You are on page 1of 6

‫جامعة بوليتكنك فلسطين‬

‫كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب‬

‫مساق اللغة العربية‬

‫بحث حول أهمية دراسة المستوى الصرفي‬


‫في تعلم اللغة العربية‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫م‬
‫ب لال حمد احمد هور‬

‫إشراف‪:‬‬
‫ة‬
‫الد تك ور ج هاد العدر‬

‫يوليو‪2021‬‬
‫بحث حول أهمية دراسة المستوى الصرفي في تعلم اللغة العربية‬

‫بالل محمد أحمد هور‬


‫(‪)Bilal Mohammad Ahmad Hoor‬‬

‫جامعة بوليتكنك فلسطين‪ ،‬كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب‬


‫مساق اللغة العربية‪ ،‬صيف ‪2021‬‬
‫‪1????@ppu.edu.ps , bilalahoor@gmail.com‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫"‪ "morphèmes‬دون أن يتطرق إلى مسائل التركيب‬ ‫ملخص‬


‫النحوي‪.‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى معرفة أهمية دراسة علم الصرف لمن‬
‫معان‪ ،‬هي‪ :‬التحويل‪ ،‬والتغيير‪ ،‬ومنه‬
‫ٍ‬ ‫الصرف ً‬
‫لغة له ثالثة‬ ‫ينوي تعلم اللغة العربية وإتقانها‪ ،‬فمن الضروري أن يفقه‬
‫تصريف الرياح؛ أي تغييرها‪ .‬والمعنى الثالث‪ :‬االنتقال‪ ،‬ومنه‬ ‫متعلم اللغة والناطق بها المستوى الصرفي ويتمثله تمثالً جيداً‬

‫شخص إلى آخر‪ .‬أما‬


‫ٍ‬ ‫صرف الدراهم؛ أي نقل ملكيتها من‬ ‫نجاح في فهم علم اللغة العربية؛ فاألصوات‬
‫ٍ‬ ‫ألنه يمثل مفتاح‬
‫اصطالحً ا فهو عل ٌم يعرفُ به أحوال بنية الكلمة التي ليست‬ ‫لدى تعلمها تتركب في كلمات‪ ،‬وتتخذ هذه الكلمات في اللغة‬
‫بإعرا ٍ‬
‫ب وال بناء‪ .‬وهو من أفضل العلوم وأجلها؛ ألنه سبيل‬ ‫هيئة أبنية صرفية مخصوصة‪ ،‬ذلك أنها تأتي على صيغ‬
‫إلى ضبط اللسان وصونه من الخطأ واللحن‪ ،‬والعلم به يساعد‬ ‫مقررة متمايزة‪ ،‬فللفعل صِ يغ‪ ،‬ولالسم صِ يغ‪ ،‬وللمشتقات‬
‫على فهم كتاب هللا تعالى وسنة نبيه (ﷺ)‪ .‬ينتسب علم‬ ‫صِ يغ‪ ،‬وللمكان والزمان صِ يغ‪ ،‬وللمشتقات صِ يغ وللجمع‬
‫الصرف إلى علوم اللغة العربية‪ ،‬ويختصُّ باألسما ِء المتمكنة‪،‬‬ ‫صِ يغ‪ ،‬وللتأنيث صيغ وهكذا‪ .‬واسم الفاعل غير اسم المفعول‬
‫واألفعال المتصرّ فة‪ ،‬ويخرج منه الحروف واألسماء المبنية‬ ‫والمصدر غير الفعل وهكذا دواليك‪ .‬كما يمثل الصَّرف رك ًنا‬
‫واألفعال الجامدة‪ .‬واضع علم الصرف هو مُعاذ بن مُسْ لِم‬ ‫أساسيًا ومشتر ًكا لمكونات النظام اللغوي‪ :‬األصوات‪،‬‬
‫الهَرَّ اء‪ ،‬وقيل عليّ بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ ،‬وقيل‬ ‫والنحو‪/‬التركيب والمعجم‪/‬الدااللة‪ .‬وتعد الصيغ الصرفية من‬
‫غيرهما‪ .‬يستمد هذا العلم مادته من القرآن الكريم والحديث‬ ‫أهم الضوابط التي لُ ِجَئ إليها للتفرقة بين المعاني‪ ،‬فمن‬
‫النبوي الشريف وكالم فصحاء العرب‪.‬‬ ‫مهمات الجهاز الصرفي في اللغة العربية التفريق بين معنى‬
‫بنية وبنية أخرى لرفع اللبس في المعاني النحوية المختلفة‪،‬‬
‫ويؤمن من الخلط بينها في الفهم‪ ،‬وذلك غاية عظمى من‬
‫أسباب نشوء علم الصرف‬ ‫غايات اللغة‪.‬‬

