You are on page 1of 14

‫لحمد هلل الجليل وصفه ‪ ،‬الجميل لطفه ‪ ،‬الجزيل ثوابه ‪ ،‬الشديد‬

‫عقابه ‪ ،‬الحي القيوم ‪ ،‬الذي أوجد الكون من عدم ودبره ‪ ،‬وخلق‬


‫اإلنسان من نطفة فقدره ‪ ،‬ثم السبيل يسره ‪ ،‬ثم أماته فأقره ‪ ،‬ثم‬
‫إذا شاء انشره ‪ ،‬فسبحانه من إله ما أعزه وأقدره ‪ ،‬وأشهد أن ال‬
‫إله إال هللا وحده ال شريك له شهادة معترف بوحدانيته ‪ ،‬مقر‬
‫بألوهيته وربوبيته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل‬
‫بريته ‪ ،‬اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه صفوة‬
‫هللا من خلقه وخيرته ‪.‬‬
‫أما بعد ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬اتقوا هللا وأطيعوه ‪ ،‬واذكروا آالءه‬
‫وتحدثوا بنعمه واشكروه ‪ ،‬فما بكم من نعمة باطنة أو ظاهرة إال‬
‫من هللا ‪ ،‬وما دفع عنكم السوء والضراء أحد سواه ‪ .‬ألم تروا‬
‫كيف أنزل عليكم سحابا ‪ ،‬فروى به أودية وهضابا ‪ ،‬وسقى به‬
‫زروعا وأشجارا ‪ ،‬وأنبع به عيونا وأنهارا ‪ ،‬وأخرج حبا وأبا‬
‫وثمارا ‪ ،‬وأغدق به عليكم نعما غزارا ؟ ذلكم هللا ربكم‬
‫فاعبدوه ‪ ،‬وذلكم الكريم الجواد فاعترفوا بنعمه واشكروه ‪،‬‬
‫وذلكم بأنه هو الحق ذاته وأسمائه وصفاته فاعرفوه ‪ .‬قال‬
‫ت‬ ‫ض َهامِدَ ًة َفإِ َذا أَ ْن َز ْل َنا َع َل ْي َها ْال َما َء اهْ َت َّز ْ‬ ‫تعالى ‪َ { :‬و َت َرى اأْل َرْ َ‬
‫يج }{ َذل َِك ِبأَنَّ هَّللا َ ه َُو ْال َح ُّق َوأَ َّن ُه‬ ‫ت ِمنْ ُك ِّل َز ْو ٍج َب ِه ٍ‬ ‫ت َوأَ ْن َب َت ْ‬
‫َو َر َب ْ‬
‫يُحْ ِيي ْال َم ْو َتى َوأَ َّن ُه َع َلى ُك ِّل َشيْ ٍء َقدِي ٌر }{ َوأَنَّ الس َ‬
‫َّاع َة آ ِت َي ٌة اَل‬
‫ُور } ‪ .‬فأكثروا من ذكره‬ ‫ث َمنْ فِي ْالقُب ِ‬ ‫ْب فِي َها َوأَنَّ هَّللا َ َيب َْع ُ‬ ‫َري َ‬
‫وشكره والثناء عليه ‪ ،‬وتوسلوا بنعمه إلى طاعته وما ‪ ،‬يقربكم‬
‫إليه ‪ ،‬فبذلك يواصل عليكم نعمه ‪ ،‬وبذلك يجزل لكم عطاياه‬
‫وكرمه ‪ .‬وقال تعالى ‪َ { :‬وإِ ْذ َتأ َ َّذ َن َر ُّب ُك ْم َل ِئنْ َش َكرْ ُت ْم‬
‫أَل َ ِزيدَ َّن ُكم َْو َل ِئنْ َك َفرْ ُت ْم إِنَّ َع َذ ِابي َل َشدِي ٌد } ‪ .‬وإياكم أن تستعينوا‬
‫بالنعم على األشر والبطر والطغيان ‪ ،‬فإن هذا سبب العقوبة‬
‫والحرمان والخسران ‪ .‬حفظ هللا علي وعليكم نعمه بالقيام بشكره‬
‫وطاعته ‪ ،‬وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ‪ ،‬وجعل ما‬
‫أنعم به علينا من الخيرات معونة على ما أمر به من الطاعات‬

‫صفات الفرقة الناجية‬

‫الخطبة األولى‬

‫وتقدست أسماؤه بعث ِ‬


‫صفَّيه‬ ‫ُ ََ‬ ‫إن ربكم جلَّت عظمتُه َّ‬ ‫عباد اهلل‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫والحكمة‪،‬‬ ‫محم ًدا علَى فَتر ٍة من الرسل‪ ،‬وأنزل عليه الكتاب ِ‬
‫َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ َ‬
‫وعلموا‬ ‫فعلم الناس من القرآن‪ِ ،‬‬ ‫ودعا إلى ربِّه على بصير ٍة‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لحق َرسو ُل اهلل‬ ‫من السّنة‪ ،‬وفَقهوا في دين اهلل تعالى‪ ،‬وما ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ق األعلَى حتى ترك أمتَه علَى ِ‬
‫الواضح‬ ‫نهاج‬
‫الم ِ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫الرفي ِ‬ ‫بِ ّ‬
‫يما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫راط المستقيم‪ ،‬قال اهللُ تعالى‪َ :‬وأ َّ‬ ‫والص ِ‬
‫َن َه َذا ص َراطي ُم ْستَق ً‬ ‫ّ‬
‫ق بِ ُك ْم َع ْن َسبِ ِيل ِه َذِل ُك ْم َوصَّا ُك ْم بِ ِه‬
‫فَاتَّبِ ُعوهُ َوال تَتَّبِ ُعوا السُُّب َل فَتَفََّر َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫المحجة‬ ‫ال ‪(( :‬تركتُكم على‬ ‫ون [األنعام‪ ،]153 :‬وقَ َ‬ ‫لَ َعل ُك ْم تَتَّقُ َ‬
‫كنهارها‪ ،‬ال يزيغ عنها إال هالك))‪.]1[ K‬‬ ‫ِ‬ ‫البيضاء‪ K،‬ليلُها‬

‫_________‬
‫وأطيعوا اهلل ورسولَه لعلَّكم‬
‫ُ‬ ‫أما بعد‪ :‬فاتَّقوا اهلل ّأيها المسلمون‪،‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫تفلحون‪.‬‬
‫وتقدست أسماؤه بعث ِ‬
