Professional Documents
Culture Documents
التغذية العلاجية الوحدة الأولى
التغذية العلاجية الوحدة الأولى
الفهرس العام
.3.6االحتياطات
التغذية العالجية
.4أهم األغذية الوظيفية (األحماض الدسمة أوميغا )6
.5.2بدائل الدسم
.6.2البروبيوتيك والبدانة
.6.4تصنيع البروبيوتيك
التغذية العالجية
الوحدة الثانية :مفهوم الفلورا المعوية
وعالقتها باألمراض المزمنة
.1مفهوم الفلورا المعوية
التغذية العالجية
.5.3الرابط بين خلل الفلورا والقصور القلبي
.6.2سرطان القولون
.7.1مركبات السلفات
.7.5العوامل االستحالبية
.7.6المحليات الصناعية
.8.1الفيتامين D
.8.3الخضار والفواكه
.8.4البروبيوتيك Probiotics
التغذية العالجية
الوحدة الثالثة :المكمالت الغذائية Dietary
Supplements
.1المكمالت الغذائية عند الحوامل والمرضعات
.6.1مقدمة
التغذية العالجية
الوحدة الرابعة :التغذية في حاالت الحروب
والكوارث
.1تقييم سوء التغذية
.5.2نقص اليود
.6المساعدات الغذائية
التغذية العالجية
المقدمة العامة
جميعنا يدرك مدى أهمية الغذاء في ضمان نمونا وقيامنا بنشاطاتنا اليومية المتنوعة ،لكن الكثير منّ ا ال يعرف كيف
يمكن أن يصبح الغذاء نفسه طريقة من طرق الوقاية أو حتى العالج لبعض األمراض المزمنة ،و كيف أن لبعض
األغذية تأثير واضح في الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخل أمعائنا.
من منا لم يسمع بالمدعمات الغذائية التي تضاف عادة الى االغذية بهدف تصحيح خلل ما في الجسم و خاصة أثناء
الحروب و الكوارث ،حيث يصعب تأمين الغذاء الصحي والمتكامل للسكان.
ً
معا على مفهوم األغذية غير التقليدية. في هذا المساق و من خالل وحداته األربع ،سنتعرف
في الوحدة األولى ،سنتطرق ألهم األغذية الوظيفية ،طرق تحضيرها و فوائدها ،ثم في الوحدة الثانية سنتكلم عن
الفلورا المعوية وعالقتها ببعض األمراض المزمنة .أما في الوحدة الثالثة فسوف نتناول موضوع المتممات الغذائية
في الحاالت الصحية والمرضية المختلفة .وأخيرا وفي الوحدة الرابعة سوف نقوم بدراسة التغذية الداعمة في
حاالت الحروب والكوارث ،وخاصة عند إصابة الرضع واألطفال بسوء التغذية الحاد أو المزمن ،والتدابير التي تتخذ في
مثل تلك الحاالت.
أعزائنا الطالب ،نتمنى لكم كل الفائدة والنجاح في هذا المساق.
التغذية العالجية
الوحدة األولى
األغذية
الوظيفية
مقدمة الوحدة
يتناول اإلنسان الطعام ليبقى على قيد الحياة ،حيث يوفر الغذاء حاجة الجسم من المغذيات الضرورية لتأمين الطاقة
ً
حديثا للغذاء ً
مفهوما والنمو والقيام بالوظائف الحيوية المختلفة ،إال أن المفاهيم الحديثة والتطور العلمي أوجد
أال وهو الوقاية أو العالج من األمراض .ومن هنا ظهر مصطلح األغذية الوظيفية الذي سوف نناقشه خالل هذه
الوحدة ونتعرف على طرق تحضيرها وأهم المكونات الوظيفية لألغذية من أحماض دسمة أوميغا وبدائل المواد
الدسمة والبروبيوتيك والبريبيوتك.
