E-Issn: 2706-8927 P-Issn: 2706-8919

You might also like

You are on page 1of 7

‫‪International Journal of Advanced Academic Studies 2020; 2(3): 29-35‬‬

‫‪E-ISSN: 2706-8927‬‬
‫‪P-ISSN: 2706-8919‬‬
‫‪www.allstudyjournal.com‬‬ ‫القياس النحوي‬
‫‪IJAAS 2020; 2(3): 29-35‬‬
‫‪Received: 07-04-2020‬‬
‫‪Accepted: 10-05-2020‬‬ ‫الدکتور عبدالحي مقيم‬
‫الدکتور عبدالحي مقيم‬
‫األتساذ المشذرك قسم اللغة العربية‬ ‫ملخص البحث‬
‫كلية اللغذت و األدب جذمعة ننجرهذر‬
‫جالل آبذد‪ -‬افغذنساذن‬
‫القياس عملية ذهنية فطرية‪ ,‬يقوم بها اإلنسان ليتمكن من التعبير عن أغراضه و أحاسيسه و ما تخالج في ضميره من‬
‫معان‪ ,‬و لما كانت تلك األغراض و المعاني تتطور و تتجدد باالستمرار مع مرور الزمان إلى درجة يعصب معها‬
‫الحصر‪ ,‬عجز السماع أو النقل عن الماضيين عن اكتساب اللغة و اإلحاطة بها‪ ,‬فاضطر اإلنسان إلى أن يشرك معه عقله‬
‫في عملية كسب اللغة عن طريق بناء ما لم يدركه بواسطة السمع‪ ,‬فكان القياس بذلك ضروريا في حياة اللغة و نمائها و‬
‫بقائها صامدة في تلبية حاجة اإلنسان‪.‬‬
‫هذا البحث محاولة لدراسة ظاهرة القياس النحوي في ضوء النظام اللغوي االستعمالي للعربية‪ ,‬الذي ينأى عن النظام‬
‫العقلي المنطقي التجريدي‪ ,‬و قد درس النحاة القياس في ضوء النظام العقلي لذلك أهدءت مواد لغوية و أضيفت أخرى‬
‫خارجة عن النظام اللغوي االستعمالي للعربية في ضمن مباحث القياس النحوي و تناول النحاة النظام اللغوي للعربية‬
‫بضمن مباحث القياس النحوي و توسعوا فيه بمنهج عقلي و السيما لدى المتأخرين‪ ,‬على الرغم من الفارق الكبير بينهما‪,‬‬
‫فالنظام اللغوي للعربية أكثر دقة و أقرب إلى واقع اللغة العربية ‪ ,‬و القياس النحوي يهدر مواد لغوية كثيرة‪ ,‬و يضيف‬
‫أخرى خارجة عن النظام اللغوي و االستعمال‪.‬‬
‫القياس جزء من نظام العربية إال أن النحاة جعلوا نظام اللغة العربية قسما من أقسام القياس النحوي‪ ,‬و مصطلح القياس‬
‫عام‪ ,‬تشترك فيه علوم مختلفة‪ ,‬حيث تتغير مفاهيمه تبعا للمادة العل مية التي يتناولها‪ ,‬و الغاية منها‪ ,‬فالفقه يستخدمه‬
‫الستنباط الحكم الشرعي و إصدار الفتيا‪ ,‬و كذلك الفلسفة و المنطق النضباط المادة‪ -‬العلمية على وفق نظام عقلي محكم‪.‬‬
‫لذلك نجد له أكثر من فهم في مصادر أصول النحو تبعا للمنهج و الهدف‪ ,‬و األهم من ذلك أن اللغة العربية ال تخضع له‬
‫خضوعا مطردا‪ ,‬من هنا ظهرت إشكاالت لدى النحاة اضطروا إلى تأويلها أو االنقسام حولها بين متشدد و متسامح‪ ,‬ألنهم‬
‫بنوه على المنطق العقلي‪ ,‬و اللغة العربية لها منطقها و نظامها الخاص بها‪.‬‬
‫و القياس عبارة عن استنباط مجهول من معلوم سواء في اللغة أو غيرها‪ ,‬لذا عرفه اللغويون و النحاة بأنه حمل غير‬
‫المنقول على المنقول إذا كان في معناه و القياس النحوي هو النحو‪ ,‬و هذا النحو هو قياس األحكام‪ ,‬و هو من أهم أسس‬
‫النحو و له أنواع ثالثة و ذلك إما أن تراعى فيه العلة أو ال‪ ,‬تراعى‪ :‬و هذا هو قياس العلة‪ ,‬تراعى العلة و تكون مناسبة‬
‫كقياس رفع تائب الفاعل بعلة اإلسناد في كل منهما و هو مناسبة إلجراء القياس إلسناد النائب و الفاعل للفعل‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية المستعملة في هذا البحث فهي‪:‬‬


‫النحو‪ ,‬المدرسة‪ ,‬البصرة‪ ,‬الكوفة‪ ,‬القياس‪ ,‬مقيس‪ ,‬مقيس عليه‪ ,‬األصل‪ ,‬الفرع‪ ,‬المسائل النحوية‪ ,‬قياس العلة‪ ,‬قياس الشبه‪,‬‬
‫قياس الطرد ‪ ,‬أركان القياس‪ ,‬تأثر القياس في النحو‪ ,‬العلوم العقلية و النقلية ‪ ,‬مراحل القياس‪.‬‬

‫تقديم‬
‫إن جمع المادة اللغوية عند الرعيل األول من اللغويين الذين اهتموا و اتجهوا إلی جمع المادة اللغوية‬‫ّ‬
‫ت ّم قبل کل شیءٍ عن طريق السماع ومشافهة قبائل عربية مختلفه التی کانت تستوطن فی آرجاء‬
‫الجزيرة العربية المختلفة و لذا نستطيع القول بأن للسماع دور فعال و هام فی جمع المادة اللغوية و‬
‫هو الذی أمدّ النحاة من أصحاب القياس بالمادة اللغوية التی هی األصل فيه‪.‬‬
‫سٍماع کان سبيال لمعرفة اللغة و أصال من أصولها‪ ،‬ث ّم أدرک القدامی ضرورة تنظيم المادة‬ ‫إذن فإن ال ّ‬
‫اللغوية التی انتهوا إليها و الوصول إلی ضوابط تجمع الظواهر اللغوية تحت کليات عامة‪ ،‬و وجدوا‬
‫فی الجمع بين األشباه و النظائر و قياس بعضها علی بعض طريقا يساعدهم علی استنباط القواعد‬
‫اللغوية و النحوية‪ ،‬فاتخذوا من هذه النصوص عنصرا أساسيا من أسس القياس‪.‬‬
‫اشترك البصريون و الكوفيون معا في السماع من قبائل كانت في منأی عن التأثر بلغات األمم‬
‫المجاورة ‪ ،‬و تلك هی أسد ‪ ،‬و تميم و طيئ ‪ ،‬و قيس ‪ ،‬و هذيل ‪ ،‬و كنانة ‪ ،‬كما اشتركوا في السماع‬
‫من قبائل و بطون – تؤول إلی هذه القبائل الكبرى‪ ,‬كسليم و عقيل و غني و كباهلة و نمير‪ ,‬و قد‬
‫‪Corresponding Author:‬‬
‫الدکتور عبدالحي مقيم‬ ‫وجدنا من خالل البحث و الدراسة أنهم اشتركوا و عقيل و غنی و باهلة و نمير ‪ ،‬و قد وجدنا من‬
‫األتساذ المشذرك قسم اللغة العربية‬ ‫خالل البحث و الدراسة أنهم اشتركوا في السماع من قبائل غير القبائل التي نص علماء اللغة علی‬
‫كلية اللغذت و األدب جذمعة ننجرهذر‬
‫جالل آبذد‪ -‬افغذنساذن‬ ‫أنهم اقتصروا علی األخذ عنها ‪ ،‬و من ذلك ربيعة و بعض قبائل اليمن‪.‬‬

‫~ ‪~ 29‬‬
‫‪International Journal of Advanced Academic Studies‬‬ ‫‪http://www.allstudyjournal.com‬‬

