You are on page 1of 22

‫ِِْٓ أَخًِْ ًَػًِْ َِيْذًٍَُّ رَاقْ‬ ‫ِِْٓ أَخًِْ ثَمَبفَخٍ شِْؼَِّْخٍ أَصٍَِْخ‬

‫َبرْ َنامَج‬
‫ي ‪...‬‬
‫َيـا عَلِـــ ّ‬

‫عبـدُ احلليـم الغِـزّي‬

‫ِنشـٌراد ٌِلغ اٌمّز‬


‫بَرِنَامَج‬
‫يَـا عَلِــــيّ ‪...‬‬

‫ثزٔبِحٌ رٍفشٌِّٔ ػزضزو لنبح اٌمّز اٌفضبئْخ‬

‫ػٍَ ِذٍ شيز رِضبْ ادلجبرن ‪ 3416‬ىـ‬

‫ًثطزّمخ اٌجث ادلجبشز‬

‫اثزذاءاً ِٓ ربرّخ‪1035 / 06 / 39 0‬‬


‫يـازهـــــراء‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫ًىً ىُنبنَ أمجًُ ِِٓ ىَذا االسُ أثزذئُ ثوِ حَذّثِ ‪...‬‬

‫لَبيَ صٍََّ اهللُ ػٍْوِ ًَآٌوِ ًسٍَُّ‪0‬‬

‫ٌٌَْ وَبَْ احلُسُٓ صٌُرَحً‪ ٌٌَ ،‬وَبَْ احلُسُٓ ىَْئَخً ٌَىَبَٔذ فَبطَِّخ صٌٍَاد اهللِ ًسَالِو ػٍْيب‬

‫ثِسُِْ اهلل اٌزَّحَِّْٓ اٌزَّحُِْ‬

‫اٌٍَّيَُُّ صًَِّ ػٍََ فَبطَِّخ ًَأَثِْيَب ًَثَؼٍِيَبِ ًَثَنِْيَب ًَاٌسزِّ ادلُسزٌدَعِ فِْيَب ‪...‬‬

‫َّـب ػٍَِِّ ‪...‬‬


‫احلٍََمَخُ اخلبِسخُ‪ 0‬فِِ طَزِّك ادلَؼزِفَخ اٌؼٌٍَََّّخ ج‪1‬‬

‫‪-4-‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫احلٍََمَخُ اخلبِسخُ‬

‫فِِ طَزِّك ادلَؼزِفَخ اٌؼٌٍَََّّخ ج‪1‬‬

‫احللقةُ اخلامسةُ من برنارلنا‪:‬‬

‫(يَا َعلِ ّي)‬


‫َخواٌب أبنائي بناٌب‪.‬‬
‫خوٌب أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ادلؤِمنٌِن ى‬
‫أَّن ُكنتم إ َ‬
‫ِ‬
‫الم َعلَيكم أَ ْشيَاع أَم ًِن ُ‬
‫َس ٌ‬
‫صلت إليو يف سلسلة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخر شيء َو ُ‬ ‫احلديث يف احللقة ال ىسابقة وىي الرابعة يف طريق ادلعرفة العلوية‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫كا َن‬
‫ب سيد األوصياء صلوات ِ‬ ‫ِ‬ ‫حديثي ما جاء يف هنج البالغة الشريف يف ال ِ‬
‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ـخطبَة ال ىسابعة والثمانٌن من ُخطَ ِ ّ‬ ‫ُ‬
‫ب ِشيعتوُ وأولياءَهُ والباحثٌن عنو‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الكالم وىو ُخياط ُ‬
‫ُ‬ ‫وصل بنا‬
‫حيث َ‬ ‫وسالموُ عليو ُ‬ ‫ُ‬
‫َين يُتَاهُ بِ ُكم َوَك َ‬
‫يف‬ ‫فَأَين تَ ْذ َىبون وأَنَّى تُ ْؤفَ ُكون واألَ ْع ََلم قَائِمة واآلي ُ ِ‬
‫صوبَة‪ ،‬فَأ َ‬
‫ار َم ْن ُ‬
‫المنَ ُ‬
‫ات َواض َحة َو َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫وع َمى األبصار يف‬
‫الع َمى الشديد ىنا؛ ىو َع َمى األبصار والبصائر‪َ ،‬‬
‫الع َمى الشديد‪ ،‬و َ‬ ‫تَ ْع َم ُهون‪َ :‬‬
‫الع َمو؛ ىو َ‬
‫صرهُ من اجلهة احلسيىة فال يرى األلوان وال يرى األجسام وال يرى األشياء من‬ ‫بعض األحيان اإلنسان يفقد بَ َ‬
‫بصر األجسام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َمى‪ ،‬ولكن يف بعض األحيان اإلنسان يُبص ُر األلوان ويُ ُ‬ ‫حولو وىذا أيضاً ىو نوع من أنواع َ‬
‫الع َموُ ىو ىذا‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫الع َمى َع َمى القلب‪َ ،‬‬
‫ويبصر األشياء لكن يراىا بطريقة خاطئة‪ ،‬فما بالُك إذا زاد على ىذا َ‬ ‫ُ‬
‫ىو َع َمى يف القلب‪ ،‬وكذلك َع َمى يف البصر بادلعىن الثّاين ال مبعىن أ ىن اإلنسان يفقد القدرة على رؤية‬
‫بأم عينوُ‪ ،‬لكنىوُ يرى ىذه األخطاء صواباً كما‬ ‫األلوان‪ ،‬لكنىوُ يرى األشياء بألواهنا وحبدودىا ويرى األخطاء ِّ‬
‫ِ‬
‫الع َمو!‬
‫يسمع اخلطأ بأذنيو ولكنىوُ يسمع اخلطأ صواباً‪ ،‬ىذا ىو َ‬ ‫أنىوُ ُ‬
‫َين يُتَاهُ بِ ُكم‪ :‬اإلمام خياطب شيعتوُ‪ ،‬فال يقول‪ :‬فأين هتتم أو فأين تتيهون‪ ،‬يُتاه بكم‪ ،‬ىناك من يقودكم‬ ‫فَأ َ‬
‫َين يُتَاهُ بِ ُكم‬ ‫ِ‬
‫َين يُتَاهُ ب ُكم ‪ -‬إنىكم تتبعون شخصاً تائهاً‪ ،‬تتبعون تائهٌن ‪ -‬فَأ َ‬ ‫وىو الىذي تائوٌ فيتيُّهكم ‪ -‬فَأ َ‬
‫القلوب ويف األبصا ِر‬‫ِ‬ ‫صو َن احلقائق كما ىي؟! دلاذا يصيبكم العمى يف‬ ‫يف تَ ْع َم ُهون ‪ -‬دلاذا ال تُ ِّ‬
‫َوَك َ‬
‫شخ ُ‬
‫أيضاً؟! ترون األلوان واألشياء وتسمعون األصوات‪ ،‬لكنىكم ترون األشياء بادلقلوب وتسمعون األشياء‬
‫َين يُتَاهُ بِ ُكم ‪ -‬العبارة‬
‫بادلقلوب وتفكرون يف األشياء بادلقلوب فتحكمون على األشياء بادلقلوب! ‪ -‬فَأ َ‬
‫آت من اجلهة الىيت تقودكم إىل التيو وتقودكم يف التيو‬ ‫دقيقة جداً‪ ،‬ما قال اإلمام‪ :‬فأين تتيهون‪ ،‬يعين أ ىن التيو ٍ‬
‫َين يُتَاهُ بِ ُكم ‪ -‬ىناك أشخاص ىم الى ِذين يسببون لكم التيو‪.‬‬
‫‪ -‬فَأ َ‬
‫‪-5-‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫يف تَ ْع َم ُهون َوبَينَ ُكم ِع َترةُ نَبِيِّ ُكم‪ :‬ىؤالء الى ِذين يَتِيُهو َن بِ ُكم وتيىـ ُهوكم يذىبون بعيداً عن‬ ‫َين يُتَاهُ بِ ُكم َوَك َ‬
‫فَأ َ‬
‫َين يُتَاهُ بِ ُكم َوَك َ‬
‫يف تَ ْع َم ُهون‬ ‫وإال لو كانوا يتجهون إىل عرتة نبيِّكم لَ َما هتتم ولَ َما تاىوا!! ‪ -‬فَأ َ‬ ‫عرتة نبيكم‪ ،‬ى‬
‫َوبَينَ ُكم ِع َترةُ نَبِيِّ ُكم ‪ -‬ىذا إذا ما سار اإلنسا ُن يف طريق اإلنصاف‪ ،‬يف طريق اإلنصاف على األقل مع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نصف اإلنسان نفسو؟ أ ْن يكون صادقاً مع نفسو‪ ،‬أ ْن حيكم على اخلطأ بأنىوُ‬ ‫نفسو أ ْن يُنصف نفسوُ‪ ،‬كيف يُ ُ‬
‫خطأ‪ ،‬وأ ْن حيكم على الصواب بأنىوُ صواب‪ ،‬وال أن يُدخل أموراً أخرى من األعراف أو التقاليد أو العواطف‬
‫احلق أو أل ىن ىذا الكالم قالوُ فالن الفالين‪ ،‬فيصًنُ الرجال ىم ادليزان لتشخيص‬ ‫الىيت تأخذهُ بعيداً عن جا ىدة ّ‬
‫رجال يتخبىطون دييناً ومشاالً كي دييزوا احلقائق‬ ‫احلقائق‪ ،‬بينما احلقائق دالىة على نفسها بنفسها ال حتتاج إىل ٍ‬
‫ُ‬
‫‪َ -‬وبَينَ ُكم ِع َترةُ نَبِيِّ ُكم ‪ -‬كيف تَـ ْع َم ُهون؟ لكنىكم ال تتعاملون معهم كما يريدون ىم‪ ،‬وإىَّنا كما يريد‬
‫أشخاص آخرون أنتم نصبتموىم‪ ،‬وأنتم افرتضتم فيهم ىأهنم يُوصلونكم إىل أئ ىمتكم‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫س ِن َمنَا ِزِل ال ُقرآن‪ :‬يا‬ ‫وبينَ ُكم ِعترةُ نَبِيِّ ُكم وىم أَ ِزَّمةُ الح ّق وأَ ْعَلَم الدِّين وأَل ِ‬
‫َح َ‬‫وىم بِأ ْ‬
‫الصدق فَأنْ ِزلُ ُ‬
‫ْسنَةُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫شيعة أىل البيت ىل أنزلتم أئ ىمتكم‪ ،‬ىل أنزلتم َعلِيى ُكم‪ ،‬ىل أنزلتم إمام زمانكم بأحس ِن منازل ال ُقرآن؟‬
‫إذا قلتم نعم فإ ىن السؤال يأٌب‪ :‬ما ىي أحسن منازل ال ُقرآن؟ إذا كنتم ال تعرفوهنا‪ ،‬دلاذا قلتم بأنىكم أنزلتم‬
‫َعلِيى ُكم بأحس ِن منازل ال ُقرآن؟ وإذا كنتم تعرفوهنا فمن أين مصدرىا؟ من كتب تفسًننا الّيت كتبها علماؤنا؟‬
‫وحَّت الىذين‬‫فواهلل أخذوا الكثًن من ادلخالفٌن وشحنوا هبا كتب التفسًن وتركوا حديث أىل البيت جانباً‪ ،‬ى‬
‫جاءوا حبديث أىل البيت وضعوه يف حاشية ادلطلب!!‬
‫أ ىوالً‪ :‬ذكروا ما قالو ادلخالفون واعتمدوا األسس وادلناىج الىيت ف ىسر على ضوئها ادلخالفون‪ٍ ،‬بى قالوا وجاء يف‬
‫بشكل عرضي يف هنايات البحث ومنهم من زاد الطينة بِلىةً فقال‪ :‬بأ ىن ما‬ ‫ٍ‬ ‫الرواية كذا وكذا‪ ،‬منهم من ذكرىا‬
‫التطبيق‪ ،‬يعين ليس التفسًن على أساس ىذه الروايات وإىَّنا‬ ‫ِ‬ ‫جاء يف الروايات الىيت ذكرىا جاء على سبيل‬
‫ىذه الروايات جاءت مثاالً وتطبيقاً ومصداقاً قل ما شئت‪ ،‬يعين قضيىة عارضة وعرضية‪ ،‬يعين ادلعىن األصيل‬
‫منازل لل ُقرآن ىي األحسن أنتم عرفتموىا؟ إذا مل تعرفوا أحسن منازل‬ ‫فأي ٍ‬ ‫ىو ما جاء يف كتب ادلخالفٌن‪ُّ .‬‬
‫بيع ال ُقرآن‪ ،‬وىكذا تعلىمنا منهم‬ ‫ال ُقرآن‪ ،‬فماذا تصنعو َن بصيامكم وأنتم تقولون‪ :‬بأ ىن شهر رمضان ىو ر ُ‬
‫ات‬ ‫صلوات ِ‬
‫صلتم من ربيع قُرآنكم؟ وإذا مل تعرفوا أحسن منازل ال ُقرآن من طريقهم صلو ُ‬ ‫اهلل عليهم‪ ،‬فماذا ح ى‬ ‫ُ‬
‫األىم عند‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األىم يف قبوركم‪ ،‬والسؤ ُال ّ‬ ‫اهلل عليهم‪ ،‬فكيف تعرفون إمامكم؟ كيف تعرفون َعليى ُكم؟ والسؤ ُال ّ‬
‫موقف من مواقف يوم القيامة‪ ،‬السؤ ُال عن َعلِيِّ ُكم؟ ىل‬ ‫كل ٍ‬ ‫األىم يف ِّ‬ ‫الصراط يف يوم القيامة؟ السؤ ُال ّ‬
‫تعرفون عليىاً أم أنىكم ال تعرفون عليىاً؟ وكيف تعرفون عليىاً وأنتم ال تُن ِزلُون َعلِيىاً بأحس ِن َمنَا ِزِل ال ُقرآن‪.‬‬
‫علي!!‬ ‫ِ‬
‫لمعرفة ٍّ‬ ‫علي‬
‫برنامج ٍّ‬ ‫ىذا ىو‬
‫ُ‬

