You are on page 1of 25

‫ِِْٓ ؤَخًِْ ًَػًِْ َِيْسًٍَُّ ضَاقْ‬ ‫ِِْٓ ؤَخًِْ ثَمَبفَخٍ شِْؼَِّْخٍ ؤَصٍَِْخ‬

‫َبرْ َنامَج‬
‫ي ‪...‬‬
‫َيـا عَلِــــ ّ‬

‫عبـدُ احلليـم الغِـزّي‬

‫ِنشـٌضاد ٌِلغ اٌمّط‬


‫بَرِنَامَج‬
‫يَـا عَلِــــيّ ‪...‬‬

‫ثطٔبِحٌ رٍفعٌِّٔ ػطضزو لنبح اٌمّط اٌفضبئْخ‬

‫ػٍَ ِسٍ شيط ضِضبْ املجبضن ‪ 3416‬ىـ‬

‫ًثططّمخ اٌجث املجبشط‬

‫اثزساءاً ِٓ ربضّد‪1035 / 06 / 39 0‬‬


‫يـازهـــــراء‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫ًىً ىُنبنَ ؤمجًُ ِِٓ ىَصا االسُ ؤثزساُ ثوِ حَسّثِ ‪...‬‬

‫لَبيَ صٍََّ اهللُ ػٍْوِ ًَآٌوِ ًسٍَُّ‪0‬‬

‫ٌٌَْ وَبَْ احلُسُٓ صٌُضَحً‪ ٌٌَ ،‬وَبَْ احلُسُٓ ىَْئَخً ٌَىَبَٔذ فَبطَِّخ صٌٍَاد اهللِ ًسَالِو ػٍْيب‬

‫ثِسُِْ اهلل اٌطَّحَِّْٓ اٌطَّحُِْ‬

‫اٌٍَّيَُُّ صًَِّ ػٍََ فَبطَِّخ ًَؤَثِْيَب ًَثَؼٍِيَبِ ًَثَنِْيَب ًَاٌسطِّ املُسزٌزَعِ فِْيَب ‪...‬‬

‫َّـب ػٍَِِّ ‪...‬‬


‫اٌـحٍََمَخ احلبزَِّخ ثَؼس اٌؼَبشِطَح‪ًَ 0‬لفَخ ػِنس حَسِّث املَؼطِفَخ ثِبٌنٌَضَأَِّْخ‬

‫‪-4-‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫اٌـحٍََمَخ احلبزَِّخ ثَؼس اٌؼَبشِطَح‬

‫ًَلفَخ ػِنس حَسِّث املَؼطِفَخ ثِبٌنٌَضَأَِّْخ‬


‫اشرة ِمن بػرنَ َِ‬
‫ارلنَا‪:‬‬ ‫عد ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َ َ ْ‬ ‫ػحلَقةُ احلاديَة بَ ُ َ‬
‫ال َ‬
‫(يَا َعلِ ّي)‬
‫َخوِاِت أَبنَائِي بنَ ِاِت َس ََل ٌـ َعلَي ُكم ََج َيعاً‬
‫خوِت أ َ‬ ‫َ‬ ‫ادلؤِمنٌِن ى‬
‫أَّن ُكنتُم إِ ِ‬ ‫أمًن ُ‬‫اع َ‬ ‫أ ْشيَ َ‬
‫اشر صلَوات ِ‬
‫اهلل َو َس ََل ُموُ عليو‪،‬‬ ‫الزيارِة الغديريىة ادلروية عن إِم ِامنَا الع ِ‬ ‫آخر عبارٍة اقتطفتها يف احللقة ادلاضية من ِّ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ط الط ِ‬ ‫ص َفك َوَل يُحبِ ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫ِ‬
‫اع ُن‬ ‫ح َو ْ‬ ‫أمًن ادلؤمنٌن‪ -:‬فَ َما يُحيِ ُ َ‬
‫الماد ُ‬ ‫ب َ‬ ‫وضلن طلاط ُ‬ ‫الزيارة ُ‬ ‫آخر فقرة ما جاء يف ِّ‬
‫ضلَك ‪ -‬ىذا ادلضموف نفسو يأِت واضحاً وجليىاً يف حديث ادلعرفة بالنورانيىة ‪ -‬اِ ْعلَم يا أبا ذَر أَنَا َعب ُد ِ‬
‫الل‬ ‫فَ ْ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫باده َل َجعلُونَا أربَابَاً َوقُولُوا فِي فَضلِنَا َما ِشئتُم فَإن ُكم َل َبلغُوف ُك ْنوَ َما فِينَا‬ ‫َعز وجل و َخلي َفتُوُ َعلَى ِع ِ‬
‫ََ ّ َ‬
‫أمًن ادلؤمنٌن ‪ -‬فَِإن ُكم َل َبلغُوف ُك ْنو َما فِينا َوَل‬ ‫بوصفك يا َ‬ ‫َ‬ ‫ط‬‫ادلادح ال ُػلي ُ‬‫وَل نِهايتو ‪ -‬نفس الكَلـ أ ىف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫ب أَ َح ِد ُكم أَو أَ ْف‬ ‫نِ َهايتو فَِإف الل َعز وجل قَد أَعطَانَا أَ ْكبر وأَ ْعظَم ِمما يص ُفوُ و ِ‬
‫اص ُف ُكم أَو يَ ْخطُُر َعلَى قَػ ْل ِ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ََ ّ‬ ‫َ‬
‫ب أَح ِد ُكم فَِإذَا عرفْػتمونَا ى َك َذا فَأَنتم الم ِ‬
‫ؤمنُوف ‪ -‬ويف موط ٍن آخر أيضاً من نفس حديث‬ ‫ُ ُ‬ ‫ََ ُ ُ َ‬ ‫يَ ْخطَُر َعلَى قَػ ْل ِ َ‬
‫سمونَا أَ ْربَابَاً َوقُولُْوا فِي فَضلِنَا َما ِش ْئتُم فَِإن ُكم لَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادلعرفة بالنورانية ‪َ -‬وإن َما أَنَا َعب ُد من َعبيد الل َل َُ َ‬
‫الزيارة الغديريىة‬ ‫ىو ىو الىذي جاء يف ِّ‬ ‫شار العُشر ‪ -‬الكَلـ َ‬ ‫ضلنَا ُك ْنوَ َما َج َعلَوُ الل لَنَا َوَل ِم ْع َ‬ ‫َبلغُوا ِمن فَ ْ‬
‫اضحاً صرػلاً يف حديث ِ‬
‫ادلعرفة بالنىورانية‪.‬‬ ‫نفسو جاء و ِ‬
‫ُ َ‬
‫صي ثَنائَ ُك ْم َول أَبْػلُ ُغ‬ ‫ُح ِ‬ ‫ِ‬
‫ورد ىذا ادلعىن واضحاً وصرػلاً جاء ىنا‪َ -:‬موالي ل أ ْ‬ ‫الزيارة اجلامعة الكبًنة َ‬ ‫أيضاً يف ِّ‬
‫ف قَ ْد َرُك ْم ‪ -‬وجاء يف موط ٍن آخر أيضاً يف نفس ِّ‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزيارة اجلامعة الكبًنة ‪-‬‬ ‫الو ْ‬
‫الم ْد ِح ُك ْنػ َه ُك ْم َوم َن َ‬
‫م َن َ‬
‫يل بَالئِ ُك ْم ‪ -‬نفس ادلضموف جاء جليىاً‬ ‫ف حسن ثَنائِ ُكم وأ ْ ِ ِ‬ ‫بِأَبِي أَنْػتُم وأ ُِّمي ونَػ ْف ِسي‪َ ،‬ك ْي َ ِ‬
‫ُحصي َجم َ‬ ‫َْ‬ ‫ف أَص ُ ُ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬
‫اجلامعة الكبًنة‪.‬‬ ‫الزيارِة‬ ‫الزيارة الغديريىة‪ ،‬يف حديث ِ‬
‫ادلعرفة بالنىورانيىة‪ ،‬ويف ِّ‬ ‫يف ِّ‬
‫وإىظلا سلىطت الضوء على ىذه النُّصوص ألنىو تقدىـ يف احللقات السابِقة أ ىف مصادرنا يف ِ‬
‫ادلعرفة العلويىة‪ :‬أ ىوالً‪:‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫األوؿ واألخًن‪ ،‬وقد قاؿ سيّد األوصياء يف ادلنهج الىذي بيىنوُ لنا يف معرفتهم صلو ُ‬
‫ات‬ ‫القرآف الكرمي‪ ،‬ادلصدر ى‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حس ِن َمنَا ِزؿ ال ُقرآف ‪ -‬كما مىر يف كَلمو الّذي ذكره الشر ُ‬
‫يف‬ ‫اهلل وسَلموُ عليهم أَجعٌن ‪ -‬أَ ْف نُػ ْن ِزلَ ُهم بأَ َ‬
‫ضلن سنستعٌن بنّصوص‬ ‫أحسن منازؿ القرآف مىر يف احللقات السابقة‪ُ ،‬‬
‫الرضي يف هنج البَلغة الشريف‪ ،‬و ُ‬
‫الزيارة‬
‫ونص ِّ‬ ‫ص حديث ِ‬
‫ادلعرفة بالنورانيىة‪ ،‬ى‬ ‫الزيارة الغديريىة‪ ،‬ون ى‬
‫ص ِّ‬‫على أ ْف نعرؼ ىذه ادلنازؿ؟! وقد انتخبت ن ى‬
‫‪-5-‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫بعض شلىا َوَرَد يف ىذه النُّصوص‪.‬‬ ‫اجلامعة الكبًنة‪ ،‬ذلذا السبب أنا ىنا سلىطت الضوء على ٍ‬
‫ىذا ىو فاحتةُ احلديث يف ىذه احللَ َقة‪ ،‬يف احللقة ادلاضية قرأت عليكم شطراً من حديث ِ‬
‫ادلعرفة بالنىورانيىة‬ ‫ُ‬
‫ألجل أ ْف تتواصل‬ ‫ُكمل بقيىة احلديث ِ‬ ‫ُعيد ما قرأتو وأ ِ‬ ‫اهلل وسَلمو عليو وسأ ِ‬ ‫ادلروي عن سيد األوصياء صلوات ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وقت واحد‪ ،‬يف موض ٍع واحد‪.‬‬ ‫الفكرة وتتواصل األفكار يف ٍ‬
‫اجمللسي‪:‬‬ ‫كتاب حبار األنوار لشيخنا‬ ‫حديث ادلعرفة بالنورانيىة أقرؤه عليكم من ِ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫نه َما يَا أَبَا َعبد الل َما‬ ‫ضي اللُ َع ُ‬ ‫َعن محمد اِبن ص َدقَة أَنوُ قَاؿ‪ :‬سأَؿ أَبو ذَ ٍر الغَ َفا ِري سلماف ال َفا ِر ِسي ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ‬
‫ورانِية؟‬ ‫ِ‬ ‫مع ِرفَةُ ا ِإلم ِاـ أ َِمير ِ ِ‬
‫المؤمنين َعلَيو السالـ بالنَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫امضي بِنَا َحتى نَسأَلَوُ َعن ذَلِك‪.‬‬ ‫اؿ‪ :‬يا جن ُدب فَ ِ‬
‫قَ َ َ ُ‬
‫اؿ‪ :‬فَانتَظرنَاه َحتى َجاء‪.‬‬ ‫اؿ‪ :‬فَأََينَاهُ فَػلَم نَجده‪ ،‬قَ َ‬‫قَ َ‬
‫اء بِ ُك َما؟‬ ‫قَاؿ صلَو ُ ِ‬
‫ات الل َعلَيو‪َ :‬ما َج َ‬ ‫ََ‬
‫ورانِية‪.‬‬ ‫ك َعن َمع ِرفَتِ َ ِ‬ ‫ؤمنِين نَسألُ َ‬ ‫اؾ يا أ َِمير الم ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بالنَ َ‬ ‫قَال‪ :‬جئنَ َ َ َ ُ‬
‫ك‬‫ص َرين‪ ،‬لَ َعم ِري أَف َذلِ َ‬ ‫اى َدين لِ ِدينِو لَستُ َما بِ ُم َق ِّ‬‫الل َعلَيو‪ :‬مرحباً بِ ُكما ِمن ولِيين متع ِ‬ ‫وات ِ‬ ‫صلَ ُ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫اؿ َ‬ ‫قَ َ‬
‫اؿ صلَو ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لما ُف َويَا ُجندب‪.‬‬ ‫ات الل َعلَيو‪ :‬يَا َس َ‬ ‫الواجب َعلَى ُك ِّل ُمؤم ٍن َوُمؤمنَة‪ ،‬ثُم قَ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ؤمنِين‪.‬‬‫يك يا أَمير الم ِ‬
‫قَال‪ :‬لَبِّ َ َ َ ُ‬
‫ورانِية‪ ،‬فَِإذَا َع َرفَنِي بِ َه ِذه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َف َحتى يَع ِرفَني ُك ْنو َمع ِرفَتي بالنَ َ‬
‫ِ‬
‫السالـ‪ :‬إِنوُ َل يَستَكم ُل أَح ٌد ا ِإل َ‬ ‫اؿ َعلَيو ًّ‬ ‫قَ َ‬
‫بص َراً َوَمن قَص َر َعن‬ ‫المع ِرفَة فَقد اِمتَحن الل قَلبوُ لِإليماف و َشرح ص َدرهُ لِإلسالَـ وصار َعا ِرفَاً مستَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫لماف َويَا ُجندب‪.‬‬ ‫َمع ِرفَة ذَلك فَػ ُهو َشاؾ َوُمرَاب‪ ،‬يَا َس َ‬
‫ؤمنِين‪.‬‬‫يك يا أ َِمير الم ِ‬
‫ُ‬ ‫قَالَ‪ :‬لَبِّ َ َ‬
‫ين ال َخالِص‬ ‫ِ‬
‫ورانية َو ُى َو الد ُ‬
‫الل َعز وجل مع ِرفَتِي بِالنَ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ّ َ‬
‫اؿ‪ :‬مع ِرفَتِي بِالنَورانِية مع ِرفةُ الل َعز وجل ومع ِرفةُ ِ‬
‫َ َ ّ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫قَ َ َ‬
‫اؿ اللُ َػ َعالى‪ًََِ{ :‬ب ؤُِِطًُا إٌَِّب ٌَِْؼْجُسًُا اٌٍَّوَ ُِرٍِْصِنيَ ٌَوُ حُنَفَبء ًَُّمٌُِّْا اٌصٍََّبحَ ًَُّؤْرٌُا اٌعَّوَبحَ ًَشٌَِهَ زُِّٓ‬ ‫ال ِذي قَ َ‬

‫الم َحمديةُ‬ ‫اٌْمََِّّْخِ}‪ ،‬يقوؿ‪ :‬ما أ ُِمروا إِل بِنبػوِة محم ٍد صلى الل َعلَ ِيو وآلِو وىو الدِّين ِ ِ‬
‫الحنيفيةُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ ُ‬
‫ب‬ ‫الس ِمحة‪ ،‬وقَولُوُ‪ :‬ي ِقيموف الصالة؛ فَمن أَقَاـ ِولَيتِي فَػ َقد أَقَاـ الصالة وإِقَامةُ ِولَيتِي ِ‬
‫صع ٌ‬
‫ب ُمستَ َ‬ ‫صع ٌ‬‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َل يَحتَ ِملَوُ إِل َملَ ٌ‬
‫ك إِ َذا لَم يَ ُكن‬ ‫رسل أَو َعب ٌد ُمؤم ٌن امتَ َحن اللُ قَلبَوُ ل ِإل َ‬
‫يماف‪ ،‬فَال َْملَ ُ‬ ‫ك ُمقرب أَو نَبِي ُم َ‬
‫ؤم ُن إِ َذا لَم يَ ُكن ُممتَحنَاً لَم يَحتِ َملو‪.‬‬‫م َقرباً لَم يحت ِملو والنبِي إِ َذا لَم ي ُكن مرسالً لَم يحت ِملو والم ِ‬
‫َ َْ ُ َ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ َ َُ‬
‫ؤمنِين من الم ِ‬
‫ؤمن َوَما نِ َهايَػتَوُ َوَما َحدهُ َحتى أَع ِرفَو؟‬ ‫لت‪ :‬يا أ َِمير الم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫قُ ُ َ‬

‫‪-6-‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫قَاَؿ َعلَ ِيو السالـ‪ :‬يَا أَبَا ِعبد الل‪.‬‬


