You are on page 1of 175

2

‫مقررات الدبلوم العالي‬


‫إلعداد معلمي التدبر‬

‫الدالالت القرآنية‬

‫‪ 8341 -8341‬هـ‬

‫‪3‬‬
‫معرّع بيا‪ ٛ‬مياٍج الدبلْو العالٕ‬
‫التدَبُّر‬
‫إلعداد معلنٕ َّ‬
‫إحد‪ ٚ‬مبادرات‬ ‫مركز معاىد لالستشارات الرتبوية والتعليمية‪ ٖٔٗٛ،‬ه‬ ‫ح‬

‫فهرسة مكتبة ادللك فهد الوطنية أثناء النشر‬


‫مركز معاىد لبلستشارات الًتبوية كالتعليمية‬
‫الدالالت القرآنية‪ / .‬مركز معاىد لبلستشارات الًتبوية كالتعليمية‬
‫‪ -.‬الرايض ‪ ُّْٖ ،‬ق‬
‫ميعأٗ غري رحبٔ٘ تعي‪ ٙ‬بتعسٓس الصل٘‬ ‫ُِٕ ص ؛ ُِ × ٓ‪ِٓ.‬سم‬
‫ردمك‪ٕٖٗ-َّٔ-ِِٖٓ-ِِ-ٔ :‬‬
‫بالكرآٌ الهرٓه ّتععٔنُ ّتدبرِ‬
‫ُ‪ -‬القرآف ‪ -‬تعليم ‪ -‬أ‪.‬العنواف‬
‫إعداد ّإظراف‬ ‫ديوم ٕ ‪ُّْٖ / ََُُّ َِِ ٫‬‬

‫رقم اإليداع‪ٖٔٗٛ / ٖٔٓٔٓ :‬‬


‫ردمك‪ٜٚٛ-ٖٙٓ-ٕٕٛ٘-ٕٕ-ٙ :‬‬
‫برعآ٘‬

‫مرنس معاٍد لالشتعارات الرتبْٓ٘‬


‫ّالتعلٔنٔ٘‬
‫مت إعداد املادٗ العلنٔ٘‬
‫بٔت خربٗ يف تأشٔض املعاٍد الكرآىٔ٘ ّتطْٓرٍا‬
‫ّمراجعتَا بْاشط٘‬
‫الرٓاض ‪ -‬الدا‪ٜ‬رٖ العرقٕ ‪ -‬بني خمرجٕ ‪، 13‬‬
‫‪ٍ 14‬اتف‪0114554049 :‬‬ ‫فرٓل مً املتخصصني‬
‫فانض حتْٓل٘‪ – 109 :‬ص‪.‬ب‪236465 :‬‬
‫الرٓاض ‪11332‬‬
‫‪info@m3ahed.net‬‬
‫‪www.m3ahed.net‬‬

‫‪4‬‬

5
6
‫تصدير‬

‫ا‪ٟ‬تمد ﵁ ًٌ‬
‫رب العا‪١‬تُت‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على أشرؼ األنبياء كا‪١‬ترسلُت‪ ،‬كعلى آلو كصحابتو كمن‬ ‫ي‬
‫اقتفى أثرىم إذل يوـ الدين؛ أما بعد‪:‬‬
‫فإف أعظم ما ٖتيا بو األمة كتستنَت بو يف طريق هنضتها؛ ىو كتاب هللا تعاذل كما قاؿ عز كجل‪:‬‬
‫السبلىًـ ىكيخيٍ ًر يج يهم ًٌم ًن‬ ‫ً ً‬ ‫﴿‪ ...‬قى ٍد جاء يكم ًمن اّللً ني ً‬
‫اب ُّمبًُت‪ ،‬يىػ ٍهدم بًو ٌ‬
‫اّللي ىم ًن اتػَّبى ىع ًر ٍ‬
‫ض ىوانىوي يسبي ىل َّ‬ ‫ور ىككتى ه‬
‫ٌى ٌ ه‬ ‫ى‬
‫اط ُّم ٍستى ًقيم﴾ [ا‪١‬تائدة‪.]ُٔ-ُٓ:‬‬ ‫ات إً ىذل النُّوًر ِبًً ٍذنًًو كيػه ًدي ًهم إً ىذل ًصر و‬
‫ى‬ ‫ىى ٍ ٍ‬
‫الظُّليم ً‬
‫ى‬
‫َّدبُّر الذم يفتح آفاؽ القلب كالفكر؛‬ ‫كال شك يف أف مفتاح أنوار ىذا القرآف كىداايتو ىو الت ى‬
‫ليحيا هبداايت القرآف كيستنَت بنوره‪ .‬كالت ىَّدبُّر ا‪١‬تقصود ىو الوقوؼ مع آايت القرآف للوصوؿ إذل‬
‫مقاصدىا كدالالهتا كىداايهتا كتزكية النفوس هبا‪ .‬كقد عيٍت العلماء بذلك؛ كٓتاصة يف سياؽ تعلُّم‬
‫اّللً لىىو ىج يدكاٍ‬ ‫ً ًً‬
‫القرآف الكرمي كتعليمو انطبلقنا من قولو تعاذل‪﴿ :‬أىفىبلى يػىتى ىدبػَّيرك ىف الٍ يقٍرآ ىف ىكلىٍو ىكا ىف م ٍن عند ىغ ًٍَت ٌ‬
‫وب أىٍقػ ىفا ي‪٢‬تىا﴾‬ ‫اختًبلىفنا ىكثًَتا﴾ [النساء‪ ،]ِٖ:‬كقولو تعاذل‪﴿ :‬أىفىبلى يػتى ىدبػَّرك ىف الٍ يقرآ ىف أ ٍىـ ىعلىى قيػلي و‬ ‫ًً‬
‫ٍ‬ ‫ى ي‬ ‫ن‬ ‫فيو ٍ‬
‫ك يمبى ىارهؾ لًٌيى َّدبػَّيركا ىآايتًًو ىكلًىيػتى ىذ َّكىر أ ٍيكليوا األىلٍبىاب﴾ [ص‪،]ِٗ:‬‬ ‫ىنزلٍنىاهي إًلىٍي ى‬
‫اب أ ى‬
‫ً‬
‫[دمحم‪ ،]ِْ:‬كقولو تعاذل‪﴿ :‬كتى ه‬
‫كغَت ذلك من اآلايت الكرديات يف ىذا ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كع ٌدكا ذلك من النصح لكتػاب هللا تعاذل الوارد يف‬
‫َّصْي َحة‪ ،‬قُلْنَا‪ :‬لِ َم ْن‬ ‫حػديث أًىِب رقىػيَّةى ى٘تًيم ب ًن أىك وس الدَّا ًر ًم ‪-‬رضػي هللا عنو‪ -‬أ َّىف النػيب ﷺ قى ىاؿ‪« :‬ال ِّديْن الن ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍي ٍ ٍ ٍ‬
‫ٌن‪َ ،‬و َع َّامتِ ِه ْم» ركاه مسلم‪ .‬قاؿ أبو عمرك بن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫هللا؟ قَ َ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ال‪ :‬هلل‪ ،‬ولكتابو‪ ،‬ول َر ُس ْولو‪َ ،‬وألَئِ َّمة ادلُ ْسل ِم ْ َ‬ ‫ََي َر ُس َ‬
‫الصبلح ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ :-‬كالنصيحة لكتابو‪ :‬اإلدياف بو‪ ،‬كتعظيمو‪ ،‬كتنزيهو‪ ،‬كتبلكتو حق تبلكتو‪ ،‬كالوقوؼ مع‬
‫أكامره كنواىيو‪ ،‬كتفهم علومو كأمثالو‪ ،‬كتى ىدبُّر آايتو‪ ،‬كالدعاء إليو‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كاليوـ نرل ‪ْ-‬تمد هللا تعاذل‪ -‬عودة صادقة للقرآف الكرمي‪ ،‬كٓتاصة يف ‪٣‬تاؿ الت ىَّدبُّر الذم بدأ حييا‬
‫يف األمة ٔتستوايت ‪٥‬تتلفة‪ ،‬حىت بدأت حلقات كمعاىد قرآنية تتبٌت ىذا ا‪١‬تنهج بطرؽ ‪٥‬تتلفة كمناىج‬
‫متعددة‪ ،‬كىو ما يستدعي كجود مراجعات كدراسات لتقومي ا‪١‬تسار كتطويره كفق األسس العلمية‬
‫كالًتبوية من خبلؿ رصد الواقع كاستخبلص نتائجو‪ ،‬كرسم رؤية لتقوديو كتطويره‪.‬‬
‫فكاف من األمهية ٔتكاف مبادرة ا‪١‬تتخصصُت كأىل الرايدة كا‪١‬تؤسسات ذات االىتماـ كالتخصص‬
‫لرسم ا‪١‬تنهج الصحيح كا‪٠‬تطوات ا‪١‬تستقيمة لتسهم يف سَت األمة يف ىذا االٕتاه على ىدم مستقيم‪.‬‬
‫َّدبُّر‬
‫ككاف لػ(معادل التَّ ىدبُّر) مبادرة تركز على أبرز عناصر العمل الًتبوم كالتعليمي يف ‪٣‬تاؿ تعليم الت ى‬
‫كىو ا‪١‬تعلم؛ من خبلؿ طرح مشركع (بناء مناىج الدبلوـ العارل إلعداد معلمي الت ىَّدبُّر)؛ الذم يسعى‬
‫إذل رسم ا‪١‬تنهجية الصحيحة إلعػداد معلمُت ذكم كػفاءة عالية لتػعليم الت ىَّدبُّر كإحياء ‪٣‬تػالسو‪.‬‬
‫كتػستهدؼ ىػذه الػمبادرة التطػبيق ‪ِ-‬بذف هللا‪ -‬يف ا‪١‬تعاىد القرآنية (الرجالية كالنسائية)‪ ،‬كما يف‬
‫حكمها من مشاريع كبرامج كمبادرات داخل ا‪١‬تملكة كخارجها‪.‬‬
‫كلتحقيق ذلك اب‪ٞ‬تودة ا‪١‬تطلوبة‪ ،‬ىع ىقدت الشركة شراكة مع (مركز معاىد لبلستشارات الًتبوية‬
‫كالتعليمية) ابلرايض؛ ليتوذل إدارة ا‪١‬تشركع كاإلشراؼ عليو بوصفو بيت خربة يف أتسيس ا‪١‬تعاىد‬
‫خَتا‪،‬‬
‫القرآنية كتطويرىا‪ ،‬برعاية من (مؤسسة دمحم كعبدهللا إبراىيم السبيعي ا‪٠‬تَتية) جزاىم هللا ن‬
‫كمشاركة يف التطبيق األكرل للمشركع من قًبىل ا‪١‬تعاىد التالية‪:‬‬
‫ُ‪ .‬معهد تى ىدبُّر ‪١‬تعلمات القرآف الكرمي ابلرايض‪.‬‬
‫ِ‪ .‬معهد الدراسات القرآنية للبنات ٔتكة ا‪١‬تكرمة‪.‬‬
‫ّ‪ .‬معهد إعداد معلمات القرآف الكرمي بغرب الرايض‪.‬‬
‫ْ‪ .‬معهد اإلتقاف إلعداد معلمات القرآف الكرمي اب‪ٞ‬توؼ (سكاكا)‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬معهد حفصة بنت عمر إلعداد معلمات القرآف الكرمي ابلطائف‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ككانت أكذل مراحل ا‪١‬تشركع بناء (كثيقة منهج الدبلوـ العارل إلعداد معلمي الت ىَّدبُّر)؛ حيث بينيت‬
‫كفق الطريقة العلمية لصناعة ا‪١‬تنهج‪ ،‬ك‪٢‬تا أمهية كربل يف عمليات التعلُّم بوصفها ا‪٠‬تطوط العريضة‬
‫لتطوير ىذه العمليات ك‪ٚ‬تيع العناصر ا‪١‬تؤثرة فيها‪.‬‬
‫مث ٘تت ا‪١‬ترحلة الثانية كىي‪ :‬مرحلة بناء ا‪١‬تقررات التعليمية للدبلوـ بناء على ما مت إقراره من ‪٤‬تاكر‬
‫تعليمية يف الوثيقة ا‪١‬تشار إليها؛ حيث أكدت ىذه ا‪١‬تقررات األىداؼ اليت يسعى (الدبلوـ العارل‬
‫ي‬
‫إلعداد معلمي الت ىَّدبُّر) إذل ٖتقيقها‪.‬‬
‫كستكوف ا‪١‬ترحلة الثالثة من ا‪١‬تشركع ‪ِ-‬بذف هللا تعاذل‪ :-‬مرحلة التقومي كا‪١‬تتابعة ‪١‬تنتجات ا‪١‬تشركع؛‬
‫بغرض ٖتسينها بشكل مستمر‪.‬‬
‫مرت ابإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫كنيشَت إذل أف مرحلة بناء ا‪١‬تقررات التعليمية َّ‬
‫ُ‪ .‬التخطيط لبناء ا‪١‬تقررات‪.‬‬
‫ِ‪ .‬تشكيل الفريق العلمي لبناء ا‪١‬تقررات كمراجعتها‪.‬‬
‫ّ‪ .‬إعداد ا‪١‬تادة العلمية‪.‬‬
‫ْ‪ .‬التصميم التعليمي‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬ا‪١‬تراجعة العلمية‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬ا‪١‬تراجعة اللغوية‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬اإلخراج الفٍت‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬االعتماد النهائي للمقررات‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬طباعة ا‪١‬تقررات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كأييت مقرر (الدالالت القرآنية) الذم بُت أيدينا‪ ،‬بوصفو أحد ا‪١‬تقررات التعليمية يف الدبلوـ؛‬
‫حيث ييعٌت ِب‪١‬تاـ الدارس اب‪١‬تقدمات كا‪١‬تهارات األساسية يف كيفية االستدالؿ كاالستنباط الصحيح‬
‫من ألفاظ القرآف الكرمي كمعانيو‪.‬‬
‫مع التنبيو على أف ‪ٚ‬تيع اقتباسات فريق إعداد ا‪١‬تقررات‪ ،‬ليست إال ‪٣‬ترد نقل ‪١‬تا يوضح‬
‫موضوعات ا‪١‬تقرر‪ ،‬كليست تزكية ألصحاهبا‪ ،‬كرحم هللا اإلماـ مالك القائل‪" :‬كل يؤخذ من كبلمو‬
‫كيرد إال صاحب ىذا القرب"‪.‬‬
‫نسأؿ هللا تعاذل أف ييسهم ىذا ا‪١‬تقرر يف ٖتقيق أىداؼ الدبلوـ‪ ،‬كما نسألو تعاذل أف يبارؾ‬
‫كحيقق األمل ا‪١‬تنشود‪ ،‬كجيعلو انطبلقة مباركة ‪١‬تشركع عا‪١‬تي يهدؼ إذل‬
‫اب‪ٞ‬تهود ا‪١‬تبذكلة يف ا‪١‬تشركع‪ ،‬ي‬
‫نشر تى ىدبُّر القرآف الكرمي يف األمة‪ .‬كصلى هللا على نبينا دمحم كعلى آلو كصحبو أ‪ٚ‬تعُت‪.‬‬
‫كهللا ا‪١‬توفق‬
‫إدارة ادلشروع‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪10‬‬
‫‪‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ٔٔ‬ ‫مكدم٘ املكرر‬
‫ٖٔ‬ ‫األٍداف العام٘ للنكرر ّّحداتُ التعلٔنٔ٘‬
‫الْحدٗ األّىل‪:‬‬
‫٘ٔ‪ٕٜ-‬‬
‫مقدمات يف تدبر الدالالت القرآنية‬
‫الْحدٗ الجاىٔ٘‪:‬‬
‫ٖٔ‪ٕٗ-‬‬
‫مقدمات يف الدالالت البالغية‬
‫الْحدٗ الجالج٘‪:‬‬
‫ٖٗ‪ٔٓٓ-‬‬
‫دالالت الرتاكيب البالغية‬
‫الْحدٗ الرابع٘‪:‬‬
‫ٔٓٔ‪ٕٔ٘-‬‬
‫دالالت أساليب البيان‬
‫الْحدٗ اخلامص٘‪:‬‬
‫‪ٔٗٓ-ٕٔٚ‬‬
‫دالالت الرتاكيب‬
‫الْحدٗ الصادش٘‪:‬‬
‫ٔٗٔ‪ٕٔ٘-‬‬
‫دالالت القياس االعتباري‬
‫الْحدٗ الصابع٘‪:‬‬
‫ٖ٘ٔ‪ٔٙٙ-‬‬
‫دالالت التدبر العملي‬
‫‪ٔٙٚ‬‬ ‫املصادر ّاملراجع‬

‫‪11‬‬
12
‫مقدمة المقرر‬

‫ا‪ٟ‬تمد ﵁ رب العا‪١‬تُت كالصبلة كالسبلـ على نبينا دمحم كعلى آلو كصحبو أ‪ٚ‬تعُت‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فييػ ىعد ابب الدالالت من أىم أبواب تدبر القرآف؛ كذلك ألف ا‪١‬تعٌت الذم ينتج عن التدبر البد أف يكوف‬
‫قد حصل بطريق صحيح؛ لكي ديكن الثقة اب‪١‬تعاين اليت ظهرت للمتدبر من دالالت اآلايت‪.‬‬
‫كابب الدالالت يقوـ على‪ :‬الربط بُت اللفظ كا‪١‬تعٌت التدبرم الذم مت التوصل إليو؛ كذلك ابلتيقن من‬
‫أف ىذا الربط كاف بطريق صحيح‪ ،‬قاؿ ابن عاشور ر‪ٛ‬تو هللا (التدبر‪ :‬إعماؿ النظر العقلي يف دالالت‬
‫الدالئل على ما ني ً‬
‫صبىت لو)(ُ)‪.‬‬
‫كأنت أخي الدَّارس إذا أتملت كبلـ هللا ‪( ‬كأعطيت اآلية حقها من داللة اللفظ‪ ،‬كإديائو‪ ،‬كإشاراتو‪،‬‬
‫كتنبيهو‪ ،‬كقياس الشيء على نظَته‪ ،‬كاعتباره ئتشاكًلًو‪ ،‬كأتملت ا‪١‬تشاهبة اليت عقدىا هللا سبحانو كربطها‬
‫بُت الظاىر كالباطن‪ ،‬فهمت ىذه ا‪١‬تعاين كلها)(ِ)‪.‬‬
‫كديكن توضيح ذلك مع ا‪١‬تتدبر للدالالت القرآنية من خبلؿ‪:‬‬
‫‪ ‬مقدمات يف تدبر الدالالت القرآنية‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمات يف الدالالت الببلغية‪.‬‬
‫‪ ‬دالالت الًتاكيب الببلغية‪.‬‬

‫(ُ) دمحم الطاىر بن دمحم بن دمحم الطاىر بن عاشور‪ ،‬التحرير كالتنوير‪ُْٖٗ ،‬ـ‪ ،‬بدكف‪ .‬ط‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪/ُٖ ،‬‬
‫ٕٖ‪.‬‬
‫(ِ) دمحم بن أِب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين بن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬التبياف يف أقساـ القرآف‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬دمحم حامد الفقي‪ ،‬بدكف‪.‬‬
‫ت‪ ،‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪( ،‬صُِّ)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬دالالت أساليب البياف‪.‬‬
‫‪ ‬دالالت الًتاكيب‪.‬‬
‫‪ ‬دالالت القياس االعتبارم (ُ)‪.‬‬
‫‪ ‬دالالت التدبر العملي‪.‬‬
‫ككل ىم ٍعلم من ىذه ا‪١‬تعادل؛ سيأيت بيانو ػ ِبذف هللا ػ يف كحدات مستقلة‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(ُ) كىذه الثبلث (دالالت أساليب البياف ‪ -‬كدالالت الًتاكيب ‪ -‬كدالالت القياس االعتبارم) تيػ ىعد من‬
‫الدالالت االستداللية‪.‬‬
‫واالستدالل‪ :‬ىو تقرير الدليل إلثبات ا‪١‬تدلوؿ‪ ،‬سواء كاف ذلك من األثر إذل ا‪١‬تؤثر أك العكس‪ ،‬أك من أحد األثرين إذل‬
‫اآلخر‪( .‬التعريفات‪ ،)ُٕ :‬كقيل‪ :‬ىو التفكر يف حاؿ ا‪١‬تنظور فيو طلبنا للعلم ٔتا ىو نظر فيو‪ ،‬أك لغلبة الظن؛ إف كاف ‪٦‬تا‬
‫طريقو غلبة الظن‪ .‬انظر‪( :‬ا‪ٟ‬تدكد يف األصوؿ‪.)َُْ :‬‬

‫‪14‬‬
‫األهداف العامة للمقرر‪:‬‬

‫ُ‪ .‬أف يشرح الدارس ا‪١‬تقدمات األساسية للدالالت القرآنية‪.‬‬


‫ِ‪ .‬أف يطبق الدارس مهارات استخراج دالالت الًتاكيب الببلغية يف القرآف الكرمي‪.‬‬
‫ّ‪ .‬أف يطبق الدارس مهارات استخراج دالالت أساليب البياف يف القرآف الكرمي‪.‬‬
‫ْ‪ .‬أف يناقش الدارس دالالت القياس االعتبارم يف القرآف الكرمي‪.‬‬
‫اىتماما بتطبيق ما تعلمو من ىداايت يف حياتو‪.‬‬
‫ن‬ ‫ٓ‪ .‬أف يبدم الدارس‬

‫الوحدات الرئيسة للمقرر‪:‬‬

‫الوحدة األوىل‪ :‬مقدمات يف تدبر الدالالت القرآنية‪.‬‬


‫الوحدة الثانية‪ :‬مقدمات يف الدالالت الببلغية‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬دالالت الًتاكيب الببلغية‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬دالالت أساليب البياف‪.‬‬
‫الوحدة اخلامسة‪ :‬دالالت الًتاكيب‪.‬‬
‫الوحدة السادسة‪ :‬دالالت القياس االعتبارم‪.‬‬
‫الوحدة السابعة‪ :‬دالالت التدبر العملي‪.‬‬

‫عدد احملاضرات‪:‬‬

‫‪ ٜٙ‬زلاضرة‪.‬‬

‫‪15‬‬
16
17
18
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الدارس بعد إهنائو ىذه الوحدة أن‪:‬‬


‫يبُت مفهوـ تدبر الدالالت القرآنية‪.‬‬ ‫(ُ)‬
‫يبُت أمهية دراسة الدالالت كأقسامها كأثرىا يف التدبر‪.‬‬ ‫(ِ)‬
‫يناقش ضوابط استنباط الدالالت‪.‬‬ ‫(ّ)‬
‫يشرح ا﵀اذير يف تدبر الدالالت‬ ‫(ْ)‬
‫يذكر مثاالن على تدبر أىل العلم للقرآف يف ضوء أتمل الدالالت‪.‬‬ ‫(ٓ)‬

‫مفردات الوحدة‪:‬‬
‫املْضْع األّل‪ :‬مفهوـ تدبر الدالالت القرآنية‪.‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‪ :‬ضوابط استنباط الدالالت‪.‬‬
‫املْضْع الجالح‪٤ :‬تاذير يف تدبر الدالالت‪.‬‬

‫عدد احملاضرات‪:‬‬
‫ٖ ‪٤‬تاضرات‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫ال خيفى على كل مشتغل ابلقرآف كعلومو ما للدالالت من أمهية ابلغة يف‬
‫تدبر القرآف كاستنباط حكمو كأحكامو‪ ،‬كعربه كىداايتو؛ اليت من يعمل هبا يسعد يف دنياه كآخرتو‪.‬‬
‫كالجتناء ‪ٙ‬تار الدالالت جيب على الدارس التأمل كالركية يف تدبر الدالالت كعدـ االستعجاؿ؛ فمن‬
‫استعجل الشيء قبل أىكانو عوقب ْترمانو‪ ،‬كمن أبدع يف تدبر الدالالت القرآنية‪ ،‬كاقتطف من ‪ٙ‬تارىا‪ ،‬ىو‬
‫من أطاؿ نىػ ىف ىسو يف التفكر كالتأمل بعد أف امتلك ا‪١‬تهارات األساسية يف كيفية االستدالؿ كاالستنباط‬
‫الصحيح من ألفاظ القرآف الكرمي كمعانيو‪.‬‬
‫كإذا أردت مثاالن يوضح ما نقوؿ فانظر إذل استنباط الشػافعي – ر‪ٛ‬تػو هللا – مػن قولػو تعػاذل‪( :‬ﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊ) [ا‪١‬تطففُت‪ ،]ُٓ:‬قػاؿ‪ :‬ىػذه اآليػة دليػل علػى أف ا‪١‬تػؤمنُت يركنػو ‪ -‬عػز كجػل ‪ -‬يومئػذ‪،‬‬
‫قػػاؿ ابػػن كثػػَت ‪ -‬ر‪ٛ‬تػػو هللا ‪ -‬معل نقػػا علػػى ىػػذا االسػػتنباط‪( :‬كىػػذا الػػذم قالػػو اإلمػػاـ الشػافعي‪ -‬ر‪ٛ‬تػػو هللا‪ -‬يف غايػػة‬
‫ا‪ٟ‬تي ٍسػ ػن‪ ،‬كى ػػو اس ػػتدالؿ ٔتفه ػػوـ ى ػػذه اآلي ػػة‪ ،‬كم ػػا دؿ علي ػػو منط ػػوؽ قول ػػو‪( :‬ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ‬
‫ﭠ) [القيامػػة‪ ،]ِّ ،ِِ :‬ككمػػا دلػػت علػػى ذلػػك األحاديػػث الصػػحاح ا‪١‬تت ػواترة يف رؤيػػة ا‪١‬تػػؤمنُت رَّهب ػم ‪ -‬عػػز‬
‫كجل ‪ -‬يف الدار اآلخرة‪ ،‬رؤية ابألبصار يف عرصات القيامة‪ ،‬كيف ركضات ا‪ٞ‬تناف الفاخرة)(ُ)‪.‬‬
‫كتيػ ىعد ىذه الوحدة ىي ا‪١‬تدخل ﵀ور تدبر الدالالت القرآنية؛ كذلك أهنا تشمل تعاريف ىذا العلم‪،‬‬
‫كبياف ا‪٠‬تريطة الذىنية اليت ٕتمع فركع ىذا العلم‪ ،‬كتوضيح أقساـ كفركع ىذا العلم‪ ،‬مث ا‪ٟ‬تديث حوؿ‬
‫الضوابط اليت ينبغي االلتزاـ هبا يف أبواب تدبر الدالالت القرآنية‪ ،‬كا﵀اذير اليت ينبغي ٕتنبها يف ىذا‬
‫الباب‪ ،‬مث ٗتتم ىذه الوحدة ببياف مثاؿ عملي على تدبر القرآف كتفهمو كاستنطاؽ دالالتو‪.‬‬

‫(ُ) ابن كثَت‪ ،‬تفسَت ابن كثَت‪.ُّٓ/ٖ :‬‬

‫‪20‬‬
‫املْضْع األّل‬
‫مفَْو تدبر الدالالت الكرآىٔ٘‬

‫يقصد ابلتدبر‪:‬‬
‫"إعماؿ الفكر كالقلب يف آايت القرآف الكرمي؛ ‪١‬تعرفة مقاصدىا‪ ،‬كاستنباط دالالهتا‪ ،‬كالعمل هبداايهتا‪،‬‬
‫كالكشف عن إحكاـ نظمها"‪.‬‬
‫وأما "ال ّدالالت" فجمع داللة (بكسر الدال وفتحها)‪.‬‬
‫و"ال ّداللة" يف اللغة‪:‬‬
‫تطلق على معٌت اإلابنة كالتعريف كا‪٢‬تداية كاإلرشاد إذل ا‪١‬تطلوب‪ ،‬كمن ذلك‪ :‬الدليل‪ ،‬كىو‪ :‬األمارة‬
‫على الشيء(ُ)‪.‬‬
‫اب أىلًي وم ﴾‬
‫َدلُّ ُك ْم ىعلىى ًٕتىارةو تيػٍن ًجي يكم ًمن ىع ىذ و‬
‫ٍ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ين ىآمنيوا ىى ٍل أ ُ‬
‫َّ ً‬
‫كمن ذلك قوؿ هللا تعاذل‪ ﴿ :‬ىاي أىيػُّ ىها الذ ى‬
‫س ىعلىٍي ًو‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ف ىم َّد الظٌ َّل ىكلى ٍو ىشاءى ى‪ٞ‬تىىعلىوي ىساكننا يمثَّ ىج ىع ٍلنىا الش ٍ‬
‫َّم ى‬ ‫ك ىكٍي ى‬ ‫[الصف‪ ،]َُ :‬كقولو‪﴿ :‬أىىدلٍ تىػىر إً ىذل ىربًٌ ى‬
‫َدلِ ًيال﴾ [الفرقاف‪.]ْٓ :‬‬
‫أما الداللة يف االصطالح‪:‬‬
‫أف يكوف الشيء ْتالة يلزـ من العلم هبا العلم بشيء آخر‪.‬‬
‫"الداؿ"‪ ،‬كالشيء الثاين ىو "ا‪١‬تدلوؿ"‪ ،‬كالعلم ابلداؿ حيصل بو العلم اب‪١‬تدلوؿ(ِ)‪.‬‬
‫كالشيء األكؿ ىو ٌ‬

‫(دؿ) يف‪ :‬الصحاح‪ ،‬كمقاييس اللغة‪ ،‬كالقاموس ا﵀يط‪ ،‬كلساف العرب‪.‬‬


‫(ُ) ينظر مادة ٌ‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬التعريفات للجرجاين‪ ، :‬كشرح الكوكب ا‪١‬تنَت البن النجار (ُ‪.)ُِٓ /‬‬

‫‪21‬‬
‫وادلقصود بداللة الكالم‪ :‬التوصل أبلفاظو وتراكيبو إىل ما يفيده من معان‪ ،‬سواء أكانت ىذه‬
‫ادلعاين وضعية أم سياقية‪.‬‬
‫كاأللفاظ كالًتاكيب ىي "ال ٌد ٌاؿ"‪ ،‬كا‪١‬تعاين ىي "ا‪١‬تدلوؿ"‪.‬‬
‫وعلى ىذا فإن ادلقصود ب "تدبر الدالالت القرآنية"‪:‬‬
‫النظر يف ألفاظ القرآن وتراكيبو؛ للتوصل إىل ما تفيده من معان وأحكام وىداَيت‪.‬‬
‫كيف أمهية ىذا التدبر يقوؿ ا‪١‬تاكردم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬إذا كاف القرآف هبذه ا‪١‬تنزلة من اإلعجاز يف نظمو‬
‫كمعانيو‪ ،‬احتاجت ألفاظو من استخراج معانيها إذل زايدة التأمل ‪٢‬تا‪ ،‬كفضل الركية فيها‪ ،‬كال يقتصر فيها‬
‫على أكائل البديهة‪ ،‬كال يقنع فيها ٔتبادئ الفكرة؛ ليصل ٔتبالغة االجتهاد‪ ،‬كإمعاف النظر إذل ‪ٚ‬تيع ما‬
‫كجوىا‪ ،‬قد تظهر اترة‪ ،‬كتغمض‬ ‫تضمنتو ألفاظو من ا‪١‬تعاين كاحتملتو من التأكيل؛ ألف للكبلـ ا‪ٞ‬تامع ن‬
‫أخرل"(ُ)‪ .‬كيقوؿ ابن خلدكف ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬يتعُت النظر يف دالالت األلفاظ؛ كذلك أف استفادة ا‪١‬تعاين‬
‫على اإلطبلؽ‪ ،‬من تراكيب الكبلـ على اإلطبلؽ‪ ،‬يتوقف على معرفة الدالالت الوضعية مفرد نة‬
‫كمركبةن"(ِ)‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(ُ) ا‪١‬تاكردم‪ ،‬النكت كالعيوف ُ‪.ّْ ،ّّ/‬‬


‫(ِ) ابن خلدكف‪ ،‬ا‪١‬تقدمة‪.ِٓٗ :‬‬

‫‪22‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‬
‫ضْابط اشتيباط الدالالت‬

‫إف موضوع االستنباط من الدالالت من ا‪١‬توضوعات ا‪١‬تهمة اليت حيسن ابلدارسُت العناية هبا‪ ،‬ك َّ‬
‫إف‬
‫أكؿ ما يينظر فيو يف األمر ا‪١‬تستنبى ًط‪ ،‬كالفائدة ا‪١‬تعلَّقة ابآلية؛ ينظر يف صحة الفائدة أك األمر ا‪١‬تستنبط يف‬
‫صحيحا يف ذاتو‪ ،‬ال خيالف الشريعة‪،‬‬
‫ن‬ ‫ذاتو‪ ،‬أصحيح يحيتج بو يف الشرع أـ ال؟ فإذا كاف ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تستنبط‬
‫بعد ذلك إذل صحة ارتباطو ابآلية‪ ،‬كصحة داللتها عليو‪ ،‬إذ ليس كل استنباط مذكور أك فوائد‬ ‫فإنو ينظر ى‬
‫مرتبة على اآلايت تكوف صحيحة من جهة داللة اآلية عليها‪ ،‬كيف ىذا ا‪١‬توضوع نوضح الضوابط اليت‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ن‬ ‫ٕتعل االستنباط‬
‫أوالً‪ :‬معرفة معىن اآلية‪ ،‬كىي ما يعٌت بو (علم التفسًن)‪ .‬كىذا ىو األساس الذم تنبٍت عليو‬
‫الداللة‪ ،‬فدكف معرفة معٌت اآلية يكوف التدبر فيها ضرناب من ضركب العماية كالضبللة‪.‬‬
‫اثنيًا‪ :‬معرفة لغة العرب‪ ،‬كأساليب بياهنا‪ ،‬كبديع ببلغتها‪ ،‬كىي ما يعٌت بو (علوم اللغة)‪ .‬كذلك أف‬
‫القرآف نزؿ بلساف عرِب مبُت‪ ،‬كبقدر معرفة ا‪١‬تتدبر ‪٢‬تذا العلم يكوف إدراكو لعظيم بياف القرآف‪ ،‬كجزالة‬
‫ألفاظو‪ ،‬كإحكاـ نظمو‪.‬‬
‫اثلثًا‪ :‬معرفة الطرق الصحيحة يف االستدالل‪ ،‬كىي ما يعٌت هبا (علم أصول الفقو)‪ .‬كذلك أف‬
‫سبب ضبلؿ كثَت ‪٦‬تن تكلم يف معاين القرآف كاف بسبب استدالؿ خاطئ أكصل إذل معٌت ابطل‪ ،‬كحىت‬
‫صحيحا فبل يكفي ذلك يف نسبة ىذا ا‪١‬تعٌت للقرآف‪ ،‬فكم من ا‪١‬تعاين الصحيحة يرٌكًبت ‪٢‬تا‬ ‫ن‬ ‫لو كاف ا‪١‬تعٌت‬
‫استدالالت ابطلة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ابعا‪ :‬معرفة ادلقاصد العامة للسورة‪ ،‬وىي ما يعىن هبا (علم مقاصد السور)‪ .‬كذلك أف معرفة‬ ‫رً‬
‫ا‪١‬تقاصد العامة للسورة أشبو ما تكوف اب‪١‬تعادل كا‪١‬تنارات اليت يهتدم هبا ا‪١‬تتدبر يف تدبره‪ ،‬كما أف مقاصد كل سورة‬
‫قرب للمتدبر دالالت التدبر يف ىذه السورة‪ ،‬مع اإلشارة أبف الكبلـ يف مقاصد السور أمر‬ ‫من سور القرآف تي ًٌ‬
‫نسيب تقرييب قد يظهر لشخص أك لبعض الناس مقصد كلغَتىم مقصد آخر ىو أظهر منو‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ر‪ٛ‬تو‬
‫هللا‪« :‬فمن تدبر القرآف كتدبر ما قبل اآلية كما بعدىا‪ ،‬كعرؼ مقصود القرآف؛ تبُت لو ا‪١‬تراد‪ ،‬كعرؼ ا‪٢‬تدل‬
‫السداد من اال‪٨‬تراؼ كاالعوجاج»(ُ)‪.‬‬
‫كالرسالة‪ ،‬كعرؼ ى‬
‫خامسا‪ :‬معرفة ادلناسبات بٌن السور واآلَيت‪ ،‬كىي ما يعٌت بو (علم ادلناسبات)‪ ،‬كذلك أف‬ ‫ً‬
‫التأمل يف عبلقة السورة ٔتا قبلها كما بعدىا من السور يفتح أبو نااب يف دالالت معاين ىذه السورة‪ ،‬ككذلك‬
‫ييقاؿ يف اآلايت؛ فإف التأمل يف عبلقة اآلية ٔتا قبلها كما بعدىا ىو ‪٦‬تا يوضح داللة كثَت من اآلايت‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة إذل أف الكبلـ يف ا‪١‬تناسبات أمر نسيب تقرييب يكثر فيو التكلف ببل قرينة دالة‪ ،‬كاألقرب أف ما‬
‫قويت عبلقتو كظهرت قرينتو احتي َّج بو كإال فبل‪.‬‬

‫طبق ضوابط استنباط الدالالت على سورة من قصار ا‪١‬تفصل‪.‬‬


‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬

‫(ُ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل (ُٓ‪.)ْٗ/‬‬

‫‪24‬‬
‫املْضْع الجالح‬
‫حماذٓر يف تدبر الدالالت‬

‫‪٦‬تا ينبغي التنبو لو يف أبواب الدالالت ‪ٚ‬تلة من ا﵀اذير كا‪١‬تزالق اليت ىي مزلة قدـ يقع فيها من دل يتنبو‬
‫‪٢‬تا سواء كاف بقصد أك بغَت قصد‪ ،‬كمن تلك ا﵀اذير‪:‬‬
‫(ٔ) االعتقاد مث االستدالل‪:‬‬
‫كمعٌت ذلك أف بعض الناظرين يف النصوص القرآنية يعتقد معٌت سواء أكاف ح نقا أـ ابطبلن‪ .‬مث يتطلب‬
‫دليبلن متكل نفا على اعتقاده السابق‪ ،‬كالواجب ىو التسليم للنصوص الشرعية كالعمل ٔتا تدؿ عليو من غَت‬
‫اعتقاد سابق‪ ،‬كأكثر ما يقع ا‪٠‬تطأ يف االستدالؿ كالتدبر من قوـ اعتقدكا معاين مث أرادكا ‪ٛ‬تل ألفاظ‬
‫القرآف عليها كىم "صنفاف‪:‬‬
‫‪ ‬اترة يسلبوف لفظ القرآف ما دؿ عليو كأريد بو‪.‬‬
‫‪ ‬كاترة حيملونو على ما دل يدؿ عليو كدل يرد بو‪.‬‬
‫كيف كبل األمرين قد يكوف ما قصدكا نفيو أك إثباتو من ا‪١‬تعٌت ابطبلن‪ ،‬فيكوف خطؤىم يف الدليل‬
‫كا‪١‬تدلوؿ‪ ،‬كقد يكوف ح نقا فيكوف خطؤىم يف الدليل ال يف ا‪١‬تدلوؿ‪ ،‬كىذا كما أنو كقع يف تفسَت القرآف‬
‫أيضا يف تفسَت ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬فالذين أخطؤكا يف الدليل كا‪١‬تدلوؿ ‪ -‬مثل طوائف من أىل البدع ‪-‬‬ ‫فإنو كقع ن‬
‫اعتقدكا مذىبنا خيالف ا‪ٟ‬تق الذم عليو األمة الوسط الذين ال جيتمعوف على ضبللة‪ ،‬كسلف األمة‬
‫كأئمتها‪ ،‬كعمدكا إذل القرآف فتأكلوه على آرائهم‪ ،‬اترة يستدلوف آبايت على مذىبهم كال داللة فيها‪ ،‬كاترة‬
‫يتأكلوف ما خيالف مذىبهم ٔتا حيرفوف بو الكبلـ عن مواضعو‪.‬‬
‫كا‪١‬تقصود أف مثل ىؤالء اعتقدكا ر نأاي مث ‪ٛ‬تلوا ألفاظ القرآف عليو‪ ،‬كليس ‪٢‬تم سلف من الصحابة‬

‫‪25‬‬
‫كالتابعُت ‪٢‬تم ِبحساف كال من أئمة ا‪١‬تسلمُت ال يف رأيهم كال يف تفسَتىم‪ ،‬كما من تفسَت من تفاسَتىم‬
‫الباطلة إال كبطبلنو يظهر من كجوه كثَتة‪ ،‬كذلك من جهتُت‪ :‬اترة من العلم بفساد قو‪٢‬تم‪ ،‬كاترة من العلم‬
‫بفساد ما فسركا بو القرآف‪ ،‬إما دليبلن على قو‪٢‬تم أك جو نااب على ا‪١‬تعارض ‪٢‬تم"(ٔ)‪.‬‬
‫مثال‪ :‬قاؿ تعاذل‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲ)[ا‪١‬تائدة‪.]ٓٓ :‬‬
‫قاؿ أحد الرافضة‪" :‬كاعلم أ ٌف ىذه اآلية من األدلٌة الواضحة على إمامة أمَت ا‪١‬تؤمنُت عليو السبلـ بعد‬
‫األحق"‪.‬‬
‫النيب ﷺ ببل فصل‪ .‬ككجو الداللة فيها‪ :‬أنٌو قد ثبت أ ٌف الورل يف اآلية ٔتعٌت األىٍكىذل ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫أيضا أ ٌف ا‪١‬تعٍت بقولو‪﴿ :‬ﯩ ﯪ﴾ أمَت ا‪١‬تؤمنُت عليو السبلـ‪ .‬فإذا ثبت ىذاف األصبلف؛‬ ‫كثبت ن‬
‫دؿ على إمامتو(ِ)‪.‬‬
‫ٌ‬
‫على أم أساس بٌت ىذا استنباطو؟‬
‫ىل يف اللغة ما يفيد أف الورل ىو األكذل كاألحق؟‬
‫ىل جاء يف السنة الصحيحة أك أقواؿ السلف ما يفسر ذلك؟‬

‫استقرئ بعض النصوص القرآنية اليت استدؿ هبا بعض أصحاب البدع على اعتقاداهتم‬
‫الباطلة‪ ،‬كمن خبلؿ التدبر السليم لدالالت اآلية قم ابلرد عليهم‪.‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬

‫(ُ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل ُّ‪ ّٓٔ/‬ػ ّٖٓ‪.‬‬


‫(ِ) الطوسي‪ ،‬البياف يف تفسَت القرآف ّ‪.ٓٓٗ/‬‬

‫‪26‬‬
‫ومن احملاذير كذلك االستدالل ابللفظ مبجرد ما يفيده كالم العرب من غًن نظر إىل ادلتكلم‬
‫ابلقرآن‪ ،‬وادلنزل عليو‪ ،‬وادلخاطب بو‪:‬‬
‫كمعٌت ذلك أف بعض الناظرين يف النصوص القرآنية يستدلوف ابللفظ القرآين على ما كرد يف لغة‬
‫العرب جملرد كركده من غَت نظر إذل ما يناسب ا‪١‬تتكلم بو كىو هللا سبحانو كتعاذل‪ ،‬أك من غَت نظر إذل ما‬
‫يناسب ا‪١‬تنزؿ عليو القرآف كىو النيب ﷺ‪ ،‬أك ما يناسب ا‪١‬تخاطب بو كىو عموـ الناس‪ ،‬كبسبب ا‪٠‬تلط يف‬
‫ىذه ا‪١‬تقامات يقع الغلط يف االستدالؿ ابأللفاظ القرآنية‪.‬‬
‫فإف أكثر ما يقع ا‪٠‬تطأ يف االستدالؿ كالتدبر من "قوـ فسركا القرآف ٔتجرد ما يسوغ أف يريده‬
‫بكبلمو من كاف من الناطقُت بلغة العرب‪ ،‬من غَت نظر إذل ا‪١‬تتكلم ابلقرآف‪ ،‬كا‪١‬تنزؿ عليو‪ ،‬كا‪١‬تخاطب‬
‫بو"(ُ) ‪ ،‬فهؤالء "راعوا ‪٣‬ترد اللفظ كما جيوز عندىم أف يريد بو العرِب‪ ،‬من غَت نظر إذل ما يصلح للمتكلم‬
‫كسياؽ الكبلـ"(ِ)‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫فى َّسر بعض ا‪١‬تفسرين من أىل اللغة قولو تعاذل‪( :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ)[آؿ عمراف‪ ،]ّٗ :‬فقاؿ‪:‬‬
‫اّللً» أم بكتاب من هللا‪ .‬تقوؿ العرب للرجل‪ :‬أنشدين كلمة كذا ككذا‪ ،‬أم قصيدة فبلف كإف‬ ‫«بً ىكلً ىم وة ًم ىن َّ‬
‫طالت(ّ)‪.‬‬
‫كقد رد عليو اإلماـ الطربم كقاؿ‪" :‬كقد زعم بعض أىل العلم بلغات العرب من أىل البصرة أف معٌت‬
‫قولو‪" :‬مصدقنا بكلمة من هللا"‪ ،‬بكتاب من هللا‪ ،‬من قوؿ العرب‪" :‬أنشدين فبلف كلمة كذا"‪ ،‬يراد بو‪:‬‬
‫قصيدة كذا؛ جهبلن منو بتأكيل "الكلمة"‪ ،‬كاجًتاءن على تر‪ٚ‬تة القرآف برأيو(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل (ُّ‪.)ّٓٓ/‬‬


‫(ِ) ا‪١‬ترجع السابق (ُّ‪.)ّٓٔ/‬‬
‫(ّ) أبو عبيدة‪٣ ،‬تاز القرآف‪ :‬صُٗ‪.‬‬
‫(ْ) الطربم‪ ،‬دمحم بن جرير‪ ،‬تفسَت الطربم ( ٔ‪.)ّْٕ /‬‬

‫‪27‬‬
‫كاألثر الوارد عن الصحابة كالتابعُت أنو عيسى بن مرمي‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قولو‪:‬‬
‫﴿ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾‪ ،‬قاؿ‪ :‬عيسى بن مرمي‪ ،‬كعن قتادة هنع هللا يضر يف قولو‪﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾‪ ،‬يعٍت‪:‬‬
‫عيسى بن مرمي(ُ)‪.‬‬

‫صحيحا يف نفسو لكن اآلية ال تدل عليو‪:‬‬


‫ً‬ ‫(ٕ) ومن احملاذير كذلك أن يكون ادلعىن‬
‫كثَتا من الباحثُت عن الفوائد الوعظية كالًتبوية كمن حيرصوف على تنزيل اآلايت على‬ ‫كذلك أف ن‬
‫الواقع‪٦ ،‬تن ليس ‪٢‬تم عناية ابالستدالؿ الصحيح‪ٕ ،‬تد ىؤالء قد يذكركف يف كبلمهم ما ىو صحيح يف‬
‫ذاتو‪ ،‬غَت ‪٥‬تالف لشيء من الشريعة‪ ،‬لكن يقع ا‪٠‬تطأ يف استدال‪٢‬تم‪ ،‬ككوف اآلية تدؿ على ا‪١‬تسألة أك‬
‫الفائدة اليت يذكركهنا‪ ،‬فا‪١‬تعلومة صحيحة كلكن االستدالؿ غَت صحيح‪ ،‬كيقع اإلشكاؿ ىنا يف صحة‬
‫داللة اآلية على ىذه الفائدة‪ ،‬كليس يف صحة الفائدة يف ذاهتا(ِ)‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬
‫ذكر القرطيب ر‪ٛ‬تو هللا‪ :‬عن بعض ا‪١‬تتصوفة أنو قاؿ عند قولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ‬
‫ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐﮊ [البقرة‪" :]ِْٗ :‬ىذه اآلية مثل ضربو هللا للدنيا‪ ،‬فشبهها هللا ابلنهر‪ ،‬كا‪١‬تغًتؼ بيده‬

‫(ُ) الطربم‪ ،‬دمحم بن جرير ‪ ،‬تفسَت الطربم ٔ‪.ّْٕ /‬‬


‫(ِ) ينظر الطيار‪ ،‬مساعد‪ ،‬شرح مقدمة أصوؿ التفسَت البن تيمية‪ ،‬ص‪.ُْٗ :‬‬

‫‪28‬‬
‫غرفة ابآلخذ منها قدر ا‪ٟ‬تاجة‪ ،‬كأحواؿ الثبلثة عند هللا ‪٥‬تتلفة"(ُ)‪.‬‬
‫كبلما حسننا مقبوالن‪،‬‬
‫‪٣‬تردا عن اآلية‪ ،‬كدل يزعم أهنا تدؿ عليو لكاف ن‬ ‫فهذا الكبلـ كىذا ا‪١‬تثاؿ لو ذكر ن‬
‫فهو كبلـ صحيح يف ذاتو‪ ،‬أما كوف اآلية دلت عليو فهذا غَت صحيح مطل نقا‪.‬‬
‫كىؤالء الذين خيطئوف يف الدليل ال يف ا‪١‬تدلوؿ مثل كثَت من الصوفية كالوعاظ كالفقهاء كغَتىم‪ ،‬يعربكف‬
‫عن ألفاظ القرآف ٔتعاف صحيحة‪ ،‬لكن القرآف ال يدؿ عليها(ِ)‪.‬‬
‫كمن أمثلة صحة ا‪١‬تعٌت مع خطأ االستدالؿ ما ذكره بعض من استدؿ بقولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ‬
‫ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﮊ [البقرة‪.]ِٖٔ :‬قاؿ أبف معٌت اآلية‪ :‬ال يؤخذ أحد‬
‫بذنب أحد‪.‬‬
‫كقد رد ابن عطية ‪ -‬ر‪ٛ‬تو هللا ‪ -‬ىذا االستدالؿ بقولو‪« :‬كىذا صحيح يف نفسو‪ ،‬لكن من غَت ىذه‬
‫اآلية»(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) القرطيب‪ ،‬تفسَت القرطيب‪.ُِٓ/ّ :‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل‪.ِّٔ/ُّ:‬‬
‫(ّ) ابن عطية‪ ،‬ا﵀رر الوجيز‪.ّّٗ/ُ:‬‬

‫‪29‬‬
‫من خبلؿ عرض ىذه ا﵀اذير ديكن توضيح أمهية االستدالؿ التدبرم الصحيح يف عناصر‬
‫ىي‪.‬‬
‫ُ) ‪......................................................................................‬‬
‫ِ) ‪......................................................................................‬‬
‫ّ) ‪......................................................................................‬‬
‫ْ) ‪......................................................................................‬‬
‫ٓ) ‪......................................................................................‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪30‬‬
‫اذكر مناذج على أثر ا‪١‬تعتقد يف االستدالؿ‪.‬‬ ‫( ُ)‬
‫اذكر أمثلة على صحة ا‪١‬تعٌت مع خطأ االستدالؿ‪.‬‬ ‫( ِ)‬

‫(ُ) دالالت األلفاظ يف مباحث األصوليُت‪ ،‬د‪ .‬يعقوب الباحسُت‪ ،‬دار التدمرية‪ ،‬الرايض‪ ،‬طُ‪،‬‬
‫ُّْْىػ‪.‬‬
‫(ِ) ضوابط أصولية يف تدبر القرآف‪ ،‬د‪ .‬يوسف البدكم‪ْ ،‬تث منشور يف ‪٣‬تلة ا‪ٞ‬تمعية الفقهية‬
‫السعودية‪ ،‬العدد ا‪٠‬تامس عشر‪ ،‬شهر صفر ُّْْىػ‪.‬‬

‫عرؼ الداللة‪ ،‬كما ا‪١‬تقصود بتدبر الدالالت؟‬ ‫( ُ)‬


‫ما ضوابط االستنباط من الدالالت؟‬ ‫( ِ)‬
‫اذكر ا﵀اذير يف تدبر الدالالت‪.‬‬ ‫( ّ)‬

‫‪31‬‬
32
33
34
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الدارس بعد إهنائو ىذه الوحدة أن‪:‬‬


‫يشرح مفهوـ الببلغة‪.‬‬ ‫(ُ)‬
‫يشرح مفهوـ الدالالت الببلغية‪.‬‬ ‫(ِ)‬
‫يشرح ا‪١‬تقصود بتدبر الدالالت الببلغية‪.‬‬ ‫(ّ)‬
‫يتقن مهارة األسئلة الببلغية التدبرية‪.‬‬ ‫(ْ)‬

‫مفردات الوحدة‪:‬‬

‫مفردات الْحدٗ ّمْضْعاتَا‪:‬‬


‫املْضْع األّل‪ :‬مفهوـ الببلغة‪.‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‪ :‬مفهوـ تدبر الدالالت الببلغية‪.‬‬
‫املْضْع الجالح‪ :‬أسئلة تدبر األساليب الببلغية‪.‬‬