‫‪-6-‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫شوق وىجوم‬ ‫وىم بِأحس ِن منَا ِزِل ال ُقرآن‪ :‬فإذا ما أنزلناىم بأحسن منازل ال ُقرآن ىجمنا عليهم ىجوم ٍ‬ ‫فَأنْ ِزلُ ُ‬
‫َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عشق وىجوم تسلي ٍم وىجوم ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وىم ‪ -‬بعد أن تنزلوىم‬ ‫كل صغًنة وكبًنة ‪َ -‬وِر ُد ُ‬ ‫طاعة وىجوم جلوء إليهم يف ِّ‬
‫العطَاش ‪ -‬ىذه اإلبل العطشى الىيت إذا ما رأت‬ ‫ود ال ِه ِيم ِ‬
‫وىم ُوُر َ‬ ‫نرد عليهم ‪َ -‬وِر ُد ُ‬ ‫بأحسن منازل ال ُقرآن‪ُ ،‬‬
‫تقتتل فيما بينها‬ ‫ى‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫تلتفت إىل ديٌن وال إىل يسار‪ ،‬وانكبىت ب ُكلها على ادلاء‪ ،‬إهنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ادلاء من بعيد ركضت إليو ال‬
‫اإلبل العطشى ‪-‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وحيدث التدافع الكبًن على ض َفاف الغدير أو على ضفاف حياض ادلياه‪ ،‬حينما هتجم ُ‬
‫وىم و َ ِ ِ‬
‫لكن ىذا لن يكون ما مل نـُْن ِزذلم بأحسن منازل القرآن!!‬ ‫رود اله ِيم العطَاش ‪َ -‬‬ ‫َوِر ُد ُ ُ‬
‫وىا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ض يف الواقع الشيعي قبل أ ْن تُرفض يف الواقع ادلخالف‪ :‬أَيُّ َها النَّاس ُخ ُذ َ‬ ‫ٍبُى يأٌب األمًنُ مبثال دلعلومة تُرفَ ُ‬
‫يس بِميّت ‪ -‬سيقولون لكم بأ ىن‬ ‫وت من م َ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ات منَّا َولَ َ‬ ‫صلَّى اهللُ َعلَيو وآلو َو َسلَّم إِنَّوُ يَ ُم ُ َ َ‬ ‫َعن َخاتَم النَبِيِّين َ‬
‫ى‬
‫أىل العلم أحياءُ كما قال أمًن ادلؤمنٌن‪ ،‬فهم‬ ‫ادلراد من ىذا احلديث؛ أهنم أحياء بعلمهم‪ ،‬وأ ىن الناس موتى‪ ،‬و ُ‬
‫اهلل ُخيالِ‬
‫النيب األعظم؟!! صحيح ذلك قول أمًن‬ ‫ّ‬ ‫عن‬ ‫ىنا‬ ‫ادلذكور‬ ‫ادلؤمنٌن‬ ‫أمًن‬ ‫كالم‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫أحياء بعلمهم‪ ،‬وىو و ِ َ‬
‫ادلؤمنٌن‪ :‬بأ ىن النىاس موتى وأ ىن العلماء أحياء‪ ،‬لكن تلك جهة غًن ىذه اجلهة‪ ،‬وتلك حيثية غًن ىذه احليثية‪،‬‬
‫يس بِميّت َويَبلَى َمن‬ ‫وت من م َ ِ‬
‫ات منَّا َولَ َ‬ ‫وذلك مضمون غًن ىذا ادلضمون‪ ،‬الكالم واضح ىنا ‪ -‬إِنَّوُ يَ ُم ُ َ َ‬
‫يس بِبَال ‪ -‬اإلمام جاء هبذا ادلثال‪ٍ ،‬بى قال‪ -:‬فََل تَ ُقولُوا بِ َما الَ تَع ِرفُون ‪ -‬ال تُرقِّعون يف الكالم‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫بَل َي منَّا َولَ َ‬
‫الشبهات واألشراك لشيعة أىل‬ ‫حَّت يرضى ادلخالفون‪ ،‬وتصنعون ُ‬ ‫تلصقون بادلطالب من ىنا ومن ىناك ى‬ ‫ال ِّ‬
‫البيت‪ ،‬ىذا ىو الواقع‪ ،‬ىذا ىو الواقع ادلوجود يف كتبنا وعلى منابرنا ويف فضائياتنا‪ ،‬األئ ىمةُ يقولون شيئاً‬
‫ٍ‬
‫بزخرف من‬ ‫لصقون ويُرقِّعون‪ ،‬إ ىما أ ْن يُنكروا األحاديث‪ ،‬وإ ىما أ ْن يأتوا‬ ‫واضحاً جليىاً وعلماؤنا وخطباؤنا يُ ِّ‬
‫القول حبيث يُضيِّعون احلقائق ويُسطِّحون ادلطالب العميقة‪.‬‬
‫ألهنم ىم أنفسهم ال يعتقدون بذلك‪.‬‬ ‫أ ىوالً‪ :‬ى‬
‫حد التقيؤ من الفكر ادلخالف ألىل البيت‪.‬‬ ‫وثانياً‪ :‬أل ىهنم شبعوا إىل حد التجشؤ بل إىل ِّ‬
‫ألهنم جيهلون جهالً فضيعاً يف حديث أىل البيت‪ ،‬عرفوا نِزراً بسيطاً وتركوا األىم‪ ،‬وىذه ىي احلقيقة‬ ‫وثالثاُ‪ :‬ى‬
‫قبل كالمي ىذا شيء‪ ،‬لكن لو أراد اإلنسان أن يبحث عن ىذه احلقيقة فإنىوُ سيجدىا جليةً‬ ‫نعم ال يُ ُ‬
‫واضحةً صرحية‪.‬‬
‫يما تُ ْن ِك ُرون‪ :‬واإلمام ذكر ىذه العبارة بعد أ ْن أورد ىذا ادلثال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الح ِّق ف َ‬
‫َكثر َ‬ ‫إن أ َ‬‫فََل تَ ُقولُوا بِ َما ال تَع ِرفُون فَ َّ‬
‫ديوت من مات منا وليس مبيّت؟! ىذا ادلضمون اإلمام ذكرهُ مثاالً‪،‬‬ ‫فإ ىن ميّتنا حٌن ديوت ليس مبيّت‪ ،‬إنىوُ ُ‬
‫كلمات سيّد األوصياء ما جاء يف خطبة البيان‬ ‫ِ‬ ‫وإال مىر علينا يف احللقة الثالثة كانت ىناك َّناذج مقتطفة من‬ ‫ى‬
‫احلق يف ُخطَبِ ِهم وأحاديثهم الىيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أو يف اخلُطب االفتخارية األخرى ‪ -‬فَ َّ‬
‫يما تُ ْنك ُرون ‪ُ -‬‬
‫أكثر ّ‬ ‫الح ِّق ف َ‬
‫َكثر َ‬ ‫إن أ َ‬

‫‪-7-‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫كالم أىل البيت من‬ ‫يصفها علماؤنا تارًة بالضعف من جهة السند‪ ،‬وأخرى بالغلو من جهة ادلنت‪ ،‬فال ينجو ُ‬
‫ىذه السيوف الىيت تُقطِّعوُ‪ ،‬مىرًة ُحيكم على ىذه األحاديث بقواعد علم الرجال فتُض ىعف‪ ،‬ومىرًة بقواعد علم‬
‫الكالم فتُضعىف ادلتون‪ ،‬فيقال‪ :‬بأ ىن ىذه العقائد عقائد غلو‪ .‬أل ىن علم الكالم الىذي ىو اآلخر َ‬
‫صنَـ َعوُ‬
‫ادلخالفون وجيء بو من ادلخالفٌن حيكم على ىذه العقائد بالغلو‪ ،‬ويف أحسن األحوال تشتغل عمليةُ الرتقيع‬
‫والتسطيح بل التسخيف إىل أبعد ما ديكن حتت عنوان‪ :‬توجيو ادلطلب‪ ،‬حتت عنوان‪ :‬إجياد جامع اشرتاكي‬
‫بشكل يوافق األصول‪ ،‬األصول الىيت الب ىد أ ْن نسأل من أين جيء‬ ‫ٍ‬ ‫بٌن األحاديث‪ ،‬حتت عنوان‪ :‬محل ادلطلب‬
‫مكان بعيد‪،‬‬ ‫حَّت صلعل ادلطالب موافقة ذلذه األصول‪ ،‬أم جيء هبا من ٍ‬ ‫هبا؟ ىل جيء هبا من أىل البيت ى‬
‫ٍ‬
‫بعيد جداً عن أىل البيت‪.‬‬
‫نعيش يف وسطها‪ ،‬ال أريد أ ْن أحتدىث كثًناً يف ىذا ادلوضوع أل ىن احلديث ال فائدة‬ ‫ضلن ُ‬ ‫ىذه ىي احلقائق الّيت ُ‬
‫ِّب أثراً لو مسع ىذا الكالم‪ ،‬وال الىذي وىي‬ ‫ِ‬ ‫ى‬
‫فيو‪ ،‬احلديث ال فائدة فيو‪ ،‬ال الذي بيده القدرة على التغيًن سًنت ُ‬
‫الكثرةُ الكاثرة من شيعة أىل البيت الىذين يتبعون القادرين على التغيًن وال يغًنون ىم أيضاً ال يُرتِّبون أثراً‬
‫حَّت لو قامت احلُجج أل ىن الصنميىة قد أعمت القلوب‪،‬‬ ‫حَّت لو علموا أ ىن احلقيقة ىي ىذه‪ ،‬ى‬ ‫على ذلك‪ ،‬ى‬
‫الع َمو ذلذه الصنميىة القاتلة؟!!‬
‫كيف تعمهون وبينكم عرتة نبيِّ ُكم‪ ،‬يصيبهم َ‬
‫بشكل ُرلمل ادلعطيات الىيت على أساسها سيتحىرُك‬ ‫ٍ‬ ‫ال أريد أن أذىب بعيداً يف ىذا االجتاه لكنىين سأعرض‬
‫البحث‪ ،‬ويتحىرُك الكالم يف حلقتنا ىذه أو يف احللقات القادمة‪:‬‬
‫علي‬ ‫ِ‬ ‫ما ىي ادلصادر أو ادلنابع أو األصول أو ادلعطيات األساسية الىيت سيتحىرُك فيها‬
‫البحث عن معرفة ٍّ‬ ‫ُ‬
‫ادلصدر األعظم ىو قرآهنم‪ ،‬قرآنُنا الكرمي‪،‬‬ ‫صلوات ِ‬
‫ادلصدر األكرب و ُ‬ ‫األول و ُ‬ ‫ادلصدر ى‬
‫ُ‬ ‫اهلل وسالموُ عليو؟ قطعاً‬ ‫ُ‬
‫علي قال‪ :‬أنزلوىم بأحسن منازل القرآن‪ .‬من‬ ‫ىذا ىو مصدرنا األ ىول ومصدرنا األكرب ومصدرنا األعظم‪ٌّ ،‬‬
‫منازل القرآن‪ ،‬من ىنا تبدأ معرفتنا لعلي صلوات ِ‬ ‫علي‪ :‬أنزلوا عليىاً بأحس ِن ِ‬
‫وسالموُ عليو‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ىنا تبدأُ معرفةُ ٍّ‬
‫ال ُقرآ ُن‪:‬‬
‫الكتاب يف أ ىول البقرة‬
‫ُ‬ ‫الكتاب الىذي جاء مذكوراً يف ىأول البقرة‪ ،‬ذلك‬
‫ُ‬ ‫الكتاب‪ ،‬ليس ذلك‬
‫ُ‬ ‫القرآ ُن‪ ،‬ذلك‬
‫ىث عن ال ُقرآن يف‬ ‫علي كما قال صادقهم‪ ،‬ولكنىين اقتبست التعبًن فقط التعبًن اللفظي‪ ،‬ألنىين أحتد ُ‬ ‫ذلك ٌّ‬
‫علي يف ىذا الكتاب الصامت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫علي‪ ،‬لكن احلديث ىنا عن صورة ٍّ‬ ‫لباسو اللفظي العريب‪ ،‬ال ُقرآ ُن احلقيقي ٌّ‬
‫ص‬‫لخ َ‬ ‫باحث أ ْن يأخذ ال ُقرآن وحياول أ ْن يُ ِّ‬
‫ٌ‬ ‫القرآ ُن مضمونوُ بال ُـمجمل‪ ،‬مضمون ال ُقرآن بال ُـمجمل‪ :‬لو أراد‬
‫ضعفها‬‫اخلطوط العا ىمة‪ ،‬قطعاً باالعتماد على حديث أىل البيت‪ ،‬باالعتماد على الكتب التفسًنية الىيت يُ ِّ‬
‫باالعتماد على ىذه الكتب الضعيفة يف نظر علمائنا وخطبائِنا‬ ‫ِ‬ ‫علماؤنا ومراجعنا ومفسرونا وخطباؤنا الكرام‪،‬‬
‫ىث عن حاض ِر اخللق‪ ،‬بعبارٍة أخرى‪:‬‬ ‫الكتاب‪ ،‬ال ُقرآ ُن يتحد ُ‬ ‫باالعتماد على ىذه الكتب وبالتدبُِّر يف ِ‬
‫آيات ِ‬
‫‪-8-‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫نعيش فيو األرض وغًن األرض‪ ،‬يعين العامل يف ىذه ادلرحلة‪ ،‬مرادي‬ ‫نعيش فيو‪ ،‬والعامل الىذي ُ‬ ‫عن العا َمل الىذي ُ‬
‫آدم األخًن‪ ،‬آدم أبونا‪ ،‬أبو ىذا الطور من أطوار‬ ‫ِ‬
‫يف ىذه ادلرحلة ما عُِّرب يف الروايات عن ذلك‪ :‬بقبىة آدم‪ُ ،‬‬
‫األرض وما حول األرض‪ ،‬العامل الىذي ُ‬
‫نعيش فيو‪ ،‬قُـبىة آدم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اخللقة‪ ،‬ىذه القبىة عُِّرب عنها يف الروايات يعين‬
‫ىث عن ىذه ال ُقبىة عن قُـبى ِة آدم‪ ،‬عن ىذا احلاضر‪.‬‬
‫ال ُقرآ ُن يتحد ُ‬
‫ىث ال ُقرآ ُن عن ادلستقبل‪ ،‬ال عن ادلستقبل الزماين‪ ،‬يعين ماذا سيحدث يف يوم غد؟ ىذا جزءٌ من ىذه‬ ‫ويتحد ُ‬
‫ال ُقبىة‪ ،‬مرادي عن ادلستقبل‪ ،‬عن العا َمل اجلديد‪ ،‬حٌن تُبدىل األرض غًنُ األرض‪ ،‬وحٌن تُطوى ال ىسماء‪ ،‬ال ُقرآ ُن‬
‫عده الزماين األرضي‪،‬‬ ‫يتحدىث عن ادلستقبل ويتحدىث عن احلاضر‪ ،‬مرادي من احلاضر‪ ،‬ليس احلاضر بِب ِ‬
‫ُ‬
‫ىث عن ىذه ادلرتبة من‬ ‫احلاضر‪ :‬العاملُ ادلوجود‪ ،‬قُـبىةُ آدم‪ ،‬ىذا مصطلح قُـبىة آدم يف الروايات‪ .‬القرآ ُن يتحد ُ‬
‫ىث عن مر ٍ‬
‫تبة ثانية‪:‬‬ ‫اخللق‪ ،‬ويتحد ُ‬
‫‪ ‬الدنيا‪ :‬عنوا ٌن للحاضر ومثال والقضيىةُ أوسع من الدنيا‪.‬‬
‫‪ ‬واآلخرةُ‪ :‬عنوا ٌن للمستقبل‪.‬‬
‫القرآن أ ْن يقود ىذا اإلنسان من عامل احلاضر إىل عامل‬‫ِ‬ ‫‪ ‬وما بٌن الدنيا واآلخرة‪ :‬ىناك إنسا ٌن‪َ ،‬ى ُّم‬
‫الصرا ُط ادلستقيم‪.‬‬ ‫ادلستقبل‪ِ ،‬عرب طر ٍيق َمسىاهُ ال ُقرآن‪ِّ :‬‬
‫اط ادلستقيم‪ ،‬لك ىن‬ ‫رآن أ ْن يأخذ ىذا اإلنسان ِع َرب ِّ‬
‫الصر ِ‬ ‫إذاً ىناك دنيا‪ ،‬وىناك آخرة‪ ،‬وىناك إنسان‪ ،‬ى ُّم ال ُق ِ‬
‫َ‬
‫اط ادلستقيم ىإال عن طريق ٍ‬
‫ىاد‪ :‬حٌن نقرأُ يف ُسورة‬ ‫الصر ِ‬
‫السًن على ِّ‬ ‫لن يستطيع أ ْن يواصل َ‬ ‫ىذا اإلنسان ْ‬
‫اآلية ال ىسابعة‪ًَّ{ :‬مٌُيُ اٌَّذَِّٓ وَفَزًُاْ ٌٌَْال أُٔشِيَ ػٍََْْوِ آَّخٌ ِِّٓ رَّثِّوِ} ىذا قول الىذين كفروا‪ ،‬ىذه اآلية‬
‫الرعد‪ ،‬ويف ِ‬
‫ّ‬
‫ادلتخصصون يف‬
‫ِّ‬ ‫السابعة من سورة الرعد‪ًَّ{ :‬مٌُيُ اٌَّذَِّٓ وَفَزًُاْ ٌٌَْال أُٔشِيَ ػٍََْْوِ آَّخٌ ِِّٓ رَّثِّوِ إََِّّٔب} إىَّنا كما يقول‬