‫علم الصرف لم يكن معروفا في العصر الجاهلي وال في‬


‫أوائل عصر الصحابة‪ ،‬وما ذاك إال لعدم الحاجة إليهما؛‬
‫مقدمة‬
‫ألنهم كانوا يتكلمون العربية الفصحى بطالقة‪ ،‬وعندما‬
‫انتشرت الفتوح اإلسالمية‪ ،‬ودخل كثير من األعاجم في‬ ‫يعنى الدرس الصرفي الحديث ‪ -‬وهو فرع من فروع‬
‫اإلسالم واختلطوا مع المسلمين العرب برزت الحاجة لعلم‬ ‫اللسانيات اللغوية‪ ،‬ومستوى من مستويات التحليل اللغوي ‪-‬‬
‫النحو والصرف‪ .‬وهذه الحاجة تمثلت أوال في الحاجة الدينية‪:‬‬ ‫بتناول بنية الكلمة‪ ،‬ويقابل هذا المصطلح العربي مصطلح‬
‫فلقد فتح المسلمون العرب بالد الروم وفارس لنشر اإلسالم‪،‬‬ ‫(المورفولوجيا) في الدرس الغربي؛ وهو مصطلح يشير عادة‬
‫فدخل كثير من األعاجم فيه‪ ،‬و رغبوا في تعلم أمور دينهم‬ ‫"المورفيمات"‬ ‫أي‪:‬‬ ‫الصرفية‬ ‫الوحدات‬ ‫دراسة‬ ‫إلى‬
‫كي يقيموا شعائر الدين إقامة صحيحة‪ ،‬ورغب المسلمون‬
‫الثانية لفظية‪ :‬هو تغيير الكلمة عن أصلها من غير أن يكون‬ ‫العرب تعليمهم أمور دينهم؛ ألنهم لم يفتحوا بالد األعاجم إال‬
‫ذلك التغيير داال على معنى طارئ على الكلمة‪ ،‬نحو‪َ :‬قو َل‬ ‫لنشر اإلسالم‪ ،‬فكان ال بد من لغة مشتركة يتفاهمون بها‪ ،‬ولم‬
‫إلى قال‪.‬‬ ‫تكن هذه اللغة إال اللغة العربية؛ ألنها لغة الدين‪ ،‬فاحتاج‬
‫المسلمون األعاجم إلى تعلّم العربية‪ ،‬وليس بوسعهم تعلّلم‬
‫العربية اال بعد وضع قواعد لها‪ ،‬وهذه القواعد هي النحو‬
‫والصرف‪ .‬أما الحاجة الثانية فتمثلت في الحاجة اإلجتماعية‪:‬‬
‫اللبنات األساسية في علم الصرف‬
‫فقد خلق اهللا اإلنسان اجتماعيا بطبعه‪ ،‬ولهذا احتاج اإلنسان‬
‫اللبنة األولى في الصرف هي الميزان الصرفي‪ ،‬وهو مقياس‬ ‫إلى لغة مشتركة يفهمها المتخاطبون‪ ،‬وعندما اختلط‬
‫وضعه علماء العربية لمعرفة أحوال أبنية الكلمة المفردة‪،‬‬ ‫المسلمون العرب في البالد التي فتحوها مع األعاجم احتاجوا‬