إن كل 5من 10حاالت من األمراض المزمنة مثل السكري والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطان واألمراض
القلبية تعود إلتباع حمية غذائية غير صحية عالية المحتوى من السكريات المكررة أو الصوديوم أو الكولسترول أو
الدسم المشبعة.
بالمقارنة بين الغذاء والدواء ،نجد أن الغذاء يوفر الطاقة والمواد المغذية الضرورية ،كما أنه آمن ويتم إستهالكه
من كافة أفراد المجتمع دون وصفة طبية .أما الدواء ،فهو يستعمل من قبل فئة محددة من أفراد المجتمع لعالج
الحاالت المرضية المختلفة وفق وصفة طبية.
من هنا بدأت تظهر فكرة األغذية الوظيفية Functional Foodsكوسيلة لتصحيح بعض حاالت النقص الغذائي من
خالل تدعيم األغذية التقليدية بهذه المكونات الوظيفية .تعتبر هذه الطريقة آمنة ويمكن أن تستهدف كافة أفراد
المجتمع وبالتالي تحسين الوضع الصحي العام.
في البداية تم تطوير األغذية الوظيفية من أجل تصحيح حاالت النقص الغذائي مثل حبوب الفطور
Breakfast Cerealsالمدعمة بحمض الفوليك ،إال أن الدراسات لم تتوقف عند هذا الحد بل استمرت من أجل إنتاج
أغذية تملك بعض الفوائد الصحية الفيزيولوجية والنفسية وبالتالي تخفيض خطر اإلصابة ببعض األمراض المزمنة أو
في بعض الحاالت المساهمة في تدبير وعالج بعض األمراض.
على الرغم من أن مصطلح األغذية الوظيفية Functional Foodقد ظهر سنة 1980في اليابان إال أنه ال يوجد
تعريف واحد لألغذية الوظيفية .بشكل عام فإن األغذية الوظيفية هي أغذية مشابهة لألغذية التقليدية من حيث
المظهر والطعم والرائحة إال أنه قد تم تعديلها بطريقة ما من أجل إنتاج غذاء يملك فوائد صحية لإلنسان باإلضافة
إلى قيمته الغذائية االعتيادية.
ً
أيضا تدعيم األغذية Food Enhancementمثل تدعيم العصائر بالفيتامين Dللمساهمة في تخفيض ويقصد بالتعديل
نسبة اإلصابة بالهشاشة العظمية.
تصنيف االغذية الوظيفية ،المدعمات الغذائية وفق American Dietetic Association - ADA
تصنف األغذية الوظيفية في أربع مجموعات هي األغذية التقليدية والمعدلة والطبية و ذات االستعماالت الخاصة.
-األغذية التقليدية ،مثل:
الخضار
الفواكه
-األغذية المعدلة ،مثل:
العصائر المدعمة بالكالسيوم
الخبز الدعم بحمض الفوليك
الزبدة المدعمة بالستيروالت النباتية
-األغذية ذات االستعماالت الخاصة ،مثل:
االغذية الخالية من الغلوتين
األغذية الخالية من الالكتوز
األغذية الخاصة بخسارة الوزن
أغذية األطفال
-االغذية الطبية التي تستعمل تحت اشراف طبي
دقيق المغذية الوريدية ،كالمحاليل.
ويوضح الشكل أدناه مراحل استخالص المكونات الوظيفية الفعالة من مصادرها المختلفة وتنقيتها من أجل
استعمالها في تحضير األغذية الوظيفية أو المدعمات الغذائية التي تباع في الصيدليات.
بشكل عام يتم الحصول على المكونات الغذائية الوظيفية عبر إستخالصها من النباتات باستعمال األنزيمات أو باتباع
تقنيات التخمر Fermentationالتي تضمن الحصول على هذه المركبات دون تخريبها ،أو عبر طرق الهندسة الوراثية
التي تسمح بزيادة شدة االصطناع الحيوي Biosynthesisلبعض المركبات دون غيرها.