‫يك يَا أَ َخا َر ُسوؿ الل‪.‬‬‫لت‪ :‬لَب َ‬
‫قُ ُ‬
‫ك َولَم‬ ‫شّ‬ ‫درهُ لَِقبولِ ِو َولَم يَ ُ‬‫ص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الممتَ َح ُن ُىو الذي لَ يَ ِر ُد من أَم ِرنَا إِلَيو َشيءٌ إِل َش َرح َ‬
‫اؿ‪ِ :‬‬
‫المؤم ُن ُ‬ ‫قَ َ ُ‬
‫جعلُونَا أَربَابَاً َوقُولُوا فِي فَضلِنَا َما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يَرَب‪ ،‬اعلَم يَا أَبَا ذَر أَنَا َعب ُد الل َعز َو َج ّل َو َخلي َفتَوُ َعلَى عبَاده َل َ َ‬
‫ص ُفوُ‬ ‫ِشئتُم فَِإن ُكم َل َبلغُوف ُك ْنوَ ما فِينَا وَل نِ َهايػتَو فَِإف الل َعز وجل قَد أَعطَانَا أَكبػر وأَعظَم ِمما ي ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َحد ُكم فَِإذَا عرفتمونَا ى َك َذا فَأنتم الم ِ‬
‫ؤمنُوف‪.‬‬ ‫لب أ ِ‬ ‫اص ُف ُكم أَو يَخطَُر َعلَى قَ ِ‬ ‫و ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫وؿ الل َوَمن أَقَاـ الصالة أَقَ َ‬
‫اـ َولَيَػتَك؟‬ ‫لت‪ :‬يَا أَ َخا ر ُس ِ‬
‫لماف‪ ،‬قُ ُ‬
‫َ‬ ‫اؿ َس َ‬‫قَ َ‬
‫الع ِزيز‪ًَ{ :‬اسْزَؼِْنٌُاْ ثِبٌصَّجْطِ ًَاٌصَّالَحِ ًَإَِّٔيَب‬
‫اب َ‬
‫يق َذلِك قَولوُ َػعالَى فِي ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫َ‬
‫اؿ‪ :‬نَػعم يا سلماف‪ِ َ ،‬‬
‫صد ُ‬ ‫قَ َ َ َ َ َ‬
‫وؿ الل‪َ ،‬والصالةُ؛ إِقَ َامةُ َولَيَتِي‪ ،‬فَ ِم َنها قَاؿ اللُ َػ َعالَى‪َ :‬وإِنػ َها‬ ‫ٌَىَجِريَحٌ إِالَّ ػٍَََ اٌْرَبشِؼِنيَ}‪ ،‬فَالص ُبر؛ َر ُس ُ‬
‫اشعُوف ُىم ِّ‬
‫الش َيعةُ‬ ‫اشعين وال َخ ِ‬ ‫لَ َكبِيرةٌ ولَم يػ ُقل وإِنػهما لَ َكبيرةٌ‪ ،‬ألَف الولَيةَ َكبِيرةٌ حملُها إِل َعلَى ال َخ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َُ‬
‫ِج وغَيرِىم ِمن الن ِ‬
‫اصبِي ِة يُق ِروف‬ ‫يل ِمن الم ِ‬
‫رجئَ ِة وال َق ِّ ِ‬ ‫َىل األَقَا ِو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دريَة َوال َخ َوار ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المستَبص ُروف َو َذلك ألَف أ َ‬ ‫ُ‬
‫نكروف لِ َذلِك ج ِ‬
‫اح ُدوف بِ َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫يس بَينَػ ُهم خالؼ َو ُىم ُمختَل ُفوف في َولَيَتي ُم ُ‬ ‫صلى اللُ َعلَيو َوآلو لَ َ‬
‫ل ُم َحمد َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ِزيز فَػ َقاؿ‪ :‬إِنػ َها لَ َكبِ َيرةٌ إِل َعلَى ال َخاشعين‪َ ،‬وقَاؿ اللُ‬ ‫ص َف ُهم اللُ في كتَابو َ‬ ‫إِل ال َقليل َو ُىم الذين َو َ‬
‫صلى اللُ َعلَيو َوآلِو َوفِي َوَليَتِي فَػ َقاؿ َعز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ِزيز في نُػبُػوة ُم َحمد َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َػ َعالَى في َموض ٍع آ َخر في كتَابو َ‬
‫الم َعطلة َوَليَتِي‪َ ،‬عط َ‬ ‫َو َج ّل‪ًَ{ :‬ثِئْطٍ ُِّؼَطٍََّخٍ ًَلَصْطٍ َِّشِْسٍ}‪ ،‬فَال َق ُ‬
‫وىا َوَمن‬ ‫لوىا َو َج َح ُد َ‬ ‫ِ‬
‫صر ُم َحمد‪َ ،‬والب ُئر ُ‬
‫قرونَاف َو َذلِك أَف النبِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلى اللُ َعلَيو َوآلو أَل إنػ ُه َما َم ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قرار بِنبُػوة ُم َحمد َ‬
‫ِ ِ‬
‫لَم يُقر ب َوَليَتي لَم يَن َفعوُ ا ِإل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫صلى اللُ َعلَيو‬ ‫اـ ال َخلق َوَوصي ُم َحمد َك َما قَاؿ لَوُ النبِ ّي َ‬ ‫اـ ال َخلق َو َعلي من بَعده إِ َم ُ‬ ‫رسل َو ُىو إِ َم ُ‬
‫نَبي ُم َ‬
‫آخ ُرنَا‬‫عدي‪ ،‬وأولُنا محم ٌد وأَوسطُنا محم ٌد و ِ‬ ‫َنت ِمنِّي بِمن ِزلَة ىاروف ِمن موسى إِل أَنوُ َل نَبِي ب ِ‬ ‫َوآلِو‪ :‬أ َ‬
‫ََّ َُ َ َ َ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َُ‬
‫كمل َمع ِرفَتِي فَػ ُهو َعلَى الدِّين ال َقيِّم َك َما قَاؿ اللُ َػ َعالى‪ًَ{ :‬شٌَِهَ زُِّٓ اٌْمََِّّْخِ} َو َسأُبِيِّ ُن‬ ‫ِ‬
‫ُم َحم ٌد فَ َمن استَ َ‬
‫لما ُف َويَا ُجندب‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ذَلك ب َعوف الل َوَوفيقو‪ ،‬يَا َس َ‬
‫الل َعلَيك‪.‬‬‫ات ِ‬‫صلَ َو ُ‬ ‫يك يا أ َِمير ِ ِ‬
‫المؤمنين َ‬ ‫قَال‪ :‬لَبِّ َ َ َ ُ‬
‫ك النُور أَ ْف يُشق‬ ‫الل َعز َو َج ّل فَأ ََم َر اللُ َػبَ َارؾ َوَعالَى َذلِ َ‬ ‫اح َداً ِمن نُور ِ‬ ‫نت أَنَا ومحم ٌد نُوراً و ِ‬
‫َ َ‬ ‫قَاؿ‪ُ :‬ك ُ َ ُ َ‬
‫صلى اللُ َعلَيو َوآلِو‪َ :‬ع ِلي‬ ‫اؿ َر ُسوؿ الل َ‬ ‫اؿ لِلنِصف ُك ْن َعلِياً‪ ،‬فَ ِم َنها قَ َ‬ ‫فَػ َقاؿ لِلنِصف ُك ْن ُم َحمداً َوقَ َ‬
‫اءة ‪ -‬يعين بسورة براءة ‪ -‬إِلى َمكة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫منِّي َوأَنَا من َعل ّي َوَل يُػ َؤدِّي َعنِّي إِل َعل ّي َوقَد َوجو أَبَا بَك ٍر ببَػ َر َ‬

‫‪-7-‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫اؿ‪ :‬لَبِّيك‪ ،‬قَاؿ‪ :‬إِف الل يَ ُأم ُرؾ أَ ْف َُػ َؤِديَػ َها أ َ‬
‫َنت أَو َر ُج ٌل‬ ‫يل َعلَ ِيو السالـ فَػ َقاؿ‪ :‬يَا ُم َحمد‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫فَػنَػ َزؿ َج َبرائ ُ‬
‫فسو َوقَاؿ‪ :‬يَا َر ُسوؿ الل أَنَػ َز َؿ فِي ال ُقرآف‪،‬‬ ‫رد ِاد أَبِي بِكر فَػر ّددَُوُ فَوج َد فِي نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َعنك فَػ َوجهنِي فِي استِ َ‬
‫ِ‬
‫لما ُف َويَا ُجندب‪.‬‬ ‫اؿ‪ :‬ل‪َ ،‬ولَكن َل يُػ َؤدِّي إِل أَنَا أَو َعل ّي‪ .‬يَا َس َ‬ ‫قَ َ‬
‫قَال‪ :‬لَبِّيك يَا أَ َخا َر ُسوؿ الل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مل ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اؿ صلَو ُ ِ ِ‬
‫إلم َامة؟! يَا‬
‫ِّيها َعن َر ُسوؿ الل َكيف يَصلُ ُح ل َ‬ ‫صحي َفة يُؤد َ‬ ‫ات الل َعلَيو‪َ :‬من َل يَصلُح ل َح ِ َ‬ ‫قَ َ َ َ‬
‫رت أَنَا‬‫ص ُ‬ ‫وؿ الل محمد المصطََفى و ِ‬ ‫ص َار َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫وراً َواح َداً‪َ ،‬‬‫لماف َويَا ُجندب‪ ،‬فَأنَا َوَر ُسوؿ الل ُكنا نُ َ‬ ‫َس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اطق و ِ‬ ‫ِ‬
‫عصار أَف‬ ‫رت أَنَا الصامت َوإِنوُ لَبُد في ُك ِّل َعص ٍر من الَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص َار ُم َحم ٌد الن َ‬ ‫ضى َو َ‬ ‫المرَ َ‬
‫َوصيوُ ُ‬
‫جل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫رت أَنَا ِ‬ ‫نذر و ِ‬ ‫اط ٌق وص ِامت‪ ،‬يا سلماف صار محم ٌد ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫الهادي َوذَلك قَولَو َعز َو ّ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ََ َُ‬ ‫يَ ُكو َف فيو نَ َ َ‬
‫ادي‪{ ،‬اٌٍّوُ َّؼٍَُُْ َِب رَحًُِّْ وًُُّ ؤُٔثََ ًََِب رَغِْضُ‬ ‫نذر وأَنَا اله ِ‬
‫الم َ َ‬
‫{إََِّّٔب ؤَٔذَ ُِنصِضٌ ًٌَِىًُِّ لٌٍََْ ىَبزٍ} فَػرسوؿ الل ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫األَضْحَبَُ ًََِب رَعْزَازُ ًَوًُُّ شَِْءٍ ػِنسَهُ ثِِّمْسَاضٍ * ػَبٌُُِ اٌْغَْْتِ ًَاٌشَّيَبزَحِ اٌْىَجِريُ اٌُّْزَؼَبيِ * سٌََاءٌ ِِّنىُُ َِّْٓ ؤَسَطَّ اٌْمٌَْيَ‬

‫ًََِٓ خَيَطَ ثِوِ ًََِْٓ ىٌَُ ُِسْزَرْفٍ ثِبًٌٍَِّْْ ًَسَبضِةٌ ثِبٌنَّيَبضِ * ٌَوُ ُِؼَمِّجَبدٌ ِِّٓ ثَِْْٓ َّسَّْوِ ًَِِْٓ ذٍَْفِوِ َّحْفَظٌَُٔوُ ِِْٓ ؤَِْطِ اٌٍّوِ}‪.‬‬
‫رت أَنَا ِ‬ ‫ده علَى األُخرى وقَاؿ‪ :‬صار محم ٌد ِ‬
‫ب‬‫صاح َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫احب الجمع و ِ‬
‫ص َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ض َرب َعلَيو السالـ بِيَ ِ َ‬ ‫قَاؿ‪ ،‬فَ َ‬
‫ِ‬ ‫رت أَنَا ِ‬ ‫احب الجنة و ِ‬ ‫النشر وصار محم ٌد ِ‬
‫ب النار أَقُوؿ لَ َها ُخذي َى َذا َوذَ َري َى َذا‪َ ،‬و َ‬
‫ص َار‬ ‫صاح َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َُ‬
‫المح ُفوظ‬ ‫احب الهدة وأَنَا ص ِ‬ ‫رت أَنَا ِ‬ ‫احب الرج َفة و ِ‬ ‫محم ٌد صلى الل علَيو وآلِو ِ‬
‫وح َ‬ ‫احب الل ِ‬ ‫ص َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫الح ِكيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ِ‬
‫صار ُم َحم ٌد يَاسين َوال ُقرآف َ‬ ‫لما ُف َويَا ُجن ّدب‪َ ،‬و َ‬ ‫لم َما فيو‪ ،‬نَعم يَا َس َ‬ ‫َله َمني اللُ َعز َو َج ّل ع َ‬
‫ب‬ ‫يك ال ُقرآف لِتش َقى وصار محم ٌد ِ‬
‫صاح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َنزلنَا َعلَ َ‬ ‫صار ُم َحم ٌد طَو َما أ َ‬ ‫صار ُم َحم ٌد نُوف َوال َقلَم َو َ‬ ‫َو َ‬
‫رت أَنَا َخاَم‬ ‫ص ُ‬ ‫عجزات واآليات وصار محم ٌد َخاَم النَبِييِّن و ِ‬ ‫ِ‬ ‫رت أَنَا ِ‬ ‫الد َل َلت و ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الم َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫صاحب ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫َحد اختَػلَف إِل ِفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط المست ِقيم وأَنَا النبأُ ِ‬ ‫صييِّن َوأَنَا ِّ‬ ‫الو ِ‬
‫العظيم الذي ُىم فيو ُمختَل ُفوف َوَل أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الصرا ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫رت أَنَا ِ‬ ‫احب الدعوة و ِ‬ ‫وَليتِي‪ ،‬وصار محم ٌد ِ‬
‫رسالً ‪ -‬إىل ىنا‬ ‫ص َار ُم َحم ٌد نَبِياً ُم َ‬ ‫يف َو َ‬ ‫ب الس ْ‬ ‫صاح َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َُ‬
‫أت على مسامعكم يف احللقة ادلاضية وسأكمل قراءة بقيىة احلديث؟!‬ ‫تقريباً قر ُ‬
‫ب‬ ‫رت أَنَا ِ‬ ‫يف وصار محم ٌد نَبِياً مرسالً و ِ‬ ‫ت أَنَا ِ‬ ‫عوة و ِ‬‫ِ‬ ‫وصار محم ٌد ِ‬
‫صاح َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ب الس ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫صاح َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ب الد َ‬ ‫صاح َ‬
‫َ ََ َُ َ‬
‫اؿ الل َعز وجل‪ٍُّْ{ :‬مِِ اٌطًُّذَ ِِْٓ ؤَِْطِهِ ػٍَََ َِٓ َّشَبءُ ِِْٓ ػِجَبزِهِ} وىو روح الل َل ي ِ‬ ‫ِ‬
‫عطيو َوَل‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ ُ ُ‬ ‫أَم ِر النب ّي‪ ،‬قَ َ ُ َ َ ّ‬
‫ك مقرب أَو نَبِ ٍّي مرسل أَو و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص ٍّي ُم ْنتَ َجب فَ َمن أَعطَاهُ الل َى َذا الروح فَػ َقد‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫يُلقي َى َذا الروح إِل َعلَى َملَ ُ‬
‫الم ْش ِرؽ إِلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَبانَو ِمن الناس وفَػو ِ‬
‫الموَى َو َعل َم ب َما َكاف َوَما يَ ُكوف َو َس َار م ْن َ‬
‫َحيَا َ‬ ‫ض إِليو ال ُق ْد َرة َوأ ْ‬‫َ َ‬ ‫َ ُ‬

‫‪-8-‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫الم ْش ِرؽ فِي لَحظَ ِة َعين َو َعلِ َم َما فِي الض َمائِ ِر َوال ُقلُوب َو َعلِم َما فِي‬ ‫ِ‬
‫ب إِلى َ‬ ‫المغْ ِر ِ‬
‫المغْ ِرب َومن َ‬ ‫َ‬
‫كر ال ِذي قَاؿ اللُ َعز َو َج ّل‪{ :‬لَسْ ؤَٔعَيَ اٌٍَّوُ‬ ‫ص َار ُم َحم ٌد ِّ‬
‫الذ َ‬ ‫لماف َويَا ُجن ّدب‪َ ،‬و َ‬ ‫الس َم َاوات َواألَرض‪ ،‬يَا َس َ‬

‫إٌَِْْىُُْ شِوْطاً ضَّسٌُالً َّزٌٍُْ ػٍََْْىُُْ آَّبدِ اٌٍَّوِ} إنِّي أُ ْعط ْي ُ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ‬


