You are on page 1of 199

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫}يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ََل تَأ ْ ُكلُوا أ َ ْم َوالَ ُكم بَ ْينَ ُكم‬
‫اض ِمن ُك ْم ۚ َو ََل‬ ‫ارة ً َعن ت َ َر ٍ‬ ‫اط ِل ِإ ََّل أَن ت َ ُكونَ تِ َج َ‬ ‫ِب ْالبَ ِ‬
‫حيما ً{ النساء‪29‬‬ ‫َّللا َكانَ بِ ُك ْم َر ِ‬ ‫ت َ ْقتُلُوا أَنفُ َ‬
‫س ُك ْم ۚ إِ َّن َّ َ‬
‫اإلهداء‬

‫أهدي هذا اإلنجاز العلمي المتواضع لكل من‪:‬‬

‫روح والدي رحمه هللا‪ ،‬وأمي‪..‬‬

‫الزوجة واألبناء حفظهم هللا‪..‬‬

‫أرواح الشهداء‪ ،‬وللجرحى واألسرى‪..‬‬

‫شعبنا الصامد‪..‬‬
‫"مقدمة عامة"‬
‫تمثل التجارة واحدة من أهم النشاطات االقتصادية في كافة العصور التاريخية‪،‬‬
‫وتعتبر ذو أهمية خاصة في وقتنا الحاضر‪ ،‬فالتجارة هي عصب الحياة‬
‫االقتصادية‪ ،‬كيف ال؟ وهي العملية التي يتم من خاللها تلبية احتياجات األفراد‬
‫المادية من سلع وبضائع ومنتجات ومقتنيات‪.‬‬
‫لقد تطورت التجارة بشكل كبير‪ ،‬وشملت هذه التجارة ما يتعلق بالتجارة البرية‬
‫والبحرية والجوية‪ ،‬حتى أصبحنا على نوع جديد من التجارة المتقدمة جداً أال وهي‬
‫التجارة اإللكترونية‪ ،‬حيث يعقد التجار أفراداً وشركات صفقاتهم سريعاً عبر‬
‫الوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬وتحديداً االعتماد بشكل كبير وغير مسبوق على‬
‫شبكة االنترنت‪ ،‬وال يخفى على أحد اآلن ما تمثله تجارة االنترنت من أهمية بالغة‪،‬‬
‫وما يترتب على هذه التجارة من أرباح كبيرة‪ ،‬وباتت الشركات الكبرى تعرض‬
‫منتجاتها على شبكة االنترنت من خالل المواقع االلكترونية العامة أو المواقع‬
‫الخاصة بهذه الشركات‪ ،‬وكذلك الحال مواقع التواصل االجتماعي وعلى‬
‫الخصوص موقعي الفيسبوك وتويتر‪.‬‬
‫إن التجارة بكافة أشكالها تمثل أهمية بالغة فمن خاللها يتم تداول األموال وتعتبر‬
‫مصد اًر لرزق الكثير من الناس‪ ،‬كما تعتبر التجارة امتداد للصناعة‪ ،‬وال معنى‬
‫لهذه الصناعة من غير التجارة‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬إذ أن كالهما يعتمد على‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫تقاء وتقدماً‪،‬‬
‫أيضاً كلما ازدهرت التجارة والصناعة كلما ازداد اقتصاد الدولة قوة وار ً‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬
‫إن التطور الحاصل في ميدان التجارة والذي يحتاج لمجهودات بشرية كبيرة نتيجة‬
‫االنفتاح الذي يشهده العالم من خالل االنترنت دفع بالدول إلى التدخل من أجل‬
‫تنظيم هذه التجارة بكافة أشكالها‪ ،‬فشرعت لها القوانين‪ ،‬وفصلت القانون التجاري‬
‫عن القانون المدني لتكون هذه التشريعات قادرة على االستجابة لمتطلبات التجارة‬
‫وأهمها السرعة واالئتمان‪ ،‬فسنت الدول نصوصاً قانونية تدعم عنصري السرعة‬
‫واالئتمان وتفرض إجراءات تختلف عن تلك المنصوص عليها في القانون المدني‪،‬‬
‫ومن ذلك مثالً حرية اإلثبات‪ ،‬حيث يمكن إثبات المعامالت التجارية بكافة طرق‬
‫اإلثبات‪.‬‬
‫كما تقدمت الدول كثي اًر في مجال التشريع التجاري فأوجدت قوانين خاصة لبعض‬
‫المعامالت التجارية مثل قانون الشركات‪ ،‬الذي تخضع له الشركات بكافة أنواعها‬
‫وأشكالها‪.‬‬
‫وحيث أن القانون التجاري أصبح علماً يدرس في كافة الجامعات‪ ،‬بل ال يكاد‬
‫فصل دراسي إال ويوجد به أحد مساقات القانون التجاري‪ ،‬كان لزاماً علينا الخوض‬
‫في هذا المجال والخروج بهذا اإلنتاج العلمي‪ ،‬فتم البحث في كافة مواضيع القانون‬
‫التجاري‪.‬‬
‫وقد تضمن الجزء األول النظرية العامة‪ ،‬وتم االنتهاء منه‪ ،‬والجزء الثاني سيكون‬
‫إن شاء هللا في الشركات التجارية‪ ،‬والجزء الثالث في األوراق التجارية‪ ،‬أما الجزء‬
‫الرابع فهو في العقود التجارية‪ ،‬ثم الجزء الخامس في التحكيم التجاري‪ ،‬وأخي اًر‬
‫الجزء السادس في أحكام اإلفالس‪.‬‬
‫وقد اعتمدنا في الكتابة الدراسة المقارنة بين القانون الفلسطيني والقانون القطري‪،‬‬
‫وتم االستعانة بأقوال فقهاء القانون‪ ،‬وقدمنا الكتاب األول عن النظرية العامة في‬
‫القانون التجاري بشكل ميسر يسهل معه على الطالب والباحث االطالع والقراءة‬
‫وهو ما سنعتمده إن شاء هللا تعالى في باقي األجزاء‪ ،‬مع إدراكنا التام بأن هذا‬
‫اإلنتاج العلمي ينقصه الكثير فالكمال هلل وحده‪.‬‬

‫المؤلف‬
‫"فهرس الكتاب"‬

‫ص‬ ‫العنوان‬ ‫تقسيم‬ ‫م‬


‫أحكام تمهيدية‬ ‫الفصل األول‬ ‫‪1‬‬
‫ماهية قانون التجارة‬ ‫المبحث األول‬ ‫‪2‬‬
‫تعريف قانون التجارة ومميزاته‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪3‬‬
‫تعريف قانون التجارة‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪4‬‬
‫الصفات المميزة لقانون التجارة‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪5‬‬
‫عالقة قانون التجارة بالقانون المدني‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪6‬‬
‫نظرية وحدة القانون الخاص‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪7‬‬
‫نظرية ازدواجية قواعد القانون الخاص‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪8‬‬
‫التطور التاريخي لقانون التجارة‬ ‫المطلب الثالث‬ ‫‪9‬‬
‫العصر القديم‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪10‬‬
‫العصور الوسطى‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪11‬‬
‫العصور الحديثة‬ ‫الفرع الثالث‬ ‫‪12‬‬
‫موضوع قانون التجارة ومصادره‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫‪13‬‬
‫مجال تطبيق قانون التجارة‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪14‬‬
‫النظرية المادية‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪15‬‬
‫النظرية الذاتية‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪16‬‬
‫النظرية المختلطة‬ ‫الفرع الثالث‬ ‫‪17‬‬
‫مصادر القانون التجاري‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪18‬‬
‫المصادر الرسمية‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪19‬‬
‫المصادر غير الرسمية‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪20‬‬
‫التفرقة بين العمل التجاري والمدني‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫‪21‬‬
‫معايير التفرقة‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪22‬‬
‫نظرية قصد تحقيق الربح "المضاربة"‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪23‬‬
‫نظرية انتقال الثروات "التداول"‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪24‬‬
‫نظرية المشروع "المقاولة"‬ ‫الفرع الثالث‬ ‫‪25‬‬
‫نظرية الحرفة‬ ‫الفرع الرابع‬ ‫‪26‬‬
‫أهمية التفرقة‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪27‬‬
‫قواعد تفعيل عنصر السرعة‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪28‬‬
‫قواعد تقوية عنصر االئتمان‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪29‬‬
‫األعمال التجارية‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫‪30‬‬
‫األعمال التجارية المنفردة‬ ‫المبحث األول‬ ‫‪31‬‬
‫األعمال التجارية المنفردة العادية‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪32‬‬
‫شراء المنقوالت لغايات بيعها ‪...‬إلخ‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪33‬‬
‫البيع‪،‬االستئجار‪،‬التأجيرثانية للمنقوالت‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪34‬‬
‫تأسيس الشركات التجارية‬ ‫الفرع الثالث‬ ‫‪35‬‬
‫المطلب الثاني األعمال المنفردة البحرية والجوية‬ ‫‪36‬‬
‫األعمال التجارية عن طريق االحتراف‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫‪37‬‬
‫مشروعات اإلنتاج‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪38‬‬
‫المطلب الثاني مشروعات الوساطة‬ ‫‪39‬‬
‫مشروعات البيوع‬ ‫المطلب الثالث‬ ‫‪40‬‬
‫مشروع الخدمات‬ ‫المطلب الرابع‬ ‫‪41‬‬
‫األعمال التجارية بالتبعية‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫‪42‬‬
‫مفهوم وشروط األعمال بالتبعية‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪43‬‬
‫المقصود باألعمال التجارية بالتبعية‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪44‬‬
‫شروط اعتبار األعمال تجارية بالتبعية‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪45‬‬
‫نطاق تطبيق األعمال التجارية بالتبعية‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪46‬‬
‫أعمال تبعية مصدرها التزام عقدي‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪47‬‬
‫أعمال تبعية مصدرها غير عقدي‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪48‬‬
‫األعمال المختلطة‬ ‫المبحث الرابع‬ ‫‪49‬‬
‫التاجر‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫‪50‬‬
‫شروط اكتساب صفة التاجر‬ ‫المبحث األول‬ ‫‪51‬‬
‫االحتراف‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪52‬‬
‫معنى احتراف األعمال التجارية‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪53‬‬
‫عناصر االحتراف‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪54‬‬
‫األهلية‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪55‬‬
‫كامل األهلية‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪56‬‬
‫ناقص األهلية‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪57‬‬
‫أهلية المرأة المتزوجة‬ ‫الفرع الثالث‬ ‫‪58‬‬
‫آثار اكتساب صفة التاجر‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫‪59‬‬
‫مسك الدفاتر التجارية‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪60‬‬
‫أهمية مسك الدفاتر التجارية وأنواعها‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪61‬‬
‫قواعد تنظيم مسك الدفاتر التجارية‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪62‬‬
‫القيد في السجل التجاري‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪63‬‬
‫الملتزمون بالقيد في السجل التجاري‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪64‬‬
‫إجراءات القيد والبيانات وتعديلها‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪65‬‬
‫حجية بيانات السجل وجزاء عدم قيدها‬ ‫الفرع الثالث‬ ‫‪66‬‬
‫المتجر‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫‪67‬‬
‫عناصر المتجر‬ ‫المبحث األول‬ ‫‪68‬‬
‫العناصر المعنوية للمتجر‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪69‬‬
‫العنصر المعنوي "االتصال بالعمالء"‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪70‬‬
‫العناصر المعنوية غير الرئيسية‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪71‬‬
‫العناصر المادية للمتجر‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪72‬‬
‫البضائع‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪73‬‬
‫المهمات‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪74‬‬
‫خصائص المتجر وطبيعته وتنظيمه‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫‪75‬‬
‫خصائص المتجر وطبيعته القانونية‬ ‫المطلب األول‬ ‫‪76‬‬
‫خصائص المتجر‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪77‬‬
‫الطبيعة القانونية للمتجر‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪78‬‬
‫دعوى المنافسة غير المشروعة‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪79‬‬
‫مفهوم دعوى المنافسة غير المشروعة‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪80‬‬
‫شروط دعوى المنافسة غير المشروعة‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪81‬‬
‫صور المنافسة غير المشروعة‬ ‫الفرع الثالث‬ ‫‪82‬‬
‫جزاء المنافسة غير المشروعة‬ ‫الفرع الرابع‬ ‫‪83‬‬
‫المعامالت التي ترد على المتجر‬ ‫المطلب الثالث‬ ‫‪84‬‬
‫بيع المتجر‬ ‫الفرع األول‬ ‫‪85‬‬
‫رهن المتجر‬ ‫الفرع الثاني‬ ‫‪86‬‬
‫"مقدمة الكتاب"‬
‫النظرية العامة لقانون التجارة الفلسطيني تحتوي على األعمال التجارية والتاجر‬
‫والمتجر‪ ،‬فاألعمال التجارية نص عليها القانون على سبيل المثال ال الحصر‬
‫وأوضح صراحة قياس ما يشابه هذه األعمال عليها‪ ،‬وتم تقسيم هذه األعمال إلى‬
‫األعمال التجارية المنفردة واألعمال التجارية بطريق االحتراف‪ ،‬واألعمال التجارية‬
‫بالتبعية‪ ،‬واألعمال التجارية المختلطة‪ ،‬كما تحتوي النظرية العامة على التاجر‪،‬‬
‫حيث يجب أن تتوافر عدة شروط الكتساب صفة التاجر‪ ،‬واكتساب هذه الصفة‬
‫يرتب آثا اًر من بينها مسك الدفاتر التجارية والقيد في السجل التجاري‪ ،‬أما المتجر‬
‫فهو الذي يتكون من عناصر معنوية رئيسية وغير رئيسية كما يتكون من عناصر‬
‫مادية غير إلزامية‪ ،‬ويستطيع التاجر حماية متجره من خالل منع المنافسة غير‬
‫المشروعة وذلك برفع دعوى تسمى دعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫ويعتبر هذا الكتاب الذي خصص للنظرية العامة الجزء األول من عدة أجزاء‬
‫تضم كافة موضوعات قانون التجارة‪ ،‬وبدأنا بالنظرية العامة فهي األحكام العامة‬
‫لقانون التجارة أو بمثابة المدخل لدراسة القانون التجاري‪ ،‬إذ ال بد وقبل الخوض‬
‫في محتويات قانون التجارة التعرف على األعمال التجارية والتاجر والمتجر‬
‫وبدونها ال يمكن فهم باقي موضوعات القانون التجاري‪.‬‬
‫لقد تم التركيز في دراستنا هذه على قانون التجارة الفلسطيني النافذ في قطاع غزة‬
‫والذي يحمل الرقم "‪ "2‬لعام "‪ "2014‬م‪ ،‬وتمت المقارنة بنصوص قانون التجارة‬
‫القطري رقم "‪ "27‬لعام "‪ "2006‬م‪ ،‬حيث سيتم التطرق للقانون القطري في حالة‬
‫اختالفه فقط مع القانون الفلسطيني‪ ،‬وفي حالة توافقه فلن يذكر سوى القانون‬
‫الفلسطيني‪ ،‬وقدمنا هذه النصوص وشرحناها بشكل مبسط ومنظم‪.‬‬
‫كما تم تقسيم البحث إلى أربعة فصول رئيسية كان األول منها في األحكام‬
‫التمهيدية والثاني في األعمال التجارية والثالث في التاجر‪ ،‬أما الرابع فاحتوى على‬
‫المتجر‪ ،‬وتم تقسيم هذه الفصول بحيث أصبحت عناوين البحث كافة ترتبط‬
‫ببعضها‪ ،‬فال يوجد عنوان إال ويحمل ترقيماً تابعاً لعنوان أكبر وهكذا‪.‬‬

