You are on page 1of 2

‫المؤمنين المثبتين لصفات الله فهم لم يكونوا يكفرون‬ ‫فاعلم رحمك الله أن عالمة هؤالء الخوارج المارقين ال تقتصر‬

هؤالء الخوارج المارقين ال تقتصر‬ ‫الحمد لله وحده و الصالة و السالم على من ال نبي بعده‬
‫بالكبائر بل و لم يثبت عن زعيمها ابن تومرت إال إنكاره‬ ‫على تكفير المؤمنين الخلص فحسب بل تزيد على ذلك‬ ‫سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم ممن عبد الله و‬
‫الشديد للمنكرات ال التكفير بها بل بالتوحيد الصحيح‬ ‫ففيها محاربة أهل اإلخالص و اإليمان و فيها ترك أهل الكفر‬ ‫وحّده و أشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له و أشهد أن‬
‫المتضمن إلثبات صفات الله على ما يليق به سبحانه و ليس‬ ‫األوثان بل و ربما مساندتهم و مؤازرتهم بالقول و الفعل‬ ‫محمدا عبده و رسوله‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫مناط تكفيرهم الحكم فتأمل هذا جيدا فإنك قد ال تجده‬ ‫على أهل التوحيد و اإليمان‪.‬‬ ‫فإن فتنة الخوارج من أشد ما حل بأهل اإلسالم من الفتن‬
‫في غير هذا الموضع ‪...‬‬
‫فقد جاء في األثر مرفوعا عن أولهم حين لم يفهم فعل‬ ‫قديما و حديثا فال يزال هؤالء المنافقون يتربصون‬
‫و من صفات الخوارج أيضا إظهار اإلسالم حتى يمتنع‬
‫النبي صلى الله عليه و سلم فقال ‪ :‬والله ما عدلت ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫بالمؤمنين و يقدحون فيهم و يتعرضون لهم تكفيرا و تبديعا‬
‫المؤمنون من قتلهم فهم يصلون و يقرؤن القرآن و إنما‬
‫"ويلك ! من يعدل إذا لم أعدل ؟ إنما أتألفهم" فأقبلوا عليه‬ ‫و تفسيقا منذ أن اتهم أولُهم خيرَ الخلق محمد صلى الله‬
‫يمتنع المؤمنون من قتلهم خشية فتنة الناس كما جاء في‬
‫ليقتلوه فقال ‪ " :‬اتركوه ! إن من ضئضيئ هذا قوما يقرؤن‬ ‫عليه و سلم بالظلم فقال له ‪:‬‬
‫األثر مرفوعا ‪ " :‬دعه فإن له أصحابا يحقر احدكم صالته مع‬
‫القرآن ال يجاوز حناجرهم يقتلون أهل اإلسالم ويدعون أهل‬ ‫"إعدل يا محمد فإنك لم تعدل"‬
‫صالتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن ال يجوز‬
‫األوثان ‪ ،‬يمرقون من اإلسالم كما يمرق السهم من الرمية‬
‫تراقيهم يمرقون من اإلسالم كما يمرق السهم من الرمية‬ ‫و كذا من تربصوا بعثمان و علي رضي الله عنهما فنقموا‬
‫لئن أدركتهم ألقتلنهم قتل عاد" (أخرجه البخاري كتاب‬
‫ينظر إلى نصله فال يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى أوصافه فال‬ ‫منهما الصواب الذي لم تبلغه أفهامهم فكفروا عليا ألجل‬
‫المغازي)‬
‫يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه فال يوجد فيه شيء وهو‬ ‫أنه ذاك المؤمن المخلص الذي يحنق عليه المنافقون و‬
‫ففي قوله " ويلك ! من يعدل إذا لم أعدل ؟" إشارة إلى أنه‬
‫القدح ثم ينظر إلى قذذه فال يوجد فيه شيء سبق الفرث‬ ‫الكافرون متى مكن الله له في األرض‪ ،‬فعكفوا يتربصون به‬
‫لم ينكر عليه اتهامه بالظلم ألجل أنه حاكم أو سلطان بل‬
‫والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه ثم ثدي المرأة أو مثل‬ ‫األخطاء و أصوب األفعال التي ألجل أنها ال يوفق في‬
‫ألجل أنه إمام المتقين و سيد المؤمنين المخلصين فال‬
‫البضعة تدردر يخرجون على خير فرقة في الناس " و في‬ ‫إصابتها إال المؤمنون المخلصون إذ تكون شفاء و رحمة‬
‫ينبغي إال حمل فعله على أحسن المحامل‪ ،‬فكان تربصه به‬