ترتكز اآللية الرئيسية لتطوير أغذية وظيفية جديدة على إيجاد مكونات غذائية صحية وإقناع المستهلك بأهميتها.
عادة اتباع الخطوات التالية من أجل تطوير غذاء وظيفي جديد:
ً ويتم
-تحديد المكونات الغذائية التي تملك فوائد صحية.
-تحديد االستجابة الحيوية لهذه المكونات الغذائية.
-اختيار المؤشرات الحيوية Biomarkersالتي يجب االعتماد عليها لتحديد فعالية الغذاء الوظيفي ،مثل تعداد النمو
الجرثومي في األمعاء للتأكد من فعالية Probioticsأو قياس الكثافة العظمية Bone Mineral Densityللتأكد
من فعالية األغذية الوظيفية المستعملة للحد من خطر اإلصابة بالهشاشة العظمية.
-تحديد التوافر الحيوي لهذه المكونات الغذائية.
-تحديد الطريقة األنسب إلضافة هذه المكونات الغذائية إلى األغذية التقليدية .تقنيات الحفظ الدقيق
،Nanotechnologyتقنيات التعديل الوراثي Nutrigenomics
-التأكد من ثبات المكونات الغذائية الوظيفية خالل مراحل التحضير والتخزين.
-التأكد من ثبات المكونات الغذائية خالل مرورها في الجهاز الهضمي إلى حين وصولها إلى أماكن تأثيرها.
ً
يوميا ( )Dietary Reference Intakes Drisمن المكون الغذائي الوظيفي -تحديد الحدود المسموح تناولها
المستعمل.
أما العبارات الخاصة بتخفيض خطر اإلصابة باألمراض ،فهي تحتاج الى دالئل علمية ،مثل:
-األغذية الحاوية على األلياف والسرطان Fiber-containing Products and Cancer
-حمض الفوليك و عيوب األنبوب العصبي Folic Acid and Neural Tube Defects
-الصوديوم وارتفاع الضغط الدموي Sodium and Hypertension
األحماض الدسمة أوميغا 3هي نوع من األحماض الدسمة متعددة عدم اإلشباع،و تعتبر من األحماض الدسمة
األساسية التي ال يمكن للجسم اصطناعها .يجب على اإلنسان أن يحصل على األحماض الدسمة أوميغا 3من
األسماك والمكسرات والزيوت النباتية.
تشمل األحماض الدسمة ثالث أنواع هي ALAو EPAو DHAكما هو موضح في الشكل.
يمكن للحمض الدسم ALAأن يتحول في الجسم إلى DHAإال أن كفاءة التحول منخفضة ً
جدا وال تتجاوز 4%عند
البالغين و 1%عند األطفال.
بينت الدراسات أن تناول األحماض الدسمة أوميغا 3يقلل من الحوادث القلبية الوعائية من خالل تخفيض TAG
والعمل كمضاد للتخثر ،كما بينت الدراسات أن DHAيحسن من وظيفة الجملة العصبية المركزية والرؤية عند
األطفال ،حيث يدخل DHAفي تركيب المادة الرمادية في الدماغ و الملتحمة في العين.
EPAيعتبر المركب األولي في اصطناع العديد من الوسائط الحيوية ( )Eicosanoidsوالتي تقي من الهجمات
القلبية ،كما أن EPAيزيد زمن النزف ويخفض مستويات الكولسترول المصلية.
تعتمد الجرعة على حساب كمية EPAو DHAوليس على حساب كمية زيت السمك الكلية ،وتختلف من مركب آلخر،
وسطيا بحوالي 180ملغ EPAو 120ملغ DHAفي الكبسولة الواحدة. ً إال أنها تقدر
ً
أسبوعيا على أن يضاف لها 1غرام من EPAو DHAعلى شكل وفق ADAيوصى بتناول وجبتين من السمك
مدعمات غذائية عند األشخاص الذين يعانون من حوادث قلبية وعائية سابقة.