‫عدد احملاضرات‪:‬‬

‫ٔ ‪٤‬تاضرات‬

‫‪35‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫نزؿ القرآف الكرمي بلغة العرب كعلى كفق أساليبها‪ ،‬كما قاؿ سبحانو كتعاذل‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫﴿إً َّّن أىنٍػىزلٍنىاهي قيػ ٍرآّنن ىعىربًيٌان لى ىعلَّ يك ٍم تىػ ٍعقليو ىف﴾ [يوسف‪ ،]ِ:‬كيقوؿ‪﴿ :‬فىًإَّمنىا يى َّس ٍرىّنهي بًل ىسانً ى‬
‫ك لى ىعلَّ يه ٍم يىػتى ىذ َّك يرك ىف﴾‬
‫[الدخاف‪.]ٖٓ:‬‬
‫ك‪٢‬تذا كانت اللغة طري نقا من طرؽ تفسَت القرآف كالكشف عن دالالتو كلطائف إشاراتو كىداايتو‪ ،‬قاؿ‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما‪( :‬التفسَت على أربعة أكجو‪ :‬كجو تعرفو العرب من كبلمها‪ ،‬كتفسَت ال يعذر‬
‫أحد ّتهالتو‪ ،‬كتفسَت يعلمو العلماء‪ ،‬كتفسَت ال يعلمو إال هللا)‪ ،‬كقاؿ الزركشي‪( :‬التفسَت علم يعرؼ بو‬
‫فهم كتاب هللا ا‪١‬تنزؿ على نبيو دمحم ﷺ كبياف معانيو كاستخراج أحكامو كحكمو‪ .‬كاستمداد ذلك من علم‬
‫اللغة كالنحو كالتصريف كعلم البياف‪ ،)...‬كقاؿ ابن عاشور‪( :‬إف القرآف كبلـ عرِب؛ فكانت قواعد العربية‬
‫طري نقا لفهم معانيو‪ ،‬كبدكف ذلك يقع الغلط كسوء الفهم ‪١‬تن ليس بعرِب ابلسليقة‪.)...‬‬
‫كا‪١‬تفسر إذا دل جيد التفسَت يف كبلـ هللا كسنة رسوؿ هللا ككبلـ الصحابة كالتابعُت فإنو يرجع إذل اللغة العربية‪.‬‬
‫كلذا كاف من شركط ا‪١‬تفسر‪ :‬ا‪١‬تعرفة بلغة العرب‪ ،‬قاؿ ‪٣‬تاىد‪( :‬ال حيل ألحد يؤمن اب﵁ كاليوـ اآلخر‬
‫أف يتكلم يف كتاب هللا إذا دل يكن عال نػما بلغات العرب)‪ ،‬كقاؿ مالك بن أنس‪( :‬ال أكتى برجل يفسر‬
‫كبلـ هللا‪ ،‬كىو ال يعرؼ لغة العرب‪ ،‬إال جعلتو نكاالن)‪ ،‬كقاؿ ابن فارس‪( :‬من أراد معرفة ما يف كتاب هللا‬
‫جل كعز‪ ،‬كما يف سنة رسوؿ هللا ﷺ‪ ،‬من كل كلمة غريبة أك نظم عجيب‪ ،‬دل جيد من العلم ابللغة بدِّا)‪.‬‬
‫كمن علوـ العربية اليت ‪٢‬تا أثر كبَت يف تفهم القرآف كتدبره كاستنباط دالالتو كالكشف عن إعجازه‪ :‬علم‬
‫الببلغة؛ فهو مفتاح من مفاتيح التدبر‪ ،‬بل ال يتم تدبر القرآف كتعقلو كتذكره إال ‪١‬تن عرؼ أساليب العرب‬
‫يف ببلغتها‪ ،‬كقد قاؿ هللا هلالج‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [الدخاف‪.]ٖٓ :‬‬
‫كقد أ ٌكد العلماء على أمهية ٖتصيلو للمفسر؛ ‪٠‬تصوصيتو يف فهم القرآف الكرمي‪ ،‬قاؿ الز‪٥‬تشرم يف‬

‫‪36‬‬
‫مقدمة تفسَته(ُ) عن علم التفسَت‪( :‬ال يتم لتعاطيو كإجالة النظر فيو كل ذم علم‪ ...‬إال رجل قد برع يف‬
‫علمُت ‪٥‬تتصُت ابلقرآف كمها‪ :‬علم ا‪١‬تعاين‪ ،‬كعلم البياف(ِ))‪ .‬كقاؿ السكاكي عن علمي ا‪١‬تعاين كالبياف‬
‫الببلغيُت‪( :‬الواقف على ٘تاـ مراد ا‪ٟ‬تكيم تعاذل كتقدس من كبلمو مفتقر إذل ىذين العلمُت كل‬
‫االفتقار)(ّ)‪ ،‬كيرل ابن خلدكف (تَٖٖىػ) أف ا‪١‬تفسرين ىم (أحوج ما يكوف إذل ىذا الفن)(ْ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫ابن عاشور‪( :‬لعلمي البياف كا‪١‬تعاين مزيد اختصاص بعلم التفسَت؛ ألهنما كسيلة إلظهار خصائص الببلغة‬
‫القرآنية‪ ،‬كما تشتمل عليو اآلايت من تفاصيل ا‪١‬تعاين‪ ،‬كإظهار كجو اإلعجاز؛ كلذلك كاف ىذاف العلماف‬
‫يسمياف يف القدمي‪ :‬علم دالئل اإلعجاز)(ٓ)‪ ،‬كقاؿ‪( :‬ا‪١‬تفسر ْتاجة إذل بياف ما يف آم القرآف من طرؽ‬
‫االستعماؿ العرِب كخصائص ببلغتو كما فاقت بو آم القرآف يف ذلك‪ ...‬لئبل يكوف ا‪١‬تفسر حُت يعرض‬
‫عن ذلك ٔتنزلة ا‪١‬تًتجم ال ٔتنزلة ا‪١‬تفسر)(ٔ)‪.‬‬
‫كيف ىذا القسم من ا‪١‬تقرر سنعرض ‪ٞ‬تملة من األساليب الببلغية‪ ،‬كنبُت أثرىا يف تدبر دالالت القرآف الكرمي‪.‬‬
‫كأما الوحدة األكذل منو فهي تتناكؿ مفهوـ الببلغة‪ ،‬كالدالالت الببلغية‪ ،‬كا‪١‬تقصود بتدبر الدالالت‬
‫الببلغية‪ ،‬كنعرض ‪١‬تهارة األسئلة الببلغية يف تدبر الدالالت‪.‬‬

‫(ُ) تفسَت الز‪٥‬تشرم الذم أ‪ٝ‬تاه‪" :‬الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل" ىو تفسَت زاخر ِببراز معادل القرآف اإلعجازية‬
‫كالببلغية‪ ،‬كقد حاز إعجاب ا﵀ققُت من العلماء من ىذه الناحية‪ ،‬حىت إف اإلماـ ابن تيمية قاؿ عنو‪« :‬بصرؼ النظر‬
‫عما فيو من االعتزاؿ فهو تفسَت دل يسبق مؤلفو إليو‪١ ،‬تا أابف فيو من كجوه ‪ٚ‬تاؿ النظم القرآين كببلغتو‪ .‬فقد برع يف كثَت‬
‫من العلم» اىػ‪ .‬إال أف أىل السنَّة ‪٢‬تم عليو مبلحظات كثَتة‪ ،‬أبرزىا‪:‬‬
‫ُ‪ .‬نشر عقائد ا‪١‬تعتزلة من خبلؿ التعسف يف فهم اآلايت القرآنية‪.‬‬
‫ّ‪ .‬كثرة األحاديث ا‪١‬توضوعة‪.‬‬ ‫ِ‪ .‬إنكار قراءات صحيحة مشهورة‪.‬‬
‫(ِ) "علم البياف" يف نص الز‪٥‬تشرم ىو‪ :‬علم الببلغة‪ .‬كأما "علم ا‪١‬تعاين" فليس ىو علم ا‪١‬تعاين الببلغي‪ ،‬كإمنا ىو علم "معاين‬
‫القرآف" الذم يعٌت ابللغة يف بياف ألفاظ القرآف‪.‬‬
‫(ّ) مفتاح العلوـ‪ ،ُِٔ :‬كينظر‪.ُِْ :‬‬
‫(ْ) اتريخ ابن خلدكف‪.ِٕٔ/ُ :‬‬
‫(ٓ) تفسَت التحرير كالتنوير‪.ُٗ/ُ :‬‬
‫(ٔ) تفسَت التحرير كالتنوير‪.َُِ/ُ :‬‬

‫‪37‬‬
‫املْضْع األّل‬
‫مفَْو البالغ٘‬

‫حيسن قبل بياف ا‪١‬تقصود بػ"الدالالت الببلغية" معرفة ا‪١‬تراد بػػ"الببلغة"‪.‬‬


‫تعريف البالغة‪:‬‬
‫فصيحا‬
‫ن‬ ‫قوما ٔتوضوع ما؛ فإنك إذا اخًتت من األلفاظ كالًتاكيب ما كاف‬ ‫إذا أردت أف ٗتاطب ن‬
‫اضحا حسننا‪ ،‬يعرب عن موضوعك أكضح تعبَت كأ٘تو‪ ،‬مع تناسب األلفاظ كا‪١‬تعاين كحسن النظاـ‪ ،‬كجاء‬‫ك ن‬
‫ذلك كلو مراعينا للمقاـ الذم قيل فيو ا‪١‬توضوع‪ ،‬ك‪ٟ‬تاؿ ا‪١‬تخاطىب من حيث ثقافتو كمنزلتو كعمره ك‪٨‬تو‬
‫كبلما بليغنا‪.‬‬ ‫و‬
‫ذلك‪ ،‬فإنك حينئذ قلت ن‬
‫فالبالغة يف االصطالح‪:‬‬
‫أن يكون الكالم بعد فصاحتو مطاب ًقا دلقتضى احلال‪.‬‬
‫كا‪١‬تقصود ابلكبلـ الفصيح‪ :‬الواضح‪ ،‬الذم جيرم على طريقة العرب يف بناء ألفاظو‪ ،‬كإعراب تراكيبو‪،‬‬
‫مع حسنها‪ ،‬كسهولة نطقها‪.‬‬
‫كا‪١‬تقصود اب‪ٟ‬تاؿ‪ :‬حاؿ ا‪١‬تخاطىب كحاؿ ا‪١‬تتكلم كالزماف أك ا‪١‬تكاف الذم حصل فيو ا‪٠‬تًطاب‪ ،‬ك‪ٚ‬تيع‬
‫الظركؼ كا‪١‬تبلبسات كالعبلقات اليت ٖتيط ابلكبلـ كتؤثر فيو؛ فتدعو إذل التكلم على كجو ‪٥‬تصوص‪،‬‬
‫ْتيث يكوف للكبلـ خصوصية زائدة على أصل ا‪١‬تعٌت‪.‬‬
‫ىذه ا‪٠‬تصوصية ىي ما يسمى‪" :‬مقتضى ا‪ٟ‬تاؿ"‪.‬‬
‫أمرا أك هنينا‪ ،‬على التشبيو‬
‫كدا أك غَت مؤكد‪ ،‬ن‬
‫موجزا أك مطنبنا‪ ،‬مؤ ن‬
‫فا‪ٟ‬تاؿ قد تقتضي أف يكوف الكبلـ ن‬

‫‪38‬‬
‫أك اجملاز‪ ،‬أك غَت ذلك من األساليب ْتسب ما تقتضيو ا‪ٟ‬تاؿ؛ ك‪٢‬تذا قاؿ العرب‪ :‬لكل مقاـ مقاؿ‪.‬‬
‫فإنشاء ا‪٠‬تطاب البليغ يتأثر أبحواؿ ا‪١‬تتكلم كا‪١‬تخاطىب كما حييط هبما‪ ،‬كما يراعي سياؽ النص كما‬
‫‪ٚ‬تيعا‪ ،‬كعلى حسب‬‫بُت ألفاظو كتراكيبو من عبلقات كمناسبات‪ .‬كا‪١‬تتكلم البليغ يراعي ىذه األحواؿ ن‬
‫مراعاتو ألحواؿ ا‪٠‬تطاب ترتفع ببلغتو؛ ك‪٢‬تذا خيتلف البلغاء ْتسب اختبلفهم يف مراعاة الكبلـ ‪١‬تقتضى‬
‫ا‪ٟ‬تاؿ‪.‬‬
‫مثاؿ‪:‬‬
‫منكرا لوجود الرب ‪ ،‬فإف حاؿ اإلنكار تقتضي أتكيد الكبلـ أبدكات‬ ‫لو أراد متكلم أف خياطب ن‬
‫التأكيد‪ ،‬مع اإلطناب يف االستدالؿ على كجود الرب ‪ ‬أبدلة عقلية‪.‬‬
‫فػ"ا‪ٟ‬تاؿ" يف ا‪١‬تخاطىب ىي اإلنكار‪ ،‬ك"مقتضى ا‪ٟ‬تاؿ" ىو التأكيد كاإلطناب كاستخداـ األدلة‬
‫العقلية‪.‬‬
‫قاؿ ابن خلدكف‪( :‬إذا حصلت ا‪١‬تلكة التامة يف تركيب األلفاظ ا‪١‬تفردة للتعبَت هبا عن ا‪١‬تعاين‬
‫ا‪١‬تقصودة‪ ،‬كمراعاة التأليف الذم يطبق الكبلـ على مقتضى ا‪ٟ‬تاؿ‪ ،‬بلغ ا‪١‬تتكلم حينئذ الغاية من إفادة‬
‫مقصوده للسامع‪ ،‬كىذا ىو معٌت الببلغة)(ُ)‪.‬‬

‫والعلم الذي يعىن بتحصيل ملكة البالغة ىو "علم البالغة"‪.‬‬


‫فصيحا مراعينا مقتضى ا‪ٟ‬تاؿ‪.‬‬
‫ن‬ ‫كىو‪ :‬علم يعرؼ بو كيف يكوف الكبلـ‬
‫كيتناكؿ معايَت الفصاحة‪ ،‬كاألساليب الببلغية اليت يتخَت منها ا‪١‬تتكلم ما يؤدم ا‪١‬تعٌت مع مناسبتو‬
‫للمقاـ الذم يتكلم فيو‪.‬‬

‫(ُ) اتريخ ابن خلدكف‪.ُٕٔ/ُ :‬‬

‫‪39‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‬
‫مفَْو تدبر الدالالت البالغٔ٘‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم الدالالت البالغية‪:‬‬


‫ا‪١‬تتكلم البليغ حينما يتخَت ألفاظنا بعينها‪ ،‬كينظم بينها بطريقة ‪٥‬تصوصة تراعي مقتضى ا‪ٟ‬تاؿ‪ ،‬يريد‬
‫غرضا من األغراض كيقصد إذل معٌت من ا‪١‬تعاين‪ ،‬كإف كاف غَته من النظوـ يشًتؾ‬ ‫بذلك النظم ا‪١‬تخصوص ن‬
‫معو يف أتدية ا‪١‬تعٌت العاـ‪ ،‬لكن ا‪١‬تعٌت الذم أراده ا‪١‬تتكلم ال يتحقق لو إال ٓتصوصية معينة من النظم‪.‬‬
‫ففرؽ ‪-‬مثبلن‪ -‬بُت أف أقوؿ‪ :‬حفظت سورة البقرة‪ .‬أك أقوؿ‪ :‬ما حفظت إال سورة البقرة‪.‬‬
‫فكبل ا‪١‬تثالُت يثبتاف رل حفظ سورة البقرة‪ ،‬لكن ا‪١‬تثاؿ الثاين يدؿ على أنٍت دل أحفظ من القرآف إال‬
‫كدؿ على ذلك صيغة القصر اليت بنيت عليها كبلمي‪.‬‬‫ىذه السورة‪ٌ .‬‬
‫أما ا‪١‬تثاؿ األكؿ فليست صيغتو صيغة قصر؛ فبل يدؿ على ىذا ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كإمنا ىو يدؿ على أنٍت‬
‫حفظت سورة البقرة‪ ،‬كقد أكوف حفظت غَتىا‪ ،‬لكن اإلخبار كقع عليها لبلىتماـ هبا‪.‬‬
‫فادلقصود ابلداللة البالغية‪:‬‬
‫التوصل أبساليب البالغة إىل ما تفيده من ادلعاين واألغراض‪.‬‬
‫اثنيًا‪ :‬ادلقصود بتدبر الدالالت البالغية‪:‬‬
‫اب أىنٍػىزلٍنىاهي إًلىٍي ى‬
‫ك يمبى ىارهؾ‬ ‫ً‬
‫جاء ا‪ٟ‬تث على تدبر القرآف يف آايت عديدة‪ ،‬منها قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬كتى ه‬
‫خطااب للنيب ﷺ كا‪١‬تؤمنُت‪.‬‬ ‫اب﴾ [ص‪ ،]ِٗ:‬كيف قراءة‪﴿ :‬لًتى ىدبػَّيركا﴾ ابلتاء‬ ‫لًي َّدبػَّركا آايتًًو كلًيػتى ىذ َّكر أيكليو ٍاألىلٍب ً‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫ى ي ى ىى ى‬
‫كقولو تعاذل‪﴿ :‬أىفى ىبل يػتى ىدبػَّرك ىف الٍ يقرآ ىف أ ٍىـ ىعلىى قيػلي و‬
‫وب أىقٍػ ىفا ي‪٢‬تىا﴾ [دمحم‪ ،]ِْ:‬كغَتمها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ى ي‬
‫كتدبر القرآف كما يكوف للمعاين يكوف للمباين من حيث فصاحتو كببلغة نظمو‪ ،‬كيدؿ على ذلك‬

‫‪40‬‬
‫اختً ىبلفنا ىكثً نَتا﴾ [النساء‪،]ِٖ:‬‬ ‫ًً‬ ‫قولو تعاذل‪﴿ :‬أىفى ىبل يػت ىدبػَّرك ىف الٍ يقرآ ىف كلىو ىكا ىف ًمن ًعٍن ًد ىغ ًَت ًَّ‬
‫اّلل لىىو ىج يدكا فيو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ىٍ‬ ‫ىى ي‬
‫كاالختبلؼ مبلزـ لكبلـ اإلنساف سواء يف معانيو أـ يف مبانيو‪ ،‬كأما القرآف العظيم فبل اختبلؼ فيو كال‬
‫تفاكت يف لفظو كال يف نظمو‪ ،‬كال يتبُت ذلك إال بتدبر ببلغتو‪.‬‬
‫كتدبر الببلغة القرآنية يفيد يف إثبات اإلعجاز القرآين الذم يدؿ على صدؽ النيب ﷺ‪ .‬كما يفيد يف‬
‫معرفة مقاصد األلفاظ كالًتاكيب كاألساليب كاستنباط ا‪١‬تعاين اليت تكتنزىا اآلايت‪ ،‬كىي معاف مرادة ما‬
‫دامت ألفاظ القرآف كتراكيبو ٖتتملها؛ ألف القرآف الكرمي يقصد إذل ٗتَت األلفاظ كاألساليب الًتكيبية‬
‫كالبيانية؛ ‪١‬تا كراءىا من الدالالت اليت تكمن فيها معاف خفية‪ ،‬ىذه ا‪١‬تعاين ال تدرؾ إال ابلتدبر يف األلفاظ‬
‫كاألساليب القرآنية‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية حينما تناكؿ ا‪١‬تغايرة بُت اال‪ٝ‬تية كالفعلية يف سورة "الكافركف"‪( :‬القرآف تنزيل من‬
‫حكيم ‪ٛ‬تيد‪ ،‬كىو كتاب أحكمت آايتو مث فصلت؛ كلو أف رجبلن من بٍت آدـ لو علم أك حكمة أك‬
‫خطبة أك قصيدة أك مصنف‪ ،‬فهذب ألفاظ ذلك‪ ،‬كأتى فيو ٔتثل ىذا التغاير‪ ،‬لعيلم أنو قصد يف ذلك‬
‫حكمة‪ ،‬كأنو دل خيالف بُت األلفاظ مع اٖتاد ا‪١‬تعٌت سدل‪ .‬فكيف بكبلـ رب العا‪١‬تُت كأحكم‬
‫ا‪ٟ‬تاكمُت؟!)(ُ)‪.‬‬
‫وعلى ىذا فادلراد بتدبر الدالالت البالغية‪:‬‬
‫النظر يف األساليب البالغية القرآنية؛ للتوصل إىل ما تفيده من معان وأغراض‪.‬‬
‫مثال‪ :‬قولو ‪( :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ)[الفاٖتة‪.]ٓ :‬‬
‫األسلوب‪ :‬تقدمي ا‪١‬تفعوؿ بو (ﭢ) على الفعل (ﭣ)‪.‬‬
‫الداللة‪ :‬أفاد أسلوب التقدمي يف ىذه اآلية قصر العبادة على هللا كحده ال شريك لو‪ ،‬كلو جاء النظم‬
‫من غَت تقدمي ‪-‬كأف يقاؿ‪ :‬نعبدؾ‪ -‬دل يدؿ على ىذا ا‪١‬تعٌت‪.‬‬

‫(ُ) ‪٣‬تموع فتاكل ابن تيمية‪.ُٓٓ/ُٔ :‬‬

‫‪41‬‬
‫املْضْع الجالح‬
‫أش‪ٝ‬ل٘ تدبر األشالٔب البالغٔ٘‬

‫يع ٌد السؤاؿ أداة مهمة لفهم النص كاستظهار معانيو كاستكشاؼ خفاايه كاستنطاؽ دالالتو‪.‬‬
‫كالتساؤؿ مع آايت القرآف الكرمي من مفاتيح التدبر ك‪٤‬تفزاتو؛ فهو جيعل ا‪١‬تتدبر يف ٖتد مع أسئلتو‪،‬‬
‫فيتعمق يف أتملو كتدبره‪ ،‬كيتحفز إذل البحث يف كتب التفسَت كمعاين القرآف لئلجابة عن تلك األسئلة‬
‫اليت تلح عليو‪.‬‬
‫ك‪٣‬تاالت األسئلة التدبرية متنوعة‪ ،‬منها ما يتعلق اب‪١‬تقاصد‪ ،‬كمنها ما يتعلق ابألحكاـ‪ ،‬كمنها ما يتعلق‬
‫ابلببلغة‪ ،‬كىي ا‪١‬تقصودة ىنا‪.‬‬
‫كتتجو األسئلة ‪٨‬تو األساليب الببلغية يف األلفاظ كا‪ٞ‬تمل كاآلايت كالسور؛ ليكوف ا‪ٞ‬تواب عنها مبيننا‬
‫دالالهتا ا‪١‬تعنوية كاإلعجازية‪.‬‬
‫كال يقف السؤاؿ عند حدكد اآلية بل يتعداىا إذل ا‪١‬تقارنة بينها كبُت غَتىا من اآلايت يف السورة أك‬
‫يف السور األخرل‪.‬‬
‫علما ابلببلغة كانت أسئلتو أكثر كأعمق‪.‬‬
‫ككلما كاف ا‪١‬تتدبر أكثر ن‬
‫كمثل ىذه األسئلة الببلغية موجودة عند بعض ا‪١‬تفسرين كالز‪٥‬تشرم كالرازم كابن عرفة كالبسيلي‬
‫كغَتىم‪ ،‬كىي ظاىرة يف كتب "ا‪١‬تتشابو اللفظي"‪ ،‬ك‪ٙ‬تة مؤلفات معاصرة فيها‪ ،‬كمنها‪ :‬أسئلة بيانية يف‬
‫القرآف الكرمي للدكتور فاضل السامرائي‪ ،‬كمن غريب ببلغة القرآف الكرمي يف سوريت الفاٖتة كالبقرة (ُُّٔ‬
‫سؤاؿ كجواب) للدكتور عادؿ الركيٍت‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫صورا شىت للوصوؿ إذل سر التعبَت كداللتو‪ ،‬كمنها‪:‬‬ ‫كتتخذ أسئلة التدبر الببلغية ن‬
‫ُ‪١ -‬تاذا‪ ،‬أك‪ :‬لً ىػم؟‬
‫يبحث عن سر التعبَت ابأللفاظ كاألساليب‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ماذا لو؟‬
‫يبحث عن البدائل اللفظية كالًتكيبية كالبيانية‪ ،‬كيوازف معها ليظهر سر التعبَت القرآين كداللتو‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ما الفرؽ؟‬
‫يبحث عن ا‪١‬تواضع األخرل ا‪١‬تشاهبة يف القرآف‪ ،‬كيوازف معها ليظهر سر التعبَت القرآين كداللتو‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫اآلية األكذل من سورة الكوثر‪﴿ :‬إً َّّن أ ٍىعطىٍيػنى ى‬
‫اؾ الٍ ىك ٍوثػىىر﴾‪.‬‬
‫‪١ -‬تاذا جاء التعبَت عن الرب سبحانو بضمَت ا‪ٞ‬تمع كليس اإلفراد؟ ماذا لو قيل‪ :‬إنًٌػي؟‬
‫‪١ -‬تاذا عرب ابلضمَت كليس االسم الظاىر؟ ماذا لو قيل‪ :‬إف هللا؟‬
‫‪١ -‬تاذا عرب بضمَت ا‪ٞ‬تمع (ّن)؟ ماذا لو قيل‪٨ :‬تن؟‬
‫‪١‬تاذا أكد ا‪٠‬ترب؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪١‬تاذا جاء التأكيد ِبف؟ ماذا لو قيل‪ :‬قد أعطيناؾ؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪١‬تاذا قدـ ا‪١‬تسند إليو "ضمَت ا‪ٞ‬تبللة"؟‬ ‫‪-‬‬
‫اؾ ىسٍبػ نعا‬
‫﴿كلىىق ٍد آتىػٍيػنى ى‬
‫‪١‬تاذا عرب ابإلعطاء دكف اإليتاء؟ ماذا لو قيل‪ :‬آتيناؾ؟ يف موضع آخر قاؿ هللا‪ :‬ى‬ ‫‪-‬‬
‫اؾ ًم ٍن لى يد َّّن ًذ ٍكنرا﴾ ما الفرؽ؟‬
‫ًم ىن الٍ ىمثى ًاين ىكالٍ يق ٍرآ ىف الٍ ىع ًظ ىيم﴾ ﴿ ىكقى ٍد آتىػٍيػنى ى‬
‫‪١‬تاذا عرب عن اإلعطاء ابلفعل؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪١‬تاذا عرب عن اإلعطاء ابلفعل ا‪١‬تاضي؟ ماذا لو قيل‪ :‬إّن نعطيك؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪٤‬تمدا‪ ،‬أك‪ :‬إّن أعطيناه؟‬
‫‪١‬تاذا جاء الكبلـ على ا‪٠‬تطاب للنيب ﷺ؟ ماذا لو قيل‪ :‬إّن أعطينا ن‬ ‫‪-‬‬
‫كوثرا؟‬
‫‪١‬تاذا عيٌرؼ "الكوثر"؟ ماذا لو قيل‪ :‬ن‬ ‫‪-‬‬

‫‪43‬‬
‫‪١ -‬تاذا دل يقيد "الكوثر" اب‪١‬تضاؼ "هنر"؟ ماذا لو قيل‪ :‬أعطيناؾ هنر الكوثر؟‬

‫اكتب أسئلة تدبرية ببلغية على بقية السورة‪﴿ :‬فى ً‬


‫ك ىك ٍا‪٨‬تىٍر ‪ ‬إً َّف ىشانًئى ى‬
‫ك يى ىو‬ ‫ص ًٌل لىربًٌ ى‬
‫ى‬
‫ٍاألىبٍػتىػ ير﴾‪.‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪44‬‬
45
46
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الدارس بعد إهنائو ىذه الوحدة أن‪:‬‬


‫يوضح ا‪١‬تقصود ابلًتاكيب الببلغية‪.‬‬ ‫(ُ)‬
‫يستخرج الداللة التدبرية لؤللفاظ‪.‬‬ ‫(ِ)‬
‫يستخرج الداللة التدبرية ألسلوب ا‪ٞ‬تملة ا‪٠‬تربية‪.‬‬ ‫(ّ)‬
‫يستخرج الداللة التدبرية ألساليب ا‪ٞ‬تمل اإلنشائية‪.‬‬ ‫(ْ)‬
‫يستخرج الداللة التدبرية ألسلوب التقدمي كالتأخَت‪.‬‬ ‫(ٓ)‬
‫يستخرج الداللة التدبرية ألسلوِب اإلطبلؽ كالتقييد‪.‬‬ ‫(ٔ)‬
‫يستخرج الداللة التدبرية ألسلوب القصر‪.‬‬ ‫(ٕ)‬
‫يستخرج الداللة التدبرية ألسلوِب اإلجياز كاإلطناب‪.‬‬ ‫(ٖ)‬
‫مفردات الوحدة‪:‬‬

‫املْضْع األّل‪ :‬ا‪١‬تقصود ابلًتاكيب الببلغية‪.‬‬


‫املْضْع الجاىٕ‪ :‬اصطفاء األلفاظ يف الًتاكيب‪.‬‬
‫املْضْع الجالح‪ :‬ا‪ٞ‬تملة ا‪٠‬تربية‪.‬‬
‫املْضْع الرابع‪ :‬ا‪ٞ‬تملة اإلنشائية‪.‬‬
‫املْضْع اخلامض‪ :‬التقدمي كالتأخَت‪.‬‬
‫املْضْع الصادط‪ :‬اإلطبلؽ كالتقييد‪.‬‬
‫املْضْع الصابع‪ :‬القصر‪.‬‬
‫املْضْع الجامً‪ :‬اإلجياز كاإلطناب‪.‬‬
‫عدد احملاضرات‪:‬‬

‫ِْ ‪٤‬تاضرة‬

‫‪47‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫ليس الشأف يف الببلغة أف ييضم بُت األلفاظ كيؤلف بينها كيفما اتفق‪ ،‬كلو جاءت فصيحة‬
‫نظما يكشف عما‬ ‫معربة على ما يقتضيو علم النحو‪ ،‬كلكن شأف البليغ أف حيسن انتقاء ألفاظو‪ ،‬مث ينظم بينها ن‬
‫يف نفسو‪ ،‬كينفذ بو يف نفس ‪٥‬تاطىبو‪ ،‬فيبلغ بو كنو مراده‪.‬‬
‫كالنظم القرآين نظم ‪٤‬تكم بديع بليغ معجز‪ ،‬قاؿ الطربم‪( :‬كمن أشرؼ تلك ا‪١‬تعاين اليت فضل هبا‬
‫كتابينا سائر الكتب قبلو‪ :‬نظمو العجيب كرصفو الغريب كأتليفو البديع‪ ،‬الذم عجزت عن نظم ً‬
‫مثل‬
‫كٖتَتت يف أتليفو الشعراء‪ ،‬كتلبَّدت‬‫أصغ ًر سورة منو ا‪٠‬تطباء‪ ،‬ككلٌت عن كصف شكل بعضو البلغاء‪َّ ،‬‬
‫التسليم كاإلقر ىار أبنو من عند الواحد القهار)‪ ،‬كقاؿ‬
‫ى‬ ‫قصوران أف أتيت ٔتثلو لديو أفهاـ ال يفهماء‪ ،‬فلم جيدكا إالٌ‬
‫أتملت‬
‫(كإمنا يقوـ الكبلـ هبذه األشياء‪ :‬لفظ حامل‪ ،‬كمعٌت بو قائم‪ ،‬كرابط ‪٢‬تما ّنظم‪ .‬كإذا ٌ‬ ‫ا‪٠‬تطاِب‪َّ :‬‬
‫القرآف كجدت ىذه األمور منو يف غاية الشرؼ كالفضيلة‪ ،‬حىت ال ترل شيئنا من األلفاظ أفصح كال أجزؿ‬
‫كتشاكبل من نظمو‪ .‬ك َّأما ا‪١‬تعاين فبل‬
‫ن‬ ‫تبلؤما‬
‫نظما أحسن أتلي نفا كأشد ن‬ ‫كال أعذب من ألفاظو‪ ،‬كال ترل ن‬
‫خفاء على ذم عقل َّأهنا ىي اليت تشهد ‪٢‬تا العقوؿ ابلتقدـ يف أبواهبا‪ ،‬كالًتقي إذل أعلى درجات الفضل‬
‫من نعوهتا‪ ،‬كصفاهتا‪.‬‬
‫فأما أف توجد ‪٣‬تموعة يف نوع كاحد منو فلم‬ ‫كقد توجد ىذه الفضائل على التفريق يف أنواع الكبلـ‪َّ ،‬‬
‫عددا‪.‬‬
‫علما كأحصى كل شيء ن‬ ‫توجد إال يف كبلـ العليم القدير‪ ،‬الذم أحاط بكل شيء ن‬
‫معجزا ألنو جاء أبفصح األلفاظ يف أحسن نظوـ التأليف‬ ‫ن‬ ‫فتفهم اآلف كاعلم أف القرآف إمنا صار‬
‫مضمننا أصح ا‪١‬تعاين)‪.‬‬
‫كسنتناكؿ يف ىذه الوحدة ‪ٚ‬تلة من أحواؿ الًتاكيب يف النظم القرآين‪ ،‬سواء كانت يف إطار ا‪ٞ‬تملة‬
‫الواحدة‪ ،‬أـ أكسع منها‪ ،‬كمن أبرزىا‪ :‬ا‪٠‬ترب‪ ،‬كاإلنشاء‪ ،‬كالتقدمي كالتأخَت‪ ،‬كاإلطبلؽ كالتقييد‪ ،‬كالقصر‪،‬‬
‫كاإلجياز‪ ،‬كاإلطناب‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫املْضْع األّل‬
‫املكصْد بالرتانٔب البالغٔ٘‬

‫الرتاكيب البالغية‪:‬‬
‫الًتكيب عند الببلغيُت يرد ٔتعٌت أتليف األلفاظ‪ ،‬كضم بعضها إذل بعض‪.‬‬
‫نصا كامبلن‪ ،‬كقد يكوف جزءنا منو‪ .‬كأقلو‪ :‬ا‪ٞ‬تملة ا‪١‬تفيدة فائدة حيسن السكوت‬ ‫كقد يكوف الًتكيب ِّ‬
‫عليها‪.‬‬
‫كأقل ما تًتكب منو ا‪ٞ‬تملة اال‪ٝ‬تية‪ :‬ا‪١‬تبتدأ كا‪٠‬ترب‪.‬‬
‫كأقل ما تًتكب منو ا‪ٞ‬تملة الفعلية‪ :‬الفعل كالفاعل‪.‬‬
‫ككل ‪ٚ‬تلة ال ٗتل من ركنُت‪ ،‬مها‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ادلسند إليو‪ :‬كىو ا‪١‬تخرب عنو‪ ،‬أك ا﵀كوـ عليو‪ ،‬كا‪١‬تبتدأ كما أصلو ا‪١‬تبتدأ‪ ،‬كالفاعل كّنئبو‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ادلسند‪ :‬كىو ا‪١‬تخرب بو‪ ،‬أك ا﵀كوـ بو‪ ،‬كا‪٠‬ترب كما أصلو ا‪٠‬ترب‪ ،‬كالفعل‪.‬‬
‫كما زاد عليهما فهو من القيود كا‪١‬تتعلقات‪ ،‬اليت تذكر ْتسب ما يقتضيو ا‪١‬تقاـ‪.‬‬
‫مثل‪ :‬تدبر سعي هد سورة األنفاؿ‪.‬‬
‫أيسند التدبر إذل سعيد‪ ،‬فا‪١‬تسند‪ :‬الفعل (تدبر)‪ .‬كا‪١‬تسند إليو‪ :‬الفاعل (سعيد)‪.‬‬
‫كدل يكن مقصود ا‪١‬تتكلم أف خيرب عن سعيد أبنو حصل منو التدبر ِبطبلؽ‪ ،‬كإمنا يريد تقييد التدبر‬
‫بسورة األنفاؿ‪ ،‬فزاد مفعوالن بو؛ فا‪١‬تفعوؿ بو (سورة األنفاؿ) متعلق الفعل كتقييد لئلسناد‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫وشلا تتناولو بالغة الرتاكيب‪:‬‬
‫ٗتَت األلفاظ ا‪١‬تبلئمة للسياؽ‪.‬‬
‫ُ‪ٌ -‬‬
‫ِ‪ -‬نوع ا‪ٞ‬تملة ا‪١‬تركبة‪ :‬خربية أـ إنشائية‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أحواؿ ا‪١‬تسند كا‪١‬تسند إليو‪ ،‬كما يتعلق هبما‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أسلوب القصر‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬الفصل كالوصل‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬اإلجياز كاإلطناب‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬العدكؿ عن مقتضى الظاىر‪.‬‬
‫كغَتىا من ا‪١‬تسائل اليت يعٌت هبا علم ادلعاين ‪-‬أحد علوم البالغة‪ ،-‬وىو‪ :‬علم يعرف بو أحوال‬
‫اللفظ العريب اليت يطابق هبا مقتضى احلال(ٔ)‪.‬‬

‫كضح عناصر الًتكيب يف قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬إف هللا بكل شيء عليم﴾‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬

‫(ُ) عبد ا‪١‬تتعاؿ الصعيدم‪ ،‬بغية اإليضاح لتلخيص ا‪١‬تفتاح يف الببلغة‪ُِْٔ ،‬ق‪ََِٓ -‬ـ‪ ،‬ط‪ ،ُٕ:‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاىرة‬
‫ُ‪.ّّ /‬‬

‫‪50‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‬
‫اصطفا‪ ٛ‬األلفاظ يف الرتانٔب‬

‫قبل ا‪ٟ‬تديث عن ببلغة األساليب الًتكيبية حيسن اإلشارة إذل ببلغة ٗتَت األلفاظ اليت تتألف منها‬
‫الًتاكيب‪.‬‬
‫كاللفظة ا‪١‬تفردة ال توصف ابلببلغة كال يتبُت ٘تاـ دالالهتا إال يف نظم كتركيب؛ ألهنا حينئذ يتبُت مدل‬
‫مناسبتها للمقاـ كمراعاهتا ‪١‬تقتضى ا‪ٟ‬تاؿ‪.‬‬
‫كقد قاؿ عبد القاىر ا‪ٞ‬ترجاين بعد أف ٖتدث عن أثر النظم يف حسن األلفاظ يف قوؿ هللا ‪:‬‬
‫ود ً ً‬‫ضي األىمر كاستػوت علىى ٍ ً‬ ‫ً‬ ‫ًً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يل بػي ٍع ندا‬
‫م ىكق ى‬
‫ا‪ٞ‬تي ٌ‬ ‫ض ابٍػلىعي ىماءىؾ ىكىاي ى‪ٝ‬تىاءي أىقٍلعي ىكغ ى‬
‫يض الٍ ىماءي ىكقي ى ٍ ي ى ٍ ى ى ٍ ى‬ ‫يل ىاي أ ٍىر ي‬
‫﴿ ىكق ى‬
‫ً ً ًً‬
‫اتضاحا ال يدع للشك ‪٣‬تاالن أف األلفاظ ال تتفاضل من‬ ‫ن‬ ‫ُت﴾ [ىود‪ ]ْْ :‬قاؿ‪( :‬اتضح إذف‬ ‫ل ٍل ىق ٍوـ الظَّالم ى‬
‫حيث ىي ألفاظ ‪٣‬تردة‪ ،‬كال من حيث ىي كلم مفردة‪ ،‬كأف الفضيلة كخبلفها يف مبلءمة معٌت اللفظة ‪١‬تعٌت‬
‫اليت تليها‪ ،‬كما أشبو ذلك ‪٦‬تا ال تعلق لو بصريح اللفظ‪ .‬ك‪٦‬تا يشهد لذلك أنك ترل الكلمة تركقك‬
‫كتؤنسك يف موضع‪ ،‬مث تراىا بعينها تثقل عليك كتوحشك يف موضع آخر)(ُ)‪ ،‬مث قاؿ‪( :‬كىذا ابب‬
‫السماؾ‪ ،‬كترل ذاؾ‬ ‫ً‬
‫كلما أبعياهنا‪ ،‬مث ترل ىذا قد فىػىرع ٌ‬
‫كاسع‪ ،‬فإنك ٕتد مىت شئت الرجلُت قد استعمبل ن‬
‫قد لصق اب‪ٟ‬تضيض‪ ،‬فلو كانت الكلمة إذا ىح يسنت ىح يسنت من حيث ىي لفظ‪ ،‬كإذا استحقت ا‪١‬تزية‬
‫حاؿ ‪٢‬تا مع أخواهتا‬ ‫السبب يف ذلك ه‬ ‫ى‬ ‫كالشرؼ استحقت ذلك يف ذاهتا كعلى انفرادىا‪ ،‬دكف أف يكوف‬

‫(ُ) دالئل اإلعجاز‪.ْٔ :‬‬

‫‪51‬‬
‫أبدا)(ُ)‪.‬‬
‫أبدا أك ال ٖتسن ن‬
‫اجملاكرة ‪٢‬تا يف النظم‪١ ،‬تا اختلف هبا ا‪ٟ‬تاؿ‪ ،‬كلكانت إما أف ٖتسن ن‬
‫إف اللفظة البليغة ىي اليت ٗتتار بعناية لتدؿ على ا‪١‬تراد بدقة‪ ،‬كال تظهر تلك الداللة الدقيقة إال يف‬
‫نظم يراعي مقتضى ا‪ٟ‬تاؿ‪.‬‬
‫مفهوم اصطفاء األلفاظ‪:‬‬
‫َّخَت كاالنتقاء للصايف ً‬
‫النقي ا‪٠‬تالص‪.‬‬ ‫االصطفاء ‪-‬يف اللغة‪ -‬االختيار كالت ُّ‬
‫كيقصد ابصطفاء األلفاظ‪ :‬الدقة يف ٗتَت اللفظة الفصيحة اليت تعرب عن ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تراد كتبلئم السياؽ‪.‬‬
‫منزلة اصطفاء األلفاظ من البالغة‪:‬‬
‫اصطفاء األلفاظ ىو أكؿ معادل الببلغة كأركاهنا‪ ،‬كما قاؿ أبو ىبلؿ العسكرم‪( :‬مدار الببلغة على‬
‫ٗتَت اللفظ)(ِ)؛ ألف البليغ ال يعرب أبم لفظ‪ ،‬بل ينثر األلفاظ ٖتت نظر عقلو فيصطفي منها الفصيح‪،‬‬
‫نصو‪.‬‬
‫الذم يناسب غرضو‪ ،‬كيبلئم ‪٥‬تاطىبو‪ ،‬كأيتلف مع ٌ‬
‫قاؿ ا‪٠‬تطاِب‪( :‬اعلم أف عمود ىذه الببلغة اليت ٕتمع ‪٢‬تا ىذه الصفات ىو كضع كل نوع من األلفاظ‬
‫اليت تشتمل عليها فصوؿ الكبلـ موضعو األخص األشكل بو‪ ،‬الذم إذا أبدؿ مكانو غَته جاء منو إما‬
‫تبدؿ ا‪١‬تعٌت الذم يكوف منو فساد الكبلـ‪ ،‬كإما ذىاب الركنق الذم يكوف منو سقوط الببلغة‪ ،‬ذلك أف‬
‫يف الكبلـ ألفاظنا متقاربة يف ا‪١‬تعاين‪ ،‬حيسب أكثر الناس أهنا مًتادفة متساكية يف إفادة بياف مراد ا‪٠‬تطاب‪،‬‬
‫كالعلم كا‪١‬تعرفة‪ ،‬كا‪ٟ‬تمد كالشكر‪ ،‬كالبخل كالشح‪ ...‬كاألمر فيها كيف ترتيبها عند علماء أىل اللغة ٓتبلؼ‬
‫ذلك‪ ،‬ألف لكل لفظة منها خاصية تتميز هبا عن صاحبتها يف بعض معانيها‪ ،‬كإف كاّن يشًتكاف يف‬
‫بعضها)(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ا‪١‬ترجع السابق‪ ،ْٖ :‬كينظر‪ ،ٖٕ :‬كسر الفصاحة‪ ،ٓٓ :‬كا‪١‬تثل السائر‪ ُْٔ/ُ :‬كِْٔ‪.‬‬
‫(ِ) أبو ىبلؿ العسكرم‪ ،‬كتاب الصناعتُت (ُ‪.)ٖ/‬‬
‫(ّ) ا‪٠‬تطاِب‪ ،‬بياف إعجاز القرآف (ص ِٗ)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫كالقرآف الكرمي يرِب على اصطفاء اللفظ ا‪١‬تناسب للحاؿ‪ ،‬كمن الشواىد على ذلك قوؿ هللا تعاذل‪:‬‬
‫ىسلى ٍمنىا كلى َّما يى ٍد يخ ًل ًٍ‬
‫اإلديىا يف ًيف قيػليوبً يك ٍم﴾ [ا‪ٟ‬تجرات‪،]ُْ:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اب ىآمنَّا قي ٍل ىدلٍ تيػ ٍؤمنيوا ىكلىك ٍن قيوليوا أ ٍ ى‬ ‫﴿قىالىت ٍاأل ٍىعىر ي‬
‫اعنىا ىكقيوليوا انٍظيٍرىّن﴾ [البقرة‪.]َُْ:‬‬ ‫كقولو تعاذل‪﴿ :‬اي أىيػُّها الَّ ًذين آمنيوا ىال تىػ يقوليوا ر ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى‬
‫عناصر اللفظة‪:‬‬
‫كاختيار اللفظة اليت تدؿ على ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تراد يتناكؿ عنصرين فيها‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬مادة الكلمة‪ ،‬أك ما يسمى اب‪ٞ‬تذر‪ ،‬الذم تشتق منو سائر الصيغ‪ ،‬كترمز للداللة األصلية‬
‫للمادة‪ ،‬فمادة العلم‪ :‬علم‪ ،‬كا‪١‬تعرفة‪ :‬عرؼ‪ ،‬كاجمليء‪ :‬جاء‪ ،‬كاإلتياف‪ :‬أتى‪.‬‬
‫كتظهر ىنا ببلغة ا‪١‬تتكلم يف اختيار ا‪١‬تادة اليت تعرب بدقة عن ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تراد ٓتبلؼ ا‪١‬تواد األخرل اليت‬
‫يدا من الدقة يف‬
‫أيضا ا‪ٞ‬ترس الصويت ‪ٟ‬تركؼ ا‪١‬تادة اليت تعطي مز ن‬ ‫تشاركها يف أصل ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كيتعلق بذلك ن‬
‫التعبَت ٓتبلؼ ا‪١‬تواد األخرل اليت ال يتوافر فيها من الداللة الصوتية ما يراعي مقتضى ا‪ٟ‬تاؿ‪ ،‬كما يتعلق‬
‫أيضا اختيار ا‪١‬تادة اليت تتبلءـ مع غَتىا يف سياؽ الكبلـ‪.‬‬
‫بذلك ن‬
‫الثاين‪ :‬الصيغة‪ ،‬كىي ىيئة الكلمة ا‪١‬تشتقة من ا‪١‬تادة األصلية‪ ،‬كتشتق الكلمات من ا‪ٞ‬تذر على صيغ‬
‫كثَتة‪ ،‬تعطي داللة كظيفية للكلمة‪ ،‬كمن الصيغ‪ :‬اسم الفاعل كاسم ا‪١‬تفعوؿ كالصفة ا‪١‬تشبهة كأكزاف‬
‫كعلًم‪ ،‬كيىػ ٍعلم‪ ،‬كعلماء‪ ،‬كعا‪١‬توف‪...‬‬
‫األفعاؿ كأنواع ا‪ٞ‬تموع‪ ،‬مثل‪ :‬عادل‪ ،‬كمعلوـ‪ ،‬كعليم‪ ،‬ى‬
‫كتظهر ىنا ببلغة ا‪١‬تتكلم يف اختيار الصيغة اليت تدؿ على الوظيفة ا‪١‬تطلوبة‪ ،‬كاالختيار بُت الصيغ‬
‫تعبَتا كأرعى ‪١‬تقتضى ا‪ٟ‬تاؿ‪.‬‬
‫ا‪١‬تتشاهبة ‪١‬تا ىو أدؽ ن‬
‫كاختيار األلفاظ يف كبل ا‪ٞ‬تانبُت ال يتم إال من خبلؿ النظر يف موضعها من النص على ما يقتضيو‬
‫ا‪ٟ‬تاؿ (كلعل تعبَت اللفظ عن ٘تاـ ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تراد‪ ،‬كاستقراره يف مكانو من أشق ما يعانيو البليغ‪ ،‬كمن أدؿ‬

‫‪53‬‬
‫الدالئل ‪-‬إف كفق إليهما‪ -‬على قدرتو البيانية)(ُ)‪.‬‬
‫كبذلك يتفاكت البلغاء يف حسن اختيار األلفاظ اليت تنبئ عن مكنوّنت النفس كمراداهتا‪ ،‬كتصور‬
‫ا‪ٟ‬تاؿ اليت نيظم الكبلـ على مقتضاىا‪.‬‬
‫االصطفاء القرآين لأللفاظ ودالالهتا‪:‬‬
‫لن يبلغ أحد الكماؿ يف ٗتَت األلفاظ ا‪١‬تبلئمة ‪١‬تقتضى ا‪ٟ‬تاؿ بعد كتاب هللا ‪ ،‬الذم أعجز ا‪٠‬تلق‬
‫بببلغتو كحسن نظمو‪.‬‬
‫كأئمة اللغة كالبياف كالتفسَت الذين درسوا إعجاز القرآف كببلغتو‪ ،‬كاستقرؤكا ألفاظو‪ ،‬كتتبعوا نظمو‬
‫يقرركف أف القرآف الكرمي ينظم كل لفظة يف موضعها ا‪١‬تبلئم ‪٢‬تا‪ْ ،‬تيث ال تغٍت لفظة أخرل عنها مهما‬
‫اشًتكت معها يف ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تعجمي‪ ،‬كلتلك اللفظة خصوصية يف سياقها ال تكوف لؤللفاظ األخرل‪.‬‬
‫ب كبلـ العرب كزبدتو‪ ،‬ككاسطتو ككرائمو‪ ،‬كعليها اعتماد‬ ‫ك‪ٟ‬تسن اصطفاء القرآف أللفاظو صارت (لي ٌ‬
‫كح ىكمهم‪ ،‬كإليها مفزع ح ٌذاؽ الشعراء كالبلغاء يف نظمهم كنثرىم‪ ،‬كما‬ ‫الفقهاء كا‪ٟ‬تكماء يف أحكامهم ً‬
‫عداىا كعدا األلفاظ ا‪١‬تتفرعات عنها كا‪١‬تشتقات منها‪ ،‬ىو ابإلضافة إليها كالقشور كالنول ابإلضافة إذل‬
‫أطايب الثمرة‪ ،‬ككا‪ٟ‬تيثالة كالتًٌنب ابإلضافة إذل لبوب ا‪ٟ‬تنطة) كما قاؿ الراغب األصفهاين(ِ)‪ ،‬كقاؿ ابن‬
‫القيم‪( :‬أسرار مفردات القرآف كمركباتو فوؽ عقوؿ العا‪١‬تُت)(ّ)‪ ،‬كقاؿ الدكتور دمحم ندمي فاضل‪( :‬ليس‬
‫اللفظ يف القرآف كما يكوف يف غَته‪ ،‬فكل لفظة يف اآلية تكاد تكوف آية؛ فهي ٖتمل معٌت‪ ،‬كتومئ إذل‬
‫معٌت‪ ،‬كتستتبع معٌت‪ ،‬كىذا ما ليس يف الطاقة البشرية)(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ببلغة الرسوؿ‪.ِّ :‬‬


‫(ِ) الراغب األصفهاين‪ ،‬مفردات ألفاظ القرآف‪ ،‬صٓٓ ‪.‬‬
‫(ّ) ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬جبلء األفهاـ‪ ،‬صِٖٔ‪.‬‬
‫(ْ) التضمُت النحوم يف القرآف‪.ُِ/ُ :‬‬

‫‪54‬‬
‫ومن الشواىد على حسن اصطفاء األلفاظ القرآنية‪ ،‬وما تتضمنو من دالالت ما أييت‪:‬‬
‫اّللً َوذَ ُروا‬
‫اس َع ْوا إً ىذل ًذ ٍك ًر َّ‬ ‫لص ىبلةً ًمن يػوًـ ٍ ً‬
‫م لً َّ‬ ‫ً ً‬ ‫َّ ً‬
‫ا‪ٞ‬تي يم ىعة فَ ْ‬ ‫ٍ ىٍ‬ ‫ُ‪ -‬قاؿ هللا تعاذل‪ ﴿ :‬ىاي أىيػُّ ىها الذ ى‬
‫ين ىآمنيوا إ ىذا نيود ى‬
‫الٍبىػٍي ىع﴾ [ا‪ٞ‬تمعة‪.]ٗ:‬‬
‫من مرادفات "اسعوا"‪ :‬امشوا‪ ،‬أسرعوا‪ ،‬اقصدكا‪ ...‬لكن عرب ابلسعي ألف ا‪١‬تراد ا‪ٟ‬تث على االىتماـ‬
‫بصبلة ا‪ٞ‬تمعة كالقصد إليها ّتد كتبكَت كاإلقباؿ عليها ابلقلب كالعمل‪ ،‬يف مقابل اإلقباؿ على البيع‪،‬‬
‫كليس ا‪١‬تقصود ‪٣‬ترد ا‪١‬تشي إليها سواء ِبسراع أـ ببطء‪ ،‬كاإلسراع إذل الصبلة منهي عنو‪ ،‬كينايف السكينة‬
‫كا‪٠‬تشوع‪.‬‬
‫كدل يعرب ابلقصد‪ ،‬مع أف السعي إذل الشيء ٔتعٌت‪ :‬القصد؛ ألف القصد كحده ليس مر نادا‪ ،‬كإمنا ىو‬
‫قصد مضي كعمل كاىتماـ كإقباؿ‪.‬‬
‫كمن مرادفات "ذركا"‪ :‬اتركوا‪ .‬كعيرب بػ"ذركا" ألنو ترؾ للشيء عن قلة اعتداد بو كاكًتاث لو‪.‬‬
‫كمن ا‪١‬تعاين التدبرية اليت تفيدىا األلفاظ‪:‬‬
‫‪ -‬على ا‪١‬تؤمن إذا نودم لصبلة ا‪ٞ‬تمعة أف يقصد إليها كجيمع قلبو عليها كينقطع عن أمور الدنيا حىت‬
‫تنقضي‪.‬‬
‫‪ -‬ىواف الدنيا يف قلب ا‪١‬تؤمن كخاصة إذا عارضت طاعة ﵁ ‪.‬‬
‫‪ -‬تعظيم شأف خطبة ا‪ٞ‬تمعة كصبلهتا‪.‬‬

