية في الوقت والحيز‪.‬‬ ‫إيجابي على رفاهية اإلنسان (انظر القسم الفرعي التالي)‪.‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬ما لم يتم إدارة هذه األنشطة بصورة مستدامة‪،‬‬

‫اإلطار ‪ 1-8‬حلقات المردودات في المنطقة القطبية الشمالية‬

‫حلقات مردودات درجة الحرارة‪-‬الغطاء السحابي‪-‬اإلشعاع‬ ‫المردود‬


‫تلعب المردودات بين درجات الحرارة والغطاء السحابي وأنواع السحاب وبياض السحاب واإلشعاع دورا ً هاما ً‬ ‫يشرح ذلك عملية تستخدم فيها مخرجات نظام أو يسمح بتعديل مدخالته‪ ،‬بما يؤدي إلى نتائج إما‬
‫في المناخ اإلقليمي‪ .‬وهناك مؤشر على أن سحب المنطقة القطبية الشمالية يبدو أن لها تأثير احتراري‪،‬‬ ‫إيجابية أو سلبية‪ .‬في نظام المناخ‪ ،‬وصفت "حلقة المردود" بأنها نمط تفاعل حيث تغيير واحد‪ ،‬من خالل‬
‫باستثناء في فصل الصيف‪ ،‬حيث أن تأثير بطانية السحب يميل إلى السيطرة على االنخفاض في إشعاع‬ ‫التفاعل مع متغيرات أخرى في النظام‪ ،‬إما أن يقوي العملية األصلية (مردود إيجابي) أو يعوقها (مردود‬
‫الموجة القصيرة إلى السطح بسبب ارتفاع بياض السحب‪ .‬ولكن األمر يبدو مختلفا ً عند مقارنته‬ ‫سلبي)‪ .‬ويتضح جليا ً أن هناك مردودات هامة في أنظمة المنطقة القطبية الشمالية ترتبط بالتغيرات‬
‫بمناطق أخرى في العالم‪ .‬فمردود درجة الحرارة‪-‬الغطاء السحابي‪-‬اإلشعاع سلبي حيث أن التغير المبدئي‬ ‫السريعة في المناخ اإلقليمي (انظر الفصلين ‪ 2‬و‪ .)6‬وواضح أن نظام المنطقة القطبية الشمالية‬
‫في درجات الحرارة ضئيل‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬يعمل الغطاء السحابي أيضا ً كبطانية لمنع فقدان اإلشعاع طويل‬ ‫ديناميكي للغاية‪ ،‬وأن مجموعات مختلفة من المتغيرات تشكل المردودات في أوقات مختلفة‪ ،‬مبرزة‬
‫الموجة من الغالف الجوي لألرض‪ .‬وبهذه العملية‪ ،‬يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة الذي يتسبب في‬ ‫تعقيد المردودات والترابطات‪.‬‬
‫تزايد الغطاء السحابي إلى ارتفاع أكثر في درجة الحرارة ‪ -‬مردود إيجابي‪.‬‬
‫مردود درجة الحرارة‪-‬ألبياض‬
‫ذوبان طبقة األرض دائمة التجمد وانبعاثات غاز الميثان‬ ‫يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة ذوبان الثلوج والجليد البحري‪ ،‬األمر الذي ال يقتصر أثره على تقليل‬
‫تتضمن طبقة األرض دائمة التجمد في المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬بخاصة مستنقع السهل األجرد‪،‬‬ ‫معامل انعكاس السطح‪ ،‬بل أيضا ً زيادة االمتصاص الشمسي‪ ،‬مما يزيد درجة الحرارة أكثر ويغير الغطاء‬
‫غاز ميثان محتجز منذ أخر تجمد‪ ،‬أي منذ ‪ 10.000‬إلى ‪ 11.000‬عام‪ .‬ويؤدي تغير المناخ إلى ذوبان طبقة‬ ‫النباتي‪ .‬كما أن حلقة المردود يمكن أن تعمل بشكل عكسي‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬إذا انخفضت درجات‬
‫األرض دائمة التجمد واالنطالق التدريجي للميثان‪ ،‬وهو غاز ذو تأثير احتراري محتمل يفوق ثاني أكسد‬ ‫الحرارة‪ ،‬ستقل كمية الثلوج والجليد الذائب في فصل الصيف‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع معدل ألبياض‬
‫الكربون ‪ 20‬مرة (انظر الفصلين ‪ 2‬و‪ .)3‬وهذا مردود إيجابي‪ ،‬قد يؤدي إلى تسارع كبير في تغير المناخ‪.‬‬ ‫وحدوث انخفاض أكثر في درجات الحرارة حيث يُعكس اإلشعاع الشمسي أكثر مما يمتص‪ .‬وحلقة مردود‬
‫درجة الحرارة‪-‬ألبياض إيجابية ألن التغير المبدئي في درجات الحرارة زاد‪.‬‬

‫المصادر‪ :‬تقييم أثر المناخ في منطقة القطب الشمالي ‪Stern and others 2006, UNEP 2007a ،2004‬‬

‫‪369‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫البيئة‪ ،‬جزئي ًا نتيجة ممارسات الزراعة غير الفعالة المرتبطة‬ ‫هناك مثال أساسي يوضح كيف أن نشاط ما لإلنسان‬
‫بكمية األسمدة وتوقيت استخدامها‪ .‬ويؤثر النيتروجين‬ ‫يمكن أن يؤدي إلى آثار بيئية عديدة أال وهو انطالق‬
‫التفاعلي سلبي ًا على العديد من عناصر األنظمة اإليكولوجية‬ ‫النيتروجين التفاعلي (‪ )Nr‬من حرق الوقود األحفوري‬
‫األرضية والمائية والغالف الجوي‪ ،‬كما هو موضح في‬ ‫واستخدام األسمدة‪ ،‬وهو ما تناوله بالتفصيل الفصل ‪.3‬‬
‫الشكل ‪ .3-8‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬من الممكن أن يؤدي‬ ‫وقد زاد تكون غاز النيتروجين التفاعلي بمقدار عشرة‬
‫النيتروجين الذي يطلق في الغالف الجوي من احتراق‬ ‫أضعاف منذ عام ‪( 1860‬برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫الوقود األحفوري واستخدام األسمدة‪ ،‬بدوره‪ ،‬إلى زيادة‬ ‫‪ .)2004‬تمثلت فوائد استخدام األسمدة في زيادة إنتاج‬
‫تركيز أوزون الطبقة السفلى من الغالف الجوي وتقليل‬ ‫الغذاء لدعم النمو السكاني واستهالك الغذاء المتزايد لكل‬
‫رؤية الغالف الجوي وزيادة حمضية الهطل‪ .‬وبعد ترسب‬ ‫فرد‪ .‬وتؤثر عوامل كثيرة على كمية النيتروجين المستخدمة‪،‬‬
‫النيتروجين‪ ،‬من الممكن أن يؤدي إلى زيادة حمضية التربة‬ ‫من بينها رطوبة التربة‪ ،‬وتوقيت استخدام األسمدة‪ ،‬وتوافر‬
‫وتقليل التنوع البيولوجي وتلويث المياه الجوفية والتسبب‬ ‫العمالة‪ ،‬وجودة ونوعية التربة المتأصلين‪ ،‬وأنظمة الزراعة‪،‬‬
‫في نمو مفرط للطحالب الضارة في المياه الساحلية‪.‬‬ ‫وتوافر العناصر الغذائية الكبرى (‪( )N-P-K‬انظر الفصل‬
‫وبمجرد ابتعاثه مرة أخرى إلى الغالف الجوي‪ ،‬يمكن أن‬ ‫‪ .)3‬ومن المعروف أنه لزيادة اإلنتاج الغذائي في أفريقيا‪،‬‬
‫يسهم في تغير المناخ وتناقص أوزون الجزء األعلى من‬ ‫هناك احتياج إلى نوعية تربة وخصوبة محسنتين‪ ،‬مع‬
‫الغالف الجوي (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2004‬‬ ‫بعض التحسينات التي تأتي من إضافة األسمدة غير‬
‫وتستمر اآلثار طالما ظل النيتروجين نشط ًا في البيئة‪،‬‬ ‫عضوية (‪ .)oluton and others 2006‬ومع ذلك‪ ،‬في‬
‫وتتوقف فقط عندما يخزن غاز النيتروجين التفاعلي لمدة‬ ‫مناطق أخرى‪ ،‬تتسرب كمية مفرطة من النيتروجين إلى‬

‫اإلطار ‪ 2-8‬خصائص النظام‪ :‬الحدود والتحوالت ونقاط االنعطاف والقصور الذاتي‬

‫يكون لألنظمة الكيميائية الجغرافية الحيوية واالجتماعية فترات زمنية فاصلة وقصور ذاتي‪ ،‬واالتجاه إلى‬ ‫يحتاج تحديد وتقييم ترابطات اإلنسان‪-‬البيئة الرئيسية أن يأخذ بعين االعتبار أن معظم األنظمة‬
‫مواصلة التغير حتى وإن خفت القوى التي تسبب التغير‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬حتى وإن حدث أن ثبتت‬ ‫االجتماعية والفيزيائية الحيوية تتسم بخصائص نظام ديناميكية‪ .‬وتتضمن هذه الخصائص الحدود‬
‫تركيزات غازات االحتباس الحراري في الغالف الجوي اليوم‪ ،‬ستستمر الزيادات في درجة حرارة األرض‬ ‫والتحوالت والقصور الذاتي والفترات الزمنية الفاصلة باإلضافة إلى حلقات المردودات‪ ،‬كما هو موضح في‬
‫والمحيطات نتيجة هذه االنبعاثات لعقود‪ ،‬وسترتفع مستويات سطح البحر لقرون‪ ،‬نتيجة النطاقات‬ ‫اإلطار ‪1-8‬‬
‫الزمنية المرتبطة بعمليات المناخ والمردودات (انظر الفصل ‪ .)2‬وتتضمن الفترات الزمنية الفاصلة‬
‫المرتبطة بالمجتمعات اإلنسانية الوقت ما بين تطوير التكنولوجيات وبدء استخدامها والتغيرات‬ ‫ويشار إلى الحدود أحيانا ً بنقاط االنعطاف‪ .‬وهي شائعة في نظام كوكب األرض‪ ،‬وتمثل نقطة التغير‬
‫السلوكية المطلوبة لتخفيف حدة تغير المناخ‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬ ‫المفاجئ أو الحاد أو المتسارع وربما غير القابل لالنعكاس الذي تسببه أحداث طبيعية أو أنشطة‬
‫اإلنسان‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬هناك دليل يبين أن تراجع الغطاء النباتي في الصحراء الكبرى منذ آالف‬
‫الحدود الحاسمة هي النقاط حيث تؤدي األنشطة إلى مستويات غير مقبولة من الضرر‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫السنين ارتبط بتناقص سقوط األمطار‪ ،‬مما شجع على فقدان أكثر للغطاء النباتي‪ ،‬لينتهي األمر إلى‬
‫بالتغير اإليكولوجي‪ ،‬مثالً‪ ،‬وتتطلب استجابات‪ .‬وتعقيد األنظمة البشرية‪-‬اإليكولوجية المقترنة وحالة‬ ‫الصحراء الكبرى الجافة الحالية‪ .‬ومن أمثلة الحدود التي يتم تجاوزها بسبب أنشطة اإلنسان‬
‫معرفتنا الحالية بديناميكيات النظام تجعل من الصعب التنبؤ بدقة أين تكمن مثل تلك الحدود‪ .‬كما‬ ‫المستدامة‪ :‬انهيار المصائد السمكية والنمو المفرط للطحالب الضارة ونقص األكسجين (عوز‬
‫أنها تجعل تحديد تدابير للحيلولة دون تجاوز تلك الحدود تحديا ً‪ .‬وهكذا‪ ،‬يُترك المجتمع غالبا ً ليتأقلم مع‬ ‫األكسجين) في األنظمة المائية وظهور األمراض واألوبئة‪ ،‬وإدخال األنواع وانقراضها وتغير المناخ اإلقليمي‪.‬‬
‫التغيرات البيئية الضارة من خالل تخفيف حدتها‪ ،‬وإذا كان ذلك صعبا ً‪ ،‬فمن خالل التكيف مع التغير‪ .‬ومع‬
‫اآلثار االجتماعية‪-‬االقتصادية غير المسبوقة والمتزايدة للبشرية على األنظمة اإليكولوجية‪ ،‬هناك قلق‬ ‫ويتضح مثال آخر للتحوالت أو الحدود والترابطات في التغير المناخي في التغير من سيادة العشب إلى‬
‫من أن هذه األنظمة ربما تقترب من أو تخطت بعض الحدود الحرجة‪ ،‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬فمن المحتمل‬ ‫أرض الشجيرات‪ .‬ويعتقد أن التغيرات في الرعي ونظام الحريق المرتبطين بممارسات إدارة األرض خالل‬
‫بشدة أنها ستتعرض لتغيرات كبيرة وسريعة وغير خطية‪ .‬وتجاوز مثل تلك الحدود يشكل قلقا ً بالغا ً‬ ‫القرن الماضي قد زادت من كثافة النباتات الخشبية في مناطق كثيرة من أستراليا وأفريقيا الجنوبية‪.‬‬
‫لرفاهية اإلنسان‪ ،‬حيث أدت في الماضي إلى تمزق كارثي للمجتمعات‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن تغيرات واسعة النطاق للنظام اإليكولوجي (مثل تحول السافانا إلى مراع والغابات إلى‬
‫سافانا وأرض الشجيرات إلى مراع) حدثت في الماضي (مثلما خالل التغيرات المناخية المصاحبة للفترات‬
‫الجليدية وما بين دورين جليديين في أفريقيا)‪ .‬ونظرا ً لحدوث هذه التغيرات على مدار آالف السنين‪ ،‬فقد‬
‫تحسنت عمليات فقد التنوع‪ ،‬حيث أتيح وقت لألنواع واألنظمة اإليكولوجية لتخضع للتحوالت‬
‫الجغرافية‪ .‬كذلك فإن التغيرات في أنظمة االضطراب والمناخ على مدار العقود القادمة‪ ،‬من المحتمل أن‬
‫تسفر عن تأثيرات حدود متكافئة في بعض المناطق‪ ،‬لكن عبر أطر زمنية أقصر‪.‬‬

‫المصادر‪ :‬الحكومة األسترالية ‪ ،2003‬دايموند ‪ ،2005‬الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪2001‬أ‪ ،‬الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪2001‬ب‪ ،‬الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ ،2007b‬ليندن ‪ ،2006‬تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية ‪2005a‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪370‬‬


‫الشكل ‪ 3-8‬تعاقب النيتروجين واآلثار البيئية المصاحبة‬
‫آثار أوزون الطبقة العليا‬
‫الغالف الجوي‬ ‫من الغالف الجوي‬
‫‪/0‬‬
‫‪/0 Y‬‬ ‫آثار الجسيمات‬
‫آثار طبقة‬ ‫الدقيقة‬
‫األوزون‬
‫آثار غازات الدفيئة‬
‫‪/ 0‬‬
‫‪/)Y‬‬
‫‪/0 Z‬‬

‫إنتاج الطاقة‬ ‫‪/0 Y‬‬ ‫)‪/‬‬

‫النظم‬
‫اإليكولوجية‬
‫‪JMJ[FS‬‬ ‫األرضية‬
‫‪'FSU‬‬ ‫آثار الغابات‬
‫والمراعي‬ ‫‪/)Y‬‬
‫إنتاج‬ ‫آثار النظم‬ ‫‪/0 Z‬‬
‫األغذية‬ ‫‪/)Y‬‬ ‫اإليكولوجية الزراعية‬ ‫النباتات‬
‫المحصول‬ ‫الحيوانات‬
‫أكسيد‬
‫النيتروز‬
‫التربة‬ ‫التربة‬
‫(األرضي)‬
‫النيتروجين‬
‫العضوي‬
‫‪NO3‬‬ ‫‪NO3‬‬
‫األشخاص‬ ‫اآلثار‬
‫(األغذية‪ ،‬األلياف)‬
‫أكسيد النيتروزالساحلية‬
‫آثار المياه‬ ‫(المائي)‬
‫األنشطة البشرية‬ ‫السطحية‬
‫النظم اإليكولوجية المائية‬
‫‪ = NO3‬النترات‬ ‫آثار‬
‫المحيطات‬
‫‪ = NOx‬أكسيد النيتروجين ‪ +‬ثاني أكسيد‬
‫النيتروجين‬
‫‪ = NOy‬أكاسيد النيتروجين التفاعلية األخرى‬ ‫آثار المياه‬
‫‪ = NH3‬األمونيا‬
‫الجوفية‬ ‫المصدر‪ :‬مأخوذ من ‪Galloway and‬‬
‫‪ = NHx‬األمونيا ‪ +‬أيون األمونيا‬ ‫‪others 2003 and redrawn by‬‬
‫‪ = Norganic‬النيتروجين العضوي‬
‫‪ = N2O‬أكسيد النيتروز‬
‫يشير إلى احتمالية حدوث التصحر‬ ‫‪Robert Smith, Charlottesville, VA‬‬

‫تدفق المياه وتكرار وحدة األحداث المناخية المتطرفة‪ ،‬مثل‬ ‫طويلة جداً‪ ،‬أو يتم تحويله مرة أخرى إلى صور غير‬
‫الفيضانات والجفاف وموجات الحر‪ .‬وأثرت هذه التغيرات‬ ‫تفاعلية‪ .‬وقد استهدفت خيارات السياسة معالجة أثر واحد‬
‫على التنوع البيولوجي وخدمات النظام اإليكولوجي (الهيئة‬ ‫فحسب‪ ،‬ومن ثم فإن مادة واحدة فقط يمكن أن تؤدي إلى‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ ،2002‬الهيئة‬ ‫تبادل الملوثات‪ .‬ويوضح ذلك الحاجة إلى نهج يأخذ بعين‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ ،2007b‬اتفاقية‬ ‫االعتبار اآلثار العديدة والمترابطة‪ ،‬ويحول دون تكون‬
‫التنوع البيولوجي ‪Root and others 2003، ،2003‬‬ ‫النيتروجين التفاعلي‪.‬‬
‫‪ .)Parmesan and Yohe 2003‬وفي األنظمة‬
‫اإليكولوجية بخطوط العرض العالية في نصف الكرة‬ ‫يعد تغير المناخ مثا ًال آخر على اآلثار العديدة الناجمة عن‬
‫الشمالي‪ ،‬كانت هناك تغيرات في تكون األنواع بل وأيض ًا‬ ‫نشاط اإلنسان‪ .‬والروابط بين تغير المناخ والتنوع‬
‫أنواع النظام اإليكولوجي‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تحولت‬ ‫البيولوجي ‪ -‬المائي واألرضي على حد سواء ‪ -‬تكون‬
‫بعض الغابات الشمالية في وسط أالسكا إلى أراضي‬ ‫إيضاحية للروابط بين األرض والمياه والغالف الجوي‬
‫رطبة ممتدة خالل العقود القالئل األخيرة في القرن‬ ‫(انظر شكل ‪ .)4-8‬ويخضع التنوع البيولوجي‪ ،‬في مواقف‬
‫العشرين‪ .‬وتضاعفت المساحة المحترقة سنوي ًا في الغابات‬ ‫عديدة‪ ،‬إلى ضغوط كثيرة‪ .‬وتشمل هذه الضغوط‪ ،‬تدهور‬
‫الشمالية غربي أمريكا الشمالية في العشرين عام األخيرة‪،‬‬ ‫األرض وتلوث األرض والمياه واألنواع الغريبة الغازية‪.‬‬
‫بالتوازي مع اتجاه االحترار في المنطقة‪ .‬وربما ترتبط‬ ‫وتمارس التغيرات المناخية ضغوط ًا إضافية أثرت على‬
‫التقلبات الكبيرة في وفرة الطيور والثدييات البحرية عبر‬ ‫التنوع البيولوجي (انظر الفصل ‪ .)5‬ومن بينها‪ ،‬توقيت‬
‫أجزاء من المحيط الهادئ وغرب المنطقة القطبية الشمالية‬ ‫تكاثر الحيوانات والنباتات و‪/‬أو هجرة الحيوانات‪ ،‬وطول‬
‫بمتغيرية المناخ واألحداث المتطرفة (اتفاقية التنوع‬ ‫موسم النمو‪ ،‬وتوزيع األنواع وحجم السكان‪ ،‬وال سيما‬
‫البيولوجي ‪ .)2006‬وتبدو األنواع واألنظمة اإليكولوجية‬ ‫التحوالت باتجاه القطب وأعلى في نطاقات ألنواع النباتات‬
‫متغيرة و‪/‬أو متكيفة بمعدالت مختلفة‪ ،‬مما قد يتسبب أيض ًا‬ ‫والحيوانات‪ ،‬وتكرار تفشي اآلفات واألمراض‪ .‬وارتبط‬
‫في تمزيق عالقات األنواع والخدمات اإليكولوجية‪.‬‬ ‫ابيضاض الشعب المرجانية في أجزاء عديدة من العالم‬
‫بارتفاع درجات حرارة سطح البحر الموسمية‪ .‬وأسهمت‬
‫توضح أيض ًا حالة التغير البيئي المستمر في المنطقة‬ ‫التغيرات في درجات الحرارة اإلقليمية في التغيرات في‬

‫‪371‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫الشكل ‪ 4-8‬الترابطات ودوائر اآلراء بين التصحر وتغير المناخ العالمي وفقد التنوع البيولوجي‬
‫مالحظات‪ :‬النص األخضر‪:‬‬
‫المكونات الرئيسية للتنوع‬
‫البيولوجي المشتمل على‬
‫الروابط‪ .‬النص السميك‪ :‬الخدمات‬
‫الرئيسية التي تتأثر بفقد التنوع‬
‫البيولوجي‪ .‬المكونات الرئيسية‬ ‫التصحر‬
‫ّ‬
‫لفقد التنوع البيولوجي (باللون‬ ‫انخفاض نسبة امتصاص‬
‫األخضر) والتي تأثر بشكل مباشر‬ ‫الكربون في احتياطي‬ ‫انخفاض تنوع أنواع الكائنات‬
‫الكربون الموجود فوق‬ ‫ويساعد ذلك على الحد من‬ ‫الحية للنباتات والتربة‬
‫على خدمات األراضي الجافة‬ ‫اإلنتاج األولي وتدوير المواد‬
‫الرئيسية (بالخط السميك)‪.‬‬ ‫وتحت األرض‪.‬‬ ‫الغذائية‬
‫الحلقات الداخلية التي تربط‬ ‫انخفاض حماية التربة‬
‫التصحر بفقد التنوع البيولوجي‬ ‫تآكل التربة‬
‫وتغير المناخ من خالل تآكل‬ ‫زيادة األحداث‬
‫التربة‪ .‬الحلقة الخارجية التي‬ ‫المتطرفة (الفيضانات‬
‫تربط بين فقد التنوع البيولوجي‬ ‫والجفاف والحرائق‪)...‬‬
‫وتغير المناخ‪ .‬في الجزء األعلى‬ ‫انخفاض التنوع البنيوي‬
‫من الحلقة الخارجية يساعد‬ ‫زيادة األحداث‬ ‫لغطاء النباتات وتنوع‬
‫اإلنتاج األولي المنخفض والنشاط‬ ‫المتطرفة (الفيضانات‬ ‫األنواع الميكروبية في‬
‫الميكروبي على الحد من امتصاص‬ ‫والجفاف والحرائق‪)...‬‬ ‫قشرة التربة‬
‫الكربون والمساهمة في االحترار‬
‫العالمي‪ .‬وفي الجزء األسفل من‬ ‫فقد المواد المغذية‬
‫الحلقة الخارجية‪ ،‬يساعد االحترار‬ ‫وبنية التربة‬
‫العالمي على زيادة البخر‪ ،‬مما يؤثر‬ ‫تغير المناخ‬
‫سلباً على التنوع البيولوجي‪ ،‬كما‬ ‫فقدان التنوع البيولوجي‬
‫يتوقع كذلك حدوث تغييرات في‬
‫كل من هيكل المجتمع والتنوع‬
‫البيولوجي نظراً لتفاعل األنواع‬
‫المختلفة بشكل متباين مع‬ ‫تغير في هيكل‬
‫زيادة وفرة األنواع‬ ‫المجتمع والتنوع‬
‫تركيزات ثاني أكسيد الكربون‬ ‫وانخفاضها‬
‫المتصاعدة‪.‬‬ ‫البيولوجي‬

‫المصدر‪MA 2005a :‬‬

‫أن تؤدي أيض ًا بعض التغيرات في استخدام األرض‪ ،‬مثل‬ ‫القطبية الشمالية‪ ،‬التي تناولها بالتفصيل الفصل ‪ ،6‬روابط‬
‫التشجير وإعادة التشجير‪ ،‬إلى زيادة في التنوع البيولوجي‬ ‫األرض‪-‬المياه‪-‬تغير المناخ‪ .‬ويلقي اإلطار ‪ 1-8‬الضوء‬
‫واتزان الطاقة المحلية‪.‬‬ ‫على بعض المردودات واالرتباطات‪ .‬وتشمل التغيرات‬
‫المستمرة في المنطقة القطبية الشمالية‪ ،‬تأثير تغير المناخ‬
‫يمكن أن يؤدي تدهور األرض إلى فقد التنوع الوراثي‬ ‫اإلقليمي على غطاء األرض‪ ،‬وطبقة األرض دائمة التجمد‪،‬‬
‫واختالف األنواع‪ ،‬بما في ذلك أسالف العديد من األنواع‬ ‫والتنوع البيولوجي‪ ،‬وتكون البحر الجليدي وسماكته‪،‬‬
‫المزروعة والداجنة‪ .‬ويعني ذلك فقد مصادر محتملة‬ ‫وتسرب المياه المذابة إلى صفحات الجليد‪ ،‬مما يزيد من‬
‫للمنتجات الطبية والتجارية والصناعية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫سرعة تفتتها على الحافة المواجهة للبحر‪ .‬ويمكن أن يؤدي‬
‫يؤثر التحول من غابة إلى أراض زراعية أو متدهورة على‬ ‫المردودات إلى مزيد من التغيرات‪ ،‬مع آثار عكسية على‬
‫العمليات الفيزيائية الحيوية والكيميائية الجغرافية الحيوية‪،‬‬ ‫رفاهية اإلنسان‪ ،‬في المنطقة القطبية الشمالية وحول العالم‬
‫وال سيما الدورة الهيدرولوجية‪ .‬إذ يؤدي انخفاض قدرة‬ ‫على حد سواء‪.‬‬
‫األرض المهيأة للزراعة على االحتفاظ بالماء إلى تزايد‬
‫الفيضانات والتآكل وفقد التربة السطحية األكثر خصوبة‪،‬‬ ‫يأتي أحد الترابطات الرئيسية التي تحدث بسبب التغيرات‬
‫مما يؤدي إلى احتفاظ التربة بمياه ومادة عضوية أقل‪.‬‬ ‫في استخدام األرض‪ ،‬وال سيما غطاء األرض‪ .‬فالتغيرات‬
‫ومن ثم‪ ،‬يؤدي االمتالء بالطمي إلى تدهور المسطحات‬ ‫في استخدام األرض و‪/‬أو غطاء األرض‪ ،‬مثل إزالة‬
‫المائية‪ ،‬مثل األنهار والبحيرات‪ ،‬بفعل التربة‪ .‬وفي األنظمة‬ ‫األشجار والتحول إلى الزراعة‪ ،‬تؤثر على التنوع البيولوجي‬
‫الساحلية وأنظمة المياه العذبة‪ ،‬يؤثر تدهور األرض على‬ ‫والمسطحات المائية وتسهم في تدهور األرض (انظر‬
‫تحريك الرواسب ونقلها‪ .‬وهذا يؤثر بدوره على التنوع‬ ‫الفصول ‪ .)2-5‬وهذه األنشطة ال تغير التنوع البيولوجي‬
‫البيولوجي (‪ ،)Taylor and others 2007‬مثل ذلك‬ ‫على مستوى األنواع فحسب‪ ،‬وإنما أيض ًا تتسبب في فقد‬
‫المرتبط بالشعاب المرجانية وأشجار القرم واألعشاب‬ ‫الموطن وتجزؤ األنظمة اإليكولوجية وتبديلها‪ ،‬إضافة إلى‬
‫البحرية‪ ،‬في البيئات الساحلية وبيئات الرف البحري‬ ‫أنها تسهم في تغير المناخ بتبديل اتزان الطاقة المحلية‬
‫القريبة‪ .‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬تتفاقم هذه التأثيرات بفعل‬ ‫وتقليل الغطاء النباتي وفقد كربون التربة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪372‬‬


‫آكلة العشب وممرضات النبات والدورات الكيميائية‬ ‫الملوثات الدقيقة المتفاعلة‪ ،‬بما في ذلك الملوثات العضوية‬
‫الجغرافية الحيوية‪ .‬كما يقلل اإلشعاع المتزايد لألشعة فوق‬ ‫الدائمة (‪ )POPs‬والتي تُمتص في جزيئات التربة‪.‬‬
‫البنفسجية من إنتاج النباتات المغمورة في المياه‪ ،‬والتي‬
‫تعد أساس شبكات الغذاء المائية وبالوعة رئيسية لغاز‬ ‫تؤثر إدارة الموارد المائية على األنظمة األرضية‬
‫ثاني أكسيد الكربون بالغالف الجوي‪ .‬كما وجد أيض ًا أنه‬ ‫والساحلية والقريبة من البحر (البحرية) وأنظمة المياه‬
‫يلحق ضرر ًا باألسماك والربيان والسرطانات البحرية‬ ‫العذبة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تؤثر سحوبات المياه وإعادة‬
‫والبرمائيات والحيونات البحرية األخرى أثناء المراحل‬ ‫توجيه تدفقات المياه على التنوع البيولوجي‪ ،‬ووظيفية‬
‫األولى من النمو (انظر الفصلين ‪ 2‬و‪.)6‬‬ ‫األنظمة اإليكولوجية األرضية والمائية‪ ،‬وغطاء األرض‪.‬‬
‫وتقدم الفصول ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 5‬تفصيالت عن كيف أن التلوث‬
‫التغيرات البيئية ورفاهية اإلنسان‬ ‫واالمتالء الطمي وشق القنوات وسحوبات المياه يؤثر سلب ًا‬
‫ال تترابط التغيرات البيئية من خالل مختلف أنشطة‬ ‫على التنوع البيولوجي (األرضي والمائي وقرب السواحل)‪،‬‬
‫اإلنسان والعمليات الفيزيائية الحيوية فحسب‪ ،‬وإنما أيض ًا‬ ‫ويغير وظيفية النظام اإليكولوجي وتكوينه سواء بأعالي‬
‫من خالل كيفية تأثيرها على رفاهية اإلنسان‪ .‬فمن الممكن‬ ‫النهر أو باتجاه مجرى النهر‪ .‬كما أنها يمكن أن تؤدي إلى‬
‫أن تتأثر جميع المقومات المختلفة لرفاهية اإلنسان‪ ،‬بما‬ ‫تدهور األرض‪ ،‬وال سيما التملح‪ ،‬وزيادة األنواع الغريبة‬
‫في ذلك االحتياجات المادية األساسية (الغذاء والهواء‬ ‫الغازية‪.‬‬
‫النظيف والمياه النقية) والصحة واألمن‪ ،‬بتغيرات بيئية‬
‫فردية أو متعددة من خالل تبديل خدمات النظام‬ ‫تصل المستويات المرتفعة من األشعة فوق البنفسجية إلى‬
‫اإليكولوجي (تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية ‪.)2005a‬‬ ‫سطح كوكب األرض نتيجة استنفاد طبقة األوزون بفعل‬
‫وتوجد رفاهية اإلنسان في متسلسلة مع الفقر‪ ،‬وهو ما‬ ‫المواد المستنفدة لألوزون‪ .‬وكان لذلك عدد من اآلثار على‬
‫اصطلح عليه بأنه "الحرمان الواضح في رفاهية اإلنسان"‪.‬‬ ‫المحيط الحيوي‪ .‬تؤثر األشعة فوق البنفسجية على‬
‫ويرتبط بهما مفاهيم رأس المال الطبيعي والبشري‬ ‫فسيولوجيا النباتات وتطورها‪ ،‬مما يؤثر على نمو النبات‬
‫واالجتماعي والمالي والمادي ومسألة اإلحالل بين رؤوس‬ ‫وشكله وكتلته األحيائية‪ ،‬وذلك رغم تباين االستجابات‬
‫األموال هذه (تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية ‪.)2003‬‬ ‫الفعلية بدرجة ملحوظة بين األنواع والمزروعات‪ .‬ومن‬
‫المحتمل أن يؤثر اإلشعاع المتزايد لألشعة فوق البنفسجية‬
‫أسهمت القطاعات االجتماعية‪-‬االقتصادية التي تعتمد‬ ‫على التنوع البيولوجي عن طريق التغيرات في تكوين‬
‫بدرجة كبيرة على خدمات النظام اإليكولوجي‪ ،‬مثل الزراعة‬ ‫ال عن تأثيره على األنظمة اإليكولوجية من‬
‫األنواع‪ ،‬فض ً‬
‫والتشجير والمصائد السمكية‪ ،‬في مكاسب صافية جوهرية‬ ‫خالل التغيرات في التوازن التنافسي وتكوين الحيوانات‬

‫تسهم سياسات استخدام األرض السيئة في‬


‫تدهور األرض‪ ،‬الذي يؤثر سلبا ً على صحة‬
‫اإلنسان واألمن ويحد من خيارات أسباب الرزق‪.‬‬

‫شارك بالصورة‪ :‬صور نجوما‬

‫‪373‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫التباين بين البلدان النامية والمتقدمة هو انعكاس للتغيرات‬ ‫في رفاهية اإلنسان‪ ،‬وال سيما من خالل توفير الخدمات‬
‫البيئية العديدة التي يواجهها سكان مختلفون‪ ،‬والحالة‬ ‫(مثل الطعام واألخشاب) (تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية‬
‫االجتماعية‪-‬االقتصادية للبلدان‪ ،‬وحقيقة تواجدهم في‬ ‫‪ .)2005a‬بيد أن ذلك جاء على حساب زيادة الفقر لبعض‬
‫مناطق حساسة لمتقلبية المناخ وتغيره وندرة المياه‬ ‫الجماعات والتغيرات البيئية مثل تدهور األرض وتغير‬
‫والصراعات‪ ،‬في بعض الحاالت‪ .‬وبعض الزيادة هي نتيجة‬ ‫المناخ‪ .‬ولذلك فإنه من المهم اعتبار المقايضات والتعاونات‬
‫عيش أناس أكثر في األرض الحدية (مثل القاحلة وشبه‬ ‫التي يمكن أن تنشأ ضمن وفيما بين خدمات النظام‬
‫القاحلة)‪ ،‬والمناطق الساحلية المعرضة للكوارث‪ ،‬مثل‬ ‫اإليكولوجي ورفاهية اإلنسان عند تطوير خيارات اإلدارة‪.‬‬
‫موجات العواصف (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫وتقدم الفصول ‪ 2-5‬مزيد ًا من التحليل المفصل آلثار‬
‫المناخ ‪ .)2001b‬وبعض هذه الزيادة في عدد المتأثرين‬ ‫التغيرات البيئية على رفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫يرجع إلى المعدل المتسارع وحجم تغير المناخ وتقلبه‪،‬‬
‫وتدهور األرض وندرة المياه النقية في أجزاء كثيرة من‬ ‫كما أورد الفصل ‪ ،7‬تتوقف درجة عرضة بعض‬
‫العالم (األمم المتحدة ‪.)2004‬‬ ‫المجموعات لمثل هذه التغيرات على كل من قدرتها على‬
‫التكيف وحالة األرض والمياه‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬عززت‬
‫قد تؤثر التغيرات البيئية على رفاهية اإلنسان بأكثر من‬ ‫التغيرات البيئية‪ ،‬مثل تدهور األرض‪ ،‬القدرة التدميرية‬
‫طريقة (انظر شكل ‪ .)6-8‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬ال يهدد‬ ‫لألحداث المناخية المتطرفة‪ ،‬مثل الفيضانات والجفاف‬
‫تدهور األرض اإلنتاج الغذائي ويسهم في نقص المياه‬ ‫وموجات الحر وموجات العواصف‪ .‬وتقدم الزيادة في تكرار‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما قد يكون له آثار أيض ًا عبر المستويات‬ ‫الكوارث المتطرفة المرتبطة بالمناخ وحدتها خالل العقود‬
‫والحدود المكانية والزمانية‪ ،‬مما يعني أن رفاهية اإلنسان‬ ‫ال على هذا االتجاه (مجموعة ميونخ ري‬ ‫األربعة األخيرة دلي ً‬
‫في منطقة ما قد تتأثر بموجهات وضغوط وتغيرات حدثت‬ ‫‪ .)2006‬وقد تأثر ما يقر من بليوني شخص بمثل هذه‬
‫خارج المنطقة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬قد تتأثر رفاهية اإلنسان‬ ‫الكوارث في تسعينيات القرن العشرين‪ 40 :‬في المائة من‬
‫بموجهات وآثار بشرية تنشأ من قطاعات مختلفة كثيرة‪.‬‬ ‫السكان في البلدان النامية‪ ،‬مقارنة بنسبة مئوية قليلة في‬
‫البلدان المتقدمة (انظر شكل ‪ .)5-8‬توضح مجموعة من‬
‫هناك ضغوط بشرية متزايدة ومتراكمة على نظام كوكب‬ ‫األرقام المرصودة والمقدرة للعقد األول من القرن الحادي‬
‫األرض‪ ،‬تسبب مجموعة متنوعة من األشكال المتفاعلة‬ ‫والعشرين أن ما يزيد عن ‪ 3.5‬بليون شخص أو ‪ 80‬في‬
‫للتغير البيئي‪ .‬ويثير كم التغير الحادث التساؤل حول ما‬ ‫المائة من السكان في البلدان النامية تأثروا بمثل هذه‬
‫إذا كانت هناك حدود وقيود فيزيائية حيوية يتعين على‬ ‫الكوارث‪ ،‬بينما ال تزال فقط نسبة مئوية قليلة هي التي‬
‫البشرية البقاء ضمنها لتفادي حدوث تمزق جسيم في‬ ‫تأثرت في البلدان المتقدمة (انظر شكل ‪ .)5-8‬وهذا‬
‫األنظمة التي تدعم الحياة على ظهر الكوكب (‪Upton‬‬
‫‪ .)and Vitalis 2002‬وربما يقدم تاريخ المجتمعات‬
‫السابقة فهم ًا لهذه الحدود والقيود‪ .‬فقد استدل على أن‬ ‫الشكل ‪ 5-8‬عدد األشخاص المتأثرين بالكوارث المرتبطة بالمناخ في البالد‬
‫النامية والمتقدمة‬
‫التدهور البيئي لعب دور ًا أساسي ًا في تدهور بل وانهيار‬ ‫عدد األشخاص المتأثرين (ماليين)‬
‫مجتمعات بأكملها‪ .‬ومن بين هذه المجتمعات‪ ،‬مجتمعات في‬ ‫البلدان النامية‬ ‫‬

‫أهوار العراق منذ سبعة آالف عام (‪Watson and‬‬ ‫البلدان المتقدمة‬
‫‪ )others 1998‬إلى جانب مجتمع جزيرة إيستر ومجتمع‬ ‫‬

‫النورس في جرينالند خالل األلفية المنصرمة‪ .‬وبالنسبة‬


‫‬
‫لشعوب المايا في أمريكا الوسطى‪ ،‬هناك افتراضات‬
‫عديدة‪ ،‬من بينها أحد نوبات الجفاف الدورية الذي يعمل‬ ‫‬
‫كضغط إضافي على رأس التغيرات البيئية األخرى‪ ،‬وال‬
‫سيما إزالة األشجار والرعي الجائر (‪Diamond 2005,‬‬ ‫‬

‫‪.)Linden 2006، Gallet and Genevey 2007‬‬


‫تقترح دراسات تلك التدهورات المجتمعية أن تفاعل البيئة‪-‬‬
‫‬

‫المجتمع ربما تجاوز نقطة الالعودة‪ ،‬ووفق ًا لها لم يكن لدى‬ ‫‬
‫المجتمع القدرة على عكس التدهور اإليكولوجي الذي‬
‫قوض تواجده في نهاية األمر (‪ .)Diamond 2005‬ومع‬ ‫‬
‫المصدر‪ :‬مأخوذ من ‪EM-DAT‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪T‬‬
‫ذلك‪ ،‬يجب استيعاب أن نطاق التغيرات البيئية المعاصرة‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪374‬‬


‫الترابطات والحوكمة البيئية‬ ‫يفوق بمراحل ذلك الذي أدى إلى االنهيار المحلي‬
‫يمكن اعتبار أنظمة الحوكمة كمرشحات مؤسسية‪ ،‬تتوسط‬ ‫للمجتمعات المحدودة مكاني ًا المذكورة هنا‪.‬‬
‫بين أفعال اإلنسان والعمليات الفيزيائية الحيوية‬
‫(‪ .)Kotchen and Young 2006‬وتتطلب تحديات‬ ‫من التحديات الرئيسية في التنمية المستدامة تفادي مسار‬
‫البيئة‪-‬التنمية المترابطة حوكمة واستجابات سياسة فعالة‬ ‫التنمية الذي يمكن أن يقود المجتمع إلى مثل نقاط‬
‫ومترابطة ومتسقة في إطار التنمية المستدامة‪ .‬كما تتطلب‬ ‫الالعودة تلك (‪ .)Diamond 2005‬ويمكن تسهيل هذه‬
‫الحوكمة من أجل التنمية المستدامة هيئات تنفيذية وإدارية‬ ‫الجهود بتحسين استيعاب كيفية تفاعل التغيرات البيئية‬
‫فعالة‪ ،‬وتمكين أطر العمل القانونية والتنظيمية‪ .‬وكان التقدم‬ ‫داخل نظام اإلنسان‪-‬البيئة المقترن‪ .‬وينبغي أن تتضمن‬
‫في هذا المجال طوال العشرين عام ًا األخيرة مختلطاً‪ ،‬مع‬ ‫قاعدة المعرفة القوية معلومات عن خطورة تجاوز الحدود‬
‫نجاح محدود‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬هناك تطورات مشجعة على‬ ‫وتقويض العمليات الداعمة للحياة‪ ،‬وكيف أن تجاوز الحدود‬
‫المستويات الدولية واإلقليمية والوطنية‪ ،‬بما في ذلك القطاع‬ ‫يمكن أن يقود إلى تدهور خدمات النظام اإليكولوجي‪،‬‬
‫الخاص والمجتمع المدني‪ ،‬مما يعطي دروس ًا وتوجيهات‬ ‫وكيف سيكون لذلك آثاره على مسارات التنمية من حيث‬
‫قيمة إلدارة تحديات البيئة‪-‬التنمية المترابطة‪ .‬ويتضمن ذلك‬ ‫توسيع أو تحديد قدرات الناس في الوجود وتحقيق ما‬
‫بزوغ كيانات حوكمة مرنة وأكثر تكيفية‪.‬‬ ‫يقدرونه‪ .‬ومثل هذه المعرفة ستدعم االختيارات‬
‫والمقايضات فيما يتعلق بتوزيع الوصول إلى الخدمات‬
‫خضعت أنظمة الحوكمة لتطور هائل استجابة لتحديات‬ ‫البيئية والتعرض للضغط البيئي بين جماعات الناس‬
‫البيئة والتنمية المختلفة منذ لجنة برونتالند‪ .‬ومن معالم هذا‬ ‫المختلفة‪ .‬وستكون قاعدة المعرفة هذه جزء ًا من التطور‬
‫التطور‪ ،‬مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية وإنجازاته‪ ،‬بما‬ ‫المستمر للحوكمة البيئية التكيفية‪ ،‬التي تتضمن أفكار ًا‬
‫في ذلك جدول أعمال القرن ‪ ،21‬وقمة وإعالن األلفية‪،‬‬ ‫لإلدارة البيئية‪ ،‬ودمج البيئة في سياسات التنمية (انظر‬
‫والقمة العالمية للتنمية المستدامة (‪ )WSSD‬لعام ‪2002‬‬ ‫القسم األخير من هذا الفصل)‪.‬‬

‫الشكل ‪ 6-8‬التغيرات البيئية المتعددة وتأثيراتها على مقومات ومحددات رفاهية اإلنسان‬

‫خدمات النظم اإليكولوجية‬


‫(تقديمها وتنظيمها‪/‬دعمها‪،‬‬
‫التغير البيئي‬ ‫الخدمات الثقافية)‬ ‫رفاهية اإلنسان‬

‫استنفاذ أوزون الطبقة‬


‫زيادة التعرض لألشعة‬ ‫تحسين توافر الغذاء‪ ،‬مع‬ ‫العليا من الغالف الجوي‬
‫فوق البنفسجية‪-‬ب‬ ‫استمرار نقص الغذاء‬

‫زيادة الوفيات بسبب‬


‫موجات الحر والجفاف‬ ‫انخفاض جودة المياه‬ ‫التنوع المناخي وتغير‬
‫ونوبات العواصف‬ ‫وكمياتها في بعض‬ ‫المناخ (األحداث‬
‫األقاليم‬ ‫المناخية المتطرفة)‬

‫زيادة الوفيات في فصل‬


‫الشتاء في نصف الكرة‬ ‫زيادة حدوث األمراض التي‬
‫الشمالي‬ ‫تحملها ناقالت األمراض‬
‫واألمراض التي تنتقل عبر‬ ‫تدهور األرض‬
‫المياه‬
‫زيادة الوفيات واالعتالل‬
‫بسبب األمراض التي‬
‫تحملها المياه واألمراض‬
‫التي تحملها ناقالت‬ ‫تغير الغطاء األرضي‬
‫األمراض وتلوث الهواء‬ ‫زيادة تلوث الهواء في‬ ‫(بسبب الزراعة‬
‫المحلي ونقص الغذاء‬ ‫بعض المواقع‬ ‫والحراجة والصيد)‬
‫والمياه‬

‫الفقد الثقافي الناتج عن‬ ‫زيادة تآكل التربة‪ ،‬الترسب‪،‬‬


‫فقد الموائل واألنواع‬ ‫المياه العذبة (انخفاض‬
‫االنهيارات األرضية‪،‬‬ ‫جودتها وكميتها وتحويلها)‬
‫الفيضانات‬
‫الهجرة الناتجة عن‬
‫الصراعات والتدهور‬
‫البيئي أو األحداث‬
‫المناخية القاسية‬ ‫فقد النباتات الطبية‬ ‫تدهور المناطق الساحلية‬
‫المصدر‪ :‬بناء على منظمة‬
‫الصحة العالمية ‪2003‬‬

‫‪375‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫‪ n‬تحدي مد الحوكمة البيئية الدولية خارج الميدان‬ ‫في جوهانسبرج وخطة جوهانسبرج للتنفيذ (برنامج األمم‬ ‫شهدت العشرون عاما ً الماضية تطويرات كثيرة‬

‫البيئي التقليدي؛ و‬ ‫المتحدة للبيئة ‪.)2002a، Najam and others 2006‬‬ ‫في الحوكمة البيئية على المستويات الوطنية‬
‫واإلقليمية والدولية‪ ،‬استجابة للتغيرات‬
‫‪ n‬انخراط الممثلين من غير الدول في نظام حكوماتي‪.‬‬ ‫وتوضح دراسة وضع الحوكمة البيئية خالل العشرين عام ًا‬ ‫البيئية‪ .‬وترفع الحكومات اآلن على نحو نظامي‬

‫المنصرمة أن الدول أنشات عدد ًا متنامي ًا من المؤسسات‬ ‫راية البيئة في المؤتمرات الدولية‪.‬‬

‫حددت مشاورات غير رسمية للجمعية العمومية لألمم‬ ‫والسلطات والمعاهدات والقوانين وخطط العمل للحفاظ‬
‫شارك بالصورة‪(FREELENS Pool) Tack/ :‬‬
‫‪Still Pictures‬‬
‫المتحدة بشأن اإلطار المؤسسي لألنشطة البيئية لألمم‬ ‫على البيئة وحمايتها‪ ،‬مؤخر ًا جداً‪ ،‬لالستجابة للفهم الجديد‬
‫المتحدة مجاالت اهتمام مشابهة بين الحكومات‪ .‬في الوقت‬ ‫لمدى التغير البيئي العالمي وتداعياته‪ .‬ومن خالل القمم‪،‬‬
‫الذي أتاح فيه العدد الكبير للهيئات المعنية بالعمل البيئي‬ ‫وضعت الدول أهداف ًا مشتركة وحددت تعريفات أساسية‪.‬‬
‫التعامل مع مسائل بعينها بفاعلية ونجاح‪ ،‬فإنه أيض ًا زاد‬ ‫وكثير من االستجابات التي نُفذت وطني ًا وإقليمي ًا ودولي ًا‬
‫من التجزؤ‪ ،‬وأدى إلى نُهج غير منسقة في تطوير السياسة‬ ‫ليست بالضرورة متوافقة تماماً‪ ،‬وغالب ًا ما تكون هناك‬
‫وإنفاذها على حد سواء‪ .‬كما أنه وضع عبئ ًا على البلدان‬ ‫"مشكلة تواؤم" بين المؤسسات التي أنشئت‪ ،‬واالهتمامات‬
‫من حيث المشاركة في العمليات البيئية متعددة األطراف‪،‬‬ ‫اإليكولوجية واإلنمائية التي يتم التعامل معها‬
‫وااللتزام بالوسائل القانونية وإنفاذها بفاعلية‪ ،‬وإبالغ‬ ‫(‪.)Young 2002, Cash and others 2006‬‬
‫المتطلبات والتنسيق على المستوى الوطني‪ .‬ورغم تطوير‬
‫جزء كبير من عمل السياسة واستمرار توسعه‪ ،‬تظل هناك‬ ‫وتشمل مجاالت االهتمام شائعة الذكر فيما يتعلق‬
‫فجوة متزايدة بين العمل التحليلي والمعياري والمستوى‬ ‫بالحوكمة البيئية الدولية (‪( )IEG‬ناجام وآخرون ‪:)2007‬‬
‫العملياتي‪ .‬وتتحول بؤرة االهتمام والعمل من تطوير‬ ‫‪ n‬انتشار االتفاقات البيئية متعددة األطراف (‪)MEAs‬‬
‫المعايير والسياسات إلى إنفاذها في جميع البلدان‪ .‬وفي‬ ‫وتجزؤ الحوكمة البيئية الدولية (‪)IEG‬؛‬
‫ذلك الصدد‪ ،‬يكون بناء القدرات على جميع المستويات‪ ،‬وال‬ ‫‪ n‬واالفتقار إلى التعاون والتنسيق بين المنظمات الدولية؛‬
‫سيما في البلدان النامية‪ ،‬بالغ األهمية (‪Berruga and‬‬ ‫‪ n‬انعدام تطبيق الحوكمة البيئية الدولية وإنفاذها‬
‫‪.)Maurer 2006‬‬ ‫وفعاليتها؛‬
‫‪ n‬االستخدام غير الفعال للموارد؛‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪376‬‬


‫مع الطريقة التي صيغت وطورت بها السياسات على نحو‬ ‫يلخص هذا القسم التطورات في الحوكمة البيئية على‬
‫تقليدي (منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪.)2002‬‬ ‫األصعدة الوطنية واإلقليمية والدولية‪ ،‬في سياق كيفية‬
‫استجابة المؤسسات لموقف يتسم بتغيرات بيئية تتفاعل‬
‫تعتمد الحوكمة البيئية الفعالة على وجود هيئات تنفيذية‬ ‫عبر الموضوعات الرئيسية‪ ،‬وأيض ًا عبر المستويات‬
‫ال عن‬
‫ومجالس تشريعية وسلطات قضائية تعمل بكفاءة فض ً‬ ‫والحدود المكانية والزمانية‪ .‬ويبحث القسم التالي بعض‬
‫مشاركة جميع أصحاب المصالح‪ ،‬بما في ذلك جمهور‬ ‫فرص تغيير أو تكييف أو إعادة توجيه نظام الحوكمة‬
‫الناخبين والمجتمع المدني والقطاع الخاص‪ .‬ومن الممكن‬ ‫الحالي ليصبح نظام ًا يمكنه التعامل بفاعلية أكثر مع‬
‫أن يؤدي ذلك إلى تضارب المصالح‪ ،‬لذلك هناك حاجة إلى‬ ‫الترابطات اإلنسانية والفيزيائية الحيوية‪.‬‬
‫آليات وعمليات محددة جيد ًا إلشراك الجماعات المختلفة‬
‫في صنع القرار الجماعي وإيجاد الحلول (منظمة التعاون‬ ‫المستوى الوطني‬
‫االقتصادي والتنمية ‪ .)2002‬إن جمهور الناخبين أصبح‬ ‫تطور وضع الحوكمة البيئية الوطنية بشكل خطي وقطاعي‬
‫من أصحاب المصالح األساسيين في إدارة البيئة ودعم‬ ‫إلى حد بعيد لتوفير خدمات معينة على نطاق زمني قصير‬
‫التغييرات التشريعية وحماية الموارد البيئية وحقوق‬ ‫أو متوسط المدى‪ ،‬غالب ًا ترتبط بالدورات االنتخابية‪ .‬ومثل‬
‫المجتمعات (‪ .)Earthjustice 2005‬أما قطاعات األعمال‬ ‫هذه الترتيبات ال تكون دائم ًا مالئمة لالستجابة للتحديات‬
‫التجارية والصناعة‪ ،‬فتنخرط بصورة متزايدة في المواطنة‬ ‫عبر القطاعات األكثر تعقيد ًا التي تفرضها التنمية‬
‫المشتركة المسئولة‪ ،‬باذلة الجهود لتحسين أدائها البيئي‬ ‫المستدامة‪ ،‬التي لها أفق زمني بين األجيال أطول مدى‪،‬‬
‫واالجتماعي وتقديم تقارير عنها وال سيما فيما يتعلق بتغير‬ ‫مما يتطلب التزام ًا مستدام ًا يمتد فيما وراء الدورات‬
‫المناخ‪ ،‬وفي الصناعات عالية األثر التي تواجه نقد ًا من‬ ‫االنتخابية النموذجية التي تتراوح مدتها بين أربع وخمس‬
‫قبل أصحاب المصالح والمؤسسات العامة (برنامج األمم‬ ‫سنوات‪ .‬ومع حاجتها إلى تركيز "ثالثي األساس" على‬
‫المتحدة للبيئة ‪.)2006a‬‬ ‫البيئة واالقتصاد والمجتمع‪ ،‬تتعارض التنمية المستدامة‬

‫اإلطار ‪ 3-8‬أمثلة لآلليات وطنية المستوى التي تتجاوز تحديات الحوكمة البيئية‬

‫هيئات وآليات التخطيط والتنمية‪ ،‬مثل اللجان والسلطات‪ ،‬هي مؤسسات لالقتصاد الكلي أساسية‬ ‫تنسيق اآلليات بمكتب رئيس الوزراء أو الرئيس بما في ذلك اللجان البرلمانية أو الوزارية‪ ،‬مثل المجلس‬
‫تنظر إلى مسائل التنمية على المدى البعيد‪ ،‬ويمكنها تعزيز نهج عبر القطاعات متكامل ومترابط بين‬ ‫البيئي القومي (‪ )NEB‬في تايالند الذي يترأسه رئيس الوزراء‪ .‬لجان التنمية المستدامة‪ ،‬التي تشكلت‬
‫المسائل االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ .‬وفي البلدان النامية ومتوسطة الدخل‪ ،‬فإن المبادرات مثل أطر‬ ‫غالبا ً عقب مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية‪ ،‬تنسق السياسة الوطنية و‪/‬أو الدولية المرتبطة‬
‫عمل األمم المتحدة للمساعدة اإلنمائية (‪ ،)UNDAFs‬وعمليات التخطيط الوطنية‪ ،‬مثل استراتيجيات‬ ‫بالتنمية المستدامة على المستويات ما بين الوزارات وما بين الوكاالت‪.‬‬
‫الحد من الفقر (‪ ،)PRS‬تتضمن البيئة كعامل محوري ينظر إليه بعين االعتبار في سياق التنمية والحد‬
‫من الفقر وتحقيق جوانب أخرى لرفاهية اإلنسان‪ ،‬كالصحة والغذاء واألمن‪.‬‬ ‫المؤسسات القضائية واآلليات تكون هامة لتعزيز أهداف التنمية المستدامة وترجمتها وضمان‬
‫التطبيق الفعال للتشريع ودمج مبادئ القانون الناشئة والتعامل مع القوانين القطاعية المتنوعة وتوفير‬
‫تتضمن اآلليات المبتكرة األخرى إنشاء المفوضية المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة (‪ )CESD‬ضمن‬ ‫فرصة للمجتمع لضمان حماية الحقوق األساسية كالحق في بيئة نظيفة وصحية‪ .‬ومن مجاالت‬
‫مكتب المراقب العام للحسابات في كندا للمراقبة وإعداد التقارير حول أداء الحكومة االتحادية في‬ ‫النشاط الهامة التي تتعامل مع التحديات البيئية المترابطة تقوية القوانين الوطنية واألطر المؤسسية‪،‬‬
‫مجاالت البيئة والتنمية المستدامة‪ .‬وتساعد تقارير المفوضية المستقلة والواقعية البرلمان على‬ ‫من خالل تطوير التشريع البيئي اإلطاري وتطوير التشريع القطاعي المتكامل‪ .‬وهذا األمر يسعى إلى‬
‫مساءلة الحكومة حول أدائها في هذه المجاالت‪.‬‬ ‫تحسين تطبيق العديد من االتفاقات البيئية متعددة األطراف (‪ )MEAs‬المتعلقة بمسألة واحدة‪ ،‬مثل‬
‫التنوع البيولوجي أو المواد الكيميائية‪.‬‬

