Professional Documents
Culture Documents
الدلالات القرآنية
الدلالات القرآنية
الدالالت القرآنية
8341 -8341هـ
3
معرّع بيا ٛمياٍج الدبلْو العالٕ
التدَبُّر
إلعداد معلنٕ َّ
إحد ٚمبادرات مركز معاىد لالستشارات الرتبوية والتعليمية ٖٔٗٛ،ه ح
4
5
6
تصدير
اٟتمد ﵁ ًٌ
رب العا١تُت ،كالصبلة كالسبلـ على أشرؼ األنبياء كا١ترسلُت ،كعلى آلو كصحابتو كمن ي
اقتفى أثرىم إذل يوـ الدين؛ أما بعد:
فإف أعظم ما ٖتيا بو األمة كتستنَت بو يف طريق هنضتها؛ ىو كتاب هللا تعاذل كما قاؿ عز كجل:
السبلىًـ ىكيخيٍ ًر يج يهم ًٌم ًن ً ً ﴿ ...قى ٍد جاء يكم ًمن اّللً ني ً
اب ُّمبًُت ،يىػ ٍهدم بًو ٌ
اّللي ىم ًن اتػَّبى ىع ًر ٍ
ض ىوانىوي يسبي ىل َّ ور ىككتى ه
ٌى ٌ ه ى
اط ُّم ٍستى ًقيم﴾ [ا١تائدة.]ُٔ-ُٓ: ات إً ىذل النُّوًر ِبًً ٍذنًًو كيػه ًدي ًهم إً ىذل ًصر و
ى ىى ٍ ٍ
الظُّليم ً
ى
َّدبُّر الذم يفتح آفاؽ القلب كالفكر؛ كال شك يف أف مفتاح أنوار ىذا القرآف كىداايتو ىو الت ى
ليحيا هبداايت القرآف كيستنَت بنوره .كالت ىَّدبُّر ا١تقصود ىو الوقوؼ مع آايت القرآف للوصوؿ إذل
مقاصدىا كدالالهتا كىداايهتا كتزكية النفوس هبا .كقد عيٍت العلماء بذلك؛ كٓتاصة يف سياؽ تعلُّم
اّللً لىىو ىج يدكاٍ ً ًً
القرآف الكرمي كتعليمو انطبلقنا من قولو تعاذل﴿ :أىفىبلى يػىتى ىدبػَّيرك ىف الٍ يقٍرآ ىف ىكلىٍو ىكا ىف م ٍن عند ىغ ًٍَت ٌ
وب أىٍقػ ىفا ي٢تىا﴾ اختًبلىفنا ىكثًَتا﴾ [النساء ،]ِٖ:كقولو تعاذل﴿ :أىفىبلى يػتى ىدبػَّرك ىف الٍ يقرآ ىف أ ٍىـ ىعلىى قيػلي و ًً
ٍ ى ي ن فيو ٍ
ك يمبى ىارهؾ لًٌيى َّدبػَّيركا ىآايتًًو ىكلًىيػتى ىذ َّكىر أ ٍيكليوا األىلٍبىاب﴾ [ص،]ِٗ: ىنزلٍنىاهي إًلىٍي ى
اب أ ى
ً
[دمحم ،]ِْ:كقولو تعاذل﴿ :كتى ه
كغَت ذلك من اآلايت الكرديات يف ىذا ا١تعٌت ،كع ٌدكا ذلك من النصح لكتػاب هللا تعاذل الوارد يف
َّصْي َحة ،قُلْنَا :لِ َم ْن حػديث أًىِب رقىػيَّةى ى٘تًيم ب ًن أىك وس الدَّا ًر ًم -رضػي هللا عنو -أ َّىف النػيب ﷺ قى ىاؿ« :ال ِّديْن الن ِ
ُ ٌ ٍي ٍ ٍ ٍ
ٌنَ ،و َع َّامتِ ِه ْم» ركاه مسلم .قاؿ أبو عمرك بن ِ ِ ِ ِِ هللا؟ قَ َ ِ ول ِ
ال :هلل ،ولكتابو ،ول َر ُس ْولوَ ،وألَئِ َّمة ادلُ ْسل ِم ْ َ ََي َر ُس َ
الصبلح -رٛتو هللا :-كالنصيحة لكتابو :اإلدياف بو ،كتعظيمو ،كتنزيهو ،كتبلكتو حق تبلكتو ،كالوقوؼ مع
أكامره كنواىيو ،كتفهم علومو كأمثالو ،كتى ىدبُّر آايتو ،كالدعاء إليو.
7
كاليوـ نرل ْ-تمد هللا تعاذل -عودة صادقة للقرآف الكرمي ،كٓتاصة يف ٣تاؿ الت ىَّدبُّر الذم بدأ حييا
يف األمة ٔتستوايت ٥تتلفة ،حىت بدأت حلقات كمعاىد قرآنية تتبٌت ىذا ا١تنهج بطرؽ ٥تتلفة كمناىج
متعددة ،كىو ما يستدعي كجود مراجعات كدراسات لتقومي ا١تسار كتطويره كفق األسس العلمية
كالًتبوية من خبلؿ رصد الواقع كاستخبلص نتائجو ،كرسم رؤية لتقوديو كتطويره.
فكاف من األمهية ٔتكاف مبادرة ا١تتخصصُت كأىل الرايدة كا١تؤسسات ذات االىتماـ كالتخصص
لرسم ا١تنهج الصحيح كا٠تطوات ا١تستقيمة لتسهم يف سَت األمة يف ىذا االٕتاه على ىدم مستقيم.
َّدبُّر
ككاف لػ(معادل التَّ ىدبُّر) مبادرة تركز على أبرز عناصر العمل الًتبوم كالتعليمي يف ٣تاؿ تعليم الت ى
كىو ا١تعلم؛ من خبلؿ طرح مشركع (بناء مناىج الدبلوـ العارل إلعداد معلمي الت ىَّدبُّر)؛ الذم يسعى
إذل رسم ا١تنهجية الصحيحة إلعػداد معلمُت ذكم كػفاءة عالية لتػعليم الت ىَّدبُّر كإحياء ٣تػالسو.
كتػستهدؼ ىػذه الػمبادرة التطػبيق ِ-بذف هللا -يف ا١تعاىد القرآنية (الرجالية كالنسائية) ،كما يف
حكمها من مشاريع كبرامج كمبادرات داخل ا١تملكة كخارجها.
كلتحقيق ذلك ابٞتودة ا١تطلوبة ،ىع ىقدت الشركة شراكة مع (مركز معاىد لبلستشارات الًتبوية
كالتعليمية) ابلرايض؛ ليتوذل إدارة ا١تشركع كاإلشراؼ عليو بوصفو بيت خربة يف أتسيس ا١تعاىد
خَتا،
القرآنية كتطويرىا ،برعاية من (مؤسسة دمحم كعبدهللا إبراىيم السبيعي ا٠تَتية) جزاىم هللا ن
كمشاركة يف التطبيق األكرل للمشركع من قًبىل ا١تعاىد التالية:
ُ .معهد تى ىدبُّر ١تعلمات القرآف الكرمي ابلرايض.
ِ .معهد الدراسات القرآنية للبنات ٔتكة ا١تكرمة.
ّ .معهد إعداد معلمات القرآف الكرمي بغرب الرايض.
ْ .معهد اإلتقاف إلعداد معلمات القرآف الكرمي ابٞتوؼ (سكاكا).
ٓ .معهد حفصة بنت عمر إلعداد معلمات القرآف الكرمي ابلطائف.
8
ككانت أكذل مراحل ا١تشركع بناء (كثيقة منهج الدبلوـ العارل إلعداد معلمي الت ىَّدبُّر)؛ حيث بينيت
كفق الطريقة العلمية لصناعة ا١تنهج ،ك٢تا أمهية كربل يف عمليات التعلُّم بوصفها ا٠تطوط العريضة
لتطوير ىذه العمليات كٚتيع العناصر ا١تؤثرة فيها.
مث ٘تت ا١ترحلة الثانية كىي :مرحلة بناء ا١تقررات التعليمية للدبلوـ بناء على ما مت إقراره من ٤تاكر
تعليمية يف الوثيقة ا١تشار إليها؛ حيث أكدت ىذه ا١تقررات األىداؼ اليت يسعى (الدبلوـ العارل
ي
إلعداد معلمي الت ىَّدبُّر) إذل ٖتقيقها.
كستكوف ا١ترحلة الثالثة من ا١تشركع ِ-بذف هللا تعاذل :-مرحلة التقومي كا١تتابعة ١تنتجات ا١تشركع؛
بغرض ٖتسينها بشكل مستمر.
مرت ابإلجراءات اآلتية:
كنيشَت إذل أف مرحلة بناء ا١تقررات التعليمية َّ
ُ .التخطيط لبناء ا١تقررات.
ِ .تشكيل الفريق العلمي لبناء ا١تقررات كمراجعتها.
ّ .إعداد ا١تادة العلمية.
ْ .التصميم التعليمي.
ٓ .ا١تراجعة العلمية.
ٔ .ا١تراجعة اللغوية.
ٕ .اإلخراج الفٍت.
ٖ .االعتماد النهائي للمقررات.
ٗ .طباعة ا١تقررات.
9
كأييت مقرر (الدالالت القرآنية) الذم بُت أيدينا ،بوصفو أحد ا١تقررات التعليمية يف الدبلوـ؛
حيث ييعٌت ِب١تاـ الدارس اب١تقدمات كا١تهارات األساسية يف كيفية االستدالؿ كاالستنباط الصحيح
من ألفاظ القرآف الكرمي كمعانيو.
مع التنبيو على أف ٚتيع اقتباسات فريق إعداد ا١تقررات ،ليست إال ٣ترد نقل ١تا يوضح
موضوعات ا١تقرر ،كليست تزكية ألصحاهبا ،كرحم هللا اإلماـ مالك القائل" :كل يؤخذ من كبلمو
كيرد إال صاحب ىذا القرب".
نسأؿ هللا تعاذل أف ييسهم ىذا ا١تقرر يف ٖتقيق أىداؼ الدبلوـ ،كما نسألو تعاذل أف يبارؾ
كحيقق األمل ا١تنشود ،كجيعلو انطبلقة مباركة ١تشركع عا١تي يهدؼ إذل
ابٞتهود ا١تبذكلة يف ا١تشركع ،ي
نشر تى ىدبُّر القرآف الكرمي يف األمة .كصلى هللا على نبينا دمحم كعلى آلو كصحبو أٚتعُت.
كهللا ا١توفق
إدارة ادلشروع
10
الصفحة الموضوع
ٔٔ مكدم٘ املكرر
ٖٔ األٍداف العام٘ للنكرر ّّحداتُ التعلٔنٔ٘
الْحدٗ األّىل:
ٕٜ٘ٔ-
مقدمات يف تدبر الدالالت القرآنية
الْحدٗ الجاىٔ٘:
ٖٕٔٗ-
مقدمات يف الدالالت البالغية
الْحدٗ الجالج٘:
ٖٗٔٓٓ-
دالالت الرتاكيب البالغية
الْحدٗ الرابع٘:
ٕٔٓٔٔ٘-
دالالت أساليب البيان
الْحدٗ اخلامص٘:
ٔٗٓ-ٕٔٚ
دالالت الرتاكيب
الْحدٗ الصادش٘:
ٕٔٗٔٔ٘-
دالالت القياس االعتباري
الْحدٗ الصابع٘:
ٖ٘ٔٔٙٙ-
دالالت التدبر العملي
ٔٙٚ املصادر ّاملراجع
11
12
مقدمة المقرر
اٟتمد ﵁ رب العا١تُت كالصبلة كالسبلـ على نبينا دمحم كعلى آلو كصحبو أٚتعُت ،أما بعد:
فييػ ىعد ابب الدالالت من أىم أبواب تدبر القرآف؛ كذلك ألف ا١تعٌت الذم ينتج عن التدبر البد أف يكوف
قد حصل بطريق صحيح؛ لكي ديكن الثقة اب١تعاين اليت ظهرت للمتدبر من دالالت اآلايت.
كابب الدالالت يقوـ على :الربط بُت اللفظ كا١تعٌت التدبرم الذم مت التوصل إليو؛ كذلك ابلتيقن من
أف ىذا الربط كاف بطريق صحيح ،قاؿ ابن عاشور رٛتو هللا (التدبر :إعماؿ النظر العقلي يف دالالت
الدالئل على ما ني ً
صبىت لو)(ُ).
كأنت أخي الدَّارس إذا أتملت كبلـ هللا ( كأعطيت اآلية حقها من داللة اللفظ ،كإديائو ،كإشاراتو،
كتنبيهو ،كقياس الشيء على نظَته ،كاعتباره ئتشاكًلًو ،كأتملت ا١تشاهبة اليت عقدىا هللا سبحانو كربطها
بُت الظاىر كالباطن ،فهمت ىذه ا١تعاين كلها)(ِ).
كديكن توضيح ذلك مع ا١تتدبر للدالالت القرآنية من خبلؿ:
مقدمات يف تدبر الدالالت القرآنية.
مقدمات يف الدالالت الببلغية.
دالالت الًتاكيب الببلغية.
(ُ) دمحم الطاىر بن دمحم بن دمحم الطاىر بن عاشور ،التحرير كالتنويرُْٖٗ ،ـ ،بدكف .ط ،الدار التونسية للنشر ،تونس/ُٖ ،
ٕٖ.
(ِ) دمحم بن أِب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين بن قيم اٞتوزية ،التبياف يف أقساـ القرآف ،ا﵀قق :دمحم حامد الفقي ،بدكف.
ت ،دار ا١تعرفة ،بَتكت ،لبناف( ،صُِّ).
13
دالالت أساليب البياف.
دالالت الًتاكيب.
دالالت القياس االعتبارم (ُ).
دالالت التدبر العملي.
ككل ىم ٍعلم من ىذه ا١تعادل؛ سيأيت بيانو ػ ِبذف هللا ػ يف كحدات مستقلة.
(ُ) كىذه الثبلث (دالالت أساليب البياف -كدالالت الًتاكيب -كدالالت القياس االعتبارم) تيػ ىعد من
الدالالت االستداللية.
واالستدالل :ىو تقرير الدليل إلثبات ا١تدلوؿ ،سواء كاف ذلك من األثر إذل ا١تؤثر أك العكس ،أك من أحد األثرين إذل
اآلخر( .التعريفات ،)ُٕ :كقيل :ىو التفكر يف حاؿ ا١تنظور فيو طلبنا للعلم ٔتا ىو نظر فيو ،أك لغلبة الظن؛ إف كاف ٦تا
طريقو غلبة الظن .انظر( :اٟتدكد يف األصوؿ.)َُْ :
14
األهداف العامة للمقرر:
عدد احملاضرات:
ٜٙزلاضرة.
15
16
17
18
أهداف الوحدة:
مفردات الوحدة:
املْضْع األّل :مفهوـ تدبر الدالالت القرآنية.
املْضْع الجاىٕ :ضوابط استنباط الدالالت.
املْضْع الجالح٤ :تاذير يف تدبر الدالالت.
عدد احملاضرات:
ٖ ٤تاضرات.
19
متهيد:
ال خيفى على كل مشتغل ابلقرآف كعلومو ما للدالالت من أمهية ابلغة يف
تدبر القرآف كاستنباط حكمو كأحكامو ،كعربه كىداايتو؛ اليت من يعمل هبا يسعد يف دنياه كآخرتو.
كالجتناء ٙتار الدالالت جيب على الدارس التأمل كالركية يف تدبر الدالالت كعدـ االستعجاؿ؛ فمن
استعجل الشيء قبل أىكانو عوقب ْترمانو ،كمن أبدع يف تدبر الدالالت القرآنية ،كاقتطف من ٙتارىا ،ىو
من أطاؿ نىػ ىف ىسو يف التفكر كالتأمل بعد أف امتلك ا١تهارات األساسية يف كيفية االستدالؿ كاالستنباط
الصحيح من ألفاظ القرآف الكرمي كمعانيو.
كإذا أردت مثاالن يوضح ما نقوؿ فانظر إذل استنباط الشػافعي – رٛتػو هللا – مػن قولػو تعػاذل( :ﮄﮅﮆ
ﮇﮈﮉﮊ) [ا١تطففُت ،]ُٓ:قػاؿ :ىػذه اآليػة دليػل علػى أف ا١تػؤمنُت يركنػو -عػز كجػل -يومئػذ،
قػػاؿ ابػػن كثػػَت -رٛتػػو هللا -معل نقػػا علػػى ىػػذا االسػػتنباط( :كىػػذا الػػذم قالػػو اإلمػػاـ الشػافعي -رٛتػػو هللا -يف غايػػة
اٟتي ٍسػ ػن ،كى ػػو اس ػػتدالؿ ٔتفه ػػوـ ى ػػذه اآلي ػػة ،كم ػػا دؿ علي ػػو منط ػػوؽ قول ػػو( :ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ
ﭠ) [القيامػػة ،]ِّ ،ِِ :ككمػػا دلػػت علػػى ذلػػك األحاديػػث الصػػحاح ا١تت ػواترة يف رؤيػػة ا١تػػؤمنُت رَّهب ػم -عػػز
كجل -يف الدار اآلخرة ،رؤية ابألبصار يف عرصات القيامة ،كيف ركضات اٞتناف الفاخرة)(ُ).
كتيػ ىعد ىذه الوحدة ىي ا١تدخل ﵀ور تدبر الدالالت القرآنية؛ كذلك أهنا تشمل تعاريف ىذا العلم،
كبياف ا٠تريطة الذىنية اليت ٕتمع فركع ىذا العلم ،كتوضيح أقساـ كفركع ىذا العلم ،مث اٟتديث حوؿ
الضوابط اليت ينبغي االلتزاـ هبا يف أبواب تدبر الدالالت القرآنية ،كا﵀اذير اليت ينبغي ٕتنبها يف ىذا
الباب ،مث ٗتتم ىذه الوحدة ببياف مثاؿ عملي على تدبر القرآف كتفهمو كاستنطاؽ دالالتو.
20
املْضْع األّل
مفَْو تدبر الدالالت الكرآىٔ٘
يقصد ابلتدبر:
"إعماؿ الفكر كالقلب يف آايت القرآف الكرمي؛ ١تعرفة مقاصدىا ،كاستنباط دالالهتا ،كالعمل هبداايهتا،
كالكشف عن إحكاـ نظمها".
وأما "ال ّدالالت" فجمع داللة (بكسر الدال وفتحها).
و"ال ّداللة" يف اللغة:
تطلق على معٌت اإلابنة كالتعريف كا٢تداية كاإلرشاد إذل ا١تطلوب ،كمن ذلك :الدليل ،كىو :األمارة
على الشيء(ُ).
اب أىلًي وم ﴾
َدلُّ ُك ْم ىعلىى ًٕتىارةو تيػٍن ًجي يكم ًمن ىع ىذ و
ٍ ٍ ى ين ىآمنيوا ىى ٍل أ ُ
َّ ً
كمن ذلك قوؿ هللا تعاذل ﴿ :ىاي أىيػُّ ىها الذ ى
س ىعلىٍي ًو ً ً
ف ىم َّد الظٌ َّل ىكلى ٍو ىشاءى ىٞتىىعلىوي ىساكننا يمثَّ ىج ىع ٍلنىا الش ٍ
َّم ى ك ىكٍي ى [الصف ،]َُ :كقولو﴿ :أىىدلٍ تىػىر إً ىذل ىربًٌ ى
َدلِ ًيال﴾ [الفرقاف.]ْٓ :
أما الداللة يف االصطالح:
أف يكوف الشيء ْتالة يلزـ من العلم هبا العلم بشيء آخر.
"الداؿ" ،كالشيء الثاين ىو "ا١تدلوؿ" ،كالعلم ابلداؿ حيصل بو العلم اب١تدلوؿ(ِ).
كالشيء األكؿ ىو ٌ
21
وادلقصود بداللة الكالم :التوصل أبلفاظو وتراكيبو إىل ما يفيده من معان ،سواء أكانت ىذه
ادلعاين وضعية أم سياقية.
كاأللفاظ كالًتاكيب ىي "ال ٌد ٌاؿ" ،كا١تعاين ىي "ا١تدلوؿ".
وعلى ىذا فإن ادلقصود ب "تدبر الدالالت القرآنية":
النظر يف ألفاظ القرآن وتراكيبو؛ للتوصل إىل ما تفيده من معان وأحكام وىداَيت.
كيف أمهية ىذا التدبر يقوؿ ا١تاكردم -رٛتو هللا" :-إذا كاف القرآف هبذه ا١تنزلة من اإلعجاز يف نظمو
كمعانيو ،احتاجت ألفاظو من استخراج معانيها إذل زايدة التأمل ٢تا ،كفضل الركية فيها ،كال يقتصر فيها
على أكائل البديهة ،كال يقنع فيها ٔتبادئ الفكرة؛ ليصل ٔتبالغة االجتهاد ،كإمعاف النظر إذل ٚتيع ما
كجوىا ،قد تظهر اترة ،كتغمض تضمنتو ألفاظو من ا١تعاين كاحتملتو من التأكيل؛ ألف للكبلـ اٞتامع ن
أخرل"(ُ) .كيقوؿ ابن خلدكف -رٛتو هللا" :-يتعُت النظر يف دالالت األلفاظ؛ كذلك أف استفادة ا١تعاين
على اإلطبلؽ ،من تراكيب الكبلـ على اإلطبلؽ ،يتوقف على معرفة الدالالت الوضعية مفرد نة
كمركبةن"(ِ).
* * *
22
املْضْع الجاىٕ
ضْابط اشتيباط الدالالت
إف موضوع االستنباط من الدالالت من ا١توضوعات ا١تهمة اليت حيسن ابلدارسُت العناية هبا ،ك َّ
إف
أكؿ ما يينظر فيو يف األمر ا١تستنبى ًط ،كالفائدة ا١تعلَّقة ابآلية؛ ينظر يف صحة الفائدة أك األمر ا١تستنبط يف
صحيحا يف ذاتو ،ال خيالف الشريعة،
ن ذاتو ،أصحيح يحيتج بو يف الشرع أـ ال؟ فإذا كاف ا١تعٌت ا١تستنبط
بعد ذلك إذل صحة ارتباطو ابآلية ،كصحة داللتها عليو ،إذ ليس كل استنباط مذكور أك فوائد فإنو ينظر ى
مرتبة على اآلايت تكوف صحيحة من جهة داللة اآلية عليها ،كيف ىذا ا١توضوع نوضح الضوابط اليت
صحيحا.
ن ٕتعل االستنباط
أوالً :معرفة معىن اآلية ،كىي ما يعٌت بو (علم التفسًن) .كىذا ىو األساس الذم تنبٍت عليو
الداللة ،فدكف معرفة معٌت اآلية يكوف التدبر فيها ضرناب من ضركب العماية كالضبللة.
اثنيًا :معرفة لغة العرب ،كأساليب بياهنا ،كبديع ببلغتها ،كىي ما يعٌت بو (علوم اللغة) .كذلك أف
القرآف نزؿ بلساف عرِب مبُت ،كبقدر معرفة ا١تتدبر ٢تذا العلم يكوف إدراكو لعظيم بياف القرآف ،كجزالة
ألفاظو ،كإحكاـ نظمو.
اثلثًا :معرفة الطرق الصحيحة يف االستدالل ،كىي ما يعٌت هبا (علم أصول الفقو) .كذلك أف
سبب ضبلؿ كثَت ٦تن تكلم يف معاين القرآف كاف بسبب استدالؿ خاطئ أكصل إذل معٌت ابطل ،كحىت
صحيحا فبل يكفي ذلك يف نسبة ىذا ا١تعٌت للقرآف ،فكم من ا١تعاين الصحيحة يرٌكًبت ٢تا ن لو كاف ا١تعٌت
استدالالت ابطلة.
23
ابعا :معرفة ادلقاصد العامة للسورة ،وىي ما يعىن هبا (علم مقاصد السور) .كذلك أف معرفة رً
ا١تقاصد العامة للسورة أشبو ما تكوف اب١تعادل كا١تنارات اليت يهتدم هبا ا١تتدبر يف تدبره ،كما أف مقاصد كل سورة
قرب للمتدبر دالالت التدبر يف ىذه السورة ،مع اإلشارة أبف الكبلـ يف مقاصد السور أمر من سور القرآف تي ًٌ
نسيب تقرييب قد يظهر لشخص أك لبعض الناس مقصد كلغَتىم مقصد آخر ىو أظهر منو ،قاؿ ابن تيمية رٛتو
هللا« :فمن تدبر القرآف كتدبر ما قبل اآلية كما بعدىا ،كعرؼ مقصود القرآف؛ تبُت لو ا١تراد ،كعرؼ ا٢تدل
السداد من اال٨تراؼ كاالعوجاج»(ُ).
كالرسالة ،كعرؼ ى
خامسا :معرفة ادلناسبات بٌن السور واآلَيت ،كىي ما يعٌت بو (علم ادلناسبات) ،كذلك أف ً
التأمل يف عبلقة السورة ٔتا قبلها كما بعدىا من السور يفتح أبو نااب يف دالالت معاين ىذه السورة ،ككذلك
ييقاؿ يف اآلايت؛ فإف التأمل يف عبلقة اآلية ٔتا قبلها كما بعدىا ىو ٦تا يوضح داللة كثَت من اآلايت ،مع
اإلشارة إذل أف الكبلـ يف ا١تناسبات أمر نسيب تقرييب يكثر فيو التكلف ببل قرينة دالة ،كاألقرب أف ما
قويت عبلقتو كظهرت قرينتو احتي َّج بو كإال فبل.
24
املْضْع الجالح
حماذٓر يف تدبر الدالالت
٦تا ينبغي التنبو لو يف أبواب الدالالت ٚتلة من ا﵀اذير كا١تزالق اليت ىي مزلة قدـ يقع فيها من دل يتنبو
٢تا سواء كاف بقصد أك بغَت قصد ،كمن تلك ا﵀اذير:
(ٔ) االعتقاد مث االستدالل:
كمعٌت ذلك أف بعض الناظرين يف النصوص القرآنية يعتقد معٌت سواء أكاف ح نقا أـ ابطبلن .مث يتطلب
دليبلن متكل نفا على اعتقاده السابق ،كالواجب ىو التسليم للنصوص الشرعية كالعمل ٔتا تدؿ عليو من غَت
اعتقاد سابق ،كأكثر ما يقع ا٠تطأ يف االستدالؿ كالتدبر من قوـ اعتقدكا معاين مث أرادكا ٛتل ألفاظ
القرآف عليها كىم "صنفاف:
اترة يسلبوف لفظ القرآف ما دؿ عليو كأريد بو.
كاترة حيملونو على ما دل يدؿ عليو كدل يرد بو.
كيف كبل األمرين قد يكوف ما قصدكا نفيو أك إثباتو من ا١تعٌت ابطبلن ،فيكوف خطؤىم يف الدليل
كا١تدلوؿ ،كقد يكوف ح نقا فيكوف خطؤىم يف الدليل ال يف ا١تدلوؿ ،كىذا كما أنو كقع يف تفسَت القرآف
أيضا يف تفسَت اٟتديث ،فالذين أخطؤكا يف الدليل كا١تدلوؿ -مثل طوائف من أىل البدع - فإنو كقع ن
اعتقدكا مذىبنا خيالف اٟتق الذم عليو األمة الوسط الذين ال جيتمعوف على ضبللة ،كسلف األمة
كأئمتها ،كعمدكا إذل القرآف فتأكلوه على آرائهم ،اترة يستدلوف آبايت على مذىبهم كال داللة فيها ،كاترة
يتأكلوف ما خيالف مذىبهم ٔتا حيرفوف بو الكبلـ عن مواضعو.
كا١تقصود أف مثل ىؤالء اعتقدكا ر نأاي مث ٛتلوا ألفاظ القرآف عليو ،كليس ٢تم سلف من الصحابة
25
كالتابعُت ٢تم ِبحساف كال من أئمة ا١تسلمُت ال يف رأيهم كال يف تفسَتىم ،كما من تفسَت من تفاسَتىم
الباطلة إال كبطبلنو يظهر من كجوه كثَتة ،كذلك من جهتُت :اترة من العلم بفساد قو٢تم ،كاترة من العلم
بفساد ما فسركا بو القرآف ،إما دليبلن على قو٢تم أك جو نااب على ا١تعارض ٢تم"(ٔ).
مثال :قاؿ تعاذل( :ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ
ﯲ)[ا١تائدة.]ٓٓ :
قاؿ أحد الرافضة" :كاعلم أ ٌف ىذه اآلية من األدلٌة الواضحة على إمامة أمَت ا١تؤمنُت عليو السبلـ بعد
األحق".
النيب ﷺ ببل فصل .ككجو الداللة فيها :أنٌو قد ثبت أ ٌف الورل يف اآلية ٔتعٌت األىٍكىذل ك ٌ
ٌ
أيضا أ ٌف ا١تعٍت بقولو﴿ :ﯩ ﯪ﴾ أمَت ا١تؤمنُت عليو السبلـ .فإذا ثبت ىذاف األصبلف؛ كثبت ن
دؿ على إمامتو(ِ).
ٌ
على أم أساس بٌت ىذا استنباطو؟
ىل يف اللغة ما يفيد أف الورل ىو األكذل كاألحق؟
ىل جاء يف السنة الصحيحة أك أقواؿ السلف ما يفسر ذلك؟
استقرئ بعض النصوص القرآنية اليت استدؿ هبا بعض أصحاب البدع على اعتقاداهتم
الباطلة ،كمن خبلؿ التدبر السليم لدالالت اآلية قم ابلرد عليهم.
..............................................................................................
..............................................................................................
..............................................................................................
26
ومن احملاذير كذلك االستدالل ابللفظ مبجرد ما يفيده كالم العرب من غًن نظر إىل ادلتكلم
ابلقرآن ،وادلنزل عليو ،وادلخاطب بو:
كمعٌت ذلك أف بعض الناظرين يف النصوص القرآنية يستدلوف ابللفظ القرآين على ما كرد يف لغة
العرب جملرد كركده من غَت نظر إذل ما يناسب ا١تتكلم بو كىو هللا سبحانو كتعاذل ،أك من غَت نظر إذل ما
يناسب ا١تنزؿ عليو القرآف كىو النيب ﷺ ،أك ما يناسب ا١تخاطب بو كىو عموـ الناس ،كبسبب ا٠تلط يف
ىذه ا١تقامات يقع الغلط يف االستدالؿ ابأللفاظ القرآنية.
فإف أكثر ما يقع ا٠تطأ يف االستدالؿ كالتدبر من "قوـ فسركا القرآف ٔتجرد ما يسوغ أف يريده
بكبلمو من كاف من الناطقُت بلغة العرب ،من غَت نظر إذل ا١تتكلم ابلقرآف ،كا١تنزؿ عليو ،كا١تخاطب
بو"(ُ) ،فهؤالء "راعوا ٣ترد اللفظ كما جيوز عندىم أف يريد بو العرِب ،من غَت نظر إذل ما يصلح للمتكلم
كسياؽ الكبلـ"(ِ).
مثال:
فى َّسر بعض ا١تفسرين من أىل اللغة قولو تعاذل( :ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ)[آؿ عمراف ،]ّٗ :فقاؿ:
اّللً» أم بكتاب من هللا .تقوؿ العرب للرجل :أنشدين كلمة كذا ككذا ،أم قصيدة فبلف كإف «بً ىكلً ىم وة ًم ىن َّ
طالت(ّ).
كقد رد عليو اإلماـ الطربم كقاؿ" :كقد زعم بعض أىل العلم بلغات العرب من أىل البصرة أف معٌت
قولو" :مصدقنا بكلمة من هللا" ،بكتاب من هللا ،من قوؿ العرب" :أنشدين فبلف كلمة كذا" ،يراد بو:
قصيدة كذا؛ جهبلن منو بتأكيل "الكلمة" ،كاجًتاءن على ترٚتة القرآف برأيو(ْ).
27
كاألثر الوارد عن الصحابة كالتابعُت أنو عيسى بن مرمي ،عن ابن عباس -رضي هللا عنهما -قولو:
﴿ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ ،قاؿ :عيسى بن مرمي ،كعن قتادة هنع هللا يضر يف قولو﴿ :ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ ،يعٍت:
عيسى بن مرمي(ُ).
مثال:
ذكر القرطيب رٛتو هللا :عن بعض ا١تتصوفة أنو قاؿ عند قولو تعاذل :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ
ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻ
ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍ
ﮎ ﮏ ﮐﮊ [البقرة" :]ِْٗ :ىذه اآلية مثل ضربو هللا للدنيا ،فشبهها هللا ابلنهر ،كا١تغًتؼ بيده
28
غرفة ابآلخذ منها قدر اٟتاجة ،كأحواؿ الثبلثة عند هللا ٥تتلفة"(ُ).
كبلما حسننا مقبوالن،
٣تردا عن اآلية ،كدل يزعم أهنا تدؿ عليو لكاف ن فهذا الكبلـ كىذا ا١تثاؿ لو ذكر ن
فهو كبلـ صحيح يف ذاتو ،أما كوف اآلية دلت عليو فهذا غَت صحيح مطل نقا.
كىؤالء الذين خيطئوف يف الدليل ال يف ا١تدلوؿ مثل كثَت من الصوفية كالوعاظ كالفقهاء كغَتىم ،يعربكف
عن ألفاظ القرآف ٔتعاف صحيحة ،لكن القرآف ال يدؿ عليها(ِ).
كمن أمثلة صحة ا١تعٌت مع خطأ االستدالؿ ما ذكره بعض من استدؿ بقولو تعاذل :ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ
ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﮊ [البقرة.]ِٖٔ :قاؿ أبف معٌت اآلية :ال يؤخذ أحد
بذنب أحد.
كقد رد ابن عطية -رٛتو هللا -ىذا االستدالؿ بقولو« :كىذا صحيح يف نفسو ،لكن من غَت ىذه
اآلية»(ّ).
29
من خبلؿ عرض ىذه ا﵀اذير ديكن توضيح أمهية االستدالؿ التدبرم الصحيح يف عناصر
ىي.
ُ) ......................................................................................
ِ) ......................................................................................
ّ) ......................................................................................
ْ) ......................................................................................
ٓ) ......................................................................................
30
اذكر مناذج على أثر ا١تعتقد يف االستدالؿ. ( ُ)
اذكر أمثلة على صحة ا١تعٌت مع خطأ االستدالؿ. ( ِ)
(ُ) دالالت األلفاظ يف مباحث األصوليُت ،د .يعقوب الباحسُت ،دار التدمرية ،الرايض ،طُ،
ُّْْىػ.
(ِ) ضوابط أصولية يف تدبر القرآف ،د .يوسف البدكمْ ،تث منشور يف ٣تلة اٞتمعية الفقهية
السعودية ،العدد ا٠تامس عشر ،شهر صفر ُّْْىػ.