‫ت‬‫ود ْع ُ‬ ‫الخطَاب واستُ ِ‬ ‫ت ِعلْم المنَايا والب َاليا وفَصل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحجةَ ُحجةً للناس‬ ‫اـ ُ‬ ‫صلى اللُ َعليو َوآلو أَقَ َ‬ ‫ْم ال ُقرآف َوَما ُى َو َكائ ٌن إِلى يَوـ القيَ َامة‪َ ،‬وُم َحم ٌد َ‬ ‫عل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسل ول‬ ‫بي ُم َ‬ ‫ت أَنَا ُحجة َعز َو َج ّل َج َعل اللُ لي َما لَم يَ ْج َعل ِأل َح ٍد م ْن األَولين َواآلخرين َل لنَ ٍّ‬ ‫وِ‬
‫ص ْر ُ‬ ‫َ‬
‫لك ُمقرب‪ .‬يَا َسل َْما ُف َويَا ُجن ّدب‪.‬‬ ‫لِم ٍ‬
‫َ‬
‫المؤِمنِين‪.‬‬
‫َمير ُ‬ ‫قَالً‪ :‬لَبّيك يَا أ َ‬
‫س ِمن بَطْن‬ ‫ت يُونُ َ‬‫وحاً فِي الس ِفينَ ِة بِأ َْم ِر َربِّي َوأَنَا ال ِذي أَ ْخ َر ْج ُ‬ ‫ْت نُ َ‬ ‫قَاؿ َعلَيو السالـ‪ :‬أَنَا ال ِذي َح َمل ُ‬
‫ت بِموسى اِب ِن ِعمراف البحر بِأَم ِر ربي‪ ،‬وأَنَا ال ِذي أَ ْخرج ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ ِ ِ‬
‫يم‬
‫ت إبْػ َراى َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْحوت بِإ ْذف َربِّي َوأَنَا الذي َج َاوَز ُ ُ َ ْ ْ َ َ ْ ْ َّ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَ ْش َج َارَىا بِإ ْذف َربِّي َوأَنَا َع َذ ُ‬
‫اب‬ ‫ت عُيُونَػ َها َوغَ َر ْس ُ‬ ‫ت أَنْػ َه َارَىا َوفَج ْر ُ‬ ‫م ْن النا ِر بِإ ْذف َربّي َوأَنَا الذ ْي أ ْ‬
‫َج َريْ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َس َم ُع ُكل‬ ‫يَوـ الظُلة َوأَنَا ال ُْمنَادي م ْن َم َكاف قَػ َريب قَد َس ِم َعوُ الثػ ْق َالف الجن َوا ِإلنس َوفَ ِه َموُ قَوـ‪ ،‬إِنّي أل ْ‬
‫وسى َوأَنَا ُم َعلِّ ُم ُسلَْي َماف اِبْ ِن َد ُاوود َوأَنَا ذُ ْو ال َق ْرنَين‬ ‫الخ ْ ِ‬
‫ض ُر َعال ُم ُم َ‬
‫قَوـ الجبا ِرين والمنَافِ ِقين بِلُغَاَِ ِهم وأَنَا ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َوأَنَا قُ ْد َرةُ الل َعز َو َج ّل‪ ،‬يَا َسل َْما ُف َويَا ُج ْن ّدب‪ ،‬أَنَا ُم َحم ٌد َوُم َحم ٌد أَنَا َوأَنَا ِمن ُم َحم ٍد َوُم َحم ُد ِمنّي‪ ،‬قَاؿ‬
‫اللُ َػ َعالَى‪َِ{ :‬طَجَ اٌْجَحْطَِّْٓ ٍَّْزَمَِْبِْ‪ ،‬ثَْْنَيَُّب ثَطْظَخٌ ٌَّب َّجْغَِْبِْ}‪ ،‬يَا َسل َْماف َويَا ُج ْن ّدب‪.‬‬
‫المؤِمنِين‪.‬‬
‫قَ َال‪ :‬لَبّيك يَا أ َِم َير ُ‬
‫قَاؿ‪ :‬إِف َميِّتَػنَا لَ ْم يَ ُمت َوغَائِبَػنَا لَ ْم يَ ِغب َوإِف قَػ ْت َالنَا لَ ْن يُػ ْقتَػلَوا‪ .‬يَا َسلَ َما ُف َويَا ُج ْن ّدب‪.‬‬
‫الل َعلَيك‪.‬‬ ‫ات ِ‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫يك َ‬ ‫قَ َال‪ :‬لَبّ َ‬
‫العظَ َمة َوإِنما أَنَا َع ْب ٌد ِم ْن َعبِيد الل‬ ‫وح َ‬ ‫ت بُِر ِ‬ ‫ضى َوِمم ْن بَِق ّي َوأُيّ ْد ُ‬ ‫ؤمنَة ِمم ْن َم َ‬ ‫ؤم ٍن وم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَاؿ‪ :‬أَنَا أَم ُير ُك ِّل ُم َ ُ‬
‫شار‬ ‫ضلِنَا ُك ْنوَ َما َج َعلَوُ الل لَنَا َوَل ِم ْع َ‬‫ضلِنَا َما ِش ْئتُم فَِإن ُك ْم لَ ْن َػ ْبلغُوا ِم ْن فَ ْ‬ ‫سمونَا أ َْربَابَاً َوقُولُْوا فِي فَ ْ‬ ‫َل َُ َ‬
‫سا ُف الل بِنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ْشر ألَنا آي ُ ِ‬
‫ين الل َول َ‬ ‫ات الل َو َد َلئلوُ َو ُح َج ُج الل َو ُخلَ َفا ُؤهُ َوأ َُمنَا ُؤهُ َوأَئمتَوُ َوَو ْجوُ الل َو َع ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اؿ قَائِ ٌل لِ َما َوَك ْيف َوفِ ْي َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صطََفانَا َولَ ْو قَ َ‬‫اده َوبِنَا يُثِْيب َوم ْن بَػ ْي َن َخلْقو طَه َرنَا َواَ ْختَ َارنَا َواْ ْ‬ ‫ب الل عبَ َ‬ ‫يُػ َع ِّذ ُ‬
‫لَ َك َفر َوأَ ْش َرؾ ِألَنوُ َل يُ ْسأَؿ َعما يَػ ْف َعل َو ُى ْم يُ ْسأَلُو ْف‪ ،‬يَا َسل َْما ُف َويَا ُج ْن ّدب‪.‬‬
‫الل َعلَيك‪.‬‬ ‫ات ِ‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫قَ َال‪ :‬لَبِّيك يا أ َِمير ِ ِ‬
‫المؤمنين َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ض ْحت َونَػوْرت َوبَػ ْرَى ْنت‬ ‫صدؽ بِ َما بَػيػ ْنت َوفَس ْرت َو َش َر ْحت َوأ َْو َ‬ ‫آمن بِ َما قُػلْت َو َ‬ ‫اؿ َعلَيو الس َالـ‪َ :‬م ْن َ‬ ‫قَ َ‬
‫ص ٌر قَ ْد اِنْػتَػ َهى‬
‫ؼ مستَْب ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْد َرهُ ل ِإل ْس َالـ َو ُى َو َعا ِر ٌ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَػ ُه َو ُم ْؤم ٌن ُم ْمتَ َح ٌن ا ْمتَ َح َن اللُ قَػلْبَوُ ل ِإليْ َماف َو َش َر َح َ‬
‫‪-9-‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫اصب‪ ،‬يَا َسل َْما ُف َويَا ُج ْن ّدب‪.‬‬ ‫صر ونَ ِ‬


‫اب فَػ ُه َو ُم َق ِّ ٌ َ‬ ‫ف َوَحيػ َر َواْرَ َ‬ ‫َوبَػلَ َغ َوَك ُم ْل َوَم ْن َشك َو َعنَ َد َو َج َح َد َوَوقَ َ‬
‫الل َعلَيك‪.‬‬ ‫ات ِ‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫يك يا أ َِمير ِ ِ‬
‫المؤمنين َ‬ ‫قَ َال‪ :‬لَبِّ َ َ َ ُ‬
‫يت بِإ ْذ ِف َربّي َوأَنَا أُنبِّئُ ُكم بِ َما َأ ُكلُوف َوَما َد ِخ ُرو َف فِي بِيُوَِ ُكم بِإ ْذ ِف َربِّي‬ ‫ُحيِي َوأ ُِم ُ‬ ‫قَ َ ِ‬
‫اؿ َعلَيو الس َالـ‪ :‬أَنَا أ ْ‬
‫احد‪،‬‬ ‫ضمائِر قُػلُوبِ ُكم و َاألَئِمةُ ِمن أَوَل ِدي يػعلَموف ويػ ْفعلُو َف ىذا إِذَا أَحبوا وأَرادوا ِألَنا ُكلنا و ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ََُ‬ ‫ْ ْ ْ َ ْ ُ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َوأَنا َعال ٌم ب َ َ‬
‫اء الل َوإِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حن إِذَا ش ْئػنَا َش َ‬ ‫أَولُنَا ُم َحمد َوآخ ُرنَا ُم َحمد َوأ َْو َسطُنَا ُم َحمد َوُكلنَا ُم َحمد‪ ،‬فَ َال َُػ َف ِّرقُػ ْوا بَػ ْيػنَػنَا َونَ ُ‬
‫صيَتَػنَا َوَما أَ ْعطَانَا اللُ َربػنَا ألَف َم ْن أَنْ َكر َش ْيئَاً‬ ‫ص ْو ِّ‬ ‫الويْل لِ َمن أَنْك َر فَ ْ‬
‫ضلَنَا َو ُخ ُ‬ ‫الويْ ُل ُكل َ‬ ‫َك ِر ْىنَا َك ِرَه الل‪َ ،‬‬
‫ِمما أَ ْعطَانَا الل فَػ َقد أَنْك َر قُ ْد َرة الل َعز َو َج ّل َوَم ِشيتَوُ فِ ْيػنَا‪ ،‬يَا َسل َْما ُف َويَا ُج ْن ّدب‪.‬‬
‫الل َعلَيك‪.‬‬ ‫ات ِ‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫يك يا أَمير ِ ِ‬
‫الم ْؤمنين َ‬ ‫قَال‪ :‬لَبِّ َ َ َ َ ُ‬
‫َج ّل َوأَ ْعظَم َوأَ ْعلَى َوأَ ْكبَر ِم ْن َى َذا ُكلِّو‪.‬‬ ‫قَاؿ َعلَيو السالـ‪ :‬لََقد أَ ْعطَانَا َربّػنَا َما ُى َو أ َ‬
‫َج ّل ِم ْن َى َذا ُكلِّو؟‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫قُػلْنَا يَا أَم َير ال ُْمؤمنين‪َ :‬ما الذ ْي أَ ْعطَا ُكم َما ُى َو أَ ْعظَم َوأ َ‬
‫ِ‬
‫الجنة‬ ‫ْت الس َم َاوات َواألَرض َو َ‬ ‫قَاؿ‪ :‬قَ ْد أَ ْعطَانَا َربػنَا َعز َو َج ّل ِعل َْمنَا لِ ِال ْس ِم األَ ْعظَم ال ِذ ْي لَ ْو ِش ْئػنَا َخ َرق ُ‬
‫الجنة َوالنار ‪ -‬ادلطبوع ىنا بالتاء‪ ،‬ولكن توجد أكثر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالنار ؛ الذ ْي لَ ْو ش ْئػنَا َخ َرقػْنَا الس َم َاوات َواألَرض َو َ‬
‫الس ِم‬ ‫ِ ِ‬
‫من نسخة وسأحتدىث عن احلديث وما طرأ عليو من حتريف ‪ -‬قَ ْد أَ ْعطَانَا َربػنَا َعز َو َجل عل َْمنَا ل ْ‬
‫ج ِبو إِلى الس َماء َونَػ ْهبِط بِ ِو‬ ‫الجنةَ َوالنار َونَع ِر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األَ ْعظَ ْم الذ ْي لَ ْو ش ْئػنَا َخ َرقػْنَا الس َم َاوات َواألَرض َو َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يء‬
‫الع ْرش فَػنَ ْجلُس َعلَيو بَػ ْي َن يَ َد ْي الل َعز َو َج ّل َويُط ْيػعُنَا ُكل َش ْ‬ ‫ش ِّرؽ َونَػ ْنتَ ِهي بِو إِلى َ‬ ‫ب َونُ َ‬ ‫األَرض َونُػغَِّر ُ‬
‫ِ‬
‫الجنةُ َوالنار‪،‬‬ ‫س َوال َق َمر َوالنُ ُجوـ َوالْجبَاؿ َوالش َجر َوالْد َواب َوالبِ َحار َو َ‬ ‫َحتى الس َم َاوات َواألَرض َوالش ْم ُ‬
‫الس ِم األَ ْعظَ ْم ال ِذ ْي َعل َمنَا َو َخصنَا بِو َوَم َع َى َذا ُكلِّو نَأْ ُك ُل َونَ ْش َرب َونَ ْم ِشي ِفي‬ ‫ِ‬
‫أَ ْعطَانَا اللُ ذَلك ُكلو بِ ْ‬
‫اد الل ال ُْم ْكرُموف ال ِذيْ َن َل يَ ْسبِ ُقونَوُ بِال َق ْوؿ َو ُى ْم بِأ َْم ِرِه‬ ‫ِ‬
‫َس َواؽ َونَػ ْع َم ُل َى ِذه األَ ْشيَاء بِأ َْم ِر َربِّػنَا َونَ ْح ُن عبَ ُ‬ ‫األ ْ‬
‫وؿ الْ َح ْم ُد لل ال ِذ ْي‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِِ‬ ‫يػعلَمو ْف وجعلَنا مع ِ‬
‫ين َوفَضلَنَا َعلَى َكثي ٍر م ْن عبَاده ال ُْم ْؤمن ْ‬
‫ين فَػنَ ْح ُن نَػ ُق ُ‬ ‫صومين ُمطَه ِر ْ‬ ‫َْ ُ َ ََ َ َْ ُ‬
‫اح ِديْ َن‬ ‫اب علَى ال َكافِ ِرين أَ ْعنِي الْج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الع َذ ِ َ‬ ‫ي لَ ْوَل أَ ْف َى َداْنَا الل‪َ ،‬و َحقت َكل َمةُ َ‬ ‫َى َداْنَا ل َه َذا َوَما ُكنا لنَػ ْهتَد َ‬
‫ض ِل َوا ِإل ْح َساف‪ ،‬يَا َسل َْما ُف َويَا ُج ْن ّدب‪ ،‬فَػ َه َذا َم ْع ِرفَتِي بِالنػ ْوَرانِية فَػتَ َمسك بِ َها‪،‬‬ ‫بِ ُك ِّل َما أَ ْعطَانَا اللُ ِم ْن ال َف ْ‬
‫صار َحتى‬ ‫ِ‬ ‫فَػه َذا أَو فَػه ِذه مع ِرفَتِي بِالنػورانِية فَػتَمسك بِها راْ ِش َداً فَإنوُ َل يػبػلُ ْغ أ ِ ِ‬
‫َح ٌد م ْن ش ْيػ َعتَػنَا َحد الَ ْست ْب َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ ْ َْ‬
‫العلْم َواَ ْرَػ َقى َد َر َجةً ِم ْن‬ ‫صراً بالِغَاً َك ِامالً قَ ْد َخاض بحراً ِمن ِ‬
‫َ َ َْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يَػ ْع ِرفَني بِالنػ ْوَرانية فَِإذَا َع َرفَن ْي بِ َها َكا َف ُم ْستَْب َ َ‬
‫ِ‬ ‫وف َخ َزاْئِنو ‪ -‬هبذا ُّ‬ ‫ضل واْطلَع َعلَى ِس ٍّر ِمن ِس ِّر الل وم ْكنُ ِ‬
‫حبسب ما رواه‬ ‫حديث ادلعرفة بالنىورانيىة‬ ‫ُ‬ ‫يتم‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ال َف ْ َ‬
‫كتابو حبار األنوار‪.‬‬ ‫شيخنا اجمللسي رمحة اهلل عليو يف ِ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫ُح ِّدثُكم حوؿ احلديث‬ ‫ُحدثُ ُكم حوؿ احلديث يف ىذه احلَلقة وإىظلا أ َ‬ ‫استمعتم إىل حديث ادلعرفة بالنىورانيىة‪َ ،‬سأ ِّ‬
‫‪- 30 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫أىل بيت العص ىمة‬ ‫ِ‬