‫وهو من أحسن ما ع ُِرف من مقاييس في ضبط اللغات‪.‬‬ ‫إلى لغة مشتركة يقضون بها حاجاتهم‪ ،‬ولم يكن ُب ٌّد من أن‬
‫ويتكون الميزان الصرفي من ثالثة أحرف ‪ :‬ف‪-‬ع‪-‬ل‪،‬‬ ‫تكون هذه اللغة هي اللغة العربية؛ ألنها لغة المنتصر ولغة‬
‫واختيرت هذه الحروف تحديدا ألن األصل في الدراسات‬ ‫وال سبيل التخاذ هذه اللغة وسيلة للتعبير دون‬ ‫اإلسالم‪،‬‬
‫الصرفية هو إتقان الجزء الخاص باألفعال‪ ،‬فاألفعال هي أكثر‬ ‫وضع قواعد لها؛ لتصبح هذه اللغة أساس وحدة الفكر ودعامة‬
‫مواضيع الدراسات الصرفية‪ ،‬وجاء الميزان على ثالثة‬ ‫الوحدة العقدية معا‪ ،‬ومن هنا كانت الحاجة االجتماعية قائمة‬
‫أحرف‪( :‬ف‪-‬ع ‪ -‬ل)‪ ،‬واختاروا هذه ْالروف تحديدا ألن‬ ‫علم لقواعد اللغة العربية‪ ،‬ومما يدل على هذا بروز‬
‫لظهور ٍ‬
‫األصل في الدراسات الصرفية هو إتقان الجزء الخاص‬ ‫كثير من الموالي في علوم العربية وتفوقهم فيه‪ .‬ومن هنا‬
‫باألفعال‪ ،‬فاألفعال هي أكثر مواضيع الدراسات الصرفية‪.‬‬ ‫يتبيّن أن اللحن لم يكن السبب الرئيس لظهور علم النحو‬
‫وجاء الميزان على ثالثة أحرف‪ ،‬ألن أصل الكلمات العربية‬ ‫والصرف‪ ،‬وإنما هو داخل ضمن الحاجة الدينية واالجتماعية؛‬
‫‪-‬وهي من اللغات السامية‪ -‬يعود إلى أصل ثالثي‪ ،‬كما أن هذه‬ ‫ألن اللحن يفسد المعنى‪ ،‬فإذا َلحن المتكلم وهو يقرأ القرآن‬
‫األصوات التي اختارها علماء العربية عنوانا لهذا المقياس‬ ‫الكريم أو حديث الرسول (ﷺ)‪ ،‬كان لحنه داخال ضمن‬
‫تمثل تمثيال وفيا جهاز النطق عند اإلنسان‪ ،‬فالفاء حرف‬ ‫الحاجة الدينية‪ ،‬وإذا لحن في غيرهما من الكالم كان لحنه‬
‫شفوي في مقدمة جهاز النطق‪ ،‬والعين حرف حلقي محله في‬ ‫داخال ضمن الحاجة االجتماعية‪.‬‬
‫أقصى جهاز النطق‪ ،‬والالم في وسط الحنجرة‪.‬‬