31
32
33
34
أهداف الوحدة:
مفردات الوحدة:
عدد احملاضرات:
ٔ ٤تاضرات
35
متهيد:
نزؿ القرآف الكرمي بلغة العرب كعلى كفق أساليبها ،كما قاؿ سبحانو كتعاذل:
ً ً
﴿إً َّّن أىنٍػىزلٍنىاهي قيػ ٍرآّنن ىعىربًيٌان لى ىعلَّ يك ٍم تىػ ٍعقليو ىف﴾ [يوسف ،]ِ:كيقوؿ﴿ :فىًإَّمنىا يى َّس ٍرىّنهي بًل ىسانً ى
ك لى ىعلَّ يه ٍم يىػتى ىذ َّك يرك ىف﴾
[الدخاف.]ٖٓ:
ك٢تذا كانت اللغة طري نقا من طرؽ تفسَت القرآف كالكشف عن دالالتو كلطائف إشاراتو كىداايتو ،قاؿ
ابن عباس رضي هللا عنهما( :التفسَت على أربعة أكجو :كجو تعرفو العرب من كبلمها ،كتفسَت ال يعذر
أحد ّتهالتو ،كتفسَت يعلمو العلماء ،كتفسَت ال يعلمو إال هللا) ،كقاؿ الزركشي( :التفسَت علم يعرؼ بو
فهم كتاب هللا ا١تنزؿ على نبيو دمحم ﷺ كبياف معانيو كاستخراج أحكامو كحكمو .كاستمداد ذلك من علم
اللغة كالنحو كالتصريف كعلم البياف ،)...كقاؿ ابن عاشور( :إف القرآف كبلـ عرِب؛ فكانت قواعد العربية
طري نقا لفهم معانيو ،كبدكف ذلك يقع الغلط كسوء الفهم ١تن ليس بعرِب ابلسليقة.)...
كا١تفسر إذا دل جيد التفسَت يف كبلـ هللا كسنة رسوؿ هللا ككبلـ الصحابة كالتابعُت فإنو يرجع إذل اللغة العربية.
كلذا كاف من شركط ا١تفسر :ا١تعرفة بلغة العرب ،قاؿ ٣تاىد( :ال حيل ألحد يؤمن اب﵁ كاليوـ اآلخر
أف يتكلم يف كتاب هللا إذا دل يكن عال نػما بلغات العرب) ،كقاؿ مالك بن أنس( :ال أكتى برجل يفسر
كبلـ هللا ،كىو ال يعرؼ لغة العرب ،إال جعلتو نكاالن) ،كقاؿ ابن فارس( :من أراد معرفة ما يف كتاب هللا
جل كعز ،كما يف سنة رسوؿ هللا ﷺ ،من كل كلمة غريبة أك نظم عجيب ،دل جيد من العلم ابللغة بدِّا).
كمن علوـ العربية اليت ٢تا أثر كبَت يف تفهم القرآف كتدبره كاستنباط دالالتو كالكشف عن إعجازه :علم
الببلغة؛ فهو مفتاح من مفاتيح التدبر ،بل ال يتم تدبر القرآف كتعقلو كتذكره إال ١تن عرؼ أساليب العرب
يف ببلغتها ،كقد قاؿ هللا هلالج( :ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [الدخاف.]ٖٓ :
كقد أ ٌكد العلماء على أمهية ٖتصيلو للمفسر؛ ٠تصوصيتو يف فهم القرآف الكرمي ،قاؿ الز٥تشرم يف
36
مقدمة تفسَته(ُ) عن علم التفسَت( :ال يتم لتعاطيو كإجالة النظر فيو كل ذم علم ...إال رجل قد برع يف
علمُت ٥تتصُت ابلقرآف كمها :علم ا١تعاين ،كعلم البياف(ِ)) .كقاؿ السكاكي عن علمي ا١تعاين كالبياف
الببلغيُت( :الواقف على ٘تاـ مراد اٟتكيم تعاذل كتقدس من كبلمو مفتقر إذل ىذين العلمُت كل
االفتقار)(ّ) ،كيرل ابن خلدكف (تَٖٖىػ) أف ا١تفسرين ىم (أحوج ما يكوف إذل ىذا الفن)(ْ) ،كقاؿ
ابن عاشور( :لعلمي البياف كا١تعاين مزيد اختصاص بعلم التفسَت؛ ألهنما كسيلة إلظهار خصائص الببلغة
القرآنية ،كما تشتمل عليو اآلايت من تفاصيل ا١تعاين ،كإظهار كجو اإلعجاز؛ كلذلك كاف ىذاف العلماف
يسمياف يف القدمي :علم دالئل اإلعجاز)(ٓ) ،كقاؿ( :ا١تفسر ْتاجة إذل بياف ما يف آم القرآف من طرؽ
االستعماؿ العرِب كخصائص ببلغتو كما فاقت بو آم القرآف يف ذلك ...لئبل يكوف ا١تفسر حُت يعرض
عن ذلك ٔتنزلة ا١تًتجم ال ٔتنزلة ا١تفسر)(ٔ).
كيف ىذا القسم من ا١تقرر سنعرض ٞتملة من األساليب الببلغية ،كنبُت أثرىا يف تدبر دالالت القرآف الكرمي.
كأما الوحدة األكذل منو فهي تتناكؿ مفهوـ الببلغة ،كالدالالت الببلغية ،كا١تقصود بتدبر الدالالت
الببلغية ،كنعرض ١تهارة األسئلة الببلغية يف تدبر الدالالت.
(ُ) تفسَت الز٥تشرم الذم أٝتاه" :الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل" ىو تفسَت زاخر ِببراز معادل القرآف اإلعجازية
كالببلغية ،كقد حاز إعجاب ا﵀ققُت من العلماء من ىذه الناحية ،حىت إف اإلماـ ابن تيمية قاؿ عنو« :بصرؼ النظر
عما فيو من االعتزاؿ فهو تفسَت دل يسبق مؤلفو إليو١ ،تا أابف فيو من كجوه ٚتاؿ النظم القرآين كببلغتو .فقد برع يف كثَت
من العلم» اىػ .إال أف أىل السنَّة ٢تم عليو مبلحظات كثَتة ،أبرزىا:
ُ .نشر عقائد ا١تعتزلة من خبلؿ التعسف يف فهم اآلايت القرآنية.
ّ .كثرة األحاديث ا١توضوعة. ِ .إنكار قراءات صحيحة مشهورة.
(ِ) "علم البياف" يف نص الز٥تشرم ىو :علم الببلغة .كأما "علم ا١تعاين" فليس ىو علم ا١تعاين الببلغي ،كإمنا ىو علم "معاين
القرآف" الذم يعٌت ابللغة يف بياف ألفاظ القرآف.
(ّ) مفتاح العلوـ ،ُِٔ :كينظر.ُِْ :
(ْ) اتريخ ابن خلدكف.ِٕٔ/ُ :
(ٓ) تفسَت التحرير كالتنوير.ُٗ/ُ :
(ٔ) تفسَت التحرير كالتنوير.َُِ/ُ :
37
املْضْع األّل
مفَْو البالغ٘
38
أك اجملاز ،أك غَت ذلك من األساليب ْتسب ما تقتضيو اٟتاؿ؛ ك٢تذا قاؿ العرب :لكل مقاـ مقاؿ.
فإنشاء ا٠تطاب البليغ يتأثر أبحواؿ ا١تتكلم كا١تخاطىب كما حييط هبما ،كما يراعي سياؽ النص كما
ٚتيعا ،كعلى حسببُت ألفاظو كتراكيبو من عبلقات كمناسبات .كا١تتكلم البليغ يراعي ىذه األحواؿ ن
مراعاتو ألحواؿ ا٠تطاب ترتفع ببلغتو؛ ك٢تذا خيتلف البلغاء ْتسب اختبلفهم يف مراعاة الكبلـ ١تقتضى
اٟتاؿ.
مثاؿ:
منكرا لوجود الرب ،فإف حاؿ اإلنكار تقتضي أتكيد الكبلـ أبدكات لو أراد متكلم أف خياطب ن
التأكيد ،مع اإلطناب يف االستدالؿ على كجود الرب أبدلة عقلية.
فػ"اٟتاؿ" يف ا١تخاطىب ىي اإلنكار ،ك"مقتضى اٟتاؿ" ىو التأكيد كاإلطناب كاستخداـ األدلة
العقلية.
قاؿ ابن خلدكف( :إذا حصلت ا١تلكة التامة يف تركيب األلفاظ ا١تفردة للتعبَت هبا عن ا١تعاين
ا١تقصودة ،كمراعاة التأليف الذم يطبق الكبلـ على مقتضى اٟتاؿ ،بلغ ا١تتكلم حينئذ الغاية من إفادة
مقصوده للسامع ،كىذا ىو معٌت الببلغة)(ُ).
39
املْضْع الجاىٕ
مفَْو تدبر الدالالت البالغٔ٘
40
اختً ىبلفنا ىكثً نَتا﴾ [النساء،]ِٖ: ًً قولو تعاذل﴿ :أىفى ىبل يػت ىدبػَّرك ىف الٍ يقرآ ىف كلىو ىكا ىف ًمن ًعٍن ًد ىغ ًَت ًَّ
اّلل لىىو ىج يدكا فيو ٍ ٍ ٍ ٍ ىٍ ىى ي
كاالختبلؼ مبلزـ لكبلـ اإلنساف سواء يف معانيو أـ يف مبانيو ،كأما القرآف العظيم فبل اختبلؼ فيو كال
تفاكت يف لفظو كال يف نظمو ،كال يتبُت ذلك إال بتدبر ببلغتو.
كتدبر الببلغة القرآنية يفيد يف إثبات اإلعجاز القرآين الذم يدؿ على صدؽ النيب ﷺ .كما يفيد يف
معرفة مقاصد األلفاظ كالًتاكيب كاألساليب كاستنباط ا١تعاين اليت تكتنزىا اآلايت ،كىي معاف مرادة ما
دامت ألفاظ القرآف كتراكيبو ٖتتملها؛ ألف القرآف الكرمي يقصد إذل ٗتَت األلفاظ كاألساليب الًتكيبية
كالبيانية؛ ١تا كراءىا من الدالالت اليت تكمن فيها معاف خفية ،ىذه ا١تعاين ال تدرؾ إال ابلتدبر يف األلفاظ
كاألساليب القرآنية.
قاؿ ابن تيمية حينما تناكؿ ا١تغايرة بُت االٝتية كالفعلية يف سورة "الكافركف"( :القرآف تنزيل من
حكيم ٛتيد ،كىو كتاب أحكمت آايتو مث فصلت؛ كلو أف رجبلن من بٍت آدـ لو علم أك حكمة أك
خطبة أك قصيدة أك مصنف ،فهذب ألفاظ ذلك ،كأتى فيو ٔتثل ىذا التغاير ،لعيلم أنو قصد يف ذلك
حكمة ،كأنو دل خيالف بُت األلفاظ مع اٖتاد ا١تعٌت سدل .فكيف بكبلـ رب العا١تُت كأحكم
اٟتاكمُت؟!)(ُ).
وعلى ىذا فادلراد بتدبر الدالالت البالغية:
النظر يف األساليب البالغية القرآنية؛ للتوصل إىل ما تفيده من معان وأغراض.
مثال :قولو ( :ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ)[الفاٖتة.]ٓ :
األسلوب :تقدمي ا١تفعوؿ بو (ﭢ) على الفعل (ﭣ).
الداللة :أفاد أسلوب التقدمي يف ىذه اآلية قصر العبادة على هللا كحده ال شريك لو ،كلو جاء النظم
من غَت تقدمي -كأف يقاؿ :نعبدؾ -دل يدؿ على ىذا ا١تعٌت.
41
املْضْع الجالح
أشٝل٘ تدبر األشالٔب البالغٔ٘
يع ٌد السؤاؿ أداة مهمة لفهم النص كاستظهار معانيو كاستكشاؼ خفاايه كاستنطاؽ دالالتو.
كالتساؤؿ مع آايت القرآف الكرمي من مفاتيح التدبر ك٤تفزاتو؛ فهو جيعل ا١تتدبر يف ٖتد مع أسئلتو،
فيتعمق يف أتملو كتدبره ،كيتحفز إذل البحث يف كتب التفسَت كمعاين القرآف لئلجابة عن تلك األسئلة
اليت تلح عليو.
ك٣تاالت األسئلة التدبرية متنوعة ،منها ما يتعلق اب١تقاصد ،كمنها ما يتعلق ابألحكاـ ،كمنها ما يتعلق
ابلببلغة ،كىي ا١تقصودة ىنا.
كتتجو األسئلة ٨تو األساليب الببلغية يف األلفاظ كاٞتمل كاآلايت كالسور؛ ليكوف اٞتواب عنها مبيننا
دالالهتا ا١تعنوية كاإلعجازية.
كال يقف السؤاؿ عند حدكد اآلية بل يتعداىا إذل ا١تقارنة بينها كبُت غَتىا من اآلايت يف السورة أك
يف السور األخرل.
علما ابلببلغة كانت أسئلتو أكثر كأعمق.
ككلما كاف ا١تتدبر أكثر ن
كمثل ىذه األسئلة الببلغية موجودة عند بعض ا١تفسرين كالز٥تشرم كالرازم كابن عرفة كالبسيلي
كغَتىم ،كىي ظاىرة يف كتب "ا١تتشابو اللفظي" ،كٙتة مؤلفات معاصرة فيها ،كمنها :أسئلة بيانية يف
القرآف الكرمي للدكتور فاضل السامرائي ،كمن غريب ببلغة القرآف الكرمي يف سوريت الفاٖتة كالبقرة (ُُّٔ
سؤاؿ كجواب) للدكتور عادؿ الركيٍت.
42
صورا شىت للوصوؿ إذل سر التعبَت كداللتو ،كمنها: كتتخذ أسئلة التدبر الببلغية ن
ُ١ -تاذا ،أك :لً ىػم؟
يبحث عن سر التعبَت ابأللفاظ كاألساليب.
ِ -ماذا لو؟
يبحث عن البدائل اللفظية كالًتكيبية كالبيانية ،كيوازف معها ليظهر سر التعبَت القرآين كداللتو.
ّ -ما الفرؽ؟
يبحث عن ا١تواضع األخرل ا١تشاهبة يف القرآف ،كيوازف معها ليظهر سر التعبَت القرآين كداللتو.
مثال:
اآلية األكذل من سورة الكوثر﴿ :إً َّّن أ ٍىعطىٍيػنى ى
اؾ الٍ ىك ٍوثػىىر﴾.
١ -تاذا جاء التعبَت عن الرب سبحانو بضمَت اٞتمع كليس اإلفراد؟ ماذا لو قيل :إنًٌػي؟
١ -تاذا عرب ابلضمَت كليس االسم الظاىر؟ ماذا لو قيل :إف هللا؟
١ -تاذا عرب بضمَت اٞتمع (ّن)؟ ماذا لو قيل٨ :تن؟
١تاذا أكد ا٠ترب؟ -
١تاذا جاء التأكيد ِبف؟ ماذا لو قيل :قد أعطيناؾ؟ -
١تاذا قدـ ا١تسند إليو "ضمَت اٞتبللة"؟ -
اؾ ىسٍبػ نعا
﴿كلىىق ٍد آتىػٍيػنى ى
١تاذا عرب ابإلعطاء دكف اإليتاء؟ ماذا لو قيل :آتيناؾ؟ يف موضع آخر قاؿ هللا :ى -
اؾ ًم ٍن لى يد َّّن ًذ ٍكنرا﴾ ما الفرؽ؟
ًم ىن الٍ ىمثى ًاين ىكالٍ يق ٍرآ ىف الٍ ىع ًظ ىيم﴾ ﴿ ىكقى ٍد آتىػٍيػنى ى
١تاذا عرب عن اإلعطاء ابلفعل؟ -
١تاذا عرب عن اإلعطاء ابلفعل ا١تاضي؟ ماذا لو قيل :إّن نعطيك؟ -
٤تمدا ،أك :إّن أعطيناه؟
١تاذا جاء الكبلـ على ا٠تطاب للنيب ﷺ؟ ماذا لو قيل :إّن أعطينا ن -
كوثرا؟
١تاذا عيٌرؼ "الكوثر"؟ ماذا لو قيل :ن -
43
١ -تاذا دل يقيد "الكوثر" اب١تضاؼ "هنر"؟ ماذا لو قيل :أعطيناؾ هنر الكوثر؟
..............................................................................................
..............................................................................................
..............................................................................................
44
45
46
أهداف الوحدة:
ِْ ٤تاضرة
47
متهيد:
ليس الشأف يف الببلغة أف ييضم بُت األلفاظ كيؤلف بينها كيفما اتفق ،كلو جاءت فصيحة
نظما يكشف عما معربة على ما يقتضيو علم النحو ،كلكن شأف البليغ أف حيسن انتقاء ألفاظو ،مث ينظم بينها ن
يف نفسو ،كينفذ بو يف نفس ٥تاطىبو ،فيبلغ بو كنو مراده.
كالنظم القرآين نظم ٤تكم بديع بليغ معجز ،قاؿ الطربم( :كمن أشرؼ تلك ا١تعاين اليت فضل هبا
كتابينا سائر الكتب قبلو :نظمو العجيب كرصفو الغريب كأتليفو البديع ،الذم عجزت عن نظم ً
مثل
كٖتَتت يف أتليفو الشعراء ،كتلبَّدتأصغ ًر سورة منو ا٠تطباء ،ككلٌت عن كصف شكل بعضو البلغاءَّ ،
التسليم كاإلقر ىار أبنو من عند الواحد القهار) ،كقاؿ
ى قصوران أف أتيت ٔتثلو لديو أفهاـ ال يفهماء ،فلم جيدكا إالٌ
أتملت
(كإمنا يقوـ الكبلـ هبذه األشياء :لفظ حامل ،كمعٌت بو قائم ،كرابط ٢تما ّنظم .كإذا ٌ ا٠تطاِبَّ :
القرآف كجدت ىذه األمور منو يف غاية الشرؼ كالفضيلة ،حىت ال ترل شيئنا من األلفاظ أفصح كال أجزؿ
كتشاكبل من نظمو .ك َّأما ا١تعاين فبل
ن تبلؤما
نظما أحسن أتلي نفا كأشد ن كال أعذب من ألفاظو ،كال ترل ن
خفاء على ذم عقل َّأهنا ىي اليت تشهد ٢تا العقوؿ ابلتقدـ يف أبواهبا ،كالًتقي إذل أعلى درجات الفضل
من نعوهتا ،كصفاهتا.
فأما أف توجد ٣تموعة يف نوع كاحد منو فلم كقد توجد ىذه الفضائل على التفريق يف أنواع الكبلـَّ ،
عددا.
علما كأحصى كل شيء ن توجد إال يف كبلـ العليم القدير ،الذم أحاط بكل شيء ن
معجزا ألنو جاء أبفصح األلفاظ يف أحسن نظوـ التأليف ن فتفهم اآلف كاعلم أف القرآف إمنا صار
مضمننا أصح ا١تعاين).
كسنتناكؿ يف ىذه الوحدة ٚتلة من أحواؿ الًتاكيب يف النظم القرآين ،سواء كانت يف إطار اٞتملة
الواحدة ،أـ أكسع منها ،كمن أبرزىا :ا٠ترب ،كاإلنشاء ،كالتقدمي كالتأخَت ،كاإلطبلؽ كالتقييد ،كالقصر،
كاإلجياز ،كاإلطناب.
48
املْضْع األّل
املكصْد بالرتانٔب البالغٔ٘
الرتاكيب البالغية:
الًتكيب عند الببلغيُت يرد ٔتعٌت أتليف األلفاظ ،كضم بعضها إذل بعض.
نصا كامبلن ،كقد يكوف جزءنا منو .كأقلو :اٞتملة ا١تفيدة فائدة حيسن السكوت كقد يكوف الًتكيب ِّ
عليها.
كأقل ما تًتكب منو اٞتملة االٝتية :ا١تبتدأ كا٠ترب.
كأقل ما تًتكب منو اٞتملة الفعلية :الفعل كالفاعل.
ككل ٚتلة ال ٗتل من ركنُت ،مها:
ٔ -ادلسند إليو :كىو ا١تخرب عنو ،أك ا﵀كوـ عليو ،كا١تبتدأ كما أصلو ا١تبتدأ ،كالفاعل كّنئبو.
ٕ -ادلسند :كىو ا١تخرب بو ،أك ا﵀كوـ بو ،كا٠ترب كما أصلو ا٠ترب ،كالفعل.
كما زاد عليهما فهو من القيود كا١تتعلقات ،اليت تذكر ْتسب ما يقتضيو ا١تقاـ.
مثل :تدبر سعي هد سورة األنفاؿ.
أيسند التدبر إذل سعيد ،فا١تسند :الفعل (تدبر) .كا١تسند إليو :الفاعل (سعيد).
كدل يكن مقصود ا١تتكلم أف خيرب عن سعيد أبنو حصل منو التدبر ِبطبلؽ ،كإمنا يريد تقييد التدبر
بسورة األنفاؿ ،فزاد مفعوالن بو؛ فا١تفعوؿ بو (سورة األنفاؿ) متعلق الفعل كتقييد لئلسناد.
49
وشلا تتناولو بالغة الرتاكيب:
ٗتَت األلفاظ ا١تبلئمة للسياؽ.
ٌُ -
ِ -نوع اٞتملة ا١تركبة :خربية أـ إنشائية.
ّ -أحواؿ ا١تسند كا١تسند إليو ،كما يتعلق هبما.
ْ -أسلوب القصر.
ٓ -الفصل كالوصل.
ٔ -اإلجياز كاإلطناب.
ٕ -العدكؿ عن مقتضى الظاىر.
كغَتىا من ا١تسائل اليت يعٌت هبا علم ادلعاين -أحد علوم البالغة ،-وىو :علم يعرف بو أحوال
اللفظ العريب اليت يطابق هبا مقتضى احلال(ٔ).
كضح عناصر الًتكيب يف قوؿ هللا تعاذل﴿ :إف هللا بكل شيء عليم﴾.
ٌ
..............................................................................................
..............................................................................................
..............................................................................................
..............................................................................................
(ُ) عبد ا١تتعاؿ الصعيدم ،بغية اإليضاح لتلخيص ا١تفتاح يف الببلغةُِْٔ ،قََِٓ -ـ ،ط ،ُٕ:مكتبة اآلداب ،القاىرة
ُ.ّّ /
50
املْضْع الجاىٕ
اصطفا ٛاأللفاظ يف الرتانٔب
قبل اٟتديث عن ببلغة األساليب الًتكيبية حيسن اإلشارة إذل ببلغة ٗتَت األلفاظ اليت تتألف منها
الًتاكيب.
كاللفظة ا١تفردة ال توصف ابلببلغة كال يتبُت ٘تاـ دالالهتا إال يف نظم كتركيب؛ ألهنا حينئذ يتبُت مدل
مناسبتها للمقاـ كمراعاهتا ١تقتضى اٟتاؿ.
كقد قاؿ عبد القاىر اٞترجاين بعد أف ٖتدث عن أثر النظم يف حسن األلفاظ يف قوؿ هللا :
ود ً ًضي األىمر كاستػوت علىى ٍ ً ً ًً ً ً ً ً
يل بػي ٍع ندا
م ىكق ى
اٞتي ٌ ض ابٍػلىعي ىماءىؾ ىكىاي ىٝتىاءي أىقٍلعي ىكغ ى
يض الٍ ىماءي ىكقي ى ٍ ي ى ٍ ى ى ٍ ى يل ىاي أ ٍىر ي
﴿ ىكق ى
ً ً ًً
اتضاحا ال يدع للشك ٣تاالن أف األلفاظ ال تتفاضل من ن ُت﴾ [ىود ]ْْ :قاؿ( :اتضح إذف ل ٍل ىق ٍوـ الظَّالم ى
حيث ىي ألفاظ ٣تردة ،كال من حيث ىي كلم مفردة ،كأف الفضيلة كخبلفها يف مبلءمة معٌت اللفظة ١تعٌت
اليت تليها ،كما أشبو ذلك ٦تا ال تعلق لو بصريح اللفظ .ك٦تا يشهد لذلك أنك ترل الكلمة تركقك
كتؤنسك يف موضع ،مث تراىا بعينها تثقل عليك كتوحشك يف موضع آخر)(ُ) ،مث قاؿ( :كىذا ابب
السماؾ ،كترل ذاؾ ً
كلما أبعياهنا ،مث ترل ىذا قد فىػىرع ٌ
كاسع ،فإنك ٕتد مىت شئت الرجلُت قد استعمبل ن
قد لصق ابٟتضيض ،فلو كانت الكلمة إذا ىح يسنت ىح يسنت من حيث ىي لفظ ،كإذا استحقت ا١تزية
حاؿ ٢تا مع أخواهتا السبب يف ذلك ه ى كالشرؼ استحقت ذلك يف ذاهتا كعلى انفرادىا ،دكف أف يكوف
51
أبدا)(ُ).
أبدا أك ال ٖتسن ن
اجملاكرة ٢تا يف النظم١ ،تا اختلف هبا اٟتاؿ ،كلكانت إما أف ٖتسن ن
إف اللفظة البليغة ىي اليت ٗتتار بعناية لتدؿ على ا١تراد بدقة ،كال تظهر تلك الداللة الدقيقة إال يف
نظم يراعي مقتضى اٟتاؿ.
مفهوم اصطفاء األلفاظ:
َّخَت كاالنتقاء للصايف ً
النقي ا٠تالص. االصطفاء -يف اللغة -االختيار كالت ُّ
كيقصد ابصطفاء األلفاظ :الدقة يف ٗتَت اللفظة الفصيحة اليت تعرب عن ا١تعٌت ا١تراد كتبلئم السياؽ.
منزلة اصطفاء األلفاظ من البالغة:
اصطفاء األلفاظ ىو أكؿ معادل الببلغة كأركاهنا ،كما قاؿ أبو ىبلؿ العسكرم( :مدار الببلغة على
ٗتَت اللفظ)(ِ)؛ ألف البليغ ال يعرب أبم لفظ ،بل ينثر األلفاظ ٖتت نظر عقلو فيصطفي منها الفصيح،
نصو.
الذم يناسب غرضو ،كيبلئم ٥تاطىبو ،كأيتلف مع ٌ
قاؿ ا٠تطاِب( :اعلم أف عمود ىذه الببلغة اليت ٕتمع ٢تا ىذه الصفات ىو كضع كل نوع من األلفاظ
اليت تشتمل عليها فصوؿ الكبلـ موضعو األخص األشكل بو ،الذم إذا أبدؿ مكانو غَته جاء منو إما
تبدؿ ا١تعٌت الذم يكوف منو فساد الكبلـ ،كإما ذىاب الركنق الذم يكوف منو سقوط الببلغة ،ذلك أف
يف الكبلـ ألفاظنا متقاربة يف ا١تعاين ،حيسب أكثر الناس أهنا مًتادفة متساكية يف إفادة بياف مراد ا٠تطاب،
كالعلم كا١تعرفة ،كاٟتمد كالشكر ،كالبخل كالشح ...كاألمر فيها كيف ترتيبها عند علماء أىل اللغة ٓتبلؼ
ذلك ،ألف لكل لفظة منها خاصية تتميز هبا عن صاحبتها يف بعض معانيها ،كإف كاّن يشًتكاف يف
بعضها)(ّ).
(ُ) ا١ترجع السابق ،ْٖ :كينظر ،ٖٕ :كسر الفصاحة ،ٓٓ :كا١تثل السائر ُْٔ/ُ :كِْٔ.
(ِ) أبو ىبلؿ العسكرم ،كتاب الصناعتُت (ُ.)ٖ/
(ّ) ا٠تطاِب ،بياف إعجاز القرآف (ص ِٗ).
52
كالقرآف الكرمي يرِب على اصطفاء اللفظ ا١تناسب للحاؿ ،كمن الشواىد على ذلك قوؿ هللا تعاذل:
ىسلى ٍمنىا كلى َّما يى ٍد يخ ًل ًٍ
اإلديىا يف ًيف قيػليوبً يك ٍم﴾ [اٟتجرات،]ُْ: ً ً ً
اب ىآمنَّا قي ٍل ىدلٍ تيػ ٍؤمنيوا ىكلىك ٍن قيوليوا أ ٍ ى ﴿قىالىت ٍاأل ٍىعىر ي
اعنىا ىكقيوليوا انٍظيٍرىّن﴾ [البقرة.]َُْ: كقولو تعاذل﴿ :اي أىيػُّها الَّ ًذين آمنيوا ىال تىػ يقوليوا ر ً
ى ى ى ى ى
عناصر اللفظة:
كاختيار اللفظة اليت تدؿ على ا١تعٌت ا١تراد يتناكؿ عنصرين فيها:
األكؿ :مادة الكلمة ،أك ما يسمى ابٞتذر ،الذم تشتق منو سائر الصيغ ،كترمز للداللة األصلية
للمادة ،فمادة العلم :علم ،كا١تعرفة :عرؼ ،كاجمليء :جاء ،كاإلتياف :أتى.
كتظهر ىنا ببلغة ا١تتكلم يف اختيار ا١تادة اليت تعرب بدقة عن ا١تعٌت ا١تراد ٓتبلؼ ا١تواد األخرل اليت
يدا من الدقة يف
أيضا اٞترس الصويت ٟتركؼ ا١تادة اليت تعطي مز ن تشاركها يف أصل ا١تعٌت ،كيتعلق بذلك ن
التعبَت ٓتبلؼ ا١تواد األخرل اليت ال يتوافر فيها من الداللة الصوتية ما يراعي مقتضى اٟتاؿ ،كما يتعلق
أيضا اختيار ا١تادة اليت تتبلءـ مع غَتىا يف سياؽ الكبلـ.
بذلك ن
الثاين :الصيغة ،كىي ىيئة الكلمة ا١تشتقة من ا١تادة األصلية ،كتشتق الكلمات من اٞتذر على صيغ
كثَتة ،تعطي داللة كظيفية للكلمة ،كمن الصيغ :اسم الفاعل كاسم ا١تفعوؿ كالصفة ا١تشبهة كأكزاف
كعلًم ،كيىػ ٍعلم ،كعلماء ،كعا١توف...
األفعاؿ كأنواع اٞتموع ،مثل :عادل ،كمعلوـ ،كعليم ،ى
كتظهر ىنا ببلغة ا١تتكلم يف اختيار الصيغة اليت تدؿ على الوظيفة ا١تطلوبة ،كاالختيار بُت الصيغ
تعبَتا كأرعى ١تقتضى اٟتاؿ.
ا١تتشاهبة ١تا ىو أدؽ ن
كاختيار األلفاظ يف كبل اٞتانبُت ال يتم إال من خبلؿ النظر يف موضعها من النص على ما يقتضيو
اٟتاؿ (كلعل تعبَت اللفظ عن ٘تاـ ا١تعٌت ا١تراد ،كاستقراره يف مكانو من أشق ما يعانيو البليغ ،كمن أدؿ
53
الدالئل -إف كفق إليهما -على قدرتو البيانية)(ُ).
كبذلك يتفاكت البلغاء يف حسن اختيار األلفاظ اليت تنبئ عن مكنوّنت النفس كمراداهتا ،كتصور
اٟتاؿ اليت نيظم الكبلـ على مقتضاىا.
االصطفاء القرآين لأللفاظ ودالالهتا:
لن يبلغ أحد الكماؿ يف ٗتَت األلفاظ ا١تبلئمة ١تقتضى اٟتاؿ بعد كتاب هللا ،الذم أعجز ا٠تلق
بببلغتو كحسن نظمو.
كأئمة اللغة كالبياف كالتفسَت الذين درسوا إعجاز القرآف كببلغتو ،كاستقرؤكا ألفاظو ،كتتبعوا نظمو
يقرركف أف القرآف الكرمي ينظم كل لفظة يف موضعها ا١تبلئم ٢تاْ ،تيث ال تغٍت لفظة أخرل عنها مهما
اشًتكت معها يف ا١تعٌت ا١تعجمي ،كلتلك اللفظة خصوصية يف سياقها ال تكوف لؤللفاظ األخرل.
ب كبلـ العرب كزبدتو ،ككاسطتو ككرائمو ،كعليها اعتماد كٟتسن اصطفاء القرآف أللفاظو صارت (لي ٌ
كح ىكمهم ،كإليها مفزع ح ٌذاؽ الشعراء كالبلغاء يف نظمهم كنثرىم ،كما الفقهاء كاٟتكماء يف أحكامهم ً
عداىا كعدا األلفاظ ا١تتفرعات عنها كا١تشتقات منها ،ىو ابإلضافة إليها كالقشور كالنول ابإلضافة إذل
أطايب الثمرة ،ككاٟتيثالة كالتًٌنب ابإلضافة إذل لبوب اٟتنطة) كما قاؿ الراغب األصفهاين(ِ) ،كقاؿ ابن
القيم( :أسرار مفردات القرآف كمركباتو فوؽ عقوؿ العا١تُت)(ّ) ،كقاؿ الدكتور دمحم ندمي فاضل( :ليس
اللفظ يف القرآف كما يكوف يف غَته ،فكل لفظة يف اآلية تكاد تكوف آية؛ فهي ٖتمل معٌت ،كتومئ إذل
معٌت ،كتستتبع معٌت ،كىذا ما ليس يف الطاقة البشرية)(ْ).
54
ومن الشواىد على حسن اصطفاء األلفاظ القرآنية ،وما تتضمنو من دالالت ما أييت:
اّللً َوذَ ُروا
اس َع ْوا إً ىذل ًذ ٍك ًر َّ لص ىبلةً ًمن يػوًـ ٍ ً
م لً َّ ً ً َّ ً
اٞتي يم ىعة فَ ْ ٍ ىٍ ُ -قاؿ هللا تعاذل ﴿ :ىاي أىيػُّ ىها الذ ى
ين ىآمنيوا إ ىذا نيود ى
الٍبىػٍي ىع﴾ [اٞتمعة.]ٗ:
من مرادفات "اسعوا" :امشوا ،أسرعوا ،اقصدكا ...لكن عرب ابلسعي ألف ا١تراد اٟتث على االىتماـ
بصبلة اٞتمعة كالقصد إليها ّتد كتبكَت كاإلقباؿ عليها ابلقلب كالعمل ،يف مقابل اإلقباؿ على البيع،
كليس ا١تقصود ٣ترد ا١تشي إليها سواء ِبسراع أـ ببطء ،كاإلسراع إذل الصبلة منهي عنو ،كينايف السكينة
كا٠تشوع.
كدل يعرب ابلقصد ،مع أف السعي إذل الشيء ٔتعٌت :القصد؛ ألف القصد كحده ليس مر نادا ،كإمنا ىو
قصد مضي كعمل كاىتماـ كإقباؿ.
كمن مرادفات "ذركا" :اتركوا .كعيرب بػ"ذركا" ألنو ترؾ للشيء عن قلة اعتداد بو كاكًتاث لو.
كمن ا١تعاين التدبرية اليت تفيدىا األلفاظ:
-على ا١تؤمن إذا نودم لصبلة اٞتمعة أف يقصد إليها كجيمع قلبو عليها كينقطع عن أمور الدنيا حىت
تنقضي.
-ىواف الدنيا يف قلب ا١تؤمن كخاصة إذا عارضت طاعة ﵁ .
-تعظيم شأف خطبة اٞتمعة كصبلهتا.