‫ك أَّىال تىػ ٍعبي يدكا إًَّال إً َّايهي ىكًابلٍ ىوالً ىديٍ ًن إً ٍح ىس ن‬


‫اّن﴾ [اإلسراء‪.]ِّ :‬‬ ‫ض ٰى ىربُّ ى‬
‫ِ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكقى ى‬
‫عيرب عن الوالدين ٔتعٌت الوالدية‪ ،‬فما داللة ذلك؟‬
‫قاؿ ابن ابديس‪( :‬يف تعليق ا‪ٟ‬تكم ‪-‬كىو األمر ابإلحساف‪ -‬بلفظ "الوالدين" ا‪١‬تشتق من الوالدة إيذاف‬
‫ابرين أك فاجرين‪،‬‬
‫بعليتها يف ا‪ٟ‬تكم؛ فيستحقاف اإلحساف ابلوالدية سواء أكاّن مؤمنُت أـ كافرين‪ٌ ،‬‬
‫‪55‬‬
‫ك‬
‫س لى ى‬ ‫ً ً‬ ‫‪٤‬تسنُت أك مسيئُت‪ ،‬كقد جاء ىذا صرحينا يف قولو تعاذل‪ ﴿ :‬ىكإًف ىج ى‬
‫اى ىد ىاؾ ىعلى ٰى أىف تي ٍشرىؾ ِب ىما لىٍي ى‬
‫الدنٍػيىا ىم ٍع يركفنا﴾ [لقماف‪ ،]ُٓ :‬فأمر ٔتصاحبتهما اب‪١‬تعركؼ على‬ ‫بًًو ًع ٍلم فى ىبل تي ًطعهما كص ً‬
‫احٍبػ يه ىما ًيف ُّ‬ ‫ٍيى ى ى‬ ‫ه‬
‫علي أمي كىي‬ ‫ً‬
‫كفرمها‪ ،‬كيف الصحيح عن أ‪ٝ‬تاء بنت أِب بكر الصديق ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬قالت‪ :‬قد ىمت ٌ‬
‫مشركة يف عهد رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم‪ ،‬فاستفتيت رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم‪،‬‬
‫ىصل أمي؟ قاؿ‪" :‬نعم‪ ،‬صلي أمك")‪.‬‬ ‫قدمت علي أمي كىي راغبة [أم يف العطاء كاإلحساف] أىفىأ ً‬ ‫قلت‪ً :‬‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫استى ٍكبىػ يركا‬ ‫الض ىف ًادع كالدَّـ و‬
‫ت م ىف َّ و‬ ‫ّ‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬فىأ ٍىر ىس ٍلنىا ىعلىٍي ًه يم الطُّوفىا ىف ىك ٍ‬
‫ص ىبلت فى ٍ‬ ‫آاي ي‬
‫ا‪ٞ‬تىىر ىاد ىكالٍ يق َّم ىل ىك َّ ى ى ى ى‬
‫ً‬
‫ُت﴾ [األعراؼ‪.]ُّّ:‬‬ ‫ىكىكانيوا قىػ ٍونما يٍ‪٣‬ت ًرم ى‬
‫من البلفت للنظر العدكؿ عن الصيغة الفعلية يف قولو‪ :‬فاستكربكا‪ ،‬إذل الصيغة اال‪ٝ‬تية يف قولو‪ :‬ككانوا‬
‫قوما ‪٣‬ترمُت‪.‬‬
‫ن‬
‫كاالسم يفيد يف أصل الوضع مطلق الثبوت كاالستقرار‪ .‬كالفعل القًتانو ابلزماف يدؿ على ا‪ٟ‬تدكث‪،‬‬
‫مضارعا أفاد التجدد‪ ،‬كيفيد الدكاـ ْتسب السياؽ‪.‬‬
‫ن‬ ‫كإذا كاف‬
‫كالقرآف يعرب عن الشيء ابالسم إلرادة الثبوت‪ ،‬كابلفعل إلرادة ا‪ٟ‬تدكث كالتجدد‪ .‬كقد يعرب عن‬
‫الشيء يف موضع كاحد بصيغيت االسم كالفعل كما يف ىذه اآلية‪.‬‬
‫ً‬
‫استى ٍكبىػ يركا﴾‬ ‫يقوؿ ابن عاشور يف تفسَته‪ٚ( :‬تلة‪ ﴿ :‬ىكىكانيوا قىػ ٍونما يٍ‪٣‬ت ًرم ى‬
‫ُت﴾ معطوفة على ‪ٚ‬تلة ﴿فى ٍ‬
‫فا‪١‬تعٌت‪ :‬فاستكربكا عن االعًتاؼ بداللة تلك اآلايت‪ ،‬كأجرموا‪.‬‬
‫كإمنا صيغ ا‪٠‬ترب عن إجرامهم بصيغة ا‪ٞ‬تملة اال‪ٝ‬تية للداللة على ثبات كصف اإلجراـ فيهم‪ ،‬ك٘تكنو‬
‫منهم‪ ،‬كرسوخو فيهم من قبل حدكث االستكبار‪.‬‬
‫كيف ذلك تنبيو على أف كصف اإلجراـ الراسخ فيهم ىو علة لبلستكبار الصادر منهم)‪.‬‬
‫ئ الٍ يقرآ يف فىاستى ًمعوا لىو كأىنٍ ً‬
‫صتيوا لى ىعلَّ يك ٍم تيػ ٍر ى‪ٛ‬تيو ىف﴾ [األعراؼ‪.]َِْ:‬‬ ‫ْ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ً :‬‬
‫ٍ ي يى‬ ‫﴿كإذىا قي ًر ى ٍ‬
‫ى‬

‫‪56‬‬
‫االستماع‪ :‬اإلصغاء‪ ،‬كعرب يف اآلية ً‬
‫ابستمع على كزف (افتعل)؛ ألف االفتعاؿ فيو مبالغة يف الفعل عن‬ ‫ي‬
‫طلب كقصد‪ٓ ،‬تبلؼ "السماع" الذم فعلو ىً‬
‫"‪ٝ‬ت ىع"‪.‬‬
‫كمن ا‪١‬تعاين التدبرية اليت أفادهتا الصيغة‪:‬‬
‫متدبرا‪.‬‬
‫‪ -‬أف الر‪ٛ‬تة اليت تكوف ‪١‬تن تيلي عليو القرآف إمنا ٖتصل ‪١‬تن ألقى إليو ‪ٝ‬تعو كأصغى بقلبو ن‬
‫‪ -‬كأف من اكتفى ٔتجرد السماع للقرآف دكف االستماع لو بتدبر كحضور قلب حرـ من الر‪ٛ‬تة كفاتو خَت كثَت‪.‬‬
‫ض أ ٍىـ أ ىىر ىاد هبًً ٍم ىربػُّ يه ٍم ىر ىش ندا﴾ [ا‪ٞ‬تن‪.]َُ :‬‬ ‫ىشّّر أي ًر ى ً‬
‫يد ٔتى ٍن ًيف ٍ‬
‫األر ً‬ ‫ٓ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكأ َّىّن ال نى ٍد ًرم أ ى‬
‫يصاغ الفعل للمبٍت للمعلوـ فيظهر فاعلو‪ ،‬كقد يصاغ ‪١‬تا دل يسم فاعلو (ا‪١‬تبٍت للمجهوؿ)‪ ،‬كيف ىذه‬
‫اآلية جاءت كلتا الصيغتُت؛ ففي إرادة الرشد أيسند الفعل إذل هللا ‪ ،‬كيف إرادة الشر بيٍت الفعل ‪١‬تا دل‬
‫يسم فاعلو‪ ،‬مع أف الفاعل لذلك ىو هللا ‪.‬‬
‫كيفيد ذلك‪ :‬لزكـ األدب فيما يوصف بو هللا ‪ ‬كيضاؼ إليو‪ ،‬قاؿ ابن كثَت يف تفسَته‪( :‬ىذا من‬
‫أدهبم يف العبارة‪ ،‬حيث أسندكا الشر إذل غَت فاعل‪ ،‬كا‪٠‬تَت أضافوه إذل هللا ‪.)‬‬
‫ين ىك ىف يركا أ ٍىكلًيى ياؤيى يم‬ ‫ً َّ ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ين ىآمنيوا يخيٍ ًر يج يه ٍم م ىن الظُّلي ىمات إ ىذل النُّور ىكالذ ى‬
‫﴿اّلل كً ُّ َّ ً‬
‫رل الذ ى‬ ‫ٔ‪ -‬قاؿ تعاذل‪َّ :‬ي ى‬
‫اب النَّا ًر يى ٍم فً ىيها ىخالً يدك ىف﴾ [البقرة‪.]ِٕٓ:‬‬ ‫ىص ىح ي‬‫كأ ٍ‬‫ات أيكلىئً ى‬ ‫الطَّاغيوت يخيٍ ًرجونىػهم ًمن النُّوًر إً ىذل الظُّليم ً‬
‫ى‬ ‫ي ي يٍ ى‬
‫يف ىذه اآلية كرد لفظ "النور" ابإلفراد‪ ،‬كلفظ "الظلمات" اب‪ٞ‬تمع‪ ،‬ككبلمها يف سياؽ كاحد؛ فما داللة‬
‫ذلك؟‬
‫كحد تعاذل لفظ "النور" ك‪ٚ‬تع "الظلمات" ألف ا‪ٟ‬تق كاحد كالكفر أجناس‬ ‫قاؿ ابن كثَت يف تفسَته‪ٌ ( :‬‬
‫السبي ىل فىػتىػ ىفَّر ىؽ بً يك ٍم ىع ٍن ىسبًيلً ًو‬
‫اطي يم ٍستى ًقيمان فىاتَّبًعيوهي ىكال تىػتَّبًعيوا ُّ‬
‫ىف ى ىذا ًصر ً‬
‫كثَتة كلكنها ابطلة‪ ،‬كما قاؿ ﴿ ىكأ َّ ى ى‬
‫ات كالنُّور﴾ كقاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىع ًن الٍيى ًم ً‬ ‫ً‬ ‫ىذلً يكم ك َّ ًً‬
‫ُت‬ ‫صا يك ٍم بو لى ىعلَّ يك ٍم تىػتَّػ يقو ىف﴾ كقاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىك ىج ىع ىل الظُّلي ىم ى ى‬ ‫ٍ ى‬
‫َّمائً ًل﴾ إذل غَت ذلك من اآلايت اليت يف لفظها إشعار بتفرد ا‪ٟ‬تق كانتشار الباطل كتفرقو كتشعبو)‪.‬‬ ‫ىكالش ى‬

‫‪57‬‬
‫ئ الٍ يقرآ يف فىاستى ًمعوا لىو كأىنٍ ً‬
‫صتيوا لى ىعلَّ يك ٍم تيػ ٍر ى‪ٛ‬تيو ىف﴾‬ ‫ً‬
‫ٍ ي ي ى‬ ‫﴿كإ ىذا قي ًر ى ٍ‬ ‫‪ -‬قاؿ هللا تعاذل‪ :‬ى‬
‫[األعراؼ‪.]َِْ:‬‬
‫ما مرادفات لفظة (أنصتوا)؟ كعبلـ تدؿ دكف مرادفاهتا؟ كما ا‪١‬تعٌت التدبرم ا‪١‬تستفاد؟‬
‫الص ىبل ىة﴾ [البقرة‪.]ّ:‬‬
‫يمو ىف َّ‬ ‫ً‬
‫‪ -‬قاؿ هللا تعاذل‪ ﴿ :‬ىكييق ي‬
‫ما مرادفات لفظة (يقيموف)؟ كعبلـ تدؿ دكف مرادفاهتا؟ كما ا‪١‬تعٌت التدبرم ا‪١‬تستفاد؟‬
‫َّ ً‬ ‫ً‬
‫ين يى ٍم‬ ‫‪ -‬ما داللة التعبَت ابالسم كالفعل فيما ٖتتو خط يف قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬قى ٍد أىفٍػلى ىح الٍ يم ٍؤمنيو ىف (ُ) الذ ى‬
‫َّ ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫َّ ً‬ ‫َّ ً‬ ‫ًيف ًً ً‬
‫ين يى ٍم ل َّلزىكاة فىاعليو ىف (ْ) ىكالذ ى‬
‫ين‬ ‫ضو ىف (ّ) ىكالذ ى‬ ‫ين يى ٍم ىع ًن اللَّ ٍغ ًو يم ٍع ًر ي‬ ‫ص ىبلهت ٍم ىخاشعيو ىف (ِ) ىكالذ ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ُت (ٔ) فى ىم ًن‬ ‫َّه ٍم ىغٍيػ ير ىمليوم ى‬ ‫ت أٍىديىانػي يه ٍم فىًإنػ ي‬‫يى ٍم ل يف يركج ًه ٍم ىحافظيو ىف (ٓ) إًَّال ىعلىى أ ٍىزىكاج ًه ٍم أ ٍىك ىما ىملى ىك ٍ‬
‫ين يى ٍم ىعلىى‬ ‫َّ ً‬ ‫ًً‬ ‫ابػتػغىى كراء ذىلًك فىأيكلىئًك ىم الٍعادك ىف (ٕ) كالَّ ًذين ىم ًألىم ى ًً‬
‫اّنهت ٍم ىك ىع ٍهدى ٍم ىراعيو ىف (ٖ) ىكالذ ى‬ ‫ى ى يٍ ى‬ ‫ى يي ى ي‬ ‫ٍى ى ى ى ى‬
‫صلى ىواهتًً ٍم يحيىافًظيو ىف﴾ [ا‪١‬تؤمنوف‪]ٗ-ُ:‬؟‬ ‫ى‬
‫ص يمو ىف ‪.‬‬ ‫‪١ -‬تاذا عرب اب‪ٞ‬تمع يف (شافعُت) كابإلفراد يف (صديق ‪ٛ‬تيم) يف قولو تعاذل‪﴿ :‬قىاليوا كىم فًيها ىخيٍتى ً‬
‫ىيٍ ى‬ ‫ي‬
‫ىضلَّنىا إًَّال الٍ يم ٍج ًريمو ىف ‪ .‬فى ىما لىنىا ًم ٍن‬ ‫ً‬ ‫ض ىبل وؿ يمبً و‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ُت ‪ .‬ىكىما أ ى‬ ‫ب الٍ ىعالىم ى‬ ‫ُت ‪ .‬إً ٍذ ني ىس ًٌوي يك ٍم بًىر ًٌ‬ ‫ىات َّّلل إً ٍف يكنَّا لىفي ى‬
‫ُت﴾ [الشعراء‪]َُِ-ٗٔ:‬؟‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ىشافًعًُت ‪ .‬كىال ص ًد ويق ىً‬
‫‪ٛ‬تي وم ‪ .‬فىػلى ٍو أ َّ‬
‫ىف لىنىا ىكَّرةن فىػنى يكو ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى‬ ‫ى ى ى‬
‫صٍيػنىا ًٍ‬
‫اإلنٍ ىسا ىف‬ ‫﴿كىك َّ‬‫(كصى‪ ،‬اصطرب) دكف صيغة (أكصى‪ ،‬اصرب) يف قولو تعاذل‪ :‬ى‬ ‫‪ -‬ما داللة التعبَت بصيغة ٌ‬
‫بًوالً ىدي ًو حسننا﴾ [العنكبوت‪ ]ٖ:‬كقولو‪﴿ :‬كأٍمر أىىلىك ًاب َّ ً‬
‫ك ًرٍزقنا ىٍ‪٨‬ت ين‬ ‫اصطىً ٍرب ىعلىٍيػ ىها ىال نى ٍسأىلي ى‬ ‫لص ىبلة ىك ٍ‬ ‫ى يٍ ٍ ى‬ ‫ى ٍ يٍ‬
‫ك ىكالٍ ىعاقًبىةي لًلتَّػ ٍق ىول﴾ [طو‪]ُِّ-َُّ:‬؟‬ ‫نىػ ٍريزقي ى‬

‫‪58‬‬
‫املْضْع الجالح‬
‫اجلنل٘ اخلربٓ٘‬

‫أّالً‪ :‬تعرٓف اخلرب‪:‬‬


‫خربا أو إنشاء‪.‬‬
‫ال خيلو الكالم إما أن يكون ً‬
‫فإف كاف ‪٦‬تا يقابل ابلتصديق أك التكذيب فهو ا‪٠‬ترب‪ ،‬كإف كاف ال يقابل هبما فهو إنشاء‪ .‬فقولنا‪ :‬دمحم‬
‫ﷺ خامت النبيُت‪ ،‬أك‪ :‬ال يرسل هللا نبيِّا بعد دمحم ﷺ‪ ،‬كبلـ يقابلو ا‪١‬تؤمن ابلتصديق‪ ،‬كيقابلو غَته‬
‫ابلتكذيب؛ فهو خرب‪ ،‬سواء كقع بصيغة اإلثبات كما يف ا‪١‬تثاؿ األكؿ‪ ،‬أـ ابلنفي كما يف الثاين‪.‬‬
‫إخبارا عن أمر حصل‬ ‫كأما قولنا‪ :‬اتق هللا‪ ،‬فهو كبلـ ال يوصف أبنو صدؽ أك كذب؛ ألنو ليس ن‬
‫فيقابل بتصديقو أك بتكذيبو‪ ،‬كإمنا ىو إنشاء أمر بتقول هللا‪ ،‬يستدعي غَت التصديق كالتكذيب‪.‬‬
‫فاخلرب إذن ىو‪ :‬الكالم الذي يوصف ابلصدق أو ابلكذب‪.‬‬
‫كذاب‪.‬‬
‫كيوصف ابلصدؽ إذا طابق الواقع‪ ،‬كإذا دل يطابقو كاف ن‬
‫كالقرآف الكرمي حول نظمو ‪ٚ‬تبلن خربية‪ ،‬ك‪ٚ‬تبلن إنشائية‪.‬‬

‫ميٌز ا‪ٞ‬تمل ا‪٠‬تربية كاإلنشائية فيما أييت‪:‬‬


‫ً‬ ‫ُ‪ -‬قاؿ ‪ً ً ٍ ﴿ :‬‬
‫ُت﴾ [الفاٖتة‪.]ُ :‬‬ ‫ب الٍ ىعالىم ى‬‫ا‪ٟ‬تى ٍم يد َّّلل ىر ًٌ‬
‫َّاس ٍاعبي يدكا ىربَّ يك يم﴾ [البقرة‪.]ُِ :‬‬ ‫ِ‪ -‬قاؿ ‪ ﴿ :‬ىاي أىيػُّ ىها الن ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫﴿ربػَّنىا ىال تيػ ىؤاخ ٍذ ىّن إًف نَّسينىا أ ٍىك أ ٍ‬
‫ىخطىأٍ ىّن﴾ [البقرة‪.]ِٖٔ :‬‬ ‫ّ‪ -‬قاؿ ‪ :‬ى‬
‫ب﴾ [البقرة‪.]ِ :‬‬ ‫ْ‪ -‬قاؿ ‪ٰ ﴿ :‬ىذلً ى ً‬
‫اب ىال ىريٍ ى‬‫ك الٍكتى ي‬
‫‪59‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬أغراض اخلرب‪:‬‬
‫جديدا تتضمنو ا‪ٞ‬تملة‪ ،‬كيسمى ىذا‬ ‫حكما‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫األصل يف ال يػمخرب أف يقصد ٓتربه إفادة ا‪١‬تخاطب ن‬
‫الغرض (فائدة اخلرب)‪.‬‬
‫كقد يقصد أف يفيده أنو عادل اب‪٠‬ترب‪ ،‬كيسمى ىذا الغرض‪( :‬الزم الفائدة)‪.‬‬
‫غرضا آخر غَت اإلفادة ْتسب ما يقتضيو ا‪١‬تقاـ الذم قيل فيو ا‪٠‬ترب‪ ،‬كأف يريد بو‬
‫كقد يقصد ا‪١‬تخرب ن‬
‫ا‪١‬تدح كالثناء‪ ،‬أك الفخر‪ ،‬أك العتاب‪ ،‬أك إظهار الضعف أك التحسر‪ ،‬أك االسًتحاـ‪ ،‬أك الوعظ‪ ،‬أك‬
‫التذكَت‪ ،‬أك إظهار ا‪١‬تنة‪ ،‬أك غَتىا من األغراض اليت تفهم من سياؽ الكبلـ كقرائن األحواؿ‪ ،‬كمن ىذه‬
‫األغراض ما يراعى فيو حاؿ ا‪١‬تتكلم‪ ،‬كمنها ما يراعى فيو حاؿ ا‪١‬تخاطىب‪.‬‬
‫كعلى ا‪١‬تتدبر لكبلـ هللا ‪ ‬أف يتأمل يف سياؽ ا‪٠‬ترب؛ ليدرؾ ما يدؿ عليو من غرض‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫ادلثال األول‪:‬‬
‫(ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫قاؿ هللا ‪ ‬عن زكراي ‪ ‬يف دعائو ابلولد‪:‬‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻ)[مرمي‪.]ٓ ،ْ:‬‬
‫(ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ‬ ‫اخلرب‪ :‬قولو‪:‬‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ)‪ .‬كىذه ‪٣‬تموعة أخبار‪.‬‬
‫الغرض‪ :‬إظهار الضعف بُت يدم تضرعو لربو ‪.‬‬
‫الفائدة‪ :‬يفيد ىذا ا‪٠‬ترب أف العبد إذا دعا الرب ‪ ‬فإنو يقدـ بُت يدم دعائو ما يظهر ضعفو كفقره‬
‫إذل ربو‪ ،‬كما يستجلب بو ر‪ٛ‬تتو كفضلو‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ادلثال الثاين‪:‬‬
‫﴿ال ىٍٖتىز ٍف‬
‫‪١‬تا خاؼ أبو بكر ‪ ‬أف يصل الكفار إذل رسوؿ هللا ﷺ كمها يف الغار قاؿ لو النيب ﷺ‪ :‬ى‬
‫إً َّف َّ‬
‫اّللى ىم ىعنىا﴾ [التوبة‪.]َْ :‬‬
‫اخلرب‪ :‬قولو‪﴿ :‬إً َّف َّ‬
‫اّللى ىم ىعنىا﴾‪ ،‬كقد جاء بعد النهي عن ا‪ٟ‬تزف على سبيل التعليل لو‪.‬‬
‫اّللي ىس ًكينىػتىوي ىعلىٍي ًو﴾‬ ‫الغرض‪ :‬تسكُت نفس أِب بكر ‪ ‬كتطمينها؛ كلذا قاؿ هللا بعد ذلك‪﴿ :‬فىأ ى‬
‫ىنزىؿ ٌ‬
‫اآلية‪.‬‬
‫الفائدة‪ :‬إذا نزؿ اب‪١‬تصلح كٔتن معو ما يدعو إذل ا‪ٟ‬تزف فليسع يف إذىابو كتطمُت النفوس كتسكينها‬
‫بتذكَتىا اب﵁ كمعيتو لعباده كنصره ‪٢‬تم‪ ،‬قاؿ الشوكاين يف تفسَته عند ىذه اآلية‪( :‬من كاف هللا معو فلن‬
‫يغلب‪ ،‬كمن ال يغلب فيحق لو أف ال حيزف)‪.‬‬
‫ادلثال الثالث‪:‬‬
‫(ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫قاؿ آدـ كحواء عليهما السبلـ؛ ‪١‬تا أكبل من الشجرة اليت هنيا عنها‪:‬‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ) [األعراؼ‪.]ِّ :‬‬
‫اخلرب‪ :‬قو‪٢‬تما‪( :‬ﭓ ﭔ)‪.‬‬
‫استغفارا‪.‬‬
‫ن‬ ‫اسًتحاما ك‬
‫ن‬ ‫الغرض‪ :‬قاال ذلك؛‬
‫الفائدة‪ :‬تقدمي االعًتاؼ ابلذنب بُت يدم االستغفار‪.‬‬

‫ٌبُت الغرض من ا‪٠‬ترب يف ىذه اآلايت‪:‬‬


‫ُ‪ -‬قوؿ امرأة عمراف ل ٌػما كضعت مرمي عليها السبلـ‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ) [آؿ عمراف‪.]ّٔ :‬‬
‫ػوؿ‬ ‫ص ػػى فًٍر ىع ػ ٍػو يف َّ‬
‫الر يس ػ ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ِ‪( -‬إً َّّن أ ٍىر ىسػ ػ ٍلنىا إًلىػ ٍػي يك ٍم ىر يس ػػوال ىش ػػاى ندا ىعلى ػ ٍػي يك ٍم ىك ىم ػػا أ ٍىر ىسػ ػ ٍلنىا إً ىذل ف ٍر ىع ػ ٍػو ىف ىر يس ػػوالن ‪ .‬فىػ ىع ى‬
‫ىخ نذا ىكبًيبلن) [ا‪١‬تزمل‪.]ُٔ :‬‬
‫ىخ ٍذ ىّنهي أ ٍ‬
‫فىأ ى‬

‫‪61‬‬
‫ّ‪( -‬إً َّف ىشانًئى ى‬
‫ك يى ىو األىبٍػتىػ ير) [الكوثر ‪.]ّ :‬‬
‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫ثالجًا‪ :‬أىْاع اخلرب مً حٔح تأنٔدِ للنخاطب‪:‬‬


‫يراد ابلتأكيد‪ :‬تقوية اخلرب وتثبيتو يف نفس ادلخاطَب‪.‬‬
‫كثَتا مع الفعل‬
‫كيؤكد ا‪٠‬ترب ٔتؤكدات كثَتة‪ ،‬منها‪ :‬القسم‪ ،‬ك"إ ٌف" ك"أ ٌف"‪ ،‬ك"إنٌػما" ك"أنٌػما"‪ ،‬ك"قد" ن‬
‫ا‪١‬تاضي‪ ،‬كنوف التوكيد مع الفعل ا‪١‬تضارع كاألمر‪ ،‬كالـ االبتداء‪ ،‬كضمَت الفصل‪ ،‬كالتكرير‪ ،‬كاألحرؼ‬
‫الزائدة‪ ،‬كغَتىا‪.‬‬
‫وإذا كان الغرض من اخلرب إفادة ادلخاطَب فإنو ال خيلو من ثالث حاالت‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إما أف يكوف خارل الذىن من ا‪ٟ‬تكم الذم تضمنو ا‪٠‬ترب‪.‬‬
‫متصورا لو‪ ،‬لكنو مًتدد فيو كمتسائل عنو‪.‬‬
‫ن‬ ‫ب‪ -‬كإما أف يكوف‬
‫منكرا لو‪.‬‬
‫ج‪ -‬كإما أف يكوف ن‬
‫ويكون اخلرب مؤك ًدا أو غًن مؤكد حبسب تلك األحوال‪ ،‬وذلذا يتنوع اخلرب إىل ثالثة أنواع‪:‬‬
‫األول‪ :‬اخلرب االبتدائي‪:‬‬
‫كىو الذم يلقى إذل خارل الذىن من ا‪ٟ‬تكم الذم تضمنو ا‪٠‬ترب؛ فيكوف خالينا من ا‪١‬تؤكدات؛ ألنو‬
‫يستقبل ا‪٠‬ترب من دكف تردد أك إنكار‪ ،‬كمن ذلك قوؿ هللا ‪( :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ)[البقرة‪.]ُّٖ :‬‬
‫الثاين‪ :‬اخلرب الطليب‪.‬‬
‫كىو الذم يلقى إذل ا‪١‬تًتدد ا‪١‬تتسائل؛ فيستحسن توكيد ا‪٠‬ترب لو ٔتا يزيل تساؤلو كتردده كظنو‪ ،‬كمن‬

‫‪62‬‬
‫ذلك قوؿ ا‪١‬تنافقُت لشياطينهم‪﴿ :‬إً َّّن ىم ىع يك ٍم إًَّمنىا ىٍ‪٨‬ت ين يم ٍستىػ ٍه ًزئيو ىف﴾ [البقرة‪.]ُْ:‬‬
‫الثالث‪ :‬اخلرب اإلنكاري‪.‬‬
‫كجواب‪ ،‬على حسب قوة إنكاره‪ .‬كىو كثَت يف‬
‫كىو الذم يلقى إذل ا‪١‬تنكر؛ فيؤكد لو ٔتؤكد أك أكثر ن‬
‫‪٥‬تاطبة الكفار لتقرير ألوىية هللا ‪ ‬كتقرير البعث بعد ا‪١‬توت‪ ،‬كالرد عليهم يف تكذيبهم كإنكارىم ‪٢‬تما‪،‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫كقولو تعاذل‪:‬‬
‫(ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ)[ا‪ٟ‬تج‪ ،]ٕ ،ٔ:‬كقولو‪:‬‬
‫﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹)[ا‪ٟ‬تج‪.]ِٔ :‬‬
‫رابعًا‪ :‬خرّج اخلرب عل‪ ٙ‬خالف مكتط‪ ٙ‬العاٍر‪:‬‬
‫فينزؿ خارل الذىن منزلة ا‪١‬تتسائل‪ ،‬أك منزلة ا‪١‬تنكر‪ ،‬فيؤكد لو ا‪٠‬ترب‪ ،‬ككذا‬
‫قد خيالف بُت أنواع ا‪٠‬ترب‪َّ ،‬‬
‫العكس‪ ،‬فبل يؤكد ا‪٠‬ترب‪.‬‬
‫أ‪ -‬إذا جاء ا‪٠‬ترب بعد قوؿ يتضمن ما يثَت التساؤؿ أك التعجب‪ ،‬فيستشرؼ لو ا‪١‬تخاطىب استشراؼ‬
‫استحساّن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ا‪١‬تتسائل ا‪١‬تًتدد‪ ،‬فيؤكد لو ا‪٠‬ترب‬
‫كيكثر يف القرآف الكرمي يف األخبار اليت أتيت بعد األمر كالنهي تعليبلن ‪٢‬تما‪ ،‬كمن ذلك‪ :‬قوؿ هللا ‪‬‬
‫لنوح ‪( :‬ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ)[ىود‪.]ّٕ :‬‬
‫(ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫قوؿ هللا ‪١ ‬توسى ‪:‬‬
‫ﭽ)[الدخاف‪.]ِْ ،ِّ:‬‬
‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ هللا ‪( :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮒ)[اإلسراء‪.]ّٓ :‬‬
‫ب‪ -‬إذا الح من غَت ا‪١‬تنكر ما يدؿ على إنكاره‪ ،‬أك شبو ْتاؿ ا‪١‬تنكر‪ ،‬أك حصل منو اعتقاد خبلؼ‬
‫ا‪ٟ‬تكم الذم تضمنو ا‪٠‬ترب؛ فيؤكد لو ا‪٠‬ترب‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫قوؿ هللا ‪( :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ) [ىود‪ ،]ِٓ :‬قاؿ ابن عاشور‬
‫ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬أكدت ا‪ٞ‬تملة ببلـ القسم كقد؛ ألف ا‪١‬تخاطبُت ‪١‬تا غفلوا عن ا‪ٟ‬تذر ‪٦‬تا بقوـ نوح مع ‪٦‬تاثلة‬
‫حا‪٢‬تم ًٌنزلوا منزلة ا‪١‬تنكر لوقوع رسالتو"(ُ)‪.‬‬
‫قوؿ هللا ‪( :‬ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ) [ا‪١‬تؤمنوف‪.]ُٔ ،ُٓ:‬‬
‫‪ ( :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬ ‫قوؿ هللا‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ) [البقرة‪.]ُُٖ ،َُٖ :‬‬
‫ج‪ -‬قد يؤكد ا‪٠‬ترب للمخاطب خارل الذىن كإف دل حيصل ما يدؿ على إنكار أك اعتقاد ٓتبلؼ‬
‫ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬إال أف ا‪٠‬ترب فيو ما قد يستغربو ا‪١‬تخاطب أك يتعجب منو أك يًتدد فيو أك ينكره‪ ،‬فيؤكد ليقرر لو‬
‫ا‪١‬تعٌت من أكؿ األمر‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫(ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫قوؿ هللا ‪:‬‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲) [النساء‪ ،]ِٕ ،ُٕ :‬قاؿ ابن عاشور ر‪ٛ‬تو‬
‫هللا‪" :‬أ ٌكد ا‪٠‬ترب أبقول ا‪١‬تؤٌكدات؛ أل ٌف ىذا ا‪٠‬ترب من شأنو أف يتلقى ابالستغراب"(ِ)‪.‬‬
‫د‪ -‬قد خياطب ً‬
‫ا‪١‬تنكر ببل أتكيد؛ كذلك إذا كاف إنكاره على غَت دليل‪ ،‬كما ينكره كاضح الدالئل‪،‬‬
‫ْتيث لو فكر كأتمل لرجع عن إنكاره‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫(ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫قوؿ هللا ‪٥ ‬تاطبنا الكفار الذين ينكركف تنزيل القرآف من هللا ‪:‬‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ)[غافر‪ ،]ِ ،ُ:‬قاؿ ابن عاشور ر‪ٛ‬تو هللا‪ٕ" :‬تريد ا‪٠‬ترب عن ا‪١‬تؤكد إخراج لو على خبلؼ‬
‫مقتضى الظاىر ّتعل ً‬
‫ا‪١‬تنكر كغَت ا‪١‬تنكر؛ ألنو حيف بو من األدلة ما إً ٍف ىأت َّىملىو ارتدع عن إنكاره‪ ،‬فما كاف‬

‫(ُ) ابن عاشور‪ ،‬التحرير كالتنوير‪.ّْ/ُِ :‬‬


‫(ِ) ا‪١‬ترجع السابق‪.ُُٗ /ٓ :‬‬

‫‪64‬‬
‫من حقو أف ينكر ذلك"(ُ)‪.‬‬
‫ى ‪ -‬قد أييت ا‪٠‬ترب مؤ ن‬
‫كدا من غَت نظر إذل كوف ا‪١‬تقاـ مقاـ إنكار أك تساؤؿ كتردد‪ ،‬كإمنا أييت التأكيد‬
‫ابتداءن إلرادة تقرير ا‪١‬تعٌت ك٘تكينو يف نفس ا‪١‬تخاطب ترغيبنا أك ترىيبنا أك تسلية‪ ،‬أك غَت ذلك‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫‪ ( :‬ﭾ ﭿ ﮀ‬ ‫خطاب هللا ‪ ‬ألنبيائو كرسلو تثبيتنا ‪٢‬تم كتسلية يف مواجهة أقوامهم‪ ،‬كقولو‬ ‫ُ‪-‬‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)[آؿ عمراف‪( ،]ِّ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡ ﯢ)[ىود‪.]ُُٓ :‬‬
‫(ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫ومن الرتغيب‪:‬‬ ‫ِ‪-‬‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ)[التوبة‪.]ُُُ :‬‬
‫ب‪ ( :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫وم ن الرتىي‬ ‫ّ‪-‬‬
‫ﮎ ﮏ)[النور‪.]َّ :‬‬
‫وم ن التس لية والت أنيس‪( :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ْ‪-‬‬
‫ﮑ ﮒ)[سورة الكوثر]‪.‬‬
‫و‪ -‬قد أييت التأكيد لبياف شدة حاؿ ا‪١‬تتكلم أك ا‪١‬توصوؼ يف اإلنكار أك التعجب أك التضرع حاؿ‬
‫الدعاء أك رغبتو يف الشيء ك‪٨‬تو ذلك‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫قوؿ هللا تعاذل‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ)[نوح‪.]ُِ :‬‬
‫قولو تعاذل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ)[ىود‪.]ِٕ :‬‬
‫قولو تعاذل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)[الشعراء‪.]ُٔ :‬‬

‫(ُ) ا‪١‬ترجع السابق‪.ٕٗ /ِْ :‬‬

‫‪65‬‬
‫قول ػ ػ ػػو تع ػ ػ ػػاذل‪ ( :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ)[البق ػ ػ ػػرة‪،ُٓٓ :‬‬
‫ُٔٓ]‪.‬‬

‫أ) ٌبُت نوع ا‪ٞ‬تملة ا‪٠‬تربية‪ ،‬كما خرج منها على خبلؼ مقتضى الظاىر فيما أييت‪:‬‬

‫قاؿ ‪﴿ :‬إ ٌّن أنزلناه يف ليلة القدر﴾ [القدر‪.]ُ :‬‬


‫قاؿ ‪﴿ :‬فذكر إمنا أنت مذكر ‪ .‬لست عليهم ٔتسيطر﴾ [الغاشية‪.]ِِ-ُِ :‬‬
‫قاؿ ‪﴿ :‬إمنا توعدكف لواقع﴾ [ا‪١‬ترسبلت‪.]ٕ-ُ :‬‬
‫قاؿ ‪﴿ :‬كالضحى‪ .‬كالليل إذا سجى‪ .‬ما كدعك ربك كما قلى﴾ [الضحى‪.]ّ-ُ :‬‬
‫كل من عليها فاف‪ .‬كيبقى كجو ربك ذك ا‪ٞ‬تبلؿ كاإلكراـ﴾ [الر‪ٛ‬تن‪.]ِٕ-ِٔ :‬‬
‫قاؿ ‪ٌ ﴿ :‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ب) ‪١‬تاذا اختلف التأكيد يف خطاب الرسل عليهم السبلـ ألصحاب القرية يف ‪:‬‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ) [يس‪ُّ :‬ػ ُٔ]‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪66‬‬
‫املْضْع الرابع‬
‫اجلنل٘ اإلىعا‪ٜ٘ٔ‬‬

‫ذكرّن ساب نقا يف تعريف ا‪٠‬ترب أف الكبلـ إف كاف ‪٦‬تا يقابل ابلتصديق أك التكذيب فهو ا‪٠‬ترب‪ ،‬كإف كاف‬
‫ال يقابل هبما فهو إنشاء‪.‬‬
‫فاجلملة اإلنشائية ىي اليت ال توصف ابلصدق أو ابلكذب‪.‬‬
‫وينقسم اإلنشاء قسمٌن‪:‬‬
‫مطلواب غَت حاصل كقت الطلب‪.‬‬
‫ن‬ ‫األول‪ :‬اإلنشاء الطليب‪ ،‬كىو ما يستدعي‬
‫كيشمل‪ :‬التمٍت‪ ،‬كاالستفهاـ‪ ،‬كاألمر‪ ،‬كالنهي‪ ،‬كالنداء‪.‬‬
‫مطلواب‪.‬‬
‫ن‬ ‫الثاين‪ :‬اإلنشاء غًن الطليب‪ ،‬كىو ما ال يستدعي‬
‫كمنو‪ :‬القسم‪ ،‬كالًتجي‪ ،‬كصيغ ا‪١‬تدح كالذـ‪ ،‬كغَتىا‪.‬‬
‫كفيما أييت بعض أساليب اإلنشاء الطليب‪ ،‬كدالالهتا يف القرآف الكرمي‪:‬‬
‫أّالً‪ :‬االشتفَاو‪:‬‬
‫االستفهام ىو‪ :‬طلب العلم بشيء غًن معلوم أبدوات خاصة‪.‬‬
‫أّن‪ ،‬كمىت‪ ،‬ك َّأايف‪،‬‬
‫كمن‪ ،‬كأم‪ ،‬ككم‪ ،‬ككيف‪ ،‬كأين‪ ،‬ك ٌ‬
‫كمن أدكاتو ا‪١‬توضوعة لو‪ :‬ا‪٢‬تمزة‪ ،‬كىل‪ ،‬كما‪ ،‬ى‬
‫كغَتىا‪.‬‬
‫معاين االستفهام‪:‬‬
‫كثَتا‬
‫األصل يف االستفهاـ‪ :‬طلب العلم بشيء غَت معلوـ؛ فيتطلب السائل جو نااب الستفهامو‪ .‬إال أنو ن‬

‫‪67‬‬
‫علما كال جو نااب‪ ،‬كإمنا يريد هبا معاين أخرل‪ ،‬كاالستبطاء‬
‫ما أييت ا‪١‬تتكلم بصيغة االستفهاـ كال يتطلب ن‬
‫كالتقرير كالتحقَت كالتعجب كاإلنكار كغَتىا‪ ،‬كىي معاف غَت ‪٤‬تصورة‪ ،‬تفهم من خبلؿ السياؽ كقرائن‬
‫األحواؿ‪ ،‬كقد جيتمع يف االستفهاـ الواحد أكثر من معٌت‪.‬‬
‫كإذا جاءت صيغة االستفهاـ إلفادة ىذه ا‪١‬تعاين فهل يتجرد عنها معٌت االستفهاـ؟ أك يقاؿ‪ :‬إف معٌت‬
‫االستفهاـ ال زاؿ متضمننا فيها؟‬
‫الذم يظهر أف معٌت االستفهاـ ملحوظ فيها‪ ،‬كإال فما معٌت أف يلجأ البليغ إذل صياغة ا‪١‬تعٌت‬
‫أبسلوب االستفهاـ إذا كاف لذاؾ ا‪١‬تعٌت أسلوبو ا‪٠‬تاص بو؟! دل يكن ذلك إال حينما كجد يف أسلوب‬
‫االستفهاـ ما يؤدم غرضو يف مقاـ التكلم أببلغ ‪٦‬تا لو عرب ابألسلوب ا‪٠‬تاص ابلغرض‪.‬‬
‫كلكن ما ا‪١‬تعٌت الذم دييز أسلوب االستفهاـ لكي يعرب ا‪١‬تتكلم من خبللو عن معاين اإلنكار أك‬
‫التعجب أك التقرير أك األمر أك غَت ذلك؟‬
‫أبرز ما دييز االستفهاـ‪ :‬قدرتو العالية على تنبيو النفس‪ ،‬كإاثرة الذىن‪ ،‬كاستمالة ا‪١‬تخاطب للنظر‬
‫كالتدبر كالتأمل‪.‬‬
‫ومن ادلعاين اليت يفيدىا االستفهام يف القرآن الكرمي‪ ،‬وتتبٌن مع التدبر وأتمل السياق‪:‬‬
‫ُ‪ -‬التقرير‪ :‬كيراد بو اإلثبات كالتحقيق‪ ،‬أك ‪ٛ‬تل ا‪١‬تخاطب على اإلقرار أبمر قد استقر عنده‪٨ ،‬تو‬
‫قوؿ هللا تعاذل‪( :‬ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩﮪﮫ ﮬ ﮭﮮﮯ ﮰ ﮱ)[الشرح‪ُ:‬ػ ّ]‪.‬‬
‫(ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ِ‪ -‬اإلنكار‪ :‬كما يف قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭱ) [اإلسراء‪.]َْ :‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ّ‪ -‬التعجب مع غًنه‪ :‬كمنو قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) [ىود‪:‬‬
‫ِٕ‪ .]ّٕ ،‬ففي استفهاـ ا‪١‬ترأة؛ تعجب كاستبعاد‪ ،‬كيف استفهاـ ا‪١‬تبلئكة؛ تعجب كإنكار‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫(ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬ ‫ْ‪ -‬االستبطاء‪ :‬كمنو قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ)‬
‫[البقرة‪.]ُِْ :‬‬
‫(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ٓ‪ -‬االستبعاد‪ :‬كمنو قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [الدخاف‪َُ :‬ػ‬
‫ُّ]‪.‬‬
‫(ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ) [القارعة‪ُ:‬ػ‬ ‫ٔ‪ -‬التهويل‪ :‬كمنو قولو تعاذل‪:‬‬
‫ّ]‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬احلث واألمر‪ :‬كمنو قولو تعاذل‪( :‬ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [القمر‪.]ُٕ :‬‬
‫ٖ‪ -‬التشويق‪ :‬كمنو قولو تعاذل‪( :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [الصف‪.]َُ :‬‬
‫(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫ٗ‪ -‬التهكم‪ :‬كمنو قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵﮶ ﮷ ﮸ ﮹) [ىود‪.]ٖٕ :‬‬

‫أ) تدبر صيغ االستفهاـ فيما أييت من آايت كبُت دالالهتا‪:‬‬


‫قاؿ تعاذل‪( :‬ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ)[الشعراء‪.]ُٖ :‬‬
‫قاؿ تعاذل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯ)[الصافات‪.]ُِٓ -ُِّ :‬‬
‫قاؿ تعاذل‪( :‬ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ)[ا‪ٟ‬تديد‪.]ُُ :‬‬
‫قاؿ تعاذل‪( :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [الصافات‪.]ِٗ ،ُٗ :‬‬

‫‪69‬‬
‫قاؿ تعاذل‪ ( :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ) [النحل‪.]ْٓ:‬‬
‫كبُت ما تدؿ عليو من معاف‪.‬‬
‫ب) اذكر ثبلثة استفهامات من سور ‪٥‬تتلفة‪ٌ ،‬‬

‫ثاىًٔا‪ :‬األمر‪:‬‬
‫األمر ىو‪ :‬طلب حصول الفعل بصيغة من صيغو األربع‪:‬‬
‫أ‪ -‬فعل األمر‪ ،‬كقوؿ هللا ‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) [البقرة‪.]ُِ :‬‬
‫ب‪ -‬الفعل ا‪١‬تضارع ا‪١‬تقركف ببلـ األمر‪ ،‬كقوؿ هللا ‪( :‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ)[الطبلؽ‪.]ٕ :‬‬
‫ج‪ -‬اس ػ ػ ػػم فع ػ ػ ػػل األم ػ ػ ػػر‪٨ ،‬ت ػ ػ ػػو‪ :‬علي ػ ػ ػػك‪ٔ ،‬تع ػ ػ ػػٌت‪ :‬ال ػ ػ ػػزـ‪ ،‬كق ػ ػ ػػوؿ هللا ‪( :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯ)[ا‪١‬تائدة‪.]َُٓ :‬‬
‫د‪ -‬ا‪١‬تصدر النائب عن فعل األمر‪ ،‬كقوؿ هللا ‪( :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)[دمحم‪.]ْ :‬‬
‫دالالت األمر‪:‬‬
‫جازما على جهة االستعبلء‪ ،‬فَتاد هبا‬
‫األصل يف صيغ األمر أف يطلب هبا حصوؿ الفعل طلبنا ن‬
‫التكليف كاإللزاـ‪.‬‬
‫كقد تدؿ سياقات األمر على معاينى أخر تظهر للمتدبر فيها‪ ،‬كمنها‪:‬‬
‫دعاء‪ ،‬كم ػ ػ ػ ػ ػػا يف قول ػ ػ ػ ػ ػػو تع ػ ػ ػ ػ ػػاذل‪ ( :‬ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬ ‫ال‬ ‫ُ‪-‬‬

‫ﰍ ﰎ)[البق ػػرة‪ ،]ِٖٔ :‬كال ػػدعاء في ػػو تض ػػرع كخض ػػوع‪ ،‬كأييت بص ػػيغة األم ػػر إظه ػ ن‬
‫ػارا‬
‫للرغبة ا‪ٞ‬تازمة يف االستجابة للدعاء‪.‬‬
‫(ﮧﮨﮩﮪﮫﮬ‬ ‫اإلرشاد والنصح‪ ،‬كىو كصية من غَت إلزاـ‪ ،‬كما يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫ِ‪-‬‬

‫‪70‬‬
‫ﮭﮮﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺﮻﮼﮽﮾﮿﯀﯁﯂﯃﯄‬
‫﯅ ﯆﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋ ﯌ ﯍ ﯎ ﯏ ﯐ ﯑ ﯒ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)[القصص‪ .]ٕٕ ،ٕٔ:‬كلعل التعبَت‬
‫كإظهارا للرغبة يف حصولو‪.‬‬
‫ن‬ ‫ابألمر إشارة إذل أمهية ا‪١‬توصى بو‪،‬‬
‫(ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫اإلابحة‪ ،‬كما يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫ّ‪-‬‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ)[ا‪ٞ‬تمعة‪ .]َُ:‬كلعل التعبَت عن اإلابحة بصيغة األمر؛ إلزالة ا‪ٟ‬ترج‬
‫الذم قد يقع لدل ا‪١‬تخاطب يف فعل ا‪١‬تأمور بو؛ فقد يتوىم أف الشيء ‪٤‬تظور أك مستمر حظره‬
‫فيؤمر بو‪.‬‬
‫(ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫التعجيز‪ ،‬كما يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫ْ‪-‬‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ)[البقرة‪.]ِّ:‬‬
‫التهدي د‪ ،‬كم ػػا يف قول ػػو تع ػػاذل‪( :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫ٓ‪-‬‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)[فصلت‪.]َْ:‬‬
‫(ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫االمتنان‪ ،‬كما يف قولو تعاذل‪:‬‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬
‫﮳)[األنعاـ‪.]ُُْ:‬‬
‫التمين‪ ،‬كما يف قولو تعاذل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [ا‪١‬تؤمنوف‪.]ٗٗ:‬‬ ‫ٕ‪-‬‬

‫كبُت دالالهتا‪:‬‬
‫أ) تدبر الصيغ اآلتية لؤلمر يف ضوء سياقاهتا‪ٌ ،‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ)[ا‪ٞ‬تمعة‪.]ٗ :‬‬

‫‪71‬‬
‫(ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮚ)[البقرة‪.]ُٖٕ:‬‬
‫تعاذل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ)‬ ‫قاؿ‬
‫[النحل‪.]ِّ:‬‬
‫ص يدكًريك ٍم ﴾ اآلية [اإلسراء‪،َٓ :‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قاؿ تعاذل‪﴿ :‬قيل يكونيواٍ ح ىج ىارنة أ ٍىك ىحديدان‪ .‬أ ٍىك ىخ ٍلقان ٌ‪٦‬تَّا يى ٍكبيػ ير ًيف ي‬
‫ُٓ]‪.‬‬
‫م كلًٍلم ٍؤًمنًُت يػوـ يػ يقوـ ًٍ‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫اب﴾ [إبراىيم‪.]ُْ :‬‬
‫ا‪ٟ‬ت ىس ي‬ ‫قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىربػَّنىا ا ٍغف ٍر ًرل ىكل ىوال ىد َّ ى ي ى ى ٍ ى ى ي‬
‫كبُت ما تدؿ عليو من معاف‪.‬‬
‫ب) استخرج من القرآف الكرمي ثبلث صيغ أمر ‪٥‬تتلفة الدالالت‪ٌ ،‬‬

‫ثالجًا‪ :‬اليَٕ‪:‬‬
‫النهي ىو‪ :‬طلب الكف عن الفعل‪ .‬كلو صيغة صرحية كاحدة‪ ،‬كىي (ال) ا‪ٞ‬تازمة ا‪١‬تقركنة ابلفعل‬
‫ا‪١‬تضارع‪ .‬مثل قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬ال ٕتعل مع هللا إل نػها آخر﴾ [اإلسراء‪.]ِِ :‬‬
‫دالالت النهي‪:‬‬
‫األصل يف صيغة النهي أف تكوف على سبيل االستعبلء إلز ناما ابلكف‪ ،‬كٖتردينا للفعل‪ ،‬إال أف النهي قد‬
‫يدؿ على معاف أخر‪ ،‬تظهر للمتدبر من خبلؿ سياؽ الكبلـ كقرائن األحواؿ‪ ،‬كمنها‪:‬‬
‫الدعاء‪ ،‬كقولو تعاذل‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫ُ‪-‬‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ) [البقرة‪.]ِٖٔ:‬‬
‫(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴‬ ‫ٕ‪ -‬اإلرشاد والنصح‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫﮵ ﮶ ﮷ ﮸﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ﯆)[القصص‪.]ٕٔ:‬‬
‫(ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬ ‫االلتماس‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬ ‫ّ‪-‬‬

‫‪72‬‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) [األعراؼ‪.]َُٓ:‬‬
‫التيئيس‪ ،‬كقولو تعاذل‪( :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [التوبة‪.]ٔٔ:‬‬ ‫ْ‪-‬‬

‫كبُت دالالهتا‪:‬‬
‫أ) تدبر سياقات صيغة النهي فيما أييت من آايت‪ٌ ،‬‬
‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬قاؿ ال ٗتافا إنٍت معكما أ‪ٝ‬تع كأرل﴾ [طو‪.]ْٔ :‬‬
‫كيدا﴾ اآلية [يوسف‪.]ٓ :‬‬
‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬قاؿ اي بٍت ال تقصص رؤايؾ على إخوتك فيكيدكا لك ن‬
‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كال ٗتزّن يوـ القيامة إنك ال ٗتلف ا‪١‬تيعاد﴾ [آؿ عمراف‪.]ُْٗ :‬‬
‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪( :‬ﮈ ﮉﮊ ﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒ) [النحل‪.]ُ:‬‬
‫كبُت ما تدؿ عليو من معاف‪.‬‬
‫ب) استخرج من القرآف الكرمي ثبلثة مواضع لصيغة النهي ‪٥‬تتلفة الدالالت‪ٌ ،‬‬
‫رابعًا‪ :‬اليدا‪:ٛ‬‬
‫النداء ىو‪ :‬طلب إقبال ادلنادى حبرف من حروف النداء‪.‬‬
‫أحرف النداء‪:‬‬
‫اي‪ ،‬ا‪٢‬تمزة‪ ،‬أم‪ ،‬آ‪ ،‬آم‪ ،‬أاي‪ ،‬ىيا‪ ،‬كا‪.‬‬
‫كىي على ثبلثة أقساـ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ما ينادل هبا القريب‪ ،‬كىي‪( :‬ا‪٢‬تمزة‪ ،‬أم)‪.‬‬
‫إشعارا أبنو حاضر يف القلب ال يغيب‪.‬‬
‫كقد ينزؿ البعيد منزلة القريب فينادل ْتركؼ القرب؛ ن‬
‫ِ‪ -‬ما ينادل هبا البعيد‪ ،‬كىي‪( :‬آ‪ ،‬آم‪ ،‬أاي‪ ،‬ىيا‪ ،‬كا)‪ .‬كٗتتص (كا) ابلندبة ‪ -‬كىي‪ :‬نداء ا‪١‬تتفجع‬
‫أيضا للنداء ا﵀ض‪.‬‬
‫عليو أك ا‪١‬تتوجع منو ‪ -‬كتستعمل ن‬
‫كقد ينزؿ القريب منزلة البعيد فينادل ْتركؼ البعد ألغراض ببلغية‪ ،‬منها‪ :‬اإلشعار ببعد منزلتو‬

‫‪73‬‬
‫كمكانتو‪ ،‬أك لئلشعار ببعده عن القلب لضعتو كا‪٨‬تطاط مكانتو‪ ،‬أك للتنبيو على عظم األمر ا‪١‬تدعو لو‬
‫ّنئما‪ ،‬أك لغَت ذلك‪.‬‬
‫كعلو شأنو‪ ،‬أك لكونو غافبلن أك ن‬
‫ّ‪ -‬ما ينادل هبا القريب كالبعيد‪ ،‬كىي‪( :‬اي)‪ ،‬كقيل‪ :‬إهنا للبعيد‪ ،‬لكن تيستعمل يف القريب ألغراض ببلغية‪.‬‬
‫كتتميز (اي) أبهنا أكثر ا‪ٟ‬تركؼ استعماالن‪ ،‬كال ييق ٌدر عند ا‪ٟ‬تذؼ سواىا‪ ،‬كلذا عدىا النحاة أيـ الباب‬
‫كأصل حركؼ النداء‪.‬‬
‫ومل يرد يف القرآن من حروف النداء إال (َي)‪ ،‬ونودي هبا البعيد والقريب‪.‬‬
‫وقد حتذف‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ُ‪ -‬عند نداء الرب هلالج يف مقاـ الدعاء‪ ،‬كقولو تعاذل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ) [البقرة‪ .]ُِٕ :‬كحذؼ حرؼ النداء يف دعاء هللا عز كجل فيو تقوية حضور القلب مع‬
‫الرب سبحانو كاستجماعو لو‪ ،‬كإشعار النفس ٔتزيد من التذلل كالتقرب كااللتجاء إليو؛ ألف الداعي يف‬
‫مقرا بوحدانية هللا كمعًتفنا بعبوديتو لو‪.‬‬
‫مقاـ ابتهاؿ كتضرع ﵁ عز كجل كتقرب إليو كتذلل بُت يديو ن‬
‫ِ‪ -‬يف غَت نداء هللا عز كجل‪ ،‬كقولو تعاذل‪( :‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ) [يوسف‪ ،]ِٗ :‬كيرل بعض‬
‫ا‪١‬تفسرين أف حذؼ ا‪ٟ‬ترؼ ىنا لقرب ا‪١‬تنادل‪ ،‬ككماؿ تفطنو للحديث‪ ،‬كفيو تقريب لو كتلطيف ﵀لو‪.‬‬
‫دالالت النداء‪:‬‬
‫األصل يف النداء أف يكوف لطلب إقباؿ ا‪١‬تنادل‪ ،‬إال أنو أييت يف بعض السياقات ألغراض أخرل‬
‫يقتضيها ا‪١‬تقاـ‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫﴿ربػَّنىا ظىلى ٍمنىا أىن يف ىسنىا ىكإً ٍف ىدلٍ تىػ ٍغ ًف ٍر لىنىا ىكتىػ ٍر‪ٛ‬تىٍنىا‬
‫ُ‪ -‬االبتهاؿ إذل هللا يف مقاـ الدعاء‪ ،‬كقوؿ آدـ كحواء‪ :‬ى‬
‫ً‬ ‫اس ًرين﴾ [األعراؼ‪ ،]ِّ :‬كقوؿ زكراي ‪ً :‬‬ ‫لىنى يكونى َّن ًمن ٍ ً‬
‫ُت﴾‬ ‫ت ىخٍيػ ير الٍ ىوا ًرث ى‬ ‫ب ىال تى ىذ ٍرًين فىػ ٍرندا ىكأىنٍ ى‬ ‫﴿ر ٌ‬ ‫ى‬ ‫ا‪٠‬تى ى‬ ‫ٍ‬
‫اف﴾‬ ‫[األنبياء‪ ،]ٖٗ :‬قاؿ أبو السعود يف تفسَته عند قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬ربػَّنىا إًنػَّنىا ىً‪ٝ‬تعنىا منى ًاداي يػنى ًادم لً ًٍئلديى ً‬
‫ٍ ي ن ي‬ ‫ى‬
‫[آؿ عمراف‪( :]ُّٗ :‬تصدير مقدمة الدعاء ابلنداء إلظهار كماؿ الضراعة كاالبتهاؿ‪ ،‬كالتأكيد لئليذاف‬
‫بصدكر ا‪١‬تقاؿ عنهم بوفور الرغبة ككماؿ النشاط)‪ .‬كتزداد الضراعة بتكرر النداء‪ ،‬كما يف قولو تعاذل يف‬

