Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة السادسة
المحاضرة السادسة
1
الفصل الثاني :منهجية اعداد البحث العلمي
وقفنا عند دراستنا لداللة المنهج بان هذا االخير هو الطريقة التي يسلكها الباحث لإلجابة
عن االسئلة التي تثيرها المشكلة موضوع البحث ،وخلصنا الى ان المنهج في العلوم القانونية او
المنهجية القانونية بصفة عامة هي الوسيلة او الطريقة العلمية والمنطقية في التعامل مع المواضيع
القانونية رغم تعددها وتنوعها أي كيفية التفتيش عن المعلومات ،وكيفية عرضها ،وكيفية مناقشتها أو
كتابتها.
والمنهجية طريقة لإلجابة عن إشكالية أو سؤال قانوني ما أو لتحليل فكرة ما .فهي طريقة في
الكتابة تقوم على عرض األفكار بأسلوب متسلسل ومرتب ومبوب) معنون( ،وتجنب العرض العشوائي
وغير الموظف للمعلومات أو سردها بأسلوب غير مترابط العناوين.
ان طالب الحقوق والباحث القانوني بصفة عامة في مجالي البحث القانوني النظري والتطبيقي،
عندما يبحث في مشكلة قانونية ما ،فانه يتعين عليه ان يتناولها بأسلوب علمي متعارف عليه من خالل
معرفة المفاهيم واألسس التي يقوم عليها البحث القانوني ،واالختيار السليم للمشكلة محل البحث ،واختيار
أنسب الطرق لجمع المادة العلمية أو التوصل إلى حقائق يمكن الثقة في صحتها.
وهذا يعتبر بمثابة خطوات عمل في مجال األبحاث القانونية ،او الخطوات الواجب اتباعها،
ال إلى جعله بحثا علميا مقبوال او مؤلفا صالحا للنشر.
بداية من اختيار الموضوع محل البحث وصو ا
فالمنهجية اذن مجرد وسيلة وليست غاية بحد ذاتها ،فهي أسلوب للتفكير المنظم وهي الخيط
الخفي الذي يشد اجزاء الموضوع إلى بعضها البعض ،بغض النظر عن نوع الموضوع.
االلتزام بالمنهج العلمي يحتم على الباحث منذ البداية ان يحدد الخطوات الكبرى التي سيتبعها
للوصول الى هدفه.
وقبل ان نتحدث عن كيفية اعداد وتحضير البحث العلمي او بتعبير اخر قبل ان نوضح ما
هي خطوات وأدوات البحث العلمي (المبحث الثاني) يستحسن ان نتعرف اوال على المقصود بالبحث
العلمي ،وذلك بتحديد ماهيته(المبحث االول)
2
المبحث األول :تحديد ماهية البحث العلمي
ان ابراز الداللة اللفظية لمفهوم البحث العلمي (المطلب األول) ،يعتبر مسالة اساسية ال محيد
عنها من اجل االلمام بماهية البحث العلمي ،غير ان الصورة لن تتضح اكثر حول هذه الماهية اال
بالتعرف على خصائص البحث العلمي (المطلب الثاني) ،ثم بيان انواعه (المطلب الثالث)
للوقوف على الداللة اللفظية لمفهوم البحث العلمي فان األمر يستدعي منا في البداية تحديد
معنى البحث ( الفقرة االولى) ،ثم في نقطة ثانية تحديد معنى العلم ( الفقرة الثانية)
لغويا :يفيد فعل "بحث" او البحث عن الشيء في اللغة العربية طلبه او السؤال عنه ،وبحث
االمر او البحث فيه االجتهاد فيه والتعرف على حقيقته ،كما تفيد التفتيش والنبش والحفر في التراب
انطالقا من قوله تعالى ":فبعث اهلل غرابا يبحث في االرض" ،وهي اية الغاية منها تلقين الغراب لقابيل
بعد قتل اخيه هابيل كيف يمكن ان يتدبر امر دفنه ،وهو نفس المعنى الذي يحمله لفظ Recherche
الفرنسي اي بداللة التفتيش والتنقيب والكشف عن الحقيقة.
واصطالحا :يعني البحث بذل جهد ذهني وجسدي ،من اجل الوصول الى حقيقة امر او ظاهرة
ما يصادفها االنسان في حياته الخاصة او العلمية او المهنية.
فالباحث يبذل جهده في التفتيش والتنقيب والتحليل والمقارنة في موضوع ما ،بحيث ينبغي
عليه ان يتبع خطوات معينة وان يقطع مجموعة من المراحل بشكل تدريجي توخيا للوصول الى
الحقيقة ،مما يتعذر معه اعتبار الوصول الى حقيقة ما بشكل عشوائي ،ودون بحث مضن على انه
بحث بمواصفات علمية.