56
االستماع :اإلصغاء ،كعرب يف اآلية ً
ابستمع على كزف (افتعل)؛ ألف االفتعاؿ فيو مبالغة يف الفعل عن ي
طلب كقصدٓ ،تبلؼ "السماع" الذم فعلو ىً
"ٝت ىع".
كمن ا١تعاين التدبرية اليت أفادهتا الصيغة:
متدبرا.
-أف الرٛتة اليت تكوف ١تن تيلي عليو القرآف إمنا ٖتصل ١تن ألقى إليو ٝتعو كأصغى بقلبو ن
-كأف من اكتفى ٔتجرد السماع للقرآف دكف االستماع لو بتدبر كحضور قلب حرـ من الرٛتة كفاتو خَت كثَت.
ض أ ٍىـ أ ىىر ىاد هبًً ٍم ىربػُّ يه ٍم ىر ىش ندا﴾ [اٞتن.]َُ : ىشّّر أي ًر ى ً
يد ٔتى ٍن ًيف ٍ
األر ً ٓ -قاؿ تعاذل ﴿ :ىكأ َّىّن ال نى ٍد ًرم أ ى
يصاغ الفعل للمبٍت للمعلوـ فيظهر فاعلو ،كقد يصاغ ١تا دل يسم فاعلو (ا١تبٍت للمجهوؿ) ،كيف ىذه
اآلية جاءت كلتا الصيغتُت؛ ففي إرادة الرشد أيسند الفعل إذل هللا ،كيف إرادة الشر بيٍت الفعل ١تا دل
يسم فاعلو ،مع أف الفاعل لذلك ىو هللا .
كيفيد ذلك :لزكـ األدب فيما يوصف بو هللا كيضاؼ إليو ،قاؿ ابن كثَت يف تفسَته( :ىذا من
أدهبم يف العبارة ،حيث أسندكا الشر إذل غَت فاعل ،كا٠تَت أضافوه إذل هللا .)
ين ىك ىف يركا أ ٍىكلًيى ياؤيى يم ً َّ ً ً ً ً
ين ىآمنيوا يخيٍ ًر يج يه ٍم م ىن الظُّلي ىمات إ ىذل النُّور ىكالذ ى
﴿اّلل كً ُّ َّ ً
رل الذ ى ٔ -قاؿ تعاذلَّ :ي ى
اب النَّا ًر يى ٍم فً ىيها ىخالً يدك ىف﴾ [البقرة.]ِٕٓ: ىص ىح يكأ ٍات أيكلىئً ى الطَّاغيوت يخيٍ ًرجونىػهم ًمن النُّوًر إً ىذل الظُّليم ً
ى ي ي يٍ ى
يف ىذه اآلية كرد لفظ "النور" ابإلفراد ،كلفظ "الظلمات" ابٞتمع ،ككبلمها يف سياؽ كاحد؛ فما داللة
ذلك؟
كحد تعاذل لفظ "النور" كٚتع "الظلمات" ألف اٟتق كاحد كالكفر أجناس قاؿ ابن كثَت يف تفسَتهٌ ( :
السبي ىل فىػتىػ ىفَّر ىؽ بً يك ٍم ىع ٍن ىسبًيلً ًو
اطي يم ٍستى ًقيمان فىاتَّبًعيوهي ىكال تىػتَّبًعيوا ُّ
ىف ى ىذا ًصر ً
كثَتة كلكنها ابطلة ،كما قاؿ ﴿ ىكأ َّ ى ى
ات كالنُّور﴾ كقاؿ تعاذل ﴿ :ىع ًن الٍيى ًم ً ً ىذلً يكم ك َّ ًً
ُت صا يك ٍم بو لى ىعلَّ يك ٍم تىػتَّػ يقو ىف﴾ كقاؿ تعاذل ﴿ :ىك ىج ىع ىل الظُّلي ىم ى ى ٍ ى
َّمائً ًل﴾ إذل غَت ذلك من اآلايت اليت يف لفظها إشعار بتفرد اٟتق كانتشار الباطل كتفرقو كتشعبو). ىكالش ى
57
ئ الٍ يقرآ يف فىاستى ًمعوا لىو كأىنٍ ً
صتيوا لى ىعلَّ يك ٍم تيػ ٍر ىٛتيو ىف﴾ ً
ٍ ي ي ى ﴿كإ ىذا قي ًر ى ٍ -قاؿ هللا تعاذل :ى
[األعراؼ.]َِْ:
ما مرادفات لفظة (أنصتوا)؟ كعبلـ تدؿ دكف مرادفاهتا؟ كما ا١تعٌت التدبرم ا١تستفاد؟
الص ىبل ىة﴾ [البقرة.]ّ:
يمو ىف َّ ً
-قاؿ هللا تعاذل ﴿ :ىكييق ي
ما مرادفات لفظة (يقيموف)؟ كعبلـ تدؿ دكف مرادفاهتا؟ كما ا١تعٌت التدبرم ا١تستفاد؟
َّ ً ً
ين يى ٍم -ما داللة التعبَت ابالسم كالفعل فيما ٖتتو خط يف قوؿ هللا تعاذل﴿ :قى ٍد أىفٍػلى ىح الٍ يم ٍؤمنيو ىف (ُ) الذ ى
َّ ً ً ً ً َّ ً َّ ً ًيف ًً ً
ين يى ٍم ل َّلزىكاة فىاعليو ىف (ْ) ىكالذ ى
ين ضو ىف (ّ) ىكالذ ى ين يى ٍم ىع ًن اللَّ ٍغ ًو يم ٍع ًر ي ص ىبلهت ٍم ىخاشعيو ىف (ِ) ىكالذ ى ى
ً ً ً ً ً
ُت (ٔ) فى ىم ًن َّه ٍم ىغٍيػ ير ىمليوم ى ت أٍىديىانػي يه ٍم فىًإنػ ييى ٍم ل يف يركج ًه ٍم ىحافظيو ىف (ٓ) إًَّال ىعلىى أ ٍىزىكاج ًه ٍم أ ٍىك ىما ىملى ىك ٍ
ين يى ٍم ىعلىى َّ ً ًً ابػتػغىى كراء ذىلًك فىأيكلىئًك ىم الٍعادك ىف (ٕ) كالَّ ًذين ىم ًألىم ى ًً
اّنهت ٍم ىك ىع ٍهدى ٍم ىراعيو ىف (ٖ) ىكالذ ى ى ى يٍ ى ى يي ى ي ٍى ى ى ى ى
صلى ىواهتًً ٍم يحيىافًظيو ىف﴾ [ا١تؤمنوف]ٗ-ُ:؟ ى
ص يمو ىف . ١ -تاذا عرب ابٞتمع يف (شافعُت) كابإلفراد يف (صديق ٛتيم) يف قولو تعاذل﴿ :قىاليوا كىم فًيها ىخيٍتى ً
ىيٍ ى ي
ىضلَّنىا إًَّال الٍ يم ٍج ًريمو ىف .فى ىما لىنىا ًم ٍن ً ض ىبل وؿ يمبً و ً ً
ُت .ىكىما أ ى ب الٍ ىعالىم ى ُت .إً ٍذ ني ىس ًٌوي يك ٍم بًىر ًٌ ىات َّّلل إً ٍف يكنَّا لىفي ى
ُت﴾ [الشعراء]َُِ-ٗٔ:؟ ًً ً ىشافًعًُت .كىال ص ًد ويق ىً
ٛتي وم .فىػلى ٍو أ َّ
ىف لىنىا ىكَّرةن فىػنى يكو ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى ى ى ى
صٍيػنىا ًٍ
اإلنٍ ىسا ىف ﴿كىك َّ(كصى ،اصطرب) دكف صيغة (أكصى ،اصرب) يف قولو تعاذل :ى -ما داللة التعبَت بصيغة ٌ
بًوالً ىدي ًو حسننا﴾ [العنكبوت ]ٖ:كقولو﴿ :كأٍمر أىىلىك ًاب َّ ً
ك ًرٍزقنا ىٍ٨ت ين اصطىً ٍرب ىعلىٍيػ ىها ىال نى ٍسأىلي ى لص ىبلة ىك ٍ ى يٍ ٍ ى ى ٍ يٍ
ك ىكالٍ ىعاقًبىةي لًلتَّػ ٍق ىول﴾ [طو]ُِّ-َُّ:؟ نىػ ٍريزقي ى
58
املْضْع الجالح
اجلنل٘ اخلربٓ٘
60
ادلثال الثاين:
﴿ال ىٍٖتىز ٍف
١تا خاؼ أبو بكر أف يصل الكفار إذل رسوؿ هللا ﷺ كمها يف الغار قاؿ لو النيب ﷺ :ى
إً َّف َّ
اّللى ىم ىعنىا﴾ [التوبة.]َْ :
اخلرب :قولو﴿ :إً َّف َّ
اّللى ىم ىعنىا﴾ ،كقد جاء بعد النهي عن اٟتزف على سبيل التعليل لو.
اّللي ىس ًكينىػتىوي ىعلىٍي ًو﴾ الغرض :تسكُت نفس أِب بكر كتطمينها؛ كلذا قاؿ هللا بعد ذلك﴿ :فىأ ى
ىنزىؿ ٌ
اآلية.
الفائدة :إذا نزؿ اب١تصلح كٔتن معو ما يدعو إذل اٟتزف فليسع يف إذىابو كتطمُت النفوس كتسكينها
بتذكَتىا اب﵁ كمعيتو لعباده كنصره ٢تم ،قاؿ الشوكاين يف تفسَته عند ىذه اآلية( :من كاف هللا معو فلن
يغلب ،كمن ال يغلب فيحق لو أف ال حيزف).
ادلثال الثالث:
(ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ قاؿ آدـ كحواء عليهما السبلـ؛ ١تا أكبل من الشجرة اليت هنيا عنها:
ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ) [األعراؼ.]ِّ :
اخلرب :قو٢تما( :ﭓ ﭔ).
استغفارا.
ن اسًتحاما ك
ن الغرض :قاال ذلك؛
الفائدة :تقدمي االعًتاؼ ابلذنب بُت يدم االستغفار.
61
ّ( -إً َّف ىشانًئى ى
ك يى ىو األىبٍػتىػ ير) [الكوثر .]ّ :
....................................................................................................................................................
....................................................................................................................................................
....................................................................................................................................................
....................................................................................................................................................
62
ذلك قوؿ ا١تنافقُت لشياطينهم﴿ :إً َّّن ىم ىع يك ٍم إًَّمنىا ىٍ٨ت ين يم ٍستىػ ٍه ًزئيو ىف﴾ [البقرة.]ُْ:
الثالث :اخلرب اإلنكاري.
كجواب ،على حسب قوة إنكاره .كىو كثَت يف
كىو الذم يلقى إذل ا١تنكر؛ فيؤكد لو ٔتؤكد أك أكثر ن
٥تاطبة الكفار لتقرير ألوىية هللا كتقرير البعث بعد ا١توت ،كالرد عليهم يف تكذيبهم كإنكارىم ٢تما،
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ كقولو تعاذل:
(ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ)[اٟتج ،]ٕ ،ٔ:كقولو:
﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹)[اٟتج.]ِٔ :
رابعًا :خرّج اخلرب عل ٙخالف مكتط ٙالعاٍر:
فينزؿ خارل الذىن منزلة ا١تتسائل ،أك منزلة ا١تنكر ،فيؤكد لو ا٠ترب ،ككذا
قد خيالف بُت أنواع ا٠تربَّ ،
العكس ،فبل يؤكد ا٠ترب.
أ -إذا جاء ا٠ترب بعد قوؿ يتضمن ما يثَت التساؤؿ أك التعجب ،فيستشرؼ لو ا١تخاطىب استشراؼ
استحساّن.
ن ا١تتسائل ا١تًتدد ،فيؤكد لو ا٠ترب
كيكثر يف القرآف الكرمي يف األخبار اليت أتيت بعد األمر كالنهي تعليبلن ٢تما ،كمن ذلك :قوؿ هللا
لنوح ( :ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ)[ىود.]ّٕ :
(ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ قوؿ هللا ١ توسى :
ﭽ)[الدخاف.]ِْ ،ِّ:
ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ هللا ( :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ
ﮒ)[اإلسراء.]ّٓ :
ب -إذا الح من غَت ا١تنكر ما يدؿ على إنكاره ،أك شبو ْتاؿ ا١تنكر ،أك حصل منو اعتقاد خبلؼ
اٟتكم الذم تضمنو ا٠ترب؛ فيؤكد لو ا٠ترب ،كمن ذلك:
63
قوؿ هللا ( :ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ) [ىود ،]ِٓ :قاؿ ابن عاشور
رٛتو هللا" :أكدت اٞتملة ببلـ القسم كقد؛ ألف ا١تخاطبُت ١تا غفلوا عن اٟتذر ٦تا بقوـ نوح مع ٦تاثلة
حا٢تم ًٌنزلوا منزلة ا١تنكر لوقوع رسالتو"(ُ).
قوؿ هللا ( :ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ) [ا١تؤمنوف.]ُٔ ،ُٓ:
( :ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ قوؿ هللا
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ) [البقرة.]ُُٖ ،َُٖ :
ج -قد يؤكد ا٠ترب للمخاطب خارل الذىن كإف دل حيصل ما يدؿ على إنكار أك اعتقاد ٓتبلؼ
اٟتكم ،إال أف ا٠ترب فيو ما قد يستغربو ا١تخاطب أك يتعجب منو أك يًتدد فيو أك ينكره ،فيؤكد ليقرر لو
ا١تعٌت من أكؿ األمر ،كمن ذلك:
(ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ قوؿ هللا :
ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲) [النساء ،]ِٕ ،ُٕ :قاؿ ابن عاشور رٛتو
هللا" :أ ٌكد ا٠ترب أبقول ا١تؤٌكدات؛ أل ٌف ىذا ا٠ترب من شأنو أف يتلقى ابالستغراب"(ِ).
د -قد خياطب ً
ا١تنكر ببل أتكيد؛ كذلك إذا كاف إنكاره على غَت دليل ،كما ينكره كاضح الدالئل،
ْتيث لو فكر كأتمل لرجع عن إنكاره ،كمن ذلك:
(ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ قوؿ هللا ٥ تاطبنا الكفار الذين ينكركف تنزيل القرآف من هللا :
ﭪ ﭫ ﭬ)[غافر ،]ِ ،ُ:قاؿ ابن عاشور رٛتو هللإ" :تريد ا٠ترب عن ا١تؤكد إخراج لو على خبلؼ
مقتضى الظاىر ّتعل ً
ا١تنكر كغَت ا١تنكر؛ ألنو حيف بو من األدلة ما إً ٍف ىأت َّىملىو ارتدع عن إنكاره ،فما كاف
64
من حقو أف ينكر ذلك"(ُ).
ى -قد أييت ا٠ترب مؤ ن
كدا من غَت نظر إذل كوف ا١تقاـ مقاـ إنكار أك تساؤؿ كتردد ،كإمنا أييت التأكيد
ابتداءن إلرادة تقرير ا١تعٌت ك٘تكينو يف نفس ا١تخاطب ترغيبنا أك ترىيبنا أك تسلية ،أك غَت ذلك ،كمن ذلك:
( :ﭾ ﭿ ﮀ خطاب هللا ألنبيائو كرسلو تثبيتنا ٢تم كتسلية يف مواجهة أقوامهم ،كقولو ُ-
ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)[آؿ عمراف( ،]ِّ :ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ
ﯡ ﯢ)[ىود.]ُُٓ :
(ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ومن الرتغيب: ِ-
ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ
ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ)[التوبة.]ُُُ :
ب ( :ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ وم ن الرتىي ّ-
ﮎ ﮏ)[النور.]َّ :
وم ن التس لية والت أنيس( :ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ْ-
ﮑ ﮒ)[سورة الكوثر].
و -قد أييت التأكيد لبياف شدة حاؿ ا١تتكلم أك ا١توصوؼ يف اإلنكار أك التعجب أك التضرع حاؿ
الدعاء أك رغبتو يف الشيء ك٨تو ذلك ،كمن ذلك:
قوؿ هللا تعاذل( :ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ)[نوح.]ُِ :
قولو تعاذل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ)[ىود.]ِٕ :
قولو تعاذل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)[الشعراء.]ُٔ :
65
قول ػ ػ ػػو تع ػ ػ ػػاذل ( :ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ)[البق ػ ػ ػػرة،ُٓٓ :
ُٔٓ].
أ) ٌبُت نوع اٞتملة ا٠تربية ،كما خرج منها على خبلؼ مقتضى الظاىر فيما أييت:
66
املْضْع الرابع
اجلنل٘ اإلىعاٜ٘ٔ
ذكرّن ساب نقا يف تعريف ا٠ترب أف الكبلـ إف كاف ٦تا يقابل ابلتصديق أك التكذيب فهو ا٠ترب ،كإف كاف
ال يقابل هبما فهو إنشاء.
فاجلملة اإلنشائية ىي اليت ال توصف ابلصدق أو ابلكذب.
وينقسم اإلنشاء قسمٌن:
مطلواب غَت حاصل كقت الطلب.
ن األول :اإلنشاء الطليب ،كىو ما يستدعي
كيشمل :التمٍت ،كاالستفهاـ ،كاألمر ،كالنهي ،كالنداء.
مطلواب.
ن الثاين :اإلنشاء غًن الطليب ،كىو ما ال يستدعي
كمنو :القسم ،كالًتجي ،كصيغ ا١تدح كالذـ ،كغَتىا.
كفيما أييت بعض أساليب اإلنشاء الطليب ،كدالالهتا يف القرآف الكرمي:
أّالً :االشتفَاو:
االستفهام ىو :طلب العلم بشيء غًن معلوم أبدوات خاصة.
أّن ،كمىت ،ك َّأايف،
كمن ،كأم ،ككم ،ككيف ،كأين ،ك ٌ
كمن أدكاتو ا١توضوعة لو :ا٢تمزة ،كىل ،كما ،ى
كغَتىا.
معاين االستفهام:
كثَتا
األصل يف االستفهاـ :طلب العلم بشيء غَت معلوـ؛ فيتطلب السائل جو نااب الستفهامو .إال أنو ن
67
علما كال جو نااب ،كإمنا يريد هبا معاين أخرل ،كاالستبطاء
ما أييت ا١تتكلم بصيغة االستفهاـ كال يتطلب ن
كالتقرير كالتحقَت كالتعجب كاإلنكار كغَتىا ،كىي معاف غَت ٤تصورة ،تفهم من خبلؿ السياؽ كقرائن
األحواؿ ،كقد جيتمع يف االستفهاـ الواحد أكثر من معٌت.
كإذا جاءت صيغة االستفهاـ إلفادة ىذه ا١تعاين فهل يتجرد عنها معٌت االستفهاـ؟ أك يقاؿ :إف معٌت
االستفهاـ ال زاؿ متضمننا فيها؟
الذم يظهر أف معٌت االستفهاـ ملحوظ فيها ،كإال فما معٌت أف يلجأ البليغ إذل صياغة ا١تعٌت
أبسلوب االستفهاـ إذا كاف لذاؾ ا١تعٌت أسلوبو ا٠تاص بو؟! دل يكن ذلك إال حينما كجد يف أسلوب
االستفهاـ ما يؤدم غرضو يف مقاـ التكلم أببلغ ٦تا لو عرب ابألسلوب ا٠تاص ابلغرض.
كلكن ما ا١تعٌت الذم دييز أسلوب االستفهاـ لكي يعرب ا١تتكلم من خبللو عن معاين اإلنكار أك
التعجب أك التقرير أك األمر أك غَت ذلك؟
أبرز ما دييز االستفهاـ :قدرتو العالية على تنبيو النفس ،كإاثرة الذىن ،كاستمالة ا١تخاطب للنظر
كالتدبر كالتأمل.
ومن ادلعاين اليت يفيدىا االستفهام يف القرآن الكرمي ،وتتبٌن مع التدبر وأتمل السياق:
ُ -التقرير :كيراد بو اإلثبات كالتحقيق ،أك ٛتل ا١تخاطب على اإلقرار أبمر قد استقر عنده٨ ،تو
قوؿ هللا تعاذل( :ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩﮪﮫ ﮬ ﮭﮮﮯ ﮰ ﮱ)[الشرحُ:ػ ّ].
(ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ِ -اإلنكار :كما يف قولو تعاذل:
ﭱ) [اإلسراء.]َْ :
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ّ -التعجب مع غًنه :كمنو قولو تعاذل:
ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) [ىود:
ِٕ .]ّٕ ،ففي استفهاـ ا١ترأة؛ تعجب كاستبعاد ،كيف استفهاـ ا١تبلئكة؛ تعجب كإنكار.
68
(ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ْ -االستبطاء :كمنو قولو تعاذل:
ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ)
[البقرة.]ُِْ :
(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ٓ -االستبعاد :كمنو قولو تعاذل:
ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [الدخافَُ :ػ
ُّ].
(ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ) [القارعةُ:ػ ٔ -التهويل :كمنو قولو تعاذل:
ّ].
ٕ -احلث واألمر :كمنو قولو تعاذل( :ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [القمر.]ُٕ :
ٖ -التشويق :كمنو قولو تعاذل( :ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [الصف.]َُ :
(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ٗ -التهكم :كمنو قولو تعاذل:
ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵﮶ ﮷ ﮸ ﮹) [ىود.]ٖٕ :
69
قاؿ تعاذل ( :ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ
ﭿ ﮀ) [النحل.]ْٓ:
كبُت ما تدؿ عليو من معاف.
ب) اذكر ثبلثة استفهامات من سور ٥تتلفةٌ ،
ثاىًٔا :األمر:
األمر ىو :طلب حصول الفعل بصيغة من صيغو األربع:
أ -فعل األمر ،كقوؿ هللا ( :ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) [البقرة.]ُِ :
ب -الفعل ا١تضارع ا١تقركف ببلـ األمر ،كقوؿ هللا ( :ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ)[الطبلؽ.]ٕ :
ج -اس ػ ػ ػػم فع ػ ػ ػػل األم ػ ػ ػػر٨ ،ت ػ ػ ػػو :علي ػ ػ ػػكٔ ،تع ػ ػ ػػٌت :ال ػ ػ ػػزـ ،كق ػ ػ ػػوؿ هللا ( :ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ
ﭯ)[ا١تائدة.]َُٓ :
د -ا١تصدر النائب عن فعل األمر ،كقوؿ هللا ( :ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)[دمحم.]ْ :
دالالت األمر:
جازما على جهة االستعبلء ،فَتاد هبا
األصل يف صيغ األمر أف يطلب هبا حصوؿ الفعل طلبنا ن
التكليف كاإللزاـ.
كقد تدؿ سياقات األمر على معاينى أخر تظهر للمتدبر فيها ،كمنها:
دعاء ،كم ػ ػ ػ ػ ػػا يف قول ػ ػ ػ ػ ػػو تع ػ ػ ػ ػ ػػاذل ( :ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ال ُ-
ﰍ ﰎ)[البق ػػرة ،]ِٖٔ :كال ػػدعاء في ػػو تض ػػرع كخض ػػوع ،كأييت بص ػػيغة األم ػػر إظه ػ ن
ػارا
للرغبة اٞتازمة يف االستجابة للدعاء.
(ﮧﮨﮩﮪﮫﮬ اإلرشاد والنصح ،كىو كصية من غَت إلزاـ ،كما يف قولو تعاذل: ِ-
70
ﮭﮮﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺﮻﮼﮽﮾﮿﯀﯁﯂
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)[القصص .]ٕٕ ،ٕٔ:كلعل التعبَت
كإظهارا للرغبة يف حصولو.
ن ابألمر إشارة إذل أمهية ا١توصى بو،
(ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ اإلابحة ،كما يف قولو تعاذل: ّ-
ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ)[اٞتمعة .]َُ:كلعل التعبَت عن اإلابحة بصيغة األمر؛ إلزالة اٟترج
الذم قد يقع لدل ا١تخاطب يف فعل ا١تأمور بو؛ فقد يتوىم أف الشيء ٤تظور أك مستمر حظره
فيؤمر بو.
(ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ التعجيز ،كما يف قولو تعاذل: ْ-
ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ)[البقرة.]ِّ:
التهدي د ،كم ػػا يف قول ػػو تع ػػاذل( :ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ٓ-
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)[فصلت.]َْ:
(ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ االمتنان ،كما يف قولو تعاذل: ٔ-
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲
﮳)[األنعاـ.]ُُْ:
التمين ،كما يف قولو تعاذل( :ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [ا١تؤمنوف.]ٗٗ: ٕ-
كبُت دالالهتا:
أ) تدبر الصيغ اآلتية لؤلمر يف ضوء سياقاهتاٌ ،
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ قاؿ تعاذل:
ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ)[اٞتمعة.]ٗ :
71
(ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ قاؿ تعاذل:
ﮚ)[البقرة.]ُٖٕ:
تعاذل( :ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) قاؿ
[النحل.]ِّ:
ص يدكًريك ٍم ﴾ اآلية [اإلسراء،َٓ : ً ً ً
قاؿ تعاذل﴿ :قيل يكونيواٍ ح ىج ىارنة أ ٍىك ىحديدان .أ ٍىك ىخ ٍلقان ٌ٦تَّا يى ٍكبيػ ير ًيف ي
ُٓ].
م كلًٍلم ٍؤًمنًُت يػوـ يػ يقوـ ًٍ ًً ً
اب﴾ [إبراىيم.]ُْ :
اٟت ىس ي قاؿ تعاذل ﴿ :ىربػَّنىا ا ٍغف ٍر ًرل ىكل ىوال ىد َّ ى ي ى ى ٍ ى ى ي
كبُت ما تدؿ عليو من معاف.
ب) استخرج من القرآف الكرمي ثبلث صيغ أمر ٥تتلفة الدالالتٌ ،
ثالجًا :اليَٕ:
النهي ىو :طلب الكف عن الفعل .كلو صيغة صرحية كاحدة ،كىي (ال) اٞتازمة ا١تقركنة ابلفعل
ا١تضارع .مثل قوؿ هللا تعاذل﴿ :ال ٕتعل مع هللا إل نػها آخر﴾ [اإلسراء.]ِِ :
دالالت النهي:
األصل يف صيغة النهي أف تكوف على سبيل االستعبلء إلز ناما ابلكف ،كٖتردينا للفعل ،إال أف النهي قد
يدؿ على معاف أخر ،تظهر للمتدبر من خبلؿ سياؽ الكبلـ كقرائن األحواؿ ،كمنها:
الدعاء ،كقولو تعاذل( :ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ُ-
ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ) [البقرة.]ِٖٔ:
(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ٕ -اإلرشاد والنصح ،كقولو تعاذل:
﮵ ﮶ ﮷ ﮸﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁﯂ )[القصص.]ٕٔ:
(ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ االلتماس ،كقولو تعاذل: ّ-
72
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) [األعراؼ.]َُٓ:
التيئيس ،كقولو تعاذل( :ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [التوبة.]ٔٔ: ْ-
كبُت دالالهتا:
أ) تدبر سياقات صيغة النهي فيما أييت من آايتٌ ،
-قاؿ تعاذل﴿ :قاؿ ال ٗتافا إنٍت معكما أٝتع كأرل﴾ [طو.]ْٔ :
كيدا﴾ اآلية [يوسف.]ٓ :
-قاؿ تعاذل﴿ :قاؿ اي بٍت ال تقصص رؤايؾ على إخوتك فيكيدكا لك ن
-قاؿ تعاذل﴿ :كال ٗتزّن يوـ القيامة إنك ال ٗتلف ا١تيعاد﴾ [آؿ عمراف.]ُْٗ :
-قاؿ تعاذل( :ﮈ ﮉﮊ ﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒ) [النحل.]ُ:
كبُت ما تدؿ عليو من معاف.
ب) استخرج من القرآف الكرمي ثبلثة مواضع لصيغة النهي ٥تتلفة الدالالتٌ ،
رابعًا :اليدا:ٛ
النداء ىو :طلب إقبال ادلنادى حبرف من حروف النداء.
أحرف النداء:
اي ،ا٢تمزة ،أم ،آ ،آم ،أاي ،ىيا ،كا.
كىي على ثبلثة أقساـ:
ُ -ما ينادل هبا القريب ،كىي( :ا٢تمزة ،أم).
إشعارا أبنو حاضر يف القلب ال يغيب.
كقد ينزؿ البعيد منزلة القريب فينادل ْتركؼ القرب؛ ن
ِ -ما ينادل هبا البعيد ،كىي( :آ ،آم ،أاي ،ىيا ،كا) .كٗتتص (كا) ابلندبة -كىي :نداء ا١تتفجع
أيضا للنداء ا﵀ض.
عليو أك ا١تتوجع منو -كتستعمل ن
كقد ينزؿ القريب منزلة البعيد فينادل ْتركؼ البعد ألغراض ببلغية ،منها :اإلشعار ببعد منزلتو
73
كمكانتو ،أك لئلشعار ببعده عن القلب لضعتو كا٨تطاط مكانتو ،أك للتنبيو على عظم األمر ا١تدعو لو
ّنئما ،أك لغَت ذلك.
كعلو شأنو ،أك لكونو غافبلن أك ن
ّ -ما ينادل هبا القريب كالبعيد ،كىي( :اي) ،كقيل :إهنا للبعيد ،لكن تيستعمل يف القريب ألغراض ببلغية.
كتتميز (اي) أبهنا أكثر اٟتركؼ استعماالن ،كال ييق ٌدر عند اٟتذؼ سواىا ،كلذا عدىا النحاة أيـ الباب
كأصل حركؼ النداء.
ومل يرد يف القرآن من حروف النداء إال (َي) ،ونودي هبا البعيد والقريب.
وقد حتذف ،ومن ذلك:
ُ -عند نداء الرب هلالج يف مقاـ الدعاء ،كقولو تعاذل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ
ﭘ ﭙ ﭚ) [البقرة .]ُِٕ :كحذؼ حرؼ النداء يف دعاء هللا عز كجل فيو تقوية حضور القلب مع
الرب سبحانو كاستجماعو لو ،كإشعار النفس ٔتزيد من التذلل كالتقرب كااللتجاء إليو؛ ألف الداعي يف
مقرا بوحدانية هللا كمعًتفنا بعبوديتو لو.
مقاـ ابتهاؿ كتضرع ﵁ عز كجل كتقرب إليو كتذلل بُت يديو ن
ِ -يف غَت نداء هللا عز كجل ،كقولو تعاذل( :ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ) [يوسف ،]ِٗ :كيرل بعض
ا١تفسرين أف حذؼ اٟترؼ ىنا لقرب ا١تنادل ،ككماؿ تفطنو للحديث ،كفيو تقريب لو كتلطيف ﵀لو.
دالالت النداء:
األصل يف النداء أف يكوف لطلب إقباؿ ا١تنادل ،إال أنو أييت يف بعض السياقات ألغراض أخرل
يقتضيها ا١تقاـ ،كمن ذلك:
﴿ربػَّنىا ظىلى ٍمنىا أىن يف ىسنىا ىكإً ٍف ىدلٍ تىػ ٍغ ًف ٍر لىنىا ىكتىػ ٍرٛتىٍنىا
ُ -االبتهاؿ إذل هللا يف مقاـ الدعاء ،كقوؿ آدـ كحواء :ى
ً اس ًرين﴾ [األعراؼ ،]ِّ :كقوؿ زكراي ً : لىنى يكونى َّن ًمن ٍ ً
ُت﴾ ت ىخٍيػ ير الٍ ىوا ًرث ى ب ىال تى ىذ ٍرًين فىػ ٍرندا ىكأىنٍ ى ﴿ر ٌ ى ا٠تى ى ٍ
اف﴾ [األنبياء ،]ٖٗ :قاؿ أبو السعود يف تفسَته عند قوؿ هللا تعاذل﴿ :ربػَّنىا إًنػَّنىا ىًٝتعنىا منى ًاداي يػنى ًادم لً ًٍئلديى ً
ٍ ي ن ي ى
[آؿ عمراف( :]ُّٗ :تصدير مقدمة الدعاء ابلنداء إلظهار كماؿ الضراعة كاالبتهاؿ ،كالتأكيد لئليذاف
بصدكر ا١تقاؿ عنهم بوفور الرغبة ككماؿ النشاط) .كتزداد الضراعة بتكرر النداء ،كما يف قولو تعاذل يف
74
آخر سورة البقرة﴿ :آمن الرسوؿ ٔتا أنزؿ إليو من ربو كا١تؤمنوف ﴾ ...اآلايت.
ِ -استمالة قلوب ا١تدعوين كالتلطف معهم كإظهار النصح ٢تم ،إذا كاف النداء بوصف ٤تبب إليهم،
كما يف نداء إبراىيم ألبيو( :ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ)[مرمي ]ِْ:مع
تكرار النداء بعد ذلك؛ ٦تا لو أعظم األثر على نفس ا١تدعو ،قاؿ رشيد رضا يف تفسَت ا١تنار عند تكرر
آد ىـ ىال يىػ ٍفتًنىػنَّ يك يم الشٍَّيطىا يف﴾ اآلية [األعراؼ( :]ِٕ:تكرار النداء يف مقاـ
النداء يف قولو تعاذل ﴿ :ىاي بىًٍت ى
الوعظ كالتذكَت من أقول أساليب التنبيو كالتأثَت ،يعرؼ ذلك اإلنساف من نفسو ،كيشعر بو يف قلبو.
كنظَته يف التنزيل قصة اٞتن من سورة األحقاؼ ،إذ جاء فيها الوعظ كاإلنذار بتكرار النداء :اي قومنا...
اي قومنا ،...ككعظ مؤمن آؿ فرعوف يف سورة غافر :اي قوـ ...اي قوـ)(ُ).
(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ّ -التبشَت كاالبتهاج ،كقولو سبحانو:
ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ)[يوسف.]ُٗ:
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ْ -التعجب كاالستنكار ،كقولو تعاذل:
ﭝ ﭞ) [ىود.]ِٕ:
ٓ -التحسر كالندـ ،كقولو تعاذل( :ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ)[الزمر،]ٓٔ :
كقولو( :ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
ﮩ) [الفرقاف.]ِٖ ،ِٕ:
75
كبُت دالالتو:
أ) تدبر سياقات النداء فيما أييت من آايت ٌ
خامصًا :التنين:
التمين ىو :طلب حصول الشيء عن زلبة لو ورغبة فيو ولو كان مستحيالً.
الفرؽ بُت التمٍت كالًتجي:
٤تبواب كيقاؿ لو:
التمٍت سبق تعريفو .أما الًتجي فهو :ترقب حصوؿ الشيء كتوقعو ،سواء أكاف ن
مكركىا كيقاؿ لو :إشفاؽ.
ن طمع ،أـ
كالفرؽ بينهما:
أ -أف التمٍت أييت يف طلب ا﵀بوب .كالًتجي أييت يف توقع ا﵀بوب كا١تكركه.
ب -أف التمٍت إنشاء طليب؛ ألف فيو طلبنا ٟتصوؿ الشيء ا﵀بوب .كالًتجي إنشاء غَت طليب؛ ألنو
توقع كترقب ال طلب.
ج -أف التمٍت غلب أف يكوف يف طلب ا١تستحيل أك البعيد .كالًتجي يكوف يف القريب.
76
أدوات التمين:
التمٍت لو أداة كاحدة ىي :ليت.