‫صفَّيه‬ ‫ُ ََ‬ ‫إن ربكم جلَّت عظمتُه َّ‬ ‫عباد اهلل‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫محم ًدا علَى فَتر ٍة من الرسل‪ ،‬وأنزل عليه الكتاب ِ‬
‫والحكمة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ َ‬
‫فعلم الناس من القرآن‪ِ ،‬‬
‫وعلموا‬ ‫ودعا إلى ربِّه على بصير ٍة‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لحق َرسو ُل اهلل‬ ‫من السّنة‪ ،‬وفَقهوا في دين اهلل تعالى‪ ،‬وما ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ق األعلَى حتى ترك أمتَه علَى ِ‬
‫الواضح‬ ‫نهاج‬
‫الم ِ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫الرفي ِ‬ ‫بِ ّ‬
‫يما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫راط المستقيم‪ ،‬قال اهللُ تعالى‪َ :‬وأ َّ‬ ‫والص ِ‬
‫َن َه َذا ص َراطي ُم ْستَق ً‬ ‫ّ‬
‫ق بِ ُك ْم َع ْن َسبِ ِيل ِه َذِل ُك ْم َوصَّا ُك ْم بِ ِه‬
‫فَاتَّبِ ُعوهُ َوال تَتَّبِ ُعوا السُُّب َل فَتَفََّر َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫المحجة‬ ‫ال ‪(( :‬تركتُكم على‬ ‫ون [األنعام‪ ،]153 :‬وقَ َ‬ ‫لَ َعل ُك ْم تَتَّقُ َ‬
‫ِ‬
‫كنهارها‪ ،‬ال يزيغ عنها إال هالك))‪ .]1[ K‬أخرجه‬ ‫البيضاء‪ K،‬ليلُها‬
‫أحمد وابن ماجه في مقدمة السنن‬
‫ِ‬ ‫وص ِ‬ ‫أصول اإليمان ِ‬
‫ال َج ّل‬
‫ين‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫المؤ ِمن َ‬ ‫فات‬ ‫َ‬ ‫فبين اهلل تعالى‬ ‫َّ‬
‫ق َواْل َم ْغ ِر ِب‬ ‫وه ُك ْم ِقَب َل‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫اْل َم ْش ِر ِ‬ ‫َن تَُولوا ُو ُج َ‬ ‫كره‪ :‬لَ ْي َس اْلبَِّر أ ْ‬ ‫ذ ُ‬
‫اآلخ ِر واْلمالئِ َك ِة واْل ِكتَ ِ‬
‫اب‬ ‫ولَ ِك َّن اْلبَِّر م ْن آمن بِاللَّ ِه واْليوِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫امى َواْل َم َساك َ‬ ‫ِّين َوآتَى اْل َما َل َعلَى ُحبِّه َذ ِوي اْلقُ ْرَبى َواْلَيتَ َ‬ ‫النبِي َ‬
‫َو َّ‬
‫ام الصَّالةَ وآتَى َّ‬
‫الز َكاةَ‬ ‫الرقَ ِ‪K‬‬
‫ين َو ِفي ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫السبِ ِ‬
‫َ‬ ‫اب َوأَقَ َ‬ ‫يل َوالسَّائل َ‬ ‫َو ْاب َن َّ‬
‫الض َّر ِ‪K‬‬
‫اء‬ ‫اء َو َّ‬ ‫واْلموفُون بِعه ِد ِهم ِإ َذا عاه ُدوا والصَّابِ ِرين ِفي اْلبأْس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ َْ ْ‬
‫ص َدقُوا َوأ ُْولَئِ َ‬ ‫ْس أُولَئِ َ َِّ‬ ‫ِ‬
‫ون [البقرة‪:‬‬ ‫ك ُه ْم اْل ُمتَّقُ َ‬ ‫ين َ‬‫ك الذ َ‬ ‫ين اْلَبأ ِ ْ‬ ‫َوح َ‬
‫لما َسأَلَه ِجبري ُل‬ ‫ِ‬ ‫ب ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ .]177‬‬
‫ين في الحديث ّ‬ ‫الرسو ُل َم َرات َ‬ ‫وبي َن َّ‬
‫والسالم‪ ،‬وهي اإلسالم واإليمان واإلحسان [‪، ]2‬‬
‫ُ‬ ‫الصالة‬
‫عليه ّ‬
‫حديث سؤال جبريل عليه السالم للنبي عن اإلسالم واإليمان‬
‫واإلحسان أخرجه البخاري ‪ ،‬ومسلم عن عمران بن حصين‬
‫رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫وفصل‬ ‫ّ‬ ‫وشرع األحكام‪،‬‬ ‫السَنن‪َ ،‬‬ ‫وسن عليه الصَّالة والسَّالم ّ‬ ‫َّ‬
‫أكم َل َبيان‪ ،‬وحقَّق عليه‬ ‫ِ‬ ‫والحرام‪َّ ،‬‬
‫وبين مسائل العقيدة َ‬ ‫َ‬ ‫الحالل‬
‫العبودي ِة كلِّها لربِّه‪ ،‬و َكفَى َنبَِّينا َش َرفًا‬ ‫َّ‬ ‫الصَّالة والسَّالم مقام ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬
‫ق َع ِظ ٍيم [القلم‪:‬‬ ‫ك لَ َعلى ُخلُ ٍ‬ ‫ثناء اهلل تعالى عليه بقوله‪َ :‬وإِ َّن َ‬ ‫درا ُ‬ ‫وقَ ً‬
‫‪.]4‬‬
‫الش ِ‬
‫ريعة‬ ‫ون َقلَةُ َّ‬ ‫ضي اهلل َعنهم تَربَِيةُ رسول اهلل َ‬ ‫والصحابةُ ر ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫حبة نبيِّه عليه‬ ‫سبيل اهلل‪ ،‬اختَارهم اهلل لص ِ‬ ‫والمجاهدون في ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الرب تبارك وتعالى باإليمان ِ‬
‫الكامل‬ ‫ُّ‬ ‫ووصفَهم‬ ‫الصَّالة والسَّالم‪،‬‬
‫َ‬
‫الصالحات‪ K‬فقال تبارك وتعالى‪:‬‬ ‫عل ّ‬ ‫ِ‪K‬‬
‫الخيرات و ِف ِ‬ ‫ق إلى‬ ‫والسَّب ِ‬
‫ين َآووا‬ ‫اه ُدوا ِفي سبِ ِ َّ ِ َِّ‬ ‫َِّ‬
‫يل الله َوالذ َ‬ ‫َ‬ ‫اج ُروا َو َج َ‬ ‫آمُنوا َو َه َ‬ ‫ين َ‬ ‫َوالذ َ‬
‫ق َك ِر ٌ‬