‫العربية للحصر‪ ،‬إىَّنا أَنت يا رسول اهلل‪ ،‬إىَّنا أنت يا ُزلَ ىمد صلىى اهلل عليو وآلو {إََِّّٔب أَٔذَ ُِنذِرٌ} َ‬
‫أنت أنت‬ ‫ِ‬

‫ُمنذر‪ًٌَِ{ :‬ىًُِّ لٌٍََْ ىَبدٍ} ىناك الب ىد من ىاد ُ‬


‫يقود ىذا اإلنسان من عامل احلاض ِر إىل عامل ادلستقبل‪ ،‬على‬ ‫ٍ‬
‫ىذا الصراط ادلستقيم‪ ،‬الب ىد من ٍ‬
‫ىاد‪.‬‬
‫وال أَنْ َ‬
‫ت‬ ‫خياطب عليىناً ‪َ -‬ولَ َ‬
‫ُ‬ ‫ت يَا َعلِ ّي ‪ -‬نبينا‬ ‫وال أَنْ َ‬
‫ضلن نقرأُ وقرأنا وسنبقى نقرأ يف دعاء الندبة الشريف‪َ :‬ولَ َ‬ ‫ُ‬
‫الع َمى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وراً م َن َ‬‫ََّلل َونُ َ‬
‫ى م َن الض َ‬‫علي ‪َ -‬وَكا َن بَع َدهُ ُى َد ً‬
‫المؤمنُو َن بَعدي وَكا َن ‪ -‬وكان ٌّ‬ ‫يَا َعل ّي لَ ْم يُ ْع َرف ُ‬
‫ص َراطَوُ ال ُْم ْستَ ِقيم‪.‬‬
‫اهلل ال متِين و ِ‬
‫َ َ‬
‫وحبل ِ‬
‫ََ َ‬
‫وحيدِّثنا بال ُـمجمل عن ادلستقبل‪،‬‬
‫يكشف حقائق احلاضر‪ ،‬حقائق ىذا العامل‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫كتاب‬
‫ٌ‬ ‫ال ُقرآ ُن ىو ىذا‪:‬‬
‫بالصراط ادلستقيم‪ٍ ،‬بُى يقول‪ :‬بأ ىن ىذا الصراط الب ىد لوُ من‬
‫ص لنا طريقاً بٌن احلاضر وادلستقبل َعنونَوُ‪ِّ :‬‬
‫شخ ُ‬
‫ويُ ِّ‬
‫‪-9-‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫ىاد‪ ،‬إىَّنا أنت منذر يا رسول اهلل {إََِّّٔب أَٔذَ ُِنذِرٌ ًٌَِىًُِّ لٌٍََْ ىَبدٍ} فمن ىو ىادي قومك يا رسول اهلل؟‬ ‫ٍ‬