ككردت يف القرآف كما يف قولو تعاذل( :ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ
ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) [القصص ،]ٕٗ:كقولو( :ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ
ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ)[يس ،]ِٕ ،ِٔ:كقولو( :ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ
ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﰤ) [األنعاـ ،]ِٕ :كقولو( :ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ) [الكهف.]ِْ:
كقد تستعمل بعض األدكات يف التمٍت ،كىي دل توضع لو يف األصل ،كمنها :لعل ،كلو ،كىل.
أ -التمين ب (لعل):
األصل يف "لعل" أهنا للًتجي .كتستعمل يف التمٍت؛ إلبراز الػ يمتمٌت يف صورة القريب ،كمن ذلك:
قولو تعاذل ( :ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ُ-
ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ)
[القصص.]ّٖ:
كقولو تعاذل( :ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [غافر.]ّٔ: ِ-
77
ِ .قاؿ تعاذل( :ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ
ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ) [الشورل.]ْْ:
ت -التمين ب (لو):
األصل يف "لو" أنو حرؼ شرط يفيد امتناع اٞتواب المتناع الشرط .كقد يتمٌت بو؛ إلظهار ا١تتمٌت يف
أبدا ،كمن ذلك: صورة ا١تمتنع الذم ال ديكن حصولو ن
ض ػ ىػبل وؿ يمبًػ ػ و ً ً ُ .قول ػػو تع ػػاذل﴿ :قىػػاليوا كى ػػم فًيه ػػا ىخيٍتى ً
ب ُت .إً ٍذ ني ىس ػ ًٌػوي يك ٍم بًػ ىػر ًٌ ص ػ يػمو ىف .ىات َّّلل إً ٍف يكنَّػػا لىف ػػي ى ىي ٍ ى
ىضػلَّنىا إًَّال الٍمج ًرمػو ىف .فىمػا لىنىػا ًمػن ىشػافًعًُت .كىال ص ًػد ويق ىً
ٛتػي وم .فىػلى ٍػو أ َّ
ىف لىنىػا ىك َّػرنة ً
ى ى ى ٍ ى يٍي ُت .ىكىمػا أ ى الٍ ىعالىم ى
ُت ﴾ [الشعراء.]َُِ - ٗٔ : ًً ً
فىػنى يكو ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى
ِ .قولو تعاذل( :ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) [ىود.]َٖ:
78
املْضْع اخلامض
التكدٓه ّالتأخري
األصل يف اٞتملة الفعلية أف يقدـ الفعل على الفاعل ،كيف اٞتملة االٝتية أف يقدـ ا١تبتدأ على ا٠ترب،
مث أييت بعد ذلك ا١تتعلقات.
كقد يعدؿ البليغ عن ىذا األصل ،فيقدـ ما حقو التأخَت ،كيؤخر ما حقو التقدمي؛ مراعاة ١تقتضى
اٟتاؿ .كما يراعي البليغ اٟتاؿ يف ترتيب ا١تعاين اليت يتناك٢تا.
اسع
ابب كثَتي الفوائد ،ىج ُّم ا١تىحاسن ،ك ي
كالتقدمي كالتأخَت -كما قاؿ عبدالقاىر اٞترجاين رٛتو هللا " -ه
بك إًذل لىطيفة"(ُ) .كذكر ابن النقيب أف بعيد الغاية ،ال يز ياؿ يػ ٍفتىػُّر لك عن و
بديعة ،كيػي ٍفضي ى التصرؼ ،يُّ
ى ى
العرب أتوا بو؛ داللة على ٘تكنهم يف الفصاحة ،كملكتهم للكبلـ ،كتصرفهم فيو على حكم ما خيتاركنو،
كانقياده ٢تم لقوة ملكتهم فيو كيف معانيو ،ثقة بصفاء أذىاهنم"(ِ).
األغراض البالغٔ٘ للتكدٓه ّالتأخري:
اضا عديدة ،منها:
ذكر الببلغيوف للتقدمي كالتأخَت أغر ن
ُ .االىتماـ اب١تقدـ؛ لكونو ا١تقصود ابلكبلـ.
ِ .التشويق إذل ذكر ا١تؤخر.
ّ .إرادة تعجيل ا١تقصود من مسرة أك مساءة ،أك تعظيم أك ٖتقَت.
79
ْ .التخصيص.
ٓ .التأكيد كتقوية اٟتكم.
ٔ .دفع توىم ا٠تطأ.
ٕ .تقدمي السبب على ا١تسبب ،أك األكثر على األقل ،أك األعجب ،أك األشرؼ.
ٖ .مراعاة النسق الصويت.
التكدٓه ّالتأخري يف الكرآٌ الهرٓه:
أ -العدول عن األصل النحوي يف ترتيب الكالم:
جيوز ٥تالفة األصل النحوم يف ترتيب الكبلـ ،كأف يقدـ ا٠ترب على ا١تبتدأ ،أك ا١تفعوؿ بو على الفعل،
أك على الفاعل ،أك الظرؼ على عاملو ،يف مواضع مذكورة عند النحويُت.
اضا كيفيد معاين من كراء
كالقرآف حينما يقدـ كيؤخر بُت ا١تواقع اإلعرابية يف اٞتملة فإمنا يقصد أغر ن
تتبُت ابلتدبر كالنظر يف سياؽ اآلية.
ىذا األسلوبٌ ،
وشلا يفيده التقدمي والتأخًن بٌن عناصر اجلملة ما أييت:
ٔ -التخصيص:
-كمن ذلك قوؿ هللا تعاذل( :ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ) [النور.]ِْ :
أفاد تقدمي ا٠ترب "﵁" قصر ا١تلك على هللا .كأفاد تقدمي ا٠ترب "إذل هللا" قصر ا١تصَت على كونو إليو
.
-كقولو تعاذل( :ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ) [الفاٖتة.]ٓ :
يف تقدمي ا١تفعوؿ "إايؾ" على الفعلُت "نعبد ،نستعُت" قصر العبودية كاالستعانة على هللا كحده.
ٕ -أتكيد االىتمام بشأن ادلقدم ،لكونو زلل احلث والرتغيب ،أو اإلنكار والرتىيب:
كمػ ػػن ذلػ ػػك قػ ػػوؿ هللا سػ ػػبحانو( :ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ)[النسػ ػػاء،]ّٔ :
80
اىتماما هبما.
ن قدـ "ابلوالدين"
كقولو تعاذل( :ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ)[البقرة ،]ُِْ :قاؿ ابن عاشور رٛتو هللا:
"تقدمي ا١تفعوؿ كىو لفظ "إبراىيم"؛ ألف ا١تقصود تشريف إبراىيم ِبضافة اسم "رب" إذل اٝتو ،مع
مراعاة اإلجياز"(ُ).
ب -التقدمي والتأخًن بٌن ادلعاين من غًن نظر إىل ادلوقع اإلعرايب:
كلو أغراض كثَتة ْتسب السياؽ ،منها:
ُ -التنبيو إذل العناية بشأف ا١تقدـ كاٟتذر من التهاكف بو ،كتقدمي الوصية على الدَّين يف قولو تعاذل:
(ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ) [النساء ]ُُ :مع أف الوفاء ابلدين مقدـ عليها.
ِ -تقدمي السبب على ا١تسبَّب ،كمن ذلك تقدمي غض البصر يف قولو تعاذل( :ﭾ ﭿ
81
ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ
ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) [النور]ُّ ،َّ:؛ ألف غض البصر طريق إذل
حفظ الفرج.
ّ -تق ػػدمي األغل ػػب عل ػػى األق ػػل يف اٟتك ػػم ،كتق ػػدمي ال ػ ػذكر عل ػػى األنث ػػى يف الس ػػرقة( :ﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ) [ا١تائدة.]ّٖ :
ْ -تقدمي ما يزيل إيهاـ خبلؼ ا١تقصود ،كتقدمي "من آؿ فرعوف" يف قوؿ هللا تعاذل( :ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [غافر ]ِٖ :كلو أخر كصفو "من آؿ فرعوف"
على الكتماف لتوىم أنو يكتم اإلدياف من آؿ فرعوف ،كأنو ليس منهم.
82
ُت ًم ٍن يك ًٌل فى وٌج ىع ًم ويق ﴾ وؾ ًرج ناال كعلىى يك ًل ً ً
ضام ور ىأيٍت ى ٌ ى َّاس ًاب ٍٟتى ًٌج ىأيٍتي ى ى ى ى كقولو تعاذل ﴿ :ىكأ ًىذٌ ٍف ًيف الن ً
[اٟتج.]ِٕ :
دؿ ذلك على أف حج الراجل أفضل من قاؿ القرطيب يف تفسَته( :ل ٌػما قاؿ تعاذل" :رجاالن" كبدأ هبم ٌ
حج الراكب ،قاؿ ابن عباس :ما آسى على شيء فاتٍت إال أف ال أكوف حججت ماشينا؛ فإين ٝتعت هللا
عز كجل يقوؿ" :أيتوؾ رجاالن").
ند ىرٌهبًً ٍم﴾ اآلية [البقرة:
ىج يريى ٍم ًع ى ً كقولو تعاذل﴿ :الَّ ًذين ي ًنف يقو ىف أىموا ى٢تم ًابللَّي ًل كالنػ ً
َّها ًر سِّرا ىك ىع ىبلنيىةن فىػلى يه ٍم أ ٍ
ٍى ي ٍ ى ى ىي
ِْٖ].
قاؿ الرازم يف تفسَته( :يف اآلية إشارة إذل أف صدقة السر أفضل من صدقة العبلنية ،كذلك ألنو قدـ
الليل على النهار ،كالسر على العبلنية يف الذكر)(ُ).
83
ِ -التقدمي كالتأخَت بُت صفات ا١تؤمنُت ا١تفلحُت يف قوؿ هللا تعاذل﴿ :قى ٍد أىفٍػلى ىح الٍ يم ٍؤًمنيو ىف (ُ)
اعليو ىف (ْ) اشعو ىف (ِ) كالَّ ًذين ىم ع ًن اللَّ ٍغ ًو مع ًرضو ىف (ّ) كالَّ ًذين ىم لً َّلزىكاةً فى ً الَّ ًذين ىم ًيف ًً ً
ى ى يٍ يٍ ي ى ى يٍ ى ص ىبلهت ٍم ىخ ي ى ى يٍ
ً ً ً ً ً َّ ً
ُت (ٔ) فى ىم ًن َّه ٍم ىغٍيػ ير ىمليوم ى ت أٍىديىانػي يه ٍم فىًإنػ ي ين يى ٍم ل يف يركج ًه ٍم ىحافظيو ىف (ٓ) إًَّال ىعلى ٰى أ ٍىزىكاج ًه ٍم أ ٍىك ىما ىملى ىك ٍ ىكالذ ى
ين يى ٍم ىعلى ٰى َّ ً ًً ابػتػغىى كراء ٰذىلًك فىأيكٰلىئًك ىم الٍعادك ىف (ٕ) كالَّ ًذين ىم ًألىم ى ًً
اّنهت ٍم ىك ىع ٍهدى ٍم ىراعيو ىف (ٖ) ىكالذ ى ى ى يٍ ى ى يي ى ي ٍى ٰ ى ى ى ى
ًً ً
ك يى يم الٍ ىوا ًرثيو ىف﴾ [ا١تؤمنوف.]َُ-ُ : صلى ىواهت ٍم يحيىافظيو ىف (ٗ) أيكٰلىئً ىى
ّ -تقدمي اللهو على التجارة مث أتخَته عنها يف قولو تعاذل ﴿ :ىكإً ىذا ىرأ ٍىكا ًٕتى ىارنة أ ٍىك ى٢تٍنوا ان ىف ُّ
ضوا إًلىٍيػ ىها
اّلل خيػر َّ ً ً َّ ً ً ً ً ند ًَّ
ُت﴾ [سورة اٞتمعة.]ُُ : الرا ًزق ى اّلل ىخٍيػهر ٌم ىن الل ٍهو ىكم ىن التٌ ىج ىارة ۛ ىك َّي ى ٍ ي وؾ قىائً نما قي ٍل ىما ًع ى
ىكتىػىريك ى
84
املْضْع الصادط
اإلطالم ّالتكٔٔد
مسافر؛ فإننا دل نزد على أف ه عماد ،أك يف اٞتملة االٝتية :معاذهسافر هحينما نقوؿ يف اٞتملة الفعلية :ى
أسندّن السفر -كىو ا١تسند -إذل ا١تسند إليو ِبطبلؽ ،كدل نقيدمها بزمن كال ٔتكاف كال ْتاؿ كال بغَتىا من
القيود ،كالتمييز ،كالشرط ،كاٞتار كاجملركر ،كا١تفاعيل :ا١تفعوؿ بو ،كلو ،كمعو ،كفيو ،كالتوابع :الوصف،
كعطف النسق ،كعطف البياف ،كالبدؿ ،كالتوكيد.
كإمنا دل نقيده أبم من ىذه القيود ألنو ال يًتتب على التقييد أم فائدة يقتضيها ا١تقاـ؛ فجاء الكبلـ
على اإلطبلؽ.
أما إذا اقتضت اٟتاؿ التقييد ببعض القيود فإف من الببلغة أف يؤتى هبا ،كإال دل ٖتصل اإلفادة
ا١تقصودة.
ككل ما يف اٞتملة سول ا١تسند كا١تسند إليو فهو قيد ،يتعلق هبما أك أبحدمها.
وىذه أمثلة لقيود واردة يف القرآن الكرمي مع شيء من دالالهتا:
َّ ً ً ًً َّ ً ً
ين يى ٍم ىع ًن اللَّ ٍغ ًو ين يى ٍم ًيف ى
ص ىبلهت ٍم ىخاشعيو ىف (ِ) ىكالذ ى ُ-قاؿ تعاذل﴿ :قى ٍد أىفٍػلى ىح الٍ يم ٍؤمنيو ىف (ُ) الذ ى
اعليو ىف﴾ اآلايت [ا١تؤمنوف.]ٗ-ُ : مع ًرضو ىف (ّ) كالَّ ًذين ىم لً َّلزىكاةً فى ً
ى ى يٍ يٍ ي
التقييد ىنا ابلوصف.
فقد أيسند الفبلح إذل ا١تؤمنُت ،مث يكصف ا١تؤمنوف بعد ذلك بعدة صفات ،تبيُت حقيقة اإلدياف ،كمنها
ما ىو من أعماؿ القلوب ،كمنها ما ىو من أعماؿ اٞتوارح.
كقد استدؿ أىل السنة هبذه األكصاؼ على أف مفهوـ اإلدياف يف الشرع يشمل القوؿ كاالعتقاد
كالعمل ،خبلفنا ١تن يقصره على االعتقاد ،أك على االعتقاد كالنطق ابللساف.
85
اباب بعنواف" :ابب أمور اإلدياف" كذكر ىذه اآلايت. كقد عقد البخارم ن
كيف اآلايت قيود أخرل (يف صبلهتم ،عن اللغو ،للزكاة)؛ ألف ٤تل الوصف اب٠تشوع كاإلعراض كالفعل
ىو ىذه القيود.
ِ-قاؿ تعاذل ﴿ :ىكىمن قىػتى ىل يم ٍؤًمننا ىخطىأن فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة ُّم ٍؤًمنى وة﴾ [النساء.]ِٗ :
التقييد ىنا ابلوصف (مؤمنة)؛ فدؿ على أف الرقبة يف كفارة القتل ال تكوف إال مؤمنةٓ .تبلؼ كفارة
اى يرك ىفالظهار فإف بعض العلماء دل يشًتط يف الرقبة اإلدياف؛ لكوهنا مطلقة يف قوؿ هللا تعاذل﴿ :الَّ ًذين يظى ً
ىي
اسا﴾ [اجملادلة ،]ّ :كبعضهم ٛتل ا١تطلق ودك ىف لً ىما قىاليوا فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة ًٌمن قىػٍب ًل أىف يىػتى ىم َّ ً ً ً
من نٌ ىسائ ًه ٍم يمثَّ يىػعي ي
على ا١تقيد.
يما ﴾ [النساء.]ُْٔ : ً ّ -قاؿ تعاذل ﴿ :ىكىكلَّ ىم َّ
وس ٰى تىكٍل ن اّللي يم ى
(تكليما).ن من القيود ىنا :ا١تفعوؿ ا١تطلق
كا١تفعوؿ ا١تطلق يؤكد الفعل ،كيرفع احتماؿ اجملاز فيو.
كلذا استدؿ أىل السنة ابلتقييد اب١تفعوؿ ا١تطلق يف اآلية على أف تكليم هللا ١ توسى على
كجو اٟتقيقة ،كال ٣تاز فيو.
ُت﴾ [البقرة .]ّْ : ْ-قاؿ تعاذل﴿ :كارىكعوا مع َّ ً ً
الراكع ى ىٍ ي ىى
التقييد ىنا ابٞتار كاجملركر (مع الراكعُت).
كاستدؿ بو بعض العلماء على اٟتث على إقامة الصبلة ٚتاعة.
ىح يد يمهىا أ ٍىك كًبلى يمهىا فىبلى تىػ يقل َّ٢تيىمآ أ وٌ
يؼ ىكالى تىػٍنػ ىه ٍريمهىا ٓ-قاؿ تعاذل يف حق الوالدين﴿ :إً َّما يػبػليغى َّن ًع ى ً
ند ىؾ الٍكبىػىر أ ى ىٍ
ىكقيل َّ٢تيىما قىػ ٍوالن ىك ًردينا﴾ [اإلسراء.]ِّ :
(عندؾ) ،كىو ظرؼ مكاف. من القيود ىنا :ا١تفعوؿ فيو ى
كفيو إشارة لبلبن إذل العناية ابلوالدين حُت كربمها كرعايتهما كالقياـ عليهما كتورل ا١تسؤكلية ٕتاىهما،
كأف يكوّن عنده يف كنفو ككفالتو .كىو يف حاؿ الكرب عنده أحوج ما يكوف إذل احتما٢تما كالصرب على
86
خدمتهما كٖتمل ما قد يضجره أك يثقل عليو.
ًً ىسر ٰل بًعٍب ًدهً لىٍي نبل ًمن الٍمس ًج ًد ٍ ً ً
صى﴾ اٟتىىراـ إً ىذل الٍ ىم ٍسجد ٍاألىٍق ى ٌى ى ٍ ٔ -قاؿ تعاذل ﴿ :يسٍب ىحا ىف الَّذم أ ٍ ى ى
[اإلسراء.]ُ :
من القيود يف اآلية :ا١تفعوؿ فيو (ليبلن) ،كىو ظرؼ زماف.
السرل ال يكوف إال ابلليل؛ للتأكيد من جهة ،إشارة إذل أنو حصل يف كقت قصَت، كالتقييد بو مع أف ُّ
كالليل يف مكة أقصر من النهار ،كتنكَته فيو داللة على أنو حصل يف بعض الليل ال كلو.
كمن القيود يف اآلية :اٞتار كاجملركر (من ا١تسجد اٟتراـ إذل ا١تسجد األقصى).
كالتنصيص على مبدأ اإلسراء كهنايتو فيو تنبيو إذل بعد ا١تسافة اليت قطعها يف ليلة ،كىي عادة ما تقطع
يف أكثر من شهر.
كاإلشارة إذل تقليل الوقت -بذكر الليل كتنكَته ،كالتنصيص على مبدأ اإلسراء كهنايتو -فيو داللة على
عظم قدرة هللا ،كأف الذم قدر على اإلسراء ٔتحمد ﷺ تلك ا١تسافة الطويلة يف بعض ليلة قادر على
نصرتو كإظهار دينو كرد كيد أعدائو.
كبُت دالالهتا.
استخرج من سورة اٟتجرات ٜتسة قيود ٥تتلفةٌ ،
87
املْضْع الصابع
الكصر
88
ينزؿ منزلتو.
كالتكذيب كاٞتهل كالشك ،أك ما َّ
ومن ذلك:
ث ثىىبلثىوة كما ًمن إًلىوو إًَّال إًلىو ك ً
اح هد ىكإً ٍف ُ .قوؿ هللا تعاذل﴿ :لىىق ٍد ىك ىفر الَّ ًذين قىاليوا إً َّف َّ ً
ىدلٍ هى ىى ٍ اّللى ىاثل ي ى ى
اب أىلً هيم﴾ [ا١تائدة.]ّٕ: ً
ين ىك ىف يركا مٍنػ يه ٍم ىع ىذ ه
َّ ً
يىػٍنػتىػ يهوا ىع َّما يىػ يقوليو ىف لىيى ىم َّس َّن الذ ى
اب الٍ ىقريىًة إً ٍذ ىجاء ىىا الٍمر ىسليو ىف .إً ٍذ أىٍر ىس ٍلنىا إًلىٍي ًهم اثٍػنىػ ٍ ً
ُت اض ًر ٍ
ي ى يٍ ىص ىح ى ٍ ب ى٢تيٍم ىمثىبلن أ ٍ ﴿ك ٍ ِ .كقولو :ى
ومها فىػعَّزٍزىّن بًثىالً و
ث فىػ ىقاليوا إً َّّن إًلىٍي يك ٍم يم ٍر ىسليو ىف .قىاليوا ىما أىنٍػتي ٍم إًَّال بى ىشهر ًمثٍػلينىا ىكىما أىنٍػىزىؿ َّ
الر ٍٛتى ين فى ىك َّذبي يى ى
ٍذبيو ىف .قىاليوا ىربػُّنىا يىػ ٍعلى يم إً َّّن إًلىٍي يك ٍم لى يم ٍر ىسليو ىف .ىكىما ىعلىٍيػنىا إًَّال الٍبى ىبلغي ًمن شي وء إً ٍف أىنٍػتم إًَّال تىك ً
يٍ ٍ ىٍ
ُت﴾ [يس.]ُٕ -ُّ : الٍ يمبً ي
ٕ -إمنا:
القصر بطريق (إمنا) يستعمل يف األمور الظاىرة ا١تعلومة اليت من شأهنا أال تنكر كال ٕتهل ،أك فيما
يدعى ظهوره كال يصح مثلو أف ينكر أك جيهل.
ومن ذلك:
وف﴾ اح هد فىًإ َّايم فىارىب ً ُت إًَّمنىا ىو إًلىو ك ً اّلل ىال تىػت ً
َّخ يذكا إً ى٢تىٍ ً
ُت اثٍػنىػ ٍ ً
ى ٍىي يى ه ى ﴿كقى ىاؿ َّي ُ .قوؿ هللا تعاذل :ى
[النحل.]ُٓ:
استىػ ٍغ ًف يركهي ىكىكيٍ هل ً
يموا إًلىٍيو ىك ٍ
اح هد فى ً
استىق ي
ٍ
رل أَّىمنىا إً ى٢ت يكم إًلىو ك ً
ي ٍ هى وحى إً ىَّ ً ً
ِ .كقولو﴿ :قي ٍل إَّمنىا أ ىىّن بى ىشهر مثٍػلي يك ٍم يي ى
ً ً
ُت﴾ [فصلت.]ٔ: ل ٍل يم ٍش ًرك ى
ً ً ًَّ ً ً ًً ّ .كقولو﴿ :فىًإ ٍف ىح ُّ
اب ىك ٍاأل ٌيميًٌ ى
ُت ين أيكتيوا الٍكتى ى ت ىك ٍجه ىي َّّلل ىكىم ًن اتَّػبىػ ىع ًن ىكقي ٍل للذ ى ىسلى ٍم ي
وؾ فىػ يق ٍل أ ٍ
اج ى
صَته ًابلٍعًبى ًاد﴾ [آؿ اّلل ب ً ً
ك الٍبى ىبلغي ىك َّي ىىسلى يموا فىػ ىقد ٍاىتى ىد ٍكا ىكإً ٍف تىػ ىولٍَّوا فىًإَّمنىا ىعلىٍي ى ىسلى ٍمتي ٍم فىًإ ٍف أ ٍ
أىأ ٍ
عمراف.]َِ:
ٖ -تقدمي ما حقو التأخًن:
من الطرؽ اليت تفيد القصر :تقدمي ما حقو التأخَت ،كداللتو على القصر ليست داللة كضعية ،كطريق
89
االستثناء كالنفي ،كإمنا ىي داللة سياقية.
ومن ذلك:
ً
ُت﴾ [الفاٖتة.]ٓ: ُ .قوؿ هللا تعاذل﴿ :إِ ََّي َك نىػ ٍعبي يد َوإِ ََّي َك نى ٍستىع ي
ات ك ٍاألىر ً ِ ِ
الِل الٍم ً ك َّ ً ِِ
صَتي﴾ [النور.]ِْ: ض َوإ َىل َّ ى الس ىم ىاك ى ٍ ِ .كقولوَ ﴿ :و َّلِل يم ٍل ي
ّ .كقولوَ ﴿ :و ِع ْن َدهُ ىم ىفاتًح الٍغىٍي ً
ب ىال يىػ ٍعلى يم ىها إًَّال يى ىو﴾[األنعاـ.]ٓٗ: ي
ٗ -العطف ب (بل) أو (ال) أو (لكن):
يرل بعض الببلغيُت أهنا أقول الطرؽ يف الداللة على القصر ،للتصريح فيها ابإلثبات كالنفي.
مفردا ال ٚتلة،
لكن) ال تفيداف العطف إال إذا سبقتا بنفي أك هني ،ككاف ا١تعطوؼ ن كاألشهر أف (بل ك ٍ
كقد أييت ٚتلة كيفيد السياؽ القصر.
ومن ذلك:
صىرانًيِّا ىكلى ًك ٍن ىكا ىف ىحنًي نفا يم ٍسلً نما ىكىما ىكا ىف ًم ىن ً ً
﴿ما ىكا ىف إًبٍػىراى ييم يىػ يهود ِّاي ىكىال نى ٍ ُ .قوؿ هللا تعاذل :ى
ً
ُت﴾ [آؿ عمراف.]ٕٔ: الٍ يم ٍش ًرك ى
ك ًمن ًد ًيٍت فىبل أ ٍىعب يد الَّ ًذين تىػعب يدك ىف ًمن د ً
كف هللاً و ِ .كقولو﴿ :قيل اي أىيػُّ ىها الن ً
ٍ ي ى ٍي ي َّاس إ ٍف يكٍنػتي ٍم ًيف ىش ٌ ٍ ي ٍ ى
ًً ً ً ً ً
ُت﴾ [يونس.]َُْ: ت أى ٍف أى يكو ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى ىكلىك ٍن أ ٍىعبي يد هللاى الَّذم يىػتىػ ىوفَّا يك ٍم ىكأيم ٍر ي
90
َُ].
ٓ .قاؿ تعاذل﴿ :إف أنت إال نذير ﴾ [فاطر.]ِّ :
ٔ .قاؿ تعاذل﴿ :إمنا يتذكر أكلو األلباب ﴾ [الزمر.]ٗ :
ٕ .قاؿ تعاذل﴿ :إف إلينا إايهبم مث إف علينا حساهبم ﴾ [الغاشية.]ِٔ ،ِٓ :
ٖ .قاؿ تعاذل﴿ :كما توفيقي إال اب﵁ عليو توكلت كإليو أنيب ﴾ [ىود.]ٖٖ :
91
املْضْع الجامً
اإلجياز ّاإلطياب
أّالً :اإلجياز:
وىو :التعبًن الوايف عن ادلعىن ادلراد بلفظ قليل.
أنواع اإلجياز:
صر. ً
يقسم ٚتهور الببلغيُت اإلجياز إذل :إجياز حذؼ ،كإجياز ق ى
أ -إجياز احلذف :كىو ما كاف ْتذؼ شيء من الكبلـ.
ٚتيعا ،كقد حيذؼ أحد ا١تتعلقات ،كقد حيذؼ ا١تتعلق كقد حيذؼ ا١تسند إليو ،أك ا١تسند ،أك حيذفاف ن
مع ا١تسند أك ا١تسند إليو.
كقد حيذؼ حرؼ ،أك كلمة ،أك ٚتلة ،أك ٚتل.
كال يكوف اٟتذؼ بليغنا إال إذا كاف يف اٟتذؼ فائدة يقتضيها ا١تقاـ ،كأيمن اللبس كدؿ على ا﵀ذكؼ
دليل.
كمن أغراض اٟتذؼ مع اإلجياز :التعميم ،كالتهويل ،كالتعظيم ،كالتهوين ،كغَتىا.
كرد يف القرآف الكرمي على نوعُت:
األول :أن يقدر احملذوف:
اٟت ًج فىما استىػيسر ًمن ا ٍ٢ت ٍد ًم فَمن َمل َِجي ْد فى ً ً ً
صيى ياـ َّع ًابلٍعي ٍمىرةً إً ىذل ٍى ٌ ى ٍ ٍ ى ى ى ى َ ْ ْ ُ -قوؿ هللا تعاذل﴿ :فىإذىا أىمٍنػتي ٍم فى ىم ٍن ى٘تىت ى
ك ىع ىشىرةه ىك ًاملىةه﴾ [البقرة.]ُٗٔ:اٟتى ًٌج ىك ىسٍبػ ىع وة إًذىا ىر ىج ٍعتي ٍم تًٍل ى
ثىىبلثىًة أ َّىايوـ ًيف ٍ
اٟتذؼ يف قولو( :فمن دل جيد) حيث حذؼ ا١تفعوؿ بو ،كالفعل "كجد" فعل متعد ينصب مفعوالن بو.
قاؿ الشيخ ابن عثيمُت رٛتو هللا " :يحذؼ ا١تفعوؿ للعموـ؛ ليشمل من دل جيد ا٢تىٍدم ،أك ٙتنو؛ فاستفيد
92
زايدة ا١تعٌت مع اختصار اللفظ"(ُ).
ً ً ً
يخىر﴾ [البقرة.]ُْٖ : يضا أ ٍىك ىعلى ٰى ىس ىف ور فىع َّدةه ٌم ٍن أ َّىايوـ أ ى
ِ -قولو تعاذل﴿ :فى ىمن ىكا ىف من يكم َّم ًر ن
حذؼ ٚتلة (فأفطر) كا١تضاؼ (صوـ) ،كالتقدير :فأفطر ،فعليو صوـ عدة من أايـ أخر .أك الشرط
(إف أفطر) ،كالتقدير :فعدة من أايـ أخر إف أفطر.
كلعل يف اٟتذؼ كاالنتقاؿ مباشرة إذل قضاء أايـ الفطر أتكيد على رفع اٟترج عن ا١تريض كا١تسافر
ابلفطر ،كلعل يف ذلك إشارة إذل أنو األكذل هبما .كقد ذىب بعض العلماء إذل كجوب الفطر عليهما.
َّك أىنٍت َّ ً ً ً ً ً ً ً ً ً
يع
السم ي يل ىربػَّنىا تىػ ىقبَّ ٍل منَّا إًن ى ى ً
ّ -قولو تعاذل ﴿ :ىكإ ٍذ يىػ ٍرفى يع إبٍػىراى ييم الٍ ىق ىواع ىد م ىن الٍبىػٍيت ىكإ ٍٝتىاع ي
الٍ ىعلً ييم﴾ [البقرة.]ُِٕ :
حذؼ مفعوؿ (تقبل) ليعم قبوؿ بناء البيت كالدعاء ككل عمل صاحل.
إجيازا ،كالتقدير :كيقوالف :ربنا ،...كىو حاؿ ،أم :يرفعاف قائلُت .كيف اٟتذؼ كحذؼ فعل القوؿ ن
عناية ابلدعاء ،كإشارة إذل أنو مصاحب للعمل ال يتأخر عنو.
كحذؼ حرؼ النداء ،كالتقدير :اي ربنا .كيف اٟتذؼ شعور ابلقرب ككماؿ يف الضراعة.
ا٠تًٍنػ ًزي ًر﴾ اآلية [البقرة.]ُّٕ : ْ -قولو تعاذل﴿ :إًَّمنىا ىحَّرىـ ىعلىٍي يك يم الٍ ىمٍيػتىةى ىكالد ى
َّـ ىك ىٟتٍ ىم ٍ
حذؼ ا١تضاؼ (أكل) ،كالتقدير :أكل ا١تيتة ...بدليل اآلية السابقة( :اي أيها الذين آمنوا كلوا من
طيبات ما رزقناكم).
ب الٍ يم ٍح ًسنًُت﴾ اّللى يًحي ُّ
ىح ًسنيوا إً َّف َّ ً ً ٓ﴿ -كأىنٍ ًف يقوا ًيف سبً ًيل ًَّ
اّلل ىكىال تيػ ٍل يقوا ًأبىيٍدي يك ٍم إً ىذل التػ ٍَّهلي ىكة ىكأ ٍ ى ى
[البقرة.]ُٗٓ:
حذؼ مفعوؿ "أنفقوا" ليشمل كل ما ديكن إنفاقو يف سبيل هللا.
كحذؼ متعلق "أحسنوا" لعموـ اإلحساف على كل أحد كيف كل حاؿ.
اّلل يػ ٍفتًي يكم فًي ًه َّن كما يػٍتػلىى ىعلىٍي يكم ًيف الٍ ًكتى ً
اب ًيف يىػتى ىامى ً ً
ٍ ىى ي ك ًيف النٌ ىساء قي ًل َّي ي ٍ ﴿كيى ٍستىػ ٍفتيونى ى
ٔ -قولو تعاذل :ى
وى َّن﴾ [النساء.]ُِٕ: ب ى٢تي َّن َوتَ ْرغَبُو َن أَ ْن تَ ْن ِك ُح ُ ً النًٌس ًاء َّ ً
البليت ىال تيػ ٍؤتيونىػ يه َّن ىما يكت ى ى
(ُ) ابن عثيمُت ،تفسَت الفاٖتة كالبقرة ِ.َْٗ /
93
احدا
اٟتذؼ يف قولو( :كترغبوف أف تنكحوىن) كالرغبة تكوف يف الشيء ،أك عنو ،كدل تذكر اآلية ك ن
منهما ،ال "يف" كال "عن".
أم اٟترفُت نق ًٌدر ىنا( :يف) أـ (عن)ٔ ،تعٌت :ترغبوف يف نكاحهن،
قاؿ الشيخ ابن عثيمُت رٛتو هللاٌ " :
أك عن نكاحهن؟ نقوؿ :اآلية ٤تتملة ،كىذا من ببلغة القرآف كإجيازه؛ ألنو قد يكوف راغبنا عنها فبل
يريدىا ،لكنو ال يريد أف تكوف لغَته ،كقد يكوف راغبنا فيها فبل يريد أف تكوف لغَته ،فتكوف اآلية شاملة
ٚتيعا"(ُ).
لؤلمرين ن
الثاين :أن حيذف الشيء وال يراد تقديره؛ ألنو غًن مقصود للمتكلم ،ومن ذلك:
ىحيىا ﴾ [النجم.]ْْ ،ّْ : ك ىكأىبٍ ىكى .ىكأىنَّوي يى ىو أ ىىم ى
ات ىكأ ٍ ىض ىح ى -قولو تعاذل ﴿ :ىكأىنَّوي يى ىو أ ٍ
دل ييذكر مفعوؿ ىذه األفعاؿ (أضحك ،أبكى ،أمات ،أحيا) ألف ا١تقصود حصوؿ الفعل منو سبحانو
كتعاذل من غَت نظر إذل متعلقو.
ىس ىوًد ًم ىن الٍ ىف ٍج ًر﴾ [البقرة: ط األىبػيض ًمن ٍ ً
ا٠تىٍيط األ ٍ ا٠تىٍي ي ٍ ى ي ىُت لى يك يم ٍ -كقولو سبحانو ﴿ :ىكيكليوا ىكا ٍشىربيوا ىح َّىت يىػتىػبىػ َّ ى
ُٕٖ].