العلم لغة مصدر مشتق من فعل علم يعلم أي عرف الشيء معرفة ،وادركه ادراكا ،وتيقن
منه يقينا ،وهو ضد الجهل بالشيء.
واصطالحا :العلم هو مجموع مسائل واصول كلية تدور حول موضوع واحد وتعالج بمنهج
معين وتنتهي الى بعض النظريات والقوانين ،ويعرف العلم ايضا بكونه" ذلك الفرع من فروع الد ارسة
3
الذي يتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابثة المصنفة ،والتي تحكمها قوانين عامة ،تستخدم طرقا
ومناهج موثوقا بها الكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق الدراسة.
يستخلص من جميع التعاريف التي انكبت على المفهوم االصطالحي للعلم انه السعي وراء
حقيقة االشياء كيفما كانت طبيعتها وكيفما كانت سبل البحث المنتهجة من اجل ذلك ،او هو كما يراه
البعض في توضيح اوسع" جزء من المعرفة يتضمن الحقائق والمبادئ والقوانين والنظريات والمعلومات
الثابثة والمنسقة والمصنفة والطرق والمناهج العملية الموثوق بها لمعرفة واكتشاف الحقيقة بصورة
قطيعة يقينية"
ويندرج العلم ضمن فروع المعرفة التي تعد مجاال اوسع لكونها تشمل رصيدا واسعا من
المعارف والعلوم التي راكمها االنسان عبر التاريخ عقال وفك ار وحسا مما يجعل المعرفة على ثالثة
انواع :معرفة حسية يدركها االنسان عن طريق حواسه الخمس ،ومعرفة فكرية تاملية ،يتحصل عليها
االنسان من خالل استعمال الفكر ال الحواس بالتامل في اسباب االشياء ومسبباتها ،ومعرفة علمية
وتجريبية تقوم على المالحظة والدراسة والتجريب.
انطالقا من داللة كل من البحث والعلم لغة واصطالحا ،حاول البعض تعريف البحث العلمي
من خالل الربط ما بين كلمتي البحث والعلم ،فقالوا إن البحث العلمي هو " :إعمال الفكر وبذل الجهد
الذهني المنظم حول مجموعة من المسائل أو القضايا ،بالتفتيش والتقصي عن المبادىء أو العالقات التي
تربط بينها ،وصوالا إلى الحقيقة التي ينبني عليها أفضل الحلول لها " والبعض اآلخر كان أكثر عمق ا
في تعريفهم ف اروا أن البحث العلمي " :هو وسيلة لالستعالم واالستقصاء المنظم والدقيق ،الذي يقوم به
الباحث ،بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة ،باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق
المعلومات الموجودة فعال ،على أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم الدقيق ،خطوات المنهج العلمي"
يتسم البحث العلمي بمجموعة من الخصائص االساسية التي تميزه عن غيره من من انواع
البحث ،سواء على مستوى الجوهر او على مستوى الشكل:
أوال :التراكمية
تفيد خاصية التراكمية ن الباحث من الصعب ان ينطلق في بحثه من الصفر ،دون اعتماد ما
توصل اليه العلماء بمختلف تخصصاتهم العلمية ،كيفما كان مجال البحث في العلوم القانونية او
4
السياسية او االقتصادية او االجتماعية ،حيث ان العلم المتحصل عليه اليوم نتاج تراكم متوال
السهامات العديد من العلماء والباحثين والخبراء طيلة قرون وسنين من البحث المضني تدريجيا ،اذ
كل منهم ساهم في بناء صرح ذاك العلم المتخصص فيه بنصيب محدد الى ان نما وعال هذا البناء
ثانيا :الموضوعية
من اهم خصائص ومميزات البحث العلمي اتصافه بالموضوعية ،وتفيد تجرد الباحث من أي
تعاطف قبلي او بعدي ومن أي تفاعل عاطفي مع الظاهرة وما ينجم عنها من استنتاجات علمية،
سواء اثناء اختيار الظاهرة او انتفاء بعض عناصرها او اختيار ادوات البحث والتحليل.
ان الموضوعية خالفا للذاتية هي احدى اخالقيات الباحث العلمي في مختلف انواع البحث،
واحدى الفضائل السامية التي لن يستقيم البحث في نتائجه ما لم يكن الباحث قد احترمها طيلة مراحل
البحث اذ تفرض عدم التحيز ألفكار مسبقة او لجهة على حساب جهة اخرى ،او االنسياق وراء
االهواء والنزعات الشخصية.