‫يم‬ ‫ون َحقًّا لَهُ ْم َم ْغ ِف َرةٌ َو ِر ْز ٌ‬‫ك ُه ْم اْل ُم ْؤ ِمُن َ‬ ‫ص ُروا أ ُْولَئِ َ‬ ‫َوَن َ‬
‫ون ِم ْن‬‫ون األ ََّولُ َ‬ ‫[األنفال‪ ،]74 K:‬وقال تََب َارك وتَ َعالى‪َ :‬والسَّابِقُ َ‬
‫ض َي اللَّهُ َع ْنهُ ْم‬ ‫ان ر ِ‬
‫وه ْم بِِإ ْح َس ٍ َ‬ ‫ين اتََّب ُع ُ‬ ‫َِّ‬
‫َنص ِار َوالذ َ‬ ‫ين َواأل َ‬ ‫اْل ُمهَا ِج ِر َ‬
‫ين ِفيهَا‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫َع َّد لَهُ ْم َجَّنات تَ ْج ِري تَ ْحتَهَا األ َْنهَ ُار َخالد َ‬ ‫ضوا َع ْنهُ َوأ َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫يم [التوبة‪ ،]100 :‬وأثنى َعلَي ِهم رسو ُل اهلل‬ ‫ِ‬ ‫أََب ًدا َذِل َ‬
‫ك اْلفَ ْو ُز اْل َعظ ُ‬
‫((خ ُيركم قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم)) [‬ ‫في قَوِله‪َ :‬‬
‫‪.]3‬‬
‫وع ِملوا ِّ‬
‫بالدين‬ ‫لف الصالح حقَّقوا الحياةَ ِ‬
‫الع َملّية لإلسالم‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫فالس ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫التطبيق الكامل‪ ،‬وهم‬
‫َ‬ ‫والعامة‪َّ ،‬‬
‫وطبقوه‬ ‫في حياتهم الخاص ِ‬
‫َّة‬
‫ّ‬
‫عدهم‪ ،‬فكانت ِس َيرتهم‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم لمن أتى َب َ‬ ‫القُدوةُ في العمل بِتع ِ‬
‫اليم‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ط ِريقَهم َ‬
‫اهتدى‬ ‫والع َمل‪ ،‬فمن اتَّبع َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫عدهم في العلم َ‬ ‫لألجيال َب َ‬ ‫منارا‬
‫ً‬
‫ان ِم َن‬
‫وغوى و َك َ‬ ‫َّ‬
‫النعيم‪ ،‬ومن خالفهم ضل َ‬ ‫ات َّ‬ ‫بجن ِ‬
‫وفاز ّ‬
‫ِ‬
‫الخاسرين‪.‬‬
‫لما وعمالً‬ ‫ِ‬ ‫أكمل َّ‬
‫الناس ع ً‬ ‫َ‬ ‫رضي اهلل عنهم‬‫َ‬ ‫ولما كان السلف‬‫َّ‬
‫بالنبي َر َّغب عليه الصَّالةُ والسَّالم في ِ‬
‫لزوم‬ ‫ِّ‬ ‫اقتداء‬
‫ً‬ ‫الن ِ‬
‫اس‬ ‫َّ‬
‫وأشد َّ‬
‫من‬
‫بالتمسك بما كانوا َعلَيه َ‬ ‫ّ‬ ‫وأمر‬
‫صحابتُه‪َ ،‬‬ ‫كان َعلَيه هو َو َ‬
‫ما َ‬
‫ِ‬
‫اختالف‬ ‫عند‬ ‫ِّ‬
‫بالحق َ‬ ‫الناجية المتمسِّكةَ‬ ‫اله َدى‪ ،‬وأَخبر أن ِ‬
‫الفرقةَ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وأصحابه‪ ،‬فقا َل ‪(( :‬افتََرقَ ِ‪K‬ت‬
‫ُ‬ ‫األمة هي ما كان عليه الرسو ُل‬ ‫ّ‬
‫وافترقت النصارى على‬ ‫ِ‬ ‫إحدى وسبعين ِفرقَة‪،‬‬ ‫اليهود على َ‬
‫ُ‬
‫وستفترق هذه األمة على ثَ ٍ‬
‫الث وسبعين‬ ‫ِ‬ ‫وسبعين ِفرقَة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اثنتَين َ‬
‫فرقة‪ ،‬كلُّها في َّ‬
‫الن ِار إال واحدة)) ‪ ،‬قيل‪ :‬من هي يا رسول اهلل؟‬
‫قال‪(( :‬من كان على ِم ِ‬
‫ثل ما أنا عليه وأصحابي))‪ .]4[ K‬أخرجه‬
‫الترمذي من حديث عبد اهلل بن عمرو رضي اهلل عنهما‬
‫السلَف‬ ‫ِ‬
‫الوعيد المعلوم عند َّ‬ ‫وقوله ‪(( :‬كلُّها‪ K‬في ّ‬
‫النار))‪ K‬هذا ِم َن‬
‫ان َعلَى ِمثل ما أنا‬
‫((من َك َ‬
‫تَفس ُيره‪ ،‬وهذه الزيادةُ وهي قوله ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫وغيره من طُرق [‪ ، ]5‬وال‬ ‫ُ‬ ‫اآلجري‬
‫ّ‬ ‫َعلَيه وأصحابي)) رواها‬
‫صحة معناها‪K.‬‬ ‫شك في َّ‬ ‫َّ‬
‫كننا ُكلِّفنا‬ ‫رقة‪ ،‬ولَ َّ‬ ‫االختالف والفُ ِ‬
‫ِ‬ ‫النبي من‬
‫أخبر به ُّ‬ ‫وقد وقع ما َ‬
‫رقة‪ ،‬وأ ُِمرنا أن‬ ‫الف والفُ ِ‬ ‫الخ ِ‬ ‫ون ِبذ ِ‬ ‫والسَّنة َ‬
‫تاب ّ‬ ‫بالك ِ‬‫باالعتصام ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫الحق‬ ‫علمت‬ ‫بالحق التي ِ‬ ‫اجية المتمسِّكة‬ ‫الف ِ‬ ‫نكون من ِ‬
‫ّ‬ ‫الن َ‬‫رقة ّ‬ ‫َ‬
‫آمُنوا اتَّقُوا اللَّهَ َو ُك ُ‬
‫ونوا‬ ‫ين َ‬
‫َِّ‬
‫وعملت به‪ ،‬قال اهلل تَ َعالى‪َ :‬يا أَُّيهَا الذ َ‬
‫ِ‬
‫ين [التوبة‪.]119 :‬‬ ‫ِِ‬
‫َم َع الصَّادق َ‬
‫الحق وغيرها‬ ‫ِّ‬ ‫تزعم أنها على‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫اإلسالمية ُ‬ ‫ّ‬ ‫الفرق‬‫َوكل فرقة م َن َ‬
‫وزن عند اهلل ما لم ي ُكن لها‬ ‫عاوى ٌ‬ ‫على ِ‬
‫للد َ‬ ‫الباطل‪ ،‬ولكن ليس ّ‬
‫الصالح‪ ،‬وقد َّبين اهلل تعالى في‬ ‫العلم ِ‬ ‫ِّنات من ِ‬
‫والعمل ّ‬ ‫َ‬ ‫النافع‬ ‫بي ٌ‬