‫جهات االهتمام الوطنية (‪ )NFPs‬أو الوكاالت القيادية تعين لتنسيق تطبيق التعهدات الدولية المُ لزمة‬
‫مثل االتفاقات البيئية متعددة األطراف (‪ )MEAs‬وإعداد التقارير الوطنية للجنة التنمية المستدامة‪،‬‬
‫تدعهما أحيانا ً اللجان الوطنية‪.‬‬

‫استراتيجيات التنمية الوطنية المستدامة (‪ )NSDS‬التي "يجب أن تقوم على وتوفق بين السياسات‬
‫والخطط االقتصادية واالجتماعية والبيئية القطاعية المختلفة المستخدمة في البلد"‪ ،‬تمت المطالبة‬
‫بها في جدول أعمال القرن ‪ .21‬وحثت القمة العالمية للتنمية المستدامة (‪ )WSSD‬الدول ليس فقط‬
‫على صياغة استراتيجيات التنمية الوطنية المستدامة (‪ )NSDSs‬بل أيضا ً البدء في تطبيقها بحلول عام‬
‫‪ ،2005‬في الوقت الذي تدمج فيه مبادئ التنمية المستدامة في سياسات البالد وبرامجها‪ .‬وذلك أحد‬
‫أهداف إعالن األلفية‪ .‬وقد كانت هناك نتائج مختلطة فيما يخص هياكل حوكمة استراتيجيات التنمية‬
‫الوطنية المستدامة (‪ .)NSDSs‬ورغم ذلك‪ ،‬توفر استراتيجيات التنمية الوطنية المستدامة (‪)NSDSs‬‬
‫وعمليات التخطيط المرتبطة بها فرصا ً فريدة للتعامل مع الترابطات‪ ،‬مثل تلك التي تتضمن التنمية‬
‫المحلية والوطنية والمسائل البيئية والتهديدات البيئية العالمية‪ ،‬من خالل روابط االتفاقات البيئية‬
‫متعددة األطراف (‪.)MEAs‬‬

‫المصادر‪ :‬مكتب المراقب العام للحسابات في كندا ‪ ،2007‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2005‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2006b‬لجنة األمم المتحدة االقتصادية واالجتماعية آلسيا والمحيط الهادئ ‪2000‬‬

‫‪377‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫أكبر بمرور الوقت‪ ،‬كما ألقى بمطلب ضخم على القدرات‬ ‫يتضمن اإلنفاذ الفعال للسياسات البيئية‪ ،‬خاصة في حالة‬
‫وطنية المستوى لتطبيق متطلباتها (‪.)Raustiala 2001‬‬ ‫التعهدات الدولية الملزمة‪ ،‬مثل االتفاقات البيئية متعددة‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬في تايالند‪ ،‬يضم المجلس الوطني‬ ‫األطراف (‪ ،)MEAs‬عملية متزامنة ومترابطة لوضع‬
‫للبيئة ‪ 42‬لجنة فرعية تشكلت بهدف اإلشراف على تنفيذ‬ ‫السياسة على المستويين المحلي والحكوماتي لمتابعة‬
‫االتفاقات البيئية متعددة األطراف والسياسات البيئية‬ ‫االتفاقيات‪ .‬ويظهر عدد من العقبات أمام التنسيق بين‬
‫األخرى (جامعة األمم المتحدة ‪ .)2002‬ومع االعتراف‬ ‫الترابطات على المستوى الوطني‪ .‬وقد تكون هذه العقبات‬
‫المتزايد بهذا العبء‪ ،‬ثمة جهود تُبذل لتبسيط وتنسيق‬ ‫أفقية في طبيعتها‪ ،‬بحيث تطفو إلى السطح عبر الوزارات‬
‫عملية التطبيق بين االتفاقات البيئية متعددة األطراف بغية‬ ‫والوكاالت الحكومية‪ ،‬مثلما بين االتفاقات البيئية متعددة‬
‫تخفيف العبء على المستوى الوطني‪ ،‬إلى جانب تعظيم‬ ‫األطراف والجهات محط االهتمام الوطنية المعنية‬
‫التعاونات والترابطات (جامعة األمم المتحدة ‪،1999‬‬ ‫بالتفاوض وإنفاذ السياسات‪ ،‬أو بين وزارات أو وكاالت‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ .)2002b‬وقد تضمن ذلك‬ ‫البيئة وسلطات تخطيط التنمية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قد‬
‫تطوير آليات تنسيق‪ ،‬مثل اللجان الوطنية‪ ،‬وتحسين عملية‬ ‫تظهر قيود مؤسساتية رأسياً‪ ،‬عبر مستويات مختلفة‬
‫التشريع وإعداد التقارير باإلضافة إلى بناء القدرات (انظر‬ ‫لإلدارة الحكومية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬حيثما ال تدعم‬
‫اإلطار ‪.)3-8‬‬ ‫المبادرات على مستوى المقاطعة أو الحي أو القرية‬
‫السياسات أو البرامج الوطنية‪ ،‬أو حتى تتعارض معها‬
‫المستوى اإلقليمي‬ ‫(المركز الدانمركي للبيئة والتنمية ‪.)2000‬‬
‫يمثل المستوى اإلقليمي أرض ًا وسط ًا هامة للحوكمة‬
‫البيئية‪ .‬فالمناطق (المناطق األحيائية أو كيانات مؤسسية)‬ ‫ثمة عائق رئيسي واجهته العديد من البلدان يتمثل في‬
‫توفر سياق ًا ملزم ًا يمكن في إطاره استنباط وتطبيق‬ ‫االفتقار إلى القدرات على المستويات الوطنية ودون‬
‫السياسات والبرامج‪ ،‬المتعلقة بالظروف واألولويات المحلية‬ ‫الوطنية (االتحادية‪ ،‬المحلية‪ ،‬الدولة والحكومة المحلية)‪.‬‬
‫المترابطة والمستجيبة لها‪ .‬ورغم أن صياغة القواعد من‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ربما ال تتوافر الموارد المالية الكافية‬
‫أجل حوكمة بيئية أفضل هو وظيفة المستويات الوطنية‬ ‫إلنفاذ السياسات واالتفاقيات (البرنامج اإلنمائي لألمم‬
‫والدولية والعالمية في المقام األول‪ ،‬فقد ظهر المستوى‬ ‫المتحدة ‪ ،1999‬لجنة األمم المتحدة االقتصادية‬
‫اإلقليمي كرابطة متوسطة هامة للعمل والتنفيذ‪ .‬وتأتي‬ ‫واالجتماعية آلسيا والمحيط الهادئ ‪ .)2000‬وأوضح‬
‫ضغوط التغيرات البيئية لتؤثر على محليات بعينها‪ ،‬وعادة‬ ‫انتشار االتفاقات البيئية متعددة األطراف‪ ،‬التي تُذكر‬
‫تتعدى الحدود الوطنية وتتداخل مع اهتمامات التنمية‪.‬‬ ‫أحيان ًا كمؤشر لالعتراف المتزايد بالتحديات البيئية‬
‫وتنحصراالستجابات للتحديات البيئية في عدد من‬ ‫واالستجابة لها على المستوى الدولي‪ ،‬اتجاه ًا نحو تعقد‬

‫اإلطار ‪ 4-8‬المؤسسات واآلليات اإلقليمية‬

‫منظمات البيئة والتنمية اإلقليمية أو دون اإلقليمية‪ ،‬مثل اللجان االقتصادية اإلقليمية التابعة لألمم‬ ‫اتفاقات التكامل اإلقليمي يمكنها مناغمة المعايير بين البلدان األعضاء (مثل استراتيجية االتحاد‬
‫المتحدة ومصارف التنمية اإلقليمية ولجنة أمريكا الوسطى للبيئة والتنمية (‪ ،)CCAD‬يمكن أن تلعب‬ ‫األوروبي الجديدة للتنمية المستدامة لعام ‪ ،)2007‬وتطبيق البرامج التي تعزز التعاون اإلقليمي في‬
‫دورا ً هاما ً في جمع البيانات وتحليلها وبناء القدرات وتخصيص الموارد وإدارتها‪.‬‬ ‫مجاالت مثل المصائد السمكية والمواد الكيميائية وإدارة النفايات الخطرة (مثل خطة عمل مبادرة‬
‫البيئة للشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (النيباد))‪.‬‬
‫الخطط والبرامج عبر الحدودية أو القائمة على مناطق أحيائية‪ ،‬مثل لجنة نهر الميكونج وبرنامج‬
‫البيئة اإلقليمي لجنوب المحيط الهادئ (‪ )SPREP‬وبرنامج البحار اإلقليمية التابع لبرنامج األمم المتحدة‬ ‫االتفاقات البيئية متعددة األطراف (‪ )MEAs‬أو آليات التطبيق يمكن أن تربط بين المستويين الدولي‬
‫للبيئة‪ ،‬تكون هامة لجمع البيانات وتحليلها ونشرها والتقييم القطاعي وتقييم الموارد وتطوير‬ ‫واإلقليمي (مثل اتفاقية باماكو الخاصة بأفريقيا استجابة التفاقية بازل المتعلقة بمراقبة حركة‬
‫السياسة وتنمية القدرات والمراقبة‪.‬‬ ‫النفايات الخطرة عبر الحدود وبالتخلص منها)‪ .‬حيث يمكنها تقوية وترجمة التعهدات الدولية (مثل‬
‫استراتيجية التنوع البيولوجي اإلقليمية لمجتمع أمم األنديز لتطبيق اتفاقية التنوع البيولوجي)‪.‬‬

‫الترتيبات الوزارية اإلقليمية‪ ،‬مثل المؤتمر الوزاري اإلفريقي المعني بالبيئة (‪ )AMCEN‬واجتماعات وزراء‬
‫البيئة الثالثية (‪ )TEMM‬بين الصين وكوريا واليابان‪ ،‬تعتبر منتديات سياسية رفيعة المستوى التي يمكنها‬
‫تحديد األولويات اإلقليمية وجداول األعمال وزيادة الوعي باالهتمامات اإلقليمية‪.‬‬

‫اآلليات المرتبطة باتفاقات التجارة اإلقليمية‪ ،‬مثل لجنة التعاون البيئي (‪ )CEC‬التابعة التفاق التجارة‬
‫الحرة ألمريكا الشمالية واتفاق رابطة أمم جنوب شرق آسيا بشأن التلوث بالضباب العابر للحدود‪ ،‬يمكن‬
‫أن تتعامل مع المسائل البيئية عبر الحدودية من خالل التعاون بين الحكومات‪.‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪378‬‬


‫كان تطوير االتفاقات البيئية متعددة األطراف (‪)MEAs‬‬ ‫المؤسسات واآلليات اإلقليمية التي تعد هامة للتعامل مع‬
‫ملحوظ ًا على مدار العقود المنصرمة (انظر شكل ‪ 1-1‬في‬ ‫تحديات وترابطات البيئة‪-‬التنمية وتنسيقها (انظر اإلطار‬
‫الفصل ‪ .)1‬ويوجد اآلن ما يزيد عن ‪ 500‬معاهدة دولية‬ ‫‪.)4-8‬‬
‫واتفاقيات أخرى تتعلق بالبيئة‪ 323 ،‬منها إقليمية في حين‬
‫يعود تاريخ ‪ 302‬منها إلى الفترة ما بين ‪ 1972‬وأوائل‬ ‫تميل النُهج اإلقليمية إلى العمل بصورة جزئية نتيجة‬
‫األلفينيات (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2001a‬‬ ‫اآلليات الموضوعة للتجريب الجماعي وتعلم الخبرات‬
‫وتقاسمها‪ .‬ويوفر القرب الجغرافي أساس ًا لالنتشار‬
‫تتعلق الغالبية العظمى من االتفاقات البيئية متعددة‬ ‫السريع للممارسات‪ ،‬كما يقلل الوقت الالزم للتكيف مع‬
‫األطراف بالبيئة البحرية‪ ،‬لتشكل أكثر من ‪ 40‬في المائة‬ ‫الظروف الجديدة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تستطيع اإلجراءات التي‬
‫من اإلجمالي‪ .‬وتشكل اتفاقيات التنوع البيولوجي مجموعة‬ ‫تنفذ على المستوى اإلقليمي االستفادة من البزوغ‬
‫ثانية هامة ولكنها أصغر حجماً‪ ،‬بما في ذلك معظم‬ ‫المستمر لفرص التطبيق التي توفرها المبادرات التكميلية‬
‫االتفاقيات العالمية األساسية مثل اتفاقية االتجار الدولي‬ ‫األخرى (‪ .)Juma 2002‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال هناك تحديات‬
‫بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة لالنقراض‬ ‫كثيرة لكي تعمل اآلليات اإلقليمية وتؤدي وظائفها أو‬
‫(‪ )CITES‬لعام ‪ 1973‬واتفاقية التنوع البيولوجي لعام‬ ‫تكليفاتها‪ ،‬وال سيما للمناطق النامية‪ .‬فهناك تحديات فيما‬
‫‪ .1992‬واتفاقية ‪ CITES‬واتفاقية بازل بشأن التحكم في‬ ‫يتعلق بالموارد المالية‪ ،‬والقدرات البشرية للتنفيذ والتفاعل‬
‫نقل النفايات الخطرة والتخلص منها اثنان من اتفاقات‬ ‫المؤسسي لضمان االتساق والفاعلية‪.‬‬
‫‪ MEA‬القالئل التي تنظم التجارة‪ .‬كما أنهما يبرزان‬
‫بعض الترابطات بين البيئة والتجارة‪ .‬وأحد التحديات التي‬ ‫الحوكمة البيئية على المستوى الدولي‬
‫تواجه اإلنفاذ هو زيادة االتجار غير المشروع في األحياء‬ ‫على المستوى الدولي‪ ،‬يكون الممثلون الرئيسيون فيما‬
‫البرية والنفايات الخطرة على حد سواء‪ .‬ويوضح اإلطار‬ ‫يتعلق بأنظمة الحوكمة واإلدارة المعنية بالبيئة والتنمية‬
‫‪ 5-8‬والشكل ‪ 7-8‬بعض المسائل‪.‬‬ ‫وترابطاتهما هم األمم المتحدة واالتفاقات البيئية متعددة‬
‫األطراف (‪ )MEAs‬واألنظمة المعنية بالتنمية والتجارة‬
‫تضم معظم هذه المؤسسات والمعاهدات هيئات إدارية‬ ‫والتمويل والمجاالت ذات الصلة‪ .‬كما أن القطاع الخاص‬
‫مستقلة ذات تكليفات وأهداف مستقلة‪ .‬والترابطات فيما‬ ‫والهيئات العلمية والبحثية والمجتمع المدني والنقابات‬
‫بين هذه الهيئات معقدة (انظر شكل ‪ ،)8-8‬كما وصفت‬ ‫المهنية وأصحاب المصالح اآلخرين هم أيض ًا ممثلون‬
‫األنظمة بأنها مفتتة ومتداخلة (األمم المتحدة ‪ .)1999‬ومع‬ ‫رئيسيون‪ ،‬وأعمالهم الفردية والجماعية لعبت دور ًا محوري ًا‬
‫نمو عدد وتنوع الممثلين والمنظمات‪ ،‬طُ ورت آليات مشتركة‬ ‫لدمج البيئة في التنمية‪ .‬فقد باتت الحاجة إلى تعاون‬
‫بين الوكاالت‪ ،‬مثل فريق إدارة البيئة (‪ ،)EMG‬وفريق‬ ‫وتنسيق مؤسسيين أمر ًا مُلحاً‪ ،‬نتيجة لبنية الحوكمة البيئية‬
‫التنمية التابع لألمم المتحدة‪ ،‬وفرق االتصال بين األمانات‬ ‫الدولية المفتتة على نحو خطير‪ ،‬ولمسائل مشابهة في‬
‫العامة لالتفاقات البيئية متعددة األطراف‪ ،‬لمد الجسور بين‬ ‫حوكمة التنمية (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2002c،‬‬
‫الوكاالت المستقلة وتعزيز تعاون أكبر‪ .‬ويلعب المجلس‬ ‫‪Gehring and Oberthur 2006, Najam and‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي التابع لألمم المتحدة والجمعية‬ ‫‪ ،others 2007‬األمم المتحدة ‪.)2006‬‬
‫العامة لألمم المتحدة دور ًا تنسيقي ًا رئيسياً‪ ،‬كما أنهما‬
‫نظما منتديات لتعزيز التعاون مع المؤسسات األخرى مثل‬ ‫تضم صورة الحوكمة الدولية العديد من المنظمات التي‬
‫منظمة التجارة العالمية ومؤسسة بريتون وودز من خارج‬ ‫نشأت بهدف التعامل مع تفاعالت البيئة واإلنسان‪ .‬وداخل‬
‫منظومة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫هذه الصورة‪ ،‬يوجد العديد من األنظمة المتميزة المعنية‬
‫بالبيئة والتنمية والتجارة والتنمية المستدامة (تعد األخيرة‬
‫وعلى المستوى الدولي‪ ،‬لعبت األعمال التجارية والصناعة‬ ‫األكثر ضعف ًا من حيث الترابط‪ ،‬نظر ًا ألنها تجمع بين‬
‫أدوار ًا هامة بصورة متزايدة فيما يتعلق بربط أنظمة البيئة‬ ‫البيئة والعناصر االجتماعية‪-‬االقتصادية)‪ .‬ويحدث التعاون‬
‫والتنمية والتجارة من خالل التفاعل المباشر مع‬ ‫والتنسيق في ظل كل من هذه األنظمة بوجه عام من خالل‬
‫المؤسسات العالمية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تعمل منظمات‬ ‫منظمات قيادية (مثل برنامج األمم المتحدة للبيئة لشؤون‬
‫مثل المجلس العالمي لألعمال التجارية من أجل التنمية‬ ‫البيئة‪ ،‬ومنظمة التجارة العالمية لشؤون التجارة‪ ،‬والبنك‬
‫المستدامة وعمليات مثل االتفاق العالمي على ربط‬ ‫الدولي لشؤون التنمية‪ ،‬ولجنة التنمية المستدامة لشؤون‬
‫اإلجراءات الدولية بإجراءات األعمال (المجلس العالمي‬ ‫التنمية المستدامة)‪.‬‬
‫لألعمال التجارية من أجل التنمية المستدامة ‪،2007‬‬

‫‪379‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫على البيئة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن المستثمرين بدأوا يستوعبون‬ ‫االتفاق العالمي لألمم المتحدة ‪ .)2006‬أيضاً‪ ،‬لعبت قوة‬
‫التداعيات القوية للتغير البيئي العالمي‪ ،‬وال سيما تغير‬ ‫األسواق دور ًا ال يقل أهمية في وصل الترابطات بين التغير‬
‫المناخ‪ ،‬على أداء الحافظات عبر القطاعات‪ ،‬ويحاولون‬ ‫البيئي (مثل تغير المناخ وأسواق الكربون) والتنمية (من‬
‫الوصول إلى نماذج أعمال متنوعة إلدارة المخاطر البيئية‪.‬‬ ‫خالل آلية التنمية النظيفة على سبيل المثال)‪ .‬ويدعم‬
‫تعتبر مبادئ االستثمار المسؤول (‪ )PRI‬التزام ًا رئيسي ًا‬ ‫النظام الدولي لالستثمار والتمويل التنمية العالمية وقرارات‬
‫من المستثمرين المؤسسيين ومديري األصول الموقعين‬ ‫االستثمار ‪ -‬بدء ًا من تحديد مكان بناء سد وانتهاء ًا بنوع‬
‫عليها لدمج المسائل البيئية واالجتماعية في عمليات صنع‬ ‫المركبة التي يتم تصنيعها ‪ -‬ولكل منهم آثاره المباشرة‬

‫اإلطار ‪ 5-8‬الجريمة اإليكولوجية تستغل ثغرات األنظمة القانونية‬

‫قدر برنامج األمم المتحدة للبيئة أن العائد السنوي لالتجار الدولي غير المشروع للحياة يتراوح بين ‪ 5‬و ‪8‬‬ ‫قليل من االتفاقات البيئية متعددة األطراف (‪ )MEAs‬تنظم التجارة فعليا ً‪ .‬واالستثناءان هما اتفاقية‬
‫مليار دوالر أمريكي‪ .‬وعلى الرغم من ثبوت فعالية اإلنفاذ في االتجار في الحياة البرية في حاالت عديدة‬ ‫االتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة لالنقراض (‪ )CITES‬واتفاقية بازل‪ .‬وفي حين أن‬
‫(خاصة من خالل استخدام التصاريح والتراخيص والحصص)‪ ،‬فإن االتجار غير المشروع (وما يستتبعه من‬ ‫اإلنفاذ لتنظيم التجارة أساسي لتطبيق االتفاقيتين كليهما‪ ،‬تقوض التجارة غير المشروعة فعالية‬
‫ظهور "األسواق السوداء") سيستمر طالما ظل طلب المستهلك عاليا ً واألرباح هائلة والمخاطر‬ ‫االتفاقيتين البيئيتين متعددتي األطراف (‪ ،)MEAs‬مبرزة التحديات المترابطة للتجارة والبيئة‪ ،‬خاصة فيما‬
‫منخفضة‪ .‬وكما يحدث في العديد من االهتمامات البيئية‪ ،‬فإن وصف تجارة الحياة البرية على أنها نتيجة‬ ‫يتعلق باألسواق السوداء المزدهرة في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫"بيئية" محضة يميل إلى التقليل من أهميتها في جداول أعمال وضع السياسة الوطنية‪ ،‬في مقابل‬
‫المسائل األمنية واالقتصادية‪ ،‬مما يؤدي إلى تناقص الموارد وقلة االهتمام بها‪ .‬وهناك مشكلة خطيرة‬ ‫تتضمن المعايير األساسية المطلوبة لإليفاء بتكليف اتفاقية بازل (األمانة العامة التفاقية بازل غير‬
‫أخرى هي أن اتفاقية االتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة لالنقراض (‪ )CITES‬تشتمل‬ ‫مؤرخ) وجود بنية تحتية تنظيمية التي تضمن االلتزام بالالئحة السارية‪ ،‬باإلضافة إلى العاملين على‬
‫على عدة ثغرات التي يستغلها تجار السوق السوداء إلى أقصى حد‪ .‬وتشمل هذه الثغرات االتجار مع غير‬ ‫اإلنفاذ (السلطات المؤهلة والشرطة وموظفو الجمارك وسلطات الموانئ والمطارات وحرس السواحل)‬
‫األطراف وإعفاءات رياضة الصيد لبرنامج تربية الحيوانات الحبيسة‪.‬‬ ‫المدربين على الجوانب الفنية‪ ،‬بما في ذلك إجراءات وطرق التعرف على النفايات الخطرة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن‬
‫االفتقار إلى الموارد البشرية والتدريب والمعدات هي بعض العوائق التي تواجه عملية اإلنفاذ الفعالة‪.‬‬
‫هناك اتفاقات بيئية متعددة األطراف (‪ )MEAs‬أخرى تتعلق باالتجار والبيئة‪ ،‬لكن قوضتها "الجرائم‬ ‫ومن ضمن العوائق األخرى استجابة الصناعة غير الوافية لمعالجة النفايات وإعادة تدويرها وإعادة‬
‫اإليكولوجية"‪ .‬ويمكن للتنظيمات الدولية األقوى وهياكل الحوكمة الفعالة لإلنفاذ على جميع‬ ‫استخدامها والتخلص منها عند المصدر وشبكة المعلومات وأنظمة اإلنذار غير المالئمة للمساعدة في‬
‫المستويات وااللتزام الوطني بالتنمية المستدامة أن يساعدوا في تنظيم االحتياجات اإلنمائية والبيئية‪.‬‬ ‫اكتشاف التهريب غير المشروع للنفايات الخطرة‪ .‬وفي محاولة لمعالجة بعض هذه الفجوات‪ ،‬أعد أطراف‬
‫اتفاقية بازل دليل إرشاد للتهريب غير المشروع‪ ،‬في الوقت الذي يجري فيه إعداد دليل آخر إلرشاد‬
‫المسئولين القانونيين وتوفير التدريب للبلدان النامية من خالل المراكز اإلقليمية التفاقية بازل‪.‬‬

‫المصادر‪ ،Lin 2005 :‬األمانة العامة التفاقية بازل ‪ ،1994‬األمانة العامة التفاقية بازل غير مؤرخ‪ ،‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،1998‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2006c‬مركز ييل للقانون والسياسة البيئية غير مؤرخ‬

‫الشكل ‪ 7-8‬تهريب النفايات‬

‫السيارات المخردة‬
‫شرق أوروبا‬
‫من أوروبا‬
‫نيو‬
‫باجا‬ ‫جيرسي‬ ‫الصين‬
‫كاليفورنيا‬ ‫كامبانيا‬
‫البحر المتوسط‬ ‫البحر‬ ‫هونج كونج‬
‫السنغال‬ ‫األحمر‬
‫الهند‬
‫نيجيريا‬
‫المكسيك‬ ‫الفلبين‬
‫الصومال‬ ‫آسيا‬
‫قامت موجات تسونامي‬ ‫سنغافورة‬
‫بلدان منظمة التعاون‬ ‫كوت ديفوار‬ ‫في عام ‪ 2004‬بغسل‬
‫براميل النفايات السامة‬ ‫نفايات الكابالت‪،‬‬
‫والتنمية في الميدان‬ ‫أبيدجان‬ ‫الموجودة على السواحل‬ ‫النفايات البالستيكية‪،‬‬
‫االقتصادي (أهم منتجي‬ ‫أفريقيا‬ ‫الصومالية‪.‬‬ ‫النفايات اإللكترونية‬
‫النفايات الخطيرة)‬
‫السيارات المخردة‪،‬‬
‫بلدان األقاليم التي‬ ‫تسجيالت منتجات‬
‫تقوم بدفن النفايات‬ ‫كامبانيا‬ ‫‪CFC‬‬
‫بطريقة غير شرعية‬
‫(غير كاملة)‬

‫أهم مناطق النزاعات‬


‫في الوقت الحالي‬
‫األقاليم التي تشهد تطوراً‬ ‫أهم المسارات غير القانونية لشحن‬
‫المصدر‪ :‬مأخوذ من مصادر متعددة في‬ ‫ملحوظاً في تجارة األسلحة‬ ‫النفايات من أوروبا (وفقاً لما ورد عن شبكة‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2006c‬‬ ‫الصغيرة (ذات الصلة)‬ ‫االتحاد األوروبي لتنفيذ القانون البيئي)‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪380‬‬


‫الشكل ‪ 8-8‬ترابطات الحوكمة الدولية‪-‬البيئة‪-‬التنمية‪-‬التجارة‬
‫مكتب دعم المجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫والتنسيق التابع للجمعية العمومية لألمم‬
‫المتحدة‬ ‫لجنة التنمية المستدامة‬

‫نظام التجارة‬ ‫نظام التنمية‬ ‫نظام البيئة الدولي‬


‫العالمي‬ ‫الدولي‬
‫‪gnitarepo ersaelpicnirp dna‬‬
‫منظمة األغذية والزراعة‬ ‫االتفاقياتالبيئية‬ ‫برنامج األمم‬
‫‪semiger neewteb‬‬ ‫منظمة التجارة‬ ‫بريتون وودز‬ ‫برنامج األمم‬ ‫المتحدة للبيئة‬
‫ومنظمة الصحة‬
‫(‪)WB, IMF‬‬ ‫المتحدة اإلنمائي‬ ‫متعددة األطراف‬
‫العالمية‬ ‫العالمية ومنظمات أخرى‬

‫فرق االتصال‬
‫الخاصة‬
‫باالتفاقيات البيئية‬ ‫‪,selur ,serudecorp ,smroN‬‬
‫‪selpicnirp dna ,selur ,serudecorp ,smroN‬‬ ‫متعددة األطراف‬ ‫‪gnitarepo ersaelpicnirp dn a‬‬
‫‪semiger neewteb gnitarepo era‬‬ ‫‪semiger neewteb‬‬

‫المنظمةالعالمية‬
‫للملكيةالفكرية‬

‫مالحظات‪ :‬تعمل األعراف واإلجراءات‬


‫والقوانين والمبادئ بين األنظمة بعضها‬
‫البعض‪ .‬وتمثل الخطوط الخضراء اتصاالت‬ ‫مجلس الرؤساء‬ ‫مجموعة األمم‬
‫التنفيذيين‬ ‫فريق إدارة البيئة‬
‫أكثر قوة واستقامة‪ .‬أما الخطوط البنية‬ ‫المتحدة اإلنمائية‬
‫فتمثل الروابط األقل استقامة‪.‬‬

‫على المجاالت أحادية المسألة‪ ،‬مثل تغير المناخ أو حفظ‬ ‫القرار الخاصة بهم وتوفير فرصة لضمهم في ممارسات‬
‫الحياة البرية أو الحد من الفقر أو حقوق اإلنسان‪ ،‬كما أنها ال‬ ‫االستثمار السائدة (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪،2006d‬‬
‫تعترف بالحاجة إلى التعامل مع الترابطات بين هذه المسائل‪.‬‬ ‫وبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.)2006e‬‬

‫الفرص من أجل حوكمة بيئية أكثر فعالية‬ ‫شهدت العشرون عام ًا الماضية زيادة ملحوظة في التعددية‬
‫أوضح القسم السابق أن نظام الحوكمة البيئية متعدد‬ ‫الدولية‪ .‬وللمجتمع المدني دور هام في ظل األنظمة الدولية‬
‫المستويات ومتنوع وممتد داخل أنظمة الحوكمة اإلنمائية‪.‬‬ ‫المعنية بالبيئة والتنمية والتجارة‪ ،‬كما أنه يعلب دور ًا‬
‫وكثير ًا ما تكون الحدود التي تفصل بين األنظمة‬ ‫أساسي ًا في توفير التحليل والتأييد وزيادة الوعي لهذه‬
‫المؤسسية‪ ،‬مثل تلك الخاصة باألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬غير‬ ‫األنظمة‪ .‬والترابطات الرأسية بين المستويات الوطنية‬
‫واضحة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن وضع التفاعالت بين هذه الترتيبات‬ ‫والدولية تم تطويرها جيد ًا على نحو خاص خالل هذه‬
‫الدولية في االعتبار يكون هام ًا لفهم وتعزيز فعاليتها في‬ ‫الفترة‪ ،‬ويلعب اآلن العديد من ممثلي المجتمع المدني‬
‫التعامل مع الترابطات بين التغيرات البيئية‪ ،‬التي تتفاعل‬ ‫الوطنيين والمحليين (مثل المنظمات غير الحكومية‬
‫عبر المستويات والحدود الزمانية والمكانية (‪Young‬‬ ‫والجماعات األصلية) أدوار ًا رئيسية في صنع القرار‬
‫‪ .)2002‬وال تشمل الحوكمة البيئية العديد من األنظمة‬ ‫الدولي‪ ،‬إما كمالحظين أو كأعضاء في الوفود الوطنية‪،‬‬
‫المؤسسية فحسب‪ ،‬وإنما تشمل أيض ًا المقايضات‬ ‫وذلك بتقديم الشرح والتحليل‪ ،‬أو عن طريق االحتجاج‬
‫وتكاليف المعامالت التي تكون حاسمة للتكيف مع التغيرات‬ ‫والدعوى المدنية‪ .‬وأفقياً‪ ،‬تتطور الترابطات بين المجتمعات‬
‫البيئية وتخفيف حدتها‪ ،‬وتحسين رفاهية اإلنسان‪.‬‬ ‫المدنية‪ ،‬حيث شكل العديد منها جماعات مظلية (مثل شبكة‬
‫العمل من أجل المناخ)‪ ،‬كما أنها تتعاون في المسائل‬
‫ال يعني حجم الترابط بين التغيرات البيئية‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬أن‬ ‫والمصالح العامة والمتداخلة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬لم يطور المجتمع‬
‫صانعي القرار يواجههم فقط خيار‪" :‬بذل كل شيء في وقت‬ ‫كاف (فيما بين‬
‫المدني مسألة الترابطات على نحو ٍ‬
‫واحد باسم النُهج المتكاملة أو عدم بذل أي شيء إزاء‬ ‫الموجهات والتغيرات البيئية واآلثار) كموضوع يحظى‬
‫التعقيد" (منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪.)1995‬‬ ‫باهتمامه‪ .‬ومعظم جماعات المجتمع المدني ال تزال تركز‬

‫‪381‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫لدمج البيئة في التنمية‪ ،‬كما يمكن استكشاف نهج طويل‬ ‫وتعرض الترابطات فرص ًا الستجابات أكثر فاعلية على‬
‫المدى للتعامل مع هذه االحتياجات‪ .‬يقيم القسم التالي‬ ‫المستويات الوطنية واإلقليمية والعالمية‪ .‬وأحياناً‪ ،‬تحتاج‬
‫الفرص في سياق الترابطات‪.‬‬ ‫االستجابات إلى دمجها‪ ،‬وأن تحدث كسلسلة من‬
‫اإلجراءات لمواكبة تعقيد الموقف؛ وأحيان ًا أخرى يطالب‬
‫إصالح األمم المتحدة واالتساق على مستوى المنظومة في‬ ‫باستجابات مقيدة ومستهدفة على نحو أكبر (‪Malayang‬‬
‫مجال البيئة‬ ‫‪ .)and others 2005‬إن فهم طبيعة الترابطات‬
‫كانت الجهود المبذولة لتعزيز الحوكمة واالتساق على‬ ‫وتفاعالتها‪ ،‬ومعرفة أي من الروابط بحاجة إلى استخدامها‬
‫مستوى المنظومة سمة متكررة لألمم المتحدة (‪Najam‬‬ ‫وعلى أي مستوى‪ ،‬يتيح فرص ًا الستجابات أكثر فاعلية على‬
‫‪ .)and others 2007‬وقد أقرت عمليات حديثة داخل‬ ‫المستويات الوطنية واإلقليمية والعالمية‪.‬‬
‫أروقة األمم المتحدة ذاتها أنها لم تكن فاعلة كما ينبغي‪.‬‬
‫وذكرت اللجنة رفيعة المستوى التي شكلها األمين العام‬ ‫يتطلب تعقيد الترابطات بين التغيرات البيئية وحجمها أن‬
‫لألمم المتحدة المعنية باالتساق على نطاق منظومة األمم‬ ‫يولي صانعو السياسة األولوية للترابطات التي تستلزم‬
‫المتحدة في مجاالت التنمية والمساعدة اإلنسانية والبيئة‬ ‫اهتمام ًا فورياً‪ .‬وعندئذ يمكن تبني سياسات وتدابير‬
‫(اللجنة المعنية باالتساق) على سبيل المثال أن‪“ :‬األمم‬ ‫مالئمة على المستوى الوطني لتخفيف اآلثار السلبية‬
‫المتحدة فاق نموها هيكلها األصلي‪ .‬وقد رأينا كيف‬ ‫وتعظيم فاعلية السياسات القائمة‪ .‬ومن شأن هذا الفهم‬
‫أسهمت الحوكمة الهشة والمفككة والتمويل غير الكافي‬ ‫أيض ًا أن يرشد أطراف االتفاقات البيئية متعددة األطراف‬
‫وغير المتوقع في عدم اتساق السياسة‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫إلى تحديد أي من أنواع التعاون وأي من أنواع برامج‬
‫مضاعفة الوظائف وعدم الكفاءة العملياتية عبر المنظومة"‬ ‫العمل المشترك يمكن أن تكون أولوية وتقويتها‪ .‬ولم يتم‬
‫(األمم المتحدة ‪.)2006‬‬ ‫بعد تطوير علمي للترابطات الرئيسية بين التغيرات البيئية‬
‫(وبين التغيرات البيئية والتغيرات االجتماعية‪-‬االقتصادية)‬
‫كانت أهمية االتساق على مستوى منظومة األمم المتحدة‬ ‫بصورة تامة أو استيعابه على نطاق واسع‪ ،‬كما أنه‬
‫للتعامل مع التغير البيئي فكرة مكررة أيضاً‪ ،‬وال سيما‬ ‫سيستلزم تقييمات وأبحاث مستقبلية إلرشاد وضع‬
‫خالل العقد األخير (‪.)Najam and others 2007‬‬ ‫السياسة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من الواضح أن أحد الترابطات‬
‫ويقدم الجدول ‪ 1-8‬ملخص ًا لتوصيات ثالث عمليات حديثة‪.‬‬ ‫الرئيسية يوجهه تغير المناخ‪ ،‬وهو ما يتضح من دوره في‬
‫إحدى العمليات كانت دراسة لمتطلبات بنية مؤسسية قوية‬ ‫تدهور األرض والتربة‪.‬‬
‫إلى حد كبير للحوكمة البيئية الدولية (‪ )IEG‬في عام‬
‫‪ ،2000‬واعتماد حزمة للحوكمة البيئية الدولية (برنامج‬ ‫قد يتعامل نهج تكيفي للحوكمة البيئية (انظر األقسام‬
‫األمم المتحدة للبيئة ‪ .)2002b‬والعملية الثانية كانت نتاج‬ ‫الالحقة) مع المطالبة بتعاون معزز ونصح وإرشاد‬
‫القمة العالمية لعام ‪ ،2005‬التي دعت إلى اتساق أقوى‬ ‫محسنين للسياسة‪ .‬وربما يساعد تطوير نهج استراتيجي‬
‫على مستوى المنظومة ضمن وبين سياسة األمم المتحدة‬ ‫طويل المدى لتعزيز البنية التحتية والقدرات إلبقاء الموقف‬
‫وأنشطتها العملياتية‪ ،‬وال سيما في مجاالت الشؤون‬ ‫البيئي قيد الدراسة في تحديد الترابطات األساسية على‬
‫اإلنسانية والتنمية والبيئة‪ .‬والعملية الثالثة كانت اللجنة‬ ‫المستويين الوطني والدولي وبينهما‪ .‬وهناك اتفاق واسع‬
‫المعنية باالتساق‪ .‬كانت مهمة اللجنة بحث كيفية هيكلة‬ ‫النطاق على أهمية وجود التزام أفضل بالمعاهدة‪ ،‬وفي‬
‫األمم المتحدة بصورة أفضل لمساعدة البلدان في تحقيق‬ ‫نفس الوقت احترام االستقالل الذاتي القانوني للمعاهدات‪.‬‬
‫األهداف اإلنمائية لأللفية وغيرها من األهداف اإلنمائية‬ ‫وقد تساعد عملية ما تضع االرتباطات في اعتبارها في‬
‫المتفق عليها دولياً‪ ،‬وكيف يمكن لألمم المتحدة االستجابة‬ ‫تحديد مجاالت التعاون بين المعاهدات وتحقيق إنفاذ‬
‫بطريقة أفضل للتحديات العالمية الرئيسية مثل التدهور‬ ‫والتزام أكثر فاعلية لهذه المعاهدات على المستوى الوطني‬
‫البيئي (األمم المتحدة ‪.)2006‬‬ ‫ال عن بناء القدرات ونقل التكنولوجيا ذات الصلة‪.‬‬ ‫فض ً‬

‫هناك عموميات واضحة في نتائج وتوصيات هذه العمليات‬ ‫ربما تساعد االعتبارات بشأن األساس المعياري اإلجمالي‬
‫الثالث‪ ،‬التي ترتبط ببرنامج األمم المتحدة للبيئة والبيئة في‬ ‫للحوكمة البيئية على تحديد هياكل مؤسسية أكثر فاعلية‪.‬‬
‫منظومة األمم المتحدة‪ ،‬واالتساق على مستوى منظومة‬ ‫ويستلزم تحقيق دمج أفضل لألنشطة البيئية في إطار‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬وتنفيذ االتفاقات البيئية متعددة األطراف‪،‬‬ ‫التنمية المستدامة األوسع نطاق ًا على المستوى العملياتي‪،‬‬
‫والعمليات على مستوى البلد‪.‬‬ ‫بما في ذلك من خالل بناء القدرات‪ ،‬استيعاب ًا عميق ًا‬
‫للترابطات‪ .‬ويمكن تحديد الفجوات واالحتياجات الحالية‬
‫تعالت النداءات المطالبة بإنشاء منظمة األمم المتحدة للبيئة‬ ‫المتعلقة بالبنية التحتية والقدرات الوطنية والدولية القائمة‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪382‬‬


‫الجدول ‪ 1-8‬توصيات بعض العمليات الحديثة إلصالح الحوكمة البيئية التابعة لألمم المتحدة‬

‫التوصيات المنتقاة للهيئة االستشارية رفيعة المستوى التي‬


‫شكلها األمين العام لألمم المتحدة المعنية باالتساق على نطاق‬ ‫نتائج القمة العالمية لعام ‪( 2005‬األمم المتحدة‬ ‫مبادرة الحوكمة البيئية الدولية (‪( )IEG‬برنامج األمم‬
‫منظومة األمم المتحدة (األمم المتحدة ‪)2006‬‬ ‫‪)2005‬‬ ‫المتحدة للبيئة ‪)2002c‬‬

‫‪ n‬تقوية وتحسين اتساق الحوكمة البيئية الدولية بترقية برنامج األمم‬ ‫أنشطة بيئية لألمم المتحدة أكثر فعالية من خالل‪:‬‬ ‫تقوية برنامج األمم المتحدة للبيئة من خالل‪:‬‬
‫المتحدة للبيئة بتكليف مجدد وتمويل محسن؛ و‬ ‫‪n‬تعزيز التنسيق وتحسين نصح وإرشاد السياسة؛‬ ‫‪ n‬تحسين اتساق وضع السياسة البيئية الدولية ‪ -‬دور‬ ‫برنامج األمم المتحدة‬
‫‪ n‬تقوية القدرة الفنية والعلمية لبرنامج األمم المتحدة للبيئة من أجل‬ ‫‪n‬تقوية المعرفة والتقييم والتعاون العلمي‪.‬‬ ‫وهيكل المجلس اإلداري‪/‬منتدى البيئة الوزاري‬ ‫للبيئة والبيئة في‬
‫مراقبة وتقييم وإعداد التقارير حول حالة البيئة العالمية‪.‬‬ ‫العالمي؛‬ ‫األمم المتحدة‬
‫‪n‬تقوية دور وتمويل برنامج األمم المتحدة للبيئة؛ و‬
‫‪n‬تقوية القدرة العلمية لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‪.‬‬

‫‪n‬تشكيل مجموعة عمليات سياسة التنمية التابعة لألمم المتحدة‬ ‫‪n‬تقوية االتساق على مستوى المنظومة ضمن وبين‬ ‫‪n‬تحسين التنسيق عبر منظومة األمم المتحدة ‪ -‬دور‬ ‫االتساق على مستوى‬
‫داخل إطار مجلس الرؤساء التنفيذيين لوضع إطار للتنسيق يجمع‬ ‫سياسة األمم المتحدة وأنشطتها العملياتية‪ ،‬وال‬ ‫فريق إدارة البيئة‪.‬‬ ‫منظومة األمم‬
‫بين رؤساء المنظمات التابعة لألمم المتحدة المعنيين بالتنمية؛‬ ‫سيما في مجاالت الشؤون اإلنسانية والتنمية والبيئة؛‬ ‫المتحدة‬
‫‪n‬تعاون أكثر فعالية بين وكاالت األمم المتحدة والبرامج وصناديق‬ ‫و‬
‫التمويل العاملة في مجاالت مواضيعية مختلفة للبيئة؛ و‬ ‫‪n‬االتفاق على استكشاف إمكانية الوصول إلى إطار‬
‫‪n‬ضرورة تقديم تقييم مستقل لمنظومة األمم المتحدة الحالية‬ ‫مؤسسي أكثر اتساقاً‪ .‬بما في ذلك هيكل أكثر‬
‫للحوكمة البيئية الدولية‪.‬‬ ‫تكامالً‪.‬‬

‫‪ n‬تعاون أكثر فعالية وواقعية لدعم اإلنفاذ الفعال لالتفاقات البيئية‬ ‫‪n‬التزام أفضل بالمعاهدة‪ ،‬وفي نفس الوقت احترام‬ ‫‪n‬تحسين التعاون بين االتفاقات البيئية متعددة األطراف‬ ‫االتفاقات البيئية‬
‫متعددة األطراف (‪ )MEAs‬الهامة‪.‬‬ ‫االستقالل الذاتي القانوني للمعاهدات‪.‬‬ ‫(‪ )MEAs‬وفعاليتها‪.‬‬ ‫متعددة األطراف‬
‫(‪)MEAs‬‬

‫‪n‬برنامج البلد ألمم متحدة واحدة يسلم كوحدة واحدة على مستوى‬ ‫‪n‬دمج أفضل لألنشطة البيئية في إطار أوسع للتنمية‬ ‫‪n‬بناء القدرات ونقل التكنولوجيا والتنسيق على مستوى‬ ‫العمليات على مستوى‬
‫البلد؛‬ ‫المستدامة على المستوى العملياتي‪ ،‬بما في ذلك من‬ ‫البلد للدعم البيئي للتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫البلد‬
‫‪n‬برنامج األمم المتحدة للبيئة لتوفير قيادة وإرشاد واقعي على‬ ‫خالل بناء القدرات‪.‬‬
‫مستوى البلد‪ ،‬بما في ذلك بناء القدرات وتضمين التكاليف‬
‫والفوائد البيئية في وضع السياسة؛‬
‫‪n‬مجلس األمم المتحدة للتنمية المستدامة‪ ،‬الذي يشرف عليه‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬لمراقبة عمل األمم المتحدة‬
‫الواحدة على مستوى البلد‪.‬‬

‫عليه على المستوى العالمي يجب أن يتم التعامل معه أو‬ ‫أو منظمة البيئة العالمية (‪ UNEO‬أو ‪ )WEO‬منذ أوائل‬
‫تنفيذه على المستويات الوطنية ودون الوطنية‪.‬‬ ‫سبعينيات القرن العشرين (‪ .)Charnovitz 2005‬غير‬
‫أنه ال يزال هناك كثير من الجدل حول ما إذا كانت هناك‬
‫االلتزام والتنفيذ األفضل للمعاهدات‬ ‫حاجة إلى منظمة كهذه‪ ،‬وما هو الشكل الذي قد تأخذه‬
‫حددت المشاورات غير الرسمية التي أجرتها الجمعية‬ ‫لكي تتعامل مع مواطن ضعف نظام الحوكمة البيئية الدولية‬
‫العمومية لألمم المتحدة بشأن اإلطار المؤسسي ألنشطة‬ ‫الحالي (‪Charnovitz 2005, Speth and Haas‬‬
‫األمم المتحدة المتعلقة بالبيئة نطاق ًا لآلراء بين الدول‬ ‫‪ .)2006‬وشملت الوظائف المقترحة التخطيط‪ ،‬وجمع‬
‫األعضاء حول كيفية ضمان التزام أفضل بالمعاهدات‪.‬‬ ‫البيانات وتقييمها‪ ،‬ونشر المعلومات‪ ،‬والبحث العلمي‪،‬‬
‫ورغم وجود مدلول ما في التحديد‪ ،‬كان هناك تأييد واسع‬ ‫ووضع المعايير والسياسة‪ ،‬وتيسير األسواق‪ ،‬واالستجابة‬
‫النطاق لنظام أكثر اتساق ًا يتعامل مع غالبية المسائل‬ ‫لألزمات‪ ،‬ومعاينة االلتزام‪ ،‬وتسوية النزاعات وتقييمها‬
‫البيئية قيد النقاش حالياً‪ .‬ومن بين المسائل المطروحة‪،‬‬ ‫(‪.)peth and Haas 2006, Charnovitz 2005‬‬
‫القيود المادية للحضور والمشاركة الهادفة في عدد وافر‬
‫من االجتماعات‪ ،‬إلى جانب التكاليف اإلدارية وعبء إعداد‬ ‫رصد عدد من الدراسات أن أنظمة الحوكمة الحالية‪ ،‬رغم‬
‫التقارير الثقيل‪ .‬ويمتد هذا العبء أيض ًا إلى القدرات‬ ‫إنجازاتها الهامة‪ ،‬غير مالئمة وغير قادرة على التعامل‬
‫المطلوبة إلنفاذ االتفاقيات القانونية‪ ،‬مما يؤثر على شرعية‬ ‫بفاعلية مع تعقيد النظام اإلنساني‪-‬الفيزيائي الحيوي أو‬
‫هذه الوسائل ومن ثم تعزيز الجدل حول ضرورة البناء‬ ‫النظام االجتماعي‪-‬اإليكولوجي المترابطين (‪Najam and‬‬
‫المحسن للقدرات‪ ،‬وال سيما للبلدان النامية‪ .‬وفيما يتعلق‬ ‫‪others 2007, Kotchen and Young 2006,‬‬
‫بااللتزام‪ ،‬كانت هناك منظورات مختلفة‪ .‬ففي الوقت الذي‬ ‫‪ .)Olsson and others 2006‬وعمليات اإلصالح‬
‫أيد فيه البعض توفير آليات مراقبة والتزام محسنة‪ ،‬مثل‬ ‫والمناقشات الحالية تعرض فرصة هامة للتعامل مع‬
‫إنشاء آلية طوعية مراجعة النظير بشأن االلتزام‪ ،‬أيد‬ ‫ترابطات كثيرة ضمن وبين التغير البيئي والحوكمة البيئية‬
‫آخرون بناء القدرات (‪.)Berruga and Maurer 2006‬‬ ‫على األصعدة كافة‪ ،‬ألن كثير مما يحدث اآلن أو المتفق‬

‫‪383‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫تعمل بعض اآلليات التعاونية الطوعية اآلن كجسور بين‬ ‫يتمثل أحد التحديات في اندراج المسؤوليات المواضيعية‬
‫األمانات العامة لالتفاقيات‪ .‬فهناك مجموعة االتصال‬ ‫غالب ًا تحت العديد من االتفاقات البيئية متعددة األطراف‬
‫المشترك المعنية باالتفاقيات المتعلقة بالمناخ والتنوع‬ ‫المختلفة‪ ،‬مثل التنوع البيولوجي الذي يندرج تحت اتفاقية‬
‫البيولوجي والتصحر‪ ،‬ومجموعة االتصال المعنية بالتنوع‬ ‫التنوع البيولوجي (‪ ،)CBD‬واتفاقية االتجار الدولي في‬
‫البيولوجي‪ ،‬الذي يضم خمس اتفاقيات مرتبطة بالتنوع‬ ‫أنواع النباتات والحيوانات البرية المعرضة لالنقراض‬
‫البيولوجي‪ .‬وقد تم بحث السبل المحتملة لتحسين التعاون‬ ‫(‪ ،)CITES‬واتفاقية رامسار (‪ ،)Ramsar‬واتفاقية األمم‬
‫فيما بين االتفاقات البيئية متعددة األطراف وبين االتفاقات‬ ‫المتحدة لمكافحة التصحر (‪ ،)CCD‬واتفاقية األنواع‬
‫البيئية متعددة األطراف وبرنامج األمم المتحدة للبيئة من‬ ‫المهاجرة (‪ ،)CMS‬واتفاقية التراث العالمي‪ .‬كما أنه من‬
‫خالل مشاورات غير رسمية‪.‬‬ ‫الممكن أن يسهم اتفاق بيئي متعددة األطراف في أهداف‬
‫اتفاقات بيئية متعددة األطراف أخرى‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫في الوقت الذي يكون فيه االلتزام بمعاهدة ما وإنفاذها‬ ‫نُظمت المواد المستنفدة لألوزون (‪ ،)ODS‬وهي أيض ًا‬
‫غطت العديد من االتفاقات البيئية متعددة‬
‫مسئولية األطراف في االتفاقيات في المقام األول‪ ،‬كثير ًا‬ ‫غازات احتباس حراري‪ ،‬تحت بروتوكول مونتريال‪ .‬وبحلول‬ ‫األطراف (‪ )MEAs‬مسائل التنوع البيولوجي على‬
‫ما تطلب األطراف الدعم من مؤسسات أخرى‪ ،‬بصورة‬ ‫عام ‪ ،2004‬بلغت انبعاثات هذه الغازات ‪ 20‬في المائة‬ ‫جميع المستويات ‪ -‬الجينات واألنواع واألنظمة‬

‫فردية أو جماعية‪ .‬ومرفق البيئة العالمية (‪ )GEF‬هو اآللية‬ ‫تقريب ًا من مستوياتها في عام ‪( 1990‬الهيئة الحكومية‬ ‫اإليكولوجية ‪ -‬مثل اتفاقية التنوع البيولوجي‬
‫واتفاقية االتجار الدولي بأنواع الحيوانات‬
‫الممولة للعديد من االتفاقات البيئية متعددة األطراف‪،‬‬ ‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ .)2007a‬والحقيقة أن‬ ‫والنباتات البرية المعرضة لالنقراض واتفاقية‬

‫ولذلك له تأثير هام على األنشطة واألولويات العملياتية‬ ‫التغيرات البيئية الرئيسية مترابطة وتعرض فرص ًا للتعاون‬ ‫رامسار واتفاقية مكافحة التصحر واتفاقية‬
‫حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة واتفاقية‬
‫لألطراف المشاركة‪ ،‬أي وكاالت التطبيق والتنفيذ‪،‬‬ ‫بين االتفاقات البيئية متعددة األطراف على جميع‬ ‫التراث العالمي‪.‬‬

‫والمؤسسات الوطنية أو اإلقليمية المنخرطة في التطبيق‪.‬‬ ‫المستويات‪.‬‬ ‫شارك بالصورة‪Ferrero J.P./Labat J.M./ :‬‬

‫ولذلك فإن مرفق البيئة العالمية يحتل المكانة المالئمة‬ ‫‪Still Pictures‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪384‬‬


‫الفكرة‪ ،‬التي رغم كل شيء جالت بخاطر أصحاب‬ ‫لتركيز األنشطة على الترابطات واستغالل أوجه التعاون‬
‫المصالح‪ ،‬االتحاد العالمي لحفظ الطبيعة والموارد‬ ‫بين المجاالت البؤرية (التنوع البيولوجي‪ ،‬تغير المناخ‪،‬‬
‫الطبيعية (‪ )IUCN‬في صورة مشروع عهد خاص بالبيئة‬ ‫المياه الدولية‪ ،‬تدهور األرض والملوثات العضوية الدائمة‬
‫والتنمية‪ .‬وقد أُطلق ذلك عام ‪ 1995‬في مؤتمر األمم‬ ‫(‪ ))POPs‬وبين االتفاقات البيئية متعددة األطراف الخاصة‬
‫المتحدة بشأن القانون الدولي العام (االتحاد الدولي لحفظ‬ ‫بكل منها‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمول مرفق البيئة العالمية‬
‫الطبيعة والموارد الطبيعية ‪.)2004‬‬ ‫مشروعات المجاالت متعددة البؤر لدعم نقل وحفظ‬
‫مستدامين إلى جانب االستخدام المستدام للتنوع‬
‫قد تكفل الطبيعة المترابطة لتحديات البيئة والتنمية‪،‬‬ ‫البيولوجي‪ .‬وهي مشروعات هامة للزراعة‪ ،‬واإلدارة‬
‫والمشهد المتنوع للحوكمة البيئة دراسات نظامية لألساس‬ ‫المستدامة لألرض‪ ،‬والتكيف مع تغير المناخ‪ ،‬وتقييم‬
‫المعياري العام للتعاون البيئي الدولي‪ .‬وعلى نحو مثالي‪،‬‬ ‫القدرة الوطنية وتطويرها‪ .‬ومن أمثلة المبادرات األخرى‬
‫ستنبع هياكل الحوكمة متعددة األطراف من أساس‬ ‫التي تدعم التزام ًا أفضل بالمعاهدات برنامج مونتيفيديو‬
‫معياري متفق عليه يتعلق بالغرض والنطاق الشاملين‬ ‫الثالث لتطوير القانون البيئي واستعراضه دوري ًا للعقد‬
‫للتعاون البيئي وإسهامه في التنمية‪ .‬وستتعامل هذه‬ ‫األول من القرن الحادي والعشرين (برنامج األمم المتحدة‬
‫الهياكل مع المبادئ األساسية لمثل هذا التعاون‪ ،‬والحقوق‬ ‫للبيئة ‪ ،)2001b‬والمبادئ التوجيهية بشأن االلتزام‬
‫والواجبات العامة للدول‪ ،‬والهياكل األساسية الالزمة لدعم‬ ‫باالتفاقيات البيئية متعددة األطراف وإنفاذها‪ ،‬التي يتممها‬
‫هذا التعاون الحكوماتي‪ ،‬بما في ذلك بناء القدرات‪ .‬وربما‬ ‫دليل عن االلتزام باالتفاقات البيئية متعددة األطراف‬
‫تساعد االعتبارات بشأن األساس المعياري اإلجمالي‬ ‫وإنفاذها (برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2002c‬برنامج‬
‫للحوكمة البيئية على المستويين الوطني والدولي في تحديد‬ ‫األمم المتحدة للبيئة ‪.)2006b‬‬
‫هياكل مؤسسية أكثر فاعلية‪.‬‬
‫قد تتضمن الفرص المستقبلية لتعزيز االلتزام باالتفاقات‬
‫دمج البيئة في التنمية‬ ‫البيئية متعددة األطراف وإنفاذها على المستوى الوطني‬
‫يأتي دمج األنشطة البيئية في إطار التنمية األوسع نطاق ًا‬ ‫تركيز ًا أكبر على وضع تشريع متكامل أو جامع لالتفاقات‬
‫في لب الهدف اإلنمائي السابع لأللفية بشأن تحقيق‬ ‫البيئية متعددة األطراف المتصلة ببعضها أو المتداخلة‪.‬‬
‫االستدامة البيئية (األمم المتحدة ‪ .)2000‬وقد زاد بدرجة‬ ‫ومع تزايد عدد االتفاقات البيئية متعددة األطراف‪ ،‬والتحول‬
‫كبيرة إدراك ضرورة دمج اهتمامات البيئية في مؤسسات‬ ‫من المفاوضات إلى التطبيق (‪ ،)Bruch 2006‬بات هذا‬
‫القطاعات االجتماعية واالقتصادية العامة والخاصة‪ ،‬التي‬ ‫الخيار مغري ًا بصورة متزايدة للبلدان التي أجازت التشريع‬
‫تحسنت إلى حد كبير بفضل الرؤية التي اقترحتها لجنة‬ ‫المناسب ولكن ال تطبقه‪ .‬ويمكن أن تشمل فوائد مثل هذا‬
‫برونتالند‪ ،‬خالل العقد األخير على المستويين الوطني‬ ‫النهج الجامع أُطر قانونية وطنية أكثر اتساق ًا أو تعزيز‬
‫والدولي‪.‬‬ ‫التعاون المؤسسي أو حتى فعالية التكلفة (‪Bruch and‬‬
‫‪ .)Mrema 2006‬والنُهج الجامعة جديدة نسبياً‪ ،‬غير أن‬
‫يحقق نهج رئيسي لدمج البيئة في التنمية أنماط ًا لإلنتاج‬ ‫هناك بعض األمثلة الجيدة على التشريع الوطني الذي‬
‫واالستهالك أكثر استدامة (‪ ،)SCP‬كما سهلته عملية‬ ‫يطبق االتفاقات البيئية متعددة األطراف المتعلقة بالتنوع‬
‫مراكش (انظر اإلطار ‪ .)6-8‬والهدف الشامل هو فصل‬ ‫البيولوجي والكيماويات (‪.)Bruch and Mrema 2006‬‬
‫النمو االقتصادي عن الضرر البيئي‪ ،‬في البلدان المتقدمة‬
‫والنامية على حد سواء‪ ،‬من خالل االنخراط النشط لكل من‬ ‫اقترحت لجنة برونتالند بالفعل نمط ًا جامع ًا على المستوى‬
‫القطاع العام والخاص‪ .‬ويتعلق ذلك بجميع مراحل دورة‬ ‫الدولي في عام ‪ .1987‬وقد أوصت اللجنة بأن "تُلزم‬
‫حياة السلع والخدمات‪ ،‬كما يستلزم مجموعة من األدوات‬ ‫الجمعية العمومية نفسها بإعداد إعالن عالمي ثم بعد ذلك‬
‫واالستراتيجيات‪ ،‬بما في ذلك زيادة الوعي وبناء القدرات‬ ‫اتفاقية بشأن الحماية البيئية والتنمية المستدامة"‪ .‬كما أنها‬
‫ووضع أُطر للسياسات وأدوات طوعية ومستندة إلى آليات‬ ‫أكدت الحاجة‪ ،‬اعتماد ًا على اإلعالنات واالتفاقيات‬
‫السوق باإلضافة إلى أدوات معلومات المستهلك‪.‬‬ ‫والقرارات القائمة‪ ،‬إلى تعزيز المبادئ القانونية وثيقة‬
‫الصلة بشأن الحماية البيئية والتنمية المستدامة وتوسيعها‬
‫باتت أنماط اإلنتاج واالستهالك األكثر استدامة (‪)SCP‬‬ ‫(اللجنة العالمية للبيئة والتنمية ‪ .)1987‬وفي الوقت الذي‬
‫أولوية لجميع بلدان العالم‪ ،‬وهناك مبادرات وبرامج كثيرة‬ ‫طُ بق فيه العنصر األول في توصية لجنة برونتالند من خالل‬
‫في هذا الصدد بخالف عملية مراكش‪ .‬فقد برهنت أنماط‬ ‫إعالن ريو بشأن البيئة والتنمية‪ ،‬لم تتابع الدول األعضاء‬
‫االستهالك وأساليب المعيشة غير المستدامة في البلدان‬ ‫باألمم المتحدة فكرة تطوير اتفاقية عالمية بعد‪ .‬وقد قاد‬