‫اللبنة الثانية هي الصحة واالعتالل‪ ،‬فالفعل الصحيح هو الفعل‬


‫قضايا علم الصرف ووظيفته‬
‫الذي يخلو من حرف من حروف العلة‪ :‬الواو واأللف والياء‪،‬‬
‫وهو على ثالثة أقسام‪ :‬صحيح سالم‪ ،‬وهو أغلب افعال‬ ‫يهتم الصرف بكل ما يخص بنية الكلمة العربية من أحوال‬
‫العربية‪ ،‬وهو ما خلت حروفه من الهمز والتضعيف‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وقضايا؛ نحو‪ :‬الجمود واالشتقاق في األسماء واألفعال‪،‬‬
‫َّتب وضر ودخل وخرج؛ صحيح مهموز‪ :‬وهو ما اَّنت فاؤه‬ ‫الميزان الصرفي‪ ،‬القلب المكاني‪ ،‬المفرد والمثنى والجمع من‬
‫أوعينه أو المه َهزة‪ ،‬نحو‪ :‬أخذ‪ ،‬سأل‪ ،‬مأل؛ صحيح مضعف‪:‬‬ ‫األسماء‪ ،‬المجرد والمزيد من األفعال‪ ،‬أحرف الزيادة‪،‬‬
‫ويسمى الفعل األصم لشدته‪ ،‬وهو الفعل الذي تشبه عينه المه‪،‬‬ ‫التصغير‪ ،‬النسب‪ ،‬وأمور الصحة واالعتالل وغيرها‪.‬‬
‫نحو‪ :‬ش َّد وم َّد وفرَّ وقرَّ ‪ .‬أما الفعل المعتل هو الفعل الذي كان‬
‫ولعلم الصرف وظيفتان أساسيتان‪ :‬األولى معنوية‪ :‬وتتمثل في‬
‫أحد حروفه أو أكثر حرفا من حروف العلة‪ .‬إذا كان في فاء‬
‫بيان القواعد التي يتمكن بها متعلم العربية من تغيير الكلمة‬
‫ف‪،‬‬ ‫الكلمة‪ ،‬يسمى الفعل مثاال‪ ،‬نحو‪َ :‬و َلدَ ‪َ ،‬و َع د‪َ ،‬و َ‬
‫ص َ‬
‫من بنية إلى أخرى‪ ،‬من أجل الحصول على معنى جديد‪،‬‬
‫وقف… ويكون حرف العلة في األغلب واوا‪ ،‬ألن األفعال‬
‫والمضارع واألمر واسم الفاعل‬
‫َ‬ ‫كنقل المصدر إلى الماضي‬
‫ِئس‪ .‬وال‬
‫س و َي َ‬
‫التي تبدأ بياء قلة قليلة في العربية‪ ،‬نحو‪َ :‬ي ِب َ‬
‫ضرْ ب إلى‬
‫واسم المفعول واسم اآللة وغيرها‪ ،‬نحو تغيير‪َ :‬‬
‫وجود لفعل مبدوء بألف‪ ،‬ألن األلف تالزم السكون‪ ،‬والعربية‬
‫ومضروب وم ْ َ‬
‫ِض َرب‬ ‫َ‬ ‫ب و َي ْ َ‬
‫ض ِرب واضْ ِرب و ضارب‬ ‫ض َر َ‬
‫َ‬
‫ال تبدأ بساكن‪ .‬وإذا كان حرف العلة عين الفعل‪ ،‬يسمى الفعل‬
‫…‬
‫ار‪ ،‬وفي الحقيقة فاأللف هنا ليست‬
‫أجوفا‪ ،‬نحو‪ :‬قال‪ ،‬نا َم ‪َ ،‬س َ‬
‫اصلية‪ ،‬بل هي منقلبة عن الواو او الياء‪.‬‬
‫حكم تعلم الصرف لدى المسلمين‬
‫إن حكم تعلم الصرف عند المسلمين فرض كفاية‪ ،‬ويتعين‬ ‫اللبنة الثالثة هي المجرد والمزيد‪ .‬فالفعل المجرد هو الفعل‬

‫على كل من تصدر للفتيا في األحكام ونحوها من األمور‬ ‫الخالي من الزيادة وكل حروفه أصلية‪ ،‬إذا حذفنا حرفا واحدا‬

‫الشرعية حتى يميز بين الخطأ والصواب‪ .‬حكم تعلم علم‬ ‫يختل المعنى ونخرج من العائلة اللغوية التي تنتسب إليها‬

‫النحو والصرف على عموم المسلمين هو كحكم تعلم سائر‬ ‫الكلمة‪ .‬أما الفعل المزيد فهو ما زيد على حروفه األصول‬

‫علوم الوسائل‪ :‬أصول الفقه‪ ،‬وأصول التفسير‪ ،‬وأصول‬ ‫حرفا أو حرفين بالنسبة للفعل الثالثي‪ ،‬وحرفا أو حرفين‬