‫نسأل هللا التوفيق والسداد‬

‫المؤلف‬
‫تقسيم الكتاب‬
‫"الفصول الرئيسية"‬

‫الفصل األول‪ :‬أحكام تمهيدية‬


‫الفصل الثاني‪ :‬األعمال التجارية‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التاجر‬
‫الفصل الرابع‪ :‬المتجر‬
‫الفصل األول‬
‫"أحكام تمهيدية"‬
‫ونتحدث في هذا الفصل عن ماهية قانون التجارة‪ ،‬وموضوع ومصدر قانون‬
‫التجارة‪ ،‬ثم التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني وذلك في ثالثة مباحث على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫ماهية قانون التجارة‬
‫نتطرق في هذا المبحث لتعريف قانون التجارة ومميزاته‪ ،‬وعالقة القانون‬
‫التجاري بالقانون المدني‪ ،‬ثم التطور التاريخي لقانون التجارة وذلك في ثالثة‬
‫مطالب على النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‬
‫"تعريف قانون التجارة ومميزاته"‬
‫نتطرق في هذا المطلب لتعريف قانون التجارة من جهة‪ ،‬ومميزاته من جهة‬
‫أخرى وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫"تعريف قانون التجارة"‬
‫تناول الفقهاء قانون التجارة بعديد التعريفات وفقاً للمفاهيم التي يؤمن بها كل منهم‪،‬‬
‫فاتجه فريق إلى تعريف قانون التجارة استناداً إلى المفهوم المادي أو الموضوعي‬
‫وهو الذي يرتكز على‪( :‬األعمال التجارية)‪ ،‬وعرفه فريق آخر استناداً إلى المفهوم‬
‫الذاتي أو الشخصي ويرتكز هذا المفهوم على‪( :‬التاجر) ثم اتجه فريق ثالث إلى‬
‫التعريف المختلط ويستند على‪( :‬األعمال التجارية والتاجر)(‪ ،)1‬وهو ما اتجه إليه‬
‫شأنه في‬ ‫(‪)2‬‬
‫الفقه بغالبيته‪ ،‬ويعتبر قانون التجارة فرع من فروع القانون الخاص‬
‫ذلك شأن القانون المدني‪ ،‬وعليه نفصل هذه التعريفات مضافاً إليها موقف‬
‫القانونين الفلسطيني والقطري وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬التعريف المادي لقانون التجارة‪ :‬عرف البعض قانون التجارة بأنه عبارة‬
‫عن مجموعة القواعد القانونية التي تنظم األعمال التجارية فقط‪ ،‬ولم يتطرق هذا‬
‫التعريف لفئة التجار وهو ما يعني أن األصل في التعريف هو األعمال التجارية‬
‫دون التاجر‪ ،‬فقانون التجارة ينظم األعمال التجارية بصرف النظر عن القائم بها‬
‫أو الشخص الذي يمارسها سواء كان تاج اًر أم غير تاجر(‪.)3‬‬
‫وعليه لو قام شخص مدني بممارسة أعمال التجارة فإن القانون الذي يخضع له‬
‫أثناء ممارسته للتجارة هو القانون التجاري وليس القانون المدني‪ ،‬كما لو قام‬
‫شخص مدني ببيع سيارته بقصد الربح‪ ،‬وكذلك لو قام تاجر بممارسة أعمال مدنية‬
‫فإن القانون الذي يخضع له أثناء ممارسته لألعمال المدنية هو القانون المدني‬
‫وليس القانون التجاري‪.‬‬
‫وعليه أيضاً فإن تطبيق القانون التجاري يرتبط باألعمال التجارية وليس التاجر‪،‬‬
‫فأينما تمت األعمال التجارية يتم تطبيق قانون التجارة عليها أياً كان الشخص‬
‫الذي قام بممارسة هذه األعمال التجارية‪ ،‬وسواء كان شخصاً طبيعياً‪ ،‬أم شخصاً‬
‫اعتبارياً كالشركات‪.‬‬

‫(‪ )1‬عالية‪ ،‬سمير‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‪ ،1996 ،‬ص‪،8‬‬
‫وانظر‪ :‬عباس‪ ،‬محمد حسني‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للقانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،1969 ،‬ص‪ ،10‬وانظر‪:‬‬
‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬ورضوان‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬وعبد الظاهر فوزي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة عين شمس‪،1997 ،‬‬
‫ص‪. 5‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المهدي‪ ،‬نزيه‪ ،‬المدخل لد ارسة القانون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1986 ،‬ص‪.9‬‬
‫بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫إن األخذ بهذا التعريف وحده يعني أن التاجر إذا قام بممارسة أعمال مدنية‬
‫لغايات تجارية فإنها ال تكون أعماالً تجارية بل تبقى مدنية‪ ،‬وينطبق عليها القانون‬
‫المدني وليس القانون التجاري‪ ،‬وهو ما يخالف نص القانون الذي اعتبرها أعماالً‬
‫تجارية بالتبعية كون التاجر يمارسها ألغراض تجارية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التعريف الذاتي لقانون التجارة‪ :‬عرف فريق من الفقهاء قانون التجارة بأنه‬
‫عبارة عن مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عمل التجار أثناء ممارستهم لمهنة‬
‫التجارة(‪.)4‬‬
‫ويعني ذلك أن قانون التجارة ال ينطبق على غير التجار حتى ولو قاموا بأعمال‬
‫تجارية‪ ،‬فلو قام شخص مدني غير تاجر بممارسة عمل تجاري فإنه ال يخضع‬
‫أثناء ذلك لقانون التجارة‪ ،‬بل يجب أن يزاول العمل التجاري تاجر حتى يخضع‬
‫في عمله هذا للقانون التجاري‪ ،‬وهذا التعريف تمسك به عدد قليل من الفقهاء‪،‬‬
‫وتم انتقاده وهو ما سنتحدث عنه الحقاً‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التعريف المختلط لقانون التجارة‪ :‬ذهب فريق ثالث إلى تعريف قانون‬
‫التجارة بأنه ذلك القانون الذي تنظم قواعده األعمال التجارية وكذلك نشاط التجار‬
‫أثناء ممارستهم لمهنة التجارة(‪.)5‬‬

‫رضوان‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،1997-1996 ،‬ص‪.59‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬دار‬ ‫(‪)5‬‬

‫الشروق للنشر والتوزيع‪ ،1993 ،‬ص‪ .7‬وانظر‪ :‬عالية‪ ،‬سمير‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،8‬‬
‫وانظر‪ :‬عباس‪ ،‬محمد حسني‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للقانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،10‬وانظر‪ :‬القليوبي‪،‬‬
‫سميحة‪ ،‬ورضوان‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬وعبد الظاهر فوزي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،5‬وانظر‪ :‬جرادة‪ ،‬نضال‬
‫جمال‪ ،‬الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬غزة‪ ،1430 – 2009 ،‬ص‪،7‬‬
‫وانظر‪ :‬الخولي‪ ،‬أكثم أمين‪ ،‬قانون التجارة اللبناني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪ ،1967‬ص‪ ،5‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،1995 ،‬ص‪.17‬‬
‫فليس ألي من النظريتين القدرة على االنفراد بتحديد نطاق تطبيق أحكام القانون‬
‫التجاري لذلك يتجه غالبية الفقهاء إلى الجمع بين النظريتين لتحديد نطاق أحكام‬
‫القانون التجاري(‪.)6‬‬
‫وهذا التعريف شامل حيث يخضع لقانون التجارة كافة األعمال التجارية حتى لو‬
‫صدرت من غير تاجر‪ ،‬كما يخضع التجار أثناء ممارستهم ألعمالهم التجارية‬
‫لقانون التجارة‪ ،‬حتى لو كانت لهم أعمال باألصل مدنية ويمارسونها لتسهيل‬
‫أعمالهم التجارية فإنها تصبح تجارية بالتبعية‪.‬‬
‫ومن التعريفات التي قيلت بهذا الشأن‪" :‬مجموعة القواعد القانونية التي تنظم ما‬
‫يسمى بالمعامالت التجارية والتي تطبق على فئة معينة من األشخاص يطلق‬
‫عليهم التجار(‪ ،)7‬كذلك عرف البعض قانون التجارة بأنه‪" :‬مجموعة القواعد‬
‫القانونية التي تهتم بتنظيم األعمال التجارية‪ ،‬ونشاط التاجر في ممارسته حرفة‬
‫التجارة والمحل التجاري وااللتزامات التجارية وعمليات البنوك واألوراق التجارية‬
‫واإلفالس وغير ذلك من المجاالت التي تهم التجارة(‪.)8‬‬
‫رابعاً‪ :‬موقف القانون الفلسطيني والقانون القطري‪ :‬المشرع التجاري الفلسطيني‬
‫لم يذكر تعريفاً لقانون التجارة لكنه أخذ بمحتويات التعريف المختلط فنص على‬
‫أن أحكام قانون التجارة تسري على األعمال التجارية والتجار‪.‬‬
‫"تسري أحكام هذا القانون على األعمال التجارية والتجار(‪.)9‬‬
‫أما القانون القطري فقد عرف صراحة قانون التجارة بأنه القانون الذي يسري على‬
‫التجارة واألعمال التجارية سواء قام بها تاجر أو غير تاجر وعليه يكون قد أخذ‬
‫بالتعريف المادي‪.‬‬

‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1981 ،‬ص‪.25‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫قايد‪ ،‬محمد بهجت‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2002 ،‬ص‪.1‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫المادة " ‪ " 1‬من قانون التجارة الفلسطيني رقم " ‪ " 2‬لسنة ‪.2014‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫"تسري أحكام هذا القانون على التجارة‪ ،‬وعلى جميع األعمال التجارية التي يقوم‬
‫بها أي شخص ولو كان غير تاجر(‪.)10‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن اختالفاً بين الفقهاء والتشريعات قد حدث بشأن تعريف‬
‫قانون التجارة فمن التشريعات تلك التي أخذت بنظرية األعمال التجارية‪ ،‬أي أن‬
‫القانون التجاري ينطبق على األعمال التجارية بصرف النظر عن القائم بها تاج اًر‬
‫كان أو غير تاجر ومنها التشريع القطري وأيدها بعض القانونيين‪ ،‬ومنها من أخذ‬
‫بنظرية التاجر‪ ،‬أي أن القانون التجاري ينطبق على فئة التجار دون غيرهم‪ ،‬وأخذ‬
‫بها أيضاً بعض القانونيين‪ ،‬وهناك تشريعات تبنت النظرية المختلطة ومنها التشريع‬
‫الفلسطيني وأيد هذه النظرية الغالبية العظمى من الفقهاء‪ ،‬ومفادها أن القانون‬
‫التجاري ينطبق على األعمال التجارية والتاجر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫" الصفات المميزة لقانون التجارة "‬
‫تتصف التجارة بعدة صفات من أهمها العمل على تحقيق األرباح في خالل مدة‬
‫(‪)11‬‬
‫قصيرة ولذلك فإن المعامالت التجارية تتسم بالسرعة وتحتاج الئتمان قوي‬
‫يهدف إلى إيجاد الثقة‪ ،‬كما تتطلب التجارة وجود العالنية التجارية حفاظاً على‬
‫الحقوق‪ ،‬ولذلك فإن قانون التجارة وضع قواعد تساعد التجار على تحقيق ربحهم‬
‫ويسر من اإلجراءات التي تؤدي إلى سرعة المعامالت التجارية ووضع أحكاماً‬
‫لتقوية االئتمان‪ ،‬وفرض على التجار القيام بإجراءات العالنية التجارية ونفصل‬
‫هذه الصفات على النحو اآلتي‪:‬‬