ثالثا :التجريد
التجريد صفة علمية مالزمة للعلم ،ويقصد به تحويل خصائص الظواهر واالشياء الى افكار
ومفاهيم ذهنية تدرك بالعقل ال بالحواس.
وتتطلب خاصية التجريد من الباحث عزل الظاهرة المدروسة عن صفتها وعن سياقها،
واالعتكاف عليها في حد ذاتها بمعزل عن محيطها للتمكن من فهم عمقها ،وهذا ما ينهجه رجل
التشريع اثناء وضع القواعد القانونية ،حيث من الضروري عند االعتكاف على دراسة ظاهرة اجتماعية
ما دراستها بشكل مجرد ،دون اسقاطها على فئة اجتماعية دون غيرها ،حتى يتم اصباغها بالصبغة
القانونية وتكون قابلة للسريان بكل تجرد ودون تمييز او مجاملة لطرف على حساب طرف اخر.
تفيد خاصية التعميم والشمولية ان الباحث يعمم النتائج التي يصل اليها او القوانين التي
يصوغها كخالصة للبحث العلمي لبعض الظواهر او النماذج لتصبح قوانين تخضع لها الحاالت
المشابهة ،وهذه التعميمات تفيد في التنبؤ بما يمكن ان يحدث للظواهر تحت ظروف معينة.
5
كما تفيد خاصية العمومية صالحية النتائج المتوصل اليها للتطبيق في الزمان والمكان
وقابليتها للتكرار ،فعندما يقول الباحثون االجتماعيون ان انعدام التوعية والتفكك االسري من العوامل
المؤدية الى االنحراف االجتماعي ،فهذه حقيقة ال تخص مجتمعا بعينه بل قابلة للتعميم على جميع
المجتمعات.
تعني الدقة في البحث العلمي استعمال مصطلحات ومفاهيم ومعلومات دقيقة ،فالباحث العلمي
يسعى الى تحديد مشكلته بدقة واجراءاته بدقة وال يستخدم سوى كالم دقيق محدد ،وليس كالما غامضا
او فضفاضا او عبارات عامة او عشوائية .كما انه من غير المستساغ االكثار من الشرح والتفسير
باالطالة واالطناب في التحليل والشرح الموسع.
ولكي ينجح الباحث العلمي في ان يكون دقيقا ويحدد مشكالته واجراءاته وفروضه بدقة فانه
يستخدم لغة خاصة هي لغة الرياضيات من أرقام واحصائيات وجداول.
ان استخدام اللغة الرياضية يؤدي الى فهم دقيق للظواهر ال يمكن الوصول اليه اال من خالل
القياس الكمي الرقمي الدقيق ،فاالحكام الكيفية ال تساعد على فهم الظواهر بل قد تعطي فهما خاطئا
لها.
كما أن على الباحث من جهة اخرى ان يستبعد في بحثه كل األفكار المسبقة والمعلومات غير
الصحيحة أو غير المبرهن عليها التي قد تقود الباحث إلى متاهات وأخطاء علمية .فاليقين سمة
اساسية من سمات المعرفة العلمية ،بحيث ينبغي ان تستند الحقيقة العلمية على مجموعة كافية من
االدلة المقنعة ال يثار أي شك في صدقيتها.
واليقين العلمي يختلف عن اليقين الذاتي حين يقتنع شخص ما بفكرة معينة النه تبدو له
واضحة وصادقة او النه يحس بصدقها ويشعر بصحتها دون وجود ادلة عليها ،فهذا اليقين ليس علميا
لعدم استناده الى ادلة محسوسة.
واليقين نسبي ومحدد في الزمان والمكان ،إنه يمثل الحقيقة الراهنة التي ال تلغي وجود حقائق
اخرى ،او قابليتها للتجاوز بظهور معطيات جديدة .فالكثير من الحقائق العلمية التي سادت فترة من
الزمن بطلت صحتها نتيجة لجهود علمية جديدة.
6
فالعلم عدو الثبات وال يعترف بالحقائق الثابتة بل يؤمن بان الحقائق متغيرة او كما يقول
الفالسفة ليس هناك حقيقة ثابتة فالحقيقة الثابتة الوحيدة هي ان كل الحقائق تتغير.