دل ييذكر ا١تأكوؿ كا١تشركب؛ ألف ا١تقصود التنبيو إذل إابحة األكل كالشرب يف ليارل رمضاف ،من غَت
نظر إذل نوع ا١تأكوؿ كا١تشركب.
صر :كىو ما دل يكن ْتذؼ ،كإمنا تدؿ الكلمة الواحدة كاٞتملة القصَتة على معاف كثَتة. ِ
ب -إجياز الق َ
ت ىج ىو ًام ىع الٍ ىكلًًم» ً ً كىو جوامع الكلم ،كما قاؿ النيب ﷺ« :بعًثٍ ً ً
ت ّتى ىوام ىع الٍ ىكل ًم» كيف ركاية« :أ ٍيعطٍي ي
ي ي
متفق عليو .كاٟتديث عاـ يف كل ما أكتيو النيب ﷺ ،كيشمل القرآف كالسنة.
ومن األمثلة:
-قاؿ ابن قتيبة عن القرآف العظيمٚ" :تع الكثَت من معانيو يف القليل من لفظو ،كذلك معٌت قوؿ
(ُ) ابن عثيمُت ،تفسَت القرآف الكرمي ،تفسَت سورة النساء ،تفسَت صويت ،الشريط رقم ّٔ.
94
رسوؿ هللا ﷺ« :أكتيت جوامع الكلم».
ؼ كأىع ًرض ع ًن ٍ ً ً
ً ً
ُت﴾
اٞتاىل ى ﴿خذ الٍ ىع ٍف ىو ىكأٍ يم ٍر ًابلٍعيٍر ى ٍ ٍ ى
فإف شئت أف تعرؼ ذلك فتدبر قولو سبحانو :ي
[األعراؼ ]ُٗٗ:كيف ٚتع لو هبذا الكبلـ كل خلق عظيم؛ ألف يف "أخذ العفو" :صلة القاطعُت،
كالصفح عن الظا١تُت ،كإعطاء ا١تانعُت.
كغض الطٌرؼ عنٌ كيف "األمر ابلعرؼ" :تقول هللا كصلة األرحاـ ،كصوف اللٌساف عن الكذب،
اٟترمات.
طمئن إليو.
كإمنا ٝتٌي ىذا كما أشبهو (عرفنا) ك(معركفنا) ألف كل نفس تعرفو ،ككل قلب ي ٌ
السفيو ،كمنازعة اللٌجوج.
كيف "اإلعراض عن اٞتاىلُت" :الصرب ،كاٟتلم ،كتنزيو النفس عن ٦تاراة ٌ
ىخىر ىج ًمٍنها ماءىىا ىكىم ٍرعاىا﴾ [النازعات]ُّ :كيف ٌ
دؿ بشيئُت كقولو تعاذل إذ ذكر األرض فقاؿ﴿ :أ ٍ
كمتاعا لؤلّنـ ،من العشب كالشجر ،كاٟتب كالثمر كاٟتطب، ن قوات
على ٚتيع ما أخرجو من األرض ن
كالعصف كاللٌباس ،كالنٌار كا١تلح؛ ألف النار من العيداف ،كا١تلح من ا١تاء .كينبئك أنو أراد ذلك قولو:
﴿متاعا لى يكم كًألىنٍ ً
عام يك ٍم﴾[النازعات.)ُ("]ّّ : ى ن ٍى
95
َّ ً
ك ى٢تييم ٍاأل ٍىم ين﴾ [األنعاـ.]ِٖ:ين ىآمنيوا ىكىدلٍ يىػ ٍلبً يسوا إًديىانػى يه ٍم بًظيٍل وم أيكلىئً ى
-قاؿ تعاذل﴿ :الذ ى
ُت﴾ [األعراؼ.]ْٓ: اّلل ر ُّ ً
ب الٍ ىعالىم ى ا٠تىٍل يق ىك ٍاأل ٍىم ير تىػبى ىارىؾ َّي ى -قاؿ تعاذل﴿ :أىىال لىوي ٍ
ثاىًٔا :اإلطياب:
وىو التعبًن عن ادلعىن بلفظ زائد لفائدة يقتضيها ادلقام.
ولو عدة صور ،منها :ذكر ا٠تاص بعد العاـ ،كعكسو ،كاالحًتاس ،كالتتميم ،كاالعًتاض ،كالتكرير،
كغَتىا.
ٔ -ٕ ،ذكر اخلاص بعد العام ،وعكسو.
كفائدتو االىتماـ بشأف ا٠تاص؛ لذكره مرة ٓتصوصو ،كمرة ضمن العاـ.
ومن ذكر اخلاص بعد العام:
يم ًةً ً الِل ًيف أ َّىايوـ معلي وأ -قوؿ هللا تعاذل﴿ :لًي ٍشه يدكا منىافًع ى٢تم وي ْذ ُكروا اسم َِّ
ومات ىعلىى ىما ىرىزقىػ يه ٍم م ٍن ىهب ىىٍ ى ى ى ى ى يٍ َ َ ُ ْ َ
ٍاألىنٍػ ىع ًاـ﴾ [اٟتج.]ِٖ:
قاؿ ابن عثيمُت رٛتو هللا" :ظن بعض الناس أف ا١تنافع اليت ٖتصل يف اٟتج مقدمة على ذكر هللا يف
ات﴾ كيف ىذا نظر، اّللً ًيف أ َّىايوـ معليوم و
اس ىم َّ ً ً
ىٍ ى اٟتج؛ ألف هللا قدـ ذكرىا فقاؿ﴿ :ليى ٍش ىه يدكا ىمنىاف ىع ى٢تيٍم ىكيى ٍذ يك يركا ٍ
اّللً﴾ من ٚتلة ا١تنافع ا١تشهودة يف ىذا ا١تشعر ،كعلى ىذا فيكوف عطفها اس ىم َّ
﴿كيى ٍذ يك يركا ٍ
بل إف قولو :ى
على شهود ا١تنافع ،من ابب عطف ا٠تاص على العاـ ،الداؿ على العناية بو ،فيكوف ذكر هللا تعاذل أىم
من ىذه ا١تنافع"(ُ).
الص َالةِ ال ُْو ْسطَى﴾ [البقرة.]ِّٖ: ات َو َّ الصلىو ً
﴿حافظيوا ىعلىى َّ ى
ً
ب -قولو تعاذل :ى
ٚتيعا ،مث خص الصبلة الوسطى ،كىي صبلة العصر. أمر اب﵀افظة على الصلوات ن
كيف ذلك داللة على فضلها كمراعاهتا يف كقتها ،كالًتغيب فيها ،كالًتىيب من التهاكف فيها ،كقد جاء
96
يف اٟتديث ا١تتفق عليو " :الذم تفوتو صبلة العصر كأمنا كتر أىلو كمالو".
ومن ذكر العام بعد اخلاص:
ٌن والْم ْؤِمنَ ِم كلًمن دخل بػي ًيت م ٍؤًمننا ولِل ِ ِ ًً أ -قولو تعاذل﴿ :ر ً ً
ات﴾ [نوح،]ِٖ: ب ا ٍغف ٍر ًرل ىكل ىوال ىد َّ ى ى ٍ ى ى ى ىٍ ى ي َ ُ
ْم ْؤمن َ َ ُ ىٌ
م ولِلْم ْؤِمنٌِن يػوـ يػ يقوـ ًٍ ًً ً
اب﴾ [إبراىيم.]ُْ: اٟت ىس ي ﴿ربػَّنىا ا ٍغف ٍر ًرل ىكل ىوال ىد َّ َ ُ َ ى ٍ ى ى ي
كقولو :ى
اىتماما بشأهنما.
ن ذكر ا١تؤمنُت كا١تؤمنات يعم الوالدين ،لكنو خصهما قبل ابلذكر
كيف ىذا داللة على ٗتصيص الوالدين ابلدعاء كإف اندرجا يف عموـ الدعوة للمؤمنُت كا١تؤمنات.
ب -قولو تعاذل :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ [آؿ
عمراف ،]ْٖ :لفظ"النبيوف" عاـ يشمل كل ما تقدـ من أنبياء مع من يشاركهم يف الوصف
ابلنبوة.
ؼءه َوَمنَافِ ُع َوِم ْن َها َأتْ ُكلُو َن﴾ [النحل.]ٓ:
﴿ك ٍاألىنٍػ ىع ىاـ ىخلى ىق ىها لى يك ٍم فً ىيها ًد ٍ
ت -قولو تعاذل :ى
عم (منافع) ،مث خص األكل.
ذكر ا١تنافع من األنعاـ ،فخص الدؼء ،مث ٌ
كاجتمع يف ىذه اآلية عطف العاـ على ا٠تاص ،كا٠تاص على العاـ.
ٗ -االحرتاس ،كيسمى :التكميل .وىو :أف أييت ا١تتكلم ٔتا يدفع توىم خبلؼ ما يقصده.
ك٦تا جاء يف القرآف الكرمي ما ذكره ابن عثيمُت -رٛتو هللا -قاؿ" :من فوائد اآلايت الكردية :أنو إذا
أكصاؼ يف شخص يخيشى منها أف يتوىم ا١تخاطب شيئنا خبلؼ الواقع؛ فإنو ال بد من ذكر قيد ه ذيكًرت
يرفع ىذا التوىم ،كذلك يف:
ث ﴾ [البقرة ،]ُٕ :قد يقوؿ قائل :إف فيها عيبنا؛ ض ىكىال تى ٍس ًقي ٍ
اٟتىٍر ى ﴿ال ىذلي ه ً
وؿ تيثَتي ٍاأل ٍىر ى قولو تعاذل :ى
﴿م ىسلَّ ىمةه ىال ًشيىةى فً ىيها﴾ ،كىذا
فبُت هللا تعاذل أهنا :ي
ألهنا ال تقدر على أف تثَت األرض أك تسقي اٟترث؛ َّ
97
يسمى ابالحًتاز أك ابالحًتاس يف علم الببلغة.
كقد جاء ذلك يف القرآف يف مواقع منها:
ت فً ًيو ىغنىم الٍ ىقوًـ كيكنَّا ًٟتك ً
ٍم ًه ٍم اف ًيف ٍ ً
اٟتىٍرث إً ٍذ نىػ ىف ىش ٍ قولو تبارؾ كتعاذل﴿ :كداككد كسلىيما ىف إً ٍذ ىحي يكم ً
ي ٍ ى ي ٍ ى ىى ي ى ى ي ٍى
اٞتًبى ىاؿ يي ىسبًٌ ٍح ىن ىكالطٍَّيػىر ىكيكنَّا ِ ًً
كد ٍ اىا يسلىٍي ىما ىف َوُكالً آتَ ْي نَا ُح ْك ًما َوعل ًْما ىك ىس َّخ ٍرىّن ىم ىع ىد ياك ى ين .فىػ ىف َّه ٍمنى ى
ىشاىد ى
فهم اٟتكم الصحيح سليماف ،ككاف ذلك يخيشى ًً
ُت﴾ [األنبياء ،]ٕٗ ،ٕٖ :فلما ذكر هللا تعاذل أنو ٌ فىاعل ى
كعلما ،كأف هللا سخر لداكد حكما ن منو أف هتبط منزلة داكد ٌ بُت هللا تعاذل أنو آتى داكد كسليماف ن
اٞتباؿ تسبح معو كالطَت… إخل اآلايت.
ك أ ٍىعظى يم ىد ىر ىجةن ًم ىن أيضا قولو تعاذل﴿ :ىال يى ٍستى ًوم ًمٍن يك ٍم ىم ٍن أىنٍػ ىف ىق ًم ٍن قىػٍب ًل الٍ ىفٍت ًح ىكقىاتى ىل أيكلىئً ى كمن ذلك ن
اّللي ًٔتىا تىػ ٍع ىمليو ىف ىخبًَته ﴾ [اٟتديد ،]َُ :قد يؤدم ين أىنٍػ ىف يقوا ًم ٍن بىػ ٍع يد ىكقىاتىػليوا َوُكالً َو َع َد َّ
الِلُ ا ْحلُ ْس َىن ىك َّ َّ ً
الذ ى
اّللي
إذل ا٨تطاط كبَت يف رتبة اآلخرين الذين أنفقوا من بعد ما قاتلوا فرفع هللا ذلك يف قولو ﴿ :ىكيكبلن ىك ىع ىد َّ
اٟتي ٍس ىٌت ﴾.
ٍ
اى يدك ىف ًيف يكرل الضَّرًر كالٍمج ً ًً ً ً
ى ى يى ُت ىغٍيػ ير أ ً ﴿ال يى ٍستى ًوم الٍ ىقاع يدك ىف م ىن الٍ يم ٍؤمن ى أيضا قولو تعاذل :ى كمن ذلك ن
ًً ًً اى ًد ً ًً ً اّللً ًأب ٍىموا٢تًًم كأىنٍػ يف ًس ً ً
ين ىد ىر ىجةن َوُكالً َو َع َد َّ
الِلُ ين أب ٍىم ىوا٢ت ٍم ىكأىنٍػ يفسه ٍم ىعلىى الٍ ىقاعد ى اّللي الٍ يم ىج ى َّل َّ
ى ض ف
ى م
ٍ ه ىسب ًيل َّ ى ٍ ى
ً ًً ًً
يما ﴾ [النساء ،]ٗٓ :فلما ذكر تفضيل ىجنرا ىعظ ن ين أ ٍين ىعلىى الٍ ىقاعد ى اّللي الٍ يم ىجاىد ى َّل َّ ا ْحلُ ْس َىن ىكفىض ى
اٟتي ٍس ىٌت﴾ لئبل يتوىم متوىم نزكؿ رتبة اآلخرين نزكالن اّللي ٍ
﴿كيكبلن ىك ىع ىد َّاجملاىدين على القاعدين ،قاؿ :ى
فاحشا"(ُ).
ن
٘ -التتميم :أف يؤتى بزايدة مفيدة يف كبلـ ال يوىم خبلؼ ا١تراد .أما إذا كانت الزايدة لدفع التوىم
فهو من االحًتاس السابق.
ومن ذلك:
س يىل﴿ لو:و كق ]،ٖ[اإلنساف: ا﴾
َت أ -قولو تعاذل﴿ :كيطٍعًمو ىف الطَّعاـ َعلَى حبِ ِو ًمس ًكيننا كيتًيما كأ ً
ىس
ى ٍ ن ُّ ٍ ىى ن ى ىى ىي ي
(ُ) ابن عثيمُت ،أحكاـ من القرآف ،صِٖٖ.
98
ب ىكلى ًك َّن الًٍ َّرب ىم ٍن ىآم ىن ًاب َّّللً ىكالٍيىػ ٍوًـ ٍاآل ًخ ًر ىكالٍ ىم ىبلئً ىك ًة
وى يكم قًبل الٍم ٍش ًرًؽ كالٍم ٍغ ًر ً
ى ى
ُّ
الٍ َّرب أى ٍف تػي ىولوا يك يج ى ٍ ى ى ى
ً
السبً ًيل ك َّ ًً ً ِ كالٍ ًكتى ً
ُت
السائل ى ُت ىكابٍ ىن َّ ى ُت ىكآتىى الٍ ىم ىاؿ َعلَى ُحبِّو ىذ ًكم الٍ يق ٍرىَب ىكالٍيىػتى ىامى ىكالٍ ىم ىساك ى اب ىكالنَّبًيًٌ ى ى
اب﴾ [البقرة.]ُٕٕ: الرقى ً
ىكًيف ًٌ
﴿علىى يحبًًٌو﴾ أم :حب الطعاـ كا١تاؿ؛ للداللة على شدة رغبتهم يف نيل التتميم يف اآليتُت يف قولو :ى
الرب ابإلنفاؽ ٦تا حيبوف كتتعلق بو نفوسهم ،كىذه منزلة رفيعة كما قاؿ هللا تعاذل﴿ :لى ٍن تىػنىاليوا الًٍربَّ ىح َّىت
َّؽ
صد ى ً ً ً
تيػٍنف يقوا ٦تَّا يٖتبُّو ىف﴾[آؿ عمراف ،]ِٗ:كيف صحيح البخارم عن أِب يىىريرة "أفضل الصدقة :أف تى ى
كأنت صحيح شحيح؛ أتمل الغٌت ،كٗتشى الفقر"(ُ).
صى الَّ ًذم ىاب ىرٍكنىا ىح ٍولىوي﴾ ًً
اٟتىىراـ إً ىذل الٍ ىم ٍسجد األىقٍ ى
ىسرل بًعٍب ًدهً لَْيالً ًمن الٍمس ًج ًد ٍ ً
ٌى ى ٍ
ً
﴿سٍب ىحا ىف الَّذم أ ٍ ى ى ب -ي
[اإلسراء.]ُ:
تتميما ،كذلك أل ٌف ا ًإلسراء ال يكوف إالَّ ابللٍَّيل ،كفائدة ىذا فقد جاءت يف ىذه اآلية كلمة "ليبلن" ن
ً ً
ذىااب كعودة. ص ًر ا١ت ٌدة اليت حصل فيها ا ًإلسراء ن التتميم ا ًإلشارة إذل ق ى
-ٙاالعرتاض :أف يؤتى يف أثناء الكبلـ ،أك بُت كبلمُت متصلُت معٌتّ ،تملة أك أكثر ال ٤تل ٢تا
من اإلعراب ،لنكتة يقتضيها ا١تقاـ .كإذا كاف االعًتاض لدفع توىم خبلؼ ا١تراد ،فهو اعًتاض كاحًتاس.
ومن ذلك:
أ) قولو تعاذل﴿ :كىجيعليو ىف ًَّّللً الٍبػنى ً
ات ُس ْب َحانَوُ ىكى٢تيٍم ىما يى ٍشتىػ يهو ىف﴾ [النحل.]ٕٓ: ى ى ٍى
االعًتاض يف قولو" :سبحانو".
كيراد بو التنزيو كالتعظيم ﵁ تعاذل.
ٌن أ ًىف ا ٍش يك ٍر ًرل
صالُوُ ِيف َع َام ْ ِ ِ ً ً ب)قولو تعاذل﴿ :كك َّ ً
صٍيػنىا ٍاألنٍ ىسا ىف بًىوال ىديٍو ََحَلَْتوُ أ ُُّموُ َو ْىنًا َعلَى َو ْى ٍن َوف َ ىى
ك﴾ [لقماف.]ُْ: ًً
ىكل ىوال ىديٍ ى
99
صاليوي ًيف ىع ىام ٍ ً ً
ُت﴾. االعًتاض يف قولو ﴿ :ىٛتىلىٍتوي أ ُّيموي ىكٍىننا ىعلىى ىكٍى ون ىكف ى
كفيو عناية ابألـ ،كتنبيو على فضلها.
الِل ًآمنً ً ً الرٍء ىاي ًاب ٍٟتىًٌق لىتى ٍد يخلي َّن الٍ ىم ٍس ًج ىد ٍ
ُت آء َُّ ى
ُت ي٤تىلٌق ى اٟتىىر ىاـ إِن َش َ اّللي ىر يسولىوي ُّ ت)قولو تعاذل﴿ :لَّىق ٍد ى
ص ىد ىؽ َّ
ً
ين الى ىٗتىافيو ىف﴾ [الفتح.]ِٕ: ص ًر ى
كس يك ٍم ىكيم ىق ٌ
يرءي ى
أفادت اٞتملة ا١تعًتضة "إف شاء هللا" أف الرؤاي كإف صدقت فإف األمر بيد هللا ككفٍق حكمتو
كمشيئتو ،كأف على العباد أف يستثنوا يف أفعا٢تم.
ات ىكىما ًيف السماك ً َّ ً ً اّللي ىال إًٰلىوى إًَّال يى ىو ٍ
وـ ىال ىأتٍ يخ يذهي سنىةه ىكىال نىػ ٍوهـ لوي ىما يف َّ ى ى اٟتى ُّي الٍ ىقيُّ ي ُ .قاؿ تعاذلَّ ﴿ :
ض﴾ [البقرة.]ِٓٓ : ٍاأل ٍىر ً
ً
ك ا٠تىًٍَت ىك ىأيٍ يم يرك ىف ًابلٍ ىم ٍع يركؼ ىكيىػٍنػ ىه ٍو ىف ىع ًن الٍ يمن ىك ًر ىكأيكٰلىئً ى
ِ .قاؿ تعاذل ﴿ :ىكلٍتى يكن ًٌمن يك ٍم أ َّيمةه يى ٍدعيو ىف إً ىذل ٍ
يى يم الٍ يم ٍفلً يحو ىف ﴾ [آؿ عمراف.]َُْ :
اص ٍوا ًاب ٍٟتىًٌق ّ .قاؿ تعاذل﴿ :كالٍعص ًر .إً َّف ا ًإلنسا ىف لىًفي خس ور .إًالَّ الَّ ًذين آمنيوا كع ًمليوا َّ ً ً
الصاٟتىات ىكتىػ ىو ى ى ى ىى يٍ ى ى ىٍ
لص ًٍرب﴾ [سورة العصر]. اص ٍوا ًاب َّ
ىكتىػ ىو ى
ض يكلّّ لَّوي قىانًتيو ىف﴾ ات ىك ٍاأل ٍىر ً السماك ً َّ ً ْ .قاؿ تعاذل ﴿ :ىكقىاليوا َّاٗتى ىذ َّ
اّللي ىكلى ندا ۛ يسٍب ىحانىوي ۛ بىل لوي ىما يف َّ ى ى
[البقرة.]ُُٔ:
ت كلىٍيس َّ
الذ ىك ير ض ىع ٍ ى ى اّللي أ ٍىعلى يم ًٔتىا ىك ى
ض ٍعتيػ ىها أينثى ٰى ىك َّ ب إًًٌين ىك ى ت ىر ًٌ ض ىعٍتػ ىها قىالى ٍ
ٓ .قاؿ تعاذل﴿ :فىػلى َّما ىك ى
ىك ٍاألينثى ٰى ىكإًًٌين ىٝتٍَّيػتيػ ىها ىم ٍرىميى ﴾ [آؿ عمراف.]ّٔ :
100
س ًيف قيػليوهبًً ٍم ﴾ [الفتح.]ُُ : ى ي
ٍىل ا م
َّ م ٔ .قاؿ تعاذل﴿ :يىػ يقوليو ىف ًأبىلٍ ًسنىتً ً
ه
وء ﴾ [النمل.]ُِ : ٕ .قاؿ تعاذل﴿ :كأىد ًخل يد ىؾ ًيف جيبًك ىٗتٍرج بػيضاء ًمن ىغ ًَت س و
ى ٍ ى ي ٍ ىٍ ى ى ٍ ٍ ي ى ٍ ٍ ىى
اّللي بًىق ٍووـ يًحيبُّػ يه ٍم ىكيًحيبُّونىوي أ ًىذلَّوة ين ىآمنيوا ىمن يىػ ٍرتى َّد ًمن يك ٍم ىعن ًدينً ًو فى ىس ٍو ى
ؼ ىأيًٍيت َّ َّ ً
ٖ .قاؿ تعاذل ﴿ :ىاي أىيػُّ ىها الذ ى
ً ىعلىى الٍم ٍؤًمنً ى ً و
ين ﴾ [ا١تائدة.]ْٓ : ُت أىعَّزة ىعلىى الٍ ىكاف ًر ى ي
101
من ببلغة النظم القرآين ،للدكتور بسيوين فيود. ( ُ)
الببلغة فنوهنا كأفناهنا ،للدكتور فضل حسن عباس. ( ِ)
التعبَت القرآين ،للدكتور فاضل السامرائي. ( ّ)
ببلغة الكلمة يف التعبَت القرآين ،للدكتور فاضل السامرائي. ( ْ)
الببلغة العربية ،عبدالرٛتن بن حسن ىحبىػنَّ ىكة ا١تيداين الدمشقي. ( ٓ)
102
103
104
أهداف الوحدة:
مفردات الوحدة:
عدد احملاضرات:
ُْ ٤تاضرة
105
متهيد:
من نعمة هللا على اإلنساف كرٛتتو بو أف علمو البياف ،كما قاؿ سبحانو( :ﭷ
ﭸﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ) [الرٛتن ،]ْ -ُ :كمن البياف :الكبلـ
الذم حيصل بو اإلابنة كاإلفهاـ.
لكل شيء كشف لك قناع ككل ما أفهم ا١تراد فهو من البياف ،كىو كما قاؿ اٞتاحظ" :اسم جامع ٌ
حىت يفضي السامع إذل حقيقتو ،كيهجم على ٤تصولو كائننا ما كاف الضمَتٌ ،
ا١تعٌت ،كىتك اٟتجاب دكف ٌ
أم جنس كاف الدليل؛ أل ٌف مدار األمر كالغاية اليت إليها جيرم القائل كالسامع ،إٌمنا ىو ذلك البياف ،كمن ٌ
فبأم شيء بلغت اإلفهاـ ،كأكضحت عن ا١تعٌت؛ فذلك ىو البياف يف ذلك ا١توضع"(ُ). الفهم كاإلفهاـٌ ،
كمن علوـ الببلغة علم يسمى :علم البياف ،يعٌت ابألساليب اليت تعرب عن ا١تعٌت الواحد ،كىي طرؽ
٥تتلفة يف كضوح الداللة على ا١تعٌت ،كيستخدـ البليغ كل طريق منها ْتسب ما يناسب ا١تقاـ.
فلو أردّن التعبَت عن "كرـ دمحم" فيمكن أف نعرب ٔتا أييت:
ُ -دمحم كرمي.
ِ -دمحم كالغيث.
ّ -أدل تر البحر يعطي عطاء من ال خيشى الفقر!
ْ -دمحم كاسع اجمللس ،كثَت الضيوؼ.
ككل ىذه التعبَتات تدؿ على كرـ دمحم ،لكنها ٥تتلفة يف كضوح الداللة عليو.
أما األكؿ فعرب ابأللفاظ اٟتقيقية ا١توضوعة للكرـ.
كالثاين عرب فيو أبسلوب التشبيو؛ ليدؿ تشبيو دمحم ابلغيث أنو مثلو يف العطاء.
كالثالث عرب فيو أبسلوب اجملاز؛ ليدؿ استعارة لفظ البحر ﵀مد أنو مثلو يف سعة ا٠تَت كاٞتود.
106
كالرابع عرب فيو أبسلوب الكناية ،ليدؿ سعة اجمللس ككثرة الضيوؼ على كرمو.
كاجملاز كالكناية دل يعرب فيها عن ا١تعٌت ا١تقصود بلفظ اٟتقيقة كلكن عرب فيها بلفظ يلزـ منو ا١تعٌت
ا١تقصود.
واألساليب اليت عين البالغيون بتناوذلا يف علم البيان ىي :التشبيو ،واجملاز ،والكناية.
107
املْضْع األّل
التعبُٔ
108
ت -وجو الشبو:
مذكورا ،كقد يكوف ن ىو الوصف اٞتامع بُت الطرفُت ،كيكوف يف ا١تشبو بو أظهر كأقول ،كقد يكوف
٤تذكفنا.
اٞتًبى ي اش الٍمبػثي ً
اؿ وث (ْ) ىكتى يكو يف ٍ َّاس ىكالٍ ىفىر ً ى ٍ
مفردا ،مثل﴿ :يىػ ٍوىـ يى يكو يف الن ي
وقد يكون وجو الشبو ً
ىكالٍعً ٍه ًن الٍ ىمٍنػ يفوش﴾ [القارعة.]ٓ ،ْ:
الوجو يف التشبيو األكؿ :االكتظاظ على أرض ا﵀شر ،كيف التشبيو الثاين :تفرؽ األجزاء.
وقد يكون مركبًا من أشياء متعددة ،فيأخذ حكم ا١تفرد ،كيسمى التشبيو التمثيلي ،كالتشبيو يف
ً َّ ً اٟتًما ًر ىٍحي ًمل أ ٍ ً ً قوؿ هللا تعاذل﴿ :مثىل الَّ ًذ ً
ين
س ىمثى يل الٍ ىق ٍوـ الذ ى
ىس ىف نارا بٍئ ى ي وىا ىك ىمثى ًل ٍ ى
ين يٛتٌليوا التػ ٍَّوىرا ىة يمثَّ ىدلٍ ىٍحيملي ى
ى ي ى
ًً ً اّللً ىك َّ ىك َّذبوا ًآباي ً
ُت﴾ [اٞتمعة.]ٓ: اّللي ىال يىػ ٍهدم الٍ ىق ٍوىـ الظَّالم ى ت َّ ي ى
شبو حاؿ اليهود يف عدـ انتفاعهم ابلتوراة مع ٛتلهم إايىاْ ،تاؿ اٟتمار الذم حيمل الكتب كىو ال
ينتفع منها؛ فوجو الشبو مركب من اٟتمل كعدـ االنتفاع ،ليس اٟتمل كحده كال عدـ االنتفاع كحده ،بل
معا.مها ن
متعددا غًن مركب٨ ،تو :كجهها كالقمر حسننا كاستدارة.
ً وقد يكون وجو الشبو
ومن أنواع التشبيو :التشبيو البليغ:
كىو ما حذفت منو األداة ككجو الشبو.
كىذا النوع من أبلغ صور التشبيو؛ ألنو قائم على اٖتاد ا١تشبو اب١تشبو بو ،ككأف ا١تشبو ىو عُت ا١تشبو
بو يف صفاتو ٚتيعها ال يف الوصف الذم صيغ التشبيو لو.
ٍم عي ٍم هي فىػ يه ٍم ىال يىػ ٍرًجعيو ىف﴾ [البقرة ،]ُٖ:أم :ىم
﴿ص ّّم بيك ه
كمن ذلك قوؿ هللا يف ا١تنافقُت :ي
كصم كبكم كعمي ،فشبو ا١تنافقُت ابلصم كالبكم كالعمي.
ً ً ً ً
ض أ ًيعد ٍ و
ُت﴾ [آؿ
ل ٍل يمتَّق ى َّت ات ىك ٍاأل ٍىر ي
الس ىم ىاك ي ﴿ك ىسا ًرعيوا إً ىذل ىم ٍغفىرةو م ٍن ىربًٌ يك ٍم ىك ىجنَّة ىع ٍر ي
ض ىها َّ كقولو :ى
عمراف ،]ُّّ:أم :عرضها كعرض السماكات كاألرض ،فشبو عرض اٞتنة بعرضهما.
109
ً ً
َّه ىار ني يش نورا﴾ [الفرقاف ،]ْٕ:أم:
اات ىك ىج ىع ىل النػ ى ﴿كيى ىو الَّذم ىج ىع ىل لى يك يم اللٍَّي ىل لبى ن
اسا ىكالنػ ٍَّوىـ يسبى ن كقولو :ى
الليل كلباس ،فشبو الليل ابللباس.
ثالجًا :أغراض التعبُٔ:
يتخَت ا١تتكلم التشبيو ألغراض يقتضيها ا١تقاـ ،كمن ىذه األغراض ما يعود إذل ا١تشبو كىي األكثر،
كمنها ما قد يعود إذل ا١تشبو بو.
وشلا يعود إىل ادلشبو:
ٔ -بيان حال ادلشبو :إذا كاف غَت معركؼ الصفة.
وف الٍ ىق ًد ًمي ﴾ [يس.]ّٗ : كقولو تعاذل﴿ :كالٍ ىقمر قىدَّرىّنه منىا ًزىؿ ح َّىت عاد ىكالٍعرج ً
ى ى ى يٍ ي ى ىى ٍ ي ى
ٕ -بيان مقدار حالو :إذا كاف معركؼ الصفة إٚتاالن ،كالتشبيو يبُت مقداره يف القوة كالضعف ،أك
الزايدة كالنقص ،أك غَت ذلك.
ً ً
اٟتً ىج ىارةً أ ٍىك أ ى
ىش ُّد قى ٍس ىوةن﴾ [البقرة.]ْٕ : ت قيػليوبي يكم ًٌمن بىػ ٍعد ذىل ى
ك فى ًه ىي ىك ٍ ﴿مثَّ قى ىس ٍ
كقولو تعاذل :ي
ٖ -بيان إمكانو :إذا كاف فيو غرابة ٕتعل ا١تستمع يشك يف ٖتقق كقوعو ،كقولو تعاذل يف خلق
اب ًمثَّ قى ىاؿ لىوي يكن فىػيى يكو يف﴾ [آؿ عمراف:
آدـ ىخلى ىقوي ًمن تيػر و
ى
ند ً
اّلل ىك ىمثى ًل ى ى
ً ً ً
عيسى ﴿ :إ َّف ىمثى ىل ع ى
يسى ع ى ٌ
ٗٓ].
معنواي؛ ألف النفس ال ٕتزـ اب١تعنوايت جزمها
ن ٗ -تقرير حالو :كيكثر إذا كاف ا١تشبو ن
أمرا
اب﵀سوسات،
الريح ًيف يػووـ ع ً
اص و كقولو تعاذلَّ ﴿ :مثىل الَّ ًذين ىك ىفركا بًرٌهبًًم أ ٍىعما ي٢تم ىكرم واد ا ٍشتىد ٍ ً
ف﴾ اآلية َّت بًو ًٌ ي ى ٍ ى ي ى ي ى ٍ ى يٍ ى ى
[إبراىيم.]ُٖ :
(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ٘ -التحسٌن والرتغيب ،كقولو تعاذل:
ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ)[اٟتديد .]ُِ :ككقولو
ُت * ىكأىمثى ًاؿ اللُّ ٍؤلي ًؤ الٍمكٍني ً
وف﴾ [الواقعة.]ِّ ،ِِ : تعاذل﴿ :كح ً
ى ٍ ور ع ه
ىي ه
110
ً -ٙالتقبيح والتنفًن ،كقولو تعاذل﴿ :كاتٍل علىي ًهم نىػبأى الَّ ًذم آتىػيػنىاه آايتً
انسلى ىخ مٍنػ ىها فىأىتٍػبىػ ىعوي
ى ف
ى ان
ى ى ٍ ي ى ى ي ىٍ ٍ ى
ض كاتػَّبى ىع ىىواهي فىمثىػليوي ىكمثى ًل الٍ ىك ٍل ً الشٍَّيطىا يف فى ىكا ىف ًمن الٍغىا ًكين * كلىو ًشٍئػنىا لىرفىػ ٍعنىاهي ًهبىا كلى ًكنَّوي أ ٍ ً
ب ى ى ى ىخلى ىد إ ىذل األ ٍىر ً ى ى ى ى ىٍ ى
ً ً َّ ً ً إًف ىٍٖت ًم ٍل ىعلىٍي ًو يىػ ٍل ىه ٍ
ص لى ىعلَّ يه ٍم
ص ى ص الٍ ىق ى ين ىك َّذبيواٍ ًآب ىايتنىا فىاقٍ ي
ص ً ك ىمثى يل الٍ ىق ٍوـ الذ ىث أ ٍىك تىػٍتػ يرٍكوي يىػ ٍل ىهث ذَّل ى
يىػتىػ ىف َّك يرك ىف﴾ [األعراؼ.]ُٕٔ ،ُٕٓ :
وىذه أمثلة لبعض التشبيهات القرآنية اليت نقف مع شيء من دالالهتا:
ين ًمن قىػٍبلً يك ٍم لى ىعلَّ يك ٍم َّ ً
ب ىعلىى ٱلذ ى
ً
ٱلصيى ياـ ىك ىما يكت ى
ً
ب ىعلىٍي يك يم ٌ
ً َّ ً
ُ -قاؿ تعاذلٰ ﴿ :أيىيػُّ ىها ٱلذ ى
ين ءى ىامنيواٍ يكت ى
تىػتَّػ يقو ىف﴾ [البقرة.]ُّٖ :
ا١تشبو :فرض الصوـ على ا١تؤمنُت .كا١تشبو بو :فرضو على أىل الكتاب من قبل .كجو الشبو :إجياب
الصوـ .كاألداة :الكاؼ .كالغرض من التشبيو :اٟتث كالتحضيض.