‫قوم ىاد‪ ،‬فمن ىو‬ ‫اجلواب واضح‪ ،‬اجلواب‪ :‬علي ىو اذلادي‪ ،‬إىَّنا أنت منذر‪ ،‬أنت تنذر قومك ولكل ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ٌّ‬
‫علي وأحاديث أىل البيت واضحة صرحية‪ ،‬اآليةُ دالةٌ بنفسها على نفسها‪.‬‬ ‫اذلادي يا أبا الزىراء؟ اذلادي ٌّ‬
‫المقدمة؟‬
‫َّ‬ ‫إذاً ما ىي الزبدةُ من ىذه‬
‫األىم‪ ،‬أل ىن ال ُقرآن‬ ‫ِ‬
‫الصرا ُط الْ ُم ْستَقيم ىو ىذا‪ ،‬ىذا ىو العنوا ُن ّ‬ ‫بدة‪ :‬أ ىن العنوان ّ‬
‫األىم يف ال ُقرآن الكرمي ِّ‬ ‫الز َ‬
‫ُ‬
‫ىث ال ُقرآ ُن عن احلاضر‪ ،‬عن‬ ‫ِ‬
‫الزمانية وادلكانية إىَّنا يتحد ُ‬ ‫ىث عن احلاضر عن ىذا العامل بكل ِ‬
‫أبعاده‬ ‫حٌن يتحد ُ‬
‫ِّ‬
‫ىث لكي يُعطي لإلنسان خربة‪ ،‬لكي يعطي لإلنسان بصًنة‪ ،‬لكي يعطي لإلنسان معرفة‬ ‫قُـبىة آدم‪ ،‬يتحد ُ‬
‫شخص البوابةَ الىيت تقودهُ إىل الصراط ادلستقيم‪ ،‬وحٌن ُحيدِّثنا ال ُقرآ ُن عن‬ ‫وجتربة‪ ،‬على أساسها ديكن أ ْن يُ ِّ‬
‫ادلستقبل عن اآلخرة عن العامل اآلٌب‪ ،‬حٌن أقول عن العامل اآلٌب ال يعين أ ىن ذلك العامل ليس موجوداً وإىَّنا‬
‫ِ‬
‫ادلكان ونسبية الىزمان‬ ‫نعيش ما بٌن نسبية‬ ‫ضلن ُ‬ ‫العاملُ اآلٌب حبسب حركة اإلنسان‪ ،‬فحركةُ اإلنسان نسبية‪ُ ،‬‬
‫ىث ال ُقرآ ُن عن اآلٌب عن‬ ‫موجود وىو أعمق وجوداً من وجودنا‪ ،‬فحٌن يتحد ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ونسبيىة احلَ َدث‪ ،‬اآلٌب إلينا ىو‬
‫ادلستقبل‪ ،‬ليس ادلستقبل بادلعىن الىزماين األرضي‪ ،‬ادلستقبل العامل الىذي ىو بعد ىذا العامل‪ ،‬حٌن ُحيدِّثنا لكي‬
‫يدفعنا للولوج إىل ذلك العامل‪.‬‬
‫الصراط ادلستقيم ىو الىذي يقودنا بالشكل الصحيح إىل‬ ‫الصرا ُط ادلستقيم‪ ،‬أل ىن ِّ‬
‫يبقى ادلوضوع ادلهم ىنا‪ :‬ىو ِّ‬
‫عرف ال ُقرآن أفضل تعر ٍ‬
‫يف‬ ‫اط ادلستقيم‪ ،‬إذا أردنا أن نُ ِّ‬ ‫الصر ِ‬
‫كتاب ِّ‬ ‫النهاية الصحيحة‪ ،‬إذاً ال ُقرآ ُن الكرمي ىو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الصراط ادلستقيم ىو‬ ‫اط ادلستقيم! وىذا ادلعىن ورد يف رواياتنا‪ :‬من أن ِّ‬ ‫الصر ِ‬
‫للقرآن ىو ىذا‪ :‬ال ُقرآ ُن ىو كتاب ِّ‬
‫الصراط ادلستقيم ىو ال ُقرآن‬ ‫ال ُقرآن الكرمي‪ ،‬ىذه الرواية تُفهم هبذا اللحن هبذا االجتاه ال أ ْن يقال‪ :‬بأ ىن معىن ِّ‬
‫البعض بل الكثًن منهم وقفوا عند ىذا احلد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مفسرو الشيعة ووقفوا عند ىذا احل ّد‪،‬‬ ‫كما ذىب إىل ذلك ِّ‬
‫الصراط ادلستقيم هبذا ادلعىن‪ ،‬هبذا االجتاه‪ ،‬هبذا‬ ‫كتاب ِّ‬‫الصراط ادلستقيم ال ُقرآن‪ ،‬ال ُقرآ ُن ىو ُ‬ ‫فجعلوا من معىن ِّ‬
‫اللحن‪ ،‬هبذا الذوق‪.‬‬
‫كتاب صناعة اإلنسان ادلستقيم‪ ،‬كيف يكون اإلنسان مستقيماً؟ حٌن‬ ‫كتاب صناعة اإلنسان‪ُ ،‬‬ ‫القرآ ُن‪ :‬ىو ُ‬
‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬ال ُقرآ ُن ىو ىذا الكتاب‪ ،‬سورةُ الفاحتة الىيت ىي جوىرةُ القرآن وزبدةُ‬ ‫تتحىرك أقداموُ على ِّ‬
‫ُزبَ ُد ال ُقرآن‪ ،‬سورةُ الفاحتة زبدهتا أين؟ {اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ} ىذا التعبًن‪ِّ :‬‬
‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬ال ُقرآن‬
‫متكرر‪ ،‬رىمبا أكثر من ثالثٌن مىرة‪ ،‬وردت ىذه اللفظة‪ِّ :‬‬
‫الصراط‬ ‫صراط ومستقيم بشكل ِّ‬ ‫وردت فيو لفظة‪ِّ :‬‬
‫الصرا َط ال ُـمستقيم‪ ،‬وبشكل واضح وشليىز جاءت أين؟‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ُمعىرف بالكامل؛ ِّ‬ ‫ومستقيم‪ ،‬لكنىها وردت‬
‫جاءت يف سورة الفاحتة‪.‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫يف سورة الفاحتة تأٌب اآليةُ‪{ :‬اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ} يف مركز السورة‪ ،‬وىذا التعبًن‪ِّ :‬‬
‫الصراط ادلستقيم‪،‬‬
‫ف األشياء يف لغة العرب؟‬ ‫كيف تُعىر ُ‬
‫مقدِّمة سريعة‪ :‬ىناك مصطلح التعريف يف العربية‪َ ،‬‬
‫بالعلَ ِميىة‪ :‬أمساءُ األعالم‪ ،‬أمساءُ األشخاص‪ ،‬أمساءُ البلدان‪ ،‬أمساءُ ادلدن‪ ،‬أمساء‬ ‫ىناك ما يس ىمى بالتعريف َ‬
‫اجلبال‪ ،‬أمساءُ األهنار‪ ،‬أمساءُ الشركات‪ ،‬ما يُقال ذلا األعالم‪ ،‬وىي ألفاظ تُطلق على معاين زلدىدة‪ ،‬أعالم‬
‫بعينو‪ ،‬طولو كذا‪ ،‬بشرتوُ كذا ىو ابن كذا‪،‬‬ ‫يعين معلىمة‪ ،‬ذلا عالمات‪ .‬لفظةُ‪( :‬أمحد) تُطلق على شخص ِ‬
‫ُ‬
‫الساكن يف مكان كذا‪ ،‬لوُ عالمات معينة‪ ،‬لوُ شليزات‪ .‬كلمة‪( :‬برلٌن) مثالً مدينة تقع يف البلد الفالين ذلا‬ ‫ُ‬
‫احلدود اجلغرافية الْ ُمش ىخصة ذلا ادلميزات كذا كذا‪ ،‬ىناك ذلا عالمات‪.‬‬
‫تدل عليها على‬ ‫عرفة للمعاين وادلضامٌن الىيت ُّ‬ ‫ِ‬
‫العلَم‪ ،‬ىذه األمساء تكون ُم ِّ‬ ‫سائر ما يس ىمى بأمساء َ‬ ‫وىكذا ُ‬
‫العلَ ِميىة‪ :‬يعين أ ىن ىذا الشيء لوُ عالمات زلدىدة‪ ،‬لوُ هنايات مش ىخصة‪ ،‬لوُ مواصفات‬ ‫أساس قاعدة ِ‬
‫العلَميىة‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫عليو‪ .‬ىذا ادلوضوع ال شأن لنا بو‪ ،‬على األقل يف بداية احلديث‪ ،‬وطبعاً ىذا‬ ‫معروفة‪ ،‬فأُطلق ىذا اللفظ ِ‬
‫حَّت يف بقيىة لغات العامل‪ ،‬التعريف‬ ‫درجات التعريف وليس يف العربية ى‬ ‫ِ‬ ‫النوع من التعريف يف العربية ىو أعلى‬
‫العلَ ِميىة‪.‬‬
‫على أساس َ‬
‫علي‪ ،‬حديث؛ كلمة غًن ُمعىرفة‪ ،‬لكن حٌن‬ ‫حديث ٍّ‬
‫ُ‬ ‫ىناك التعريف على أساس اإلضافة‪ :‬كما نقول مثالً؛‬
‫ٍ‬
‫نضيف ىذه الكلمة إىل َمع ِرفة‪ ،‬فحينئذ سيكون ىذا الرتكيب تركيب تعريفي‪ُ ،‬م َعِّرف‪ ،‬نقول مثالً؛ َمس ُ‬
‫عت‬
‫ِ‬
‫ات اهلل وسالموُ‬ ‫علي صلو ُ‬
‫ُضيف إىل ٍّ‬‫حديث أ َ‬‫ٌ‬ ‫ص َار ادلسموع شيء معروف ُمش ىخص‪ ،‬ىو‬ ‫علي‪َ ،‬‬ ‫حديث ٍّ‬
‫مسئول الدائرِة‪ ،‬ادلدرسة‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ادلدرسة‪،‬‬ ‫ف باأللف والالم‪ ،‬كما مثالً تقول‪ :‬أستاذُ‬ ‫عليو‪ ،‬وىكذا لو أُضيف إىل معىر ٍ‬
‫ُ‬
‫ضلن َعىرفنا باإلضافة‪،‬‬ ‫والدائرة ُم َعىرفة باأللف والالم‪ ،‬وىنا جاءت اإلضافة‪ ،‬ىذا ىو التعريف باإلضافة‪ ،‬يعين ُ‬
‫قد تكون اإلضافة إىل اسم َعلَم‪ ،‬قد تكون اإلضافة إىل ضمًن من الضمائر (كِتابُك) كتابُك ىذا ىو أيضاً‬
‫تعريف‪ ،‬أنا ىنا ال أريد أ ْن أعطيكم درساً يف علم النحو‪.‬‬
‫باأللف والالم‪ :‬يف احلقيقة أ ىن األلف والالم ليست دائماً تأٌب ُم َعِّرفة‬ ‫ِ‬ ‫النوع اآلخر من التعريف ىو التعريف‬
‫عرفة‪ ،‬رىمبا يكون ذلا تعريف إمجايل‪ ،‬لكن تعريف تَعريف ىناك‬ ‫ولكن يشيع على األلسنة أ ىن األلف والالم ُم ِّ‬
‫الصراط الْ ُم ْستَ ِقيم‪ :‬األلف والالم‬
‫عرفة بشكل حقيقي‪ ،‬بشكل واضح‪ِّ .‬‬ ‫حالة واحدة تأٌب فيها األلف والالم ُم ِّ‬
‫ىنا ىو تعريف من ىذا النوع‪ ،‬أل ىن األلف والالم يف لغة العرب‪ :‬مىرًة تأٌب استيعابية أو استغراقية‪ ،‬يقال ذلا‪:‬‬
‫مجيع التالميذ‪ ،‬أو‬ ‫مجيع الطالب‪ُ ،‬‬ ‫الصف ُ‬ ‫ّ‬ ‫حضر إىل‬
‫ألف والم االستغراق أو االستيعاب‪ ،‬مثالً حٌن تقول‪َ :‬‬
‫مجيع التالميذ‪ ،‬يعين مل يكن ىناك أح ٌد‬ ‫ضَر إىل الصف ُ‬ ‫حضر التالمي ُذ إىل الصف ادلعىن واحد‪ ،‬لَ ىما تقول‪َ :‬ح َ‬
‫حضر التالمي ُذ إىل الصف ال حتتاج إىل كلمة مجيع أل ىن األلف والالم ىنا تشًن‬ ‫غائب‪ ،‬وحٌن تقول أيضاً‪َ :‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫بكل التالميذ‪ ،‬اجلميع‬


‫إىل االستيعاب إىل االستغراق‪ ،‬يعين كلمة التالميذ استوعبت استغرقت أحاطت ِّ‬
‫حضروا‪ ،‬ىذه ال تكون تعريفية ىنا‪ ،‬قد يكون ذلا شيء من التعريف اإلمجايل‪ ،‬ىأهنا حتدىثت عن رلموعة‬
‫الصف‪ ،‬لكن ال يوجد فيها تعريف‪ ،‬أل ىن التالميذ ُكثُر ال يوجد تشخيص جلهة‬ ‫ّ‬ ‫معينة‪ ،‬رلموعة طالب ذلك‬
‫بعينها وإىَّنا ىو تعريف بال ُـمجمل‪ ،‬ىذه ألف والم االستغراق أو االستيعاب‪.‬‬
‫وىناك ألف والم احلقيقة‪ :‬مثالً حٌن نقول‪ :‬أ ىن الطفل يف السنوات األوىل يكون كذا كذا‪ ،‬ىذا ليس تعريفاً‬
‫لطفل ِ‬
‫بعينو وإىَّنا احلديث عن حقيقة الطفولة‪ ،‬حٌن نقول‪ :‬بأ ىن ادلرأة صفا ُهتا كذا كذا‪ ،‬ليس احلديث عن مرأة‬ ‫ٍ‬
‫بعينها‪ ،‬يعين حديث عن طبيعة ادلرأة‪ ،‬عن حقيقة ادلرأة‪ ،‬حٌن نقول‪ :‬الرجل مزاجوُ كذا كذا‪ ،‬احلديث ىنا‬
‫رجل ِ‬
‫بعينو وإىَّنا عن طبيعة‪ ،‬عن جنس الرجل‪ ،‬عن رلموعة الرجال‪ ،‬ىذه األلف والالم تس ىمى‬ ‫ليس عن ٍ‬
‫عرفة‪ ،‬إذا كان فيها شيء من تعريف فهو تعريف ُرلمل‪ ،‬يعين‬ ‫بألف والم احلقيقة‪ ،‬وىذه باحلقيقة ليست ُم ِّ‬
‫كأ ىن احلديث ىنا ُحيصر حبقيقة تُش ىخص ىي حقيقة ادلرأة‪ ،‬ىي حقيقة الرجل‪ ،‬وال يوجد تعريف ىنا‪ ،‬فهذه‬
‫ألف والم االستيعاب‪ ،‬وىذه ألف والم احلقيقة‪ .‬ىناك ألف والم العهد‪ :‬ألف والم ادلعهودات‪ ،‬وىي على‬
‫ضلوين‪:‬‬
‫‪ ‬ىناك ما يس ىمى بالعهد الذكري‪.‬‬
‫‪ ‬وىناك ما يس ىمى بالعهد الذىين‪.‬‬
‫أعطيت الكتاب لزيد‪ ،‬ألف الم الّيت دخلت على كلمة‬ ‫يت كتاباً يف الفيزياء و ُ‬‫العهد الذكري‪ :‬مثالً أقول؛ اشرت ُ‬
‫الكتاب يف الشطر الثاين من اجلملة ىي تشًن إىل أ ىن ىذا الكتاب ىو ذلك الكتاب الّذي اشرتيتوُ يف‬
‫يت كتاباً‬‫الفيزياء‪ ،‬فيقال‪ :‬ىذا الشيء معهود على أساس الذكر السابق‪ ،‬لذلك يقال لوُ العهد الذكري‪ .‬اشرت ُ‬
‫أعطيت الكتاب لولدي‪ ،‬ىذه األلف والالم عىرفت الكتاب بأنىوُ الكتاب ادلذكور سابقاً‪.‬‬
‫يف اجلغرافيا و ُ‬
‫ويف احلقيقة ىذا ليس تعريفاً كامالً‪ ،‬صحيح يف قواعد علم النحو تأخذ ىذه الكلمات حكم التعريف‪ ،‬لكن‬
‫حكم التعريف شيء‪ ،‬ومعىن التعريف شيء‪ ،‬التعريف بألف الم االستيعابية يأخذ حكم التعريف ولكن‬
‫ادلضمون ليس فيو تعريف حقيقي‪ ،‬نفس األمر يف ألف الم احلقيقة‪ ،‬نفس األمر يف ألف الم العهد الذكري‪،‬‬
‫أل ىن التعريف موجود يف الكالم السابق‪.‬‬
‫التعريف احلقيقي ىو يف العهد الذىين‪ ،‬العهد الذىين‪ :‬أ ىن األلف والالم تدخل على كلمة‪ ،‬ىذه الكلمة‬
‫معهودة يف األذىان‪ ،‬يعين معهود يف ذىن ادلتكلم ويف ذىن السامع أ ىن ىذه الكلمة معناىا كذا وكذا‪ ،‬مثالً‬
‫ذىنو ىذا ادلصطلح‬‫حينما يتكلىم الرجل بٌن أصدقائو فيقول‪ :‬ادلرأة قالت كذا‪ ،‬ادلرأة قالت كذا‪ ،‬معهود يف ِ‬
‫لزوجتو‪ ،‬واجلالسون أصدقاؤه يعرفون ذلك‪ ،‬فيكون ىنا التعريف دقيق وكامل‪ ،‬ىنا األلف والالم‬ ‫ِ‬
‫يستعملوُ‬
‫عىرفت ىذه الكلمة تعريفاً كامالً‪ ،‬أل ىن ادلتكلِّم ىنا يستعمل ىذا ادلصطلح ىذه الكلمة يف شخص مش ىخص‬
‫‪- 31 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫رلرد أن يقول‪ :‬ادلرأةُ اليوم قالت كذا‬