‫معارؼ ِ‬ ‫كيف متى التعامل مع النُّصوص ادلعرفية الىيت حتدىثت يف‬
‫كي أضع بٌن أيديكم مثاالً َ‬
‫خَلؿ تتبعي كتب احلديث واضح جداً على األقل بالنسبة يل أ ىف‬ ‫اهلل وسَلمو عليهم أَجعٌن‪ .‬من ِ‬ ‫صلوات ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يف كبًن‪ ،‬النىص الىذي قرأتوُ عليكم من اجلزء ال ىسادس والعشرين من حبار األنوار‬ ‫ىذا احلديث قد تعىرض لتحر ٍ‬
‫الُتاث العريب ومؤسسة التأريخ العريب‪ ،‬ىذا النىص الىذي قرأتوُ على مسامعكم ال‬ ‫حبسب طبعة دار إحياء ُ‬
‫ؼللو من اخللل‪ ،‬ىناؾ فيو خلل‪ ،‬خلل على ادلستوى التعبًني‪ ،‬خلل على ادلستوى ادلعنوي أيضاً‪ ،‬ىناؾ َخلل‬
‫ك موجود يف ىذا احلديث‪ ،‬لكن اخللل ال يبلغ إىل الدرجة الىيت تضيع فيها احلقائق!!‬‫ال َش ّ‬
‫صاحب البحار رمحةُ اهلل عليو‬
‫ُ‬ ‫صاحب البحار ادلتوىف سنة‪ 1111 :‬أو ‪،1111‬‬ ‫ُ‬ ‫لو ذىبنا إىل مصد ٍر آخر‪،‬‬
‫كتاب ىو قاؿ عنو يف بداية احلديث ‪ -‬ذَكر والدي رحموُ الل أنوُ رأى في ٍ‬
‫كتاب‬ ‫نقل ىذا احلديث من ٍ‬
‫َ‬
‫بعض محدثي أصحابنا في فضائل أمير المؤمنين عليو السالـ ىذا الخبر ووجدَوُ أيضاً‬ ‫عتيق َج َمعوُ ُ‬
‫بعض زلدثي أصحابنا مل يُشر‬‫كتاب عتيق مشتمل على أخبار كثيرة ‪ -‬يعين ىناؾ كتاب عتيق َجعوُ ُ‬ ‫في ٍ‬
‫الشيخ زلمد باقر وىو أيضاً من علماء الشيعة الكبار مل يشر إىل‬ ‫اجمللسي الشيخ زلمد تقي والد ّ‬
‫ّ‬ ‫الشيخ‬
‫والد ّ‬
‫الشيخ زلمد باقر اجمللسي وجد احلديث يف ٍ‬
‫كتاب عتيق مل يُشر إىل اسم‬ ‫اسم الكتاب وال إىل مؤلِّفو‪ ،‬وأيضاً ّ‬
‫ّ‬
‫يخ زلمد باقر اجمللسي ىذا احلديث من ٍ‬
‫كتاب عتيق وكذا‬ ‫الش ُ‬
‫نقل ّ‬ ‫ِّ‬
‫ّ‬ ‫الكتاب ومل يشر إىل اسم مؤلفو‪ ،‬بالنتيجة َ‬
‫الشيخ زلمد تقي رأى ىذا احلديث يف ٍ‬
‫كتاب عتيق‪.‬‬ ‫والدهُ ّ‬
‫مشارؽ أنوار اليقٌن للحافظ‬
‫ُ‬ ‫العتيق‪ ،‬لكن عندنا َمصدر وىو‬ ‫ال ندري تأريخ وفاة ادلؤلِّف لذلك الكتاب َ‬
‫رجب الربسي ادلتوىف يف بدايات القرف التّاسع اذلجري يبدو أ ْف وفاتو تقريباً ما بٌن‪ 011 :‬إىل ‪ ،018‬يف‬
‫حٌن أحصيت عدد سطور حديث‬ ‫ىذه الفُتة‪ ،‬يف مشارؽ أنوار اليقٌن َوَرَد ىذا احلديث ولَكنىوُ َوَرَد قَصًناً‪َ ،‬‬
‫ادلعرفة بالنىورانيىة يف حبار األنوار عدد السطور‪ 181 :‬سطر‪ ،‬بينما عدد السطور يف مشارؽ أنوار اليقٌن ىناؾ‬
‫طبعة مؤسسة األعلمي عدد السطور فيها‪ 80 :‬سطر‪ ،‬ىذه طبعة مؤسسة األعلمي بًنوت‪ 80 :‬سطر‪،‬‬
‫طُبعت بشكل حتقيقي حتقيقي نوعاً ما‪ ،‬طُبِعت يف إيراف‪ ،‬عدد السطور‪ 47 :‬سطر‪ ،‬ال يوجد اختَلؼ بٌن‬
‫الشريف الرضي يف إيراف‪ ،‬ال يوجد اختَلؼ ىإال من جهة‬ ‫طبعة مؤسسة األعلمي وبٌن الطبعة انتشارات ّ‬
‫اختَلؼ النُ َسخ‪ ،‬وىذا شيء يعرفوُ ادلشتغلوف يف عا َمل طباعة الكتب ويف حتقيق الكتب‪.‬‬
‫يعين السطور حدود‪ 41 :‬سطر‪ ،‬االختَلؼ أ ىف طبعة مؤسسة األعلمي‪ 80 :‬سطر‪ ،‬وطبعة انتشارات‬
‫وإال الكلمات ىي الكلمات‪ ،‬لكن الفارؽ‬ ‫الشريف الرضي‪ 47 :‬سطر‪ ،‬ىو حجم احلروؼ حجم السطور ى‬
‫بٌن مشارؽ أنوار اليقٌن وبٌن حبار األنوار فارؽ كبًن‪ ،‬يف حبار األنوار‪ 181 :‬سطر‪ ،‬ويف مشارؽ أنوار اليقٌن‬
‫حدود‪ 41 :‬سطر‪ ،‬فارؽ كبًن‪ ،‬يكاد أ ْف يكوف الضعف قريب من الضعف‪ ،‬مع أ ىف الكلمات يف حبار األنوار‬
‫الشريف الرضي‪ ،‬يعين لو طُبعتا بنفس‬ ‫َح ْج َماً أصغر يف الطباعة من الكلمات ادلوجودة يف طبعة انتشارات ّ‬
‫‪- 33 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫احلجم من احلروؼ بنفس احلجم من السطور والكلمات فلرىَّبا تكوف سطور حبار األنوار أكثر‪ ،‬يعين رىَّبا‬
‫تتجاوز الضعف‪ .‬إذاً ىناؾ شيء كثًن من الكَلـ ُح ِذؼ من النىص ادلوجود يف مشارؽ أنوار اليقٌن من‬
‫حديث ادلعرفة بالنىورانية!!‬
‫لو قمنا بعملية مقارنة إَجالية‪ ،‬مع أ ىف ىذا احلذؼ حصل لكن يف رواية مشارؽ أنوار اليقٌن توجد سطور‬
‫غًن موجودة يف رواية حبار األنوار‪ ،‬يعين أيضاً لو استخرجنا ىذه السطور وأضفناىا سيكوف احلديث أطوؿ‬
‫على سبيل ادلثاؿ‪ ،‬مثَلً أنتم مسعتم احلديث سأقرأ لكم سطوراً من نسخة مشارؽ أنوار اليقٌن مل تكن‬
‫سبِّ َحات َونُ ْش ِر ُؽ‬ ‫سبِّ ُح قَػ ْب َل الْ ُم َ‬
‫ت َوُم َحم َداً نػُ ْوَراً نُ َ‬ ‫موجودة يف حبار األنوار ‪ -‬يَا َس ْل َماف َويَا ُج ْن ّدب‪ُ ،‬ك ْن ُ‬
‫ك‬‫اؿ اللُ َعز َو َج ّل لِ َذلِ َ‬ ‫ضى فَػ َق َ‬ ‫صي ُم ْرَ َ‬ ‫صطََفى وو ِ‬
‫ََ‬ ‫ص َف ْين نَبي ُم ْ‬ ‫س َم ذَلك النور نِ ْ‬
‫ِ‬
‫قَػ ْبل الْ َم ْخلُوقَات فَػ َق َ‬
‫اؿ النبِي أَنَا ِم ْن َعلِ ٍّي َو َعلِي ِمنّي َوَل يُػ َؤ ِّدي َعنّي إِل أَنَا‬ ‫النِصف ُك ْن ُم َحم َداً َولِآل َخر ُك ْن َعلِيا َولِ َذلِك قَ َ‬
‫سخة حبار األنوار انتقل الكَلـ إىل قضيىة توجيو أيب بك ٍر بسورة براءة‪ ،‬بينما ىنا‬ ‫ِ‬
‫أ َْو َعل ّي ‪ -‬مباشرًة ىنا يف نُ َ‬
‫مل يُذكر ذلك‪ ،‬الىذي يتناسب مع ادلعاين العميقة أ ْف ال يُذكر ىذا الكَلـ ولكن جاء مذكوراً‪ ،‬الىذي جاء‬
‫اؿ النبِي أَنَا ِم ْن َعلِ ٍّي َو َعلِي ِمنِّي َوَل يُػ َؤِدي‬ ‫ك قَ َ‬ ‫مذكوراً يف نسخة مشارؽ أنوار اليقٌن ىو ىذا ‪َ -‬ولِ َذلِ َ‬
‫اد ِى َما فِي َعالَ ِم األَ ْرَواح‬ ‫َعني إِل أَنَا أَو َعلِي‪ ،‬وإِلَ ِيو ا ِإل َشارة بَِقولِ ِو أَنْػ ُفسنَا وأَنْػ ُفس ُكم و ُىو إِ َشارة إِلى اَِِح ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احد‬ ‫صي ألَنهما َشيء و ِ‬ ‫اد ِم ْنػ َها مات النبِي أَو قُتِل ِ‬ ‫ات أَو قُتِ‬ ‫َواألَنْػ َوار‪َ ،‬وِمثْػلَوُ قَػ ْولَو‪ :‬أَفَِ‬
‫ٌَ‬ ‫الو ّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫و‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ِد َوالتَ ْس ِمية فَػ ُه َما َشيءٌ َواحد في َعالَم‬ ‫ِ‬ ‫احد اَِ َح َدا بِالْ َم ْعنَى َو ِّ‬
‫الص َفة َواْفتَػ َرقَا بالْ َج َ‬
‫احد ونُور و ِ‬
‫نى َو َ ٌ َ‬
‫ِ‬
‫َوَم ْع ً‬
‫ت ِمنِّي َوأَنَا ِم ْنك‬ ‫ساد أَنْ َ‬ ‫ِ‬
‫ىيب لعلي ‪َ -‬وَك َذا في َعالَ ْم األَ ْج َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫خطاب‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ب‬ ‫ي‬ ‫وحي التِ‬ ‫تر ِ‬
‫األَ ْرَواح أَنْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِمنِّي بِم ْنػ ِّزلَة الر ِ ِ‬ ‫َ ِرثُنِي َوأَ ِرثُك َوأَنْ َ‬
‫صلواْ َعلَْيو َو َسلِّ ُمواْ َ ْسل َ‬
‫يماً‬ ‫سد‪َ ،‬وإِلَيو ا ِإل َش َارة بَِق ْولو‪َ :‬‬ ‫وح م ْن الْ َج َ‬ ‫َ‬
‫اح ٍد َج ْو َى ِري ‪ -‬يف نسخة األعلمي‬ ‫ومعناه؛ صلواْ علَى محم ٍد وسلِّمواْ إِلى علِي أَمره فَجمعهما ِفي ح ٍّد و ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ٍّ ْ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َْ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫اح ٍد َج ْو َى ِري َوفَػرؽ‬ ‫اح ٍد جوى ِري ‪ -‬ىنا يف ىذه النسخة ‪ -‬فَجمعهما ِفي ح ٍّد و ِ‬ ‫‪ -‬فَجمعهما فِي ج ٍ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫سد َو َ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َُ َ‬
‫صلواْ َعلَى النبِ ّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَػ ْيػنَػ ُه َما بِالتَ ْس ِمية َو ِّ‬
‫يما‪ ،‬فَػ َقاؿ‪َ :‬‬ ‫صلواْ َعلَْيو َو َسلِّ ُمواْ َ ْسل َ‬ ‫الص َفات في األَمر فَػ َقاؿ‪َ :‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وسلِّمواْ َعلَى ِ‬
‫الوَليَة‪.‬‬
‫يم ُكم َعلَى َعل ٍّي ب َ‬ ‫ص َالَ ُكم َعلَى النب ّي بالْ ِر َسالَة إِل بتَ ْسل َ‬ ‫الوص ّي َوَل َػ ْنػ َفع ُك ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫أنا ىنا ال أريد أ ْف أتتبع َجيع الكلمات‪ ،‬فقط أعطيكم أمثلة وظلاذج كي تتىضح الصورة‪ ،‬تَلحظوف حديث‬
‫اجمللسي مل يذكر لنا مصدرهُ بسبب اإلعلاؿ ذلذه األحاديث وذلذه الكتب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ادلعرفة بالنىورانية الىذي رواه الش ُ‬
‫ىيخ‬
‫وضلن على عل ٍم بأ ىف كتاب مشارؽ أنوار اليقٌن‬ ‫ادلصدر اآلخر صلد فيو أ ىف احلديث صار حديثاً مقتضباً ُ‬
‫تعىرض للتحريف‪ ،‬يبدو من خَلؿ التتبع يف ال ُكتب واآلثار أ ىف ىذا الكتاب كاف أكرب‪ ،‬حجموُ أكرب من ىذا‬
‫اجمللسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫احلجم ادلتوفِّر بٌن أيدينا اآلف‪ ،‬ومع ذلك فيو عبارات غًن موجودة يف النىص الىذي نقلو الشىيخ‬

‫‪- 31 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫النتيجة ما ىي؟ النتيجة أ ىف ىذا احلديث تعىرض للتحريف وواضح التحريف يف ىذا احلديث‪ ،‬ىذا أ ىوالً!!‬
‫موقف علماءنا من ىذا احلديث‪ ،‬نبدأ بالىذين نقلوا‬ ‫ُ‬ ‫موقف علماءنا من ىذا احلديث؟‬ ‫ُ‬ ‫ثانياً‪ :‬ما ىو‬
‫احلديث؟!‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجل ُوص َ‬ ‫يعتقد بو ويعتقد َّبضامينو ولذلك ىذا ّ‬
‫بالنسبة للحافظ رجب الربسي رمحةُ اهلل عليو فهو شلىن ُ‬
‫الرب ّسي رمحةُ اهلل عليو بشكل عاـ العلماء يهاَجونو‪ ،‬بشكل‬ ‫ِ‬ ‫بالغُلو ِ‬
‫ووضع يف قائمة ادلشبوىٌن‪ ،‬احلافظ رجب ُ‬ ‫ُ‬
‫اجمللسي الىذي ََجَع حبار األنوار من سلتلف الكتب‬
‫ّ‬ ‫الشيخ‬
‫ُ‬ ‫حَّت‬
‫عاـ علماؤنا مراجعنا يصفونو هبذا الوصف‪ .‬ى‬
‫الرب ِّسي يف مقدمة حبار األنوار ماذا‬ ‫حَّت من كتب عتيقة مل يذكر أمساءَىا‪ ،‬حٌن حتدىث عن احلافظ رجب ُ‬ ‫ى‬
‫ينقل عنها يف موسوعة حبار األنوار؟‬ ‫ى‬
‫قاؿ وىو يذكر أمساء ادلصادر وأمساء الكتب اليت سوؼ ُ‬
‫قاؿ‪ -:‬وكتاب مشارؽ األنوار وكتاب األلفين للحافظ رجب البرسي‪ ،‬ول أعتم ُد على ما يتفر ُد ِ‬
‫بنقلو‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وىم الخبط والخلط والرَفاع ‪ -‬االرتفاع؛ يعين الغلو‪ ،‬ىذا مصطلح بٌن علماء‬ ‫لشتماؿ كتابيو على ما ي ِ‬
‫ُ‬
‫بنقلو لشتماؿ كتابيو على ما‬ ‫الشيعة حٌن يقولوف فَلف مرتفع يعين مغايل ‪ -‬ول أعتم ُد على ما يتفر ُد ِ‬
‫ِ‬
‫يُوىم الخبط والخلط والرَفاع‪ ،‬وإنما أخرجنا منهما ‪ -‬يعين من ىذا الكتاب ومن كتاب األلفٌن ُ‬
‫للرب ِّسي‬
‫‪ -‬ما يوافق األخبار المأخوذة من األصوؿ المعتبرة‪.‬‬
‫اجمللسي‪ ،‬فهل ىذا الكتاب العتيق من األصوؿ ادلعتربة؟ إذا كاف من األصوؿ ادلعتربة دلاذا مل‬
‫ّ‬ ‫أنا أسأؿ الشىيخ‬
‫كتابو ما يوىم اخلبط‬‫فو؟! فهو وصف احلافظ رجب الرب ِّسي بأ ىف يف ِ‬ ‫تبٌن لنا امسو؟! دلاذا مل تبٌن لنا اسم مؤلِّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اجمللسي ما نقل حديث ادلعرفة‬
‫ّ‬ ‫واخللط واالرتفاع‪ ،‬بالنتيجة ىناؾ شبهة على ىذا الكتاب‪ .‬الغريب أ ىف ال ىشيخ‬
‫الرب ِّسي والكتاب امسوُ معروؼ مؤلِّفوُ معروؼ نقل من‬ ‫بالنىورانية من كتاب مشارؽ أنوار اليقٌن للحافظ رجب ُ‬
‫كَلـ ألبيو بأنىوُ رأى ىذا احلديث يف‬‫يبٌن لنا اسم ادلؤلف واعتمد على ٍ‬ ‫يبٌن لنا امسوُ‪ ،‬مل ّ‬
‫كتاب عتيق مل ّ‬ ‫ٍ‬
‫صَلً فيو من معاين الغلو حبسب ذوقهم حبسب ذوؽ الىذين يقولوف بأ ىف ىذا‬ ‫كتاب عتيق ونقل حديثاً مف ى‬ ‫ٍ‬
‫غلو‪ ،‬فيو من معاين الغلو أكثر من معاين الغلو ادلوجودة يف حديث ادلعرفة بالنىورانية ادلوجود يف مشارؽ أنوار‬
‫كتاب عتيق‪ ،‬ألنىو ىو رأى ىذا احلديث يف ٍ‬
‫كتاب‬ ‫اليقٌن‪ ،‬دلاذا نقلوُ؟ أل ىف أباه قاؿ‪ :‬بأنىوُ رأى ىذا احلديث يف ٍ‬
‫ُ‬
‫عتيق‪ .‬ىل ىذه الطريقة طريقة ِعلمية دقيقة يف تقييم األحاديث‪ ،‬يف تقييم النُّصوص؟‬
‫ليكن معلوماً ىذه الطريقة طريقة شائعة بٌن علمائنا‪ ،‬يتد ىخل العامل ال ىذاِت يف القضيىة‪ ،‬وقطعاً ضلن ال‬
‫كل ما يصل إليو من‬ ‫أي منىا أف يتجنىب العامل ال ىذاِت يف ِّ‬
‫نستطيع بأف نتجنىب العامل ال ىذاِت‪ ،‬ال يستطيع ٌّ‬
‫أي جانب من جوانب احلياة‪ ،‬العامل ال ىذاِت يبقى لوُ التأثًن‬ ‫نتيجة علمية نتيجة اجتماعية نتيجة سياسية يف ِّ‬‫ٍ‬
‫ولكنىين ىنا ال أريد أ ْف أحاكم أحداً‪ ،‬كما قلت قبل قليل بأنىين سأحدِّثكم حديثاً حوؿ حديث ادلعرفة‬