‫حديث "ال يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه"‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬ألجل ذلك كانت في المقابل و ال زالت ال تزيد‬
‫ال ألجل الحكم بل ألجل اإليمان‪ ،‬و فيه كذلك أنهم يوجهون‬
‫فعلم أن من أبرز صفاتهم ‪:‬‬ ‫الظالمين إال خسارا فال تكون إال فتنة للذين كفروا‬
‫تربصهم بأهل اإلسالم و يَدَعون التربص بأهل األوثان‪.‬‬
‫‪ -‬تربص أدنى األخطاء بخيار المؤمنين فإذا وجدوا‬ ‫كذلك القراء الذين تربصوا بعلي رضي الله عنه‪ ،‬إذ نقموا‬ ‫" لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا‬
‫منهم أدنى شيء تعرضوا لهم بالتفسيق و التبديع‬ ‫منه حينئذ القتال من غير سبي و ال مغنم و تنازله عن كلمة‬ ‫يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي‬
‫و التكفير و من ثم الخروج عليهم‪.‬‬ ‫أمير المؤمنين و تحكيمه للرجال و كل هذه لم تصدر عنه‬ ‫قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ‬
‫‪ -‬السكوت التام عن الكفار من أهل الكتاب و‬ ‫ألجل كونه حاكم إذ لو كانت كذلك لما كان ليتنازل عن‬ ‫اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "|المدثر ‪|13 -‬‬
‫المشركين و ربما مؤازرتهم و الفرح بانخفاض دين‬ ‫تسمية أمير المؤمنين‪ ،‬و إنما صدرت عنه ألجل تقواه و رغبة‬
‫المؤمنين على أيديهم‪ ،‬و بالمقابل تجد أهل الكتاب‬ ‫إلى خوارج هذا الزمان فهم ال يزالون على صنيع سلفهم‬
‫في اإلصالح بين المسلمين ال لدنيا يصيبها‪ ،‬فكفروه ألجل‬
‫يرضون عنهم و يصفونهم بالمعتدلين‬ ‫فصار الوالء ألهل الشرك عندهم إسالما و مواالة أهل‬
‫افتتانهم بعمله الصالح و حنقهم من أمثاله و هذه عالمتهم‬
‫" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ "‬ ‫التوحيد و اإليمان كفر و نفاق يخلد صاحبها في النار‬
‫قديما و حديثا و مما يوضح ذلك تكفير سعيد ابن جبير للحجاج‬
‫‪ -‬كونهم أهل إظهار للدين و الدعوة إليه تغطية‬ ‫فتجدهم ال يلتفتون ألهل الكفر و عباد الصلبان و األوثان و‬
‫و لم يسم أحدٌ من علماء السلف سعيدا بالخارجي لمعرفتهم‬
‫لنفاقهم حتى يفتتن الناس بمن نعتهم بالنفاق‪.‬‬ ‫ظلم الحجاج‪ ،‬فلم يلتفتوا كليا لكون سعيدٍ كفر أميرًا‪ ،‬و مثله‬ ‫ال يقدحون في دينهم و ربما ال يتبرؤن منهم بل من سبهم‬
‫إذا علم هذا فإن من أبرز صفات المؤمنين الخلَّص التي‬ ‫خروج أصحاب الكهف على سادة قومهم و نبينا على قومه‬ ‫فهو السفيه الهالك و ال يتجه تربصهم إال بخلص أهل اإليمان‬
‫يعاديهم الخوارج ألجلها ‪:‬‬ ‫ال ألنهم أسياد بل لكونهم مشركين ظالمين فتأمل هذا ‪...‬‬ ‫الذين يقومون بأوثق عراه عمال و دعوة و نصرة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيقهم للتوحيد الخالص ملة إبراهيم و هي الكفر‬ ‫و عكس ذلك فإن دولة مهدي الموحدين في القرن السادس‬ ‫" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ‬
‫بالطاغوت و اإليمان بالله وحده‬ ‫للهجرة لم يسمهم أهل السنة بالخوارج إال لتكفيرهم‬ ‫السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ "‬
‫المسلمين ليزيدوا في فتنة الناس عن معرفة دينهم‪.‬‬ ‫ففي األول ‪ :‬اعتقاد بطالن الشرك و تركه و بغضه و‬
‫فيا أهل اإلسالم ‪ ، ...‬ال تنخدعوا بدين خوارج العصر الدجالين‬ ‫الشهادة على أهله بالكفر أعيانا و معاداتهم‬
‫هم و الله خوارج على المسلمين مرجئة مع المشركين ‪...‬‬ ‫و في الثاني ‪ :‬اعتقاد استحقاق الله وحده للعبادة‬
‫فال تدعوهم يلبسوا عليكم أصل دينكم فإن المرء على دين‬ ‫بجميع أنواعها كما ينفرد بالربوبية و األسماء و‬