‫معٌن بالضبط وادلتلقي كذلك من دون أن يكون ذكر يف الكالم‪ّ ،‬‬ ‫زلدىد ى‬
‫كذا‪ ،‬ادلرأةُ اليوم طبخت كذا كذا‪ ،‬وكذلك ادلرأة حٌن جتلس بٌن صديقاهتا أو بٌن قريباهتا وتقول قال يل‬
‫كل أحد ولكنىها ىنا تستعملها يف زوجها ىي تقصد‬ ‫الرجل كذا كذا‪ ،‬الرجل كلمة ديكن أن تنطبق على ِّ‬
‫ذلك‪ ،‬والالٌب جيلسن بقرهبا يعرفن أ ىن ىذه الكلمة الّيت تستعملها ىذه ادلرأة تقصد منها زوجها بالتحديد‪،‬‬
‫من دون أن تذكر شيئاً يف األلفاظ‪ ،‬ىنا األلف والالم تعطي تعريفاً حقيقياً‪ .‬احلاالت السابقة ال يوجد فيها‬
‫تعريف حقيقي‪ ،‬يف ىذه احلالة يكون ىنا لأللف والالم حالة من التعريف احلقيقي حكماً حبسب القواعد‬
‫ادلرتددة فيما بٌن ادلتكلِّم والسامع‪.‬‬
‫ومعىن حبسب االستعمال والصيغة ِّ‬
‫النحوية ومضموناً ً‬
‫رىمبا ىذا ادلطلب فيو جنبة ضلوية‪ ،‬فيو جنبة بالغية‪ ،‬أنا ىنا لست بصدد التدريس ذلذا ادلطلب‪ ،‬لكنىين أريد‬
‫أن أقول‪ :‬بأ ىن األلف والالم التعريفية الىيت تأٌب يف أُفق العهد الذىين‪ ،‬شيء معهود يف األذىان‪ ،‬فحينما تقول‬
‫ٍ‬
‫لشيء‬ ‫اآلية‪{ :‬اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ} ىذه قطعاً ليس لالستيعاب‪ ،‬وال لتعريف احلقيقة‪ ،‬وال ىي‬

‫مذكور للعهد الذكري‪ ،‬ىذا شيء معهود يف األذىان‪{ :‬اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ}!!‬
‫يف مثل ىذا العنوان‪ ،‬يف مثل ىذه القضيىة‪ ،‬ادلثال الىذي ضربتو قبل قليل‪ :‬ادلرأة جتلس بٌن صديقاهتا وقريباهتا‬
‫فتقول الرجل‪ ،‬اجلميع يفهمن ادلراد زوجها‪ ،‬دلاذا؟ ىناك ثقافة مشرتكة‪ ،‬ىناك معطيات ُمسبقة بٌن ادلتكلمة‬
‫وبٌن السامعات‪ ،‬وىكذا يف بقيىة األمور‪ ،‬كما يُقال مثالً رلموعة من النىاس يقولون مثالً؛ جاء ادلدير‪ ،‬كلمة‬
‫لكن ىؤالء يقصدون مديرىم‪ ،‬مدير دائرهتم‪ ،‬مدير شركتهم‪ ،‬فحٌن‬ ‫ادلدير ديكن أ ْن تُطلق على كثًنين و ّ‬
‫أي‬ ‫ِ‬
‫يقولون؛ جاء ادلدير‪ ،‬حٌن يقول العمال جاء ادلراقب‪ ،‬يقصدون مراقباً بعينو‪ ،‬معهود يف أذىاهنم من دون ّ‬
‫تعريف‪.‬‬
‫حينما يقول ال ُقرآن‪{ :‬اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ} دلاذا يذىب مفسرونا أ ىن ِّ‬
‫الصراط ىو اجلادة‪ ،‬أ ىن ِّ‬
‫الصراط‬
‫ألهنم ال يستأنسون بزيارات أىل البيت‪ ،‬وال حبديث أىل البيت‪ ،‬الّذي‬ ‫علي‪ ،‬دلاذا؟ ى‬ ‫ِ‬
‫من مصاديقو ىو والءُ ٍّ‬
‫يعيش مع زيارات أىل البيت وأدعية أىل البيت وروايات أىل البيت جيد أنىوُ من الواضح ومن ادلعهود‬
‫علي وليس الطريق الىذي يُوصل إىل‬ ‫الصراط ادلستقيم علي صلوات ِ‬ ‫الذىين‪ :‬أ ىن ِّ‬
‫الصرا ُط ادلستقيم ٌّ‬
‫اهلل عليو‪ِّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫الصراط ادلستقيم ىو ىذا الطريق‬‫علي!! نعم من مظاىر ِّ‬ ‫علي وليس ىو والية ّ‬ ‫الصراط ادلستقيم ىو ٌّ‬ ‫علي!! ِّ‬
‫ٍّ‬
‫علي‪ ،‬من مظاىر ىذا‬ ‫بالصراط ادلستقيم الىذي ىو ٌّ‬
‫ىثت عنو قبل قليل‪ ،‬ىذا من مظاىر االلتصاق ِّ‬ ‫الّذي حتد ُ‬
‫علي ال غًن وال‬
‫الصرا ُط ادلستقيم ٌّ‬
‫وإال ِّ‬ ‫االلتصاق أ ىن اإلنسان سيسًنُ يف طر ٍيق ُمسِّي تكردياً ِّ‬
‫بالصراط ادلستقيم ى‬
‫بعلي!!‬
‫خاص ّ‬ ‫شيء وراء ذلك‪ ،‬عنوا ٌن ٌ‬

‫‪- 31 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫الصراط ادلستقيم!!‬ ‫طالب وفاطمة بنت أسد؟ الىذي ُولد ىو ِّ‬ ‫علي!! من ىو الىذي و َلد بٌن أيب ٍ‬ ‫لنرفع كلمة ٍّ‬
‫ُ‬
‫من الىذي بايعناه يف الغدير؟ الىذي بايعناه يف الغدير ىو ِّ‬
‫الصرا ُط ادلستقيم!!‬
‫من الىذي قال فيو خاًب األنبياء يف يوم األحزاب‪ :‬برز اإلديان ُكلُّو إىل الشرك ُكلِّو؟ ىو ِّ‬
‫الصرا ُط ادلستقيم!!‬
‫علي‪ ،‬وىذا االستعمال استعمال حقيقي ال ىو رلاز وال ىو على سبيل الكناية‬ ‫الصرا ُط ادلستقيم‪ٌّ :‬‬ ‫ِّ‬
‫مفسرو الشيعة على أنىوُ مصداق من‬ ‫واالستعارة وال ىو تشبيو وال ىو من قبيل اجلري الّذي قال بو ِّ‬
‫مفسرو الشيعة األوائل فيشمل ال ُقرآن واإلسالم‬ ‫الصرا ُط ادلستقيم‪ ،‬وال ىو عنوان عام كما ذىب ِّ‬ ‫ادلصاديق‪ِّ ،‬‬
‫الصراط‬‫علي ىي ِّ‬ ‫ٍ‬
‫علي فقط!! أ ىما باقي ادلضامٌن؛ واليةُ ٍّ‬ ‫الصرا ُط ادلستقيم عند ُزلَ ىمد وآل ُزلَ ىمد‪ٌّ :‬‬‫واإلديان‪ِّ ،‬‬
‫اإلسالم ىو‬
‫ُ‬ ‫علي!‬
‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬ىذا من مظاىر ٍّ‬ ‫علي! القرآ ُن الكرمي ىو ِّ‬ ‫ادلستقيم‪ ،‬ىذا من مظاىر ٍّ‬
‫الصرا ُط‬
‫علي! ِّ‬‫الصرا ُط ادلستقيم نعم ىذا من مظاىر ٍّ‬ ‫علي! اإلديا ُن ىو ِّ‬
‫الصرا ُط ادلستقيم نعم ىذا من مظاىر ٍّ‬ ‫ِّ‬
‫علي!‬
‫الصرا ُط ادلستقيم نعم ىذا من مظاىر ٍّ‬ ‫على جهنم ىو ِّ‬
‫الصرا ُط على جهنىم‬ ‫ضلن حتدىثنا عن الوالدة العلوية يف األُفق األرضي وعن الوالدة العلوية يف األُفق األعلى‪ِّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫علي‪ ،‬من مظاىر تلك‬ ‫العرش من مظاىر ٍّ‬ ‫علي من مظاىر تلك الوالدة العلوية يف األفق األعلى! ُ‬ ‫من مظاىر ٍّ‬
‫القلم‪ ،‬أليس مىرت علينا كلماتوُ‪ :‬أنا اللوح أنا القلم‪،‬‬ ‫علي‪ُ ،‬‬ ‫اللوح من مظاىر ٍّ‬
‫الوالدة العلوية يف األفق األعلى! ُ‬
‫علي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم واإلديا ُن وال ُقرآ ُن وجادةُ الصواب واذلدى ووالية ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫العلوية يف األُفق األعلى‪ ،‬و‬ ‫احلقيقة‬ ‫مظاىر‬
‫ُ‬ ‫تلك‬
‫وإال فالصرا ُط ادلستقيم ىو علي صلوات ِ‬
‫اهلل‬ ‫علي‪ ،‬مظاىر الوالدة العلوية يف األفق األرضي‪ ،‬ى‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫مظاىر ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ىي‪:‬‬
‫وسالموُ عليو‪.‬‬
‫وىذا التعبًن القرآين {اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ} يعين كلمة ِّ‬
‫صراط ومستقيم واألوىل ُمعىرفة والثانية شيء طبيعي‬
‫تتبع ادلوصوف‪ ،‬إذا كان ادلوصوف ُمعىرف الصفة تكون ُمعىرفة‪ ،‬إذا كان ادلوصوف‬ ‫تكون ُمعىرفة‪ ،‬أل ىن الصفة ُ‬
‫صرا ٌط‬
‫صراطاً مستقيماً‪ِّ ،‬‬
‫نكرة‪ ،‬الصفة تكون نكرة‪ ،‬لذلك ورد التعبًن يف ال ُقرآن الكرمي أكثر اآليات‪ِّ :‬‬
‫للصراط ولكن‬ ‫مستقيم‪ ،‬راجعوا ال ُقرآن الكرمي ستجدون آيات وآيات وآيات كثًنة يَرد فيها وصف مستقيم ِّ‬
‫ومستقيم ُمن ىكرة‪ .‬ادلكان الوحيد الىذي ورد فيو التعريف‪{ :‬اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ}‬
‫الصراط نكرة ُمن ىكرة ُ‬
‫ِّ‬
‫ىو يف سورة الفاحتة بشكل واضح جلي‪ .‬وورد أيضاً يف سورة الصافات‪ ،‬يف سورة الفاحتة‪{ :‬اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ‬

‫صراط معهود‪.‬‬ ‫ادلُسزَمَُِْ} ما ىو ىذا ِّ‬


‫الصراط؟ ِّ‬
‫ٍ‬
‫بشكل عام ويف دعاء الندبة‬ ‫خاص‪ ،‬يف األدعية‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ّ‬ ‫يف زيارات أىل البيت بشكل عام ويف زيارات األمًن‬
‫ٍ‬
‫ومناسبات أخرى‪ ،‬يف األحاديث التفسًنية عن أىل بيت العصمة ورد ىذا التعبًن‪:‬‬ ‫ويف أدعية يوم الغدير‬
‫‪- 34 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫بعلي‪ ،‬فمن اعتاد ادلعايشة مع ىذه النصوص رلىرد أ ْن يرى ىذه الكلمة ينسبق‬
‫خاص ّ‬‫الصرا ُط ادلستقيم عنوا ٌن ٌّ‬
‫ِّ‬
‫ومستقيم يف الكتاب الكرمي ال‬ ‫ذىنو علي ال غًن‪ ،‬لكثرة معايشيت للنصوص و ِ‬
‫إىل ِ‬
‫صراط ُ‬ ‫اهلل أينما أجد كلمة ِّ‬ ‫ٌّ‬
‫أي ٍ‬
‫شيء؟ من كثرة‬ ‫علي‪ ،‬أل ىن العهد الذىين ينشأ من ِّ‬ ‫ينسبق إىل ذىين ىإال ىذا االسم‪ِّ :‬‬
‫الصرا ُط ادلستقيم ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ادلزاولة‪ ،‬من كثرة االستعمال‪ ،‬من كثرة الشياع‪ ،‬مثل ما ادلرأة تستعمل كلمة الرجل ومثل ما الرجل يستعمل‬
‫كلمة ادلرأة واجلالسون يفهمون بأ ىن الرجل يريد زوجتو وادلرأةُ تريد زوجها بسبب كثرة االستعمال بسبب‬
‫بٌن ادلتكلِّم والسامع‪ ،‬ىذه القضيىة أيضاً حتدث يف األذىان‪ ،‬إذا استأنسنا حبديثهم‬
‫ادلخالطة وادلؤانسة َ‬
‫ات اهلل عليهم‪.‬‬
‫صلو ُ‬
‫قصة موسى وىارون‪ًٌَ{ :‬مَذْ َِنَنَّب ػٍَََ ٌُِسََ ًَىَبرًَُْ * ًَٔدَّْْنَبىَُّب ًَلٌََِْيَُّب َِِٓ‬
‫يف سورة الصافات يف ِ‬

‫اٌْىَزْةِ اٌْؼَظُِِْ * ًَٔصَزَْٔبىُُْ فَىَبٌُٔا ىُُُ اٌْغَبٌِجِنيَ * ًَآرَْْنَبىَُّب اٌْىِزَبةَ اٌُّْسْزَجِنيَ} ال ُـمستبٌن وليس ال ُـمبٌن‪ ،‬ال ُـمبٌن‬
‫يبحث عن الكتاب ال ُـمبٌن‪ُ ،‬مستبٌن من االستبانة من‬ ‫ُ‬ ‫يطلب االستبانة‪ ،‬الىذي‬
‫ُ‬ ‫علي‪ ،‬ال ُـمستبٌن الىذي‬
‫ٌّ‬
‫الكتاب ادلبٌن‪ًٌَ{ .‬مَذْ َِنَنَّب ػٍَََ ٌُِسََ ًَىَبرًَُْ * ًَٔدَّْْنَبىَُّب ًَلٌََِْيَُّب َِِٓ‬
‫َ‬ ‫يطلب‬
‫االستفعال‪ ،‬ىذا الكتاب ُ‬
‫اٌْىَزْةِ اٌْؼَظُِِْ * ًَٔصَزَْٔبىُُْ فَىَبٌُٔا ىُُُ اٌْغَبٌِجِنيَ * ًَآرَْْنَبىَُّب اٌْىِزَبةَ اٌُّْسْزَجِنيَ * ًَىَذَّْنَبىَُّب اٌصِّزَاطَ‬