‫‪385‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫بفعالية‪ :‬الحكومة والصناعة واألعمال واإلعالن واألوساط‬ ‫المتقدمة حتى اآلن على وجود مشكلة مستعصية بوجه‬
‫األكاديمية وجمعيات المستهلك والمنظمات غير الحكومية‬ ‫خاص‪ .‬حيث تسبب أشكال االستهالك هذه‪ ،‬بدرجة كبيرة‪،‬‬
‫المعنية بالبيئة والنقابات المهنية والعامة‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫معظم اآلثار البيئية السلبية المرتبطة بإنتاج واستهالك‬
‫هناك حاجة إلى نُهج قطاعية لكي يتسنى تعديل أنظمة‬ ‫السلع والخدمات‪ .‬ومن الضروري بحث تدابير مبتكرة‬
‫االستهالك واإلنتاج غير المستدامة (‪Sonnemann and‬‬ ‫لتلبية االحتياجات (المادية) وتطوير أنظمة مبتكرة جديدة‬
‫‪.)others 2006‬‬ ‫للمنتجات والخدمات‪ .‬ولهذا أهميته الخاصة إذا ما وضعنا‬
‫في االعتبار "طبقة المستهلك العالمي" الناشئة الجديدة‪ ،‬مع‬
‫تحتاج عملية دمج البيئة في التنمية أيض ًا إلى التعامل‬ ‫وجود مجموعات كبيرة من مستهلكي الطبقة المتوسطة‬
‫معها على مستوى االقتصاد الكلي‪ .‬وقد طُ رحت الثروة‬ ‫تظهر أنماط ًا استهالكية متشابهة بصورة متزايدة في‬
‫كمؤشر للرفاهية (‪ )Dasgupta 2001‬والفكرة القائلة‬ ‫البلدان سريعة النمو‪ ،‬مثل البرازيل والصين والهند‬
‫بضرورة أال تتدهور الثروة االقتصادية بمرور الوقت‪ ،‬أو أنه‬ ‫(‪.)Sonnemann and others 2006‬‬
‫ينبغي أن تتزايد على نحو مثالي‪ ،‬كمفاهيم قوية تخدم‬
‫قضية التنمية المستدامة (داشجبتو ‪ ،2001‬البنك الدولي‬ ‫من أهم الرسائل في تطوير السياسات لالستهالك واإلنتاج‬
‫‪ .)2006b‬ويقوم ذلك على فكرة أن تدهور الثروة (أو‬ ‫المستدامين هو أن أداة واحدة لن تصلح المشكلة؛ من‬
‫األصول) يدل على مسار غير مستدام‪ .‬وبلغة المحاسبة‪،‬‬ ‫الضروري تطوير حزمة من األدوات المختلفة من بينها‬
‫يعني هذا أن انخفاض قيمة األصول أو فقدها ينبغي أن‬ ‫األطر النظامية والتدابير الطوعية واألدوات االقتصادية‪.‬‬
‫يسجل على أنه سلبي‪ .‬كما أن فكرة تكوين الثروة تحمل‬ ‫وبطريقة مماثلة‪ ،‬من المهم إشراك جميع أصحاب المصالح‬

‫اإلطار ‪ 6-8‬االستهالك واإلنتاج المستدامان‪ :‬عملية مراكش‬

‫تنفذ اإلنشطة بموجب عملية مراكش من خالل فرق عمل طوعية تقودها الحكومات بمشاركة خبراء من‬ ‫يتضمن االستهالك المستدام اختيارات المستهلك وتصميم وتنمية واستخدام المنتجات والخدمات‬
‫البلدان النامية والبلدان المتقدمة‪ .‬ومن خالل حوار تعاون مع الشركاء اآلخرين‪ ،‬فإنهم يلتزمون بتنفيذ‬ ‫التي تكون آمنة وفعالة الطاقة والموارد‪ .‬فهي تراعي اآلثار الكاملة لدورة الحياة‪ ،‬بما في ذلك إعادة تدوير‬
‫مجموعة من األنشطة المحددة على المستوى الوطني أو اإلقليمي التي تشجع التحول إلى أنماط‬ ‫النفايات واستخدام المنتجات المعاد تدويرها‪ .‬وهي مسؤولية جميع أفراد المجتمع‪ ،‬وتشمل المستهلك‬
‫استهالك وإنتاج مستدامة (‪ .)SCP‬وتنفذ فرق العمل أنشطة مثل‪:‬‬ ‫الواعي والحكومة واألعمال والعمالة ومنظمات المستهلك والمنظمات البيئية‪ .‬وتتضمن أدوات تشجيع‬
‫‪ n‬مشروع استخدام العالمات اإليكولوجية للمنتجات في أفريقيا؛‬ ‫االستهالك المستدام الشراء المستدام أو األخضر واألدوات االقتصادية والمالية لتضمين التكاليف‬
‫‪ n‬خطط العمل الوطنية بشأن االستهالك واإلنتاج المستدامين؛‬ ‫البيئية واستخدام المنتجات والخدمات والتكنولوجيات السليمة بيئيا ً‪.‬‬
‫‪ n‬تطوير أدوات ودعم بناء القدرات لتشجيع المشتريات العامة المستدامة؛‬
‫‪ n‬المشاريع والشبكات المعنية بسياسة المنتج لتشجيع المزيد من االبتكار في التصميم‬ ‫اإلنتاج المستدام واألنظف هو "التطبيق المستمر الستراتيجية بيئية وقائية متكاملة نحو العمليات‬
‫اإليكولوجي للمنتج وأداءه؛‬ ‫والمنتجات والخدمات لزيادة الفعالية الكلية وتقليل المخاطر على اإلنسان والبيئة‪ .‬ويمكن تطبيق‬
‫‪ n‬مشاريع لألبنية المستدامة التي تركز على فعالية الطاقة؛‬ ‫اإلنتاج األنظف على العمليات المستخدمة في أية صناعة وعلى المنتجات ذاتها وعلى العديد من‬
‫‪ n‬تشجيع أساليب المعيشة والتعليم المستدامين من خالل مشاريع الشرح؛ و‬ ‫الخدمات المقدمة في المجتمع‪ ".‬ويشمل هذا المصطلح الواسع مفاهيم مثل الفعالية اإليكولوجية‬
‫‪ n‬تنمية أدوات واستراتيجيات سياسية من أجل السياحة المستدامة‪.‬‬ ‫والحد من النفايات ومنع التلوث واإلنتاجية الخضراء واإليكولوجية الصناعية‪ .‬واإلنتاج األنظف ليس‬
‫مضادا ً للنمو االقتصادي‪ ،‬ولكنه نمو مستدام داعم إيكولوجيا ً‪ .‬كما أن استراتيجية "مكسب للجميع"‬
‫هناك آلية هامة أخرى لتنفيذ االستهالك واإلنتاج المستدامين هي التعاون مع وكاالت التنمية والمصارف‬ ‫تهدف إلى حماية البيئة والمستهلك والعامل وفي الوقت ذاته تحسين الفعالية الصناعية والربحية‬
‫اإلقليمية‪ .‬ويهدف حوار التعاون إلى إبراز إسهام سياسات وأدوات االستهالك واإلنتاج المستدامين في‬ ‫والتنافسية‪.‬‬
‫الحد من الفقر والتنمية المستدامة‪ ،‬بما في ذلك األهداف اإلنمائية لأللفية (‪ )MDGs‬ودمج أفضل ألهداف‬
‫االستهالك واإلنتاج المستدامين في خطط التنمية‪ .‬ومن األولويات األساسية اإلسهام في الحد من الفقر‬ ‫تكون عملية مراكش العالمية متعددة أصحاب المصالح محورية لمثل هذه الجهود‪ ،‬التي تدعم‬
‫من خالل تشجيع االستهالك واإلنتاج المستدامين‪ ،‬األمر المرتبط بشكل خاص بالبلدان النامية‪.‬‬ ‫المبادرات اإلقليمية والوطنية لتشجيع التحول إلى أنماط استهالك وإنتاج مستدامة (‪ .)SCP‬وتستجيب‬
‫العملية لمطلب خطة جوهانسبرج للتنفيذ في القمة العالمية للتنمية المستدامة (‪ )WSSD‬لتطوير‬
‫إطار عمل لعشر سنوات للبرامج المعنية باالستهالك واإلنتاج المستدامين (‪ .)10YFP‬وبرنامج األمم‬
‫المتحدة للبيئة وإدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية التابعة لألمم المتحدة هما الوكالتان الرائدتان‬
‫لهذه العملية العالمية‪ ،‬مع المشاركة النشطة للحكومات الوطنية ووكاالت التنمية والقطاع الخاص‬
‫والمجتمع المدني وغيرهم من أصحاب المصالح‪ .‬وسوف تراجع لجنة التنمية المستدامة (‪ )CSD‬الفكرة‬
‫الرئيسية لالستهالك واإلنتاج المستدامين أثناء دورتها التي تستمر لمدة عامين ‪.2010-2011‬‬

‫المصادر‪ :‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2006‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،2007b‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪2006c‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪386‬‬


‫اإلطار ‪ 7-8‬إدارة الحافظة‪ :‬تحليل اآلثار‬
‫معها فكرتي االستثمار والتوفير المتالزمتين‪.‬‬
‫ينظر نهج الحافظة نحو التنمية المستدامة بعين االعتبار ليس فقط إلى قيمة األصول (سواء الملموسة وغير الملموسة)‬
‫المتاحة‪ ،‬ولكن أيضا ً إلى المؤسسات الضرورية المرتبطة بعملية التنمية‪ .‬ويؤدي ذلك في النهاية إلى األفضل بيئيا ً واجتماعيا ً‬ ‫يفترض نهج الحافظة أن األصول تُدار على نحو يقلل‬
‫بين وعبر األجيال‪.‬‬
‫المخاطر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬عن طريق توزيع األصول عبر‬
‫يفترض نهج الحافظة نحو التنمية المستدامة مقدما ً وجود اإلدارة المثلى طويلة المدى للموارد الطبيعية‪ .‬ويكمن التحدي‬ ‫نطاق عريض من مخططات االستثمار‪ ،‬وأن األرباح‬
‫في التخصيص االجتماعي األمثل لهذه المخزونات وكيفية تضمين هذه الموارد في االقتصاد الرئيسي وعملية التنمية‪ .‬وهو‬ ‫(اإليجارات) تتحقق‪ ،‬وأن هناك نمو مستدام للحافظات‬
‫أيضا ً ما أخفقت فيه عموما ً السياسات التي ظهرت كاستجابة لتوصيات تقرير لجنة برونتالند لعام ‪.1987‬‬
‫المختلفة‪ ،‬مما سيتيح فرصة للتوفير وإعادة االستثمار‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬لم تتمكن عموما ً المؤسسات الحكومية‪ ،‬غالبا ً المسئولة عن إدارة الموارد الطبيعية‪ ،‬في جعل وزارتي‬ ‫(انظر اإلطار ‪.)7-8‬‬
‫التمويل والمالية يشعران بأهمية الموارد الطبيعية لكل من عملية التنمية ورفاهية اإلنسان‪ .‬وفي ذات الوقت‪ ،‬تجاهلت وزارات‬
‫المالية غالبا ً تحليل مسائل الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫في األقسام السابقة‪ُ ،‬سلط الضوء على أهمية رأس المال‬
‫يستدعي استكشاف الترابطات بين البيئة والتنمية‪ ،‬وبصورة دقيقة أكثر أدوار وآثار القطاعات على البيئة ورفاهية اإلنسان‪،‬‬ ‫الطبيعي‪ ،‬بما في ذلك خدمات النظام اإليكولوجي‪ ،‬كعنصر‬
‫تحليل التأثيرات وتقييم السياسات والمشاريع‪ .‬كما يتطلب إنعام النظر في الدور الهام الذي تلعبه المؤسسات والحوكمة‬ ‫حاسم في تنمية األمم‪ .‬وحتى اآلن لم يسجل استنفاد‬
‫والوسائل واألدوات المتاحة من أجل توفير المعلومات المطلوبة لصنع القرار‪.‬‬
‫موارد الطاقة والغابات واألراضي الزراعية ومستجمعات‬
‫المصادر‪ ،Dasgupta 2001, Dasgupta and Maler 1999 :‬البنك الدولي ‪2006b‬‬ ‫المياه والضرر من ملوثات المياه والهواء في الحسابات‬
‫القومية كانخفاض للقيمة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تسبب جميع هذه‬
‫القطاعات من خالل أنشطتها الخاصة بكل منها آثار ًا‬
‫سلبية غير مرغوبة (تأثيرات خارجية)‪ .‬ويدعو تحليل وتقييم‬
‫األثر إلى تقييم المقايضات (المكاسب والخسائر) التي‬
‫سببتها األنشطة االقتصادية والمشروعات اإلنمائية‬
‫الضرورية للتنمية‪ .‬وفي حالة هذه القطاعات‪ ،‬تكون القاعدة‬
‫اإلنتاجية هي رأس المال الطبيعي‪ ،‬الذي يوفر مصادر‬
‫رائعة للرفاهية‪.‬‬
‫يساعد تفسير استنفاد المخزونات في إعطاء البلدان‬
‫صورة عن مدى توازن أو عدم توازن حافظة مخزوناتهم‪.‬‬ ‫يتضمن تقييم األنشطة المتعلقة بهذه القطاعات تقييم‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬أنشأت بلدان ومناطق مثل ماليزيا‬ ‫الفوائد في مقابل التكاليف التي سيتكبدها الفرد والمجتمع‬
‫وكندا وشيلي واالتحاد األوروبي وإندونيسيا حسابات‬ ‫بوجه عام جراء مشروعات التنمية‪ .‬إن الجدوى االجتماعية‬
‫للغابات‪ .‬وقد وضح عمل النرويج (‪ )1998‬والفلبين‬ ‫(‪ )Dasgupta 2001‬لهذه المشروعات ال تنظر إلى‬
‫(‪ )1999‬وبوتسوانا (‪( )2000‬انظر اإلطار ‪ )8-8‬في‬ ‫العائد المالي فحسب‪ ،‬وإنما تقيم أيض ًا كيفية تأثر نوعية‬
‫تأجير الموارد من أجل حساب قيمة األصول‪ ،‬قرارات‬ ‫حياة المجتمعات‪ .‬فإذا كانت المشروعات أو الحافظة ذات‬
‫السياسة فيما يتعلق بالكفاءة االقتصادية في إدارة الموارد‬ ‫تأثيرات خارجية سلبية على القاعدة اإلنتاجية (في هذه‬
‫باإلضافة إلى استدامة القرارات‪.‬‬ ‫الحالة‪ ،‬الموارد الطبيعية)‪ ،‬فإن جدواها االجتماعية قد‬
‫تكون سلبية ومن ثم ينبغي رفضها‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتفسير الموارد الطبيعية‪ ،‬تتمثل بعض‬
‫التحديات فيما يلي (البنك الدولي ‪:)2006b‬‬ ‫من األهمية بمكان لكل من السياسة وصنع القرار تحويل‬
‫‪ n‬عدم توافر البيانات في بعض البلدان؛‬ ‫محاسبة الموارد الطبيعية من الحسابات التابعة إلى‬
‫‪ n‬عدم وجود سوق لكثير من هذه الموارد؛‬ ‫الحسابات الرئيسية‪ ،‬نظر ًا ألنها توفر معلومات هامة فيما‬
‫‪ n‬صعوبة أو استحالة تقييم بعض الخدمات غير‬ ‫يتعلق بعمليات التخطيط ووضع الميزانية‪ .‬واستخدام‬
‫الملموسة التي توفرها هذه الموارد (مثل الخدمات‬ ‫أدوات مثل المدخرات الحقيقية هي جهد في هذا االتجاه‪.‬‬
‫الثقافية والروحانية)؛‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬تقيس المدخرات الحقيقية المستوى الحقيقي‬
‫‪ n‬قلة عدد البلدان التي لديها حسابات بيئية شاملة؛ و‬ ‫لإلدخار في بلد ما بعد تسجيل انخفاض قيمة رأس المال‬
‫‪ n‬وجود صعوبات في عقد مقارنات دولية‪ ،‬نظر ًا‬ ‫المنتج (السلع)‪ ،‬واالستثمار في رأس المال البشري‬
‫لالختالفات في النُهج والتغطية والمنهجيات‪.‬‬ ‫(مصروفات التعليم) واستنفاد الموارد الطبيعية (البنك‬
‫الدولي ‪ .)2006b‬وتساعد هذه األنواع من حسابات‬
‫هناك حاجة لجهود مجموعة كبيرة من الشركاء للتعامل مع‬ ‫األصول في قياس ومراقبة مدى استدامة أو عدم استدامة‬
‫هذه التحديات بطريقة متسقة ونظامية‪.‬‬ ‫أنشطة البلدان‪.‬‬

‫‪387‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫الحالية على نحو أكثر اتساقاً‪ .‬ومن المحتمل أن يتعامل‬ ‫إن التكيف مع الترابطات فيما بين التغيرات البيئية‪ ،‬التي‬
‫أيض ًا الحد من تغير المناخ من حيث تدابير تخزين‬ ‫تتزايد من حيث المعدل والحجم‪ ،‬سيصبح تحدي ًا رئيسي ًا‬
‫الكربون مع العديد من تحديات البيئة والتنمية في آن‬ ‫للتنمية‪ .‬وقضية تغير المناخ مثال على المجاالت التي‬
‫واحد‪ .‬ومثل هذه التدابير بحاجة إلى دعمها في سياق أُطر‬ ‫يتضح فيها ذلك‪ .‬ونظر ًا ألن آثار تغير المناخ تتضح أكثر‬
‫المساعدة اإلنمائية‪ ،‬وأن تنظر بعين االعتبار إلى حقيقة أن‬ ‫فأكثر‪ ،‬تحظى أهمية التكيف مع تغير المناخ باالهتمام‬
‫مجموعات األشخاص األكثر عرضة للتغيرات البيئية غالب ًا‬ ‫بجداول األعمال الدولية والوطنية‪ .‬كما أنه من الواضح أن‬
‫ما تختلف عن تلك المجموعات التي تسبب هذه التغيرات‪.‬‬ ‫تقلبية المناخ وتغيره ال يعمالن كل على حدة (الهيئة‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪ ،2002‬اتفاقية‬
‫رغم تحقيق إنجازات في مجال دمج البيئة في التنمية ودمج‬ ‫التنوع البيولوجي ‪( )2003‬انظر األقسام السابقة)‪ .‬ومن‬
‫ترابطات اإلنسان‪-‬البيئة في القطاعات االجتماعية‬ ‫الممكن أن تحدد حالة الموارد الطبيعية والتغيرات البيئية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬لم تستطع هذه اإلنجازات مواكبة التدهور‬ ‫األخرى (مثل تدهور األرض ونقص المياه) باإلضافة إلى‬
‫البيئي المتسارع‪ .‬فدمج االهتمامات البيئية في جدول‬ ‫رؤوس األموال البشرية واالجتماعية والمالية والمادية قدرة‬
‫أعمال التنمية األوسع نطاق ًا يتطلب جهود ًا تعاونية عبر‬ ‫الناس على التكيف والقدرة التكيفية لألنظمة اإليكولوجية‬
‫أنظمة الحوكمة القائمة‪ .‬وتعرض عملية إصالح األمم‬ ‫(الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ‪.)2001‬‬
‫المتحدة فرص ًا هامة‪ ،‬نتيجة تركيزها الخاص على تقوية‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ال تستطيع العديد من البلدان النامية‬
‫االتساق على مستوى المنظومة في مجال البيئة‪ ،‬ونهج‬ ‫التكيف مع التطرفات المناخية الحالية‪ ،‬كما بات يُنظر‬
‫"أمم متحدة واحدة" على مستوى البلد‪.‬‬ ‫لتغير المناخ كخطر يهدد التنمية (‪Stern and others‬‬
‫‪ ،2006‬البنك الدولي ‪ .)2007‬وهكذا‪ ،‬فإن التكيف‬
‫ال لجميع القطاعات‪ ،‬ولكن على‬ ‫يظل الدمج البيئي تحدي ًا هائ ً‬ ‫ضروري (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ‬
‫وجه الخصوص للمؤسسات البيئية‪ ،‬على المستويين‬ ‫‪ .)2001‬وتتبنى وكاالت التمويل نهج ًا إلدارة أخطار‬
‫الوطني والدولي على حد سواء‪ .‬فهو يستلزم جهد ًا نظامي ًا‬ ‫المناخ (مثل البنك الدولي ووزارة التنمية الدولية‬
‫مساو لتلك الجهود التي‬
‫ٍ‬ ‫ومستدام ًا من هذه المؤسسات‪،‬‬ ‫البريطانية) التي تنظر بعين االعتبار إلى التهديدات‬
‫تبذلها القطاعات المنسقة األكثر رسوخاً‪ ،‬مثل التمويل‬ ‫والفرص التي تنشأ من تقلبية المناخ وتغيره حالي ًا‬
‫والتخطيط‪ .‬ويمكن تحديد الفجوات واالحتياجات الحالية‬ ‫ال على حد سواء‪ ،‬والترابطات فيما بين التغيرات‬ ‫ومستقب ً‬
‫المتعلقة بالبنى التحتية والقدرات الوطنية والدولية القائمة‬ ‫البيئية‪ .‬ويستلزم هذا النهج كذلك النظر بعين االعتبار إلى‬
‫لدمج البيئة في التنمية‪ .‬كما يمكن استكشاف نهج طويل‬ ‫الترابطات بين وفيما بين التغيرات البيئية وخدمات النظام‬
‫المدى للتعامل مع هذه االحتياجات‪ .‬ومن الممكن أن‬ ‫اإليكولوجي ورفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫يستعين بالدروس المستفادة من دمج البيئة في التنمية‬
‫على مستوى االقتصاد الكلي‪ .‬ويمكن عمل ذلك من خالل‬ ‫يمثل التركيز الحالي على هذه الترابطات‪ ،‬وليس تغير‬
‫إدارة الحافظة‪ ،‬ودعم أنماط اإلنتاج واالستهالك المستدامة‬ ‫المناخ فحسب‪ ،‬فرصة للتعامل مع تحديات البيئة‪-‬التنمية‬
‫لفصل النمو االقتصادي عن الضرر البيئي‪ ،‬ونُهج معاينات‬
‫الفعالية البيئية في القطاعات على أساس‪ ،‬مثالً‪ ،‬أهداف‬ ‫اإلطار ‪ 8-8‬إعادة استثمار إيجار الموارد‪ :‬حالة بوتسوانا‬
‫ومؤشرات متفق عليها لإلنجازات‪.‬‬
‫منذ أن استقلت بوتسوانا عام ‪ ،1966‬أصالً أحد أفقر بلدان العالم‪ ،‬حققت تقدما ً اقتصاديا ً ملحوظا ً‪ .‬واستغلت بوتسوانا ثروتها‬
‫المعدنية لتحويل االقتصاد‪ ،‬لتنضم إلى فئة البنك الدولي من البلدان ذات الدخل المتوسط العالي في تسعينيات القرن‬
‫تقوية المعرفة العلمية والتقييم والتعاون‬ ‫العشرين‪ .‬فقد خطط البلد اعتمادا ً على خبرته الخاصة إلعادة استثمار عائدات المعادن لتعويض وموازنة استنزاف الموارد‬

‫ال زال تقرير لجنة برونتالند ووثائق السياسة البيئية‬ ‫الطبيعية‪ .‬ويتطلب استخدام مؤشر الموازنة المستدامة في نظامها المحاسبي إعادة استثمار كافة عائدات المعادن‪.‬‬
‫وتشمل بعض إنجازات بوتسوانا تحسينات البنية التحتية ورأس المال البشري والخدمات األساسية المقدمة لسكانها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الالحقة يؤكدون على البيانات الموثوقة والمعلومات العلمية‬ ‫‪ n‬الطرق المعبدة‪ 23 :‬كم في عام ‪ ،1970‬زادت إلى ‪ 2311‬كم بحول عام ‪1990‬؛‬
‫السليمة كعناصر أساسية للتنمية المستدامة‪ .‬وتحتاج‬ ‫‪ n‬مياه شرب محسنة‪ 29 :‬في المائة من السكان في عام ‪ ،1970‬زادت إلى ‪ 90‬في المائة بحلول عام ‪1990‬؛‬

‫مجهودات التنمية‪ ،‬بما في ذلك الحد من الفقر والمساعدة‬ ‫‪ n‬الهواتف‪ 5000 :‬خط هاتف في عام ‪ ،1970‬زادت إلى ‪ 136000‬بحلول عام ‪2001‬؛ و‬
‫‪ n‬محو أمية اإلناث‪ 77 :‬في المائة بحلول عام ‪.1997‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬إحاطة كاملة بمعرفة إسهام البيئة وخدمات‬
‫النظام اإليكولوجي في تحسين رفاهية اإلنسان‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫المصادر‪ :‬البنك الدولي ‪2006b‬‬

‫فإن االستثمار في البنى التحتية وقدرات المعرفة‬


‫والمعلومات البيئية هو أيض ًا استثمار في التنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪388‬‬


‫يتطلب الدمج البيئي تخطي الفجوات‪ ،‬مما‬
‫يقوي المعرفة العلمية والتقييم والتعاون‬ ‫المتحدة للبيئة أمانتها العامة‪ .‬وكانت هناك مطالبات بآلية‬ ‫هناك نطاق عريض من العمليات التعاونية المعنية بالمراقبة‬
‫ويحسن صنع القرار من أجل التنمية‬ ‫تقييم مشابهة على أساس إنجازات تقييم األلفية لألنظمة‬ ‫والرصد وإقامة الشبكات وإدارة البيانات وتطوير‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫اإليكولوجية لدعم االتفاقات البيئية متعددة األطراف‬ ‫المؤشرات وإجراء التقييمات وإصدار إنذارات مبكرة‬
‫شارك بالصورة‪ullstein-Hiss/Mueller/ :‬‬
‫‪Still Pictures‬‬ ‫المتعلقة بالنظام اإليكولوجي‪ .‬وال يزال نفع مثل هذه اآللية‬ ‫بالتهديدات البيئية الناشئة على المستويات الدولية‬
‫محل نقاش بين الحكومات والخبراء‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫واإلقليمية والوطنية‪ .‬ومن بين اإلنجازات البارزة في هذا‬
‫فإن لمرفق البيئة العالمية لجنته االستشارية العلمية‬ ‫الصدد‪ ،‬تقييمات األوزون والمناخ‪ .‬وكثير من المؤسسات‬
‫والتكنولوجية (‪ )STAP‬الخاصة به‪.‬‬ ‫الوطنية والدولية‪ ،‬بما في ذلك الهيئات العلمية وهيئات األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬تكون نشطة في مجال التقييمات البيئية‪ ،‬وأنظمة‬
‫كثير من البلدان في مناطق مختلفة لديها إما سلطة‬ ‫المراقبة والرصد‪ ،‬وشبكات المعلومات والبرامج البحثية‪.‬‬
‫تشريعية وطنية أو شروط أخرى إلجراء تقييمات حالة‬ ‫وعلى المستوى العالمي‪ ،‬تتضمن هذه المؤسسات أنظمة‬
‫البيئة‪ ،‬وتقييمات اآلثر البيئي والتقييمات البيئية‬ ‫الرصد العالمية والمجموعة المعنية برصد األرض التي‬
‫االستراتيجية (‪ .)SEA‬ومثل هذه التقييمات تعرض فرص ًا‬ ‫تشكلت حديثاً‪ ،‬مع خطة التنفيذ الخاصة بها إلقامة منظومة‬
‫لتحديد الترابطات والتعامل معها‪ ،‬وتعزيز االتساق ودمج‬ ‫عالمية لنظم رصد األرض (‪ .)GEOSS‬ومن بين الجهود‬
‫البيئة في التنمية‪ ،‬واإلدارة المحسنة لألوقاف البيئية‬ ‫أيضاً‪ ،‬البرامج العلمية الدولية مثل تلك التي تستخدمها‬
‫الوطنية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تبنت الدول األعضاء في‬ ‫مؤسسات أكاديمية حول العالم وتحت المجلس الدولي‬
‫االتحاد األوروبي التوجيه األوروبي (‪)EC/2001/42‬‬ ‫للعلم (‪.)ICSU‬‬
‫بشأن تقييم تأثيرات خطط وبرامج بعينها على البيئة‬
‫(توجيه التقييم البيئي االستراتيجي)‪ ،‬الذي أصبح ساري‬ ‫إن معظم االتفاقات البيئية متعددة األطراف لديها هيئاتها‬
‫المفعول في ‪( 2004‬المفوضية األوروبية ‪ .)2007‬وعلى‬ ‫االستشارية العلمية الفرعية‪ ،‬التي تحلل‪ ،‬بدرجات متفاوتة‪،‬‬
‫مستوى أوروبا بالكامل‪ ،‬وافقت البلدان على بروتوكول‬ ‫المعلومات العلمية‪ .‬واتفاقية األمم المتحدة اإلطارية لتغير‬
‫بشأن التقييم البيئي االستراتيجي التفاقية تقييم اآلثر‬ ‫المناخ‪ ،‬باإلضافة إلى هيئتها االستشارية العلمية الفرعية‪،‬‬
‫البيئي في سياق عبر حدودي ‪ ،‬الذي فُتح للتوقيع في عام‬ ‫تدعمها أيض ًا آلية تقييم مقابلة‪ ،‬الهيئة الحكومية الدولية‬
‫‪ .2003‬وفي كندا‪ ،‬هناك توجيه على مستوى مجلس‬ ‫المعنية بتغيّر المناخ (‪ ،)IPCC‬التي توفر المنظمة العالمية‬
‫الوزراء يعيل مطلب ًا إداري ًا إلجراء تقييم بيئي استراتيجي‬ ‫لألرصاد الجوية (‪ )WMO‬باالشتراك مع برنامج األمم‬

‫‪389‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫التنبؤ بها أو تفسيرها‪ ،‬والمعرفة الموجودة غير‬ ‫لجميع السياسات والخطط والبرامج‪ .‬وفي جنوب أفريقيا‪،‬‬
‫متكاملة تماماً‪.‬‬ ‫تحدد بعض لوائح القطاعات والتخطيط التقييم البيئي‬
‫‪ n‬مشكالت التجزؤ‪ .‬إن نظام الحوكمة في معظمه غير‬ ‫االستراتيجي كنهج لإلدارة البيئية المتكاملة‪ .‬وفي جمهورية‬
‫بشكل كاف‪ ،‬مما يسفر عن‬‫ٍ‬ ‫مترابط أو منسق‬ ‫الدومينيكان‪ ،‬يشير التشريع إلى التقييم البيئي‬
‫مقترحات سياسة وسلطات وتفويضات للمؤسسات غير‬ ‫االستراتيجي أو (‪ .)SEA‬ويتطلب التشريع القائم لتقييم‬
‫متسقة أو متضاربة‪ .‬والهياكل اإلدارية متداخلة‪،‬‬ ‫اآلثر البيئي في بعض البلدان نهج ًا من نوع التقييم البيئي‬
‫وصنع القرار منقسم‪ ،‬والمستخدمون والمكونات الهامة‬ ‫االستراتيجي ليتم تطبيقه إما على الخطط (مثل الصين) أو‬
‫تكون خارج العملية‪ ،‬ومركزية وال مركزية الحوكمة‬ ‫البرامج (بيليز) أو السياسات والبرامج على حد سواء‬
‫غالب ًا ما تكون غير متوازنة على نحو غير مناسب‪.‬‬ ‫(إثيوبيا) (منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪.)2006‬‬

‫من منظور الحوكمة‪ ،‬تؤدي مشكالت التعقيد وعدم التيقن‬ ‫الحوكمة التكيفية كفرصة للتعامل مع الترابطات‬
‫والتغير والتجزؤ بسهولة إلى انفصاالت الحوكمة (انظر‬ ‫إن الظروف المثالية لحوكمة أنظمة اإلنسان‪-‬البيئة نادرة‪.‬‬
‫اإلطار ‪ .)Galaz and others 2006( )9-8‬عالوة على‬ ‫وكما أوضحت الصفحات السابقة‪ ،‬دائم ًا ما يجد صانعو‬
‫ذلك‪ ،‬تندر فرص تحويل عمليات الحوكمة والهياكل القائمة‬ ‫السياسات أنفسهم في مواجهة تحديات‪:‬‬
‫منقوصة األداء إلى عمليات وهياكل مترابطة وأكثر‬ ‫‪ n‬مشكالت التعقيد‪ .‬تشمل هذه المشكالت الطبيعة‬
‫استجابة‪ .‬أما صانعو السياسة ومطبقيها‪ ،‬فلم يحظوا قط‬ ‫المعقدة لألنظمة اإليكولوجية‪ ،‬واالمتداد المكاني‬
‫بترف البدء من سجل أعمال نظيف‪ ،‬وإنما يضطرون للعمل‬ ‫المتباين‪ ،‬والتداعيات الوقتية للعمليات الفيزيائية‬
‫مع وضمن المصالح والهياكل القائمة‪.‬‬ ‫الحيوية والحدود وحلقات المردودات‪ ،‬واألبعاد‬
‫اإلنسانية التي تشكل ديناميكيات النظام اإليكولوجي‪.‬‬
‫وللتعامل مع التفاعالت والترابطات المعقدة‪ ،‬ولتدبر أمر‬ ‫‪ n‬مشكالت عدم التيقن والتغير‪ .‬إن العلم غير مكتمل في‬
‫عدم التيقن وفترات التغير‪ ،‬هناك الكثير الذي يمكن أن‬ ‫نواحي التغير البيئي‪ ،‬ومن المرجح أن بعض الفهم‬
‫تقدمه نُهج الحوكمة التكيفية (‪Gunderson and‬‬ ‫للعمليات الفيزيائية الحيوية وديناميكيات النظام‬
‫‪Holling 2002، Folke and others 2005, Olsson‬‬ ‫اإليكولوجي خاطئ‪ ،‬كما أن بعض التغيرات ال يمكن‬
‫‪ .)and others 2006‬تنشأ الحوكمة التكيفية من أطراف‬
‫كثيرة في تركيبة الدولة‪-‬المجتمع‪ ،‬ويمكن إضفاء الطابع‬ ‫اإلطار ‪ 9-8‬أنواع انفصاالت الحوكمة‬
‫المؤسسي عليها‪ ،‬ولو أنها عادة تكون مماثلة أكثر لحوكمة‬
‫االنفصال المكاني‬
‫الشبكة‪ .‬وتعتمد الحوكمة التكيفية على ترتيبات مؤسسية‬ ‫ال تواكب الحوكمة المستويات المكانية لعمليات النظام اإليكولوجي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يتعذر على المؤسسات المحلية‬
‫متعددة المراكز التي تكون متداخلة ووحدات صنع القرار‬ ‫إلدارة قنافذ البحر التكيف مع تطور األسواق العالمية و"اللصوص المتجولين" سريعي الحركة‪.‬‬

‫شبه المستقلة التي تعمل على مستويات متعددة (‪Olsson‬‬


‫االنفصال الزماني‬
‫‪ .)and others 2006‬ويكون التركيز في الحوكمة‬ ‫ال تواكب الحوكمة المستويات الزمانية لعمليات النظام اإليكولوجي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في خمسينيات وستينيات القرن‬
‫التكيفية على تقاسم اإلدارة والمسؤولية؛ فهي حوكمة من‬ ‫العشرين‪ ،‬شجعت الحكومات في الساحل األفريقي الغربي التنمية الزراعية والسكانية في المناطق ذات اإلنتاجية المؤقتة‬

‫خالل الشبكات التي تربط األفراد والمنظمات والوكاالت‬ ‫فقط بسبب سقوط األمطار فوق المتوسط‪ .‬ومع عودة تلك المناطق إلى حالة اإلنتاجية المنخفضة‪ ،‬نتج عن ذلك تآكل‬
‫التربة والهجرة وانهيار أسباب الرزق‪.‬‬
‫على مستويات متعددة‪ .‬ومن السمات الجوهرية لهذا النوع‬
‫من الحوكمة إدارة المسائل بصورة تعاونية ومرنة وقائمة‬ ‫سلوك الحد‬
‫على التعلم (‪.)Olsson and others 2006‬‬ ‫ال تدرك الحوكمة أو ال يمكنها تفادي التحوالت المفاجئة في األنظمة االجتماعي‪ -‬اإليكولوجية‪ .‬حيث يسبب تطبيق "الحد‬
‫األقصى للمحاصيل المستدامة" انهيار المخزون السمكي نتيجة اإلفراط في حصاد األنواع األساسية الفعالة‪.‬‬

‫يأتي تأييد النُهج التكيفية على أنها طرق أكثر واقعية‬ ‫التأثيرات التعاقبية‬
‫وواعدة لتناول تعقيد اإلنسان‪-‬النظام اإليكولوجي أكثر من‬ ‫ال تستطيع الحوكمة تخفيف التأثيرات السيئة التعاقبية أو تضخيمها بين النطاقات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬فإن التحوالت‬
‫المفاجئة في أستراليا الغربية من رطوبة التربة الكافية إلى تربة ملحية ومن المياه العذبة إلى أنظمة إيكولوجية مالحة‬
‫اإلدارة من أجل استخدام أمثل للموارد والتحكم فيها‪ ،‬على‬
‫ربما تجعل الزراعة نشاطا ً غير قابل للتطبيق على مستوى إقليمي‪ ،‬وتتسبب في الهجرة والبطالة وضعف رأس المال‬
‫سبيل المثال (‪ .)Folke and others 2005‬ومن مواطن‬ ‫االجتماعي‪.‬‬
‫القوة األساسية في نُهج الحوكمة التكيفية أنها تبدأ‬
‫المصادر‪ :‬مأخوذ من ‪Galaz and others‬‬
‫بالمنظمات القائمة وتسعى إلى ربطها بالكيانات وأصحاب‬
‫المصالح اآلخرين ذوي الصلة‪ .‬وإلى جانب المناشدة‬
‫الديموقراطية بشمول جميع أصحاب المصالح‪ ،‬يوسع هذا‬
‫النوع من الحوكمة الشاملة أيض ًا قاعدة المعرفة بصورة‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪390‬‬


‫تؤدي وظائف هامة فيما يتعلق بتسوية الصراعات‬ ‫ملحوظة‪ ،‬ومن ثم يجمع بين نطاق من الخبرات والمعارف‬
‫(‪.)Folke and others 2005‬‬ ‫المختلفة (تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية ‪ .)2005a‬ومع‬
‫تأكيدها على ضرورة التنسيق االجتماعي عبر الشبكات‪،‬‬
‫إن نُهج الحوكمة التكيفية ما هي إال طريق واعد للجهود‬ ‫بد ًال من تكوين مؤسسات جديدة (غالب ًا ما تكون مستقلة)‪،‬‬
‫المستقبلية الرامية إلى التعامل مع الترابطات الرئيسية‬ ‫تدعم الحوكمة التكيفية بصورة متأصلة ترتيبات إدارة أكثر‬
‫على نحو مكمل للعمليات المتواصلة‪ .‬ولبناء القدرة التكيفية‬ ‫مرونة‪ ،‬ومن المرجح أن تكون أكثر استجابة للتغيرات في‬
‫في استجابات الحوكمة يكون أساسي ًا إيالء األولوية‬ ‫نظام اإلنسان‪-‬البيئة المحدد‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فهي تتيح‬
‫للمبادئ الثالثة التالية في هياكل الحوكمة (‪Dietz and‬‬ ‫لصانعي السياسة إمكانية اكتساب خبرات ومعارف جديدة‬
‫‪:)others 2003‬‬ ‫بسهولة أكبر إلثارة التغير عند الضرورة والحفاظ عليه عند‬
‫‪ n‬التشاور التحليلي‪ :‬يشمل الحوار بين األطراف‬ ‫الحاجة و‪/‬أو رعاية مصادر إعادة التنظيم التي تعقبه‪.‬‬
‫والمسؤولين والعلماء المعنيين‪.‬‬
‫‪ n‬التداخل‪ :‬يشمل المؤسسات المعقدة والمتصلة‬ ‫وإذا ما وضعنا طبيعة انتشارها وتعدد أطرافها في‬
‫والمقسمة إلى طبقات‪ .‬يشير التداخل إلى العمليات‬ ‫االعتبار‪ ،‬هناك عنصران حاسمان لتحقيق حوكمة تكيفية‬
‫المكرسة للحلول والكامنة في طبقات عديدة من‬ ‫فعالة هما القيادة وربط المنظمات (انظر اإلطار ‪.)10-8‬‬
‫الحوكمة‪ ،‬بحيث تتحقق المساءلة من المستوى المحلي‬ ‫فالقيادات تكون حتمية لبناء الثقة‪ ،‬وإدارة الصراعات‪،‬‬
‫حتى المستوى الوطني أو حتى الدولي‪ ،‬ويشمل‬ ‫والربط بين األفراد الرئيسيين‪ ،‬وإطالق الشراكات بين‬
‫المستويات الزمانية والمكانية للتغيرات البيئية‪.‬‬ ‫األطراف المتصلة‪ ،‬وتجميع المعرفة وتكوينها‪ ،‬وتطوير‬
‫ ‪ n‬التنوع المؤسسي‪ :‬مزيج من األنواع المؤسسية التي‬ ‫الرؤى ونشرها‪ ،‬والتعرف على نوافذ الفرص وإيجادها‪،‬‬
‫تسهل التجريب والتعلم والتغيير‪.‬‬ ‫وتعبئة دعم كبير للتغير عبر المستويات‪ ،‬واكتساب القوة‬
‫الدافعة الالزمة إلضفاء الطابع المؤسسي على النُهج‬
‫هناك مجموعة من األدوات والنُهج متاحة للمساعدة في‬ ‫الجديدة والحفاظ عليها‪ .‬كما أن الربط بين المنظمات‬
‫تطوير وإنفاذ سياسات وإجراءات أكثر تكيف ًا للتعامل مع‬ ‫يسهل التعاون بين األطراف والكيانات المختلفة‪ .‬إذ أنها‬
‫الترابطات‪ ،‬وال سيما على المستويات الوطنية ودون‬ ‫غالب ًا ما تكون الشق المشترك بين المعرفة العلمية‬
‫الوطنية والمحلية‪ .‬وهذه األدوات والنُهج تكون على مستوى‬ ‫والسياسة‪ ،‬أو الخبرة المحلية واألبحاث والسياسة‪ .‬كما‬
‫المشروع أو البرنامج‪ ،‬ويمكن تطبيقها على عدة مراحل‬ ‫أنها تخفض تكلفة التعاون بصورة ملحوظة‪ ،‬وغالب ًا ما‬

‫اإلطار ‪ 10-8‬القيادة ومنظمات الربط‪ :‬التعاون من القاعدة‪-‬للقمة ومن القمة‪-‬للقاعدة‬

‫يقدم حوض بحيرة الجونا في الفلبين نموذجا ً للتعاون الناجح من خالل مبادرة من‬ ‫قد تعتمد استجابة نفذها القطاع العام على أفكار ومبادرات من أي من أصحاب‬
‫القمة‪-‬للقاعدة‪ .‬فقد استجابت سلطة تنمية بحيرة الجونا (‪ )LLDA‬إلى تدهور‬ ‫المصالح‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في منطقة األراضي الرطبة في كريستيان ستاد‬
‫نوعية المياه بتشكيل مجالس إعادة تأهيل النهر (‪ )RRCs‬لمواجهة التلوث‬ ‫في السويد‪ ،‬حثت رؤية فرد واحد استجابة البلدية‪ ،‬وتطورت إلى اقتراح للتعاون مع‬
‫القادم من ‪ 22‬رافدا ً للبحيرة‪ .‬وحتى ذلك الحين‪ ،‬ظلت حوكمة الحوض منفصلة‬ ‫قلة من أصحاب المصالح عبر القطاعات (البيئة والزراعة والسياحة والجامعة)‪.‬‬
‫وغير متشاركة‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬تشكلت مجالس إعادة تأهيل النهر من‬ ‫وتبنى مجلس البلدية التنفيذي هذا االقتراح وتحول إلى سياسة إلدارة النظام‬
‫المنظمات الشعبية والجماعات البيئية وممثلي الصناعة ووحدات الحكومة‬ ‫اإليكولوجي‪ .‬وزاد عدد أصحاب المصالح المشاركين أثناء بناء الثقة وتعلم عملية‬
‫المحلية‪ ،‬مع سلطة تنمية بحيرة الجونا (‪ )LLDA‬التي اضطلعت بدور المؤسسة‬ ‫التنفيذ‪ ،‬مما أدى إلى وجود شبكات أفقية (متعددة القطاعات) ورأسية (متعددة‬
‫المسهلة‪ .‬وقد ثبت أن مشاركة المجتمع المدني هامة للغاية لحل النزاعات‬ ‫المستويات)‪ .‬وكانت الرأسية هامة لجذب الموارد المالية من المستوى الوطني‬
‫الخطيرة (مثل الصناعة ضد المجتمع وصيد األسماك ضد الصناعة والزراعة‬ ‫ومستوى االتحاد األوروبي‪ .‬وهكذا أدت مبادرة من القاعدة‪-‬للقمة إلى تنظيم‬
‫ضد تحويل األرض الستخدامات أخرى)‪ .‬وقد أدت الطبيعة متعددة القطاعات‬ ‫مشروع مرن فعال التكلفة الذي نجح في تطبيق نهج النظام اإليكولوجي وإدارة‬
‫لمجالس إعادة تأهيل النهر إلى التنظيف المستدام لبعض الروافد‪ ،‬مما قلل‬ ‫مشتركة تكيفية لموارد المياه دون تغيير اإلطار القانوني‪.‬‬
‫التلوث في البحيرة‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬أصبحت مجالس إعادة تأهيل النهر منظمات‬
‫ربط هامة إلرساء اتفاق حول نهج جديد ولضم أصحاب المصالح المعنيين‪.‬‬

‫المصادر‪ :‬تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية ‪ ،2005b‬تقييم األلفية لألنظمة اإليكولوجية ‪2005c، Malayang and others 2005‬‬

‫‪391‬‬ ‫الترابطات الحوكمة من أجل االستدامة‬


‫لتطور المشروع والبرنامج‪ .‬وهي تتضمن‪ ،‬عل سبيل المثال‬
‫وليس الحصر‪ ،‬تقييمات األثر البيئي (‪ ،)EIAs‬والتقييمات‬
‫البيئية االستراتيجية (‪ ،)SEAs‬واألُطر التحليلية للقرارات‬
‫وأساليب ومعايير ومؤشرات التقييم‪ ،‬ونُهج اإلدارة‬
‫المتكاملة‪ .‬وعلى المستوى الوطني‪ ،‬يمكن وضع العديد من‬
‫النُهج في إطار سياسة وطنية‪ ،‬ومن ثم يغطيها التشريع‪.‬‬
‫وهناك أدوات ونُهج أخرى يمكنها المساعدة في‬
‫المقايضات بين البيئة والتنمية‪ ،‬بما في ذلك التقييم‬
‫االقتصادي لخدمات النظام اإليكولوجي (تقييم األلفية‬
‫لألنظمة اإليكولوجية ‪ .)2003‬ومن الممكن أن تسهم‬
‫المحاسبة الخضراء في تضمين خدمات النظام اإليكولوجي‬
‫ورأس المال الطبيعي في الحسابات الوطنية‪ .‬غير أنه ال‬
‫تزال هناك حاجة واضحة إلى اختبار هذه األدوات والنُهج‬
‫في مناطق بعينها وحيثما توجد مجموعات مختلفة من‬
‫التغيرات البيئية وتحديات التنمية‪ .‬ومن الممكن أن تساعد‬
‫الدروس المستفادة منها في تطوير أكثر لهذه األدوات والنُهج‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫أوضح هذا الفصل كيفية ترابط تفاعالت اإلنسان‪-‬البيئة‬
‫والتحديات البيئية الناتجة من خالل عمليات فيزيائية حيوية‬
‫وعمليات اجتماعية معقدة وديناميكية‪ .‬ويتيح إدراك هذه‬
‫الترابطات والتعامل معها فرصة الستجابات أكثر فعالية‬
‫على جميع مستويات صنع القرار‪ .‬وربما يسهل التحول‬
‫باتجاه مجتمع أكثر استدامة مع اقتصاد الكربون‬
‫المنخفض‪ .‬ويتطلب مثل هذا النهج تعاون أنظمة الحوكمة‬
‫القائمة‪ ،‬التي بدورها البد أن تكون أكثر مرونة وتكيفاً‪.‬‬