كمن دالالت التشبيو:
-أف الشيء الشاؽ إذا عم سهل ٖتملو كعملو؛ ألف يف التشبيو ابلسابقُت هتوينان على ا١تكلفُت هبذه
العبادة أف يستثقلوا ىذا الصوـ.
-إهناض مهم ا١تسلمُت لتلقي العبادة كي ال يتميز هبا من كاف قبلهم ،قاؿ ابن كثَت يف تفسَته:
(ذكر أنو كما أكجبو عليهم فقد أكجبو على من كاف قبلهم ،فلهم فيو أسوة ،كليجتهد ىؤالء يف
ً ً ً ً
اجا ىكلى ٍو أداء ىذا الفرض أكمل ٦تا فعلو أكلئك ،كما قاؿ تعاذل﴿ :ل يك وٌل ىج ىع ٍلنىا مٍن يك ٍم ش ٍر ىعةن ىكمٍنػ ىه ن
ا٠تيػر ً آات يكم فى ٍ ً ً ً ً
ات﴾ [ا١تائدة.)]ْٖ : استىب يقوا ٍىٍ ى اّللي ىٞتىىعلى يك ٍم أ َّيمةن ىكاح ىدةن ىكلىك ٍن ليىػٍبػليىويك ٍم ًيف ىما ى ٍ
ىشاءى َّ
ً ِ -قاؿ تعاذل﴿ :اي أىيػُّها الَّ ًذين آمنيوا ً ً ً
ب ض الظَّ ًٌن إ ٍمثه ىكىال ىٕتى َّس يسوا ىكىال يىػ ٍغتى ٍ اجتىنبيوا ىكث نَتا م ىن الظَّ ًٌن إً َّف بىػ ٍع ى
ى ى ٍ ى ى
اب ىرًح هيم﴾ ىخ ًيو ىمٍيػتنا فى ىك ًرٍىتي يموهي ىكاتَّػ يقوا َّ
اّللى إً َّف َّ
اّللى تىػ َّو ه
ب أىح يد يكم أى ٍف أيٍ يكل ىٟتم أ ً
ضا أ يىحي ُّ ى ٍ ى ى ٍ ى
ً
ض يك ٍم بىػ ٍع ن
بىػ ٍع ي
[ٟتجرات.]ُِ:
ىذا التشبيو يف اآلية من النوع الذم يسمى التشبيو الضمٍت ،كىو تشبيو غَت صريح ،يساؽ ا١تشبو بو
دليبلن على ما يف ا١تشبو من معٌت .كيدرؾ ا١تتلقي التشبيو فيو بعد أتمل كنظر.
111
كا١تشبو :الغيبة .كا١تشبو بو :أكل ٟتم األخ ميتنا .ككجو الشبو :االستكراه .كالغرض من التشبيو :التقبيح
كالتنفَت.
كمن دالالت التشبيو:
-شدة ٖترمي الغيبة ،كعدىا من الكبائر.
-الغيبة ٘تزؽ األخوة اإلديانية بُت ا١تؤمنُت.
-حق ا١تسلم الغائب على إخوانو اٟتاضرين اإلنكار على ا١تغتاب كنصحو.
-حرمة ع ًرض ا١تسلم حيِّا كميٌػتنا.
َّ ً ب ًَّ اّللً أ ى ً َّخ يذ ًمن د ً
َّاس من يػت ً ً
ين ىآمنيوا
اّلل ۛ ىكالذ ى ىند نادا يحيبُّونىػ يه ٍم ىك يح ًٌ كف َّ ي ّ -قاؿ تعاذل ﴿ :ىكم ىن الن ً ى ى
ىش ُّد يحبِّا ًٌَّّللً﴾ [البقرة.]ُٔٓ :
أى
ا١تشبو :حب الناس لؤلنداد .ا١تشبو بو :حب هللا .األداة :الكاؼ .ككجو الشبو :التسوية بُت ٤تبة
الشركاء ك٤تبة هللا عز كجل.
كمن دالالت التشبيو:
أندادا) قالو ابن( -أف من أحب من دكف هللا شيئا كما حيب هللا تعاذل ،فهو ٦تن اٗتذ من دكف هللا ن
القيم [التفسَت القيم].
سول غَته فيها مشركان متخذان ﵁ ندان ،فا﵀بة من ( -أف ٤تبة هللا من العبادة؛ ألف هللا جعل من ٌ
العبادة ،بل ىي أساس العبادة؛ ألف أساس العبادة مبٍت على اٟتب كالتعظيم ،فباٟتب يفعل
ا١تأمور ،كابلتعظيم جيتنب ا﵀ظور ،ىذا إذا اجتمعا ،كإف انفرد أحدمها استلزـ اآلخر) قالو ابن
عثيمُت يف تفسَته.
-قاؿ ابن عاشور يف تفسَته( :كاعلم أف ا١تراد إنكار ٤تبتهم األنداد من أصلها ال إنكار تسويتها
ْتب هللا تعاذل ،كإمنا قيدت ٔتماثلة ٤تبة هللا لتشويهها ،كللنداء على ا٨تطاط عقوؿ أصحاهبا .كفيو
إيقاظ لعيوف معظم ا١تشركُت كىم الذين زعموا أف األصناـ شفعاء ٢تم كما كثرت حكاية ذلك
112
عنهم يف القرآف؛ فنبهوا إذل أهنم سوكا بُت ٤تبة التابع ك٤تبة ا١تتبوع ك٤تبة ا١تخلوؽ ك٤تبة ا٠تالق؛
لعلهم يستفيقوف ،فإذا ذىبوا يبحثوف عما تستحقو األصناـ من ا﵀بة كتطلبوا أسباب ا﵀بة
ت ًدل تىػعب يد ما ىال يسمع كىال يػب ً
ص ير ىكىال يػي ٍغ ًٍت ً
كجدكىا مفقودة ،كما قاؿ إبراىيم عليو السبلـ ﴿ :ىاي أىبى ى ٍ ي ى ى ٍ ى ي ى يٍ
نك ىشٍيػئنا﴾ [مرمي ]ِْ :مع ما يف ىذه اٟتاؿ من زايدة موجب اإلنكار).
ىع ى
(ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ -
ﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔ) [العنكبوت.]ُْ :
صغً نَتا ﴾ [اإلسراء.]ِْ : ﴿ -ىكقيل َّر ًٌ
ب ٍارٛتىٍ يه ىما ىك ىما ىربػَّيى ًاين ى
اٟت ًق كالَّ ًذين ي ٍدعو ىف ًمن دكنًًو الى يستى ًجيبو ىف ى٢تم بً ىشي وء إًالَّ ىكب ً
اس ًط ىكفٍَّي ًو إً ىذل الٍ ىماءى ىٍ ي ي ٍ ي ﴿ -لىوي ىد ٍع ىوةي ٍى ٌ ى ى ى ي
ضبلىوؿ﴾ [الرعد.]ُْ : ً ً ً ًً ً
ين إًالَّ ًيف ى
ليىػٍبػلي ىغ فىاهي ىكىما يى ىو ببىالغو ىكىما يد ىعاء الٍ ىكاف ًر ى
( -ﭯﭰﭱﭲﭳﭴ) [األنبياء.]َُْ :
اّللً بًغى ًَت ًع ٍل وم كيػت ً َّاس من ي ٍش ًًتم ى٢تٍو ٍ ً ً ً ً -قاؿ تعاذلً :
َّخ ىذ ىىا يى يزنكا ىى اٟتىديث لييض َّل ىع ٍن ىسبً ًيل َّ ٍ ﴿كم ىن الن ً ى ٍ ى ى ى ى
ً ً َّ ً
ٍربا ىكأى ٍف ىدلٍ يى ٍس ىم ٍع ىها ىكأىف يف أيذينػىٍيو ىكقٍػنرا َّ ً ً ً أيكلىئً ى
آايتػينىا ىكذل يم ٍستىك ن ُت .ىكإذىا تػيٍتػلىى ىعلىٍيو ى اب يمه ه ك ى٢تيٍم ىع ىذ ه
اب أىلًي وم﴾ [لقماف.]ٕ ،ٔ : فىػب ًٌشره بًع ىذ و
ى ٍي ى
ت ًم ٍن قى ٍس ىوىرةو﴾ [ا١تدثر.]ُٓ-ْٗ : ً ً ً
﴿ -فى ىما ى٢تيٍم ىع ًن التَّذٍكىرةً يم ٍع ًرض ى
ُت .ىكأىنػ يَّه ٍم يٛتيهر يم ٍستىػٍنفىرةه .فىػَّر ٍ
113
املْضْع الجاىٕ
اجملاز
اجملاز أسلوب من أساليب العرب ،كرد يف القرآف الكرمي ،كىو قسيم للحقيقة.
تعريف احلقيقة:
ىي :اللفظ ا١تستعمل فيما كضع لو يف اصطبلح التخاطب.
لغواي ،أك شرعينا ،أك عرفينا.
كاصطبلح التخاطب قد يكوف ن
كلذا تنقسم اٟتقيقة ثبلثة أقساـ:
ُ .حقيقة لغوية :كاستعماؿ الصبلة يف معٌت الدعاء.
ِ .حقيقة شرعية :كاستعماؿ الصبلة يف العبادة الشرعية ا١تعركفة.
ّ .حقيقة عرفية :كاصطبلحات العلوـ.
ككلها تعد عند الببلغيُت حقائق لغوية يف مقابل اجملاز اللغوم.
تعرٓف اجملاز:
ىو :استعماؿ اللٌفظ يف غَت ما يك ًضع لو يف اصطبلح التخاطب ،لعبلقة ،مع قرينة مانعة من إرادة
اٟتقيقة.
فقولنا عن دمحم الشجاع :جاءّن األسد ،استعملنا لفظ "البحر" ﵀مد ،كالعبلقة مشاهبتو يف الشجاعة،
كالقرينة حالية ،حيث قيل الكبلـ كا١تشار إليو دمحم.
كقد تكوف القرينة لفظية ،كقولنا :جاء البحر راكبنا سيارتو .فاٟتاؿ "راكبا سيارتو" قرينتو على عدـ
إرادة اٟتيواف.
114
ثاىًٔا :أىْاع اجملاز:
اجملاز نوعاف:
ُ٣ -تاز يف اإلسناد ،كىو اجملاز العقلي ،كيسمى :اجملاز اإلسنادم ،كاٟتكمي.
ِ -ك٣تاز يف اللفظ ،كىو اجملاز اللغوم.
ٔ) اجملاز العقلي:
كىو :نسبة الشيء إذل غَت ما ىو لو ،عند ا١تتكلم ،لعبلقة بينهما ،مع قرينة صارفة عن إرادة الظاىر.
كالعبلقات كثَتة منها :الفاعلية ،كا١تفعولية ،كالسببية ،كالزمانية ،كا١تكانية ،كغَتىا.
وشلا ورد يف القرآن الكرمي:
ُ -قوؿ هللا تعاذل﴿ :إً َّف ٰىى ىذا الٍ يق ٍرآ ىف يىػ ٍه ًدم لًلًَّيت ًى ىي أىقٍػ ىويـ﴾ [اإلسراء.]ٗ :
أسند ا٢تداية إذل القرآف ،كهللا ىو الذم يهدم ابلقرآف ،كما قاؿ سبحانو﴿ :يػى ٍه ًدم بًًو َّ
اّللي ىم ًن
بلـ﴾ [ا١تائدة.]ُٔ : الس ًض ىوانىوي يسبي ىل َّ اتػَّبى ىع ًر ٍ
كإمنا أسندت ا٢تداية إليو ألنو السبب للهداية إذل صراط هللا ا١تستقيم.
ب فً ًيو اب ىال ىريٍ ى
فمن راـ ا٢تداية حقِّا فعليو ابلقرآف الكرمي ،كقد كصفو هللا بقولوٰ ﴿ :ىذلً ى ً
ك الٍكتى ي
ُت﴾ [البقرة.]ِ : ً ً
يى ندل لٌٍل يمتَّق ى
اس يه ىما ً ِ -قوؿ هللا﴿ :اي ب ًٍت آدـ ىال يػ ٍفتًنىػنَّ يكم الشَّيطىا يف ىكما أىخرج أىبػوي يكم ًمن ٍ ً
اٞتىنَّة يىػٍن ًزعي ىعٍنػ يه ىما لبى ى ى ٍ ى ى ىىٍ ٍ ى ى ى ىى ى ي ٍ
اط ً ً ً ً ًً ً
ين ىال ُت أ ٍىكليىاءى للَّذ ى ل يًَتيىػ يه ىما ىس ٍوآهت ىما إًنَّوي يىػىرا يك ٍم يى ىو ىكقىبًيليوي ًم ٍن ىحٍي ي
ث ىال تىػىرٍكنىػ يه ٍم إً َّّن ىج ىع ٍلنىا الشَّيى ى
يػي ٍؤًمنيو ىف﴾ [األعراؼ.]ِٕ :
أسند إخراج أبوينا من اٞتنة كنزع اللباس عنهما إذل الشيطاف؛ ألنو كاف سببنا فيهما.
اضعًُت﴾ [الشعراء.]ْ : ت أ ٍىعنىاقيػهم ى٢تا خ ً ّ﴿ -إً ٍف نىشأٍ نػينػ ًزٍؿ علىي ًهم ًمن َّ ً
يٍ ى ى الس ىماء آيىةن فىظىلَّ ٍ ى ىٌ ى ٍ ٍ ى
أسند ا٠تضوع إذل األعناؽ؛ ألهنا مظهر ا٠تضوع ،كإمنا ا٠تاضع أصحاهبا.
ات للرٛتن﴾ [طو.]َُٖ : ﴿كخ ىش ىعت األصو ي ْ -ى
115
أسند ا٠تشوع إذل األصوات؛ ألهنا مظهر للخشوع ،كا٠تاشع أىلها.
ف طىائًىفةن ًمٍنػ يه ٍم يي ىذبًٌ يح أىبٍػنىاءى يى ٍم ىكيى ٍستى ٍحيًي ض كجعل أىىلىها ًشيػعا يستى ٍ ً ً ً
ضع ي ٓ﴿ -إ َّف ف ٍر ىع ٍو ىف ىع ىبل ًيف ٍاأل ٍىر ً ى ى ى ى ٍ ى ى ن ى ٍ
ين﴾ [القصص.]ْ : ًً ً ً ً
ن ىساءى يى ٍم إنَّوي ىكا ىف م ىن الٍ يم ٍفسد ى
أسند التذبيح كاالستحياء إذل فرعوف؛ ألنو سببهما كاآلمر هبما.
ف تىػتَّػ يقو ىف إً ٍف ىك ىف ٍريٍمت يػى ٍونما ىٍجي ىع يل الٍ ًولٍ ىدا ىف ًشيبنا﴾ [ا١تزمل.]ُٕ :ٔ﴿ -فى ىكٍي ى
أسند جعل (الولداف شيبنا) إذل اليوـ؛ ١تا فيو من األىواؿ اليت يسرع ابلشيب أمثا٢تا يف الدنيا.
ت ىعلىٍي ًه ٍم آى ىايتيوي ىز ىادتٍػ يه ٍم إًديىاّنن ىك ىعلىى ىرًٌهبً ٍم ً ﴿إًَّمنىا الٍمؤًمنو ىف الَّ ًذين إًذىا ذيكًر َّ ً
ت قيػليوبػي يه ٍم ىكإًذىا تيليى ٍاّللي ىكجلى ٍ ى ى يٍ ي -
يىػتىػ ىوَّكليو ىف﴾ [األنفاؿ.]ِ :
ىحلُّوا قىػ ٍوىم يه ٍم ىد ىار الٍبىػ ىوا ًر﴾ [إبراىيم.]ِٖ : ﴿أىىدل تىػر إً ىذل الَّ ًذين ب َّدليوا نًعمت ًَّ
اّلل يك ٍفنرا ىكأ ى ى ى ٍى ى ٍ ى -
ات﴾ [البقرة.]ِٕٓ : ﴿كالَّ ًذين ىك ىفركا أىكلًي ياؤىم الطَّاغيوت يخيٍ ًرجونىػهم ًمن النُّوًر إً ىذل الظُّليم ً -
ى ي ي ي ٌى ى ى ي ٍ ى يي
ب﴾ [يوسف.]ُٖ : يص ًو بً ىدوـ ىك ًذ و
﴿كجاءكا علىى قى ًم ً
ىى ي ى -
116
ب) كقد يكوف يف تركيب٨ ،تو :أنت تنفخ يف رماد :تقولو ١تن ينصح من ال يستجيب.
قسما اجملاز من حيث العالقة:
العبلقة اليت تصحح استعماؿ اللفظ يف ا١تعٌت اجملازم نوعاف:
ُ -عبلقة ا١تشاهبة ،كاستعارة النور لئلدياف ١تشاهبتو لو يف االىتداء .كإذا كانت العبلقة بُت ا١تعٌت
اٟتقيق كا١تعٌت اجملازم ا١تشاهبة يسمى اجملاز :استعارة.
ِ -عبلقات غَت ا١تشاهبة ،كالتجوز اب١تكاف عن أىلو :ىذا بيت صاحل ،كبيت و
كرـ ،فليس العبلقة بُت ي ه
البيت كالصبلح أك الكرـ ىو ا١تشاهبة بينهما ،كإمنا عبلقة أخرل ىي ا١تكانية .كإذا كانت العبلقة
٣تازا مرسبلن.
غَت ا١تشاهبة ٝتي اجملاز :ن
قرينة اجملاز:
البد من قرينة ٘تنع إرادة ا١تعٌت ا١توضوع لو اللفظ ،سواء أكانت لفظية أـ حالية أـ عقلية ،فإذا دل يكن
ٙتة قرينة فاألصل أنو حقيقة.
﴿كىكلَّ ىم
كقد أتيت قرينة لتأكيد إرادة اٟتقيقة كرفع توىم اجملاز ،كتأكيد الفعل ٔتصدره يف قوؿ هللا :ى
يما﴾ [النساء.]ُْٔ: ً
وسى تىكٍل ن
اّللي يم ى
َّ
أ -اجملاز ادلرسل:
ىو استعمال اللفظ يف غًن ما ىو لو لعالقة غًن ادلشاهبة.
٣تازا مرسبلن؛ ألنو أطلق عن التقييد بعبلقة ٤تددة ،كاإلرساؿ يف اللغة :اإلطبلؽٓ .تبلؼ كٝتي ن
االستعارة فإهنا مقيدة بعبلقة التشبيو.
كمن عبلقات اجملاز ا١ترسل :اٞتزئية ،كالكلية ،كالسببية ،كا١تسبَّبية ،كا﵀لية ،كاٟتالًٌية ،كغَتىا ،كىي ال
ٖتصر ،كال ٖتد ٔتا جاء عن العرب.
117
وشلا ورد منو يف القرآن الكرمي:
﴿اي أىيػُّ ىها الٍ يمَّزًٌم يل .قُِم اللٍَّي ىل إًَّال قىلًيبلن﴾ [ا١تزمل.]ِ ،ُ :
ُ -قولو تعاذل :ى
ا١تقصود ابلقياـ ىنا :الصبلة ،كعرب عنها أبشرؼ أركاهنا ،كىو القياـ ،كىذا من إطبلؽ اٞتزء كإرادة
الكل.
قياما يف قولو تعاذل﴿ :قيًم اللٍَّي ىل إًَّال قىلًيبلن﴾ كمن دالالت ىذا التعبَت ما قالو ابن تيمية١" :تا ٝتاىا ن
دؿ على كجوب القياـ"(ُ).
ت قىػ ٍوًمي لىٍيبلن ىكنىػ ىه نارا .فىػلى ٍم يىًزٍد يى ٍم يد ىعائًي إًَّال فًىر نارا .ىكإًًٌين يكلَّ ىماب إًًٌين ىد ىع ٍو ي ِ -قولو تعاذل﴿ :قى ىاؿ ىر ًٌ
استًكٍبى نارا﴾ [نوح: ً ًً ِ ِ
استى ٍكبىػ يركا ٍ
ىصُّركا ىك ٍ َصابِ َع ُه ْم ًيف آ ىذاهن ٍم ىك ٍ
استىػ ٍغ ىش ٍوا ثيىابىػ يه ٍم ىكأ ى ىد ىع ٍوتيػ يه ٍم لتَ ْغف َر ى٢تيٍم ىج ىعليوا أ َ
ٓ.]ٔ ،
اجملاز يف قولو﴿ :لِتَ غْ ِف َر ى٢تيٍم﴾ كالدعوة إمنا ىي ألجل اإلدياف ،لكن عرب اب١تغفرة؛ ألهنا مسبَّبة عنها؛
فمن آمن اب﵁ غفرت لو ذنوبو.
كيف قولو( :أصابعهم) تعبَت ابإلصبع عن بعضها ،فأطلق الكل كأريد اٞتزء؛ مبالغة يف صدكدىم عن
الدعوة.
صلى ٍو ىف ىسعً نَتا﴾ ًً ً َّ ً
ين ىأيٍ يكليو ىف أ ٍىم ىو ىاؿ الٍيىػتى ىامى ظيٍل نما إًَّمنىا ىأيٍ يكليو ىف ًيف بيطيوهن ٍم ََن ًرا ىك ىسيى ٍ
ّ -قولو تعاذل﴿ :إ َّف الذ ى
[النساء.]َُ:
عرب عن أمواؿ اليتامى ٔتا تؤكؿ إليو ،كىي النار ،فالعبلقة مسبَّبية أك اعتبار ما سيكوف .كيف ىذا
ظلما من أسباب عذاب النار كالعياذ اب﵁. داللة على أف أكل األمواؿ ن
ضلُّوا ًعبى ىاد ىؾ
َّك إً ٍف تى ىذرىم ي ً ً ب ىال تى ىذر علىى ٍاألىر ً ً
ْ -قولو تعاذل﴿ :كقى ىاؿ ني ً
ٍي ٍ ي ين ىد َّاي نرا .إًن ى
ض م ىن الٍ ىكاف ًر ى ٍ ٍ ى وح ىر ٌ
ه ى
ِ ً
ارا﴾ [نوح.]ِٕ ،ِٔ: ىكىال يىل يدكا إًَّال فَاج ًرا َك َّف ً
كفارا) مع أنو حاؿ كالدتو ال يوصف بذلك؛ إذ دل يكلف بعد ،كلكن ٝتي (فاجرا ن ن ٝتي ا١تولود
118
بذلك ابعتبار ما سيكوف.
كيف ىذا داللة على أف البيئة األسرية كاالجتماعية مؤثرة على دين الطفل ،كما قاؿ الرسوؿ صلى
هللا عليو كسلم يف اٟتديث ا١تتفق عليو" :ما من مولود إال يولد على الفطرة ،فأبواه يهودانو أك
ينصرانو أك ديجسانو".
ًً اّللى يًحي ُّ
ىح ًسنيوا إً َّف َّ ً ِ ٓ﴿ -كأىنٍ ًف يقوا ًيف سبً ًيل ًَّ
ُت﴾ب الٍ يم ٍحسن ى اّلل ىكىال تػي ٍل يقوا ِأبَيْدي ُك ْم إً ىذل التػ ٍَّهلي ىكة ىكأ ٍ ى ى
[البقرة.]ُٗٓ:
اجملاز يف قولو :أبيديكم ،أم :أبنفسكم كلها ،فعرب عن النفس كلها ابليد من التعبَت ابٞتزء عن
الكل.
ك٦تا استنبطو العلماء من دالالت يف أسلوب اجملاز ما قالو ابن تيمية رٛتو هللا" :إذا كاف هللا عز
قياما يف قولو
تسبيحا؛ فقد دؿ ذلك على كجوب التسبيح ،كما أنو ١تا ٝتاىا ن ن كجل قد ٝتى الصبلة
قرآّن يف قولو تعاذل:تعاذل﴿ :قيًم اللٍَّي ىل إًال قىلًيبل﴾ دؿ على كجوب القياـ ،ككذلك ١تا ٝتاىا ن
كسجودا يف مواضع دؿ على ن ﴿كقيػ ٍرآ ىف الٍ ىف ٍج ًر﴾ دؿ على كجوب القرآف فيها ،ك١تا ٝتاىا ر ن
كوعا ى
كجوب الركوع كالسجود فيها .كذلك أف تسميتها هبذه األفعاؿ دليل على أف ىذه األفعاؿ الزمة
٢تا .فإذا كجدت ىذه األفعاؿ فتكوف من األبعاض البلزمة ،كما أهنم يسموف اإلنساف أببعاضو
ككجها ك٨تو ذلك ،كما يف قولو تعاذل﴿ :فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة﴾ .كلو جاز
أسا ن البلزمة لو ،فيسمونو رقبة كر ن
أمرا ابلصبلة؛ فإف اللفظ كجود الصبلة بدكف التسبيح لكاف األمر ابلتسبيح ال يصلح أف يكوف ن
حينئذ ال يكوف داالن على معناه ،كال على ما يستلزـ معناه"(ُ).
119
ٌبُت ما يف اآلايت من ٣تاز مرسل كعبلقاتو كدالالتو:
اخ ىش ٍويى ٍم فىػىز ىاد يى ٍم إًديىاّن ىكقىاليواٍ ىح ٍسبيػنىا -قاؿ تعاذل﴿ :الَّ ًذين قى ىاؿ ى٢تيم الن ً
َّاس إ َّف الن ى
َّاس قى ٍد ىٚتىعيواٍ لى يك ٍم فى ٍ ي ي ى
يل﴾. َّ ً ً
اّللي ىكن ٍع ىم الٍ ىوك ي
آء ًرٍزقا﴾.السم ً ً -قاؿ تعاذل﴿ :ىو الَّ ًذم ي ًري يكم ًً
آايتو ىكيػينىًٌزيؿ لى يكم ٌم ىن َّ ى
ي ٍ ى يى
ً ً ًً ً
ُت﴾. ُّى ًن ىكصٍب وغ لٌآلكلً ى ت ًابلد ٍ -قاؿ تعاذل ﴿ :ىك ىش ىجىرنة ىٗتٍير يج من طيوًر ىسٍيػنىآءى تىنبي ي
فك رقبة﴾.
-قاؿ تعاذلٌ ﴿ :
ب -االستعارة:
ىي :استعماؿ اللفظ يف غَت ما يكضع لو؛ لعبلقػة ى
ا١تشاهبة بُت ا١تعٌت األصلي كا١تعٌت اجملازم.
مشبها بو ،على سبيل
كىي قائمة على تناسي التشبيوّ ،تعل اسم ا١تشبو بو للمشبو ككأنو ىو ال ن
ا١تبالغة .لكن البد من قرينة تفيد أف ا١تتكلم أراد االستعارة كأتكيل اٟتقيقة ابجملاز.
أركان االستعارة:
٢تا ثبلثة أركاف:
ُ -ا١تستعار منو كىو :ا١تشبو بو.
ِ -كا١تستعار لو كىو :ا١تشبو.
ّ -كا١تستعار كىو :اللفظ ا١تنقوؿ.
كيزيد على ىذه الثبلثة العبلقة كالقرينة ،اللتاف البد منهما يف كل ٣تاز.
ففي استعارة النور لئلدياف :شبو اإلدياف ابلنور ،فاستعَت لو لفظو .فا١تستعار منو :النور .كا١تستعار لو:
اإلدياف .كا١تستعار :لفظ النور.
كذكر الببلغيوف من ٤تاسن االستعارة كببلغتها أف فيها فضل إابنة عن ا١تعٌت ،كأتكيد لو ،كمبالغة
120
فيو ،كفيها إجياز يف التعبَت ،كإبراز للمعٌت يف حلة ٚتيلة ،كفيها خياؿ كتصوير ٚتيل (فإنك ترل هبا اٞتماد
فصيحا ،كا١تعاين ا٠تفية ابديةن جليةن ،كترل ا١تعاين اللطيفة اليت ىي من خبااي العقل
ن حيِّا ّنط نقا ،كاألعجم
كأهنا جسمت حىت رأهتا العيوف ،كاألكصاؼ اٞتسمانية عادت ركحانية ال تدرؾ إال ابألفكار كالظنوف،
كىذا ابتكار حيدث يف نفوس السامعُت أٚتل األثر) كما قاؿ عبدالقاىر اٞترجاين(ُ).
وشلا ورد منها يف القرآن الكرمي:
ط الْمست ِق ً َّ ً ُ -قوؿ هللا تعاذلً :
وب ىعلىٍي ًه ٍم ض ً ت ىعلىٍي ًه ٍم .ىغ ًٍَت الٍ ىم ٍغ ي يم .صىرا ىط الذ ى
ين أىنٍػ ىع ٍم ى الص َرا َ ُ ْ َ َ ﴿اىد ىّن ِّ
ٍ
ُت﴾ [الفاٖتة.]ٕ ،ٔ: ً
ىكىال الضَّالٌ ى
االستعارة يف قولو :اىدّن الصراط ا١تستقيم.
استعَت لفظ "الصراط ا١تستقيم" للمتابعة ﵁ كللرسوؿ ﷺ ،فمن اىتدل إذل اإلدياف اب﵁ كبرسولو
كاف كمن اىتدل إذل صراط مستقيم ال اعوجاج فيو كال ضبلؿ.
ٚتيعا على أف "الصراط ا١تستقيم" ىو قاؿ الطربم رٛتو هللا" :أٚتعت األمة من أىل التأكيل ن
الطريق الواضح الذم ال اعوجاج فيو .ككذلك ذلك يف لغة ٚتيع العرب ...مث تستعَت العرب
الصراط فتستعملو يف كل قوؿ كعمل كصف ابستقامة أك اعوجاج ،فتصف ا١تستقيم ابستقامتو،
كا١تعوج ابعوجاجو"(ِ).
ين ىك ىف يركا أ ٍىكلًيى ياؤيى يم َّ ً ُّ ِ ِ ً
ين ىآمنيوا يخيٍ ًر يج يه ٍم م ىن الظلُ َمات إ َىل النُّوِر ىكالذ ى
﴿اّلل كً ُّ َّ ً
رل الذ ى ِ -قوؿ هللا تعاذلَّ :ي ى
اب النَّا ًر يى ٍم فً ىيها ىخالً يدك ىف﴾ ىص ىح ي
ك أٍ ات أيكلىئً ىالطَّاغيوت يخيٍ ًرجونىػهم ًمن النُّوِر إِ َىل الظُّلُم ِ
َ ي ي يٍ ى
[البقرة.]ِٕٓ:
استعَت "النور" لئلدياف ١تا فيو من ا٢تداية ،ك"الظلمة" للكفر ١تا فيو من الضبلؿ .قاؿ الطربم رٛتو
هللا" :يعٍت بذلك :خيرجهم من ظلمات الكفر إذل نور اإلدياف .كإمنا عٌت بػ"الظلمات" يف ىذا
121
ا١توضع :الكفر .كإمنا جعل "الظلمات" للكفر مثبلن ألف الظلمات حاجبة لؤلبصار عن إدراؾ
األشياء كإثباهتا ،ككذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراؾ حقائق اإلدياف كالعلم بصحتو
كصحة أسبابو"(ُ).
ين﴾ ً َّبللىةى ًاب ٍ٢ت ىدل فىما رًْت ٍ ً
ين ا ْشتَ َرُوا الض ى ّ -قوؿ هللا تعاذل﴿ :أيكلىئً َّ ً
ت ٕتى ىارتيػ يه ٍم ىكىما ىكانيوا يم ٍهتىد ى ي ى ىى ك الذ ى ى
[البقرة.]ُٔ:
االستعارة يف كلمة (اشًتكا) ،فإف أصل االشًتاء أف يبيع سلعة مقابل ٙتن معُت ،أك أف أيخذ
سلعة مقابل دفع ٙتن ،كا١تراد ىنا أهنم اعتاضوا عن ا٢تدل ابلضبللة ،ككأهنم بذلوا ا٢تدل ٙتننا
للضبللة .قاؿ السعدم رٛتو هللا" :أكلئك ،أم :ا١تنافقوف ا١توصوفوف بتلك الصفات ﴿الذين
اشًتكا الضبللة اب٢تدل﴾ أم :رغبوا يف الضبللة ،رغبة ا١تشًتم ابلسلعة ،اليت من رغبتو فيها يبذؿ
فيها األٙتاف النفيسة .كىذا من أحسن األمثلة ،فإنو جعل الضبللة ،اليت ىي غاية الشر،
كالسلعة ،كجعل ا٢تدل الذم ىو غاية الصبلح ٔتنزلة الثمن ،فبذلوا ا٢تدل رغبة عنو ابلضبللة
دينارا يف
رغبة فيها ،فهذه ٕتارهتم ،فبئس التجارة ،كبئس الصفقة صفقتهم .كإذا كاف من بذؿ ن
خاسرا ،فكيف من بذؿ جوىرة كأخذ عنها درمهنا؟ فكيف من بذؿ ا٢تدل يف مقابلة
مقابلة درىم ن
الضبللة ،كاختار الشقاء على السعادة ،كرغب يف سافل األمور عن أعاليها؟ فما رْتت ٕتارتو،
بل خسر فيها أعظم خسارة"(ِ).
122
كبُت ما فيها من استعارات كدالالهتا:
تدبر اآلايت ٌ
ىحيىػٍيػنىاهي﴾ [األنعاـ.]ُِِ : قاؿ تعاذل﴿ :أ ىىكىم ٍن ىكا ىف ىمٍيتان فىأ ٍ -
ً ُت ًأب َّ ًً ً
يما﴾ [النساء.]ُّٖ: ىف ى٢تيٍم ىع ىذ نااب أىل ن قاؿ تعاذل﴿ :بى ٌش ًر الٍ يمنىافق ى -
ؼ﴾ [النحل.]ُُِ : ا٠تو ً قاؿ تعاذل﴿ :فىأىذىاقىػها َّ ً
وع ىك ٍىٍ اٞتي ًاس ٍ اّللي لبى ى ى -
الر ٍٛتىًة﴾ [اإلسراء.]ِْ :
الذ ًٌؿ ًم ىن َّ
اح ُّ قاؿ تعاذل﴿ :ك ً
ض ى٢تيىما ىجنى ى اخف ٍ ى ٍ -
123
املْضْع الجالح
الهيآ٘
124
ابلظاىر ،أك عن ا١تعٌت القبيح ابللفظ اٟتسن.