‫اٌُّْسْزَمَُِْ} بعد أن آتينامها الكتاب ال ُـمستبٌن الىذي يبحث يطلب يبحث عن الكتاب ال ُـمبٌن‬

‫{ًَىَذَّْنَبىَُّب اٌصِّزَاطَ اٌُّْسْزَمَُِْ} وىذا ىو ّ‬


‫السر يف ذكر بين إسرائيل دائماً يف الكتاب الكرمي‪ ،‬أل ىن األمم‬
‫السابقة ُكلِّفت بوالية نبينا ِ‬
‫وآلو بنح ٍو ُرلمل وإىل ىذا إشارة‪.‬‬
‫إذا ذىبنا إىل سورة الدخان فماذا صلد يف سورة الدخان؟ حٌن تبتدئ السورة‪{ :‬حُ * ًَاٌْىِزَبةِ اٌُّْجِنيِ * إَِّٔب‬

‫باب احلوائج موسى ابن جعفر‬ ‫أَٔشٌَْنَبهُ فِِ ٌٍََْْخٍ ُِّجَبرَوَخٍ} إىل آخر ما جاء يف سورة الدخان‪ .‬ماذا يقول ُ‬
‫إمامنا ُ‬
‫صلة عن إمامنا الكاظم‪ ،‬أذىب إىل ما ضلتاجوُ ىنا‪،‬‬ ‫صلوات اهلل عليهما؟ الكليين يف الكايف ينقل رواية مف ى‬

‫اإلمام يبٌن يف معىن {حُ * ًَاٌْىِزَبةِ اٌُّْجِنيِ} قال‪ -:‬أ ََّما حم؛ فَ ُهو ُم َح َّمد َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ِيو َوآلِو َو ُىو‬
‫ِ‬ ‫فِي كِتَ ِ‬
‫الح ُروف ‪ -‬واضح احلديث على ضلو الرمز‪ ،‬إشارة إىل‬ ‫وص ُ‬‫اب ُىود الَّذي أُنْ ِز َل َعلَيو َو ُىو َمن ُق ُ‬
‫التكليف اإلمجايل ليس ذلود‪ ،‬األنبياء ُكلىفوا بالتفصيل‪.‬‬
‫اآلن ضلن حٌن نقرأ يف حكم الصيام‪َّ{ :‬ب أَُّّيَب اٌَّذَِّٓ آَِنٌُاْ وُزِتَ ػٍََْْىُُُ اٌصَِّْبَُ وََّب وُزِتَ ػٍَََ اٌَّذَِّٓ ِِٓ لَجٍِْىُُْ}‬

‫‪- 35 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫ال توجد أ ىمة ُكتب عليها صيام شهر رمضان‪ ،‬يسألون األئ ىمة‪ ،‬ىنا تتىضح احلقائق الروايات التفسًنية الضعيفة‬
‫ماذا تقول؟! حٌن يسألون األئ ىمة‪ ،‬الضعيفة يف نظر علمائنا! حٌن يسألون األئ ىمة عن مضمون ىذه اآلية أنىوُ‬
‫كتب على األمم السابقة‪ ،‬األئ ىمة يقولون‪ :‬الصيام مل يُكتب على الىذين من قبلكم على األمم السابقة ىذا‬
‫أدعيتو‪ :‬بأ ىن ىذا الصيام وىذا الشهر ُخ ِّ‬ ‫ِ‬
‫صصت بو أُىمة ّ‬
‫النيب‬ ‫الصيام صيام شهر رمضان‪ ،‬ولذلك نقرأ يف‬
‫صلىى اهلل عليو وآلو‪ ،‬األئ ىمة يقولون‪ :‬بأ ىن األنبياء كانوا يصومون شهر رمضان‪ ،‬كانوا مكلىفٌن بذلك‪ ،‬الىذين‬
‫شهر رمضان‪،‬‬ ‫ى‬
‫من قبلنا يف اآلية يعين األنبياء‪ ،‬فاألنبياء كانوا مكلفٌن‪ ،‬ومىر علينا يف كالم أمًن ادلؤمنٌن‪ :‬أنا ُ‬
‫كالمو ىذا يف احللقات القادمة إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫أنا ليلةُ القدر‪ ،‬نعود إىل ِ‬
‫ومفروض عالناس حبىك يا علي نستمع إىل محزة الزغًن وأعود‪.‬‬
‫المبِين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ََّما حم؛ فَ ُهو ُم َح َّمد َو ُىو فِي كِ ِ‬
‫اب ُ‬ ‫الح ُروف َوأ ََّما الكتَ ُ‬
‫وص ُ‬‫تاب ُىود الَّذي أُنْ ِز َل َعلَيو َو ُىو َمن ُق ُ‬
‫اهلل وسالموُ عليو‪.‬‬ ‫ؤمنِين‪ -:‬علي صلوات ِ‬ ‫فَ هو أ َِمير الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫الكتاب الْ ُمستبٌن الىذي يقودىم‬
‫ُ‬ ‫{ًَآرَْْنَبىَُّب اٌْىِزَبةَ اٌُّْسْزَجِنيَ * ًَىَذَّْنَبىَُّب اٌصِّزَاطَ اٌُّْسْزَمَُِْ} أ ى‬
‫ُعطي ذلم‬
‫إىل الكتاب ال ُـمبٌن‪ ،‬وحٌن ُىدوا إىل الكتاب ال ُـمبٌن ُىدوا إىل الصراط ادلستقيم‪ ،‬األمم السالفة ُكلِّفت‬
‫باجململ كما ادلثال يف قوم ىود‪ ،‬بينما بنو إسرائيل ُكلِّفوا بالتفصيل وأعتقد يف الربامج السابقة مىر علينا‬
‫احلديث الىذي جاء يف تفسًن إمامنا العسكري الىذي يرفضوُ علماؤنا‪ ،‬أكثر علماءنا وادلراجع ال ُـمعاصرون‪،‬‬
‫اهلل وسالموُ عليو يف قضيىة باب حطىة‪ ،‬أ ىن اهلل نصب لليهود مثال‬ ‫جاء يف تفسًن إمامنا العسكري صلوات ِ‬
‫ُ‬
‫وعلي على باب تلك ادلدينة‪ ،‬على باب أرحيا‪ ،‬على باب ادلدينة الىيت أ ُِمروا بالدخول إليها‪ ،‬على باب‬ ‫ٍ‬
‫ُزلَ ىمد ٍّ‬
‫ايات وفًنةٌ يف تفسًن إمامنا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعلي‪ ،‬والرو ُ‬
‫تلك القرية وأمروا بالسجود عند ىذين الْمثَالٌَن‪ ،‬عند مثال ُزلَ ىمد ّ‬
‫العسكري يف ىذا الشأن ويف ىذا اخلصوص‪ ،‬ال أريد التطويل يف ىذه القضيىة‪ ،‬لكن التصريح هبذا ادلصطلح‬
‫كامالً‪ًَ{ :‬ىَذَّْنَبىَُّب اٌصِّزَاطَ اٌُّْسْزَمَُِْ} ألجل ىذه القضيىة‪.‬‬
‫يف أوضح‪ ،‬ىذا التعريف باأللف والالم على ضلو العهد الذىين ىو أعلى مرتبة من مراتب التعريف‬ ‫ىناك تعر ٌ‬
‫باأللف والالم‪ ،‬ألنىوُ أعلى رتبةً من ألف الم االستغراق‪ ،‬من ألف الم احلقيقة‪ ،‬من ألف الم العهد الذكري‪،‬‬
‫الصراط ادلستقيم‪،‬‬‫ألف الم العهد الذىين ىي أعلى مراتب التعريف ويزيدىا وضوحاً ىأهنا ُو ِصفت أيضاً؛ ِّ‬
‫الصراط تكفي‪،‬‬ ‫الصراط ىو ىذه الكلمة تكفي‪ّ ،‬‬ ‫الصراط واحلديث ىنا اىدنا ِّ‬ ‫صرا ٌط ومستقيم‪ ،‬ى‬
‫وإال لو قلنا‪ِّ :‬‬ ‫ِّ‬
‫الصرا ُط األعلى‪ ،‬لذلك عُِّرب عنو يف الزيارة اجلامعة‬
‫الصراط ىو ِّ‬
‫الصراط يعين ىذا ِّ‬
‫حٌن نطلب اذلداية إىل ىذا ِّ‬
‫الصراط ادلستقيم‬
‫بالصراط األقوم‪ ،‬األقوم‪ :‬ىي صيغة تفضيل‪ ،‬األعلى رتبةً‪ ،‬األكثر استقامةً‪ ،‬ىم ِّ‬ ‫الكبًنة‪ِّ :‬‬
‫الصرا ُط األقوم‪.‬‬
‫وىم ِّ‬
‫‪- 36 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫لكن ىناك تعبًن تعريفي يف ال ُقرآن أوضح من ىذا التعبًن‪ ،‬ذلك الذي جاء يف سورة احلجر يف ِ‬
‫قصة إبليس‪:‬‬
‫{لَبيَ رَةِّ ثَِّب أَغٌَّْْزَنِِ ألُسَِّّنََّٓ ٌَيُُْ فِِ األَرْضِ ًَألُغٌَِّْنَّيُُْ أَخَّْؼِنيَ} وىذه الق ى‬
‫صة معروفة وىذا الكالم اإلبليسي‬
‫معروف‪.‬‬
‫صة ولكن بصيغة فيها اختالف يف التعبًن‪ ،‬يف اآلية‬
‫على نفس ىذه النغمة يف سورة األعراف‪ ،‬نفس الق ى‬
‫السادسة بعد العاشرة من سورة األعراف‪{ :‬لَبيَ فَجَِّب أَغٌَّْْزَنِِ} إبليس ُخياطب الباري سبحانو وتعاىل‪:‬‬

‫صراط ُمضافَة‪ُ ،‬مضافة إىل ضمًن‬ ‫{لَبيَ فَجَِّب أَغٌَّْْزَنِِ ألَلْؼُذََّْ ٌَيُُْ صِزَاطَهَ اٌُّْسْزَمَُِْ} ىنا جاءت كلمة ِّ‬
‫ُسلاطب‪ ،‬والضمًن ال ُـمخاطب أعلى رتبةً يف التعريف‪ ،‬مثالً من الضمًن الغائب‪ ،‬الضمًن ادلتكلِّم أعلى رتبةً‪،‬‬
‫وحٌن أخاطبك‪ :‬أنت فعلت‪ ،‬أنت قُلت‪ ،‬قال ىو‪ ،‬الضمًن ىو أيضاً من ادلعارف‬ ‫فعلت‪َ ،‬‬
‫لَ ىما أقول‪ :‬أنا ُ‬
‫ولكن ادلتكلِّم وال ُـمخاطب أعلى درجةً يف التعريف من الغائب‪{ .‬لَبيَ فَجَِّب أَغٌَّْْزَنِِ ألَلْؼُذََّْ ٌَيُُْ صِزَاطَهَ‬

‫اٌُّْسْزَمَُِْ}‪{ .‬اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ }‪ :‬تعريف باأللف والالم بالعهد الذىين‪ .‬ىنا تعريف باإلضافة‪:‬‬

‫{فَجَِّب أَغٌَّْْزَنِِ ألَلْؼُذََّْ ٌَيُُْ صِزَاطَهَ} اخلطاب مع اهلل {ألَلْؼُذََّْ ٌَيُُْ صِزَاطَهَ اٌُّْسْزَمَُِْ} الكالم ىو ىو‪.‬‬

‫يف سورة احلجر تتىضح الصورة‪{ :‬لَبيَ رَةِّ ثَِّب أَغٌَّْْزَنِِ} نفس الكالم السابق {ألُسَِّّنََّٓ ٌَيُُْ فِِ األَرْضِ‬

‫ًَألُغٌَِّْنَّيُُْ أَخَّْؼِنيَ * إِالَّ ػِجَبدَنَ ِِنْيُُُ اٌُّْخٍَْصِنيَ} اآلية الىيت بعدىا {لَبيَ ىَذَا صِزَاطٌ ػٍَََِّ ُِسْزَمٌُِْ} يف‬

‫قراءة أىل البيت‪ ،‬تالحظون القراءة مرتبكة ولكن يف قراءة أىل البيت {لَبيَ ىَذَا صِزَاطُ ػٍٍَِِّ ُِسْزَمٌُِْ}‬