‫المادة " ‪ " 1‬من قانون التجارة القطري رقم " ‪ " 27‬لسنة ‪.2006‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫‪ ،2005‬ص‪.7‬‬
‫أوالً‪ :‬االتفاق مع هدف تحقيق األرباح‪ :‬ال يزاول التجار أعمالهم التجارية عبثاً‪،‬‬
‫بل يهدف كل تاجر من خلف تجارته إلى تحقيق األرباح(‪ )12‬وهو الهدف األول‬
‫من التجارة‪ ،‬فالتجارة تعني المضاربة على السلع والبضائع من أجل تحقيق‬
‫(‪)13‬‬
‫التي تمكنهم من االستمرار في تجارتهم وتوسيعها وتطويرها إن أمكن‬ ‫األرباح‬
‫ذلك‪ ،‬إضافة إلى تحمل أعباء الحياة بأشكالها المختلفة‪ ،‬والذي يميز العمل التجاري‬
‫عن العمل المدني في األساس هو قصد تحقيق الربح‪ ،‬فال معنى للتجارة بغير‬
‫الربَا(‪.)14‬‬ ‫ذلك‪ ،‬وهو ما أكده هللا سبحانه وتعالى حينما قال‪َ " :‬و َأ َح َّل َّ‬
‫َّللا ُ ا ْلبَ ْي َع َو َح َّرمَ ِّ‬
‫وقد نص القانون القطري على أن‪" :‬األعمال التجارية بصفة عامة هي األعمال‬
‫التي يقوم بها الشخص بقصد المضاربة ولو كان غير تاجر‪ ،‬والمضاربة هي‬
‫توخي الربح بطريقة تداول المعامالت(‪.)15‬‬
‫ولذلك تماشى قانون التجارة مع هذا الهدف‪ ،‬بل وسعى المشرع لفرض أحكام‬
‫تساعد التجار على تحقيق األرباح سواء كان من يمارس األعمال التجارية‬
‫أشخاص طبيعية (أفراد) أو أشخاص اعتبارية (شركات تجارية)‪ ،‬فمثالً فرض‬
‫القانون في الشركات التجارية توزيع األرباح على الشركاء واعتبر ذلك قاعدة آمرة‬
‫متعلقة بالنظام العام وال يجوز االتفاق على خالفها‪ ،‬وبالتالي ال يجوز حرمان أي‬
‫شريك من األرباح وال اعفاء أي شريك من الخسائر فإذا وقع ذلك فإن شرطي‬
‫الحرمان أو االعفاء يعتب ارن باطلين‪.‬‬
‫كما ابتعد قانون التجارة عن فرض قواعد شكلية معقدة كما القانون المدني‪ ،‬هذه‬
‫القواعد الشكلية لو تم التقيد بها فإنها تؤدي إلى النفور وبالتالي يؤثر ذلك على‬

‫(‪ )12‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،1995 ،‬ص‪.10‬‬
‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام قانون التجارة‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬غزة‪ ،‬مكتبة القدس‪2016 ،‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫– ‪ 1437‬هـ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪)14‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬آية‪.275 :‬‬
‫المادة " ‪ " 3‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫النشاط التجاري بوجه عام وعلى صفة تحقيق األرباح بوجه خاص‪ ،‬فاألرباح‬
‫تتحقق كلما تحقق المزيد من الصفقات وهذا بدوره يحتاج للسرعة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬اإلسهام في سرعة التعامل التجاري‪ :‬لم تكن قواعد القانون المدني تصلح‬
‫لتطبيقها على المسائل التجارية التي تزداد تطو اًر بشكل ملحوظ مما يجعلها في‬
‫حاجة دائمة لتحقيق مبدأ السرعة(‪ ،)16‬كون السرعة لها أهمية كبيرة في الحياة‬
‫التجارية ولذلك تم تخصيص قواعد قانونية تنسجم مع ما تتطلبه التجارة من سرعة‬
‫لتحقيق أكبر قدر من الربح في أقصر مدة ممكنة‪ ،‬والزيادة في الربح ال تتحقق‬
‫إال بزيادة النشاط التجاري‪ ،‬فالصفقات كلما زادت فإن الربح تبعاً لذلك يزيد‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬ولذلك تم فصل القانون التجاري عن القانون المدني‪ ،‬حيث تسهم‬
‫قواعد القانون التجاري في زيادة األرباح خالف ما هو عليه الحال في القانون‬
‫المدني الذي يحتوي على قواعد قانونية شكلية(‪.)17‬‬
‫إن إسهام قواعد القانون التجاري في تحقيق سرعة التعامل التجاري كان واضحاً‬
‫من خالل االبتعاد عن القواعد التي تتطلب إجراءات معقدة ال تتالءم وسرعة‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬فالتجار كما نعرف يعقدون صفقات تجارية سريعة دون كتابة‬
‫هذه العقود‪ ،‬ومن المبادئ التي نص عليها قانون التجارة انسجاماً مع سرعة‬
‫التعامل التجاري ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬حرية االثبات في المعامالت التجارية‪ ،‬حيث يمكن االثبات بكافة طرق‬
‫االثبات‪.‬‬
‫‪ -2‬التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة فيما يخص المعامالت التجارية‪.‬‬

‫(‪ )16‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،3‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،1993 ،‬ص‪ ،12‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬عويدات للنشر والطباعة‪ ،1999 ،‬ص‪.19‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪ -3‬عدم منح المدين مهلة قضائية للوفاء بالديون التي تتعلق بالمعامالت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬العمل على تقوية االئتمان‪ :‬من الصفات المميزة لقانون التجارة أنه عمل‬
‫على تقوية االئتمان(‪ ،)18‬واالئتمان هو منح اآلجال للمدينين كي يقوموا بتسديد ما‬
‫عليهم من ديون في أوقات محددة نتيجة التعامل التجاري‪ ،‬والتجارة قائمة على‬
‫ذلك‪ ،‬وقد اعتاد التجار على التعامل بمبدأ اآلجال بل أصبح االئتمان هو الصورة‬
‫الغالبة في المعامالت التجارية‪ ،‬إذ ال يتصور استمرار التجارة التي تعتبر عمود‬
‫االقتصاد في العالم بدون منح اآلجال التي بموجبها يستطيع التجار االستمرار‬
‫في تجارتهم‪ ،‬فالتاجر الذي يمنح أجالً لسداد دينه‪ ،‬هو نفسه يقوم بمنح هذا األجل‬
‫لتاجر آخر كي يقوم بسداد دينه وهكذا‪.‬‬
‫إن التعامل بمبدأ منح اآلجال (االئتمان) أوجب على المشرع سن قواعد قانونية‬
‫تحمي هذا االئتمان وتقويه‪ ،‬فمن غير المعقول أن يمنح التاجر تاج اًر آخر مدة‬
‫لسداد الدين دون وجود قواعد قانونية تحميه وال تكون على غرار تلك القواعد‬
‫القانونية في القانون المدني‪.‬‬
‫ومن هذه القواعد النص على المسؤولية التضامنية للشركاء تجاه الغير‪ ،‬حيث‬
‫اعتبر القانون أن مسؤولية الشركاء في شركة التضامن مسؤولية تضامنية غير‬
‫محدودة عن التزامات وديون الشركة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬العالنية التجارية للتاجر‪ :‬يقصد بالعالنية التجارية قيام التاجر باإلعالن‬
‫عن نشاطه التجاري وتلك األعمال التي يقوم بها‪ ،‬ويهدف المشرع من ذلك حماية‬
‫الغير الذي يتعامل مع التاجر ويثق به‪ ،‬ومن اإلجراءات التي يتوجب على التاجر‬
‫إعالنها هو القيد في السجل التجاري‪ ،‬حيث فرض القانون على التاجر تقييد اسمه‬
‫وتجارته في السجل التجاري كي يطلع على ذلك الغير‪ ،‬ومن ذلك شهر األحكام‬

‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،7‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف‬ ‫(‪)18‬‬

‫جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫الصادرة باإلفالس وكافة وسائل الشهر األخرى التي نص عليها القانون كي‬
‫يعطي التاجر صورة صحيحة عن نشاطه ونوعية هذا النشاط وحجمه ومدى نجاح‬
‫تجارته التي يزاولها من عدمه(‪.)19‬‬
‫وفي الشركات التجارية حيث يفرض القانون الكثير من اإلجراءات التي يتوجب‬
‫على الشركة القيام بها ومن ذلك تسجيل الشركة وشهرها وتسجيل كل ما يط أر‬
‫عليها من تعديالت وغير ذلك حماية للغير الذي يتعامل مع الشركة‪ ،‬فكل الشركات‬
‫تلتزم بنفس اإلجراءات من تسجيل وقيد في السجل التجاري وغير ذلك من‬
‫إجراءات متعددة باستثناء شركة المحاصة التي ال تلتزم بالتسجيل والقيد وتختلف‬
‫عن بقية الشركات كونها شركة خفية مستترة لها إجراءات خاصة نص عليها‬
‫القانون‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق وفي مواضع عدة تدخل المشرع ليضع قيوداً وشروطاً معينة‬
‫مثلما تطلب عدة شروط فيمن يتولى عضوية مجلس إدارة الشركة‪ ،‬ومنها األهلية‬
‫وأال يكون قد حكم بجنحة مخلة بالشرف أو جناية‪ ،‬وغير ذلك من الشروط التي‬
‫يهدف من ورائها إلى حماية الغير وحماية أمواله‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن قانون التجارة يتصف بعدة صفات تميزه بها عن غيره‬
‫من القوانين ومن ذلك أنه يساعد التجار في تحقيق هدفهم المنشود أال وهو الربح‬
‫حيث لم يقم بفرض قواعد معقدة ينفر منها التجار كذلك يساعد هذا القانون في‬
‫عملية سرعة التعامل التجاري حيث منح حرية االثبات في المواد التجارية وشرع‬
‫التنفيذ المعجل لألحكام القضائية وغير ذلك مما يساهم في سرعة المعامالت‬
‫التجارية ومن الصفات أيضاً تقوية االئتمان ففي الوقت الذي يقوم به التاجر بمنح‬
‫اآلجال لتسديد الديون فرض القانون بعض اإلجراءات ومنها المسؤولية التضامنية‪،‬‬
‫ومن الصفات أيضاً العالنية التجارية بهدف حماية الغير‪.‬‬

‫(‪)19‬‬
‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"عالقة قانون التجارة بالقانون المدني"‬
‫ينقسم القانون إلى قانون عام وقانون خاص‪ ،‬فالقانون العام هو عبارة عن مجموعة‬
‫القواعد القانونية التي تعتبر الدولة كصاحبة سيادة وسلطة عليا أو أحد مكوناتها‬
‫طرفاً أساسياً فيها‪ ،‬أما القانون الخاص فهو عبارة عن مجموعة القواعد القانونية‬

‫التي تحكم عالقات األفراد فيما بينهم وإذا كانت الدولة طرف فإنها تكون طرفاً‬
‫عادياً وليست بوصفها صاحبة سيادة‪ ،‬والقانون العام يضم القانون الدستوري‬
‫والجنائي واإلداري والدولي العام‪ ،‬ويعتبر القانون التجاري فرع من فروع القانون‬
‫الخاص شأنه في ذلك شأن القانون المدني الذي يعتبر أيضاً فرع من فروع القانون‬
‫الخاص وكذلك القانون البحري والجوي‪ ،‬وقانون المرافعات المدنية والتجارية‪،‬‬
‫والقانون الدولي الخاص‪.‬‬
‫وإذا كان القانون المدني ينظم كافة العالقات الناشئة بين األفراد بصرف النظر‬
‫عن نوعيتها أو صفة القائم بها‪ ،‬فإن القانون التجاري ينظم عالقات خاصة هي‬
‫العالقات التجارية الناشئة بين األفراد ويخضع له التجار واألنشطة التجارية(‪،)20‬‬
‫وهو ما عبرنا عنه سابقاً بالمفهوم المختلط أو النظرية المختلطة التي عليها الفقه‬
‫بأغلبيته‪.‬‬
‫إن التطور التجاري الحاصل في العالم برمته وظهور الشركات التجارية على‬
‫كافة أشكالها وأنواعها مما يتطلب السرعة وزيادة االئتمان فرض تخصيص قواعد‬
‫قانونية منفردة عن تلك القواعد المنصوص عليها في القانون المدني‪ ،‬فبات من‬
‫الضروري وجود القانون التجاري بشكل منفصل عن القانون المدني‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فالقانون المدني يعتبر عصب القانون الخاص وعموده الفقري‪ ،‬وهو الشريعة‬