‫‪74‬‬
‫آخر سورة البقرة‪﴿ :‬آمن الرسوؿ ٔتا أنزؿ إليو من ربو كا‪١‬تؤمنوف‪ ﴾ ...‬اآلايت‪.‬‬
‫ِ‪ -‬استمالة قلوب ا‪١‬تدعوين كالتلطف معهم كإظهار النصح ‪٢‬تم‪ ،‬إذا كاف النداء بوصف ‪٤‬تبب إليهم‪،‬‬
‫كما يف نداء إبراىيم ‪ ‬ألبيو‪( :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ)[مرمي‪ ]ِْ:‬مع‬
‫تكرار النداء بعد ذلك؛ ‪٦‬تا لو أعظم األثر على نفس ا‪١‬تدعو‪ ،‬قاؿ رشيد رضا يف تفسَت ا‪١‬تنار عند تكرر‬
‫آد ىـ ىال يىػ ٍفتًنىػنَّ يك يم الشٍَّيطىا يف﴾ اآلية [األعراؼ‪( :]ِٕ:‬تكرار النداء يف مقاـ‬
‫النداء يف قولو تعاذل‪ ﴿ :‬ىاي بىًٍت ى‬
‫الوعظ كالتذكَت من أقول أساليب التنبيو كالتأثَت‪ ،‬يعرؼ ذلك اإلنساف من نفسو‪ ،‬كيشعر بو يف قلبو‪.‬‬
‫كنظَته يف التنزيل قصة ا‪ٞ‬تن من سورة األحقاؼ‪ ،‬إذ جاء فيها الوعظ كاإلنذار بتكرار النداء‪ :‬اي قومنا‪...‬‬
‫اي قومنا‪ ،...‬ككعظ مؤمن آؿ فرعوف يف سورة غافر‪ :‬اي قوـ‪ ...‬اي قوـ)(ُ)‪.‬‬
‫(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ّ‪ -‬التبشَت كاالبتهاج‪ ،‬كقولو سبحانو‪:‬‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ)[يوسف‪.]ُٗ:‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ْ‪ -‬التعجب كاالستنكار‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭝ ﭞ) [ىود‪.]ِٕ:‬‬
‫ٓ‪ -‬التحسر كالندـ‪ ،‬كقولو تعاذل‪( :‬ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ)[الزمر‪،]ٓٔ :‬‬
‫كقولو‪( :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ) [الفرقاف‪.]ِٖ ،ِٕ:‬‬

‫(ُ) دمحم رشيد رضا‪ ،‬تفسَت ا‪١‬تنار (ٖ‪.)ُّٔ/‬‬


‫تعرض إذل انتقادات كثَتة من قًبل فئات عدة‪ ،‬أييت يف‬ ‫تفسَت ا‪١‬تنار ﵀مد رشيد رضا‪ ،‬كالذم أ‪ٝ‬تاه (تفسَت القرآف ا‪ٟ‬تكيم) قد َّ‬
‫مقدمتهم بعض علماء ا‪١‬تدرسة السلفية ا‪ٟ‬تديثة الذين رأكا فيو تساىل رشيد رضا يف ذكر بعض التأكيبلت‪ ،‬كأتكيل بعض ا‪١‬تعجزات‪،‬‬
‫كرد بعض األحاديث النبوية‪ ،‬كانفراده ببعض اآلراء الفقهية‪ ،‬كقسوتو أحياّنن على بعض العلماء السابقُت‪ ،‬كقد اتبع دمحم رشيد رضا يف‬
‫ٌ‬
‫ذلك منهج شيخو دمحم عبده الذم أسرؼ يف نظرىم يف االعتماد على العقل كالرأم يف التفسَت‪ .‬إال أنو – إنصافنا ‪ -‬حيسب لو أنو‬
‫يعد ‪٤‬تاكلة للجمع بُت صحيح ا‪١‬تأثور‪ ،‬كصريح ا‪١‬تعقوؿ‪ ،‬كٖتقيق الفركع كاألصوؿ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫كبُت دالالتو‪:‬‬
‫أ) تدبر سياقات النداء فيما أييت من آايت ٌ‬

‫(ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ)[يوسف‪.]ْٖ:‬‬ ‫ُ‪-‬‬


‫قولو تعاذل‪( :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ)[يس‪.]َّ:‬‬ ‫ِ‪-‬‬
‫ّ‪ -‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ [الواقعة‪.]ُٓ:‬‬
‫كبُت ما تدؿ عليو من أغراض‪.‬‬ ‫ب) استخرج من القرآف الكرمي ثبلثة نداءات‪ٌ ،‬‬
‫ج) جاء نداء هللا ‪ ‬يف دعوات األنبياء كالصا‪ٟ‬تُت يف القرآف الكرمي ابسم "الرب"‪ ،‬؛ فما داللة ذلك؟‬

‫خامصًا‪ :‬التنين‪:‬‬
‫التمين ىو‪ :‬طلب حصول الشيء عن زلبة لو ورغبة فيو ولو كان مستحيالً‪.‬‬
‫الفرؽ بُت التمٍت كالًتجي‪:‬‬
‫‪٤‬تبواب كيقاؿ لو‪:‬‬
‫التمٍت سبق تعريفو‪ .‬أما الًتجي فهو‪ :‬ترقب حصوؿ الشيء كتوقعو‪ ،‬سواء أكاف ن‬
‫مكركىا كيقاؿ لو‪ :‬إشفاؽ‪.‬‬
‫ن‬ ‫طمع‪ ،‬أـ‬
‫كالفرؽ بينهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬أف التمٍت أييت يف طلب ا﵀بوب‪ .‬كالًتجي أييت يف توقع ا﵀بوب كا‪١‬تكركه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أف التمٍت إنشاء طليب؛ ألف فيو طلبنا ‪ٟ‬تصوؿ الشيء ا﵀بوب‪ .‬كالًتجي إنشاء غَت طليب؛ ألنو‬
‫توقع كترقب ال طلب‪.‬‬
‫ج‪ -‬أف التمٍت غلب أف يكوف يف طلب ا‪١‬تستحيل أك البعيد‪ .‬كالًتجي يكوف يف القريب‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫أدوات التمين‪:‬‬
‫التمٍت لو أداة كاحدة ىي‪ :‬ليت‪.‬‬
‫ككردت يف القرآف كما يف قولو تعاذل‪( :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) [القصص‪ ،]ٕٗ:‬كقولو‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ)[يس‪ ،]ِٕ ،ِٔ:‬كقولو‪( :‬ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ‬
‫ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﰤ) [األنعاـ‪ ،]ِٕ :‬كقولو‪( :‬ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ) [الكهف‪.]ِْ:‬‬
‫كقد تستعمل بعض األدكات يف التمٍت‪ ،‬كىي دل توضع لو يف األصل‪ ،‬كمنها‪ :‬لعل‪ ،‬كلو‪ ،‬كىل‪.‬‬
‫أ‪ -‬التمين ب (لعل)‪:‬‬
‫األصل يف "لعل" أهنا للًتجي‪ .‬كتستعمل يف التمٍت؛ إلبراز الػ يمتمٌت يف صورة القريب‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪ ( :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫ُ‪-‬‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ)‬
‫[القصص‪.]ّٖ:‬‬
‫كقولو تعاذل‪( :‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [غافر‪.]ّٔ:‬‬ ‫ِ‪-‬‬

‫ب‪ -‬التمين ب (ىل)‪:‬‬


‫األصل يف "ىل" أهنا لبلستفهاـ‪ .‬كقد ييتمٌت بػها؛ إلبراز الػ يمتمٌت يف صورة ا‪١‬تستفهم عنو الذم ديكن‬
‫كقوعو‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫ُ‪ .‬قاؿ تعاذل‪ ( :‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) [األعراؼ‪.]ّٓ :‬‬

‫‪77‬‬
‫ِ‪ .‬قاؿ تعاذل‪( :‬ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ‬
‫ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ) [الشورل‪.]ْْ:‬‬
‫ت‪ -‬التمين ب (لو)‪:‬‬
‫األصل يف "لو" أنو حرؼ شرط يفيد امتناع ا‪ٞ‬تواب المتناع الشرط‪ .‬كقد يتمٌت بو؛ إلظهار ا‪١‬تتمٌت يف‬
‫أبدا‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬ ‫صورة ا‪١‬تمتنع الذم ال ديكن حصولو ن‬
‫ض ػ ىػبل وؿ يمبًػ ػ و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‪ .‬قول ػػو تع ػػاذل‪﴿ :‬قىػػاليوا كى ػػم فًيه ػػا ىخيٍتى ً‬
‫ب‬ ‫ُت ‪ .‬إً ٍذ ني ىس ػ ًٌػوي يك ٍم بًػ ىػر ًٌ‬ ‫ص ػ يػمو ىف ‪ .‬ىات َّّلل إً ٍف يكنَّػػا لىف ػػي ى‬ ‫ىي ٍ ى‬
‫ىضػلَّنىا إًَّال الٍمج ًرمػو ىف ‪ .‬فىمػا لىنىػا ًمػن ىشػافًعًُت ‪ .‬كىال ص ًػد ويق ىً‬
‫‪ٛ‬تػي وم ‪ .‬فىػلى ٍػو أ َّ‬
‫ىف لىنىػا ىك َّػرنة‬ ‫ً‬
‫ى ى ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫يٍي‬ ‫ُت ‪ .‬ىكىمػا أ ى‬ ‫الٍ ىعالىم ى‬
‫ُت ﴾ [الشعراء‪.]َُِ - ٗٔ :‬‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫فىػنى يكو ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى‬
‫ِ‪ .‬قولو تعاذل‪( :‬ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) [ىود‪.]َٖ:‬‬

‫كبُت ما تدؿ عليو‪.‬‬


‫استخرج من القرآف الكرمي ثبلثة أمثلة للتمٍت ‪٥‬تتلفة األدكات‪ٌ ،‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪78‬‬
‫املْضْع اخلامض‬
‫التكدٓه ّالتأخري‬

‫األصل يف ا‪ٞ‬تملة الفعلية أف يقدـ الفعل على الفاعل‪ ،‬كيف ا‪ٞ‬تملة اال‪ٝ‬تية أف يقدـ ا‪١‬تبتدأ على ا‪٠‬ترب‪،‬‬
‫مث أييت بعد ذلك ا‪١‬تتعلقات‪.‬‬
‫كقد يعدؿ البليغ عن ىذا األصل‪ ،‬فيقدـ ما حقو التأخَت‪ ،‬كيؤخر ما حقو التقدمي؛ مراعاة ‪١‬تقتضى‬
‫ا‪ٟ‬تاؿ‪ .‬كما يراعي البليغ ا‪ٟ‬تاؿ يف ترتيب ا‪١‬تعاين اليت يتناك‪٢‬تا‪.‬‬
‫اسع‬
‫ابب كثَتي الفوائد‪ ،‬ىج ُّم ا‪١‬تىحاسن‪ ،‬ك ي‬
‫كالتقدمي كالتأخَت ‪-‬كما قاؿ عبدالقاىر ا‪ٞ‬ترجاين ر‪ٛ‬تو هللا‪ " -‬ه‬
‫بك إًذل لىطيفة"(ُ)‪ .‬كذكر ابن النقيب أف‬ ‫بعيد الغاية‪ ،‬ال يز ياؿ يػ ٍفتىػُّر لك عن و‬
‫بديعة‪ ،‬كيػي ٍفضي ى‬ ‫التصرؼ‪ ،‬ي‬‫ُّ‬
‫ى ى‬
‫العرب أتوا بو؛ داللة على ٘تكنهم يف الفصاحة‪ ،‬كملكتهم للكبلـ‪ ،‬كتصرفهم فيو على حكم ما خيتاركنو‪،‬‬
‫كانقياده ‪٢‬تم لقوة ملكتهم فيو كيف معانيو‪ ،‬ثقة بصفاء أذىاهنم"(ِ)‪.‬‬
‫األغراض البالغٔ٘ للتكدٓه ّالتأخري‪:‬‬
‫اضا عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ذكر الببلغيوف للتقدمي كالتأخَت أغر ن‬
‫ُ‪ .‬االىتماـ اب‪١‬تقدـ؛ لكونو ا‪١‬تقصود ابلكبلـ‪.‬‬
‫ِ‪ .‬التشويق إذل ذكر ا‪١‬تؤخر‪.‬‬
‫ّ‪ .‬إرادة تعجيل ا‪١‬تقصود من مسرة أك مساءة‪ ،‬أك تعظيم أك ٖتقَت‪.‬‬

‫(ُ) ا‪ٞ‬ترجاين‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬ص َُٔ‪.‬‬


‫(ِ) ابن النقيب‪ ،‬مقدمة تفسَت ابن النقيب‪ ،‬ص ُٔٔ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ْ‪ .‬التخصيص‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬التأكيد كتقوية ا‪ٟ‬تكم‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬دفع توىم ا‪٠‬تطأ‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬تقدمي السبب على ا‪١‬تسبب‪ ،‬أك األكثر على األقل‪ ،‬أك األعجب‪ ،‬أك األشرؼ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬مراعاة النسق الصويت‪.‬‬
‫التكدٓه ّالتأخري يف الكرآٌ الهرٓه‪:‬‬
‫أ‪ -‬العدول عن األصل النحوي يف ترتيب الكالم‪:‬‬
‫جيوز ‪٥‬تالفة األصل النحوم يف ترتيب الكبلـ‪ ،‬كأف يقدـ ا‪٠‬ترب على ا‪١‬تبتدأ‪ ،‬أك ا‪١‬تفعوؿ بو على الفعل‪،‬‬
‫أك على الفاعل‪ ،‬أك الظرؼ على عاملو‪ ،‬يف مواضع مذكورة عند النحويُت‪.‬‬
‫اضا كيفيد معاين من كراء‬
‫كالقرآف حينما يقدـ كيؤخر بُت ا‪١‬تواقع اإلعرابية يف ا‪ٞ‬تملة فإمنا يقصد أغر ن‬
‫تتبُت ابلتدبر كالنظر يف سياؽ اآلية‪.‬‬
‫ىذا األسلوب‪ٌ ،‬‬
‫وشلا يفيده التقدمي والتأخًن بٌن عناصر اجلملة ما أييت‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬التخصيص‪:‬‬
‫‪ -‬كمن ذلك قوؿ هللا تعاذل‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ) [النور‪.]ِْ :‬‬
‫أفاد تقدمي ا‪٠‬ترب "﵁" قصر ا‪١‬تلك على هللا ‪ .‬كأفاد تقدمي ا‪٠‬ترب "إذل هللا" قصر ا‪١‬تصَت على كونو إليو‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬كقولو تعاذل‪( :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ) [الفاٖتة‪.]ٓ :‬‬
‫يف تقدمي ا‪١‬تفعوؿ "إايؾ" على الفعلُت "نعبد‪ ،‬نستعُت" قصر العبودية كاالستعانة على هللا كحده‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أتكيد االىتمام بشأن ادلقدم‪ ،‬لكونو زلل احلث والرتغيب‪ ،‬أو اإلنكار والرتىيب‪:‬‬
‫كمػ ػػن ذلػ ػػك قػ ػػوؿ هللا سػ ػػبحانو‪( :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ)[النسػ ػػاء‪،]ّٔ :‬‬

‫‪80‬‬
‫اىتماما هبما‪.‬‬
‫ن‬ ‫قدـ "ابلوالدين"‬
‫كقولو تعاذل‪( :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ)[البقرة‪ ،]ُِْ :‬قاؿ ابن عاشور ر‪ٛ‬تو هللا‪:‬‬
‫"تقدمي ا‪١‬تفعوؿ كىو لفظ "إبراىيم"؛ ألف ا‪١‬تقصود تشريف إبراىيم ِبضافة اسم "رب" إذل ا‪ٝ‬تو‪ ،‬مع‬
‫مراعاة اإلجياز"(ُ)‪.‬‬

‫بُت دالالت التقدمي كالتأخَت بُت ا‪١‬تواقع اإلعرابية فيما أييت‪:‬‬


‫‪ -‬تقدمي ا‪ٞ‬تار كاجملركر يف قولو تعاذل‪ ﴿ :‬ىك ىعلىى اللَّ ًػو فىػ ٍليىػتىػ ىوَّك ًل ا‪١‬تػ ػ ػي ٍػؤًمنيو ىف﴾‪ ﴿ ،‬ىك ىعلىى اللَّ ًػو فىػ ٍليىػتىػ ىوَّك ًل‬
‫اع ًة﴾ [فصلت‪.]ْٕ :‬‬ ‫الٍ يمتىػ ىوٌكًليو ىف﴾ [إبراىيم‪ .]ُِ ،ُُ :‬كيف قولو تعاذل‪﴿ :‬إًلىٍي ًو يػيىرُّد ًع ٍل يم َّ‬
‫الس ى‬
‫السائً ىل فى ىبل تىػٍنػ ىه ٍر ‪.‬‬ ‫‪ -‬تقدمي ا‪١‬تفعوؿ بو على الفعل يف قولو تعاذل‪﴿ :‬فىأ َّىما الٍيىتً ىيم فى ىبل تىػ ٍق ىه ٍر ‪ .‬ىكأ َّىما َّ‬
‫ث﴾ [الضحى‪.]ُُ-ٗ :‬‬ ‫ك فى ىح ًٌد ٍ‬
‫ىكأ َّىما بًنً ٍع ىم ًة ىربًٌ ى‬
‫ادهً الٍعيلى ىماءي ﴾ [فاطر‪:‬‬ ‫اّلل ًمن ًعب ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬أتخَت الفاعل كتقدمي ا‪١‬تفعوؿ يف قولو تعاذل‪﴿ :‬إَّمنىا ىخيٍ ىشى َّى ٍ ى‬
‫ِٖ]‪.‬‬

‫ب‪ -‬التقدمي والتأخًن بٌن ادلعاين من غًن نظر إىل ادلوقع اإلعرايب‪:‬‬
‫كلو أغراض كثَتة ْتسب السياؽ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬التنبيو إذل العناية بشأف ا‪١‬تقدـ كا‪ٟ‬تذر من التهاكف بو‪ ،‬كتقدمي الوصية على الدَّين يف قولو تعاذل‪:‬‬
‫(ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ) [النساء‪ ]ُُ :‬مع أف الوفاء ابلدين مقدـ عليها‪.‬‬
‫ِ‪ -‬تقدمي السبب على ا‪١‬تسبَّب‪ ،‬كمن ذلك تقدمي غض البصر يف قولو تعاذل‪( :‬ﭾ ﭿ‬

‫(ُ) ابن عاشور‪ ،‬التحرير كالتنوير ُ‪.َِٕ /‬‬

‫‪81‬‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) [النور‪]ُّ ،َّ:‬؛ ألف غض البصر طريق إذل‬
‫حفظ الفرج‪.‬‬
‫ّ‪ -‬تق ػػدمي األغل ػػب عل ػػى األق ػػل يف ا‪ٟ‬تك ػػم‪ ،‬كتق ػػدمي ال ػ ػذكر عل ػػى األنث ػػى يف الس ػػرقة‪( :‬ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ) [ا‪١‬تائدة‪.]ّٖ :‬‬
‫ْ‪ -‬تقدمي ما يزيل إيهاـ خبلؼ ا‪١‬تقصود‪ ،‬كتقدمي "من آؿ فرعوف" يف قوؿ هللا تعاذل‪( :‬ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [غافر‪ ]ِٖ :‬كلو أخر كصفو "من آؿ فرعوف"‬
‫على الكتماف لتوىم أنو يكتم اإلدياف من آؿ فرعوف‪ ،‬كأنو ليس منهم‪.‬‬

‫وقد استُدل ابلتقدمي على أفضلية ادلقدم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬


‫اح ىعلىٍي ًو أىف يىطََّّو ى‬ ‫الص ىفا كالٍمركىة ًمن ىشعائًًر ًَّ‬ ‫ً‬
‫ؼ‬ ‫ت أى ًك ٍاعتى ىمىر فى ىبل يجنى ى‬
‫اّلل فى ىم ٍن ىح َّج الٍبىػٍي ى‬ ‫ى‬ ‫قولو تعاذل‪﴿ :‬إ َّف َّ ى ى ٍ ى‬
‫اّللى ىشاكًهر ىعلً هيم ﴾ [البقرة‪.]ُٖٓ :‬‬ ‫ع ىخٍيػنرا فىًإ َّف َّ‬ ‫ًً‬
‫هب ىما ىكىمن تىطىَّو ى‬
‫يف صحيح مسلم من حديث جابر ‪ ،‬كفيو ‪ :‬أف رسوؿ هللا ﷺ ل ٌػما فرغ من طوافو ابلبيت‪ ،‬عاد إذل‬
‫الركن فاستلمو‪ ،‬مث خرج من ابب الصفا‪ ،‬كىو يقوؿ‪( :‬إف الصفا كا‪١‬تركة من شعائر هللا) مث قاؿ‪" :‬أبدأ ٔتا‬
‫بدأ هللا بو" ‪.‬‬
‫قاؿ الًتمذم‪( :‬كالعمل على ىذا عند أىل العلم أنو يبدأ ابلصفا قبل ا‪١‬تركة ‪ ،‬فإف بدأ اب‪١‬تركة قبل‬
‫الصفا دل جيزه‪ ،‬كيبدأ ابلصفا)‪.‬‬
‫ىنصا ًر ﴾ اآلية [التوبة‪.]ََُ :‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قولو تعاذل‪﴿ :‬ك َّ ً‬
‫الساب يقو ىف ٍاأل َّىكليو ىف م ىن الٍ يم ىهاج ًر ى‬
‫ين ىك ٍاأل ى‬ ‫ى‬
‫(ُ)‬
‫كتعُت اإلمامة فيهم) ‪.‬‬ ‫قاؿ الزركشي‪( :‬ابآلية احتج الص ٌديق على تفضيلهم ٌ‬

‫(ُ) الربىاف يف علوـ القرآف‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ُت ًم ٍن يك ًٌل فى وٌج ىع ًم ويق ﴾‬ ‫وؾ ًرج ناال كعلىى يك ًل ً ً‬
‫ضام ور ىأيٍت ى‬ ‫ٌ ى‬ ‫َّاس ًاب ٍ‪ٟ‬تى ًٌج ىأيٍتي ى ى ى ى‬ ‫كقولو تعاذل‪ ﴿ :‬ىكأ ًىذٌ ٍف ًيف الن ً‬
‫[ا‪ٟ‬تج‪.]ِٕ :‬‬
‫دؿ ذلك على أف حج الراجل أفضل من‬ ‫قاؿ القرطيب يف تفسَته‪( :‬ل ٌػما قاؿ تعاذل‪" :‬رجاالن" كبدأ هبم ٌ‬
‫حج الراكب‪ ،‬قاؿ ابن عباس‪ :‬ما آسى على شيء فاتٍت إال أف ال أكوف حججت ماشينا؛ فإين ‪ٝ‬تعت هللا‬
‫عز كجل يقوؿ‪" :‬أيتوؾ رجاالن")‪.‬‬
‫ند ىرٌهبًً ٍم﴾ اآلية [البقرة‪:‬‬
‫ىج يريى ٍم ًع ى‬ ‫ً‬ ‫كقولو تعاذل‪﴿ :‬الَّ ًذين ي ًنف يقو ىف أىموا ى‪٢‬تم ًابللَّي ًل كالنػ ً‬
‫َّها ًر سِّرا ىك ىع ىبلنيىةن فىػلى يه ٍم أ ٍ‬
‫ٍى ي ٍ ى ى‬ ‫ىي‬
‫ِْٖ]‪.‬‬
‫قاؿ الرازم يف تفسَته‪( :‬يف اآلية إشارة إذل أف صدقة السر أفضل من صدقة العبلنية‪ ،‬كذلك ألنو قدـ‬
‫الليل على النهار ‪ ،‬كالسر على العبلنية يف الذكر)(ُ)‪.‬‬

‫ما الغرض من التقدمي كالتأخَت بُت ا‪١‬تعاين فيما أييت‪:‬‬


‫ب ۛ فً ًيو ۛ‬ ‫اب ىال ىريٍ ى‬
‫ُ‪ -‬التقدمي كالتأخَت بُت صفات ا‪١‬تتقُت يف قوؿ هللا تعاذل‪ٰ ﴿ :‬ىذلً ى ً‬
‫ك الٍكتى ي‬
‫ين يػي ٍؤًمنيو ىف ًٔتىا‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬ ‫ب كي ًقيمو ىف َّ ً‬ ‫ُت (ِ) الَّ ًذ ً ً ً‬ ‫ً ً‬
‫اى ٍم يينف يقو ىف (ّ) ىكالذ ى‬
‫الص ىبلةى ىك‪٦‬تَّا ىرىزقٍػنى ي‬ ‫ين يػي ٍؤمنيو ىف ابلٍغىٍي ى ي ي‬ ‫ى‬ ‫يى ندل لٌٍل يمتَّق ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ك يى يم‬ ‫ك ىعلى ٰى يى ندل ًٌمن َّرٌهبًً ٍم ۛ ىكأيكٰلىئً ى‬ ‫ك ىكًابٍآل ًخىرةً يى ٍم ييوقنيو ىف (ْ) أيكٰلىئً ى‬
‫ك ىكىما أين ًزىؿ ًمن قىػٍبل ى‬ ‫أين ًزىؿ إًلىٍي ى‬
‫الٍ يم ٍفلً يحو ىف﴾ [البقرة‪.]ٓ-ِ :‬‬

‫جدا ٗترج بو عن التفسَت‪ ،‬حىت‬


‫(ُ)التفسَت الكبَت للفخر الرازم من أكسع كتب التفسَت‪ ،‬كقد حشاه مؤلفو ٔتباحث كثَتة ن‬
‫قيل فيو‪ :‬فيو كل شيء إال التفسَت‪ ،‬كىذا من ابب ا‪١‬تبالغة لكثرة ما فيو من ا‪١‬تباحث اليت ىي خارجة عن صلب التفسَت‪،‬‬
‫أحياّن من علوـ الشريعة‪ .‬كما قيل فيو أنو يي ُّ‬
‫عد من مراجع التفسَت الكبَتة‪ ،‬كفيو فوائد كثَتة‪ ،‬كمسائل‬ ‫بل قد ال تكوف ن‬
‫علمية ّندرة‪ ،‬لكن ال يصلح أف يقرأ فيو إال من كاف عارفنا بعلم االعتقاد‪ ،‬كضابطنا لعلم التفسَت ليعرؼ كيف يستفيد‬
‫منو‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ِ‪ -‬التقدمي كالتأخَت بُت صفات ا‪١‬تؤمنُت ا‪١‬تفلحُت يف قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬قى ٍد أىفٍػلى ىح الٍ يم ٍؤًمنيو ىف (ُ)‬
‫اعليو ىف (ْ)‬ ‫اشعو ىف (ِ) كالَّ ًذين ىم ع ًن اللَّ ٍغ ًو مع ًرضو ىف (ّ) كالَّ ًذين ىم لً َّلزىكاةً فى ً‬ ‫الَّ ًذين ىم ًيف ًً ً‬
‫ى ى يٍ‬ ‫يٍ ي‬ ‫ى ى يٍ ى‬ ‫ص ىبلهت ٍم ىخ ي‬ ‫ى‬ ‫ى يٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫َّ ً‬
‫ُت (ٔ) فى ىم ًن‬ ‫َّه ٍم ىغٍيػ ير ىمليوم ى‬ ‫ت أٍىديىانػي يه ٍم فىًإنػ ي‬ ‫ين يى ٍم ل يف يركج ًه ٍم ىحافظيو ىف (ٓ) إًَّال ىعلى ٰى أ ٍىزىكاج ًه ٍم أ ٍىك ىما ىملى ىك ٍ‬ ‫ىكالذ ى‬
‫ين يى ٍم ىعلى ٰى‬ ‫َّ ً‬ ‫ًً‬ ‫ابػتػغىى كراء ٰذىلًك فىأيكٰلىئًك ىم الٍعادك ىف (ٕ) كالَّ ًذين ىم ًألىم ى ًً‬
‫اّنهت ٍم ىك ىع ٍهدى ٍم ىراعيو ىف (ٖ) ىكالذ ى‬ ‫ى ى يٍ ى‬ ‫ى يي ى ي‬ ‫ٍى ٰ ى ى ى ى‬
‫ًً ً‬
‫ك يى يم الٍ ىوا ًرثيو ىف﴾ [ا‪١‬تؤمنوف‪.]َُ-ُ :‬‬ ‫صلى ىواهت ٍم يحيىافظيو ىف (ٗ) أيكٰلىئً ى‬‫ى‬
‫ّ‪ -‬تقدمي اللهو على التجارة مث أتخَته عنها يف قولو تعاذل‪ ﴿ :‬ىكإً ىذا ىرأ ٍىكا ًٕتى ىارنة أ ٍىك ى‪٢‬تٍنوا ان ىف ُّ‬
‫ضوا إًلىٍيػ ىها‬
‫اّلل خيػر َّ ً‬ ‫ً َّ ً ً ً ً‬ ‫ند ًَّ‬
‫ُت﴾ [سورة ا‪ٞ‬تمعة‪.]ُُ :‬‬ ‫الرا ًزق ى‬ ‫اّلل ىخٍيػهر ٌم ىن الل ٍهو ىكم ىن التٌ ىج ىارة ۛ ىك َّي ى ٍ ي‬ ‫وؾ قىائً نما قي ٍل ىما ًع ى‬
‫ىكتىػىريك ى‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪84‬‬
‫املْضْع الصادط‬
‫اإلطالم ّالتكٔٔد‬

‫مسافر؛ فإننا دل نزد على أف‬ ‫ه‬ ‫عماد‪ ،‬أك يف ا‪ٞ‬تملة اال‪ٝ‬تية‪ :‬معاذه‬‫سافر ه‬‫حينما نقوؿ يف ا‪ٞ‬تملة الفعلية‪ :‬ى‬
‫أسندّن السفر ‪-‬كىو ا‪١‬تسند‪ -‬إذل ا‪١‬تسند إليو ِبطبلؽ‪ ،‬كدل نقيدمها بزمن كال ٔتكاف كال ْتاؿ كال بغَتىا من‬
‫القيود‪ ،‬كالتمييز‪ ،‬كالشرط‪ ،‬كا‪ٞ‬تار كاجملركر‪ ،‬كا‪١‬تفاعيل‪ :‬ا‪١‬تفعوؿ بو‪ ،‬كلو‪ ،‬كمعو‪ ،‬كفيو‪ ،‬كالتوابع‪ :‬الوصف‪،‬‬
‫كعطف النسق‪ ،‬كعطف البياف‪ ،‬كالبدؿ‪ ،‬كالتوكيد‪.‬‬
‫كإمنا دل نقيده أبم من ىذه القيود ألنو ال يًتتب على التقييد أم فائدة يقتضيها ا‪١‬تقاـ؛ فجاء الكبلـ‬
‫على اإلطبلؽ‪.‬‬
‫أما إذا اقتضت ا‪ٟ‬تاؿ التقييد ببعض القيود فإف من الببلغة أف يؤتى هبا‪ ،‬كإال دل ٖتصل اإلفادة‬
‫ا‪١‬تقصودة‪.‬‬
‫ككل ما يف ا‪ٞ‬تملة سول ا‪١‬تسند كا‪١‬تسند إليو فهو قيد‪ ،‬يتعلق هبما أك أبحدمها‪.‬‬
‫وىذه أمثلة لقيود واردة يف القرآن الكرمي مع شيء من دالالهتا‪:‬‬
‫َّ ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬
‫ين يى ٍم ىع ًن اللَّ ٍغ ًو‬ ‫ين يى ٍم ًيف ى‬
‫ص ىبلهت ٍم ىخاشعيو ىف (ِ) ىكالذ ى‬ ‫ُ‪-‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬قى ٍد أىفٍػلى ىح الٍ يم ٍؤمنيو ىف (ُ) الذ ى‬
‫اعليو ىف﴾ اآلايت [ا‪١‬تؤمنوف‪.]ٗ-ُ :‬‬ ‫مع ًرضو ىف (ّ) كالَّ ًذين ىم لً َّلزىكاةً فى ً‬
‫ى ى يٍ‬ ‫يٍ ي‬
‫التقييد ىنا ابلوصف‪.‬‬
‫فقد أيسند الفبلح إذل ا‪١‬تؤمنُت‪ ،‬مث يكصف ا‪١‬تؤمنوف بعد ذلك بعدة صفات‪ ،‬تبيُت حقيقة اإلدياف‪ ،‬كمنها‬
‫ما ىو من أعماؿ القلوب‪ ،‬كمنها ما ىو من أعماؿ ا‪ٞ‬توارح‪.‬‬
‫كقد استدؿ أىل السنة هبذه األكصاؼ على أف مفهوـ اإلدياف يف الشرع يشمل القوؿ كاالعتقاد‬
‫كالعمل‪ ،‬خبلفنا ‪١‬تن يقصره على االعتقاد‪ ،‬أك على االعتقاد كالنطق ابللساف‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫اباب بعنواف‪" :‬ابب أمور اإلدياف" كذكر ىذه اآلايت‪.‬‬ ‫كقد عقد البخارم ن‬
‫كيف اآلايت قيود أخرل (يف صبلهتم‪ ،‬عن اللغو‪ ،‬للزكاة)؛ ألف ‪٤‬تل الوصف اب‪٠‬تشوع كاإلعراض كالفعل‬
‫ىو ىذه القيود‪.‬‬
‫ِ‪-‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكىمن قىػتى ىل يم ٍؤًمننا ىخطىأن فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة ُّم ٍؤًمنى وة﴾ [النساء‪.]ِٗ :‬‬
‫التقييد ىنا ابلوصف (مؤمنة)؛ فدؿ على أف الرقبة يف كفارة القتل ال تكوف إال مؤمنة‪ٓ .‬تبلؼ كفارة‬
‫اى يرك ىف‬‫الظهار فإف بعض العلماء دل يشًتط يف الرقبة اإلدياف؛ لكوهنا مطلقة يف قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬الَّ ًذين يظى ً‬
‫ىي‬
‫اسا﴾ [اجملادلة‪ ،]ّ :‬كبعضهم ‪ٛ‬تل ا‪١‬تطلق‬ ‫ودك ىف لً ىما قىاليوا فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة ًٌمن قىػٍب ًل أىف يىػتى ىم َّ‬ ‫ً ً ً‬
‫من نٌ ىسائ ًه ٍم يمثَّ يىػعي ي‬
‫على ا‪١‬تقيد‪.‬‬
‫يما ﴾ [النساء‪.]ُْٔ :‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكىكلَّ ىم َّ‬
‫وس ٰى تىكٍل ن‬ ‫اّللي يم ى‬
‫(تكليما)‪.‬‬‫ن‬ ‫من القيود ىنا‪ :‬ا‪١‬تفعوؿ ا‪١‬تطلق‬
‫كا‪١‬تفعوؿ ا‪١‬تطلق يؤكد الفعل‪ ،‬كيرفع احتماؿ اجملاز فيو‪.‬‬
‫كلذا استدؿ أىل السنة ابلتقييد اب‪١‬تفعوؿ ا‪١‬تطلق يف اآلية على أف تكليم هللا ‪١ ‬توسى ‪ ‬على‬
‫كجو ا‪ٟ‬تقيقة‪ ،‬كال ‪٣‬تاز فيو‪.‬‬
‫ُت﴾ [البقرة ‪.]ّْ :‬‬ ‫ْ‪-‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كارىكعوا مع َّ ً ً‬
‫الراكع ى‬ ‫ىٍ ي ىى‬
‫التقييد ىنا اب‪ٞ‬تار كاجملركر (مع الراكعُت)‪.‬‬
‫كاستدؿ بو بعض العلماء على ا‪ٟ‬تث على إقامة الصبلة ‪ٚ‬تاعة‪.‬‬
‫ىح يد يمهىا أ ٍىك كًبلى يمهىا فىبلى تىػ يقل َّ‪٢‬تيىمآ أ وٌ‬
‫يؼ ىكالى تىػٍنػ ىه ٍريمهىا‬ ‫ٓ‪-‬قاؿ تعاذل يف حق الوالدين‪﴿ :‬إً َّما يػبػليغى َّن ًع ى ً‬
‫ند ىؾ الٍكبىػىر أ ى‬ ‫ىٍ‬
‫ىكقيل َّ‪٢‬تيىما قىػ ٍوالن ىك ًردينا﴾ [اإلسراء‪.]ِّ :‬‬
‫(عندؾ)‪ ،‬كىو ظرؼ مكاف‪.‬‬ ‫من القيود ىنا‪ :‬ا‪١‬تفعوؿ فيو ى‬
‫كفيو إشارة لبلبن إذل العناية ابلوالدين حُت كربمها كرعايتهما كالقياـ عليهما كتورل ا‪١‬تسؤكلية ٕتاىهما‪،‬‬
‫كأف يكوّن عنده يف كنفو ككفالتو‪ .‬كىو يف حاؿ الكرب عنده أحوج ما يكوف إذل احتما‪٢‬تما كالصرب على‬

‫‪86‬‬
‫خدمتهما كٖتمل ما قد يضجره أك يثقل عليو‪.‬‬
‫ًً‬ ‫ىسر ٰل بًعٍب ًدهً لىٍي نبل ًمن الٍمس ًج ًد ٍ ً‬ ‫ً‬
‫صى﴾‬ ‫ا‪ٟ‬تىىراـ إً ىذل الٍ ىم ٍسجد ٍاألىٍق ى‬ ‫ٌى ى ٍ‬ ‫ٔ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬يسٍب ىحا ىف الَّذم أ ٍ ى ى‬
‫[اإلسراء‪.]ُ :‬‬
‫من القيود يف اآلية‪ :‬ا‪١‬تفعوؿ فيو (ليبلن)‪ ،‬كىو ظرؼ زماف‪.‬‬
‫السرل ال يكوف إال ابلليل؛ للتأكيد من جهة‪ ،‬إشارة إذل أنو حصل يف كقت قصَت‪،‬‬ ‫كالتقييد بو مع أف ُّ‬
‫كالليل يف مكة أقصر من النهار‪ ،‬كتنكَته فيو داللة على أنو حصل يف بعض الليل ال كلو‪.‬‬
‫كمن القيود يف اآلية‪ :‬ا‪ٞ‬تار كاجملركر (من ا‪١‬تسجد ا‪ٟ‬تراـ إذل ا‪١‬تسجد األقصى)‪.‬‬
‫كالتنصيص على مبدأ اإلسراء كهنايتو فيو تنبيو إذل بعد ا‪١‬تسافة اليت قطعها يف ليلة‪ ،‬كىي عادة ما تقطع‬
‫يف أكثر من شهر‪.‬‬
‫كاإلشارة إذل تقليل الوقت ‪-‬بذكر الليل كتنكَته‪ ،‬كالتنصيص على مبدأ اإلسراء كهنايتو‪ -‬فيو داللة على‬
‫عظم قدرة هللا ‪ ،‬كأف الذم قدر على اإلسراء ٔتحمد ﷺ تلك ا‪١‬تسافة الطويلة يف بعض ليلة قادر على‬
‫نصرتو كإظهار دينو كرد كيد أعدائو‪.‬‬

‫كبُت دالالهتا‪.‬‬
‫استخرج من سورة ا‪ٟ‬تجرات ‪ٜ‬تسة قيود ‪٥‬تتلفة‪ٌ ،‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪87‬‬
‫املْضْع الصابع‬
‫الكصر‬

‫القصر يف االصطالح‪ٗ :‬تصيص شيء بشيء بطريق ‪٥‬تصوص‪.‬‬


‫مثالو‪( :‬ال إلو إال هللا)‪.‬‬
‫صر األلوىية على هللا عز كجل‪ ،‬كن ٍفيها عن غَته‪.‬‬‫يف ىذا ا‪١‬تثاؿ قى ٍ‬
‫فائدتو‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أتكيد الكبلـ ك٘تكينو كتقريره يف الذىن‪.‬‬
‫ِ‪ -‬اإلجياز؛ فجملة القصر ٔتنزلة ‪ٚ‬تلتُت‪ :‬إحدامها مثبتة‪ ،‬كاألخرل منفية‪.‬‬
‫طرقو‪:‬‬
‫أشهر طرؽ القصر يف اصطبلح الببلغيُت أربعة‪:‬‬
‫ُ‪ .‬االستثناء بعد النفي‪.‬‬
‫ِ‪ .‬إمنا‪.‬‬
‫ّ‪ .‬العطف بػبل أك ال أك لكن‪.‬‬
‫ْ‪ .‬تقدمي ما حقو التأخَت‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬تعريف الطرفُت‪ ،‬كضمَت الفصل‪ ،‬كغَتمها‪ ،‬كقد أكصلها بعض العلماء إذل أربعة‬ ‫كمن الطرؽ ن‬
‫دائما‪.‬‬
‫عشر طري نقا‪ ،‬كإف كاف أكثرىا ال تفيد القصر ن‬
‫ٔ‪ -‬االستثناء بعد النفي‪:‬‬
‫كثَتا يف القرآف الكرمي يف مقاـ اإلنكار‬
‫ىذه الطريق من القصر فيها قوة إثبات كتقرير‪ ،‬كلذا أتيت ن‬

‫‪88‬‬
‫ينزؿ منزلتو‪.‬‬
‫كالتكذيب كا‪ٞ‬تهل كالشك‪ ،‬أك ما َّ‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫ث ثىىبلثىوة كما ًمن إًلىوو إًَّال إًلىو ك ً‬
‫اح هد ىكإً ٍف‬ ‫ُ‪ .‬قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬لىىق ٍد ىك ىفر الَّ ًذين قىاليوا إً َّف َّ ً‬
‫ىدلٍ‬ ‫هى‬ ‫ىى ٍ‬ ‫اّللى ىاثل ي‬ ‫ى ى‬
‫اب أىلً هيم﴾ [ا‪١‬تائدة‪.]ّٕ:‬‬ ‫ً‬
‫ين ىك ىف يركا مٍنػ يه ٍم ىع ىذ ه‬
‫َّ ً‬
‫يىػٍنػتىػ يهوا ىع َّما يىػ يقوليو ىف لىيى ىم َّس َّن الذ ى‬
‫اب الٍ ىقريىًة إً ٍذ ىجاء ىىا الٍمر ىسليو ىف ‪ .‬إً ٍذ أىٍر ىس ٍلنىا إًلىٍي ًهم اثٍػنىػ ٍ ً‬
‫ُت‬ ‫اض ًر ٍ‬
‫ي‬ ‫ى يٍ‬ ‫ىص ىح ى ٍ‬ ‫ب ى‪٢‬تيٍم ىمثىبلن أ ٍ‬ ‫﴿ك ٍ‬ ‫ِ‪ .‬كقولو‪ :‬ى‬
‫ومها فىػعَّزٍزىّن بًثىالً و‬
‫ث فىػ ىقاليوا إً َّّن إًلىٍي يك ٍم يم ٍر ىسليو ىف ‪ .‬قىاليوا ىما أىنٍػتي ٍم إًَّال بى ىشهر ًمثٍػلينىا ىكىما أىنٍػىزىؿ َّ‬
‫الر ٍ‪ٛ‬تى ين‬ ‫فى ىك َّذبي يى ى‬
‫ٍذبيو ىف ‪ .‬قىاليوا ىربػُّنىا يىػ ٍعلى يم إً َّّن إًلىٍي يك ٍم لى يم ٍر ىسليو ىف ‪ .‬ىكىما ىعلىٍيػنىا إًَّال الٍبى ىبلغي‬ ‫ًمن شي وء إً ٍف أىنٍػتم إًَّال تىك ً‬
‫يٍ‬ ‫ٍ ىٍ‬
‫ُت﴾ [يس‪.]ُٕ -ُّ :‬‬ ‫الٍ يمبً ي‬
‫ٕ‪ -‬إمنا‪:‬‬
‫القصر بطريق (إمنا) يستعمل يف األمور الظاىرة ا‪١‬تعلومة اليت من شأهنا أال تنكر كال ٕتهل‪ ،‬أك فيما‬
‫يدعى ظهوره كال يصح مثلو أف ينكر أك جيهل‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫وف﴾‬ ‫اح هد فىًإ َّايم فىارىب ً‬ ‫ُت إًَّمنىا ىو إًلىو ك ً‬ ‫اّلل ىال تىػت ً‬
‫َّخ يذكا إً ى‪٢‬تىٍ ً‬
‫ُت اثٍػنىػ ٍ ً‬
‫ى ٍىي‬ ‫يى ه ى‬ ‫﴿كقى ىاؿ َّي‬ ‫ُ‪ .‬قوؿ هللا تعاذل‪ :‬ى‬
‫[النحل‪.]ُٓ:‬‬
‫استىػ ٍغ ًف يركهي ىكىكيٍ هل‬ ‫ً‬
‫يموا إًلىٍيو ىك ٍ‬
‫اح هد فى ً‬
‫استىق ي‬
‫ٍ‬
‫رل أَّىمنىا إً ى‪٢‬ت يكم إًلىو ك ً‬
‫ي ٍ هى‬ ‫وحى إً ىَّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ِ‪ .‬كقولو‪﴿ :‬قي ٍل إَّمنىا أ ىىّن بى ىشهر مثٍػلي يك ٍم يي ى‬
‫ً ً‬
‫ُت﴾ [فصلت‪.]ٔ:‬‬ ‫ل ٍل يم ٍش ًرك ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًَّ ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ّ‪ .‬كقولو‪﴿ :‬فىًإ ٍف ىح ُّ‬
‫اب ىك ٍاأل ٌيميًٌ ى‬
‫ُت‬ ‫ين أيكتيوا الٍكتى ى‬ ‫ت ىك ٍجه ىي َّّلل ىكىم ًن اتَّػبىػ ىع ًن ىكقي ٍل للذ ى‬ ‫ىسلى ٍم ي‬
‫وؾ فىػ يق ٍل أ ٍ‬
‫اج ى‬
‫صَته ًابلٍعًبى ًاد﴾ [آؿ‬ ‫اّلل ب ً‬ ‫ً‬
‫ك الٍبى ىبلغي ىك َّي ى‬‫ىسلى يموا فىػ ىقد ٍاىتى ىد ٍكا ىكإً ٍف تىػ ىولٍَّوا فىًإَّمنىا ىعلىٍي ى‬ ‫ىسلى ٍمتي ٍم فىًإ ٍف أ ٍ‬
‫أىأ ٍ‬
‫عمراف‪.]َِ:‬‬
‫ٖ‪ -‬تقدمي ما حقو التأخًن‪:‬‬
‫من الطرؽ اليت تفيد القصر‪ :‬تقدمي ما حقو التأخَت‪ ،‬كداللتو على القصر ليست داللة كضعية‪ ،‬كطريق‬

‫‪89‬‬
‫االستثناء كالنفي‪ ،‬كإمنا ىي داللة سياقية‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫ُت﴾ [الفاٖتة‪.]ٓ:‬‬ ‫ُ‪ .‬قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬إِ ََّي َك نىػ ٍعبي يد َوإِ ََّي َك نى ٍستىع ي‬
‫ات ك ٍاألىر ً ِ ِ‬
‫الِل الٍم ً‬ ‫ك َّ ً‬ ‫ِِ‬
‫صَتي﴾ [النور‪.]ِْ:‬‬ ‫ض َوإ َىل َّ ى‬ ‫الس ىم ىاك ى ٍ‬ ‫ِ‪ .‬كقولو‪َ ﴿ :‬و َّلِل يم ٍل ي‬
‫ّ‪ .‬كقولو‪َ ﴿ :‬و ِع ْن َدهُ ىم ىفاتًح الٍغىٍي ً‬
‫ب ىال يىػ ٍعلى يم ىها إًَّال يى ىو﴾[األنعاـ‪.]ٓٗ:‬‬ ‫ي‬
‫ٗ‪ -‬العطف ب (بل) أو (ال) أو (لكن)‪:‬‬
‫يرل بعض الببلغيُت أهنا أقول الطرؽ يف الداللة على القصر‪ ،‬للتصريح فيها ابإلثبات كالنفي‪.‬‬
‫مفردا ال ‪ٚ‬تلة‪،‬‬
‫لكن) ال تفيداف العطف إال إذا سبقتا بنفي أك هني‪ ،‬ككاف ا‪١‬تعطوؼ ن‬ ‫كاألشهر أف (بل ك ٍ‬
‫كقد أييت ‪ٚ‬تلة كيفيد السياؽ القصر‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫صىرانًيِّا ىكلى ًك ٍن ىكا ىف ىحنًي نفا يم ٍسلً نما ىكىما ىكا ىف ًم ىن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫﴿ما ىكا ىف إًبٍػىراى ييم يىػ يهود ِّاي ىكىال نى ٍ‬ ‫ُ‪ .‬قوؿ هللا تعاذل‪ :‬ى‬
‫ً‬
‫ُت﴾ [آؿ عمراف‪.]ٕٔ:‬‬ ‫الٍ يم ٍش ًرك ى‬
‫ك ًمن ًد ًيٍت فىبل أ ٍىعب يد الَّ ًذين تىػعب يدك ىف ًمن د ً‬
‫كف هللاً‬ ‫و‬ ‫ِ‪ .‬كقولو‪﴿ :‬قيل اي أىيػُّ ىها الن ً‬
‫ٍ ي‬ ‫ى ٍي‬ ‫ي‬ ‫َّاس إ ٍف يكٍنػتي ٍم ًيف ىش ٌ ٍ‬ ‫ي‬ ‫ٍ ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ُت﴾ [يونس‪.]َُْ:‬‬ ‫ت أى ٍف أى يكو ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى‬ ‫ىكلىك ٍن أ ٍىعبي يد هللاى الَّذم يىػتىػ ىوفَّا يك ٍم ىكأيم ٍر ي‬

‫ٌبُت القصر فيما أييت كحدد طريقو‪:‬‬


‫ُ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كما دمحم إال رسوؿ قد خلت من قبلو الرسل ﴾ [آؿ عمراف‪.]ُْْ :‬‬
‫ِ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كليس الرب أبف أتتوا البيوت من ظهورىا كلكن الرب من اتقى﴾ [البقرة‪.]ُٖٗ :‬‬
‫ّ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬دينوف عليك أف أسلموا قل ال ٘تنوا علي إسبلمكم بل هللا دين عليكم أف ىداكم‬
‫لئلدياف إف كنتم صادقُت ﴾ [ا‪ٟ‬تجرات‪.]ُٕ :‬‬
‫ْ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬إمنا ا‪١‬تؤمنوف إخوة فأصلحوا بُت أخويكم كاتقوا هللا لعلكم تر‪ٛ‬توف﴾ [ا‪ٟ‬تجرات‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫َُ]‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬إف أنت إال نذير ﴾ [فاطر‪.]ِّ :‬‬
‫ٔ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬إمنا يتذكر أكلو األلباب ﴾ [الزمر‪.]ٗ :‬‬
‫ٕ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬إف إلينا إايهبم مث إف علينا حساهبم ﴾ [الغاشية‪.]ِٔ ،ِٓ :‬‬
‫ٖ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كما توفيقي إال اب﵁ عليو توكلت كإليو أنيب ﴾ [ىود‪.]ٖٖ :‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪91‬‬
‫املْضْع الجامً‬
‫اإلجياز ّاإلطياب‬

‫أّالً‪ :‬اإلجياز‪:‬‬
‫وىو‪ :‬التعبًن الوايف عن ادلعىن ادلراد بلفظ قليل‪.‬‬
‫أنواع اإلجياز‪:‬‬
‫صر‪.‬‬ ‫ً‬
‫يقسم ‪ٚ‬تهور الببلغيُت اإلجياز إذل‪ :‬إجياز حذؼ‪ ،‬كإجياز ق ى‬
‫أ‪ -‬إجياز احلذف‪ :‬كىو ما كاف ْتذؼ شيء من الكبلـ‪.‬‬
‫‪ٚ‬تيعا‪ ،‬كقد حيذؼ أحد ا‪١‬تتعلقات‪ ،‬كقد حيذؼ ا‪١‬تتعلق‬ ‫كقد حيذؼ ا‪١‬تسند إليو‪ ،‬أك ا‪١‬تسند‪ ،‬أك حيذفاف ن‬
‫مع ا‪١‬تسند أك ا‪١‬تسند إليو‪.‬‬
‫كقد حيذؼ حرؼ‪ ،‬أك كلمة‪ ،‬أك ‪ٚ‬تلة‪ ،‬أك ‪ٚ‬تل‪.‬‬
‫كال يكوف ا‪ٟ‬تذؼ بليغنا إال إذا كاف يف ا‪ٟ‬تذؼ فائدة يقتضيها ا‪١‬تقاـ‪ ،‬كأيمن اللبس كدؿ على ا﵀ذكؼ‬
‫دليل‪.‬‬
‫كمن أغراض ا‪ٟ‬تذؼ مع اإلجياز‪ :‬التعميم‪ ،‬كالتهويل‪ ،‬كالتعظيم‪ ،‬كالتهوين‪ ،‬كغَتىا‪.‬‬
‫كرد يف القرآف الكرمي على نوعُت‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يقدر احملذوف‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬ت ًج فىما استىػيسر ًمن ا ٍ‪٢‬ت ٍد ًم فَمن َمل َِجي ْد فى ً‬ ‫ً ً‬
‫صيى ياـ‬ ‫َّع ًابلٍعي ٍمىرةً إً ىذل ٍى ٌ ى ٍ ٍ ى ى ى ى َ ْ ْ‬ ‫ُ‪ -‬قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬فىإذىا أىمٍنػتي ٍم فى ىم ٍن ى٘تىت ى‬
‫ك ىع ىشىرةه ىك ًاملىةه﴾ [البقرة‪.]ُٗٔ:‬‬‫ا‪ٟ‬تى ًٌج ىك ىسٍبػ ىع وة إًذىا ىر ىج ٍعتي ٍم تًٍل ى‬
‫ثىىبلثىًة أ َّىايوـ ًيف ٍ‬
‫ا‪ٟ‬تذؼ يف قولو‪( :‬فمن دل جيد) حيث حذؼ ا‪١‬تفعوؿ بو‪ ،‬كالفعل "كجد" فعل متعد ينصب مفعوالن بو‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ ابن عثيمُت ر‪ٛ‬تو هللا‪ " :‬يحذؼ ا‪١‬تفعوؿ للعموـ؛ ليشمل من دل جيد ا‪٢‬تىٍدم‪ ،‬أك ‪ٙ‬تنو؛ فاستفيد‬