‫القسم د‪ :‬األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬ ‫‪392‬‬


Malayang, B.S., Hahn, T., Kumar, P. and others (2005). Chapter 9: Responses to Faures, J., Finlayson, C.M., Gitay, H., Molden, D., Schipper, L. and Vallee, D. (2007). ‫المراجع‬
ecosystem change and their impacts on human well-being. In Capistramo, D., Samper, Setting the scene. In Water for food, Water for life. A comprehensive Assessment of
ACIA (2004). Impacts of a Warming Arctic. Arctic Climate Impact Assessment.
C., Lee, M. and Raudsepp-Hearne, C. (eds.) Ecosystems and Human well-being: Water Management in Agriculture. Synthesis Report. International Water Management
Cambridge University Press, Cambridge
Multiscale Assessments, Volume 4. Findings of the Sub-Global Assessments Working Institute and Earthscan, London
Group. Island Press, Washington, DC Annan, K. (2002). In Yale University Address, Secretary-General pleads cause of
Folke, C., Hahn,T., Olsson, P., Norberg, J. (2005). Adaptive Governance of Social-
“Inclusive” Globalization. United Nations News Centre, press release SG/SM/8412,
Munich Re Group (2006). Natural Catastrophes 2006: Analyses, assessments, Ecological Systems. In Annual Review of Environmental Resources 30:441-473
2 October 2002 http://www.un.org/News/Press/docs/2002/SGSM8412.doc.html
positions. Munich Re Group, Munich http://www.munichre.com/publications/302-
Friedman, T.L. (2006). The World is Flat, A Brief History of the Twenty-first Century. )(last accessed 18 May 2007
)05217_en.pdf (last accessed 10 July 2007
First updated and expanded edition. Farrar, Straus and Giroux, New York, NY
Australian Government (2003). Climate Change – An Australian Guide to the Science
Najam, A., Papa, M. and Taiyab, N. (2006). Global Environmental Governance, A
Galaz, V., Olsson, P., Hahn, T., Folke, C. and Svedin, U. (2006). The Problem of Fit and Potential Impacts. Pittock, B. (ed.) Department of the Environment and Water
reform Agenda. International Institute for Sustainable Development, Winnipeg, MB
between Ecosystems and Governance Systems: Insights and Emerging Challenges. Resources, Australian Greenhouse Office, Canberra http://www.greenhouse.gov.au/
Najam, A., Runnalls, D. and Halle, M. (2007). Environment and Globalization: Five Paper presented at Institutional Dimensions of Global Environmental Change Synthesis )science/guide/ (last accessed 10 July 2007
Propositions. International Institute for Sustainable Development, Winnipeg, MB Conference, 6-9 December 2006, Bali http://www2.bren.ucsb.edu/~idgec/
Berruga, E. and Maurer, P. (2006). Co-Chairmen’s Summary of the Informal
)http://www.iisd.org/publications/pub.aspx?pno=836 (last accessed 11 July 2007 )responses/Victor%20Galaz%20et%20al%20-%20Fit.pdf (last accessed 10 July 2007
Consultative Process on the Institutional Framework for the UN’s Environmental
OAG (2007). Office of the Auditor General of Canada http://www.oag-bvg.gc.ca/ Gallet, Y. and Geneve, A. (2007). The Mayans: climate determinism or geomagnetic Activities. New York, NY
)domino/oag-bvg.nsf/html/menue.html (last accessed 11 July 2007 determinism. In EOS, Transactions, American Geophysical Union 88(11):129-130
Bruch, C. (2006). Growing Up. In Environmental Forum Volume 23, issue 3/4:23-83
OECD (1995). Developing Environmental Capacity: A Framework for Donor Galloway, J.N., Aber, J.D., Erisman, J.W., Seitzinger, S.P., Howarth, R.W., Cowling E.B.
Bruch, C. and Mrema, E. (2006). More than the Sum of its Parts: Improving
Involvement. Organisation for Economic Co-operation and Development, Paris and Cosby, B.J. (2003). The nitrogen cascade. In Bioscience 53(4):341-356
Compliance with the Enforcement of International Environmental Agreements through
OECD (2002). Governance for Sustainable Development: Five OECD Case Studies. Gehring, T. and Oberthür, S. (2006). Introduction to Institutional Interaction in Global Synergistic Implementation. Conference Paper at 4th IUCN International Academic
Organisation for Economic Co-operation and Development, Paris Environmental Governance. The MIT Press, Cambridge, Massachusetts and London Colloquium on Compliance and Enforcement Towards More Effective Implementations of
Environmental Law, White Plains, New York, NY
OECD (2006). Environmental Performance Review of China – Conclusions and GEO Data Portal. UNEP’s online core database with national, sub-regional, regional
Recommendations (Final). Organisation for Economic Co-operation and Development, Paris and global statistics and maps, covering environmental and socio-economic data and Camill, P. and Clark, J. S. (2000). Long-term perspectives on lagged ecosystem
)http://www.oecd.org/dataoecd/58/23/37657409.pdf (last accessed 11 July 2007 indicators. United Nations Environment Programme, Geneva http://www.unep.org/ responses to climate change: Permafrost in boreal peatlands and the grassland/
)geo/data or http://geodata.grid.unep.ch (last accessed 10 July 2007 woodland boundary: Fast Slow Variable in Ecosystems. In Ecosystems 3:534-544
Olsson, P., Gunderson, L.H., Carpenter, S.R., Ryan, P., Lebel, L., Folke, C. and Holling,
C.S. (2006). Shooting the rapids: navigating transitions to adaptive governance of Gunderson, L. H. and Holling, C.S. (eds.) (2002). Panarchy: Understanding Cash, D.W., Adger, W.N., Berkes, F., Garden, P., Lebel, L., Olsson, P., Pritchard, L. and
social-ecological systems. In Ecology and Society 11(1):18 Transformations in Human and Natural Systems. Island Press, Washington, DC Young, O. (2006). Scale and Cross-Scale Dynamics: Governance and Information in a
Multilevel World. In Ecology and Society 11(2):8
Parmesan, C. and Yohe, G. (2003). A globally coherent fingerprint of climate change IPCC (2001a). Climate Change 2001: Synthesis Report. A Contribution of Working Groups
impacts across natural systems. In Nature 421:37–42 I, II, and III to the Third Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate CBD (2003). Interlinkages between Biological Diversity and Climate Change; Advice
Change. Watson, R.T. and others (eds.). Cambridge University Press, New York, NY on the integration of biodiversity considerations into the implementation of the United
Poluton, C., Kydd, J. and Dorward, A. (2006). Increasing fertilizer use in Africa: What Nations Framework Convention on Climate Change and its Kyoto Protocol. Watson, R.T.
have we learned? Agriculture and Rural Development Discussion Paper 25. The World IPCC (2001b). Climate Change 2001: Summary for the Policymakers. In Climate and Berghall, O. (eds) CBD Technical Series No. 10. Secretariat of the Convention on
Bank, Washington, DC Change 2001: Impacts, Adaptations, and Vulnerability. Contribution of Working Group Biological Diversity, Montreal http://www.biodiv.org/doc/publications/cbd-ts-10.pdf
II to the Third Assessment Report of the Interngovernmental Panel on Climate Change. )(last accessed 10 July 2007
Raustiala, K. (2001). Reporting and Review Institutions in 10 Selected Multilateral
McCarthy, J.J., Canziani, O.F., Leary, N.A., Dokken, D.J. and White, K.S. (eds).
Environmental Agreements. United Nations Environment Programme, Nairobi CBD (2006). Guidance for promoting synergy among activities addressing biological
Cambridge University Press Cambridge, and New York, NY
Root, T.L., Price, J.T., Hall, K.R., Schneider, S.H., Rosenzweig, C. and Punds, J.A. (2003). diversity, desertification, land degradation and climate change. CBD Technical Series No.
IPCC (2002). Climate Change and Biodiversity. Gitay, H., Suarez, A., Watson, R. T. 25. Secretariat of the Convention on Biological Diversity, Montreal http://www.biodiv.
Fingerprints of global warming on wild animals and plants. In Nature 421:57:60
and Dokken, D. (eds.). IPCC Technical Paper V. World Meteorological Organization and )org/doc/publications/cbd-ts-25.pdf (last accessed 10 July 2007
Schellnhuber, H. J. (1999). “Earth system” analysis and the second Copernican United Nations Environment Programme, IPCC Secretariat, Geneva http://www.ipcc.
revolution. In Nature 402(6761supp): C19 )ch/pub/tpbiodiv.pdf (last accessed 10 July 2007 CGIAR and GEF (2002). Agriculture and the Environment. Partnership for a
Sustainable Future. Consultative Group on International Agricultural Research and
Schmidt, W. (2004). Environmental Crimes: Profiting at the Earth’s Expense. IPCC (2007a). Climate Change 2007: Mitigation of Climate Change: Summary for Global Environment Facility, Washington, DC http://www.worldbank.org/html/cgiar/
Environmental Health Perspectives Volume 112 (2). Secretariat of the Basel Convention Policymakers. Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report of the )publications/gef/CGIARGEF2002final.pdf (last accessed 10 July 2007
(1994). The Basel Convention Ban Amandment. Secretariat of the Basel Convention, Intergovernmental Panel on Climate Change. World Meteorological Organization and
)Geneva http://www.basel.int/pub/baselban.html (last accessed 11 July 2007 United Nations Environment Programme, IPCC Secretariat, Geneva Charnovitz, S. (2005). A World Environment Organization. In Chambers, W.B. and Green,
J. F. (eds.) Reforming International Environmental Governance: From Institutional Limits to
Secretariat of the Basel Convention (undated). National Enforcement Requirements. IPCC (2007b). Climate Change 2007: The Physical Science Basis: Summary for Innovative Reforms. United Nations University Press, Tokyo, New York, Paris
Secretariat of the Basel Convention, Geneva http://www.basel.int/pub/ Policymakers. Contribution of Working Group I to the Fourth Assessment Report of the
)enforcementreqs.pdf (last accessed 11 July 2007 Intergovernmental Panel on Climate Change. World Meteorological Organization and DANCED (2000). Thailand-Danish Country Programme for Environmental Assistance
United Nations Environment Programme, IPCC Secretariat, Geneva 1992-8001. Ministry of Environment and Energy, Danish Environmental Protection
Sonnemann, G., Zacarias, A. and De Leeuw, B. (2006). Promoting SCP at the Agency, Copenhagen
International Arena. In Sheer, D. and Rubik, F. (eds.) Governance of Integrated Product IUCN (2004). Draft International Covenant on Environment and Development. Third
Policy. Greenleaf Publishing, Sheffield Edition: Updated Text. Prepared by the IUCN Commission on Environmental Law in Dasgupta, P. (2001). Human Well-Being And the Natural Environment. Oxford
cooperation with the International Council of Environmental Law. World Conservation University Press, New York, NY
Speth, J.G. and Haas, P. M. (2006). Global Environmental Governance. Island Press,
Union (International Union for the Conservation of Nature and Natural Resources),
Washington, DC Dasgupta, P. (2006). Nature and the Economy. Text of the British Ecological Society
Gland and Cambridge
Lecture delivered at the annual conference of the British Ecological Society, Oxford, 7
Stern, N. and others (2006). Stern Review: the Economics of Climate Change. Final September 2006
Juma, C. (2002). The Global Sustainability Challenge: From Agreement to Action. In
Report.The Office of the Chancellor of the Exchequer, London
International Journal Global Environment Issues 2(1/2):1-14
Dasgupta, P. and Mäler, K.-G. (1999). Net National Product, Wealth, and Social well-
Taylor, D.S., Reyier, E.A., Davis, W.P. and McIvor, C.C. (2007). Mangrove removal in Being. In Environment and Development Economics 5:69-93
Kotchen, M.J. and Young, O.R. (2006). Meeting the Challenges of the Anthropocene:
the Belize cays: effects on mangrove-associated fish assemblages in the intertidal and
Toward a Science of Human-Biophysical Systems. In Global Environmental Change
subtidal. In press Diamond, J. (2005). Collapse: How Societies Choose to Fail or Survive. Allen and
(forthcoming), Norwich
Lane, an imprint of Penguin Books Ltd., London
UN (1994). Programme of Action of the United Nations International Conference on
Lin, J. (2005). Tackling Southeast Asia’s Illegal Wildlife Trade. (2005) 9 SYBIL: 191-
Population and Development in Cairo 1994. http://www.iisd.ca/Cairo/program/ Dietz, T., Ostrom, E. and Stern, P.C. (2003). The Struggle to Govern the Commons. In
208. Singapore Year Book International Law and Contributors, Singapore www.traffic.
)p00000.html (last accessed 11 July 2007 Science 302(5652):1907-1912
)org/25/network9/ASEAN/articles/index.html (last accessed 9 July 2007
UN (1999). UN General Assembly Resolution UNGA/53/242. United Nations, New York, Earthjustice (2005). Environmental Rights Report: Human Rights and the Environment.
Linden, E. (2006). The Winds of Change: Climate, Weather, and the Destruction of
)NY http://www.un.org/Depts/dhl/resguide/r53.htm (last accessed 12 July 2007 Materials for the 61st Session of the United Nations Commission on Human Rights.
Civilizations. Simon and Schuster, New York, NY
Earthjustice, Oakland, CA
UN (2000). Resolution Adopted by the General Assembly. 55/2 United Nations Millennium
MA (2003). Ecosystems and Human Well-being. Millennium Ecosystem Assessment.
Declaration. Document A/RES/55/2. United Nations, New York, NY http://www.un.org/ EM-DAT (undated). The International Disaster Database http://www.em-dat.net/ (last
Island Press, Washington, DC
)millennium/declaration/ares552e.pdf (last accessed 11 July 2007 )accessed 10 July 2007
MA (2005a). Ecosytems and Human Well-being. Synthesis. Island Press, Washington, DC
UN (2004). A more secure world: Our shared responsibility. Report of the Secretary- European Commission (2007). Environmental Assessment. http://ec.europa.eu/
General’s High-level Panel on Threats, Challenges and Change. United Nations, New MA (2005b). Ecosystems and Human Well-being. Multiscale Assessments, Volume )environment/eia/home.htm (last accessed 13 May 2007
York, NY 4. Findings of the Sub-global Assessments Working Group. Millennium Ecosystem
FAOSTAT (2004). FAO Statistical Databases. Food and Agriculture Organization of the
.Assessment. Island Press, Washington, DC
UN (2005). Resolution Adopted by the General Assembly. 60/1 2005 World Summit United Nations, Rome (in GEO Data Portal) http://faostat.fao.org/faostat/ (last
Outcome. Document A/RES/60/1 of 24 October 2005. United Nations, New York, MA (2005c). Ecosystems and People. The Philippine Millennium Ecosystem Assessment )accessed 10 July 2007
NY http://daccessdds.un.org/doc/UNDOC/GEN/N05/487/60/PDF/N0548760. (MA) Sub-global Assessment Synthesis Report. Millennium Ecosystem Assessment.
FAOSTAT (2006). FAO Statistical Databases. Food and Agriculture Organization of the
)pdf?OpenElement (last accessed 11 July 2007 University of the Philippines, Los Baños
)United Nations, Rome http://faostat.fao.org/faostat/ (last accessed 10 July 2007

393 GOVERNANCE FOR SUSTAINABility ‫ الحوكمة من أجل االستدامة‬:‫الترابطات‬


UNPD (2007). World Population Prospects: the 2006 Revision Highlights. United UN (2006). Final Draft to Co-Chairs “Delivering as One” Report of the Secretary-
Nations Department of Social and Economic Affairs, Population Division, New York, NY General’s High-Level Panel. 17 October 2006. Secretary-General’s High-level Panel on
)(in GEO Data Portal UN System-wide Coherence in the Areas of Development, Humanitarian Assistance, and
the Environment. United Nations, New York, NY
UNU (1999). Inter-linkages between the Ozone and Climate Change Conventions.
In Interlinkages: Synergies and Coordination between Multilateral Environmental UN Global Compact (2006). What is the Global Compact? http://www.
Agreements. United Nations University, Tokyo )unglobalcompact.org/AboutTheGC/index.html (last accessed on 12 July 2007

UNU (2002). National and Regional Approaches in Asia and the Pacific. In UNDP (1999). Synergy in National Implementation: The Rio Agreements. Paper
Interlinkages: Synergies and Coordination between Multilateral Environmental submitted by UNDP to the International Conferences on Interlinkages: Synergies and
Agreements. United Nations University, Tokyo Coordination between Multilateral Environmental Agreements, Tokyo, July 1999

Upton, S. and Vitalis, V. (2002). Poverty, Demography, Economics and Sustainable UNEP (1998). Policy Effectiveness and Multilateral Environmental Agreements.
Development: Perspectives from the Developed and Developing Worlds: What are Environment and Trade Series. United Nations Environment Programme, Geneva
the Realistic Prospects for Sustainable Development in the first decade of the new
UNEP (2001a). Open-ended Intergovernmental Group of Ministers or their
Millennium? Speech delivered by the Rt. Hon. Simon Upton at the Annual Meeting
Representatives on International Environmental Governance. International Environmental
of the Alliance for Global Sustainability, ETH-MIT-UT-Chalmers in cooperation with the
Governance Report of the Executive Director, UNEP/IGM/4/3. United Nations
Instituto Centro Americano de Administracion de Empresas (INCAE) 21-23 March 2002
Environment Programme, Nairobi
in San Jose, Costa Rica
UNEP (2001b). The third Montevideo Programme for development and periodic review
Vitousek, P.M, Mooney, H.A., Lubchenko, J. and Melillo, J. M. (1997). Human
of environmental law for the first decade of the twenty-first century. Decision UNEP/
Domination of Earth’s Ecosystems. In Science 277(5325):494-9
GC.21/23 of 9 February 2001. United Nations Environment Programme, Nairobi
Watson, R.T., Dixon, J.A., Hamburg, S.P., Janetos, A.C. and Moss, R.H. (1998).
UNEP (2002a). Global Enviornment Outlook 3: Past, present and future perspectives.
Protecting Our Planet Securing Our Future: Linkages Among Global Environmental Issues
United Nations Environment Programme and Earthscan, London
and Human Needs. United Nations Environment Programme, US National Aeronautics
and Space Administration and The World Bank, Washington, DC UNEP(2002b). UNEP’s guidelines on compliance with and enforcement of multilateral
environmental agreements. Decision UNEP/GCSS.VII/4 of 15 February 2002. United
WBCSD (2007). Then & Now: Celebrating the 20th anniversary of the “Brundtland
Nations Environment Programme, Nairobi
Report”. 2006 WBCDS Annual Review. World Business Council for Sustainable
Development, Geneva http://www.wbcsd.org/DocRoot/BfNGWxUk4gSKBfZfbYV7/ UNEP (2002c). Report of the Governing Council on the Work of its Seventh Special
)annual-review2006.pdf (last accessed 11 July 2007 Session/Global Ministerial Environment Forum, Annex I: Decision SS.VII/1. Adopted by
the Governing Council Decision UNEP/SS.VII/1 (2002). United Nations Environment
WCED (1987). Our Common Future. World Commission on Environment and
Programme, Nairobi
Development. Oxford University Press, Oxford and New York, NY
UNEP (2004). Emerging Challenges – New Findings: The Nitrogen Cascade: Impacts
WHO (2003). Climate change and human health: risks and responses. Summary.
of Food and Energy Production on the Global Nitrogen Cycle. In GEO Year Book 2003.
World Health Organization, Geneva http://www.who.int/globalchange/climate/en/
United Nations Environment Programme, Nairobi
)ccSCREEN.pdf (last accessed 11 July 2007
UNEP (2005). Divided, yet United. Discussion Paper for the UNEP High Level Workshop
World Bank (2006a). World Development Indicators 2006. The World Bank,
Mainstreaming Environment beyond MDG 7, 13-14 July 2005, Nairobi http://www.
)Washington, DC (in GEO Data Portal
)unep.org/dec/docs/Discussion_paper.doc (last accessed 11 July 2007
World Bank (2006b). Where is the Wealth of Nations? Measuring Capital for the 21st
UNEP (2006a). Class of 2006: Industry Report Cards on environment and social
Century. The World Bank, Washington, DC
responsibility. UNEP Division of Technology, Industry and Economic, Paris http://
World Bank (2007). An Investment Framework for Clean Energy and Development. www.unep.fr/outreach/csd14/docs/Classof2006_press_release.pdf (last accessed
A platform for convergence of public and private investments. The World )11 July 2007
Bank, Washington, DC http://siteresources.worldbank.org/EXTSDNETWORK/
UNEP (2006b). Training Manual on International Environmental Law. United Nations
Resources/AnInvestmentFrameworkforCleanEnergyandDevelopment.
Environment Programme, Nairobi http://www.unep.org/DPDL/law/Publications_
pdf?resourceurlname=AnInvestmentFrameworkforCleanEnergyandDevelopment.pdf (last
)multimedia/index.asp (last accessed 11 July 2007
)accessed 11 July 2007
UNEP (2006c). Vital Waste Graphics Update. United Nations Environment Programme,
WTO (2007). Statistics Database. World Trade Organization, Geneva http://www.wto.
Nairobi and Arendal http://www.vitalgraphics.net/waste2/download/pdf/
)org/english/res_e/statis_e/statis_e.htm (last accessed 9 July 2007
)VWG2_p36and37.pdf (last accessed 10 July 2007
YCELP (undated). Improving Enforcement and Compliance with the Convention on
UNEP (2006d). Principles for Responsible Investment: An investor initiative in
International Trade in Endangered Species. Yale Centre for Environmental Law and
partnership with UNEP Finance Initiative and the UN Global Compact http://www.
Policy, New Haven , CT http://www.yale.edu/envirocenter/clinic/cities.html (last
)unpri.org/files/pri.pdf (last accessed 11 July 2007
)accessed 11 July 2007
UNEP (2006e). Show Me the Money: Linking Environmental, Social and Governance
Young, O. R. (2002). The Institutional Dimensions of Environmental Change: Fit,
Issues to Company Value. UNEP Finance Initiative Asset Management Working Group
Interplay and Scale. MIT Press, London
http://www.unepfi.org/fileadmin/documents/show_me_the_money.pdf (last
Young, O. R. (2006). Governance for Sustainable Development in a World of Rising )accessed 11 July 2007
Interdependencies. Background Paper for the Workshop on Governance for Sustainable
UNEP (2006f). Sustainable Consumption and Production. How Development Agencies
Development, at the Donald Bren School of Environmental Science and Management,
make a difference. Review of Development Agencies and SCP-related projects. DRAFT.
University of California, Santa Barbara, 12-14 October 2006
UNEP Division of Technology, Industry and Economics, Paris http://www.uneptie.
org/pc/sustain/reports/general/Review_Development_Agencies.pdf (last accessed
)11 July 2007

UNEP (2007a). Global Outlook for Ice and Snow. United Nations Environment
Programme, Nairobi

UNEP (2007b). Cleaner Production – Key Elements. UNEP Division of Technology,


Industry and Economics, Paris http://www.unep.fr/pc/cp/understanding_cp/home.
)htm (last accessed on 11 July 2007

UNEP (2007c). United Nations Guidelines for Consumer Protection: Section G.


Promotion of Sustainable Consumption. UNEP Division of Technology, Industry and
Economics, Paris http://www.uneptie.org/pc/sustain/policies/consumser-protection.
)htm (last accessed 11 July 2007

UNESCAP (2000). Integrating Environmental Considerations into Economic Policy


Making: Institutional Issues. In Development Paper 21. United Nations, New York, NY

UNFCCC-CDIAC (2006). Greenhouse Gases Database. United Nations Framework


Convention on Climate Change, Carbon Dioxide Information Analysis Centre (in GEO
)Data Portal

Human Dimensions Of Environmental ‫ األبعاد اإلنسانية للتغير البيئي‬:‫القسم د‬ 394


‫هـ‬ ‫القسم‬

‫التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما‬


‫بعده‬

‫الفصل ‪9‬املستقبل اليوم‬


‫تشير السيناريوهات إلى املخاطر والفرص املوجودة في املستقبل‪.‬‬
‫وتتميز باألهمية اخلاصة مخاطر جتاوز احلدود واحتمال الوصول إلى‬
‫نقاط حتول في العالقة بني اإلنسان والبيئة‪ ،‬فض ًال عن احلاجة إلى‬
‫تفسير الترابطات في السعي وراء التوصل إلى سبيل أكثر استدامة‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل‬

‫املستقبل اليوم‬
‫املؤلفون الرئيسيون املنسقون‪ :‬ديل س‪ .‬روثمان وجون أجارد وجوزيف ألكامو‬
‫املؤلفون الرئيسيون‪ :‬جاكلني ألدر ووليد الزوباري وتيم أوس دير بيك‪ ،‬مونيارادزي تشينجي‬
‫وباس إيكهوت ومارتن فلورك ومريام جالت ونيالجنان غوش وآالن همينجس وجالديس‬
‫هيرناندز بيدريسا وياسواكي هيجيوكا وباري هوفز وكارول هانسبيرجر وميكيكو كاينوما‬
‫وسيفان كارثا وليرا ميلز وسيوا مساجني وواشنطن أودوجنو أشوال ورامون بيكس‬
‫مادروجا وأنيتا بيرك فيلكارف وتيريزا ريبيرو وكلوديا رينجلر‪ ،‬وميشيل روجان فينمور‬
‫وأليون سال وروديجير شالداش وديفيد ستانرز ومارك سيدنور باسفان روجيفني وديتليف‬
‫فان فورن وبيتر فيربورج وكريستني فيرزانو وكريسوف زوكلر‬
‫محرر مراجعة الفصل‪ :‬كريستوفر ماجادزا‬
‫منسقو الفصل‪ :‬مونيارادزي تشينجي وماريون تشياتل‬
‫شارك بالصور‪Munyaradzi Chenje :‬‬

‫شارك بالصور‪ :‬رون جيلينج‪ /‬صور ثابتة‬


‫الرسائل الرئيسية‬
‫النقطة القصوى للتغير والنقطة النهائية تختلف‬ ‫يقوم هذا الفصل على الفصول السابقة‪ ،‬وذلك باإلمعان في‬
‫بشدة من سيناريو آلخر‪ .‬فكلما زاد معدل التغير‪ ،‬زاد‬ ‫كيفية تطور االتجاهات االجتماعية واالقتصادية والبيئية‬
‫خطر تجاوز الحدود في نظام األرض على مدار العقود‬ ‫الحالية في المستقبل عبر مسارات تنموية متباعدة وما‬
‫القادمة‪ ،‬مما ينتج عنه تغيرات مفاجئة أو متسارعة‪،‬‬ ‫الذي يعنيه هذا بالنسبة للبيئة والتنمية ورفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫ربما ال يمكن عكسها‪ .‬ويؤدي اختالف معدالت التغير إلى‬ ‫يعرض الفصل أربعة سيناريوهات حتى عام ‪،2050‬‬
‫نقاط نهاية شديدة االختالف في السيناريوهات‪ .‬يشير‬ ‫باستخدام قصص سردية وبيانات كمية من أجل دراسة‬
‫سيناريو األسواق أوال ً إلى فقدان ‪ 13‬في المائة من جميع‬ ‫ن ُهج سياسة واختيارات مجتمعية مختلفة على‬
‫األنواع األصلية في الفترة من ‪ 2000‬إلى ‪ ،2050‬مقارنة بـ ‪8‬‬ ‫المستويين العالمي واإلقليمي‪ .‬تتمثل الرسائل الرئيسية‬
‫في المائة في سيناريو االستدامة أوالً‪ .‬يصل تركيز غاز ثاني‬ ‫للسيناريوهات األربعة ‪ -‬األسواق أوال ً والسياسة أوال ً واألمن‬
‫أكسيد الكربونفي الجو عام ‪ 2050‬إلى ما يزيد عن ‪ 560‬جزء‬ ‫أوال ً واالستدامة أوال ً – فيما يلي‪:‬‬
‫في المليون في سيناريو األسواق أوال ً مقارن ًة بنحو ‪ 475‬جزء‬
‫في المليون في سيناريو االستدامة أوالً‪ .‬ومن المتوقع أن‬ ‫هناك حاجة لمعالجة الترابطات بين المشكالت البيئية‬
‫تزداد مخاطرة تجاوز الحدود مع زيادة مستوى التغيير‪ ،‬وقد‬ ‫المتعددة‪ ،‬مثل تلوث الهواء والمياه وتدهور األرض وتغير‬
‫يكون هذا التغيير مفاجئا ً وليس تدريجيًا‪ .‬وعلى سبيل‬ ‫المناخ وفقد التنوع البيولوجي‪ .‬كما أن هناك حاجة لربط‬
‫المثال‪ ،‬يصاحب سيناريوهات تقرير توقعات البيئة العالمية‬ ‫البيئة بمشكالت التنمية‪ ،‬مثل الفقر المدقع والجوع‪،‬‬
‫الرابع ‪ GEO-4‬التي تشير إلى أسرع معدل لزيادة صيد‬ ‫وتنفيذ األهداف التنموية لأللفية‪ ،‬ومعالجة قضايا عرضة‬
‫األسماك‪ ،‬انخفاض شديد في التنوع البيولوجي البحري‪،‬‬ ‫اإلنسان للخطر ورفاهية اإلنسان‪ .‬ويتوافق هذا مع إحدى‬
‫مما يؤدي إلى زيادة خطورة نقص مصائد األسماك بحلول‬ ‫العبارات الواردة في تقرير مستقبلنا المشترك‪،‬والتي تنص‬
‫منتصف هذا القرن‪.‬‬ ‫على ما يلي‪" :‬تتطلب القدرة على اختيار مسارات سياسة‬
‫مستدامة‪ ،‬ضرورة دراسة األبعاد اإليكولوجية للسياسة‬
‫جدير بالذكر أن االستثمار في االستدامة البيئية‬ ‫بصورة متزامنة مع األبعاد االقتصادية والتجارية والزراعية‬
‫واالجتماعية ال يضعف التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫والصناعية باإلضافة إلى البعد الخاص بالطاقة وغيرها من‬
‫فالسيناريوهات التي تتضمن مزيدا ً من االستثمار في‬ ‫األبعاد‪ ،‬على نفس جداول األعمال وفي نفس المؤسسات‬
‫مجاالت الصحة والتعليم والتكنولوجيات غير الضارة‬ ‫القومية والدولية"‪.‬‬
‫بالبيئة‪ ،‬تؤدي إلى وجود نمو اقتصادي كبير يتم توزيعه على‬
‫أساس الفرد بصورة أكثر عدال ً في معظم المناطق‪ ،‬تماما ً‬ ‫تؤكد مجموعة من المؤشرات تباطؤ معدل التغير البيئي‬
‫كما يحدث في السيناريوهات التي ال تتضمن ذلك‪ .‬تجدر‬ ‫العالمي أو حتى انحساره قبيل منتصف هذا القرن‪ .‬وتقل‬
‫اإلشارة إلى أن مستويات الناتج المحلي اإلجمالي لكل فرد‬ ‫معدالت التوسع في األراضي الزراعية وخسارة الغابات‬
‫تكون بالتحديد أعلى في سيناريو االستدامة أوال ً والسياسة‬ ‫بصورة مطردة في جميع السيناريوهات على مدار فترة‬
‫أوال ً عن سيناريو األسواق أوال ً واألمن أوال ً تقريبا ً في جميع‬ ‫السيناريو‪ .‬في جميع السيناريوهات‪ ،‬ينخفض مستوى‬
‫المناطق األقل تقدما ً في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫سحب المياه في النهاية‪ ،‬فيما عدا سيناريو األمن أوال ً‪.‬‬
‫وتشير بعض السيناريوهات أيضا ً إلى انخفاض سرعة‬
‫من غير المرجح أن يؤدي االعتماد على السوق وحده إلى‬ ‫فقدان األنواع وتراكم غازات االحتباس الحراري وارتفاع درجة‬
‫تحقيق األهداف الرئيسية المتصلة برفاهية اإلنسان‬ ‫الحرارة‪ .‬ويعزى التباطؤ في هذه المؤشرات العالمية إلى‬
‫والبيئة‪ .‬فالتأكيد الشديد على األسواق في سيناريو‬ ‫توقع إتمام عملية االنتقال الديموغرافي‪ ،‬فضالً عن تشبع‬
‫األسواق أوال ً ينتج عنه زيادة هائلة في حجم الضغوط‬ ‫استهالك المواد والتقدم التكنولوجي‪ .‬ويعتبر هذا التباطؤ‬
‫البيئية ويؤدي فقط إلى التقدم ببطء نحو تحقيق األهداف‬ ‫ذا أهمية‪ ،‬نظرا ً ألنه يمنحنا األمل بأن المجتمع والطبيعة‬
‫االجتماعية‪ .‬أما زيادة االستثمار في مجاالت الصحة‬ ‫يستطيعان مواكبة التغير والتكيف معه بصورة أكثر‬
‫والتعليم والبيئة‪ ،‬فضالً عن زيادة دعم عملية التنمية‬ ‫نجاحا ً قبل التعرض للعديد من النتائج السلبية‪.‬‬
‫واستخدام نُهج جديدة في اإلقراض في سيناريو السياسة‬
‫أوال ً واالستدامة أوال ً فإنها تؤدي إلى اإلسراع من عملية‬ ‫ورغم التباطؤ المحتمل في التغير البيئي العالمي‪ ،‬فإن‬
‫التقدم إلى حد كبير دون التضحية بالتنمية االقتصادية في‬
‫معظم المناطق‪.‬‬

‫يساعد تكامل السياسات بصورة أكبر عبر المستويات‬


‫والقطاعات والزمن‪ ،‬عالوة على تعزيز الحقوق المحلية‬
‫وبناء القدرات‪ ،‬على تحقيق معظم األهداف المتعلقة‬
‫برفاهية اإلنسان والبيئة‪ .‬يؤدي العمل اإلضافي في سيناريو‬
‫االستدامة أوال ً ‪ -‬أي تكامل الحوكمة عبر المستويات‬
‫والقطاعات والزمن‪ ،‬وكذلك تعزيز الحقوق المحلية وبناء‬
‫القدرات – إلى مزيد من التحسينات وتباطؤ عملية التدهور‬
‫عنه في سيناريو السياسة أوالً‪ .‬ويرتبط جزء كبير من هذا‬
‫الموضوع بزيادة ملكية نسبة أكبر من العامة لهذه‬
‫القضايا وتعزيز مشروعية السياسات‪ .‬يشير التفاعل بين‬
‫العمليات العالمية واإلقليمية إلى أن تركيز الحوكمة‬
‫البيئية على نطاق واحد‪ ،‬ال يحتمل أن ينتج عنه ردود أفعال‬
‫مالءمة للمشكالت البيئية ومروداتها‪.‬‬

‫تتواجد الموازنات وأوجه التآزر في الجهود المبذولة‬


‫سعياً وراء تحقيق أهداف رئيسية متعلقة برفاهية‬
‫اإلنسان والبيئة‪ .‬ويحتمل ظهور التنافس في األراضي‬
‫نتيجة األهداف التنافسية‪ :‬إنتاج الوقود الحيوي لتحقيق‬
‫األهداف الخاصة بالمناخ وإنتاج الغذاء لتحقيق األمن‬
‫الغذائي‪ ،‬إلى جانب تحديد مناطق للتنوع البيولوجي‪ .‬ومن‬
‫المتوقع أن يظهر التنافس في استخدام المياه‪ ،‬أي توفير‬
‫كميات كافية لألنشطة البشرية مع الحفاظ على كميات‬
‫مناسبة في المجاري المائية من أجل سالمة النظم‬
‫اإليكولوجية المائية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬قد يتطلب تحقيق‬
‫هذه األهداف قبول معدالت النمو االقتصادي كما يتم‬
‫قياسها في الوقت الحالي في الدول عالية التقدم‪ ،‬والتي‬
‫رغم كونها معدالت مرتفعة‪ ،‬تعتبر أقل من حاالت أخرى‪.‬‬
‫تنتج أوجه التآزر الرئيسية عن السياسات التي تتناول‬
‫العوامل المسببة للعديد من المشكالت‪ .‬وتتضمن هذه‬
‫األوجه االستثمار في مجال الصحة والتعليم وعلى األخص‬
‫بالنسبة لإلناث‪ ،‬مما يساعد على تحقيق أهداف رئيسية‬
‫تتعلق برفاهية اإلنسان بصورة مباشرة‪ ،‬فضالً عن تحقيق‬
‫األهداف البيئية الحالية والمستقبلية‪ ،‬من خالل تحسين‬
‫اإلدارة البيئية وتخفيض معدل النمو السكاني‪.‬‬

‫إن تنوع وتعدد الموازنات وفرص التآزر يزيد األمر تعقيدا ً‬


‫لصانعي القرار‪ ،‬مما يقتضي وجود نُهج تكيفية جديدة‪.‬‬
‫وال ينبغي تجاهل هذا التعقيد‪ .‬فهو يشير إلى ضرورة وجود‬
‫نُهج مبتكرة لدراسة خيارات العمل للتمكن من مواجهة‬
‫التحديات البيئية واإلنمائية المتداخلة التي يواجهها‬
‫العالم‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬يوجد تحدي كبير يتمثل في تقديم موضوعات هادفة‬ ‫مقدمة‬
‫على المديين القصير والطويل‪ .‬ويتضمن هذا رصد حالة‬ ‫ماذا سيحدث في المستقبل؟ أي من االتجاهات البيئية‬
‫المراحل التالية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬اتفاقية التنوع البيولوجي‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية الحالية ستستمر وأي منها سوف‬
‫التي يهدف العالم إلى إبرامها عام ‪ 2010‬من أجل تقليل‬ ‫يشهد تحوالت كبيرة؟ وما الذي يعنيه هذا بالنسبة للبيئة‬
‫معدل نقص التنوع البيولوجي على المستوى العالمي‬ ‫ورفاهية اإلنسان‪ ،‬وبالتحديد أكثر النظم اإليكولوجية‬
‫واإلقليمي والوطني‪ ،‬باإلضافة إلى األهداف الخاصة بإعالن‬ ‫والجماعات ضعف ًا في المجتمع؟ وما الذي يعنيه هذا أيض ًا‬
‫األلفية المتفق عليها عالمي ًا عام ‪ ،2015‬كتلك األهداف‬ ‫بالنسبة للمناطق والمناطق دون اإلقليمية كل منها على حدة‬
‫المتعلقة بالمياه والصرف الصحي‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬يلزم‬ ‫من ناحية وجميعها على المستوى العالمي من ناحية أخرى؟‬
‫النظر إلى المزيد من األهداف البعيدة‪ ،‬كتثبيت مستويات‬ ‫وأخيرًا‪ ،‬ما الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع حالي ًا من‬
‫تركيز غازات االحتباس الحراري في الجو‪.‬‬ ‫أجل رسم مالمح مستقبلنا المشترك والحفاظ عليه؟‬

‫وبنا ًء على التشاورات والعمليات التي تجري على المستويين‬ ‫إن تخيل ما الذي يمكن حدوثه في النصف عام القادم‪ ،‬وال‬
‫اإلقليمي والعالمي وتضم العديد من أصحاب المصلحة‪،‬‬ ‫نقل النصف قرن القادم‪ ،‬يعتبر أمر ًا مثير ًا للقلق‪ .‬ويعتبر تخيل‬
‫بما فيهم الحكومات والمنظمات األخرى‪ ،‬يقوم هذا الفصل‬ ‫المستقبل على المستوى القومي ودون اإلقليمي واإلقليمي‬
‫ببحث هذه القضايا وغيرها من القضايا األخرى‪ ،‬وذلك‬ ‫والعالمي‪ ،‬أمر ًا أشد تعقيدًا‪ .‬ونظر ًا ألن العديد من العمليات‬
‫بدراسة المستقبل من منظور البيئة من أجل التنمية‪ .‬وتقوم‬ ‫قيد التنفيذ بالفعل نتيجة قرارات سابقة‪ ،‬قد يصبح من السهل‬
‫السيناريوهات األربعة بالبحث في القضايا ذات األولوية‬ ‫نوع ًا ما تخيل استمرار بعض االتجاهات على المدى القصير‪.‬‬
‫والقضايا المتداخلة التي تمت مناقشتها في الفصول السابقة‪.‬‬ ‫وال يزال التاريخ يوضح إمكانية حدوث تغيرات عديدة‪ ،‬سواء‬
‫بصورة متوقعة أو مفاجئة على مدار فترات قصيرة‪ ،‬وليس من‬
‫فهي تركز على تداعيات اإلجراءات والنُهج واالختيارات‬ ‫المحتمل أن تستمر معظم االتجاهات دون أن يعتريها تغير على‬
‫المجتمعية المتعددة على المستويين اإلقليمي والعالمي من‬ ‫مدار عقود‪ .‬كما يوضح التاريخ أيض ًا أن بعض القرارات‬
‫أجل مستقبل البيئة ورفاهية اإلنسان‪ .‬ويعرض كل سيناريو‬ ‫المتعلقة بالسياسات تستغرق عدة عقود ليتم تنفيذها‪ ،‬على سبيل‬
‫بإيجاز مسار ًا مستقبلي ًا حتى عام ‪ ،2050‬تشكله افتراضات‬ ‫المثال التنمية المستدامة ودمج البيئة‪ .‬ظل كال الموضوعين‬
‫مختلفة حول هذه اإلجراءات والنُهج واالختيارات‪ .‬يعرض كل‬ ‫على أجندة األعمال الدولية والوطنية على مدار ‪ 20‬عام ًا منذ‬
‫سيناريو األطراف المسئولة عن صنع القرارات األساسية‬ ‫نشر تقرير اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية‪ ،‬مستقبلنا‬
‫ال عن كيفية صنع هذه القرارات‬ ‫(األطراف السائدة)‪ ،‬فض ً‬ ‫المشترك‪ ،‬ولكن ال زالت الحاجة تدعو اآلن إلى زيادة‬
‫(النُهج السائدة في الحوكمة) وسبب صنعها (األولويات‬ ‫االهتمام بهذين الموضوعين مثلما كان الحال من قبل‪.‬‬
‫السائدة)‪ .‬وتعزي طبيعة السيناريوهات وأسماؤها إلى‬ ‫من غير المرجح أن تظل بعض االتجاهات‬
‫الفكرة التي تسيطر على المستقبل الذي يتم تخيله‪ ،‬أي ما‬ ‫إن االختيارات التي تتم اليوم بشأن قضايا البيئة من أجل‬ ‫مستمرة في كامل قوتها لعقود دون أي تغيير‪.‬‬

‫الذي يأتي أوالً‪ .‬وبإيجاز‪ ،‬تفترض السيناريوهات ما يلي‪:‬‬ ‫التنمية‪ ،‬ربما لن تبدأ نتائجها في الظهور إال بعد عقود‪.‬‬ ‫شارك بالصور‪Munyaradzi Chenje :‬‬

‫‪ n‬األسواق أو ًال‪ :‬يسعى القطاع الخاص‪ ،‬من خالل الدعم‬


‫الحكومي الفعال‪ ،‬إلى تحقيق أقصى مستوى للنمو‬
‫االقتصادي باعتباره أفضل الطرق لتحسين البيئة‬
‫ورفاهية اإلنسان‪ .‬وقد كان هناك تأييد بالقول ال‬
‫بالعمل للمثل العليا للجنة برونتالند وجدول أعمال‬
‫القرن ‪ 21‬وبعض قرارات السياسة الرئيسية األخرى‬
‫بشأن التنمية المستدامة‪ .‬ويوجد تركيز ضئيل على‬
‫استدامة األسواق أكثر من نظام اإلنسان ‪ -‬البيئة‬
‫األوسع‪ .‬وهناك تأكيد على أن الحلول التكنولوجية‬
‫للتحديات البيئية تكون على حساب تدخالت السياسة‬
‫األخرى وبعض الحلول التي تبثتت صحتها‪.‬‬
‫‪ n‬السياسة أو ًال‪ :‬تقوم الحكومة‪ ،‬بدعم فعال من القطاعين‬
‫الخاص والمدني‪ ،‬بوضع وتنفيذ سياسات قوية بهدف‬
‫تحسين البيئة ورفاهية اإلنسان مع االستمرار في‬
‫التأكيد على التنمية االقتصادية‪ .‬يقدم سيناريو‬
‫السياسة أو ًال بعض التدابير الهدف منها تعزيز التنمية‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪400‬‬


‫المستدامة‪ ،‬ولكن الصراعات بين السياسات البيئية‬
‫واالقتصادية تنحاز لالعتبارات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫وال يزال هذا السيناريو يتطرق إلى المثل العليا‬
‫الخاصة بلجنة برونتالند إلصالح السياسات البيئية‬
‫على مختلف المستويات‪ ،‬بما في ذلك الجهود المبذولة‬
‫لتنفيذ توصيات واتفاقات قمة األرض في ريو ومؤتمر‬
‫القمة العالمي للتنمية المستدامة وقمة األلفية‪ .‬ويكون‬
‫التأكيد على مزيد من المنهجيات التي تبدأ من القمة‬
‫وصو ًال إلى القاعدة‪ ،‬جزئي ًا بسبب الرغبة في إحراز‬
‫تقدم سريع بشأن بعض األهداف الرئيسية‪.‬‬
‫‪ n‬األمن أو ًال‪ :‬تتنافس الحكومة والقطاع الخاص في‬
‫السيطرة على الجهود المبذولة بهدف تحسين أو على‬
‫يعرض كل سيناريو بإيجاز مسارا ً مستقبليا ً‬
‫المستقبل‪ .‬وعلى أقصى تقدير‪ ،‬ترسم هذه السيناريوهات‬ ‫األقل الحفاظ على رفاهية اإلنسان لألطراف الثرية‬
‫حتى عام ‪ ،2050‬تشكله افتراضات مختلفة‬
‫حول اإلجراءات والنُهج واالختيارات‪.‬‬ ‫صور ًا لعدد محدود من حاالت المستقبل المحتملة‪ ،‬بناء على‬ ‫والقوية في المجتمع بصورة رئيسية‪ .‬ويركز سيناريو‬
‫شارك بالصور‪Munyaradzi Chenje :‬‬ ‫مجموعة من االفتراضات المتجانسة والمتوافقة داخلي ًا حول‬ ‫األمن أو ًال الذي يمكن وصفه أيض ًا بسيناريو أنا أو ًال‬
‫اختيارات األطراف الرئيسية وتقدم بعض العمليات االجتماعية‬ ‫على أقلية‪ :‬األغنياء‪ ،‬وطني ًا وإقليميًا‪ .‬فهو يؤكد على‬
‫األخرى وعالقات النظام األساسية (‪.)Robinson 2003‬‬ ‫التنمية المستدامة فقط في سياق تعظيم وصول‬
‫وأخيرًا‪ ،‬يحتوي أي سيناريو على شكوك كامنة ترتبط بكل‬ ‫واستفادة األطراف القوية من البيئة‪ .‬وعلى خالف‬
‫من الحالة الحالية وسلوك النظم البشرية واإليكولوجية‪.‬‬ ‫مبادئ برونتالند الخاصة باألزمات المترابطة‪ ،‬تؤكد‬
‫هكذا‪ ،‬تمثل السيناريوهات الفردية توقعات مشروطة بناء‬ ‫االستجابات في سيناريو األمن أو ًال على أسس اإلدارة‪،‬‬
‫على افتراضات خاصة بالنظم البشرية واإليكولوجية‬ ‫كما تحيط الشكوك بدور األمم المتحدة‪ ،‬وبالتحديد من‬
‫األساسية وكذلك اإلجراءات والنُهج واالختيارات الموضحة‬ ‫قبل بعض القطاعات الثرية والقوية في المجتمع‪.‬‬
‫أعاله (‪.)Yohe and others 2005‬‬ ‫‪ n‬االستدامة أو ًال‪ :‬تتعاون الحكومة والمجتمع المدني والقطاع‬
‫الخاص من أجل تحسين البيئة ورفاهية اإلنسان‪ ،‬مع‬
‫ورغم هذه التحديات‪ ،‬تقدم السيناريوهات المعروضة هنا‬ ‫التأكيد بشدة على مبدأ العدالة‪ .‬ويتم التعامل مع‬
‫أفكار ًا قيمة لصنع القرارات في الوقت الحالي‪ .‬تكمل العناصر‬ ‫السياسات البيئية واالجتماعية االقتصادية بنفس درجة‬
‫السردية والرقمية بعضها البعض بصورة تعكس نهج معظم‬ ‫األهمية‪ ،‬ويؤكد جميع األطراف على مبدأ المساءلة‬
‫السيناريوهات الحديثة (‪Cosgrove and Rijsberman‬‬ ‫والشفافية والمشروعية‪ .‬وكما هو الحال في سيناريو‬
‫‪2000, IPCC 2000, MA 2005, Raskin and others‬‬ ‫السياسة أو ًال‪ ،‬يتناول هذا السيناريو المثل العليا للجنة‬
‫‪2002, Alcamo and others 2005, Swart and‬‬ ‫برونتالند إلصالح السياسات البيئية على مختلف‬
‫‪ .)others 2004‬ويستعرض الملحق الفني الوارد في نهاية‬ ‫المستويات‪ ،‬بما في ذلك الجهود الكبرى المبذولة لتنفيذ‬
‫هذا الفصل بإيجاز كيف تم تطوير هذه السيناريوهات‪.‬‬ ‫توصيات واتفاقات قمة األرض في ريو ومؤتمر القمة‬
‫العالمي للتنمية المستدامة وقمة األلفية‪ .‬ويتم التأكيد على‬
‫االفتراضات األساسية فيما وراء السيناريوهات‬ ‫ضرورة تطوير شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص‪،‬‬
‫يتميز تطوير السيناريو دائم ًا بتحديد العوامل الرئيسية‬ ‫ليس في سياق المشروعات فحسب‪ ،‬ولكن أيض ًا في‬
‫والشكوك المحيطة بتطور مستقبلها مع وضع افتراضات حول‬ ‫سياق الحوكمة‪ ،‬مع ضمان قيام أصحاب المصلحة‬
‫كيفية تطور هذه الشكوك ودراسة التداعيات األشمل لهذه‬ ‫عبر طيف خطاب البيئة – التنمية بتقديم مدخالت‬
‫التطورات‪ .‬في اإلطار التصوري لتقرير توقعات البيئة العالمية‬ ‫استراتيجية لوضع السياسات وتطبيقها‪ .‬وهناك إدراك‬
‫الرابع ‪ GEO-4‬تتضمن العوامل الرئيسية للتغير البيئي ما‬ ‫بأن هذه العمليات تستغرق وقتًا‪ ،‬ومن المحتمل أن‬
‫يلي‪ :‬األطر المؤسسية واالجتماعية السياسية والديموغرافيات‬ ‫تكون آثارها طويلة المدى أكثر منها قصيرة المدى‪.‬‬
‫والطلب االقتصادي‪ ،‬عالوة على األسواق والتجارة‬
‫واالبتكارات العلمية والتكنولوجية ونظم القيم‪ .‬وتطابق هذه‬ ‫وكما هو الحال في معظم السيناريوهات‪ ،‬تعتبر هذه‬
‫القائمة تلك الواردة في تقرير توقعات البيئة العالمية الثالث‬ ‫السيناريوهات كاريكاتيرات من حيث أن المستقبل الحقيقي‬
‫‪GEO-3‬وكذلك تقييم األلفية للنظم اإليكولوجية (‪Nelson‬‬ ‫سيشتمل على عناصر السيناريوهات األربعة وكثير غيرها‪.‬‬
‫‪ )2005‬وأنشطة سيناريو حديثة أخرى‪.‬‬ ‫ال عن ذلك‪ ،‬ال تعتبر السيناريوهات توقعات‪ ،‬وال ينبغي‬
‫فض ً‬
‫التعامل معها على أنها أكثر الحاالت المحتملة في‬

‫‪401‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫أو ًال بزيادة التأكيد على مبدأ العدالة والحوكمة المشتركة‪،‬‬ ‫وتوجد خلف هذه العوامل المختلفة قرارات األطراف الرئيسية‪،‬‬
‫بالتحديد على المستوى المحلي‪ .‬ومما ال يدعو للدهشة أن‬ ‫مثل ما إذا كان ينبغي أن تكون األفعال إزاء التغير البيئي كرد‬
‫الحجم الكلي لالستثمارات في هذه الفرص يُفترض وصوله‬ ‫فعل أم استباقية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتم وضع افتراضات‬
‫إلى أدنى حد في سيناريو األمن أوالً‪ ،‬إال أن ذلك ال يستبعد‬ ‫حول عالقات النظام األساسية‪ ،‬كحساسية نظام المناخ‬
‫الجهود الكبرى التي تبذلها جماعات معينة‪ .‬ويقدم كل‬ ‫لزيادة تركيز غازات االحتباس الحراري أو تأثير انخفاض‬
‫سيناريو التحديات والفرص في الطريقة التي يتناول بها‬ ‫المحاصيل الزراعية على صحة بعض الجماعات‪ .‬ومن هذا‬
‫المجتمع القضايا البيئية‪.‬‬ ‫المنظور‪ ،‬يعتبر تطور العديد من العوامل وكذلك الضغوط‬
‫والحاالت واآلثار‪ ،‬جزء ًا مما تكشفه السيناريوهات وليست‬
‫وفيما يتعلق باالفتراضات الخاصة بجوانب أخرى للحالة‬ ‫افتراضات قبلية‪ .‬وهكذا‪ ،‬يختلف عرض هذه االفتراضات التي‬
‫الراهنة وسلوك األنظمة البشرية واإليكولوجية‪ ،‬تتناول‬ ‫تعتبر أساس ًا لسيناريوهات تقرير توقعات البيئة العالمية‬
‫جميع السيناريوهات عالقات النظام الرئيسية‪ ،‬منها على‬ ‫الرابع ‪ ،GEO-4‬عن بعض األنشطة المشابهة إلى حد ما‪.‬‬
‫سبيل المثال‪ ،‬مستويات القوة البيئية ومدى توافر الموارد‬
‫الطبيعية‪ .‬ورغم ما يتضح من وجود شكوك هائلة تحيط‬ ‫يلخص الشكل ‪ 1-9‬والجدول ‪ 1-9‬االفتراضات األساسية‬
‫بالعديد من هذه العوامل‪ ،‬فإن اختالفها في السيناريوهات‬ ‫والمميزة للسيناريوهات األربعة‪ .‬يتناول الجدول ‪ 1-9‬سلسلة‬
‫سيؤدي إلى تعقيد محاوالت فهم نتائج االفتراضات‬ ‫من األسئلة التي تم تجميعها بواسطة العوامل الرئيسية في‬
‫المختلفة المتعلقة باالختيارات الفردية والمجتمعية والتي‬ ‫اإلطار التصوري لتقرير توقعات البيئة العالمية الرابع‬
‫تعتبر محور هذا النشاط‪.‬‬ ‫‪ .GEO-4‬وباستخدام مجموعة الفرص التي من شأنها‬
‫تقليل العرضة للخطر في أنظمة اإلنسان – البيئة وتحسين‬
‫لقطات لحاالت أربع للمستقبل‬ ‫رفاهية اإلنسان الواردة في الفصل السابع‪ ،‬يوضح الشكل‬
‫إذا عدنا إلى عام ‪ ،1987‬يتضح أن العالم قد مر بعدة‬ ‫‪ 1-9‬قوة االستثمارات الموجهة لهذه الفرص‪ .‬وهي تقدم‬
‫تغيرات هائلة‪ .‬وبصورة ال تدعو للدهشة‪ ،‬نستطيع أن نرى‬ ‫مع ًا معلومات أكثر تحديد ًا وتقوم على االفتراضات الواردة‬
‫تطورات واتجاهات خالل هذه الفترة تدعم المسارات‬ ‫في المقدمة‪ .‬فهي تلقي الضوء على السمة العامة‬
‫المستقبلية األربعة وحاالت مستقبلية محتملة أخرى‪.‬‬ ‫للسيناريوهات؛ وبال شك ستظهر الفروق عبر المناطق‬
‫والزمن في أي مستقبل‪ ،‬تمام ًا كما يحدث اآلن‪.‬‬
‫ويرى البعض أن زيادة التعاون الدولي بشأن قضايا تغير‬
‫المناخ‪ ،‬تعتبر مثا ًال للفوائد التي يمكن أن تقدمها إجراءات‬ ‫وبخالف التجارة واالستفادة من التكنولوجيا والموارد‪،‬‬
‫السياسة رفيعة المستوى من أجل الحماية البيئية‪ .‬وهناك‬ ‫يُفترض أن تكون االستثمارات أقل في سيناريو األسواق‬
‫دالئل تشير إلى نجاح بعض االتفاقات التي تمت بعد‬ ‫أو ًال عنها في سيناريو السياسة أو ًال أو سيناريو االستدامة‬
‫إجراء المفاوضات‪ ،‬وهي تطبيق بروتوكول كيوتو ووضع‬ ‫أوالً‪ .‬يتميز سيناريو االستدامة أو ًال عن سيناريو السياسة‬

‫الشكل ‪ 1-9‬قوة االستثمارات في فرص خفض العرضة للخطر في أنظمة اإلنسان‪-‬البيئة وتحسين رفاهية اإلنسان‬
‫دمج الحوكمة عبر المستويات والقطاعات‬
‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫حل الصراع من خالل التعاون‬ ‫ضمان الحصول على أصول الموارد‬
‫في مجال البيئة‬ ‫الطبيعية والحفاظ عليها‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬
‫االستثمار في التكنولوجيا من أجل التكيف‬ ‫تعزيز تجارة حرة وأكثر عدالً‬

‫بناء القدرات من أجل التنفيذ‬ ‫تحسين الصحة‬

‫بناء ثقافة المسؤولية‬ ‫تعزيز الحقوق المحلية‬

‫جمع المعلومات وتجميعها لتعزيز القدرة على المواجهة‬ ‫بناء المؤسسات من أجل العدالة‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪402‬‬


‫الجدول ‪ 1-9‬األسئلة األساسية المرتبطة بافتراضات السيناريو‬

‫االفتراض األساسي‬

‫االستدامة أوالً‬ ‫األمن أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬ ‫األسواق أوالً‬ ‫عدم التيقن الخطير‬ ‫فئة السبب‬

‫ال شيء‬ ‫وطني‬ ‫الدولية‬ ‫الدولية‬ ‫ما المقياس السائد لصنع القرار؟‬ ‫أطر العمل‬
‫المؤسسية‬
‫مرتفع‬ ‫منخفض‬ ‫مرتفع‬ ‫مرتفع‪ ،‬غير أنه يركز على‬ ‫ما الطبيعة العامة ومستوى التعاون الدولي؟‬ ‫واالجتماعية‪-‬‬
‫القضايا االقتصادية‬ ‫السياسية‬
‫(التجارة)‬

‫مرتفع‬ ‫انخفاضا‬
‫ً‬ ‫األكثر‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫ما الطبيعة العامة ومستوى المشاركة‬
‫العامة في الحوكمة؟‬

‫متوازن‬ ‫حكومي وخاص بدرجة‬ ‫حكومي بدرجة أكبر‬ ‫خاص بدرجة أكبر‬ ‫ما موازنة القوة بين الحوكمة وأطراف‬
‫معينة‬ ‫القطاعين الخاص والمدني؟‬

‫األعلى‪ ،‬تأكيد أكبر على الصحة‬ ‫منخفض‪ ،‬تركيز على‬ ‫أعلى‪ ،‬تأكيد أكبر على الصحة والتعليم‬ ‫متوسط‪ ،‬موزع بالتساوي‬ ‫ما المستوى والتوزيع اإلجمالي لالستثمار‬
‫والتعليم‬ ‫الجيش‬ ‫الحكومي عبر المجاالت (على سبيل المثال‪،‬‬
‫الصحة والتعليم والجيش والبحث والتطوير)؟‬

‫األعلى‪ ،‬في صورة منح ال قروض‬ ‫انخفاضا‬


‫ً‬ ‫األكثر‬ ‫أعلى‪ ،‬في صورة منح ال قروض‬ ‫منخفض‬ ‫ما الطبيعة العامة ومستوى المساعدة‬
‫اإلنمائية الرسمية؟‬

‫مرتفع‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يهدف‬ ‫منخفض‪ ،‬على سبيل‬ ‫مرتفع‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يهدف إلى‬ ‫منخفض‪ ،‬على سبيل‬ ‫إلى أي مدى يتم تعميم السياسات‬
‫إلى تثبيت التركيز المكافئ لثاني‬ ‫المثال‪ ،‬سياسة مناخ‬ ‫تثبيت التركيز المكافئ لثاني أكسيد‬ ‫المثال‪ ،‬سياسة مناخ ضئيلة‬ ‫االجتماعية والبيئية؟‬
‫أكسيد الكربون‪ -‬عند ‪ 550‬جزء‬ ‫ضئيلة أو منعدمة‪،‬‬ ‫الكربون‪ -‬عند ‪ 650‬جزء في المليون‪،‬‬ ‫أو منعدمة‪ ،‬سياسات‬
‫في المليون‪ ،‬سياسات استباقية‬ ‫سياسات تفاعلية تتعلق‬ ‫سياسات استباقية بشأن ملوثات‬ ‫تفاعلية تتعلق بملوثات‬
‫بشأن ملوثات الهواء المحلي‬ ‫بملوثات الهواء المحلي‬ ‫الهواء المحلي‬ ‫الهواء المحلي‬

‫حدود مفتوحة‬ ‫حدود مغلقة‬ ‫حدود مفتوحة إلى حد ما‬ ‫حدود مفتوحة‬ ‫ما اإلجراءات التي يتم اتخاذها فيما يتعلق‬ ‫الديموغرافيات‬
‫بالهجرة الدولية؟‬

‫اتجاه متسارع‬ ‫اتجاه متباطئ‬ ‫اتجاه متسارع‬ ‫االتجاه المستمر نحو تقليل‬ ‫ما عدد األطفال الذين تريد النساء إنجابهم إذا‬
‫المواليد مع ارتفاع الدخل‬ ‫ما أتيح لهم اختيار ذلك؟‬

‫انفتاح متزايد‪ ،‬مع تجسيد قوي‬ ‫التحرك نحو سياسة‬ ‫انفتاح متزايد‪ ،‬مع تجسيد لمبادئ‬ ‫االنتقال إلى انفتاح متزايد‪،‬‬ ‫ما اإلجراءات التي يتم اتخاذها فيما يتعلق‬ ‫الطلب‬
‫لمبادئ التجارة العادلة‬ ‫الحماية‬ ‫التجارة العادلة‬ ‫بضوابط قليلة‬ ‫بانفتاح األسواق الدولية؟‬ ‫االقتصادي‪،‬‬
‫األسواق‬
‫متنوع‬ ‫متنوع‪ ،‬لكن مع التأكيد‬ ‫متوازن‬ ‫متخصص‬ ‫إلى أي مدى يتم التأكيد على التخصيص‬ ‫والتجارة‬
‫على القطاعات ذات‬ ‫القطاعي مقابل التنويع في االقتصاد؟‬
‫االهتمام للحكومات‬
‫وأطراف القطاع الخاص‬
‫األقوياء‬

‫متنوع بحسب المنطقة والجماعات‬ ‫اقتصاديات غير شرعية‬ ‫يعمل الغالبية في االقتصاد الرسمي‬ ‫يعمل الغالبية في االقتصاد‬ ‫إلى أي حد يختار الناس العمل في االقتصاد‬
‫المجتمعية‬ ‫أكبر‬ ‫الرسمي‬ ‫الرسمي؟‬

‫متوسط‪ ،‬تأكيد أكبر على عدالة‬ ‫متنوع بحسب المنطقة‬ ‫مرتفع‪ ،‬أسواق فعالة غير أنها أيض ًا‬ ‫منخفض‪ ،‬أسواق فعالة‬ ‫ما المستوى العام وتأكيد تدخل الحكومة في‬
‫األسواق‬ ‫والقطاع‬ ‫عادلة‬ ‫االقتصاد؟‬