سادسا :الواقعية
تفيد خاصية الواقعية وجوب كون هذا االخير بحثا منطلقا من الواقع المعاش محلال لعناصره
ومتفاعال مع قضاياه ومشاكله ،حتى يمكن ان يستجيب لتطلعاته ويحل مشكالته وتعقيداته في مختلف
المجاالت الحيوية.
كما تعني الواقعية ان البحث العلمي يسعى اليجاد حلول وخالصات ذات طابع واقعي بمعنى
قابليتها للتنزيل على ارض الواقع.
سابعا :التجريبية
يتفق الباحثون في الحقل العلمي على ان من المفروض اخضاع كافة الدراسات العلمية
للتجربة .أي اعتماد المالحظة والمعاينة العلمية للظاهرة المعيشة في اكثر من مناسبة الستخراج
الخالصات الالزمة وبناء نظرية علمية واقعية وموضوعية في المجال العلمي المدروس.
ويجب التمييز في هذا االطار بين ما يقوم به الباحث العلمي في العلوم الدقيقة من تجارب
مختبرية ،و ما يقوم به الباحث في العلوم االجتماعية والقانونية والسياسية من تجارب علمية مخالفة،
حيث ال تعني التجربة ضرورة عزل الظاهرة في المختبرات العلمية ،بل تعني في هذا النوع االخير من
الدراسات اخضاع بعض عناصر الظاهرة المرغوب دراستها لمعاينة ومالحظة دقيقة ،والكشف عن
مختلف عالئقها مع غيرها من العناصر وتتبع مدى تطورها في الزمان والمكان والسياق ،كما يمكن ان
تعني التجربة اجراؤها ذهنيا وتأمليا ،وهو ما نستخلص منه ان لكل مجال علمي تجاربه الخاصة به .اذ
حتى في العلوم الدقيقة ذاتها ثمة فروق واسعة فيما بينها على مستوى التجارب ،ففي مجال الفيزياء
المعاصرة مثال من الصعب اجراء المالحظة المباشرة على الظواهر الميكروسكوبية ،كما هو شان
التجارب التي يجريها الباحث على الذرة مثال ،بتتبع حركة االلكترونات والبروتونات داخل هذه الذرة.
ثامنا :التنظيم
تفيد خاصية تنظيم البحث العلمي اشتغال الباحث بشكل مرتب ومنطقي يحترم فيه تسلسل
المراحل ومواكبتها بشكل تدريجي ابتداء من تحديده للمشكلة موضوع البحث الى حين استخالص
استنتاجاته العلمية النهائية.
7
ان اخضاع البحث العلمي لخاصية التنظيم الدقيق هو احد عناصر النجاح فيه ،انطالقا من
ان هذه الخاصية الشكلية هي التي تعين الباحث على االنتقال بتان وهدوء واطمئنان من مرحلة الى
مرحلة اخرى ،بنوع من التمحيص التدريجي للخالصات المرحلية الجزئية للوصول في االخير الى
النتيجة النهائية المرغوب الوصول اليها.
ان مفاد تنظيم البحث العلمي احترام كل التدابير المرحلية انطالقا من شعور الباحث بالمشكلة
التي تؤرقه والمرغوب دراستها مرو ار عبر تحديد نطاقها بدقة متناهية ،تميي از لها عن غيرها من
الظواهر المشابهة ،ووضع الفرضيات الالزمة ذات الصلة بالظاهرة المحددة ،والشروع بعد ذلك في
عملية جمع مخ تلف المعطيات والمعلومات ذات الصلة بالجزئية المطروح فيها السؤال ،وذلك من اجل
القيام في مرحلة موالية باختبار صحة الفرضيات المطروحة من قبل ،وهو ما يمكن ان يعينه على
الشروع في تصنيف تلك المعلومات والمعطيات ،حتى ينتقل فيما بعد الى مرحلة الفحص والتحقق ثم
االستنتاج النهائي للنظريات وللقواعد العامة المتحكمة في الظاهرة المدروسة.
تاسعا :التناسق
يعد التناسق احد خصائص البحث العلمي الشكلية ،ويفيد التنظيم الشكلي لمراحل البحث من
جهة ولمكوناته وأجزائه من جهة ثانية ،حيث يتعين ترابط مختلف المراحل التي يقطعها الباحث بشكل
منهجي ومنطقي سليم ،يوحي بصلة السببية المباشرة وغير المباشرة بين اجزاء البحث العلمي ،كما
يتعين ان تكون صفة التناسق حاضرة بين الظاهرة المدروسة وبين الخالصات المستنتجة في ذلك
البحث.