‫‪- 31 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫ِ‬
‫مضامينو يف احللقات القادمة إف شاء اهلل تعاىل‪ ،‬ألنىين‬ ‫ِ‬
‫تفاصيلو رَّّبا يأِت احلديث عن‬ ‫بالنىورانية‪ ،‬الدخوؿ يف‬
‫حلد اآلف ىذه احللقات ىي حلقات َّبثابة التمهيد للحديث شيئاً ما عن ادلعرفة العلويىة!!‬
‫ال زلت ِّ‬
‫أل ىف حديث ادلعرفة بالنىورانية من َجلة األحاديث من َجلة النُّصوص الىيت سأعتمدىا فَلب ىد أ ْف تكوف ىناؾ‬
‫صورة الب ىد أف تكوف ىناؾ معرفة رلملة بادلعطيات الىيت سنعتمدىا‪.‬‬
‫خالصةُ القوؿ‪:‬‬
‫اجمللسي ولكن‬
‫ّ‬ ‫ىيخ‬
‫احلديث تعىرض للتحريف واحلديث نسختوُ ادلوجودة يف مشارؽ أنوار اليقٌن رفضها الش ُ‬
‫أي حاؿٍ ‪.‬‬
‫الرب ِّسي‪ ،‬على ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جاء بنسخة تشتمل على معاف قد تكوف أكثر غُل ىواً من نسخة احلافظ رجب ُ‬
‫العبث والتحريف لكن‬ ‫ِ‬
‫أكرر رغم ىذا َ‬ ‫للعبث والتحريف‪ ،‬ولكنىين أيضاً ِّ‬ ‫النقطة األوىل‪ :‬احلديث تعىرض‬
‫آيات الكتاب‪ ،‬تعضدىا‬ ‫احلقائق األساسية بقيت موجودة يف احلديث‪ ،‬وىذه احلقائق األساسية تعضدىا ُ‬
‫الزيارات ال ىشريفة‪ ،‬وتعضدىا أحاديث كثًنة موجودة يف كتبنا ادلعتربة‪.‬‬ ‫نصوص ِّ‬
‫يشك يف احلديث‪ ،‬على شك منو على شك فيو‪ ،‬ألنىوُ‬ ‫اجمللسي نقل احلديث ولكنىوُ على شك فيو‪ُّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الشيخ‬
‫ُ‬
‫يف آخر احلديث ماذا قاؿ؟‬
‫أت ذلك‬ ‫حملت نوحاً في السفينة بأمر ربّي ‪ -‬وقد قر ُ‬ ‫ُ‬ ‫باعتبار أ ىف األمًن عليو ال ىسَلـ قاؿ‪ -:‬أنا الذي‬
‫اجمللسي يعلِّق على‬
‫ّ‬ ‫حملت نوحاً‪ ،‬أقوؿ ‪ -‬الشىيخ‬ ‫ُ‬ ‫اجمللسي يقوؿ ‪ -‬قولوُ؛ أنا الذي‬
‫ّ‬ ‫عليكم قبل قليل‪ ،‬الشىيخ‬
‫ىذا القوؿ ‪ -‬لو صح صدور الخبر عنو عليو السالـ ‪ -‬يعين ىو ال يقوؿ بص ىحة صدور اخلرب عنو ىو يف‬
‫ِ‬
‫وبأمثالو ‪ -‬يعين ادلراد هبذا الكَلـ‬ ‫المراد بو‬ ‫ِ‬
‫شك يف ريبة ‪ -‬لو صح صدور الخبر عنو لحتُمل أ ْف يكوف ُ‬
‫أخرجت يونس‬
‫ُ‬ ‫ريب وأنا الىذي‬
‫محلت نوحاً يف السفينة بأمر ّ‬‫وبأمثالو الكَلـ ادلتبقي الىذي قالوُ األمًن أنا الىذي ُ‬
‫ريب وأنا وأنا إىل آخر الكَلـ‪ .‬يقوؿ‪ -:‬إذا افترضنا صحة ىذا الحديث لحتُ ِمل أف‬ ‫من بطن احلوت بإذف ّ‬
‫التوسل بأنوارنا رفعت عنهم المكاره ‪ -‬احلديث ما‬ ‫يكوف المراد بو وبأمثالو أف األنبياء بالستشفاع بنا و ّ‬
‫حملت‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ىذا!! ىذا تسطيح للحديث وحتريف دلعىن احلديث‪ ،‬احلديث صرػلاً اإلماـ قاؿ ‪ -‬أنا الذي‬
‫اجمللسي يقوؿ؛ إذا كاف ىذا احلديث صحيح فيُحتمل أ ىف ادلراد من‬
‫ّ‬ ‫نوحاً في السفينة بأمر ربّي ‪ -‬الشيخ‬
‫بالتوسل‪ ،‬لكن الكَلـ ادلوجود‪ :‬أنا الىذي‬
‫ّ‬ ‫معىن احلديث أ ىف نوحاً تو ىسل ِ‬
‫بأىل البيت إىل اهلل أف ينجيو فنجى‬
‫ريب‪ ،‬ال وجود دلعىن التوسل واالستشفاع أساساً‪.‬‬ ‫محلت نوحاً يف السفينة بأمر ّ‬
‫حديث تعىرض للتحريف‪ ،‬والنسخة ادلوجودة يف مشارؽ أنوار اليَقٌن اقتُ ِط َع منها الكثًن‪ ،‬مع أ ىف ادلؤلِّف‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬
‫من ادلعتقدين بص ىحة مضامٌن احلديث‪.‬‬
‫يبة من ىذا احلديث وحٌن أراد أ ْف يشر َح بعض مضامينو‬ ‫صَلً ولكنىو يف ر ٍ‬
‫اجمللسي أورد حديثاً مف ى‬ ‫‪ ‬الشيخ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪- 34 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫الصواب‪ ،‬ذىب هبا بعيداً عن احلقيقة الواضحة يف ألفاظ احلديث‪.‬‬ ‫ٍ ٍ‬


‫بشكل بعيد عن ّ‬ ‫شرحها‬
‫ِ‬
‫مضمونو‪ ،‬يعين ىو‬ ‫األعم األغلب من علمائنا يرفضوف ىذا احلديث يرفضونوُ من جهة وثاقتو ومن جهة‬ ‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫مرفوض سنداً ومتناً‪.‬‬
‫فإهنم سيُنكروف ىذا احلديث‬‫اآلف لو سألتم مراجعنا الكراـ علماءنا األجَلء لو سألتموىم عن ىذا احلديث ى‬
‫ويرفضوف ىذا احلديث‪ ،‬أكثر ادلضامٌن ادلوجودة فيو يعدوهنا من الغلُّو‪ ،‬واحلديث َجلةً وتفصيَلً يعتربونو‬
‫حديثاً ضعيفاً ال أصل لوُ وال فصل‪ .‬ىكذا متى التعامل مع أحاديث ادلعارؼ ومع أحاديث ادلقامات واألسرار‬
‫وبأهنا أحاديث مشبوىة إىل غًن ذلك من الكَلـ‪ .‬ذلذا‬ ‫بأهنا أحاديث خبط وخلط وارتفاع ى‬ ‫وىكذا وصفت ى‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫نسخة‬ ‫اجمللسي الشىيخ زلمد تقي‪ ،‬يف‬ ‫بقيت سلزونة أين؟ يف زاوية اإلعلاؿ يف ٍ‬
‫كتاب عتيق رآهُ والد الشىيخ‬
‫ّ‬
‫موصوؼ بأنىوُ من كتب الغلُّو‪ ،‬يف مشارؽ أنوار اليقٌن كتاب‬ ‫ٍ‬ ‫عتيقة رآىا الشىيخ باقر اجمللسي‪ ،‬يف ٍ‬
‫كتاب‬ ‫ّ‬
‫صة حبديث‬ ‫القص واحلذؼ‪ ،‬ىذه القضيىة ليس خا ى‬ ‫يف و ِّ‬ ‫تعىرض للتحريف واحلذؼ واحلديث تعىرض للتحر ِ‬
‫ادلعرفة بالنىورانيىة وإىظلا ىذه القضيىة تتكىرر‪.‬‬
‫اقتطعت منها قسماً يف احللقات األوىل من حلقات ىذا الربنامج وتلوهتا‬
‫ُ‬ ‫نفس الشيء مع خطبة البياف الىيت‬
‫على مسامعكم‪ ،‬واخلطب االفتخارية األخرى الىيت وردت عن سيد األوصياء صلوات ِ‬
‫اهلل وسَلموُ عليو‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الباحث يف ىذا اجلو سيواجو الكثًن من ىذه احلاالت؟!!‬
‫أ ىوالً‪ :‬التحريف يف النُّصوص!!‬
‫وثانياً‪ :‬رفض العلماء ذلذه النُّصوص وذلذه ادلضامٌن اعتماداً على قواعد ُمسّيت بعلم الرجاؿ‪ ،‬بعلم الدراية‪،‬‬
‫بعلم الكَلـ‪ ،‬بعلم األصوؿ‪ ،‬لو رجعت إليها وحبثت فيها وحبثت عن أصوذلا لوجدت أ ىف ىذه القواعد‬
‫هلل وسَلموُ عليهم أَجعٌن!!‬‫تسىربت إلينا من سلالفي أىل البيت صلوات ا ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ذين يقبلوف ىذا الحديث‪ ،‬كيف فهموا الحديث؟‬ ‫ال َ‬
‫فهموا احلديث على أ ىف ادلعرفةَ بالنىورانيىة ىي ىذه التفاصيل الّيت وردت يف احلديث‪ ،‬وىو اشتباهٌ كبًن!! وىذا‬
‫يسمونوُ من حتدىث رىَّبا على ادلنرب أو من حتدىث يف كتاب من‬ ‫ينشأ من أين؟ ينشأ من تسمية احلديث‪ّ ،‬‬
‫تلف ِظ‬
‫يسمونو حبديث ادلعرفة النُّورانيىة‪ ،‬والبعض رىَّبا يُشكل على ُّ‬ ‫فيسمونو حبديث ادلعرفة النُّورانيّة‪ّ ،‬‬ ‫الكتب ّ‬
‫ادلعرفة بالنىورانية‪ ،‬ادلعرفة بالنىورانية‪ ،‬أنا أقوؿ‪ :‬ادلعرفةُ بالنىورانية‪ ،‬وليس حديث ادلعرفة النُّورانيىة‪.‬‬
‫قد َقوؿ ما ىو الفارؽ؟‬
‫سأبٌن ذلك‪ ،‬الفارؽ كبًن جداً يف ادلعىن ولكن أنا أقوؿ للىذين يقبلوف ىذا احلديث‪:‬‬ ‫الفارؽ كبًن يف ادلعىن ّ‬
‫فتسموف احلديث حبديث‬ ‫حَّت عنواف احلديث‪ّ ،‬‬ ‫حَّت اسم احلديث‪ ،‬ى‬ ‫إنىكم تقبلوف احلديث ولكن أنتم جتهلوف ى‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ادلعرفة النُّورانيىة‪ ،‬النُّورانيىة؛ نسبةً إىل النُور‪ ،‬واإلماـ ُىنَا ما حتدىث عن معرفة نُّورانية‪ ،‬ؽلكن أ ْف نَص َ‬
‫ف ادلعرفة‬
‫‪- 35 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫بأهنا معرفةٌ نُّورانيىة ال‬ ‫بأهنا معرفةٌ نُّورانيىة ال بأس بذلك‪ ،‬أ ْف نصف ادلعرفة بالنىورانيىة ى‬ ‫ص َفها ى‬ ‫بالنىورانيىة ؽلكن أف نَ ِ‬
‫نسمي احلديث حبديث ادلعرفة النُّورانيىة أو ادلعرفة بالنُّورانيىة‬ ‫بأس بذلك‪ ،‬ولكن أ ْف نقرأ احلديث هبذه الطريقة ّ‬
‫ىذا الكَلـ ليس دقيقاً‪ ،‬إذا تتبعنا احلديث النسخة ادلوجودة يف حبار األنوار‪ :‬ماذا يسأؿ سلماف وأبو ذر؟‬
‫يسأالف األمًن بعد أ ْف سأؿ أبو ذر سلماف‪:‬‬
‫ورانِية؟ ‪ -‬الباء موجود حرؼ اجلر ‪َ -‬ما َمع ِرفَةُ ا ِإل َماـ‬ ‫اـ أَمير المؤمنين بالن َ‬ ‫‪ ‬يَا أَبَا َع ْبد الل َما َمعرفةُ ا ِإل َم ُ‬
‫ورانِية؟ ‪ -‬الباء موجودة‪ ،‬مل يقل ادلعرفة النُّورانيىة أو ادلعرفة النىورانيىة‪ ،‬ادلعرفة بالنىورانيىة‬ ‫أ َِمير ِ ِ ِ‬
‫المؤمنين بالن َ‬
‫ُ‬
‫ورانِية ‪ -‬الباء موجودة أيضاً‪،‬‬ ‫ك َع ْن َم ْع ِرفَتِ َ ِ‬ ‫الباء موجودة ‪ -‬قَالً ِج ْئػناؾ يا أ َِمير الْم ِ‬
‫ؤمنِين نَ ْسأَلُ َ‬
‫ك بالن َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ورانِية ‪ -‬الباء‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمًن بعد ذلك يقوؿ ‪ -‬إِنوُ َل يَ ْستَ ْكم ُل أ َ‬
‫َح ٌد ا ِإليْ َماف َحتى يَػ ْع ِرفَني ُك ْنوَ َم ْع ِرفَتي بالن َ‬
‫ىورانيىة‪ ،‬سلماف وأبو ذر سأال أمًن ادلؤمنٌن عن‬ ‫موجود أيضاً‪ ،‬ىذه ادلىرة الثالثة أبو ذر سأؿ سلماف بالن َ‬
‫ادلعرفة بالنىورانيىة‪ ،‬األمًن أيضاً تكلىم معرفيت بالنىورانيىة‪ ،‬مىرة ثانية أيضاً قاؿ ‪ -‬يَا َسل َْماف َويَا ُج ْن ّدب‬
‫َم ْع ِرفَتِي بِالنػ ْوَرانِية َم ْع ِرفَةُ الل َع ّز َو َج ّل َوَم ْع ِرفَةُ الل َعز َو َج ّل َم ْع ِرفَتِي بِالنػ ْوَرانِية ‪ -‬الباء موجودة‪ ،‬يعين‬
‫وال مىرة َوَرد ىذا ادلصطلح بدوف أ ْف يكوف مسبوقاً حبرؼ الباء!!‬
‫‪ ‬يا سلماف ويا ُجندب فهذه معرفتي بالنورانِية‪.‬‬
‫‪ ‬حتى يعرفني بالنورانية‪.‬‬
‫ىذا ادلصطلح من أ ىوؿ احلديث إىل آخره تتكىرر كلمةُ النىورانيىة مسبوقة بالباء‪ ،‬دلاذا؟ اإلماـ ما قاؿ‪ :‬معرفيت‬
‫نسميو من باب التسامح حبديث ادلعرفة النىورانيىة ؽلكن‪ ،‬لكن‬ ‫النُّورانيىة! وال قاؿ‪ :‬معرفيت النىورانيىة! ؽلكن أ ْف ّ‬
‫على ضلو الدقِّة إذا أردنا أ ْف نفهم العنواف‪ ،‬حرؼ الباء ىنا ما معناه؟‬
‫حرؼ‬
‫ىذه الباء تس ىمى باء الواسطة‪ ،‬ىذه الباء تس ىمى باء السببية‪ ،‬يف العربية ىذه الباء تس ىمى‪ ،‬صحيح ىي ُ‬
‫جر ولكن حرؼ جر لوُ داللة‪ ،‬لوُ مضموف‪ ،‬لوُ معىن حٌن يستعمل‪ ،‬الباء حرؼ اجلر ادلستعملة ىنا ىذه باءُ‬ ‫ّ‬
‫بأهنا نَورانيىة‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫ث األمًن عن ٍ‬
‫معرفة بالنىورانيىة‪ ،‬ىو مل يصف ادلعرفة ى‬ ‫الواسطة ىذه باءُ السببية‪ ،‬حٌن يتح ىد ُ‬
‫حتصل عن طريق النىورانيىة! ولذلك ما قُلت النُّورانيىة‪ ،‬النُّورانيىة؛ ُمشتقة من‬ ‫ُ‬ ‫معرفيت بالنىورانيىة‪ ،‬يعين أ ىف معرفيت‬
‫وفارؽ بٌن النُّور والنىور‪ ،‬النىور ليس ىو الورد الّذي ينبت يف األرض‪،‬‬ ‫النُور‪ ،‬أ ىما النىورانيىة؛ مشتقة من النىور‪ٌ ،‬‬
‫النىور؛ مصدر من الفعل نػَ َوَر ونػَ ىور‪ ،‬حٌن أقوؿ‪ :‬نػَ َور نَوراً‪ ،‬ن ىوراً نوراً أو تنويراً أو إنارةً‪ ،‬نَور؛ ىو مصدر يعين‬
‫التنوير‪ ،‬لذلك اإلماـ ماذا قاؿ يف آخر احلديث؟ اإلماـ ماذا قاؿ يف أخريات احلديث؟ ‪ -‬يَا َس ْل َما ُف َويَا‬
‫صد َؽ بِ َما بَػي ُ‬
‫نت‬ ‫آمن بِ َما قُػ ْل ُ‬ ‫ك يا أَِمير الْم ْؤِمنِين صلَو ُ ِ‬
‫ت َو َ‬ ‫ات الل َعلَيك‪ ،‬قَاؿ‪َ :‬م ْن َ‬ ‫ََ‬ ‫ُج ْن ّدب‪ ،‬قَ َال‪ :‬لَبِّػ ْي َ َ َ ُ‬
‫نت تبيينا أو بياناً‬ ‫رت‪ ،‬من آمن َّبا قلت قوالً وصدىؽ َّبا بيى ُ‬ ‫ت ‪ -‬ن ىو ُ‬
‫ت َونَػوْر ُ‬ ‫ت َوأَ ْو َ‬
‫ض ْح ُ‬ ‫ت َو َش َر ْح ُ‬
‫َوفَس ْر ُ‬

