Professional Documents
Culture Documents
بيان ملة إبراهيم و براءتها من نفاق خوارج العصر الحقيقيين
بيان ملة إبراهيم و براءتها من نفاق خوارج العصر الحقيقيين
هؤالء الخوارج المارقين ال تقتصر الحمد لله وحده و الصالة و السالم على من ال نبي بعده
بالكبائر بل و لم يثبت عن زعيمها ابن تومرت إال إنكاره على تكفير المؤمنين الخلص فحسب بل تزيد على ذلك سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم ممن عبد الله و
الشديد للمنكرات ال التكفير بها بل بالتوحيد الصحيح ففيها محاربة أهل اإلخالص و اإليمان و فيها ترك أهل الكفر وحّده و أشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له و أشهد أن
المتضمن إلثبات صفات الله على ما يليق به سبحانه و ليس األوثان بل و ربما مساندتهم و مؤازرتهم بالقول و الفعل محمدا عبده و رسوله .أما بعد :
مناط تكفيرهم الحكم فتأمل هذا جيدا فإنك قد ال تجده على أهل التوحيد و اإليمان. فإن فتنة الخوارج من أشد ما حل بأهل اإلسالم من الفتن
في غير هذا الموضع ...
فقد جاء في األثر مرفوعا عن أولهم حين لم يفهم فعل قديما و حديثا فال يزال هؤالء المنافقون يتربصون
و من صفات الخوارج أيضا إظهار اإلسالم حتى يمتنع
النبي صلى الله عليه و سلم فقال :والله ما عدلت ،فقال : بالمؤمنين و يقدحون فيهم و يتعرضون لهم تكفيرا و تبديعا
المؤمنون من قتلهم فهم يصلون و يقرؤن القرآن و إنما
"ويلك ! من يعدل إذا لم أعدل ؟ إنما أتألفهم" فأقبلوا عليه و تفسيقا منذ أن اتهم أولُهم خيرَ الخلق محمد صلى الله
يمتنع المؤمنون من قتلهم خشية فتنة الناس كما جاء في
ليقتلوه فقال " :اتركوه ! إن من ضئضيئ هذا قوما يقرؤن عليه و سلم بالظلم فقال له :
األثر مرفوعا " :دعه فإن له أصحابا يحقر احدكم صالته مع
القرآن ال يجاوز حناجرهم يقتلون أهل اإلسالم ويدعون أهل "إعدل يا محمد فإنك لم تعدل"
صالتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن ال يجوز
األوثان ،يمرقون من اإلسالم كما يمرق السهم من الرمية
تراقيهم يمرقون من اإلسالم كما يمرق السهم من الرمية و كذا من تربصوا بعثمان و علي رضي الله عنهما فنقموا
لئن أدركتهم ألقتلنهم قتل عاد" (أخرجه البخاري كتاب
ينظر إلى نصله فال يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى أوصافه فال منهما الصواب الذي لم تبلغه أفهامهم فكفروا عليا ألجل
المغازي)
يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه فال يوجد فيه شيء وهو أنه ذاك المؤمن المخلص الذي يحنق عليه المنافقون و
ففي قوله " ويلك ! من يعدل إذا لم أعدل ؟" إشارة إلى أنه
القدح ثم ينظر إلى قذذه فال يوجد فيه شيء سبق الفرث الكافرون متى مكن الله له في األرض ،فعكفوا يتربصون به
لم ينكر عليه اتهامه بالظلم ألجل أنه حاكم أو سلطان بل
والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه ثم ثدي المرأة أو مثل األخطاء و أصوب األفعال التي ألجل أنها ال يوفق في
ألجل أنه إمام المتقين و سيد المؤمنين المخلصين فال
البضعة تدردر يخرجون على خير فرقة في الناس " و في إصابتها إال المؤمنون المخلصون إذ تكون شفاء و رحمة
ينبغي إال حمل فعله على أحسن المحامل ،فكان تربصه به
حديث "ال يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه" للمؤمنين ،ألجل ذلك كانت في المقابل و ال زالت ال تزيد
ال ألجل الحكم بل ألجل اإليمان ،و فيه كذلك أنهم يوجهون
فعلم أن من أبرز صفاتهم : الظالمين إال خسارا فال تكون إال فتنة للذين كفروا
تربصهم بأهل اإلسالم و يَدَعون التربص بأهل األوثان.