‫و لكن البصرين تحفظوا فيما وراء ذلك خالفا للكوفين الذين‬ ‫‪ – ۳‬شاذ في القياس و االستعمال جميعا مثل تتميم ( مفعول) فيما‬
‫توسعوا في السماع من قبائل و بطون أخری مثل بنی حنيفة ‪ ،‬و‬ ‫عينه واو ‪ ،‬مثل ‪ :‬ثوب مصوون ‪ ،‬و فرس مقوود ‪..iii‬‬
‫كلب ‪ ،‬و الحطمية ‪ ،‬و القبائل التي كانت تنزل في حوران و‬ ‫و يرتبط بركني القياس ( المقيس و المقيس عليه ) تقسيمه أربعة‬
‫حضرموت‬ ‫أقسام‪ – ۱.‬حمل فرع علی أًصل ‪ ،‬مثل ‪ :‬إعالل الجمع حمال علی‬
‫و كان البصريون يتحرون الدقة في السماع من البدو الذين لم‬ ‫المفرد كقيمة و قيم ‪ ،‬و ديمة وديم‪۲....‬حمل أصل علی فرع و له‬
‫يمتزجوا بالحضر خالفا للكوفيين الذين كانوا ال يبدون مثل هذا‬ ‫أمثله منها‪ .‬إعالل المصدر حمال على إعالل فعله مثل قام قياما‪۳.‬‬
‫التحفظ مما جلعهم محل نقد عند البصريين في كثير من األحوال‪.‬‬ ‫– حمل نظير علی نظير ‪ ،‬و يكون النظيرأ – في اللفظ ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫و كان النقل في مجال القراءات يمثل مظهرا من مظاهر السماع‬ ‫بناء ( حاشا ) االسمية لشبهها بــ ( حاشا ) الحرفية ‪ – ۴.‬حمل‬
‫في اللغة عند علماء كل من المدرستين‪.‬‬ ‫ضد علی ضد ‪ ،‬مثل ‪ :‬النصب بــ ( لم ) حمال علی الجزم بــ (‬
‫و لكن الكوفيين لم يعرفوا السماع في ميدان اللغة و النحو إال في‬ ‫إن ) بجامع النفي حيث نجد ( لم ) لنفي الماضي و ( إن ) لنفي‬
‫فترة متأخرة عن البصريين بحكم سبق البصريين في األخذ‬ ‫المستقل ‪iv. .‬‬

‫بالدراسة اللغوية‪.‬‬ ‫و قسم ابن األنباري القياس باعتبار الجامع ثالثه أقسام هی كما‬
‫و قد بكر البصريون في األخذ بالقياس ‪ ،‬فكان لهم السبق حيث‬ ‫يلی‪.v‬‬
‫نشأ النحو نفسه علی أيديهم فسبقوا الكوفيين في األخذ به‬ ‫أولها ‪ :‬قياس العلة و ثانيها ‪ :‬قياس الشبه و ثالثها ‪ :‬قياس‬
‫و نشأ القياس عندهم أول ما نشأ في صورة عملية خالصة ‪ ،‬و‬ ‫الطرد‬
‫هناك روايات تنسب القياس بهذا المعنی إلی أبي األسود و بعض‬ ‫و قسم بعض الباحثين المحدثين القياس أقساما ما تؤول إلى‬
‫تالميذه كيحيی بن يعمر‪.‬‬ ‫األقسام السابقة‪ ,‬و هي كما يأتي‪.‬‬
‫فكانت بداية القياس بشكله العلمي علی يد عبد هللا بن أبی إسحاق‬ ‫أولها ‪ :‬قياس الحكم علی الحكم لعلة جامعة أو لشبه بين الطرفين‬
‫الحضرمي ‪ ،‬و قد سبقت الروايات التي تنسب إليه ذلك ‪ ،‬إلی‬ ‫‪ ،‬و هذا النوع اتجه النحاة إلی األخذ به منذ زمن أبی إسحاق‬
‫جانب أن له بعض أمثلة فيه‪.‬‬ ‫الحضرمي ثانيها ‪ :‬يتضح في قول بعضهم – عند حديثه عن‬
‫ثم تطور بعد هذا طبقا لما هو وارد في ثنايا البحث فنجد صورا‬ ‫قياس الكوفيين – إنهم «يبنون علی القياس النظري ‪.‬ثالثها ‪:‬‬
‫لهذا التدرج عند من جاءوا بعده مثل عيسی بن عمر و أبي عمرو‬ ‫يظهر في أن القياس النظری هو الذي ال يعتمد علی أی شاهد من‬
‫بن العالء ‪ .‬فقد تطور القياس علی أساس التشابه كما و كيفا في‬ ‫كالم العرب ‪..vi‬‬
‫هذه المرحلة‪.‬‬
‫و هكذا لم يظهر القياس الكوفي في وضوح إال بدءا من الكسائي‬ ‫تأثر القياس في النحو بالعلوم النقلية والعقلية ‪:‬‬
‫الذي إن لم تصلنا أغلب كتبه فقد أسعفت أصحاب المراجع‬ ‫كان للقياس في النحو وثيقة بالقياس في بعض العلوم النقلية‪ ،‬و‬
‫المختلفة بأقيسة كثيرة يمكن في ضوئها الحكم على القياس عند‬ ‫العقلية ‪ ،‬كالفقة و المنطق تتضح في الصورة الفكرية العامة في‬
‫الكسائي بخاصة ثم عند غيره من الكوفيين بعامة‪.‬‬ ‫كل منها و ذلك بوضع القوانين التي تلزم ما يندرج تحتها ‪.‬‬
‫و إذا كنا قد وجدنا القياس وليدا يخطو عند البصريين وئيدا حتی‬ ‫و القياس الذي يراعی فيه التشابه بين طرفي القياس في مجال‬
‫بلغ أشده ‪ ،‬فإننا نجده عند الكوفيين علی عكس ذلك فيما يبدو فإنه‬ ‫الفقه قد عرف منذ صدر اإلسالم ‪ ،‬فقد روی أن عمر بن الخطاب‬
‫قد تأخر ظهوره عندهم حتی وصل إلی وضعه العلمي عند‬ ‫– رضی هللا عنه – كتب إلی قاضيه بالبصرة أبي موسی‬
‫البصريين ‪،‬‬ ‫األشعري ‪ :‬الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب‬
‫و علی الرغم من تعدد صور التوسع في القياس عند األخفش‬ ‫و ال سنة ‪ .‬اعرف األشباه و قس األمور عند ذلك ‪.‬‬
‫األوسط فإنه ال يهمل السماع ‪ ،‬فيستدل بالسماع و القياس معا ‪ ،‬و‬ ‫و قد تأثر الخليل بالقياس الذي وسعه أبو حنيفة ‪ ،‬و يظهر هذا‬
‫المازني هو أيضا يعتد بالسماع فيمنع القياس علی غير مسموع‬ ‫التأثر فيما جاء في كتاب ( العين ) من أمثله تدل علی ذلك ‪ .‬إلی‬
‫أما الكوفيون فنجد عندهم ما يسمی أحيانا بالقياس االفتراضي أو‬ ‫جانب ما يصرح به تصريحا في كتابه ( ذاك ) من أنه يقيس علی‬
‫النظري ‪ ،‬و الفراء يقيس مع وجود السماع‪.‬‬ ‫مذهب أبي حنيفة ‪.‬‬
‫و تكثر األقيسة و العلل و الفروض في كتاب سيبويه مما يدل‬
‫القياس النحوي‬ ‫علی أنه تأثر بالفقه ‪ ،‬فقد عاصر أًصحاب أبی حنيفة مثل أبی‬
‫القياس في اللغة واالصطالح‬ ‫يوسف و محمد بن الحسن الشيبانی ( ت ‪ ۱۸۹‬هـ ‪ ).‬اللذين كانا‬
‫القياس لغة هو ‪ :‬تقدير الشئ بالشئ (‪)i‬فيقال قاس الشئ يقيسه قياسا‬ ‫يمعنان في الجدل و يتشبثان بالقياس ‪.‬‬
‫و قيسأ أی قدره ‪ ،‬و المقياس ‪ :‬المقدار‪ii.‬‬ ‫و نجد أثر الفقه في القياس النحوي واضحا عند ابن جني الذي‬
‫أركان القياس‬ ‫يعد شديد التمسك بأصول الفقه ‪ ،‬و القياس علی أصول أثمته ‪.‬‬
‫للقياس – كما يتضح من تعريفه – أربعة أركان ‪ ،‬هی ‪:‬أ – اصل‬ ‫و الناظر في كتاب ( لمع األدلة ) ال يخفي عليه تأثر األنباري‬
‫‪ :‬وهو المقيس عليه ‪.‬ب – فرع ‪ :‬و هو المقيس‪ ،‬ج – الحکم ‪ ،‬د‬ ‫بالفقه في مجال القياس النحوي ‪.‬‬
‫– جامع ‪ :‬وهو الشبه أو العلة التي تتحقق في المقيس و المقيس‬ ‫و من الصور التي يظهر فيها أثر الفقه واضحا ( أقسام القياس )‬
‫عليه ‪.‬‬ ‫‪ ،‬فقد قسم الفقهاء القياس أقساما منها ‪:‬‬
‫و قد قسم ابن جني نصوص اللغة باعتبارها مقيسا عليها أقساما‬ ‫أ – تقسيمه إلی أولی ‪ ،‬و مساو ‪ ،‬و أدون ب ) تقسيمه إلی قياس‬
‫تتلخص فيما يلی ‪:‬‬ ‫شبه ‪ ،‬و قياس اطراد ‪.‬‬
‫‪ – ۱‬مطرد في القياس و االستعمال مثل ‪ :‬قام زيد ‪ ،‬و رأيت‬ ‫و هذا التقسيم عائد إلی طريق إثبات العلة المستنبطة في القياس‬
‫عمرا ‪ ،‬و مروت بسعيد ‪ – ۲‬مطرد في االستعمال شاذ في القياس‬ ‫فإن كان طريقها الشبه فهو قياس شبه ‪ ،‬و إن كان طريقها الطرد‬
‫مثل تصحيح ‪ :‬استصوب و استحوذ و استنوق ‪ ،‬يقال ‪ :‬استصيب‬ ‫و العكس فهو قياس االطراد ‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫و قد كثرت اآلراء المتماثلة بتأثر القياس النحوي بالقياس المنطقي‬