‫‪92‬‬
‫زايدة ا‪١‬تعٌت مع اختصار اللفظ"(ُ)‪.‬‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫يخىر﴾ [البقرة‪.]ُْٖ :‬‬ ‫يضا أ ٍىك ىعلى ٰى ىس ىف ور فىع َّدةه ٌم ٍن أ َّىايوـ أ ى‬
‫ِ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬فى ىمن ىكا ىف من يكم َّم ًر ن‬
‫حذؼ ‪ٚ‬تلة (فأفطر) كا‪١‬تضاؼ (صوـ)‪ ،‬كالتقدير‪ :‬فأفطر‪ ،‬فعليو صوـ عدة من أايـ أخر‪ .‬أك الشرط‬
‫(إف أفطر)‪ ،‬كالتقدير‪ :‬فعدة من أايـ أخر إف أفطر‪.‬‬
‫كلعل يف ا‪ٟ‬تذؼ كاالنتقاؿ مباشرة إذل قضاء أايـ الفطر أتكيد على رفع ا‪ٟ‬ترج عن ا‪١‬تريض كا‪١‬تسافر‬
‫ابلفطر‪ ،‬كلعل يف ذلك إشارة إذل أنو األكذل هبما‪ .‬كقد ذىب بعض العلماء إذل كجوب الفطر عليهما‪.‬‬
‫َّك أىنٍت َّ ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬
‫يع‬
‫السم ي‬ ‫يل ىربػَّنىا تىػ ىقبَّ ٍل منَّا إًن ى ى‬ ‫ً‬
‫ّ‪ -‬قولو تعاذل‪ ﴿ :‬ىكإ ٍذ يىػ ٍرفى يع إبٍػىراى ييم الٍ ىق ىواع ىد م ىن الٍبىػٍيت ىكإ ٍ‪ٝ‬تىاع ي‬
‫الٍ ىعلً ييم﴾ [البقرة‪.]ُِٕ :‬‬
‫حذؼ مفعوؿ (تقبل) ليعم قبوؿ بناء البيت كالدعاء ككل عمل صاحل‪.‬‬
‫إجيازا‪ ،‬كالتقدير‪ :‬كيقوالف‪ :‬ربنا‪ ،...‬كىو حاؿ‪ ،‬أم‪ :‬يرفعاف قائلُت‪ .‬كيف ا‪ٟ‬تذؼ‬ ‫كحذؼ فعل القوؿ ن‬
‫عناية ابلدعاء‪ ،‬كإشارة إذل أنو مصاحب للعمل ال يتأخر عنو‪.‬‬
‫كحذؼ حرؼ النداء‪ ،‬كالتقدير‪ :‬اي ربنا‪ .‬كيف ا‪ٟ‬تذؼ شعور ابلقرب ككماؿ يف الضراعة‪.‬‬
‫ا‪٠‬تًٍنػ ًزي ًر﴾ اآلية [البقرة‪.]ُّٕ :‬‬ ‫ْ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬إًَّمنىا ىحَّرىـ ىعلىٍي يك يم الٍ ىمٍيػتىةى ىكالد ى‬
‫َّـ ىك ى‪ٟ‬تٍ ىم ٍ‬
‫حذؼ ا‪١‬تضاؼ (أكل)‪ ،‬كالتقدير‪ :‬أكل ا‪١‬تيتة‪ ...‬بدليل اآلية السابقة‪( :‬اي أيها الذين آمنوا كلوا من‬
‫طيبات ما رزقناكم)‪.‬‬
‫ب الٍ يم ٍح ًسنًُت﴾‬ ‫اّللى يًحي ُّ‬
‫ىح ًسنيوا إً َّف َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٓ‪﴿ -‬كأىنٍ ًف يقوا ًيف سبً ًيل ًَّ‬
‫اّلل ىكىال تيػ ٍل يقوا ًأبىيٍدي يك ٍم إً ىذل التػ ٍَّهلي ىكة ىكأ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫[البقرة‪.]ُٗٓ:‬‬
‫حذؼ مفعوؿ "أنفقوا" ليشمل كل ما ديكن إنفاقو يف سبيل هللا‪.‬‬
‫كحذؼ متعلق "أحسنوا" لعموـ اإلحساف على كل أحد كيف كل حاؿ‪.‬‬
‫اّلل يػ ٍفتًي يكم فًي ًه َّن كما يػٍتػلىى ىعلىٍي يكم ًيف الٍ ًكتى ً‬
‫اب ًيف يىػتى ىامى‬ ‫ً ً‬
‫ٍ‬ ‫ىى ي‬ ‫ك ًيف النٌ ىساء قي ًل َّي ي ٍ‬ ‫﴿كيى ٍستىػ ٍفتيونى ى‬
‫ٔ‪ -‬قولو تعاذل‪ :‬ى‬
‫وى َّن﴾ [النساء‪.]ُِٕ:‬‬ ‫ب ى‪٢‬تي َّن َوتَ ْرغَبُو َن أَ ْن تَ ْن ِك ُح ُ‬ ‫ً‬ ‫النًٌس ًاء َّ ً‬
‫البليت ىال تيػ ٍؤتيونىػ يه َّن ىما يكت ى‬ ‫ى‬
‫(ُ) ابن عثيمُت‪ ،‬تفسَت الفاٖتة كالبقرة ِ‪.َْٗ /‬‬

‫‪93‬‬
‫احدا‬
‫ا‪ٟ‬تذؼ يف قولو‪( :‬كترغبوف أف تنكحوىن) كالرغبة تكوف يف الشيء‪ ،‬أك عنو‪ ،‬كدل تذكر اآلية ك ن‬
‫منهما‪ ،‬ال "يف" كال "عن"‪.‬‬
‫أم ا‪ٟ‬ترفُت نق ًٌدر ىنا‪( :‬يف) أـ (عن)‪ٔ ،‬تعٌت‪ :‬ترغبوف يف نكاحهن‪،‬‬
‫قاؿ الشيخ ابن عثيمُت ر‪ٛ‬تو هللا‪ٌ " :‬‬
‫أك عن نكاحهن؟ نقوؿ‪ :‬اآلية ‪٤‬تتملة‪ ،‬كىذا من ببلغة القرآف كإجيازه؛ ألنو قد يكوف راغبنا عنها فبل‬
‫يريدىا‪ ،‬لكنو ال يريد أف تكوف لغَته‪ ،‬كقد يكوف راغبنا فيها فبل يريد أف تكوف لغَته‪ ،‬فتكوف اآلية شاملة‬
‫‪ٚ‬تيعا"(ُ)‪.‬‬
‫لؤلمرين ن‬
‫الثاين‪ :‬أن حيذف الشيء وال يراد تقديره؛ ألنو غًن مقصود للمتكلم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ىحيىا ﴾ [النجم‪.]ْْ ،ّْ :‬‬ ‫ك ىكأىبٍ ىكى ‪ .‬ىكأىنَّوي يى ىو أ ىىم ى‬
‫ات ىكأ ٍ‬ ‫ىض ىح ى‬ ‫‪ -‬قولو تعاذل‪ ﴿ :‬ىكأىنَّوي يى ىو أ ٍ‬
‫دل ييذكر مفعوؿ ىذه األفعاؿ (أضحك‪ ،‬أبكى‪ ،‬أمات‪ ،‬أحيا) ألف ا‪١‬تقصود حصوؿ الفعل منو سبحانو‬
‫كتعاذل من غَت نظر إذل متعلقو‪.‬‬
‫ىس ىوًد ًم ىن الٍ ىف ٍج ًر﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫ط األىبػيض ًمن ٍ ً‬
‫ا‪٠‬تىٍيط األ ٍ‬ ‫ا‪٠‬تىٍي ي ٍ ى ي ى‬‫ُت لى يك يم ٍ‬ ‫‪ -‬كقولو سبحانو‪ ﴿ :‬ىكيكليوا ىكا ٍشىربيوا ىح َّىت يىػتىػبىػ َّ ى‬
‫ُٕٖ]‪.‬‬
‫دل ييذكر ا‪١‬تأكوؿ كا‪١‬تشركب؛ ألف ا‪١‬تقصود التنبيو إذل إابحة األكل كالشرب يف ليارل رمضاف‪ ،‬من غَت‬
‫نظر إذل نوع ا‪١‬تأكوؿ كا‪١‬تشركب‪.‬‬

‫صر‪ :‬كىو ما دل يكن ْتذؼ‪ ،‬كإمنا تدؿ الكلمة الواحدة كا‪ٞ‬تملة القصَتة على معاف كثَتة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب‪ -‬إجياز الق َ‬
‫ت ىج ىو ًام ىع الٍ ىكلًًم»‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كىو جوامع الكلم‪ ،‬كما قاؿ النيب ﷺ‪« :‬بعًثٍ ً ً‬
‫ت ّتى ىوام ىع الٍ ىكل ًم» كيف ركاية‪« :‬أ ٍيعطٍي ي‬
‫ي ي‬
‫متفق عليو‪ .‬كا‪ٟ‬تديث عاـ يف كل ما أكتيو النيب ﷺ‪ ،‬كيشمل القرآف كالسنة‪.‬‬
‫ومن األمثلة‪:‬‬
‫‪ -‬قاؿ ابن قتيبة عن القرآف العظيم‪ٚ" :‬تع الكثَت من معانيو يف القليل من لفظو‪ ،‬كذلك معٌت قوؿ‬

‫(ُ) ابن عثيمُت‪ ،‬تفسَت القرآف الكرمي‪ ،‬تفسَت سورة النساء‪ ،‬تفسَت صويت‪ ،‬الشريط رقم ّٔ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫رسوؿ هللا ﷺ‪« :‬أكتيت جوامع الكلم»‪.‬‬
‫ؼ كأىع ًرض ع ًن ٍ ً ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ُت﴾‬
‫ا‪ٞ‬تاىل ى‬ ‫﴿خذ الٍ ىع ٍف ىو ىكأٍ يم ٍر ًابلٍعيٍر ى ٍ ٍ ى‬
‫فإف شئت أف تعرؼ ذلك فتدبر قولو سبحانو‪ :‬ي‬
‫[األعراؼ‪ ]ُٗٗ:‬كيف ‪ٚ‬تع لو هبذا الكبلـ كل خلق عظيم؛ ألف يف "أخذ العفو"‪ :‬صلة القاطعُت‪،‬‬
‫كالصفح عن الظا‪١‬تُت‪ ،‬كإعطاء ا‪١‬تانعُت‪.‬‬
‫كغض الطٌرؼ عن‬‫ٌ‬ ‫كيف "األمر ابلعرؼ"‪ :‬تقول هللا كصلة األرحاـ‪ ،‬كصوف اللٌساف عن الكذب‪،‬‬
‫ا‪ٟ‬ترمات‪.‬‬
‫طمئن إليو‪.‬‬
‫كإمنا ‪ٝ‬تٌي ىذا كما أشبهو (عرفنا) ك(معركفنا) ألف كل نفس تعرفو‪ ،‬ككل قلب ي ٌ‬
‫السفيو‪ ،‬كمنازعة اللٌجوج‪.‬‬
‫كيف "اإلعراض عن ا‪ٞ‬تاىلُت"‪ :‬الصرب‪ ،‬كا‪ٟ‬تلم‪ ،‬كتنزيو النفس عن ‪٦‬تاراة ٌ‬
‫ىخىر ىج ًمٍنها ماءىىا ىكىم ٍرعاىا﴾ [النازعات‪]ُّ :‬كيف ٌ‬
‫دؿ بشيئُت‬ ‫كقولو تعاذل إذ ذكر األرض فقاؿ‪﴿ :‬أ ٍ‬
‫كمتاعا لؤلّنـ‪ ،‬من العشب كالشجر‪ ،‬كا‪ٟ‬تب كالثمر كا‪ٟ‬تطب‪،‬‬ ‫ن‬ ‫قوات‬
‫على ‪ٚ‬تيع ما أخرجو من األرض ن‬
‫كالعصف كاللٌباس‪ ،‬كالنٌار كا‪١‬تلح؛ ألف النار من العيداف‪ ،‬كا‪١‬تلح من ا‪١‬تاء‪ .‬كينبئك أنو أراد ذلك قولو‪:‬‬
‫﴿متاعا لى يكم كًألىنٍ ً‬
‫عام يك ٍم﴾[النازعات‪.)ُ("]ّّ :‬‬ ‫ى ن ٍى‬

‫ّبٌن ما يف اآلَيت من بالغة اإلجياز ابحلذف أو القصر‪:‬‬


‫ً و‬
‫صبنا﴾ [الكهف‪.]ٕٗ :‬‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىأيٍ يخ يذ يك َّل ىسفينىة ىغ ٍ‬
‫بلـ﴾ [يونس‪.]ِٓ :‬‬ ‫الس ً‬
‫اّللي يى ٍدعيو إً ىذل ىدا ًر َّ‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىك َّ‬
‫ت ًمٍنوي اثٍػنىػتىا ىع ٍشىرىة ىعٍيػننا﴾ [البقرة‪.]َٔ :‬‬
‫ا‪ٟ‬تى ىجىر فىانٍػ ىف ىجىر ٍ‬
‫اؾ ٍ‬ ‫صى‬ ‫ب بً ىع ى‬ ‫اض ًر ٍ‬
‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬فىػ يق ٍلنىا ٍ‬
‫ك ىكىما قىػلىى﴾ [الضحى‪.]ّ :‬‬ ‫ك ىربُّ ى‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىما ىكَّد ىع ى‬
‫ب لًلتَّػ ٍق ىول﴾ [البقرة‪]ِّٕ:‬‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكأى ٍف تىػ ٍع يفوا أىقٍػىر ي‬
‫(ُ) ابن قتيبة‪ ،‬أتكيل مشكل القرآف‪.ُُ :‬‬

‫‪95‬‬
‫َّ ً‬
‫ك ى‪٢‬تييم ٍاأل ٍىم ين﴾ [األنعاـ‪.]ِٖ:‬‬‫ين ىآمنيوا ىكىدلٍ يىػ ٍلبً يسوا إًديىانػى يه ٍم بًظيٍل وم أيكلىئً ى‬
‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬الذ ى‬
‫ُت﴾ [األعراؼ‪.]ْٓ:‬‬ ‫اّلل ر ُّ ً‬
‫ب الٍ ىعالىم ى‬ ‫ا‪٠‬تىٍل يق ىك ٍاأل ٍىم ير تىػبى ىارىؾ َّي ى‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬أىىال لىوي ٍ‬

‫ثاىًٔا‪ :‬اإلطياب‪:‬‬
‫وىو التعبًن عن ادلعىن بلفظ زائد لفائدة يقتضيها ادلقام‪.‬‬
‫ولو عدة صور‪ ،‬منها‪ :‬ذكر ا‪٠‬تاص بعد العاـ‪ ،‬كعكسو‪ ،‬كاالحًتاس‪ ،‬كالتتميم‪ ،‬كاالعًتاض‪ ،‬كالتكرير‪،‬‬
‫كغَتىا‪.‬‬
‫ٔ‪ -ٕ ،‬ذكر اخلاص بعد العام‪ ،‬وعكسو‪.‬‬
‫كفائدتو االىتماـ بشأف ا‪٠‬تاص؛ لذكره مرة ٓتصوصو‪ ،‬كمرة ضمن العاـ‪.‬‬
‫ومن ذكر اخلاص بعد العام‪:‬‬
‫يم ًة‬‫ً ً‬ ‫الِل ًيف أ َّىايوـ معلي و‬‫أ‪ -‬قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬لًي ٍشه يدكا منىافًع ى‪٢‬تم وي ْذ ُكروا اسم َِّ‬
‫ومات ىعلىى ىما ىرىزقىػ يه ٍم م ٍن ىهب ى‬‫ىٍ ى‬ ‫ى ى ى ى يٍ َ َ ُ ْ َ‬
‫ٍاألىنٍػ ىع ًاـ﴾ [ا‪ٟ‬تج‪.]ِٖ:‬‬
‫قاؿ ابن عثيمُت ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬ظن بعض الناس أف ا‪١‬تنافع اليت ٖتصل يف ا‪ٟ‬تج مقدمة على ذكر هللا يف‬
‫ات﴾ كيف ىذا نظر‪،‬‬ ‫اّللً ًيف أ َّىايوـ معليوم و‬
‫اس ىم َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىٍ ى‬ ‫ا‪ٟ‬تج؛ ألف هللا قدـ ذكرىا فقاؿ‪﴿ :‬ليى ٍش ىه يدكا ىمنىاف ىع ى‪٢‬تيٍم ىكيى ٍذ يك يركا ٍ‬
‫اّللً﴾ من ‪ٚ‬تلة ا‪١‬تنافع ا‪١‬تشهودة يف ىذا ا‪١‬تشعر‪ ،‬كعلى ىذا فيكوف عطفها‬ ‫اس ىم َّ‬
‫﴿كيى ٍذ يك يركا ٍ‬
‫بل إف قولو‪ :‬ى‬
‫على شهود ا‪١‬تنافع‪ ،‬من ابب عطف ا‪٠‬تاص على العاـ‪ ،‬الداؿ على العناية بو‪ ،‬فيكوف ذكر هللا تعاذل أىم‬
‫من ىذه ا‪١‬تنافع"(ُ)‪.‬‬
‫الص َالةِ ال ُْو ْسطَى﴾ [البقرة‪.]ِّٖ:‬‬ ‫ات َو َّ‬ ‫الصلىو ً‬
‫﴿حافظيوا ىعلىى َّ ى‬
‫ً‬
‫ب‪ -‬قولو تعاذل‪ :‬ى‬
‫‪ٚ‬تيعا‪ ،‬مث خص الصبلة الوسطى‪ ،‬كىي صبلة العصر‪.‬‬ ‫أمر اب﵀افظة على الصلوات ن‬
‫كيف ذلك داللة على فضلها كمراعاهتا يف كقتها‪ ،‬كالًتغيب فيها‪ ،‬كالًتىيب من التهاكف فيها‪ ،‬كقد جاء‬

‫(ُ) ابن عثيمُت‪٣ ،‬تموع الفتاكل ِْ‪.ِٕ /‬‬

‫‪96‬‬
‫يف ا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تتفق عليو‪ " :‬الذم تفوتو صبلة العصر كأمنا كتر أىلو كمالو"‪.‬‬
‫ومن ذكر العام بعد اخلاص‪:‬‬
‫ٌن والْم ْؤِمنَ ِ‬‫م كلًمن دخل بػي ًيت م ٍؤًمننا ولِل ِ ِ‬ ‫ًً‬ ‫أ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬ر ً ً‬
‫ات﴾ [نوح‪،]ِٖ:‬‬ ‫ب ا ٍغف ٍر ًرل ىكل ىوال ىد َّ ى ى ٍ ى ى ى ىٍ ى ي َ ُ‬
‫ْم ْؤمن َ َ ُ‬ ‫ىٌ‬
‫م ولِلْم ْؤِمنٌِن يػوـ يػ يقوـ ًٍ‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫اب﴾ [إبراىيم‪.]ُْ:‬‬ ‫ا‪ٟ‬ت ىس ي‬ ‫﴿ربػَّنىا ا ٍغف ٍر ًرل ىكل ىوال ىد َّ َ ُ َ ى ٍ ى ى ي‬
‫كقولو‪ :‬ى‬
‫اىتماما بشأهنما‪.‬‬
‫ن‬ ‫ذكر ا‪١‬تؤمنُت كا‪١‬تؤمنات يعم الوالدين‪ ،‬لكنو خصهما قبل ابلذكر‬
‫كيف ىذا داللة على ٗتصيص الوالدين ابلدعاء كإف اندرجا يف عموـ الدعوة للمؤمنُت كا‪١‬تؤمنات‪.‬‬
‫ب‪ -‬قولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ [آؿ‬
‫عمراف‪ ،]ْٖ :‬لفظ"النبيوف" عاـ يشمل كل ما تقدـ من أنبياء مع من يشاركهم يف الوصف‬
‫ابلنبوة‪.‬‬
‫ؼءه َوَمنَافِ ُع َوِم ْن َها َأتْ ُكلُو َن﴾ [النحل‪.]ٓ:‬‬
‫﴿ك ٍاألىنٍػ ىع ىاـ ىخلى ىق ىها لى يك ٍم فً ىيها ًد ٍ‬
‫ت‪ -‬قولو تعاذل‪ :‬ى‬
‫عم (منافع)‪ ،‬مث خص األكل‪.‬‬
‫ذكر ا‪١‬تنافع من األنعاـ‪ ،‬فخص الدؼء‪ ،‬مث ٌ‬
‫كاجتمع يف ىذه اآلية عطف العاـ على ا‪٠‬تاص‪ ،‬كا‪٠‬تاص على العاـ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬االحرتاس‪ ،‬كيسمى‪ :‬التكميل‪ .‬وىو‪ :‬أف أييت ا‪١‬تتكلم ٔتا يدفع توىم خبلؼ ما يقصده‪.‬‬
‫ك‪٦‬تا جاء يف القرآف الكرمي ما ذكره ابن عثيمُت ‪ -‬ر‪ٛ‬تو هللا ‪ -‬قاؿ‪" :‬من فوائد اآلايت الكردية‪ :‬أنو إذا‬
‫أكصاؼ يف شخص يخيشى منها أف يتوىم ا‪١‬تخاطب شيئنا خبلؼ الواقع؛ فإنو ال بد من ذكر قيد‬ ‫ه‬ ‫ذيكًرت‬
‫يرفع ىذا التوىم‪ ،‬كذلك يف‪:‬‬
‫ث ﴾ [البقرة‪ ،]ُٕ :‬قد يقوؿ قائل‪ :‬إف فيها عيبنا؛‬ ‫ض ىكىال تى ٍس ًقي ٍ‬
‫ا‪ٟ‬تىٍر ى‬ ‫﴿ال ىذلي ه ً‬
‫وؿ تيثَتي ٍاأل ٍىر ى‬ ‫قولو تعاذل‪ :‬ى‬
‫﴿م ىسلَّ ىمةه ىال ًشيىةى فً ىيها﴾‪ ،‬كىذا‬
‫فبُت هللا تعاذل أهنا‪ :‬ي‬
‫ألهنا ال تقدر على أف تثَت األرض أك تسقي ا‪ٟ‬ترث؛ َّ‬

‫‪97‬‬
‫يسمى ابالحًتاز أك ابالحًتاس يف علم الببلغة‪.‬‬
‫كقد جاء ذلك يف القرآف يف مواقع منها‪:‬‬
‫ت فً ًيو ىغنىم الٍ ىقوًـ كيكنَّا ً‪ٟ‬تك ً‬
‫ٍم ًه ٍم‬ ‫اف ًيف ٍ ً‬
‫ا‪ٟ‬تىٍرث إً ٍذ نىػ ىف ىش ٍ‬ ‫قولو تبارؾ كتعاذل‪﴿ :‬كداككد كسلىيما ىف إً ٍذ ىحي يكم ً‬
‫ي ٍ ى ي‬ ‫ٍ ى‬ ‫ىى ي ى ى ي ٍى‬
‫ا‪ٞ‬تًبى ىاؿ يي ىسبًٌ ٍح ىن ىكالطٍَّيػىر ىكيكنَّا‬ ‫ِ‬ ‫ًً‬
‫كد ٍ‬ ‫اىا يسلىٍي ىما ىف َوُكالً آتَ ْي نَا ُح ْك ًما َوعل ًْما ىك ىس َّخ ٍرىّن ىم ىع ىد ياك ى‬ ‫ين ‪ .‬فىػ ىف َّه ٍمنى ى‬
‫ىشاىد ى‬
‫فهم ا‪ٟ‬تكم الصحيح سليماف‪ ،‬ككاف ذلك يخيشى‬ ‫ًً‬
‫ُت﴾ [األنبياء‪ ،]ٕٗ ،ٕٖ :‬فلما ذكر هللا تعاذل أنو ٌ‬ ‫فىاعل ى‬
‫كعلما‪ ،‬كأف هللا سخر لداكد‬ ‫حكما ن‬ ‫منو أف هتبط منزلة داكد ‪ٌ ‬بُت هللا تعاذل أنو آتى داكد كسليماف ن‬
‫ا‪ٞ‬تباؿ تسبح معو كالطَت… إخل اآلايت‪.‬‬
‫ك أ ٍىعظى يم ىد ىر ىجةن ًم ىن‬ ‫أيضا قولو تعاذل‪﴿ :‬ىال يى ٍستى ًوم ًمٍن يك ٍم ىم ٍن أىنٍػ ىف ىق ًم ٍن قىػٍب ًل الٍ ىفٍت ًح ىكقىاتى ىل أيكلىئً ى‬ ‫كمن ذلك ن‬
‫اّللي ًٔتىا تىػ ٍع ىمليو ىف ىخبًَته ﴾ [ا‪ٟ‬تديد‪ ،]َُ :‬قد يؤدم‬ ‫ين أىنٍػ ىف يقوا ًم ٍن بىػ ٍع يد ىكقىاتىػليوا َوُكالً َو َع َد َّ‬
‫الِلُ ا ْحلُ ْس َىن ىك َّ‬ ‫َّ ً‬
‫الذ ى‬
‫اّللي‬
‫إذل ا‪٨‬تطاط كبَت يف رتبة اآلخرين الذين أنفقوا من بعد ما قاتلوا فرفع هللا ذلك يف قولو‪ ﴿ :‬ىكيكبلن ىك ىع ىد َّ‬
‫ا‪ٟ‬تي ٍس ىٌت ﴾‪.‬‬
‫ٍ‬
‫اى يدك ىف ًيف‬ ‫يكرل الضَّرًر كالٍمج ً‬ ‫ًً‬ ‫ً ً‬
‫ى ى يى‬ ‫ُت ىغٍيػ ير أ ً‬ ‫﴿ال يى ٍستى ًوم الٍ ىقاع يدك ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى‬ ‫أيضا قولو تعاذل‪ :‬ى‬ ‫كمن ذلك ن‬
‫ًً‬ ‫ًً‬ ‫اى ًد ً ًً‬ ‫ً‬ ‫اّللً ًأب ٍىموا‪٢‬تًًم كأىنٍػ يف ًس ً‬ ‫ً‬
‫ين ىد ىر ىجةن َوُكالً َو َع َد َّ‬
‫الِلُ‬ ‫ين أب ٍىم ىوا‪٢‬ت ٍم ىكأىنٍػ يفسه ٍم ىعلىى الٍ ىقاعد ى‬ ‫اّللي الٍ يم ىج ى‬ ‫َّل َّ‬
‫ى‬ ‫ض‬ ‫ف‬
‫ى‬ ‫م‬
‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫ىسب ًيل َّ ى ٍ ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬
‫يما ﴾ [النساء‪ ،]ٗٓ :‬فلما ذكر تفضيل‬ ‫ىجنرا ىعظ ن‬ ‫ين أ ٍ‬‫ين ىعلىى الٍ ىقاعد ى‬ ‫اّللي الٍ يم ىجاىد ى‬ ‫َّل َّ‬ ‫ا ْحلُ ْس َىن ىكفىض ى‬
‫ا‪ٟ‬تي ٍس ىٌت﴾ لئبل يتوىم متوىم نزكؿ رتبة اآلخرين نزكالن‬ ‫اّللي ٍ‬
‫﴿كيكبلن ىك ىع ىد َّ‬‫اجملاىدين على القاعدين‪ ،‬قاؿ‪ :‬ى‬
‫فاحشا"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬
‫٘‪ -‬التتميم‪ :‬أف يؤتى بزايدة مفيدة يف كبلـ ال يوىم خبلؼ ا‪١‬تراد‪ .‬أما إذا كانت الزايدة لدفع التوىم‬
‫فهو من االحًتاس السابق‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫س‬ ‫ي‬‫ى‬‫ل‬‫﴿‬ ‫لو‪:‬‬‫و‬ ‫كق‬ ‫]‪،‬‬‫ٖ‬‫[اإلنساف‪:‬‬ ‫ا﴾‬
‫َت‬ ‫أ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬كيطٍعًمو ىف الطَّعاـ َعلَى حبِ ِو ًمس ًكيننا كيتًيما كأ ً‬
‫ىس‬
‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ُّ ٍ ىى ن ى‬ ‫ىى‬ ‫ىي ي‬
‫(ُ) ابن عثيمُت‪ ،‬أحكاـ من القرآف‪ ،‬صِٖٖ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ب ىكلى ًك َّن الًٍ َّرب ىم ٍن ىآم ىن ًاب َّّللً ىكالٍيىػ ٍوًـ ٍاآل ًخ ًر ىكالٍ ىم ىبلئً ىك ًة‬
‫وى يكم قًبل الٍم ٍش ًرًؽ كالٍم ٍغ ًر ً‬
‫ى ى‬
‫ُّ‬
‫الٍ َّرب أى ٍف تػي ىولوا يك يج ى ٍ ى ى ى‬
‫ً‬
‫السبً ًيل ك َّ ًً‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫كالٍ ًكتى ً‬
‫ُت‬
‫السائل ى‬ ‫ُت ىكابٍ ىن َّ ى‬ ‫ُت ىكآتىى الٍ ىم ىاؿ َعلَى ُحبِّو ىذ ًكم الٍ يق ٍرىَب ىكالٍيىػتى ىامى ىكالٍ ىم ىساك ى‬ ‫اب ىكالنَّبًيًٌ ى‬ ‫ى‬
‫اب﴾ [البقرة‪.]ُٕٕ:‬‬ ‫الرقى ً‬
‫ىكًيف ًٌ‬
‫﴿علىى يحبًًٌو﴾ أم‪ :‬حب الطعاـ كا‪١‬تاؿ؛ للداللة على شدة رغبتهم يف نيل‬ ‫التتميم يف اآليتُت يف قولو‪ :‬ى‬
‫الرب ابإلنفاؽ ‪٦‬تا حيبوف كتتعلق بو نفوسهم‪ ،‬كىذه منزلة رفيعة كما قاؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬لى ٍن تىػنىاليوا الًٍربَّ ىح َّىت‬
‫َّؽ‬
‫صد ى‬ ‫ً ً ً‬
‫تيػٍنف يقوا ‪٦‬تَّا يٖتبُّو ىف﴾[آؿ عمراف‪ ،]ِٗ:‬كيف صحيح البخارم عن أِب يىىريرة "أفضل الصدقة‪ :‬أف تى ى‬
‫كأنت صحيح شحيح؛ أتمل الغٌت‪ ،‬كٗتشى الفقر"(ُ)‪.‬‬
‫صى الَّ ًذم ىاب ىرٍكنىا ىح ٍولىوي﴾‬ ‫ًً‬
‫ا‪ٟ‬تىىراـ إً ىذل الٍ ىم ٍسجد األىقٍ ى‬
‫ىسرل بًعٍب ًدهً لَْيالً ًمن الٍمس ًج ًد ٍ ً‬
‫ٌى ى ٍ‬
‫ً‬
‫﴿سٍب ىحا ىف الَّذم أ ٍ ى ى‬ ‫ب‪ -‬ي‬
‫[اإلسراء‪.]ُ:‬‬
‫تتميما‪ ،‬كذلك أل ٌف ا ًإلسراء ال يكوف إالَّ ابللٍَّيل‪ ،‬كفائدة ىذا‬ ‫فقد جاءت يف ىذه اآلية كلمة "ليبلن" ن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذىااب كعودة‪.‬‬ ‫ص ًر ا‪١‬ت ٌدة اليت حصل فيها ا ًإلسراء ن‬ ‫التتميم ا ًإلشارة إذل ق ى‬
‫‪ -ٙ‬االعرتاض‪ :‬أف يؤتى يف أثناء الكبلـ‪ ،‬أك بُت كبلمُت متصلُت معٌت‪ّ ،‬تملة أك أكثر ال ‪٤‬تل ‪٢‬تا‬
‫من اإلعراب‪ ،‬لنكتة يقتضيها ا‪١‬تقاـ‪ .‬كإذا كاف االعًتاض لدفع توىم خبلؼ ا‪١‬تراد‪ ،‬فهو اعًتاض كاحًتاس‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫أ) قولو تعاذل‪﴿ :‬كىجيعليو ىف ًَّّللً الٍبػنى ً‬
‫ات ُس ْب َحانَوُ ىكى‪٢‬تيٍم ىما يى ٍشتىػ يهو ىف﴾ [النحل‪.]ٕٓ:‬‬ ‫ى‬ ‫ى ٍى‬
‫االعًتاض يف قولو‪" :‬سبحانو"‪.‬‬
‫كيراد بو التنزيو كالتعظيم ﵁ تعاذل‪.‬‬
‫ٌن أ ًىف ا ٍش يك ٍر ًرل‬
‫صالُوُ ِيف َع َام ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً ً‬ ‫ب)قولو تعاذل‪﴿ :‬كك َّ ً‬
‫صٍيػنىا ٍاألنٍ ىسا ىف بًىوال ىديٍو ََحَلَْتوُ أ ُُّموُ َو ْىنًا َعلَى َو ْى ٍن َوف َ‬ ‫ىى‬
‫ك﴾ [لقماف‪.]ُْ:‬‬ ‫ًً‬
‫ىكل ىوال ىديٍ ى‬

‫(ُ) صحيح البخارم‪ :‬ابب‪ :‬فضل صدقة الشحيح الصحيح (حُُْٗ)‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫صاليوي ًيف ىع ىام ٍ ً‬ ‫ً‬
‫ُت﴾‪.‬‬ ‫االعًتاض يف قولو‪ ﴿ :‬ى‪ٛ‬تىلىٍتوي أ ُّيموي ىكٍىننا ىعلىى ىكٍى ون ىكف ى‬
‫كفيو عناية ابألـ‪ ،‬كتنبيو على فضلها‪.‬‬
‫الِل ًآمنً ً ً‬ ‫الرٍء ىاي ًاب ٍ‪ٟ‬تىًٌق لىتى ٍد يخلي َّن الٍ ىم ٍس ًج ىد ٍ‬
‫ُت‬ ‫آء َُّ ى‬
‫ُت ي‪٤‬تىلٌق ى‬ ‫ا‪ٟ‬تىىر ىاـ إِن َش َ‬ ‫اّللي ىر يسولىوي ُّ‬ ‫ت)قولو تعاذل‪﴿ :‬لَّىق ٍد ى‬
‫ص ىد ىؽ َّ‬
‫ً‬
‫ين الى ىٗتىافيو ىف﴾ [الفتح‪.]ِٕ:‬‬ ‫ص ًر ى‬
‫كس يك ٍم ىكيم ىق ٌ‬
‫يرءي ى‬
‫أفادت ا‪ٞ‬تملة ا‪١‬تعًتضة "إف شاء هللا" أف الرؤاي كإف صدقت فإف األمر بيد هللا ككفٍق حكمتو‬
‫كمشيئتو‪ ،‬كأف على العباد أف يستثنوا يف أفعا‪٢‬تم‪.‬‬

‫ٌبُت نوع اإلطناب كداللتو فيما أييت‪:‬‬

‫ات ىكىما ًيف‬ ‫السماك ً‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬ ‫اّللي ىال إًٰلىوى إًَّال يى ىو ٍ‬
‫وـ ىال ىأتٍ يخ يذهي سنىةه ىكىال نىػ ٍوهـ لوي ىما يف َّ ى ى‬ ‫ا‪ٟ‬تى ُّي الٍ ىقيُّ ي‬ ‫ُ‪ .‬قاؿ تعاذل‪َّ ﴿ :‬‬
‫ض﴾ [البقرة‪.]ِٓٓ :‬‬ ‫ٍاأل ٍىر ً‬
‫ً‬
‫ك‬ ‫ا‪٠‬تىًٍَت ىك ىأيٍ يم يرك ىف ًابلٍ ىم ٍع يركؼ ىكيىػٍنػ ىه ٍو ىف ىع ًن الٍ يمن ىك ًر ىكأيكٰلىئً ى‬
‫ِ‪ .‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكلٍتى يكن ًٌمن يك ٍم أ َّيمةه يى ٍدعيو ىف إً ىذل ٍ‬
‫يى يم الٍ يم ٍفلً يحو ىف ﴾ [آؿ عمراف‪.]َُْ :‬‬
‫اص ٍوا ًاب ٍ‪ٟ‬تىًٌق‬ ‫ّ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كالٍعص ًر‪ .‬إً َّف ا ًإلنسا ىف لىًفي خس ور‪ .‬إًالَّ الَّ ًذين آمنيوا كع ًمليوا َّ ً ً‬
‫الصا‪ٟ‬تىات ىكتىػ ىو ى‬ ‫ى ى ىى‬ ‫يٍ‬ ‫ى‬ ‫ى ىٍ‬
‫لص ًٍرب﴾ [سورة العصر]‪.‬‬ ‫اص ٍوا ًاب َّ‬
‫ىكتىػ ىو ى‬
‫ض يكلّّ لَّوي قىانًتيو ىف﴾‬ ‫ات ىك ٍاأل ٍىر ً‬ ‫السماك ً‬ ‫َّ ً‬ ‫ْ‪ .‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكقىاليوا َّاٗتى ىذ َّ‬
‫اّللي ىكلى ندا ۛ يسٍب ىحانىوي ۛ بىل لوي ىما يف َّ ى ى‬
‫[البقرة‪.]ُُٔ:‬‬
‫ت كلىٍيس َّ‬
‫الذ ىك ير‬ ‫ض ىع ٍ ى ى‬ ‫اّللي أ ٍىعلى يم ًٔتىا ىك ى‬
‫ض ٍعتيػ ىها أينثى ٰى ىك َّ‬ ‫ب إًًٌين ىك ى‬ ‫ت ىر ًٌ‬ ‫ض ىعٍتػ ىها قىالى ٍ‬
‫ٓ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬فىػلى َّما ىك ى‬
‫ىك ٍاألينثى ٰى ىكإًًٌين ى‪ٝ‬تٍَّيػتيػ ىها ىم ٍرىميى ﴾ [آؿ عمراف‪.]ّٔ :‬‬

‫‪100‬‬
‫س ًيف قيػليوهبًً ٍم ﴾ [الفتح‪.]ُُ :‬‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫ٍ‬‫ى‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫ٔ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬يىػ يقوليو ىف ًأبىلٍ ًسنىتً ً‬
‫ه‬
‫وء ﴾ [النمل‪.]ُِ :‬‬ ‫ٕ‪ .‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كأىد ًخل يد ىؾ ًيف جيبًك ىٗتٍرج بػيضاء ًمن ىغ ًَت س و‬
‫ى ٍ ى ي ٍ ىٍ ى ى ٍ ٍ ي‬ ‫ى ٍ ٍ ىى‬
‫اّللي بًىق ٍووـ يًحيبُّػ يه ٍم ىكيًحيبُّونىوي أ ًىذلَّوة‬ ‫ين ىآمنيوا ىمن يىػ ٍرتى َّد ًمن يك ٍم ىعن ًدينً ًو فى ىس ٍو ى‬
‫ؼ ىأيًٍيت َّ‬ ‫َّ ً‬
‫ٖ‪ .‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىاي أىيػُّ ىها الذ ى‬
‫ً‬ ‫ىعلىى الٍم ٍؤًمنً ى ً و‬
‫ين ﴾ [ا‪١‬تائدة‪.]ْٓ :‬‬ ‫ُت أىعَّزة ىعلىى الٍ ىكاف ًر ى‬ ‫ي‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪101‬‬
‫من ببلغة النظم القرآين‪ ،‬للدكتور بسيوين فيود‪.‬‬ ‫( ُ)‬
‫الببلغة فنوهنا كأفناهنا‪ ،‬للدكتور فضل حسن عباس‪.‬‬ ‫( ِ)‬
‫التعبَت القرآين‪ ،‬للدكتور فاضل السامرائي‪.‬‬ ‫( ّ)‬
‫ببلغة الكلمة يف التعبَت القرآين‪ ،‬للدكتور فاضل السامرائي‪.‬‬ ‫( ْ)‬
‫الببلغة العربية‪ ،‬عبدالر‪ٛ‬تن بن حسن ىحبىػنَّ ىكة ا‪١‬تيداين الدمشقي‪.‬‬ ‫( ٓ)‬

‫‪102‬‬
103
104
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الدارس بعد إهنائو ىذه الوحدة أن‪:‬‬


‫أف يبُت أغراض التشبيو‪.‬‬ ‫(ُ)‬
‫أف يستخرج التشبيو كدالالتو من اآلايت‪.‬‬ ‫(ِ)‬
‫أف يشرح أغراض اجملاز‪.‬‬ ‫(ّ)‬
‫أف يستخرج اجملاز كدالالتو من اآلايت‪.‬‬ ‫(ْ)‬
‫أف يشرح أغراض الكناية‪.‬‬ ‫(ٓ)‬
‫أف يستخرج الكناية كدالالتو من اآلايت‪.‬‬ ‫(ٔ)‬

‫مفردات الوحدة‪:‬‬

‫املْضْع األّل‪ :‬التشبيو‪.‬‬


‫املْضْع الجاىٕ‪ :‬اجملاز‪.‬‬
‫املْضْع الجالح‪ :‬الكناية‪.‬‬

‫عدد احملاضرات‪:‬‬
‫ُْ ‪٤‬تاضرة‬

‫‪105‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫من نعمة هللا على اإلنساف كر‪ٛ‬تتو بو أف علمو البياف‪ ،‬كما قاؿ سبحانو‪( :‬ﭷ‬
‫ﭸﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ) [الر‪ٛ‬تن‪ ،]ْ -ُ :‬كمن البياف‪ :‬الكبلـ‬
‫الذم حيصل بو اإلابنة كاإلفهاـ‪.‬‬
‫لكل شيء كشف لك قناع‬ ‫ككل ما أفهم ا‪١‬تراد فهو من البياف‪ ،‬كىو كما قاؿ ا‪ٞ‬تاحظ‪" :‬اسم جامع ٌ‬
‫حىت يفضي السامع إذل حقيقتو‪ ،‬كيهجم على ‪٤‬تصولو كائننا ما كاف‬ ‫الضمَت‪ٌ ،‬‬
‫ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كىتك ا‪ٟ‬تجاب دكف ٌ‬
‫أم جنس كاف الدليل؛ أل ٌف مدار األمر كالغاية اليت إليها جيرم القائل كالسامع‪ ،‬إٌمنا ىو‬ ‫ذلك البياف‪ ،‬كمن ٌ‬
‫فبأم شيء بلغت اإلفهاـ‪ ،‬كأكضحت عن ا‪١‬تعٌت؛ فذلك ىو البياف يف ذلك ا‪١‬توضع"(ُ)‪.‬‬ ‫الفهم كاإلفهاـ‪ٌ ،‬‬
‫كمن علوـ الببلغة علم يسمى‪ :‬علم البياف‪ ،‬يعٌت ابألساليب اليت تعرب عن ا‪١‬تعٌت الواحد‪ ،‬كىي طرؽ‬
‫‪٥‬تتلفة يف كضوح الداللة على ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كيستخدـ البليغ كل طريق منها ْتسب ما يناسب ا‪١‬تقاـ‪.‬‬
‫فلو أردّن التعبَت عن "كرـ دمحم" فيمكن أف نعرب ٔتا أييت‪:‬‬
‫ُ‪ -‬دمحم كرمي‪.‬‬
‫ِ‪ -‬دمحم كالغيث‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أدل تر البحر يعطي عطاء من ال خيشى الفقر!‬
‫ْ‪ -‬دمحم كاسع اجمللس‪ ،‬كثَت الضيوؼ‪.‬‬
‫ككل ىذه التعبَتات تدؿ على كرـ دمحم‪ ،‬لكنها ‪٥‬تتلفة يف كضوح الداللة عليو‪.‬‬
‫أما األكؿ فعرب ابأللفاظ ا‪ٟ‬تقيقية ا‪١‬توضوعة للكرـ‪.‬‬
‫كالثاين عرب فيو أبسلوب التشبيو؛ ليدؿ تشبيو دمحم ابلغيث أنو مثلو يف العطاء‪.‬‬
‫كالثالث عرب فيو أبسلوب اجملاز؛ ليدؿ استعارة لفظ البحر ﵀مد أنو مثلو يف سعة ا‪٠‬تَت كا‪ٞ‬تود‪.‬‬

‫(ُ) ا‪ٞ‬تاحظ‪ ،‬البياف كالتبيُت ُ‪.ُُ /‬‬

‫‪106‬‬
‫كالرابع عرب فيو أبسلوب الكناية‪ ،‬ليدؿ سعة اجمللس ككثرة الضيوؼ على كرمو‪.‬‬
‫كاجملاز كالكناية دل يعرب فيها عن ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تقصود بلفظ ا‪ٟ‬تقيقة كلكن عرب فيها بلفظ يلزـ منو ا‪١‬تعٌت‬
‫ا‪١‬تقصود‪.‬‬
‫واألساليب اليت عين البالغيون بتناوذلا يف علم البيان ىي‪ :‬التشبيو‪ ،‬واجملاز‪ ،‬والكناية‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪107‬‬
‫املْضْع األّل‬
‫التعبُٔ‬

‫أّالً‪ :‬تعرٓف التعبُٔ‪:‬‬


‫ىو‪ :‬الداللة على مشاركة أمر آلخر يف صفة أك أكثر‪ ،‬أبداة من أدكات التشبيو‪ ،‬مذكورة أك مقدرة‪.‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬أرناٌ التعبُٔ‪:‬‬
‫تتكوف ‪ٚ‬تلة التشبيو من‪ :‬ا‪١‬تشبو كا‪١‬تشبو بو (كمها طرفا التشبيو)‪ ،‬كأداة التشبيو‪ ،‬ككجو الشبو‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫دمحم كالغيث يف العطاء‪.‬‬
‫ا‪١‬تشبو‪ :‬دمحم‪ .‬كا‪١‬تشبو بو‪ :‬الغيث‪ .‬كاألداة‪ :‬الكاؼ‪ .‬ككجو الشبو‪ :‬العطاء‪.‬‬
‫أ‪ -‬طرفا التشبيو‪ :‬ا‪١‬تشبو‪ ،‬كا‪١‬تشبو بو‪.‬‬
‫تشبيها‪ ،‬كإذا حذؼ أحدمها ْتيث ال ييق ٌدر صار‬
‫ن‬ ‫‪ٚ‬تيعا ليكوف األسلوب‬
‫كال بد من كجودمها ن‬
‫استعارة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أداة التشبيو‪:‬‬
‫ىي اليت تربط بُت ا‪١‬تشبو كا‪١‬تشبو بو‪.‬‬
‫كمنها ما ىو حرؼ‪ :‬الكاؼ‪ ،‬كأف‪ .‬كمنها ما ىو اسم‪ :‬مثل‪ ،‬شبيو‪ ...‬كمنها ما ىو فعل‪ :‬يشبو‪،‬‬
‫حياكي‪...‬‬
‫كقد تكوف األداة مذكورة‪ ،‬كقد تكوف مضمرة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ت‪ -‬وجو الشبو‪:‬‬
‫مذكورا‪ ،‬كقد يكوف‬ ‫ن‬ ‫ىو الوصف ا‪ٞ‬تامع بُت الطرفُت‪ ،‬كيكوف يف ا‪١‬تشبو بو أظهر كأقول‪ ،‬كقد يكوف‬
‫‪٤‬تذكفنا‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬تًبى ي‬ ‫اش الٍمبػثي ً‬
‫اؿ‬ ‫وث (ْ) ىكتى يكو يف ٍ‬ ‫َّاس ىكالٍ ىفىر ً ى ٍ‬
‫مفردا‪ ،‬مثل‪﴿ :‬يىػ ٍوىـ يى يكو يف الن ي‬
‫وقد يكون وجو الشبو ً‬
‫ىكالٍعً ٍه ًن الٍ ىمٍنػ يفوش﴾ [القارعة‪.]ٓ ،ْ:‬‬
‫الوجو يف التشبيو األكؿ‪ :‬االكتظاظ على أرض ا﵀شر‪ ،‬كيف التشبيو الثاين‪ :‬تفرؽ األجزاء‪.‬‬
‫وقد يكون مركبًا من أشياء متعددة‪ ،‬فيأخذ حكم ا‪١‬تفرد‪ ،‬كيسمى التشبيو التمثيلي‪ ،‬كالتشبيو يف‬
‫ً َّ ً‬ ‫ا‪ٟ‬تًما ًر ىٍحي ًمل أ ٍ ً‬ ‫ً‬ ‫قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬مثىل الَّ ًذ ً‬
‫ين‬
‫س ىمثى يل الٍ ىق ٍوـ الذ ى‬
‫ىس ىف نارا بٍئ ى‬ ‫ي‬ ‫وىا ىك ىمثى ًل ٍ ى‬
‫ين ي‪ٛ‬تٌليوا التػ ٍَّوىرا ىة يمثَّ ىدلٍ ىٍحيملي ى‬
‫ى ي ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫اّللً ىك َّ‬ ‫ىك َّذبوا ًآباي ً‬
‫ُت﴾ [ا‪ٞ‬تمعة‪.]ٓ:‬‬ ‫اّللي ىال يىػ ٍهدم الٍ ىق ٍوىـ الظَّالم ى‬ ‫ت َّ‬ ‫ي ى‬
‫شبو حاؿ اليهود يف عدـ انتفاعهم ابلتوراة مع ‪ٛ‬تلهم إايىا‪ْ ،‬تاؿ ا‪ٟ‬تمار الذم حيمل الكتب كىو ال‬
‫ينتفع منها؛ فوجو الشبو مركب من ا‪ٟ‬تمل كعدـ االنتفاع‪ ،‬ليس ا‪ٟ‬تمل كحده كال عدـ االنتفاع كحده‪ ،‬بل‬
‫معا‪.‬‬‫مها ن‬
‫متعددا غًن مركب‪٨ ،‬تو‪ :‬كجهها كالقمر حسننا كاستدارة‪.‬‬
‫ً‬ ‫وقد يكون وجو الشبو‬
‫ومن أنواع التشبيو‪ :‬التشبيو البليغ‪:‬‬
‫كىو ما حذفت منو األداة ككجو الشبو‪.‬‬
‫كىذا النوع من أبلغ صور التشبيو؛ ألنو قائم على اٖتاد ا‪١‬تشبو اب‪١‬تشبو بو‪ ،‬ككأف ا‪١‬تشبو ىو عُت ا‪١‬تشبو‬
‫بو يف صفاتو ‪ٚ‬تيعها ال يف الوصف الذم صيغ التشبيو لو‪.‬‬
‫ٍم عي ٍم هي فىػ يه ٍم ىال يىػ ٍرًجعيو ىف﴾ [البقرة‪ ،]ُٖ:‬أم‪ :‬ىم‬
‫﴿ص ّّم بيك ه‬
‫كمن ذلك قوؿ هللا ‪ ‬يف ا‪١‬تنافقُت‪ :‬ي‬
‫كصم كبكم كعمي‪ ،‬فشبو ا‪١‬تنافقُت ابلصم كالبكم كالعمي‪.‬‬
‫ً ً‬ ‫ً ً‬
‫ض أ ًيعد ٍ‬ ‫و‬
‫ُت﴾ [آؿ‬
‫ل ٍل يمتَّق ى‬ ‫َّت‬ ‫ات ىك ٍاأل ٍىر ي‬
‫الس ىم ىاك ي‬ ‫﴿ك ىسا ًرعيوا إً ىذل ىم ٍغفىرةو م ٍن ىربًٌ يك ٍم ىك ىجنَّة ىع ٍر ي‬
‫ض ىها َّ‬ ‫كقولو‪ :‬ى‬
‫عمراف‪ ،]ُّّ:‬أم‪ :‬عرضها كعرض السماكات كاألرض‪ ،‬فشبو عرض ا‪ٞ‬تنة بعرضهما‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫َّه ىار ني يش نورا﴾ [الفرقاف‪ ،]ْٕ:‬أم‪:‬‬
‫اات ىك ىج ىع ىل النػ ى‬ ‫﴿كيى ىو الَّذم ىج ىع ىل لى يك يم اللٍَّي ىل لبى ن‬
‫اسا ىكالنػ ٍَّوىـ يسبى ن‬ ‫كقولو‪ :‬ى‬
‫الليل كلباس‪ ،‬فشبو الليل ابللباس‪.‬‬
‫ثالجًا‪ :‬أغراض التعبُٔ‪:‬‬
‫يتخَت ا‪١‬تتكلم التشبيو ألغراض يقتضيها ا‪١‬تقاـ‪ ،‬كمن ىذه األغراض ما يعود إذل ا‪١‬تشبو كىي األكثر‪،‬‬
‫كمنها ما قد يعود إذل ا‪١‬تشبو بو‪.‬‬
‫وشلا يعود إىل ادلشبو‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬بيان حال ادلشبو‪ :‬إذا كاف غَت معركؼ الصفة‪.‬‬
‫وف الٍ ىق ًد ًمي ﴾ [يس‪.]ّٗ :‬‬ ‫كقولو تعاذل‪﴿ :‬كالٍ ىقمر قىدَّرىّنه منىا ًزىؿ ح َّىت عاد ىكالٍعرج ً‬
‫ى ى ى يٍ ي‬ ‫ى ىى ٍ ي ى‬
‫ٕ‪ -‬بيان مقدار حالو‪ :‬إذا كاف معركؼ الصفة إ‪ٚ‬تاالن‪ ،‬كالتشبيو يبُت مقداره يف القوة كالضعف‪ ،‬أك‬
‫الزايدة كالنقص‪ ،‬أك غَت ذلك‪.‬‬
‫ً ً‬
‫ا‪ٟ‬تً ىج ىارةً أ ٍىك أ ى‬
‫ىش ُّد قى ٍس ىوةن﴾ [البقرة‪.]ْٕ :‬‬ ‫ت قيػليوبي يكم ًٌمن بىػ ٍعد ذىل ى‬
‫ك فى ًه ىي ىك ٍ‬ ‫﴿مثَّ قى ىس ٍ‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ي‬
‫ٖ‪ -‬بيان إمكانو‪ :‬إذا كاف فيو غرابة ٕتعل ا‪١‬تستمع يشك يف ٖتقق كقوعو‪ ،‬كقولو تعاذل يف خلق‬
‫اب ًمثَّ قى ىاؿ لىوي يكن فىػيى يكو يف﴾ [آؿ عمراف‪:‬‬
‫آدـ ىخلى ىقوي ًمن تيػر و‬
‫ى‬
‫ند ً‬
‫اّلل ىك ىمثى ًل ى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عيسى ‪﴿ :‬إ َّف ىمثى ىل ع ى‬
‫يسى ع ى ٌ‬
‫ٗٓ]‪.‬‬
‫معنواي؛ ألف النفس ال ٕتزـ اب‪١‬تعنوايت جزمها‬
‫ن‬ ‫ٗ‪ -‬تقرير حالو‪ :‬كيكثر إذا كاف ا‪١‬تشبو ن‬
‫أمرا‬
‫اب﵀سوسات‪،‬‬
‫الريح ًيف يػووـ ع ً‬
‫اص و‬ ‫كقولو تعاذل‪َّ ﴿ :‬مثىل الَّ ًذين ىك ىفركا بًرٌهبًًم أ ٍىعما ي‪٢‬تم ىكرم واد ا ٍشتىد ٍ ً‬
‫ف﴾ اآلية‬ ‫َّت بًو ًٌ ي ى ٍ ى‬ ‫ي ى ي ى ٍ ى يٍ ى ى‬
‫[إبراىيم‪.]ُٖ :‬‬
‫(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫٘‪ -‬التحسٌن والرتغيب‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ)[ا‪ٟ‬تديد‪ .]ُِ :‬ككقولو‬
‫ُت * ىكأىمثى ًاؿ اللُّ ٍؤلي ًؤ الٍمكٍني ً‬
‫وف﴾ [الواقعة‪.]ِّ ،ِِ :‬‬ ‫تعاذل‪﴿ :‬كح ً‬
‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ور ع ه‬
‫ىي ه‬