‫(‪)20‬‬
‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫العامة لكافة فروع القانون الخاص(‪ ،)21‬ولذلك فإن القانون المدني يعتبر مصد اًر‬
‫من مصادر القانون التجاري‪ ،‬وفي حالة عدم وجود نص قانوني في القانون‬
‫التجاري لمسألة معينة فإنه يتعين البحث في القانون المدني وتطبيق ما يرد فيه‬
‫من نصوص بشأن تلك المسألة التجارية‪.‬‬
‫وأما عن فكرة استقالل القانون التجاري عن القانون المدني فقد تناولها رأيان‬
‫فقهيان تمثل األول فيهما بنظرية وحدة القانون الخاص وتمثل الثاني في نظرية‬
‫ازدواجية القانون الخاص ونتحدث عنهما فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫"نظرية وحدة القانون الخاص"‬
‫أصحاب هذه النظرية قالوا بعدم جواز انفصال القانون التجاري عن القانون المدني‬
‫ورفضوا فكرة االستقاللية‪ ،22‬على اعتبار أن القانون المدني شامل ألحكام القانون‬
‫التجاري وهو الشريعة العامة لكافة فروع القانون الخاص‪ ،‬وعلى اعتبار أن الحياة‬
‫المدنية والحياة التجارية متداخلتان ومتمازجتان‪ ،‬فمثالً يجوز لغير التجار التوجه‬
‫للبنوك وطلب االئتمان وفتح الحسابات الجارية والتعامل باألوراق التجارية مثل‬
‫استخدام الشيكات والكمبياالت واستثمار أموالهم في شراء األسهم وبيعها أو‬
‫تداولها(‪.)23‬‬

‫(‪ )21‬عوض‪ ،‬علي جمال الدين‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،1975 ،‬‬
‫بند‪.1‬‬
‫‪22‬‬
‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪)23‬‬
‫‪http://cte.univ-setif.dz/coursenligne/droitcommercial/chapit 5.html‬‬
‫وعليه ال معنى الستقالل القانون التجاري عن القانون المدني ويسمى أصحاب‬
‫هذه النظرية بـأنصار إدماج القانون التجاري بالقانون المدني‪ ،‬حيث ذهبوا إلى‬
‫ضرورة القيام بعملية دمج قواعد القانون التجاري في قواعد القانون المدني‪.‬‬
‫كما يرى أصحاب هذه النظرية أنه ال معنى لعملية الفصل بين القانون التجاري‬
‫والقانون المدني طالما أن النظرية العامة لاللتزامات واحدة في القانونين التجاري‬
‫والمدني‪ ،‬حيث أن النظرية العامة في القانون التجاري هي نفسها النظرية العامة‬
‫في القانون المدني‪ ،‬وبالتالي ال جدوى من عملية الفصل بينهما وال فائدة‪ ،‬ولذلك‬
‫فال مانع من التوحيد الذي يجنبنا صعاباً كثيرة خاصة تلك التي تتعلق بالتفرقة‬
‫بين العمل التجاري والعمل المدني‪ ،‬ومعايير هذه التفرقة‪ ،‬كذلك فإن التجارة‬
‫أصبحت مفتوحة للجميع ولم تعد خاصة بطائفة محددة(‪ ،)24‬حيث أن الطائفية‬
‫هي التي فرضت وجود التشريع التجاري(‪.)25‬‬
‫ويرى أيضاً أصحاب هذه النظرية إلى أنه ال يوجد ما يستدعي وجود حواجز بين‬
‫القانون التجاري والقانون المدني‪ ،‬خاصة بعد لجوء الفرد العادي الستعمال‬
‫األساليب التجارية فمثالً استعمال الكمبياالت والشيكات وفتح حساب جاري في‬
‫البنك وشراء األسهم لم يعد يقتصر على التجار بل أصبح المدنيون‬
‫يستخدمونها(‪.)26‬‬
‫وقد تساءل أصحاب هذا الرأي لماذا تقتصر الميزات الخاصة بالقانون التجاري‬
‫به دون غيره؟ ما الذي يمنع أن تكون هذه الميزات في القانون المدني؟ فالسرعة‬
‫واالئتمان كما أنهما عنصران ضروريان في الحياة التجارية فإنهما كذلك في الحياة‬
‫المدنية‪.‬‬

‫(‪)24‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4‬‬


‫يونس‪ ،‬علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،1959 ،‬ص‪.15‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫(‪)26‬‬


‫رغم كل ما تقدم فقد تم انتقاد أصحاب هذا الرأي على اعتبار أن القانون التجاري‬
‫أصبح قانوناً مستقالً له تشريع مستقل ونظرية عامة خاصة به‪ ،‬كذلك فإن استخدام‬
‫أساليب تجارية من قبل المدني يخضعه ألحكام القانون التجاري وهو يفعل ذلك‬
‫باختياره وليس جب اًر عنه فإذا تم توحيد القانونيين فإنه يخضع للقانون الموحد جب اًر‬
‫عنه(‪.)27‬‬
‫وال يمكن القول بأن المعامالت المدنية تحتاج لسرعة وائتمان كتلك التي يجب أن‬
‫تكون عليها المعامالت التجارية ذلك أن هاتين الميزتين اقتضتها طبيعة‬
‫المعامالت التجارية وفرضتها البيئة التجارية‪ ،‬أما المعامالت المدنية فإنها بحاجة‬
‫إلى التأني والتروي قبل القيام بها(‪.)28‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هذه النظرية تتجه إلى القول بعدم جواز فصل قانون‬
‫التجارة عن القانون المدني استناداً إلى أن القانون المدني هو الشريعة العامة وهو‬
‫شامل ألحكام قانون التجارة‪ ،‬لكن هذه النظرية تجاهلت ما يمكن أن يترتب على‬
‫استقالل قانون التجارة عن القانون المدني من خصائص تساهم إلى حد كبير في‬
‫تطور التجارة وهو محل أنظار العالم برمته‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"نظرية ازدواجية قواعد القانون الخاص"‬
‫ذهب أصحاب هذه النظرية إلى ضرورة الفصل بين قواعد القانون التجاري وقواعد‬
‫القانون المدني على اعتبار أن التجارة تتطلب قواعد قانونية تجارية خاصة تلبي‬
‫أهداف التجارة وطموحات التجار وذلك بتحقيق أكبر قدر ممكن من األرباح في‬
‫أقصر مدة ممكنة وهذا ال يتأتى مع استمرار االحتكام لقواعد القانون المدني التي‬

‫يونس‪ ،‬علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،18‬وانظر‪ :‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت‬ ‫(‪)27‬‬

‫التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬جامعة بنها‪،‬‬ ‫(‪)28‬‬

‫‪ ،2011‬ص‪ ،16‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫ال تراعي السرعة وال االئتمان كما لو خصص لها قواعد خاصة ‪ ،‬ويسمى أصحاب‬
‫هذا الرأي بأنصار استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني فالمعامالت‬
‫التجارية تختلف عن المعامالت المدنية من حيث أن قوامها السرعة من جهة‬
‫والثقة واالئتمان من جهة أخرى‪ ،‬لذا تحتاج إلى قواعد قانونية متميزة تضمن‬
‫استم اررية المبادالت التجارية في ظروف تتميز بالطمأنينة واألمان‪ ،‬ومن أهم هذه‬
‫القواعد قاعدة التضامن المفترض بين المدينين ونظام اإلفالس‪ ،‬والقيد في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬وقاعدة حرية االثبات‪ ،‬أما المعامالت المدنية فال تعتمد بشكل أساسي‬
‫على االئتمان‪ ،‬لذا تخضع للقانون المدني الذي يقر قواعد أو مبادئ قانونية تتوجه‬
‫نحو توفير حماية أكبر للطرف الضعيف وتكفل تحقيق مصلحته ومثالها‪ :‬تقييد‬
‫حرية االثبات‪ ،‬وبما أن لكل من المعامالت المدنية والمعامالت التجارية‬
‫خصوصيتها فإنه ال يجوز نقل بعض األنظمة التجارية للقانون المدني ألن ذلك‬
‫سيؤدي إلى اضطراب وعدم استقرار المعامالت واإلضرار بمصالح المتعاملين‬
‫في إطار القانون المدني بدال من تحقيق الفائدة لهم‪.‬‬
‫أما فيما يخص الدول التي يبدو ظاهريا أنها تأخذ بوحدة القانون المدني والتجاري‬
‫فإنها في الحقيقة تأخذ بوحدة التقنين فقط ذلك أنها تفرد للمعامالت التجارية أحكاما‬
‫خاصة ترد في شكل أبواب أو فصول يتضمنها التقنين المدني(‪.)29‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هذه النظرية أخذت بضرورة فصل قانون التجارة عن‬
‫القانون المدني وذلك تماشياً مع ما تتطلبه التجارة من قواعد قانونية خاصة ترتقي‬
‫وطموحات التجار والتطور االقتصادي المتسارع‪ ،‬فرفضت فكرة عدم االستقاللية‬
‫استناداً إلى أن قواعد القانون المدني ال تتماشى مع ما تتطلبه التجارة‪.‬‬

‫(‪)29‬‬
‫‪ ، http://cte.univ-setif.dz/coursenligne/droitcommercial/chapit 5.html‬وانظر‪ :‬العطير‪،‬‬
‫عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫"التطور التاريخي لقانون التجارة"‬
‫القانون التجاري وليد البيئة التجارية والتجارة(‪ ،)30‬والتجارة نشاط إنساني بدأت منذ‬
‫القدم‪ ،‬وقد بدأت الحاجة إلى التبادل التجاري فتم استخدام النقل بواسطة األنهار‪،‬‬
‫وتطور النقل ليصبح استخدامه عن طريق البحار‪ ،‬وقد كان البحر األحمر من‬
‫أقدم الطرق التجارية في العالم‪ ،‬أما البحر األبيض المتوسط فقد جابته السفن منذ‬
‫أكثر من ألفي عام قبل الميالد(‪. )31‬‬
‫ولذلك فقد ساهمت التجارة بشكل فعال في اتصاالت حضارات الشعوب القديمة‬
‫رغم اختالف طابع هذه الحضارات‪.‬‬
‫رغم ذلك فإن ظهور التجارة ال يرتبط بتشريع القانون التجاري‪ ،‬فال تالزم بين‬
‫ظهورهما وليس أدل على ذلك من عدم إفراد قواعد قانونية تجارية خاصة بالمسائل‬
‫التجارية‪ ،‬فالكثير من التشريعات كانت وبعضها ما زال ال يخصص قانوناً تجارياً‬
‫مستقالً للمعامالت التجارية بل تسري على هذه المعامالت أحكام قوانين أخرى‬
‫مثل القانون المدني‪.‬‬
‫وفي الواقع فانه ليس من السهل التعرف على األصول األولى لنشأة القانون‬
‫التجاري‪ ،‬ذلك أنه نشأ من مجموعة العادات واألعراف التي استقرت بين طبقة‬
‫التجار وبذلك كانت نشأته عرفية غير مكتوبة(‪ ،)32‬وقد قسم فقهاء القانون التجاري‬
‫تاريخ القانون التجاري إلى ثالثة عصور هي‪ :‬العصر القديم‪ ،‬العصور الوسطى‪،‬‬
‫والعصور الحديثة‪ ،‬ونتحدث عن كل عصر فيما يلي‪:‬‬

‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الحكمة‪ ،1987 ،‬ص‪.3‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫(‪)31‬‬
‫بدر‪ ،‬محمد‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،1981 ،‬ص‪.58‬‬
‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫‪ ،2005‬ص‪.24‬‬
‫الفرع األول‬
‫"العصر القديم"‬
‫لقد نشأ القانون التجاري من مجموعة من العادات واألعراف حيث اعتاد التجار‬
‫القيام بها‪ ،‬ومع مرور الزمن أصبحت قواعد قانونية ملزمة تنظم وتحكم المعامالت‬
‫التجارية‪ ،‬فإذا نشب خالف بين التجار سرعان ما يحتكمون لهذه القواعد التي‬
‫أصبحت ملزمة وقد اعتادوا عليها أصالً ورضوا بها وإذا تحدثنا عن العصر القديم‬
‫فإن البابليون قد عرفوا الكثير من قواعد التجارة خاصة تلك التي تنظم الفائدة‬
‫وتحرم الربا‪ ،‬فقد عرفوا القرض بفائدة والوديعة التجارية والوكالة بالعمولة كما‬
‫عرفوا الشركة(‪.)33‬‬
‫(‪)34‬‬
‫كما عرف الفينيقيون التجارة وأبدعوا بها وخصوصاً مجال التجارة البحرية‬
‫وكذلك عرفوا نظام الخسائر العمومية‪ ،‬أو كما يسميه البعض نظام الرمي في‬
‫البحر(‪ ،)35‬بمعنى أنه إذا تعرضت للغرق ألي سبب كان كما لو تعرضت لعاصفة‬
‫قوية‪ ،‬أو ارتطمت بصخرة‪ ،‬وكان حملها ثقيالً ودعت الحاجة لتخفيف هذا الحمل‪،‬‬
‫بمعنى أنه ال مجال إلنقاذها من الغرق إال بإلقاء بضاعتها أو مواد موجدة عليها‬
‫أو أية أثقال لتخفيف هذه األثقال وتم بالفعل القاء بعض المواد لتخفيف الحمل‬
‫فإن كافة األطراف تشترك في الخسارة الناجمة عن تخفيف هذا الحمل‪ ،‬وقد سميت‬

‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،22‬وانظر‪ :‬القليوبي‪،‬‬ ‫(‪)33‬‬

