Professional Documents
Culture Documents
1
.1تقدمي
انشغلت األحباث اللسانية التوليدية منذ بَ ْدأهتا على دراسة خمتلف الظواهر املرتبطة ابلرتاكيب،
على أساس أن فهم نسق هذه الظواهر سيمكن من بناء صورة تتميز ابلوضوح ،ومن ََثَّة حوسبة اللغة.
يعترب التطابق من الظواهر اللغوية اليت تستدعي من الباحث اللغوي الوقوف على العناصر
األَساسية املتصلة به ،إذا أراد أتسيس نظرية شاملة ومقنعة للتطابق ،وابلتايل ،بكيفية أو أبخرى حتديد
الدور الذي يلعبه التطابق يف النحو .ويعين التطابق عادة يف األدبيات التوليدية الكيفية اليت يُنقل مبوجبها
مسات الفاعل الصرفية إىل الفعل املعجمي (احملمول) لتشارك السمات.
وعليه ،فِإن التطابق ظاهرة توجد يف مجيع اللغات الطبيعية مبا فيها اللغة العربية ،لذلك ُدرس يف
عدة حمطات من قبل النحاة العرب ،كتطابق املبتدأ واخلرب واحلال وصاحبه ،...انهيك على أن بعضهم
يقول :إن له دور يف حرية رتبة اللغة العربية .ومل تقتصر دراسة التطابق على النحاة العرب فقط بل اهتم
به اللسانيون ،نظرا الرتباطه بظواهر أخرى كاإلعراب والزمن واجلهة ،لكن هذه الدراسات اقرتنت بلغات
غري اللغة العربية ،وابلتايل ،فدراسة عالمات التطابق يف اللغة العربية تظل فقرية رغم اإلشكاالت اليت
يطرحها يف فهم نسق هذه اللغة.
.2اإلشكالية
يطرح التطابق يف اللغات الطبيعية واللغة العربية جمموعة من القضااي العالقة اليت مل يتم احلسم
فيها بعد ،واليت تتطلب دراسة مستفيضة من أجل الوقوف على املشاكل اجلوهرية ابلنسبة للتطابق بغية
بناء نظرية شاملة له ،ويف ظل هذه املعطيات ميكن طرح اإلشكال البحثي اآليت:
كيف ميكن صياغة نظرية شاملة لظاهرة التطابق يف اللغة العربية من خالل اللسانيات التوليدية؟
2
تتفرع اإلشكالية أعاله إىل جمموعة من األسئلة أمهها:
.3املقاربة
ركز الربانمج التوليدي منذ بدايته إىل اليوم على جمموعة من االفرتاضات األساسية واليت ظلت
قائمة رغم تعدد النماذج والنظرايت الفرعية يف ما يسمى النموذج القاليب ،ومنها بناء مناذج صورية
واضحة ملا ميثل املعرفة اللغوية ،وتقدمي تفسري عن كيفية اكتساب الطفل للغة رغم أن فرص التعرض
لدخل اللغة قد يكون ضئيال أو حمدودا ،فالطفل رغم هذا االفتقار تكون له قدرة إبداعية حبيث يستطيع
إنتاج وأتويل مجل سليمة مل يسبق له أن تعرض هلا أو مسعها ،ومربر ذلك أنه ميتلك قالب البىن من
خالل قواعد حمدودة على مستوى العدد لكنها غري حمدودة على مستوى التوليدات أي بىن مماثلة من
انحية القاعدة لكنها خمتلف من جهة الداللة .ويف هذا اإلطار دافعت النظرية عن فرضية استقالل
الرتكيب عن ابقي مكوانت اللغة مبا يف ذلك الداللة ،ورغم الرتاجع النسي عنه يف منوذج املعيار
الذي افرتض أن املكون الداليل يساهم يف أتويل البنية العميقة ،إال أن مركزية ()1965 شومسكي
الرتكيب ظلت افرتاضا أساسيا يف التصور التوليدي.
3
تقدم البحث اللغوي يف النظرية التوليدية خصوصا يف النموذج املوسوم ابلربانمج األدىن
الذي استطاع من خالله شومسكي وابقي الباحثني تقدم نظرية متطورة للنحو )(1995 شومسكي
الكلي الذي يعرب عن اخلصائص املشرتكة بني اللغات أي املبادئ الكلية ،ولكيفية تقييد التنوع
واالختالف املوجود بني اللغات أي الوسائط .ومت تقليص مستوايت التمثيل النحوية ،ويعين هذا التخلي
عن مستوى البنية العميقة والبنية السطحية حلساب مستوى صورة الصوتية وصورة املنطقية حيث حتيل
الصورة الصوتية على التمثيل اجملرد للصوت يف حني تشري الصورة املنطقية إىل القضااي املرتبطة ابملعىن،
واالستغناء عن هذين املستويني صعب ألهنما مستواين متثيليان وجائهيان تفرضهما مبدأ الضرورة
التصورية ،ومستوى املعجم الذي يضم مسات صوتية وصرفية وتركيبية قبل إفراغها يف الرتكيب.
يتخذ البحث من اللسانيات التوليدية ،الربانمج األدىن الذي اقرتحه شومسكي ( ،)1995إطارا
نظراي للدراسة .الذي يتيح إمكانية معاجلة هذه الظاهرة اللغوية بوسائل وأدوات أخرى غري تلك اليت
عوجلت هبا من قبل ،حنرص على أن تكون هذه الدراسة دقيقة.
.4اهلدف
يروم البحث بيان خصائص نظام التطابق يف اللغة العربية ،من منظور لساين توليدي املتمثل يف
الربانمج األدىن شومسكي ( ،)1995وذلك ،عرب رصد مساته وعالماته ،كما حنلل أنواعه يف اللغات
الطبيعية ،بغية ،حتديد النوع الذي ميثل اللغة العربية ،ونتفحص الدور الذي يلعبه التطابق يف النحو.
.5املنهجية
يعتمد البحث على منهجية الوصف والتحليل والتفسري واملقارنة ،وهي منهجية تتناسب مع
هذا النوع من الدراسات حبث نقوم على وصف حنو ومكوانت اللغة العربية .ومن خالل املنهاج املقارن
سنعمل على مقارنة اللغة العربية بباقي اللغات مثال اإلجنليزية...
4
.6املصطلحات
الرحايل ،حممد ،2003تركيب اللغة العربية :مقاربة نظرية جديدة .دار تبقال للنشر ،املغرب.
الفاسي الفهري ،عبد القادر ،1985اللسانيات واللغة العربية :مناذج تركيبية حتليلية .الكتاب األول.
دار تبقال للنشر ،املغرب.
الفاسي الفهري ،عبد القادر ،1997املعجمة والتوسيط :نظرات جديدة يف قضااي اللغة العربية .املركز
الثقايف العريب للنشر .املغرب ،لبنان.
الفاسي الفهري ،عبد القادر ،2000اللسانيات واللغة العربية :مناذج تركيبية حتليلية .الكتاب الثاين.
دار تبقال للنشر ،املغرب.
الفاسي الفهري ،عبد القادر ،2018البناء املوازي املوسع :نظرايت توليدية جديد .دار كنوز املعرفة
للنشر ،األردن.
الفاسي الفهري ،عبد القادر .1998 .املقارنة والتخطيط يف البحث اللساين العربية .املغرب :دار
للنشر.. توبقال
5
Fassi Fehri, A. 1993. Issues in The Structure of Arabic Clauses and Words.
Springer Science- Business Media Dordrecht.