‫مزيد ًا من دمج السياسات والقطاعات والمعايير عبر‬ ‫قواعد عالمية لتمكين تكنولوجيات احتجاز الكربون‬
‫مجموعات من البلدان‪ ،‬على سبيل المثال فيما يتعلق بإدارة‬ ‫ال عن تطبيق‬‫واالتجار برخص إطالق االنبعاثات‪ ،‬فض ً‬
‫المياه والممارسات الزراعية في االتحاد األوروبي الموسع‪.‬‬ ‫استراتيجيات قومية للحد من انبعاثات غازات االحتباس‬
‫الحراري واعتماد عدة اتفاقيات متعددة األطراف بشأن‬
‫ويشجع آخرون ما يعتقدون أنه تحول مستمر لصالح جدول‬ ‫البيئة لمواجهة التحديات المختلفة‪ .‬وتقدم األهداف الخاصة‬
‫أعمال أقوى للشئون االجتماعية والبيئية بين كل من‬ ‫بالتنوع البيولوجي التي تم وضعها لعام ‪ 2010‬بموجب‬
‫الحكومات والمواطنين‪ .‬ويعتبر تنسيق الجهود لتعزيز‬ ‫اتفاقية التنوع البيولوجي‪ ،‬مثا ًال آخر على التوصل التفاق‬
‫التعليم األساسي والثانوي على المستوى العالمي وإدخال‬ ‫دولي ذي أهداف مشتركة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬شهد إصالح‬
‫التعديالت البيئية واالجتماعية على األرقام الخاصة بالناتج‬ ‫السياسات الذي تم إجراؤه مؤخر ًا على المستوى اإلقليمي‪،‬‬

‫‪403‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الجدول ‪ 1-9‬األسئلة األساسية المرتبطة بافتراضات السيناريو تابع‬

‫االفتراض األساسي‬

‫االستدامة أوالً‬ ‫األمن أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬ ‫األسواق أوالً‬ ‫عدم التيقن الخطير‬ ‫فئة السبب‬

‫مرتفع‪ ،‬من مجموعة من المصادر‬ ‫متغير‪ ،‬الحكومة وبعض‬ ‫مرتفع‪ ،‬حكومي بصورة أساسية‬ ‫مرتفع‪ ،‬الخاص بصفة‬ ‫ما مستويات ومصادر وتأكيدات استثمار‬ ‫االبتكار‬
‫أطراف القطاع الخاص‬ ‫أساسية أو من قبل‬ ‫البحث والتطوير؟‬ ‫العلمي‬
‫معتدل‪ ،‬مالئم‬ ‫معتدل‪ ،‬لكن ال يزال يهدف إلى الربح‬ ‫الحكومة بأمر من القطاع‬ ‫والتكنولوجي‬
‫الجيش‪/‬األمن‬ ‫الخاص‪ ،‬للربح‬

‫التركيز على الكفاءة العامة واألثر‬ ‫التأكيد على أمن‬ ‫التركيز على الكفاءة العامة واألثر‬ ‫التركيز على الكفاءة‬ ‫ما التأكيد فيما يتعلق بتكنولوجيات الطاقة؟‬
‫البيئي‬ ‫اإلمدادات‬ ‫البيئي‬ ‫االقتصادية‬

‫تعزيز نقل التكنولوجيا ونشرها‬ ‫محمية بإحكام‬ ‫تعزيز نقل التكنولوجيا ونشرها‬ ‫ما يمكنك أن تدفع من‬ ‫ماذا تم عمله فيما يتعلق بالوصول إلى‬
‫وتشجيع تكنولوجيات المصدر‬ ‫أجله‪ ،‬من خالل التجارة‬ ‫التكنولوجيات الحديثة وتوافرها؟‬
‫المفتوح‬ ‫بصفة أساسية‬

‫جهود الحفاظ على التنوع‬ ‫متنوع‪ ،‬يميل نحو رهاب‬ ‫ال‬


‫إجراء صريح قلي ً‬ ‫ال‬
‫إجراء صريح قلي ً‬ ‫ما اإلجراءات المتخذة بخصوص المجانسة‬ ‫أنظمة القيم‬
‫واالحتمال‬ ‫األجانب‬ ‫الثقافية بالمقارنة مع التنوع؟‬

‫مجتمع‬ ‫فردي‬ ‫اكثر اتجاه ًا نحو المجتمع‬ ‫فردي‬ ‫ما المقصود بالتأكيد على الفردانية بالمقارنة‬
‫مع المجتمع؟‬

‫التركيز على استعادة النظام‬ ‫إجمالي المصيد‬ ‫الموازنة بين األرباح وإجمالي المصيد‬ ‫األرباح‬ ‫ما التصنيف النسبي لألولويات المتضاربة في‬
‫اإليكولوجي‪ ،‬مع التأكيد أيض ًا على‬ ‫والوظائف‬ ‫مصائد األسماك؟‬
‫الوظائف وإنزاالت السمك‬

‫االستخدام المستدام‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫نمو السياحة وحماية‬ ‫الحفاظ على األنواع وخدمات النظام‬ ‫"االستخدام المستدام"‪،‬‬ ‫ما األولويات الرئيسية المتعلقة بالمناطق‬
‫تقاسم المنافع‪ ،‬ثم صيانة خدمات‬ ‫بعض الموارد الجينية‬ ‫اإليكولوجي‬ ‫التأكيد على نمو السياحة‬ ‫المحمية؟‬
‫النظام اإليكولوجي والحفاظ على‬ ‫وحماية بعض الموارد‬
‫األنواع‬ ‫الصيانة‪ ،‬ثم االستخدام المستدام‪ ،‬بما‬ ‫الجينية‬
‫في ذلك تقاسم المنافع‬

‫امتصاص بطيء الستهالك‬ ‫اتباع األنماط التقليدية‬ ‫اتباع األنماط التقليدية لمعظم‬ ‫اتباع األنماط التقليدية‬ ‫كيف تتغير طلبات الموارد‪ ،‬بعيدا ً عن تغير‬
‫اللحوم‪ ،‬استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫الموارد‪ ،‬لكن بانخفاض نسبي في‬ ‫األسعار والدخل؟‬
‫استخدام المياه واستخدام‬ ‫استخدام المياه‬
‫الموارد األخرى مع ارتفاع الدخل‬

‫سكنية على درجة عالية من األمان داخل المدن‪.‬‬ ‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬مثالين على التحرك في هذا االتجاه‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يعكس اعتماد األهداف المتفق عليها‬
‫يعتبر االقتصاد السوقي هو النموذج السائد لتعزيز النمو‬ ‫دولي ًا إلعالن األلفية‪ ،‬التزام العالم بمواجهة تحديات التنمية‬
‫ورفاهية اإلنسان‪ ،‬غير أن اآلراء تتباين حول مدى نجاحه‪.‬‬ ‫المستدامة‪ .‬ويؤدي تزايد مستوى مشاركة العامة والمجتمع‬
‫ويرى المؤيدون أن االرتفاع المستمر في استهالك النفط‬ ‫المدني على المستوى المحلي‪ ،‬إلى توجيه الطاقات‬
‫وأسعاره ينطلق من مبدأ النفط لتحقيق نمو هائل‪ ،‬بينما‬ ‫واالهتمام نحو قضايا موارد الرزق المحلية والعالمية‪ ،‬بما‬
‫يركز المتشككون على نتائجه االجتماعية والبيئية السلبية‪.‬‬ ‫في ذلك التجارة العادلة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يذهب البعض إلى أن دور الحكومات‬
‫يميل لصالح األهداف االقتصادية‪ ،‬حتى وإن كان يتضاءل‬ ‫ومما يثبط العزم أن البعض يرى نمط ًا مربك ًا للصراعات‬
‫في مواجهة تزايد تأثير المؤسسات على قرارات السياسة‬ ‫واالهتمامات الثابتة داخل البلدان وفيما بينها في عالم‬
‫واتفاقات التجارة‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬مما يزيد من عدم المساواة والعزلة االجتماعية‪.‬‬
‫وتؤيد هذه النظرة للعالم اإلجراءات األمنية المشددة التي‬
‫تمارس هذه الجوانب المتباينة لعالم اليوم‪ ،‬ضغوط ًا شديدة‬ ‫تقيد حركة األفراد وتزيد من النفقات العسكرية‪ .‬وتجدر‬
‫ال عما لها من‬‫االختالف على القرارات واألفعال البشرية‪ ،‬فض ً‬ ‫اإلشارة إلى أن عدم االستقرار والصراع يؤثران بشكل‬
‫تداعيات على البيئة ورفاهية اإلنسان‪ .‬وقد يؤثر استمرار‬ ‫بالغ على نوعية حياة الماليين‪ .‬تقوم بعض السياسات‬
‫هذه األنماط أو تغيرها بصورة بالغة على القضايا الرئيسية‬ ‫التجارية الدولية بحماية توازن القوى القائم من خالل زيادة‬
‫على المستوى المحلي واإلقليمي والعالمي‪ .‬إن القيادة‬ ‫التعريفات الجمركية ومبدأ الحماية الجمركية‪ ،‬بينما يمكن‬
‫الحكومية أو الحوافز السوقية أو دوافع الحماية الجمركية‬ ‫النظر إلى المناطق المحصورة المحلية على أنها تطورات‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪404‬‬


‫كالتعاون القائم في آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬وفي أمريكا‬ ‫أو النُهج غير التقليدية‪ ،‬ربما توضح الفرق بين التحسينات‬
‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‪.‬‬ ‫الملحوظة واالنخفاض المطرد بشأن االهتمامات البيئية‬
‫السائدة‪ ،‬كنوعية المياه العذبة وتوافرها وتدهور األرض‪،‬‬
‫ومما يُذكر أن الجهود الرامية إلى الخصخصة والتجارة‬ ‫إلى جانب حفظ التنوع البيولوجي واستخدام الطاقة وما‬
‫تكون مصحوبة بزيادة في المقاييس الخاصة بتحديد‬ ‫يصاحبه من انبعاثات غازات االحتباس الحراري وآثار‬
‫األسعار لخدمات النظام اإليكولوجي إلى جانب تحويلها‬ ‫تغير المناخ‪ .‬ومن الناحية االجتماعية‪ ،‬قد تتحول هذه النُهج‬
‫إلى سلع‪ .‬وعلى الرغم من أن هذا األمر يُرغم الناس على‬ ‫المختلفة إلى مواقف متباينة للغاية فيما يتعلق بالعدالة‬
‫إدراك قيمة هذه الخدمات وفهمها بشكل أفضل‪ ،‬إال أنه ال‬ ‫وتوزيع الثروات‪ ،‬والسالم والصراعات وحجم االستفادة من‬
‫يعد الهدف الرئيسي الذي ترمي هذه الجهود إلى تحقيقه‪،‬‬ ‫ال عن فرص المشاركة‬ ‫الموارد والخدمات الصحية‪ ،‬فض ً‬
‫والتي عادة ما تحركها األهداف األيديولوجية بشكل أكثر‪.‬‬ ‫السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫وهنا تجدر اإلشارة إلى أن إضفاء طابع السلعة والتبادل‬
‫االقتصادي للسلع مثل المياه والمواد الجينية والمعرفة‬ ‫أي من هذه االتجاهات سوف يسود على مدار العقود‬
‫والثقافة التقليدية تشهد زيادة هائلة وبالغة‪ .‬وفي ظل هذه‬ ‫القادمة؟ ال يزال هذا األمر مثير ًا للجدل‪ .‬وفي النهاية نقول‬
‫التغييرات‪ ،‬فإن حجم "المشاعات"‪ ،‬على المستويين العالمي‬ ‫أنه من المحتمل أن تختلف اإلجابة عبر المناطق والزمن‪.‬‬
‫والمحلي‪ ،‬يمر بحالة تقلص بارزة وملحوظة‪.‬‬ ‫يعرض هذا القسم لقطات لحاالت المستقبل األربع التي‬
‫تمت دراستها في هذا الفصل‪.‬‬
‫تسير الحماية البيئية الرسمية نحو التقدم بخطى وئيدة‪ ،‬وذلك‬
‫ألنها تنافس الجهود الرامية إلى زيادة االستثمار االقتصادي‬ ‫األسواق أوال ً‬
‫وتوسيع رقعة التجارة‪ .‬ومما يُذكر أن بروتوكول كيوتو ال‬ ‫تتلخص السمة السائدة في هذا السيناريو في اإليمان‬
‫يسري بشكل فعال وليست هناك متابعة دولية واضحة له‬ ‫الشديد بأن السوق ال تتيح تطورات اقتصادية فحسب‪ ،‬بل‬
‫بعد انتهاء مدته في عام ‪ .2012‬وفي حالة حدوث‬ ‫إنها تقدم كذلك تحسينات بيئية واجتماعية‪ .‬ويتخذ ذلك‬
‫الصراعات‪ ،‬تذعن االتفاقات البيئية متعددة األطراف بوجه‬ ‫أشكا ًال وصور ًا شتى ومنها‪ :‬تزايد دور القطاع الخاص في‬
‫عام لالتفاقيات التجارية واالتفاقيات االقتصادية األخرى‪.‬‬ ‫المناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومات‪ ،‬والتحرك‬
‫المستمر نحو التجارة الحرة إلى جانب تحويل الطبيعة إلى‬
‫تظهر آثار هذه الخيارات في العديد من جوانب المجتمع‬ ‫سلع‪ .‬والسؤال الهام الذي يطرح نفسه هو‪ :‬ما مدى‬
‫والبيئة‪ .‬ومن المعلوم أن االقتصاد المتزايد‪ ،‬وما يصاحبه‬ ‫الخطورة المترتبة على سيناريو األسواق أوالً؟‬
‫من طلب نهـِم على الطاقة‪ ،‬والهيمنة المستمرة للوقود‬
‫األحفوري والجهود المحدودة الرامية إلى الحد من‬ ‫تشهد معظم األقاليم زيادة ملحوظة في خصخصة الخدمات‬
‫االنبعاثات‪ ،‬كل ذلك يؤدي إلى زيادة سريعة ومستمرة في‬ ‫التعليمية والصحية والخدمات االجتماعية األخرى‪ ،‬بل والخدمات‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المكافئة في العالم أجمع‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬والسبب في ذلك راجع إلى سعي الحكومات‬ ‫العسكرية ً‬
‫نحو تحقيق الكفاءة االقتصادية والحد من األعباء المالية المُلقاة‬
‫وفيما يتعلق بملوثات الهواء على المستوى اإلقليمي‪ ،‬يختلف‬ ‫على عاتقها‪ .‬ولقد أصبحت مؤسسات القطاع الخاص الجهة‬
‫النمط بحسب المنطقة نظر ًا ألن الدخول المتزايدة تؤدي‬ ‫المهيمنة بنسبة كبيرة على كل من البحث والتطوير‪ .‬كما أن‬
‫إلى تصاعد نغمة الدعوة إلى القيام بعمليات مراقبة أكبر‪.‬‬ ‫المساعدات المقدمة إلى البلدان النامية تسير بشكل‬
‫وفي مناطق مثل أمريكا الشمالية وغرب أوروبا‪ ،‬تستمر‬ ‫متزايد في اتجاه االستثمار المباشر والتبرعات الخاصة‪،‬‬
‫حاالت االنخفاض على الرغم من بطئها بعض الشيء‬ ‫مع تغييرات طفيفة في المساعدة اإلنمائية الرسمية‪.‬‬
‫بمرور الوقت‪ .‬أما المناطق التي يصل فيها النمو‬
‫االقتصادي إلى مستويات مرضية‪ ،‬فإنها تشهد ارتفاعات‬ ‫تسير التجارة الدولية بخطى سريعة في ظل حالة النمو‬
‫متبوعة بتدهورات‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالملوثات األكثر‬ ‫التي تشهدها منظمة التجارة العالمية‪ .‬وعلى الرغم من عدم‬
‫ضرر ًا بصحة اإلنسان كالجسيمات وثاني أكسيد الكبريت‪.‬‬ ‫القيام بتدشين منطقة تجارة حرة عالمية‪ ،‬إال أن اتفاقيات‬
‫وهناك مناطق أخرى‪ ،‬كبعض أجزاء أمريكا الالتينية‬ ‫التجارة الحرة التي تم تدشينها مسبق ًا يتم تعزيزها إلى‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا وآسيا الوسطى‪ ،‬ال تزال‬ ‫جانب تدشين اتفاقيات أخرى جديدة‪ ،‬في جنوب آسيا‬
‫تشهد ارتفاعات في مستويات الملوثات‪.‬‬ ‫(منطقة التجارة الحرة لجنوب آسيا) على سبيل المثال‪.‬‬
‫وعالو ًة على ذلك‪ ،‬يمر التعاون االقتصادي الدولي بحالة من‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هناك مجموعة من القوى التي تؤثر‬ ‫النمو واالزدهار داخل األقاليم وفيما بينها‪ .‬ومن أبرز‬
‫على استخدم األراضي بطرق مختلفة في جميع أنحاء‬ ‫األمثلة على ذلك التعاون المتزايد فيما بين بلدان الجنوب‬

‫‪405‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫هذا التدهور يرجع إلى سوء جودة إدارة بعض المناطق‬ ‫العالم‪ ،‬وعلى رأس هذه القوى الطلب المتزايد على الطعام‬
‫المحمية‪ ،‬وفتح مناطق أخرى واستقدام األنواع الدخيلة‬ ‫والتجارة الحرة واإللغاء التدريجي لإلعانات الزراعية‬
‫االجتياحية واألنواع المعدلة وراثيًا‪ .‬وعلى الرغم من أن‬ ‫والتقدم التكنولوجي ونمو المدن وزيادة الطلب على الوقود‬
‫الزراعة قد لعبت دور ًا أساسي ًا وتاريخي ًا في انخفاضات‬ ‫الحيوي‪ .‬وعلى المستوى العالمي‪ ،‬هناك انخفاض فعلي في‬
‫التنوع البيولوجي األرضي‪ ،‬من خالل تأثيرها على‬ ‫مساحة األراضي المخصصة لزراعة المحاصيل الغذائية‪،‬‬
‫استخدام األراضي‪ ،‬إال أن نسبة مساهمتها في التغيرات‬ ‫غير أن هناك زيادة في رقعة أراضي الرعي‪ .‬فعلى الرغم‬
‫ال تصل إلى نفس النسبة التي ساهم بها تغير المناخ ونمو‬ ‫من تدهور المساحة اإلجمالية للغابات‪ ،‬إال أنها بدأت‬
‫البنية التحتية‪ .‬وفي حقيقة األمر‪ ،‬يؤدي تغير أنماط‬ ‫تسترد عافيتها مؤخر ًا في هذه الفترة‪ ،‬هذا على الرغم من‬
‫استخدام األراضي إلى الحد من الضغط الذي يتعرض له‬ ‫التدهور الطفيف الذي تشهده الغابات الناضجة‪ .‬وبوجه‬
‫التنوع البيولوجي األرضي بسبب الزراعة‪ ،‬ويستثنى من‬ ‫عام‪ ،‬تشهد جميع األقاليم كثافة في الزراعة‪ ،‬وهذه الكثافة‬
‫ذلك أفريقيا وأمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‪ .‬وإلى‬ ‫تثير مزيد ًا من المخاوف من حدوث تدهور للتربة‪ .‬وتزداد‬
‫جانب ذلك‪ ،‬يناقض النمو المستمر في إنزاالت المصائد‬ ‫حدة هذه المخاوف في أمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬
‫السمكية البحرية في العديد من األقاليم الخسائ َر المتزايدة‬ ‫الكاريبي‪ ،‬حيث ال تكون هذه الكثافة مصحوبة بانخفاض‬
‫في التنوع البيولوجي البحري‪.‬‬ ‫كلي في مساحات أرض الزراعة‪.‬‬

‫السياسة أوال ً‬ ‫تؤدي عملية خصخصة المياه والتقدم التكنولوجي إلى‬


‫تتلخص السمة السائدة في هذا السيناريو في المنهج الذي‬ ‫زيادة كفاءة استخدام المياه في معظم األقاليم‪ ،‬غير أن‬
‫يركز بصورة كبيرة على الموازنة بين النمو االقتصادي‬ ‫التأكيد يكون بصفة رئيسية على زيادة اإلمدادات‪ .‬وفي‬
‫القوي وتقليل اآلثار البيئية واالجتماعية المحتملة‪ .‬والسؤال‬ ‫الوقت ذاته‪ ،‬يؤثر انخفاض اإلعانات في معظم األقاليم على‬
‫الهام في هذا الصدد يتعلق بما إذا كانت الطبيعة البطيئة‬ ‫األشخاص غير القادرين على دفع مقابل الحصول على‬
‫والزائدة لهذا المنهج ستكون كافية أم ال‪.‬‬ ‫المياه‪ ،‬سوا ًء كانوا من المستخدمين العاملين بالزراعة أو‬
‫الصناعة أو المستخدمين المحليين‪ .‬وحتى هذا الحين‪ ،‬في‬
‫تشهد العقود األولى من القرن الحادي والعشرين جهود ًا‬ ‫ظل الزيادة السكانية – وبصفة خاصة في األقاليم التي‬
‫مكثفة تبذلها الحكومات من أجل إيجاد حلول للمشكالت‬ ‫يصل الطلب فيها إلى حد التشبع أو تلك التي يؤدي تغير‬
‫الملحة التي يواجهها العالم مع قدوم األلفية الجديدة‪ .‬وهذه‬ ‫المناخ بها إلى قلة الهطل – ال يزال عدد األشخاص الذين‬
‫المشكالت كان منها ما هو واضح وظاهر بالفعل‪ ،‬مثل‬ ‫يعيشون في األحواض المائية ويعانون من نقص المياه‬
‫أزمة فيروس نقص المناعة البشرية‪/‬متالزمة نقص المناعة‬ ‫القاسي في زيادة ملحوظة‪ .‬وعلى الرغم من زيادة نسبة‬
‫المكتسب (اإليدز) وعدم إمكانية الوصول إلى مياه مأمونة‬ ‫مياه الصرف المعالجة‪ ،‬إال أن الكمية اإلجمالية لمياه‬
‫في العديد من مناطق العالم‪ .‬في حين ظهر البعض اآلخر‬ ‫الصرف غير المعالجة آخذة في الزيادة على نحو مستمر‪.‬‬
‫منها وأنذر بحدوث عواقب أكثر سوء ًا في المستقبل ما لم‬
‫تتخذ اإلجراءات الالزمة تجاهها‪ ،‬مثل تغير المناخ‪.‬‬ ‫يدفع التنوع البيولوجي األرضي والبحري ثمن ًا باهظً ا‪.‬‬
‫وهناك تناقص مستمر في متوسط وفرة األنواع على‬
‫يتميز نمط االستجابات للتحديات البيئية بالتحرك نحو منهج‬ ‫المستوى العالمي‪ ،‬كما تتركز أكبر نسبة للخسائر في‬
‫"أكثر شمولية" من أجل الحوكمة‪ ،‬ال سيما في إدارة االقتصاد‪.‬‬ ‫أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأجزاء من أمريكا‬
‫وعلى الرغم من أننا نرى النمو االقتصادي أمر ًا ضروريًا‪،‬‬ ‫الجنوبية وبعض مناطق آسيا والمحيط الهادئ‪ .‬وال شك أن‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪406‬‬


‫المخاوف الماثلة‪ .‬وتعد سلسلة االتفاقيات الدولية وإلغاء‬ ‫إال أنه لم يعد يتبع دون التفكر بإمعان في آثاره االجتماعية‬
‫اإلعانات واالستثمارات في مجال البحث والتطوير من العوامل‬ ‫والبيئة‪ .‬واألهم من ذلك أن األسواق التي ال تخضع لمراقبة‬
‫التي تحفز على تنسيق الجهود الرامية إلى زيادة كفاءة‬ ‫ينظر إليها على أنها أسواق محدودة في قدرتها على توفير‬
‫استهالك الطاقة واالتجاه نحو الموارد المتجددة المشتملة‬ ‫العديد من السلع والخدمات العامة التي تهتم بها المجتمعات‪،‬‬
‫على نسب منخفضة من الكربون‪ ،‬بما في ذلك‪ ،‬الوقود‬ ‫بما في ذلك صيانة خدمات النظام اإليكولوجي األساسية‬
‫الحيوي‪ .‬علم ًا بأن المعدل اإلجمالي الستهالك الطاقة ال‬ ‫ورعاية الموارد غير المتجددة‪ .‬ومما يُذكر أن النظريات‬
‫يزال في زيادة مطردة‪ .‬بل واألكثر من ذلك أنه على الرغم‬ ‫الحديثة تنظر إلى هذه السلع والخدمات باعتبارها وسائل‬
‫من الزيادة الملحوظة في المصادر المتجددة‪ ،‬إال أن النفط‬ ‫لتحقيق االستدامة االقتصادية على المدى البعيد‪ ،‬على‬
‫والغاز ال يزاالن يتحكمان في إمدادات الوقود‪.‬‬ ‫المستويين الوطني والدولي‪ .‬وهذه األشياء تساعد في‬
‫توفير الدعم لالستثمارات العامة المتزايدة في مجاالت‬
‫يؤدي الطلب المتزايد على الوقود الحيوي واألغذية‪ ،‬حتى‬ ‫منها‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬الصحة والتعليم‬
‫في ظل التقدم التكنولوجي واإللغاء التدريجي لمعظم‬ ‫(تعليم المرأة على وجه الخصوص) والبحث والتطوير‬
‫اإلعانات الزراعية‪ ،‬إلى زيادات هائلة في مساحات‬ ‫وحماية البيئة‪ ،‬حتى عندما يتطلب ذلك زيادة النفقات‬
‫األراضي المخصصة للرعي‪ ،‬حتى على الرغم من أن‬ ‫الحكومية‪ .‬كما ينعكس أثرها أيض ًا على البلدان الغنية التي‬
‫األراضي المخصصة للمحاصيل الزراعية تنهار بشكل‬ ‫تنجح بشكل كبير في تلبية أهداف المساعدات الخارجية‬
‫طفيف بعد الوصول إلى الذروة‪ .‬ويحدث معظم هذه‬ ‫للبلدان الفقيرة والتي تم تحديدها في القرن المنصرم‪.‬‬
‫الزيادات على حساب أرض الغابات‪.‬‬
‫ومما يُذكر أن الحكومات الوطنية والمؤسسات الدولية‪ ،‬بما‬
‫تساعد االستثمارات القوية الرامية إلى زيادة اإلمدادات وتقليل‬ ‫في ذلك األمم المتحدة والمنظمات اإلقليمية‪ ،‬تأتي على‬
‫الطلب‪ ،‬من خالل تحسين الكفاءات على وجه الخصوص‪ ،‬في‬ ‫رأس الجهات المتبنية لهذه الجهود‪ .‬وفي حقيقة األمر‪ ،‬يعد‬
‫تقليل حدة المخاوف المتعلقة بتوافر المياه العذبة في العديد‬ ‫التكامل االقتصادي والسياسي المتزايد في األقاليم أحد‬
‫من أنحاء العالم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يستمر نمو السكان والنشاط‬ ‫السمات والخصائص المترتبة على هذه التغييرات‪ .‬فلقد‬
‫االقتصادي في تمثيل عبء على الموارد‪ ،‬وبصفة خاصة في‬ ‫تمكنت المؤسسات التي كانت موجودة مسبقًا‪ ،‬مثل االتحاد‬
‫المناطق النامية‪ .‬وعلى المستوى العالمي‪ ،‬ال تزال نسبة‬ ‫األوروبي‪ ،‬من توسيع رقعتها‪ ،‬في حين تم تشكيل‬
‫السكان الذين يعيشون في ظل نقص المياه القاسي آخذة‬ ‫مؤسسات أخرى مثل مجموعة آسيا والمحيط الهادئ للبيئة‬
‫في الزيادة‪ ،‬مع العلم بأن هذه الزيادة تحدث في الغالب‬ ‫والتنمية‪ .‬وبوجه عام‪ ،‬يساند كل من القطاع العام والقطاع‬
‫في األقاليم التي تشهد زيادة سكانية مستمرة‪ .‬ومن جانبها‪،‬‬ ‫المدني الجهود المبذولة من قبل الحكومات‪.‬‬
‫تساعد المؤسسات االجتماعية والسياسية‪ ،‬من خالل الجهود‬
‫الرامية إلى تحسين إدارة الموارد المشتركة‪ ،‬في الحد من‬ ‫على الرغم من اختالف بعض اإلجراءات المتخذة فيما‬
‫اآلثار المترتبة على هذا اإلجهاد في معظم األقاليم‪.‬‬ ‫يتعلق بالحوكمة البيئية عبر األقاليم وداخلها‪ ،‬إال أن هناك‬
‫عناصر مشتركة بدرجة كبيرة فيما يتعلق باالقتران‬
‫المتزايد للترتيبات المؤسسية الوطنية باالتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫فاإلعانات "العكسية" التي تشجع على االستخدام المفرط‬
‫للموارد‪ ،‬سواء ًا الوقود األحفوري أو المياه أو أراضي‬
‫الزراعة أو المصائد السمكية البحرية‪ ،‬تمر بحالة انخفاض‬
‫تدريجي‪ ،‬هذا ما لم تكن قد توقفت بالفعل‪ .‬ومما يُذكر أن‬
‫االستثمارات العامة في العلم والتكنولوجيا تمر بحالة من‬
‫النمو‪ ،‬غير أنها تؤكد بشكل متزايد على االهتمامات‬
‫البيئية‪ ،‬وال سيما المخاوف المتعلقة بالجماعات األكثر‬
‫تأثرًا‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬تتزايد تسميات المناطق المحمية‬
‫األرضية والبحرية‪ ،‬في نفس الوقت الذي تبدو فيه الجهود‬
‫المبذولة شديدة الفعالية‪ ،‬رغم عدم تناسقها‪ ،‬فيما يتعلق‬
‫بالحد من تغير استخدام األراضي في هذه المناطق‪.‬‬

‫تظهر آثار هذه الخيارات في العديد من جوانب المجتمع‬


‫والبيئة‪ .‬وال يزال تغير المناخ واآلثار المترتبة عليه من أهم‬

‫‪407‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫تزداد النفقات المتعلقة باألمن‪ ،‬على المستويين العام‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الطلب المتزايد يعد أيض ًا من العوامل‬
‫والخاص‪ ،‬على حساب االستثمارات في األولويات األخرى‪،‬‬ ‫التي تشكل عائق ًا أمام نوعية الموارد المائية‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫بما في ذلك االستثمار في مجال البحث والتطوير وفي‬ ‫أن معالجة المياه تمتد إلى كافة األقاليم‪ ،‬إال أن هذا اإلجراء‬
‫مجال العلم والتكنولوجيا‪ .‬وفي محاولة رامية إلى تحسين‬ ‫يرمي إلى الوفاء بالمتطلبات‪ .‬ذلك أن الكمية اإلجمالية لمياه‬
‫مستوى الكفاءة وتوفير التكاليف‪ ،‬تتجه العديد من‬ ‫الصرف غير المعالجة على المستوى العالمي مستمرة في‬
‫الحكومات نحو ترك تقديم الخدمات العامة من أجل خدمة‬ ‫الزيادة‪ ،‬حتى في ظل زيادة نسبة مياه الصرف المعالجة‪.‬‬
‫مصالح القطاع الخاص‪ .‬وبوجه عام‪ ،‬تتقلص المساعدة‬
‫اإلنمائية الرسمية (‪ )ODA‬واالستثمار المباشر األجنبي‬ ‫يؤثر تغير المناخ تأثير ًا بالغ ًا على التنوع البيولوجي‬
‫(‪ )FDI‬أو يصبحان أكثر تركيز ًا ويخضعان لمشروطية‬ ‫األرضي‪ .‬وتعد الزراعة هي األخرى من أهم العوامل التي‬
‫أكبر‪ .‬ومما يذكر أن التجارة الدولية تنتهج نماذج مماثلة‪.‬‬ ‫تساهم في هذه الخسائر‪ .‬ومما يُذكر أن أكثر المناطق‬
‫فعلى المستوى الدولي‪ ،‬تسود الجوانب البغيضة أخالقي ًا‬ ‫تعرض ًا للتأثيرات الشديدة هي وسط أفريقيا وبعض أجزاء‬
‫لألفكار التي دافع عنها زعماء الحمالت المناهضة للعولمة‪.‬‬ ‫أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي وبعض أجزاء آسيا‬
‫وعلى المستوى المحلي‪ ،‬فإن شبكات السالمة االجتماعية‬ ‫الوسطى‪ ،‬والسبب في ذلك أن هذه المناطق تتعرض‬
‫واسعة النطاق إما أنها ال تتطور وإما أنها تتدهور‪.‬‬ ‫لتغيرات هائلة في استخدام األراضي نظر ًا ألن حماية‬
‫التنوع البيولوجي ال بد وأن تتنافس مع إنتاج األغذية‬
‫ومن جانبها‪ ،‬تستمر الحكومات‪ ،‬وبصفة خاصة الحكومات‬ ‫وحصاد الوقود الحيوي‪.‬‬
‫التي تفرض سيطرة قوية على المستوى الوطني‪ ،‬في لعب‬
‫دور قوي في عملية صنع القرار‪ ،‬غير أنها تتأثر بشكل كبير‬ ‫يمتد الطلب على الغذاء إلى المحيطات‪ ،‬حيث تتعرض‬
‫بالشركات متعددة الجنسيات والمصالح الخاصة األخرى‪.‬‬ ‫معظم أنحائها إلى زيادة في معدالت إنزاالت المصائد‬
‫علم ًا بأن التقدم الذي تم إحرازه فيما يتعلق بتقليل الفساد‬ ‫أيضا‪ ،‬في معظم‬
‫السمكية‪ .‬إال أن هذه الزيادة تشتمل ً‬
‫الذي تشهده األوساط الرسمية ما هو إال تقدم طفيف‬ ‫األحوال‪ ،‬على الصيد بنسبة أقل بكثير مما تتطلبه سلسلة‬
‫للغاية‪ .‬فالمؤسسات الدولية‪ ،‬على المستويين اإلقليمي‬ ‫الغذاء‪ .‬وهناك منطقتان من المناطق التي تمر بأفضل‬
‫والعالمي على حد سواء‪ ،‬ترى أن سلطتها تتناقص‪ .‬كما أن‬ ‫تحسن في تنوع الصيد ‪ -‬شمال غرب المحيط األطلسي‬
‫المشاركة العامة ودور القطاع المدني يمران بحالة من‬ ‫والمحيط الهادئ حول أنتاركتيكا (القارة المتجمدة‬
‫التهميش المتصاعدة على المستويين المحلي والدولي‪.‬‬ ‫الجنوبية) – يطبقان هذا األمر بشكل جزئي عن طريق‬
‫الحد من إنزاالت المصائد السمكية‪.‬‬
‫وعلى نحو ال يدعو إلى الدهشة‪ ،‬تعاني الحوكمة البيئية‬
‫نتيجة لهذه التقلبات التي تحدث على نطاق واسع؛ ففي‬ ‫األمن أوال ً‬
‫حالة "نجاحها"‪ ،‬فإن ذلك عادة ما يصب في صالح قطاعات‬ ‫تتلخص السمة السائدة في هذا السيناريو في التأكيد على‬
‫معينة من المجتمع‪ .‬ذلك أن معظم التكنولوجيات الحديثة ال‬ ‫عامل األمن‪ ،‬وهو العامل الذي يلقي بظالله على قيم أخرى على‬
‫تعير اهتمام ًا لآلثار البيئية إال بالقدر اليسير‪ ،‬كما أن هناك‬ ‫نحو متناسق‪ .‬كما يعد هذا السيناريو بمثابة فكرة بسيطة‬
‫حالة من الضعف تشوب الممارسات‪ ،‬مثل استخدام األسمدة‬ ‫بعض الشيء تتعلق باألمن على المستوى البدني والنفسي‪،‬‬
‫غير العضوية‪ .‬وهناك نماذج عديدة تتعلق بالحوافز‬ ‫وهي الفكرة التي تدل ضمن ًا على زيادة الحدود المفروضة‬
‫والعقبات الرسمية ذات الصلة باستخدام الموارد‪ ،‬غير أن‬ ‫على طريقة حياة األشخاص‪ .‬وسواء كان األشخاص يعيشون‬
‫المنطق الكامن وراءها نادر ًا ما يكون نابع ًا من منظور‬ ‫وراء جدران حقيقة أو بعيد ًا عنها‪ ،‬فإن تحركاتهم ليست حرة‬
‫بيئي‪ .‬وعلى المستوى العالمي‪ ،‬ليس ثمة أي توسع في‬ ‫تمام ًا كما يمكن أن نتخيل عند إلقاء نظرة من بداية القرن‪.‬‬
‫شبكة المناطق المحمية األرضية أو البحرية‪ ،‬كما أن هناك‬ ‫ففي الوقت الذي ساهمت فيه القيود الهائلة التي فـرضت على‬
‫انخفاض عام في مستوى الحماية من استغالل المناطق‬ ‫الهجرة في تقليل حركة األشخاص‪ ،‬أدى استمرار وجود‬
‫المحمية الموجودة‪ .‬وعالو ًة على ذلك‪ ،‬تقع الخدمات البيئية‬ ‫الحواجز التجارية وزيادتها إلى تقييد حركة السلع عبر الحدود‪.‬‬
‫الرئيسية بشكل متزايد في بؤرة المنافسة والصراعات‪.‬‬ ‫ولقد كان السبب وراء فرض هذه الحواجز والقيود هو‬
‫الصراعات المستمرة التي نشبت في العديد من أنحاء العالم‬
‫تظهر آثار هذه الخيارات في العديد من جوانب المجتمع‬ ‫ال عن عدم توافر الموارد للعديد‬
‫وتفويض الحكومات فض ً‬
‫والبيئة‪ .‬فاالستخدام اإلجمالي للطاقة يزداد بشكل ملحوظ‪،‬‬ ‫من األفراد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ففي الوقت الذي يصبح فيه العالم‬
‫مما يعكس معد ًال بطيئ ًا للغاية في تحسنات كفاءة الطاقة‪.‬‬ ‫أكثر ازدحام ًا مع النمو السكاني‪ ،‬فإنه أيض ًا يبدو أصغر‬
‫وعالو ًة على ذلك‪ ،‬شهدت معدالت استخدام الفحم‪ ،‬في‬ ‫نتيجة كثير من الخيارات التي صنعها المجتمع‪ .‬والسؤال‬
‫أعقاب النمو البطيء الذي حدث أثناء العقود األولى من‬ ‫الهام الذي يطرح نفسه‪ :‬ما التداعيات األوسع لألمن أوالً؟‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪408‬‬


‫هائلة في كميات المياه غير المعالجة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن األثر‬ ‫ال إلى الحد الذي اقتربت فيه من معدالت‬
‫القرن‪ ،‬انبعاث ًا هائ ً‬
‫األكبر يقع مجدد ًا على األقاليم الفقيرة في جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫استخدام الغاز الطبيعي والنفط‪ .‬ولقد أدت النتائج‬
‫حيث تتركز الزيادة بشكل ضخم في أماكن مثل غرب آسيا‬ ‫اإلجمالية المترتبة على ذلك إلى جانب بعض العوامل‬
‫وأفريقيا‪ .‬علم ًا بأن اآلثار الناتجة عن ذلك‪ ،‬والتي تظهر في‬ ‫األخرى إلى ارتفاع شديد في مستوى ثاني أكسيد‬
‫صورة األمراض المنقولة عبر المياه‪ ،‬تكون آثار ًا بالغة وخطيرة‪.‬‬ ‫الكربون بالغالف الجوي‪ ،‬دون أن تكون هناك أية إشارة‬
‫إلى بطء معدالت الزيادة‪ .‬ويواصل الكوكب االحترار‪ ،‬مع‬
‫وفي ظل غياب الجهود المتضافرة‪ ،‬يؤثر كل من تغير‬ ‫وجود إيحاء ضئيل ببطء معدل الزيادة‪.‬‬
‫المناخ والزيادة السكانية بوجه عام والتحضر وزيادة‬
‫الطلب على الغذاء والوقود الحيوي التقليدي تأثير ًا بالغ ًا‬ ‫تتغير االنبعاثات اإلجمالية ألكاسيد الكبريت على نحو‬
‫على التنوع البيولوجي األرضي‪ .‬كما تقل التوسعات‬ ‫ضئيل‪ .‬كما أن االنخفاضات التي شهدتها أوروبا وأمريكا‬
‫الزراعية في ظل زيادة رقعة البنية التحتية وتغير المناخ‬ ‫الشمالية وغرب آسيا وازنها الزيادات التي شهدتها أماكن‬
‫نظر ًا لفقد الموجهات الرئيسية للتنوع البيولوجي‪ .‬وعلى‬ ‫ال عن أن انبعاثات أكاسيد النيتروجين ترتفع‬
‫أخرى‪ .‬فض ً‬
‫الرغم من أن فقد وفرة األنواع يعد أمر ًا واسع االنتشار‪،‬‬ ‫في كل إقليم‪ .‬وال شك أن اآلثار الصحية المترتبة على هذه‬
‫إال أن هناك بعض المناطق التي تتعرض لخسائر فادحة‬ ‫االنبعاثات‪ ،‬وبصفة خاصة في المناطق الحضرية المكتظة‬
‫ومنها على سبيل المثال أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‬ ‫بالسكان‪ ،‬قد شعر بها كل سكان األرض‪.‬‬
‫وبعض أجزاء أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي وبعض‬
‫أجزاء آسيا والمحيط الهادئ‪ .‬وإلى جانب أنماط التغيير‬ ‫وفي ظل تغير المناخ‪ ،‬يزداد نطاق الغابات في منطقة‬
‫هذه‪ ،‬تتعرض بعض المناطق المحلية لخسائر متالحقة‬ ‫القطب الشمالي مع انتشار األنواع نحو الشمال‪ .‬وتشهد‬
‫نتيجة للصراعات المسلحة‪.‬‬ ‫أوروبا هي األخرى زيادة في مساحة الغابات‪ ،‬كما هو‬
‫الحال في أمريكا الشمالية‪ ،‬على الرغم من أن كثير من‬
‫يزداد الضغط الذي تتعرض له محيطات العالم زيادة هائلة‪،‬‬ ‫الزيادة في األخيرة ال يعتبر غابات ناضجة‪ .‬وهذه األنماط‬
‫وبصفة خاصة في العقود األولي القليلة من القرن‪ .‬وعلى‬ ‫هي االستثناء ولو أنها تحولت إلى محاصيل غذائية وأرض‬
‫الرغم من زيادة عمليات صيد األسماك في معظم المناطق‪،‬‬ ‫مرعى على وجه الخصوص‪ ،‬في الوقت الذي تشهد فيه‬
‫إال أنها تفتقد جودة الصيد في معظم األحيان‪ .‬علم ًا بأن‬ ‫معظم األقاليم والعالم برمته فقد ًا للغابات‪ .‬ومن أبرز األمثلة‬
‫ثمة تدهورات شهدتها عمليات الصيد في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫على ذلك قارة أفريقيا وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪.‬‬
‫كما أن التغيرات المتعلقة بالجودة تختلف من منطقة ألخرى‪.‬‬ ‫فالنمو البطئ في الدخل والتركيز المستمر لملكية األراضي‬
‫وفي الوقت ذاته‪ ،‬تزداد الجهود الرامية إلى توسيع تربية‬ ‫في هذه األقاليم يؤدي‪ ،‬إلى حد معين‪ ،‬إلى إبطاء هذه‬
‫المائيات في المياه العذبة ومياه البحار في العديد من‬ ‫االتجاهات‪ .‬ويمكن مالحظة المعوقات الماثلة أمام ذلك فيما‬
‫األقاليم على حساب األنظمة اإليكولوجية الحرجة‪ ،‬بما في‬ ‫يصاحبه من الزيادة البطيئة في توافر الغذاء‪ ،‬والتي تظهر‬
‫واضحة كذلك من خالل استمرار االرتفاع المتزايد في‬
‫سوء التغذية أثناء الطفولة داخل هذه األقاليم‪.‬‬

‫يعد المناخ المتغير والزيادة السكانية والنشاط االقتصادي‬


‫المتزايد من العوامل التي تسهم في زيادة إجهاد موارد المياه‬
‫العذبة في جميع أنحاء العالم‪ .‬وال تستطيع التقدمات البطيئة‬
‫في كفاءة استخدام المياه منع الزيادات الهائلة في نقص‬
‫المياه‪ .‬وعلى المستوى العالمي‪ ،‬هناك ارتفاع هائل في عدد‬
‫الناس الذين يعيشون في أحواض األنهار التي تتعرض‬
‫لنقص مياه قاسي‪ .‬ويقارب العدد في أفريقيا وحدها عدد‬
‫الناس الذين عاشوا في اإلقليم برمته في مطلع القرن‪.‬‬
‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬نشبت العديد من الصراعات بسبب الموارد‬
‫المشتركة‪ ،‬داخل البلدان وفيما بينها على حد سواء‪.‬‬

‫تمثل نوعية المياه أهمية بالغة لدى الجميع‪ .‬ذلك أن حجم‬


‫مياه الصرف التي تنتج بشكل هائل يتجاوز الزيادة التي‬
‫تشهدها طاقة المعالجة‪ ،‬ويترتب على ذلك بوجه عام زيادة‬

‫‪409‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الحكومية ببعضها بعض ًا وشرعيتها وفي هذا الصدد‪ ،‬تم‬ ‫ذلك غابات أشجار القرم والشعاب المرجانية‪.‬‬
‫إفساح المجال لمختلف األطراف كي يتمكنوا بكل سهولة من‬
‫لعب أدوار مالئمة تساعد في حل المشكالت ذات االهتمام‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫المشترك‪ ،‬مع العمل على تعزيز نقاط القوى الخاصة بكل‬ ‫تتلخص السمة السائدة في هذا السيناريو في افتراض أن‬
‫مشكلة والحد من نقاط الضعف المرتبطة بها‪.‬‬ ‫الفاعلين على جميع المستويات – المحلية والوطنية‬
‫والدولية‪ ،‬ومن جميع القطاعات‪ ،‬بما في ذلك الحكومة‬
‫يعكس ظهور الحوكمة البيئية أوجه التكامل والمنافسة بين‬ ‫والقطاع الحكومي والمدني – يسيرون وفق التعهدات التي‬
‫األهداف االجتماعية والبيئية‪ .‬وفي مجال مثل توفير الطاقة‬ ‫أبرمت حتى اآلن من أجل مواجهة المخاوف البيئية‬
‫والمياه‪ ،‬تتضافر الجهود من أجل تحقيق موازنة بين الرغبة‬ ‫واالجتماعية‪ .‬وال يتضمن ذلك السلوك الذي يحترم الرسالة‬
‫في الحد من استخدام الموارد بوجه عام مع الحاجة إلى إيجاد‬ ‫فحسب‪ ،‬وإنما السلوك الذي يحترم أيض ًا روح هذه الوعود‪.‬‬
‫حلول لمشكالت مثل الوقود والفقر ونقص المياه القاسي‪.‬‬
‫ويؤكد االستثمار المتزايد للقطاعين العام والخاص في البنية‬ ‫تشهد بداية القرن الحادي والعشرين مناشدات قوية‬
‫األساسية للمياه وموارد الطاقة والتكنولوجيات على تلبية‬ ‫للحكومات على جميع المستويات من أجل وضع حلول‬
‫هذه األمور فضال عن مواجهة التحديات األخرى من خالل‬ ‫للمشكالت الهائلة التي يواجهها العالم‪ ،‬والتي تظهر في‬
‫مزيد من الطرق صديقة البيئة‪ .‬وال بد من تحديد خيارات فيما‬ ‫االستجابات الوطنية والدولية مثل إعالن األلفية‪ .‬وفي الوقت‬
‫يتعلق باستخدام األراضي في موازنة حماية التنوع البيولوجي‬ ‫ذاته‪ ،‬فإن جماعات من القطاعين الخاص والمدني تحت‬
‫واألمن الغذائي‪ ،‬جنب ًا إلى جنب مع الطلب المتزايد على الوقود‬ ‫عناوين مثل المسؤولية االجتماعية المشتركة والعدالة البيئية‬
‫الحيوي‪ .‬ومما يذكر أن هناك زيادة في عدد المناطق‬ ‫والتجارة العادلة واالستثمار المسؤول اجتماعي ًا واألغذية‬
‫األرضية والبحرية المخصصة للحماية؛ غير أن هذه‬ ‫العضوية والوجبات البطيئة إلى جانب األفراد المؤثرين الذين‬
‫التخصيصات تؤكد على االستخدام المستدام وصيانة‬ ‫لهم موارد شخصية هامة‪ ،‬ال ينتظرون الحكومات حتى‬
‫خدمات النظام اإليكولوجي‪ ،‬أكثر مما تؤكد على حفظ األنواع‪.‬‬ ‫تقوم بعملها‪ .‬وتكتسب هذه الجماعات قوة دافعة ونفوذ ًا‬
‫متزايد ًا عندما تتجاوز أعداد مؤيديهم الحدود األساسية‪.‬‬
‫تظهر آثار هذه الخيارات في العديد من جوانب المجتمع‬
‫والبيئة‪ .‬وال يزال تغير المناخ أحد المشكالت المستمرة‪.‬‬ ‫تتم عمليات اإلصالح داخل المؤسسات على المستويين‬
‫ومن خالل الجهود الهائلة المبذولة‪ ،‬أصبحت زيادة ثاني‬ ‫المحلي والدولي‪ ،‬مما يتيح المشاركة المتوازنة بداخلها‬
‫أكسيد الكربون بالغالف الجوي محدودة‪ ،‬غير أن الوصول إلى‬ ‫بشكل أكبر‪ .‬وبمرور الوقت‪ ،‬يتم إجراء إصالحات القوانين‬
‫حالة االستقرار سوف يستغرق عقود ًا قليلة‪ .‬وفي أعقاب‬ ‫التي تحكم التجارة الدولية بشكل تدريجي من أجل إيجاد‬
‫ارتفاع درجة الحرارة العالمية‪ ،‬فإن معدل تغيرها ينخفض‬ ‫حلول لمشكالت أكبر وأوسع نطاق ًا وليس فقط من أجل‬
‫ويستمر في االنخفاض‪ .‬ومما يذكر أن تالفي حدوث االحترار‬ ‫تحقيق كفاءة االقتصاد‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬تتطور طبيعة‬
‫وارتفاع مستوى البحر ال يزاالن من األمور التي ال يمكن‬ ‫المساعدة اإلنمائية الرسمية واالستثمار المباشر األجنبي‬
‫تحقيقها‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬ال زالت اآلمال معقودة في‬ ‫وحجمهما كي تساعد في جعل هذه القوانين أكثر إفادة‬
‫إحداث تغييرات في قطاع الطاقة‪ .‬فعلى الرغم من زيادة‬ ‫ونفع ًا لجميع األطراف‪ .‬ومما يذكر أن العالم قد شهد‬
‫االستخدام اإلجمالي للطاقة‪ ،‬إال أن مزيج أنواع الوقود يتغير‬ ‫زيادات ملحوظة في تخصيص الموارد العامة لالهتمامات‬
‫تغير ًا ملحوظً ا‪ .‬ويبلغ استخدام النفط ذروته‪ ،‬وينخفض‬ ‫االجتماعية والبيئية‪ ،‬وزيادة أقل نحو االهتمامات العسكرية‪.‬‬
‫استخدام الفحم إلى الحد أن مزيد من الطاقة يتم إنتاجها‬ ‫ال رئيسي ًا غير أنه ال‬
‫وال شك أن تعزيز هذا األمر يعد عام ً‬
‫عن طريق الطاقة الشمسية والرياح‪ .‬علم ًا بأن الوقود‬ ‫يشكل دائم ًا اتفاق ًا صريح ًا بين البلدان الغنية والفقيرة يتم‬
‫الحيوي الحديث ومصدر الطاقة األخير يشكالن جزء ًا‬ ‫بموجبه تلبية احتياجات البلدان الفقيرة بشكل أكثر جدية‪.‬‬
‫رئيسي ًا من إجمالي إمدادات الطاقة‪ ،‬جنب ًا إلى جنب مع‬
‫الغاز الطبيعي الذي يعد مصدر الطاقة السائد بوجه عام‪.‬‬ ‫ومن جانبها‪ ،‬تلعب الحكومات دور ًا هام ًا من خالل‬
‫اإلجراءات التي تتخذها من أجل التعامل مع االهتمامات‬
‫وفيما يتعلق بملوثات الهواء المحلية األخرى‪ ،‬هناك‬ ‫االجتماعية والبيئية‪ ،‬ال سيما في عملية دمج هذه المخاوف‬
‫انخفاضات ملحوظة في انبعاثات أكاسيد النيتروجين‬ ‫في جميع جوانب صنع القرار‪ .‬غير أن التأثير األكبر ينبع من‬
‫وأكاسيد الكبريت‪ .‬ولقد شهدت أمريكا الشمالية وأوروبا‬ ‫رغبة الحكومات في إفساح المجال لإلجراءات في القطاعين‬
‫بالفعل انخفاضات في مطلع هذا القرن‪ ،‬أما جميع األقاليم‬ ‫الخاص والمدني‪ ،‬والتعلم منها‪ .‬وتؤدي أكثر المنهجيات‬
‫فتسير خلفهما بمعدل سريع‪.‬‬ ‫انفتاح ًا واعتماد ًا على الشراكات إلى وجود مستويات عالية‬
‫من التعاون وااللتزام النابعين من زيادة ارتباط اإلجراءات‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪410‬‬


‫الصرف غير المعالجة يتغير بمقدار ضئيل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫وفي ظل تغير المناخ‪ ،‬يزداد نطاق الغابات في منطقة‬
‫هذا األمر يختلف من إقليم آلخر‪ .‬فبعض األقاليم‪ ،‬مثل‬ ‫القطب الشمالي مع انتشار األنواع باتجاه الشمال‪ .‬ولقد‬
‫أمريكا الشمالية‪ ،‬تقضي تقريب ًا على مياه الصرف غير‬ ‫أثرت أيض ًا الجهود الرامية إلى التعامل مع تغير المناخ‬
‫المعالجة بشكل كامل‪ ،‬في حين تشهد أقاليم أخرى‪ ،‬مثل‬ ‫على استخدام األراضي‪ ،‬حيث تم تخصيص مساحات‬
‫أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ ،‬زيادة طفيفة في حجم‬ ‫كبيرة من األراضي لنمو زراعات الوقود الحيوي‪ .‬مع العلم‬
‫هذه المياه حتى مع ارتفاع نسبة المياه المعالجة‪.‬‬ ‫بأن المناطق اإلضافية التي خصصت للمحاصيل الغذائية‬
‫في أفريقيا وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي يتم موازنتها‬
‫وجهود عكس الظروف تمام ًا فيما يخص فقد التنوع‬ ‫باألراضي التي تستقطع من اإلنتاج في أي مكان آخر‪،‬‬
‫البيولوجي كبيرة‪ ،‬غير أنها تواجه تحديات هائلة بسبب‬ ‫حتى في ظل تحسين المحاصيل‪ .‬وال شك أن توسيع رقعة‬
‫الطلبات التنافسية للغذاء والوقود‪ ،‬واألهم‪ ،‬تغير المناخ‪.‬‬ ‫أراضي الرعي يتم على حساب الغابات بصفة رئيسية‪ .‬كما‬
‫ويصبح األخير‪ ،‬بدرجة كبيرة‪ ،‬أهم موجه لفقد األنواع‪.‬‬ ‫أن زيادة توافر الغذاء يعد من العوامل الرئيسية التي‬
‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬تتعرض بعض أجزاء قارة أفريقيا وآسيا‬ ‫تساعد في الحد من الجوع‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تسير عملية‬
‫والمحيط الهادئ وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي لنقص‬ ‫فقد أراضي الغابات بمعدل بطيء مع مرور الوقت‪.‬‬
‫متزايد نتيجة التساع رقعة الزراعة‪ ،‬األمر الذي يتسبب في‬
‫حدوث خسائر فادحة بهذه المناطق‪.‬‬ ‫يساعد تبني استراتيجيات إدارة المياه المتكاملة على‬
‫نطاق واسع‪ ،‬مع التأكيد بشدة على إدارة الطلب والحماية‪،‬‬
‫وتتعرض أجزاء كثيرة من المحيطات‪ ،‬نتيجة زيادة الطلب‬ ‫في الحد من زيادة نقص المياه القاسي‪ .‬ونظر ًا لألنماط‬
‫على الغذاء‪ ،‬لضغوط متزايدة بسبب عمليات الصيد‪ ،‬غير‬ ‫المتباينة للزيادة السكانية واألنماط المتغيرة للتهطال كجزء‬
‫أن البعض اآلخر يشهد انخفاض ًا في هذه الضغوط‪.‬‬ ‫من المناخ المتغير‪ ،‬ال زالت بعض األقاليم تتعرض لزيادات‬
‫وبشكل واضح‪ ،‬ال يزال المعدل المتوسط لتغيرات المستوى‬ ‫في نقص المياه القاسي مثل أفريقيا وآسيا والمحيط‬
‫الغذائي لألسماك التي يتم اصطيادها يسير بنفس الدرجة‬ ‫الهادي وغرب آسيا‪ .‬وفي جميع األقاليم تقريبًا‪ ،‬تم تنفيذ‬
‫أو بدرجة أكبر في أجزاء عديدة بالمحيطات‪ .‬ومما يذكر أن‬ ‫بعض البرامج‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬من أجل مساعدة الناس في‬
‫المحميات البحرية تلعب دور ًا رئيسي ًا في هذه الحاالت‪.‬‬ ‫التعامل مع هذا األمر ومواجهته‪.‬‬
‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬هناك جهود مبذولة من أجل الحد من‬
‫اآلثار المحتملة لتربية المائيات وتربية األحياء البحرية في‬ ‫وهنا تجدر اإلشارة إلى أن الجهود الرامية إلى الحد من‬
‫األنظمة اإليكولوجية الساحلية المعرضة للخطر‪.‬‬ ‫زيادة الطلب على المياه تلعب هي األخرى دور ًا في‬
‫المحافظة على نوعية المياه وتحسينها في جميع أنحاء‬
‫العالم‪ .‬وال شك أن سعة المعالجة تسير جنب ًا إلى جنب مع‬
‫كميات مياه الصرف المتزايدة‪ ،‬مما يعني أن حجم مياه‬