‫~ ‪~ 30‬‬
‫‪International Journal of Advanced Academic Studies‬‬ ‫‪http://www.allstudyjournal.com‬‬

‫‪ .‬فهناك من يری وجود هذا التأثر منذ المراحل األولی للقياس و‬ ‫و إذا كانت ما ذكرته الروايات من أن أبا عمرو بن العالء ‪ ،‬و‬
‫يقول بعضهم عند حديثه عن منطق أرسطو ‪ :‬ال نعجب حين نری‬ ‫عيسی بن عمر كانا يقيسان األعم األغلب و يعدان ما خالف ذلك‬
‫اللغويين القدماء من العرب قد سلكوا هذا المسلك من الربط بين‬ ‫لغات ‪ ،‬فإن هذا أيضا هو مسلك علماء هذه المرحلة ‪ ،‬فال ينسب‬
‫اللغة و المنطق األرسطاطاليسي‬ ‫إليهم ذلك عن طريق الروايات فحسب ‪ ،‬بل نجده واضحا في‬
‫تطبيقاتهم العملية ‪ ،‬فكثيرا ما كانوا يقيسون علی المطرد من كالم‬
‫القياس عند البصريين‬ ‫العرب‪ xii‬إلی جانب التنبيه علی ما خالف الشائع منه ‪.‬‬
‫مراحل القياس عند البصريين‬ ‫‪ -1‬الخليل بن احمد الفراهيدي‪ ,‬من أمثلة القياس عنده أنه جعل (‬
‫عرفنا أن للقياس صلة و ثيقة بالنحو‪ ،‬و لما كان للبصريين السبق‬ ‫أی ) في غير الشرط و االستفهام بمعنی (الذي ) قياسا علی‬
‫في مجال النحو ‪ ،‬نجدهم أول من عرفوا األخذ بمبدأ القياس ‪ ،‬و‬ ‫( من ) في كونها غير الشرط و االستفهام بمعنی ( الذي )‬
‫لهذا قيل إن القياس ظهر منذ عهود النحو األولی‪.vii‬‬ ‫‪ xiii‬ما ذكره المازني من أن الخليل و سيبويه كانا يقوالن ‪:‬ما‬
‫‪ .‬المرحلة األولی‬ ‫قيس علی كالم العرب فهو من كالمهم‪xiv.‬‬

‫ومن األخبار التي تشيرإلى المرحلة األولى من مراحل القياس‬ ‫و الخليل مع أنه يتوسع في القياس علی ما وافق سمت اللغة ‪ ،‬فهو‬
‫عندهم ما يذكره ابن سالم ( ت ‪ 232‬هـ) من أن أبا األسود ( كان‬ ‫ال يبيح القياس علی كل ما سمع ‪ ،‬يدل علی ذلك ما رواه عنه‬
‫أول من أسس العربية‪ ,‬و فتح بابها‪ ,‬و أنهج سبيلها‪ ,‬ووضع‬ ‫األصمعي من أنه قال ‪:‬جاءنا رجل فأنشدنا‪:‬‬
‫قياسها))‬
‫و من األمثلة التي تتخذ ( مسارا قياسيا في بناء اللغة العام عند‬ ‫ترافع العز بنا فارفنععا‬
‫بعض تالميذ أبي األسود كتلك الكلمات التي تلتزم في بعض‬ ‫فقلنا‪ :‬هذا ال يكون‪ ,‬فقال (أي الرجل)‪ :‬كيف جاز للعجاج أن‬
‫التراكيب حركة خاصة‪ ,‬مثل ( قبل و بعد) و أمثالهما من الغايات‪,‬‬ ‫يقول‪:‬‬
‫فشملوا بحكمهما كل ما يمت لهما بسبب) قرأ يحيى بن يعمر و‬
‫غيره‪ ,‬قوله تعالى ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من‬ ‫تقاعس العز بنا فاقعنسا‬
‫الكاذبين و إن كان قميصه قد من دبر فكذبت و هو من‬ ‫و ال يجوز لي؟ ‪xv‬‬
‫الصادقين)‪viii‬‬
‫فتعليق الخليل بقوله ‪ :‬هذا ال يكون ‪ ،‬يفيد أنه يمنع القياس في مثل‬
‫يقول ابن جني عن(قبل و دبر)‪ :‬ينبغي أن يكونا غايتين كقول هللا‬ ‫ذلك ‪ ،‬حتی إننا نجد ابن قتيبة يستشهد بقوله علی أنه ليس لمتأخر‬
‫سبحانه و تعالى ( هلل األمر من قبل و من بعد) فبنى هنا كما بني‬ ‫الشعراء أن يقيس علی اشتقاق سابقيه‪. xvi‬‬
‫هناك على الضم‪.‬‬ ‫و عقب ابن جني علی كالم الخليل السابق فقال ‪ :‬هذا يدل علی‬
‫و لكن مفهوم القياس بمعناه االصطالحي يظل في هذه الفترة غير‬ ‫امتناع القوم من أن يقيسوا علی كالمهم ما كان من هذا النحو من‬
‫واضح ‪.‬‬ ‫األبنية ‪،xvii‬‬