كمن ٤تاسنها أهنا تبُت لك ا١تعاين أبدلتها ا﵀سوسة ،كتثبت لك األحكاـ برباىينها الظاىرة.
وشلا ورد يف القرآن الكرمي منها:
ِ ُ -قولو تعاذلَ ﴿ :والَ ََتْ َع ْل يَ َد َك َم ْغلُولَةً إِ َىل عُنُ ِق َ
وما سط َْها ُك َّل الْبَ ْسط فىػتىػ ٍقعي ىد ىملي ن ك َوالَ تَ ْب ُ
ٍَّ٤ت يس نورا﴾ [اإلسراء.]ِٗ:
﴿كىال ىٍٕت ىع ٍل يى ىد ىؾ ىم ٍغليولىةن إً ى ٰذل
كناية عن التوسط كاالعتداؿ بُت اإلمساؾ عن النفقة يف قولو :ى
﴿كىال تىػٍب يسطٍ ىها يك َّل الٍبى ٍس ًط﴾. لو:و ق يف ا١تاؿ ٚتيع كإعطاء ﴾ ك عن ً
ق
ى ى يي
وؿ ىسبًيبلن .ىاي الرس ً
ت ىم ىع َّ ي ض الظَّ ِاملُ َعلَى يَ َديْ ِو يػى يق ي
وؿ ىاي لىٍيػتىًٍت َّاٗتى ٍذ ي ﴿كيىػ ٍوىـ يَ َع ُِّ -قولو تعاذل :ى
ىٗت ٍذ فيىبل نّن ىخلًيبلن﴾ [الفرقاف.]ِٖ ،ِٕ: كيػلىىت لىيػتىًٍت ىدل أ ًَّ
ىٍ ى ٍ ٍ
العض على اليدين كناية عن الندـ كاٟتسرة.
كش ىها ط بًثىم ًرًه فَأَصبح ي َقلِّب َك َّفي ِو علىى ما أىنٍػ ىفق فًيها كًىي خا ًكيةه علىى عر ً ّ -قولو تعاذلً :
ْ َ َ ُ ُ ْ ى ى ى ى ى ى ى ى ى يي ﴿كأيحي ى ى ى
ً
ىح ندا﴾ [الكهف.]ِْ: وؿ ىاي لىٍيػتىًٍت ىدلٍ أي ٍش ًرٍؾ بىرًٌِب أ ى ىكيػى يق ي
تقليب الكفُت كناية عن ا٠تيبة كاٟتسرة.
ين ًم ٍن قىػٍبلً يك ٍم ى ذالصياـ ىكما يكتًب علىى الَّ ً
ى ى ى ي ى
ْ -قولو تعاذل﴿ :اي أىيػُّها الَّ ًذين آمنيوا يكتًب علىي يكم ً
ٌ ى ىٍ ي ى ى ى ى
ات﴾ [البقرة.]ُْٖ ،ُّٖ: ود ٍ
لى ىعلَّ يك ٍم تىػتَّػ يقو ىف .أ َّىاي نما َم ْع ُد َ
التعبَت ٔتعدكدات كناية عن القلة ،كفيو هتوين على ا١تكلفُت.
اح َو ُد ُس ٍر .ىٍٕت ًرم ًأب ٍىعيينًنىا ىجىزاءن لً ىم ٍن ىكا ىف يك ًفىر﴾ ٓ -قولو تعاذل﴿ :ك ىٛت ٍلنىاه علىى َذ ِ
ات أَل َْو ٍ ى ى ي ى
[القمر.]ُّ:
ات أىلٍ ىو واح ىك يد يس ور﴾ كناية عن السفينة ،يف مقاـ التسلية للرسوؿ كإنذار الكافرين قولو﴿ :ذى ً
ِبظهار قدرة هللا على أخذىم كإ٧تاء رسولو.
125
تدبر الكناايت يف الشواىد اآلتية ،كبُت مقاصدىا كدالالهتا:
َّاس ىكىال يػي ٍؤًمنيو ىف ًاب َّّللً ىكىال ًابلٍيىػ ٍوًـ ٍاآلى ًخ ًر ىكىم ٍن يى يك ًن الشٍَّيطىا يف لىوي قى ًريننا
ين يػيٍن ًف يقو ىف أ ٍىم ىوا ى٢تيٍم ًرىَئءى الن ً َّ ً
﴿ ىكالذ ى -
فى ىساءى قى ًريننا﴾ [النساء.]ّٖ :
اّللى ىح ًديثنا﴾ [النساء: ض ىكىال يىكٍتي يمو ىف َّ ًً
وؿ لى ٍو تي ىس َّول هب يم ٍاأل ٍىر ي الر يس ى
ص يوا َّ
ين ىك ىف يركا ىك ىع ى
َّ ً ًو
﴿يىػ ٍوىمئذ يىػ ىوُّد الذ ى -
ِْ].
اط ُّم ٍستى ًقي وم﴾ [ا١تلك.]ِِ : ﴿أىفىمن ديىٍ ًشي م ًكبِّا علىى كج ًه ًو أىى ىد ٰل أ َّىمن ديىٍ ًشي س ًوِّاي علىى ًصر و
ى ى ٰ ى ي ى ٰ ىٍ ٍ ى -
ص ًاـ ىغٍيػر يمبً و اٟتًٍلي ًة كىو ًيف ًٍ ً
ُت﴾ [الزخرؼ.]ُٗ : ا٠ت ى ي ﴿أ ىىكىم ٍن يػينى َّشأي يف ٍ ى ى ي ى -
ض ىمىر نحا﴾ [اإلسراء.]ّٕ : ش ًيف ٍاأل ٍىر ً ﴿ ىكىال ٘تىٍ ً -
ىح يد يمهىا أ ٍىك كًبلى يمهىا فىبلى ك أىالَّ تىػعب يدكاٍ إًالَّ إً َّايه كًابلٍوالً ىدي ًن إًحساّن إًَّما يػبػليغى َّن ًع ى ً
ند ىؾ الٍكبىػىر أ ى ىٍ يى ى ٍ ٍى ٍي ضى ىربُّ ى
﴿ -ىكقى ى
يؼ﴾ [اإلسراء.]ِّ : تىػ يقل َّ٢تيىمآ أ وٌ
126
استخرج تشبيهُت من القرآف الكرمي ،مبيننا أغراضهما كدالالهتما. ( ُ)
اذكر مثالُت على اجملاز ا١ترسل يف القرآف الكرمي ،مبيننا أغراضو كدالالتو. ( ِ)
اذكر مثالُت على االستعارة يف القرآف الكرمي ،مبيننا أغراضها كدالالهتا. ( ّ)
استخرج كنايتُت من القرآف الكرمي مبيننا داللتهما. ( ْ)
127
128
129
130
أهداف الوحدة:
مفردات الوحدة:
عدد احملاضرات:
ُِ ٤تاضرة
131
متهيد:
"طرائق ا١تفسرين للقرآف ثبلث ،إما االقتصار على الظاىر من ا١تعٌت األصلي للًتكيب مع بيانو
معاف من كراء الظاىر تقتضيها داللة اللفظ أك ا١تقاـ كال كإيضاحو ،كىذا ىو األصل ،كإما استنباط و
جيافيها االستعماؿ كال مقصد القرآف ،كتلك ىي مستتبعات الًتاكيب ،كىي من خصائص اللغة العربية
ا١تبحوث فيها يف علم الببلغة ،ككوف التأكيد يدؿ على إنكار ا١تخاطب أك تردده ،ككفحول ا٠تطاب
كداللة اإلشارة كاحتماؿ اجملاز مع اٟتقيقة ،كإما أف جيلب ا١تسائل كيبسطها ١تناسبة بينها كبُت ا١تعٌت ،أك
ألف زايدة فهم ا١تعٌت متوقفة عليها ،أك للتوفيق بُت ا١تعٌت القرآين كبُت بعض العلوـ ٦تا لو تعلق ٔتقصد من
مقاصد التشريع لزايدة تنبيو إليو ،أك لرد مطاعن من يزعم أنو ينافيو ال
دالالت الرتاكيب على أهنا ٦تا ىو مراد هللا من تلك اآلية بل لقصد التوسع"(ُ).
132
املْضْع األّل
دالل٘ االقرتاٌ
133
ثاىًٔا :أقصاو دالل٘ االقرتاٌ:
تنقسم داللة االقًتاف قسمُت:
ُ) االقرتان بٌن مجلتٌن اتمتٌن:
مثالو:
قولو تعاذل ﮋ ﮯﮰﮱ﮲ ﮳﮴﮵﮶ ﮷ﮊ [األنعاـ .]ُُْ :فاٞتملة األكذل:
ﮋﮯﮰﮱ﮲ ﮳ ﮊ ٚتلة اتمة كمستقلة بنفسها ،كاٞتملة الثانية ﮋ﮴﮵﮶ ﮷ﮊ ٚتلة
اتمة كمستقلة بنفسها.
ت للداللة على كماؿ قدرتو كعلى إعادة األجساـ من عي ٍجب َّ
الذنىب ،فأمر ابلنظر ً
قيل :األكذل سٍيػ ىق ٍ
التفكر يف البداية كالنهاية ،كالثانية ًسٍيػ ىقت يف ىم ٍع ًرض كماؿ االمتناف ،فناسب األمر ابألكلَّ ،
كٖتصل من ك ُّ
٣تموع اآليتُت االنتفاعي األخركم كالدنيوم ،كىذا ىو السبب لتقدـ النظر على األمر ابألكل(ُ).
حجيتو :ىذا النوع من االقًتاف ليس حجة عند ٚتهور العلماء ،كال يصح أف يكوف دليبلن على
االشًتاؾ يف اٟتكم.
حجيتو........................................................................... :
حجيتو........................................................................... :
(ُ) السمُت اٟتليب ،الدر ا١تصوف يف علوـ الكتاب ا١تكنوف ٓ.َُٗ /
134
ٕ) االقرتان بٌن مجلتٌن إحدامها اتمة واألخرى َنقصة:
قولك :جاء زي هد كعمرك ،فإف اٞتملة األكذل (جاء زي هد) تعترب ٚتلة اتمة ،كأما األخرل (كعمرك) فإهنا
ّنقصة؛ ألهنا ال تفيد شيئنا عند فصلها عن اٞتملة األكذل.
مثال:
قاؿ تعاذل( :ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ)[البقرة.]ُٗٔ :
قاؿ السعدم رٛتو هللا" :يستدؿ بقولو تعاذل﴿ :ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾ على أمور:
أحدىا :كجوب اٟتج كالعمرة ،كفرضيتهما.
الثاين :كجوب إ٘تامهما أبركاهنما ،ككاجباهتما ،اليت قد دؿ عليها فعل النيب ﷺ كقولو" :خذكا عٍت
مناسككم"(ُ).
الثالث :أف فيو حجة ١تن قاؿ بوجوب العمرة.
الرابع :أف اٟتج كالعمرة جيب إ٘تامهما ابلشركع فيهما ،كلو كاّن نفبلن(ِ).
حجيتو :ىذا النوع حجة ابتفاؽ العلماء ،فتشًتؾ اٞتملتاف يف أصل اٟتكم.
ىات شاىدين من القرآف على داللة االقًتاف بُت ٚتلتُت إحدامها اتمة كاألخرل ّنقصة كبُت
حجيتو:
يض ًاع ًيف ىك ًادم ي٤تى ًٌس ور (ِْٓٗ) ،قاؿ الشيخ األلباين( :صحيح) ،صحيح اٞتامع ب ًٍ
اإل ى (ُ) السنن الكربل للبيهقي :ىاب ي
(ِٖٖٕ).
(ِ) السعدم ،عبدالرٛتن ،تيسَت الكرمي الرٛتن :ص َٗ.
135
حجيتو........................................................................... :
حجيتو........................................................................... :
136
املْضْع الجاىٕ
دالل٘ الرتتٔب بالْاّ
137
يقتضي الًتتيب يف اٟتكم.
الشاىد الثالث:
قولو تعاذل :ﮋ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮊ [النساء ،]ُِ :فتقدمي الوصية على
الدين يف اللفظ ال يعٍت تقدمها يف اٟتكم ،بل ال ٌديٍن مقدـ على الوصية يف ا١تَتاث ِبٚتاع العلماء.
ثاىًٔا :حج٘ االشتدالل بالرتتٔب بالْاّ:
االستدالؿ ابلًتتيب اللفظي ابلواك على الًتتيب اٟتكمي ليس حجة.
كإمنا ا١تراد بو مطلق اٞتمع كليس الًتتيب اٟتكمي ،كىناؾ عدة أسباب للًتتيب اللفظي :إما ابلزماف
أك ا١تكاف أك السبب أك األفضلية كغَتىا.
حجيتو.......................................................................... :
حجيتو.......................................................................... :
138
املْضْع الجالح
دالل٘ الرتنٔب
139
ُِ] مع قولو( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ [النساء.]ُٕٔ :
أفاد ٣تموع النصُت العلم اب١تراد من الكبللة ،كأنو من ال كلد لو كإف سفل ،كال كالد لو كإف عبل.
الشاىد الثالث:
(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ قولو( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ [الطبلؽ ]ٔ :مع قولو:
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ [الطبلؽ ]ِ :أفاد ٣تموع ا٠تطابُت يف الرجعيات دكف البوائن.
الشاىد الرابع:
(ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ)[البقرة.]ُٖٓ :
خيرب تعاذل أف الصفا كا١تركة كمها معركفاف ﴿ﮈ ﮉ ﮊ﴾ أم أعبلـ دينو الظاىرة ،اليت تعبَّد هللا هبا
(ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ عباده ،كإذا كاّن من شعائر هللا ،فقد أمر هللا بتعظيم شعائره فقاؿ:
ﭯ ﭰ ﭱ) [اٟتج ،]ِّ :فدؿ ٣تموع النصُت أهنما من شعائر هللا ،كأف تعظيم شعائره ،من
تقول القلوب(ُ).
الشاىد اخلامس:
قولو تعاذل( :ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [النساء ،]ُّٓ :كقولو تعاذل:
(ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [ا١تائدة ،]ٖ :حصل من ٣تموع اآليتُت :كجوب
القياـ ابلعدؿ ،كالشهادة بو ،ككجوب القياـ ﵁ ،كالشهادة لو(ِ).
ثاىًٔا :حجٔ٘ دالل٘ الرتنٔب:
داللة الًتكيب حجة بشرط صحة التبلزـ بُت النصُت.
140
ىات شاىدين من القرآف على داللة الًتكيب ،كبُت حجيتو:
حجيتو.......................................................................... :
حجيتو.......................................................................... :
141
(ُ) استخرج أمثلة على تطبيق داللة االقًتاف من تفسَت الرازم.
(ِ) استخرج تطبيقات لداللة الًتكيب عند ابن القيم.
(ُ) دالالت الًتاكيب ،دراسة ببلغية ،د .دمحم أبو موسى ،مكتبة كىبة.
(ِ) خصائص الًتاكيب ،دراسة ٖتليلية ١تسائل علم ا١تعاين ،د .دمحم أبو موسى ،مكتبة
كىبة.
(ّ) منهج االستنباط من القرآف الكرمي ،د .فهد بن مبارؾ الوىيب ،مركز الدراسات القرآنية
ٔتعهد الشاطيب ،جدة ،طُُِْٖ ،ىػ.
(ْ) معادل أصوؿ الفقو عند أىل السنة كاٞتماعة ،د .دمحم حسُت اٞتيزاين ،دار ابن اٞتوزم،
الدماـ ،طُُِْٗ ،ىػ.
142
143
144
أهداف الوحدة:
مفردات الوحدة:
عدد احملاضرات:
ُِ ٤تاضرة
145
متهيد:
من أنواع التدبر اليت ىٍحي يسن النظر إليها :فهم ا١تعاين ا﵀تملة أك الباطنة من بعض
النصوص دكف ٛتل للنصوص عليها ،كدكف صرفها عن معانيها ا١تستعملة فيو ،كىذا يسمى ابلتفسَت
اإلشارم الذم قبلو العلماء ،كٝتاه بعض ا١تصنفُت بػ"التفسَت االعتبارم"؛ ألف ىذه ا١تعاين دل يشر إليها
النص ،كإمنا تؤخذ ىذه ا١تعاين من النصوص عن طريق االعتبار ،ينتقل ا١تتدبر من النص إليها دكف أف
يشَت النص إليها ،كمن مثل ىذا النوع ما كرد عن ابن عباس رضي هللا عنهما قاؿ :كاف عمر يدخلٍت مع
أشياخ بدر ،فقاؿ بعضهم :دل تدخل ىذا الفىت معنا كلنا أبناء مثلو؟ فقاؿ :إنو ٦تن قد علمتم ،قاؿ:
(ﭱ فدعاىم ذات يوـ كدعاين معهم ،قاؿ :كما رأيتو دعاين يومئذ إال لَتيهم مٍت ،فقاؿ :ما تقولوف يف
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ) [النصر ]ِ ،ُ :حىت
ختم السورة ،فقاؿ بعضهم :أمرّن أف ٨تمد هللا كنستغفره إذا نصرّن كفتح علينا ،كقاؿ بعضهم :ال ندرم،
أك دل يقل بعضهم شيئنا؛ فقاؿ رل :اي ابن عباس ،أكذاؾ تقوؿ؟ قلت :ال .قاؿ :فما تقوؿ؟ قلت :ىو
أج يل رسوؿ هللا ﷺ أعلمو هللا لو (ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ) ،فتح مكة ،فذاؾ عبلمة أجلك، ى
(ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ) [النصر ،]ّ :قاؿ عمر :ما أعلم منها إال ما
تعلم(ُ) .قاؿ ابن حجر رٛتو هللا" :فيو جواز أتكيل القرآف ٔتا يػي ٍف ىهم من اإلشارات ،كإمنا يتمكن من ذلك
من رسخت قدمو يف العلم"(ِ).
كقاؿ ابن تيمية رٛتو هللا" :فإف "إشارات ا١تشايخ الصوفية" اليت يشَتكف هبا :تنقسم إذل إشارة حالية؛
كىي إشارهتم ابلقلوب؛ كذلك ىو الذم امتازكا بو ،كليس ىذا موضعو ،كتنقسم إذل اإلشارات ا١تتعلقة
ابألقواؿ :مثل ما أيخذكهنا من القرآف ك٨توه ،فتلك اإلشارات ىي من ابب االعتبار والقياس؛ كإٟتاؽ ما
(ُ) صحيح البخارم ،كتاب التفسَت ،ابب منزؿ النيب ﷺ يوـ الفتح (ّٔٓٗ).
(ِ) فتح البارم يف شرح صحيح البخارم.ّٕٔ/ٖ :
146
ليس ٔتنصوص اب١تنصوص مثل االعتبار كالقياس الذم يستعملو الفقهاء يف األحكاـ ،لكن ىذا يستعمل
يف الًتغيب كالًتىيب ،كفضائل األعماؿ ،كدرجات الرجاؿ ك٨تو ذلك ،فإف كانت "اإلشارة اعتبارية" من
جنس القياس الصحيح؛ كانت حسنة مقبولة ،كإف كانت كالقياس الضعيف كاف ٢تا حكمو ،كإف كاف
ٖتري نفا للكبلـ عن مواضعو ،كأتكيبلن للكبلـ على غَت أتكيلو؛ كانت من جنس كبلـ القرامطة ،كالباطنية،
كاٞتهمية(ُ).
147
املْضْع األّل
مفَْو الكٔاط االعتبارٖ
يراد ابلقياس االعتباري :ىو قياس ا١تعاين الصحيحة على معاين دالالت القرآف الصحيحة.
كمعٌت ذلك :أف يكوف ىناؾ معٌت صحيح ،كلكن ليس يف ألفاظ القرآف ما يدؿ عليو ،غَت أنو بينو
كبُت بعض معاين القرآف شبو من بعض األكجو.
كعلى ذلك فليست داللتو مستفادة من ألفاظ القرآف ،كإمنا مستفادة من القياس على ا١تعاين
الصحيحة للقرآف.
كيسمى عند بعض أىل العلم التفسَت اإلشارم(ُ) ،كىو موجود يف صورتو الباطلة عند الصوفية بكثرة،
كييكثر منو بعض الوعاظ كالفقهاء.
كٕتدر اإلشارة ىنا إذل التفريق بُت داللة اإلشارة اليت سبق اٟتديث عنها كىي من دالالت األلفاظ،
كبُت القياس االعتبارم أك ما يسمى التفسَت اإلشارم فهو من قياس ا١تعٌت على ا١تعٌت.
صحيحا يف نفسو كلكن
ن كىذا القياس لو ارتباط ٔتا سبق من ا﵀اذير يف ا١تقدمات :من أف يكوف ا١تعٌت
اآلية ال تدؿ عليو.
قاؿ ابن تيمية رٛتو هللا" :فإف ا١تعاين :تنقسم إذل حق كابطل ،فالباطل :ال جيوز أف يفسر بو كبلـ هللا.
كاٟتق :إف كاف ىو الذم دؿ عليو القرآف فسر بو ،كإال فليس كل معٌت صحيح يفسر بو اللفظ جملرد
(ُ) ىو :أتكيل آايت القرآف بغَت ظاىرهِ ،بشارات خفية ،تظهر ألرابب السلوؾ كالتصوؼ ،كديكن التطبيق بينها كبُت
الظاىر .انظر :مناىل العرفاف.ٕٖ /ِ :
148
مناسبة ،كا١تناسبة اليت بُت الرؤاي كالتعبَت ،كإف كانت خارجة عن كجوه داللة اللفظ كما تفعلو القرامطة
كالباطنية ،إذ داللة اللفظ على ا١تعٌت ٝتعية ،فبلبد أف يكوف اللفظ مستعمبلن يف ذلك ا١تعٌت ْتيث قد دؿ
على ا١تعٌت بو ،ال يكتفي يف ذلك ٔتجرد أف يصلح كضع اللفظ لذلك ا١تعٌت ...ال سيما إذا علم أف
اللفظ موضوع ١تعٌت ىو مستعمل فيو ،فحملو على غَت ذلك جملرد ا١تناسبة كذب على هللا.
مث إف كاف ٥تال نفا ١تا عيلم من الشريعة فهو دأب القرامطة ،كإف دل يكن ٥تال نفا فهو حاؿ كثَت من
قياسا ،كأما أرابب
نصا كال نجهاؿ الوعاظ كا١تتصوفة الذين يقولوف ِبشارات ال يدؿ اللفظ عليها ن
مفهوما من جهة القياس كاالعتبار
ن اإلشارات الذين يثبتوف ما دؿ اللفظ عليو كجيعلوف ا١تعٌت ا١تشار إليو
اعتبارا
فاسدا ك ن
صحيحا ال نن قياسا
فحا٢تم كحاؿ الفقهاء العا١تُت ابلقياس كاالعتبار ،كىذا حق إذا كاف ن
مستقيما ال منحرفنا"(ُ).
ن
كقاؿ ابن القيم رٛتو هللا يف بياف مفهوـ اإلشارات" :اإلشارات :ىي ا١تعاين اليت تشَت إذل اٟتقيقة من
بعد ،كمن كراء حجاب ،كىي اترة تكوف من مسموع ،كاترة تكوف من مرئي ،كاترة تكوف من معقوؿ،
كقد تكوف من اٟتواس كلها.
فاإلشارات :من جنس األدلة كاألعبلـ ،كسببها :صفاء حيصل ابٞتمعية فيلطف بو اٟتس كالذىن؛
فيستيقظ إلدراؾ أمور لطيفة ال يكشف حس غَته كفهمو عن إدراكها"(ِ).
-رٛتػو هللا -قػاؿ صػاحب ا١تنػازؿ" :قػاؿ هللا تعػاذل( :ﮧ ﮨ مث ذكر مثاالن على اإلشارة ،فقاؿ
ﮩ ﮪ ﯕ) [الكهف ،]ِْ :يعٍت :إذا نسػيت غػَته ،كنسػيت نفسػك يف ذكػرؾ ،مث نسػيت ذكػرؾ يف
ذك ػػره ،مث نس ػػيت يف ذك ػػر اٟت ػػق إايؾ ك ػػل ذك ػػر " ...ك ػػبلـ ص ػػاحب ا١تن ػػازؿ حيم ػػل عل ػػى اإلش ػػارة ال عل ػػى
التفسَت"(ّ).
149
أنواع اإلشارات:
قال ابن عاشور رَحو هللا" :إن ىذه اإلشارات ال تعدو واح ًدا من ثالثة أحناء:
األول :ما كاف جيرم فيو معٌت اآلية ٣ترل التمثيل ٟتاؿ شبيو بذلك ا١تعٌت ،كما يقولوف مثبلن( :ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﮓ) [البقرة "]ُُْ :أنو إشارة للقلوب؛ ألهنا مواضػع ا٠تضػوع
﵁ تعاذل ،إذ هبا يعرؼ فتسجد لو القلوب بفناء النفوس ،كمنعها من ذكره ىو اٟتيلولة بينهػا كبػُت ا١تعػارؼ
اللدنية ،كسعى يف خراهبا بتكديرىا ابلتعصبات كغلبة ا٢تول.
الث اين :مػػا كػػاف مػػن ٨تػػو التفػػاؤؿ ،فقػػد يكػػوف للكلمػػة معػػٌت يسػػبق مػػن صػػورهتا إذل السػػمع ىػػو غػػَت
معناىا ا١تراد ،كذلك من ابب انصراؼ ذىن السامع إذل ما ىو ا١تهم عنده كالػذم جيػوؿ يف خػاطرىن كىػذا
كمن قاؿ يف قولو تعاذل ( :ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ) [البقرة ]ِٓٓ :مػن ذؿ ذم إشػارة للػنفس يصػَت مػن
ا١تقربُت للشفعاء؛ فهذا أيخذ صدل موقع الكبلـ يف السمع كيتأكلو على ما شغل بو قلبو.
الثالث :عرب كمواعظ ،كشأف أىل النفوس اليقظى أف ينتفعوا من كل شػيء ،كأيخػذكا اٟتكمػة حيػث
كجػػدكىا؛ فمػػا ظنػػك هبػػم إذا ق ػرأكا القػػرآف كتػػدبركه فػػاتعظوا ٔتواعظػػو ،فػػإذا أخػػذكا مػػن قولػػو تعػػاذل( :ﯝ
ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ) [ا١تزمل]ُٔ :؛ اقتبسوا أف القلب الذم دل ديتثل رسوؿ ا١تعػارؼ العليػا
تكوف عاقبتو كابالن.
ككل إشارة خرجت عن حد ىذه الثبلثة األحػواؿ إذل مػا عػداىا؛ فهػي تقػًتب إذل قػوؿ الباطنيػة ركي نػدا
ركيدا إذل أف تبلغ عُت مقاالهتم"(ُ).
ن
150
املْضْع الجاىٕ
حجٔ٘ الكٔاط االعتبارٖ ّضْابطُ ّأمجل٘ علُٔ
151
القرآف ال يذكقها إال القلوب الطاىرة ،كىي قلوب ا١تتقُت.
الشاىد الثاين:
ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ قولو تعاذل:
ﭣ ﭤﮊ [األعراؼ.]ٖٓ:
فمن اعترب بذا القياس قاؿ ييقاس على معٌت اآلية :أف قلب ا١تؤمن مثل البلد الطيب ،خيرج نباتو ِبذف
ربو أم تظهر على اٞتوارح أنوار الطاعات كالزينة ابإلخبلص ،كالذم خبث ىو قلب الكافر ال يظهر منو
إال النكد كالشؤـ كالظلم على اٞتوارح من إظهار ا١تخالفات.
الشاىد الثالث:
ما ركاه ابن جرير الطربم -رٛتو هللا ١ -تا نزلت ( :ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ)[ا١تائدة ،]ّ :كذلك يوـ
اٟتج األكرب؛ بكى عمر فقاؿ لو النيب ﷺ« :ما يبكيك؟» قاؿ :أبكاين أ ٌّن كنا يف زايدة من ديننا ،فأما إذ
كمل فإنو دل يكمل شيء إال نقص! فقاؿ« :صدقت»(ُ).
الشاىد الرابع:
(ﮚ ﮛ ﮜ استدؿ العز بن عبدالسبلـ على صحة أنكحة الكفار بقولو تعاذل:
ﮝ) [ا١تسد.]ْ :
الشاىد اخلامس:
استدؿ ا١تفسركف بقولو تعاذل ( :ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﰓ) [البقرة ،]ِّّ :أبنو "عرب عنو هبذه
العبارة إشارة إذل جهة كجوب ا١تؤف عليو؛ ألف الوالدات إمنا كلدف لآلابء ،كلذلك ينسب الولد لؤلب دكف
األـ"(ِ).
152
الشاىد السادس:
قولو تعاذل( :ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ)[يس ]ُِ :أم يوـ القيامة ،كفيو إشارة إذل أف هللا تعاذل حييي
قلب من يشاء من الكفار الذين قد ماتت قلوهبم ابلضبللة؛ فيهديهم بعد ذلك إذل اٟتق"(ُ).
ادلثال السابع:
قولو تعاذل( :ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ)[اٟتديد.]ُٕ :
فيو إشارة إذل أف هللا تعاذل يلُت القلوب بعد قسوهتا ،كيهدم اٟتيارل بعد ضلتها ،كيفرج الكركب بعد
شدهتا ،فكما حييي األرض ا١تيتة اجملدبة ا٢تامدة ابلغيث ا٢تتاف الوابل؛ كذلك يهدم القلوب القاسية
(ِ).
برباىُت القرآف كالدالئل ،كيوجل إليها النور بعد أف كانت مقفلة ال يصل إليها الواصل"
كل ىذا ا١تعاين و
معاف ابطنة ال ٗتالف ا١تعٌت الظاىر لآلية ،كال تنتهك نطاؽ لفظو كال حدكد معانيو،
فكاف القبوؿ ٢تا حلي نفا.
التوضيح........................................................................ :
التوضيح........................................................................ :
153
(ُ) استخرج من تفسَت القرآف العظيم (للتسًتم) ،تطبيقات على دالالت القياس االعتبارم
ا١تقبوؿ.
(ِ) استخرج أقواؿ ابن تيمية كابن القيم يف التفسَت اإلشارم من مؤلفاهتم.
(ُ) التفسَت اإلشارم ،دراسة أتصيلية ،عبدالفتاح بن صاحل قي ىديش اليافعيْ ،تث على الشبكة
العنكبوتية.
(ِ) أقساـ التفسَت اإلشارم كشركط صحتو للشيخ صاحل آؿ الشيخْ ،تث على الشبكة العنكبوتية.
(ّ) التفسَت اإلشارم عند أىل السنة ،صاحل الداسي ،مكتبة عبلء الدينََُِ ،ـ.
(ْ) التفسَت اإلشارم يف ا١تيزافْ ،تث على موقع األلوكة اإللكًتكين.
154
155
156
أهداف الوحدة:
مفردات الوحدة:
عدد احملاضرات:
ُِ ٤تاضرة
157
متهيد:
إف ا١تقصود األعظم من تدبر كتاب هللا ىو العمل هبداايتو ،كاالنتفاع بعظاتو؛
كذلك أف كبلـ هللا ىو النور ا١تبُت الذم من أخذ بو اىتدل يف ظلمات الرب كالبحر ،فإف الناصح
لنفسو العامل على ٧تاهتا يتدبر آايت القرآف الكرمي "حق تدبرىا ،كيتأملها حق أتملها ،كينز٢تا على
الواقع فَتل العجب ،كال يظنها اختصت بقوـ كانوا فبانوا ،فاٟتديث لك ،كاٝتعي اي جارة"(ُ).
فانظر كقت أخذؾ يف القراءة إذا أعرضت عن كاجبها كتدبرىا كتعقلها ،كفهم ما أريد بكل آية،
كحظك من ا٠تطاب هبا ،كتنزيلها على أدكاء قلبك كالتقيد هبا ،كيف
مستكثرا
ن تدرؾ ا٠تتمة -أك أكثرىا ،أك ما قرأت منها -بسهولة كخفة،
دالالت التدبر العملي
من القراءة ،فإذا ألزمت نفسك التدبر كمعرفة ا١تراد ،كالنظر إذل ما
خيصك منو كالتعبد بو ،كتنزيل دكائو على أدكاء قلبك ،كاالستشفاء بو -
أقسام التدبر العملي. دل تكد ٕتوز السورة أك اآلية إذل غَتىا"(ِ).
"فا١تؤمن العاقل إذا تبل القرآف استعرض القرآف فكاف كا١ترآة يرل هبا
ضوابط يف دالالت التدبر خوفو بو
ما حسن من فعلو ،كما قبح منو ،فما ح ٌذره مواله ىح ىذىره ،كما ٌ
العملي
من عقابو خافو ،كما رٌغبو فيو مواله رغب فيو كرجاه ،فمن كانت ىذه
صفتو أك ما قارب ىذه الصفة فقد تبله حق تبلكتو كرعاه حق رعايتو،
زلاذير يف تنزيل نصوص
القرآن على الواقع كحرزا ،كمن كاف ىذا كصفو نفع
أنيسا ن
كشفيعا ك ن
ن شاىدا
ككاف لو القرآ يف ن
نفسو ،كنفع أىلو ،كعاد على كالديو ،كعلى كلده كل خَت يف الدنيا
158
كاآلخرة"(ُ).
كالغاية من العمل ابلقرآف كتنزيلو على أدكاء القلوب ىو السعادة يف الدنيا ابلسيادة كالعزة
كالكماؿ ،كالسعادة يف اآلخرة ابٞتنة كالرضواف.
كىناؾ معادل تضبط دالالت التدبر العملي ،كتنزيل اآلايت على الواقع ،من أخذ هبا سلم من
الزلل يف ىذا الباب ،كما أف ىناؾ ٤تاذير يلزـ ٕتنبها ١تن أراد السبلمة لدينو.
159
املْضْع األّل
مفَْو دالالت التدبر العنلٕ ّأقصامُ ّضْابطُ
160
ديكن أف يسمى مفهوم ادلخالفة.
ثالجًا :ضْابط يف دالالت التدبر العنلٕ:
كثَتا من الناس ال يشعركف بدخوؿ الواقع ٖتت ُ -أمهية ربط الواقع بدالالت النص القرآين ،كذلك أف ن
النص القرآين كتضمنو لو" ،كيظنونو يف نوع كيف قوـ قد خلوا من قبل ،كدل يعقبوا كارناث ،كىذا ىو
الذم حيوؿ بُت القلب كبُت فهم القرآف ،كلعمر هللا إف كاف أكلئك قد خلوا فقد كرثهم من ىو
مثلهم ،أك شر منهم ،أك دكهنم ،كتناكؿ القرآف ٢تم كتناكلو ألكلئك" (.)1
ِ -أف تنزيل النص القرآين على الواقع(ِ) ىو من قبيل القياس كاالعتبار الذم سبيلو االجتهاد يف إٟتاؽ
الشيء بنظائره ،ك٦تا يبُت ذلك ما ذكره ابن تيمية -رٛتو هللا -عند قولو تعاذل يف شأف فرعوف
كقومو :ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ﮊ [الزخرؼ" ،]ٓٔ :أم مثبلن يعترب بو ،كيقاس عليو
ﮋﮚ غَته ،فمن عمل ٔتثل عملو جزم ّتزائو ،ليتعظ الناس بو فبل ييعمل ٔتثل عملو ،كقاؿ تعاذل:
ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮊ [النور ،]ّْ :كىو ما ذكره من أحواؿ األمم
ا١تاضية اليت يعترب هبا كيقاس عليها أحواؿ األمم ا١تستقبلة" (ّ).