‫َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫أمرها رسو ُل اهلل ؛‬ ‫اجية‪ ،‬وجلى َ‬ ‫كتابِه صفات هذه الفرقة ّ َ‬
‫ور من ربِّه‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫دينه وعلى ُن ٍ‬ ‫ِليكون المسلم على بصير ٍة من ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ور [النور‪.]40 :‬‬ ‫ورا فَ َما لَهُ ِم ْن ُن ٍ‬ ‫َّ‬
‫لَ ْم َي ْج َع ْل اللهُ لَهُ ُن ً‬
‫األم ِة‬
‫لسلَف ّ‬ ‫ٍ‬
‫إحسان َ‬ ‫الفرقة الناجية االتِّباعُ بِ‬ ‫هذه ِ‬ ‫فات ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫فمن ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ون‬
‫ون األ ََّولُ َ‬ ‫السابِقين َرضي اهلل عنهم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ :‬والسَّابِقُ َ‬
‫َّ‬ ‫وهم بِِإ ْحس ٍ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِم ْن اْلمه ِ‬
‫ان َرض َي اللهُ‬ ‫َ‬ ‫ين اتََّب ُع ُ ْ‬ ‫َنص ِار َوالذ َ‬ ‫ين َواأل َ‬ ‫اج ِر َ‬ ‫َُ‬
‫ات تَ ْج ِري تَ ْحتَهَا األ َْنهَ ُار‬ ‫ع ْنهم ورضوا ع ْنه وأَع َّد لَهم جَّن ٍ‬
‫َ ُْ َ َ ُ َ ُ َ َ ُْ َ‬
‫يم [التوبة‪.]100 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفيهَا أََب ًدا َذِل َ‬ ‫ِِ‬
‫ك اْلفَ ْو ُز اْل َعظ ُ‬ ‫َخالد َ‬
‫العباد ِة هلل تعالى‪ ،‬وإ ِ‬ ‫ِ‬ ‫داء ب ِهم في‬ ‫ِ‬
‫ثبات‬ ‫َ‬ ‫توحيد‬ ‫واالتِّباعُ هو االقت ُ‬
‫ووصفَه بها رسوله‬ ‫َ‬ ‫نفسه‬
‫وصف بها َ‬ ‫عز وج ّل التي َ‬ ‫صفات‪ K‬اهلل ّ‬
‫ك وتعالى عن‬ ‫تبار َ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ َ‬
‫الرب َ‬
‫ّ‬ ‫وتنزيه‬ ‫يفية‪،‬‬
‫إثبات َك ّ‬
‫َ‬ ‫ثبات َمعنى‪ ،‬الَ‬
‫كانت َمعاني‬ ‫فإن السلف رضي اهلل عنهم َ‬ ‫ِّ‬
‫كل ما ال َيليق به‪َّ ،‬‬
‫العم ّلية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َظهر عندهم من َم َعاني األحكام َ‬ ‫ِ‪K‬‬
‫صفات اهلل تعالى أ َ‬
‫األحكام‪ ،‬والو ِ‬
‫قوف‬ ‫ِ‬ ‫ولذلك لم َيسأَلوا عن معانيها َك َما َسأَلوا في‬
‫ُ‬
‫الدين‪. .‬‬ ‫ِ‬
‫وأحكام ّ‬ ‫ِ‬
‫العبادة‬ ‫حيث انتهَوا إليه في ِ‬
‫أمور‬
‫الفرقة الناجية ‪ :‬هم قلّة بين الناس ‪ ،‬دعا لهم رسول اهلل صلى‬
‫أناس صالحون ‪ ،‬في‬
‫اهلل عليه و سلم بقوله ‪" :‬طوبى للغرباء ‪ٌ :‬‬
‫أناس سوء كثير‪ ،‬من َيعصيهم أكثر ممن ُيطيعهم" (صحيح‬
‫رواه أحمد)‬
‫و لقد أخبر عنهم القرآن الكريم فقال مادحا لهم ‪" :‬و قليل من‬
‫عبادي الشكور" (سورة سبأ)‬
‫االعتصام بكتاب اهلل تعالى‬ ‫الحق النا ِجية‬
‫ّ‬ ‫صفات ِف ِ‬
‫رقة‬ ‫ِ‬ ‫و ِمن‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واالختالف إلى ذلك‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ور ُّد ُ‬
‫التنازع‬ ‫وسّنة َرسوِله َ‬
‫ُ‬
‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫و ْ ِ‬
‫يعا َوال تَفََّرقُوا [آل عمران‪،]103 :‬‬ ‫اعتَص ُموا بِ َحْبل الله َجم ً‬ ‫َ‬
‫الرس ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫بحانه‪ :‬فَِإ ْن تََن َاز ْعتُ ْم في َش ْيء فَ ُر ُّدوهُ ِإلَى الله َو َّ ُ‬
‫وقال ُس َ‬
‫اآلخ ِر [النساء‪.]59 :‬‬ ‫ِإ ْن ُكنتُم تُؤ ِمُنون بِاللَّ ِه واْليوِم ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫بالقرآن‬ ‫الفرقة الناجية تَأوي ُل القُرآن وتَفسيره‬ ‫ِ‬ ‫هذه‬‫فات ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ومن ِ‬
‫ذم‬
‫فإن اهلل تَعالى َّ‬ ‫َّحابة والتابعين‪َّ ،‬‬ ‫وتفسيره بالسنة وبأقوال الص ِ‬
‫طريق السلف في تفسير‬
‫َ‬ ‫بالرأي وخالف‬ ‫َم ِن اتَّبع المتشابِهَ َّ‬
‫وأول ّ‬
‫الراسخين في العلم المتّبِعين غير‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬ومدح ّ‬
‫ك اْل ِكتَ ِ‬
‫اب م ْنهُ‬ ‫َ‬ ‫المبتدعين‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ُ :‬ه َو الَِّذي أ َْن َز َل َعلَ ْي َ‬ ‫ِ‬
‫ين ِفي‬ ‫ات فَأ َّ َِّ‬ ‫ُخ ُر ُمتَ َشابِهَ ٌ‬ ‫ات ُه َّن أ ُُّم اْل ِكتَ ِ‬
‫َما الذ َ‬ ‫اب َوأ َ‬ ‫ات ُم ْح َك َم ٌ‬ ‫َآي ٌ‬
‫اء تَأ ِْو ِيل ِه‬ ‫ُقلُوبِ ِهم َز ْيغٌ فَيتَّبِعون ما تَ َشابه ِم ْنه ْابتِ َغ ِ ِ ِ‬