‫‪110‬‬
‫ً‬ ‫‪ -ٙ‬التقبيح والتنفًن‪ ،‬كقولو تعاذل‪﴿ :‬كاتٍل علىي ًهم نىػبأى الَّ ًذم آتىػيػنىاه آايتً‬
‫انسلى ىخ مٍنػ ىها فىأىتٍػبىػ ىعوي‬
‫ى‬ ‫ف‬
‫ى‬ ‫ا‬‫ن‬
‫ى‬ ‫ى ٍ ي ى‬ ‫ى ي ىٍ ٍ ى‬
‫ض كاتػَّبى ىع ىىواهي فىمثىػليوي ىكمثى ًل الٍ ىك ٍل ً‬ ‫الشٍَّيطىا يف فى ىكا ىف ًمن الٍغىا ًكين * كلىو ًشٍئػنىا لىرفىػ ٍعنىاهي ًهبىا كلى ًكنَّوي أ ٍ ً‬
‫ب‬ ‫ى ى ى‬ ‫ىخلى ىد إ ىذل األ ٍىر ً ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ىٍ‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً َّ ً‬ ‫ً‬ ‫إًف ىٍٖت ًم ٍل ىعلىٍي ًو يىػ ٍل ىه ٍ‬
‫ص لى ىعلَّ يه ٍم‬
‫ص ى‬ ‫ص الٍ ىق ى‬ ‫ين ىك َّذبيواٍ ًآب ىايتنىا فىاقٍ ي‬
‫ص ً‬ ‫ك ىمثى يل الٍ ىق ٍوـ الذ ى‬‫ث أ ٍىك تىػٍتػ يرٍكوي يىػ ٍل ىهث ذَّل ى‬
‫يىػتىػ ىف َّك يرك ىف﴾ [األعراؼ‪.]ُٕٔ ،ُٕٓ :‬‬
‫وىذه أمثلة لبعض التشبيهات القرآنية اليت نقف مع شيء من دالالهتا‪:‬‬
‫ين ًمن قىػٍبلً يك ٍم لى ىعلَّ يك ٍم‬ ‫َّ ً‬
‫ب ىعلىى ٱلذ ى‬
‫ً‬
‫ٱلصيى ياـ ىك ىما يكت ى‬
‫ً‬
‫ب ىعلىٍي يك يم ٌ‬
‫ً‬ ‫َّ ً‬
‫ُ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ٰ ﴿ :‬أيىيػُّ ىها ٱلذ ى‬
‫ين ءى ىامنيواٍ يكت ى‬
‫تىػتَّػ يقو ىف﴾ [البقرة‪.]ُّٖ :‬‬
‫ا‪١‬تشبو‪ :‬فرض الصوـ على ا‪١‬تؤمنُت‪ .‬كا‪١‬تشبو بو‪ :‬فرضو على أىل الكتاب من قبل‪ .‬كجو الشبو‪ :‬إجياب‬
‫الصوـ‪ .‬كاألداة‪ :‬الكاؼ‪ .‬كالغرض من التشبيو‪ :‬ا‪ٟ‬تث كالتحضيض‪.‬‬
‫كمن دالالت التشبيو‪:‬‬
‫‪ -‬أف الشيء الشاؽ إذا عم سهل ٖتملو كعملو؛ ألف يف التشبيو ابلسابقُت هتوينان على ا‪١‬تكلفُت هبذه‬
‫العبادة أف يستثقلوا ىذا الصوـ‪.‬‬
‫‪ -‬إهناض مهم ا‪١‬تسلمُت لتلقي العبادة كي ال يتميز هبا من كاف قبلهم‪ ،‬قاؿ ابن كثَت يف تفسَته‪:‬‬
‫(ذكر أنو كما أكجبو عليهم فقد أكجبو على من كاف قبلهم‪ ،‬فلهم فيو أسوة‪ ،‬كليجتهد ىؤالء يف‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫اجا ىكلى ٍو‬ ‫أداء ىذا الفرض أكمل ‪٦‬تا فعلو أكلئك‪ ،‬كما قاؿ تعاذل‪﴿ :‬ل يك وٌل ىج ىع ٍلنىا مٍن يك ٍم ش ٍر ىعةن ىكمٍنػ ىه ن‬
‫ا‪٠‬تيػر ً‬ ‫آات يكم فى ٍ ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ات﴾ [ا‪١‬تائدة‪.)]ْٖ :‬‬ ‫استىب يقوا ٍىٍ ى‬ ‫اّللي ى‪ٞ‬تىىعلى يك ٍم أ َّيمةن ىكاح ىدةن ىكلىك ٍن ليىػٍبػليىويك ٍم ًيف ىما ى ٍ‬
‫ىشاءى َّ‬
‫ً‬ ‫ِ‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬اي أىيػُّها الَّ ًذين آمنيوا ً ً ً‬
‫ب‬ ‫ض الظَّ ًٌن إ ٍمثه ىكىال ىٕتى َّس يسوا ىكىال يىػ ٍغتى ٍ‬ ‫اجتىنبيوا ىكث نَتا م ىن الظَّ ًٌن إً َّف بىػ ٍع ى‬
‫ى ى ٍ‬ ‫ى ى‬
‫اب ىرًح هيم﴾‬ ‫ىخ ًيو ىمٍيػتنا فى ىك ًرٍىتي يموهي ىكاتَّػ يقوا َّ‬
‫اّللى إً َّف َّ‬
‫اّللى تىػ َّو ه‬
‫ب أىح يد يكم أى ٍف أيٍ يكل ى‪ٟ‬تم أ ً‬
‫ضا أ يىحي ُّ ى ٍ ى ى ٍ ى‬
‫ً‬
‫ض يك ٍم بىػ ٍع ن‬
‫بىػ ٍع ي‬
‫[‪ٟ‬تجرات‪.]ُِ:‬‬
‫ىذا التشبيو يف اآلية من النوع الذم يسمى التشبيو الضمٍت‪ ،‬كىو تشبيو غَت صريح‪ ،‬يساؽ ا‪١‬تشبو بو‬
‫دليبلن على ما يف ا‪١‬تشبو من معٌت‪ .‬كيدرؾ ا‪١‬تتلقي التشبيو فيو بعد أتمل كنظر‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫كا‪١‬تشبو‪ :‬الغيبة‪ .‬كا‪١‬تشبو بو‪ :‬أكل ‪ٟ‬تم األخ ميتنا‪ .‬ككجو الشبو‪ :‬االستكراه‪ .‬كالغرض من التشبيو‪ :‬التقبيح‬
‫كالتنفَت‪.‬‬
‫كمن دالالت التشبيو‪:‬‬
‫‪ -‬شدة ٖترمي الغيبة‪ ،‬كعدىا من الكبائر‪.‬‬
‫‪ -‬الغيبة ٘تزؽ األخوة اإلديانية بُت ا‪١‬تؤمنُت‪.‬‬
‫‪ -‬حق ا‪١‬تسلم الغائب على إخوانو ا‪ٟ‬تاضرين اإلنكار على ا‪١‬تغتاب كنصحو‪.‬‬
‫‪ -‬حرمة ع ًرض ا‪١‬تسلم حيِّا كميٌػتنا‪.‬‬
‫َّ ً‬ ‫ب ًَّ‬ ‫اّللً أ ى ً‬ ‫َّخ يذ ًمن د ً‬
‫َّاس من يػت ً‬ ‫ً‬
‫ين ىآمنيوا‬
‫اّلل ۛ ىكالذ ى‬ ‫ىند نادا يحيبُّونىػ يه ٍم ىك يح ًٌ‬ ‫كف َّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىكم ىن الن ً ى ى‬
‫ىش ُّد يحبِّا ًٌَّّللً﴾ [البقرة‪.]ُٔٓ :‬‬
‫أى‬
‫ا‪١‬تشبو‪ :‬حب الناس لؤلنداد‪ .‬ا‪١‬تشبو بو‪ :‬حب هللا‪ .‬األداة‪ :‬الكاؼ‪ .‬ككجو الشبو‪ :‬التسوية بُت ‪٤‬تبة‬
‫الشركاء ك‪٤‬تبة هللا عز كجل‪.‬‬
‫كمن دالالت التشبيو‪:‬‬
‫أندادا) قالو ابن‬‫‪( -‬أف من أحب من دكف هللا شيئا كما حيب هللا تعاذل‪ ،‬فهو ‪٦‬تن اٗتذ من دكف هللا ن‬
‫القيم [التفسَت القيم]‪.‬‬
‫سول غَته فيها مشركان متخذان ﵁ ندان‪ ،‬فا﵀بة من‬ ‫‪( -‬أف ‪٤‬تبة هللا من العبادة؛ ألف هللا جعل من ٌ‬
‫العبادة‪ ،‬بل ىي أساس العبادة؛ ألف أساس العبادة مبٍت على ا‪ٟ‬تب كالتعظيم‪ ،‬فبا‪ٟ‬تب يفعل‬
‫ا‪١‬تأمور‪ ،‬كابلتعظيم جيتنب ا﵀ظور‪ ،‬ىذا إذا اجتمعا‪ ،‬كإف انفرد أحدمها استلزـ اآلخر) قالو ابن‬
‫عثيمُت يف تفسَته‪.‬‬
‫‪ -‬قاؿ ابن عاشور يف تفسَته‪( :‬كاعلم أف ا‪١‬تراد إنكار ‪٤‬تبتهم األنداد من أصلها ال إنكار تسويتها‬
‫ْتب هللا تعاذل‪ ،‬كإمنا قيدت ٔتماثلة ‪٤‬تبة هللا لتشويهها‪ ،‬كللنداء على ا‪٨‬تطاط عقوؿ أصحاهبا‪ .‬كفيو‬
‫إيقاظ لعيوف معظم ا‪١‬تشركُت كىم الذين زعموا أف األصناـ شفعاء ‪٢‬تم كما كثرت حكاية ذلك‬

‫‪112‬‬
‫عنهم يف القرآف؛ فنبهوا إذل أهنم سوكا بُت ‪٤‬تبة التابع ك‪٤‬تبة ا‪١‬تتبوع ك‪٤‬تبة ا‪١‬تخلوؽ ك‪٤‬تبة ا‪٠‬تالق؛‬
‫لعلهم يستفيقوف‪ ،‬فإذا ذىبوا يبحثوف عما تستحقو األصناـ من ا﵀بة كتطلبوا أسباب ا﵀بة‬
‫ت ًدل تىػعب يد ما ىال يسمع كىال يػب ً‬
‫ص ير ىكىال يػي ٍغ ًٍت‬ ‫ً‬
‫كجدكىا مفقودة‪ ،‬كما قاؿ إبراىيم عليو السبلـ‪ ﴿ :‬ىاي أىبى ى ٍ ي ى ى ٍ ى ي ى يٍ‬
‫نك ىشٍيػئنا﴾ [مرمي‪ ]ِْ :‬مع ما يف ىذه ا‪ٟ‬تاؿ من زايدة موجب اإلنكار)‪.‬‬
‫ىع ى‬

‫ٌبُت التشبيو كدالالتو فيما أييت‪:‬‬

‫(ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬ ‫‪-‬‬
‫ﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔ) [العنكبوت‪.]ُْ :‬‬
‫صغً نَتا ﴾ [اإلسراء‪.]ِْ :‬‬ ‫‪ ﴿ -‬ىكقيل َّر ًٌ‬
‫ب ٍار‪ٛ‬تىٍ يه ىما ىك ىما ىربػَّيى ًاين ى‬
‫ا‪ٟ‬ت ًق كالَّ ًذين ي ٍدعو ىف ًمن دكنًًو الى يستى ًجيبو ىف ى‪٢‬تم بً ىشي وء إًالَّ ىكب ً‬
‫اس ًط ىكفٍَّي ًو إً ىذل الٍ ىماء‬‫ى‬ ‫ىٍ ي ي ٍ‬ ‫ي‬ ‫‪﴿ -‬لىوي ىد ٍع ىوةي ٍى ٌ ى ى ى ي‬
‫ضبلىوؿ﴾ [الرعد‪.]ُْ :‬‬ ‫ً‬ ‫ً ً ًً‬ ‫ً‬
‫ين إًالَّ ًيف ى‬
‫ليىػٍبػلي ىغ فىاهي ىكىما يى ىو ببىالغو ىكىما يد ىعاء الٍ ىكاف ًر ى‬
‫‪ ( -‬ﭯﭰﭱﭲﭳﭴ) [األنبياء‪.]َُْ :‬‬
‫اّللً بًغى ًَت ًع ٍل وم كيػت ً‬ ‫َّاس من ي ٍش ًًتم ى‪٢‬تٍو ٍ ً ً ً ً‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪ً :‬‬
‫َّخ ىذ ىىا يى يزنكا‬ ‫ىى‬ ‫ا‪ٟ‬تىديث لييض َّل ىع ٍن ىسبً ًيل َّ ٍ‬ ‫﴿كم ىن الن ً ى ٍ ى ى ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ٍربا ىكأى ٍف ىدلٍ يى ٍس ىم ٍع ىها ىكأىف يف أيذينػىٍيو ىكقٍػنرا‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيكلىئً ى‬
‫آايتػينىا ىكذل يم ٍستىك ن‬ ‫ُت ‪ .‬ىكإذىا تػيٍتػلىى ىعلىٍيو ى‬ ‫اب يمه ه‬ ‫ك ى‪٢‬تيٍم ىع ىذ ه‬
‫اب أىلًي وم﴾ [لقماف‪.]ٕ ،ٔ :‬‬ ‫فىػب ًٌشره بًع ىذ و‬
‫ى ٍي ى‬
‫ت ًم ٍن قى ٍس ىوىرةو﴾ [ا‪١‬تدثر‪.]ُٓ-ْٗ :‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪﴿ -‬فى ىما ى‪٢‬تيٍم ىع ًن التَّذٍكىرةً يم ٍع ًرض ى‬
‫ُت ‪ .‬ىكأىنػ يَّه ٍم ي‪ٛ‬تيهر يم ٍستىػٍنفىرةه ‪ .‬فىػَّر ٍ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪113‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‬
‫اجملاز‬

‫اجملاز أسلوب من أساليب العرب‪ ،‬كرد يف القرآف الكرمي‪ ،‬كىو قسيم للحقيقة‪.‬‬
‫تعريف احلقيقة‪:‬‬
‫ىي‪ :‬اللفظ ا‪١‬تستعمل فيما كضع لو يف اصطبلح التخاطب‪.‬‬
‫لغواي‪ ،‬أك شرعينا‪ ،‬أك عرفينا‪.‬‬
‫كاصطبلح التخاطب قد يكوف ن‬
‫كلذا تنقسم ا‪ٟ‬تقيقة ثبلثة أقساـ‪:‬‬
‫ُ‪ .‬حقيقة لغوية‪ :‬كاستعماؿ الصبلة يف معٌت الدعاء‪.‬‬
‫ِ‪ .‬حقيقة شرعية‪ :‬كاستعماؿ الصبلة يف العبادة الشرعية ا‪١‬تعركفة‪.‬‬
‫ّ‪ .‬حقيقة عرفية‪ :‬كاصطبلحات العلوـ‪.‬‬
‫ككلها تعد عند الببلغيُت حقائق لغوية يف مقابل اجملاز اللغوم‪.‬‬
‫تعرٓف اجملاز‪:‬‬
‫ىو‪ :‬استعماؿ اللٌفظ يف غَت ما يك ًضع لو يف اصطبلح التخاطب‪ ،‬لعبلقة‪ ،‬مع قرينة مانعة من إرادة‬
‫ا‪ٟ‬تقيقة‪.‬‬
‫فقولنا عن دمحم الشجاع‪ :‬جاءّن األسد‪ ،‬استعملنا لفظ "البحر" ﵀مد‪ ،‬كالعبلقة مشاهبتو يف الشجاعة‪،‬‬
‫كالقرينة حالية‪ ،‬حيث قيل الكبلـ كا‪١‬تشار إليو دمحم‪.‬‬
‫كقد تكوف القرينة لفظية‪ ،‬كقولنا‪ :‬جاء البحر راكبنا سيارتو‪ .‬فا‪ٟ‬تاؿ "راكبا سيارتو" قرينتو على عدـ‬
‫إرادة ا‪ٟ‬تيواف‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬أىْاع اجملاز‪:‬‬
‫اجملاز نوعاف‪:‬‬
‫ُ‪٣ -‬تاز يف اإلسناد‪ ،‬كىو اجملاز العقلي‪ ،‬كيسمى‪ :‬اجملاز اإلسنادم‪ ،‬كا‪ٟ‬تكمي‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ك‪٣‬تاز يف اللفظ‪ ،‬كىو اجملاز اللغوم‪.‬‬
‫ٔ) اجملاز العقلي‪:‬‬
‫كىو‪ :‬نسبة الشيء إذل غَت ما ىو لو‪ ،‬عند ا‪١‬تتكلم‪ ،‬لعبلقة بينهما‪ ،‬مع قرينة صارفة عن إرادة الظاىر‪.‬‬
‫كالعبلقات كثَتة منها‪ :‬الفاعلية‪ ،‬كا‪١‬تفعولية‪ ،‬كالسببية‪ ،‬كالزمانية‪ ،‬كا‪١‬تكانية‪ ،‬كغَتىا‪.‬‬
‫وشلا ورد يف القرآن الكرمي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬إً َّف ٰىى ىذا الٍ يق ٍرآ ىف يىػ ٍه ًدم لًلًَّيت ًى ىي أىقٍػ ىويـ﴾ [اإلسراء‪.]ٗ :‬‬
‫أسند ا‪٢‬تداية إذل القرآف‪ ،‬كهللا ىو الذم يهدم ابلقرآف‪ ،‬كما قاؿ سبحانو‪﴿ :‬يػى ٍه ًدم بًًو َّ‬
‫اّللي ىم ًن‬
‫بلـ﴾ [ا‪١‬تائدة‪.]ُٔ :‬‬ ‫الس ً‬‫ض ىوانىوي يسبي ىل َّ‬ ‫اتػَّبى ىع ًر ٍ‬
‫كإمنا أسندت ا‪٢‬تداية إليو ألنو السبب للهداية إذل صراط هللا ا‪١‬تستقيم‪.‬‬
‫ب فً ًيو‬ ‫اب ىال ىريٍ ى‬
‫فمن راـ ا‪٢‬تداية حقِّا فعليو ابلقرآف الكرمي‪ ،‬كقد كصفو هللا بقولو‪ٰ ﴿ :‬ىذلً ى ً‬
‫ك الٍكتى ي‬
‫ُت﴾ [البقرة‪.]ِ :‬‬ ‫ً ً‬
‫يى ندل لٌٍل يمتَّق ى‬
‫اس يه ىما‬ ‫ً‬ ‫ِ‪ -‬قوؿ هللا‪﴿ :‬اي ب ًٍت آدـ ىال يػ ٍفتًنىػنَّ يكم الشَّيطىا يف ىكما أىخرج أىبػوي يكم ًمن ٍ ً‬
‫ا‪ٞ‬تىنَّة يىػٍن ًزعي ىعٍنػ يه ىما لبى ى‬ ‫ى ٍ ى ى ىىٍ ٍ ى‬ ‫ى ى ىى ى ي ٍ‬
‫اط ً ً ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫ين ىال‬ ‫ُت أ ٍىكليىاءى للَّذ ى‬ ‫ل يًَتيىػ يه ىما ىس ٍوآهت ىما إًنَّوي يىػىرا يك ٍم يى ىو ىكقىبًيليوي ًم ٍن ىحٍي ي‬
‫ث ىال تىػىرٍكنىػ يه ٍم إً َّّن ىج ىع ٍلنىا الشَّيى ى‬
‫يػي ٍؤًمنيو ىف﴾ [األعراؼ‪.]ِٕ :‬‬
‫أسند إخراج أبوينا من ا‪ٞ‬تنة كنزع اللباس عنهما إذل الشيطاف؛ ألنو كاف سببنا فيهما‪.‬‬
‫اضعًُت﴾ [الشعراء‪.]ْ :‬‬ ‫ت أ ٍىعنىاقيػهم ى‪٢‬تا خ ً‬ ‫ّ‪﴿ -‬إً ٍف نىشأٍ نػينػ ًزٍؿ علىي ًهم ًمن َّ ً‬
‫يٍ ى ى‬ ‫الس ىماء آيىةن فىظىلَّ ٍ‬ ‫ى ىٌ ى ٍ ٍ ى‬
‫أسند ا‪٠‬تضوع إذل األعناؽ؛ ألهنا مظهر ا‪٠‬تضوع‪ ،‬كإمنا ا‪٠‬تاضع أصحاهبا‪.‬‬
‫ات للر‪ٛ‬تن﴾ [طو‪.]َُٖ :‬‬ ‫﴿كخ ىش ىعت األصو ي‬ ‫ْ‪ -‬ى‬

‫‪115‬‬
‫أسند ا‪٠‬تشوع إذل األصوات؛ ألهنا مظهر للخشوع‪ ،‬كا‪٠‬تاشع أىلها‪.‬‬
‫ف طىائًىفةن ًمٍنػ يه ٍم يي ىذبًٌ يح أىبٍػنىاءى يى ٍم ىكيى ٍستى ٍحيًي‬ ‫ض كجعل أىىلىها ًشيػعا يستى ٍ ً‬ ‫ً ً‬
‫ضع ي‬ ‫ٓ‪﴿ -‬إ َّف ف ٍر ىع ٍو ىف ىع ىبل ًيف ٍاأل ٍىر ً ى ى ى ى ٍ ى ى ن ى ٍ‬
‫ين﴾ [القصص‪.]ْ :‬‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ن ىساءى يى ٍم إنَّوي ىكا ىف م ىن الٍ يم ٍفسد ى‬
‫أسند التذبيح كاالستحياء إذل فرعوف؛ ألنو سببهما كاآلمر هبما‪.‬‬
‫ف تىػتَّػ يقو ىف إً ٍف ىك ىف ٍريٍمت يػى ٍونما ىٍجي ىع يل الٍ ًولٍ ىدا ىف ًشيبنا﴾ [ا‪١‬تزمل‪.]ُٕ :‬‬‫ٔ‪﴿ -‬فى ىكٍي ى‬
‫أسند جعل (الولداف شيبنا) إذل اليوـ؛ ‪١‬تا فيو من األىواؿ اليت يسرع ابلشيب أمثا‪٢‬تا يف الدنيا‪.‬‬

‫بُت اجملاز العقلي كعبلقاتو كدالالتو يف الشواىد اآلتية‪:‬‬

‫ت ىعلىٍي ًه ٍم آى ىايتيوي ىز ىادتٍػ يه ٍم إًديىاّنن ىك ىعلىى ىرًٌهبً ٍم‬ ‫ً‬ ‫﴿إًَّمنىا الٍمؤًمنو ىف الَّ ًذين إًذىا ذيكًر َّ ً‬
‫ت قيػليوبػي يه ٍم ىكإًذىا تيليى ٍ‬‫اّللي ىكجلى ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫يٍ ي‬ ‫‪-‬‬
‫يىػتىػ ىوَّكليو ىف﴾ [األنفاؿ‪.]ِ :‬‬
‫ىحلُّوا قىػ ٍوىم يه ٍم ىد ىار الٍبىػ ىوا ًر﴾ [إبراىيم‪.]ِٖ :‬‬ ‫﴿أىىدل تىػر إً ىذل الَّ ًذين ب َّدليوا نًعمت ًَّ‬
‫اّلل يك ٍفنرا ىكأ ى‬ ‫ى ى ٍى ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫‪-‬‬
‫ات﴾ [البقرة‪.]ِٕٓ :‬‬ ‫﴿كالَّ ًذين ىك ىفركا أىكلًي ياؤىم الطَّاغيوت يخيٍ ًرجونىػهم ًمن النُّوًر إً ىذل الظُّليم ً‬ ‫‪-‬‬
‫ى‬ ‫ي ي ي ٌى‬ ‫ى ى ي ٍ ى يي‬
‫ب﴾ [يوسف‪.]ُٖ :‬‬ ‫يص ًو بً ىدوـ ىك ًذ و‬
‫﴿كجاءكا علىى قى ًم ً‬
‫ىى ي ى‬ ‫‪-‬‬

‫ِ) اجملاز اللغوي‪:‬‬


‫وىو‪ :‬اللفظ ا‪١‬تستعمل يف غَت ما كضع لو يف اصطبلح التخاطب‪ ،‬لعبلقة بُت ا‪١‬تعنيُت‪ ،‬مع قرينة مانعة‬
‫من إرادة ا‪١‬تعٌت الوضعي‪.‬‬
‫نوعا اجملاز من حيث اإلفراد والرتكيب‪:‬‬
‫أ) قد يكوف اجملاز يف لفظة مفردة‪ ،‬كىو كثَت‪ :‬كاستعارة البحر للكرمي‪ ،‬كاألسد للشجاع‪ ،‬كالصاركخ‬
‫للسريع‪ .‬كىذا ‪٣‬تاز يف ا‪١‬تفرد‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ب) كقد يكوف يف تركيب‪٨ ،‬تو‪ :‬أنت تنفخ يف رماد‪ :‬تقولو ‪١‬تن ينصح من ال يستجيب‪.‬‬
‫قسما اجملاز من حيث العالقة‪:‬‬
‫العبلقة اليت تصحح استعماؿ اللفظ يف ا‪١‬تعٌت اجملازم نوعاف‪:‬‬
‫ُ‪ -‬عبلقة ا‪١‬تشاهبة‪ ،‬كاستعارة النور لئلدياف ‪١‬تشاهبتو لو يف االىتداء‪ .‬كإذا كانت العبلقة بُت ا‪١‬تعٌت‬
‫ا‪ٟ‬تقيق كا‪١‬تعٌت اجملازم ا‪١‬تشاهبة يسمى اجملاز‪ :‬استعارة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬عبلقات غَت ا‪١‬تشاهبة‪ ،‬كالتجوز اب‪١‬تكاف عن أىلو‪ :‬ىذا بيت صاحل‪ ،‬كبيت و‬
‫كرـ‪ ،‬فليس العبلقة بُت‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫البيت كالصبلح أك الكرـ ىو ا‪١‬تشاهبة بينهما‪ ،‬كإمنا عبلقة أخرل ىي ا‪١‬تكانية‪ .‬كإذا كانت العبلقة‬
‫‪٣‬تازا مرسبلن‪.‬‬
‫غَت ا‪١‬تشاهبة ‪ٝ‬تي اجملاز‪ :‬ن‬
‫قرينة اجملاز‪:‬‬
‫البد من قرينة ٘تنع إرادة ا‪١‬تعٌت ا‪١‬توضوع لو اللفظ‪ ،‬سواء أكانت لفظية أـ حالية أـ عقلية‪ ،‬فإذا دل يكن‬
‫‪ٙ‬تة قرينة فاألصل أنو حقيقة‪.‬‬
‫﴿كىكلَّ ىم‬
‫كقد أتيت قرينة لتأكيد إرادة ا‪ٟ‬تقيقة كرفع توىم اجملاز‪ ،‬كتأكيد الفعل ٔتصدره يف قوؿ هللا ‪ :‬ى‬
‫يما﴾ [النساء‪.]ُْٔ:‬‬ ‫ً‬
‫وسى تىكٍل ن‬
‫اّللي يم ى‬
‫َّ‬
‫أ‪ -‬اجملاز ادلرسل‪:‬‬
‫ىو استعمال اللفظ يف غًن ما ىو لو لعالقة غًن ادلشاهبة‪.‬‬
‫‪٣‬تازا مرسبلن؛ ألنو أطلق عن التقييد بعبلقة ‪٤‬تددة‪ ،‬كاإلرساؿ يف اللغة‪ :‬اإلطبلؽ‪ٓ .‬تبلؼ‬ ‫ك‪ٝ‬تي ن‬
‫االستعارة فإهنا مقيدة بعبلقة التشبيو‪.‬‬
‫كمن عبلقات اجملاز ا‪١‬ترسل‪ :‬ا‪ٞ‬تزئية‪ ،‬كالكلية‪ ،‬كالسببية‪ ،‬كا‪١‬تسبَّبية‪ ،‬كا﵀لية‪ ،‬كا‪ٟ‬تالًٌية‪ ،‬كغَتىا‪ ،‬كىي ال‬
‫ٖتصر‪ ،‬كال ٖتد ٔتا جاء عن العرب‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫وشلا ورد منو يف القرآن الكرمي‪:‬‬
‫﴿اي أىيػُّ ىها الٍ يمَّزًٌم يل ‪.‬قُِم اللٍَّي ىل إًَّال قىلًيبلن﴾ [ا‪١‬تزمل‪.]ِ ،ُ :‬‬
‫ُ‪ -‬قولو تعاذل‪ :‬ى‬
‫ا‪١‬تقصود ابلقياـ ىنا‪ :‬الصبلة‪ ،‬كعرب عنها أبشرؼ أركاهنا‪ ،‬كىو القياـ‪ ،‬كىذا من إطبلؽ ا‪ٞ‬تزء كإرادة‬
‫الكل‪.‬‬
‫قياما يف قولو تعاذل‪﴿ :‬قيًم اللٍَّي ىل إًَّال قىلًيبلن﴾‬ ‫كمن دالالت ىذا التعبَت ما قالو ابن تيمية‪١" :‬تا ‪ٝ‬تاىا ن‬
‫دؿ على كجوب القياـ"(ُ)‪.‬‬
‫ت قىػ ٍوًمي لىٍيبلن ىكنىػ ىه نارا ‪ .‬فىػلى ٍم يىًزٍد يى ٍم يد ىعائًي إًَّال فًىر نارا ‪ .‬ىكإًًٌين يكلَّ ىما‬‫ب إًًٌين ىد ىع ٍو ي‬ ‫ِ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬قى ىاؿ ىر ًٌ‬
‫استًكٍبى نارا﴾ [نوح‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ِ ِ‬
‫استى ٍكبىػ يركا ٍ‬
‫ىصُّركا ىك ٍ‬ ‫َصابِ َع ُه ْم ًيف آ ىذاهن ٍم ىك ٍ‬
‫استىػ ٍغ ىش ٍوا ثيىابىػ يه ٍم ىكأ ى‬ ‫ىد ىع ٍوتيػ يه ٍم لتَ ْغف َر ى‪٢‬تيٍم ىج ىعليوا أ َ‬
‫ٓ‪.]ٔ ،‬‬
‫اجملاز يف قولو‪﴿ :‬لِتَ غْ ِف َر ى‪٢‬تيٍم﴾ كالدعوة إمنا ىي ألجل اإلدياف‪ ،‬لكن عرب اب‪١‬تغفرة؛ ألهنا مسبَّبة عنها؛‬
‫فمن آمن اب﵁ غفرت لو ذنوبو‪.‬‬
‫كيف قولو‪( :‬أصابعهم) تعبَت ابإلصبع عن بعضها‪ ،‬فأطلق الكل كأريد ا‪ٞ‬تزء؛ مبالغة يف صدكدىم عن‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫صلى ٍو ىف ىسعً نَتا﴾‬ ‫ًً‬ ‫ً َّ ً‬
‫ين ىأيٍ يكليو ىف أ ٍىم ىو ىاؿ الٍيىػتى ىامى ظيٍل نما إًَّمنىا ىأيٍ يكليو ىف ًيف بيطيوهن ٍم ََن ًرا ىك ىسيى ٍ‬
‫ّ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬إ َّف الذ ى‬
‫[النساء‪.]َُ:‬‬
‫عرب عن أمواؿ اليتامى ٔتا تؤكؿ إليو‪ ،‬كىي النار‪ ،‬فالعبلقة مسبَّبية أك اعتبار ما سيكوف‪ .‬كيف ىذا‬
‫ظلما من أسباب عذاب النار كالعياذ اب﵁‪.‬‬ ‫داللة على أف أكل األمواؿ ن‬
‫ضلُّوا ًعبى ىاد ىؾ‬
‫َّك إً ٍف تى ىذرىم ي ً‬ ‫ً‬ ‫ب ىال تى ىذر علىى ٍاألىر ً ً‬
‫ْ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬كقى ىاؿ ني ً‬
‫ٍي ٍ ي‬ ‫ين ىد َّاي نرا ‪ .‬إًن ى‬
‫ض م ىن الٍ ىكاف ًر ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ى‬ ‫وح ىر ٌ‬
‫ه‬ ‫ى‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫ارا﴾ [نوح‪.]ِٕ ،ِٔ:‬‬ ‫ىكىال يىل يدكا إًَّال فَاج ًرا َك َّف ً‬
‫كفارا) مع أنو حاؿ كالدتو ال يوصف بذلك؛ إذ دل يكلف بعد‪ ،‬كلكن ‪ٝ‬تي‬ ‫(فاجرا ن‬ ‫ن‬ ‫‪ٝ‬تي ا‪١‬تولود‬

‫(ُ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل ِِ‪.ُٓٓ/‬‬

‫‪118‬‬
‫بذلك ابعتبار ما سيكوف‪.‬‬
‫كيف ىذا داللة على أف البيئة األسرية كاالجتماعية مؤثرة على دين الطفل‪ ،‬كما قاؿ الرسوؿ صلى‬
‫هللا عليو كسلم يف ا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تتفق عليو‪" :‬ما من مولود إال يولد على الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانو أك‬
‫ينصرانو أك ديجسانو"‪.‬‬
‫ًً‬ ‫اّللى يًحي ُّ‬
‫ىح ًسنيوا إً َّف َّ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ٓ‪﴿ -‬كأىنٍ ًف يقوا ًيف سبً ًيل ًَّ‬
‫ُت﴾‬‫ب الٍ يم ٍحسن ى‬ ‫اّلل ىكىال تػي ٍل يقوا ِأبَيْدي ُك ْم إً ىذل التػ ٍَّهلي ىكة ىكأ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫[البقرة‪.]ُٗٓ:‬‬
‫اجملاز يف قولو‪ :‬أبيديكم‪ ،‬أم‪ :‬أبنفسكم كلها‪ ،‬فعرب عن النفس كلها ابليد من التعبَت اب‪ٞ‬تزء عن‬
‫الكل‪.‬‬
‫ك‪٦‬تا استنبطو العلماء من دالالت يف أسلوب اجملاز ما قالو ابن تيمية ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬إذا كاف هللا عز‬
‫قياما يف قولو‬
‫تسبيحا؛ فقد دؿ ذلك على كجوب التسبيح‪ ،‬كما أنو ‪١‬تا ‪ٝ‬تاىا ن‬ ‫ن‬ ‫كجل قد ‪ٝ‬تى الصبلة‬
‫قرآّن يف قولو تعاذل‪:‬‬‫تعاذل‪﴿ :‬قيًم اللٍَّي ىل إًال قىلًيبل﴾ دؿ على كجوب القياـ‪ ،‬ككذلك ‪١‬تا ‪ٝ‬تاىا ن‬
‫كسجودا يف مواضع دؿ على‬ ‫ن‬ ‫﴿كقيػ ٍرآ ىف الٍ ىف ٍج ًر﴾ دؿ على كجوب القرآف فيها‪ ،‬ك‪١‬تا ‪ٝ‬تاىا ر ن‬
‫كوعا‬ ‫ى‬
‫كجوب الركوع كالسجود فيها‪ .‬كذلك أف تسميتها هبذه األفعاؿ دليل على أف ىذه األفعاؿ الزمة‬
‫‪٢‬تا‪ .‬فإذا كجدت ىذه األفعاؿ فتكوف من األبعاض البلزمة‪ ،‬كما أهنم يسموف اإلنساف أببعاضو‬
‫ككجها ك‪٨‬تو ذلك‪ ،‬كما يف قولو تعاذل‪﴿ :‬فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة﴾‪ .‬كلو جاز‬
‫أسا ن‬ ‫البلزمة لو‪ ،‬فيسمونو رقبة كر ن‬
‫أمرا ابلصبلة؛ فإف اللفظ‬ ‫كجود الصبلة بدكف التسبيح لكاف األمر ابلتسبيح ال يصلح أف يكوف ن‬
‫حينئذ ال يكوف داالن على معناه‪ ،‬كال على ما يستلزـ معناه"(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل ِِ‪.ُٓٓ/‬‬

‫‪119‬‬
‫ٌبُت ما يف اآلايت من ‪٣‬تاز مرسل كعبلقاتو كدالالتو‪:‬‬

‫اخ ىش ٍويى ٍم فىػىز ىاد يى ٍم إًديىاّن ىكقىاليواٍ ىح ٍسبيػنىا‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬الَّ ًذين قى ىاؿ ى‪٢‬تيم الن ً‬
‫َّاس إ َّف الن ى‬
‫َّاس قى ٍد ى‪ٚ‬تىعيواٍ لى يك ٍم فى ٍ‬ ‫ي ي‬ ‫ى‬
‫يل﴾‪.‬‬ ‫َّ ً ً‬
‫اّللي ىكن ٍع ىم الٍ ىوك ي‬
‫آء ًرٍزقا﴾‪.‬‬‫السم ً‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪﴿ :‬ىو الَّ ًذم ي ًري يكم ًً‬
‫آايتو ىكيػينىًٌزيؿ لى يكم ٌم ىن َّ ى‬
‫ي ٍ ى‬ ‫يى‬
‫ً ً ًً‬ ‫ً‬
‫ُت﴾‪.‬‬ ‫ُّى ًن ىكصٍب وغ لٌآلكلً ى‬ ‫ت ًابلد ٍ‬‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪ ﴿ :‬ىك ىش ىجىرنة ىٗتٍير يج من طيوًر ىسٍيػنىآءى تىنبي ي‬
‫فك رقبة﴾‪.‬‬
‫‪ -‬قاؿ تعاذل‪ٌ ﴿ :‬‬

‫ب‪ -‬االستعارة‪:‬‬
‫ىي‪ :‬استعماؿ اللفظ يف غَت ما يكضع لو؛ لعبلقػة ى‬
‫ا‪١‬تشاهبة بُت ا‪١‬تعٌت األصلي كا‪١‬تعٌت اجملازم‪.‬‬
‫مشبها بو‪ ،‬على سبيل‬
‫كىي قائمة على تناسي التشبيو‪ّ ،‬تعل اسم ا‪١‬تشبو بو للمشبو ككأنو ىو ال ن‬
‫ا‪١‬تبالغة‪ .‬لكن البد من قرينة تفيد أف ا‪١‬تتكلم أراد االستعارة كأتكيل ا‪ٟ‬تقيقة ابجملاز‪.‬‬
‫أركان االستعارة‪:‬‬
‫‪٢‬تا ثبلثة أركاف‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ا‪١‬تستعار منو كىو‪ :‬ا‪١‬تشبو بو‪.‬‬
‫ِ‪ -‬كا‪١‬تستعار لو كىو‪ :‬ا‪١‬تشبو‪.‬‬
‫ّ‪ -‬كا‪١‬تستعار كىو‪ :‬اللفظ ا‪١‬تنقوؿ‪.‬‬
‫كيزيد على ىذه الثبلثة العبلقة كالقرينة‪ ،‬اللتاف البد منهما يف كل ‪٣‬تاز‪.‬‬
‫ففي استعارة النور لئلدياف‪ :‬شبو اإلدياف ابلنور‪ ،‬فاستعَت لو لفظو‪ .‬فا‪١‬تستعار منو‪ :‬النور‪ .‬كا‪١‬تستعار لو‪:‬‬
‫اإلدياف‪ .‬كا‪١‬تستعار‪ :‬لفظ النور‪.‬‬
‫كذكر الببلغيوف من ‪٤‬تاسن االستعارة كببلغتها أف فيها فضل إابنة عن ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كأتكيد لو‪ ،‬كمبالغة‬

‫‪120‬‬
‫فيو‪ ،‬كفيها إجياز يف التعبَت‪ ،‬كإبراز للمعٌت يف حلة ‪ٚ‬تيلة‪ ،‬كفيها خياؿ كتصوير ‪ٚ‬تيل (فإنك ترل هبا ا‪ٞ‬تماد‬
‫فصيحا‪ ،‬كا‪١‬تعاين ا‪٠‬تفية ابديةن جليةن‪ ،‬كترل ا‪١‬تعاين اللطيفة اليت ىي من خبااي العقل‬
‫ن‬ ‫حيِّا ّنط نقا‪ ،‬كاألعجم‬
‫كأهنا جسمت حىت رأهتا العيوف‪ ،‬كاألكصاؼ ا‪ٞ‬تسمانية عادت ركحانية ال تدرؾ إال ابألفكار كالظنوف‪،‬‬
‫كىذا ابتكار حيدث يف نفوس السامعُت أ‪ٚ‬تل األثر) كما قاؿ عبدالقاىر ا‪ٞ‬ترجاين(ُ)‪.‬‬
‫وشلا ورد منها يف القرآن الكرمي‪:‬‬
‫ط الْمست ِق ً َّ ً‬ ‫ُ‪ -‬قوؿ هللا تعاذل‪ً :‬‬
‫وب ىعلىٍي ًه ٍم‬ ‫ض ً‬ ‫ت ىعلىٍي ًه ٍم‪ .‬ىغ ًٍَت الٍ ىم ٍغ ي‬ ‫يم‪ .‬صىرا ىط الذ ى‬
‫ين أىنٍػ ىع ٍم ى‬ ‫الص َرا َ ُ ْ َ َ‬ ‫﴿اىد ىّن ِّ‬
‫ٍ‬
‫ُت﴾ [الفاٖتة‪.]ٕ ،ٔ:‬‬ ‫ً‬
‫ىكىال الضَّالٌ ى‬
‫االستعارة يف قولو‪ :‬اىدّن الصراط ا‪١‬تستقيم‪.‬‬
‫استعَت لفظ "الصراط ا‪١‬تستقيم" للمتابعة ﵁ كللرسوؿ ﷺ‪ ،‬فمن اىتدل إذل اإلدياف اب﵁ كبرسولو‬
‫كاف كمن اىتدل إذل صراط مستقيم ال اعوجاج فيو كال ضبلؿ‪.‬‬
‫‪ٚ‬تيعا على أف "الصراط ا‪١‬تستقيم" ىو‬ ‫قاؿ الطربم ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬أ‪ٚ‬تعت األمة من أىل التأكيل ن‬
‫الطريق الواضح الذم ال اعوجاج فيو‪ .‬ككذلك ذلك يف لغة ‪ٚ‬تيع العرب‪ ...‬مث تستعَت العرب‬
‫الصراط فتستعملو يف كل قوؿ كعمل كصف ابستقامة أك اعوجاج‪ ،‬فتصف ا‪١‬تستقيم ابستقامتو‪،‬‬
‫كا‪١‬تعوج ابعوجاجو"(ِ)‪.‬‬
‫ين ىك ىف يركا أ ٍىكلًيى ياؤيى يم‬ ‫َّ ً‬ ‫ُّ ِ ِ‬ ‫ً‬
‫ين ىآمنيوا يخيٍ ًر يج يه ٍم م ىن الظلُ َمات إ َىل النُّوِر ىكالذ ى‬
‫﴿اّلل كً ُّ َّ ً‬
‫رل الذ ى‬ ‫ِ‪ -‬قوؿ هللا تعاذل‪َّ :‬ي ى‬
‫اب النَّا ًر يى ٍم فً ىيها ىخالً يدك ىف﴾‬ ‫ىص ىح ي‬
‫ك أٍ‬ ‫ات أيكلىئً ى‬‫الطَّاغيوت يخيٍ ًرجونىػهم ًمن النُّوِر إِ َىل الظُّلُم ِ‬
‫َ‬ ‫ي ي يٍ ى‬
‫[البقرة‪.]ِٕٓ:‬‬
‫استعَت "النور" لئلدياف ‪١‬تا فيو من ا‪٢‬تداية‪ ،‬ك"الظلمة" للكفر ‪١‬تا فيو من الضبلؿ‪ .‬قاؿ الطربم ر‪ٛ‬تو‬
‫هللا‪" :‬يعٍت بذلك‪ :‬خيرجهم من ظلمات الكفر إذل نور اإلدياف‪ .‬كإمنا عٌت بػ"الظلمات" يف ىذا‬

‫(ُ) عبد القاىر ا‪ٞ‬ترجاين‪ ،‬أسرار الببلغة يف علم البياف‪ ،‬صَْ‪.‬‬


‫(ِ) الطربم‪ ،‬دمحم بن جرير‪ ،‬جامع البياف ُ‪.َُٕ /‬‬

‫‪121‬‬
‫ا‪١‬توضع‪ :‬الكفر‪ .‬كإمنا جعل "الظلمات" للكفر مثبلن ألف الظلمات حاجبة لؤلبصار عن إدراؾ‬
‫األشياء كإثباهتا‪ ،‬ككذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراؾ حقائق اإلدياف كالعلم بصحتو‬
‫كصحة أسبابو"(ُ)‪.‬‬
‫ين﴾‬ ‫ً‬ ‫َّبللىةى ًاب ٍ‪٢‬ت ىدل فىما رًْت ٍ ً‬
‫ين ا ْشتَ َرُوا الض ى‬ ‫ّ‪ -‬قوؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬أيكلىئً َّ ً‬
‫ت ٕتى ىارتيػ يه ٍم ىكىما ىكانيوا يم ٍهتىد ى‬ ‫ي ى ىى‬ ‫ك الذ ى‬ ‫ى‬
‫[البقرة‪.]ُٔ:‬‬
‫االستعارة يف كلمة (اشًتكا)‪ ،‬فإف أصل االشًتاء أف يبيع سلعة مقابل ‪ٙ‬تن معُت‪ ،‬أك أف أيخذ‬
‫سلعة مقابل دفع ‪ٙ‬تن‪ ،‬كا‪١‬تراد ىنا أهنم اعتاضوا عن ا‪٢‬تدل ابلضبللة‪ ،‬ككأهنم بذلوا ا‪٢‬تدل ‪ٙ‬تننا‬
‫للضبللة‪ .‬قاؿ السعدم ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬أكلئك‪ ،‬أم‪ :‬ا‪١‬تنافقوف ا‪١‬توصوفوف بتلك الصفات ﴿الذين‬
‫اشًتكا الضبللة اب‪٢‬تدل﴾ أم‪ :‬رغبوا يف الضبللة‪ ،‬رغبة ا‪١‬تشًتم ابلسلعة‪ ،‬اليت من رغبتو فيها يبذؿ‬
‫فيها األ‪ٙ‬تاف النفيسة‪ .‬كىذا من أحسن األمثلة‪ ،‬فإنو جعل الضبللة‪ ،‬اليت ىي غاية الشر‪،‬‬
‫كالسلعة‪ ،‬كجعل ا‪٢‬تدل الذم ىو غاية الصبلح ٔتنزلة الثمن‪ ،‬فبذلوا ا‪٢‬تدل رغبة عنو ابلضبللة‬
‫دينارا يف‬
‫رغبة فيها‪ ،‬فهذه ٕتارهتم‪ ،‬فبئس التجارة‪ ،‬كبئس الصفقة صفقتهم‪ .‬كإذا كاف من بذؿ ن‬
‫خاسرا‪ ،‬فكيف من بذؿ جوىرة كأخذ عنها درمهنا؟ فكيف من بذؿ ا‪٢‬تدل يف مقابلة‬
‫مقابلة درىم ن‬
‫الضبللة‪ ،‬كاختار الشقاء على السعادة‪ ،‬كرغب يف سافل األمور عن أعاليها؟ فما رْتت ٕتارتو‪،‬‬
‫بل خسر فيها أعظم خسارة"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) ا‪١‬تصدر السابق ٓ‪.ِْْ /‬‬


‫(ِ) السعدم‪ ،‬عبدالر‪ٛ‬تن‪ ،‬تيسَت الكرمي الر‪ٛ‬تن‪.ّْ :‬‬

‫‪122‬‬
‫كبُت ما فيها من استعارات كدالالهتا‪:‬‬
‫تدبر اآلايت ٌ‬
‫ىحيىػٍيػنىاهي﴾ [األنعاـ‪.]ُِِ :‬‬ ‫قاؿ تعاذل‪﴿ :‬أ ىىكىم ٍن ىكا ىف ىمٍيتان فىأ ٍ‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ُت ًأب َّ‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫يما﴾ [النساء‪.]ُّٖ:‬‬ ‫ىف ى‪٢‬تيٍم ىع ىذ نااب أىل ن‬ ‫قاؿ تعاذل‪﴿ :‬بى ٌش ًر الٍ يمنىافق ى‬ ‫‪-‬‬
‫ؼ﴾ [النحل‪.]ُُِ :‬‬ ‫ا‪٠‬تو ً‬ ‫قاؿ تعاذل‪﴿ :‬فىأىذىاقىػها َّ ً‬
‫وع ىك ٍىٍ‬ ‫ا‪ٞ‬تي ً‬‫اس ٍ‬ ‫اّللي لبى ى‬ ‫ى‬ ‫‪-‬‬
‫الر ٍ‪ٛ‬تىًة﴾ [اإلسراء‪.]ِْ :‬‬
‫الذ ًٌؿ ًم ىن َّ‬
‫اح ُّ‬ ‫قاؿ تعاذل‪﴿ :‬ك ً‬
‫ض ى‪٢‬تيىما ىجنى ى‬ ‫اخف ٍ‬ ‫ى ٍ‬ ‫‪-‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪123‬‬
‫املْضْع الجالح‬
‫الهيآ٘‬

‫أّالً‪ :‬تعرٓف الهيآ٘‪:‬‬


‫ظ أريد بو الزم معناه مع جواز إرادة ادلعىن احلقيقي‪.‬‬
‫ىي‪ :‬لف ٌ‬
‫فهي تعبَت عن ا‪١‬تعٌت بغَت لفظو ا‪١‬توضوع لو‪ ،‬كإمنا بلفظ يلزـ منو كيدؿ عليو‪.‬‬
‫كال دينع من إرادة البلزـ حصوؿ حقيقة اللفظ‪ ،‬كقوؿ‪ :‬فبلف كاسع اجمللس‪ .‬ا‪١‬تقصود التعبَت عن‬
‫كرمو‪ ،‬كىو كاسع اجمللس حقيقة؛ ‪٦‬تا يدؿ على كرمو‪.‬‬
‫لكن ا‪١‬تقصود ابتداء يف الكناية ىو ا‪١‬تعٌت البلزـ‪ .‬كلو أراد ا‪١‬تتكلم حقيقة اللفظ دكف ما يلزـ منو‬
‫دل يكن أسلوب كناية‪.‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬بالغ٘ الهيآ٘‪:‬‬
‫حفل العرب هبذا األسلوب الببلغي‪ ،‬كاشتمل القرآف الكرمي على كثَت منو؛ فقد كٌت عن الكرـ‬
‫ض اليد‪ ،‬كتقليب الكفُت‪ ،‬كعن‬‫ببسط اليد‪ ،‬كعن البخل بقبضها أك غلها‪ ،‬كعن الندـ كالتحسر بً ىع ًٌ‬
‫بلي الرؤكس‪ ،‬كتصعَت ا‪٠‬تد‪ ،‬كعن السفينة بذات ألواح كدسر… كغَتىا من‬ ‫االستكبار كاإلعراض ٌ‬
‫الكناايت‪.‬‬
‫كذكر الببلغيوف أنو ال يًتؾ التصريح ابلشيء إذل الكناية عنو يف بليغ الكبلـ إال لتوخي نكتة‬
‫كاإليضاح‪ ،‬أك بياف حاؿ ا‪١‬توصوؼ‪ ،‬أك مقدار حالو‪ ،‬أك القصد إذل ا‪١‬تدح‪ ،‬أك الذـ‪ ،‬أك االختصار‪،‬‬
‫أك السًت‪ ،‬أك الصيانة‪ ،‬أك التعمية كاإللغاز‪ ،‬أك التعبَت عن الصعب ابلسهل‪ ،‬أك عن الفاحش‬