‫المرحلة الثانية‬ ‫سيبويه‬


‫يت ضح أن ما نسب إلى بعض تال ميذ أبي األسود من أنهم بعجوا‬ ‫يستخدم سيبويه لفظ ( القياس ) في معان مختلة ‪.‬‬
‫القياس و بسطوه كان إشارة إلى بدايته عندهم و إيذانا ببدء التوسع‬ ‫فمن ذلك استخدامه إياه في معنی صحيح أو أرجح أو سائد ‪ ،‬كأن‬
‫فيه‪ ,‬و بدء االهتداء إلى مد القياس عند من جاء بعدهم كعبد هللا بن‬ ‫يقول ‪ :‬و هو الوجه و القياس‪ ،xviii‬و هو القياس الجاری‪ xix ,‬و هو‬
‫أبي إسحاق الحضرمي فقد عرف عنه قوله( إنما نفتي فيما استتر‬ ‫القياس و الصواب‪.xx‬‬
‫علينا من معاني الشعر و أشكل من غريبه و إعرابه بفتوى‪..‬‬ ‫و نجد أحيانا يستخدم كلمة قياس مصاحبة لكلمة األصل و كأنه‬
‫اجتهدنا فيها آراءنا)‬ ‫يعطيها هذا المعنی فيقول ‪ :‬األصل و القياس كذا ‪ xxi.‬و استخدمها‬
‫في الترجيح ‪ ،‬و من ذلك قوله ‪ :‬قيل و بيع و خيف أقيس و أكثر و‬
‫المرحلة الثالثة‬ ‫أعرف ‪xxii.‬‬
‫من علماء هذه المرحلة من سلك طريق القياس و تقدم به خطوة‬ ‫و منه أيضا قوله عن الشاذ (ليس هذا في القياس)‪ xxiii،‬و من أمثله‬
‫مثل ‪:‬‬ ‫القياس عنده القياس علی الكثير ‪ ،‬و يظهر في قوله ‪ « :‬اعلم أن (‬
‫عيسی بن عمر ‪ ،‬و أبی عمرو بن العالء ‪ ،‬و إذا كان عيسی بن‬ ‫فعل ) جائزة من كل ما كان علی بناء ( فعل ) أو ( فعل ) أو (‬
‫عمر موصوفا بتجريد القياس‪ ix‬دون أبی عمرو ‪ ،‬فإنه ليس معنی‬ ‫فعل ) ‪ ،‬و ال يجوز من أفعلت ‪ ،‬ألنا لم نسمعه من بنات األربعة‬
‫هذا أن أبا عمرو بعيد عن هذا الميدان ‪ ،‬فقد حكی األصمعي قوله‪:‬‬ ‫‪،xxiv.‬‬
‫سمعت رجال من اليمن يقول ‪ :‬فالن لغوب جاءته كتابی فاحتقرها‬ ‫فسيبويه هنا يقيس علی الكثير المطرد ‪ ،‬و يقف عند السماع إذا‬
‫‪ ،‬فقلت له ‪ :‬أتقول جاءته كتابي ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬أليس بصحيفة ‪.x .‬‬ ‫قل و ردالصيغة المسموعة في حين نجد بعض من جاء بعده‬
‫فيستفاد من تعقيب ابن جني نسبة القياس إلی أبی عمرو ‪ ،‬و إن‬ ‫كاألخفش يقيس علی هذا القليل ‪xxv.‬‬
‫كان ذلك عنده فيما يروی الرواة دون ما هو عليه عند عيسی بن‬
‫عمر‪.‬‬ ‫المرحلة السادسة‬
‫أبرز من يمثلها أبو الحسن سعيد بن مسعدة المعروف باألخفش‬
‫المرحلة الرابعة من مراحل القياس‬ ‫األوسط ( ت ‪۲۲۱۵‬هـ)الذي كان يفئ إلی القياس كثيرا و يأخذ به‬
‫لعل أبرز من يمثل هذه المرحلة يونس بن حبيب ( ت ‪ ۱۸۲‬هـ )‬ ‫في األساليب فيقيس بعضها علی بعض ‪ ،‬و خرج من هذا بآراء‬
‫و قد خطا القياس فيها خطوة مهدت لمرحلة الخليل و سيبويه ‪xi .‬‬
‫كثيرة تجيز تراكيب وصيغا غير مسموعة ‪.‬‬
‫و من صور القياس عنده أنه قاس و قوع الفعل الماضي حاال من‬
‫المرحلة الخامسة‬ ‫غير أن يقترن بــ ( قد ) موافقا بذلك الكوفيين ‪ ،‬و مخالفا جمهور‬
‫تتمثل هذه المرحلة أكثر ما تتمثل في الخليل بن أحمد و سيبويه ‪،‬‬
‫~ ‪~ 31‬‬
‫‪International Journal of Advanced Academic Studies‬‬ ‫‪http://www.allstudyjournal.com‬‬

‫البصريين الذين ال يجيزون و قوعه حاال إال إذا اقترن بها ‪ .‬يقول‬ ‫أنه إذا كانت ألف المقصور ثالثة بدال من واو مثل (عصا ) قلبت‬
‫أبو حيان ‪ :‬أجاز األخفش من البصريين و قوع الماضي حاال‬ ‫واوا ‪ ،‬فتقول (عصوان ) ‪ ،‬وورد قلبها ياء في ندرة مثل ( رضا )‬
‫بغير تقدير( قد)‪،‬‬ ‫‪ ( :‬رضيان ) ‪.‬‬
‫‪.‬و من أمثلة القياس علی القليل عنده ‪ ،‬ما يذكره ابن جني في‬ ‫و لكن الكسائي قاس علی ما سمع من هذا القليل المسموع ‪ ،‬و قد‬
‫النسبة إلی شنوءة ‪ :‬شنئ ‪ ،‬كقوله ‪« :‬فإن قلت ‪ :‬إنما جاء هذا في‬ ‫صرح بذلك األشموني فقال ‪ :‬جملة ما شذ من المقصور ثالثة‬
‫حرف واحد – يعنی شنوءة – قال ( أی األخفش ) ‪ :‬فإنه جميع ما‬ ‫أشياء ‪....‬الثالث‪ :‬رضيان ‪ ،‬وقاس عليه الكسائي ‪ ،‬فأجاز تثنية‬
‫جاء ‪.‬‬ ‫(رضا ) و ( عال ) من ذوات الواو – المكسور األول و‬
‫المضمومة – بالياء ‪.‬‬
‫المرحلة السابعة‬ ‫و يفهم من النصوص السابقة أن الكسائي يقيس هنا علی ما قل‬
‫و أبرز من يمثلها أبو عثمان المازنی ( ت ‪ ۲۲۵‬هـ ) الذي يلی‬ ‫وروده ‪ ،‬خالفا لسيبويه ‪ ،‬و قد تبعه الكوفيون في ذلك ‪.‬‬
‫طبقة األخفش ‪ ،‬و هو يقيس علی الكثير المسموع و قد يمنع‬ ‫فالكسائي يخالف البصريين فيقيس علی شاذ غير مقيس و يوافق‬
‫القياس علی القليل منه‪ ,‬من ذلك ‪:‬‬ ‫الزجاج في ذلك ‪.‬‬
‫حين يكون موضع الالم من الثالثة مكررا لإللحاق مثل ‪ :‬مهدد ‪،‬‬
‫و قردد و سؤدد ‪ ،‬عندد‪ .....‬يقيس علی ما اطرد منه في كالم‬ ‫المرحلة الثانية‬
‫العرب ‪ ،‬فلما كان باب ( مهدد و جلبب ) في اإللحاق مطردا قاس‬ ‫يمثلها تالميذ الكسائي كأبي زكريا يحيی بن زياد الفراء ( ت‬
‫عليه ما لم يسمع ‪ ،‬و منع من القياس على باب (كوثر و جهور)‬ ‫‪ ۲۰۷‬هـ ) ‪ ،‬و هشام بن معاوية الضرير ( ت ‪ ۲۰۹‬هـ ) ‪ ،‬و‬
‫ألن اإللحاق فيه غير مطرد‪ ,‬و لهذا أشار ابن جني عند توضيح‬ ‫علی بن المبارك األحمر ( ت ‪ ۱۹۴‬هـ ) ‪.‬‬
‫قياس المازنی – إلی إنه ال يجوز القياس علی ( جهور و كوثر )‬ ‫‪ -1‬الفراء ‪ :‬هوالنموذج األول لهذه المرحلة من مراحل القياس‬
‫‪ ،‬ألن هذا اإللحاق لم يطرد اطراد األول فال تقسه ‪.‬‬ ‫عند الكوفيين ‪ ،‬و هاك أمثله من أقيسته ‪:‬‬
‫أحيانا نجده يقيس علی الكثير ‪ ،‬ويمنع القياس علی القليل النادر‬
‫المرحلة الثامنة‬ ‫لقلته و ندرته ‪ ،‬يقول ‪ « :‬يجوز في الكالم أن تقول ‪ :‬مالك الناظر‬
‫القياس عند المبرد‬ ‫في أمرنا ‪ ....‬و مثل مالك ما بالك ‪ ،‬و ما شأنك ‪ ،‬و العمل في هذه‬
‫خير من يمثل هذه المرحلة من مراحل القياس عند البصريين هو‬ ‫األحرف كثير ‪ ،‬و ال تقل ‪ :‬ما أمرك القائم ‪ ،‬و ال ما خطبك القائم‬
‫المبرد ( ت ‪ ۲۸۵‬هـ ) الذي احتكم كثيرا إليه ‪ ،‬و كان مثاال‬ ‫قياسا عليهن ‪ ،‬ألنهن قد كثرن ‪ ،‬فال يقاس الذي لم يستعمل علی ما‬
‫للتبرير فيه ‪ ،‬فإليه أفضت مقاالت البصريين ‪ ،‬و هو الذي نقلها و‬ ‫قد استعمل ‪ ،‬أال تری أنهم قالوا ‪ :‬أيش عندك ؟ و ال يجوز القياس‬
‫قررها ‪ ،‬و أجری الفرع و المقاييس عليها‪xxvi .‬‬ ‫علی هذه في شئ من الكالم ‪. xxxii‬‬
‫فهو يتجه االتجاه البصری العام في عدم القياس علی النادر‬ ‫يقول في ( معانی القرآن ) بشأن قوله تعالی ‪ ( :‬و السارق و‬
‫والشاذ و يتمثل هذا في قوله ‪ ،‬السماع الصحيح و القياس المطرد‬ ‫السارقة فاقطعوا أيديهما ) ‪ ( : xxxiii‬و إنما قال ( أيديهما ) ألن كل‬
‫ال تعترض عليه الرواية الشاذة ‪xxvii.‬‬ ‫شئ موجد من خلق اإلنسان إذا ذكر مضافا إلی اثنين فصاعدا‬
‫و في قوله ‪ :‬القياس المطرد ال تعترض عليه الرواية الضعيفة ‪.‬‬ ‫جمع ‪ .‬فقيل ‪ :‬قد هشمت رؤوسهما ‪ ،‬و مألت ظهورهما و‬
‫‪xxviii‬‬ ‫بطونهما ضربا ‪ ،‬و مثله ( إن تتوبا إلی هللا فقد صغت قوبكما )‪.‬‬