‫سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬


‫(‪)34‬‬
‫‪ ، http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=336241&r=0‬وانظر‪ :‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪،‬‬
‫الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫هذه النظرية أيضاً بنظرية الخسائر العمومية أو المشتركة‪ ،‬وهي معروفة اآلن في‬
‫التجارة البحرية‪ ،‬وتعتبر من أهم قواعد القانون البحري(‪.)36‬‬
‫وقد عرف اإلغريق التجارة ومن ذلك نظام القرض البحري ذو الفائدة المرتفعة‪،‬‬
‫وسمي أيضاً بقرض المخاطر البالغة ومفاد هذا القرض أن السفينة لو أبحرت‬
‫وكان ربانها قد أخذ قرضاً لتأمين الرحلة البحرية التي يقوم بها‪ ،‬فلو عادت السفينة‬
‫من رحلتها البحرية دون مشاكل تذكر ودون هالكها بسبب أي حادث بحري فإن‬
‫ربانها يقوم بسداد القرض الذي اقترضه من المقرض بفائدة كبيرة عن القروض‬
‫العادية‪ ،‬ألن السفينة لو هلكت فإن الربان ال يقوم بسداد المبلغ وهذا هو القرض‬
‫البحري(‪.)37‬‬
‫ويرى البعض في هذا النظام أصل التأمين البحري فالمقرض مؤمن ومالك السفينة‬
‫مؤمن له مع اختالف واحد هو أن هذا األخير ال يحق له تسلم مبلغ التأمين إال‬
‫بعد تحقق الخطر المؤمن منه أي الهالك في حين أن المقترض في الحالة األولى‬
‫كان يحصل على القرض مقدماً من المقرض(‪.)38‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن قانون التجارة الفلسطيني نص على عدم جواز التعامل‬
‫بالربا انطالقاً من حرمته في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث ذكر بأنه تسري أحكام‬
‫قانون التجارة بشرط أال تخالف أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫أما القانون القطري فلم يرد به نص يتوافق به مع التشريع الفلسطيني النافذ في‬
‫قطاع غزة بهذا الشأن‪.‬‬

‫(‪ )36‬عبد الباقي‪ ،‬سامي‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪ ،2008 – 2007‬ص ‪ ،11‬وانظر‪ :‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،3‬وانظر‪ :‬الشرقاوي‪،‬‬
‫محمود سمير‪ ،‬القانون البحري‪ ،1987 ،‬ص‪.11‬‬
‫الشرقاوي‪ ،‬محمود سمير‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1986 ،‬ص‪،16‬‬ ‫(‪)37‬‬

‫وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫(‪)38‬‬
‫أما المصريون فقد انصب اهتمامهم في العصور األولى على الزراعة بسبب وجود‬
‫وادي النيل وكان اليهود والكلدانيين هم الذين يهتمون بالتجارة‪ ،‬وقيل بأن قدماء‬
‫المصريين قاموا بالتبادل التجاري مع الدول المجاورة كاليمن وما جاورها من دول‬
‫ووصلت تجارتهم من جهة الشمال حتى وصلت إلى جزيرة كريت(‪.)39‬‬
‫وقد قدس الرومانيون الزراعة التي كانت مصدر رزقهم‪ ،‬أما التجارة فتركوها للعبيد‬
‫على أساس أنها أعمال دنيا يترفع عنها الرومان األحرار‪.‬‬
‫كما نالحظ أن الرومان اهتموا كثي ار بالقانون المدني والشكلية المفرطة التي ال‬
‫تخدم القانون التجاري(‪.)40‬‬
‫أما األجانب في اإلمبراطورية الرومانية الذين يمارسون التجارة احتكموا لقواعد‬
‫قانونية خاصة بهم كانت تسمي بقانون الشعوب حيث تضمن هذا القانون قواعد‬
‫تجارية خاصة بنظام الخسارات البحرية ونظام القرض البحري ونظام اإلفالس‪،‬‬
‫قانون الشعوب هذا كان قانوناً مرناً وخالياً من كافة القواعد الشكلية المعقدة‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن العصور األولى شهدت ظهو اًر للمعامالت التجارية‪،‬‬
‫حيث اعتاد التجار على مجموعة من األعراف والعادات أصبحت بعد ذلك قواعد‬
‫قانونية ملزمة‪ ،‬وقد عرف البابليون التجارة ومن ذلك نظام القرض بفائدة‪ ،‬وكذلك‬
‫الفينيقيون ومن ذلك نظام الخسائر العمومية‪ ،‬وعرف أيضاً اإلغريق التجارة ومن‬
‫ذلك نظام القرض البحري ذو الفائدة المرتفعة‪ ،‬أما المصريون فقد كانوا يعملون‬
‫في الزراعة والفالحة وكان اليهود في مصر والكلدانيون يعملون في التجارة‪.‬‬

‫عبد الرحيم‪ ،‬ثروت علي‪ ،‬القانون التجاري المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1995 ،‬ص‪.14‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫‪ ،/https://www.4algeria.com/forum/t/44048‬وانظر‪ :‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت‬ ‫(‪)40‬‬

‫التجارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2000 ،‬ص‪ ،52‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في‬
‫شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"العصور الوسطى"‬
‫بدأت العصور الوسطي منذ سقوط اإلمبراطورية الرومانية فقد حدثت غارات شنها‬
‫الجرمانيون مما أدى إلى انقسام اإلمبراطورية الرومانية وذلك إلى دويالت سميت‬
‫(‪)41‬‬
‫بعد ذلك باسم الجمهوريات اإليطالية‪ ،‬وعلى إثر االنقسام ظهرت اإلقطاعيات‬
‫وبموجبها لم يعد هناك حرية لألفراد في جميع المجاالت ومنها حرية التنقل التي‬
‫تعتبر أساساً للعمل التجاري‪.‬‬
‫واستمر الوضع على ما هو حتى ظهور الديانة المسيحية وقد كانت تحرم مزاولة‬
‫التجارة على اعتبار أن التجارة كان أساسها التعامل بالربا‪ ،‬تحريم التجارة دفع‬
‫بالمسيحيين إلى البحث عن وسائل أخرى تحافظ على أموالهم وتنميها فأوجدوا‬
‫نظام التوصية وهو األساس الذي قامت عليه شركة التوصية بعد ذلك‪.‬‬
‫ومن خالل نظام التوصية يقوم أحد األشخاص أو أكثر بدفع مبلغ من المال آلخر‬
‫أو آلخرين حيث يقوم اآلخرون بممارسة التجارة ويحصل على إثر ذلك على قدر‬
‫من األرباح وإذا كانت هناك خسارة فإنه يشارك فيها بنسبة ما قدم من أموال في‬
‫رأس المال ومع نشوب الحروب الصليبية زاد التبادل التجاري بين دول الشرق‬
‫والغرب‪ ،‬فانتعشت التجارة وزادت األسواق في أوروبا وفرنسا وطغت األعراف‬
‫والعادات الدولية على التعامالت التجارية في األسواق‪.‬‬
‫ثم تولى رؤساء وشيوخ الطوائف الفصل في المنازعات التجارية حسب ما استقرت‬
‫عليه األعراف والعادات التجارية التي تختلف من طائفة ألخرى‪ ،‬هذا القضاء بين‬
‫الطوائف ساهم كثي اًر في نشأة القانون التجاري(‪.)42‬‬

‫(‪)41‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫وقد عرف العرب التجارة ومارسوها قبل اإلسالم وبعده فكانت القبائل العربية تخرج‬
‫في الشتاء إلى اليمن‪ ،‬وفي الصيف إلى الشام لممارسة التجارة ولذلك تكونت‬
‫عادات وأعراف تجارية كانت تطبق على هذه المعامالت(‪.)43‬‬
‫ثم جاء اإلسالم العظيم وأكد على بعض هذه العادات واألعراف ولغى بعضها‬
‫تلك التي ال تتفق معه وقد ترك الفقهاء المسلمون ثروة هائلة من األحكام والمبادئ‬
‫المتعلقة بالمعامالت التجارية وكلها مستخلصة من القرآن الكريم وسنة النبي محمد‬
‫صلى هللا عليه وسلم مثل نظام الشركات ونظام اإلفالس ونظام الخسارات‬
‫البحرية(‪.)44‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن العصور الوسطى شهدت أيضاً تطو اًر في المعامالت‬
‫التجارية وإن كان سقوط اإلمبراطورية الرومانية أوجد اإلقطاعيات التي قضت‬
‫على حرية التنقل وبالتالي انكماش التجارة وتدهورها‪ ،‬لكن بعد ذلك ومع تحريم‬
‫المسيحية للتعامل التجاري أوجد المسيحيون نظام التوصية والذي كان النواة األولى‬
‫لوجود فكرة شركة التوصية‪ ،‬ثم بعد ذلك قامت الحروب الصليبية التي نشطت‬
‫التبادل التجاري بين الشرق والغرب‪ ،‬وقد ساهم في نشأة التطور التجاري القضاء‬
‫الخاص الذي احتكمت إليه الطوائف اعتماداً على األعراف والعادات التي سادت‬
‫آنذاك‪.‬‬

‫(‪)43‬‬
‫زناتي‪ ،‬محمود سالمة‪ ،‬النظم االجتماعية والقانونية عند العرب قبل اإلسالم‪ ،1986 ،‬ص‪.26‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫"العصور الحديثة"‬
‫بدأت العصور الحديثة مع ظهور اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬هذه اإلمبراطورية التي‬
‫سيطرت على أغلبية أوروبا وآسيا‪ ،‬مما أدى إلى انتقال التجارة من البحر المتوسط‬
‫إلى المحيط األطلسي(‪.)45‬‬
‫إن ظهور اإلمبراطورية العثمانية ساهم بشكل كبير في ظهور التجارة وتنشيطها‬
‫وزيادة حجم التبادل التجاري كما ساهمت اإلمبراطورية في إيجاد طريق رأس‬
‫الرجاء الصالح وكذلك األميركيتين‪ ،‬وهو ما أدى إلى نقل بعض الثروات إلى‬
‫أوروبا مثل الذهب الذي ساهم في نشأة البنوك والتعامل بالنقد واألعمال المصرفية‬
‫بشكل عام(‪.)46‬‬
‫على إثر اكتشاف هذه الثروات الهامة قامت الشركات االستعمارية الكبرى‪ ،‬كشركة‬
‫(‪)47‬‬
‫التي تعتمد على توفير‬ ‫الهند الشرقية واعتبرت أساس نشأة شركة المساهمة‬
‫مبالغ مالية كبيرة وللحفاظ على األموال الكبيرة للناس وبسبب قيام بعض شركات‬
‫المساهمة بنشاطات غير مشروعة تدخل المشرع ونظم أحكامها وسن قواعد قانونية‬
‫تحكمها‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن العصور الحديثة والتي شهدت ازدها اًر في التجارة كانت‬
‫مع بداية ظهور اإلمبراطورية العثمانية حيث زاد التبادل التجاري وتم اكتشاف‬
‫الذهب والتعامل بالنقد واألعمال المصرفية وساهمت إلى حد كبير في ظهور‬
‫شركات المساهمة التي تعتمد على توفير مال كبير وهو ما أدى إلى تدخل المشرع‬
‫فسن قواعد قانونية متعددة لتنظيم نشاط هذه الشركات‪.‬‬

‫الشرقاوي‪ ،‬محمود سمير القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ، 18‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في‬ ‫(‪)45‬‬