‫اء اْلفتَْنة َو ْابت َغ َ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫آمَّنا بِ ِه‬‫ون َ‬
‫اس ُخ ِ ِ ِ‬
‫ون في اْلعْلم َيقُولُ َ‬ ‫َ‬
‫الر ِ‬ ‫َو َما َي ْعلَ ُم تَأ ِْويلَهُ ِإالَّ اللَّهُ َو َّ‬
‫ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد َربَِّنا [آل عمران‪.]7 :‬‬
‫السلف‬
‫ُ‬ ‫ك بما أجمع عليه‬ ‫التمس ُ‬
‫ُّ‬ ‫الحق الناجية‬ ‫ِّ‬ ‫و ِمن صفات ِ‬
‫فرقة‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وعد ُم المشاقة هلل ورسوله‪ ،‬قال اهللُ‬ ‫األمة َ‬ ‫لماء ّ‬ ‫أجمع عليه ُع ُ‬ ‫وما َ‬
‫الر ُسو َل ِم ْن َب ْع ِد َما تََبَّي َن لَهُ اْلهُ َدى َوَيتَّبِ ْع‬ ‫تَ َعالى‪َ :‬و َم ْن ُي َش ِاق ْق َّ‬
‫يل اْلمؤ ِمنِين ُنولِّ ِه ما تَولَّى وُن ِ ِ‬
‫ت‬ ‫صله َجهََّن َم َو َس َ‬
‫اء ْ‬ ‫َغ ْي َر َسبِ ِ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ص ًيرا [النساء‪.]115 :‬‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫وسنتِه‬
‫رسول اهلل ّ‬ ‫ِ‬ ‫الناجية تعظيم ِ‬
‫قول‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الف ِ‬
‫رقة‬ ‫هذه ِ‬ ‫صفات ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِمن‬
‫ِ‬
‫ان قَ ْو َل‬ ‫والرضا بتحكيمها‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ِ :‬إَّن َما َك َ‬ ‫َ‬ ‫والعنايةُ ِ‬
‫بآثاره‬
‫َّ‬
‫ين ِإ َذا ُد ُعوا ِإلَى الل ِه َو َر ُسوِل ِه ِلَي ْح ُك َم َب ْيَنهُ ْم أ ْ‬ ‫ِ‬
‫َن َيقُولُوا‬ ‫اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ال تَ َعالى‪:‬‬ ‫ون [النور‪َ ،]51 :‬وقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ط ْعَنا َوأ ُْولَئِ َ‬
‫َس ِم ْعَنا َوأَ َ‬
‫ك ُه ْم اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫يما َش َج َر َب ْيَنهُ ْم ثَُّم ال‬ ‫ِّك ال يؤ ِمُنون حتَّى يح ِّكم َ ِ‬
‫وك ف َ‬ ‫فَال َو َرب َ ُ ْ َ َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما [النساء‪:‬‬ ‫ت َوُي َسل ُموا تَ ْسل ً‬ ‫َي ِج ُدوا في أَنفُس ِه ْم َح َر ًجا م َّما قَ َ‬
‫ض ْي َ‬
‫بن حصين رضي اهلل‬ ‫عمران ِ‬ ‫بسنده عن‬ ‫‪ ،]65‬وروى اآلجري ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ََ َ‬
‫(إنك‬‫كتاب اهلل‪ّ :‬‬ ‫رجل يقول‪ :‬ال أَعمل إال بما في ِ‬ ‫عنه ّأنه قال ِل ٍ‬
‫َ‬
‫أربعا الَ ُيجهَر فيها‬ ‫الظهر ً‬ ‫َ‬ ‫عز وج ّل‬ ‫أحمق‪ ،‬أَتَ ِج ُد في كتاب اهلل ّ‬ ‫َ‬
‫والزكاة ونحوهما‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫عدد عليه الصالةَ َّ‬ ‫بالقراءة؟!) ثم َّ‬ ‫َ‬
‫كتاب اهلل ج ّل‬
‫َ‬ ‫وج ّل مفَس ًَّرا؟! َّ‬
‫إن‬ ‫عز‬‫(أتّ ِجد هذا في كتاب اهلل ّ‬
‫وروى اإلمام‬‫تفسِّر ذلك) [‪َ ، ]6‬‬ ‫وعال أَح َك َم ذلك‪ ،‬وإ ّن َّ‬
‫السنةَ‬
‫أحمد عن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه ّأنه قال في‬
‫لعن‬
‫ألعن من َ‬
‫(ما لي ال ُ‬ ‫والمتن ّمصة‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫الواشمة والمستوشمة‬
‫الر ُسو ُل فَ ُخ ُذوهُ َو َما‬ ‫رسول اهلل وهو في ِ‬
‫كتاب اهلل‪َ :‬و َما آتَا ُك ْم َّ‬
‫َنهَا ُك ْم َع ْنهُ فَ ْانتَهُوا [الحشر‪]7 :‬؟!) [‪ .]7‬مسند أحمد‬
‫الحق‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫معرفة‬ ‫ِ‬
‫الجهد في‬ ‫الحق الناجية بذ ُل‬
‫ّ‬ ‫صفات ِف ِ‬
‫رقة‬ ‫و ِمن ِ‬
‫مما ال‬ ‫ِ‬
‫الرضا بأقوال الرجل في دين اهلل تعالى ّ‬ ‫دم ِّ‬‫وع ُ‬
‫ودالئله َ‬ ‫َ‬
‫ون اْلقَ ْو َل‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ين َي ْستَم ُع َ‬ ‫سنة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬الذ َ‬ ‫كتاب وال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫يؤيِّده‬
‫ك ُهم أُولُوا األَْلَب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َحسَنه أُولَئِ َ َِّ‬
‫اب‬ ‫اه ْم اللهُ َوأ ُْولَئ َ ْ ْ‬ ‫ين َه َد ُ‬‫ك الذ َ‬ ‫ون أ ْ َ ُ ْ‬ ‫فََيتَّبِ ُع َ‬
‫[الزمر‪َ ،]18 :‬وقَا َل تَ َعالى‪ :‬اتَّبِ ُعوا َما أ ُْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم ِم ْن َرِّب ُك ْم َوال‬