‫‪124‬‬
‫ابلظاىر‪ ،‬أك عن ا‪١‬تعٌت القبيح ابللفظ ا‪ٟ‬تسن‪.‬‬
‫كمن ‪٤‬تاسنها أهنا تبُت لك ا‪١‬تعاين أبدلتها ا﵀سوسة‪ ،‬كتثبت لك األحكاـ برباىينها الظاىرة‪.‬‬
‫وشلا ورد يف القرآن الكرمي منها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‪ -‬قولو تعاذل‪َ ﴿ :‬والَ ََتْ َع ْل يَ َد َك َم ْغلُولَةً إِ َىل عُنُ ِق َ‬
‫وما‬ ‫سط َْها ُك َّل الْبَ ْسط فىػتىػ ٍقعي ىد ىملي ن‬ ‫ك َوالَ تَ ْب ُ‬
‫ٍَّ‪٤‬ت يس نورا﴾ [اإلسراء‪.]ِٗ:‬‬
‫﴿كىال ىٍٕت ىع ٍل يى ىد ىؾ ىم ٍغليولىةن إً ى ٰذل‬
‫كناية عن التوسط كاالعتداؿ بُت اإلمساؾ عن النفقة يف قولو‪ :‬ى‬
‫﴿كىال تىػٍب يسطٍ ىها يك َّل الٍبى ٍس ًط﴾‪.‬‬ ‫لو‪:‬‬‫و‬ ‫ق‬ ‫يف‬ ‫ا‪١‬تاؿ‬ ‫‪ٚ‬تيع‬ ‫كإعطاء‬ ‫﴾‬ ‫ك‬ ‫عن ً‬
‫ق‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫يي‬
‫وؿ ىسبًيبلن ‪ .‬ىاي‬ ‫الرس ً‬
‫ت ىم ىع َّ ي‬ ‫ض الظَّ ِاملُ َعلَى يَ َديْ ِو يػى يق ي‬
‫وؿ ىاي لىٍيػتىًٍت َّاٗتى ٍذ ي‬ ‫﴿كيىػ ٍوىـ يَ َع ُّ‬‫ِ‪ -‬قولو تعاذل‪ :‬ى‬
‫ىٗت ٍذ فيىبل نّن ىخلًيبلن﴾ [الفرقاف‪.]ِٖ ،ِٕ:‬‬ ‫كيػلىىت لىيػتىًٍت ىدل أ ًَّ‬
‫ىٍ ى ٍ ٍ‬
‫العض على اليدين كناية عن الندـ كا‪ٟ‬تسرة‪.‬‬
‫كش ىها‬ ‫ط بًثىم ًرًه فَأَصبح ي َقلِّب َك َّفي ِو علىى ما أىنٍػ ىفق فًيها كًىي خا ًكيةه علىى عر ً‬ ‫ّ‪ -‬قولو تعاذل‪ً :‬‬
‫ْ َ َ ُ ُ ْ ى ى ى ى ى ى ى ى ى يي‬ ‫﴿كأيحي ى ى‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫ىح ندا﴾ [الكهف‪.]ِْ:‬‬ ‫وؿ ىاي لىٍيػتىًٍت ىدلٍ أي ٍش ًرٍؾ بىرًٌِب أ ى‬ ‫ىكيػى يق ي‬
‫تقليب الكفُت كناية عن ا‪٠‬تيبة كا‪ٟ‬تسرة‪.‬‬
‫ين ًم ٍن قىػٍبلً يك ٍم‬ ‫ى‬ ‫ذ‬‫الصياـ ىكما يكتًب علىى الَّ ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫ْ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬اي أىيػُّها الَّ ًذين آمنيوا يكتًب علىي يكم ً‬
‫ٌ‬ ‫ى ىٍ ي‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى‬
‫ات﴾ [البقرة‪.]ُْٖ ،ُّٖ:‬‬ ‫ود ٍ‬
‫لى ىعلَّ يك ٍم تىػتَّػ يقو ىف‪ .‬أ َّىاي نما َم ْع ُد َ‬
‫التعبَت ٔتعدكدات كناية عن القلة‪ ،‬كفيو هتوين على ا‪١‬تكلفُت‪.‬‬
‫اح َو ُد ُس ٍر‪ .‬ىٍٕت ًرم ًأب ٍىعيينًنىا ىجىزاءن لً ىم ٍن ىكا ىف يك ًفىر﴾‬ ‫ٓ‪ -‬قولو تعاذل‪﴿ :‬ك ى‪ٛ‬ت ٍلنىاه علىى َذ ِ‬
‫ات أَل َْو ٍ‬ ‫ى ى ي ى‬
‫[القمر‪.]ُّ:‬‬
‫ات أىلٍ ىو واح ىك يد يس ور﴾ كناية عن السفينة‪ ،‬يف مقاـ التسلية للرسوؿ كإنذار الكافرين‬ ‫قولو‪﴿ :‬ذى ً‬
‫ِبظهار قدرة هللا على أخذىم كإ‪٧‬تاء رسولو‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫تدبر الكناايت يف الشواىد اآلتية‪ ،‬كبُت مقاصدىا كدالالهتا‪:‬‬

‫َّاس ىكىال يػي ٍؤًمنيو ىف ًاب َّّللً ىكىال ًابلٍيىػ ٍوًـ ٍاآلى ًخ ًر ىكىم ٍن يى يك ًن الشٍَّيطىا يف لىوي قى ًريننا‬
‫ين يػيٍن ًف يقو ىف أ ٍىم ىوا ى‪٢‬تيٍم ًرىَئءى الن ً‬ ‫َّ ً‬
‫﴿ ىكالذ ى‬ ‫‪-‬‬
‫فى ىساءى قى ًريننا﴾ [النساء‪.]ّٖ :‬‬
‫اّللى ىح ًديثنا﴾ [النساء‪:‬‬ ‫ض ىكىال يىكٍتي يمو ىف َّ‬ ‫ًً‬
‫وؿ لى ٍو تي ىس َّول هب يم ٍاأل ٍىر ي‬ ‫الر يس ى‬
‫ص يوا َّ‬
‫ين ىك ىف يركا ىك ىع ى‬
‫َّ ً‬ ‫ًو‬
‫﴿يىػ ٍوىمئذ يىػ ىوُّد الذ ى‬ ‫‪-‬‬
‫ِْ]‪.‬‬
‫اط ُّم ٍستى ًقي وم﴾ [ا‪١‬تلك‪.]ِِ :‬‬ ‫﴿أىفىمن ديىٍ ًشي م ًكبِّا علىى كج ًه ًو أىى ىد ٰل أ َّىمن ديىٍ ًشي س ًوِّاي علىى ًصر و‬
‫ى ى ٰ ى‬ ‫ي ى ٰ ىٍ ٍ‬ ‫ى‬ ‫‪-‬‬
‫ص ًاـ ىغٍيػر يمبً و‬ ‫ا‪ٟ‬تًٍلي ًة كىو ًيف ًٍ‬ ‫ً‬
‫ُت﴾ [الزخرؼ‪.]ُٗ :‬‬ ‫ا‪٠‬ت ى ي‬ ‫﴿أ ىىكىم ٍن يػينى َّشأي يف ٍ ى ى ي ى‬ ‫‪-‬‬
‫ض ىمىر نحا﴾ [اإلسراء‪.]ّٕ :‬‬ ‫ش ًيف ٍاأل ٍىر ً‬ ‫﴿ ىكىال ٘تىٍ ً‬ ‫‪-‬‬
‫ىح يد يمهىا أ ٍىك كًبلى يمهىا فىبلى‬ ‫ك أىالَّ تىػعب يدكاٍ إًالَّ إً َّايه كًابلٍوالً ىدي ًن إًحساّن إًَّما يػبػليغى َّن ًع ى ً‬
‫ند ىؾ الٍكبىػىر أ ى‬ ‫ىٍ‬ ‫يى ى ٍ ٍى‬ ‫ٍي‬ ‫ضى ىربُّ ى‬
‫‪ ﴿ -‬ىكقى ى‬
‫يؼ﴾ [اإلسراء‪.]ِّ :‬‬ ‫تىػ يقل َّ‪٢‬تيىمآ أ وٌ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪126‬‬
‫استخرج تشبيهُت من القرآف الكرمي‪ ،‬مبيننا أغراضهما كدالالهتما‪.‬‬ ‫( ُ)‬
‫اذكر مثالُت على اجملاز ا‪١‬ترسل يف القرآف الكرمي‪ ،‬مبيننا أغراضو كدالالتو‪.‬‬ ‫( ِ)‬
‫اذكر مثالُت على االستعارة يف القرآف الكرمي‪ ،‬مبيننا أغراضها كدالالهتا‪.‬‬ ‫( ّ)‬
‫استخرج كنايتُت من القرآف الكرمي مبيننا داللتهما‪.‬‬ ‫( ْ)‬

‫الببلغة فنوهنا كأفناهنا‪ ،‬للدكتور فضل حسن عباس‪.‬‬ ‫( ُ)‬


‫التعبَت القرآين‪ ،‬للدكتور فاضل السامرائي‪.‬‬ ‫( ِ)‬

‫ما ا‪١‬تقصود أبساليب البياف‪ ،‬مع ذكر منوذجُت؟‬ ‫( ُ)‬


‫اذكر أغراض التشبيو يف القرآف الكرمي‪.‬‬ ‫( ِ)‬
‫اذكر أغراض اجملاز يف القرآف الكرمي‪.‬‬ ‫( ّ)‬
‫بُت أغراض الكناية يف القرآف الكرمي‪.‬‬ ‫( ْ)‬

‫‪127‬‬
128
129
130
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الدارس بعد إهنائو ىذه الوحدة أن‪:‬‬


‫يوضح مفهوـ دالالت الًتاكيب‪.‬‬ ‫(ُ )‬
‫يوضح مفهوـ داللة االقًتاف‪.‬‬ ‫(ِ )‬
‫دييز بُت أقساـ داللة االقًتاف‪.‬‬ ‫(ّ )‬
‫يوضح مفهوـ داللة الًتتيب ابلواك‪.‬‬ ‫(ْ )‬
‫يبُت مراتب حجية دالالت الًتاكيب‪.‬‬ ‫(ٓ )‬

‫مفردات الوحدة‪:‬‬

‫املْضْع األّل‪ :‬داللة االقرتان‪.‬‬


‫املْضْع الجاىٕ‪ :‬داللة الرتتيب ابلواو‪.‬‬
‫املْضْع الجالح‪ :‬داللة الرتكيب‪.‬‬

‫عدد احملاضرات‪:‬‬
‫ُِ ‪٤‬تاضرة‬

‫‪131‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫"طرائق ا‪١‬تفسرين للقرآف ثبلث‪ ،‬إما االقتصار على الظاىر من ا‪١‬تعٌت األصلي للًتكيب مع بيانو‬
‫معاف من كراء الظاىر تقتضيها داللة اللفظ أك ا‪١‬تقاـ كال‬ ‫كإيضاحو‪ ،‬كىذا ىو األصل‪ ،‬كإما استنباط و‬
‫جيافيها االستعماؿ كال مقصد القرآف‪ ،‬كتلك ىي مستتبعات الًتاكيب‪ ،‬كىي من خصائص اللغة العربية‬
‫ا‪١‬تبحوث فيها يف علم الببلغة‪ ،‬ككوف التأكيد يدؿ على إنكار ا‪١‬تخاطب أك تردده‪ ،‬ككفحول ا‪٠‬تطاب‬
‫كداللة اإلشارة كاحتماؿ اجملاز مع ا‪ٟ‬تقيقة‪ ،‬كإما أف جيلب ا‪١‬تسائل كيبسطها ‪١‬تناسبة بينها كبُت ا‪١‬تعٌت‪ ،‬أك‬
‫ألف زايدة فهم ا‪١‬تعٌت متوقفة عليها‪ ،‬أك للتوفيق بُت ا‪١‬تعٌت القرآين كبُت بعض العلوـ ‪٦‬تا لو تعلق ٔتقصد من‬
‫مقاصد التشريع لزايدة تنبيو إليو‪ ،‬أك لرد مطاعن من يزعم أنو ينافيو ال‬
‫دالالت الرتاكيب‬ ‫على أهنا ‪٦‬تا ىو مراد هللا من تلك اآلية بل لقصد التوسع"(ُ)‪.‬‬

‫كا‪١‬تقصود من ابب الًتاكيب ىو بياف أبرز الدالالت التدبرية اليت تؤثر‬


‫داللة االقرتان‬ ‫يف أبواب التدبر القرآين من حيث االستدالؿ‪ ،‬كقد سبق بياف دالالت‬
‫األلفاظ‪ ،‬كأما يف ىذا ا‪١‬توضع فسيكوف ا‪ٟ‬تديث عن الدالالت اليت تؤخذ‬
‫داللة الرتتيب‬ ‫من ‪٣‬تموع تراكيب األلفاظ‪ ،‬كإف كاف ‪٢‬تا تعلق أببواب داللة األلفاظ‪،‬‬
‫حبرف الواو‬
‫كمن تلك الدالالت‪ :‬داللة االقًتاف‪ ،‬كداللة الًتتيب ْترؼ الواك‪ ،‬كداللة‬
‫الًتكيب‪.‬‬
‫داللة الرتكيب‬
‫كىناؾ دالالت أخرل ديكن الرجوع فيها إذل ا‪١‬تراجع ا‪١‬ترفقة لبلستزادة‪.‬‬

‫(ُ) ابن عاشور‪ ،‬التحرير كالتنوير ُ‪.ِْ/‬‬

‫‪132‬‬
‫املْضْع األّل‬
‫دالل٘ االقرتاٌ‬

‫أّالً‪ :‬مفَْو االقرتاٌ‪:‬‬


‫أصبلف صحيحاف‪:‬‬ ‫ً‬ ‫قرن‪ :‬القاؼ كالراء كالنوف‬
‫نت بُت‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫أحدمها‪ُّ :‬‬
‫فاألكؿ‪ :‬قار ي‬ ‫اآلخر‪ :‬شيءه يٍنػتىأ ب يق ٌوة كش ٌدة‪ٌ .‬‬
‫يدؿ على ى‪ٚ‬ت ًع شيء إذل شيء‪ ،‬ك ى‬
‫القراف‪ :‬ا‪ٟ‬تبل يقرف بو ً‬
‫شيئاف(ُ)‪.‬‬ ‫الشَّيئُت‪ .‬ك ً‬
‫ييى‬
‫ت البعَتين‬ ‫ً‬
‫صاحٍبػتيوي‪ ،‬كقىػىرنٍ ي‬
‫كقارنٍػتيوي قر ناّن‪ :‬ى‬
‫ت الشيء ابلشيء‪ :‬كصلتيو بو‪ ،‬كاقٍػتىػىر ىف الشيء بغَته‪ .‬ى‬ ‫قىػىرنٍ ي‬
‫القرا يف(ِ)‪.‬‬‫احد‪ ،‬كذلك ا‪ٟ‬تبل يسمى ً‬ ‫أقٍػرنػيهما قىػرنّن‪ ،‬إذا ‪ٚ‬تعتهما يف ح وبل ك و‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫يي ٍ‬
‫كقرف بينهما قرنّن كقر ناّن ‪ٚ‬تع‪ ،‬يقاؿ قرف ا‪ٟ‬تج ابلعمرة كصلهما كقرف بُت ا‪ٟ‬تج كالعمرة ‪ٚ‬تع بينهما يف‬
‫معا‪ ،‬كالشيء إذل الشيء كصلو كشده‬ ‫قراف كاحد‪ ،‬كقالوا قرف بُت ثورين ‪ٚ‬تعهما يف نَت‪ ،‬كبُت عملُت أدامها ن‬
‫إليو(ّ)‪.‬‬
‫االقرتان يف االصطالح‪ :‬ىو االستدالؿ اب‪ٞ‬تمع بُت شيئُت أك أكثر يف سياؽ كاحد على اٖتاد‬
‫ا‪ٟ‬تكم فيها‪.‬‬

‫(ُ) ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ٓ‪.ِٔ /‬‬


‫(ِ) ا‪ٞ‬توىرم‪ ،‬أبو نصر إ‪ٝ‬تاعيل بن ‪ٛ‬تاد‪ ،‬الصحاح يف اللغة‪.ٕٓ /ِ :‬‬
‫(ّ) ‪٣‬تمع اللغة العربية ابلقاىرة‪ ،‬ا‪١‬تعجم الوسيط‪.َّٕ /ِ :‬‬

‫‪133‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬أقصاو دالل٘ االقرتاٌ‪:‬‬
‫تنقسم داللة االقًتاف قسمُت‪:‬‬
‫ُ) االقرتان بٌن مجلتٌن اتمتٌن‪:‬‬
‫مثالو‪:‬‬
‫قولو تعاذل ﮋ ﮯﮰﮱ﮲ ﮳﮴﮵﮶ ﮷ﮊ [األنعاـ‪ .]ُُْ :‬فا‪ٞ‬تملة األكذل‪:‬‬
‫ﮋﮯﮰﮱ﮲ ﮳ ﮊ ‪ٚ‬تلة اتمة كمستقلة بنفسها‪ ،‬كا‪ٞ‬تملة الثانية ﮋ﮴﮵﮶ ﮷ﮊ ‪ٚ‬تلة‬
‫اتمة كمستقلة بنفسها‪.‬‬
‫ت للداللة على كماؿ قدرتو كعلى إعادة األجساـ من عي ٍجب َّ‬
‫الذنىب‪ ،‬فأمر ابلنظر‬ ‫ً‬
‫قيل‪ :‬األكذل سٍيػ ىق ٍ‬
‫التفكر يف البداية كالنهاية‪ ،‬كالثانية ًسٍيػ ىقت يف ىم ٍع ًرض كماؿ االمتناف‪ ،‬فناسب األمر ابألكل‪َّ ،‬‬
‫كٖتصل من‬ ‫ك ُّ‬
‫‪٣‬تموع اآليتُت االنتفاعي األخركم كالدنيوم‪ ،‬كىذا ىو السبب لتقدـ النظر على األمر ابألكل(ُ)‪.‬‬
‫حجيتو‪ :‬ىذا النوع من االقًتاف ليس حجة عند ‪ٚ‬تهور العلماء‪ ،‬كال يصح أف يكوف دليبلن على‬
‫االشًتاؾ يف ا‪ٟ‬تكم‪.‬‬

‫ىات شاىدين من القرآف على داللة االقًتاف كبىػًٌُت حجيتو‪:‬‬

‫ا‪١‬تثاؿ األكؿ‪....................................................................... :‬‬

‫حجيتو‪........................................................................... :‬‬

‫ا‪١‬تثاؿ الثاين‪....................................................................... :‬‬

‫حجيتو‪........................................................................... :‬‬

‫(ُ) السمُت ا‪ٟ‬تليب‪ ،‬الدر ا‪١‬تصوف يف علوـ الكتاب ا‪١‬تكنوف ٓ‪.َُٗ /‬‬

‫‪134‬‬
‫ٕ) االقرتان بٌن مجلتٌن إحدامها اتمة واألخرى َنقصة‪:‬‬
‫قولك‪ :‬جاء زي هد كعمرك‪ ،‬فإف ا‪ٞ‬تملة األكذل (جاء زي هد) تعترب ‪ٚ‬تلة اتمة‪ ،‬كأما األخرل (كعمرك) فإهنا‬
‫ّنقصة؛ ألهنا ال تفيد شيئنا عند فصلها عن ا‪ٞ‬تملة األكذل‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫قاؿ تعاذل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ)[البقرة‪.]ُٗٔ :‬‬
‫قاؿ السعدم ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬يستدؿ بقولو تعاذل‪﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾ على أمور‪:‬‬
‫أحدىا‪ :‬كجوب ا‪ٟ‬تج كالعمرة‪ ،‬كفرضيتهما‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬كجوب إ٘تامهما أبركاهنما‪ ،‬ككاجباهتما‪ ،‬اليت قد دؿ عليها فعل النيب ﷺ كقولو‪" :‬خذكا عٍت‬
‫مناسككم"(ُ)‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أف فيو حجة ‪١‬تن قاؿ بوجوب العمرة‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أف ا‪ٟ‬تج كالعمرة جيب إ٘تامهما ابلشركع فيهما‪ ،‬كلو كاّن نفبلن(ِ)‪.‬‬
‫حجيتو‪ :‬ىذا النوع حجة ابتفاؽ العلماء‪ ،‬فتشًتؾ ا‪ٞ‬تملتاف يف أصل ا‪ٟ‬تكم‪.‬‬

‫ىات شاىدين من القرآف على داللة االقًتاف بُت ‪ٚ‬تلتُت إحدامها اتمة كاألخرل ّنقصة كبُت‬
‫حجيتو‪:‬‬

‫ا‪١‬تثاؿ األكؿ‪....................................................................... :‬‬

‫يض ًاع ًيف ىك ًادم ي‪٤‬تى ًٌس ور (ِْٓٗ)‪ ،‬قاؿ الشيخ األلباين‪( :‬صحيح)‪ ،‬صحيح ا‪ٞ‬تامع‬ ‫ب ًٍ‬
‫اإل ى‬ ‫(ُ) السنن الكربل للبيهقي‪ :‬ىاب ي‬
‫(ِٖٖٕ)‪.‬‬
‫(ِ) السعدم‪ ،‬عبدالر‪ٛ‬تن‪ ،‬تيسَت الكرمي الر‪ٛ‬تن‪ :‬ص َٗ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫حجيتو‪........................................................................... :‬‬

‫ا‪١‬تثاؿ الثاين‪....................................................................... :‬‬

‫حجيتو‪........................................................................... :‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪136‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‬
‫دالل٘ الرتتٔب بالْاّ‬

‫أّالً‪ :‬مفَْو دالل٘ الرتتٔب بالْاّ‪:‬‬


‫تعريفها‪:‬‬
‫ىي االستدالؿ ابلًتتيب اللفظي ابلواك على الًتتيب ا‪ٟ‬تكمي؛ ألف تقدمي اللفظ يقتضي تقدمي الرتبة‪.‬‬
‫ادلثال األول‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪ :‬ﮋﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔﮊ [ا‪ٟ‬تج‪:‬‬
‫ِٕ]‪.‬‬
‫فقد استدؿ بعضهم أبف من أييت للحج راجبلن على قدميو أفضل ‪٦‬تن أييت راكبنا‪ ،‬بدليل أف هللا قدـ‬
‫الراجل على الراكب يف اللفظ‪.‬‬
‫ىذا االستدالؿ غَت صحيح‪ ،‬فالنيب ﷺقد حج راكبنا‪ ،‬إضافة لعدـ اطراد قاعدة (التقدمي يف اللفظ‬
‫يقتضي التقدمي يف الرتبة)‪.‬‬
‫الشاىد الثاين‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ) [البقرة‪ ،]ٖٓ :‬كجاء يف آية أخرل‪( :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [األعراؼ‪ ،]ُُٔ:‬فدؿ على أف الًتتيب يف اللفظ ال‬

‫‪137‬‬
‫يقتضي الًتتيب يف ا‪ٟ‬تكم‪.‬‬
‫الشاىد الثالث‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮊ [النساء‪ ،]ُِ :‬فتقدمي الوصية على‬
‫الدين يف اللفظ ال يعٍت تقدمها يف ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬بل ال ٌديٍن مقدـ على الوصية يف ا‪١‬تَتاث ِب‪ٚ‬تاع العلماء‪.‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬حج٘ االشتدالل بالرتتٔب بالْاّ‪:‬‬
‫االستدالؿ ابلًتتيب اللفظي ابلواك على الًتتيب ا‪ٟ‬تكمي ليس حجة‪.‬‬
‫كإمنا ا‪١‬تراد بو مطلق ا‪ٞ‬تمع كليس الًتتيب ا‪ٟ‬تكمي‪ ،‬كىناؾ عدة أسباب للًتتيب اللفظي‪ :‬إما ابلزماف‬
‫أك ا‪١‬تكاف أك السبب أك األفضلية كغَتىا‪.‬‬

‫ىات شاىدين من القرآف على داللة الًتتيب ابلواك‪ ،‬كبُت حجيتو‪:‬‬

‫الشاىد األكؿ‪.................................................................... :‬‬

‫حجيتو‪.......................................................................... :‬‬

‫الشاىد الثاين‪.................................................................... :‬‬

‫حجيتو‪.......................................................................... :‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪138‬‬
‫املْضْع الجالح‬
‫دالل٘ الرتنٔب‬

‫أّالً‪ :‬مفَْو دالل٘ الرتنٔب‪:‬‬


‫داللة الرتكيب‪ :‬كىو ضم نص إذل نص آخر(ُ)‪ ،‬كىي داخلة ضمن داللة اإلشارة‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪ -‬ر‪ٛ‬تو هللا ‪ -‬يف بياف لطائف داللة الًتكيب أنو يتكوف من ضم النص "إذل نص آخر‬
‫ائدا على ذلك اللفظ ٔتفرده‪ ،‬كىذا ابب عجيب من فهم القرآف ال‬ ‫قدرا ز ن‬
‫متعلق بو‪ ،‬فيفهم من اقًتانو بو ن‬
‫ينتبو لو إال النادر من أىل العلم‪ ،‬فإف الذىن قد ال يشعر ابرتباط ىذا هبذا كتعلقو بو"(ِ)‪ ،‬كقاؿ‪« :‬داللة‬
‫الًتكيب‪ :‬كىو ضم نص إذل نص آخر‪ ،‬كىي غَت داللة االقًتاف‪ ،‬بل ىي ألطف منها كأدؽ كأصح»(ّ)‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫الشاىد األول‪:‬‬
‫ﮋ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﮊ‬ ‫داللة أف أقل مدة ا‪ٟ‬تمل ستة أشهر‪ ،‬كذلك من قولو تعاذل‪:‬‬
‫[األحقاؼ‪ ،]ُٓ :‬مع قولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﭾ ﭿﮀﮊ [لقماف‪.]ُْ :‬‬
‫الشاىد الثاين‪:‬‬
‫قولو‪( :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮊ [النساء‪:‬‬

‫(ُ) ابن القيم‪ ،‬إعبلـ ا‪١‬توقعُت‪.ِّٕ /ُ :‬‬


‫(ِ) ا‪١‬ترجع السابق‪.ِٕٔ/ُ :‬‬
‫(ّ) ا‪١‬ترجع السابق‪.ِّٕ/ُ:‬‬

‫‪139‬‬
‫ُِ] مع قولو‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ [النساء‪.]ُٕٔ :‬‬
‫أفاد ‪٣‬تموع النصُت العلم اب‪١‬تراد من الكبللة‪ ،‬كأنو من ال كلد لو كإف سفل‪ ،‬كال كالد لو كإف عبل‪.‬‬
‫الشاىد الثالث‪:‬‬
‫(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫قولو‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ [الطبلؽ‪ ]ٔ :‬مع قولو‪:‬‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ [الطبلؽ‪ ]ِ :‬أفاد ‪٣‬تموع ا‪٠‬تطابُت يف الرجعيات دكف البوائن‪.‬‬
‫الشاىد الرابع‪:‬‬
‫(ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ)[البقرة‪.]ُٖٓ :‬‬
‫خيرب تعاذل أف الصفا كا‪١‬تركة كمها معركفاف ﴿ﮈ ﮉ ﮊ﴾ أم أعبلـ دينو الظاىرة‪ ،‬اليت تعبَّد هللا هبا‬
‫(ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫عباده‪ ،‬كإذا كاّن من شعائر هللا‪ ،‬فقد أمر هللا بتعظيم شعائره فقاؿ‪:‬‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ) [ا‪ٟ‬تج‪ ،]ِّ :‬فدؿ ‪٣‬تموع النصُت أهنما من شعائر هللا‪ ،‬كأف تعظيم شعائره‪ ،‬من‬
‫تقول القلوب(ُ)‪.‬‬
‫الشاىد اخلامس‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [النساء‪ ،]ُّٓ :‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫(ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [ا‪١‬تائدة‪ ،]ٖ :‬حصل من ‪٣‬تموع اآليتُت‪ :‬كجوب‬
‫القياـ ابلعدؿ‪ ،‬كالشهادة بو‪ ،‬ككجوب القياـ ﵁‪ ،‬كالشهادة لو(ِ)‪.‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬حجٔ٘ دالل٘ الرتنٔب‪:‬‬
‫داللة الًتكيب حجة بشرط صحة التبلزـ بُت النصُت‪.‬‬

‫(ُ) السعدم‪ :‬عبدالر‪ٛ‬تن‪ ،‬تفسَت السعدم‪.ٕٔ :‬‬


‫(ِ) ابن عاشور‪ ،‬التحرير كالتنوير‪.ُّٓ /ٔ :‬‬

‫‪140‬‬
‫ىات شاىدين من القرآف على داللة الًتكيب‪ ،‬كبُت حجيتو‪:‬‬

‫الشاىد األكؿ‪.................................................................... :‬‬

‫حجيتو‪.......................................................................... :‬‬

‫الشاىد الثاين‪.................................................................... :‬‬

‫حجيتو‪.......................................................................... :‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪141‬‬
‫(ُ) استخرج أمثلة على تطبيق داللة االقًتاف من تفسَت الرازم‪.‬‬
‫(ِ) استخرج تطبيقات لداللة الًتكيب عند ابن القيم‪.‬‬

‫(ُ) دالالت الًتاكيب‪ ،‬دراسة ببلغية‪ ،‬د‪ .‬دمحم أبو موسى‪ ،‬مكتبة كىبة‪.‬‬
‫(ِ) خصائص الًتاكيب‪ ،‬دراسة ٖتليلية ‪١‬تسائل علم ا‪١‬تعاين‪ ،‬د‪ .‬دمحم أبو موسى‪ ،‬مكتبة‬
‫كىبة‪.‬‬
‫(ّ) منهج االستنباط من القرآف الكرمي‪ ،‬د‪ .‬فهد بن مبارؾ الوىيب‪ ،‬مركز الدراسات القرآنية‬
‫ٔتعهد الشاطيب‪ ،‬جدة‪ ،‬طُ‪ُِْٖ ،‬ىػ‪.‬‬
‫(ْ) معادل أصوؿ الفقو عند أىل السنة كا‪ٞ‬تماعة‪ ،‬د‪ .‬دمحم حسُت ا‪ٞ‬تيزاين‪ ،‬دار ابن ا‪ٞ‬توزم‪،‬‬
‫الدماـ‪ ،‬طِ‪ُُْٗ ،‬ىػ‪.‬‬

‫اصطبلحا‪ ،‬كاذكر أنواعها‪ ،‬كمثاالن لكل نوع‪.‬‬


‫ن‬ ‫( ُ) ً‬
‫عرؼ داللة االقًتاف لغة ك‬
‫ٌ‬
‫عرؼ داللة الًتتيب ابلواك‪ ،‬كبُت حجيتها‪ ،‬كمثًٌل ‪٢‬تا‪.‬‬
‫( ِ) ً‬
‫ٌ‬
‫عرؼ داللة الًتكيب مع ذكر مناذج ‪٢‬تا‪ ،‬مع بياف حجيتها‪.‬‬ ‫( ّ) ً‬
‫ٌ‬

‫‪142‬‬
143
144
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الدارس بعد إهنائو ىذه الوحدة أن‪:‬‬


‫يوضح مفهوـ القياس االعتبارم‪.‬‬ ‫(ُ )‬
‫يستخرج ضوابط صحة القياس االعتبارم‪.‬‬ ‫(ِ )‬
‫يستخرج أمثلة من كتب التفسَت على القياس االعتبارم ا‪١‬تقبوؿ‪.‬‬ ‫(ّ )‬
‫يبُت حجية القياس االعتبارم‪.‬‬ ‫(ْ )‬

‫مفردات الوحدة‪:‬‬

‫املْضْع األّل‪ :‬مفهوم القياس االعتباري‪.‬‬


‫املْضْع الجاىٕ‪ :‬حجية القياس االعتباري وضوابطو وأمثلة عليو‪.‬‬

‫عدد احملاضرات‪:‬‬
‫ُِ ‪٤‬تاضرة‬

‫‪145‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫من أنواع التدبر اليت ىٍحي يسن النظر إليها‪ :‬فهم ا‪١‬تعاين ا﵀تملة أك الباطنة من بعض‬
‫النصوص دكف ‪ٛ‬تل للنصوص عليها‪ ،‬كدكف صرفها عن معانيها ا‪١‬تستعملة فيو‪ ،‬كىذا يسمى ابلتفسَت‬
‫اإلشارم الذم قبلو العلماء‪ ،‬ك‪ٝ‬تاه بعض ا‪١‬تصنفُت بػ"التفسَت االعتبارم"؛ ألف ىذه ا‪١‬تعاين دل يشر إليها‬
‫النص‪ ،‬كإمنا تؤخذ ىذه ا‪١‬تعاين من النصوص عن طريق االعتبار‪ ،‬ينتقل ا‪١‬تتدبر من النص إليها دكف أف‬
‫يشَت النص إليها‪ ،‬كمن مثل ىذا النوع ما كرد عن ابن عباس رضي هللا عنهما قاؿ‪ :‬كاف عمر يدخلٍت مع‬
‫أشياخ بدر‪ ،‬فقاؿ بعضهم‪ :‬دل تدخل ىذا الفىت معنا كلنا أبناء مثلو؟ فقاؿ‪ :‬إنو ‪٦‬تن قد علمتم‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫(ﭱ‬ ‫فدعاىم ذات يوـ كدعاين معهم‪ ،‬قاؿ‪ :‬كما رأيتو دعاين يومئذ إال لَتيهم مٍت‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ما تقولوف يف‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ) [النصر‪ ]ِ ،ُ :‬حىت‬
‫ختم السورة‪ ،‬فقاؿ بعضهم‪ :‬أمرّن أف ‪٨‬تمد هللا كنستغفره إذا نصرّن كفتح علينا‪ ،‬كقاؿ بعضهم‪ :‬ال ندرم‪،‬‬
‫أك دل يقل بعضهم شيئنا؛ فقاؿ رل‪ :‬اي ابن عباس‪ ،‬أكذاؾ تقوؿ؟ قلت‪ :‬ال‪ .‬قاؿ‪ :‬فما تقوؿ؟ قلت‪ :‬ىو‬
‫أج يل رسوؿ هللا ﷺ أعلمو هللا لو (ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ)‪ ،‬فتح مكة‪ ،‬فذاؾ عبلمة أجلك‪،‬‬ ‫ى‬
‫(ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ) [النصر‪ ،]ّ :‬قاؿ عمر‪ :‬ما أعلم منها إال ما‬
‫تعلم(ُ)‪ .‬قاؿ ابن حجر ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬فيو جواز أتكيل القرآف ٔتا يػي ٍف ىهم من اإلشارات‪ ،‬كإمنا يتمكن من ذلك‬
‫من رسخت قدمو يف العلم"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن تيمية ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬فإف "إشارات ا‪١‬تشايخ الصوفية" اليت يشَتكف هبا‪ :‬تنقسم إذل إشارة حالية؛‬
‫كىي إشارهتم ابلقلوب؛ كذلك ىو الذم امتازكا بو‪ ،‬كليس ىذا موضعو‪ ،‬كتنقسم إذل اإلشارات ا‪١‬تتعلقة‬
‫ابألقواؿ‪ :‬مثل ما أيخذكهنا من القرآف ك‪٨‬توه‪ ،‬فتلك اإلشارات ىي من ابب االعتبار والقياس؛ كإ‪ٟ‬تاؽ ما‬

‫(ُ) صحيح البخارم‪ ،‬كتاب التفسَت‪ ،‬ابب منزؿ النيب ﷺ يوـ الفتح (ّٔٓٗ)‪.‬‬
‫(ِ) فتح البارم يف شرح صحيح البخارم‪.ّٕٔ/ٖ :‬‬

‫‪146‬‬
‫ليس ٔتنصوص اب‪١‬تنصوص مثل االعتبار كالقياس الذم يستعملو الفقهاء يف األحكاـ‪ ،‬لكن ىذا يستعمل‬
‫يف الًتغيب كالًتىيب‪ ،‬كفضائل األعماؿ‪ ،‬كدرجات الرجاؿ ك‪٨‬تو ذلك‪ ،‬فإف كانت "اإلشارة اعتبارية" من‬
‫جنس القياس الصحيح؛ كانت حسنة مقبولة‪ ،‬كإف كانت كالقياس الضعيف كاف ‪٢‬تا حكمو‪ ،‬كإف كاف‬
‫ٖتري نفا للكبلـ عن مواضعو‪ ،‬كأتكيبلن للكبلـ على غَت أتكيلو؛ كانت من جنس كبلـ القرامطة‪ ،‬كالباطنية‪،‬‬
‫كا‪ٞ‬تهمية(ُ)‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(ُ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل‪.ّٕٕ/ٔ :‬‬

‫‪147‬‬
‫املْضْع األّل‬
‫مفَْو الكٔاط االعتبارٖ‬

‫يراد ابلقياس االعتباري‪ :‬ىو قياس ا‪١‬تعاين الصحيحة على معاين دالالت القرآف الصحيحة‪.‬‬
‫كمعٌت ذلك‪ :‬أف يكوف ىناؾ معٌت صحيح‪ ،‬كلكن ليس يف ألفاظ القرآف ما يدؿ عليو‪ ،‬غَت أنو بينو‬
‫كبُت بعض معاين القرآف شبو من بعض األكجو‪.‬‬
‫كعلى ذلك فليست داللتو مستفادة من ألفاظ القرآف‪ ،‬كإمنا مستفادة من القياس على ا‪١‬تعاين‬
‫الصحيحة للقرآف‪.‬‬
‫كيسمى عند بعض أىل العلم التفسَت اإلشارم(ُ)‪ ،‬كىو موجود يف صورتو الباطلة عند الصوفية بكثرة‪،‬‬
‫كييكثر منو بعض الوعاظ كالفقهاء‪.‬‬
‫كٕتدر اإلشارة ىنا إذل التفريق بُت داللة اإلشارة اليت سبق ا‪ٟ‬تديث عنها كىي من دالالت األلفاظ‪،‬‬
‫كبُت القياس االعتبارم أك ما يسمى التفسَت اإلشارم فهو من قياس ا‪١‬تعٌت على ا‪١‬تعٌت‪.‬‬
‫صحيحا يف نفسو كلكن‬
‫ن‬ ‫كىذا القياس لو ارتباط ٔتا سبق من ا﵀اذير يف ا‪١‬تقدمات‪ :‬من أف يكوف ا‪١‬تعٌت‬
‫اآلية ال تدؿ عليو‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬فإف ا‪١‬تعاين‪ :‬تنقسم إذل حق كابطل‪ ،‬فالباطل‪ :‬ال جيوز أف يفسر بو كبلـ هللا‪.‬‬
‫كا‪ٟ‬تق‪ :‬إف كاف ىو الذم دؿ عليو القرآف فسر بو‪ ،‬كإال فليس كل معٌت صحيح يفسر بو اللفظ جملرد‬

‫(ُ) ىو‪ :‬أتكيل آايت القرآف بغَت ظاىره‪ِ ،‬بشارات خفية‪ ،‬تظهر ألرابب السلوؾ كالتصوؼ‪ ،‬كديكن التطبيق بينها كبُت‬
‫الظاىر‪ .‬انظر‪ :‬مناىل العرفاف‪.ٕٖ /ِ :‬‬

‫‪148‬‬
‫مناسبة‪ ،‬كا‪١‬تناسبة اليت بُت الرؤاي كالتعبَت‪ ،‬كإف كانت خارجة عن كجوه داللة اللفظ كما تفعلو القرامطة‬
‫كالباطنية‪ ،‬إذ داللة اللفظ على ا‪١‬تعٌت ‪ٝ‬تعية‪ ،‬فبلبد أف يكوف اللفظ مستعمبلن يف ذلك ا‪١‬تعٌت ْتيث قد دؿ‬
‫على ا‪١‬تعٌت بو‪ ،‬ال يكتفي يف ذلك ٔتجرد أف يصلح كضع اللفظ لذلك ا‪١‬تعٌت‪ ...‬ال سيما إذا علم أف‬
‫اللفظ موضوع ‪١‬تعٌت ىو مستعمل فيو‪ ،‬فحملو على غَت ذلك جملرد ا‪١‬تناسبة كذب على هللا‪.‬‬
‫مث إف كاف ‪٥‬تال نفا ‪١‬تا عيلم من الشريعة فهو دأب القرامطة‪ ،‬كإف دل يكن ‪٥‬تال نفا فهو حاؿ كثَت من‬
‫قياسا‪ ،‬كأما أرابب‬
‫نصا كال ن‬‫جهاؿ الوعاظ كا‪١‬تتصوفة الذين يقولوف ِبشارات ال يدؿ اللفظ عليها ن‬
‫مفهوما من جهة القياس كاالعتبار‬
‫ن‬ ‫اإلشارات الذين يثبتوف ما دؿ اللفظ عليو كجيعلوف ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تشار إليو‬
‫اعتبارا‬
‫فاسدا ك ن‬
‫صحيحا ال ن‬‫ن‬ ‫قياسا‬
‫فحا‪٢‬تم كحاؿ الفقهاء العا‪١‬تُت ابلقياس كاالعتبار‪ ،‬كىذا حق إذا كاف ن‬
‫مستقيما ال منحرفنا"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬
‫كقاؿ ابن القيم ر‪ٛ‬تو هللا يف بياف مفهوـ اإلشارات‪" :‬اإلشارات‪ :‬ىي ا‪١‬تعاين اليت تشَت إذل ا‪ٟ‬تقيقة من‬
‫بعد‪ ،‬كمن كراء حجاب‪ ،‬كىي اترة تكوف من مسموع‪ ،‬كاترة تكوف من مرئي‪ ،‬كاترة تكوف من معقوؿ‪،‬‬
‫كقد تكوف من ا‪ٟ‬تواس كلها‪.‬‬
‫فاإلشارات‪ :‬من جنس األدلة كاألعبلـ‪ ،‬كسببها‪ :‬صفاء حيصل اب‪ٞ‬تمعية فيلطف بو ا‪ٟ‬تس كالذىن؛‬
‫فيستيقظ إلدراؾ أمور لطيفة ال يكشف حس غَته كفهمو عن إدراكها"(ِ)‪.‬‬
‫‪ -‬ر‪ٛ‬تػو هللا ‪ -‬قػاؿ صػاحب ا‪١‬تنػازؿ‪" :‬قػاؿ هللا تعػاذل‪( :‬ﮧ ﮨ‬ ‫مث ذكر مثاالن على اإلشارة‪ ،‬فقاؿ‬
‫ﮩ ﮪ ﯕ) [الكهف‪ ،]ِْ :‬يعٍت‪ :‬إذا نسػيت غػَته‪ ،‬كنسػيت نفسػك يف ذكػرؾ‪ ،‬مث نسػيت ذكػرؾ يف‬
‫ذك ػػره‪ ،‬مث نس ػػيت يف ذك ػػر ا‪ٟ‬ت ػػق إايؾ ك ػػل ذك ػػر "‪ ...‬ك ػػبلـ ص ػػاحب ا‪١‬تن ػػازؿ حيم ػػل عل ػػى اإلش ػػارة ال عل ػػى‬
‫التفسَت"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل‪.ِٕ/ِ :‬‬


‫(ِ) ابن القيم‪ ،‬مدارج السالكُت ِ‪.َْٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪١‬ترجع السابق ٔ‪.ّٕٕ/‬‬

‫‪149‬‬
‫أنواع اإلشارات‪:‬‬
‫قال ابن عاشور رَحو هللا‪" :‬إن ىذه اإلشارات ال تعدو واح ًدا من ثالثة أحناء‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما كاف جيرم فيو معٌت اآلية ‪٣‬ترل التمثيل ‪ٟ‬تاؿ شبيو بذلك ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كما يقولوف مثبلن‪( :‬ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﮓ) [البقرة‪ "]ُُْ :‬أنو إشارة للقلوب؛ ألهنا مواضػع ا‪٠‬تضػوع‬
‫﵁ تعاذل‪ ،‬إذ هبا يعرؼ فتسجد لو القلوب بفناء النفوس‪ ،‬كمنعها من ذكره ىو ا‪ٟ‬تيلولة بينهػا كبػُت ا‪١‬تعػارؼ‬
‫اللدنية‪ ،‬كسعى يف خراهبا بتكديرىا ابلتعصبات كغلبة ا‪٢‬تول‪.‬‬
‫الث اين‪ :‬مػػا كػػاف مػػن ‪٨‬تػػو التفػػاؤؿ‪ ،‬فقػػد يكػػوف للكلمػػة معػػٌت يسػػبق مػػن صػػورهتا إذل السػػمع ىػػو غػػَت‬
‫معناىا ا‪١‬تراد‪ ،‬كذلك من ابب انصراؼ ذىن السامع إذل ما ىو ا‪١‬تهم عنده كالػذم جيػوؿ يف خػاطرىن كىػذا‬
‫كمن قاؿ يف قولو تعاذل‪ ( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ) [البقرة‪ ]ِٓٓ :‬مػن ذؿ ذم إشػارة للػنفس يصػَت مػن‬
‫ا‪١‬تقربُت للشفعاء؛ فهذا أيخذ صدل موقع الكبلـ يف السمع كيتأكلو على ما شغل بو قلبو‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عرب كمواعظ‪ ،‬كشأف أىل النفوس اليقظى أف ينتفعوا من كل شػيء‪ ،‬كأيخػذكا ا‪ٟ‬تكمػة حيػث‬
‫كجػػدكىا؛ فمػػا ظنػػك هبػػم إذا ق ػرأكا القػػرآف كتػػدبركه فػػاتعظوا ٔتواعظػػو‪ ،‬فػػإذا أخػػذكا مػػن قولػػو تعػػاذل‪( :‬ﯝ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ) [ا‪١‬تزمل‪]ُٔ :‬؛ اقتبسوا أف القلب الذم دل ديتثل رسوؿ ا‪١‬تعػارؼ العليػا‬
‫تكوف عاقبتو كابالن‪.‬‬
‫ككل إشارة خرجت عن حد ىذه الثبلثة األحػواؿ إذل مػا عػداىا؛ فهػي تقػًتب إذل قػوؿ الباطنيػة ركي نػدا‬
‫ركيدا إذل أف تبلغ عُت مقاالهتم"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(ُ) ابن عاشور‪ ،‬التحرير كالتنوير ُ‪.ّٓ/‬‬

‫‪150‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‬
‫حجٔ٘ الكٔاط االعتبارٖ ّضْابطُ ّأمجل٘ علُٔ‬

‫أّالً‪ :‬حجٔ٘ الكٔاط االعتبارٖ‪:‬‬


‫استئناسا لصحة‬
‫ن‬ ‫القياس االعتباري‪ :‬ليس حجة من جهة االستدالؿ يلزـ العمل هبا‪ ،‬كإمنا يعمل بو‬
‫ا‪١‬تعٌت الذم تضمنو‪.‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬ضْابط االشت‪ٝ‬ياط بالكٔاط االعتبارٖ‪:‬‬
‫كالبد عند االستئناس ابلقياس االعتبارم من التقيد بعدة ضوابط منها‪:‬‬
‫ُ‪ .‬أف يسبق القياس االعتبارم إثبات ا‪١‬تعٌت الصحيح للفظ القرآين كتفسَته بو‪.‬‬
‫صحيحا يف نفسو بدالئل شرعية أخرل‪.‬‬‫ن‬ ‫ِ‪ .‬أف يكوف معٌت القياس االعتبارم‬
‫ّ‪ .‬أف ييعتقد أف معٌت القياس االعتبارم غَت مراد ابللفظ القرآين‪ ،‬بل ىو من ابب القياس‬
‫كاالعتبار‪.‬‬
‫ْ‪ .‬أال يعود معٌت القياس االعتبارم على معٌت اآلية ابإلبطاؿ‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬أف يكوف بينو كبُت معٌت اآلية ارتباط كتبلزـ‪.‬‬
‫ظْاٍد تطبٔكٔ٘ عل‪ ٙ‬دالالت الكٔاط االعتبارٖ‬
‫الشاىد األول‪:‬‬
‫قولو تعاذل عن القرآف‪ :‬ﮋ ﭙﭚﭛﭜﮊ [الواقعة‪.]ٕٗ :‬‬
‫كذلك أبنو إذا كانت الصحف اليت كتب فيها حركؼ القرآف ال ديسها إال بدف طاىر؛ فكذلك معاين‬

‫‪151‬‬
‫القرآف ال يذكقها إال القلوب الطاىرة‪ ،‬كىي قلوب ا‪١‬تتقُت‪.‬‬
‫الشاىد الثاين‪:‬‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭣ ﭤﮊ [األعراؼ‪.]ٖٓ:‬‬
‫فمن اعترب بذا القياس قاؿ ييقاس على معٌت اآلية‪ :‬أف قلب ا‪١‬تؤمن مثل البلد الطيب‪ ،‬خيرج نباتو ِبذف‬
‫ربو أم تظهر على ا‪ٞ‬توارح أنوار الطاعات كالزينة ابإلخبلص‪ ،‬كالذم خبث ىو قلب الكافر ال يظهر منو‬
‫إال النكد كالشؤـ كالظلم على ا‪ٞ‬توارح من إظهار ا‪١‬تخالفات‪.‬‬
‫الشاىد الثالث‪:‬‬
‫ما ركاه ابن جرير الطربم ‪ -‬ر‪ٛ‬تو هللا ‪١ -‬تا نزلت‪ ( :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ)[ا‪١‬تائدة‪ ،]ّ :‬كذلك يوـ‬
‫ا‪ٟ‬تج األكرب؛ بكى عمر فقاؿ لو النيب ﷺ‪« :‬ما يبكيك؟» قاؿ‪ :‬أبكاين أ ٌّن كنا يف زايدة من ديننا‪ ،‬فأما إذ‬
‫كمل فإنو دل يكمل شيء إال نقص! فقاؿ‪« :‬صدقت»(ُ)‪.‬‬
‫الشاىد الرابع‪:‬‬
‫(ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫استدؿ العز بن عبدالسبلـ على صحة أنكحة الكفار بقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮝ) [ا‪١‬تسد‪.]ْ :‬‬
‫الشاىد اخلامس‪:‬‬
‫استدؿ ا‪١‬تفسركف بقولو تعاذل‪ ( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﰓ) [البقرة‪ ،]ِّّ :‬أبنو "عرب عنو هبذه‬
‫العبارة إشارة إذل جهة كجوب ا‪١‬تؤف عليو؛ ألف الوالدات إمنا كلدف لآلابء‪ ،‬كلذلك ينسب الولد لؤلب دكف‬
‫األـ"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) الطربم‪ ،‬تفسَت الطربم ٗ ‪.ُٓٗ/‬‬


‫(ِ) القا‪ٝ‬تي‪ ،‬تفسَت القا‪ٝ‬تي‪.َُٔ/ ّ :‬‬

‫‪152‬‬
‫الشاىد السادس‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ)[يس‪ ]ُِ :‬أم يوـ القيامة‪ ،‬كفيو إشارة إذل أف هللا تعاذل حييي‬
‫قلب من يشاء من الكفار الذين قد ماتت قلوهبم ابلضبللة؛ فيهديهم بعد ذلك إذل ا‪ٟ‬تق"(ُ)‪.‬‬
‫ادلثال السابع‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪( :‬ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ)[ا‪ٟ‬تديد‪.]ُٕ :‬‬
‫فيو إشارة إذل أف هللا تعاذل يلُت القلوب بعد قسوهتا‪ ،‬كيهدم ا‪ٟ‬تيارل بعد ضلتها‪ ،‬كيفرج الكركب بعد‬
‫شدهتا‪ ،‬فكما حييي األرض ا‪١‬تيتة اجملدبة ا‪٢‬تامدة ابلغيث ا‪٢‬تتاف الوابل؛ كذلك يهدم القلوب القاسية‬
‫(ِ)‪.‬‬
‫برباىُت القرآف كالدالئل‪ ،‬كيوجل إليها النور بعد أف كانت مقفلة ال يصل إليها الواصل"‬
‫كل ىذا ا‪١‬تعاين و‬
‫معاف ابطنة ال ٗتالف ا‪١‬تعٌت الظاىر لآلية‪ ،‬كال تنتهك نطاؽ لفظو كال حدكد معانيو‪،‬‬
‫فكاف القبوؿ ‪٢‬تا حلي نفا‪.‬‬

‫موضحا ضوابط حجيتو ا‪١‬تذكورة‪:‬‬


‫ن‬ ‫ىات شاىدين من القرآف على القياس االعتبارم‪،‬‬

‫الشاىد األكؿ‪................................................................... :‬‬

‫التوضيح‪........................................................................ :‬‬

‫الشاىد الثاين‪................................................................... :‬‬

‫التوضيح‪........................................................................ :‬‬

‫(ُ) ابن كثَت‪ ،‬تفسَت ابن كثَت‪ْْٕ/ّ :‬‬


‫(ِ) ا‪١‬ترجع السابق‪ْْٕ/ّ :‬‬

‫‪153‬‬
‫(ُ) استخرج من تفسَت القرآف العظيم (للتسًتم)‪ ،‬تطبيقات على دالالت القياس االعتبارم‬
‫ا‪١‬تقبوؿ‪.‬‬
‫(ِ) استخرج أقواؿ ابن تيمية كابن القيم يف التفسَت اإلشارم من مؤلفاهتم‪.‬‬

‫(ُ) التفسَت اإلشارم‪ ،‬دراسة أتصيلية‪ ،‬عبدالفتاح بن صاحل قي ىديش اليافعي‪ْ ،‬تث على الشبكة‬
‫العنكبوتية‪.‬‬
‫(ِ) أقساـ التفسَت اإلشارم كشركط صحتو للشيخ صاحل آؿ الشيخ‪ْ ،‬تث على الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫(ّ) التفسَت اإلشارم عند أىل السنة‪ ،‬صاحل الداسي‪ ،‬مكتبة عبلء الدين‪ََُِ ،‬ـ‪.‬‬
‫(ْ) التفسَت اإلشارم يف ا‪١‬تيزاف‪ْ ،‬تث على موقع األلوكة اإللكًتكين‪.‬‬

‫كضح مفهوـ القياس االعتبارم‪.‬‬ ‫( ُ)‬


‫بُت حجية داللة القياس االعتبارم‪.‬‬ ‫( ِ)‬
‫اذكر ضوابط القياس االعتبارم‪.‬‬ ‫( ّ)‬

‫‪154‬‬
155
156
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الدارس بعد إهنائو ىذه الوحدة أن‪:‬‬


‫يوضح مفهوـ دالالت التدبر العملي‪.‬‬ ‫(ُ )‬
‫دييز بُت أقساـ التدبر العملي‪.‬‬ ‫(ِ )‬
‫يناقش ضوابط دالالت التدبر العملي‪.‬‬ ‫(ّ )‬
‫يستخرج ‪٤‬تاذير تنزيل نصوص القرآف على الواقع‪.‬‬ ‫(ْ )‬

‫مفردات الوحدة‪:‬‬

‫املْضْع األّل‪ :‬مفهوم دالالت التدبر العملي وأقسامو وضوابطو‪.‬‬


‫املْضْع الجاىٕ‪ :‬زلاذير يف تنزيل نصوص القرآن على الواقع‪ ،‬وتطبيقات‬
‫على دالالت التدبر العملي‪.‬‬