‫و فيما يسوق السيوطي من قوله (أی المبرد ) ‪ :‬إذا جعلت النوادر‬ ‫‪xxxiv‬‬

‫‪ ،‬و الشواذ غرضك و اعتمدت عليها في مقاييسك كثرت‬ ‫‪.‬و هو قياس علی القليل النادر في كل حال ‪.‬‬
‫زالتك‪xxix.‬‬ ‫وفي جمع التكسير يقول األشموني ‪ :‬اختلف في ثالثة أنواع أخر ‪،‬‬
‫كذلك نجده يمنع القياس علی النادر في السماع الشاذ في القياس‪،‬‬ ‫أولها ( فعلی ) مصدرا ‪ ،‬نحو ‪ :‬رجعی ‪ ،‬و ثانيها ( فعله ) فيما‬
‫مثل جمع(شهبة) علی ( شهاوی )‪ ،‬فيقول ‪ :‬فقال قوم في جمع ‪:‬‬ ‫ثانيه واو ساكنة نحو ‪ :‬جورة ‪ ،‬فقاسه الفراء في هذين النوعين ‪،‬‬
‫شهاوی ‪ ،‬فهذا عندهم علی قياس من قال في مطية ‪ :‬مطاوی ‪ ،‬و‬ ‫فتقول في جمعهما ‪ُ :‬ر َجع و ُج َوز ‪ ،‬كما قالوا في رؤيا و نوبة ‪:‬‬
‫ليس القول عندی ما قالوا ‪ ،‬و لكنه جمع شهوی ‪ ،‬و هو مذهب‬ ‫رؤی و نوب ‪ ،‬و غيره يجعل رؤی و نوب مما يحفظ و ال يقاس‬
‫أكثر النحويين ‪xxx .‬‬ ‫عليه ‪. xxxv‬‬
‫و يفهم مما سبق أن المبرد يقيس علی الكثير ‪ ،‬و أنه يتوسع في‬ ‫و يقول السيوطي ‪ :‬قاسه الفراء في ( فعلی ) مصدرا نحو ‪:‬‬
‫القياس فيقيس علی ما قصره سيبويه و الجمهور علی السماع ( ‪) ۲‬‬ ‫الرؤيا و الرؤی و الرجعى و الرجع ‪ ،‬و في ( فعله ) بفتح الفاء‬
‫‪.‬‬ ‫ثانيه واو ساكنة نحو ‪ :‬نوية و نوب ‪ ،‬و غيره قصره علی السماع‬
‫القياس عند الكوفيين‬ ‫‪xxxvi.‬‬

‫لم يكن األخذ بالقياس مقصورا علی نحاة البصرة وحدهم ‪ ،‬بل‬ ‫و من انفراده بالقياس على القليل أيضا ما نجده عند ابن مالك في‬
‫نجد العمل به أصال من أصول اللغة و النحو عند أئمة الكوفيين –‬ ‫قوله ( قد تصح الواو و هي الم (فعول) جمعا و ال يقاس عليه‬
‫أيضا – من اللغويين والنحاة ‪.‬‬ ‫خالفا للفراء) ‪xxxvii‬‬

‫و يقول ابن هشام ‪ « :‬جوز الفراء إضافة الوصف المحلی بأل‬


‫المرحلة األولی‬ ‫إلی المعارف كلها كــ ( الضارب زيد ) و ( الضارب هذا )‪xxxviii‬‬
‫ۤ‬
‫يعد الكسائي من أبرز من يمثلون هذه المرحلة من مراحل القياس‬ ‫‪.‬ويسوق األشموني أن الفراء أجاز « ذلك فيه مضافا إلی‬
‫عند الكوفيين ‪ .‬فقد اهتم بالقياس اهتماما كبيرا حتی إنهم ينسبون‬ ‫المعارف مطلقا ‪ . xxxix‬و يعني باإلطالق هنا أن يكون المضاف‬
‫إليه ما يفيد أن النحو قياس ‪ ،‬و ذلك في هذا البيت المشهور ‪.‬‬ ‫إليه علما أو اسم إشارة أو ضميرا أو غيرها‪.‬و يورد السيوطي أنه‬
‫إنما النحو قياس يتبع ‪.. xxxi .....‬‬ ‫(ال مستند له في السماع )‪xl.‬‬

‫االتجاه العام عنده قياسه علی القليل النادر ‪ ،‬و من أمثلته ‪:‬‬ ‫و يذكر بعض المحدثين أن الفراء قد انفرد بهذا القياس‪.‬‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫‪International Journal of Advanced Academic Studies‬‬ ‫‪http://www.allstudyjournal.com‬‬