‫‪411‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫التغير الديموغرافي واالقتصادي‬ ‫تداعيات السيناريوهات‬
‫ال يزال عدد سكان العالم في زيادة مستمرة في جميع السيناريوهات‬ ‫في القسم السابق‪ ،‬تم عرض لمحات سريعة حول إمكانية االستفادة‬
‫(انظر الشكل ‪ .)2-9‬حيث يصل إلى أعلى مستوى له مع حلول عام‬ ‫المستقبلية في ظل االفتراضات الخاصة بكل سيناريو من السيناريوهات‬
‫‪ ،2050‬حوالي ‪ 9.7‬بليون نسمة‪ ،‬في سيناريو األمن أو ًال‪ .‬في سيناريو‬ ‫األربعة‪ .‬والسؤال اآلن‪ :‬ما اآلثار التي يمكن أن تتركها كل حالة على البيئة‬
‫االستدامة أو ًال‪ ،‬يصل عدد السكان الموجودين في الوقت الحالي إلى أقل‬ ‫ورفاهية اإلنسان؟ وباتباع هيكل هذا التقرير‪ ،‬يقوم هذا القسم بدوره‬
‫من ‪ 8‬بليون نسمة‪ ،‬ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد بمعدل قليل للغاية‪.‬‬ ‫بإلقاء نظرة على الغالف الجوي واألرض والمياه والتنوع البيولوجي قبل‬
‫وفي سيناريو السياسة أو ًال واألسواق أو ًال‪ ،‬يصل سكان العالم إلى حوالي‬ ‫أن ينتقل إلى رفاهية اإلنسان وتعرضه لألخطار‪ .‬ونظر ًا ألنها تعد األسباب‬
‫‪ 8.6‬و‪ 9.2‬بليون نسمة‪ ،‬بالترتيب‪ .‬وبالمقارنة‪ ،‬تشير آخر تقديرات لألمم‬ ‫الكامنة وراء العديد من النتائج‪ ،‬إال أنه يبدأ بإلقاء نظرة موجزة على بعض‬
‫المتحدة (‪ )UN 2007‬إلى أن أعداد السكان ستصل إلى ‪9.19 ،7.79‬‬ ‫التطورات الديموغرافية واالقتصادية اإلجمالية في السيناريوهات المختلفة‪.‬‬
‫و‪ 10.76‬بليون نسمة بحلول عام ‪ 2050‬بالنسبة للمتغيرات المنخفضة‬

‫الشكل ‪ 2-9‬اتجاهات السكان‬


‫مليار نسمة‬
‫أفريقيا‬ ‫‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬
‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية‬ ‫‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬
‫غرب آسيا‬ ‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 3-9‬إجمالي الناتج المحلي‬
‫تريليون دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫أفريقيا‬ ‫‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬
‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية‬ ‫‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬
‫غرب آسيا‬ ‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 4-9‬الصادرات العالمية اإلجمالية‬


‫تريليون دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫األسواق أوالً‬ ‫‬
‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬ ‫‬

‫االستدامة أوالً‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪412‬‬


‫ال في سيناريو األمن أوالً‪.‬‬
‫واالستدامة أو ًال وبصورة أسرع قلي ً‬ ‫والمتوسطة والمرتفعة‪ ،‬على التوالي‪ .‬وهذه االختالفات تعكس مجموعة من‬
‫العوامل‪ ،‬منها االختالفات المتعلقة بتعليم المرأة والسياسات السكانية‬
‫وبالنظر إلى الزيادة السكانية المنخفضة نسبي ًا والنمو االقتصادي‬ ‫وزيادة الدخل والسيناريوهات المختلفة‪ .‬ومما يذكر أن أكبر نمو مطلق‬
‫المماثل‪ ،‬يتضح لنا أن سيناريو السياسة أو ًال يشهد حالة نمو أكثر من‬ ‫يحدث في آسيا والمحيط الهادئ‪ ،‬أما فيما يتعلق بمعدالت النمو بالنسبة‬
‫سيناريو األسواق أو ًال بمعدل متوسط للناتج المحلي اإلجمالي للفرد‪،‬‬ ‫المئوية‪ ،‬فإنها أكثر بكثير في أفريقيا وغرب آسيا‪ .‬وتعد أوروبا اإلقليم‬
‫بزيادة تزيد على فترة السيناريوهات بحوالي ‪ 3.5‬مرة (انظر الشكل‬ ‫الوحيد الذي يشهد انخفاضات مطلقة في الفترة الحالية‪ ،‬على الرغم من‬
‫ال في سيناريو االستدامة أوالً‪ ،‬غير أن‬
‫‪ .)5-9‬هذا وتحدث زيادة أبطأ قلي ً‬ ‫كونها طفيفة‪ ،‬ال سيما في االستدامة أو ًال‪.‬‬
‫المتوسط العالمي للناتج المحلي اإلجمالي للفرد ال يزال أكثر بمعدل ثالث‬
‫مرات؛ ويشهد سيناريو األمن أو ًال زيادة تقل عن الضعف‪ .‬تحدث أسرع‬ ‫يزداد النشاط االقتصادي العالمي زيادة ملحوظة أثناء فترة السيناريو‪ ،‬ال‬
‫معدالت نمو في جميع السيناريوهات في آسيا والمحيط الهادئ‪ .‬أما‬ ‫سيما في سيناريو األسواق أو ًال والسياسة أوالً‪ ،‬واللذان يشهدان زيادة في‬
‫بالنسبة لألقاليم التي تشهد أدا ًء أقل جودة في الوقت الحالي‪ ،‬يمكننا‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي العالمي تقدر بحوالي خمسة أضعاف (انظر الشكل‬
‫مالحظة زيادة أكبر بعض الشيء في السيناريوهين السياسة أو ًال‬ ‫‪ .)3-9‬وحتى في األمن أوالً‪ ،‬هناك زيادة تقدر بحوالي ثالثة أضعاف في‬
‫واالستدامة أو ًال أكثر من السيناريو األسواق أو ًال ‪ ،‬في حين يشهد‬ ‫النشاط االقتصادي‪ .‬وللمقارنة‪ ،‬تصف اﻵﻓﺎق اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ (‪World‬‬
‫سيناريو األمن أو ًال أقل زيادة بجميع األقاليم وأقل معدالت تقارب عبر‬ ‫‪ )Bank 2007‬ثالثة سيناريوهات بمتوسط معدل نمو سنوي يتراوح بيم‬
‫جميع األقاليم‪.‬‬ ‫‪ 2.8-3.7‬في المائة في الفترة ما بين عام ‪ 2005‬و‪( 2030‬باستخدام أسعار‬
‫صرف السوق)؛ تشتمل السيناريوهات الموضحة هنا على معدالت نمو‬
‫يلقي الشكالن ‪ 6-9‬و‪ 7-9‬الضوء بشكل أكثر على تقارب الدخول في‬ ‫تتراوح بين ‪ 2.6‬و ‪ 3.9‬في المائة عن نفس الفترة (أيض ًا باستخدام أسعار‬
‫سيناريوهات مختلفة‪ .‬بينما يشهد سيناريو األمن أو ًال زيادة في معدالت‬ ‫صرف السوق)‪ .‬وكما هو موضح بالشكل ‪ ،4-9‬يأتي هذا النمو مصحوب ًا‬
‫عدم المساواة والتي تقاس من خالل مؤشر جيني ونسبة الدخل بين‬ ‫بزيادات ضخمة في التجارة العالمية‪ ،‬وبشكل ملحوظ في في سيناريو األسواق‬
‫األثرياء والفقراء بنسبة ‪ 10‬في المائة من عدد السكان على مستوى‬ ‫أوالً‪ .‬ونظر ًا للزيادة السكانية المتزايدة بشكل جزئي‪ ،‬يزيد الحجم اإلجمالي‬
‫العالم‪ .‬ويمكننا مالحظة تحسنات طفيفة في سيناريو األسواق أو ًال من‬ ‫لالقتصاديات في أفريقيا وغرب آسيا بنفس معدل الزيادة الخاص باقتصاد‬
‫خالل استخدام المقياس األول‪ ،‬ال الثاني‪ .‬تظهر أكبر نسبة تحسن في‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ في سيناريو األسواق أو ًال والسياسة أو ًال‬

‫الشكل ‪ 5-9‬إجمالي الناتج المحلي للفرد‬


‫ألف دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬
‫أوروبا‬
‫‬ ‫أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫‬ ‫غرب آسيا‬
‫العالم‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 6-9‬مؤشر جيني العالمي لتفاوت توزيع الدخل عبر الدول واألسر‬
‫مؤشر جيني العالمي لتفاوت توزيع الدخل (األقل هو األكثر عدالة)‬
‫ ‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬
‫ ‬

‫ ‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‪413‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪ 7-9‬معدل إجمالي الناتج المحلي للفرد ‪ -‬نسبة ‪ 10‬في المائة من سكان القمة مقارنة‬
‫في المائة‬
‫بنسبة ‪ 10‬في المائة من سكان القاع‬
‫األسواق أوالً‬ ‫‬

‫السياسة أوالً‬ ‫‬


‫األمن أوالً‬
‫‬
‫االستدامة أوالً‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫الطاقة في البلدان ذات الدخل المنخفض (انظر الشكل ‪ .)8-9‬إال أن‬ ‫كلتا الحالتين في سيناريو االستدامة أو ًال‪.‬‬
‫معدل استخدام الطاقة للفرد الواحد في البلدان مرتفعة الدخل يظل في‬
‫مستوى أعلى من نظيره في البلدان منخفضة الدخل (انظر الشكل ‪.)9-9‬‬ ‫الغالف الجوي‬
‫ويزداد استخدام الطاقة األولية في كل من سيناريو السياسة أو ًال واألمن‬ ‫في الفصل الثاني‪ ،‬تم إلقاء الضوء على أهم المشكالت المتعلقة بالغالف‬
‫أو ًال من ‪( EJ 400‬وحدة طاقة) في عام ‪ 2000‬إلى ‪ EJ 600-700‬في‬ ‫الجوي‪ .‬وابتدا ًء باستخدام الطاقة‪ ،‬والذي يعد أبرز الضغوط‪ ،‬توضح‬
‫‪ 2030‬وحوالي ‪ EJ 800-900‬في ‪ .2050‬ويتماشى هذا المسار مع‬ ‫السيناريوهات التوقعات المستقبلية المحتملة للغالف الجوي والتي تظهر‬
‫السيناريوهات متوسطة النطاق في المواد المطبوعة (انظر على سبيل‬ ‫اختالف ًا كبيرًا‪.‬‬
‫المثال‪ ،‬وكالة الطاقة الدولية ‪ .)2006‬وعلى نحو وثيق الصلة بذلك‪ ،‬يعتبر‬
‫ال أكثر أهمية في النمو في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬بينما‬
‫النمو السكاني عام ً‬ ‫استخدام الطاقة‬
‫يلعب نمو الدخل دور ًا أكثر أهمية في سيناريو السياسة أو ًال‪ .‬ويقع المسار‬ ‫على المستوى العالمي‪ ،‬من المتوقع أن يزداد استخدام الطاقة في العالم‬
‫في سيناريو األسواق أو ًال بصورة كبيرة فوق السيناريوهين اآلخرين‪،‬‬ ‫في كافة السيناريوهات‪ ،‬ويرتبط ذلك بصورة كبيرة بزيادة استخدام‬

‫الشكل ‪ 8-9‬استخدام إجمالي الطاقة األولية‬


‫مليون بيتاجول‬
‫أفريقيا‬ ‫ ‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ ‬
‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫ ‬
‫البحر الكاريبي‬
‫ ‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫غرب آسيا‬ ‫ ‬

‫ ‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 9-9‬استخدام الطاقة األولية للفرد‬


‫جيجاجول‬
‫أفريقيا‬ ‫‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫‬
‫أوروبا‬
‫‬ ‫الشكل ‪9-12‬‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬
‫غرب آسيا‬
‫‬
‫العالم‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫ ‬
‫‬

‫ ‬

‫ ‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪414‬‬


‫في استخدام الطاقة الحيوية محل النفط جزئيًا‪ .‬وبينما يزداد استخدام‬ ‫ويوجهه نمو الدخل السريع وأساليب حياة مغرقة في المادية‪ .‬وعلى‬
‫الغاز الطبيعي‪ ،‬يصاحب استهالكه في قطاع الطاقة بشكل كبير حاليًا‪،‬‬ ‫انخفاضا‪ .‬في‬
‫ً‬ ‫العكس من ذلك‪ ،‬يتبع سيناريو االستدامة أو ًال مسار ًا أكثر‬
‫وبعد عام ‪ ،2020‬احتجاز الكربون وتخزينه‪.‬‬ ‫هذا السيناريو‪ ،‬يساهم التوجه األقل إغراق ًا في المادية واألعلى كفاءة إلى‬
‫حد كبير‪ -‬الذي تحثه جزئي ًا سياسة المناخ العالمية ‪ -‬في تقليل استخدام‬
‫انبعاثات ملوثات الهواء اإلقليمي وغازات االحتباس الحراري‬ ‫الطاقة‪.‬‬
‫على المستوى العالمي‪ ،‬تهيمن االنبعاثات الناتجة عن استخدام الطاقة‬
‫على االنبعاثات التي يسببها اإلنسان لملوثات الهواء اإلقليمي‪ ،‬مع‬ ‫وفيما يتعلق بمزيج الطاقة‪ ،‬يستمر الوقود األحفوري في الهيمنة على‬
‫استخدام انبعاثات أكاسيد الكبريت كمؤشر عام‪( ،‬انظر الشكل ‪)11-9‬‬ ‫مصادر الطاقة في السيناريوهات األربعة كلها (انظر الشكل ‪ .)10-9‬إال‬
‫وغازات االحتباس الحراري (انظر الشكل ‪ )12-9‬كليهما‪ .‬وتتأثر كثير ًا‬ ‫أنه ثمة اختالفات هامة بين هذه السيناريوهات‪ .‬ففي سيناريو األسواق‬
‫العالقة بين إجمالي استخدام الطاقة واالنبعاثات بمجموعة من العوامل‬ ‫أو ًال‪ ،‬تسمح تهدئة التوترات الحالية في أسواق الطاقة الدولية بالنمو‬
‫األخرى‪ ،‬بخاصة سياسات الحكومة الموجهة نحو ضوابط االنبعاثات‪.‬‬ ‫السريع الستخدام النفط والغاز الطبيعي على مستوى العالم‪ .‬وفي‬
‫سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬تقلل سياسات المناخ المعتدلة من نمو الطلب على‬
‫يقل إجمالي انبعاثات ملوثات الهواء اإلقليمي في كل السيناريوهات فيما‬ ‫البترول‪ ،‬وتقلل من استخدام النفط وتشجع على استخدام الطاقة الحيوية‬
‫عدا سيناريو األمن أو ًال‪ .‬وهذه نتيجة واضحة لعدم وجود ضوابط‬ ‫والبدائل الخالية من الكربون مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة‬
‫لالنبعاثات في هذا السيناريو‪ .‬وتعكس االنخفاضات الكبيرة في‬ ‫النووية‪ .‬وبعض استخدامات الوقود األحفوري المتبقية في قطاع الطاقة‬
‫السيناريوهين السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال الجمع بين جهود السياسة‬ ‫توحد مع احتجاز الكربون وتخزينه‪ .‬أما في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬فتخرج‬
‫الكبيرة للحد من انبعاثات استخدام الطاقة لكل وحدة باإلضافة إلى النمو‬ ‫صورة مختلفة تمامًا‪ .‬ففي هذا السيناريو‪ ،‬يقل نمو النفط والغاز الطبيعي‬
‫اإلجمالي األبطأ نسبي ًا في استخدام الطاقة والتوجه نحو أنواع الوقود‬ ‫نظر ًا للتوترات المتبقية في أسواق الطاقة الدولية‪ .‬ويُستبدل ذلك بزيادة‬
‫األنظف‪ .‬ويوضح سيناريو األسواق أو ًال نقص ًا إجماليًا‪ ،‬إال أن الزيادة‬ ‫في استخدام الفحم‪ .‬وأخيرًا‪ ،‬في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬تخرج صورة‬
‫اإلجمالية في النشاط االقتصادي تجعله ال يماثل االنخفاضات في‬ ‫مماثلة للصورة في سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬إال أن االتجاهات بها تكون‬
‫السيناريوهين السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪.‬‬ ‫أقوى‪ .‬وفي هذا السيناريو‪ ،‬كنتيجة لسياسات المناخ الصارمة‪ ،‬ال يقل‬
‫فقط استخدام الفحم ولكن يقل كذلك استخدام النفط‪ .‬وتحل زيادة كبيرة‬

‫الشكل ‪ 10-9‬استخدام الطاقة األولية العالمي حسب الوقود‬


‫إكساجول‬ ‫الفحم‬
‫‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬
‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫الوقود الحيوي الحديث‬
‫‬
‫الغاز الطبيعي‬
‫‬ ‫الطاقة النووية‬
‫النفط‬
‫‬ ‫الطاقة الشمسية‪/‬طاقة‬
‫الرياح‬
‫‬ ‫الوقود الحيوي التقليدي‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 11-9‬انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة اإلنسان حسب القطاع‬


‫مليون طن من الكبريت‬
‫‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫الطاقة‬
‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫الصناعة‬
‫‬ ‫استخدام األراضي‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‪415‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫للمستويات العالية من االنبعاثات الناتجة عن تغيرات استخدام األرض‪.‬‬ ‫وتحدث أكبر زيادة في انبعاثات غازات االحتباس الحراري التي تظهر في‬
‫وتكون مستويات االنبعاثات هذه في نطاق اإلسقاطات الواردة في تقرير‬ ‫أفق السيناريو‪ ،‬أكثر من الضعف‪ ،‬في سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬الذي يعكس‬
‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (‪( .)IPCC 2007a‬ولمزيد‬ ‫الزيادة في استخدام الطاقة ونقص السياسات الفعالة التي تخفف من‬
‫من التفاصيل حول مقارنة المناخ المرتبط باإلسقاطات في السيناريوهات‬ ‫حدة ذلك‪ ،‬ويتسم هذا السيناريو بعدم حدوث تقدم في تقليل االنبعاثات‬
‫مع اإلسقاطات الواردة في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫لكل فرد (انظر الشكل ‪ .)13-9‬وألسباب مماثلة‪ ،‬يعرض كذلك سيناريو‬
‫المناخ‪ ،‬انظر اإلطار ‪)1-9‬‬ ‫األمن أو ًال زيادة كبيرة‪ ،‬بالرغم من أنها تكون أقل نسبيًا‪ ،‬نظر ًا للنمو‬
‫االقتصادي المعتدل‪ .‬وبالمقارنة‪ ،‬فإن االنبعاثات في السيناريوهين‬
‫تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي ومتوسط درجة‬ ‫السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال تبلغ الذروة ثم تقل الحق ًا أثناء فترة‬
‫الحرارة السطحية العالمية‬ ‫السيناريو‪ .‬وينتج هذا في األساس من تنفيذ سياسات الحد من انبعاثات‬
‫يعكس اتجاه تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون العالمي اتجاهات االنبعاثات‬ ‫غازات االحتباس الحراري‪ .‬إال أنه في السنوات األولي‪ ،‬كانت االنبعاثات‬
‫وامتصاص المحيطات والغالف الحيوي لثاني أكسيد الكربون الموجود‬ ‫في سيناريو السياسة أو ًال فعلي ًا األعلى في السيناريوهات جميع ًا نظر ًا‬

‫الشكل ‪ 12-9‬االنبعاثات المكافئة للكربون اإلجمالية العالمية من مصادر أنشطة اإلنسان حسب القطاع‬
‫مليار طن‬
‫الطاقة‬ ‫‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫الصناعة‬
‫‬
‫الزراعة والحراجة‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 13-9‬انبعاثات الكربون االمكافئة للفرد من الطاقة والصناعة حسب اإلقليم‬
‫طن‬
‫أفريقيا‬ ‫‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬ ‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫‬
‫البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬
‫غرب آسيا‬
‫‬
‫العالم‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 14-9‬تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‬


‫جزيء في المليون من ثاني أكسيد الكربون‬
‫ألسواق أوالً‬ ‫‬

‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪416‬‬


‫اإلطار ‪ 1-9‬مقارنة تلك اإلسقاطات المناخية بتقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (‪ )IPCC‬الرابع‬
‫في الغالف الجوي‪ .‬ويصل أعلى تركيز لغاز ثاني أكسيد الكربون في‬
‫إن النماذج التي يتم استخدامها في نشاط هذا السيناريو تستخدمها كذلك الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر‬ ‫سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬حيث يزيد تركيزه عن ‪ 550‬جزء في المليون في‬
‫المناخ (‪ ،)IPCC‬وهو ما يضمن التناسق بين االحتماالت المستقبلية في هذا التقرير وفي أحدث تقارير الهيئة الحكومية‬ ‫عام ‪( 2050‬انظر الشكل ‪ .)14-9‬وينتج عن السيناريوهين السياسة أو ًال‬
‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ‪ ،‬الذي تم نشره عام ‪ 2007‬باعتباره التقرير الرابع للتقييم (انظر الفصل ‪ .)2‬ونظرا ً لمشكالت‬
‫واألمن أو ًال نفس التركيز تقريبًا‪ ،‬حوالي ‪ 540‬جزء في المليون في عام‬
‫التوقيت‪ ،‬لم يتم تحديث كافة معامِالت النماذج ألحدث نتائج الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (‪ .)IPCC‬وتعتبر‬
‫نتائج االستنتاجات هامشية‪ ،‬كما هو موضح هنا‪:‬‬ ‫‪ ،2050‬بالرغم من اتخاذه مسارات مختلفة على مدى تلك الفترة‪ .‬أما في‬
‫‪ n‬يعتبر أحد عوامل عدم التيقن الرئيسية في علم المناخ هو قيمة حساسية المناخ‪ ،‬مثل تغير التوازن المتوقع في درجة‬ ‫حالة سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬تقل الزيادة في تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون‬
‫الحرارة العالمية كنتيجة لتضاعف غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو عن المستويات قبل الصناعية‪ .‬وقد ذكر أحدث‬
‫في بداية فترة السيناريو نظر ًا لالنبعاثات المنخفضة‪ ،‬إال أنها تستمر في‬
‫تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ أن النطاق المقدر للزيادة في أدنى قيمة هو ‪ 4.5 - 2.0‬درجة مئوية‪.‬‬
‫وازدادت القيمة المتوسطة من ‪ 2.5‬درجة مئوية ‪ 3.0 -‬درجات مئوية‪ .‬وقد استخدم النموذج ‪ IMAGE 2.4‬القيمة السابقة‬
‫الزيادة بمعدل متسارع‪ .‬ويشهد سيناريو السياسة أو ًال أعلى زيادة في‬
‫لهذه الدراسة‪ ،‬عاكسا ً الفهم العلمي إبان وضع النموذج‪ .‬وتتأثر النتائج عام ‪ 2050‬هامشيا ً فقط بهذا الفرق‪ ،‬حيث أن‬ ‫تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في بداية فترة السيناريو‪ ،‬إال أن معدل‬
‫حساسية المناخ تعتبر مؤشرا ً على الزيادة النهائية في درجة الحرارة عند التوازن‪ ،‬الذي يتحقق فقط بعد ‪ 100‬عام‪،‬‬ ‫الزيادة ينخفض بشكل كبير في نهاية الفترة‪ .‬وينتج عن سيناريو االستدامة‬
‫وستزداد الحرارة في السيناريوهات بمعدل ‪ 0.3 - 0.2‬درجة مئوية كحد أقصى عام ‪.2050‬‬
‫أو ًال أقل تركيز بهامش كبير‪ ،‬حوالي ‪ 475‬جزء في المليون عام ‪،2050‬‬
‫‪  n‬وثمة عدم تيقن رئيسي آخر في تقديرات ارتفاع مستوى سطح البحر‪ .‬فيما يتعلق بحساسية المناخ‪ ،‬استخدم النموذج‬
‫‪ IMAGE 2.4‬إحصائيات من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ‪ ،‬مما يعكس الفهم العلمي وقت وضع‬ ‫وهو السيناريو الوحيد الذي يقترب فيه التركيز من االستقرار‪.‬‬
‫النموذج‪ .‬لذا‪ ،‬فإن القيمة عام ‪ 2000‬تعتبر ضئيلة مقارنة بالتقديرات المتوسطة للهيئة الحكومية الدولية المعنية‬
‫بتغيّر المناخ (ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل ‪ 17‬سم في القرن العشرين)‪ .‬وفي القرن الواحد والعشرين‪ ،‬تتوقع‬
‫وتظهر في كافة السيناريوهات زيادة ملحوظة في متوسط درجة الحرارة‬
‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ارتفاعا ً آخر قدره ‪ 20-60‬سم‪ ،‬نظرا ً لتوسع المحيطات‪ ،‬وذوبان الكتل‬
‫الجليدية والمساهمة المستمرة لجرينالند وأنتاركتيكا (بمعدل ‪ 0.4‬مم‪/‬سنوي ًا)‪ .‬ويمكن مقارنة قيم الهيئة الحكومية‬
‫العالمية‪ ،‬تتراوح بين ‪ 1.7‬درجة مئوية فوق المستويات قبل الصناعية في‬
‫الدولية المعنية بتغيّر المناخ بالقيم الموجودة في الشكل ‪ 21-9‬لفترة السيناريو (يساهم تمدد المحيطات بارتفاع قدره‬ ‫عام ‪ 2050‬في سيناريو االستدامة أوالً‪ ،‬بينما تصل إلى حوالي ‪ 2.2‬درجة‬
‫‪ 13 11-‬سم‪ ،‬واألنهار الجليدية بمقدار ‪ 10 - 9‬سم وجرينالند وأنتاركتيكا ‪ 2‬سم)‪ .‬ويعتبر أكبر أوضاع عدم التيقن هو‬ ‫مئوية في سيناريو األسواق أوالً‪ ،‬بينما تصل في السيناريوهين السياسة‬
‫معدل تدفق صفحة الجليد المتزايد من جرينالند وأنتاركتيكا‪ ،‬حيث لم يتم وضعه في االعتبار هنا أو في تقرير الهيئة‬
‫أو ًال واألمن أو ًال إلى حوالي ‪ 2.0‬درجة مئوية (انظر الشكل ‪ .)15-9‬وتمثل‬
‫الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ لعام ‪ .2007‬وينص تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ على‬
‫أن فهم هذه الظواهر محدود جدا ً لتقييم احتمالية وقوعها أو لتقديم أفضل التقديرات للحد األعلى الرتفاع سطح‬ ‫تلك الزيادات التغييرات الفعلية في درجة الحرارة عام ‪ ،2050‬حيث إنه‬
‫البحر‪.‬‬ ‫نظر ًا للجمود في النظام المناخي‪ ،‬فمن المتوقع زيادة االحترار في كافة‬

‫المصادر‪Bouwman and others 2006, IPCC 2000, 2007a, 2007b :‬‬


‫السيناريوهات بغض النظر عن االنبعاثات التي قد تحدث بعد عام ‪.2050‬‬

‫ارتفاع مستوى سطح البحر‬


‫إن العمليات التي تحكم ارتفاع مستوى سطح البحر كنتيجة لتغير المناخ‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬التمدد الحراري للمحيطات وذوبان الثلج‪ ،‬تحتاج إلى‬
‫أوقات طويلة لالستجابة لها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يستجيب مستوى سطح البحر ببطء‬
‫إلى التغييرات في الحرارة‪ .‬حيث إن ارتفاع سطح البحر المحسوب في‬
‫كافة السيناريوهات حوالي ‪ 30‬سنتيمتر ًا في ‪ 2050‬بالمقارنة للفترة قبل‬
‫يحدده المعدل الثابت للزيادة المالحظ في نهاية فترة السيناريو‪.‬‬ ‫الصناعية‪ ،‬مع اختالفات ضئيلة بين كل من هذه السيناريوهات (انظر‬
‫الشكل ‪ .)16-9‬ويتضمن مقدار ارتفاع مستوى سطح البحر مخاطر‬
‫األرض‬ ‫متزايدة من الفيضانات الساحلية أثناء هبوب الرياح العاتية وتسريع تآكل‬
‫يعد أحد التحديات البيئية الرئيسية هو الحفاظ على األرض للمحافظة‬ ‫الشواطئ والتغييرات األخرى في المناطق الساحلية على مستوى العالم‪.‬‬
‫على قدرتها على تقديم سلع وخدمات النظم اإليكولوجية (انظر الفصل ‪.)3‬‬ ‫أما فيما يتعلق بمتوسط درجات حرارة السطح العالمية‪ ،‬يستمر ارتفاع‬
‫ويؤدي نمو السكان والثروة االقتصادية واالستهالك إلى زيادة في الضغط‬ ‫مستوى البحر إلى ما وراء األفق الزمني لهذه السيناريوهات‪ ،‬وهو ما‬

‫الشكل ‪ 15-9‬اتجاهات متوسط انحراف درجة الحرارة منذ العصور قبل الصناعية‬
‫‪$‬‬
‫‪ 5‬‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫ ‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬
‫ ‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 5‬‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‪417‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪ 16-9‬ارتفاع مستوى البحر نتيجة تغير المناخ‬
‫مدار بواسطة‬ ‫سم منذ أوقات ما قبل الصناعة‬
‫السطح الجليدي في‬ ‫‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫أنتاركتيكا‬
‫السطح الجليدي في‬ ‫‬
‫جرينالند‬
‫األنهار الجليدية الصغيرة‬
‫‬
‫التمدد الحراري‬
‫للمحيطات‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫ ‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫طفيفة في عام ‪ ،2050‬نظر ًا لجمود نظام المناخ‪ .‬ويكون التآكل الناتج عن‬ ‫العام على استخدام األرض في كل سيناريو‪ ،‬باإلضافة إلى المنافسة‬
‫المياه هو األكبر في المناطق الزراعية‪ ،‬بغض النظر عن ظروف التربة‬ ‫المتزايدة بين االستخدامات المختلفة‪.‬‬
‫والمناخ‪.‬‬
‫أرض الزراعة والوقود الحيوي والغابات‬
‫يتيح كل من الجمع بين اتجاهات تغير المناخ واستخدام األراضي‬ ‫في كافة السيناريوهات‪ ،‬يزداد استخدام األرض لألغراض الزراعية‬
‫باإلضافة إلى مؤشر قابلية التآكل إمكانية حساب مؤشر مخاطر التآكل‬ ‫التقليدية ‪ -‬المحاصيل الغذائية والمرعى والعلف ‪ -‬إلى أقصى حد في‬
‫بسبب المياه‪ .‬ومقارنة بالموقف الحالي‪ ،‬تزداد المنطقة المعرضة لمخاطر‬ ‫المناطق التي تكون فيها األراضي الصالحة للزراعة مازالت متاحة‪،‬‬
‫التآكل بسبب المياه بنسبة حوالي ‪ 50‬في المائة في كافة السيناريوهات‬ ‫وبخاصة في أفريقيا وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي (انظر الشكل‬
‫(انظر الشكل ‪ .)20-9‬وتكون الفروق بين السيناريوهات حتى عام ‪2050‬‬ ‫‪ .)17-9‬وتتضمن هذه التغيرات اختالفات بين المناطق فيما يتعلق‬
‫طفيفة نسبيًا‪ .‬وتكون المخاطر في سيناريو االستدامة أو ًال واألسواق أو ًال أقل‬ ‫باالعتماد على توسع األراضي في مقابل التحسينات الجازمة في‬
‫من المخاطر في السيناريوهات األخرى‪ ،‬بالرغم من وجود فترة تزداد‬ ‫إنتاجيات المحاصيل للنمو الزراعي‪ .‬في سيناريو األمن أو ًال يكون التوسع‬
‫فيها المخاطر في السيناريو األول كما يتم تقديم المزيد من محاصيل‬ ‫الزراعي والتوسع في األرض هو األقل‪ ،‬حيث يحافظ النمو االقتصادي‬
‫الوقود الحيوي‪ .‬وأكبر زيادة في المخاطر نلحظها في سيناريو السياسة‬ ‫المنخفض على زيادة مطالب اإلنسان من األرض في نطاق الحدود‬
‫أو ًال‪ ،‬ويكون ذلك بصورة أساسية بسبب زيادة الطلب على الغذاء‪،‬‬ ‫المالئمة‪ .‬بينما ينتج عن السيناريوهين األسواق أو ًال واالستدامة أو ًال نتائج‬
‫ويصاحبه زيادة الطلب على محاصيل الوقود الحيوي‪.‬‬ ‫قابلة للمقارنة ولكن ألسباب مختلفة‪ .‬أما في سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬يتم‬
‫تعويض نمو الطلب على األرض بصورة جزئية بالتحسينات التكنولوجية‪،‬‬
‫التصحّ ر‬ ‫بينما في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬فإن هذه التحسينات يعمل على توازنها‬
‫ثمة تهديد آخر إلنتاج الغذاء هو التصحر‪ .‬حيث تم تحديد هذه المشكلة‬ ‫االهتمام األكبر بتوفر الغذاء‪ .‬وفي سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬تكون إجمالي‬
‫باعتبارها مشكلة اجتماعية واقتصادية وبيئية خطيرة للعديد من البلدان‬ ‫المنطقة الزراعية هي األعلى‪ ،‬نظر ًا لتشابه االهتمامات ولمستويات‬
‫حول العالم‪ .‬فمثل تدهور األرض‪ ،‬ينتج التصحر بسبب عوامل طبيعية‬ ‫السكان األعلى أكثر منها في سيناريو االستدامة أو ًال‪ .‬أما في سيناريو‬
‫(مثل التغير في التهطال) وبسبب عوامل بشرية (مثل قطع األشجار‬ ‫السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال واللذان يتضمنان أهداف ًا قوية للتخفيف من‬
‫واالستخدام المفرط لألرض) أو لكال السببين‪.‬‬ ‫حدة غازات االحتباس الحراري‪ ،‬يوجد طلب متزايد على األرض إلنتاج‬
‫محاصيل الوقود الحيوي (انظر الشكل ‪ .)18-9‬وينعكس تأثير هذا الطلب‬
‫كما أن التغييرات في المناطق القاحلة (نتيجة لتغير المناخ) تعتبر ضئيلة‬ ‫على الزراعة والوقود الحيوي في التغييرات في أراضي الغابات (انظر‬
‫نسبيًا‪ .‬ويكون ذلك نتيجة لحقيقة أن تغير المناخ ينتج عن التهطال‬ ‫الشكل ‪ .)19-9‬وتشهد أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا‬
‫المتزايد‪ ،‬لكن أيض ًا من زيادة البخر (نتيجة لزيادة درجة الحرارة)‪ .‬إال‬ ‫نقص ًا كبير ًا في أراضي الغابات في كافة السيناريوهات‪ ،‬وبصفة خاصة‬
‫أنه بالنسبة للتصحر‪ ،‬تكون زيادة األراضي القاحلة أقل أهمية من الضغط‬ ‫في سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬حيث يتم فقد كافة الغابات في أفريقيا تقريب ًا في‬
‫على هذه المناطق‪ .‬ولذا‪ ،‬يؤدي الجمع بين التوسع في األراضي الزراعية‬ ‫هذا السيناريو‪ .‬بينما في الوقت ذاته‪ ،‬تشهد أوروبا وأمريكا الشمالية‬
‫في المناطق القاحلة إلى زيادة تعرضها إلى صدمات مناخية‪.‬‬ ‫زيادات طفيفة‪ ،‬وبصفة خاصة في السيناريوا ألسواق أو ًال‪.‬‬

‫إنتاجيات المحاصيل وتوافر الغذاء‬ ‫تدهور األرض‬


‫تنعكس التغييرات في استخدام األراضي وجودتها باإلضافة إلى التقدم‬ ‫إن استمرار إنتاج الغذاء من األراضي الزراعية يواجه تهديدات بطرق‬
‫في التكنولوجيا والتنمية االقتصادية العامة‪ ،‬مثل التجارة‪ ،‬في التغييرات‬ ‫مختلفة‪ .‬أوالً‪ ،‬يزداد التآكل الناتج عن سقوط األمطار‪ ،‬نظر ًا لزيادة‬
‫التي تطرأ على اإلنتاجيات الزراعية وتوافر الغذاء‪ .‬وتشهد كافة المناطق‬ ‫التهطال الناتج عن تغير المناخ‪ .‬تكون زيادة التهطال على أشدها في‬
‫زيادة غالل الحبوب لكل وحدة مساحة في كافة السيناريوهات‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫السيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬بالرغم من أن االختالفات بين السيناريوهات تظل‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪418‬‬


‫الشكل ‪ 17-9‬أرض الزراعة والمرعى حسب اإلقليم‬
‫مليون كم مربع‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬
‫‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫‬ ‫غرب آسيا‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 18-9‬زراعات الوقود الحيوي الحديثة كنسبة مئوية من إجمالي غطاء األرض حسب اإلقليم‬
‫في المائة‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬
‫أوروبا‬
‫‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫غرب آسيا‬
‫‬
‫العالم‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‪0‬‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 19-9‬أرض الغابات حسب اإلقليم‬
‫في مليون كم مربع المائة‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬ ‫أوروبا‬
‫‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫غرب آسيا‬
‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 20-9‬النطاق العالمي للتربة المعرضة لخطر التآكل بسبب الماء‬


‫مليون كم مربع‬
‫‬ ‫األسواق أوالً‬
‫‬ ‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬
‫‬
‫االستدامة أوالً‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج الصور‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‪419‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫المياه‬ ‫الزيادة تكون أقل بشكل ملحوظ في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬وهو ما يعكس‬
‫كما ناقشنا في الفصل الرابع‪ ،‬تعتبر المياه أساسية ‪ -‬على مستوى‬ ‫بطء عمليات تنمية التكنولوجيا وممارسات إدارة األراضي الضعيفة (انظر‬
‫الكمية والنوعية ‪ -‬بالنسبة للبيئة ورفاهية اإلنسان‪ .‬وتوضح السيناريوهات‬ ‫الشكل ‪ .)21-9‬وينتج عن زيادة الطلب على الغذاء مع زيادة‬
‫وجود احتماالت مختلفة جد ًا بالنسبة لمستقبل المياه اعتماد ًا على‬ ‫االستثمارات في التكنولوجيا‪ ،‬أكبر الزيادات في كل من السيناريوهين‬
‫خياراتنا في المستقبل القريب‬ ‫األسواق أو ًال والسياسة أو ًال‪ ،‬مع بعض االختالفات بين المناطق‪ .‬وبينما‬
‫يكون النمو أقل نسبي ًا في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬إال أن هذا يوازيه معدل‬
‫استخدام المياه‬ ‫سكان إجمالي أقل‪.‬‬
‫تعتبر إحدى عواقب التوجه السريع نحو تحقيق مستوى معيشة مادي‬
‫أفضل في سيناريو األسواق أوالً هي النمو السريع في استخدام المياه‬ ‫يوضح الشكل ‪ 22-9‬التغييرات المرتقبة لتوافر الغذاء بالنسبة للفرد‪.‬‬
‫في كافة القطاعات االجتماعية ‪ -‬االقتصادية‪ ،‬وهو ما ينتج عنه زيادة‬ ‫ويزداد إجمالي إنتاج الغذاء في كافة السيناريوهات األربعة‪ ،‬إال أن توفر‬
‫كبيرة في سحوبات المياه السطحية والجوفية (انظر الشكل ‪.)23-9‬‬ ‫الغذاء بالنسبة للفرد يتأثر أيض ًا بالمعدالت المختلفة في نمو السكان‪.‬‬
‫وتختلف االتجاهات كثير ًا من دولة إلى أخرى‪ ،‬ففي العديد من الدول‬ ‫ويسهل مشاهدة زيادات ملحوظة في سيناريوهات األسواق أو ًال والسياسة‬
‫الصناعية يصل استخدام المياه إلى نقطة التشبع أثناء فترة السيناريو‪،‬‬ ‫أو ًال واالستدامة أو ًال‪ ،‬بينما يحقق السيناريو األخير مستويات عالمية تصل‬
‫بينما تؤدي الدخول المتزايدة في البلدان النامية إلى طلب متزايد على‬ ‫إلى ‪ 10‬في المائة و‪ 5‬في المائة أعلى من السيناريوهين األوليين على‬
‫خدمات المياه الحديثة‪ .‬وفي سيناريو األسواق أو ًال تؤدي خصخصة‬ ‫الترتيب‪ .‬أما في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬يساير إنتاج الغذاء بالكاد نمو‬
‫خدمات المياه والتحسينات التكنولوجية إلى زيادة معقولة لكن ثابتة في‬ ‫السكان بعد عام ‪ ،2020‬أما بداية االنخفاض فيمكن مالحظة بدايته عام‬
‫كفاءة استخدام المياه في معظم المناطق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن قطاع المياه‬ ‫‪ ،2040‬إال أن حدوثه يكون أقرب في أفريقيا‪ .‬وبحلول عام ‪ 2050‬يكون‬
‫يؤكد على التوسع في إمدادات المياه بد ًال من الحفاظ على المياه‪ .‬أما في‬ ‫هناك أكثر من ‪ 30‬في المائة فرق ًا في توفر الطعام بالنسبة لكل فرد فيما‬
‫سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬يؤدي التغير في سلوك استخدام المياه في المنازل‬ ‫بين السيناريوهين األمن أو ًال واالستدامة أو ًال على المستوى العالمي‪ ،‬أما‬
‫والصناعات باإلضافة إلى التحسينات السريعة في كفاءة استخدام المياه‬ ‫في أفريقيا فيكون الفارق ‪ 70‬في المائة‪.‬‬
‫في كافة القطاعات‪ ،‬إلى نقص سحوبات المياه في العديد من البلدان‬
‫الصناعية وإلى بطء النمو في مناطق أخرى‪ .‬وفي سيناريو األمن أو ًال‪،‬‬

‫الشكل ‪ 21-9‬غلة الحبوب حسب اإلقليم‬


‫طن‪/‬هكتار‬
‫أفريقيا‬ ‫‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬ ‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫غرب آسيا‬ ‫‬
‫العالم‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج الصور‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫ ‬

‫‬

‫‬
‫ ‬

‫‬

‫ ‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 22-9‬توفر الغذاء للفرد‬


‫ألف كيلو كلوري‪/‬يوميًا‬
‫أفريقيا‬ ‫‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬
‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬
‫غرب آسيا‬
‫العالم‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج الصور‪.‬‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫ ‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪420‬‬


‫عام ‪ 2005‬يتجاوز ‪ 5.1‬بليون شخص‪ .‬أما عدد السكان الذين يعيشون‬ ‫فإن الميل إلى زيادة السكان وإهمال الحفاظ على المياه يؤدي إلى زيادة‬
‫في ظروف ندرة المياه في أفريقيا فيصل إلى ‪ 80‬مليون‪ ،‬وهو تقريب ًا‬ ‫سحوبات المياه‪ .‬إال أن النمو االقتصادي البطيء يميل إلى إبطاء هذه‬
‫نفس عدد السكان الذين يعيشون في هذه المنطقة في بداية القرن‪.‬‬ ‫الزيادة‪ .‬ويفترض سيناريو األمن أو ًال انتشار تبني إستراتيجيات إدارة‬
‫وتؤدي عمليات التنمية في سيناريو االستدامة أو ًال فيما يتعلق باستخدام‬ ‫متكاملة للمياه‪ ،‬مع التأكيد الشديد على إدارة الطلب والمحافظة على‬
‫المياه‪ ،‬يصاحبها معدالت نمو سكاني منخفضة‪ ،‬إلى تراجعات كبيرة في‬ ‫المياه‪ .‬وتؤدي عمليات التنمية‪ ،‬مع معدالت النمو السكاني البطيئة‪ ،‬إلى‬
‫نقص المياه في العديد من أحواض األنهار‪ .‬وال تزال توجد زيادات في‬ ‫زيادات بطيئة في إجمالي استخدام المياه‪.‬‬
‫بعض المناطق‪ ،‬وبصفة خاصة في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وغرب‬
‫آسيا‪ ،‬ويرجع ذلك جزئي ًا إلى األنماط المتنوعة للنمو السكاني وتبدل‬ ‫األشخاص الذين يعيشون في مناطق تواجه نقص مياه شديد‬
‫أنماط التهطال كجزء من تغير المناخ‪ .‬ويزداد عدد السكان الذين يعيشون‬ ‫ويتعقد مدى نقص المياه القاسي بتأثير تغير المناخ على مستقبل‬
‫في أحواض األنهار ويواجهون نقص مياه قاسي بأكثر من ‪ 1.1‬بليون‬ ‫إمدادات المياه في كافة السيناريوهات‪ .‬ويُزيد التهطال المتزايد من توفر‬
‫شخص عالميًا‪ .‬وفي كل من السيناريوهين االستدامة أو ًال والسياسة أو ًال‪،‬‬ ‫المياه السنوي في معظم أحواض األنهار‪ ،‬إال أن درجات الحرارة األكثر‬
‫من المتوقع اتخاذ إجراءات كثيرة لمساعدة األشخاص الذين يعيشون في‬ ‫دفئ ًا والتهطال المتناقص سيقلل من توفر المياه السنوي في بعض‬
‫أحواض األنهار ويواجهون نقص مياه قياسي من أجل تحسين قدرتهم‬ ‫المناطق القاحلة‪ ،‬مثل غرب آسيا‪ ،‬واألجزاء الجنوبية من أوروبا واألجزاء‬
‫على مواجهة ندرة المياه‪ .‬وتتضمن هذه اإلجراءات وضع برامج للحد من‬ ‫الشمالية الشرقية من أمريكا الالتينية وبحر الكاريبي‪ .‬ويمكن كذلك أن‬
‫فاقد المياه في توزيع المياه والبرامج شديدة الفاعلية إلدارة المياه‬ ‫تؤدي التغييرات في المناخ إلى فترات متكررة من الجريان السطحي‬
‫السطحية والجوفية‪.‬‬ ‫للمياه المرتفع والمنخفض (غير موضحة)‪ .‬وبحلول عام ‪ ،2050‬قد يزداد‬
‫حدوث حاالت الجفاف في المناطق القاحلة بالفعل‪ ،‬مثل أستراليا وجنوب‬
‫معالجة مياه الفضالت‬ ‫الهند والجنوب اإلفريقي‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬قد يتسبب التهطال المتزايد‬
‫من آثار الزيادة السريعة في سحوبات المياه في سيناريو األسواق أو ًال‪،‬‬ ‫عال متكرر في أجزاء من آسيا والمحيط‬
‫إلى حدوث جريان سطحي ٍ‬
‫النمو السريع المماثل في إنتاج مياه الصرف‪ .‬وبالرغم من زيادة قدرة‬ ‫الهادئ وأمريكا الالتينية وبحر الكاريبي وأمريكا الشمالية‪.‬‬
‫محطات معالجة المياه‪ ،‬إال أنها ال تستطيع أن تساير الزيادة في حجم‬
‫مياه الصرف‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن إجمالي حجم مياه الصرف غير المعالجة على‬ ‫وتجتمع هذه العوامل مع زيادات نمو الطلب ونمو السكان لتحديد عدد‬
‫مستوى العالم من القطاعين المنزلي والصناعي يزداد إلى الضعف بين‬ ‫السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار ويواجهون نقص مياه قاسي‬
‫عامي ‪ 2000‬و‪( 2050‬انظر الشكل ‪ .)25-9‬وحيث أن معظم مياه‬ ‫(انظر اإلطار ‪ 2-9‬والشكل ‪ .)24-9‬وفي سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬ينمو عدد‬
‫السكان المتأثرون من حوالي ‪ 2.5‬بليون شخص في عام ‪ 2000‬إلى‬
‫حوالي ‪ 4.3‬بليون شخص عام ‪ .2050‬أما في سيناريو السياسة أو ًال‪،‬‬
‫اإلطار ‪ 2-9‬نقص المياه‬
‫تساعد اإلجراءات التي يتم اتخاذها إلبطاء نمو استخدام المياه على‬
‫يتم استخدام مفهوم "نقص المياه" في العديد من تقييمات المياه‬ ‫تخفيف حدة المخاوف من توفر المياه العذبة في معظم مناطق العالم‪.‬‬
‫للحصول على تقدير أولي لمدى ضغط المجتمع على الموارد المائية‪ .‬ويتم‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يستمر نمو السكان والنشاط االقتصادي في تمثيل عبء على‬
‫تعريف نقص المياه باعتبارها موقفا ً حينما تتجاوز عمليات السحب ‪ 40‬في‬
‫الموارد في بعض المناطق‪ ،‬وبصفة خاصة في المناطق النامية‪ .‬حيث‬
‫المائة من الموارد المتجددة‪ .‬ونفترض هنا أنه كلما ازداد مستوى نقص المياه‪،‬‬
‫كلما ازدادت احتمالية حدوث نقص المياه المزمن أو الحاد‪.‬‬ ‫يرتفع عدد السكان عالمي ًا الذين يواجهون نقص المياه القاسي بنسبة‬
‫حوالي ‪ 40‬في المائة ليصل عددهم إلى ‪ 3.9‬بليون شخص‪ .‬ويعد التأثير‬
‫البحت الرتفاع عدد السكان والطلب المتزايد في سيناريو األمن أو ًال هو أن‬
‫السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار تحت نقص مياه قاسي في‬

‫الشكل ‪ 23-9‬سحوبات المياه العالمية حسب القطاع‬


‫تريليون متر مكعب‬
‫‬ ‫الزراعة‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫‬ ‫المنزلي‬
‫‬ ‫الكهرباء‬
‫‬ ‫التصنيع‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الفجوة المائية‪.‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪421‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪ 24-9‬السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار ويواجهون إجهاداً مائياً حادًا‬
‫مليار نسمة‬
‫‬
‫أفريقيا‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫‬
‫أوروبا‬
‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫غرب آسيا‬ ‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج الفجوة‬
‫المائية‪.‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫التنوع البيولوجي‬ ‫الصرف يتم تصريفها إلى المياه السطحية داخل اليابسة‪ ،‬فإن العالم‬
‫وعبر كل السيناريوهات والمناطق‪ ،‬يظل التنوع البيولوجي مهددًا‪ ،‬مع‬ ‫يشهد انتشار ًا حاد ًا لمشكالت تلوث المياه والمخاطر الصحية‪ .‬وفي‬
‫تداعيات قوية على خدمات النظم اإليكولوجية ورفاهية اإلنسان الموضحة‬ ‫سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬يزداد مستوى معالجة مياه الصرف من نسبة ‪50‬‬
‫كل من التنوع البيولوجي األرضي‬
‫في الفصل ‪ .5‬وينطبق ذلك على ٍ‬ ‫في المائة إلى حوالي ‪ 80‬في المائة فيما بين عامي ‪ 2000‬و‪،2050‬‬
‫والبحري‪ .‬إال أنه توجد اختالفات واضحة بين السيناريوهات في مقدار‬ ‫ولكن نظر ًا لنمو السكان‪ ،‬فإن إجمالي حجم مياه الصرف غير المعالجة‬
‫التغيير وموقعه‪.‬‬ ‫سيظل يزداد بمعدل حوالي ‪ 25‬في المائة خالل هذه الفترة (انظر الشكل‬
‫‪ .)25-9‬إال أن المعدل العالمي يُخفي أوجه اختالف واسعة بين المناطق‪.‬‬
‫التنوع البيولوجي األرضي‬ ‫وبينما يتقلص إجمالي حجم مياه الصرف غير المعالجة بأكثر من‬
‫تستمر كافة المناطق في مواجهة نقص في التنوع األرضي في كل سيناريو‬ ‫النصف في أوروبا‪ ،‬فإنه يتضاعف تقريب ًا في أمريكا الالتينية والكاريبي‪.‬‬
‫من السيناريوهات‪ .‬ويوضح الشكل ‪ 26-9‬مستويات متوسط وفرة األنواع‬ ‫ال‬
‫وحيث أن تغطية المجتمعات بمحطات معالجة مياه الصرف يعتبر قلي ً‬
‫بدء ًا من عام ‪ 2000‬والتغييرات في كل سيناريو من السيناريوهات من‬ ‫بصورة نسبية في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬فإن حجم مياه الصرف غير‬
‫عام ‪ 2000‬وحتى عام ‪ ،2050‬وتلخص األشكال ‪ 28-9 - 27-9‬هذه‬ ‫المعالجة يزداد بتأثير أكثر من عامل فيما بين عام ‪ 2000‬إلى ‪.2050‬‬
‫التغييرات حسب المنطقة وحسب مساهمة كل منها‪ .‬ويمكن مالحظة أكبر‬ ‫ويتسبب صرف هذه األحجام الكبيرة من مياه الصرف غير المعالجة إلى‬
‫فقد في التنوع البيولوجي في سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬يليه سيناريو األمن‬ ‫المياه السطحية إلى انتشار تلوث المياه وزيادة المخاطر الصحية سوء ًا‬
‫أو ًال والسياسة أو ًال واالستدامة أو ًال لمعظم المناطق‪ .‬وتشهد أفريقيا وأمريكا‬ ‫وتدهور اإلنظمة اإليكولوجية المائية‪ .‬وفي سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬تساهم‬
‫الالتينية والكاريبي أكبر معدل فقد في التنوع البيولوجي األرضي بحلول‬ ‫الجهود المبذولة في الحد من نمو الطلب على المياه في المحافظة على‬
‫عام ‪ 2050‬في كافة السيناريوهات األربعة‪ ،‬ويليهم آسيا والمحيط‬ ‫نوعية المياه وتحسينها على مستوى العالم‪ .‬وتتمكن قدرة المعالجة من‬
‫الهادئ‪ .‬وترجع االختالفات بين المناطق بصورة كبيرة على التغييرات‬ ‫التصدي للكميات المتزايدة من مياه الصرف‪ ،‬ولذلك فقد تغير الحجم‬
‫واسعة النطاق الستخدام األراضي التي أوضحناها من قبل‪ ،‬وبخاصة‬ ‫ال جد ًا منذ بداية هذا القرن‬
‫اإلجمالي لمياه الصرف غير المعالجة قلي ً‬
‫الزيادة في أراضي المراعي والمناطق المخصصة إلنتاج الوقود الحيوي‪.‬‬ ‫(انظر الشكل ‪ .)25-9‬إال أن هذا‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬يخفي اختالفات كبيرة بين‬
‫والتغييرات الكلية في التنوع البيولوجي األرضي بالرغم من ذلك‪ ،‬تتأثر‬ ‫المناطق المختلفة‪ .‬ففي أمريكا الشمالية‪ ،‬يقل حجم مياه الصرف بصورة‬
‫بعدد من العوامل األخرى‪ ،‬تتضمن تطوير البنية التحتية والتلوث‬ ‫حادة‪ ،‬بينما في أمريكا الالتينية والكاريبي يزداد حجم مياه الصرف‬
‫والتغييرات المناخية‪ ،‬باإلضافة إلى السياسة العامة والصراعات‪.‬‬ ‫بكمية طفيفة‪.‬‬

‫الشكل ‪ 25-9‬مياه الصرف غير المعالجة المحلية والبلدية حسب اإلقليم‬


‫مليار متر مكعب‬
‫أفريقيا‬ ‫‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫‬
‫أوروبا‬
‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬
‫غرب آسيا‬
‫‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج الفجوة‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫المائية‪.‬‬
‫‬ ‫‬ ‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪422‬‬