‫‪- 36 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫وف ىسرت تفسًناً وشرحت شرحاً وأوضحت توضيحاً ون ىورت نَوراً وتنويراً!! النىورانيىةُ ىي نسبة إىل النىور وليس‬
‫ينوروف!!‬ ‫نسبةً إىل النُّور‪ ،‬يعين ىذه ادلعرفةُ حتصل بواسطة التنوير منهم‪ ،‬ىم الىذين ِّ‬
‫ت‬‫الرواية يف الكايف ال ىشريف ىذا ىو اجلزءُ األ ىوؿ‪ ،‬يف الكايف ال ىشريف‪َ -:‬ع ْن أَبِ ْي َخالِ ٍد ال َكابُلِي قَاؿ‪َ :‬سأَلْ ُ‬
‫اؿ يَا أَبَا َخالِد‬ ‫الل َعز َو َج ّل‪{ :‬فَأِِنٌُا ثِبٌٍَّوِ ًَضَسٌٌُِوِ ًَاٌنٌُّضِ اٌَّصُِ ؤَٔعٌَْنَب} فَػ َق َ‬
‫وؿ ِ‬ ‫أَبَا َج ْع َف ٍر َعلَ ِيو الس َالـ َع ْن قَ ِ‬
‫وـ ِ‬ ‫آؿ محمد إِلى ي ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور الل‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫و‬ ‫م‬
‫َ ْ َ‬ ‫ى‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ام‬‫ي‬
‫َ‬ ‫الق‬ ‫َ‬ ‫ور َوالل األَئ َمةُ م ْن ِ ُ َ‬ ‫إمامنا الباقر يقوؿ ‪ -‬يَا أَبَا َخالد الن ُ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫الل يَا أَبَا َخالِد لَنُور ا ِإل َماـ فِي قُػلُوب‬ ‫ات وفِي األَرض‪ ،‬و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور الل في الس َم َاو َ‬
‫ِ‬
‫الذ ْي أَنْػ َزؿ َو ُى ْم َوالل نُ ُ‬
‫ِ‬
‫ؤمنِين ‪ -‬يُ ّنوروف‪ ،‬عملية تنوير‪،‬‬ ‫الل ي ِّنوروف قُػلُوب الْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ؤمنِين أَنْػ َوُر ِم ْن الش ْم ِ‬ ‫الْم ِ‬
‫ُ‬ ‫س الْ ُمض ْيئَة بالنػ َهار َو ُى ْم َو ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ينوروف نَوراً‪ ،‬نَورانيىةً‪ ،‬وليست نُورانيىة‪ ،‬أنا أرِّكز على ىذه القضيىة ادلسائل اللغوية يف معرفة احلقائق‬ ‫عملية إنارة‪ّ ،‬‬
‫ليست مه ىمةً إىل تلك الغاية البعيدة‪ ،‬ولكنىين أريد أف أقوؿ‪ :‬يا شيعة أىل البيت إذا كنتم جتهلوف أمساء‬
‫احلديث وعنواف احلديث كيف تعرفوف مضامٌن احلديث؟! أل ىف ىذا العنواف ىو الىذي يُ ِّبٌن لنا ادلقصود من‬
‫ىث عنها أمًنُ ادلؤمنٌن‪ ،‬إذا فهمنا ىذا ادلصطلح فهمنا مضموف احلديث‪ ،‬إذا مل نفهم ىذا‬ ‫ادلعرفة الىيت يتحد ُ‬
‫ب الل َعز َو َج ّل نػُ ْوَرَىم‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ادلصطلح ما فهمنا مضموف احلديث ‪َ -‬و ُى ْم َوالل يُ ِّنوُرو َف قُػلُوب ال ُْمؤمنين َويَ ْحج ُ‬
‫الل يَا أَبَا َخالِد َل يُحبػنَا َع ْب ٌد َويَػتَػ َوَلنَا َحتى يُطَ ِّهر اللُ قَػ ْلبَو َوَل يُطَ ِّهر الل‬ ‫شاء فَػتُظْلَم قُػلُوبهم و ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َعم ْن يَ َ‬
‫آمنَوُ ِم ْن‬‫ساب َو َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سلم لَنَا َويَ ُكو َف س ْل َماً لَنَا فَإ َذا َكا َف س ْل َماً لَنَا َسل َموُ اللُ م ْن َشديْد الْح َ‬
‫ب َع ْب ٍد َحتى يُ ِّ‬
‫َ‬ ‫قَػ ْل َ‬
‫القيَ َام ِة األَ ْكبَر‪.‬‬
‫فَػز ِع يوـ ِ‬
‫َ ََ‬
‫والل يُ ّنورو ُف قلوب المؤمنين ‪ -‬ادلعرفة بالنىورانيىة ادلعرفة هبذه الوسيلة‪ ،‬يعين ىذه‬ ‫احلديث واضح ‪ -‬وىم ِ‬
‫تسميها بالنُّورانيىة ذلك‬ ‫تسم َي ادلعرفة احلاصلة من النىورانيىة أف ّ‬ ‫ادلعرفة ال حتصل ىإال بتنوي ٍر منهم‪ ،‬نعم ؽلكن أ ْف ِّ‬
‫شيءٌ آخر‪ ،‬لكن ىذا ال يرتبط بادلضموف ادلوجود يف احلديث‪ ،‬ادلضموف ادلوجود يف احلديث يتحدىث عن‬
‫يقة‪ ،‬ىذه الطريقة امسها النىورانيىة مسىاىا اإلماـ‪ ،‬وىو التنوير من قِبَلِ ِهم لقلوب‬ ‫معرفة حتصل للمؤمن بطر ٍ‬
‫أوليائهم‪.‬‬
‫ص َحابِنَا فَِق ْيػ َهاً‬ ‫ِ‬ ‫صادؽ صلو ِ‬
‫ات اللو وسَلموُ عليو ‪ -‬إِنا َل نَػ ْعد الر ُج َل م ْن أَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫كما جاء يف حديث اإلماـ ال ى‬
‫ؤمن‬ ‫حتى ي ُكو َف محدثاً ‪ -‬التحديث؛ ىو تنوير من اخلارج ‪ -‬حتى ي ُكو َف محدثاً‪ ،‬فَػ َقالُوا لَو أَوي ُكوف الْم ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫الم َفه ُم ُم َحدث‪.‬‬
‫اؿ‪ :‬نَػ َع ْم يَ ُكوف ُمفه َماً َو ُ‬ ‫ُمحدثاً؟ قَ َ‬
‫حديث ادلعرفة بالنىورانيىة بواسطة‬ ‫ُ‬ ‫التفهيم عمل يأِت من اخلارج إضافة‪ ،‬التحديث كذلك‪ ،‬التنوير كذلك‪،‬‬
‫وإمامو‪ .‬النىورانيىة ىي ىذه حالة التواصل وليس النىورانيىة‬ ‫ِ‬ ‫الصلة بين الشيعي‬ ‫النىورانيىة‪ ،‬النورانية؛ ىي حالة ِّ‬
‫صفة للمعرفة‪ ،‬النىورانيىة ليست صفةً للمعرفة‪ ،‬النىورانيىة ىي عنواف حلالة الصلة والتواصل الغييب بٌن الشيعي‬
‫‪- 37 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫وإمامو‪ ،‬ىذه ىي النىورانيىة‪ ،‬معرفيت بالنىورانيىة؛ يعين معرفيت بواسطة ىذه احلالة‪ ،‬يعين إذا كانت ىذه احلالة‬
‫منتفية لن تتح ىقق ىذه ادلعرفة بالنىورانيىة‪ ،‬فَلب ىد من وجود حالة النىورانيىة الىيت ىي صلة بٌن الشيعي ِ‬
‫وإمامو‬
‫شر إليو يف احلديث‪ ،‬احلديث يتحدىث عن‬ ‫ؽلكن أ ْف حتصل من ذلك ادلعرفةُ النُورانيىة‪ ،‬وىذا ادلصطلح مل يُ َ‬
‫الوسيلة‪ ،‬عن السبب الىذي غلعل الشيعي حاصَلً على ادلعرفة ادلطلوبة‪ ،‬مسّي ىذه ادلعرفة بالنُّورانيىة ال إشكاؿ‬
‫وإمامو‪ ،‬ومن خَلؿ حالة‬ ‫ِ‬ ‫يف ذلك‪ ،‬ولكن النىورانيىة ادلذكورة يف احلديث ىي حالة التواصل بٌن الشيعي‬
‫التواصل ىذه حتصل ادلعرفة!! لذلك احلديث من ّأو ِلو إىل آخرِه يستعمل حرؼ اجلر؛ معرفيت بالنىورانيىة‪ ،‬ىذه‬
‫الباء الىيت ىي باءُ الواسطة باءُ السببية مسّي ما شئت!!‬
‫ادلدد منهم لتحصيل ادلعرفة النىورانيىة‪ :‬ىي ادلدد‪ ،‬معرفيت بالنىورانيىة يعين‬
‫وعلي مدد يعين ُ‬ ‫نستمع إىل مَل باسم ّ‬
‫علي مدد!!‬
‫اصل من علي إلينا‪ ،‬يعين ادلدد الواصل من إماـ زماننا إلينا‪ ،‬ويا ّ‬ ‫ادلدد الو ُ‬
‫ينطق‬
‫ينطق هبذه الوسيلة‪ُ ،‬‬ ‫حت الكتاب الكرمي فإنىوُ ُ‬ ‫حديث ادلعرفة بالنىورانيىة‪ ،‬لو تص ىف ُ‬
‫ُ‬ ‫النىورانيىةُ الىيت أشار إليها‬
‫بالنىورانيىة‪ ،‬يف سورة الفاحتة حٌن نبدأ فنقرأ البسملة وحٌن نقرأ البسملة {ثِسُِْ اهللِ اٌطَّحِّْٓ اٌطَّحُِِْ} يعين إنىنا‬

‫ونفتتح {ثِسُِْ‬
‫ُ‬ ‫نستفتح‬
‫ُ‬ ‫ك {ثِسُِْ اهللِ اٌطَّحِّْٓ اٌطَّحُِِْ} البدايةُ من ىنا ضلن‬
‫ونستعٌن ونتوىك ُل ونتم ىس ُ‬
‫ُ‬ ‫نبتدئ‬
‫ُ‬
‫كل ىذه عقائدنا {َِبٌِهِ ٌََِّْ اٌسِِّّٓ} بعد‬
‫اهللِ اٌطَّحِّْٓ اٌطَّحُِِْ * اٌْحَّْسُ ٌٍّوِ ضَةِّ اٌْؼَبٌَِّنيَ * اٌطَّحّْـِٓ اٌطَّحُِِْ} ُّ‬
‫كل ىذه ادلعتقدات {إَِّّبنَ َٔؼْجُسُ ًإَِّّبنَ َٔسْزَؼِنيُ} عبادةٌ واستعانة يف نفس العبادة‪ ،‬ىذه ىداية أو ىي ليست‬
‫ِّ‬
‫ضلن نطلب {اىسَِٔـب اٌصِّطَاطَ املُسزَمَُِْ} ىذه ىداية‬
‫ىداية؟ ىذه ىداية‪ ،‬قطعاً ىذه ىداية! لكن بعد ذلك ُ‬
‫ثانية‪ ،‬ىذه إضافة‪ ،‬ىذه اذلداية ادلتأتية من النىورانيىة‪ ،‬ألنىك حٌن تقرأ من بداية الفاحتة إىل أف تقوؿ‪{ :‬إَِّّبنَ‬

‫َٔؼْجُسُ ًإَِّّبنَ َٔسْزَؼِنيُ} ىذه ىداية‪ ،‬وأولياءُ أىل البيت ىم يسبحوف يف حب ٍر من اذلداية ولكن اذلداية على‬
‫تنوير منهم‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫األوىل قد يكوف لإلنساف مدخلية فيها بسعيو بعملو‪ ،‬لكن اذلداية الثانية ىي ٌ‬ ‫درجات‪ ،‬اذلداية ّ‬
‫الصرا ُط‬ ‫والل يػنػ ِّوروف قُػلُوب الم ِ‬
‫ؤمنِين ‪ِّ -‬‬ ‫وىم واهلل كما يف حديث اإلماـ الباقر يف الكايف الشريف ‪ -‬و ُىم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬
‫علي {اىسَِٔـب اٌصِّطَاطَ املُسزَمَُِْ} ىذه اذلداية الىيت ىي تأِت من أين؟ تأِت بالنىورانيىة‪ ،‬تأِت من ىذه‬
‫ادلستقيم ٌّ‬
‫ِ‬
‫وإمامو‪ ،‬ىذه ىداية ثانية‪ ،‬ىداية فوؽ تلك اذلداية‪ ،‬ادلعرفة‬ ‫الواسطة‪ ،‬تأِت من العَلقة الىيت تنشأ بٌن الشيعي‬
‫بالنىورانيىة ىي معرفة فوؽ تلك ادلعرفة‪.‬‬
‫يف سورة البقرة يف اآلية الثالثة بعد العاشرة بعد ادلئتٌن‪{ :‬فَيَسٍَ اٌٍّوُ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ} الىذين آمنوا ىم على‬
‫‪- 38 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫ىداية‪ ،‬ىذه ىداية للىذين آمنوا‪ ،‬ىذي ىداية ثانية {فَيَسٍَ اٌٍّوُ} ىذا عطاء‪ ،‬معرفة بالنىورانيىة {فَيَسٍَ اٌٍّوُ‬

‫اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ٌَِّب اذْزٍََفٌُاْ فِْوِ َِِٓ اٌْحَكِّ ثِئِشِْٔوِ ًَاٌٍّوُ َّيْسُِ َِٓ َّشَبءُ إٌََِ صِطَاطٍ ُِّسْزَمٍُِْ} ومىر علينا ِّ‬
‫صراط مستقيم‬

‫يعين عليىاً على طوؿ القرآف الكرمي {اىسَِٔـب اٌصِّطَاطَ املُسزَمَُِْ} ىداية بعد اذلداية إىل ِّ‬
‫الصراط ادلستقيم إىل‬

‫علي {فَيَسٍَ اٌٍّوُ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ٌَِّب اذْزٍََفٌُاْ فِْوِ َِِٓ اٌْحَكِّ ثِئِشِْٔوِ ًَاٌٍّوُ َّيْسُِ َِٓ َّشَبءُ إٌََِ صِطَاطٍ ُِّسْزَمٍُِْ}‪.‬‬

‫السابعة واخلمسٌن بعد ادلئتٌن‪{ :‬اٌٍّوُ ًٌَُِِّ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ُّرْطِخُيُُ َِِّٓ اٌظٍَُُّّبدِ إٌََِ‬
‫يف نفس سورة البقرة يف اآلية ّ‬
‫ويل الىذين آمنوا واإلؽلا ُف ىو واليةُ علي‪،‬‬ ‫اٌنٌُُّضِ} اهلل ُّ‬
‫ويل الىذين آمنوا‪ ،‬الىذين آمنوا‪ ،‬ىل اإلؽلاف ظُلُمات؟! اهلل ُّ‬
‫كأهنا َّبثابة الظُلمة {ُّرْطِخُيُُ َِِّٓ اٌظٍَُُّّبدِ إٌََِ‬ ‫ولكن االنتقاؿ من ٍ‬
‫درجة إىل درجة تكوف الدرجة السابقة و ى‬