‫عدد احملاضرات‪:‬‬
‫ُِ ‪٤‬تاضرة‬

‫‪157‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫إف ا‪١‬تقصود األعظم من تدبر كتاب هللا ىو العمل هبداايتو‪ ،‬كاالنتفاع بعظاتو؛‬
‫كذلك أف كبلـ هللا ىو النور ا‪١‬تبُت الذم من أخذ بو اىتدل يف ظلمات الرب كالبحر‪ ،‬فإف الناصح‬
‫لنفسو العامل على ‪٧‬تاهتا يتدبر آايت القرآف الكرمي "حق تدبرىا‪ ،‬كيتأملها حق أتملها‪ ،‬كينز‪٢‬تا على‬
‫الواقع فَتل العجب‪ ،‬كال يظنها اختصت بقوـ كانوا فبانوا‪ ،‬فا‪ٟ‬تديث لك‪ ،‬كا‪ٝ‬تعي اي جارة"(ُ)‪.‬‬
‫فانظر كقت أخذؾ يف القراءة إذا أعرضت عن كاجبها كتدبرىا كتعقلها‪ ،‬كفهم ما أريد بكل آية‪،‬‬
‫كحظك من ا‪٠‬تطاب هبا‪ ،‬كتنزيلها على أدكاء قلبك كالتقيد هبا‪ ،‬كيف‬
‫مستكثرا‬
‫ن‬ ‫تدرؾ ا‪٠‬تتمة ‪ -‬أك أكثرىا‪ ،‬أك ما قرأت منها ‪ -‬بسهولة كخفة‪،‬‬
‫دالالت التدبر العملي‬
‫من القراءة‪ ،‬فإذا ألزمت نفسك التدبر كمعرفة ا‪١‬تراد‪ ،‬كالنظر إذل ما‬
‫خيصك منو كالتعبد بو‪ ،‬كتنزيل دكائو على أدكاء قلبك‪ ،‬كاالستشفاء بو ‪-‬‬
‫أقسام التدبر العملي‪.‬‬ ‫دل تكد ٕتوز السورة أك اآلية إذل غَتىا"(ِ)‪.‬‬
‫"فا‪١‬تؤمن العاقل إذا تبل القرآف استعرض القرآف فكاف كا‪١‬ترآة يرل هبا‬
‫ضوابط يف دالالت التدبر‬ ‫خوفو بو‬
‫ما حسن من فعلو‪ ،‬كما قبح منو‪ ،‬فما ح ٌذره مواله ىح ىذىره‪ ،‬كما ٌ‬
‫العملي‬
‫من عقابو خافو‪ ،‬كما رٌغبو فيو مواله رغب فيو كرجاه‪ ،‬فمن كانت ىذه‬
‫صفتو أك ما قارب ىذه الصفة فقد تبله حق تبلكتو كرعاه حق رعايتو‪،‬‬
‫زلاذير يف تنزيل نصوص‬
‫القرآن على الواقع‬ ‫كحرزا‪ ،‬كمن كاف ىذا كصفو نفع‬
‫أنيسا ن‬
‫كشفيعا ك ن‬
‫ن‬ ‫شاىدا‬
‫ككاف لو القرآ يف ن‬
‫نفسو‪ ،‬كنفع أىلو‪ ،‬كعاد على كالديو‪ ،‬كعلى كلده كل خَت يف الدنيا‬

‫(ُ) ابن القيم‪ ،‬مدارج السالكُت (ِ‪.)ّٕٔ/‬‬


‫(ِ) ا‪١‬ترجع السابق (ُ‪.)َِٕ/‬‬

‫‪158‬‬
‫كاآلخرة"(ُ)‪.‬‬
‫كالغاية من العمل ابلقرآف كتنزيلو على أدكاء القلوب ىو السعادة يف الدنيا ابلسيادة كالعزة‬
‫كالكماؿ‪ ،‬كالسعادة يف اآلخرة اب‪ٞ‬تنة كالرضواف‪.‬‬
‫كىناؾ معادل تضبط دالالت التدبر العملي‪ ،‬كتنزيل اآلايت على الواقع‪ ،‬من أخذ هبا سلم من‬
‫الزلل يف ىذا الباب‪ ،‬كما أف ىناؾ ‪٤‬تاذير يلزـ ٕتنبها ‪١‬تن أراد السبلمة لدينو‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(ُ) اآلجرم‪ :‬أخبلؽ أىل القرآف‪ ،‬ص‪.ِٗ:‬‬

‫‪159‬‬
‫املْضْع األّل‬
‫مفَْو دالالت التدبر العنلٕ ّأقصامُ ّضْابطُ‬

‫أّالً‪ :‬مفَْو دالالت التدبر العنلٕ‪:‬‬


‫ادلراد بدالالت التدبر العملي ىي‪ :‬ضوابط العمل مبا دل عليو القرآن من معاين وىداَيت‪.‬‬
‫كىذا ىو ا‪١‬تقصود األعظم من تدبر القرآف‪ ،‬فبل فائدة من تدبر ال يثمر عمبلن‪.‬‬
‫ثاىًٔا‪ :‬أقصاو التدبر العنلٕ‪:‬‬
‫ديكن تقسيم التدبر العملي من حيث عدة جهات‪:‬‬
‫ٔ من حيث الواقع ادلنزل عليو‪:‬‬
‫أ ػ تنزيل نصوص القرآف على النفس‪.‬‬
‫ب ػ تنزيل نصوص القرآف على غَت النفس‪.‬‬
‫ٕ من حيث الشمول‪:‬‬
‫أ ػ تنزيل كلي‪ْ :‬تيث يطابق معٌت اآلية لكامل صورة الواقع‪.‬‬
‫ب ػ تنزيل جزئي‪ْ :‬تيث يطابق معٌت اآلية ‪ٞ‬تزء من صورة الواقع‪.‬‬
‫ٖ من حيث ادلوافقة وادلخالفة‪:‬‬
‫أ ػ تنزيل يوافق معٌت اآلية‪ْ ،‬تيث يعطي الواقع ا‪ٟ‬تكم نفسو الوارد يف اآلية‪ ،‬كىو ما ديكن أف يسمى‬
‫مفهوم ادلوافقة‪.‬‬
‫ب ػ تنزيل خيالف معٌت اآلية‪ْ ،‬تيث يعطي الواقع ا‪١‬تخالف ‪١‬تعٌت اآلية خبلؼ حكم اآلية‪ ،‬كىو ما‬

‫‪160‬‬
‫ديكن أف يسمى مفهوم ادلخالفة‪.‬‬
‫ثالجًا‪ :‬ضْابط يف دالالت التدبر العنلٕ‪:‬‬
‫كثَتا من الناس ال يشعركف بدخوؿ الواقع ٖتت‬ ‫ُ‪ -‬أمهية ربط الواقع بدالالت النص القرآين‪ ،‬كذلك أف ن‬
‫النص القرآين كتضمنو لو‪" ،‬كيظنونو يف نوع كيف قوـ قد خلوا من قبل‪ ،‬كدل يعقبوا كارناث‪ ،‬كىذا ىو‬
‫الذم حيوؿ بُت القلب كبُت فهم القرآف‪ ،‬كلعمر هللا إف كاف أكلئك قد خلوا فقد كرثهم من ىو‬
‫مثلهم‪ ،‬أك شر منهم‪ ،‬أك دكهنم‪ ،‬كتناكؿ القرآف ‪٢‬تم كتناكلو ألكلئك" (‪.)1‬‬
‫ِ‪ -‬أف تنزيل النص القرآين على الواقع(ِ) ىو من قبيل القياس كاالعتبار الذم سبيلو االجتهاد يف إ‪ٟ‬تاؽ‬
‫الشيء بنظائره‪ ،‬ك‪٦‬تا يبُت ذلك ما ذكره ابن تيمية ‪ -‬ر‪ٛ‬تو هللا ‪ -‬عند قولو تعاذل يف شأف فرعوف‬
‫كقومو‪ :‬ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ﮊ [الزخرؼ‪" ،]ٓٔ :‬أم مثبلن يعترب بو‪ ،‬كيقاس عليو‬
‫ﮋﮚ‬ ‫غَته‪ ،‬فمن عمل ٔتثل عملو جزم ّتزائو‪ ،‬ليتعظ الناس بو فبل ييعمل ٔتثل عملو‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮊ [النور‪ ،]ّْ :‬كىو ما ذكره من أحواؿ األمم‬
‫ا‪١‬تاضية اليت يعترب هبا كيقاس عليها أحواؿ األمم ا‪١‬تستقبلة" (ّ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أف تنزيل النص القرآين على األكصاؼ أكثر من تنزيلو على األعياف‪ ،‬كذلك أف كل من ٖتقق‬
‫ابلوصف الوارد؛ فإف لو نصيبنا من اآلية بقدر ٖتقق ذلك الوصف فيو‪ ،‬كما يف سورة التوبة‪ ،‬كفيها‬
‫ذكر أكصاؼ ا‪١‬تنافقُت‪ ،‬فقد ذكر سبحانو أكصافهم بقولو‪ :‬كمنهم‪ ...‬كمنهم‪ ،‬حىت ٕتلت صفاهتم‪،‬‬
‫فبلّن فيو من صفات ا‪١‬تنافقُت‪،‬‬
‫كعند تنزيل ىذه الصفات على الواقع؛ فإف من ا‪١‬تناسب أف ييقاؿ‪ :‬إف ن‬
‫كال يقاؿ فبلف من ا‪١‬تنافقُت‪ ،‬إال إذا استجمعت فيو صفات أىل النفاؽ؛ كلذلك قاؿ النيب ﷺ ألِب‬

‫(ُ) ابن القيم‪ ،‬مدارج السالكُت (ُ‪.)ُّٓ/‬‬


‫للم ىف ًٌسر ٔتا يشاهبها يف كتاب هللا‪ ،‬سواء كانت ا‪١‬تقابلة اتمة‪ ،‬أك جزئية‪ ،‬أك ‪٥‬تالفة ‪١‬تا عليو‬
‫(ِ) ىو مقابلة األحداث ا‪١‬تعاصرة ي‬
‫اآلية‪( .‬تنزيل اآلايت على الواقع عند ا‪١‬تفسرين‪ ،‬عبدالعزيز الضامر‪ ،‬صّّ)‪.‬‬
‫(ّ) ابن تيمية‪٣ ،‬تموع الفتاكل ُّ‪.ُٓ/‬‬

‫‪161‬‬
‫ذر ‪١‬تا ىع ََّت رجبلن أبمو‪« :‬إنك امرؤ فيك جاىلية»(ُ)‪ ،‬كدل يقل إنك جاىلي‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أمهية التحقق من دخوؿ الواقع ٖتت النص القرآين‪ ،‬كذلك ابلتحقق من أكصاؼ الواقع كمطابقتها مع‬
‫أكصاؼ النص القرآين‪ ،‬كعليو فبل يسوغ التكلف يف إدخاؿ بعض صور الواقع يف معٌت اآلية كىي ال‬
‫تدؿ على ذلك إال بتكلف‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬أف العمل بدالالت النص القرآين فرع عن فهم ا‪١‬تعٌت كصحتو‪ ،‬فبل ديكن أف ينزؿ اإلنساف تدبره‬
‫للنص القرآين على كاقع نفسو أك كاقع غَته إال بعد فهم معٌت النص كالتحقق من صحة ىذا الفهم‪.‬‬
‫أف العمل هبداايت القرآف ىو ا‪١‬تيزاف الذم يزف بو ا‪١‬ترء نفسو يف تقدمو كأتخره‪ ،‬كتنزيل التدبرات‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫القرآنية على كاقع النفس كغَتىا من البشر يبُت لئلنساف موقعو من ا‪ٟ‬تق كالباطل‪ ،‬قاؿ ابن القيم‬
‫‪ -‬ر‪ٛ‬تو هللا ‪ -‬عند قولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﮊ [ا‪١‬تؤمنوف‪:‬‬
‫ّٓ]‪( ،‬فمن تدبر ىذه اآلايت كنز‪٢‬تا على الواقع؛ تبُت لو حقيقة ا‪ٟ‬تاؿ‪ ،‬كعلم من أم ا‪ٟ‬تزبُت‬
‫ىو)(ِ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أف استحضار مظاىر التدبر العملي يعُت على االنتفاع هبداايت القرآف كالعمل هبا‪ ،‬كمن تلك‬
‫ا‪١‬تظاىر‪:‬‬
‫أ) بكاء العٌن‪ :‬فعن عبدهللا بن مسعود هنع هللا يضر قاؿ‪ :‬قاؿ رل النيب ﷺ‪( :‬اقرأ علي) قلت‪ :‬أقرأ عليك‬
‫كعليك أنزؿ؟‪ ،‬قاؿ‪( :‬فإين أحب أف أ‪ٝ‬تعو من غَتم) فقرأت عليو سورة النساء‪ ،‬حىت بلغت‬
‫ً‬ ‫و ً‬ ‫ً‬
‫يدا﴾ قاؿ‪( :‬أمسك)‪ ،‬فإذا عيناه‬ ‫ف إً ىذا جٍئػنىا ًم ٍن يك ًٌل أ َّيم وة بً ىش ًهيد ىكجٍئػنىا بً ى‬
‫ك ىعلىى ىى يؤالء ىش ًه ن‬ ‫﴿فى ىكٍي ى‬
‫تذرفاف(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) صحيح البخارم‪ :‬كتاب اإلدياف‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪١‬تعاصي من أمر ا‪ٞ‬تاىلية‪ ،‬كال يكفر صاحبها ابرتكاهبا إال ابلشرؾ‪ ،‬رقم (َّ)‪.‬‬
‫(ِ) ابن القيم‪ ،‬إعبلـ ا‪١‬توقعُت ِ‪.ُُٔ/‬‬
‫(ّ) صحيح البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬فضائل القرآف‪ ،‬ابب‪ :‬من أحب أف يسمع القرآف من غَته‪ ،‬رقم (ّْٖٓ)‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫ب)التفاعل مع آَيت القرآن‪ ،‬فعن حذيفة هنع هللا يضر يف كصف قراءة النيب ﷺ أنو كاف «يقرأ مًتسبلن‪ ،‬إذا‬
‫مر آبية فيها تسبيح سبح‪ ،‬كإذا مر بسؤاؿ سأؿ‪ ،‬كإذا مر بتعوذ تعوذ»(ُ)‪.‬‬
‫ج) التخلق أبخالق القرآن‪ ،‬فعن ىشاـ بن عامر أنو سأؿ عائشة اهنع هللا يضر فقاؿ‪« :‬اي أـ ا‪١‬تؤمنُت أنبئيٍت‬
‫عن خلق رسوؿ هللا ﷺ‪ .‬قالت‪ :‬ألست تقرأ القرآف؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قالت‪ :‬فإف خلق نيب هللا ﷺ كاف‬
‫القرآف»(ِ)‪.‬‬
‫د) عرض النفس على القرآن‪:‬‬
‫اعتٌت السلف الصاحل بعرض أنفسهم على كتاب هللا ‪‬؛ لينهلوا منو ما يرضي رهبم‪:‬‬
‫ً‬
‫ألست صاحبة كذا؟‬ ‫عبدا قاؿ لنفسو‪:‬‬
‫فهذا مالك بن دينار ‪ -‬ر‪ٛ‬تو هللا – يقوؿ‪( :‬رحم هللا ن‬
‫قائدا)(ٖ)‪.‬‬ ‫ً‬
‫ألست صاحبة كذا؟ مث َّزمها‪ ،‬مث خطمها‪ ،‬مث ألزمها كتاب هللا عز كجل فكاف ‪٢‬تا ن‬
‫كقاؿ ا‪ٟ‬تسن البصرم ر‪ٛ‬تو هللا‪( :‬رحم هللا امرءنا عرض نفسو كعملو على كتاب هللا؛ فإف كافق‬
‫كتاب هللا ىً‬
‫‪ٛ‬تد هللاى كسألو ا‪١‬تزيد‪ ،‬كإف خالف أعتب نفسو كرجع من قريب)(ٗ)‪.‬‬
‫وقيل يف تفسًن قولو تعاىل‪ :‬ﭽ ﯙﯚﯛﯜﯝﭼ [ا‪ٞ‬تاثية‪" .]ِٗ ،ِٖ :‬الذم أنزؿ عليها؛‬
‫لتعبد رهبا هبديو‪ ،‬ككتاهبا الذم نسختو ا‪ٟ‬تفظة من أعما‪٢‬تا؛ ليطبق أحدمها على اآلخر‪ ،‬فمن‬
‫كافق كتابو ما أمر بو من كتاب ربو ‪٧‬تا‪ ،‬كمن خالفو ىلك"(ٓ)‪.‬‬
‫قاؿ ا‪ٟ‬تسن البصرم ر‪ٛ‬تو هللا‪« :‬من أحب أف يعلم ما ىو فليعرض نفسو على القرآف»(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) صحيح مسلم‪ :‬كتاب صبلة ا‪١‬تسافرين كقصرىا‪ ،‬استحباب تطويل القراءة يف صبلة الليل‪ ،‬رقم (ِٕٕ)‪.‬‬
‫(ِ) صحيح مسلم‪ :‬صبلة ا‪١‬تسافرين كقصرىا‪ ،‬ابب جامع صبلة الليل‪ ،‬كمن ّنـ عنو أك مرض‪ ،‬رقم (ْٕٔ)‪.‬‬
‫(ّ) ابن أِب الدنيا‪٤ ،‬تاسبة النفس‪ ،‬ص ِٔ‪ ،‬كابن القيم‪ ،‬إغاثة اللهفاف‪ ،‬صٔٗ‪.‬‬
‫(ٗ) اآلجرم‪ ،‬أخبلؽ أىل القرآف‪ :‬صّٗ‪.‬‬
‫(ٓ) الشيخ ا‪١‬تراغي‪ ،‬تفسَت ا‪١‬تراغي‪.ُِٔ /ِٓ :‬‬
‫(ٔ) اآلجرم‪ ،‬أخبلؽ أىل القرآف‪ :‬صُْ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫كقاؿ ر‪ٛ‬تو هللا‪" :‬رحم هللا امرءا عرض نفسو كعملو على كتاب هللا؛ فإف كافق كتاب هللا ىً‬
‫‪ٛ‬تد هللاى كسألو‬ ‫ن‬
‫(ٔ)‬
‫ا‪١‬تزيد‪ ،‬كإف خالف أعتب نفسو كرجع من قريب" ‪.‬‬
‫ه) ِاال ْستِ ْش َفاء ِابلْ ُقر ِ‬
‫آن‪:‬‬ ‫ْ‬
‫( ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ)‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫[يونس‪ ،]ٕٓ :‬فالقرآف ًش ىفاء ل ٍل يقليوب من أمراض غيها كضبل‪٢‬تا‪ ،‬كأدكاء شبهاهتا كشهواهتا‪" .‬فهو شفاء‬
‫للقلوب من داء ا‪ٞ‬تهل‪ ،‬كالشك كالريب‪ .‬فلم ينزؿ هللا سبحانو من السماء شفاءن قط أعم كال أنفع كال‬
‫أعظم‪ ،‬كال أسرع يف إزالة الداء من القرآف"(ِ)‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(ُ( ا‪١‬ترجع السابق‪( :‬صّٗ)‪.‬‬


‫(ِ) ابن القيم‪ ،‬التفسَت القيم‪.ّّٔ :‬‬

‫‪164‬‬
‫املْضْع الجاىٕ‬
‫حماذٓر يف تيسٓل ىصْص الكرآٌ عل‪ ٙ‬الْاقع‬
‫ّتطبٔكات عل‪ ٙ‬دالالت التدبر العنلٕ‬

‫أّالً‪ :‬حماذٓر يف تيسٓل ىصْص الكرآٌ عل‪ ٙ‬الْاقع‪:‬‬


‫ا‪ٟ‬تذر من التوسع يف تنزيل النصوص القرآنية على األعياف؛ إذ من لوازـ ذلك ٖتقق الشركط‬ ‫ُ‪-‬‬
‫كانتفاء ا‪١‬توانع‪ ،‬كىذه ال تكوف إال ألىل العلم ا‪١‬تتحققُت بو‪.‬‬
‫كثَتا من النفوس هتول تقومي‬
‫ا‪ٟ‬تذر من تنزيل النصوص القرآنية على الناس كنسياف النفس‪ ،‬فإف ن‬ ‫ِ‪-‬‬
‫غَتىا كتنسى تقومي نفسها‪ ،‬كٕتد الشخص غارقنا يف متاىات توزيع األلقاب على الناس مع أف‬
‫نفسو غارقة يف كحل التقصَت‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تذر من التوسع يف استجبلب لطائف التدبرات القرآنية يف مقابل التقصَت يف العمل هبا‪ ،‬فإف‬ ‫ّ‪-‬‬
‫االستكثار من العلم النظرم مع التقصَت يف جانب العمل بو‪ ،‬ىو استكثار من حجج هللا على‬
‫اإلنساف مع عدـ عملو هبا‪.‬‬

‫ثاىًٔا‪ :‬تطبٔكات عل‪ ٙ‬دالالت التدبر العنلٕ‪:‬‬


‫الشاىد األول‪:‬‬
‫ركم أف سليمان بن عبدا‪١‬تلك قاؿ ألِب حازـ سلمة بن دينار ر‪ٛ‬تهما هللا‪ :‬ليت شعرم ما لنا عند هللا؟‬
‫قاؿ‪ :‬اعرض عملك على كتاب هللا؛ فإنك تعلم ما لك عند هللا‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫قاؿ‪ :‬فأين أجد يف كتاب هللا؟ قاؿ‪ :‬عند قولو تعاذل‪ :‬ﭽ ﮊﮋ ﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑ ﮒﮓﭼ‬
‫[االنفطار‪.]ُْ ،ُّ :‬‬
‫قاؿ سليماف‪ :‬فأين ر‪ٛ‬تة هللا؟ قاؿ‪ :‬ﭽ ﯠﯡﯢﯣﭼ [األعراؼ‪.)ٔ(]ٓٔ :‬‬
‫الشاىد الثاين‪:‬‬
‫بوّن‬
‫قاؿ األحنف بن قيس ر‪ٛ‬تو هللا‪( :‬عرضت عملي على أعماؿ أىل ا‪ٞ‬تنة‪ ،‬فإذا قوـ قد ابينوّن ن‬
‫بعيدا ال نبلغ أعما‪٢‬تم‪ :‬ﭽ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﭼ [الذارايت‪.]ُٕ :‬‬ ‫ن‬
‫كعرضت عملي على أعماؿ أىل النار‪ ،‬فإذا قوـ ال خَت فيهم‪ًٌ ،‬‬
‫يكذبوف بكتاب هللا كبرسولو كابلبعث‬
‫بعد ا‪١‬توت‪.‬‬
‫قوما‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙﭼ‬
‫فوجدّن خَتّن منزلة ن‬
‫[التوبة‪.)ٕ(]َُِ :‬‬
‫الشاىد الثالث‪:‬‬
‫آكل من ‪ٙ‬تارىا‪ ،‬كأشرب من أهنارىا‪ ،‬كأعانق‬
‫قاؿ إبراىيم التيمي ر‪ٛ‬تو هللا‪( :‬مثَّلت نفسي يف ا‪ٞ‬تنَّة؛ ي‬
‫أبكارىا‪.‬‬
‫مث مثَّلت نفسي يف النار؛ آكل من زقُّومها‪ ،‬كأشرب من صديدىا‪ ،‬كأعاجل سبلسلها كأغبل‪٢‬تا‪ ،‬فقلت‬
‫ىم نفسي! أم شيء تريدين؟‬ ‫لنفسي‪ :‬أ ٍ‬
‫فأعمل صا‪ٟ‬تنا‪.‬‬
‫ى‬ ‫قالت‪ :‬أريد أف أُ َرد إذل الدنيا‬
‫قاؿ‪ :‬قلت‪ :‬فأنت يف األيمنيَّة‪ ،‬فاعملي)(ٖ)‪.‬‬

‫(ُ) البغوم‪ ،‬بو دمحم ا‪ٟ‬تسُت بن مسعود بن دمحم بن الفراء‪ ،‬تفسَت البغوم ٖ‪.ّٕٓ /‬‬
‫(ِ) القرطيب‪ ،‬ا‪ٞ‬تامع ألحكاـ القرآف‪.ّٖ /ُٕ :‬‬
‫(ٖ) ابن أِب الدنيا‪٤ ،‬تاسبة النفس (صّْ)‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ضوابط يف التطبيق‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬مصاحبة العبد للقرآف‪ٔ :‬تعٌت أف ىأيٍلىف قراءتو‪ ،‬كأف يكوف لو مثل الصاحب الصاحل الذم ال‬
‫ينفك عن صاحبو؛ ْتيث يكوف للعبد ًكٍرهد ّّ‬
‫يومي لقراءة القرآف كتدبُّره‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬أف يكوف للعبد دفًت لتسجيل الصفات اليت حيب أف يتحلى هبا‪ ،‬كالصفات اليت حيب أف يتجنبها‪،‬‬
‫مث يعرض نفسو على ىذه الصفات‪ ،‬مع استدراؾ جوانب الضعف‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪167‬‬
‫(ُ) قم بعمل ْتث عن دالالت التدبر العملي عند الصحابة كالتابعُت‪.‬‬
‫(ِ) استخرج تطبيقات ابن القيم يف تنزيل اآلايت على الواقع من مؤلفاتو‪.‬‬

‫(ُ) تدبر القرآف الكرمي‪ ،‬عبداللطيف التوجيرم‪ ،‬مكتبة دار ا‪١‬تنهاج‪ ،‬الرايض‪ ،‬طُ‪،‬‬
‫ُّْٔىػ‪.‬‬
‫(ِ) تنزيل اآلايت على الواقع‪ ،‬د‪ .‬عبدالعزيز الضامر‪ ،‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬طُ‪،‬‬
‫ُّْٓىػ‪.‬‬
‫(ّ) أبرز أسس التعامل مع القرآف الكرمي‪ ،‬عبادة الكبيسي‪ ،‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬طْ‪،‬‬
‫ُُّْق‪.‬‬

‫(ُ) بُت مفهوـ دالالت التدبر العملي‪.‬‬


‫(ِ) اذكر ضوابط دالالت التدبر العملي‪.‬‬
‫(ّ) كضح ‪٤‬تاذير تنزيل اآلايت على الواقع‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫اإلحكام يف أصول األحكام‪ ،‬أبػو ا‪ٟ‬تسػن سػيد الػدين علػي بػن أِب علػي بػن دمحم بػن سػادل الثعلػيب اآلمػدم‪،‬‬ ‫ٔ)‬
‫ا﵀قق‪ :‬عبدالرزاؽ عفيفي‪ ،‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬دمشق‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫اآلجًٌر ُّ‬
‫م البغدادم‪ ،‬حققو كخػرج أحاديثػو‪ :‬الشػيخ‬ ‫أخالق أىل القرآن‪ ،‬أبو بكر دمحم بن ا‪ٟ‬تسُت بن عبدهللا ي‬ ‫ٕ)‬
‫دمحم عمػػرك عبػػداللطيف‪ِ ،‬بش ػراؼ ا‪١‬تكتػػب السػػلفي لتحقيػػق ال ػًتاث‪ ،‬دار الكتػػب العلميػػة‪ ،‬بػػَتكت – لبنػػاف‪،‬‬
‫ط‪ :‬الثالثة‪ُِْْ ،‬ىػ ‪ََِّ -‬ـ‪.‬‬
‫أس رار البالغ ة‪ ،‬أبػػو بكػػر عبػػدالقاىر بػػن عبػػدالر‪ٛ‬تن بػػن دمحم الفارسػػي األصػػل‪ ،‬ا‪ٞ‬ترجػػاين الػػدار‪ ،‬ق ػرأه كعلػػق‬ ‫ٖ)‬
‫عليو‪٤ :‬تمود دمحم شاكر‪ ،‬مطبعة ا‪١‬تدين‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار ا‪١‬تدين ّتدة‪.‬‬
‫أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬دمحم األمُت بن دمحم ا‪١‬تختار بن عبدالقادر ا‪ٞ‬تكٍت الشػنقيطي‪ ،‬دار‬ ‫ٗ)‬
‫الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بَتكت – لبناف‪ُُْٓ ،‬ىػ ‪ُٗٗٓ -‬ـ‪.‬‬
‫إعالم ادلوقعٌن عن رب العادلٌن‪ ،‬دمحم بن أِب بكر بن أيوب بن سػعد مشػس الػدين بػن قػيم ا‪ٞ‬توزيػة‪ٖ ،‬تقيػق‪:‬‬ ‫٘)‬
‫دمحم عبدالسبلـ إبراىيم‪ ،‬دار الكتب العلمية – بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪ُُُْ ،‬ىػ ‪ُُٗٗ -‬ـ‪.‬‬
‫اإلكلي ل يف اس تنباط التَّ ْنزي ل‪ ،‬عب ػػدالر‪ٛ‬تن ب ػػن أِب بك ػػر‪ ،‬ج ػػبلؿ ال ػػدين الس ػػيوطي‪ٖ ،‬تقي ػػق‪ :‬س ػػيف ال ػػدين‬ ‫‪)ٙ‬‬
‫عبدالقادر الكاتب‪ ،‬بدكف ط‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪َُُْ ،‬ىػ ‪ُُٖٗ -‬ـ‪.‬‬
‫بغي ة اإليض اح لتلخ يص ادلفت اح يف عل وم البالغ ة‪ ،‬عبػػدا‪١‬تتعاؿ الصػػعيدم‪ ،‬مكتبػػة اآلداب‪ ،‬ط‪ :‬السػػابعة‬ ‫‪)ٚ‬‬
‫عشرة‪ُِْٔ ،‬ىػ ‪ََِٓ -‬ـ‪.‬‬
‫البالغ ة العربي ة‪ ،‬عب ػػدالر‪ٛ‬تن ب ػػن حس ػػن ىحبىػنَّ ىك ػػة ا‪١‬تي ػػداين الدمش ػػقي‪ ،‬دار القل ػػم‪ ،‬دمش ػػق‪ ،‬ال ػػدار الش ػػامية‪،‬‬ ‫‪)ٛ‬‬
‫بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪ُُْٔ ،‬ىػ ‪ُٗٗٔ -‬ـ‪.‬‬
‫البي ان والتبي ٌن‪ ،‬عمػػرك بػػن ْتػػر بػػن ‪٤‬تبػػوب الكنػػاين ابلػػوالء‪ ،‬الليثػػي‪ ،‬أبػػو عثمػػاف‪ ،‬الشػػهَت اب‪ٞ‬تػػاحظ‪ ،‬دار‬ ‫‪)ٜ‬‬
‫كمكتبة ا‪٢‬تبلؿ‪ ،‬بَتكت‪ُِّْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫ٓٔ) أتوي ل مش كل الق رآن‪ ،‬أبػػو دمحم عبػػدهللا بػػن مسػػلم بػػن قتيبػػة الػػدينورم‪ ،‬ا﵀قػػق‪ :‬إب ػراىيم مشػػس الػػدين‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت – لبناف‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫ٔٔ) التبي ان يف أقس ام الق رآن‪ ،‬دمحم بػػن أِب بكػػر بػػن أيػػوب بػػن سػػعد مشػػس الػػدين بػػن قػػيم ا‪ٞ‬توزيػػة‪ ،‬ا﵀قػػق‪ :‬دمحم‬
‫حامد الفقي‪ ،‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت ‪ -‬لبناف‪ ،‬بدكف ت‪.‬‬
‫ٕٔ) التحرير والتنوير (ٖترير ا‪١‬تعٌت السديد كتنوير العقل ا‪ٞ‬تديد مػن تفسػَت الكتػاب اجمليػد)‪ ،‬دمحم الطػاىر بػن دمحم‬
‫بن دمحم الطاىر بن عاشور التونسي‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪ُْٖٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٖٔ) التعريفات‪ ،‬علي بن دمحم بن علي الزين الشريف ا‪ٞ‬ترجاين‪ ،‬ضبطو كصححو ‪ٚ‬تاعػة مػن العلمػاء‪ ،‬طُ‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية بَتكت ‪ -‬لبناف‪َُّْ ،‬ىػ ‪ُّٖٗ -‬ـ‪.‬‬
‫ٗٔ) تفس ًن أيب الس عود (إرشػػاد العقػػل السػػليم إذل مػزااي الكتػػاب الكػػرمي)‪ ،‬أبػػو السػػعود العمػػادم دمحم بػػن دمحم بػػن‬
‫مصطفى‪ ،‬دار إحياء الًتاث العرِب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫٘ٔ) تفس ًن الفاحت ة والبق رة‪ ،‬دمحم بػػن صػػاحل بػػن دمحم العثيمػػُت‪ ،‬دار ابػػن ا‪ٞ‬تػػوزم‪ ،‬ا‪١‬تملكػػة العربيػػة السػػعودية‪ ،‬ط‪:‬‬
‫األكذل‪ ُِّْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )ٔٙ‬تفسًن القرآن العظيم‪ ،‬أبو الفداء إ‪ٝ‬تاعيل بن عمػر بػن كثػَت القرشػي البصػرم مث الدمشػقي‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬سػامي‬
‫بن دمحم سبلمة‪ ،‬دار طيبة للنشر كالتوزيع‪َُِْ ،‬ىػ ‪ُٗٗٗ -‬ـ‪.‬‬
‫‪ )ٔٚ‬تفسًن القرآن العظيم‪ ،‬أبو دمحم عبدالر‪ٛ‬تن بن دمحم بن إدريس بن ا‪١‬تنذر التميمي‪ ،‬ا‪ٟ‬تنظلي‪ ،‬الػرازم‪ ،‬ابػن أِب‬
‫ح ػػامت‪ ،‬ا﵀ق ػػق‪ :‬أس ػػعد دمحم الطي ػػب‪ ،‬مكتب ػػة ن ػ ػزار مص ػػطفى الب ػػاز‪ ،‬ا‪١‬تملك ػػة العربي ػػة الس ػػعودية‪ ،‬ط‪ :‬الثالث ػػة‪،‬‬
‫ُُْٗىػ‪.‬‬
‫‪ )ٔٛ‬تفس ًن الق رآن الك رمي (اب ن الق يم)‪ ،‬دمحم بػػن أِب بكػػر بػػن أيػػوب بػػن سػػعد مشػػس الػػدين بػػن قػػيم ا‪ٞ‬توزيػػة‪،‬‬
‫ا﵀ق ػػق‪ :‬مكت ػػب الدراس ػػات كالبح ػػوث العربي ػػة كاإلس ػػبلمية ِبشػ ػراؼ الش ػػيخ إبػ ػراىيم رمض ػػاف‪ ،‬دار كمكتب ػػة‬
‫ا‪٢‬تبلؿ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪َُُْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )ٜٔ‬تفسًن ادلاوردي (النكت كالعيوف)‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن دمحم بػن دمحم بػن حبيػب البصػرم البغػدادم‪ ،‬الشػهَت‬
‫اب‪١‬تاكردم‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬السيد بن عبدا‪١‬تقصود بن عبدالرحيم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت ‪ -‬لبناف‪.‬‬
‫ٕٓ) تفسًن ادلراغي‪ ،‬أ‪ٛ‬تد بن مصطفى ا‪١‬تراغي‪ ،‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البػاِب ا‪ٟ‬تلػيب كأكالده ٔتصػر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫األكذل‪ُّٔٓ ،‬ىػ ‪ُْٗٔ -‬ـ‪.‬‬
‫ٕٔ) تلبيس إبليس‪ٚ ،‬تاؿ الدين أبو الفرج عبدالر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ابػن ا‪ٞ‬تػوزم‪ ،‬دار الفكػر للطباعػة كالنشػر‪،‬‬

‫‪170‬‬
‫بَتكت ‪ -‬لبناف‪ ،‬طُ‪ُُِْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫ٕٕ) تنزي ل اآلَيت عل ى الواق ع عن د ادلفس رين‪ ،‬دراسػػة كتطبيػػق‪ ،‬عبػػدالعزيز الضػػامر‪ ،‬جػػائزة دِب العا‪١‬تيػػة للقػػرآف‬
‫الكرمي‪ ،‬طُ‪ُِْٖ ،‬ق‪ََِٕ -‬ـ‪.‬‬
‫ٖٕ) التوقي ف عل ى مهم ات التع اريف‪ ،‬زيػػن الػػدين دمحم ا‪١‬تػػدعو بعبػػدالرؤكؼ بػػن اتج العػػارفُت بػػن علػػي بػػن زيػػن‬
‫العابدين ا‪ٟ‬تدادم مث ا‪١‬تناكم القاىرم‪ ،‬عادل الكتب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪َُُْ ،‬ىػ ‪َُٗٗ -‬ـ‪.‬‬
‫ٕٗ) تيسًن الكرمي الرَحن يف تفسًن كالم ادلنان‪ ،‬عبدالر‪ٛ‬تن بن ّنصر بػن عبػدهللا السػعدم‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬عبػدالر‪ٛ‬تن‬
‫بن معبل اللوحيق‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪َُِْ ،‬ىػ ‪َََِ-‬ـ‪.‬‬
‫ٕ٘) ج امع البي ان يف أتوي ل الق رآن‪ ،‬دمحم بػػن جريػػر بػػن يزيػػد بػػن كثػػَت بػػن غالػػب اآلملػػي‪ ،‬أبػػو جعفػػر الطػػربم‪،‬‬
‫ا﵀قق‪ :‬أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪َُِْ ،‬ىػ ‪َََِ -‬ـ‪.‬‬
‫‪ )ٕٙ‬اجل امع ادلس ند الص حيح ادلختص ر مػػن أم ػػور رس ػػوؿ هللا ﷺ كس ػػننو كأايمػػو‪ :‬ص ػػحيح البخػػارم‪ ،‬دمحم ب ػػن‬
‫إ‪ٝ‬تاعيػػل أبػػو عبػػدهللا البخػػارم ا‪ٞ‬تعفػػي‪ ،‬ا﵀قػػق‪ :‬دمحم زىػػَت بػػن ّنصػػر الناصػػر‪ ،‬دار طػػوؽ النجػػاة (مصػػورة عػػن‬
‫السلطانية ِبضافة ترقيم دمحم فؤاد عبدالباقي)‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪ُِِْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )ٕٚ‬اجل امع ألحك ام الق رآن‪ ،‬أبػػو عبػػدهللا دمحم بػػن أ‪ٛ‬تػػد بػػن أِب بكػػر بػػن فػػرح األنصػػارم ا‪٠‬تزرجػػي مشػػس الػػدين‬
‫الق ػ ػػرطيب‪ٖ ،‬تقي ػ ػػق‪ :‬أ‪ٛ‬ت ػ ػػد ال ػ ػػربدكين كإب ػ ػراىيم أطف ػ ػػيش‪ ،‬دار الكت ػ ػػب ا‪١‬تص ػ ػرية‪ ،‬طِ‪ ،‬الق ػ ػػاىرة‪ُّْٖ ،‬ى ػ ػ ػ ‪-‬‬
‫ُْٔٗـ‪.‬‬
‫‪ )ٕٛ‬ال در ادلص ون يف عل وم الكت اب ادلكن ون‪ ،‬أبػػو العبػػاس‪ ،‬شػػهاب الػػدين‪ ،‬أ‪ٛ‬تػػد بػػن يوسػػف ابػػن عبدالػػدائم‬
‫ا‪١‬تعركؼ ابلسمُت ا‪ٟ‬تليب‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬الدكتور أ‪ٛ‬تد دمحم ا‪٠‬تراط‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ )ٕٜ‬دق ائق التفس ًن اجل امع لتفس ًن اب ن تيمي ة‪ ،‬تقػي الػػدين أبػو العبػاس أ‪ٛ‬تػػد بػن عبػدا‪ٟ‬تليم بػػن عبدالسػبلـ بػػن‬
‫عبػدهللا بػن أِب القاسػػم بػن دمحم بػن تيميػػة ا‪ٟ‬تػراين ا‪ٟ‬تنبلػػي الدمشػقي‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬د‪ .‬دمحم السػػيد ا‪ٞ‬تلينػد‪ ،‬مؤسسػػة‬
‫علوـ القرآف‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ :‬الثانية‪َُْْ ،‬ق‪.‬‬
‫ٖٓ) دالئ ل اإلعج از‪ ،‬عبػػدالقاىر بػن عبػدالر‪ٛ‬تن بػن دمحم ا‪ٞ‬ترجػػاين النحػوم أبػو بكػػر‪ ،‬ا﵀قػق‪٤ :‬تمػود دمحم شػػاكر‬
‫أبو فهر‪ ،‬مكتبة ا‪٠‬تا‪٧‬تي‪ ،‬مطبعة ا‪١‬تدين‪ََِٖ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٖٔ) الرس الة التبوكي ة (زاد ا‪١‬تهػاجر إذل ربػو)‪ ،‬دمحم بػن أِب بكػر بػن أيػوب بػن سػعد مشػس الػدين ابػن قػيم ا‪ٞ‬توزيػػة‪،‬‬

‫‪171‬‬
‫ا﵀قق‪ :‬د‪ .‬دمحم ‪ٚ‬تيل غازم‪ ،‬مكتبة ا‪١‬تدين‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫ٕٖ) السنن الكربى‪ ،‬أ‪ٛ‬تػد بػن ا‪ٟ‬تسػُت بػن علػي بػن موسػى ا‪٠‬تي ٍس ىػرٍكًجردم ا‪٠‬تراسػاين‪ ،‬أبػو بكػر البيهقػي‪ ،‬ا﵀قػق‪:‬‬
‫دمحم عبدالقادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت – لبناف‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة‪ُِْْ ،‬ىػ ‪ََِّ -‬ـ‪.‬‬
‫ٖٖ) شرح مقدم ة يف أص ول التفس ًن الب ن تيمي ة‪ ،‬د‪ .‬مس ً‬
‫ػاع يد بػن يسػلىٍي ىماف بػن ىّن ًصػر الطَّيَّػار‪ ،‬دار ابػن ا‪ٞ‬تػوزم‪،‬‬ ‫ي‬
‫ط‪ :‬الثانية‪ ُِْٖ ،‬ىػ‪.‬‬
‫ٖٗ) الص حاح اتج اللغ ة وص حاح العربي ة‪ ،‬أب ػػو نص ػػر إ‪ٝ‬تاعي ػػل ب ػػن ‪ٛ‬ت ػػاد ا‪ٞ‬ت ػػوىرم الف ػػاراِب‪ٖ ،‬تقي ػػق‪ :‬أ‪ٛ‬ت ػػد‬
‫عبدالغفور عطار‪ ،‬دار العلم للمبليُت‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬الرابعة‪َُْٕ ،‬ىػ ‪ُٖٕٗ -‬ـ‪.‬‬
‫ٖ٘) كتاب الصناعتٌن‪ ،‬أبو ىبلؿ ا‪ٟ‬تسن بن عبدهللا بن سهل بن سعيد بػن حيػِت بػن مهػراف العسػكرم‪ ،‬ا﵀قػق‪:‬‬
‫علي دمحم البجاكم كدمحم أبو الفضل إبراىيم‪ ،‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬بَتكت‪ُُْٗ ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )ٖٙ‬علم الداللة‪ ،‬أ‪ٛ‬تد ‪٥‬تتار عمر‪ ،‬دار عادل الكتب‪ ،‬طٓ‪ُٖٗٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ )ٖٚ‬الفائق يف غريب احل ديث واألث ر‪ ،‬الز‪٥‬تشػرم‪ٖ ،‬تقيػق‪ :‬علػي دمحم البجػاكم‪ ،‬دمحم أبػو الفضػل إبػراىيم‪ ،‬ط دار‬
‫ا‪١‬تعرفة‪ .‬لبناف‪ ،‬طِ‪.‬‬
‫‪ )ٖٛ‬القواع د احلس ان لتفس ًن الق رآن‪ ،‬أبػػو عبػػدهللا‪ ،‬عبػػدالر‪ٛ‬تن بػػن ّنصػػر بػػن عبػػدهللا بػػن ّنصػػر ابػػن ‪ٛ‬تػػد آؿ‬
‫سعدم‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرايض‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪ َُِْ ،‬ىػ ‪ُٗٗٗ -‬ـ‪.‬‬
‫‪ )ٖٜ‬الكت اب‪ ،‬عمػػرك بػػن عثمػػاف بػػن قنػػرب ا‪ٟ‬تػػارثي ابلػػوالء‪ ،‬أبػػو بشػػر‪ ،‬ا‪١‬تلقػػب سػػيبويو‪ ،‬ا﵀قػػق‪ :‬عبدالسػػبلـ دمحم‬
‫ىاركف‪ ،‬مكتبة ا‪٠‬تا‪٧‬تي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة‪َُْٖ ،‬ىػ ‪ُٖٖٗ -‬ـ‪.‬‬
‫ٓٗ) الكش اف ع ن حق ائق غ وامض التنزي ل‪ ،‬أبػػو القاسػػم ‪٤‬تمػػود بػػن عمػػرك بػػن أ‪ٛ‬تػػد‪ ،‬الز‪٥‬تشػػرم جػػار هللا‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العرِب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة‪َُْٕ ،‬ىػ‪.‬‬
‫ٔٗ) الكليات؛ معجم يف ادلصطلحات والفروق اللغوية‪ ،‬أيوب بن موسى ا‪ٟ‬تسيٍت القرديي الكفوم‪ ،‬أبػو البقػاء‬
‫ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬عدّنف دركيش‪ ،‬دمحم ا‪١‬تصرم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ٕٗ) لسان العرب‪ ،‬دمحم بػن مكػرـ بػن علػي‪ ،‬أبػو الفضػل‪ٚ ،‬تػاؿ الػدين بػن منظػور األنصػارم الركيفعػي اإلفريقػي‪،‬‬
‫دار صادر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة‪ُُْْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫ٖٗ) رلاز القرآن‪ ،‬أبو عبيدة معمر بن ا‪١‬تثٌت التيمي البصرم‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬دمحم فػواد سػزكُت‪ ،‬مكتبػة ا‪٠‬تػا‪٧‬تي‪ ،‬القػاىرة‪،‬‬

‫‪172‬‬
‫ُُّٖق‪.‬‬
‫ٗٗ) رلموع الفتاوى‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبدا‪ٟ‬تليم بن تيمية ا‪ٟ‬تراين‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬عبػدالر‪ٛ‬تن بػن دمحم بػن‬
‫قاسم‪٣ ،‬تمع ا‪١‬تلك فهد لطباعة ا‪١‬تصحف الشريف‪ ،‬ا‪١‬تدينة النبوية‪ ،‬ا‪١‬تملكػة العربيػة السػعودية‪ُُْٔ ،‬ى ػ ‪-‬‬
‫ُٓٗٗـ‪.‬‬
‫٘ٗ) زلاس بة ال نفس الب ن أيب ال دنيا‪ ،‬أبػػو بكػػر عبػػدهللا بػػن دمحم بػػن عبيػػد بػػن سػػفياف بػػن قػػيس البغػػدادم األمػػوم‬
‫القرش ػػي ا‪١‬تع ػػركؼ ابب ػػن أِب ال ػػدنيا‪ٖ ،‬تقي ػػق‪ :‬ا‪١‬تستعص ػػم اب﵁ أِب ىري ػػرة مص ػػطفى ب ػػن عل ػػي ب ػػن ع ػػوض‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪َُْٔ ،‬ىػ ‪ُٖٗٔ -‬ـ‪.‬‬
‫‪ )ٗٙ‬زلاسن التأويل‪ ،‬دمحم ‪ٚ‬تاؿ الدين بن دمحم سعيد بن قاسم ا‪ٟ‬تػبلؽ القػا‪ٝ‬تي‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬دمحم ابسػل عيػوف السػود‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪ُُْٖ ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )ٗٚ‬احمل رر ال وجيز يف تفس ًن الكت اب العزي ز‪ ،‬أبػػو دمحم عبػػدا‪ٟ‬تق بػػن غالػػب بػػن عبػػدالر‪ٛ‬تن بػػن ٘تػػاـ بػػن عطيػػة‬
‫األندلس ػ ػ ػػي ا﵀ ػ ػ ػػارِب‪ ،‬ا﵀ق ػ ػ ػػق‪ :‬عبدالس ػ ػ ػػبلـ عبدالش ػ ػ ػػايف دمحم‪ ،‬دار الكت ػ ػ ػػب العلمي ػ ػ ػػة‪ ،‬ب ػ ػ ػػَتكت‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪،‬‬
‫ُِِْىػ‪.‬‬
‫‪ )ٗٛ‬سلتار الصحاح‪ ،‬دمحم بن أِب بكر الرازم‪ٖ ،‬تقيق ‪٤‬تمود خاطر‪ ،‬مكتبة لبناف ‪ -‬بَتكت‪ُُْٓ ،‬ق‪.‬‬
‫‪ )ٜٗ‬م دارج الس الكٌن ب ٌن من ازل إَيك نعب د وإَيك نس تعٌن‪ ،‬دمحم بػػن أِب بكػر بػن أيػوب بػػن سػعد مشػس الػػدين‬
‫بن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬دمحم ا‪١‬تعتصػم اب﵁ البغػدادم‪ ،‬دار الكتػاب العػرِب‪ ،‬بػَتكت‪ ،‬ط‪ :‬الثالثػة‪ُُْٔ ،‬ى ػ ‪-‬‬
‫ُٔٗٗـ‪.‬‬
‫ٓ٘) ادلس ند الص حيح ادلختص ر بنق ل الع دل ع ن الع دؿ إذل رسػػوؿ هللا ﷺ‪ ،‬مسػػلم بػػن ا‪ٟ‬تجػػاج أبػػو ا‪ٟ‬تسػػن‬
‫القشَتم النيسابورم‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬دمحم فؤاد عبدالباقي‪ ،‬دار إحياء الًتاث العرِب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ٔ٘) مع امل التنزي ل يف تفس ًن الق رآن (تفسػػَت البغػػوم)‪٤ ،‬تيػػي السػػنة‪ ،‬أبػػو دمحم ا‪ٟ‬تسػػُت بػػن مسػػعود بػػن دمحم ابػػن الف ػراء‬
‫البغوم الشافعي‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬عبدالرزاؽ ا‪١‬تهدم‪ ،‬دار إحياء الًتاث العرِب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪َُِْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫ٕ٘) معج م اللغ ة العربي ة ادلعاص رة‪ ،‬أ‪ٛ‬ت ػػد ‪٥‬تت ػػار عبدا‪ٟ‬تمي ػػد عم ػػر‪ٔ ،‬تس ػػاعدة فري ػػق عم ػػل‪ ،‬ع ػػادل الكت ػػب‪ ،‬ط‪:‬‬
‫األكذل‪ُِْٗ ،‬ىػ ‪ََِٖ -‬ـ‪.‬‬
‫ٖ٘) ادلعج م الوس يط‪٣ ،‬تمػع اللغػة العربيػة ابلقػاىرة‪( ،‬إبػراىيم مصػطفى‪ ،‬كأ‪ٛ‬تػد الػزايت‪ ،‬كحامػد عبػدالقادر‪ ،‬كدمحم‬

‫‪173‬‬
‫النجار)‪ ،‬دار الدعوة‪.‬‬
‫ٗ٘) معج م مق اييس اللغ ة‪ ،‬أ‪ٛ‬تػػد بػػن فػػارس بػػن زك ػرايء القػػزكيٍت ال ػرازم‪ ،‬أبػػو ا‪ٟ‬تسػػُت‪ ،‬ا﵀قػػق‪ :‬عبدالسػػبلـ دمحم‬
‫ىاركف‪ ،‬دار الفكر‪ُّٗٗ ،‬ىػ ‪ُٕٗٗ -‬ـ‪.‬‬
‫٘٘) مفتاح العلوم‪ ،‬يوسف بن أِب بكر بن دمحم بن علي السكاكي ا‪٠‬توارزمي ا‪ٟ‬تنفي أبو يعقوب‪ ،‬ضػبطو ككتػب‬
‫ىوامشو كعلق عليو‪ :‬نعيم زرزكر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت – لبناف‪ ،‬ط‪ :‬الثانية‪َُْٕ ،‬ىػ ‪ُٖٕٗ -‬ـ‪.‬‬
‫‪ )٘ٙ‬مفتاح دار الس عادة ومنش ور والي ة العل م واإلرادة‪ ،‬دمحم بػن أِب بكػر بػن أيػوب بػن سػعد مشػس الػدين ابػن‬
‫قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ )٘ٚ‬ادلف ردات يف غري ب الق رآن‪ ،‬ا‪ٟ‬تس ػػُت ب ػػن دمحم الراغ ػػب األص ػػفهاين‪ٖ ،‬تقي ػػق ص ػػفواف ع ػػدّنف‪ ،‬دار العل ػػم‪،‬‬
‫دمشق‪ُُِْ ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )٘ٛ‬مفهوم التفسًن والتأويل واالستنباط والتدبر وادلفسر‪ ،‬مساعد الطيار‪ ،‬طِ‪ ،‬دار ابن ا‪ٞ‬توزم‪ ،‬السػعودية‪،‬‬
‫ُِْٕىػ‪.‬‬
‫‪ )ٜ٘‬مقدمة ابن خل دون‪ ،‬عبػدالر‪ٛ‬تن بػن دمحم بػن خلػدكف كرل الػدين‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬عبػدهللا دمحم الػدركيش‪ ،‬دار يعػرب‪،‬‬
‫ُِْٓق – ََِْـ‪.‬‬
‫الزٍرقاين‪ ،‬مطبعة عيسى الباِب ا‪ٟ‬تليب كشركاه‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة‪.‬‬ ‫ٓ‪ )ٙ‬مناىل العرفان يف علوم القرآن‪ ،‬دمحم عبدالعظيم ُّ‬
‫الف ْق ِو ال ُْم َق َار ِن‪ٖ( ،‬تريػ هػر ‪١‬تسػػائًلًو كدراسػػتها دراسػػة نظريػَّػة تطبيقيَّػػة)‪ ،‬عبػػدالكرمي بػػن‬
‫ول ِ‬‫ُص ِ‬ ‫ِ‬
‫ٔ‪ )ٙ‬ال ُْم َه َّذ ُ‬
‫ب يف ع ْل ِم أ ُ‬
‫علي بن دمحم النملة‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرايض‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪َُِْ ،‬ىػ ‪ُٗٗٗ -‬ـ‪.‬‬
‫ٕ‪ )ٙ‬ادلوافقات‪ ،‬إبراىيم بن موسػى بػن دمحم اللخمػي الغرّنطػي الشػهَت ابلشػاطيب‪ ،‬ا﵀قػق‪ :‬أبػو عبيػدة مشػهور ابػن‬
‫حسن آؿ سلماف‪ ،‬دار ابن عفاف‪ ،‬ط‪ :‬األكذل‪ُُْٕ ،‬ق ‪ُٕٗٗ -‬ـ‪.‬‬
‫ٖ‪ )ٙ‬النك ت يف إعج از الق رآن للرمػاين‪( ،‬ث الث رس ائل يف إعج از الق رآن)‪ٖ ،‬تقيػق‪ :‬دمحم خلػػف هللا أ‪ٛ‬تػػد كدمحم‬
‫زغلوؿ عبدالسبلـ‪.‬‬

‫‪174‬‬
175

You might also like