العمل الممنهج يفيد اخضاع البحث العلمي الحد مناهج البحث العلمي ،ومن المعلوم ان
مسالة اختيار المنهج العلمي المالئم تبقى رهينة طبيعة الدراسة المرغوب خوض غمار البحث فيها،
حيث ان ثمة عددا هاما من المناهج العلمية تختلف طبيعتها باختالف طبيعة العلوم المدروسة .وكلما
غاب العمل المنهجي غابت الصفة العلمية عن البحث.
تعددت التقسيمات التي اعطيت للبحوث العلمية ،فهناك بحوث عملية او تطبيقية ،وبحوث
نظرية االولى تتم اعتمادا على وجود مشكلة واقعية يراد ايجاد حل لها ،اما الثانية فهي بحوث نظرية
8
بحتة يكون للباحث الحرية المطلقة في اختيار موضوع بحث ،دون ان تكون بالضرورة مشكلة يسعى
الى ايجاد حل لها عن طريق النتائج التي يتوخى الوصول اليها بالبحث.
وفي الواقع ليس من السهل التفرقة بين هذين النوعين من البحوث على اساس االهداف،
فكالهما يسعى الى الحقيقة .ومن جهة اخرى فهناك تداخل بين النوعين من البحوث ،فالباحث
التطبيقي يستعين ببحوث نظرية ،والباحث النظري يوظف نتائج بحوث تطبيقية في احايين كثيرة.
البحث العلمي بمعنى التنقيب عن الحقائق ،وهو البحث الذي يسعى للتنقيب عن
حقائق معينة مسبقا ،دون ان يحاول التعميم او التجاوز لحل المشاكل.
البحث العلمي التفسيري النقدي ،وهو البحث الذي يسعى للوصول الى حلول لمشاكل
معينة مسبقا ،ويعتمد على التدليل المنطقي ،ويصلح اذا تعلق االمر باالفكار اكثر من
المسائل المتعلقة بالحقائق.
البحث العلمي الكامل ،وهو البحث الذي يقوم على جمع الحقائق ووضع التصميمات،
وتحليل جميع االدلة التي يتم الوصول اليها وتصنيفها من اجل حل المشاكل.
البحث العلمي االستطالعي :يسعى من خالله الباحث الى التعرف على المشكلة
موضوع البحث حينما يكون هذا الموضوع جديدا أي لم يسبق ألحد الخوض فيه
وتكون البيانات والمعلومات المتوفرة نادرة وقليلة.
البحث الوصفي التشخيصي :وهو البحث الذي يقتصر على وصف ظاهرة معينة
قائمة سواء باستخدام طرق كمية او وسائل نوعية ،واهداف مثل هذه البحوث هي
جزئية ومحدودة تقتصر اساسا على تشخيص سمات شيء ما كما هو في الواقع
(مثال :ماهي انطباعات الطلبة الشخصية حول نظام الدراسة).
وبالنسبة للبحث العلمي االكاديمي فمن المتعارف عليه أن البحوث ثالثة أنواع هي:
بحث االجازة في النظام القديم وبحث نهاية االشغال الدراسية او مشروع بحث
نهاية السنة في اطار االصالح األخير :وهو الذي ينجزه الطالب في احد
التخصصات الدراسية التي درسها خالل سنوات اإلجازة ،ويخضع هذا البحث
9
للتقييم والتقويم في نهاية السنة او الفصل الدراسي .ويعتبر بحثا تمهيديا او تجريبيا
بالنسبة للطالب يطلع من خالل انجازه على طرق ومناهج البحث واالسلوب
العلمي في الكتابة.
والهدف من وراء مشروع بحث نهاية السنة هو حث الطلبة على البحث من اجل
اكتساب ملكة التنقيب وجمع المعلومات وتصنيفها والعمل على تنظيم االفكار
والمعطيات العلمية بشكل عام ،دون تعمق في الدراسة والتحليل.
بحث للحصول عى شهادة الماستر ،وهو الخطوة الثانية في البحوث الجامعية في
اطار االصالح االخير ،وبحث الماستر هو اكثر عمقا من حيث البحث ،ويناقش
امام لجنة من االساتذة وبصفة علنية
بحث الدكتوراه او االطروحة:
يعد بحث الدكتوراه اخر مرحلة من مراحل البحث العلمي االكاديمي يحضره
الطالب الباحث الحاصل على شهادة الدكتوراه.
وتهدف االطروحة الى ابتكار شيء جديد او اعادة صياغة لموضوع سابق اعتمادا
على افكار جديدة في البحث .وتناقش االطروحة امام لجنة من االساتذة
المختصين في موضوع الباحث وبصفة علنية
11