‫يمكن اعتبار هذا الفيلم ثورة في عالم الرسوم المتحركة‪ ,‬فقد صور في البداية تصوير األفالم العادية‪ ,‬ثم

باستعمال‬
‫حاسوب متطور وجهد أكثر من ‪ 30‬فنانا ً‪ ,‬بعد ذلك‪ -‬إن أمكن التعبير‪ -‬تلبيس الصور لتكون النتيجة مذهلة بكل معنى‬
‫الكلمة‪.‬‬

‫هذا الفيلم جولة فلسفية للبحث عن حقيقة الواقع و الوعي اإلنساني و عن معنى الحياة وما هي األحالم و العديد من‬
‫األفكار الغريبة األخرى‪ ,‬والتي يتم عرضها بمساهمة أكثر من ‪ 60‬شخصية اشتركت في حوارات ومناقشات وأحيانا ً‬
‫حوار مع الذات لطرح هذه المواضيع المعقدة‪.‬‬

‫الفيلم أساسا ً عن شخص ضائع و متشرد بدون اسم (‪ )Wiley Wiggins‬والذي اعتاد مالحظة كل ما حوله و لكن‬
‫دون أن يؤثر فيه شيء‪ ,‬فهو يبدو و كأنه في بحث مستمر عن شيء ما‪ ,‬ربما يبحث عن ذاته أو أي معلومات تفيد‪.‬‬

‫يبدو ‪ - Wiley‬اعتمدنا اسم الممثل كاسم لشخصيته في الفيلم‪ -‬و كأنه ضائع في إحدى أحالمه ماراً بأناس عاقدين‬
‫لمحكمة و آخرين الجتماع بابوي‪ .‬ثم نراه نقارب له عجالت سيارة‪ ,‬يصطدم هذا القارب بسيارة أخرى ‪.‬‬

‫هل مات ‪ Wiley‬أو دخل في غيبوبة أو أنه ما زال يحلم أم استيقظ‪ .‬كل هذه االحتماالت تبقى معلقة دون إجابة‪ ,‬كل ما‬
‫نشعر به هو الضجة الكبيرة من حوله و المناقشات التي يسمعها رغم أنه ليس بكامل وجوده ليدرك ما يسمع‪ .‬الوقت‬
‫معدوم في هذا الفيلم‪ ,‬ليبقى سؤال يطرح عليك نفسه وأنت تدخل إلى عالم ‪ Wiley‬المليء باألحالم و االنطباعات‪ ,‬فهل‬
‫نحن كمن يمشي في منامه خالل اليقظة أم نمشي خالل أحالمنا ونحن يقظين‪ .‬اعتبار هذا السؤال موضوعا ً يحتاج منك‬
‫التفكير العميق أو االكتفاء بوصفه هراء‪ ,‬أمر تقدره بنفسك‪.‬‬

‫بغض النظر عن قصة الفيلم و تعقيداتها‪ ,‬يبقى الفيلم مميزاً لطريقة إخراجه والتالعب بصوره‪.‬‬