‫تَتَّبِعوا ِم ْن ُدونِ ِه أَوِلي ِ‬
‫ون [األعراف‪.]3 :‬‬ ‫اء َقليالً َما تَ َذ َّك ُر َ‬‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ورحمةُ‬ ‫الف ِ‬ ‫فات َه ِذه ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫و ِمن ِ‬
‫محبةُ المؤمنين َ‬ ‫رقة الناجية ّ‬
‫والشر عنهم‪ ،‬قال اهلل تَ َعالى‪َ :‬يا‬ ‫ِّ‬ ‫وكف األذى‬ ‫ُّ‬ ‫صحهم‬ ‫ون ُ‬ ‫المسلمين ُ‬
‫ف َيأْتِي اللَّهُ بِقَ ْوٍم‬ ‫آمُنوا َم ْن َي ْرتَ َّد ِم ْن ُك ْم َع ْن ِدينِ ِه فَ َس ْو َ‬
‫ين َ‬
‫َِّ‬
‫أَُّيهَا الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ونه أ َِذلَّ ٍة علَى اْلمؤ ِمنِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬‫ين أَع َّز ٍة َعلَى اْل َكاف ِر َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُيحُّبهُ ْم َوُيحُّب َ ُ‬
‫كالبنيان ي ُش ّد بعضه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمؤمن‬ ‫((المؤمن‬
‫ُ‬ ‫[المائدة‪ ،]54 :‬وقال ‪:‬‬
‫((مثَ ُل المؤمنين في‬
‫بعضا))‪ ]8[ K‬رواه البخاري ‪ ،‬وقال ‪َ :‬‬
‫ً‬
‫كمثَل الجسد الواحد‪ ،‬إذا اشتكى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫توادهم وتراحمهم وتعاطُفهم َ‬
‫والحمى)) [‪ .]9‬رواه‬ ‫َّ‬ ‫الجسد بالسَّهَر‬
‫َ‬ ‫عضو تداعى له سائِ ُر‬ ‫ٌ‬ ‫منه‬
‫البخاري‬
‫األمة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الف ِ‬
‫فات َه ِذه ِ‬‫ص ِ‬ ‫و ِمن ِ‬
‫الناجية َسالمةُ ُقلوبهم لسلف ّ‬ ‫َ‬ ‫رقة‬ ‫َ‬
‫اءوا ِم ْن‬ ‫َِّ‬
‫ين َج ُ‬‫قال اهلل تعالى‪َ :‬والذ َ‬ ‫ومحبتُهم‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫رضي اهلل عنهم‬
‫يم ِ‬ ‫ين َسَبقُ َ ِ ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫بع ِد ِهم يقُولُون رَّبَنا ْ ِ‬
‫ان‬ ‫ونا باإل َ‬ ‫اغف ْر لََنا َو ِإل ْخ َوانَنا الذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫ك رء ٌ ِ‬ ‫ِ َِِّ‬ ‫ِ‬
‫يم‬
‫وف َرح ٌ‬ ‫آمُنوا َرَّبَنا ِإَّن َ َ ُ‬
‫ين َ‬ ‫َوال تَ ْج َع ْل في ُقلُوبَِنا غالً للذ َ‬
‫وائف ِمن ِ‬
‫الف َرق‬ ‫ِ‬
‫ط ُ َ‬ ‫بخالف ما َعلَيه َ‬ ‫[الحشر‪ .]10 :‬وهذا‬
‫وسادات األولياء الذين هم‬ ‫ِ‬ ‫األم ِة‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اإلسالمية من سبِّهم لخيار ّ‬
‫النبيين رضي اهلل عنهم‪.‬‬ ‫أفضل الناس بعد ّ‬
‫عمالً بِه ودعوةً‬ ‫القيام ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َو ِمن صفات هذه‬
‫بالدين َ‬ ‫ُ‬ ‫الناجية‬
‫َ‬ ‫الفرقة‬
‫هادا في سبيله‪ ،‬قال اهلل‬ ‫وج ً‬ ‫للحجة على المخالفين ِ‬ ‫إليه وإِقامةً َّ‬
‫ونهُ أ َِذلَّ ٍة َعلَى‬
‫ف َيأْتِي اللَّهُ بِقَ ْوٍم ُي ِحُّبهُ ْم َوُي ِحُّب َ‬
‫تَ َعالى‪ :‬فَ َس ْو َ‬
‫يل اللَّ ِه َوال‬‫ون ِفي سبِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ين ُي َجاه ُد َ‬
‫ِ‬ ‫اْلمؤ ِمنِ ِ‬
‫ين أَع َّز ٍة َعلَى اْل َكاف ِر َ‬ ‫ُْ َ‬
‫النبي قال‪:‬‬ ‫مسلم َّ‬
‫أن‬ ‫ٍِ‬
‫َّ‬ ‫ون لَ ْو َمةَ الئم [المائدة‪َ ،]54 :‬و َر َوى ٌ‬ ‫َي َخافُ َ‬
‫ضرهم من‬ ‫الحق‪ ،‬ال َي ّ‬ ‫ِّ‬ ‫((ال تَزا ُل طائفة من أمتي ظاهرين على‬
‫يأتي أمر اهلل وهم على ذلك)) [‪.]10‬‬
‫خالَفهم حتى َ‬
‫الفرقة الناجية النصيحةُ هلل ِ‬
‫ولكتابِه وِل َرسوِله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات هذه‬ ‫و ِمن‬
‫َ‬
‫وأمرهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعامتهم‪ ،‬وطاعةُ ُوالة األمر ُ‬ ‫ّ‬ ‫المسلمين‬ ‫وألئمة‬
‫َّ‬
‫والصواب‪ K،‬وطاعتُهم‬
‫ّ‬ ‫ونهيهم عن المنكر بالحكمة‬
‫بالمعروف ُ‬
‫ُ‬
‫بواح فيه‬
‫كفر ٌ‬ ‫وع َد ُم الخروج عليهم ما لم يكن ٌ‬
‫في المعروف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من اهلل برهان‪ ،‬بخالف بِدعة الخوارج الذين يستَحلّون َ‬
‫دماء‬
‫األئمة‪.‬‬
‫الخروج على ّ‬ ‫َ‬ ‫ون‬
‫وير َ‬
‫المسلمين وأموالهم‪َ ،‬‬
‫البدع‬ ‫أهل َ‬ ‫البدع قسمان‪ :‬أئمةٌ وأتباع‪ ،‬واألئمة من ِ‬ ‫ِ‬ ‫أهل‬