ترتفع الجرعة إلى 2-4غرام من EPAو DHAعند األشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم.
ال يجب تناول حمض األوميغا عند األشخاص الذين يستهلكون مميعات الدم مثل Clopidogrel )Plavix(، Warfarin
)Coumadin(، Nsaidsإال بإشراف الطبيب المختص .ألن مركبات األوميغا تزيد احتمال النزف.
ً
نظرا لخطر يجب االنتباه إلى أن زيت كبد الحوت يحتوي على الفيتامين Aوبالتالي يوصى بعدم تناوله عند الحوامل
تشوه الجنين.
توجد بعض الدراسات التي تحذر من أن االستعمال المديد لمركبات األوميغا 3تزيد خطر اإلصابة بسرطان البروستاتا
إال أن األبحاث في هذا المجال لم تجزم ذلك حتى اآلن.
يجب الحذر عند مرضى السكري من النمط الثاني إلى أن تناول مركبات األوميغا قد يرفع من تركيز السكر الدموية
الصيامية وبالتالي يجب مراجعة الطبيب المختص لضبط جرعة أدوية السكري.
تعتبر البذور ،المكسرات ،والخضار الورقية الخضراء كالخس ،البروكلي والكرنب من أفضل المصادر الغذائية لألوميغا
-6وكذلك زيوت الخضار النيئة .كما تتواجد بشكل طبيعي في زيت الزيتون ،زيت عباد الشمس ،زيت الكانوال و بذور
القطن ،زيت السمسم .وكذلك نجده في المايونيز وتوابل السلطات التي تدخل إحدى هذه الزيوت في مكوناتها،
وفي أي نوع من األطعمة المقلية أو المحضرة باستخدامها.
ال يستطيع الجسم تحويل األحماض أوميغا 3إلى أوميغا 6وال العكس ،يجب أن يحصل الجسم على كل نوع من
أحماض األوميغا عبر الغذاء.
ال بد من تحقق نسبة مناسبة بين األوميغا 3واألوميغا 6حتى يستطيع الجسم الحصول على الفوائد الصحية لهذه
ً
يوميا من أوميغا :6أوميغا 3 األحماض الدسمة .تبين العديد من األبحاث أن النسبة التي يجب أن يتناولها اإلنسان
يجب أن تكون ضمن المجال - 1:4 . 1:2إال أن النظام الغذائي في أيامنا هذه والمعتمد على الوجبات السريعة،
فقيرا باألوميغا -3ويحوي كميات عالية ً
جدا من األوميغا ً األطعمة المجمدة والسناك عالي السعرات الحرارية يعتبر
-6وقد تصل النسبة بينهما إلى .15/1
تعتبر الوسائط االلتهابية الناتجة عن األحماض الدسمة أوميغا 6فعالة بكميات قليلة ،وبالتالي فإن ازدياد كميتها
في الجسم يؤدي إلى زيادة خطر التخثر الدموي وظهور بعض االضطرابات التحسسية و االلتهابية .لذا فإن تناول
كميات مرتفعة من األوميغا -6وكميات منخفضة من األوميغا -3يترافق مع زيادة خطر اإلصابة بالعديد من
األمراض منها األمراض القلبية الوعائية والسرطان والتهاب وأمراض المناعة الذاتية.
بشكل عام فإن النسبة المنخفضة لها دور في تقليل خطر اإلصابة بالعديد من األمراض المزمنة.
يمكن تخفيض نسبة األحماض الدسمة أوميغا 6من خالل تخفيض استهالك الزيوت ،كما يمكن زيادة مستويات
األوميغا 3من خالل زيادة تناول األسماك والمكسرات.