-تربص أدنى األخطاء بخيار المؤمنين فإذا وجدوا كذلك القراء الذين تربصوا بعلي رضي الله عنه ،إذ نقموا " لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا
منهم أدنى شيء تعرضوا لهم بالتفسيق و التبديع منه حينئذ القتال من غير سبي و ال مغنم و تنازله عن كلمة يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي
و التكفير و من ثم الخروج عليهم. أمير المؤمنين و تحكيمه للرجال و كل هذه لم تصدر عنه قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ
-السكوت التام عن الكفار من أهل الكتاب و ألجل كونه حاكم إذ لو كانت كذلك لما كان ليتنازل عن اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "|المدثر |13 -
المشركين و ربما مؤازرتهم و الفرح بانخفاض دين تسمية أمير المؤمنين ،و إنما صدرت عنه ألجل تقواه و رغبة
المؤمنين على أيديهم ،و بالمقابل تجد أهل الكتاب إلى خوارج هذا الزمان فهم ال يزالون على صنيع سلفهم
في اإلصالح بين المسلمين ال لدنيا يصيبها ،فكفروه ألجل
يرضون عنهم و يصفونهم بالمعتدلين فصار الوالء ألهل الشرك عندهم إسالما و مواالة أهل
افتتانهم بعمله الصالح و حنقهم من أمثاله و هذه عالمتهم
" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " التوحيد و اإليمان كفر و نفاق يخلد صاحبها في النار
قديما و حديثا و مما يوضح ذلك تكفير سعيد ابن جبير للحجاج
-كونهم أهل إظهار للدين و الدعوة إليه تغطية فتجدهم ال يلتفتون ألهل الكفر و عباد الصلبان و األوثان و
و لم يسم أحدٌ من علماء السلف سعيدا بالخارجي لمعرفتهم
لنفاقهم حتى يفتتن الناس بمن نعتهم بالنفاق. ظلم الحجاج ،فلم يلتفتوا كليا لكون سعيدٍ كفر أميرًا ،و مثله ال يقدحون في دينهم و ربما ال يتبرؤن منهم بل من سبهم
إذا علم هذا فإن من أبرز صفات المؤمنين الخلَّص التي خروج أصحاب الكهف على سادة قومهم و نبينا على قومه فهو السفيه الهالك و ال يتجه تربصهم إال بخلص أهل اإليمان
يعاديهم الخوارج ألجلها : ال ألنهم أسياد بل لكونهم مشركين ظالمين فتأمل هذا ... الذين يقومون بأوثق عراه عمال و دعوة و نصرة.
-تحقيقهم للتوحيد الخالص ملة إبراهيم و هي الكفر و عكس ذلك فإن دولة مهدي الموحدين في القرن السادس " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ
بالطاغوت و اإليمان بالله وحده للهجرة لم يسمهم أهل السنة بالخوارج إال لتكفيرهم السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ "
المسلمين ليزيدوا في فتنة الناس عن معرفة دينهم. ففي األول :اعتقاد بطالن الشرك و تركه و بغضه و
فيا أهل اإلسالم ، ...ال تنخدعوا بدين خوارج العصر الدجالين الشهادة على أهله بالكفر أعيانا و معاداتهم
هم و الله خوارج على المسلمين مرجئة مع المشركين ... و في الثاني :اعتقاد استحقاق الله وحده للعبادة
فال تدعوهم يلبسوا عليكم أصل دينكم فإن المرء على دين بجميع أنواعها كما ينفرد بالربوبية و األسماء و
بيان مِلّةَ إبراهيمَ خليله و حكمه حكم من تبعه ،فال تتركوا تعلم دينكم اتباعا
لهم و اعلموا أن التوحيد هو أصل الدين و أعظم ما يبغض
الخوارج تعلمه بل يجعلون تعلمه تنطعا و تكلفا ...و هو األمر
الصفات على ما يليق به سبحانه و إخالص جميع
أنواع العبادة لله وحده و تسمية أهل التوحيد
مسلمين أعيانا و محبة و مواالة أهله...فألجل ذلك
الذي ال يصح اإلسالم بدونه فال توحيد إال بالكفر بالطاغوت و ال يرضى عنهم ال أهل الكتاب و ال المشركون.