‫إن َ‬ ‫ثم َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫صد وكيد لإلسالم‪ ،‬ومنهم من‬ ‫ِمنهم من انتح َل مذهبه بسو ِء قَ ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫وكل هالك ضا ّل إالّ أن‬ ‫ك‪ٌّ ،‬‬ ‫بحسن َّني ٍة ّ‬
‫ولكنه ضا ّل هال ٌ‬ ‫ِ‬ ‫انتحلَه‬
‫َ‬
‫ين ِفي‬ ‫يتوبوا ويكونوا مع المؤ ِمنين‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬فَأ َّ َِّ‬
‫َما الذ َ‬
‫اء تَأ ِْو ِيل ِه‬ ‫ُقلُوبِ ِهم َز ْيغٌ فَيتَّبِعون ما تَ َشابه ِم ْنه ْابتِ َغ ِ ِ ِ‬
‫اء اْلفتَْنة َو ْابت َغ َ‬‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َو َما َي ْعلَ ُم تَأ ِْويلَهُ ِإالَّ اللَّهُ [آل عمران‪.]7 :‬‬
‫األمة الذين رضي‬ ‫سلف ّ‬ ‫تمسكوا بما كان عليه ُ‬ ‫ّأيها المسلمون‪ّ ،‬‬
‫عدهم‬ ‫اهلل عنهم ورضوا عنه‪ ،‬وكونوا ممن اتَّبعهم بإحسان‪َ ،‬و َو َ‬
‫ض ـ أيها المسلم ـ‬ ‫وع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باإليمان الكامل‪ُ ،‬‬ ‫الجنة‪ ،‬وشهد لهم‬ ‫اهلل ّ‬
‫تستوحش من‬ ‫ِ‬ ‫تغتر بكثر ِة الهالكين‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫بالنواجذ‪ ،‬وال َّ‬ ‫على ذلك‬
‫قلّ ِة السالكين‪.‬‬
‫والنهي عن‬ ‫األمر بالمعروف‬ ‫الفرقة الناجية‬‫ِ‬ ‫فات هذه‬‫ص ِ‬ ‫و ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كمة والموعظة الحسنة وتبليغُ‬ ‫بالح ِ‬ ‫دين اهلل ِ‬ ‫والدعوةُ إلى ِ‬ ‫المن َكر ّ‬
‫ت ِل َّلن ِ‬
‫اس‬ ‫ُم ٍة أ ْ‬
‫ُخ ِر َج ْ‪K‬‬ ‫قال اهلل تَ َعالى‪ُ :‬ك ْنتُ ْم َخ ْي َر أ َّ‬
‫الحق للناس‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫ون بِاللَّ ِه [آل‬ ‫ِ‬
‫ون بِاْل َم ْع ُروف َوتَْنهَ ْو َن َع ْن اْل ُمن َك ِر َوتُ ْؤ ِمُن َ‬
‫ْم ُر َ‬
‫تَأ ُ‬
‫نكرا فليغيِّره َبي ِده‪،‬‬ ‫ِ‬
‫((من رأى منكم ُم ً‬ ‫ويقو ُل ‪َ :‬‬ ‫عمران‪َ ،]110 :‬‬
‫أضعف‬
‫ُ‬ ‫يستطع فبِ َقلبه‪ ،‬وذلك‬ ‫ِ‬ ‫فإن لم يستطع فبِلسانه‪ ،‬فإن لم‬
‫ون َّوابِه‪.‬‬ ‫للس ِ‬
‫لطان ُ‬ ‫اإليمان)) رواه مسلم [‪ ، ]11‬والتّغيير ِ‬
‫باليد ّ‬
‫ُ َ‬
‫اإلسالمية التي تسير على‬
‫ّ‬ ‫الفرق‬‫الفرقة الناجية ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫صفات‬
‫ُ‬ ‫هذه‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بإحسان‪،‬‬ ‫ومن تبِ َعهم‬‫األمة من الصحابة والتابعين َ‬‫نهج سلف َّ‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫األخيار‪K،‬‬ ‫وهدي أصحابه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مخالفة هديِه‬ ‫وقد ح ّذر رسو ُل اهلل من‬
‫فإن َّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬
‫فقال عليه الصَّالة والسَّالم‪(( :‬وإ ياكم ومحدثات األمور؛ ّ‬
‫اب‬ ‫بدعة ضاللة)) [‪ ، ]12‬قال تَعالى‪ :‬فَاستَِقم َكما أ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت َو َم ْن تَ َ‬
‫ُم ْر َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ص ٌير [هود‪.]12 :‬‬ ‫ط َغوا ِإَّنه بِما تَعملُون ب ِ‬
‫ك َوال تَ ْ ْ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫َم َع َ‬
‫القرآن العظيم‪ ،‬ونفَعني وإ ّياكم بما ِ‬
‫فيه‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ك اهلل لي ولَ ُكم في‬ ‫بار َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وقوله‬ ‫سيد المرسلين‬ ‫هدي ّ‬ ‫ونفعنا بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اآليات وال ّذ ِ‬
‫كر الحكيم‪َ ،‬‬ ‫من‬
‫َ‬
‫الجليل‪ ،‬فاستغفروه‬ ‫َ‬ ‫العظيم‬ ‫ِ‬
‫وأستغفر اهلل‬ ‫القويم‪ ،‬أقول قوِلي ه َذا‪،‬‬
‫َ‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫الغفُور َّ‬
‫إنه هو َ‬
‫الخطبة الثانية‬
‫_________‬
‫هدي‬‫فرج الكروب وي ِ‬ ‫الغيوب َغفّار ُّ‬
‫الذ ِ‬
‫نوب‪ُ ،‬ي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الحمد هلل عالِّم‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫وأستغفره‪ ،‬وأثني عليه‬ ‫القلوب‪ K،‬أحمد ربي وأشكره‪ ،‬وأتوب إليه‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهَد‬
‫َ‬ ‫الخير كلَّه‪ ،‬وأشهد أن ال إلهَ إال اهلل َ‬
‫وحده ال‬ ‫َ‬
‫هم‬‫ِ َّ‬