‫الحديث‪ ،‬وغيرها‪ .‬فهو واجب على الكفاية‪ ،‬فإن قام به من‬ ‫بالنسبة للرباعي‪.‬‬

‫يكفي فإن سائر الناس ال يجب عليهم تعلمه‪ .‬قال شيخ اإلسالم‬
‫ابن تيمية رحمه هللا تعالى في “مجموع الفتاوى” ‪:252 /32‬‬
‫ومعلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية‪.‬‬
‫تعريف ببعض المشتقات‬
‫وقال أيضًا رحمه هللا تعالى‪ ،‬كما في “اقتضاء الصراط‬ ‫التصغير‪ :‬هو بناء االسم على هيئة خاصة لغرض من‬
‫المستقيم”‪ :‬إن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض‬ ‫األغراض‪ ،‬منها الداللة على صغر حجم االسم المصغر نحو‬
‫واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض‪ ،‬وال يفهم إال بفهم اللغة‬ ‫كليب‪ ،‬او الداللة على التحقير نحو غرك هذا القزيم‪ ،‬او‬
‫العربية‪ ،‬وما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪ ،‬ثم منها ما هو‬ ‫الداللة على التحبب نحو‪ :‬في دارك جويرية كالغزيل‪ .‬وغيرها‬
‫واجب على األعيان‪ ،‬ومنها ما هو واجب على الكفاية‪ .‬وقال‬ ‫من األغراض‪ .‬ويقتصر التصغير على االسماء المتمكنة‬
‫ابن حزم رحمه هللا‪ :‬أما النحو واللغة ففرض على الكفاية‪.‬‬ ‫(المعربة)‪ ،‬فال تصغر المبنيات وال األفعال وال الحروف‪.‬‬
‫وقال الرازي رحمه هللا‪ :‬اعلم أن معرفة اللغة والنحو‬
‫اسم الفاعل‪ :‬هو االسم المشتق للداللة على فاعل الحدث او‬
‫والتصريف فرض كفاية‪ :‬ألن األحكام الشرعية واجبة‬
‫من قام به الحدث‪ ،‬مع التجدد والحدوث في معناه‪ .‬وال يؤخذ‬
‫باإلجماع‪ ،‬ومعرفة األحكام دون معرفة أدلتها مستحيل‪ ،‬فال بد‬
‫اسم الفاعل اال من الفعل المبني للفاعل‪.‬‬
‫من معرفة أدلتها‪ ،‬واألدلة راجعة إلى الكتاب والسنة‪ ،‬وهما‬
‫واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم‪ .‬فإذن يتوقف العلم‬ ‫اسماء المبالغة‪ :‬هي االوزان او الهيئات التي يحول اليها اسم‬
‫باألحكام على األدلة‪ ،‬ومعرفة األدلة تتوقف على معرفة اللغة‬ ‫الفاعل اذا اريد به الداللة على الكثرة والمبالغة في اتصاف‬
‫والنحو والتصريف‪ ،‬وما يتوقف على الواجب المطلق – وهو‬ ‫الذات بالحدث‪.‬‬
‫مقدور للمكلف – فهو واجب‪ .‬فإذن معرفة اللغة والنحو‬
‫اسم المفعول‪ :‬هو االسم المشتق للداللة على من وقع عليه‬
‫والتصريف واجبة‪.‬‬
‫الحدث‪ ،‬مع التجدد والحدوث في معناه‪ .‬وال يؤخذ اسم‬
‫المفعول اال من الفعل المتعدي المبني للمفعول او من الالزم‬

‫فضل علم الصرف وأهميته‬ ‫المعدى الى المصدر او الظرف او الجار والمجرور‪.‬‬

‫علم الصرف من أفضل العلوم وأجلها؛ ألنه سبيل إلى ضبط‬ ‫الصفة المشبهة‪ :‬هي االسم المشتق للداللة على اتصاف‬
‫اللسان وصونه من الخطأ واللحن‪ ،‬والعلم به يساعد على فهم‬ ‫الذات بالحدث مع الثبوت والدوام في معناه‪ .‬وال تؤخذ الصفة‬
‫كتاب هللا تعالى وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫المشبهة اال من الفعل الالزم‪.‬‬