‫صراطك ادلستقيم ىو ىذا {ىَذَا صِزَاطُ ػٍٍَِِّ ُِسْزَمٌُِْ} ىذا يف قراءة أىل‬
‫الصراط ادلستقيم وىذا ِّ‬
‫ىذا ِّ‬
‫البيت‪.‬‬
‫ضلن أُمرنا أن نقرأ‬
‫سيعرتضون لكن اآلخرون ادلخالفون ألىل البيت ذلم احلرية يقرؤون ما يشاؤون‪ ،‬صحيح ُ‬
‫ضلن ىنا بصدد فه ِم ادلعاين‪ ،‬فنحن ال نفهم على أساس‬ ‫كما يقرأ القوم ولكنىنا ىنا لسنا بصدد القراءة‪ُ ،‬‬
‫فسرو الشيعة يفهمون ال ُقرآن يف كتب التفسًن على أساس قراءة‬ ‫مفسرو الشيعة‪ُ ،‬م ِّ‬
‫قراءات القوم كما يفعل ِّ‬
‫ادلخالفٌن‪ ،‬األئ ىمة قالوا‪ :‬اقرؤوا كما يقرؤه الناس‪ ،‬لكن ما قالوا‪ :‬افهموا القرآن كما يفهموه ىم‪ ،‬قالوا‪ :‬أفهموا‬
‫القرآن من حديثنا‪ ،‬وىذه اإلشكالية إشكالية كبًنة يف كل تفاسًن علماء الشيعة خصوصاً ادلتأخرون منهم‬
‫فسرون ال ُقرآن‬
‫وحَّت القدماء الذين كتبوا مثل الشيخ الطوسي مثل الشيخ الطربسي ح ىَّت ادلفسرون القدماء‪ ،‬يُ ِّ‬ ‫ى‬
‫وفقاً لقراءات ادلخالفٌن‪ ،‬األئ ىمة ما قالوا ىكذا‪ ،‬األئ ىمة قالوا‪ :‬اقرؤوا ال ُقرآن كما يقرؤه الناس ولكن أفهموا‬
‫‪- 37 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫ضلن نريد‪.‬‬
‫ال ُقرآن كما ُ‬
‫اءات ادلخالفٌن حينما نذىب إىل اآلية ادلذكورة من سورة احلجر وىي اآلية‬
‫ىذا معجم القراءات القرآنية قر ُ‬
‫احلادية واألربعون‪{ :‬لَبيَ ىَذَا صِزَاطٌ ػٍَََِّ ُِسْزَمٌُِْ} ىذه قراءة ادلصحف‪ ،‬ادلصحف ىكذا مكتوب‬

‫{لَبيَ ىَذَا صِزَاطٌ ػٍَََِّ ُِسْزَمٌُِْ}‪.‬‬

‫قراءات ادلخالفٌن الكثًن من قُـىرائِهم يقرؤون‪{ :‬ىَذَا صِزَاطٌ ػٌٍَِِّ} يعين يصفون ِّ‬
‫الصراط بالعلو‪ ،‬من الّذين‬
‫يقرؤون هبذه القراءة يعقوب‪ ،‬احلسن يعين احلسن البصري‪ ،‬الض ىحاك‪ ،‬إبراىيم‪ ،‬أبو رجاء‪ ،‬ابن سًنين‪ ،‬رلاىد‪،‬‬
‫قتادة‪ ،‬قيس ابن عُبادة‪ُ ،‬محيد‪ ،‬عمر ابن ميمون‪ ،‬عمارة ابن أيب حفصة‪ ،‬أبو شرف‪ ،‬إىل آخرين‪ ،‬القائمة‬
‫تطول الّذين يقرؤون‪{ :‬صِزَاطٌ ػٌٍَِِّ} يعين ال يقرؤون هبذه القراءة‪{ :‬صِزَاطٌ ػٌٍَِِّ} ىؤالء ُّ‬
‫حيق ذلم‪.‬‬
‫األئمة‪ :‬بأ ىن اآلية ىكذا‬
‫لكن الروايات ادلوجودة عندنا يف الكايف ويف كتبنا احلديثية األخرى حٌن يقول ّ‬
‫قراءهتا الصحيحة‪{ :‬ىَذَا صِزَاطُ ػٍٍَِِّ ُِسْزَمٌُِْ} وتالحظون اآلية تأٌب منسجمة‪ُ ،‬‬
‫ضلن نقول‪ :‬بأنىنا نقرأ كما‬
‫ىو يف ادلصحف‪ ،‬لكنىنا نفهم ال ُقرآن هبذه الطريقة‪ ،‬أىل البيت ىكذا يريدون منا‪ ،‬نقرأ كما يف ادلصحف‬
‫أشك يف أ ىن الكثًنين شلن يقرؤون يف الوسط الشيعي يقرؤون ال تسليماً ذلذه الرواية‬
‫تسليماً ألمرىم‪ ،‬لكنىين ّ‬
‫لكن ى‬
‫ألهنم يرتاحون أ ْن يقرؤوا كما يقرأ ادلخالفون‪.‬‬
‫الرواية يف الكايف الشريف عن اإلمام الصادق يرويها ىشام ابن احلكم يف قراءة ىذه اآلية‪{ :‬لَبيَ ىَذَا‬

‫صِزَاطُ ػٍٍَِِّ ُِسْزَمُِْ} وأعتقد ادلعىن واضح {اىذَِٔـب اٌصِّزَاطَ ادلُسزَمَُِْ} ٍب يف سورة األعراف‪:‬‬

‫{صِزَاطَهَ اٌُّْسْزَمَُِْ} اخلطاب مع الباري‪ٍ ،‬بى يأٌب التوضيح صريح يف سورة احلِجر‪{ :‬ىَذَا صِزَاطُ ػٍٍَِِّ‬

‫ُِسْزَمُِْ}‪.‬‬
‫ام‬
‫صادق عن آبائو قال‪ -:‬قَ َ‬ ‫رواية ينقلها ابن شاذان يف ادلناقب‪ ،‬ينقلها صاحب الربىان أيضاً‪ ،‬عن إمامنا ال ى‬
‫عمر ابن الخطَّاب إِلَى النبِي صلَّى اهلل علَ ِيو وآلِو فَ َقال‪ :‬إِنَّك َال تَزال تَ ُقول لِع ِ‬
‫ت‬‫لي اب ِن أَبِي طَالِب أَنْ َ‬
‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ّّ َ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وسى ‪ -‬ال تزال يعين أنىك دائماً تذكر وىذا يتعاضد مع ادلطلب الىذي ُ‬
‫أشرت إليو‬ ‫ارون م ْن ُم َ‬ ‫منِّي ب َم ْن ِزلَة َى ُ‬
‫الصراط ادلستقيم مل ترد ىإال يف حالة موسى وىارون‪ ،‬أل ىن ىذه ُ‬
‫األمةى‪ ،‬أل ىن أُىمة موسى‬ ‫قبل قليل‪ :‬من أ ىن كلمة ِّ‬
‫ابن ال َخطَّاب إِلَى النّبِ ّي َ‬
‫صلَّى اهللُ‬ ‫ام عُ َمر ُ‬ ‫علي بشكلها التفصيلي ‪ -‬قَ َ‬ ‫لعلي وآل ّ‬ ‫وىارون ُكلِّفت بالوالية ٍّ‬
‫ِ‬ ‫لي اِب ِن أَبِي طَالِب أَنْ َ ِ ِ‬ ‫َعلَ ِيو وآلِو فَ َقال‪ :‬إِنَّك َال تَزال تَ ُق ُ ِ‬
‫وسى ‪ -‬ولذلك‬ ‫ارون م ْن ُم َ‬ ‫ت منِّي ب َم ْن ِزلَة َى ُ‬ ‫ول ل َع ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪- 38 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫يكرُر ىذا األمر دائماً لكثرة تكرارِه ما استطاعوا أن حيذفوه من كتبهم‪ ،‬احلديث موجود يف‬ ‫أل ىن النىيب كان ِّ‬
‫وإال األحاديث ُحذفت ما بقي منها‬ ‫الصحاح إىل يومك ىذا احلديث حديث ادلنزلة موجود يف الصحاح‪ ،‬ى‬
‫ت ِمنِّي بِم ْن ِزلَة ى ِ‬ ‫ول لِع ِ‬
‫ارون‬
‫وسى َوقَد ذَ َكر اهلل َى ُ‬ ‫ارون م ْن ُم َ‬ ‫َ َُ‬ ‫لي اب ِن أَبِي طَالِب أَنْ َ‬
‫شيء ‪ -‬إِنَّك َال تَ َزال تَ ُق ُ َ ِّ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَيو َوآلِو يَا غَلِيظ يَا اِ ْع َرابِي إِنَّك َما تَ ْس َم ُع َما يَ ُقول‪:‬‬ ‫فِي ال ُقرآن َولَم يَذ ُكر َعليَّاً‪ ،‬فَ َقال الن ُّ‬
‫َّبي َ‬
‫ِ‬ ‫صرا ُ ِ‬
‫ات اهلل وسالمو عليهم أمجعٌن‬ ‫ط َعل ٍّي ُم ْستَقيم ‪ -‬روايات كثًنة عديدة عن أىل بيت العصمة صلو ُ‬ ‫َى َذا ِّ‬
‫وعلي مدد فاصل نستمع إىل مال باسم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫علي‪ ،‬حقيقةٌ قرآنيةٌ واضحة‪ ،‬ولكن ذلذه احلقيقة‬ ‫الصرا ُط ادلستقيم ٌّ‬‫{لَبيَ ىَذَا صِزَاطُ ػٍٍَِِّ ُِسْزَمٌُِْ} ِّ‬
‫الصراط‬
‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬اإلديا ُن‪ :‬ىو ِّ‬ ‫اإلسالم‪ :‬ىو ِّ‬
‫ُ‬ ‫الصراط ادلستقيم‪،‬‬‫جتليىات‪ ،‬من جتلياهتا‪ ،‬ال ُقرآ ُن‪ :‬ىو ِّ‬
‫مظاىر للمعىن‬
‫ٌ‬ ‫صرا ٌط مستقيم‪ ،‬ىي‬ ‫ادلستقيم‪ ،‬الواليةُ لُ َم َح ىم ٍد وآل ُزلَ ىم ٍد‪ ،‬موىدةُ القرىب‪ ،‬الواليةُ والرباءةُ‪ ،‬كلُّها ِّ‬
‫هلل وسالموُ عليو‪.‬‬ ‫للصراط ادلستقيم الىذي ىو علي صلوات ا ِ‬ ‫اجلوىري األصلي ِّ‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫عقيدتو ودينو وحياتو مبقاس‬ ‫ِ‬ ‫ِّق الواليةَ والرباءة يف‬‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬من أراد أ ْن حيق َ‬ ‫من أراد أ ْن يسًن يف ِّ‬
‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬من أراد أ ْن يكون مسلماً‪ ،‬أ ْن يكون‬ ‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬من أراد أ ْن يفهم ال ُقرآن مبستوى ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫بعلي يتح ىق ُق معىن‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم مبستوى‬ ‫بعلي‪ ،‬بقدر االلتصاق ٍّ‬ ‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬الب ىد أ ْن يلتصق ٍّ‬ ‫مؤمناً مبستوى ِّ‬
‫االلتصاق بعلي والعكوف على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعتابو‪ ،‬والوقوف عند أبوابو‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬بقد ِر االلتصاق ٍّ‬
‫بعلي‪ ،‬بقدر‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬بَِقد ِر ال َفنَاء يف ٍّ‬
‫علي‬ ‫بعلي نستطيع أ ْن نفهم ال ُقرآن هبذا ادلستوى‪ ،‬مبستوى ِّ‬ ‫التمسك ٍّ‬ ‫بقدر ُّ‬
‫بشكل آمن‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫نستطيع أ ْن نواصل الطريق من ىذا العامل احلاضر إىل العامل اآلٌب‬
‫الصراط بقدر ما‬‫الصراط‪ ،‬متر على ِّ‬ ‫أليس الروايات تقول‪ :‬من أ ىن اخلالئق‪ ،‬من أ ىن الناس حٌن متر على ِّ‬
‫الغر ال ُـمح ىجلٌِن؟ من ىو أ ىوالً من ىو؟ ىو معروف‪ ،‬من‬ ‫شرق ذلم نور‪ ،‬ما معىن قائد ّ‬ ‫علي يُ ُ‬ ‫ِ‬
‫عندىم من والية ٍّ‬
‫الغر احمل ىجلون؟ ىل ىذه‬ ‫علي‪ ،‬من ُىم ُّ‬ ‫ِ‬
‫قائد الغُِّر الـمح ىجلٌن‪ٌّ ،‬‬‫علي وىل غًنهُ ُ‬ ‫الغر ال ُـمح ىجلٌن؟ ٌّ‬ ‫ىو قائد ّ‬
‫أغر ُزل ىجل وامرأة َغىراء زل ىجلة‪ ،‬قد تلبس‬ ‫صفةٌ دنيوية؟ ىل رأيت يف العامل الدنيوي رجالً أو امرأة‪ ،‬رجالً ّ‬
‫احلجل ولكن احلديث ىنا ليس عن ِحجل‪ ،‬يقال‪ :‬احلِجل واحلَجل قد تلبسوُ ادلرأة‪ ،‬الغُُّر ال ُـمح ىجلون ىم‪:‬‬
‫الصراط‬
‫فحٌن يسًنون على ِّ‬ ‫أشد التصاقاً بو‪َ ،‬‬ ‫شيعتوُ الّذين تع ىمقت واليتوُ يف نفوسهم ويف قلوهبم‪ ،‬الىذين ىم ُّ‬
‫عندىم وسائل للحركة السريعة وسائل إعانة‪ ،‬غُّر‪ ،‬ىناك أنوار تسطع من جباىهم‪ُ ،‬زل ىجلون وأنوار تسطع‬
‫أقرب لكم الصورة‪ ،‬ادلهندسون والعُ ىمال الّذين يعملون يف مناجم الفحم مناجم‬ ‫من أقدامهم‪ ،‬ديكن أن ِّ‬
‫الذىب مناجم ادلاس‪ ،‬ىذه ادلناجم العميقة ال ُـمظلمة حيث ال يدخل ضوء الشمس ال يدخل الضوء ال يف‬
‫ليل وال يف هنار‪ ،‬أليس يضعون ادلصابيح على الطاقية الّيت يضعوهنا على رؤوسهم ويضعون مصابيح يف‬