‫محم ًدا عبده ورسوله‪ ،‬خيرتُه من َخلقه‪ ،‬الل ّ‬‫نبينا وسيِّدنا ّ‬‫أن ّ‬
‫ّ‬
‫محمد وعلَى آله‬ ‫ِ‬
‫ص ّل وسلّم وبارك على عبدك ورسولك ّ‬
‫وصحبِه أجمعين‪.‬‬
‫ِ‬
‫باألجر‬ ‫وأطيعوه‪ ،‬فمن تمسَّك بتقواه فاز‬
‫ُ‬ ‫أما بعد‪ :‬فاتّقوا اهلل‬
‫ّ‬
‫عذاب ٍ‬
‫أليم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ون ِّج َي من‬
‫العظيم ُ‬
‫الفتَن‪ ،‬ونهى عن الفُرقة‬ ‫ُّأيها المسلمون‪ ،‬لقد ح َّذر اهلل تعالى من ِ‬
‫َ‬
‫الخير واالئتالف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫باالجتماع والتَّعاون على‬ ‫وأمر‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫والخالف‪َ ،‬‬
‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫فقَا َل تَعالى‪ :‬و ْ ِ‬
‫يعا َوال تَفََّرقُوا َوا ْذ ُك ُروا‬ ‫اعتَص ُموا بِ َحْبل الله َجم ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َب ْي َن ُقلُوبِ ُك ْم فَأ ْ‬
‫َصَب ْحتُ ْم‬ ‫اء فَأَلَّ َ‬
‫َع َد ً‬‫نِ ْع َمةَ اللَّ ِه َعلَ ْي ُك ْم ِإ ْذ ُك ْنتُ ْم أ ْ‬
‫الن ِار فَأ َْنقَ َذ ُك ْم ِم ْنهَا َك َذِل َ‬
‫ك‬ ‫بِنِ ْع َمتِ ِه ِإ ْخ َو ًانا َو ُك ْنتُ ْم َعلَى َشفَا ُح ْف َر ٍة ِم ْن َّ‬
‫ون [آل عمران‪.]103 :‬‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫يبي َّ‬
‫ِّن اللهُ لَ ُك ْم َآياته لَ َعل ُك ْم تَ ْهتَ ُد َ‬ ‫َُ ُ‬
‫بالدين كلِّه أو‬ ‫ذهب ِّ‬ ‫والسن ِة ِمن ِ‬
‫الف ِ‬ ‫ِ‬
‫ألنها تَ َ‬
‫تن ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫القرآن‬ ‫وتحذير‬
‫ُ‬
‫ذهب باألموال‬ ‫ِ‬
‫الحرمات‪ K‬واألعراض أو تَ َ‬ ‫تُضعفُه أو تُنتَهَك فيها ُ‬
‫والفتن)) [‪.]1‬‬ ‫((إياكم‬
‫وتفسد الحياةَ‪ ،‬وفي الحديث‪ّ :‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫واألخالق‬ ‫ين‬ ‫تهدم ِّ‬ ‫وات التي ِ‬ ‫الفتن في هذا َّ‬ ‫و ِمن ِ‬
‫َ‬ ‫الد َ‬ ‫الزمان القََن ُ‬
‫الضارة في َشب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كة‬ ‫َ‬ ‫وتدعو إلى االنحراف‪ ،‬وكذلك المواقعُ َّ ّ‬
‫وتص ُّد عن ِّ‬
‫كل‬ ‫شر‬‫كل ٍّ‬ ‫المعلومات وما أكثرها‪ ،‬فإنها تدعو إلى ِّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫غير اإلسالمية في ك ّل شيء‪،‬‬ ‫األمِم ِ‬
‫محاكاةَ َ‬‫َخير‪ ،‬وتحسِّن َ‬
‫((لتتبع َّن َسنن من كان‬‫ُ‬ ‫والرسول عليه الصالة والسالم يقول‪:‬‬
‫ضب لدخلتُموه))‬ ‫ٍّ‬ ‫حر‬
‫دخلوا ُج َ‬ ‫حذو القُ ّذة بالق ّذ ِة حتى لو َ‬
‫قبلَكم َ‬
‫أمتِه من‬ ‫ِ‬
‫لتحذير ّ‬ ‫خباره بِ َذلك‬
‫رواه البخاري ومسلم [‪ ، ]2‬وإ ُ‬
‫التشبه بهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫والعم ِل به‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫ِ‬
‫بمعرفة‬ ‫أنفسكم ـ ُّأيها المسلمون ـ‬
‫َ‬ ‫فحصنوا َ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن اهلل تبارك‬ ‫الحق وحمل ِهم علَيه‪ّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بتعليم‬ ‫وحصنوا أجيالَكم‬‫ِّ‬
‫َهِلي ُك ْم َن ًارا َوقُ ُ‬ ‫َِّ‬
‫ود َها‬ ‫آمُنوا قُوا أَنفُ َس ُك ْم َوأ ْ‬‫ين َ‬ ‫وتعالى قال‪َ :‬يا أَُّيهَا الذ َ‬
‫اس َواْل ِح َج َارةُ [التحريم‪.]6 :‬‬ ‫َّ‬
‫الن ُ‬
‫َِّ‬ ‫عباد اهلل‪ِ ،‬إ َّن اللَّه ومالئِ َكتَه ي ُّ‬
‫النبِ ِّي َيا أَُّيهَا الذ َ‬
‫ين‬ ‫ون َعلَى َّ‬ ‫صل َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫َََ‬ ‫َ‬
‫يما [األحزاب‪ ،]56 :‬وقد قَا َل ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫آمُنوا ُّ‬
‫صلوا َعلَ ْيه َو َسل ُموا تَ ْسل ً‬‫َ‬ ‫َ‬
‫عشرا))‪K.‬‬
‫واحدة صلّى اهلل عليه بها ً‬
‫َ‬ ‫علي صالةً‬
‫((من صلّى َّ‬
‫المرسلين‪.‬‬
‫َ‬ ‫األولين واآلخرين وإ مام‬
‫سيد ّ‬ ‫فصلُّوا وسلِّموا على ّ‬
‫محمد كما صلّيت على إبراهيم‬ ‫ِّ‬
‫محمد وعلى آل ّ‬
‫اللهم صل على ّ‬ ‫ّ‬
‫محمد وعلى‬
‫وبارك على ّ‬‫وعلى آل إبراهيم ّإنك حميد مجيد‪ِ ،‬‬
‫حميد‬
‫ٌ‬ ‫باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ّإنك‬
‫َ‬ ‫محمد كما‬
‫آل ّ‬
‫تسليما كثيرا‪K...‬‬
‫ً‬ ‫مجيد‪ ،‬وسلِّم‬

You might also like