‫اإلطار ‪ 3-9‬تعريف وقياس التنوع البيولوجي‬
‫حيث أن الزراعة‪ ،‬متضمنة إنتاج المحاصيل والماشية‪ ،‬يكون لها تأثيرات‬
‫التنوع البيولوجي كما تعرفه اتفاقية التنوع البيولوجي يشمل تنوع الجينات واألنواع والنظم اإليكولوجية‪ .‬ويعتبر أحد‬ ‫إجمالية أكبر على التنوع البيولوجي في سيناريو السياسة أو ًال‬
‫المعايير األرضية لتنوع مستوى األنوع هو متوسط الوفرة المتبقية في كل نوع فردي ينتمي إلى النظام اإليكولوجي أو ما‬ ‫واالستدامة أو ًال أكثر من السيناريوهين اآلخرين نظر ًا الرتفاع قيمة األمن‬
‫يسمى "متوسط وفرة األنواع األصلية (‪ .")MSA‬ويمثل "متوسط وفرة األنواع األصلية" الوفرة المتبقية من األنواع األصلية‪،‬‬
‫الغذائي في هذه العوالم‪ ،‬ونظر ًا لزيادة استيعاب الوقود الحيوي بنا ًء على‬
‫بالنسبة لحالته الطبيعية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في حالة إزالة الغابات‪ ،‬فإن متوسط وفرة األنواع األصلية يقوم على أساس‬
‫األنواع المتبقية في الغابات‪ .‬ويتم عمل نموذج لمتوسط وفرة األنواع األصلية على مقياس نسبي من نسبة صفر في المائة‬ ‫المنتجات الزراعية‪ .‬وتستمر الغابات االستوائية بصفة خاصة في‬
‫(تم تدمير النظام اإليكولوجي) إلى نسبة ‪ 100‬في المائة (النظام اإليكولوجي سليم)‪ .‬تم استخدام نموذج المنهجية‬ ‫التعرض للتحول‪.‬‬
‫العالمية لرسم خريطة آثار اإلنسان على الغالف الحيوي ‪ GLOBIO‬لتوقع التغييرات في متوسط وفرة األنواع األصلية في‬
‫سيناريوهات توقعات البيئة العالمية التي تم وصفها في الملحق‪.‬‬
‫وعلى النطاق العالمي‪ ،‬يمكن مالحظة المزيد من فاقد التنوع البيولوجي‬
‫في سيناريو األسواق أو ًال أكثر من أي سيناريو آخر‪ ،‬حيث يلعب تطوير‬
‫البنية التحتية دور ًا رئيسيًا‪ .‬ففي سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬يكون النمو‬
‫التنوع البيولوجي‪ ،‬ويكون ذلك هام ًا بصفة خاصة في ظل هذه الظروف‪.‬‬ ‫السكاني العالمي محدودًا‪ ،‬ويتم تنظيم بناء الطرق والتنمية الحضرية‬
‫بصورة أكبر من سيناريو األمن أو ًال‪ .‬إال أن‪ ،‬دوافع التنمية تكون أقوى في‬
‫وأخيرًا‪ ،‬فإن تكرار الصراعات المسلحة المتزايدة في سيناريو األمن أو ًال‬ ‫سيناريو األسواق أو ًال‪ :‬حيث يتم تعزيز أسواق السلع الدولية‪ ،‬ويتم تطوير‬
‫يخلق مخاطر غير متوقعة على التنوع البيولوجي باإلضافة إلى المخاطر‬ ‫البنية التحتية لتعزيز الوصول إلى الموارد الطبيعية‪ ،‬وتكون قيمة تكوين‬
‫على األشخاص‪ .‬ويتم في األغلب تجميد الصناديق الدولية المخصصة‬ ‫الثروات أكبر من المحافظة على الموارد‪ .‬وفي السيناريوهين األسواق أو ًال‬
‫إلجراءات المحافظة مع تدهور الموقف‪ .‬باإلضافة إلى زيادة توفر البنادق‪،‬‬ ‫واألمن أو ًال‪ ،‬يستمر نقص التنوع البيولوجي في التسارع مع تقدم‬
‫يقلل الصراع من اإلنتاج الزراعي‪ ،‬الذي يجعل الصيد غير القانوني وغير‬ ‫السيناريو‪ ،‬إال أنه في السيناريوهين السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال يستقر‬
‫المستدام أكثر جاذبية‪ .‬وحيث يكافح القرويون من أجل الحياة‪ ،‬تسعى‬ ‫مستوى الفقد العالمي بحلول عام ‪.2050‬‬
‫الميليشيات للحصول على الموارد لتمويل حروبها‪ ،‬وتستغل الشركات‬
‫معدومة الضمير هذه الفوضى‪ .‬ويتم نهب المناطق المحمية في مناطق‬ ‫ويتم وضع نماذج لتأثيرات تغير المناخ باعتبارها متشابهة في كل‬
‫النزاع من أجل الحصول على اللحم والمعادن والخشب (‪Draulans‬‬ ‫سيناريو‪ ،‬لكن في الحقيقة‪ ،‬يلطف من حدة ذلك قدرة األنواع واألنظمة‬
‫‪.)and van Krunkelsven 2002, Dudley and others 2002‬‬ ‫اإليكولوجية على التكيف والهجرة‪ .‬وتعاني األنظمة اإليكولوجية المرنة‬
‫المرتبطة ببعضها من تأثيرات مرضية أقل من تأثير تغير المناخ على‬
‫التنوع البيولوجي البحري‬ ‫األنظمة اإليكولوجية المجزأة التي يتم استغاللها بإفراط‪ ،‬مثل هذه التي‬
‫يستمر التنوع البيولوجي البحري في التراجع في كافة السيناريوهات‪،‬‬ ‫يمكن رؤيتها في سيناريو األمن أو ًال واألسواق أو ًال‪ .‬ويؤثر المعدل الذي‬
‫نظر ًا للضغط المتزايد على مصائد األسماك البحرية لمواجهة الطلب على‬ ‫تستمر به درجة الحرارة العالمية في االرتفاع تأثير ًا عميق ًا على فرص‬
‫الغذاء (انظر الشكل ‪ .)29-9‬ويكون أقل تراجع في سيناريو االستدامة‬ ‫حياة العديد من األنواع في العالم حتى عام ‪ 2050‬وما بعده‪.‬‬
‫أو ًال‪ ،‬نظر ًا للزيادة الضئيلة في عدد السكان واألنظمة الغذائية البديلة‪.‬‬
‫وحتى مع الزيادة األكبر في عدد السكان في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬فإن هذا‬ ‫وفي سيناريو السياسة أو ًال وسيناريو االستدامة أوالً‪ ،‬تمتد شبكة‬
‫السيناريو ال يشهد زيادة كبيرة كما في السيناريوهين األسواق أو ًال أو‬ ‫المناطق المحمية إلنشاء أنظمة محلية وإقليمية من المناطق المحمية تمثل‬
‫السياسة أو ًال‪ ،‬نظر ًا لمتوسط الدخول األقل باإلضافة إلى التقدم األكثر‬ ‫البيئة اإليكولوجية‪ .‬ويمكن رؤية توسع طفيف في سيناريو األسواق أوالً‪،‬‬
‫بطئ ًا في التكنولوجيا التي تتيح إمكانية صيد المزيد من األسماك‪.‬‬ ‫وال يوجد توسع تقريب ًا في سيناريو األمن أو ًال وتتبع االستثمارات‬
‫المخصصة إلدارة المناطق المحمية وفاعليتها في السيناريوهات المختلفة‬
‫وتختلف السيناريوهات أيض ًا وفق ًا ألنواع األسماك المصادة‪ .‬يوضح‬ ‫نفس النمط‪ .‬بينما ال تحد المناطق المحمية الجديدة من الكمية اإلجمالية‬
‫الشكل ‪ 30-9‬أنه في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬توجد محاولة لصيد األقل في‬ ‫لألراضي البرية التي تتحول إلى االستخدام الزراعي‪ ،‬فهي تحمي بعض‬
‫السلسلة الغذائية‪ ،‬وهو ما يعكس هدف الحفاظ على األنظمة البيولوجية‬ ‫الموائل الحيوية الباقية‪ ،‬بما في ذلك الموائل التي تعيش فيها األنواع‬
‫البحرية‪ .‬وبالرغم من أن هذه االختالفات قد تبدو هامشية‪ ،‬إال أنها إلى‬ ‫المهددة باالنقراض في نطاقات محدودة‪ .‬وال يمكن رؤية هذا التأثير في‬
‫جوار مستوى المصيد العام األقل‪ ،‬قد يكون تأثيرها هام ًا كما هو موضح‬ ‫مؤشر متوسط وفرة األنواع األصلية (‪ ،)MSA‬حيث إنه يكون شديد ًا‬
‫في الشكل ‪ .31-9‬تنمو الكتلة األحيائية من أسماك القاع الكبيرة بصورة‬ ‫بالنسبة لهذه األنواع واألنظمة اإليكولوجية الخاصة والنادرة والفريدة‪.‬‬
‫كبيرة في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬وبصورة أقل في السيناريوهينالسياسة‬ ‫ويكون بعض االستخدام الزراعي ممكن ًا في بعض المناطق المحمية‪ ،‬إال‬
‫أو ًال واألمن أو ًالبحلول عام ‪ ،2050‬بينما تقل في سيناريو األسواق أو ًال‪ .‬أما‬ ‫أن هناك إمكانية عالية لحدوث تعارضات في استخدام األراضي بحلول‬
‫فيما يتعلق بأسماك أعماق المحيط الكبيرة والصغيرة‪ ،‬فإن هذا التأثير‬ ‫عام ‪ .2050‬ويمكن رؤية ذلك بوضوح أكبر في سيناريو السياسة أو ًال‪ .‬في‬
‫يظهر في التراجع البطئ والزيادة الضئيلة في الكتلة األحيائية على التوالي‪.‬‬ ‫األقاليم الزراعية مثل أمريكا الوسطى والجنوب األفريقي‪ ،‬يوجد طلب كبير‬
‫جد ًا على األراضي الزراعية حيث تكتظ الحياة البرية خارج المناطق‬
‫رفاهية اإلنسان والعرضة للخطر‬ ‫المحمية‪ ،‬وتكون المناطق نفسها معزولة داخل المصفوفة الزراعية‪ .‬وتولي‬
‫ما الذي تشير إليه السيناريوهات فيما يتعلق برفاهية اإلنسان ‪ -‬إلى أي‬ ‫الزراعة المستدامة‪ ،‬مع تصميم المزارع اهتمام ًا صريح ًا بالحفاظ على‬

‫‪423‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪ 26-9‬متوسط وفرة األنواع واالتجاهات‪ 2000 ،‬و‪2050‬‬

‫مؤشر متوسط وفرة‬


‫األنواع (‪)2000‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m‬‬

‫مالحظة‪ :‬يمثل “متوسط وفرة األنواع األصلية” الوفرة المتبقية من األنواع األصلية‪ ،‬بالنسبة للحالة‪.‬الطبيعية (راجع الجدول ‪.)3-9‬‬

‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬

‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬

‫انخفاض مؤشر متوسط وفرة األنواع (‪)2050‬‬


‫‬ ‫‪m‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪424‬‬


‫الشكل ‪ 27-9‬التغير في متوسط وفرة األنواع األصلية (‪ )MSA‬من ‪ 2000‬حسب اإلقليم‬
‫انخفاض وفرة األنواع األصلية المتبقية منذ عام ‪( 2000‬في المائة)‬ ‫أفريقيا‬
‫‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أوروبا‬
‫‪m‬‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬
‫‪m‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫القطب‬
‫‪m‬‬ ‫غرب آسيا‬
‫العالم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫‪m‬‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج‬
‫‪.GLOBIO‬‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 28-9‬اإلسهام في التدهور التاريخي في متوسط وفرة األنواع األصلية (‪ )MSA‬حتى ‪ 2000‬و‪ - 2050‬عالمي‬
‫في المائة‬
‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫اإلجهاد‬
‫‬
‫الزراعة العالمية بما في‬
‫‬
‫ذلك الرعي‬
‫الحراجة العالمية‬
‫‪m‬‬ ‫البنية األساسية العالمية‬
‫ترسب النيتروجين على‬
‫مستوى العالم‬
‫‪m‬‬
‫تغير المناخ على مستوى‬
‫العالم‬
‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج‬


‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬ ‫‪.GLOBIO‬‬

‫المبادئ في سياسات وبرامج البلدان (جانب رئيسي من الهدف اإلنمائي‬ ‫مدى يكون لألشخاص القدرة والفرصة لتحقيق طموحاتهم؟ كيف يمكن‬
‫‪ 7‬لأللفية) افتراضات أساسية بسيناريو االستدامة أو ًال‪ .‬كما يُفترض ذلك‬ ‫المقارنة بينها فيما يتعلق باألمان الشخصي واألمان البيئي‪ ،‬والوصول‬
‫أيضا‪ ،‬ولكن بدرجة أقل‪ ،‬في سيناريو السياسة أو ًال‪ .‬أما في سيناريو‬
‫ً‬ ‫إلى مقومات الحياة الجيدة والصحة السليمة والعالقات االجتماعية‬
‫األسواق أو ًال‪ ،‬وإلى المدى الذي تنشأ فيه هذه التطورات‪ ،‬من المفترض‬ ‫الجيدة‪ ،‬وكلها ترتبط بحرية االختيار وحرية اتخاذ إجراء؟‬
‫حدوث ذلك فقط حينما يتناسب مع الهدف األوسع نطاق ًا وهو النمو‬
‫االقتصادي المتزايد‪ .‬ويفترض حدوث القليل من التقدم أو عدم حدوثه‬ ‫إلى درجة معينة‪ ،‬تعرض تصميمات السيناريوهات مستويات أعلى أو أقل‬
‫على اإلطالق في سيناريو األمن أو ًال (انظر اإلطار ‪.)4-9‬‬ ‫من جوانب معينة لرفاهية اإلنسان‪ .‬حيث يضطلع السيناريوهان األسواق‬
‫أو ًال واالستدامة أو ًال بتأكيد أكبر على حرية األفراد في االختيار واتخاذ‬
‫وال يمكن رؤية الصورة الكاملة لرفاهية اإلنسان إال باألخذ في االعتبار‬ ‫إجراء أكثر من السيناريوهين السياسة أو ًال أو األمن أو ًال‪ .‬ويتم إيالء أهمية‬
‫التطورات المفصلة داخل السيناريوهات‪ .‬ففي معظم المناطق والمناطق‬ ‫خاصة لتحسين الصحة‪ ،‬وتقوية الحقوق المحلية وبناء القدرات في‬
‫الفرعية‪ ،‬يوجد نمط ثابت من التطورات يتحرك من األمان إلى األسواق‬ ‫سيناريو السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪ ،‬أكثر من السيناريوهين األسواق أو ًال‬
‫إلى السياسة إلى االستدامة أو ًال‪ .‬وتشهد المناطق والمناطق الفرعية األغنى‬ ‫أو األمن أو ًال‪.‬‬
‫حالي ًا نمو ًا متباطئ ًا في الدخل بالنسبة للفرد في سيناريو االستدامة أو ًال‪،‬‬
‫لكن يجب قياس ذلك ومقارنته بالتحسينات في المؤشرات األخرى‪ .‬فحتى‬ ‫ويلخص الجدول ‪( 2-9‬واألشكال المرتبطة به)‪ ،‬استرشاد ًا باألهداف‬
‫في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬فإن تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية على‬ ‫اإلنمائية لأللفية‪ ،‬كيف يمكن لهذه السيناريوهات أن تحدث فيما يتعلق‬
‫سبيل المثال‪ ،‬تقليل نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي‬ ‫بتحسينات رفاهية اإلنسان‪ .‬وهنا أيض ًا ينبغي النظر إلى بعض النتائج‬
‫واحد يومي ًا إلى نصف مستواهم عام ‪ 1990‬بحلول عام ‪ ،2015‬ال يتم‬ ‫باعتبارها افتراضات أكثر من كونها نتائج‪ .‬وبصفة خاصة‪ ،‬يعتبر تطوير‬
‫تحقيقه في كافة المناطق‪.‬‬ ‫شراكة عالمية من أجل التنمية (الهدف اإلنمائي ‪ 8‬لأللفية)‪ ،‬وإدماج‬

‫‪425‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫ويرتبط مصير العديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية بصورة وثيقة‬ ‫وإذا ما نظرنا إلى ما هو أبعد من األهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬فإن األمان‬
‫بتأثيرات تغير المناخ‪ ،‬وبصفة خاصة ارتفاع مستوى البحر‪ .‬فتوقعاتهم‬ ‫الشخصي بالنسبة لمعظم األشخاص يكون أقل بشكل كبير في سيناريو‬
‫ليست مشرقة في أي سيناريو من السيناريوهات‪( ،‬انظر الشكل ‪)16-9‬‬ ‫األمن أو ًال‪ ،‬بينما تكون هناك كذلك توترات قوية ونزاعات محتملة في‬
‫الذي يشير إلى زيادة قدرها ‪ 20‬سم بحلول منتصف القرن‪ ،‬وهو ما‬ ‫سيناريو األسواق أوالً‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك الضغوط المتزايدة على البيئة‬
‫سيؤدي إلى المزيد من التأثير من جراء العواصف االستوائية وموجات‬ ‫في كافة السيناريوهات‪ ،‬فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على األمان البيئي‪،‬‬
‫العواصف‪ .‬إال أن هذه السيناريوهات تختلف في عوامل أخرى مرتبطة‬ ‫مع سيناريو األسواق أو ًال الذي يمثل أكبر إجهاد على البيئة العالمية‬
‫بتعرض الدول الجزرية الصغيرة النامية لألخطار‪ .‬ويتسم سيناريو األمن‬ ‫وسيناريو األمن أو ًال على البيئات المحلية‪ .‬وتنعكس هذه التغييرات في‬
‫أو ًال بالمزيد من السكان‪ ،‬ومستويات التجارة الدولية األقل نسبي ًا‬ ‫تعرض الناس واألشخاص إلى المخاطر‪ .‬وينتج هذا عن النظر في كيفية‬
‫ومستويات الدخول األقل والقيود المتزايدة على الهجرة الدولية‪ .‬وتتضمن‬ ‫اختالف هذه السيناريوهات فيما يتعلق ببعض النماذج األصلية التي تمت‬
‫هذه العوامل مجتمعة تعرض الدول الجزرية الصغيرة النامية ألخطار‬ ‫مناقشتها في الفصل ‪ ،7‬وبخاصة تلك التي تركز على المشاعات والدول‬
‫حادة‪ .‬وقد تساعد التطورات التكنولوجية في سيناريو األسواق أو ًال‪،‬‬ ‫الجزرية الصغيرة النامية والدول التي تقع تحت نقص مياه قاسي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى زيادة التجارة واالنتقال‪ ،‬على التخفيف من حدة التعرض‬
‫لألخطار‪ .‬وتؤدي مستويات النمو السكاني األقل والزيادات األكبر نسبي ًا‬ ‫وتقدم كافة السيناريوهات تحديات للمشاعات العالمية ولكن بطرق مختلفة‬
‫في الدخول في الدول الجزرية الصغيرة النامية األكثر فقر ًا في سيناريو‬ ‫وبدرجات مختلفة‪ .‬ويقدم سيناريو مثل األسواق أو ًال تحديات كبيرة‪،‬‬
‫السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال إلى زيادة قدرة السكان على التكيف في هذه‬ ‫فباإلضافة إلى النمو السكاني واألنشطة االقتصادية‪ ،‬يكون هناك اهتمام‬
‫األماكن‪.‬‬ ‫أقل نسبي ًا بالمشكالت االجتماعية والبيئية‪ .‬والسبب األكثر جوهرية هو أن‬
‫النزعة تجاه الخصخصة المتزايدة تتضمن زيادة وقوع ما يتم معاملته‬
‫ويعتبر نقص المياه قضية متواجدة في كافة السيناريوهات‪ .‬فمع نمو‬ ‫اآلن باعتباره ملكية عامة تحت سيطرة الملكية الخاصة‪ .‬وبالرغم من أن‬
‫السكان‪ ،‬ينمو طلبهم على الخدمات‪ ،‬فبطبيعة الحال تتضمن الزيادة‬ ‫ذلك قد يكون له تأثير ًا إيجابي ًا أو سلبي ًا فيما يتعلق بالحماية البيئية‪ ،‬إال‬
‫السكانية األكبر طلبات أكبر‪ .‬ويخفف من حدة ذلك النمو االقتصادي‬ ‫أنه سيؤدي بالتأكيد إلى الوصول المحدود إليها‪ .‬وفي سيناريو األمن أو ًال‪،‬‬
‫البطئ في سيناريو األمن أو ًال في كافة المناطق‪ ،‬والنمو البطئ في المناطق‬ ‫قد تستفيد المشاعات العالمية بالفعل من عدة عوامل‪ :‬مستويات النشاط‬
‫الغنية الحالية في سيناريو االستدامة أو ًال‪ .‬ويوازي ذلك في األهمية الطريقة‬ ‫االقتصادي األقل‪ ،‬وانخفاض األنشطة التجارية والتحكم األكثر صرامة‬
‫التي يختلف بها كل سيناريو في كيفية تلبية هذه الطلبات‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫في مجاالت معينة‪ .‬وبالرغم من أنه يمكن الوصول إلى المشاعات‪ ،‬إال أنه‬
‫العرض المتزايد وتحسين كفاءة توصيل الخدمات معًا‪ .‬وفي سيناريو‬ ‫من المرجح أن تتأثر بشكل حاد‪ .‬ويتم منح المزيد من االهتمام لحماية‬
‫األسواق أو ًال تعمل الخصخصة والحد من الدعم وتسعير المياه جميع ًا على‬ ‫ومشاركة فوائد المشاعات العالمية في السيناريوهين السياسة أو ًال‬
‫الحد من الطلب الفعال للمياه‪ .‬وال يزال هناك تأكيد شديد على زيادة‬ ‫واالستدامة أو ًال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تظل الزيادات السريعة نسبي ًا في الدخول في‬
‫العرض‪ ،‬باستخدام مناهج تتضمن مركزية التكنولوجيا‪ ،‬مثل بناء السدود‬ ‫المناطق األكثر فقر ًا في هذه السيناريوهات باإلضافة إلى الرغبة في‬
‫والحفر العميق الستخراج المياه الجوفية وبناء محطات كبيرة لتحلية‬ ‫تحقيق أهداف رفاهية اإلنسان والرفاهية البيئية قد تؤدي إلى وقوع‬
‫المياه‪ .‬وتتخذ أساليب مشابهة لتلبية العرض في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬رغم‬ ‫الصراعات ووضع المزيد من الضغوط على المشاعات العالمية‪ .‬وبصفة‬
‫كونها أقل كفاءة في التنفيذ‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يتم توجيه القليل من‬ ‫خاصة‪ ،‬فإن الحاجة إلى الوفاء باالحتياجات المتزايدة من الغذاء والوقود‬
‫االهتمام لآلثار البيئية لهذه األنشطة‪ ،‬وهو ما يجعل الجماعات المعرضة‬ ‫الحيوي يؤدي إلى ضغط متزايد على الغابات والمناطق المحمية‪ .‬ومن‬
‫للخطر أقل تجهيز ًا للتكيف مع اآلثار‪ .‬بينما يشهد السيناريوهان السياسة‬ ‫المرجح جد ًا حدوث ذلك في سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬مع عدد السكان الكبير‬
‫أو ًال واالستدامة أو ًال جهود ًا أكبر للحد من الطلب اإلجمالي‪ ،‬بالرغم من بقاء‬ ‫في هذا السيناريو‪.‬‬
‫إعانات أكثر قائمة‪ ،‬وبذل جهود أكبر لتحسين الوصول‪ ،‬بخاصة للفقراء‪.‬‬
‫ال لمشكالت المياه عما يكون‬
‫ويتعرض صافي المقايضة بصورة أعلى قلي ً‬
‫عليه الحال في السيناريوهات األخرى‪ ،‬لكن يتسم هذا السيناريو بقدرة‬
‫اإلطار ‪ 4-9‬توضيح أثر التغير البيئي على رفاهية اإلنسان‬
‫أكبر على التصدي لهذه المشكالت‪.‬‬
‫كما هو موضح في اإلطار المفاهيمي لتقرير توقعات البيئة العالمية الرابع ‪ ،GEO-4‬فإن آثار التغييرات البيئية على رفاهية‬
‫الرسائل الرئيسية من المناطق‬ ‫اإلنسان تتوسط فيها بشدة العوامل االجتماعية والمؤسسية‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن الروابط الظاهرة بين التغير البيئي‬
‫وبعض العناصر المعينة في رفاهية اإلنسان‪ ،‬مثل توفر الغذاء ونقص المياه‪ ،‬يتم فهمها أفضل من تلك المتعلقة‪ ،‬على سبيل‬
‫ال واحدًا‪ .‬وكما‬
‫ال يشترط أن تواجه كل منطقة من مناطق العالم مستقب ً‬
‫المثال‪ ،‬بالتعليم واألمن الشخصي والعالقات االجتتماعية الجيدة والوصول اإلجمالي للمواد الالزمة لحياة جيدة‪ .‬وال تتضمن‬
‫ناقشنا في أماكن أخرى من هذا التقرير‪ ،‬وبخاصة في الفصل السادس‪،‬‬ ‫هذه السيناريوهات المقدمة هنا‪ ،‬وبخاصة عناصرها الكمية‪ ،‬كافة آثار التغيرات البيئية على رفاهية اإلنسان‪ ،‬وبخاصة لتلك‬
‫فإن التحديات التي تواجهها المناطق المختلفة تختلف بوضوح من منطقة‬ ‫الفئات األخيرة‪ .‬وبافتراض أن التغيرات البيئية اإليجابية تعزز هذه الفئات‪ ،‬فمن المرجح أن هذه النتائج المقدمة هنا تستخف‬
‫بالفروق في رفاهية اإلنسان عبر كافة السيناريوهات‪.‬‬
‫ألخرى‪ .‬ولذا‪ ،‬فإن المشكالت الرئيسية محل االهتمام باإلضافة إلى‬
‫الطبيعة الدقيقة لعمليات التنمية على مدار فترة السيناريو المخطط تختلف‬
‫أيض ًا من منطقة ألخرى‪ .‬ويلخص هذا القسم الرسائل الرئيسية اإلقليمية‬
‫التي تتضح من السيناريوهات‪.‬‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪426‬‬


‫الشكل ‪ 29-9‬اإلنزاالت اإلجمالية من المصائد السمكية البحرية‬
‫مليون طن‬
‫‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬
‫‬ ‫االستدامة أوالً‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج ‪.ewe‬‬


‫‪0‬‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 30-9‬متوسط المؤشر االستوائي (‪ )MTI‬إلنزاالت السمك العالمية‬
‫مؤشر‬
‫ ‬
‫األسواق أوالً‬
‫ ‬
‫السياسة أوالً‬
‫ ‬ ‫األمن أوالً‬
‫ ‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج برنامج‬
‫محاكاة النظام البيئي‪.‬‬
‫‪0‬‬

‫‬

‫‪5‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 31-9‬التغير في الكتلة األحيائية الكلية لمجموعات مختارة من األسماك‬
‫في المائة‬
‫‬ ‫األسواق أوالً‬
‫أسماك القاع الكبيرة‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬
‫‬
‫االستدامة أوالً‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫‬

‫‪m‬‬

‫‪m‬‬

‫مستوطني البحار كبار الحجم‬


‫‪m‬‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج برنامج‬
‫محاكاة النظام البيئي ‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‪427‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الجدول ‪ :2-9‬التقدم في األهداف اإلنمائية لأللفية عبر السيناريوهات*‬

‫التقدم في السيناريوهات‬ ‫األهداف اإلنمائية في األلفية واألهداف‬


‫المرتبطة بها**‬

‫يتأثر الفقر المدقع والجوع بعدد من العوامل‪ ،‬وال تقتصر هذه العوامل على النمو االقتصادي اإلجمالي وإنتاج الغذاء‪ ،‬ولكن أيض ًا توزيعهما‪ .‬وعلى المستوى العالمي‪،‬‬ ‫الهدف ‪1‬‬
‫فإن هدف الدخل إنقاص شريحة السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي واحد يومي ًا إلى النصف‪ ،‬يتم الوصول إليه في كافة السيناريوهات في التاريخ المستهدف‬ ‫استئصال الفقر المدقع والجوع‬
‫وهو عام ‪ ،2015‬وعلى رأس ذلك‪ ،‬بصورة أساسية‪ ،‬التقدم القوي في آسيا والمحيط الهادئ (انظر الشكل ‪ .)32-9‬إال أن هذا ليس هو الحال لكافة المناطق‪ .‬فأمريكا‬
‫الالتينية ودول الكاريبي وأفريقيا متأخرة في هذا الصدد‪ ،‬وبخاصة في السيناريوهين األسواق أو ًال واألمن أو ًال‪ ،‬وفي السيناريو األخير‪ ،‬ال تحقق أفريقيا أبد ًا الهدف‪ ،‬وال‬
‫تحقق أمريكا الالتينية ودول الكاريبي ذلك إال متأخر ًا في هذه الفترة‪ .‬وعلى المدى األطول‪ ،‬تكون التحسينات هي األفضل في السيناريوهين االستدامة أو ًال والسياسة أو ًال‬
‫في كافة المناطق‪ .‬وفي سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬فإن ثمة انعكاس يحدث في هذا االتجاه تقريب ًا عند النقطة المتوسطة في هذه الفترة‪ ،‬وأكثر ما يؤدي إلى ذلك النمو البطيء‬
‫في أفريقيا‪ ،‬وأيض ًا في غرب آسيا‪ .‬وفي الحالة األخيرة‪ ،‬يعكس ذلك جزئي ًا اعتماد اقتصادياتها على قطاع النفط والغاز‪ ،‬الذي يواجه فترة انتقالية حيث أصبحت هذه‬
‫الموارد مقيدة‪ .‬ويمكن رؤية نفس التأثير بدرجة أقل في السيناريوهات األخرى‪.‬‬

‫ال في كافة السيناريوهات بخالف األمن أو ًال‪ ،‬حيث تنخفض النسب بقدر ضئيل‪ ،‬وهو ما يتضمن زيادة عدد الذين يتعرضون لسوء‬ ‫كما تظهر معدالت الجوع تراجع ًا مماث ً‬
‫التغذية (انظر الشكل ‪ ،33-9‬والحظ أن البيانات غير متاحة ألمريكا الشمالية أو أوروبا)‪ .‬وتستمر أعلى المستويات لالشخاص الذين يتعرضون لسوء التغذية في أفريقيا‬
‫وآسيا والمحيط الهادئ في كافة السيناريوهات‪.‬‬

‫تصل كافة المناطق إلى أعلى مستويات التعليم األساسي في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬يتبعه سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬وهو ما يعكس‪ ،‬ضمن عدة عناصر أخرى‪ ،‬التركيز األكبر‬ ‫الهدف الثاني‬
‫على االستثمار في التعليم (انظر الشكل ‪ .)34-9‬كما يتم تحقيق تقدم تدريجي في سيناريو األسواق أو ًال‪ .‬وال تزال أفريقيا وغرب آسيا متأخرتين في هذا الصدد إلى حد‬ ‫تحقيق تعليم أساسي عام‬
‫ما‪ ،‬إال أنهما يحققان تقدم ًا ملحوظ ًا في اللحاق بالمناطق األخرى‪ .‬وفي سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬وبعد الزيادة في بداية الفترة‪ ،‬فإن الجهود المبذولة للوصول إلى هذا الهدف‬
‫على المستوى العالمي تنعكس انعكاس ًا طفيفًا‪ .‬ويرجع هذا إلى بطء نمو االلتحاق بالتعليم في أفريقيا وغرب آسيا‪ ،‬وبعض االنخفاض في دول أمريكا الالتينية والكاريبي‬
‫وآسيا والمحيط الهادئ‪.‬‬

‫على المستوى العالمي‪ ،‬يتناقص التباين بين الجنسين في التعليم األساسي والثانوي بصورة تدريجية في كافة السيناريوهات‪ ،‬ويكون أبطأ تناقص في سيناريو األمن‬ ‫الهدف الثالث‬
‫أو ًال (انظر الشكل ‪ .)35-9‬إال أن التعادل في التعليم الثانوي يتم تحقيقه أسرع من التعليم األساسي‪ .‬ويكون نمط التغيير متشابه ًا في معظم المناطق‪ .‬وقد تم بالفعل‬ ‫تشجيع المساواة بين الجنسين وتمكين‬
‫رؤية هذا التعادل في أمريكا الالتينية والكاريبي وأمريكا الشمالية وأوروبا في بداية هذا القرن‪ .‬إال أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ مازالت متأخرة عن المعدل العالمي‬ ‫النساء‬
‫وتستمر في ذلك‪ ،‬بخاصة في سيناريو األمن أو ًال‪ .‬بينما تشهد مناطق غرب آسيا وأفريقيا تحسينات سريعة في كافة السيناريوهات‪ ،‬بخاصة في أفريقيا في المرحلة‬
‫الثانوية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنها تظل بصفة عامة متأخرة عن المناطق األخرى‪.‬‬

‫بالرغم من تحقيق تقدم في كافة المناطق في كافة السيناريوهات‪ ،‬فإنه ليس واضح ًا حتى اآلن أنه سيتم تحقيق أهداف عام ‪ .2015‬ومن المتوقع أن يشهد‬ ‫الهدف الرابع‬
‫السيناريوهان األمن أو ًال والسياسة أو ًال أكبر تقدم في هذا الصدد‪ ،‬وهو ما يعكس النمو االقتصادي المتسارع الموزع بعدالة باإلضافة إلى االستثمارات الكبيرة في‬ ‫تقليل وفيات األطفال‬
‫التعليم والصحة‪ .‬وألسباب عكسية‪ ،‬من المتوقع أن يشهد السيناريو األمن أو ًال أبطأ تقدم في هذا الصدد‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك أيض ًا النمو السكاني الكبير‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يتضمن مستويات مطلقة أعلى كثير ًا من وفيات األطفال قبل الوصول إلى عامهم الخامس‪.‬‬

‫بشكل مشابه لوفيات األطفال‪ ،‬وبالرغم من تحقيق تقدم في كافة المناطق في كافة السيناريوهات‪ ،‬ليس واضح ًا حتى اآلن أنه سيتم تحقيق أهداف عام ‪ .2015‬ولنفس‬ ‫الهدف الخامس‬
‫األسباب من المتوقع أن يشهد السيناريوهين االستدامة أو ًال والسياسة أو ًال أكبر التقدمات‪ ،‬بينما يكون أبطأ تقدم في السيناريو األمن أو ًال‪.‬‬ ‫تحسين صحة األمهات‬

‫تصل معدالت اإلصابة بعدوى اإليدز إلى الحد األقصى فيما بين عامي ‪ 2010‬و‪ 2015‬في كافة السيناريوهات‪ ،‬بعد الزيادة عالميًا‪ ،‬وبصفة خاصة في آسيا والمحيط‬ ‫الهدف السادس‬
‫الهادئ وأفريقيا وأجزاء من شرق أوروبا في بداية هذا القرن‪ .‬ويصل معدل حاالت الوفيات بسبب مرض اإليدز إلى ذروته بعد ذلك بسنوات قليلة‪ ،‬حيث تكون أعلى‬ ‫مكافحة اإليدز والمالريا واألمراض األخرى‬
‫المعدالت في سيناريو األمن أو ًال وأقل المعدالت في سيناريو االستدامة أو ًال‪ .‬وهذه الفروق بين معدالت الوفاة بين السيناريوهات ال تعكس فقط معدالت اإلصابة العالية في‬
‫سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬لكنها تعكس كذلك خدمات الصحة العامة التي ينقصها الكفاءة‪ ،‬والتي تؤثر على الفترة التي يمكن أن يستمر األشخاص المصابون بالعدوى خاللها‬
‫على قيد الحياة‪ .‬ومن المتوقع كذلك أن تكون األنماط متشابهة عبر كافة السيناريوهات بالنسبة للمالريا واألمراض الكبيرة األخرى‪ .‬وينعكس هذا بصورة جزئية في‬
‫الفروق في توقعات فترة الحياة عبر السيناريوهات (انظر الشكل ‪.)36-9‬‬

‫سيناريو األسواق أو ًال واألمن أو ًال‪ ،‬يمكن مشاهدة تقدم محدود في دمج مبادئ التنمية المستدامة‪ .‬بينما يتم إحراز تقدم كبير في سيناريو السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪.‬‬ ‫الهدف ‪7‬‬
‫وتتضمن زيادة التعداد السكاني العام في سيناريو األسواق أو ًال واألمن أو ًال‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة التوزيع غير العادل للدخل زيادة عدد سكان األحياء الفقيرة‪ .‬كما أن‬ ‫ضمان االستدامة البيئية‬
‫االفتقاد النسبي لسياسات معينة لمواجهة هذه المخاوف‪ ،‬يشير أيض ًا إلى تقدم أقل في تحسين حياة هذه الجماعات‪ .‬أما فيما يتعلق بالمقاييس المادية لالستدامة‬
‫البيئية‪ ،‬تشير النتائج إلى نمط عام من االتجاهات اإليجابية من سيناريو األمن إلى األسواق إلى السياسة إلى االستدامة أو ًال‪.‬‬

‫في سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬تم تحقيق تقدم محدود في هذا الهدف‪ ،‬وفي المواضع التي تم فيها‪ ،‬كان ذلك مبدئي ًا في سياق التنمية الذي يعرف بنمو اقتصادي‪ .‬ويمكن‬ ‫الهدف ‪8‬‬
‫مشاهدة تقدم ضئيل جد ًا في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬حيث يزداد تركيز المجموعات على المزيد من المخاوف المحلية‪ .‬وفي سيناريو السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪ ،‬يتم تحقيق‬ ‫تطوير شراكة عالمية من أجل التنمية‬
‫تقدم قوي‪ .‬وفي السيناريو األول‪ ،‬يتضمن هذا بصورة رئيسية بناء مؤسسات مركزية واضحة والتوسع فيها‪ .‬أما في السيناريو األخير‪ ،‬يتم بناء المزيد من المؤسسات‬
‫التكميلية على المستوى الدولي واإلقليمي والوطني والمحلي‪ ،‬ويتم تبني تعريف واسع للتنمية‪.‬‬

‫*تعكس النتائج الموضحة في هذا الجدول مجموعة من العناصر القصصية والكمية لهذه السيناريوهات‪ .‬وتمثل بعض النتائج‪ ،‬وبخاصة للهدف الثامن‪ ،‬فرضيات أكثر من كونها حصيلة لهذه السيناريوهات‪.‬‬
‫**تصف األمم المتحدة (‪ )2003‬بعض األهداف والمؤشرات المعينة التي يتم استخدامها لمراقبة التقدم نحو تحقيق هذه األهداف‪.‬‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪428‬‬


‫اقتصاديات الطاقة للدول األعضاء في االتحاد األفريقي لضمان نجاح‬ ‫أفريقيا‬
‫الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا‪ ،‬وبصفة خاصة لضمان إدماج اعتبارات‬ ‫تظل الزيادة في عدد السكان موجه ًا رئيسي ًا في كافة السيناريوهات‪.‬‬
‫إمدادات الطاقة الدائمة في استراتيجيات الحد من الفقر‪.‬‬ ‫حيث يتأثر توزيع السكان والهجرة والتحضر والهياكل العمرية والنمو‬
‫والتركيب العمري بالسياسات االقتصادية وسياسات الهجرة في أفريقيا‬
‫ينتج التدهور الحاد في األرض في سيناريوهات األسواق أو ًال واألمن أو ًال‪،‬‬ ‫واألقاليم األخرى‪ .‬كما أن ثمة عامل مشترك آخر وهو أن تحقيق أهداف‬
‫على التوالي‪ ،‬من جراء الممارسات الزراعية المكثفة التي تقوم على التربح‬ ‫الطاقة التي وضعتها الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (‪ )NEPAD‬يجب أال‬
‫والممارسات غير المستدامة‪ .‬ويؤدي ذلك إلى آثار مصاحبة على البيئة‬ ‫يتجاهل االعتبارات البيئية‪ .‬ويشمل ذلك تطوير مصادر للطاقة أكثر نظافة‪،‬‬
‫وعلى رفاهية اإلنسان‪ .‬وتؤدي خصخصة ودمج القطاعات في سيناريو‬ ‫وتعزيز إمكانية الوصول إلى إمداد تجاري للطاقة تكون في المتناول‬
‫األسواق أوالً إلى إحداث بعض التحسينات في التنمية اإلنسانية‪ ،‬لكن‬ ‫ويمكن التعويل عليه‪ ،‬وتحسين موثوقية إمداد الطاقة المستخدمة من أجل‬
‫الرعاية البيئية المحدودة وعمليات المقايضة المحدودة في العولمة في‬ ‫األنشطة اإلنتاجية وتقليل تكلفتها وعكس التدهور البيئي المرتبط‬
‫سيناريو األسواق أو ًال ستُظهر عواقب سلبية بارزة بحلول ‪ .2050‬وفي‬ ‫باستخدام أنواع الوقود التقليدية في المناطق الريفية‪ .‬ويتضمن ذلك‬

‫الشكل ‪ 32-9‬نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي واحد في اليوم حسب اإلقليم‬
‫النسبة المئوية إلجمالي التلوث‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬ ‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫‬ ‫البحر الكاريبي‬
‫‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫‬ ‫غرب آسيا‬
‫‬ ‫العالم‬
‫‪0‬‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 33-9‬نسبة األطفال سيئء التغذية ألقاليم مختارة‬
‫نسبة األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 5 0-‬سنوات‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫‬ ‫البحر الكاريبي‬
‫‬ ‫غرب آسيا‬
‫‬
‫‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‪.IMPACT‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الشكل ‪ 34-9‬صافي االلتحاق بالتعليم االبتدائي حسب اإلقليم‬


‫في المائة‬
‫‬ ‫أفريقيا‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫‬ ‫أوروبا‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫‬ ‫البحر الكاريبي‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫‬ ‫غرب آسيا‬
‫العالم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج‬
‫‬

‫ ‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‪429‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪ 35-9‬معدالت جنس االلتحاق بالتعليم االبتدائي والثانوي حسب اإلقليم‬
‫التعليم االبتدائي (اإلناث‪ ،‬الذكور)‬
‫أفريقيا‬ ‫ ‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫أوروبا‬ ‫ ‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫ ‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫ ‬
‫غرب آسيا‬
‫العالم‬
‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬
‫التعليم الثانوي (اإلناث‪ ،‬الذكور)‬
‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬ ‫ ‬
‫المستقبل العالمي‪.‬‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 36-9‬العمر المتوقع عند الوالدة حسب اإلقليم‬
‫أعوام‬
‫أفريقيا‬ ‫‬
‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫‬
‫أوروبا‬ ‫‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫‬
‫البحر الكاريبي‬ ‫‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫‬
‫غرب آسيا‬ ‫‬
‫العالم‬ ‫‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج‬
‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫ ‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫والبشرية‪.‬‬ ‫سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬فإن السياسات االقتصادية الضعيفة تؤدي إلى‬
‫االستهالك المفرط لموارد المياه واألرض والمعادن‪ .‬أما في سيناريو‬
‫وتشير السيناريوهات إلى أن السياسات التي تؤثر على البيئة تحتاج إلى‬ ‫السياسة أو ًال‪ ،‬فإن السياسات البيئية واالجتماعية تساعد على تحقيق‬
‫وقت وأنه يجب على الحكومات تجنب انعكاسات السياسات من خالل بذل‬ ‫الرعاية البيئية والعدالة االجتماعية‪ .‬وفي سيناريو االستدامة أوالً‪ ،‬فإن‬
‫الجهود لبناء قدرة مؤسسية لتنمية هذه السياسات وتنفيذها ومراقبتها‪.‬‬ ‫التغييرات اإليجابية في أنظمة القيمة والوعي البيئي والتوجهات‬
‫ويجب أال تكون صياغة السياسات عبارة عن ممارسة تكنوقراطية‪ ،‬ولكن‬ ‫الديموغرافية واالقتصادية والتكنولوجية تؤدي إلى المحافظة على البيئة‬
‫عملية حوار وتفاعل مع جماعة المواطنين والعلماء والمنفذين‪ .‬وستعتمد‬ ‫مع انخفاض ملحوظ في التدهور في األرض‪ .‬وفي كل من السيناريوهين‬
‫كذلك نتيجة هذه السياسات التي تمت صياغتها على طبيعة أنظمة القيمة‬ ‫السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪ ،‬فإن السياسات االقتصادية المفضلة والتكامل‬
‫المنغرسة في األذهان‪ .‬حيث يعتبر نقل البيئة من وضعها الخارجي‬ ‫اإلقليمي والرعاية االقتصادية والبيئية التي توجهها أطر العمل التنظيمية‬
‫ال محوري ًا لتحقيق التنمية المستدامة‪ .‬توضح‬
‫الحالي إلى لب التنمية عام ً‬ ‫للشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (‪ )NEPA‬والمؤتمر الوزاري األفريقي‬
‫األشكال تحت ‪ 37-9‬المستقبل المحتمل للمنطقة‪.‬‬ ‫حول البيئة‪ ،‬تؤدي إلى خلق موصل بيئي لتحقيق أهداف التنمية البيئية‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪430‬‬


‫االبتكار المتعلق بالبيئة والتطوير التكنولوجي‪ .‬وتوضح السيناريوهات أن‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬
‫عمليات التنمية تتضمن نطاق ًا كبير ًا للمساعدة على تلطيف العديد من‬ ‫ثمة مخاطر من أن زيادة الثروة والرفاهية المادية للمواطنين بالمنطقة قد‬
‫األزمات االجتماعية ‪ -‬االقتصادية أو البيئية والتغلب عليها في اإلقليم‬ ‫يكون على حساب التدهور البيئي واستنزاف الموارد‪ ،‬ما لم يتم اتخاذ‬
‫األوسع‪ .‬إال أن مستوى االستثمارات في برامج البحث والتطوير وبرامج‬ ‫إجراءات مضادة‪ .‬في سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬يتحسن المستوى المتوسط‬
‫التعليم المطلوبة لعمل ذلك يمكن أن يكون مرتفع ًا نسبيًا‪.‬‬ ‫للمعيشة في المنطقة‪ ،‬إال أنه يزداد التهديد الموجه لتنوع مصائد األسماك‬
‫البحرية وثباتها‪ ،‬كما أن ندرة المياه تتزايد وجهود التحكم في التلوث ال‬
‫وفي سيناريوهين من السيناريوهات األربعة‪ ،‬تؤدي التغيرات البيئية التي‬ ‫تستطيع مسايرة الضغوط المتزايدة‪ .‬كما تزداد أيض ًا رفاهية اإلنسان‬
‫تؤثر على أوروبا إلى تأثيرات سلبية على كل من المجتمع والطبيعة‪ .‬وفي‬ ‫المادية في سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬إال أن اآلثار الجانبية السلبية تخف‬
‫سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬يؤدي الكفاح من أجل مستوى معيشة أعلى في‬ ‫حدتها في هذه الحالة بسبب سياسات الحكومة المركزية المستنيرة التي‬
‫اقتصاد معولم إلى كفاءات أعلى في اإلنتاج في الجزء الغربي من أوروبا‪،‬‬ ‫تؤكد على الحفاظ على البيئة وحمايتها‪ .‬ويزداد مستوى المعيشة أيض ًا‬
‫ولكن في الوقت ذاته يؤدي إلى مستويات استهالك أعلى عبر المنطقة‪.‬‬ ‫للمواطنين في المنطقة في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬لكن في هذه الحالة يثبت‬
‫وتزداد انبعاثات غازات االحتباس الحراري بصورة كبيرة‪ ،‬ويقل التنوع‬ ‫عدد السكان وال يستهلك األفراد نفس الكمية التي يتم استهالكها في‬
‫البيولوجي ويزداد الضغط على الموارد المائية‪ .‬وتصبح العديد من‬ ‫السيناريوهين األسواق أو ًال والسياسة أو ًال‪ .‬ونتيجة لذلك يكون الضغط على‬
‫ال في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬لكن‬
‫مؤشرات حالة البيئة واتجاهات أقل تفضي ً‬ ‫البيئة الطبيعية في السيناريو االستدامة أو ًال أقل منه في السيناريوهين‬
‫ألسباب عديدة‪ .‬فأوروبا‪ ،‬في هذا السيناريو‪ ،‬تواجه ضعف ًا عام ًا في‬ ‫اآلخرين‪.‬‬
‫مؤسساتها وسيطرتها على التلوث البيئي‪ .‬حيث تنتج الزيادات الكبيرة في‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري بسبب نقص كفاءة استخدام الطاقة‬ ‫وستلعب الحوكمة دور ًا رئيسي ًا في تحقيق الرخاء وفي استعادة النوعية‬
‫وبسبب المستويات العالية من انتشار االنبعاثات من مصادر أرضية‪ .‬كما‬ ‫البيئية والمحافظة عليها‪ .‬ويساهم انهيار الحوكمة في سيناريو األمن أو ًال‬
‫يضع تصريف مياه الصرف وتدمير الموائل ضغط ًا متزايد ًا على النظم‬ ‫في تراجع كافة مؤشرات الرفاهية االقتصادية تقريبًا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اإليكولوجية المائية في كال السيناريوهين‪.‬‬ ‫تدهور حالة البيئة‪ .‬وتتسع الصراعات على ندرة المياه‪ ،‬وينخفض عدد‬
‫المصائد السمكية البحرية وتتدهور نوعية المياه‪ .‬وبالمقارنة‪ ،‬فإن هياكل‬
‫ويوضح السيناريوهان السياسة أو ًال واالستدامة أو ًالالسبل المختلفة التي‬ ‫الحوكمة الجديدة التي يتم تطبيقها في السيناريوهات األخرى (مثل‬
‫يمكن ألوروبا اتباعها من أجل مستقبل أكثر استدامة‪ .‬فأحد السبل أن‬ ‫مجتمع آسيا والمحيط الهادئ للبيئة والتنمية) توفر وسائل سياسية‬
‫تصبح أكثر مهارة في إدارة أزمة تغير المناخ واألزمات األخرى‪ ،‬واآلخر‬ ‫لتحقيق األهداف البيئية‪ .‬ويقترح سيناريو االستدامة أو ًال أن تكون هياكل‬
‫تعزيز ممارسات السياسة لالتحاد األوروبي على نحو أكبر‪ ،‬ومد ذلك إلى‬ ‫الحوكمة أكثر فاعلية إذا تم إنشائها من المجتمعات بد ًال من فرضها‬
‫الجانب الشرقي من أوروبا‪ .‬وتتضمن االستراتيجيات القوية تبادل‬ ‫بواسطة حكومات مركزية‪.‬‬
‫التكنولوجيات‪ ،‬واإلدارة المتكاملة ومشاركة أصحاب المصالح في عمليات‬
‫صنع القرار‪ .‬توضح األشكال تحت ‪ 39-9‬المستقبل المحتمل للمنطقة‪.‬‬ ‫كما يوضح السيناريو كذلك أن االستثمارات في التكنولوجيا والبحث‬
‫تعتبر مفتاح ًا للتنمية المستدامة في المنطقة‪ .‬حيث يمكن أن تؤدي إلى‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫إحداث تحسينات في كفاءة الطاقة واستخدام المياه واستهالك الموارد‬
‫تاريخيًا‪ ،‬فرض مرار ًا تنفيذ السياسات والبرامج االقتصادية في منطقة‬ ‫وهو ما يخفف العبء عن البيئة الطبيعية‪ .‬توضح األشكال تحت ‪38-9‬‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي ضغوط ًا إضافية على الظروف‬ ‫المستقبل المحتمل للمنطقة‪.‬‬
‫االجتماعية والموارد البيئية والطبيعية‪ .‬حيث يزداد اإلجحاف والفقر‬
‫بصورة واضحة في السيناريوهين األسواق أو ًال واألمن أو ًال‪ ،‬بالرغم من أنه‬ ‫أوروبا‬
‫ليس ضروري ًا أن يظهر ذلك في قياسات مثل األشخاص الذين يعيشون‬ ‫توضح السيناريوهات األربعة أن أوروبا تعتبر عرضة للتغير البيئي بعدة‬
‫بأقل من دوالر أمريكي واحد يوميًا‪ .‬وتخف حدة ذلك بصورة واضحة في‬ ‫طرق‪ .‬ال تعتبر أوروبا قوة اقتصادية رائدة في أي سيناريو‪ ،‬لكنها في‬
‫سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬ويوجد إنكماش واضح في سيناريو االستدامة أو ًال‪.‬‬ ‫موضع تأثير على المناطق العالمية األخرى من خالل دعمها لتكنولوجيات‬
‫وتظل الديون الخارجية بمثابة حجر عثرة أمام التنمية المستدامة في‬ ‫التنمية البيئية والتنمية المستدامة والخبرة في الحوكمة البيئية وإدارة‬
‫سيناريو األسواق أو ًال والسياسة أو ًال‪ ،‬مع زيادة واضحة في العقبات في‬ ‫األزمات في مجال البيئة‪ .‬إال أنه في حالة حدوث ظروف غير مواتية‪ ،‬فقد‬
‫سيناريو األمن أو ًال وتقل العقبات إلى مستويات يمكن إدارتها في سيناريو‬ ‫تعتمد أوروبا على تحالفات سياسة وموارد طبيعية من أقاليم أخرى‪.‬‬
‫االستدامة أو ًال‪.‬‬
‫وتكشف السيناريوهات عن شكوك معينة حول الهجرة المستقبلية وكيف‬
‫تمثل الغابات والتنوع البيولوجي مكون ًا رئيسي ًا في الموارد الطبيعية في‬ ‫ستؤثر على نمو السكان في أوروبا‪ ،‬وبخاصة في التفاعالت مع األقاليم‬
‫المنطقة‪ ،‬وال تقتصر آثارها على المنطقة فقط ولكن تمتد أيض ًا إلى‬ ‫األخرى‪ .‬وبينما تعتبر شيخوخة السكان مشكلة هامة‪ ،‬فما يوازيها في‬
‫العالم‪ .‬حيث يزداد معدل إزالة الغابات ويقل غطاء الغابات بصورة‬ ‫األهمية مشكلة مقياس البرامج المستقبلية في مجال التعليم واألبحاث‬
‫واضحة في سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى فقد المزيد من‬ ‫التي ستقلل من هجرة أصحاب الكفاءة المحتمل من أوروبا وستحسن‬

‫‪431‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪37-9‬أ اتجاهات السكان ‪ -‬أفريقيا‬ ‫الشكل ‪37-9‬ب إجمالي الدخل الناتج المحلي للفرد ‪ -‬أفريقيا‬
‫مليار نسمة‬ ‫ألف دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫ ‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫ ‬
‫األمن أوالً‬ ‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫‬
‫ ‬

‫‬

‫ ‬
‫‬

‫ ‬
‫‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪37-9‬ج تعداد السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر‬ ‫الشكل ‪37-9‬د سوء تغذية األطفال ‪ -‬أفريقيا‬
‫أمريكي واحد في اليوم ‪ -‬أفريقيا‬
‫نسبة األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 5 0-‬سنوات‬
‫النسبة المئوية إلجمالي التلوث‬
‫‬ ‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬ ‫األسواق أوالً‬ ‫األسواق أوالً‬


‫‬
‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج ‪.IMPACT‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪37-9‬هـ تعداد السكان الذين يعيشون في أحواض‬ ‫الشكل ‪37-9‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬
‫األنهار ويواجهون نقص المياه القاسي ‪ -‬أفريقيا‬ ‫والمراعى والغابات ‪ -‬أفريقيا‬
‫مليون نسمة‬ ‫مليون كم مربع‬
‫‬ ‫‬
‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬ ‫أرض الزراعة والمرعى‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫‬
‫‬
‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬
‫‬
‫الغابات‬
‫‬

‫الفجوة المائية‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪432‬‬


‫الشكل ‪37-9‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع الوقود ‪ -‬أفريقيا‬
‫إكساجول‬
‫‬ ‫الفحم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫الطاقة الكهرومائية‬
‫‬ ‫الوقود الحيوي‬
‫الحديث‬
‫‬ ‫الغاز الطبيعي‬
‫الطاقة النووية‬
‫‬
‫النفط‬
‫‬ ‫الطاقة الشمسية‪/‬‬
‫طاقة الرياح‬
‫‬ ‫الوقود الحيوي‬
‫التقليدي‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪ 37-9‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬أفريقيا‬ ‫الشكل –‪37‬ط انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة اإلنسان ‪ -‬أفريقيا‬
‫مليار طن من الكربون سنوي ًا‬ ‫مليون طن من الكبريت سنوي ًا‬
‫ ‬ ‫‬

‫‬
‫ ‬

‫‬
‫ ‬

‫‬
‫ ‬
‫‬

‫ ‬
‫األسواق أوالً‬ ‫‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫ ‬
‫األمن أوالً‬ ‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نموذج ‪.IMAGE‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫ ‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫الشكل ‪37-9‬ي مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪ -‬أفريقيا‬ ‫الشكل ‪37-9‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط وفرة‬
‫مليار متر مكعب‬ ‫في المائة‬ ‫األنواع ‪ -‬أفريقيا‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2050‬‬
‫‬ ‫‬
‫ياه الصرف المعالجة‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.GLOBIO‬‬
‫‬
‫مياه الصرف غير‬ ‫‬
‫‬ ‫المعالجة‬
‫‬ ‫‪m‬‬

‫‬
‫‪m‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‬

‫‬ ‫‪m‬‬ ‫اإلجهاد‬


‫‬ ‫الزراعة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫غير المناخ‬
‫‪m‬‬ ‫الرعي‬ ‫ترسب النيتروجين‬
‫‬
‫البنية األساسيةالحراجة‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬
‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬
‫ألم‬