هي مجموعة من الحموض الدسمة وحيدة عدم االشباع (رابط مضاعف وحيد) تعرف باسم حمض الزيت وبالرغم من
كونها ال تصنف ضمن الحموض الدسمة األساسية فإن إدخالها مع الراتب الغذائي يعتبر مفيدا ً
جدا.
تحتوي األحماض الدسمة أوميغا 9كما يبدو من الشكل بشكل رئيسي على حمض الزيت باالضافة الى كميات
قليلة من حمض اللينولينيك.
توجد األحماض الدسمة أوميغا 9بشكل رئيسي في الزيتون وزيت الزيتون واألفوكادو ،و تحسن هذه األحماض
الدسمة من الوضع الصحي العام في الجسم من خالل زيادة نسبة الجيد الكولسترول أو .HDL
إن حذف الدسم المشبعة من الطعام يترافق مع بعض المشاكل مثل تغير الطعم وبنية الطعام مما استدعى البحث
عن بدائل للمواد الدسمة آمنة االستعمال وتعمل على الحفاظ على الخواص الحسية والفيزيائية للطعام.
5.2بدائل الدسم
ً
أوال :البدائل الطبيعية
-البروتينات مجهرية الجسيمات :Microparticles Proteinsيعتمد الشعور الفموي للمواد على تركيبها الكيميائي
ً
قشديا في الفم. ً
شعورا ً
أبعادا بين 0.1-3ميكرون تعطي وعلى حجم الجسيمات .إن جزيئات البروتين التي تملك
-الكربوهيدرات :تستعمل بوليمرات الكربوهيدرات كبدائل للدسم مثل بعض أنواع النشاء المقاوم والتي تتميز
بقوامها الهالمي المشابه لقوام الزيوت.
يوضح الشكل السابق كيف تتم حلمهة التري غليسيريدات بالطرق الكيميائية أو اإلنزيمية وإعادة ترتيب األحماض
الدسمة من أجل تحضير الدسم المصنعة.
من أحد أهم أمثلتها ،Capreninحيث تم الحفاظ على جزيئة الغليسيرول وتم إضافة ثالث أحماض دسمة كما
بالشكل هي:
-حمض الكابريليك C8
-حمض الكابريك C10
-حمض البهنيك C22
ال يوجد الكابرينين بشكل طبيعي لذلك فهو نموذج عن المواد الدسمة المصنعة .عندما يتم هضم هذا المركب فإنه
يتفكك إلى مكوناته وهي عبارة عن الغليسيرول وثالث جزيئات من األحماض الدسمة .ال يستقلب حمض البهنيك
المتشكل إال أنه يمتص ،بينما يتم استقالب بقية المكونات (الغليسيرول وحمض الكابريك وحمض الكابريليك)
وبالتالي فإن كمية السعرات الحرارية المتشكلة تكون أقل من 5كيلو سعرة حرارية/غرام.
يعتبر األوليسترا Olestraأحد أشهر المواد الدسمة الصناعية وقد تم تطويره سنة 1968من قبل العالمين
.Volpenheim & Mattsonعمل هذان الباحثان على إيجاد نوع جديد من المواد الدسمة يمكن هضمه بسهولة
من قبل األطفال الخدج وتوصال نتيجة األبحاث الطويلة إلى إنتاج األوليسترا وهو مادة تملك العديد من خواص
المواد الدسمة أهمها الطعم إال أنه يعبر الجهاز الهضمي دون أن يهضم.
األوليسترا
ينتمي األوليسترا إلى مجموعة بولي استرات السكروز Sucrose Polyestersوهي جزيئات بنيتها األساسية هي
جزيئة سكروز يتم فيها استبدال زمرتي هيدروكسيل أو أكثر بحمض دسم كما هو موضح في الشكل السابق ،حيث أن
األوليسترا تتألف من أربع أحماض دسمة مرتبطة مع جزيئة السكروز .تtتميز هذه الجزيئة الجديدة بكبر حجمها مما
يعيق اإلنزيمات على هضمها وتحطيمها وبالتالي تعبر الجهاز الهضمي دون أن تهضم أن تمتص أو تستقلب.