‫‪- 39 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫أرجلهم‪ ،‬يضعون مصابيح يف األرجل ومصابيح على الطاقية على الرأس أو على اجلبهة‪ ،‬الضوء ادلوجود على‬
‫الرأس يقيهم شلىا ديكن أ ْن يصطدموا بو‪ ،‬والضوء ادلوجود على أقدامهم وبالضبط يربطونوُ عل احلجل‪ ،‬احلجل‬
‫شيء فتلبس حجلها عند‬ ‫أي ٍ‬ ‫الذىب من الفضة من ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ىو ادلكان الّذي تلبس ادلرأة حجلها ادلصنوع من‬
‫الغر احمل ىجلون ىم الّذين يسطع النور من جباىهم ومن أقدامهم كي يسًنوا بسرعة الربق اخلاطف‬ ‫قدمها‪ُّ ،‬‬
‫الغر‬
‫علي تع ىمقت يف مداخلهم يف ضمائرىم يف مكنوناهتم‪ ،‬ىؤالء ىم ُّ‬ ‫الصراط‪ ،‬دلاذا؟ أل ىن والية ٍّ‬ ‫على ِّ‬
‫اهلل وسالموُ عليو وعلى آلو األطيبٌن األطهرين‪.‬‬ ‫احمل ىجلون وىذا ىو قائدىم علي صلوات ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫لت‪ :‬بأ ىن القرآن تعريفوُ ىو‬ ‫الصراط‪ ،‬لذا ق ُ‬ ‫ومجَ ٍال ىو من مظاىر ىذا ِّ‬ ‫كماٍَل َ‬ ‫كل َ‬ ‫علي‪ ،‬و ُّ‬
‫الصراط ادلستقيم ٌّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الناطقة الكبًنة الىيت ال نعرف‬ ‫ِ‬
‫احلقيقة‬ ‫الصراط ادلستقيم‪ ،‬أل ىن ال ُقرآ َن ىو الصورةُ اللفظيةُ الصامتةُ لتلك‬ ‫كتاب ِّ‬‫ُ‬
‫أ ىوذلا وال آخرىا لتلك احلقيقة العلوية الشاسلة‪.‬‬
‫نبحث عن آثا ٍر من إشر ِ‬
‫اقات‬ ‫سنحاول أ ْن‬ ‫األعظم الىذي من خال ِلو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األو ُل واألكربُ و ُ‬ ‫ادلصدر ى‬
‫ُ‬ ‫ىذا ىو ال ُقرآ ُن‬
‫َّند إليك أيدينا‬‫وضلن يا أمًن ُّ‬ ‫ِ‬
‫ات اهلل وسالموُ عليو ىو قال‪ ،‬قال‪ :‬أنزلونا بأحسن منازل ال ُقرآن‪ُ ،‬‬ ‫علي صلو ُ‬ ‫ٍّ‬
‫ك بأحس ِن منازل القرآن‪.‬‬ ‫أعنىا على أ ْن نُن ِزلَ َ‬
‫األول يف دراستنا لعلي صلوات ِ‬
‫اهلل وسالموُ عليو‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ادلصدر ى‬‫ُ‬ ‫قلت قبل قليل‪ :‬ىو‬ ‫فهذا ىو ال ُقرآن الىذي كما ُ‬
‫اهلل القرآ ُن كلُّو يف علي‪ ،‬ما ِمن ٍ‬
‫حرف‬ ‫منازل ال ُقرآن‪ ،‬وإ ْن كان القرآ ُن و ِ‬‫نبحث عن أحس ِن ِ‬ ‫سنحاول أن‬‫ُ‬ ‫وإنىنا‬
‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫علي ال حتيط بو احلروف وال حتيط بو‬ ‫علي‪ٌّ ،‬‬ ‫مبعىن من معاين ّ‬ ‫شرق ً‬ ‫يف ىذا الكتاب الكرمي ىإال وىو يُ ُ‬
‫حرف ويف‬‫حرف وبعد كل ٍ‬ ‫حرف من حروف ىذا الكتاب‪ ،‬ومع كل ٍ‬ ‫أجد عليىاً قبل كل ٍ‬ ‫إين ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الكلمات‪ّ ،‬‬
‫أجد أ ىن ىذه احلروف ىي مظاىر ىي صور مرموزةٌ لعلي صلوات ِ‬
‫اهلل‬ ‫حرف و ُ‬ ‫حرف ويف باطن كل ٍ‬ ‫ظاىر كل ٍ‬
‫ٍّ َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وسالموُ عليو‪.‬‬
‫نت ىذا األمر يف احللقة السابقة حبسب ادلمكن وما ال يُدرك كلُّو ال‬ ‫سنبحث كما قلت حبسب ادلمكن‪ ،‬بيى ُ‬ ‫ُ‬
‫نامج زلدود‪ ،‬ما قيمةُ ساعتٌن يف اليوم دلدة شه ٍر‪ ،‬ماذا‬ ‫وقت زلدود يف بر ٍ‬ ‫يرتك كلُّو‪ ،‬ما ديكن أ ْن نتناولو يف ٍ‬
‫علي فيها‪.‬‬‫أستطيع أ ْن أحتدىث عن ٍّ‬
‫س أحسن ادلنازل؟‬ ‫س منازل القرآن وأتل ىم ُ‬ ‫ادلصدر األخًن‪ ،‬لكنىين كيف أتل ىم ُ‬ ‫ُ‬ ‫األول وأيضاً ىو‬
‫ادلصدر ى‬
‫ُ‬ ‫ىذا ىو‬
‫أذىب إىل كتاب يف ظالل ال ُقرآن أعتقد أنىكم تعرفون ذلك‪ ،‬ولن‬ ‫َ‬ ‫لن‬
‫سأستعٌن بنصوص كاشفة‪ ،‬قطعاً ْ‬
‫أذىب إىل تفسًن ابن عريب أو إىل الفتوحات ادلكية أو إىل فصوص‬ ‫أذىب إىل تفسًن ادلنار لرشيد رضا‪ ،‬ولن َ‬ ‫َ‬
‫أذىب ولن أذىب‪ ،‬كما قال‬ ‫ِ‬
‫أذىب ولن َ‬ ‫أذىب إىل تفسًن القرطيب أو ابن كثًن أو الطربي‪ ،‬ولن َ‬ ‫احلكم‪ ،‬ولن َ‬
‫كلماتو الشريفة الىيت مىرت علينا قبل قليل‪ ،‬ماذا قال؟‬ ‫ِ‬ ‫سيّد األوصياء يف‬
‫هيم ِ‬ ‫ود الِ ِ‬ ‫ِ‬
‫العطَاش؟! ‪-‬‬ ‫ذىبُون َوبَينَ ُكم ع َترةُ نَبِيُّكم‪َ ،‬وِر ُد ُو ُىم ُوُر َ‬
‫أين تَ َ‬ ‫ذىبُون ‪ -‬إىل أين؟ ‪ -‬فَ َ‬ ‫أين تَ َ‬
‫فَ َ‬
‫‪- 10 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫علي!! َسنُن ِزُل عليىاً بأحس ِن‬ ‫علي يف معرفة ٍّ‬‫منهج ٍّ‬ ‫سأردىم ورود اذليم العُطاش‪ ،‬من ىناك نأخذ‪ ،‬ىذا ىو ُ‬
‫منازل القرآن‪ ،‬ولكن كيف أعرفها؟ سأ ِرُد موارد آل ُزلَ ىم ٍد ورود اذليم العُطاش‪ ،‬سأأخذ َّناذج‪ ،‬أنا ال أستطيع‬
‫أ ْن أغطي ادلوضوع من مجيع جهاتو‪ ،‬ىذه قضيىة حتتاج إىل فرتة زمنية طويلة رىمبا إىل سنوات‪ ،‬لكنىين سأسلط‬
‫بكل تفاصيلها أبداً الوقت ال يكفي وإىَّنا حبسب ما‬ ‫الضوء على نصوص معينة ولن أسلط الضوء عليها ِّ‬
‫ديكن حبسب ما يتناسب مع وقت الربنامج مع عدد حلقات الربنامج‪.‬‬
‫بشكل ُرلمل لكنىين سأعرض لكم ادلصادر‬ ‫ٍ‬ ‫سأذىب إىل الزيارة الغديرية أيضاً سأسلط الضوء عليها‬ ‫ُ‬
‫أشخص أحسن منازل ال ُقرآن ولول بال ُـمجمل‪ ،‬بال ُـمجمل‬ ‫والنصوص الىيت سيدور حديثي حوذلا وفيها كي ِّ‬
‫قطعاً‪ ،‬بال ُـمجمل‪:‬‬
‫أ ىوالً‪ :‬علمي زلدود مهما كان واسعاً‪ ،‬ىذا ىأوالً‪.‬‬
‫شيء يف ىذه العجالة‪ ،‬أعين بالعُجالة فرتة شهر رمضان على طول‬ ‫وثانياً‪ :‬ال أستطيع أ ْن أحتدىث عن كل ٍ‬
‫ِّ‬
‫األيام‪ ،‬ىي ىذه العُجالة‪ ،‬ىذه عُجالة‪.‬‬
‫علي شىرقنا غىربنا وعدلٌن ميتٌن رمحة‬ ‫ضلن مع ٍّ‬ ‫أىم زيارات سيّد األوصياء‪ُ ،‬‬ ‫سأتناول الزيارة الغديرية وىي من ّ‬
‫أىم زيارات‬ ‫اهلل على عبد الرضا النجفي‪ .‬سأسلط الضوء على الزيارة الغديرية كما قلت قبل قليل‪ :‬ىي من ّ‬
‫سيّد األوصياء‪ ،‬إ ْن شاء اهلل احللقة القادمة يف حلقة يوم غد سيكون احلديث عن الزيارة الغديرية وىي مرويىةٌ‬
‫حديث‬
‫ُ‬ ‫عن إمامنا العاشر عن إمامنا اذلادي‪ .‬وكذلك سأسلط الضوء على حديث ادلعرفة بالنورانية‪ ،‬وىو‬
‫ِ‬
‫اجلامعة الكبًنة‪.‬‬ ‫سيّد األوصياء‪ .‬وسأسلط الضوء أيضاً على الزيارة‬
‫يد أ ْن أُن ِزَل عليىاً‬
‫األو ُل واألخًن القرآن كما قال سيّ ُد األوصياء‪ :‬أنزلوىم بأحسن منازل القرآن‪ ،‬إنىين أر ُ‬ ‫مصدرنا ى‬
‫بأحسن منازل القرآن‪ ،‬ولكنىين كيف أىتدي إىل ذلك؟ أىتدي إىل ذلك عرب الزيارة الغديرية‪ ،‬حديث ادلعرفة‬
‫ِ‬
‫اجلامعة الكبًنة‪.‬‬ ‫بالنورانية‪ ،‬والزيارِة‬
‫البحث فيها يف أجواء‬ ‫ُ‬ ‫تفصيل القول يأتينا إن شاء اهلل تعاىل يف احللقات القادمة وحلقة يوم غد سيكون‬ ‫ُ‬
‫الزيارة الغديرية‪ ،‬حديث ادلعرفة بالنورانية‪ ،‬الزيارة اجلامعة الكبًنة‪ ،‬سيكون عرضاً إمجالياً والتفاصيل تأتينا تباعاً‬
‫إن شاء اهلل تعاىل حبسب ما ديكن‪.‬‬
‫ب األمساء إىل‬ ‫أح ُّ‬ ‫ٍ‬
‫علي‪َ ،‬‬‫علي‪ ،‬ملتقانا غداً يف حلقة جديدة من برنارلنا‪ :‬يا ّ‬ ‫علي معكم أودعكم يف رعاية ٍّ‬ ‫ٌّ‬
‫علي ‪...‬‬
‫علي ‪ّ ...‬‬‫علي ‪ٌّ ...‬‬ ‫قليب‪ٌّ :‬‬
‫أسألكم الدعاء يف ِ‬
‫أمان اهلل‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫العلَويَّة ج‪2‬‬ ‫الم ِ‬
‫عرفَة َ‬ ‫الحلَقَ ُة الخامس ُة‪ِ :‬في َ‬
‫ط ِريق َ‬ ‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِل ّي‪...‬‬

‫وفي الختام‪:‬‬
‫ال بُ ّد م ن التنبي و ال ى أنّن ا حاولن ا نق ل نص وص البرن امج كم ا ى ي وى ذا المطب و ال‬
‫يخل و م ن أخط اا وىم وات فم ن أراد الدقّ ة الكامل ة علي و مرامع ة تس يل البرن امج‬
‫بصورة الميديو أو األوديو على موقع القمر‪.‬‬

‫مع التحيات‬
‫ال ُمتابَعة‬
‫القمر‬
‫‪ 3416‬ى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫امج يَـا َعلِ ــي ‪ : ...‬متوفّر بالفيديو واألوديو على موقع القمر ‪www.alqamar.tv‬‬ ‫بَـ ْرنَ َ‬
‫ّ‬
‫‪- 11 -‬‬

You might also like