‫قاس زيادة ( كان ) في آخر الكالم علی زيادة ( ظن ) في آخره ‪.‬‬ ‫و نجد مصداق اهتمامه بالسماع في قول ثعلب نفسه فيما ينقله‬
‫يقول السيوطي ‪ « :‬جوز ( أي الفراء ) أيضا زيادتها أخيرا‪ ،‬نحو‬ ‫الزبيدي ‪ :‬ما ندمت علی شئ كندمی علی ترك سماع األبيات التي‬
‫‪ :‬زيد قائم كان ‪ ،‬قياسا علی إلغاء ظن آخرا ‪ ،‬ورد بعدم السماع‪xli.‬‬ ‫كان يرويها أبو مسحل عن علي بن المبارك األحمر ‪.liv‬‬
‫و إلی جانب هذه األقيسة المتعدة الجوانب نجد عند الفراء عناية‬
‫كبيرة بإيراد لفظ القياس في أحكام النحو و مسائله و توجيه‬ ‫الخاتمة و النتائج‬
‫القارئ إلی إجرائه فيما تشابه من هذه المسائل في ثنايا كتابه ‪،‬‬ ‫من خالل هذه الدراسة نتوصل إلی أن للقياس صلة وثيقة بالنحو‪،‬‬
‫فنجده أحيانا يعطي قاعدة عامة تنتظم مسائل كثيرة متشابهة ثم‬ ‫و أن للبصريين کان السبق فی مجال النحو‪ ،‬لذا نجدهم اول من‬
‫يقول ‪ :‬و أجر الكالم علی هذا ‪ ،xlii‬و يقاس علی هذا ‪ ،xliii‬يقاس‬ ‫عرفوا األخذ بمبدأ القياس‪ ،‬و لذا قيل إن القياس ظهر منذ عهود‬
‫علی هذا ما ورد ‪ ،xliv‬و األمثلة علی ذلك كثيرة‪.xlv‬‬ ‫النحو األولی‪.‬‬
‫فعلی ضوء ما سبق نجد الفراء يتوسع في القياس أكثر من‬ ‫فالقياس فی عرف النحاة کان إما من قبيل القياس االستعمالی‬
‫الكسائي ؛ ألن فكره – فيما يبدو – أدق و أخصب ‪ ،‬و قد ألمع‬ ‫الذی هو انتحاء کالم العرب و اما من قبيل القياس النحوی‪.‬‬
‫ابن النديم إلى أن الفراء كان يتفلسف في تأليفاته و مصنفاته أی‬ ‫و فيما يلی نذکر أهم النتائج التی توصل اليها البحث‪.‬‬
‫يسلك في ألفاظه مسلك الفالسفة ‪ ،xlvi‬و لعل هذا ساعده علی‬ ‫‪ -۱‬إذا کان الکوفييون قدتوسّعوا فی السماع من قبائل کثيرة‪ ،‬فإن‬
‫االستنباط والتحليل و التركيب و استخراج األْقيسة المختلفة ‪.‬‬ ‫البصريين أنفسهم قد أخذوا بشکل من أشکال التوسع‪.‬‬
‫و الفراء في قياسه علی النظير حين يقيس األمور المتقاربة‬ ‫‪ -۲‬األراء النحوية للرعيل األول من النحاة کانت تقوم علی أساس‬
‫بعضها علی بعض ‪ ،‬نجد يخرج عن هذا اإلطار أحيانا فيقيس‬ ‫النصوص المسموعة‪.‬‬
‫األمور المتباعدة و يجعل بعضها نظيرا يقيس عليه ‪ .‬و هو في‬ ‫‪-۳‬المرحلة األولی من مراحل القياس أخذت و ضعا تتسم فيه بأن‬
‫هذا األخير أشد إيغاال في القياس و توسعا في مجاله ‪.‬‬ ‫القياس فيها قياس لغوی بمعناه العملی ال بالمعنی العلمی الذی‬
‫و مع هذا فإن الفراء في تسمحه في القياس علی هذا النحو نجده‬ ‫عرف فيما بعد‪.‬‬
‫في بعض األحيان علی الرغم من أنفراده به ال يخرج عن سمت‬ ‫‪-۴‬إن المدرسة البصرية بدأ القياس معها يحبوا وليدا حتی بلغ فی‬
‫اللغة ‪.‬‬ ‫آخر مراحل تطوره‪.‬‬
‫هذا عن الفراء ‪ ،‬ويليه في ذلك هشام الضرير و هاك بعض‬ ‫‪-۵‬إن تسمية ماخالف القياس لغات‪ ،‬يُعدّ إدراکا للسمات اللهجية‬
‫أقيسته ‪:‬‬ ‫التی تتميز بها کل قبيلة عن غيرها‪.‬‬
‫أجاز القياس علی المسموع في ندرة ‪ .‬يقول الرضی ‪ :‬ال يقاس‬ ‫‪-۶‬إن بعض البصريين ال يکتغی بالقياس علی القليل و النظير‬
‫علی قولهم ‪ :‬فاه إلی في ‪ ،‬فال يقال ‪ :‬ماشيته يده إلی يدي ‪ ،‬و‬ ‫القريب‪ ،‬بل قاس األمور المتباعدة بعضها علی بعض‪.‬‬
‫نحوه خالفا لهشام ‪.xlvii‬‬ ‫‪-۷‬بعض البصريين يخالف أغلب سابقيه من البصريين فی ايغاله‬
‫و يسوق السيوطي أنه ال يقاس علی هذا التركيب بل يقتصر فيه‬ ‫فی القياس مثل األخفش‪.‬‬
‫علی مورد السماع فال يقال كلمته وجهه إلی وجهي‪ ،‬و ال عينه‬
‫إلی عيني ‪ ,‬و أجاز هشام القياس عليه ‪ ،‬فأجاز ماشيته قدمه إلی‬ ‫الهوامش‪.‬‬
‫قدمي ‪ ،‬و كافحته وجهه إلی وجهي ‪ ،‬و صارعته جبهته إلی‬
‫جبهتي ‪ ،‬و جاورته بيته إلی بيتي ‪ ،‬و ناضلته قوسه إلی قوسي ‪،‬‬ ‫‪i‬ابن فذرس‪ ,‬مقذييس اللغة ( )‬
‫و نحو ذلك ‪ .‬ورد بأن فيه إيقاع جامد موقع مشتق ‪ ،‬و معرفة‬ ‫‪ ii‬التهذيب (قاس)‪ ,‬و تاج العروس (قيس)‪.‬‬
‫‪ iii‬انظر ابن جني‪ ,‬الخصائص ج ‪ 1‬ص ‪ .100 -97‬و السيوطي‪ ,‬االقتراح ‪,‬‬
‫موقع نكرة ‪ ، ...‬و بأقل من هذا الشذوذ يمنع القياس‪.xlviii‬‬ ‫ص ‪ ,43 -40‬و شرح األشموني ج ‪ 3‬ص ‪ ,866‬و الصبان ج ‪ 4‬ص ‪,334‬‬
‫و قد سبقت اإلشارة إلی أنه يقيس صوغ التعجب من األلوان علی‬ ‫و ابن يعش‪ ,‬شرح المفصل ج ‪ 6‬ص ‪ ,11-10‬و الزبيدي‪ ,‬الواضح في علم‬
‫صوغه من العاهات و هذا قياس علی النظير سبقه إليه شيخه‬ ‫العربية ص ‪267‬‬
‫الكسائي‪.xlix‬‬ ‫‪ iv‬السيوطي‪ ,‬االقتراح‪ ,‬ص ‪44-42‬‬
‫و هذا عند األحمر قياس علی النظير ‪ ،‬ولكن يضاف إلی ذلك أن‬ ‫‪ v‬ابن األنباري‪ ,‬لمع األدلة‪ ,‬ص ‪ 105‬و ما بعدها‬
‫‪ vi‬انظر د\ احمد مختار ‪ ,‬البحث اللغوي عند العرب ( من قضايا اللغة) ص‬
‫هذا النظير قليل في السماع إذ يقتصر علی حكاية للكسائي بشأن‬ ‫‪99-98‬‬
‫الفصل بالقسم بين الباء و مجرورها ‪ .‬فإلی كون المسموع من هذا‬ ‫‪ vii‬انظر الدراسات النحوية و اللغوية عند الزمخشري‪ ,‬ص ‪70‬‬
‫هو في الباء وحدها نجده نادرا فيها ‪.‬‬ ‫‪ viii‬سورة يوسف آيه ‪26,27‬‬
‫هذا‪ ،‬و لو كان أحمد بن يحيی ثعلب ( ‪ ۲۹۱ – ۲۰۰‬هـ ) قياسا ال‬ ‫‪ ix‬القفطي‪ ,‬انباء الرواة ج ‪ 2‬ص ‪375 ,105‬‬
‫عتبرناه ممثال آلخر مراحل القياس عند الكوفيين ‪ ،‬و لكني لم أجد‬ ‫‪ x‬ابن جني‪ ,‬الخصائص ج ‪ 1‬ص ‪423 ,416 ,249‬‬
‫‪ xi‬ابن األنباري‪ ,‬أسرار العربية ص ‪ ,345‬و اإلنصااف في مسائل الخالف ج‬
‫له أمثلة للقياس كما وجدت لغيره ‪ ،‬و لعل هذا يتفق و ما قاله‬ ‫‪ 1‬ص ‪365 -364‬‬
‫القدامی و المحدثون بشأن عزوفه عن القياس و إقباله علی‬ ‫‪ xii‬انظر سيبويه الكتاب ج ‪ 3‬ص ‪314‬‬
‫السماع و اهتمامه به ‪.‬‬ ‫‪ xiii‬انظر سيبويه الكتاب ج ‪ 2‬ص ‪398‬‬
‫يذكر بعض أصحاب التراجم و الطبقات أنه لم يكن مستخرجا‬ ‫‪ xiv‬المازني‪ ,‬التصريف ج ‪ 1‬ص ‪180‬‬
‫للقياس و ال طالبا له‪.l‬‬ ‫‪ xv‬ابن جني الخصائص ج ‪ 1‬ص ‪361 -360‬‬
‫‪ xvi‬ابن قتيبة‪ ,‬الشعر و الشعراء ج ‪ 1‬ص ‪32‬‬
‫و المحدثون يكادون يطبقون علی ذلك نقال عن القدامی ممن‬ ‫‪ xvii‬اين جني‪ ,‬الخصائص ج ‪ 1‬ص ‪361‬‬
‫ذكرنا ‪ ،‬فمن قائل إنه كان يجيد القياس ‪ ،li‬و من قائل ‪ :‬إنه لم يكن‬ ‫‪ xviii‬سيبويه‪ ,‬الكتاب ج ‪ 1‬ص ‪ ,210‬ج ‪ 3‬ص ‪351‬‬
‫معنيا بالقياس ‪ ،‬أو مستخرجا للعلل ‪ ،‬فإذا سئل مسألة راح يبحث‬ ‫‪ xix‬السابق ج ‪ 3‬ص ‪335‬‬
‫للجواب عنها فيما حفظه‪ .lii‬و هذا ما نحده عند بعض الباحثين‬ ‫‪ xx‬السابق ج ‪ 3‬ص ‪472‬‬
‫اآلخرين‪.liii‬‬ ‫‪ xxi‬السابق ج ‪ 3‬ص ج ‪507 ,412‬‬
‫‪ xxii‬السابق ج ‪ 3‬ص ‪423‬‬
‫فمدار الفصاحة عنده في الكلمة هو كثرة استعمال العرب لها ‪.‬‬ ‫‪ xxiii‬السابق ج ‪ 3‬ص ‪136‬‬