نظرا لطعمه المشابه للمواد الدسمة وعدمً ازداد الطلب من قبل منتجي األغذية على األوليسترا وانتشر استعماله
إعطائه للحريرات ،حيث استعمل لتحضير رقائق البطاطا ( .)Chipsحيث إن كل 25غرام من الرقائق االعتيادية تحوي ما
ال يقل عن 10غرام من المواد الدسمة وتعطي ما يقارب 150كيلو سعرة حرارية ،بينما تحتوي 25غرام من الرقائق
المحضرة باستعمال األوليسترا على 9غرام من المواد الدسمة وال تتجاوز كمية السعرات الحرارية فيها 70كيلو
سعرة حرارية ناتجة عن المكونات األخرى عدا المواد الدسمة.
سمحت منظمة FDAباستعمال األوليسترا سنة 1996لعدد محدود من المنتجات الغذائية و سوقت تحت اسم
منتجات غذائية خالية من المواد الدسمة .Fat Free
بينت األبحاث أن األوليسترا يرتبط مع بعض المواد الغذائية الضرورية ويمنع امتصاصها مثل الفيتامينات المنحلة
بالدسم و الكاروتينوئيدات والليكوبين.
ً
نظرا لفوائدها عرفت منظمة FAO/WHOالجراثيم الحيوية Probioticsبأنها "جراثيم حية تستعمل بجرعات محددة
الصحية" ،وهي تستعمل لتدعيم العديد من المنتجات الغذائية أهمها مشتقات الحليب بما فيها حليب األطفال
ً
جزءا من المستعمرات الجرثومية الطبيعية ً
نظرا ألنها تشكل ،Infant Formulaوسميت بالجراثيم الحيوية Probiotics
الموجودة في أمعاء اإلنسان.
تستخدم الجراثيم الحيوية لفوائدها الصحية ،كما تستعمل في الصناعة الغذائية كعامل مساعد على التخمر Fermen-
ً
مميزا. ً
وقواما ً
طعما tationيعمل على منح الغذاء
يفيد تناول كما هو موضح في الشكل بعالج العديد من االضطرابات الهضمية مثل اإلمساك وعدم تحمل الالكتوز
والتهاب الكولون التقرحي وداء كرون واإلسهال و الملتوية البوابية.
6.2البروبيوتيك والبدانة
بينت العديد من الدراسات أنه يمكن للبروبيوتيك والبريبيوتك أن تبدي فعالية في التخلص من البدانة من خالل إعادة
التوازن إلى الفلورا المعوية والحفاظ على سوية تغذية مناسبة لها.
أما التفسير العلمي لحقيقة ارتباط تعداد البكتيريا المفيدة في األمعاء في حدوث البدانة يعود إلى كون مركبات
استقالب األلياف المنحلة والتي تعرف باسم األحماض الدسمة قصيرة السلسلة Short-Chain Fatty Acids
تستخدم من قبل أجسامنا من أجل الحصول على الطاقة ولكن دورها ال يقف هنا ،حيث تبين أن هذه األحماض
الدسمة تنظم االستجابة االلتهابية في الجسم وتزيد من شعور الشبع وبالتالي تقلل من استهالك الطعام.