‫اٌنٌُُّضِ} ىو الىذي ؼلرجهم ِّ‬


‫بأي طر ٍ‬
‫يقة؟ بالتنوير بالنىورانيىة‪ ،‬وىم واهلل يُ ِّنوروف قلوب ادلؤمنٌن‪ ،‬بالنىورانيىة ؼلرجهم‬

‫من الظلمات إىل النُّور‪ ،‬اآلية الىيت قبلها ماذا تقوؿ؟ {فََّْٓ َّىْفُطْ ثِبٌطَّبغٌُدِ ًَُّؤِِْٓ ثِبٌٍّوِ فَمَسِ اسْزَّْسَهَ ثِبٌْؼُطًَْحِ‬

‫انفصاـ ذلا {اٌٍّوُ ًٌَُِِّ اٌَّصَِّٓ‬


‫َ‬ ‫اٌٌُْثْمَََ الَ أفِصَبََ ٌَيَب} العروةُ الوثقى؛ ٌّ‬
‫علي‪ ،‬والية علي ىي العروةُ الوثقى الىيت ال‬

‫آَِنٌُاْ ُّرْطِخُيُُ َِِّٓ اٌظٍَُُّّبدِ إٌََِ اٌنٌُُّضِ} ؼلرجهم من الظلمات إىل النُّور كيف؟ بالتنوير بالنىورانيىة‪.‬‬

‫ىانية والثمانٌن بعد ادلئتٌن {ًَارَّمٌُاْ اٌٍّوَ} واتقوا اهلل‪ ،‬والتقوى؛ ىي والية‬
‫اآلية الث ِ‬
‫ويف سورة البقرة أيضاً‪ ،‬يف ِ‬
‫علي‪ ،‬ى‬
‫ألهنا ىي الىيت تقي من النىار‪ ،‬ىذا ادلعىن معىن فرعي للتقوى أ ىف اإلنساف يلتزـ بالواجبات الشرعية‪ ،‬أ ْف‬
‫وإال الطىاعة احلقيقية ىي واليةُ علي جوىر‬ ‫ؽلتنع عن ادلعاصي‪ ،‬أ ْف يلتزـ الطىاعات‪ ،‬الطىاعات الفرعية ى‬
‫الطاعات واليةُ علي {ًَارَّمٌُاْ اٌٍّوَ} إذا ما نلتم ىذه التقوى الوالية العلوية {ًَارَّمٌُاْ اٌٍّوَ ًَُّؼٍَُِّّىُُُ اٌٍّوُ}‬

‫ىناؾ تعليم يأِت بعد التقوى {ًَُّؼٍَُِّّىُُُ اٌٍّوُ} ىذا التعليم بالنىورانيىة‪ ،‬ىذه معرفة بالنىورانيىة {ًَُّؼٍَُِّّىُُُ‬

‫الورقة والقل ِم والدفُت {ًَارَّمٌُاْ اٌٍّوَ} بالتقوى {ًَُّؼٍَُِّّىُُُ اٌٍّوُ}‪.‬‬


‫اٌٍّوُ} ليس تعليماً عن طريق ِ‬

‫إذا نذىب إىل سورة ادلائدة‪ ،‬يف اآلية الثىالثة والتسعٌن‪ٌَْْ{ :‬سَ ػٍَََ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ} آمنوا‬

‫وعملوا الصاحلات {خُنَبذٌ فَِّْب طَؼٌُِّاْ} والطعاـ يف معناه احلقيقي ىو؛ ادلعرفة {فٍََْْنظُطِ اٌْئِٔسَبُْ إٌََِ‬

‫‪- 39 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫علمو ىذا ع ىمن يأخذه {ٌَْْسَ ػٍَََ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ خُنَبذٌ فَِّْب‬
‫طَؼَبِِوِ} ماذا قاؿ الباقر؟ إىل ِ‬
‫ُ‬
‫طَؼٌُِّاْ إِشَا َِب ارَّمٌَاْ ًَّآَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ} إذاً اإلؽلاف األ ىوؿ ما ىو؟ ىناؾ إؽلاف أ ىوؿ انتبهوا لآلية‪ٌَْْ{ :‬سَ‬

‫ػٍَََ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ خُنَبذٌ فَِّْب طَؼٌُِّاْ إِشَا َِب ارَّمٌَاْ ًَّآَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ ثَُُّ ارَّمٌَاْ ًَّآَِنٌُا} ىذا‬
‫اإلؽلاف الثّالث ما ىو؟ ىناؾ إؽلاف ىأوؿ‪ ،‬إؽلاف ثاين‪ ،‬إؽلاف ثالث!!‬
‫نقرأ اآلية كاملةً {ٌَْْسَ ػٍَََ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ خُنَبذٌ فَِّْب طَؼٌُِّاْ إِشَا َِب ارَّمٌَاْ ًَّآَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ‬

‫اٌصَّبٌِحَبدِ ثَُُّ} وُثُى ىنا يعين يوجد فاصل {ثَُُّ ارَّمٌَاْ ًَّآَِنٌُاْ ثَُُّ ارَّمٌَاْ ًَّؤَحْسَنٌُاْ ًَاٌٍّوُ ُّحِتُّ اٌُّْحْسِنِنيَ}‬
‫بكل‬
‫آية ِّ‬‫تَلحظوف مراتب متتالية عدىة مىرات آمنوا عدىة مىرات اتقوا‪ ،‬الوقت ال يكفي للوقوؼ عند كل ٍ‬
‫بأي واسطة؟ بالنىورانيىة!!‬ ‫أي طريق ِّ‬ ‫معرفة تأِت من ِّ‬ ‫تفاصيلها لكنىها أمثلة وظلاذج تتحدىث عن ٍ‬

‫إذا ذىبنا إىل سورة يونس‪ ،‬اآلية التاسعة‪ ،‬آية واضحة جداً اآلية التاسعة من سورة يونس‪{ :‬إَِّْ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ‬

‫وع ِملوا الصاحلات {َّيْسِّيُِْ ضَثُّيُُْ ثِئِميَبِٔيُِْ} ىداية ثانية‪َ ،‬أما كانوا على اذلدى؟‬
‫ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ} آمنوا َ‬
‫كانوا على اذلدى‪ ،‬ولكن تلك ىداية ثانية‪ ،‬ىذه اذلداية ادلتأتية من أين؟ بالنىورانيىة‪ ،‬بواسطة النىورانيىة‪ ،‬وىي‬
‫وإمامو {إَِّْ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ َّيْسِّيُِْ ضَثُّيُُْ ثِئِميَبِٔيُِْ رَدْطُِ ِِٓ رَحْزِيُُِ األَْٔيَبضُ‬
‫ِ‬ ‫العَلقة فيما بٌن الشيعي‬

‫فِِ خَنَّبدِ اٌنَّؼُِِْ} إىل آخر اآلية‪ ،‬لكن اآلية واضحة وصرػلة جداً {إَِّْ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ًَػٌٍَُِّاْ اٌصَّبٌِحَبدِ َّيْسِّيُِْ‬

‫ضَثُّيُُْ ثِئِميَبِٔيُِْ}‪.‬‬

‫إذا نذىب إىل سورة إبراىيم يف اآلية ال ىسابعة والعشرين‪ُّ{ :‬ثَجِّذُ اٌٍّوُ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ثِبٌْمٌَْيِ اٌثَّبثِذِ فِِ اٌْحََْبحِ اٌسَُّْْٔب‬

‫ًَفِِ آذِطَحِ} ىم آمنوا ولك ىن اهلل يُضيف على إؽلاهنم ما ىو؟ التثبيت بالقوؿ الثابت‪ُ ،‬‬
‫القوؿ الثابت يف‬
‫تثبت األقداـ على‬
‫صراط‪ ،‬هبذا القوؿ ُ‬‫تثبت األقداـ على ال ى‬
‫أحاديث أىل البيت؛ واليةُ علي‪ ،‬هبذا القوؿ ُ‬
‫وبالقوؿ ِ‬
‫بوالية علي تثبت األقداـ على‬ ‫ِ‬ ‫بالقوؿ ِ‬
‫بوالية علي تثبت األقداـ على اإلؽلاف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلؽلاف يف الدنيا‪،‬‬
‫الصراط {ُّثَجِّذُ اٌٍّوُ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُاْ ثِبٌْمٌَْيِ اٌثَّبثِذِ فِِ اٌْحََْبحِ اٌسَُّْْٔب ًَفِِ آذِطَحِ ًَُّضًُِّ اٌٍّوُ اٌظَّبٌِِّنيَ} أ ىما الظادلوف ال‬
‫ِّ‬
‫ينالوف ىذه احلالة ادلتأتية من النىورانيىة!!‬
‫أصحاب‬
‫ُ‬ ‫إذا نذىب إىل سورة الكهف يف اآلية الثىالثة بعد العاشرة‪َٔ{ :‬حُْٓ َٔمُصُّ ػٍََْْهَ َٔجَإَىُُ ثِبٌْحَكِّ}‬
‫‪- 10 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫الكهف وىذا قانوف غلري فيهم ويف غًنىم {إَِّٔيُُْ فِزَْْخٌ آَِنٌُا ثِطَثِّيُِْ ًَظِزَْٔبىُُْ ىُسًٍ} آمنوا برِّهبم ىم على‬

‫ىدى‪ ،‬اإلؽلاف باهلل ىدى ولكن ىناؾ ىداية بعد ىداية {إَِّٔيُُْ فِزَْْخٌ آَِنٌُا ثِطَثِّيُِْ ًَظِزَْٔبىُُْ ىُسًٍ}‪.‬‬

‫إذا نذىب إىل سورة احلج‪ًَ{ :‬إَِّْ اٌٍَّوَ ٌَيَبزِ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا إٌََِ صِطَاطٍ ُِّسْزَمٍُِْ} الىذين آمنوا‪ ،‬الىذين يقرؤوف سورة‬

‫الفاحتة‪{ :‬إَِّّبنَ َٔؼْجُسُ ًإَِّّبنَ َٔسْزَؼِنيُ} ُثُى يطلبو َف اذلداية {اىسَِٔـب اٌصِّطَاطَ املُسزَمَُِْ} ىذه ىي اآلية الرابعة‬

‫احلج‪ًَ{ :‬إَِّْ اٌٍَّوَ ٌَيَبزِ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا إٌََِ صِطَاطٍ ُِّسْزَمٍُِْ} ىناؾ ىداية إىل علي!!‬
‫واخلمسوف من سورة ّ‬

‫إذا نذىب إىل سورة العنكبوت‪ ،‬يف اآلية التاسعة‪ًَ{ :‬اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا ًَػٌٍَُِّا اٌصَّبٌِحَبدِ} آمنوا َ‬
‫وع ِملوا‬

‫الصاحلات‪ ،‬ىم صاحلوف‪ ،‬ىم على ىداية‪ ،‬ماذا تقوؿ اآلية؟ {ًَاٌَّصَِّٓ آَِنٌُا ًَػٌٍَُِّا اٌصَّبٌِحَبدِ ٌَنُسْذٍَِنَّيُُْ فِِ‬
‫ّ‬
‫اٌصَّبٌِحِنيَ} ىذا إدخاؿ يف درجة عالية مع الصاحلٌن‪ ،‬يف درجة عالية من الصَلح‪ ،‬ى‬
‫وإال ىم يعملوف‬

‫الصاحلات‪ ،‬والىذين يعملوف الصاحلات صاحلوف‪ ،‬ولكن ىذه درجة خاصة من الصاحلٌن {ًَاٌَّصَِّٓ آَِنٌُا‬

‫ًَػٌٍَُِّا اٌصَّبٌِحَبدِ ٌَنُسْذٍَِنَّيُُْ فِِ اٌصَّبٌِحِنيَ} ىذا احلديث يف الدنيا وليس عن اآلخرة‪.‬‬

‫آخر آية من سورة العنكبوت {ًَاٌَّصَِّٓ خَبىَسًُا فِْنَب} ال َ‬


‫ذين ُغلاىدوف يف اهلل على ىداية أو على ضَلؿ؟‬‫ى‬

‫الزيارة‬ ‫{ًَاٌَّصَِّٓ خَبىَسًُا فِْنَب ٌَنَيْسَِّنَّيُُْ سُجٍَُنَب} والسبيل؛ ىو علي صلوات ِ‬


‫اهلل وسَلموُ عليو‪ ،‬ومىر علينا يف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫اهلل وسَلموُ عليو‪-:‬‬ ‫الزيارة الغديريىة أ ىف ال ىسبيل ىو سي ُد األوصياء صلوات ِ‬ ‫الغديريىة‪ ،‬ىذا الكَلـ مىر علينا يف ِّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫صر ِ‬
‫اطي‬ ‫العزي ِز الرحيم َوأف َىذا ِّ‬ ‫وأَ ْش َه ُد اَنك ‪ -‬مىر ىذا يف الزيارة الغديرية ‪ -‬وأَ ْش َه ُد اَنك المعني بَػ ُق ِ‬
‫وؿ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علي ‪َ -‬وَل َػتبِعُوا السبُل‬
‫وسبيل اهلل ىو ٌّ‬
‫ُ‬ ‫يماً فَاَبِعُوه َوَل َػتبِعُوا السبُل فَػتَػ َفر َؽ بِ ُكم َعن َسبِيلِو ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫ُم ْستَق َ‬
‫فَػتَػ َفر َؽ بِ ُكم َعن َسبِيلِو ‪ًَ{ -‬اٌَّصَِّٓ خَبىَسًُا فِْنَب ٌَنَيْسَِّنَّيُُْ سُجٍَُنَب} ىداية إىل علي‪ ،‬ال ُقرآف ُكلُّو يتحدىث‪،‬‬
‫ىذه ظلاذج!!‬
‫باهلل وبرسو ِلو‬
‫شيء آمنوا؟ آمنوا ِ‬ ‫يف سورة احلديد‪َّ{ :‬ب ؤَُّّيَب اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا ارَّمٌُا اٌٍَّوَ} يا أيها الىذين آمنوا ِّ‬
‫بأي ٍ‬

‫{َّب ؤَُّّيَب اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا ارَّمٌُا اٌٍَّوَ ًَآِِنٌُا ثِطَسٌٌُِوِ} ىذا إؽلاف آخر‪ ،‬وآمنوا برسولو‪ّ ،‬أولنا ُزلَ ىمد أوسطنا ُزلَ ىمد آخرنا‬

‫ُزلَ ىمد ُكلُّنا ُزلَ ىمد صلىى اهللُ عليو وآلو {َّب ؤَُّّيَب اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا ارَّمٌُا اٌٍَّوَ} ىم مؤمنوف برسوؿ اهلل ولكن اآلية‬

‫‪- 13 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫تطالبهم {ًَآِِنٌُا ثِطَسٌٌُِوِ ُّؤْرِىُُْ وِفٍَِْْْٓ ِِٓ ضَّحَّْزِوِ ًَّدْؼًَ ٌَّىُُْ ٌُٔضاً رَّْشٌَُْ ثِوِ} غلعل لكم نُوراً نَوراً يعين تنوير‬

‫إنارة‪ ،‬غلعل لكم نَوراً بالنىورانيىة {ًَّدْؼًَ ٌَّىُُْ ٌُٔضاً رَّْشٌَُْ ثِوِ} ىذه عملية جعل النُّور ىي ىذه عملية النىور‬
‫ىي عملية النىورانيىة‪ ،‬وغلعل لكم نوراً عملية اجلعل ىي ىذه الىيت يُ ى‬
‫عرب عنها بالنىورانيىة‪.‬‬
‫يف سورة الطَلؽ اآلية العاشرة والىيت بعدىا‪{ :‬فَبرَّمٌُا اٌٍَّوَ َّب ؤًٌُِِْ اٌْإٌَْجَبةِ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا لَسْ ؤَٔعَيَ اٌٍَّوُ إٌَِْْىُُْ شِوْطاً *‬

‫ضَّسٌُالً َّزٌٍُْ ػٍََْْىُُْ آَّبدِ اٌٍَّوِ ُِجَِّْنَبدٍ ٌُِّْرْطِجَ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا ًَػٌٍَُِّا اٌصَّبٌِحَبدِ َِِٓ اٌظٍَُُّّبدِ إٌََِ اٌنٌُّضِ} إخراج من‬

‫الظلمات إىل النُّور {ٌُِّْرْطِجَ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا ًَػٌٍَُِّا اٌصَّبٌِحَبدِ} الىذين آمنوا وعملوا الصاحلات ىل ىم يف‬

‫ظُلمة؟ لكن للحالة اجلديدة نعم بالقياس للحالة اجلديدة‪ ،‬احلالة اجلديدة الىيت تأِت من ّ‬
‫أي طريق؟ من طريق‬
‫ِ‬
‫وإمامو‪.‬‬ ‫النىوارنيىة وىي العَلقة فيما بٌن الشيعي‬
‫يف سورة ادلدىثر يف اآلية احلادية والثَلثٌن‪ًَّ{ :‬عْزَازَ اٌَّصَِّٓ آَِنٌُا إِميَبٔبً} الىذين آمنوا يزداد إؽلاهنم يعين إؽلاف‬
‫بعد إؽلاف‪.‬‬
‫كل ىذا {ثَُُّ‬
‫اآلية الثىانية والثمانوف من سورة طو‪ًَ{ :‬إِِِّٔ ٌَغَفَّبضٌ ٌَِّّٓ رَبةَ ًَآََِٓ ًَػًََِّ صَبٌِحبً} بعد ِّ‬
‫اىْزَسٍَ} وكأنىوُ مل يكن مهتدياً {ًَإِِِّٔ ٌَغَفَّبضٌ ٌَِّّٓ رَبةَ ًَآََِٓ ًَػًََِّ صَبٌِحبً} بعد التوبة‪ ،‬والتوبة ال تكوف ىإال‬