‫شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬


‫(‪)46‬‬
‫بدر‪ ،‬محمد‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫قايد‪ ،‬محمد بهجت‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬نظرية األعمال التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫"خالصة المبحث األول"‬
‫تم تخصيص هذا المبحث لماهية قانون التجارة حيث تم التطرق لتعريفه‬
‫وخصائصه ثم عالقته بالقانون المدني ونشأته التاريخية ويمكن إجمال هذا‬
‫المبحث في نقاط على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬لقانون التجارة عدة تعريفات منها‪ :‬التعريف المادي‪ :‬مجموعة القواعد‬
‫القانونية التي تنظم األعمال التجارية‬
‫* التعريف الذاتي‪ :‬مجموعة القواعد القانونية التي تنظم نشاط التجار أثناء‬
‫ممارستهم لنشاطهم التجاري‪.‬‬
‫* التعريف المختلط‪ :‬مجموعة القواعد القانونية التي تنظم األعمال التجارية ونشاط‬
‫التجار خالل ممارستهم لمهنهم التجارية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬للقانون التجاري صفات تميزه عن غيره منها‪ :‬يحتوي القانون التجاري‬
‫على قواعد قانونية تساهم في هدف تحقيق األرباح وهو الهدف األول الذي يبتغيه‬
‫التجار حيث يعتبر تحقيق األرباح دافع رئيسي للتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫* تساهم قواعد القانون التجاري في سرعة المعامالت التجارية من خالل عدم‬
‫التقيد بتلك اإلجراءات المعقدة المنصوص عليها في القانون المدني‪.‬‬
‫* يساهم القانون التجاري في تقوية االئتمان والذي يعني منح التجار آجاالً كي‬
‫يستطيعوا دفع ما عليهم من ديون ترتبت على المعامالت التجارية‪ ،‬حيث ال تجارة‬
‫بدون ائتمان‪.‬‬
‫* يفرض القانون التجاري على التجار القيام بالعالنية التجارية بهدف حماية‬
‫الغير الذي يتعامل معهم‪ ،‬ومن ذلك القيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون المدني‪ :‬القانون التجاري والقانون المدن‬
‫كالهما من فروع القانون الخاص‪ ،‬لكن القانون المدني يعتبر الشريعة العامة لكافة‬
‫فروع القانون الخاص وقد انقسمت اآلراء بشأن استقاللية وازدواجية القانون‬
‫الخاص‪ ،‬فاتجه فريق إلى القول بعدم جواز انفصال القانون التجاري عن القانون‬
‫المدني ورفضوا فكرة االستقاللية على اعتبار أن القانون المدني شامل ألحكام‬
‫القانون التجاري وهو الشريعة العامة لكافة فروع القانون الخاص‪.‬‬
‫واتجه فريق آخر إلى القول بضرورة الفصل بين قواعد القانون التجاري وقواعد‬
‫القانون المدني على اعتبار أن التجارة تتطلب قواعد قانونية تجارية خاصة تلبي‬
‫أهداف التجارة وطموحات التجار وذلك بتحقيق أكبر قدر ممكن من األرباح في‬
‫أقصر مدة ممكنة وهذا ال يتأتى مع استمرار االحتكام لقواعد القانون المدني التي‬
‫ال تراعي السرعة وال االئتمان‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬التطور التاريخي للقانون التجاري‪ :‬يمكن القول بأن العصر القديم‬
‫شهد نشأة القانون التجاري من خالل مجموعة من العادات واألعراف التي اعتاد‬
‫التجار على القيام بها فأصبحت مع مرور الزمن قواعد قانونية ملزمة تنظم‬
‫المعامالت التجارية فيما بينهم ويحتكمون في خالفهم لهذه القواعد‪.‬‬
‫وقد عرف البابليون الكثير من قواعد التجارة خاصة تلك التي تنظم الفائدة وتحرم‬
‫الربا‪ ،‬أما الفينيقيون فقد تميزوا في مجال التجارة البحرية كما ابتدعوا نظام الخسائر‬
‫العمومية‪ ،‬كذلك عرف اإلغريق نظام القرض البحري ذو الفائدة المرتفعة‪.‬‬
‫المصريون كان اهتمامهم منحص ار في الز ارعة والفالحة حول وادي النيل‪ ،‬وكانت‬
‫التجارة قاصرة على اليهود والكلدانيين وكانوا أجانب في مصر‪.‬‬
‫الرومانيون قدسوا الزراعة التي كانت مصدر رزقهم‪ ،‬أما التجارة فتركوها للعبيد‬
‫على أساس أنها أعمال دنيا يترفع عنها الرومان األحرار‪.‬‬
‫كما نالحظ أن الرومان اهتموا كثي ار بالقانون المدني والشكلية المفرطة التي ال‬
‫تخدم القانون التجاري‪.‬‬
‫وفي العصور الوسطى التي بدأت منذ سقوط اإلمبراطورية الرومانية على إثر‬
‫الغارات التي شنها عليها الجرمانيون وترتب على ذلك انقسام هذه اإلمبراطورية‬
‫إلى دويالت صغيرة‪ ،‬وقد أدى انقسام اإلمبراطورية على هذا النحو إلى تحولها‬
‫إلى إقطاعيات وتم القضاء على حرية األفراد في التنقل وسادت قيود النظام‬
‫اإلقطاعي‪.‬‬
‫أما العصر الحديث فقد بدأ مع ظهور اإلمبراطورية العثمانية والتي فرضت‬
‫سيطرتها على معظم الدول األوروبية واآلسيوية‪.‬‬
‫وقد ترتب على ذلك تحول مركز التجارة من حوض البحر األبيض المتوسط‬
‫والمدن اإليطالية إلى المحيط األطلنطي والدول المطلة عليه‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫"موضوع قانون التجارة ومصادره"‬
‫ونتحدث عن مجال تطبيق قانون التجارة‪ ،‬ومصادر قانون التجارة وذلك في‬
‫مطلبين على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫"موضوع قانون التجارة"‬
‫(مجال التطبيق)‬
‫هل ينطبق قانون التجارة على فئة التجار فقط؟ أم يمكن تطبيقه على المدنيين؟‬
‫وإذا انطبق على فئة التجار فقط فهل ينطبق بمناسبة قيامهم بأعمال تجارية أم‬
‫غير ذلك؟ وإذا انطبق على المدنيين فهل ينطبق عليهم إذا قاموا بأعمال مدنية‬
‫أم تجارية؟ أم يجب أن ينطبق على األعمال التجارية بصرف النظر عن الشخص‬
‫الذي يزاولها مدنياً كان أم تاج اًر؟‬
‫لإلجابة على هذه التساؤالت كان من الضروري الحديث عن نظريات ثالثة تستند‬
‫على التعريفات التي سردناها سابقاً‪ ،‬وهي النظرية المادية والنظرية الذاتية والنظرية‬
‫المختلطة وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫(‪)48‬‬
‫النظرية المادية‪" :‬الموضوعية‬
‫وأصحاب هذه النظرية هم الذين عرفوا قانون التجارة بأنه القانون الذي ينظم‬
‫األعمال التجارية‪ ،‬ومعنى هذا أن القانون التجاري تنطبق أحكامه على األعمال‬
‫التجارية بصرف النظر عن الشخص الذي يزاولها مدنياً كان أم تاج اًر(‪ ،)49‬وعليه‬
‫لو قام شخص غير تاجر ببيع سيارته الشخصية فإن هذا العمل يعتبر عمالً‬
‫تجارياً تنطبق عليه أحكام قانون التجارة‪ ،‬فإذا كان الشخص يمارس تجارة السيارات‬
‫فيبيع ويشتري باستمرار (االحتراف) فهذا الشخص يعتبر تاج اًر ويخضع في أعماله‬
‫التجارية ألحكام قانون التجارة‪.‬‬
‫إن مرد هذه النظرية أن العمل التجاري يتصف بصفات نابعة من داخله فطبيعة‬
‫العمل التجاري تقتضي السرعة والبساطة في اتمامها فتختلف بذلك عن طبيعة‬
‫العمل المدني‪ ،‬وعليه فإن أحكام العمل التجاري تتطلب تقوية ودعم الثقة‬
‫واالئتمان‪ ،‬وال شك أن أحكام القانون التجاري هي التي تحقق عاملي السرعة‬
‫واالئتمان(‪ ،)50‬ولذلك تنطبق أحكام القانون التجاري أينما وجد العمل التجاري سواء‬
‫كان الذي قام به تاجر أو غيره‪.‬‬
‫إن األخذ بهذه النظرية يتطلب وجوباً معرفة األعمال التجارية من عدمها‬
‫وتحديدها‪ ،‬وال أعتقد أن أياً من التشريعات قد حددت األعمال التجارية على سبيل‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)48‬‬

‫ص‪ ،18‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،25‬وانظر‪ :‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون‬ ‫(‪)49‬‬

‫المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،22‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،23‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار الجامعية‪،1985 ،‬‬
‫ص‪.10‬‬

‫(‪ )50‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫الحصر‪ ،‬إنما ذكرها دوماً يأتي على سبيل المثال بسبب التطور الحاصل في‬
‫الحياة التجارية واستمرار تدفق أعماالً جديدة لم تكن موجودة من قبل‪.‬‬
‫فلو قام شخص بعمل فكيف يمكن تحديد هذا العمل إن كان تجارياً أو مدنياً‬
‫خاصة في حالة عدم ذكر هذا العمل في القانون‪ ،‬أو أن صورته لم تكن موجودة‬
‫من قبل؟ فإذا كان قانون التجارة ينطبق على األعمال التجارية فكيف لنا إيجاد‬
‫معيار واضح يميز العمل التجاري عن غيره؟‬
‫كما أن هذه النظرية تضيق من نطاق تطبيق أحكام القانون التجاري حيث توجد‬
‫أحكام خاصة بالمقاوالت التي تمارس على سبيل االحتراف وقواعد خاصة بالتجار‬
‫كالدفاتر التجارية هذه األحكام يجب ذكرها والحرص عليها(‪.)51‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن النظرية المادية أو النظرية الموضوعية كما يسميها‬
‫البعض تتبنى األعمال التجارية كمعيار لتطبيق قانون التجارة‪ ،‬حيث تخضع‬
‫األعمال التجارية ألحكام قانون التجارة سواء كان من يقوم بها تاج اًر أم غير تاجر‬
‫وهو ما يستدعي ضرورة تحديد األعمال التجارية‪.‬‬
‫وقد تعرضت هذه النظرية لالنتقاد على أساس أنها تضيق من نطاق تطبيق أحكام‬
‫القانون التجاري‪ ،‬كما أن هذه النظرية يصعب معها تحديد العمل التجاري من‬
‫غيره‪ ،‬إذ يحتاج األمر لمعيار واضح يميز العمل التجاري عن غيره في ظل‬
‫صعوبة إيجاد هذا المعيار أصالً‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫النظرية الذاتية‪" :‬الشخصية"‬
‫أصحاب هذه النظرية هم الذين عرفوا القانون التجاري بأنه القانون الذي ينظم‬
‫نشاط التجار بمناسبة القيام بمهنهم التجارية‪ ،‬وهو ما يعني استبعاد غير التاجر‬
‫من نطاق تطبيق القانون التجاري‪ ،‬فإذا قام شخص مدني ببيع سيارته الخاصة‬
‫فال يعد عمله هذا عمالً تجارياً وال يخضع ألحكام القانون التجاري‪ ،‬وعليه يشترط‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25‬‬ ‫(‪)51‬‬


‫لتطبيق أحكام القانون التجاري أن يكون الشخص تاج اًر ولكي يكون تاج اًر يجب‬
‫ار‪.‬‬
‫أن يزاول التجارة باحتراف‪ ،‬واالحتراف يتطلب تنظيماً وترخيصاً واستمر اً‬
‫وبناء على ما سبق يكمن الفرق بين النظريتين‪ ،‬حيث أنه وفقاً للنظرية الذاتية ال‬
‫ً‬
‫يقوم باألعمال التجارية سوى التجار وبالتالي فإن قانون التجارة يستهدف فئة‬
‫التجار وحدهم‪ ،‬بينما وفقاً للنظرية المادية فقد يقوم بالعمل التجاري تاجر أو غير‬
‫تاجر فيخضع الطرفان خالل القيام بهذا العمل التجاري ألحكام قانون التجارة‪،‬‬
‫كما يكمن الفرق في أن كل العمليات التي يقوم بها التاجر خالل قيامه بنشاطه‬
‫المعتاد تعتبر أعماالً تجارية هذا وفقاً للنظرية الذاتية أما وفقاً للنظرية المادية فال‬
‫يكون العمل تجارياً إال إذا كان منصوص عليه في القانون ويدخل ضمن األعمال‬
‫التجارية(‪.)52‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن النظرية الذاتية هي تلك النظرية التي تعتمد على التاجر‬
‫لتطبيق قانون التجارة‪ ،‬حيث أن قانون التجارة ال يطبق إال على التجار بمناسبة‬
‫القيام بأعمالهم التجارة‪ ،‬وعليه إذا مارس مدني عمالً تجارياً فال يخضع في ذلك‬
‫ألحكام قانون التجارة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫(‪)53‬‬
‫النظرية المختلطة‬
‫أصحاب هذه النظرية هم الذين عرفوا القانون التجاري بأنه القانون الذي ينظم‬
‫األعمال التجارية ونشاط التجار أثناء ممارستهم لمهنهم التجارية‪.‬‬

‫(‪)52‬‬
‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،32‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح‬
‫القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،16‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.23‬‬
‫(‪ )53‬القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،25‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط‬
‫في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫ويعني ذلك أن القانون التجاري ينطبق على األعمال التجارية أياً كان القائم بها‬
‫مدنياً كان أم تاج اًر‪ ،‬كما ينطبق على التجار خالل ممارستهم لمهنهم التجارية‬
‫وهو ما ذهب إليه قانون التجارة الفلسطيني حيث نص على أن أحكام القانون‬
‫التجاري تنطبق على األعمال التجارية وعلى فئة التجار‪ ،‬فانطباقه على األعمال‬
‫التجارية هو األخذ بالنظرية المادية‪ ،‬وانطباقه على التجار هو األخذ بالنظرية‬
‫الذاتية‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هذه النظرية أخذت بمعيار مختلط‪ ،‬حيث يخضع التاجر‬
‫وغيره لقانون التجارة إذا مارس العمل التجاري‪ ،‬وأيضاً أعمال التاجر لغايات‬
‫تجارية تخضع لقانون التجارة‪ ،‬وقد تبنى المشرع الفلسطيني هذه النظرية وعليها‬
‫كان أغلب التشريعات وغالبية الفقه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"مصادر القانون التجاري"‬
‫على أنه‪" :‬بما ال يتعارض مع مبادئ الشريعة‬ ‫(‪)54‬‬
‫نص القانون الفلسطيني‬
‫اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -1‬يسري على المواد التجارية ما اتفق عليه المتعاقدان ما لم يتعارض هذا‬
‫االتفاق مع النظام العام‪.‬‬
‫‪ -2‬فإن لم يوجد اتفاق سرت نصوص هذا القانون بما ال يتعارض مع أحكام‬
‫القوانين الخاصة التي تحكم المسألة التجارية ذاتها‪.‬‬
‫‪ -3‬فإن لم يوجد سرت قواعد العرف التجاري والعادات التجارية ويقدم العرف‬
‫الخاص أو المحلي على العرف العام‪.‬‬
‫‪ -4‬فإن لم يوجد سرت أحكام القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -5‬فإن لم يوجد سرت أحكام االتفاقيات الدولية التي تحكم المسألة التجارية ذاتها‪.‬‬