‫بيان مِلّةَ إبراهيمَ‬ ‫خليله و حكمه حكم من تبعه‪ ،‬فال تتركوا تعلم دينكم اتباعا‬
‫لهم و اعلموا أن التوحيد هو أصل الدين و أعظم ما يبغض‬
‫الخوارج تعلمه بل يجعلون تعلمه تنطعا و تكلفا ‪ ...‬و هو األمر‬
‫الصفات على ما يليق به سبحانه و إخالص جميع‬
‫أنواع العبادة لله وحده و تسمية أهل التوحيد‬
‫مسلمين أعيانا و محبة و مواالة أهله‪...‬فألجل ذلك‬
‫الذي ال يصح اإلسالم بدونه فال توحيد إال بالكفر بالطاغوت و‬ ‫ال يرضى عنهم ال أهل الكتاب و ال المشركون‪.‬‬

‫و براءتها من نفاق‬ ‫اإليمان بالله وحده و حقيقة كليهما و صفتهما هي شطري‬


‫التوحيد الذي ال يصح اإلسالم بدون تحقيقهما‪ ،‬فال تتوانوا‬
‫" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ "‬
‫|البقرة ‪|321 -‬‬
‫عن معرفة هذه القضية فإنها مسألة اإلسالم و الكفر و ال‬ ‫‪ -‬قيامهم بأوثق عرى اإليمان من نصرة المؤمنين و‬
‫خوارج العصر الحقيقيين‬ ‫تتوانوا عن معرفة الشرك و أنواعه و صفة البراءة منه و من‬ ‫جهاد الكفار و المنافقين‪.‬‬
‫أهله و كونوا عباد الله المخلصين‪...‬‬ ‫‪ -‬أنهم كما قال النبي صلى الله عليه و سلم‪ " :‬ال‬
‫فإنكم إن حققتم ذلك عرفتم عيب هؤالء المنافقين و‬ ‫تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين‬
‫"رمتني بدائها و انسلّت ‪"!! ...‬‬ ‫فتنتهم و حربهم على اإلسالم و أهله و عرفتم مواالتهم‬ ‫على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال‬
‫للشرك و أهله من غير أن يظهروا شركا بواحا‪.‬‬ ‫" فهم خير أمة أخرجت للناس‪.‬‬
‫" مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ‬ ‫فما لبث الخوارج هؤالء إال أن وسموا التوحيد "ملة إبراهيم"‬
‫اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا "|النساء ‪|301 -‬‬ ‫بمرضهم "تكفير المسلمين" و وسموا جهاد الكفار و‬
‫فال يجدون حينئذ إال أن يصفوكم بدائهم فال تنخدعوا بهذه‬ ‫المنافقين بجرم أوليائهم "قتل المسلمين"‬
‫اللعبة المنافقة المشهورة‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫فتجدهم ال يفتأون يقولون "ال تكفروا المسلمين" يريدون‬
‫ال ينبغي لمسلم الجهل بها‬ ‫" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ‬ ‫بذلك عدم تكفير المشركين و يسمون المشركين من عباد‬
‫السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ "| البقرة ‪|31 -‬‬ ‫القبور و المشرِّعين مع الله و عبيدهم بـ "المسلمين الموحدين"‬
‫‪ -‬شارك في نشرها –‬ ‫فاعلموا أن الخوارج اليوم أشد عداوة للمسلمين من اليهود و‬ ‫"أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (‪ )13‬مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ‬
‫النصارى فهم أعتى منافقي هذا الزمان‪ ،‬فعلى المرء‬ ‫(‪ )13‬أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (‪ )13‬إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ‬
‫إعداد ‪:‬‬ ‫التحذير منهم و فضحهم على رؤوس األشهاد حتى ال ينخدع‬ ‫(‪ )13‬أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا‬
‫بهم ضعفاء اإليمان فيصيروا بذلك منافقين جهال‪.‬‬ ‫تَحْكُمُونَ (‪ )13‬سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (‪ )01‬أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ‬
‫أبو الفداء محمد بن إلياس المغربي‬
‫و ليعلم أخيرا أن خوارج العصر أجبن بكثير من سلفهم‬ ‫فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (‪| ")03‬القلم|‬
‫فاألوائل كانوا يخرجون بالسالح على المسلمين و كانوا ال‬ ‫و يقولون "ال تقتلوا المسلمين" يريدون المشركين‪.‬‬
‫(تهدى و ال تباع)‬
‫يفترون كذبا و يرون الكذب كفرا أما هؤالء فتجدهم في‬ ‫فهم يتربصون بالمرء دائما‪ ،‬فإذا صار موحدا يكفر بالطاغوت‬
‫مساجد الضرار و مجالس الكذب و الغيبة و النميمة يحرضون‬ ‫و يؤمن بالله ألبسوه صفتهم و سموه كافرا ال صلة له‬
‫‪ -‬دار التوحيد ‪-‬‬
‫عمالء اليهود و النصارى و أوليائهم على قتل المسلمين و‬ ‫باإلسالم تارة و خارجيا كافرا تارة أخرى ليلبسوا على الناس‬
‫هذه المطوية تحتوي على ألفاظ الجاللة وآيات قرآنية و أحاديث‬ ‫يقولون عن المسلمين " هؤالء الخوارج ال صلة لهم باإلسالم‬ ‫حقيقة اإلسالم و يجعلونه على كال الحالين حالل الدم‪ ،‬فإذا‬
‫احذر من تركها في مكان مهين‬ ‫فطوبى لمن قتلهم" فحسبنا الله و نعم الوكيل‪،‬و الحمد لله‪.‬‬ ‫ما جاهد الكفار و الطواغيت و المرتدين وصفوه بقتل‬

You might also like