‫بعد اإلؽلاف‪ ،‬يعين ىناؾ إؽلاف وبعد اإلؽلاف حصلت التوبة {ًَآََِٓ ًَػًََِّ صَبٌِحبً ثَُُّ اىْزَسٍَ} فهل كاف ضاالً‬
‫وؿ‬
‫الزيارة الغديريىة ووقفنا عنده بعض الشيء‪َ -:‬و ُىو قَ ُ‬ ‫حَّت تقوؿ اآلية ُثُى اىتدى؟ ىذا ادلعىن مىر علينا يف ِّ‬ ‫ى‬
‫ك ‪ -‬اآلية واضحة جداً‬ ‫صالِحاً ثُم ْاىتَ َدى إلَى ِوليَتِ َ‬
‫آم َن َو َع ِم َل َ‬ ‫ار لِّ َمن َ َ‬
‫اب َو َ‬ ‫َربِّي َعز َو َجل‪َ :‬وإِنِّي لَغَف ٌ‬
‫ار لِّ َمن‬
‫وؿ َربِّي َعز َو َجل‪َ :‬وإِنِّي لَغَف ٌ‬
‫الزيارة الشريفة ‪َ -‬و ُىو قَ ُ‬ ‫إذا وضعناىا يف سياقها‪ ،‬ادلضموف واضح يف ِّ‬
‫ك‪.‬‬ ‫صالِحاً ثُم ْاىتَ َدى إلَى ِوليَتِ َ‬‫آم َن َو َع ِم َل َ‬
‫اب َو َ‬
‫َ َ‬
‫حديث ادلعرفة بالنىورانيىة ادلراد منوُ ىو ىذا؛ أ ىف ادلعرفة تأِت من طريق النىورانيىة‪ ،‬وما ذَ َكَرهُ أمًنُ ادلؤمنٌن من‬
‫ُ‬
‫معرفة علي ىو ىذا‪ ،‬ىذه‬ ‫أوصاؼ ومن منازؿ ومن مقامات ىي ىذه أمثلة وليس ما يصل من النىورانيى ِة من ِ‬
‫بكل تفاصيلها يف ىذا احلديث‬ ‫أمثلة من الىذي سيصل إىل ادلؤمن‪ ،‬ادلعرفة النىورانيىة‪ ،‬ادلعرفة بالنىورانيىة مل تُ ىبٌن ِّ‬
‫بكاملو ولكن ىذا ادلوجود بٌن أيدينا‪ ،‬ادلوجود بٌن أيدينا ما جاء ِ‬
‫فيو ىو رلىرد‬ ‫ِ‬ ‫مع أ ىف احلديث ليس متوفِّراً‬
‫أي طريق؟‬
‫تصل إىل ادلؤمن من ّ‬ ‫ى‬
‫أمثلة‪ ،‬أمثلة ومراتب وظلاذج ومظاىر ومصاديق للمضامٌن وادلوضوعات اليت ُ‬
‫من طريق النىورانيىة بالنىورانيىة بواسطة ىذه احلالة‪ ،‬النىورانيىة؛ ىي العَلقةُ فيما بٌن الشيعي وإمامو‪ ،‬وليست‬
‫‪- 11 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫ذلك بالنُّورانيىة ىذا شيءٌ آخر لكن احلديث ال يتحدىث‬ ‫لنوع ادلعرفة‪ ،‬نعم ؽلكن أف تصف ادلعرفة بعد َ‬ ‫وصفاً ِ‬
‫يوجهنا إىل أ ْف تكوف فيما بيننا وبٌن األئ ىمة عَلقة‪ ،‬ومن خَلؿ ىذه‬ ‫عن ىذا ادلوضوع‪ ،‬احلديث يريد أ ْف ِّ‬
‫يبٌن اإلماـ تعريف ادلؤمن ادلمتحن‪-:‬‬ ‫يبٌن ىذا ادلطلب‪ ،‬حٌن ِّ‬ ‫العَلقة تأِت ادلعرفة‪ ،‬لذلك احلديث ىو نفسو ِّ‬
‫دره لَِقبُولو َولَم يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اؿ‪ِ :‬‬
‫ك َولَ ْم‬ ‫شّ‬ ‫ص َ‬ ‫الم ْمتَ َحن ُىو الّذي َل يَ ِر ُد من أَم ِرنَا إِلَيو َشيءٌ إِل َش َر َح َ‬ ‫المؤم ُن ُ‬ ‫قَ َ ُ‬
‫بلطف من اإلماـ‪ ،‬من إماـ‬ ‫برعاية ٍ‬ ‫بعناية ٍ‬ ‫يػرَب ‪ -‬عملية شرح الصدر ليست بيد اإلنساف ىذه عملية تأِت ٍ‬
‫َْ ْ‬
‫اهلل وسَلموُ عليو‪.‬‬ ‫زماننا صلوات ِ‬
‫ُ‬
‫ادلعرفة بالنىورانيىة معرفةُ العقائد بواسطة النىورانيىة ىو ىذا الىذي حتدىث عنوُ أىل البيت‪ ،‬ادلعرفة الىيت ال تكوف‬
‫صورية‪ ،‬يف‬ ‫ألهنا عقائد ُ‬ ‫هبذه الطريقة ىي معرفة لعقائد صورية‪ ،‬ال تثبت ولرىَّبا تزوؿ‪ ،‬تزوؿ من ذىن اإلنساف ى‬
‫مناجاة اإلماـ ال ىسجاد‪ ،‬ادلناجاة ادلعروفة َّبناجاة العارفٌن‪ ،‬أقرأ عليكم ادلناجاة وأنتم دقِّقوا النظر فيما جاء‬
‫فيها‪ ،‬ألنىوُ مل يبقى جزء كبًن من الوقت كي أقف طويَلً عند عبائر ادلناجاة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ت األَلْ ِس ُن َعن بُػلُوِغ ثَػنَائِك َك َما يَلِ ُ‬
‫وؿ َعن‬ ‫جزت العُ ُق ُ‬ ‫يق بِ َج َاللك ‪ -‬األلسنة قاصرة ‪َ -‬و َع َ‬ ‫ص َر ْ‬‫إِلَ ِهي قَ ُ‬
‫أَجل‬ ‫و‬ ‫‪-‬‬ ‫ك بِأجملِ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫اؾ ُك ِنو جمالِك ‪ -‬وضلن نقرأ يف دعاء السحر ‪ -‬اللهم إِني أَسألُك ِمن جمالِ‬ ‫إِدر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بلوغ‬
‫صرت األلسن عن ِ‬ ‫صرت األَلْس ُن َعن بُػلُوِغ ثَػنَائك ‪ -‬قَ ُ‬ ‫ات اهلل عليهم ‪ -‬إِلَ ِهي قَ ُ‬ ‫اجلماؿ ىم صلو ُ‬
‫صي ثَنائَ ُك ْم َول أَبْػلُ ُغ ِم َن‬ ‫ُح ِ‬ ‫ِ‬
‫ثنائك‪ ،‬نفس ادلضموف الىذي أشارت إليو الزيارة اجلامعة الكبًنة ‪َ -‬موالي ل أ ْ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألهنم وجو اهلل ‪ -‬موالِي ل أ ْ ِ‬ ‫الم ْد ِح ُك ْنػ َه ُك ْم ‪ -‬ى‬
‫ف‬ ‫الو ْ‬
‫الم ْد ِح ُك ْنػ َه ُك ْم َوم َن َ‬‫ُحصي ثَنائَ ُك ْم َول أَبْػلُ ُغ م َن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صي‬ ‫ُح ِ‬‫ف ُح ْس َن ثَنائِ ُك ْم َوأ ْ‬ ‫َص ُ‬‫فأِ‬ ‫نفس ادلضموف أيضاً ‪ -‬بِأَبِي أَنْػتُ ْم َوأ ُِّمي َونَػ ْف ِسي‪َ ،‬ك ْي َ‬ ‫قَ ْد َرُك ْم ‪ -‬وىو ُ‬
‫وؿ َعن إِدر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َرت األَلْ ِس ُن َعن بُػلُوِغ ثَػنَائِك َك َما يَلِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اؾ‬ ‫َ‬ ‫جزت العُ ُق ُ‬ ‫يق بِ َج َاللك َو َع َ‬ ‫يل بَالئ ُك ْم ‪ -‬إِلَ ِهي قَ ُ‬
‫َجم َ‬
‫لق طَري َقاً إلى َمع ِرفَتِك‬ ‫جعل لِل َخ ِ‬ ‫ِ‬
‫ار ُدو َف النظ ِر إلى ُسبُ َحات َوج ِهك َولَم َ َ‬ ‫األبص ُ‬
‫س َرت َ‬
‫ِ ِ‬
‫ُكنو َج َمالك وانْ َح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضلن األمساء احلُسىن‪.‬‬ ‫يق معرفة اهلل وأمسائو وىم أمساؤه‪ُ ،‬‬ ‫العج ِز َعن َمع ِرفَتك ‪ -‬طر ُ‬ ‫إل بِ َ‬
‫لق‬‫جعل لِل َخ ِ‬ ‫جز عن ادلعرفة ‪َ -‬ولَم َ َ‬ ‫الع ُ‬ ‫يق معرفة اهلل ومعرفة أمسائو احلسىن ىو َ‬ ‫صادؽ‪ ،‬طر ُ‬ ‫ىكذا قاؿ إمامنا ال ى‬
‫جهتو‪ ،‬عطاء من جهتهم‬ ‫عطاء من ِ‬ ‫طَري َقاً إلى مع ِرفَتِك إل بِالعج ِز عن مع ِرفَتِك ‪ -‬لذا سنحتاج إىل ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اج َعلنَا من الذين‬ ‫لتحصيل ادلعرفة‪ ،‬معرفةٌ بالنىورانيىة‪ ،‬بالتنوير وىم واهلل يُ ّنوروف قلوب ادلؤمنٌن ‪ -‬إلَهي فَ ْ‬
‫ك بِ َم َج ِام ِع قُػلُوبِ ِهم فَػ ُهم إلَى‬ ‫وعةُ َم َحبتِ َ‬‫ص ُدوِرِىم َوأَ َخ َذت لَ َ‬ ‫ِ‬
‫يك في َح َدائ ِق ُ‬ ‫وؽ إِلَ َ‬‫َرس َخت أَشجار الش ِ‬
‫َُ‬
‫لم َحب ِة‬
‫ياض ا َ‬ ‫والم َكا َش َف ِة يَرَعوف ‪ -‬ىي ىذه النىورانيىة ‪َ -‬وِمن ِح ِ‬ ‫رب ُ‬ ‫أَوَكا ِر األفْ َكا ِر يَ ُأووف َوِفي ِريَ ِ‬
‫اض ال ُق ِ‬
‫صا ِرِىم‬ ‫ف الغطَاءُ َعن أَبْ َ‬
‫أس المالطََف ِة ي ْكرعُوف و َشراي ِع الْمػصافَاة ي ِر ُدوف ‪ -‬فماذا يكوف؟ ‪ -‬قَد ُك ِش َ ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب َك ِ ُ‬
‫ِ‬
‫صا ِرِىم‬ ‫ف الغطَاءُ َعن أَبْ َ‬
‫الظلمات إىل النُّور ‪ -‬قَد ُك ِش َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب َعن َع َقائِ ِد ِىم ‪ُ -‬ؼلرجهم من‬ ‫لمةُ الر ِ‬ ‫وانْ َجلَت ظُ َ‬
‫‪- 11 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫ك َعن قُػلُوبِ ِهم َو َسرائِ ِرِى ْم‬ ‫ض َمائِ ِرِىم وانْػتَػ َفت ُم َخالَ َجةُ الش ِّ‬
‫يب َعن َع َقائِ ِد ِىم َو َ‬ ‫لمةُ الر ِ‬
‫وانْ َجلَت ظُ َ‬
‫ِ‬ ‫ص ُدوُرُى ْم ‪ -‬ىو نفسو ادلضموف الىذي جاء يف حديث‬ ‫ت بِتَ ِ‬
‫ادلعرفة بالنىورانيىة ‪-‬‬ ‫المع ِرفَة ُ‬
‫يق َ‬ ‫حق ِ‬ ‫ش َر َح ْ‬
‫وانْ َ‬
‫دره لَِقبُولو َولَم يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ ،‬يَا‬ ‫ك َولَ ْم يَػ ْرَ ْ‬
‫شّ‬ ‫ص َ‬‫الم ْمتَ َح ُن ُىو الّذي َل يَ ِر ُد من أَم ِرنَا إِلَيو َشيءٌ إِل َش َر َح َ‬
‫المؤم ُن ُ‬ ‫ُ‬
‫وات الل َعليك‪ ،‬قاؿ‪ :‬من آمن بما قُلت وصد َؽ‬ ‫صلَ ُ‬ ‫يك يا أمير ِ‬
‫المؤمنين َ‬ ‫لما ُف ويَا ُجن َدب؟ قال‪ :‬لَب َ َ َ ُ‬ ‫َس َ‬
‫لإليماف‬ ‫ِ‬ ‫بِما بَػي ُ‬
‫نت فَػ ُهو ُمؤم ٌن ُممتَ َحن امتَ َح َن الل قَلبَوُ َ‬ ‫رى ُ‬‫رت وبَ َ‬
‫حت ونَػو ُ‬ ‫وأوض ُ‬ ‫حت َ‬ ‫رت و َش َر ُ‬
‫نت وفَس ُ‬
‫شرحت بِتَ ِ‬ ‫ِِ‬
‫المع ِرفَة‬‫يق َ‬ ‫حق ِ‬ ‫ك َعن قُػلُوبِ ِهم َو َسرائ ِرىم وانْ َ َ َ‬ ‫لإلسالـ ‪ -‬وانْػتَػ َفت ُم َخالَ َجةُ الش ِّ‬
‫َ‬ ‫ص َدرهُ‬
‫َو َش َر َح َ‬
‫ص ُدوُرُىم‪.‬‬‫ُ‬
‫ادلناجاة طويلة ووقت الربنامج يكاد أف ينتهي أنتم أكملوا قراءة مناجاة اإلماـ ال ىسجاد موجودة يف مفاتيح‬
‫اجلناف وكذلك تُطبع يف العديد من طبعات الصحيفة ال ىسجاديىة‪ ،‬يف هنايات الصحيفة ال ىسجاديىة يُلحقوهنا‪،‬‬
‫ألهنا أساساً يف األصل ليست من أدعية الصحفية ال ىسجاديىة وإىظلا ىي من الدعية ادلروية عن إمامنا ال ىسجاد‬ ‫ى‬
‫اهلل وسَلموُ عليو ففي بعض طبعات الصحيفة ال ىسجاديىة يلحقوف ىذه ادلناجيات بالصحيفة‬ ‫صلوات ِ‬
‫ُ‬
‫ال ىسجاديىة ادلعروفة بالصحيفة ال ىسجاديىة الكاملة‪.‬‬
‫الزيارة الغديرية‪ ،‬مضامٌن األحاديث واضحة وجليىة‬ ‫أعتقد أ ىف مضامٌن اآليات‪ ،‬مضامٌن األدعية‪ ،‬مضامٌن ِّ‬
‫جداً كلها تصب يف ٍ‬
‫اجتاه واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تت ىمةُ احلديث تأتينا إف شاء اهلل تعاىل يف يوـ غد‪.‬‬
‫علي ‪ ...‬أسألكم الدعاء يف أماف اهلل‪.‬‬ ‫يا ى‬

‫‪- 14 -‬‬
‫ورِانيَّة‬
‫عرفَة ِبال َن َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش َرة‪َ :‬وقفَة عند َحديث َ‬
‫ِ‬
‫الـحلَقَة الحاد َية َبعد َ‬
‫َ‬ ‫برنامج‪َ :‬يا َعِلي‪...‬‬

‫وفي الختاـ‪:‬‬
‫ل بُػ ّد مػػن التنبيػػو الػػى أنّنػػا حاولنػػا نقػػل نصػػوص البرنػػامج كمػػا ىػػي وىػػذا المطبػػوع ل‬
‫يخلػػو مػػن أخطػػاء وىفػػوات فمػػن أراد الدقّػػة الكاملػػة عليػػو مراجعػػة َسػػجيل البرنػػامج‬
‫بصورة الفيديو أو األوديو على موقع القمر‪.‬‬

‫مع التحيات‬
‫ال ُػمتابَعة‬
‫القمر‬
‫‪ 3416‬ىػ‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫امج يَػا َعلِ ػػي ‪ : ...‬متوفّر بالفيديو واألوديو على موقع القمر ‪www.alqamar.tv‬‬ ‫بَػ ْرنَ َ‬
‫ّ‬
‫‪- 15 -‬‬

You might also like