‫~ ‪~ 33‬‬
‫‪International Journal of Advanced Academic Studies‬‬ ‫‪http://www.allstudyjournal.com‬‬

‫‪ xxiv‬سيبوبه الكتاب ج ‪ 3‬ص ‪318‬‬ ‫‪ .8‬إنباه الرواة على أنباه النحاة‪ ,‬جمال الدين أبو الحسن بن‬
‫‪ xxv‬السابق ج ‪ 4‬ص ‪8‬‬
‫‪xxvi‬انظر سر الصناعة ج ‪ 1‬ص ‪146‬‬ ‫يوسف القفطي‪ ,‬تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ,‬مطبعة دار‬
‫‪xxvii‬الكامل ج‪ 1‬ص ‪22‬‬
‫‪xxviii‬السابق ج ‪ 1‬ص ‪34,35‬‬ ‫الكتب المصرية‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مصر‪ 1952 ,‬م‪.‬‬
‫‪xxix‬األشباه و النظائر ج ‪ 3‬ص ‪ 43‬و انظر المدارس النحوية ص ‪132‬‬
‫‪xxx‬المقتضب ج ‪ 1‬ص ‪140‬‬
‫‪ .9‬اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين‪ ,‬البصريين و‬
‫‪xxxi‬ياقوت الحموي‪ ,‬معجم األدباء ج ‪ 12‬ص ‪191‬‬ ‫الكوفيين‪ ,‬كمال الدين أبو البركات عبدالرحمن بن محمد بن‬
‫‪ xxxii‬الفراء ‪ ,‬معاني القرآن ج ‪ 1‬ص ‪281‬‬
‫‪xxxiii‬شرح المفصل ج ‪ 6‬ص ‪15‬‬ ‫أبي سعيد األنباري‪ ,‬تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد‪,‬‬
‫‪xxxiv‬سورة المائدة آية ‪38‬‬
‫‪xxxv‬البحر ج‪ 3‬ص ‪483‬‬ ‫دار الفكر‪.‬‬
‫‪xxxvi‬الهمع ج ‪ 2‬ص ‪176‬‬
‫‪ xxxvii‬التسهيل‪ ,‬ص ‪309‬‬ ‫‪ .10‬أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك‪ ,‬ابن هشام األنصاري‪,‬‬
‫‪xxxviii‬أوضح المسالك‪ ,‬ج ‪ 2‬ص ‪177‬‬
‫‪xxxix‬األشموني ج ‪ 2‬ص ‪ , 309‬األشموني مع الصبان ج ‪ 2‬ص ‪246‬‬
‫تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد‪ ,‬دار إحياء التراث‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪48‬‬ ‫‪xl‬الهمع‬
‫‪xli‬الهمع ج ‪ 1‬ص ‪120‬‬
‫العربي‪ ,‬بيروت ‪ ,‬لبنان‪ ,‬الطبعة السادسة‪ 1980 ,‬م ‪.‬‬
‫‪xlii‬انظر معاني القرآن ج ‪ 3‬ص ‪172‬‬
‫‪xliii‬السابق ج ‪2‬ص ‪68‬‬
‫‪ .11‬البحث اللغوي عند العرب‪ ,‬د‪ /‬أحمد مختار عمر‪ ,‬دار‬
‫‪xliv‬السابق ج ج ‪ 1‬ص ‪ , 200‬ج ‪ 2‬ص ‪329‬‬
‫‪xlv‬السابق ج ‪ 1‬ص ‪ ,161 ,160 ,81 ,30 ,29‬ج ‪ 2‬ص ‪,135 ,105 ,69 , 68‬‬
‫المعارف بمصر‪ 1971 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ ,143‬ج ‪ 3‬ص ‪137,153 ,57‬‬
‫‪ .12‬البحر المحيط‪ ,‬أثير الدين‪ ,‬أبو عبد هللا محمد بن يوسف بن‬
‫‪xlvi‬انظر الفهرست ص ‪131‬‬
‫‪xlvii‬شرح الرضى ج ‪ 2‬ص ‪22‬‬ ‫علي بن يوسف ابن حيان‪ ,‬مطابع النصر الحديثة‪ ,‬الرياض‪,‬‬
‫‪xlviii‬الهمع ج ‪ 1‬ص ‪ ,237‬و انظر المدارس النحوية ص ‪190‬‬
‫‪xlix‬الهمع ج ‪ 2‬ص ‪ , 166‬و انظر المدارس النحوية ص ‪ ,189‬و ظاهرة الشذوذ في‬ ‫السعودية العربية‪.‬‬
‫النحو العربي ص ‪ ,312‬و البحث ص ‪239‬‬
‫‪l‬انظ األنباء ج ‪ 1‬ص ‪ , 44‬طبقات النحويين و اللغويين ص ‪ , 144‬و معجم االدباء ج‬ ‫‪ .13‬تاج العروس‪ ,‬محب الدين أبو الفيض السيد مرتضى‬
‫‪ 5‬ص ‪120‬‬
‫‪li‬نشأة النحو ص ‪105‬‬ ‫الحسيني الزبيدي‪ ,‬المطبعة الخيرية بمصر‪ ,‬الطبعة األولى‪,‬‬
‫‪lii‬مدرسة الكوفة ص ‪151‬‬
‫‪liii‬ابو علي الفارسي ص ‪ , 212‬و ابن كيسان النحوي ص ‪71‬‬ ‫‪ 1306‬هـ‪.‬‬
‫‪liv‬طبقات النحويين و اللغويين ص ‪135‬‬
‫‪ .14‬التصريف‪ ,‬أبو عثمان المازني‪ ,‬تحقيق إبراهيم مصطفى و‬
‫المراجع و المصادر‬
‫‪ .1‬القرآن الكريم‬ ‫عبد هللا أمين‪ ,‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر‪ ,‬الطبعة‬

‫‪ .2‬ابن كيسان النحوي‪ ,‬د‪ /‬محمد إبراهيم البنا‪ ,‬دار االعتصام‪,‬‬ ‫األولى‪ 1957 ,‬م‪.‬‬

‫الطبعة األولى‪ 1975 ,‬م‪.‬‬ ‫‪ .15‬تهذيب التهذيب‪ ,‬شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر‬

‫‪ .3‬أبو علي الفارسي‪ ,‬د‪ /‬عبدالفتاح إسماعيل شلبي‪ ,‬ط‪ :‬نهضة‬ ‫العسقالني‪ ,‬مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية‪ ,‬حيدر‬

‫مصر‪ ,‬الفجالة‪ 1958 ,‬م‪.‬‬ ‫آباد‪ ,‬الدكن‪ ,‬الهند‪ 1325 ,‬هـ‪.‬‬

‫‪ .4‬أسرار العربية‪ ,‬أبو البركات عبدالرحمن بن محمد أبي سعيد‬ ‫‪ .16‬الخصائص‪ ,‬أبو الفتح عثمان بن جني‪ ,‬تحقيق محمد علي‬

‫األنبا ري‪ ,‬تحقيق محمد بهجت البيطار‪ ,‬ط‪ :‬مجمع اللغة‬ ‫النجار ‪ ,‬دار الهدى للطباعة و النشر‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬الطبعة‬

‫العربية بدمشق‪ 1957 ,‬م ‪.‬‬ ‫الثانية‪.‬‬

‫‪ .5‬األشباه و النظائر‪ ,‬جالل الدين السيوطي‪ ,‬تحقيق عبدالرؤف‬ ‫‪ .17‬الدراسات النحوية و اللغوية و منهجها التعليمي في البصرة‬