ّ -أف تنزيل النص القرآين على األكصاؼ أكثر من تنزيلو على األعياف ،كذلك أف كل من ٖتقق
ابلوصف الوارد؛ فإف لو نصيبنا من اآلية بقدر ٖتقق ذلك الوصف فيو ،كما يف سورة التوبة ،كفيها
ذكر أكصاؼ ا١تنافقُت ،فقد ذكر سبحانو أكصافهم بقولو :كمنهم ...كمنهم ،حىت ٕتلت صفاهتم،
فبلّن فيو من صفات ا١تنافقُت،
كعند تنزيل ىذه الصفات على الواقع؛ فإف من ا١تناسب أف ييقاؿ :إف ن
كال يقاؿ فبلف من ا١تنافقُت ،إال إذا استجمعت فيو صفات أىل النفاؽ؛ كلذلك قاؿ النيب ﷺ ألِب
161
ذر ١تا ىع ََّت رجبلن أبمو« :إنك امرؤ فيك جاىلية»(ُ) ،كدل يقل إنك جاىلي.
ْ -أمهية التحقق من دخوؿ الواقع ٖتت النص القرآين ،كذلك ابلتحقق من أكصاؼ الواقع كمطابقتها مع
أكصاؼ النص القرآين ،كعليو فبل يسوغ التكلف يف إدخاؿ بعض صور الواقع يف معٌت اآلية كىي ال
تدؿ على ذلك إال بتكلف.
ٓ -أف العمل بدالالت النص القرآين فرع عن فهم ا١تعٌت كصحتو ،فبل ديكن أف ينزؿ اإلنساف تدبره
للنص القرآين على كاقع نفسو أك كاقع غَته إال بعد فهم معٌت النص كالتحقق من صحة ىذا الفهم.
أف العمل هبداايت القرآف ىو ا١تيزاف الذم يزف بو ا١ترء نفسو يف تقدمو كأتخره ،كتنزيل التدبرات ٔ-
القرآنية على كاقع النفس كغَتىا من البشر يبُت لئلنساف موقعو من اٟتق كالباطل ،قاؿ ابن القيم
-رٛتو هللا -عند قولو تعاذل :ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﮊ [ا١تؤمنوف:
ّٓ]( ،فمن تدبر ىذه اآلايت كنز٢تا على الواقع؛ تبُت لو حقيقة اٟتاؿ ،كعلم من أم اٟتزبُت
ىو)(ِ).
ٕ -أف استحضار مظاىر التدبر العملي يعُت على االنتفاع هبداايت القرآف كالعمل هبا ،كمن تلك
ا١تظاىر:
أ) بكاء العٌن :فعن عبدهللا بن مسعود هنع هللا يضر قاؿ :قاؿ رل النيب ﷺ( :اقرأ علي) قلت :أقرأ عليك
كعليك أنزؿ؟ ،قاؿ( :فإين أحب أف أٝتعو من غَتم) فقرأت عليو سورة النساء ،حىت بلغت
ً و ً ً
يدا﴾ قاؿ( :أمسك) ،فإذا عيناه ف إً ىذا جٍئػنىا ًم ٍن يك ًٌل أ َّيم وة بً ىش ًهيد ىكجٍئػنىا بً ى
ك ىعلىى ىى يؤالء ىش ًه ن ﴿فى ىكٍي ى
تذرفاف(ّ).
(ُ) صحيح البخارم :كتاب اإلدياف ،ابب :ا١تعاصي من أمر اٞتاىلية ،كال يكفر صاحبها ابرتكاهبا إال ابلشرؾ ،رقم (َّ).
(ِ) ابن القيم ،إعبلـ ا١توقعُت ِ.ُُٔ/
(ّ) صحيح البخارم :كتاب :فضائل القرآف ،ابب :من أحب أف يسمع القرآف من غَته ،رقم (ّْٖٓ).
162
ب)التفاعل مع آَيت القرآن ،فعن حذيفة هنع هللا يضر يف كصف قراءة النيب ﷺ أنو كاف «يقرأ مًتسبلن ،إذا
مر آبية فيها تسبيح سبح ،كإذا مر بسؤاؿ سأؿ ،كإذا مر بتعوذ تعوذ»(ُ).
ج) التخلق أبخالق القرآن ،فعن ىشاـ بن عامر أنو سأؿ عائشة اهنع هللا يضر فقاؿ« :اي أـ ا١تؤمنُت أنبئيٍت
عن خلق رسوؿ هللا ﷺ .قالت :ألست تقرأ القرآف؟ قلت :بلى ،قالت :فإف خلق نيب هللا ﷺ كاف
القرآف»(ِ).
د) عرض النفس على القرآن:
اعتٌت السلف الصاحل بعرض أنفسهم على كتاب هللا ؛ لينهلوا منو ما يرضي رهبم:
ً
ألست صاحبة كذا؟ عبدا قاؿ لنفسو:
فهذا مالك بن دينار -رٛتو هللا – يقوؿ( :رحم هللا ن
قائدا)(ٖ). ً
ألست صاحبة كذا؟ مث َّزمها ،مث خطمها ،مث ألزمها كتاب هللا عز كجل فكاف ٢تا ن
كقاؿ اٟتسن البصرم رٛتو هللا( :رحم هللا امرءنا عرض نفسو كعملو على كتاب هللا؛ فإف كافق
كتاب هللا ىً
ٛتد هللاى كسألو ا١تزيد ،كإف خالف أعتب نفسو كرجع من قريب)(ٗ).
وقيل يف تفسًن قولو تعاىل :ﭽ ﯙﯚﯛﯜﯝﭼ [اٞتاثية" .]ِٗ ،ِٖ :الذم أنزؿ عليها؛
لتعبد رهبا هبديو ،ككتاهبا الذم نسختو اٟتفظة من أعما٢تا؛ ليطبق أحدمها على اآلخر ،فمن
كافق كتابو ما أمر بو من كتاب ربو ٧تا ،كمن خالفو ىلك"(ٓ).
قاؿ اٟتسن البصرم رٛتو هللا« :من أحب أف يعلم ما ىو فليعرض نفسو على القرآف»(ٔ).
(ُ) صحيح مسلم :كتاب صبلة ا١تسافرين كقصرىا ،استحباب تطويل القراءة يف صبلة الليل ،رقم (ِٕٕ).
(ِ) صحيح مسلم :صبلة ا١تسافرين كقصرىا ،ابب جامع صبلة الليل ،كمن ّنـ عنو أك مرض ،رقم (ْٕٔ).
(ّ) ابن أِب الدنيا٤ ،تاسبة النفس ،ص ِٔ ،كابن القيم ،إغاثة اللهفاف ،صٔٗ.
(ٗ) اآلجرم ،أخبلؽ أىل القرآف :صّٗ.
(ٓ) الشيخ ا١تراغي ،تفسَت ا١تراغي.ُِٔ /ِٓ :
(ٔ) اآلجرم ،أخبلؽ أىل القرآف :صُْ.
163
كقاؿ رٛتو هللا" :رحم هللا امرءا عرض نفسو كعملو على كتاب هللا؛ فإف كافق كتاب هللا ىً
ٛتد هللاى كسألو ن
(ٔ)
ا١تزيد ،كإف خالف أعتب نفسو كرجع من قريب" .
ه) ِاال ْستِ ْش َفاء ِابلْ ُقر ِ
آن: ْ
( ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ) قاؿ تعاذل:
[يونس ،]ٕٓ :فالقرآف ًش ىفاء ل ٍل يقليوب من أمراض غيها كضبل٢تا ،كأدكاء شبهاهتا كشهواهتا" .فهو شفاء
للقلوب من داء اٞتهل ،كالشك كالريب .فلم ينزؿ هللا سبحانو من السماء شفاءن قط أعم كال أنفع كال
أعظم ،كال أسرع يف إزالة الداء من القرآف"(ِ).
164
املْضْع الجاىٕ
حماذٓر يف تيسٓل ىصْص الكرآٌ عل ٙالْاقع
ّتطبٔكات عل ٙدالالت التدبر العنلٕ
165
قاؿ :فأين أجد يف كتاب هللا؟ قاؿ :عند قولو تعاذل :ﭽ ﮊﮋ ﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑ ﮒﮓﭼ
[االنفطار.]ُْ ،ُّ :
قاؿ سليماف :فأين رٛتة هللا؟ قاؿ :ﭽ ﯠﯡﯢﯣﭼ [األعراؼ.)ٔ(]ٓٔ :
الشاىد الثاين:
بوّن
قاؿ األحنف بن قيس رٛتو هللا( :عرضت عملي على أعماؿ أىل اٞتنة ،فإذا قوـ قد ابينوّن ن
بعيدا ال نبلغ أعما٢تم :ﭽ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﭼ [الذارايت.]ُٕ : ن
كعرضت عملي على أعماؿ أىل النار ،فإذا قوـ ال خَت فيهمًٌ ،
يكذبوف بكتاب هللا كبرسولو كابلبعث
بعد ا١توت.
قوما :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙﭼ
فوجدّن خَتّن منزلة ن
[التوبة.)ٕ(]َُِ :
الشاىد الثالث:
آكل من ٙتارىا ،كأشرب من أهنارىا ،كأعانق
قاؿ إبراىيم التيمي رٛتو هللا( :مثَّلت نفسي يف اٞتنَّة؛ ي
أبكارىا.
مث مثَّلت نفسي يف النار؛ آكل من زقُّومها ،كأشرب من صديدىا ،كأعاجل سبلسلها كأغبل٢تا ،فقلت
ىم نفسي! أم شيء تريدين؟ لنفسي :أ ٍ
فأعمل صاٟتنا.
ى قالت :أريد أف أُ َرد إذل الدنيا
قاؿ :قلت :فأنت يف األيمنيَّة ،فاعملي)(ٖ).
(ُ) البغوم ،بو دمحم اٟتسُت بن مسعود بن دمحم بن الفراء ،تفسَت البغوم ٖ.ّٕٓ /
(ِ) القرطيب ،اٞتامع ألحكاـ القرآف.ّٖ /ُٕ :
(ٖ) ابن أِب الدنيا٤ ،تاسبة النفس (صّْ).
166
ضوابط يف التطبيق:
ُ -مصاحبة العبد للقرآفٔ :تعٌت أف ىأيٍلىف قراءتو ،كأف يكوف لو مثل الصاحب الصاحل الذم ال
ينفك عن صاحبو؛ ْتيث يكوف للعبد ًكٍرهد ّّ
يومي لقراءة القرآف كتدبُّره.
ِ -أف يكوف للعبد دفًت لتسجيل الصفات اليت حيب أف يتحلى هبا ،كالصفات اليت حيب أف يتجنبها،
مث يعرض نفسو على ىذه الصفات ،مع استدراؾ جوانب الضعف.
167
(ُ) قم بعمل ْتث عن دالالت التدبر العملي عند الصحابة كالتابعُت.
(ِ) استخرج تطبيقات ابن القيم يف تنزيل اآلايت على الواقع من مؤلفاتو.
(ُ) تدبر القرآف الكرمي ،عبداللطيف التوجيرم ،مكتبة دار ا١تنهاج ،الرايض ،طُ،
ُّْٔىػ.
(ِ) تنزيل اآلايت على الواقع ،د .عبدالعزيز الضامر ،دار ابن حزـ ،بَتكت ،طُ،
ُّْٓىػ.
(ّ) أبرز أسس التعامل مع القرآف الكرمي ،عبادة الكبيسي ،دار ابن حزـ ،بَتكت ،طْ،
ُُّْق.
168
اإلحكام يف أصول األحكام ،أبػو اٟتسػن سػيد الػدين علػي بػن أِب علػي بػن دمحم بػن سػادل الثعلػيب اآلمػدم، ٔ)
ا﵀قق :عبدالرزاؽ عفيفي ،ا١تكتب اإلسبلمي ،بَتكت ،دمشق ،لبناف.
اآلجًٌر ُّ
م البغدادم ،حققو كخػرج أحاديثػو :الشػيخ أخالق أىل القرآن ،أبو بكر دمحم بن اٟتسُت بن عبدهللا ي ٕ)
دمحم عمػػرك عبػػداللطيفِ ،بش ػراؼ ا١تكتػػب السػػلفي لتحقيػػق ال ػًتاث ،دار الكتػػب العلميػػة ،بػػَتكت – لبنػػاف،
ط :الثالثةُِْْ ،ىػ ََِّ -ـ.
أس رار البالغ ة ،أبػػو بكػػر عبػػدالقاىر بػػن عبػػدالرٛتن بػػن دمحم الفارسػػي األصػػل ،اٞترجػػاين الػػدار ،ق ػرأه كعلػػق ٖ)
عليو٤ :تمود دمحم شاكر ،مطبعة ا١تدين ،القاىرة ،دار ا١تدين ّتدة.
أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن ،دمحم األمُت بن دمحم ا١تختار بن عبدالقادر اٞتكٍت الشػنقيطي ،دار ٗ)
الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع ،بَتكت – لبنافُُْٓ ،ىػ ُٗٗٓ -ـ.
إعالم ادلوقعٌن عن رب العادلٌن ،دمحم بن أِب بكر بن أيوب بن سػعد مشػس الػدين بػن قػيم اٞتوزيػةٖ ،تقيػق: ٘)
دمحم عبدالسبلـ إبراىيم ،دار الكتب العلمية – بَتكت ،ط :األكذلُُُْ ،ىػ ُُٗٗ -ـ.
اإلكلي ل يف اس تنباط التَّ ْنزي ل ،عب ػػدالرٛتن ب ػػن أِب بك ػػر ،ج ػػبلؿ ال ػػدين الس ػػيوطيٖ ،تقي ػػق :س ػػيف ال ػػدين )ٙ
عبدالقادر الكاتب ،بدكف ط ،دار الكتب العلمية ،بَتكتَُُْ ،ىػ ُُٖٗ -ـ.
بغي ة اإليض اح لتلخ يص ادلفت اح يف عل وم البالغ ة ،عبػػدا١تتعاؿ الصػػعيدم ،مكتبػػة اآلداب ،ط :السػػابعة )ٚ
عشرةُِْٔ ،ىػ ََِٓ -ـ.
البالغ ة العربي ة ،عب ػػدالرٛتن ب ػػن حس ػػن ىحبىػنَّ ىك ػػة ا١تي ػػداين الدمش ػػقي ،دار القل ػػم ،دمش ػػق ،ال ػػدار الش ػػامية، )ٛ
بَتكت ،ط :األكذلُُْٔ ،ىػ ُٗٗٔ -ـ.
البي ان والتبي ٌن ،عمػػرك بػػن ْتػػر بػػن ٤تبػػوب الكنػػاين ابلػػوالء ،الليثػػي ،أبػػو عثمػػاف ،الشػػهَت ابٞتػػاحظ ،دار )ٜ
كمكتبة ا٢تبلؿ ،بَتكتُِّْ ،ىػ.
ٓٔ) أتوي ل مش كل الق رآن ،أبػػو دمحم عبػػدهللا بػػن مسػػلم بػػن قتيبػػة الػػدينورم ،ا﵀قػػق :إب ػراىيم مشػػس الػػدين ،دار
الكتب العلمية ،بَتكت – لبناف.
169
ٔٔ) التبي ان يف أقس ام الق رآن ،دمحم بػػن أِب بكػػر بػػن أيػػوب بػػن سػػعد مشػػس الػػدين بػػن قػػيم اٞتوزيػػة ،ا﵀قػػق :دمحم
حامد الفقي ،دار ا١تعرفة ،بَتكت -لبناف ،بدكف ت.
ٕٔ) التحرير والتنوير (ٖترير ا١تعٌت السديد كتنوير العقل اٞتديد مػن تفسػَت الكتػاب اجمليػد) ،دمحم الطػاىر بػن دمحم
بن دمحم الطاىر بن عاشور التونسي ،الدار التونسية للنشر ،تونسُْٖٗ ،ـ.
ٖٔ) التعريفات ،علي بن دمحم بن علي الزين الشريف اٞترجاين ،ضبطو كصححو ٚتاعػة مػن العلمػاء ،طُ ،دار
الكتب العلمية بَتكت -لبنافَُّْ ،ىػ ُّٖٗ -ـ.
ٗٔ) تفس ًن أيب الس عود (إرشػػاد العقػػل السػػليم إذل مػزااي الكتػػاب الكػػرمي) ،أبػػو السػػعود العمػػادم دمحم بػػن دمحم بػػن
مصطفى ،دار إحياء الًتاث العرِب ،بَتكت.
٘ٔ) تفس ًن الفاحت ة والبق رة ،دمحم بػػن صػػاحل بػػن دمحم العثيمػػُت ،دار ابػػن اٞتػػوزم ،ا١تملكػػة العربيػػة السػػعودية ،ط:
األكذل ُِّْ ،ىػ.
)ٔٙتفسًن القرآن العظيم ،أبو الفداء إٝتاعيل بن عمػر بػن كثػَت القرشػي البصػرم مث الدمشػقي ،ا﵀قػق :سػامي
بن دمحم سبلمة ،دار طيبة للنشر كالتوزيعَُِْ ،ىػ ُٗٗٗ -ـ.
)ٔٚتفسًن القرآن العظيم ،أبو دمحم عبدالرٛتن بن دمحم بن إدريس بن ا١تنذر التميمي ،اٟتنظلي ،الػرازم ،ابػن أِب
ح ػػامت ،ا﵀ق ػػق :أس ػػعد دمحم الطي ػػب ،مكتب ػػة ن ػ ػزار مص ػػطفى الب ػػاز ،ا١تملك ػػة العربي ػػة الس ػػعودية ،ط :الثالث ػػة،
ُُْٗىػ.
)ٔٛتفس ًن الق رآن الك رمي (اب ن الق يم) ،دمحم بػػن أِب بكػػر بػػن أيػػوب بػػن سػػعد مشػػس الػػدين بػػن قػػيم اٞتوزيػػة،
ا﵀ق ػػق :مكت ػػب الدراس ػػات كالبح ػػوث العربي ػػة كاإلس ػػبلمية ِبشػ ػراؼ الش ػػيخ إبػ ػراىيم رمض ػػاف ،دار كمكتب ػػة
ا٢تبلؿ ،بَتكت ،ط :األكذلَُُْ ،ىػ.
)ٜٔتفسًن ادلاوردي (النكت كالعيوف) ،أبو اٟتسن علي بن دمحم بػن دمحم بػن حبيػب البصػرم البغػدادم ،الشػهَت
اب١تاكردم ،ا﵀قق :السيد بن عبدا١تقصود بن عبدالرحيم ،دار الكتب العلمية ،بَتكت -لبناف.
ٕٓ) تفسًن ادلراغي ،أٛتد بن مصطفى ا١تراغي ،شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البػاِب اٟتلػيب كأكالده ٔتصػر ،ط:
األكذلُّٔٓ ،ىػ ُْٗٔ -ـ.
ٕٔ) تلبيس إبليسٚ ،تاؿ الدين أبو الفرج عبدالرٛتن بن علي بن دمحم ابػن اٞتػوزم ،دار الفكػر للطباعػة كالنشػر،
170
بَتكت -لبناف ،طُُُِْ ،ىػ.
ٕٕ) تنزي ل اآلَيت عل ى الواق ع عن د ادلفس رين ،دراسػػة كتطبيػػق ،عبػػدالعزيز الضػػامر ،جػػائزة دِب العا١تيػػة للقػػرآف
الكرمي ،طُُِْٖ ،قََِٕ -ـ.
ٖٕ) التوقي ف عل ى مهم ات التع اريف ،زيػػن الػػدين دمحم ا١تػػدعو بعبػػدالرؤكؼ بػػن اتج العػػارفُت بػػن علػػي بػػن زيػػن
العابدين اٟتدادم مث ا١تناكم القاىرم ،عادل الكتب ،القاىرة ،ط :األكذلَُُْ ،ىػ َُٗٗ -ـ.
ٕٗ) تيسًن الكرمي الرَحن يف تفسًن كالم ادلنان ،عبدالرٛتن بن ّنصر بػن عبػدهللا السػعدم ،ا﵀قػق :عبػدالرٛتن
بن معبل اللوحيق ،مؤسسة الرسالة ،ط :األكذلَُِْ ،ىػ َََِ-ـ.
ٕ٘) ج امع البي ان يف أتوي ل الق رآن ،دمحم بػػن جريػػر بػػن يزيػػد بػػن كثػػَت بػػن غالػػب اآلملػػي ،أبػػو جعفػػر الطػػربم،
ا﵀قق :أٛتد دمحم شاكر ،مؤسسة الرسالة ،ط :األكذلَُِْ ،ىػ َََِ -ـ.
)ٕٙاجل امع ادلس ند الص حيح ادلختص ر مػػن أم ػػور رس ػػوؿ هللا ﷺ كس ػػننو كأايمػػو :ص ػػحيح البخػػارم ،دمحم ب ػػن
إٝتاعيػػل أبػػو عبػػدهللا البخػػارم اٞتعفػػي ،ا﵀قػػق :دمحم زىػػَت بػػن ّنصػػر الناصػػر ،دار طػػوؽ النجػػاة (مصػػورة عػػن
السلطانية ِبضافة ترقيم دمحم فؤاد عبدالباقي) ،ط :األكذلُِِْ ،ىػ.
)ٕٚاجل امع ألحك ام الق رآن ،أبػػو عبػػدهللا دمحم بػػن أٛتػػد بػػن أِب بكػػر بػػن فػػرح األنصػػارم ا٠تزرجػػي مشػػس الػػدين
الق ػ ػػرطيبٖ ،تقي ػ ػػق :أٛت ػ ػػد ال ػ ػػربدكين كإب ػ ػراىيم أطف ػ ػػيش ،دار الكت ػ ػػب ا١تص ػ ػرية ،طِ ،الق ػ ػػاىرةُّْٖ ،ى ػ ػ ػ -
ُْٔٗـ.
)ٕٛال در ادلص ون يف عل وم الكت اب ادلكن ون ،أبػػو العبػػاس ،شػػهاب الػػدين ،أٛتػػد بػػن يوسػػف ابػػن عبدالػػدائم
ا١تعركؼ ابلسمُت اٟتليب ،ا﵀قق :الدكتور أٛتد دمحم ا٠تراط ،دار القلم ،دمشق.
)ٕٜدق ائق التفس ًن اجل امع لتفس ًن اب ن تيمي ة ،تقػي الػػدين أبػو العبػاس أٛتػػد بػن عبػداٟتليم بػػن عبدالسػبلـ بػػن
عبػدهللا بػن أِب القاسػػم بػن دمحم بػن تيميػػة اٟتػراين اٟتنبلػػي الدمشػقي ،ا﵀قػق :د .دمحم السػػيد اٞتلينػد ،مؤسسػػة
علوـ القرآف ،دمشق ،ط :الثانيةَُْْ ،ق.
ٖٓ) دالئ ل اإلعج از ،عبػػدالقاىر بػن عبػدالرٛتن بػن دمحم اٞترجػػاين النحػوم أبػو بكػػر ،ا﵀قػق٤ :تمػود دمحم شػػاكر
أبو فهر ،مكتبة ا٠تا٧تي ،مطبعة ا١تدينََِٖ ،ـ.
ٖٔ) الرس الة التبوكي ة (زاد ا١تهػاجر إذل ربػو) ،دمحم بػن أِب بكػر بػن أيػوب بػن سػعد مشػس الػدين ابػن قػيم اٞتوزيػػة،
171
ا﵀قق :د .دمحم ٚتيل غازم ،مكتبة ا١تدين ،جدة.
ٕٖ) السنن الكربى ،أٛتػد بػن اٟتسػُت بػن علػي بػن موسػى ا٠تي ٍس ىػرٍكًجردم ا٠تراسػاين ،أبػو بكػر البيهقػي ،ا﵀قػق:
دمحم عبدالقادر عطا ،دار الكتب العلمية ،بَتكت – لبناف ،ط :الثالثةُِْْ ،ىػ ََِّ -ـ.
ٖٖ) شرح مقدم ة يف أص ول التفس ًن الب ن تيمي ة ،د .مس ً
ػاع يد بػن يسػلىٍي ىماف بػن ىّن ًصػر الطَّيَّػار ،دار ابػن اٞتػوزم، ي
ط :الثانية ُِْٖ ،ىػ.
ٖٗ) الص حاح اتج اللغ ة وص حاح العربي ة ،أب ػػو نص ػػر إٝتاعي ػػل ب ػػن ٛت ػػاد اٞت ػػوىرم الف ػػاراِبٖ ،تقي ػػق :أٛت ػػد
عبدالغفور عطار ،دار العلم للمبليُت ،بَتكت ،ط :الرابعةَُْٕ ،ىػ ُٖٕٗ -ـ.
ٖ٘) كتاب الصناعتٌن ،أبو ىبلؿ اٟتسن بن عبدهللا بن سهل بن سعيد بػن حيػِت بػن مهػراف العسػكرم ،ا﵀قػق:
علي دمحم البجاكم كدمحم أبو الفضل إبراىيم ،ا١تكتبة العصرية ،بَتكتُُْٗ ،ىػ.
)ٖٙعلم الداللة ،أٛتد ٥تتار عمر ،دار عادل الكتب ،طُٖٓٗٗ ،ـ.
)ٖٚالفائق يف غريب احل ديث واألث ر ،الز٥تشػرمٖ ،تقيػق :علػي دمحم البجػاكم ،دمحم أبػو الفضػل إبػراىيم ،ط دار
ا١تعرفة .لبناف ،طِ.
)ٖٛالقواع د احلس ان لتفس ًن الق رآن ،أبػػو عبػػدهللا ،عبػػدالرٛتن بػػن ّنصػػر بػػن عبػػدهللا بػػن ّنصػػر ابػػن ٛتػػد آؿ
سعدم ،مكتبة الرشد ،الرايض ،ط :األكذل َُِْ ،ىػ ُٗٗٗ -ـ.
)ٖٜالكت اب ،عمػػرك بػػن عثمػػاف بػػن قنػػرب اٟتػػارثي ابلػػوالء ،أبػػو بشػػر ،ا١تلقػػب سػػيبويو ،ا﵀قػػق :عبدالسػػبلـ دمحم
ىاركف ،مكتبة ا٠تا٧تي ،القاىرة ،ط :الثالثةَُْٖ ،ىػ ُٖٖٗ -ـ.
ٓٗ) الكش اف ع ن حق ائق غ وامض التنزي ل ،أبػػو القاسػػم ٤تمػػود بػػن عمػػرك بػػن أٛتػػد ،الز٥تشػػرم جػػار هللا ،دار
الكتاب العرِب ،بَتكت ،ط :الثالثةَُْٕ ،ىػ.
ٔٗ) الكليات؛ معجم يف ادلصطلحات والفروق اللغوية ،أيوب بن موسى اٟتسيٍت القرديي الكفوم ،أبػو البقػاء
اٟتنفي ،ا﵀قق :عدّنف دركيش ،دمحم ا١تصرم ،مؤسسة الرسالة ،بَتكت.
ٕٗ) لسان العرب ،دمحم بػن مكػرـ بػن علػي ،أبػو الفضػلٚ ،تػاؿ الػدين بػن منظػور األنصػارم الركيفعػي اإلفريقػي،
دار صادر ،بَتكت ،ط :الثالثةُُْْ ،ىػ.
ٖٗ) رلاز القرآن ،أبو عبيدة معمر بن ا١تثٌت التيمي البصرم ،ا﵀قػق :دمحم فػواد سػزكُت ،مكتبػة ا٠تػا٧تي ،القػاىرة،
172
ُُّٖق.
ٗٗ) رلموع الفتاوى ،تقي الدين أبو العباس أٛتد بن عبداٟتليم بن تيمية اٟتراين ،ا﵀قق :عبػدالرٛتن بػن دمحم بػن
قاسم٣ ،تمع ا١تلك فهد لطباعة ا١تصحف الشريف ،ا١تدينة النبوية ،ا١تملكػة العربيػة السػعوديةُُْٔ ،ى ػ -
ُٓٗٗـ.
٘ٗ) زلاس بة ال نفس الب ن أيب ال دنيا ،أبػػو بكػػر عبػػدهللا بػػن دمحم بػػن عبيػػد بػػن سػػفياف بػػن قػػيس البغػػدادم األمػػوم
القرش ػػي ا١تع ػػركؼ ابب ػػن أِب ال ػػدنياٖ ،تقي ػػق :ا١تستعص ػػم اب﵁ أِب ىري ػػرة مص ػػطفى ب ػػن عل ػػي ب ػػن ع ػػوض ،دار
الكتب العلمية ،بَتكت ،ط :األكذلَُْٔ ،ىػ ُٖٗٔ -ـ.
)ٗٙزلاسن التأويل ،دمحم ٚتاؿ الدين بن دمحم سعيد بن قاسم اٟتػبلؽ القػاٝتي ،ا﵀قػق :دمحم ابسػل عيػوف السػود،
دار الكتب العلمية ،بَتكت ،ط :األكذلُُْٖ ،ىػ.
)ٗٚاحمل رر ال وجيز يف تفس ًن الكت اب العزي ز ،أبػػو دمحم عبػػداٟتق بػػن غالػػب بػػن عبػػدالرٛتن بػػن ٘تػػاـ بػػن عطيػػة
األندلس ػ ػ ػػي ا﵀ ػ ػ ػػارِب ،ا﵀ق ػ ػ ػػق :عبدالس ػ ػ ػػبلـ عبدالش ػ ػ ػػايف دمحم ،دار الكت ػ ػ ػػب العلمي ػ ػ ػػة ،ب ػ ػ ػػَتكت ،ط :األكذل،
ُِِْىػ.
)ٗٛسلتار الصحاح ،دمحم بن أِب بكر الرازمٖ ،تقيق ٤تمود خاطر ،مكتبة لبناف -بَتكتُُْٓ ،ق.
)ٜٗم دارج الس الكٌن ب ٌن من ازل إَيك نعب د وإَيك نس تعٌن ،دمحم بػػن أِب بكػر بػن أيػوب بػػن سػعد مشػس الػػدين
بن قيم اٞتوزية ،ا﵀قػق :دمحم ا١تعتصػم اب﵁ البغػدادم ،دار الكتػاب العػرِب ،بػَتكت ،ط :الثالثػةُُْٔ ،ى ػ -
ُٔٗٗـ.
ٓ٘) ادلس ند الص حيح ادلختص ر بنق ل الع دل ع ن الع دؿ إذل رسػػوؿ هللا ﷺ ،مسػػلم بػػن اٟتجػػاج أبػػو اٟتسػػن
القشَتم النيسابورم ،ا﵀قق :دمحم فؤاد عبدالباقي ،دار إحياء الًتاث العرِب ،بَتكت.
ٔ٘) مع امل التنزي ل يف تفس ًن الق رآن (تفسػػَت البغػػوم)٤ ،تيػػي السػػنة ،أبػػو دمحم اٟتسػػُت بػػن مسػػعود بػػن دمحم ابػػن الف ػراء
البغوم الشافعي ،ا﵀قق :عبدالرزاؽ ا١تهدم ،دار إحياء الًتاث العرِب ،بَتكت ،ط :األكذلَُِْ ،ىػ.
ٕ٘) معج م اللغ ة العربي ة ادلعاص رة ،أٛت ػػد ٥تت ػػار عبداٟتمي ػػد عم ػػرٔ ،تس ػػاعدة فري ػػق عم ػػل ،ع ػػادل الكت ػػب ،ط:
األكذلُِْٗ ،ىػ ََِٖ -ـ.
ٖ٘) ادلعج م الوس يط٣ ،تمػع اللغػة العربيػة ابلقػاىرة( ،إبػراىيم مصػطفى ،كأٛتػد الػزايت ،كحامػد عبػدالقادر ،كدمحم
173
النجار) ،دار الدعوة.
ٗ٘) معج م مق اييس اللغ ة ،أٛتػػد بػػن فػػارس بػػن زك ػرايء القػػزكيٍت ال ػرازم ،أبػػو اٟتسػػُت ،ا﵀قػػق :عبدالسػػبلـ دمحم
ىاركف ،دار الفكرُّٗٗ ،ىػ ُٕٗٗ -ـ.
٘٘) مفتاح العلوم ،يوسف بن أِب بكر بن دمحم بن علي السكاكي ا٠توارزمي اٟتنفي أبو يعقوب ،ضػبطو ككتػب
ىوامشو كعلق عليو :نعيم زرزكر ،دار الكتب العلمية ،بَتكت – لبناف ،ط :الثانيةَُْٕ ،ىػ ُٖٕٗ -ـ.
)٘ٙمفتاح دار الس عادة ومنش ور والي ة العل م واإلرادة ،دمحم بػن أِب بكػر بػن أيػوب بػن سػعد مشػس الػدين ابػن
قيم اٞتوزية ،دار الكتب العلمية ،بَتكت.
)٘ٚادلف ردات يف غري ب الق رآن ،اٟتس ػػُت ب ػػن دمحم الراغ ػػب األص ػػفهاينٖ ،تقي ػػق ص ػػفواف ع ػػدّنف ،دار العل ػػم،
دمشقُُِْ ،ىػ.
)٘ٛمفهوم التفسًن والتأويل واالستنباط والتدبر وادلفسر ،مساعد الطيار ،طِ ،دار ابن اٞتوزم ،السػعودية،
ُِْٕىػ.
)ٜ٘مقدمة ابن خل دون ،عبػدالرٛتن بػن دمحم بػن خلػدكف كرل الػدين ،ا﵀قػق :عبػدهللا دمحم الػدركيش ،دار يعػرب،
ُِْٓق – ََِْـ.
الزٍرقاين ،مطبعة عيسى الباِب اٟتليب كشركاه ،ط :الثالثة. ٓ )ٙمناىل العرفان يف علوم القرآن ،دمحم عبدالعظيم ُّ
الف ْق ِو ال ُْم َق َار ِنٖ( ،تريػ هػر ١تسػػائًلًو كدراسػػتها دراسػػة نظريػَّػة تطبيقيَّػػة) ،عبػػدالكرمي بػػن
ول ُِص ِ ِ
ٔ )ٙال ُْم َه َّذ ُ
ب يف ع ْل ِم أ ُ
علي بن دمحم النملة ،مكتبة الرشد ،الرايض ،ط :األكذلَُِْ ،ىػ ُٗٗٗ -ـ.
ٕ )ٙادلوافقات ،إبراىيم بن موسػى بػن دمحم اللخمػي الغرّنطػي الشػهَت ابلشػاطيب ،ا﵀قػق :أبػو عبيػدة مشػهور ابػن
حسن آؿ سلماف ،دار ابن عفاف ،ط :األكذلُُْٕ ،ق ُٕٗٗ -ـ.
ٖ )ٙالنك ت يف إعج از الق رآن للرمػاين( ،ث الث رس ائل يف إعج از الق رآن)ٖ ،تقيػق :دمحم خلػػف هللا أٛتػػد كدمحم
زغلوؿ عبدالسبلـ.
174
175