‫المادة "‪ "2‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)54‬‬


‫‪ -6‬فإن لم يوجد فللقاضي أن يسترشد بأحكام القضاء أو آراء الفقهاء أو مبادئ‬
‫العدالة"‪.‬‬
‫على أنه‪" :‬تسري على المسائل التجارية‬ ‫(‪)55‬‬
‫وقد نص قانون التجارة القطري‬
‫األحكام الواردة في هذا القانون أو في غيره من القوانين المتعلقة بالمسائل التجارية‪،‬‬
‫فإن لم يوجد نص يطبق العرف التجاري‪ ،‬ويقدم العرف الخاص أو العرف المحلي‬
‫على العرف العام‪ ،‬فإن لم يوجد عرف تجاري تطبق أحكام القانون المدني"‪.‬‬
‫ونتحدث عن المصادر الرسمية والمصادر غير الرسمية على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫"المصادر الرسمية"‬
‫ويقصد بالمصادر الرسمية تلك المصادر التي يتم اللجوء إليها أوالً بشأن ما يتعلق‬
‫بالمسائل التجارية المختلفة‪ ،‬وتتنوع هذه المصادر لتشمل العقد بصفته مصد اًر‬
‫رسمياً أولياً‪ ،‬ثم القانون التجاري "القواعد الخاصة"‪ ،‬ثم القانون التجاري "القواعد‬
‫العامة"‪ ،‬ثم العرف التجاري ثم القانون المدني ثم االتفاقيات الدولية ونتحدث عن‬
‫كل منها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬العقد‪ :‬إبرام العقود وعقد الصفقات هو المظهر الخارجي والرئيسي لألنشطة‬
‫التجارية(‪ ،)56‬فأصل المعامالت التجارية هو االتفاق‪ ،‬بمعنى أنها رضائية‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن أول ما يمكن الرجوع إليه هو اتفاق األطراف أي العقد‪ ،‬وهو المصدر الرسمي‬
‫األولي وعليه إذا عرض نزاع يخص مادة تجارية معينة على القضاء فإن القضاء‬
‫ينظر في العقد المبرم بين أطرافه‪ ،‬فإن وجد حالً لهذا الخالف تمسك به‪ ،‬ذلك أن‬

‫المادة "‪ "2‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)55‬‬

‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬ودويدار‪ ،‬هاني‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫(‪)56‬‬

‫للنشر‪ ،2003 ،‬ص‪.8‬‬


‫العقد هو شريعة المتعاقدين‪ ،‬وال شك أن جعل اتفاق المتعاقدين هو المصدر األول‬
‫ألحكام القانون التجاري فيه إعالء لشأن اإلرادة وتدعيماً لمبدأ سلطانها(‪.)57‬‬
‫على أن تطبيق اتفاق األطراف كما جاء في العقد مشروط بعدم مخالفته ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية الغراء من ناحية ومن ناحية أخرى عدم مخالفته للنظام العام‪،‬‬
‫بمعنى أن اتفاق األطراف يجب أال يقع مخالفاً لقاعدة آمرة والقاعدة اآلمرة هي‬
‫تلك التي ال يجوز االتفاق على خالفها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬القانون التجاري (القواعد الخاصة)‪ :‬إذا لم يكن هناك اتفاق بين أطراف‬
‫العقد على مادة تجارية معروضة على القضاء‪ ،‬فإن القاضي يلجأ إلى ما يتوفر‬
‫من قواعد قانونية خاصة بهذه المادة التجارية‪ ،‬فمثالً لو كان الخالف بين األطراف‬
‫قد وقع على كمبيالة أو شيك أو أية ورقة تجارية فإن القاضي يطبق في حالة‬
‫عدم وجود اتفاق التشريع الخاص باألوراق التجارية‪ ،‬وإذا كان الخالف بشأن شركة‬
‫من الشركات كما لو اختلف الشركاء على كيفية توزيع األرباح والخسائر فإن‬
‫القاضي يلجأ إلى التشريع الخاص بالشركات فيطبق قانون الشركات والذي يقضي‬
‫بأن توزيع األرباح والخسائر في حالة عدم االتفاق يتم توزيعه بنسبة حصة كل‬
‫شريك في رأس المال‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬القانون التجاري (القواعد العامة)‪ :‬إذا عرض نزاع تجاري على القضاء‬
‫ولم يكن بشأنه اتفاق بين األطراف وال حكماً خاصاً ورد في القواعد الخاصة بهذه‬
‫المسألة التجارية‪ ،‬فإن القاضي يلجأ لتطبيق أحكام القانون التجاري بشرط أال‬
‫يخالف في ذلك مبادئ الشريعة اإلسالمية الغراء أو النظام العام‪.‬‬
‫والقانون التجاري الفلسطيني هو القانون رقم "‪ "2‬لسنة "‪ "2014‬وهو القانون النافذ‬
‫في قطاع غزة دون الضفة الغربية‪ ،‬حيث تخضع المعامالت التجارية في الضفة‬
‫الغربية المحتلة لقانون التجارة رقم "‪ "12‬لسنة "‪ ،"1966‬وهذا االختالف في تطبيق‬
‫القانون ناجم عن حالة االنقسام الفلسطيني منذ العام "‪."2007‬‬

‫عبد الباقي‪ ،‬سامي‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫(‪)57‬‬
‫رابعاً‪ :‬العرف التجاري والعادات التجارية(‪ :)58‬العرف هو اطراد سلوك التجار على‬
‫اتباع قاعدة معينة في معامالتهم التجارية على نحو يولد لديهم اعتقاداً في الزامها‬
‫وضرورة احترامها(‪ )59‬أي هو ما اعتاد التجار على فعله‪ ،‬وقد انقسم الفقهاء بشأن‬
‫التفرقة بين العرف والعادة‪ ،‬حيث ذهب البعض إلى أنه ال يوجد أي فرق بينهما‪،‬‬
‫وما يهمنا هنا هو معرفة درجة العرف لتطبيقه على المسألة التجارية المختلف‬
‫بشأنها والمطروحة على القضاء حيث يلجأ القاضي لتطبيق العرف إذا لم يكن‬
‫هناك اتفاق بين األطراف ولم تشمل القواعد الخاصة حكماً لهذه المسألة وال القواعد‬
‫العامة كذلك‪ ،‬وعليه يلجأ القاضي للعرف ولكن يبدأ بتطبيق العرف الخاص‬
‫بالمسألة التجارية‪ ،‬فلو كان الخالف بين تجار األقمشة مثالً فيطبق القاضي‬
‫العرف الخاص بهذه التجارة‪ ،‬ولو كان الخالف بين تجار قرية معينة فإن القاضي‬
‫يطبق أوالً العرف الخاص بهذه القرية‪ ،‬فإذا لم يجد القاضي حكماً للمسألة التجارية‬
‫في العرف الخاص فإنه يلجأ للعرف العام‪ ،‬وفي مثالنا السابق يلجأ القاضي لعرف‬
‫التجارة بشكل عام‪ ،‬وقد أجاز البعض تطبيق العرف قبل قواعد القانون المدني‬
‫اآلمرة حتى ولو كانت تخالفها(‪.)60‬‬
‫خامساً‪ :‬القانون المدني(‪ :)61‬سبق وأن أشرنا إلى أن القانون المدني هو الشريعة‬
‫العامة لفروع القانون الخاص‪ ،‬فإذا ثار الخالف بشأن مسألة تجارية معينة فإن‬
‫القاضي إذا لم يجد اتفاقاً يخص ذلك أو قواعد قانونية خاصة بتلك المسألة أو لم‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)58‬‬

‫ص‪ ،25‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )59‬طه‪ ،‬مصطفى كمال‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع ‪ ،1991‬ص‪ ،37‬وانظر‪:‬‬
‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫البارودي‪ ،‬علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية والمنشأة التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬ ‫(‪)60‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،1999 ،‬ص‪.35‬‬


‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫يجد في القانون التجاري وال في العرف الخاص وال العام فإنه يلجأ للقانون المدني‬
‫باعتباره الشريعة العامة للقانون الخاص‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬أحكام االتفاقيات الدولية‪ :‬وجدت اتفاقيات دولية عديدة منها ما تطرق‬
‫للمواد التجارية‪ ،‬فإذا ثار الخالف بشأن مسألة تجارية ورفع هذا الخالف للقضاء‬
‫فإن القاضي إذا لم يجد حكماً لهذا الخالف في االتفاق أو القواعد الخاصة أو‬
‫القانون التجاري العام أو العرف التجاري والعادات التجارية أو القانون المدني‬
‫فإنه يلجأ ألحكام االتفاقيات الدولية المبرمة دولياً والتي تعرضت لهذه المسألة‬
‫وأوجدت حكماً يمكن االعتماد عليه من قبل القاضي‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن مصادر القانون التجاري الرسمية التي نص عليها‬
‫القانون الفلسطيني هي العقد وهو اتفاق األطراف على اعتبار أن العقد هو شريعة‬
‫المتعاقدين‪ ،‬وأن الرضائية هي أساس المعامالت التجارية‪ ،‬ولكن بشرط أال‬
‫يتعارض هذا االتفاق مع النظام العام والشريعة اإلسالمية‪ ،‬وثانياً قانون التجارة‬
‫وثالثاً القواعد الخاصة بالمواد التجارية‪ ،‬ورابعاً العرف والعادة وخامساً القانون‬
‫المدني وسادساً االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫أما القانون القطري فقد نص على مصادر واحدة فقط حددها بالقانون التجاري ثم‬
‫القوانين المتعلقة بالمسائل التجارية ثم العرف التجاري الخاص ثم العرف التجاري‬
‫العام ثم القانون المدني‪.‬‬
‫وعليه فقد كان القانون الفلسطيني أشمل وأوسع حيث تطرق في البداية التفاق‬
‫األطراف وقد أحسن المشرع الفلسطيني في ذلك إذ يلجأ القاضي بداية لتطبيق ما‬
‫ورد في عقد اتفاق األطراف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫المصادر غير الرسمية‪" :‬االسترشادية"‬
‫إذا ثار الخالف بشأن مسألة تجارية ولم يجد القاضي حكماً لها في كافة‬
‫المصادر الرسمية السابقة المتمثلة في االتفاق والقواعد الخاصة والقانون التجاري‬
‫العام والعرف التجاري الخاص والعام والقانون المدني واالتفاقيات الدولية فإن‬
‫القاضي يمكن أن يلجأ إلى المصادر غير الرسمية وقد سماها القانون الفلسطيني‬
‫بالمصادر االسترشادية أي التي يسترشد بها القاضي لحل الخالف القائم بشأن‬
‫مسألة تجارية‪ ،‬وهو بذلك غير ملزم باألخذ بها‪ ،‬فله سلطة تقديرية كاملة بأن يأخذ‬
‫بها من عدمه‪ ،‬وقد نص القانون الفلسطيني على هذه المصادر دون القانون‬
‫القطري الذي لم يتطرق على اإلطالق لها‪.‬‬
‫وعليه فإن المصادر غير الرسمية أو االسترشادية وفقاً لقانون التجارة الفلسطيني‬
‫هي‪ :‬أحكام القضاء وآراء الفقهاء ومبادئ العدالة ونتعرض بالشرح لكل مصدر‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أحكام القضاء‪ :‬أول مصدر من المصادر االسترشادية أحكام القضاء وتسمى‬
‫السوابق القضائية‪ ،‬أي تلك األحكام التي صدرت من القضاء في مسائل قريبة أو‬
‫مشابهة للمسألة المختلف بشأنها‪ ،‬حيث يبحث القاضي في أحكام القضاء السابقة‪،‬‬
‫وله أن يسترشد بهذه األحكام(‪.)62‬‬
‫وللقاضي سلطة تقديرية كاملة في ذلك‪ ،‬فقد يأخذ بالحكم السابق كما ورد‪ ،‬أو يقوم‬
‫بتعديله‪ ،‬أو يرفضه‪.‬‬
‫وغالباً ما يسترشد القاضي باألحكام السابقة معتمداً في ذلك على األسباب التي‬
‫اعتمد عليها القاضي السابق في إصدار حكمه وهو ما يعرف بالتسبيب‪.‬‬
‫والسؤال هو هل يجوز للقاضي أن يسترشد بأحكام قضائية غير وطنية؟‬
‫الجواب يتمثل في أن االسترشاد في األصل غير ملزم للقاضي‪ ،‬فإذا كانت هناك‬
‫أحكام قضائية في مسائل تجارية في دولة أخرى قانونها يتطابق مع القانون‬
‫الوطني فليس هناك ما يمنع من االسترشاد بها‪ ،‬لكن األولى أن يسترشد القاضي‬
‫باألحكام القضائية المحلية فإن لم يجد فله أن يسترشد بأحكام قضائية غير محلية‪.‬‬

