حتى يكون اإلنسان ربانياً ،أن يكونرحيماً ،كريماً، محباً ،مبدعاً ،عادالً ،صبوراً ،شاكراً ،جريئاً ،شجاعا% ً،وإضافة إلى هذه الخصال الرائعة فإنه العلم الذي يشرح عالقة اإلنسان بربه والدوافع التي تجعله يحبه ويطيعه بحيث يعيش اإلنسان متوافقاً مع اإلرادةاإللهية ،مما ينشئ شيئاً من الشعور باهلل وذكره الدائم ويصبح اإلنسان فيصحبة هللا ،ويشعر بقربه سبحانه وحتى أنه يراه عند عبادته، والتعاليم اإلسالمية تعطي منهجاً واضحاً لتنمية الذكاء الروحي ،وتبين كيفية التقرب مناهلل بهدف تحقيق رضاه سبحانه والوصول إلى الجنة وأخيراً النظر إلى وجهه الكريم في اآلخرة القلب ال يستطيع استقبال الرحمة اإللهية إن لم تكن حدود هللا مطاعة في سلوك اإلنسان الخارجي ،فال يستطيع إنسان أن يبدأ في تنقية قلبه من أمراضه المدمرة إال بعد الطاعة الخارجية، والبد لألمراض األخالقية مثل التكبر والجشع والحسد والغضب أن ُتستبدل بالفضائل %مثل التوبة والتواضع واإلخالص وذكر الموت وهذه الفضائل هي التي تؤهل القلب الستقبال الرحمة اإللهية، ثم كنتيجة للتطهر من صفات الشر والتزين بصفات الرحمة والعفو والصبر يصبح اإلنسان قادراً على مواجهة المصائب والمحن في الحياة وقادراً على .التعامل معها بكفاءة اإلنسانيعتمد على هللا ،يقولون« :هناك جزء مفقود من روحي»،االنسان قليال ً ما يتكلم عن هذا الفراغ في حياته.إن جوهر الروحانية هو حاجة اإلنسان األساسية لعالقات إيجابية مع نفسه وأسرته وخالقه.،هذاالتعريف ُيخبرنا كيف ُنعبّر عن عالقتنا باهلل %،فهناك أنماط مختلفة من الصالة واالبتهال والقيام بالليل والصوم والعطاء ،الروحانية هي رحلة إلى مستويات أعمق من المعاني وهدف الحياة وهي ميزة خاصة منحها هللا لإلنسان فجعلته أكثر من مجرد مخلوق حي يعتمد على األشياء المادية ،فإن ذكر هللا الدائم وكثرة الصلوات والدعاء هي عالمات جيدة .على الروحانية الروحانيةتعطي القوة الداخلية لمواجهة مشاكل الحياة ومحناتها %حيث أنها ُتظهر أن داخل اإلنسان متعلق تعلق وثيق بخارجه وأن الداخل منعكس على الخارج %وأن العالم الروحاني مرتبط بالعالم المادي ،وربما يبين هذا سبب نفور اإلسالم من الرهبنة ،وقطع صلة اإلنسان بالدنيا ،حيث أن الروحاني ال يمكن أن ينفصل عن الدنيوي ،ولهذا فإن الروحانية بالنسبة للمؤمن هي قناة حيوية تسمح للرحمةاإللهية أن تتحرك فينا ،ومن خاللنا، .فتغير المجتمع من حولنا فإن الحقيقة اإلنسانية الوحيدة المؤكدة أن هللا حكم لنا إال على أنفسنا ،وكل من تخيل أن خلقنا ال ُ له حكم على غيره فهو واهم ،ولذلك وجه هللا تعالى كالمه في كل كتبه لإلنسان للعمل على تهذيب نفسه والحكم على نفسه والسيطرة على نفسه ،ليصلح من نفسه فيرضى هللا عنه .أن من أرضى ربه في تعامله مع الخلق والدنيا أرضاه هللا في دنياه وآخرته ،فيعيش مطمئن بيقينه ،ال يخاف البشر وال يركن إليهم بل يتوجه إلى المجيب في كل األمور ،فيطمئن .واالطمئنان في هذه العالقة مشروط ،فالرحيم يرحمه الغير والصادق يصدقه الغير والمحب يحبه الغير ُ .