‫ألم‬

‫ألم‬
‫سيا‬

‫سيا‬

‫سيا‬
‫سوا‬

‫سوا‬

‫سوا‬
‫ست‬

‫ست‬

‫ست‬
‫نأ‬

‫نأ‬

‫نأ‬
‫س‬

‫س‬

‫س‬
‫قأ‬

‫قأ‬

‫قأ‬
‫دام‬

‫دام‬

‫دام‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬

‫‪433‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الجهود‪ .‬ومثلما يتضح في سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬تنجح األسواق‪ ،‬على نحو‬ ‫الموائل ويؤدي إلى المزيد من التجزؤ‪ .‬ويتم الحفاظ على مناطق الغابات‬
‫غير معتاد‪ ،‬في ابتكار منتجات جديدة وتلبية متطلبات المستهلك‪ .‬ومع‬ ‫الرئيسية التي تهم "الصفوة" في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬لكن خارج المناطق‬
‫ذلك‪ ،‬فهي ال يمكنها تقديم حلول فعالة للمشكالت البيئية‪ ،‬في حالة عدم‬ ‫المحمية يزداد معدل إزالة الغابات‪ .‬بينما يظهر في سيناريو السياسة أو ًال‬
‫وجود سياسة توجيهية‪ ،‬كما يتضح في سيناريو السياسة أو ًال‪ .‬وإلى جانب‬ ‫انخفاض ملحوظ في إزالة الغابات وتجزؤ الموائل‪ ،‬نظر ًا آلليات‬
‫ديناميكية األسواق في سيناريو األسواق أو ًال والسياسة التوجيهية في‬ ‫التشريعات والتطبيقات المحسنة‪ ،‬بينما تعمل آليات إصالح نظم الغابات‬
‫سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬إذا تواجد عنصر إضافي آخر يتمثل في الوعي‬ ‫اإليكولوجية المتأثرة في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬على إيقاف فقد هذه‬
‫الثقافي والمشاركة االجتماعية كما هو الحال في سيناريو االستدامة أو ًال‪،‬‬ ‫الموائل الرئيسية وتجزؤها‪.‬‬
‫يستطيع المجتمع المدني تحفيز القطاع الخاص وواضعي السياسات‬
‫لتحقيق مزيد من اإلنجازات على الجبهة البيئية‪.‬‬ ‫وتظل مشكلة الضغوط المتزايدة على موارد المياه اإلقليمية موجودة في‬
‫السيناريوهات األربعة بحلول عام ‪ ،2050‬لكن يمكن تحديد فروق نوعية‬
‫يوجد اختالف واضح في انبعاثات غازات االحتباس الحراري والتي تقل‬ ‫بين السيناريوهات األربعة‪ .‬ففي السيناريوهين األسواق أو ًال واألمن أو ًال‪،‬‬
‫في سيناريو السياسة أو ًال إلى النصف تقريبًا‪ ،‬مقارنة بسيناريو األسواق‬ ‫تنخفض نوعية وكمية المياه السطحية والجوفية‪ ،‬بينما في سيناريو‬
‫أو ًال‪ ،‬بينما تقل النسبة عن ذلك في سيناريو االستدامة أو ًال‪ .‬وفيما يتعلق‬ ‫السياسة أو ًال‪ ،‬فإن االستثمارات في التكنولوجيات الجديدة لحفظ المياه‬
‫بالموارد المائية‪ ،‬يتضح دور المبادرة في سيناريو االستدامة أو ًال‬ ‫تلطف من زيادة سحوبات المياه‪ ،‬مما يؤدي إلى تحسين كبير في‬
‫والسياسة أو ًال بصورة أكبر عن سيناريو األمن أو ًال واألسواق أو ًال‪ .‬ففي‬ ‫استخدام المياه في القطاعات االقتصادية‪ .‬بينما في سيناريو االستدامة‬
‫السيناريوهين األخيرين‪ ،‬كان لتدهور طبقات المياه الجوفية والموارد‬ ‫أو ًال‪ ،‬يتم تقديم جهود خاصة إلدارة الصراعات في هذه المنطقة ولتحسين‬
‫المائية السطحية الرئيسية آثاره السلبية‪ ،‬وال سيما في مجال الزراعة‬ ‫كفاءة استخدام المياه وتغيير سلوك السكان في استخدام المياه‪.‬‬
‫واالستهالك المنزلي‪ ،‬مع وجود زيادة مطردة في عدد األفراد الذين‬
‫يعيشون في أحواض تقع تحت نقص مياه قاسي‪.‬‬ ‫يظل الوصول إلى موارد الطاقة والتحكم فيها مصدر ًا رئيسي ًا للصراع‬
‫في سيناريو األسواق أو ًال وبدرجة أكبر في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬مع تحسن‬
‫تستنفد مشكلة الزحف والمناخ والموارد المائية قدرة المنطقة على وضع‬ ‫محدود للغاية في تنويع الطاقة من الوقود األحفوري وكفاءة الطاقة في‬
‫السياسات‪ .‬فهذه المشكالت تتسم بأنها تنتشر وال تتركز في منطقة معينة‬ ‫كال السيناريوهين‪ .‬وعلى خالف ذلك‪ ،‬يتم تشجيع تنويع الطاقة واالستفادة‬
‫وتسوء ببطء ولكنها مشكالت عنيدة‪ .‬وتتطلب هذه المشكالت العمل من‬ ‫من المصادر المتجددة بصورة أكبر إلى جانب كفاءة الطاقة والتعاون‬
‫قبل العديد من األطراف المختلفة التي تفتقد إلى تنسيق الجهود‪ ،‬كما‬ ‫اإلقليمي في مجال الطاقة في سيناريو السياسة أو ًال ويتم تعزيزه في‬
‫تقتضي إعادة التفكير في مفهومي التقدم والرفاهية‪.‬‬ ‫سيناريو االستدامة أوالً‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬لن تستطيع أمريكا الشمالية وضع التدابير الالزمة للحفاظ على‬ ‫ال رئيسيًا‪ ،‬وتعتبر كل من أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫يعد التحضر أيض ًا عام ً‬
‫ال‬
‫انخفاضا‪ ،‬فض ً‬
‫ً‬ ‫موارد المياه العذبة والتحول إلى اقتصاد الكربون األكثر‬ ‫البحر الكاريبي أكثر المناطق تحضر ًا في العالم النامي‪ .‬تستمر عملية التحضر‬
‫عن العدول عن اتجاهها نحو المزيد من تطوير األراضي المكثف‪ ،‬دون‬ ‫في جميع السيناريوهات مع وجود اختالفات ملحوظة‪ .‬تمضي عملية التحضر‬
‫وجود جهودات أكثر وعي ًا وتصميمًا‪ .‬وسوف يقتضي إيجاد حلول لهذه‬ ‫بخطى واسعة ال يمكن التحكم فيها في سيناريو األسواق أو ًال واألمن أو ًال‪،‬‬
‫المشكالت في النهاية وضع سياسات طموحة‪ ،‬منها على سبيل المثال‪،‬‬ ‫بينما تتسم بأنها أقل عشوائية في سيناريو السياسة أو ًال‪ .‬أما في سيناريو‬
‫ال‬
‫آليات األسواق الالزمة لتقييم الموارد الطبيعية كمستجمعات المياه‪ ،‬فض ً‬ ‫االستدامة أو ًال‪ ،‬تستمر عملية التحضر بصورة رئيسية في المدن الصغيرة‬
‫عن دعم االبتكار التكنولوجي واستراتيجيات "النمو الذكي" التي تستشرف‬ ‫والمتوسطة في سياق قائم على تخطيط بعيد المدى لتطوير المدن‪.‬‬
‫المستقبل‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬قد يكون زيادة الوعي الثقافي والفردي بهذه‬
‫المشكالت والحرص على إيجاد حل لها‪ ،‬على نحو ما يتضح في سيناريو‬ ‫تتزايد الضغوط التي تؤدي إلى الهجرة بصفة مستمرة‪ ،‬داخل المنطقة وإلى أمريكا‬
‫ال ضروري ًا لتحفيز االستجابة الالزمة على مستوى‬
‫االستدامة أو ًال‪ ،‬عام ً‬ ‫الشمالية‪ ،‬في سيناريو األسواق أوالً‪ ،‬نتيجة تردي الظروف االجتماعية‬
‫السياسة واألسواق‪ .‬ويمكن أن يشهد سيناريو الحالة األسوأ‪ ،‬لكنها غير‬ ‫للعديد من الجماعات‪ .‬وفي سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬تتزايد الضغوط التي تؤدي‬
‫محتلمة‪ ،‬تدهور ًا في الظروف البيئية واالجتماعية‪-‬االقتصادية إلى مرحلة‬ ‫إلى الهجرة إلى حد كبير في مناطق الحدود‪ ،‬بينما تصبح التشريعات‬
‫تبدو أنها تتحدى اإلصالح‪.‬‬ ‫الخاصة بالهجرة أكثر تقييدًا‪ .‬وتقل الضغوط التي تؤدي إلى الهجرة في‬
‫سيناريو السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪ .‬ففي سيناريو "االستدامة أوالً"‪ ،‬تميل‬
‫وأخيرًا‪ ،‬رغم تشابه مستويات الدخل في سيناريو االستدامة أو ًال واألمن أوالً‪،‬‬ ‫الهجرة ألن تكون اختيارية أكثر منها ضرورية‪ .‬توضح األشكال تحت‬
‫تعتبر نوعية الحياة أفضل في سيناريو االستدامة أوالً‪ ،‬ويُقال أنها أفضل من‬ ‫‪ 38-9‬المستقبل المحتمل للمنطقة‪.‬‬
‫سيناريو األسواق أو ًال والسياسة أو ًال رغم مستويات الدخل األعلى فيهما‪.‬‬
‫يتضح في سيناريو األسواق أو ًال وجود نجاح كبير في توفير المنتجات‬ ‫شمال أمريكا‬
‫للمستهلكين‪ ،‬بينما يساعد سيناريو السياسة أوالًعلى التأكد من تخفيف اآلثار‬ ‫توجد ميزة مشتركة بين السيناريوهات‪ ،‬تتمثل في الدرجة التي تتصدى‬
‫البيئية‪ ،‬أما سيناريو االستدامة أو ًال فإنه يستثمر أيض ًا في الجوانب غير المادية‬ ‫بها هذه المنطقة للمشكالت البيئية بصورة تتسم بالمبادرة وتنسيق‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪434‬‬


‫الشكل ‪38-9‬أ اتجاهات تعداد السكان ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫الشكل ‪38-9‬ب إجمالي الناتج المحلي للفرد ‪ -‬آسيا والمحيط‬
‫مليار نسمة‬ ‫ألف دوالر ‪( 2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫الهادئ‬
‫‬ ‫‬
‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬
‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬
‫األسواق أوالً‬
‫‬
‫السياسة أوالً‬ ‫‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪38-9‬ج تعداد السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر‬ ‫الشكل ‪38-9‬د سوء تغذية األطفال ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ‬
‫أمريكي واحد في اليوم ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ‬
‫في المائة‬ ‫النسبة المئوية لألطفال‬
‫‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬ ‫‬
‫‬
‫االستدامة أوالً‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫األسواق أوالً‬
‫‬
‫‬
‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMPACT‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫الشكل ‪38-9‬هـ تعداد السكان الذين يعيشون في أحواض‬ ‫الشكل ‪38-9‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬
‫األنهار ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫والمراعى والغابات ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ‬
‫مليار نسمة‬ ‫مليون كم مربع‬
‫ ‬ ‫‬

‫ ‬ ‫أرض الزراعة والمرعى‬


‫‬
‫ ‬

‫‬ ‫ألسواق أوالً‬


‫ ‬
‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬
‫ ‬
‫‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫الغابات‬
‫ ‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫‬
‫ ‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬ ‫الحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‪435‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪38-9‬ز طلب الطاقة األولية حسب الوقود ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ‬
‫إكساجول‬
‫‬ ‫الفحم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫الطاقة الكهرومائية‬
‫‬
‫الوقود الحيوي‬
‫الحديث‬
‫‬
‫الغاز الطبيعي‬
‫‬ ‫الطاقة النووية‬
‫النفط‬
‫‬
‫الطاقة الشمسية‪/‬‬
‫طاقة الرياح‬
‫‬
‫الوقود الحيوي‬
‫‬ ‫التقليدي‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج‬
‫نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪38-9‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬آسيا والمحيط‬ ‫الشكل ‪38-9‬ط انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة اإلنسان ‪ -‬آسيا‬
‫الهادئ‬ ‫والمحيط الهادئ‬
‫مليار طن من الكربون سنوي ًا‬ ‫مليون طن من الكبريت سنوي ًا‬
‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫‬ ‫‬ ‫السياسة أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬ ‫‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪38-9‬ي مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪ -‬آسيا‬ ‫الشكل ‪38-9‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط وفرة‬
‫والمحيط الهادئ‬ ‫األنواع ‪ -‬آسيا والمحيط الهادئ‬
‫مليار متر مكعب‬ ‫في المائة‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2050‬‬
‫‬ ‫‬
‫مياه الصرف المعالجة‬
‫‬ ‫‬
‫مياه الصرف غير‬
‫‬ ‫المعالجة‬ ‫‪m‬‬

‫‬ ‫‪m‬‬

‫‬ ‫‪m‬‬

‫‬ ‫‪m‬‬

‫‬ ‫‪m‬‬
‫اإلجهاد‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫الزراعة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫غير المناخ‬
‫‬ ‫‪m‬‬ ‫الرعي‬ ‫ترسب النيتروجين‬

‫‬ ‫‪m‬‬ ‫البنية األساسيةالحراجة‬


‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.GLOBIO‬‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬
‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬
‫ألم‬

‫ألم‬

‫ألم‬
‫سيا‬

‫سيا‬

‫سيا‬
‫سوا‬

‫سوا‬

‫سوا‬
‫ست‬

‫ست‬

‫ست‬
‫نأ‬

‫نأ‬

‫نأ‬
‫س‬

‫س‬

‫س‬
‫قأ‬

‫قأ‬

‫قأ‬
‫دام‬

‫دام‬

‫دام‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪436‬‬


‫الشكل ‪39-9‬أ اتجاهات السكان ‪ -‬أوروبا‬ ‫الشكل ‪39-9‬ب إجمالي الناتج المحلي ‪ -‬أوروبا‬
‫مليون نسمة‬ ‫ألف دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬
‫‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬
‫‬ ‫‬
‫االستدامة أوالً‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬
‫‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪39-9‬ج معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬ ‫الشكل ‪39-9‬د تعداد السكان الذين يعيشون في أحواض‬
‫والمراعى والغابات ‪ -‬أوروبا‬ ‫األنهار ويواجهون نقص المياه القاسي ‪ -‬أوروبا‬
‫مليون كم مربع‬ ‫مليون نسمة‬
‫‬ ‫‬

‫‬
‫الغابات‬
‫‪ɮʗʣ‬‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫ألسواق أوالً‬ ‫‬
‫‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫‬
‫‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬
‫‬
‫‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫‬ ‫‬
‫السياسة أوالً‬
‫أرض الزراعة والمرعى‬ ‫األمن أوالً‬
‫‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪39-9‬هـ االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬أوروبا‬ ‫الشكل ‪39-9‬و انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة اإلنسان ‪ -‬أوروبا‬
‫مليار طن من الكربون سنوي ًا‬ ‫مليون طن من الكبريت سنوي ًا‬
‫ ‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬
‫‬ ‫السياسة أوالً‬
‫ ‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫ ‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫‬
‫ ‬
‫‬

‫ ‬ ‫‬

‫‬
‫ ‬
‫‬
‫ ‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫‬
‫ ‬ ‫األمن أوالً‬ ‫‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫ ‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‪437‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪39-9‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع الوقود ‪ -‬أوروبا‬
‫إكساجول‬
‫‬ ‫الفحم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫الطاقة الكهرومائية‬
‫‬
‫الوقود الحيوي‬
‫الحديث‬
‫الغاز الطبيعي‬
‫‬ ‫الطاقة النووية‬
‫النفط‬
‫الطاقة الشمسية‪/‬‬
‫‬ ‫طاقة الرياح‬
‫الوقود الحيوي‬
‫التقليدي‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪39-9‬ي مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪ -‬أوروبا‬ ‫الشكل ‪39-9‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط وفرة‬
‫مليار متر مكعب‬ ‫في المائة‬ ‫األنواع ‪ -‬أوروبا‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2050‬‬
‫‬ ‫مياه الصرف‬ ‫مياه الصرف‬ ‫‬
‫المعالجة‬ ‫غير المعالجة‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‬ ‫اإلجهاد‬
‫‬ ‫‪m‬‬ ‫الزراعة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫غير المناخ‬
‫الرعي‬ ‫ترسب النيتروجين‬
‫‬
‫‪m‬‬ ‫البنية األساسيةالحراجة‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.GLOBIO‬‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬
‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬
‫األ‬

‫ال‬
‫ألم‬

‫ألم‬

‫ألم‬
‫سيا‬

‫سيا‬

‫سيا‬
‫سوا‬

‫سوا‬

‫سوا‬
‫ست‬

‫ست‬

‫ست‬
‫نأ‬

‫نأ‬

‫نأ‬
‫س‬

‫س‬
‫قأ‬

‫قأ‬

‫س‬
‫دام‬

‫دام‬

‫دام‬
‫قأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬

‫وصحية واجتماعية هائلة‪ ،‬سوف تقوض التنمية االقتصادية على المدى‬ ‫للرفاهية‪ ،‬كالبيئة الصحية وزيادة الحس المجتمعي‪ ،‬مما يعكس مزيد من التواصل‬
‫البعيد‪.‬‬ ‫االجتماعي الذي يؤدي إلى االستفادة من الموارد الهامة بصورة أكثر عدالً‪،‬‬
‫كالرعاية الصحية والتعليم والعمليات السياسية‪ .‬توضح األشكال تحت ‪38-9‬‬
‫في سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬تفرض الحكومات قيود ًا مشددة في‬ ‫المستقبل المحتمل للمنطقة‪.‬‬
‫السياسات على قوى السوق لتقليل تأثيراتها غير المرغوب فيها على البيئة‬
‫ورفاهية اإلنسان إلى أدنى حد‪ .‬وتعتبر التكاليف البيئية واالجتماعية أحد‬ ‫غرب آسيا‬
‫العوامل التي تؤخذ بعين االعتبار في تدابير السياسات واألطر التنظيمية‬ ‫تعرض السيناريوهات السبل وحاالت المستقبل المختلفة التي قد تتخذها‬
‫وعمليات التخطيط‪ ،‬لتعزيز العدالة االجتماعية وحماية البيئة‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫ال عن اآلثار النسبية والمعقدة للعديد من‬
‫المجتمعات في المنطقة‪ ،‬فض ً‬
‫بدوره إلى الحد من التدهور البيئي وتحسين رفاهية اإلنسان‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫العوامل‪ ،‬في تشكيل مستقبل المجتمعات فيما يتعلق برفاهية اإلنسان‬
‫تظل هناك ضغوط كبيرة من سياسات االستثمار‪.‬‬ ‫والتغير البيئي‪ .‬يعتبر سيناريو األسواق أو ًال سيناريو محبط ًا لغرب آسيا‪،‬‬
‫فرغم أن السوق يحفز إجراء التحسينات الالزمة في كفاءة الموارد‬
‫في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬وهي حالة متطرفة لسيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬من‬ ‫والمؤشرات االجتماعية االقتصادية‪ ،‬تواجه المنطقة مشكالت بيئية‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪438‬‬


‫الشكل ‪40-9‬أ اتجاهات السكان ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬ ‫الشكل ‪40-9‬ب إجمالي الناتج المحلي للفرد ‪ -‬أمريكا الالتينية‬
‫الكاريبي‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫ألف دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫مليون نسمة‬
‫‬ ‫‬
‫األسواق أوالً‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬ ‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪40-9‬ج تعداد السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي‬ ‫الشكل ‪40-9‬د سوء تغذية األطفال ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة‬
‫واحد في اليوم ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫نسبة األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 5 0-‬سنوات‬
‫البحر الكاريبي‬
‫النسبة المئوية إلجمالي التلوث‬ ‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬ ‫‬
‫األسواق أوالً‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫‬
‫األمن أوالً‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪40-9‬هـ تعداد سكان الذين يعيشون في أحواض األنهار‬ ‫الشكل ‪40-9‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة والمرعى‬
‫ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫والغابة ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫مليون نسمة‬ ‫مليون كم مربع‬
‫‬ ‫‬
‫أرض الزراعة والمرعى‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬ ‫الغابات‬
‫األسواق أوالً‬ ‫‬ ‫األسواق أوالً‬
‫‬ ‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬ ‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‪439‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪40-9‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع الوقود ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫إكساجول‬
‫‬ ‫الفحم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬
‫‬ ‫الوقود الحيوي‬
‫الحديث‬
‫‬
‫الغاز الطبيعي‬
‫‬ ‫الطاقة النووية‬
‫النفط‬
‫‬ ‫الطاقة الشمسية‪/‬‬
‫طاقة الرياح‬
‫‬
‫الوقود الحيوي‬
‫‬
‫التقليدي‬

‫‬

‫‬

‫‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج‬


‫نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪40-9‬ط انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة اإلنسان ‪ -‬أمريكا الشكل ‪40-9‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬أمريكا الالتينية‬
‫ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫مليار طن من الكربون سنوي ًا‬ ‫مليون طن من الكبريت سنوي ًا‬
‫ ‬ ‫‬

‫ ‬ ‫‬

‫ ‬ ‫‬

‫ ‬ ‫‬

‫ ‬ ‫‬
‫األسواق أوالً‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫‬
‫ً‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫السياسة‬
‫ ‬
‫األمن أوالً‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫الشكل ‪40-9‬ي مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪ -‬أمريكا‬ ‫الشكل ‪40-9‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط وفرة‬
‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫األنواع ‪ -‬أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬
‫مليار متر مكعب‬ ‫في المائة‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2050‬‬
‫‬ ‫‬
‫مياه الصرف المعالجة‬
‫‬ ‫مياه الصرف غير المعالجة‬ ‫‬

‫‬ ‫‪m‬‬

‫‬ ‫‪m‬‬

‫‬ ‫‪m‬‬

‫‬ ‫‪m‬‬ ‫اإلجهاد‬


‫الزراعة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫تغير المناخ‬
‫‬ ‫‪m‬‬ ‫الرعي‬ ‫ترسب النيتروجين‬

‫‬ ‫‪m‬‬ ‫البنية األساسيةالحراجة‬


‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.GLOBIO‬‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬
‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬
‫ألم‬

‫ألم‬

‫ألم‬
‫سيا‬

‫سيا‬

‫سيا‬
‫سوا‬

‫سوا‬

‫سوا‬
‫ست‬

‫ست‬

‫ست‬
‫نأ‬

‫نأ‬

‫نأ‬
‫س‬

‫س‬

‫س‬
‫قأ‬

‫قأ‬

‫قأ‬
‫دام‬

‫دام‬

‫دام‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪440‬‬


‫تختزن المناطق القطبية نحو ‪ 70‬في المائة من المياه العذبة للعالم في‬ ‫منظور المنطقة‪ ،‬تظل التوترات والصراعات السياسية الوطنية واإلقليمية‬
‫شكل جليد‪ .‬ونتيجة تغير المناخ‪ ،‬يزيد المتوسط السنوي لكمية المياه‬ ‫بال حل لفترة طويلة‪ .‬وتظل هذه الصراعات موجهات رئيسية تؤثر بالسلب‬
‫العذبة التي تجري لتصب في المحيط المتجمد الشمالي والمحيط‬ ‫على تحقيق التنمية الشاملة في المنطقة‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى تفكك‬
‫األطلسي الشمالي‪ ،‬مع وجود فروق شديدة بين السيناريوهات‪ ،‬حيث‬ ‫النسيج االجتماعي واالقتصادي بها‪ .‬ويتم التضحية برفاهية اإلنسان‬
‫يتراوح ما بين ‪ 4600‬كم‪/2‬عام في الوقت الحالي إلى حوالي ‪6000‬‬ ‫وكذلك البيئة والموارد الطبيعية لتلبية المطالب األمنية‪.‬‬
‫كم ‪/‬عام بحلول عام ‪ 2050‬في سيناريو األسواق أو ًال‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وفي سيناريو االستدامة أوالً‪ ،‬يؤدي تحسين الحوكمة ووجود رابط قوي بين‬
‫تعتبر المناطق القطبية مستودع ًا عالمي ًا إمكانية استغالله هائلة‪ .‬توجد‬ ‫السياسات االجتماعية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬إلى تقديم حل للتحدي‬
‫فروق واضحة بين المناطق دون اإلقليمية ولكن أيض ًا عبر جميع‬ ‫الخاص باالستدامة في المنطقة‪ .‬وجدير بالذكر أن التكامل والتعاون‬
‫السيناريوهات‪ ،‬تتراوح بين كونها ممتدة ومدمرة كما في سيناريو األسواق‬ ‫والحوار على المستوى الوطني واإلقليمي واألقاليمي‪ ،‬يمكنهم أن يحلوا‬
‫أو ًال‪ ،‬إلى كونها محلية ولكن مركزة في سيناريو األمن أو ًالويمكن التحكم‬ ‫محل التوترات والصراعات المسلحة‪ .‬تمثل رفاهية اإلنسان والبيئة محور‬
‫فيها بصورة أكبر وواسعة الحيلة في سيناريو السياسة أو ًال‪ .‬مع تزايد‬ ‫ال بعيد‬
‫عملية التخطيط‪ ،‬وتتبنى الحكومات تخطيط ًا استراتيجي ًا متكام ً‬
‫الوصول إلى النظم اإليكولوجية القطبية‪ ،‬تتعرض آخر أفضل المناطق‬ ‫المدى‪ ،‬بهدف تحقيق نوعية حياة فائقة وبيئة صحية‪ .‬وجدير بالذكر أن‬
‫البرية العالمية األصلية ومما تتسم به من تنوع بيولوجي فريد للخطر‪،‬‬ ‫هناك استثمار ضخم في تطوير الموارد البشرية‪ ،‬بهدف تأسيس مجتمع‬
‫نتيجة تزايد الطلب العالمي على الموارد القطبية في سيناريو األسواق أو ًال‬ ‫معرفة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يتم تخصيص مبالغ هائلة للبحث والتطوير في‬
‫واألمن أو ًال‪ ،‬مع وجود مناطق مميزة يمكن الحفاظ عليها في سيناريو‬ ‫مجالي العلم والتكنولوجيا من أجل حل المشكالت االجتماعية‬
‫السياسة أو ًال وانتعاش بطئ في سيناريو االستدامة أو ًال (الشكل ‪.)43-9‬‬ ‫واالقتصادية والبيئية التي تواجه المجتمع‪.‬‬
‫يتزايد إدراج منطقة أنتاركتيكا عند التفكير في أي شيء قطبي سواء‬
‫كسلعة أو مورد عالمي في سيناريو األسواق أو ًال‪ .‬كما أن هذا يؤدي إلى‬ ‫هناك قاسم مشترك بين السيناريوهات يتمثل في استمرار حدوث نقص‬
‫تأسيس طرق من أية منطقة عالمية أخرى إلى القطبين‪ ،‬سواء كان هذا‬ ‫المياه وتدهور األرض وانعدام األمن الغذائي ونقص التنوع البيولوجي‪،‬‬
‫نفايات خطرة أو سائحين‪ ،‬مع وجود فروق شديدة في جميع‬ ‫ولكن بمعدالت مختلفة‪ ،‬نتيجة حالة الجفاف الطبيعي السائدة في المنطقة‬
‫السيناريوهات‪.‬‬ ‫ونظامها اإليكولوجي الهش‪ ،‬إلى جانب الضغوط الناتجة عن عدد السكان‬
‫ومعدالت النمو‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يلزم توافر إدارة فعالة وتكيفية مصحوبة بعمليتي‬
‫تتزايد الضغوط التي تتعرض لها الشعوب األصلية في المنطقة القطبية الشمالية‬ ‫الرصد والتقييم المستمرين وبناء القدرات من أجل التعامل مع الضغوط‬
‫نتيجة تغير المناخ العالمي واستغالل الموارد الطبيعية‪ ،‬مع وجود تأثير سياسي‬ ‫المستقبلية على األفراد والبيئة والتكيف معها‪.‬‬
‫ضئيل في سيناريو األمن أو ًال وتمكين شديد في سيناريو االستدامة أو ًال‬
‫وترتيبات اإلدارة المشتركة القوية بصورة تدعو للدهشة في سيناريو األسواق‬ ‫ولعل أفضل درس تقدمه هذه السيناريوهات لدول المنطقة في وضع‬
‫أو ًال‪ .‬تسيطر المصالح الجغرافية السياسية بصورة متزايدة على السيادة المحلية‬ ‫السياسات‪ ،‬هو أن االستثمار في تطوير الموارد البشرية والبحث‬
‫واألصلية على نحو ما يظهر بشدة في سيناريو األمن أو ًال وكذلك سيناريو‬ ‫والتطوير‪ ،‬باإلضافة إلى تحسين الحوكمة والتعاون اإلقليمي والتكامل‪،‬‬
‫األسواق أوالً‪ .‬ويدعم سيناريو االستدامة أو ًال أنظمة الحوكمة الالمركزية وانتقال‬ ‫هي أمور رئيسية في المسار الطويل والمعقد نحو تحقيق االستدامة‬
‫السلطة إلى المجتمعات المحلية والشعوب األصلية لتمكينهم من ممارسة اإلدارة‬ ‫للمنطقة‪ .‬توضح األشكال تحت ‪ 42-9‬المستقبل المحتمل للمنطقة‪.‬‬
‫التكيفية للحفاظ على موارد الرزق ورفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫المناطق القطبية‬
‫يتوقف التوافر طويل المدى للموارد القطبية واستقرار النظم اإليكولوجية‬ ‫يعتبر تغير المناخ هو الموضوع السائد والرئيسي في جميع المناطق‬
‫إلى حد بعيد على تطبيق مبادئ االستدامة إلى حد كبير‪ .‬وتوضح‬ ‫دون اإلقليمية وجميع السيناريوهات‪ ،‬بما له من آثار سريعة بعيدة المدى‬
‫السيناريوهات كيف تنضفر كافة أنشطة اإلنسان في المناطق القطبية‬ ‫تمتد إلى ما بعد عام ‪ .2050‬وتتجاوز آثار تغير المناخ على المناطق‬
‫وعلى المستوى العالمي وتؤكد على أن العمل العالمي المنسق فقط يمكنه‬ ‫القطبية حدود المناطق دون اإلقليمية المباشرة‪ ،‬ويكون لهذه اآلثار‬
‫إحداث فرق في مستقبل المناطق القطبية‪.‬‬ ‫تداعيات عالمية خطيرة أثناء مدة السيناريو وما بعدها‪ ،‬منها على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬االضطرابات الشديدة التي تحدث في النظم اإليكولوجية البحرية‬
‫مخاطر وفرص المستقبل‬ ‫وارتفاع مستوى سطح البحر‪ ،‬مما يهدد استدامة ماليين األفراد في‬
‫تشير سيناريوهات تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع ‪ GEO-4‬إلى كل من‬ ‫المجتمعات الساحلية على مستوى العالم‪ .‬يوجد نمط واحد لتغير المناخ‬
‫المخاطر والفرص في المستقبل‪ .‬وهناك موضوعات لها أهمية خاصة‬ ‫العالمي وتداعياته في جميع السيناريوهات األربع حتى عام ‪ .2050‬وهو‬
‫منها مخاطر تجاوز الحدود واحتمال حدوث نقاط تحول في العالقة بين‬ ‫نتيجة الجمود الهائل في األنظمة البحرية القطبية والعالمية مع تأخر رد‬
‫ال عن الحاجة إلى تفسير الترابطات في السعي وراء‬
‫اإلنسان والبيئة‪ ،‬فض ً‬ ‫الفعل لعدة عقود‪ .‬تتضح الفروق بين السيناريوهات (بصورة طفيفة فقط)‬
‫التوصل إلى مسار أكثر استدامة‪.‬‬ ‫بعد عام ‪ ،2050‬نتيجة األهداف الجديدة لخفض انبعاثات الكربون إلى‬
‫حد كبير في سيناريو السياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪.‬‬

‫‪441‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪41-9‬أ اتجاهات السكان ‪ -‬أمريكا الشمالية‬ ‫الشكل ‪41-9‬ب إجمالي الناتج المحلي للفرد ‪ -‬أمريكا الشمالية‬
‫مليون نسمة‬ ‫ألف دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬ ‫األمن أوالً‬
‫‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪41-9‬ج تعداد سكان الذين يعيشون في أحواض األنهار‬ ‫الشكل ‪41-9‬د معدل التغير في مساحات أرض الزراعة‬
‫ويواجهون نقص مياه قاسي ‪ -‬أمريكا الشمالية‬ ‫والمراعى والغابات ‪ -‬أمريكا الشمالية‬
‫مليون نسمة‬ ‫مليون كم مربع‬
‫‬ ‫‬

‫الغابات‬
‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫أرض الزراعة والمراعى‬
‫‬

‫ألسواق أوالً‬ ‫ألسواق أوالً‬


‫‬
‫السياسة أوالً‬ ‫‬ ‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫الشكل ‪41-9‬هـ االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬أمريكا الشمالية‬ ‫الشكل ‪41-9‬و انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة اإلنسان –‬
‫مليار طن من الكربون سنوي ًا‬
‫أمريكا الشمالية‬
‫مليون طن من الكبريت سنوي ًا‬
‫ ‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬
‫‬ ‫السياسة أوالً‬
‫ ‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫ ‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫‬
‫ ‬
‫‬

‫ ‬ ‫‬

‫‬
‫ ‬
‫‬
‫ ‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫‬
‫ ‬ ‫األمن أوالً‬ ‫‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫ ‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪442‬‬


‫الشكل ‪41-9‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع الوقود ‪ -‬أمريكا الشمالية‬
‫إكساجول‬
‫‬ ‫الفحم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬
‫الطاقة الكهرومائية‬
‫‬ ‫الوقود الحيوي‬
‫الحديث‬
‫‬ ‫الغاز الطبيعي‬
‫الطاقة النووية‬
‫‬
‫النفط‬
‫الطاقة الشمسية‪/‬‬
‫‬ ‫طاقة الرياح‬
‫الوقود الحيوي‬
‫‬ ‫التقليدي‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج‬
‫نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪41-9‬ح مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة ‪-‬‬ ‫الشكل ‪41-9‬ط التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط وفرة‬
‫أمريكا الشمالية‬ ‫األنواع ‪ -‬أمريكا الشمالية‬
‫مليار متر مكعب‬ ‫في المائة‬
‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2050‬‬
‫‬ ‫‬
‫مياه الصرف المعالجة‬
‫‬ ‫مياه الصرف غير المعالجة‬
‫‬

‫‬
‫‪m‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‬

‫‪m‬‬ ‫اإلجهاد‬
‫‬ ‫الزراعة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫غير المناخ‬
‫الرعي‬ ‫ترسب النيتروجين‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫البنية األساسيةالحراجة‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.GLOBIO‬‬


‫‬ ‫‪m‬‬
‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬
‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬
‫األ‬

‫ال‬
‫ألم‬

‫ألم‬

‫ألم‬
‫سيا‬

‫سيا‬

‫سيا‬
‫سوا‬

‫سوا‬

‫سوا‬
‫ست‬

‫ست‬

‫ست‬
‫نأ‬

‫نأ‬

‫نأ‬
‫س‬

‫س‬
‫قأ‬

‫قأ‬

‫س‬
‫دام‬

‫دام‬

‫دام‬
‫قأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬

‫وإشباع المياه بالمغذيات والحرمان من األكسجين (نقص األكسجين) في‬ ‫التغير العالمي – نقاط التحول والحدود‬
‫النظم المائية‪ ،‬إلى جانب ظهور األمراض واآلفات وإدخال األنواع‬ ‫يمكن مالحظة خصائص التغير العالمي بسهولة في الحياة‪ ،‬وهي تتمثل‬
‫وفقدانها وفقد المحاصيل على نطاق واسع وظهور التغيرات المناخية‪.‬‬ ‫في زحف المدن نحو الريف وظهور تغير المناخ في ارتفاع درجات‬
‫الحرارة في فصل الشتاء‪ ،‬عالوة على زيادة الفيضانات وموجات الحر‬
‫لماذا تُظهر سيناريوهات تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع ‪ GEO-4‬تباطؤ ًا‬ ‫الشديدة وظهور التلوث الذي يصنعه اإلنسان في المناطق النائية في‬
‫في عملية التغير‪ ،‬ولماذا يختلف هذا األمر بين السيناريوهات؟ تكمن‬ ‫العالم‪ .‬ورغم أن النتائج في هذا الفصل تشير إلى استمرار عملية التغير‪،‬‬
‫اإلجابة في اتجاهات الموجهات المذكورة في السيناريوهات‪ ،‬كاستقرار‬ ‫فإنها توضح أيض ًا أن معدل التغير للعديد من المؤشرات الرئيسية قد‬
‫معدل السكان في سيناريو االستدامة أو ًال ونمو النشاط االقتصادي الكلي‬ ‫يتباطأ قبيل منتصف هذا القرن‪ .‬يستمر التغير بينما يقل معدله‪ ،‬مما‬
‫بصورة أبطأ في سيناريو األمن أو ًال واالستدامة أو ًال‪ .‬فض ً‬
‫ال عن ذلك‪،‬‬ ‫يشير إلى احتمال حدوث نقطة تحول في عالقات اإلنسان‪ -‬البيئة‪ .‬في‬
‫ستؤدي تحسنات التكنولوجيا إلى رفع كفاءة توليد الكهرباء وتقليل كميات‬ ‫الوقت ذاته‪ ،‬قد يدفعنا مستوى التغيرات الفعلي الذي نالحظه في‬
‫المياه المفقودة في نظم توزيع المياه وزيادة غلة المحاصيل بمعدالت‬ ‫السيناريوهات إلى ما وراء الحدود في نظام كوكب األرض‪ ،‬مما ينتج عنه‬
‫مختلفة في المناطق والسيناريوهات‪ .‬وسوف تساهم هذه العوامل وغيرها‬ ‫حدوث تغيرات مفاجئة أو سريعة‪ ،‬ربما ال يمكن عكسها‪ .‬وقد وردت في‬
‫من التطورات في اإلبطاء من بعض جوانب التغير البيئي العالمي‪.‬‬ ‫الفصول السابقة أمثلة على ذلك‪ ،‬من بينها انهيار مصائد األسماك‬

‫‪443‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫الشكل ‪42-9‬أ اتجاهات السكان ‪ -‬غرب آسيا‬ ‫الشكل ‪42-9‬ب إجمالي الناتج المحلي للفرد ‪ -‬غرب آسيا‬
‫مليون نسمة‬ ‫ألف دوالر (‪( )2000‬اعتمادا ً على تعادل القوة الشرائية)‬
‫‬ ‫‬
‫األسواق أوالً‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬ ‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬ ‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬ ‫‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج المستقبل الدولي‪.‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪42-9‬ج تعداد السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر أمريكي‬ ‫الشكل ‪42-9‬د سوء تغذية األطفال‪ -‬غرب آسيا‬
‫واحد في اليوم ‪ -‬غرب آسيا‬
‫النسبة المئوية إلجمالي التلوث‬ ‫نسبة األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 5 0-‬سنوات‬
‫‬ ‫‬
‫ألسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬ ‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫‬
‫‬

‫‬ ‫‬

‫‬
‫‬ ‫ألسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫‬
‫األمن أوالً‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬ ‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫الشكل ‪42-9‬و معدل التغير في مساحات أرض الزراعة والمرعى‬


‫الشكل ‪42-9‬هـ السكان الذين يعيشون في أحواض األنهار ويواجهون‬
‫نقص مياه قاسي ‪ -‬غرب آسيا‬ ‫والغابة ‪ -‬غرب آسيا‬
‫مليون كم مربع‬
‫مليار طن من الكربون سنوي ًا‬ ‫ ‬
‫‬

‫أرض الزراعة والمراعى‬


‫‬ ‫ ‬

‫األسواق أوالً‬
‫‬ ‫السياسة أوالً‬
‫ ‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬
‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫األسواق أوالً‬ ‫ ‬
‫‬ ‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬
‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬ ‫الغابات‬
‫‬ ‫‪0‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪444‬‬


‫الشكل ‪42-9‬ز استخدام الطاقة األولية حسب نوع الوقود ‪ -‬غرب آسيا‬
‫إكساجول‬
‫‬ ‫الفحم‬
‫األسواق أوال ً‬ ‫السياسة أوال ً‬ ‫األمن أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬
‫الوقود الحيوي‬
‫‬
‫الحديث‬
‫الغاز الطبيعي‬
‫‬ ‫الطاقة النووية‬
‫النفط‬
‫الطاقة الشمسية‪/‬‬
‫‬
‫طاقة الرياح‬
‫الوقود الحيوي‬
‫‬ ‫التقليدي‬

‫‬

‫‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬

‫‬
‫نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬

‫‬
‫‬

‫‬
‫الشكل ‪42-9‬ح االنبعاثات المكافئة للكربون ‪ -‬غرب آسيا‬ ‫الشكل ‪42-9‬ط انبعاثات أكسيد الكبريت من أنشطة اإلنسان ‪ -‬غرب‬
‫آسيا‬
‫مليار طن من الكربون سنوي ًا‬ ‫مليون طن من الكبريت سنوي ًا‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫األسواق أوالً‬
‫ ‬ ‫السياسة أوالً‬
‫األمن أوالً‬ ‫ ‬
‫ ‬ ‫االستدامة أوالً‬
‫ ‬
‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬ ‫األسواق أوالً‬
‫السياسة أوالً‬
‫ ‬
‫ ‬ ‫األمن أوالً‬
‫مليار طن من الكربون سنويًا‬ ‫االستدامة أوالً‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.IMAGE‬‬
‫ ‬ ‫‬

‫‪50‬‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫‪20‬‬
‫‬
‫‬
‫‬

‫‬
‫‬

‫لشكل ‪42-9‬ي مياه الصرف المعالجة وغير المعالجة‬ ‫الشكل ‪42-9‬ك التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط وفرة‬
‫‪ -‬غرب آسيا‬ ‫األنواع ‪ -‬غرب آسيا‬
‫مليار متر مكعب‬ ‫في المائة‬
‫‬ ‫‬ ‫ ‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2050‬‬
‫‬ ‫‬
‫مياه الصرف المعالجة‬
‫‬ ‫مياه الصرف غير المعالجة‬ ‫‬

‫‪m‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫‬
‫‪m‬‬
‫اإلجهاد‬
‫‬
‫‪m‬‬ ‫الزراعة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫غير المناخ‬
‫الرعي‬ ‫ترسب النيتروجين‬
‫‬ ‫‪m‬‬ ‫البنية األساسيةالحراجة‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.GLOBIO‬‬
‫‬ ‫‪m‬‬
‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬

‫األ‬

‫ال‬
‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬

‫ا‬

‫اال‬
‫ألم‬

‫ألم‬

‫ألم‬
‫سيا‬

‫سيا‬

‫سيا‬
‫سوا‬

‫سوا‬

‫سوا‬
‫ست‬

‫ست‬

‫ست‬
‫نأ‬

‫نأ‬

‫نأ‬
‫س‬

‫س‬

‫س‬
‫قأ‬

‫قأ‬

‫قأ‬
‫دام‬

‫دام‬

‫دام‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫ةأ‬

‫ةأ‬

‫ةأ‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬
‫والً‬

‫والً‬

‫والً‬

‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج الفجوة المائية‪.‬‬

‫‪445‬‬ ‫المستقبل اليوم‬


‫البيئية المتعددة‪ ،‬مثل تلوث الهواء والمياه وتدهور األرض وتغير المناخ‬ ‫يتباطأ معدل زيادة سحوبات المياه في نهاية مدة السيناريو في جميع‬
‫ونقص التنوع الحيوي وتقييم سلع وخدمات النظم اإليكولوجية‪ .‬كما أن‬ ‫السيناريوهات‪ ،‬فيما عدا سيناريو األمن أو ًال (انظر الشكل ‪ .)44-9‬ويقل‬
‫هناك حاجة لربط البيئة بمشكالت التنمية‪ ،‬مثل الفقر المدقع والجوع‪،‬‬ ‫معدل التوسع في مساحات األراضي الزراعية وفقد الغابات بصورة‬
‫وتنفيذ األهداف التنموية لأللفية‪ ،‬ومعالجة قضايا التعرض للخطر ورفاهية‬ ‫مستمرة أثناء مدة السيناريو (انظر الشكل ‪ 45-9‬و‪ .)46-9‬وتشير بعض‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫السيناريوهات أيض ًا إلى انخفاض معدل فقدان األنواع وتراكم غازات‬
‫االحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة (انظر الشكل ‪47-9‬‬
‫وفي سيناريو األسواق أوالً‪ ،‬فإن الترابطات تعمل كعوامل في سياق عمل‬ ‫– ‪.)49-9‬‬
‫األسواق غير المقيد‪ .‬ويوضع تأكيد أكبر على القطاعات االقتصادية‪ ،‬مع‬
‫سلع وخدمات النظم اإليكولوجية التي تعتبر بصورة أساسية مدخالت‬ ‫رغم تباطؤ عملية التغير في بعض الحاالت‪ ،‬لن تكون نقطة نهاية التغير‬
‫إنتاج‪ .‬ويتبع تطبيق االتفاقيات البيئية متعددة األطراف بصورة كبيرة‬ ‫واحدة في جميع السيناريوهات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تزيد سحوبات المياه‬
‫صوامع الحدود القضائية واإلدارية‪ .‬ينمو االقتصاد وتتولد ثروة أكبر‪ ،‬إال‬ ‫عن ‪ 6000‬كم‪ 2‬في العام في سيناريو األسواق أو ًال بينما تقل عن ‪4000‬‬
‫أن التنمية البشرية تظل تمثل تحديًا‪ ،‬كما هو الحال مع العديد من‬ ‫كم‪ 2‬في العام في سيناريو السياسة أو ًال (انظر الشكل ‪ .)44-9‬وهناك‬
‫المشكالت البيئية‪.‬‬ ‫أمثلة توضيحية أخرى تتمثل في نسبة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في‬
‫الجو ومتوسط درجة حرارة السطح العالمية‪ .‬ففي عام ‪ ،2050‬يتراوح‬
‫وفي سيناريو السياسة أو ًال‪ ،‬تبذل الحكومة جهود ًا أكبر للتعامل مع‬ ‫تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون ما بين حوالي ‪ 475‬جزء في المليون في‬
‫تعقيدات االرتباطات‪ ،‬في البيئة نفسها وأيض ًا في سياق أنظمة الحوكمة‪.‬‬ ‫سيناريو االستدامة أو ًال إلى ما يزيد عن ‪ 560‬جزء في المليون في‬
‫ويتم رؤية تغير المناخ باعتباره نقطة الدخول المهيمنة عند التعامل مع‬ ‫سيناريو األسواق أو ًال (انظر الشكل ‪ .)14-9‬أما بالنسبة لزيادة درجات‬
‫تحديات الحد من آثار األزمات وتحديات التكيف في العديد من المجاالت‬ ‫الحرارة‪ ،‬فسوف تتجاوز مستويات ما قبل الصناعة بـ ‪ 1.7‬درجة مئوية‬
‫وعلى مدار الوقت‪ ،‬أكثر من كونه من أعراض الصلة بين البيئة والتنمية‪.‬‬ ‫عام ‪ 2050‬في سيناريو االستدامة أو ًال بينما تصل إلى حوالي ‪ 2.2‬درجة‬
‫بينما يعطي واضعو السياسات أولوية لإلجراءات التي تأخذ في اعتبارها‬ ‫مئوية في سيناريو األسواق أو ًال (انظر الشكل ‪ .)15-9‬يتجاوز الرقم‬
‫االرتباطات‪ ،‬فإن اإلطار القانوني والمؤسسي ال يتم إصالحه بصورة‬ ‫األعلى حد ‪ 2‬درجة مئوية (انظر الفصل الثاني)‪ ،‬والتي تتفاقم بعدها آثار‬
‫مالئمة للعمل عبر الحدود الوطنية واإلدارية وحدود المصالح الخاصة‪ .‬وال‬ ‫تغير المناخ ويصبح التهديد بأضرار خطيرة ال يمكن عكسها أكثر‬
‫تزال المنافسة بين المناطق والبلدان والمؤسسات تظهر نفسها‪ ،‬وبصفة‬ ‫احتما ًال ليكون حقيقيًا‪.‬‬
‫خاصة في حالة مالحظة آثار اجتماعية اقتصادية سلبية على المستوى‬
‫الوطني‪.‬‬ ‫ما أهمية ذلك؟ إن تباطؤ معدل التغير يمنحنا األمل بأن المجتمع والطبيعة‬
‫يستطيعان التعامل مع التغير والتكيف معه بصورة أكثر نجاح ًا قبل‬
‫حيث يجلب سيناريو األمن أو ًال معنى جديد لعبارة المبدأ السابع من إعالن‬ ‫التعرض للعديد من النتائج السلبية‪ .‬وجدير بالذكر أن المجتمع لديه‬
‫ريو ‪ -‬المسئوليات المشتركة لكن المميزة – والذي يدعم االهتمام‬ ‫فرصة أكبر لمواجهة التغير‪ ،‬وذلك ببناء هياكل أساسية جديدة‪ ،‬كما أن‬
‫االنتقائي بالمشكالت‪ ،‬والحد من المسئوليات في مناطق المصالح‬ ‫النظم اإليكولوجية الطبيعية لديها مزيد من الوقت للهجرة وسياسات‬
‫الخاصة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في األماكن التي تتسارع فيها تنمية الطاقة‬ ‫الحفظ لديها فرصة أفضل للتحكم في معدل فقد األنواع‪ ،‬كما أن المجتمع‬
‫الحيوية لتلبية إدمان قلة للطاقة‪ ،‬يتم عمل ذلك دون النظر في مشكالت‬ ‫لديه مزيد من الوقت ليتعلم كيفية التكيف‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬فإن‬
‫مثل الزراعة من أجل األمن الغذائي والطلب المتزايد على المياه وتغير‬ ‫السيناريوهات التي تشهد حدوث تغيرات أسرع‪ ،‬يزيد احتمال اقترابها‬
‫استخدام األرض واالستخدام المتزايد للمواد الكيميائية‪ .‬حيث يتم نشر‬ ‫من النقاط "الحاسمة" في نظام األرض‪ .‬ما الذي سيصل إليه المجتمع‬
‫الموارد اإلنسانية واالقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى نظم الحوكمة‪ ،‬لمواجهة‬ ‫أوالً‪ :‬تباطؤ معدل التغير بشكل كاف بحيث يمكن التكيف معه‪ ،‬أم‬
‫التحديات على أساس انتقائي ولمصلحة قلة‪ .‬ويتم مواجهة بعض‬ ‫مستويات التغير التي تتجاوز الحدود الرئيسية لنظام األرض؟‬
‫المشكالت البيئية بصورة فعالة‪ ،‬لكنها ال تضيف الكثير عند التفكير فيها‬
‫بالنسبة للتدهور البيئي العام‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬يتعرض المجتمع بأكمله إلى‬ ‫الترابطات‬
‫المخاطر‪ ،‬مع تأثيرات محتملة أعظم على المناطق والمجتمعات التي تكون‬ ‫مستقبلنا المشترك أكد على أن "القدرة على اختيار مسارات السياسة‬
‫عرضة لألخطار‪ .‬وتكون التنمية مقصورة على األقلية ولكن لفترة محدودة‬ ‫المستدامة يتطلب أخذ األبعاد اإليكولوجية للسياسة في االعتبار تمام ًا‬
‫حيث أن االضطرابات تهدد مالذاتهم اآلمنة‪.‬‬ ‫مثل األبعاد االقتصادية والتجارية والزراعية والصناعية والطاقة واألبعاد‬
‫األخرى – في نفس جداول األعمال وفي نفس المؤسسات الوطنية‬
‫وفي سيناريو االستدامة أوالً‪ ،‬تعمل الحكومة مع المجتمع المدني واألعمال‬ ‫والدولية‪ .‬ويقترح تنقيح حديث أنه من اآلن وحتى ‪ 20‬عام ًا قادمة‪" ،‬فإن‬
‫التجارية والصناعية والمجتمع العلمي وغيرهم من أصحاب المصالح‬ ‫مجتمعاتنا ومناهجها في التصدي للتحديات تظل منفصلة إلى حد بعيد"‬
‫مجتمعين من أجل مواجهة تحديات البيئة والتنمية المتباينة‪ .‬ويتم إصالح‬ ‫(‪ .)WBCSD 2007‬وبالنظر إلى المستقبل‪ ،‬فإن اإلدراك والممارسة فيما‬
‫اإلطار القانوني والمؤسسي على مستويات مختلفة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى‬ ‫يتعلق بالترابطات المتداخلة يختلف بصورة كبيرة عبر كافة‬
‫الترابط بين االتفاقيات البيئية متعددة األطراف على المستوى الدولي‬ ‫السيناريوهات‪ .‬حيث أن هناك حاجة لمعالجة الترابطات بين المشكالت‬

‫القسم هـ‪ :‬التوقعات ‪ -‬نحو عام ‪ 2015‬وما بعده‬ ‫‪446‬‬


‫الشكل ‪ 43-9‬التدهورات التاريخية والمستقبلية في متوسط وفرة األنواع ‪ -‬المنطقة القطبية (جرينالند)‬
‫المساهمة في التدهور (في المائة)‬
‫‬ ‫حتى عام ‪2000‬‬ ‫حتى عام ‪2005‬‬ ‫تغير المناخ‬
‫ ‬ ‫ترسب النيتروجين‬
‫ ‬ ‫البنية األساسية‬

‫ ‬

‫‬

‫ ‪m‬‬

‫ ‪m‬‬

‫ ‪m‬‬

‫ ‪m‬‬

‫ ‪m‬‬
‫مالحظة‪ :‬نتائج نماذج ‪.GLOBIO‬‬
‫السياسة أوال ً األسواق أوال ً االستدامة أوال ً األمن أوال ً السياسة أوال ً األسواق أوال ً‬ ‫االستدامة أوال ً األمن أوال ً‬

‫استكشاف هذه االحتماالت المستقبلية في النقاش عن هذه االختيارات‪.‬‬ ‫والقوانين القطاعية على المستويات األخرى‪ .‬حيث تحقق االتفاقيات‬
‫البيئية متعددة األطراف‪ ،‬مثل اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية حفظ‬
‫وقد تم تقديم هذه السيناريوهات على المستويين العالمي واإلقليمي‪ ،‬نظر ًا‬ ‫أنواع الحيوانات المهاجرة واتفاقية االتجار الدولي في األنواع المعرضة‬
‫ألن فهم التغير البيئي العالمي وتأثيراته يتطلب فهم ًا لما يحدث في‬ ‫لالنقراض واتفاقية رامسار‪ ،‬ترابط ًا أكبر ليس فقط لضمان الحفاظ على‬
‫المناطق المختلفة في العالم‪ .‬فما يحدث في كل منطقة يتأثر بصورة كبيرة‬ ‫التنوع البيولوجي ولكن أيض ًا للتخفيف من حدة نمو التجارة غير‬
‫جد ًا بما يحدث في المناطق األخرى وفي العالم بأكمله‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبالرغم‬ ‫المشروعة في الحياة البرية ومنتجاتها‪ .‬تضطلع اتفاقية بازل واتفاقيات‬
‫من أن البيئة العالمية واحدة‪ ،‬فإن كل منطقة وكل شخص يخوض هذه‬ ‫إجراء الموافقة المسبقة عن علم على المواد الكيميائية الخطيرة (اتفاقية‬
‫التجربة بطريقته‪ .‬وحيث إن الحال كذلك‪ ،‬فإن التغييرات والفرص‪ ،‬بل‬ ‫روتردام) واتفاقية الملوثات العضوية الدائمة (اتفاقية ستوكهولم)‪،‬‬
‫وحتى المنظورات للمستقبل تختلف بصورة واسعة عبر المناطق المختلفة‬ ‫بمبادرات مماثلة‪ ،‬وتعمل جميعها بترابط وثيق مع منظمة التجارة الدولية‬
‫واألشخاص‪.‬‬ ‫لمعالجة المشكالت المرتبطة بالمواد الكيميائية والنفايات‪ .‬وبينما يستمر‬
‫التقدم في استخدام الترابطات لمواجهة هذه التحديات‪ ،‬فإن االستشارات‬
‫وال يصف أي سيناريو من هذه السيناريوهات مدينة فاضلة‪ .‬فحتى‬ ‫الموسعة وطول فترة صنع القرار تحد من فاعلية التطبيق على المدى‬
‫بالرغم من مشاهدة بعض التحسينات ووجود بعض الدالالت على تقليل‬ ‫القصير‪ .‬ويعتبر التحدي الحقيقي هو تعظيم قوى النُهج المترابطة وتقليل‬
‫معدل التغير في بعض نواحي التغير البيئي العالمي‪ ،‬فإن بعض‬ ‫العوائق إلى الحد األدنى‪.‬‬
‫المشكالت تظل مستعصية في كافة السيناريوهات‪ .‬وبصفة خاصة‪،‬‬
‫تحد‬
‫تستمر مشكلة تغير المناخ ونقص التنوع البيولوجي في فرض ٍ‬ ‫الخاتمة‬
‫واضح‪ ،‬وقد تمثل في النهاية خطورة تخطي الحدود الحرجة في نظام‬ ‫قدم هذا الفصل أربعة سيناريوهات للمستقبل المحتمل حتى عام ‪2050‬‬
‫األرض‪ .‬وبصورة مشابهة‪ ،‬وفيما يتعلق برفاهية اإلنسان‪ ،‬هناك بعض‬ ‫‪ -‬األسواق أو ًال والسياسة أو ًال واألمن أو ًال واالستدامة أو ًال – ويكتشف كل‬
‫التقدمات الكبيرة‪ ،‬وبصفة خاصة في سيناريو االستدامة أو ًال‪ ،‬ولكن حتى‬ ‫سيناريو من هذه السيناريوهات كيف يمكن لالتجاهات االجتماعية‬
‫ذلك سيأخذ وقتًا‪ ،‬وستظل هناك حاالت كثيرة من اإلجحاف وعدم‬ ‫واالقتصادية والبيئية الحالية أن تحدث وماذا تعني هذه السيناريوهات‬
‫المساواة في نهاية أفق السيناريو‪.‬‬ ‫بالنسبة للبيئة والتنمية ورفاهية اإلنسان‪ .‬وتتحدد هذه السيناريوهات‬
‫بصورة أساسية من خالل نُهج السياسة المختلفة واالختيارات‬
‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬توجد تكاليف ومخاطر في كل سيناريو‪ .‬ويكون ذلك‬ ‫االجتماعية‪ ،‬من خالل طبيعتهم وأسمائهم التي تتسم بطبيعة الموضوع‬
‫أوضح ما يكون في سيناريو األمن أو ًال‪ ،‬حيث يكون هناك تعريف ضيق‬ ‫الرئيسي المسيطر على رؤية معينة للمستقبل‪ ،‬مثل ماذا يأتي أوالً‪ .‬وفي‬
‫لألمان بالنسبة للبعض والذي من المرجح أن يؤدي إلى زيادة التعرض‬ ‫الواقع فإن المستقبل‪ ،‬كما هو الحال مع الحاضر‪ ،‬سيحتوي على عناصر‬
‫للمخاطر بالنسبة للكل‪ .‬وفي سيناريو األسواق أو ًال‪ ،‬تتحرك كل من البيئة‬ ‫من كل سيناريو من هذه السيناريوهات‪ ،‬باإلضافة إلى عناصر أخرى‪.‬‬
‫والمجتمع بأسرع ما يكون تجاه النقاط الحاسمة إذا لم يكن أبعد منها‪،‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه السيناريوهات توضح أن المستقبل الذي سيحدث على‬
‫حيث قد تحدث بعض التغييرات المفاجئة والمباغتة والسريعة والتي ال‬ ‫المدى الطويل سيعتمد كثير ًا على القرارات التي يتخذها األفراد‬
‫يمكن عكسها‪ .‬ويمثل ذلك قلق ًا خاص ًا مع الشكوك في مرونة األنظمة‬ ‫والمجتمعات اليوم‪ .‬وبنا ًء عليه‪ ،‬فإن هذه الرؤى للمستقبل ينبغي أن تؤثر‬
‫البيئية واالجتماعية‪ .‬وفي كل من سيناريوالسياسة أو ًال واالستدامة أو ًال‪،‬‬ ‫على قراراتنا اليوم‪ .‬ومن خالل تقديم تبصرات بالتحديات والفرص التي‬

You might also like