6.4تصنيع البروبيوتيك
يخضع تصنيع البروبايوتيك إلى مجموعة من الشروط الخاصة التي يجب التقيد بها أهمها األمان safetyوالفعالية
الحيوية functional effectوالخواص التقنية .technological properties
ً
أوال :األمان ،حيث يمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:
-يجب أن تكون الجراثيم الحيوية غير ممرضة not pathogenic
-ال تسبب اإلصابة باإلسهال
-ال يمكنها التسبب في نقل المورثات المقاومة للصادات الحيوية antibiotic resistance genes
ً
ثانيا :الفعالية الحيوية ،حيث يجب أن تملك السالالت الجرثومية المستعملة الخواص التالية:
-ثابتة تجاه األحماض والعصارة الصفراوية
-مقاومة لإلنزيمات الهاضمة
-يمكنها االلتصاق بسطح األمعاء
ً
سابقا) -أن تملك فعالية حيوية (كما تم شرحه
ً
سابقا لتحضير العديد من األغذية الوظيفية من مشتقات الحليب إال أنه تم في استعملت الجراثيم الحيوية كما ذكر
اآلونة األخيرة استعمال هذه الجراثيم لتحضير أغذية وظيفية أخرى تشمل عصير الفواكه وحبوب الفطور.
وهي بدائل عن البروبايوتيك وتعرف بأنها مكونات غذائية غير قابلة للهضم Non-digestibleأو تهضم بشكل قليل
Low-digestibleتفيد اإلنسان من خالل تنشيط نمو جراثيم الفلورا المعوية وزيادة فعاليتها.
يستعمل لهذا الغرض المواد السكرية القابلة للتخمر fermentable carbohydratesوهي مكونات غذائية غير قابلة
للهضم أو تهضم بشكل قليل في األمعاء الدقيقة ،وتنشط نمو بعض جراثيم الفلورا المعوية خاصة جراثيم bifido-
bacteriaوبعض الجراثيم إيجابية الغرام األخرى ،gram-positive bacteriaحيث تتغذى هذه الجراثيم على النواتج
النهائية الستقالب هذه المركبات والتي هي عبارة عن أحماض دسمة قصيرة السلسلة short chain fatty acids
ومنها:
-الالكتولوز lactulose
-الغاالكتوسكاريد متوسطة التماثر()galacto oligosaccharides GOS
-الفركتو سكاريد متوسطة التماثر()fructooligosaccharides FOS
-المالتوسكاريد متوسطة التماثر maltooligosaccahrodes
-اإلينولين inulin
-النشاء المقاوم resistant starch
توجد هذه المواد السكرية في العديد من المصادر الطبيعية مثل البندورة والموز والثوم والبصل ،إال أنها تحضر بثالث
طرق مختلفة:
-االستخالص من النباتات
-االصطناع الحيوي الجرثومي microbiological synthesis
-االصطناع اإلنزيمي enzymatic synthesis
-الحلمهة اإلنزيمية للمواد السكرية متعددة التماثر enzymatic hydrolysis of polysaccharides
أكدت المنظمة األوروبية لسالمة الغذاء EFSAأن استبدال الكربوهيدرات القابلة للهضم بالنشاء المقاوم RS2
غير قابل للهضم مثل األميلوز يؤدي إلى تخفيض كمية الغلوكوز المتوفرة لالمتصاص ،إال أنه للحصول على هذه
الفعالية عند تناول األطعمة المخبوزة ،البد أن تكون نسبة النشاء المقاوم حوالي 14%من مجمل كمية النشاء.
يبين الشكل السابق أفضل المصادر الغذائية للنشاء المقاوم ومن أهمها الشوفان والموز األخضر والعدس
والفاصوليا والبطاطا الحلوة.
إن العمل على إيجاد مركبات سكرية جديدة تستعمل لتحضير البريبايوتيك هو مجال بحث واسع ،ال تزال الدراسات
مستمرة فيه ومتزايدة.
ملخص الوحدة
خالل هذه الوحدة تم التعرف على مفهوم األغذية الوظيفية وطرق تحضيرها المختلفة ،و تطرقنا إلى األليات
المتبعة لتطوير أغذية وظيفية جديدة بغية تحقيق الفائدة المرجوة منها في الوقاية من األمراض أو عالجها .كذلك
تم التعرف على أهم المكونات الوظيفية من أحماض دسمة أوميغا وبروبيوتيك وبريبيوتيك وبدائل الدسم الطبيعية
منها والصناعية.