‫تكمن أهميّة علم الصّرف في توقف العديد من العلوم عليه‪،‬‬ ‫اسم التفضيل‪ :‬هو االسم المشتق على وزن (أفعل) للداللة‬
‫كعلوم اللغة واإلمالء وال ّنحو‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى أن بعض‬ ‫على زيادة أحد المشتركين في صفة واحدة‪ ،‬نحو‪ :‬بالل اعلم‬
‫العلماء يرون أن علم الصرف يتقدم على علم النحو‪ ،‬ولكن‬ ‫من علي‪ .‬اسما الزمان والمكان‪ :‬اسمان مشتقان للداللة على‬
‫ليس بالفضل إنما لما يبحث فيه‪ ،‬فعِلم النحو يبحث في "ذوات‬ ‫زمان وقوع الفعل او على مكان وقوعه‪ .‬اسم اآللة‪ :‬هو االسم‬
‫الكالم" وأحواله المفردة دون االطالع على التركيب‪ ،‬ويجب‬ ‫المشتق للداللة على ما وقع الفعل بواسطته‪ ،‬ويؤخذ من الفعل‬
‫اإلشارة إلى أن تحليل اللغة ودراستها أصبح من خالل دراسة‬ ‫المتعدي‪.‬‬
‫ويقول ال ُّن ْق َره كار‪ :‬إن من أراد أن يكون له منحة من الكتاب‬ ‫"الصوت"‪ ،‬وهو أصغر الوحدات في اللغة‪ ،‬والصوت إلى‬
‫اإللهي والكالم النبوي فليصرف عنان همته إلى علم الصرف‬ ‫جانب آخر يُنتج "الكلمة المفردة"‪ ،‬والكلمة المفردة هي أساس‬
‫فيجعله نصب الطرف مشمرً ا عن ساق الجد ليغوص في تيار‬ ‫دراسة علم الصرف‪ ،‬أما جمع الكلمة مع الكلمة األخرى‬
‫بحار الكتاب وفرائده ويتفحص لطائف الكالم النبوي وفوائده‪،‬‬ ‫إلعطاء معنى عند السكوت عليه هنا يخرج علم النحو‪ ،‬فعلم‬
‫فإن من اتقى هللا في تنزيله وأجال النظر في تعاطي تأويله‬ ‫الصرف إذن هو العلم الوسط بين علم األصوات وعِ لم ال ّنحو‪.‬‬
‫وطلب أن تكمل له ديانته وأن تصح له صالته وقراءته وهو‬
‫علم الصرف من العلوم التي يحتاج إليها أهل العربية جميعا‬
‫غير عالم بهذا العلم فقد ركب عمياء َ‬
‫وخ َبط خبْط عشواء‪ ،‬إذ‬
‫أشد الحاجة؛ ألسباب كثيرة‪ :‬فبه يعصم اللسان من اللحن‬
‫به تنح ّل العويصات األبية وتعرف سعة اللغة العربية‪.‬‬
‫والقلم من الخطأ‪ ،‬وبه ُتعرف أصول كالم العرب من الزوائد‬
‫وقال ابن فا رس‪ :‬وأما التصريفُ فإن من فاته علمُه فاته‬ ‫الدخيلة عليه‪ .‬وعلم الصرف به تعرف المعاني المختلفة‬
‫المعظم؛ ألننا نقول‪َ :‬و َجد‪ ،‬وهي كلمة واحدة مبهمة‪ ،‬فإذا‬ ‫للكلمة الواحدة‪ ،‬عن طريق معرفة مصادرها المتعددة‪ ،‬وال‬
‫أفص ْ‬
‫حت‪ ،‬فقلتَ في المال‪ :‬وُ جْ دا‪ ،‬وفي الضالة‪:‬‬ ‫ص ْ‬
‫ُرفت َ‬ ‫تعرف تلك المصادر إال بعلم الصرف‪ .‬مثال ذلك‪ :‬الفعل َو َجدَ‬
‫ِوجدا ًنا‪ ،‬وفي الغضب َم ْو ِجدة‪ ،‬وفي الحزن َوجْ دا‪.‬‬ ‫له دالالت مختلفة ال ُتعرف إال من المصادر المختلفة لذلك‬
‫الفعل‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫وقال أحمد الحمالوي‪ :‬فما انتظم عقد علم إال والصرف‬
‫واسطته وال ارتفع منارة إال وهو قاعدته‪ ،‬إذ هو إحدى دعائم‬ ‫وجدَ الضالة وجدانا و وجودا‪ :‬عثر عليها‪َ .‬و َجدَ الرجل وُ جْ ًدا‬
‫َ‬
‫األدب وبه تعرف سعة كالم العرب وتنجلي فرائد مفردات‬ ‫و ِجدَ ًة‪ :‬استغنى وصار ذا مال‪َ .‬و َجدَ الرج ُل َوجْ ًدا‪ :‬حزن‪.‬‬
‫اآليات القرآنية واألحاديث النبوية‪.‬‬
‫َو َجدَ عليه َم ْو ِجدَ ًة‪ :‬غضب‪.‬‬