‫سعد‪ ,‬ط‪ :‬مصر‪ 1975 ,‬م ‪.‬‬ ‫إلى القرن الثالث الهجري‪ ,‬جاسم السعدي‪ ,‬مطبعة النعمان‪,‬‬

‫‪ .6‬األصول‪ ,‬د‪ /‬تمام حسان‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬المغرب‪ ,‬الطبعة‬ ‫‪ 1973‬م‪.‬‬

‫األولى‪ 1981 ,‬م ‪.‬‬ ‫‪ .18‬رصف المباني في شرح حروف المعاني‪ ,‬أحمد بن عبدالنور‬

‫‪ .7‬االقتراح في علم أصول النحو‪ ,‬جالل الدين السيوطي‪ ,‬حيدر‬ ‫المالقي‪ ,‬تحقيق أحمد محمد الخراط‪ ,‬مطبعة زيد بن ثابت‪,‬‬

‫أباد‪ ,‬الدكن‪ ,‬الطبعة الثانية‪ 1359 ,‬هـ‬ ‫دمشق‪ 1975 ,‬م ‪.‬‬

‫~ ‪~ 34‬‬
‫‪International Journal of Advanced Academic Studies‬‬ ‫‪http://www.allstudyjournal.com‬‬

‫سعيد الستهيل‪ ,‬ابن مالك‪ ,‬تحقيق د‪ /‬مصطفى الصادق العربي‪,‬‬


‫‪ .33‬لمع األدلة في أصول النحو‪ ,‬أبو البركات األنباري‪ ,‬تحقيق ‪.19‬‬

‫األفغاني‪ ,‬مطبعة الجامعة السورية‪ 1957 ,‬م ‪(,‬مطبوع مع اإلغراب مطابع الثورة للطباعة و النشر‪ ( ,‬مطبوع مع نتائج‬
‫التحصيل)‪.‬‬ ‫في جدل اإلعراب)‪.‬‬
‫دار سر صناعة اإلعراب‪ ,‬أبو الفتح عثمان بن جني‪ ,‬تحقيق‬
‫‪ .34‬مجاز ثعلب‪ ,‬أبو العباس أحمد بن يحيى‪ ,‬تحقيق عبدالسال هارون‪.20 ,‬‬

‫مصطفى السقا و آخرين‪ ,‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‬ ‫المعارف بمصر‪ ,‬الطبعة الثانية‪ 1960 ,‬م ‪.‬‬
‫بمصر‪ ,‬الطبعة األولى‪ 1954 ,‬م‪.‬‬ ‫‪ .35‬المدارس النحوية‪ ,‬د‪ /‬شوقي ضيف‪ ,‬دار المعارف بمصر‪,‬‬
‫‪ .21‬شرح ابن عقيل‪ ,‬بهاء الدين عبد هللا بن عقيل‪ ,‬تحقيق محمد‬ ‫‪ 1968‬م‪.‬‬
‫محيي الدين عبدالحميد‪ ,‬مطبعة السعادة بمصر‪ ,‬الطبعة‬ ‫‪ .36‬مدرسة الكوفة و منهجها في دراسة اللغة و النحو‪ ,‬د‪ /‬مهدي‬
‫الرابعة عشر‪ 1964 ,‬م ‪.‬‬ ‫المخزومي‪ ,‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر‪ ,‬الطبعة‬
‫‪ .22‬شرح األشموني ( مع حاشية الصبان)‪ ,‬دار إحياء الكتب‬ ‫الثانية‪ 1958 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .37‬المذكر و المؤنث‪ ,‬أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء‪ ,‬تحقيق رمضان العربية‪ ,‬عيسى البابي الحلبي‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ .23‬شرح األشموني على ألفية بن مالك‪ ,‬تحقيق محمد محيي‬ ‫عبدالتواب‪ ,‬دار التراث‪ ,‬القاهرة‪ 1975 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .38‬معاني القرآن‪ ,‬الفراء‪ ,‬تحقيق أحمد يوسف نجاتي و محمد علي النجار‪ ,‬الدين عبدالحميد‪ ,‬دار الكتاب العربي‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬الطبعة‬
‫األولى‪ 1955 ,‬م ‪.‬‬ ‫عالم الكتب‪ ,‬بيروت ‪ ,‬الطبعة الثانية‪1980 ,‬م ‪.‬‬
‫المعارف شرح الرضى على الكافية‪ ,‬رضى الدين األسترأبادي‪ ,‬تحقيق‬
‫‪.24‬‬ ‫‪ .39‬معجم األدباء‪ ,‬ياقوت بن عبد هللا الحموي‪ ,‬مراجعة وزارة‬
‫العمومية‪ ,‬ط دار إحياء التراث العربي‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬يوسف حسن عمر‪ ,‬منشورات جامعة بنغازي‪ ,‬مطابع‬
‫الشروق‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪.‬‬ ‫‪ 1922‬م‪.‬‬
‫‪ .25‬شرح المفصل‪ ,‬موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش ‪ ,‬إدارة‬ ‫‪ .40‬مقاييس اللغة‪ ,‬أحمد بن فارس بن زكريا‪ ,‬تحقيق عبدالسالم‬
‫الطباعة المنيرية بمصر‪.‬‬ ‫هارون‪ ,‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر‪ ,‬الطبعة الثانية‬
‫‪ .26‬شرح قطر الندي وبل الصدى‪ ,‬ابن هشام‪ ,‬تحقيق محمد‬ ‫‪ 1969 ,‬م‬
‫محيي الدين عبدالحميد‪ ,‬مطبعة السعادة بمصر‪ ,‬الطبعة الثانية‬ ‫‪ .41‬المقتضب‪ ,‬أبو العباس المبرد‪ ,‬تحقيق محمد عبدالخالق‬
‫عشر‪ 1966 ,‬م ‪.‬‬ ‫عضيمة‪ ,‬عالم الكتب‪ ,‬بيروت ‪ ,‬لبنان‪ 1963 ,‬م ‪.‬‬
‫عبد الشعر و الشعراء‪ ,‬أبو محمد عبد هللا بن مسلم بن قتيبة‪ ,‬دار‬
‫‪ .42‬نشأة النحو و تاريخ أشهر النحاة‪ ,‬الشيخ محمد الطنطاوي‪ ,‬تحقيق ‪.27‬‬

‫الثقافة‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان الطبعة الرابعة‪1980 ,‬م ‪.‬‬ ‫أبو الفضل إبراهيم‪ ,‬دار نهضة مصر‪ ,‬مطبعة المدني‪1967 ,‬م ‪.‬‬
‫النشر‪ ,‬طبقات فحول الشعراء‪ ,‬محمد بن سالم الجمحي‪ ,‬تحقيق‬
‫‪.28‬‬ ‫‪ .43‬همع الهوامع‪ ,‬جالل الدين السيوطي‪ ,‬دار المعرفة للطباعة و‬
‫محمود محمد شاكر‪ ,‬دار المعارف للطباعة و النشر‪ ,‬مطبعة‬ ‫بيروت‪ ,‬لبنان‪.‬‬
‫المدني‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مصر‪ 1962 ,‬م‪.‬‬ ‫‪ .44‬الواضح في علم اللغة العربية‪ ,‬الزبيدي‪ ,‬أبو بكر محمد بن‬
‫الحسن‪ ,‬تحقيق د‪ /‬أمين علي السيد‪ ,‬دار المعارف بمصر‪,‬‬
‫‪ .29‬ظاهرة الشذوذ في النحو العربي‪ ,‬د‪ /‬فتحي عبدالفتاح الدجني‪,‬‬
‫مطابع سجل العرب‪ 1975 ,‬م ‪.‬‬
‫وكالة المطبوعات‪ ,‬الكويت‪ ,‬الطبعة األولى‪ 1974 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .30‬الفهرست ‪ ,‬بن النديم‪ ,‬دار المعرفة‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .31‬القرآن الكريم و أثره في الدراسات النحوية‪ ,‬عبدالعال سالم‬
‫مكرم‪ ,‬ط‪ :‬دار المعارف بمصر‪ 1968 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .32‬الكتاب‪ ,‬سيبويه‪ ,‬عمرو بن عثمان بن قنبر‪ ,‬تحقيق و شرح‬
‫عبدالسالم هارون‪ ,‬ط‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪,‬‬
‫‪ 1975‬م ‪.‬‬

‫~ ‪~ 35‬‬

You might also like