‫فالفعل واحد وهو َو َجدَ ‪ ،‬لكن معانيه متعددة‪ ،‬والمصادر هي‬


‫التي حددت الفرق بين تلك المعاني‪ ،‬والمصادر من أبواب‬
‫علم الصرف‪.‬‬

‫وعلم الصرف عن طريقه يُعرف القياس الذي لواله لضاقت‬


‫اللغة على الناطق بها؛ فهو يم ّكن اإلنسان من النطق بآالف‬
‫الكلمات دون أن تقرع سمعه من قبل‪ ،‬ودون حاجة إلى‬
‫مطالعة كتب اللغة ودواوينها للوثوق من صحتها‪ .‬كما يعرف‬
‫عن طريقه االشتقاق‪ ،‬وهو أخذ كلمة من أخرى مع تناسب‬
‫المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى؛ كأن نشتق من الفعل‬
‫َك َت َ‬
‫ب اسم الفاعل كاتب واسم المفعول مكتوب واسمي الزمان‬
‫والمكان َم ْك َتب‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬

‫أقوال بعض العلماء في أهمية الصرف‬


‫يقول ابن جني‪ :‬من الواجب على من أراد معرفة النحو أن‬
‫يبدأ بمعرفة التصريف؛ ألن معرفة ذات الشيء الثابتة ينبغي‬
‫أن يكون أصالً لمعرفة حاله المتنقلة‪ ،‬إالّ أن هذا الضرب من‬
‫العلم لما كان عويصًا صعبًا بُدئ قبله بمعرفة النحو‪ ،‬ثم جيء‬
‫ّ‬
‫موطًئ ا للدخول فيه‪،‬‬ ‫به َبعْ دُ؛ ليكون االرتياضُ في النحو‬
‫ومعي ًنا على معرفة أغراضه ومعانيه‪ ،‬وعلى تصرّ ف الحال‪.‬‬
‫المراجع‬

‫أوالً‪ :‬األبحاث والدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ -1‬تعالق المستوى الصرفي بمستويات اللغة ألخرى ودوره‬


‫في تبيان الداللة في تعليم العربية للناطقين بغيرها‪ ،‬خالد‬
‫حسين أبو عمشة‪.‬‬

‫رابط الدراسة‪:‬‬
‫‪https://www.alarabiahconferences.org/wp-‬‬
‫‪content/uploads/2019/09/conference_rese‬‬
‫‪arch-1609358164-1408628684-424.pdf‬‬

‫‪ -2‬علم الصرف تطوراته ونظرياته واالستفادة منه لتعليم‬


‫اللغة العربية‪ ،‬أحمد مصطفى‪.‬‬

‫رابط الدراسة‪:‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/3‬‬
‫‪40115967_lm_alsrf_ttwrath_wnzryath_wal‬‬
‫‪astfadt_mnh_ltlym_allght_alrbyt‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬لبنات وأسس علم الصرف‪ ،‬سميرة حيدرا‪.‬‬

‫‪ -2‬مختصر الصرف‪ ،‬عبد الهادي الفضلي‪.‬‬

‫‪ -3‬اللغة العربية لطلبة الجامعات‪ ،‬محمد سلهب التميمي‪.‬‬

You might also like