‫(‪ )62‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،22‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري‬
‫اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫ثانياً‪ :‬آراء الفقهاء‪ :‬قد يلجأ القاضي آلراء الفقهاء فيسترشد بها‪ ،63‬والفقهاء هم‬
‫علماء القانون ولم يأمر النص الفلسطيني القاضي بأي مصدر يسترشد أوالً‪،‬‬
‫فللقاضي االسترشاد بآراء الفقهاء حتى ولو كان يوجد حكم سابق في القضاء وله‬
‫أن يسترشد بالحكم السابق ويترك آراء الفقهاء أو العكس أو يتركهما ويطبق مبادئ‬
‫العدالة‪ ،‬فللقاضي سلطة تقديرية كاملة‪ ،‬أي المصادر رأى فله أن يأخذ به دون‬
‫غيره‪.‬‬
‫وعليه يجوز للقاضي أن يستعين بالمؤلفات القانونية واألبحاث فقد ساهمت هذه‬
‫األبحاث في تفسير القواعد التشريعية وبيان عيوبها‪ ،‬كما أن الفقه بشكل عام يلعب‬
‫دو اًر مهماً في اثبات القاعدة العرفية حيث يقوم بتفسير تلك القواعد وتأصيلها‬
‫وصياغتها حتى تقدم إلى المشرع في صورة اقتراحات أو مشروعات قوانين(‪.)64‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مبادئ العدالة‪ :‬قد يسترشد القاضي بقواعد العدالة ومن قواعد العدالة مثالً‬
‫االستقامة التجارية وهي سلوك يتحلى بها التاجر فيعرف بين التجار بأنه مستقيم‬
‫ونزيه أثناء مزاولته لألعمال التجارية فإذا عرضت مسألة تجارية مختلف بشأنها‬
‫وأحد أطرافها هذا التاجر النزيه وكانت الدعوى المرفوعة ضده مثالً تتعلق‬
‫بالمنافسة التجارية فالقاضي استناداً إلى االستقامة التجارية يقدر مدى اعتبار‬
‫سلوك التاجر تجاه منافسيه منافسة مشروعة أو غير مشروعة(‪.)65‬‬
‫والقاضي غير ملزم في ذلك فله سلطة تقديرية تخوله بأن يطبق مبادئ العدالة‬
‫من عدمها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫(‪)64‬‬

‫(‪ )65‬بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫"خالصة المبحث الثاني"‬
‫في هذا المبحث تم دراسة النظريات التي قيلت بشأن تطبيق قانون التجارة‪ ،‬ثم‬
‫دراسة مصادر القانون التجاري سواء كانت رسمية أو غير رسمية ونلخص ذلك‬
‫في نقاط على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬النظرية المادية بشأن تطبيق قانون التجارة‪ :‬أصحاب هذه النظرية هم‬
‫الذين عرفوا قانون التجارة بأنه القانون الذي ينظم األعمال التجارية‪ ،‬ومعنى هذا‬
‫أن القانون التجاري تنطبق أحكامه على األعمال التجارية بصرف النظر عن‬
‫الشخص الذي يزاولها مدنياً كان أم تاج اًر‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬النظرية الذاتية بشأن تطبيق قانون التجارة‪ :‬أصحاب هذه النظرية هم‬
‫الذين عرفوا القانون التجاري بأنه القانون الذي ينظم نشاط التجار بمناسبة القيام‬
‫بمهنهم التجارية‪ ،‬وهو ما يعني استبعاد غير التاجر من نطاق تطبيق القانون‬
‫التجاري‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬النظرية المختلطة بشأن تطبيق قانون التجارة‪ :‬أصحاب هذه النظرية هم‬
‫الذين عرفوا القانون التجاري بأنه القانون الذي ينظم األعمال التجارية ونشاط‬
‫التجار أثناء ممارستهم لمهنهم التجارية‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬المصادر الرسمية لقانون التجارة‪ :‬أصل المعامالت التجارية هو االتفاق‪،‬‬
‫بمعنى أنها رضائية‪ ،‬ولذلك فإن أول ما يمكن الرجوع إليه هو اتفاق األطراف أي‬
‫العقد‪ ،‬وهو المصدر الرسمي األولي وعليه إذا عرض نزاع يخص مادة تجارية‬
‫معينة على القضاء فإن القضاء ينظر في العقد المبرم بين أطرافه‪.‬‬
‫* إذا لم يكن هناك اتفاق بين أطراف العقد على مادة تجارية معروضة على‬
‫القضاء‪ ،‬فإن القاضي يلجأ إلى ما يتوفر من قواعد قانونية خاصة بهذه المادة‬
‫التجارية‪.‬‬
‫* إذا عرض نزاع تجاري على القضاء ولم يكن بشأنه اتفاق بين األطراف وال‬
‫حكماً خاصاً ورد في القواعد الخاصة بهذه المسألة التجارية‪ ،‬فإن القاضي يلجأ‬
‫لتطبيق أحكام القانون التجاري بشرط أال يخالف في ذلك مبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫الغراء أو النظام العام‪.‬‬
‫* يلجأ القاضي لتطبيق العرف إذا لم يكن هناك اتفاق بين األطراف ولم يشمل‬
‫التشريع الخاص حكماً لهذه المسألة وال التشريع العام كذلك‪ ،‬وعليه يلجأ القاضي‬
‫للعرف ولكن يبدأ بتطبيق العرف الخاص بالمسألة التجارية ثم العرف التجاري‬
‫العام‪.‬‬
‫* إذا ثار الخالف بشأن مسألة تجارية معينة فإن القاضي إذا لم يجد اتفاقاً يخص‬
‫ذلك أو قواعد قانونية خاصة بتلك المسألة أو لم يجد في القانون التجاري وال في‬
‫العرف الخاص وال العام فإنه يلجأ للقانون المدني باعتباره الشريعة العامة للقانون‬
‫الخاص‪.‬‬
‫* إذا ثار الخالف بشأن مسألة تجارية ورفع هذا الخالف للقضاء فإن القاضي‬
‫إذا لم يجد حكماً لهذا الخالف في االتفاق أو القواعد الخاصة أو القانون التجاري‬
‫العام أو العرف التجاري والعادات التجارية أو القانون المدني فإنه يلجأ ألحكام‬
‫االتفاقيات الدولية المبرمة دولياً والتي تعرضت لهذه المسألة وأوجدت حكماً يمكن‬
‫االعتماد عليه من قبل القاضي‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬المصادر االسترشادية لقانون التجارة‪ :‬أول مصدر من المصادر‬
‫االسترشادية أحكام القضاء وتسمى السوابق القضائية‪ ،‬أي تلك األحكام التي‬
‫صدرت من القضاء في مسائل قريبة أو مشابهة للمسألة المختلف بشأنها‪ ،‬حيث‬
‫يبحث القاضي في أحكام القضاء السابقة‪.‬‬
‫* قد يلجأ القاضي آلراء الفقهاء فيسترشد بها‪ ،‬والفقهاء هم علماء القانون‪.‬‬
‫* قد يسترشد القاضي بقواعد العدالة ومن قواعد العدالة مثالً االستقامة التجارية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫" معايير التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني‬
‫وأهميتها "‬
‫نتحدث عن معايير التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني‪ ،‬وأهمية التفرقة بين‬
‫العمل التجاري والعمل المدني وذلك في مطلبين على النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‬
‫"معايير التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني"‬
‫نتحدث في نظرية قصد تحقيق الربح‪ ،‬ونظرية انتقال الثروات‪ ،‬ونظرية المشروع‬
‫التجاري‪ ،‬ونظرية الحرفة التجارية وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫(‪)66‬‬
‫نظرية قصد تحقيق الربح أو المضاربة‬
‫"ليون كان‪ ،‬ورينو"‬
‫المضاربة تعني السعي وراء تحقيق الربح أو وضع رأس مال معين في عمل‬
‫معين بقصد الحصول على ربح من ورائه(‪.)67‬‬
‫ويقصد أصحاب هذه النظرية من طرحها أن العمل يعتبر عمالً تجارياً إذا كان‬
‫قصد الشخص من أداء هذا العمل هو تحقيق الربح(‪ ،)68‬فكل عمل يهدف صاحبه‬

‫(‪)66‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،40‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،45‬وانظر‪:‬‬
‫ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،24‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري‬
‫اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫(‪)67‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،32‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪،‬‬
‫القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪)68‬طه‪ ،‬مصطفى كمال‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،1990 ،‬ص‪.45‬‬
‫إلى تحقيق الربح فهو عمل تجاري‪ ،‬أما إذا كان العمل ال يهدف صاحبه إلى‬
‫تحقيق الربح فإنه يعتبر عمالً مدنياً‪ ،‬كما لو قام شخص ببيع سفينة بقصد تحقيق‬
‫الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً‪ ،‬وإذا قام شخص بتأليف كتاب من أجل‬
‫تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً وفقاً ألصحاب هذه النظرية‪ ،‬أما‬
‫إذا كان تأليف الكتاب تم بغير قصد ربحي‪ ،‬من أجل الشهرة مثالً فإن هذا العمل‬
‫ال يعتبر عمالً تجارياً‪ ،‬ولو قام شخص ببيع ما ينتجه من حرفته كالنجار الذي‬
‫يبيع ما يصنعه‪ ،‬أو المزارع الذي يبيع ما يحصده من ثمار فإن هذه األعمال وفقاً‬
‫ألصحاب هذه النظرية تعتبر أعماالً تجارية‪ ،‬رغم أن القانون نص على أن بيع‬
‫المزارع لمحصوله ال يعتبر عمالً تجارياً‪ ،‬لكن هذه النظرية تعتمد قصد الربح أياً‬
‫كانت طبيعة العمل ‪.‬‬
‫وعليه فإن التجارة تعتبر عمليات تهدف للمضاربة عن طريق تحقيق الربح من‬
‫خالل فرق السعر بين الشراء وإعادة البيع أو نتيجة تحويل المواد األولية وإعادة‬
‫بيعها مرة أخرى بعد تصنيعها(‪.)69‬‬
‫فمثالً التمييز بين ما إذا كان استغالل الصحف يعتبر عمالً تجارياً من عدمه‬
‫يرجع إلى القصد من انشاء الصحيفة فإذا كان الهدف من انشائها هو البحث‬
‫العلمي أو األدبي أو الثقافي عامة أو التعبير عن فكر أو مذهب أو حزب فإنها‬
‫تعتبر عمالً مادياً أما إذا كان الهدف من انشائها المضاربة على أسعار الورق‬
‫ومقاالت المحررين أي أن هدفها هو تحقيق الربح فإنها تعتبر عمالً تجارياً(‪.)70‬‬
‫ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن أهم ما يميز النشاط التجاري هو تحقيق‬
‫الربح(‪ ،)71‬لكن رغم ذلك‪ ،‬إال أن هذه النظرية تم انتقادها حيث أن الفقه أجمع‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪)69‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪)70‬‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫(‪)71‬‬
‫وذلك لألسباب‬ ‫(‪)72‬‬
‫على أن هذه النظرية ال تكفي وحدها معيا اًر للعمل التجاري‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬توجد بعض األعمال التي يهدف أصحابها إلى تحقيق الربح لكنها ال تعد‬
‫أعماالً تجارية(‪ )73‬حيث اعتبرها القانون أعماالً مدنية مثل عمل الحرفي وعمل‬
‫المؤلف وعمل المزارع وغيرها من األعمال التي نص القانون على اعتبارها أعماالً‬
‫مدنية رغم تحقيق أصحابها لألرباح‪.‬‬
‫‪ -2‬تعتمد النظرية على الجانب النفسي وهو القصد‪ ،‬والجانب النفسي ال يمكن‬
‫االعتماد عليه كمعيار ثابت لبناء قواعد تجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬تقوم الدولة بتأسيس الشركات التي تقدم نفع عام وتخضع ألحكام القانون‬
‫التجاري رغم أنها ال تهدف لتحقيق الربح(‪.)74‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن الشخص إذا كان‬
‫يقصد في عمله تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً‪ ،‬أما إذا لم يكن‬
‫قصده من ذلك تحقيق الربح فإن عمله ال يعتبر عمالً تجارياً‪ ،‬وهذه النظرية فيها‬
‫شيء من الحقيقة إذ أن العمل التجاري فعالً يهدف لتحقيق الربح‪ ،‬لكن ومع ذلك‬
‫فقد تم انتقاد هذه النظرية على اعتبار أن القصد أمر نفسي ال يمكن االعتماد‬
‫عليه وهناك أعمال تهدف لتحقيق الربح وتعتبر مدنية‪.‬‬

‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪)72‬‬

‫(‪ )73‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الموجز في القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1980 ،‬ص‪.10‬‬ ‫(‪)74‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫نظرية انتقال الثروات أو التداول‬
‫‪75‬‬
‫"الفقيه تالير"‬
‫يقصد بهذه النظرية تحريك الثروات من حالة الثبات إلى حالة االستقرار(‪،)76‬‬
‫ومعنى ذلك أن عملية اإلنتاج تمر بعدة مراحل تبدأ في المصنع بداية وتنتقل‬
‫لتاجر الجملة ثم للمركز التجاري ثم للمستهلك‪ ،‬يرى أصحاب هذه النظرية بأن‬
‫العملية التي تبدأ بعد عملية التصنيع أو اإلنتاج حيث يتم انتقال المنتج من تاجر‬
‫آلخر وحتى قبل وصول هذا المنتج للمستهلك فهذه تعتبر أعماالً تجارية‪ ،‬أما ما‬
‫دون ذلك فهي أعماالً مدنية‪ ،‬فحيث يبدأ دفع المنتج إلى السوق يبدأ العمل‬
‫التجاري‪ ،‬وحيث تتجمد هذه الحركة ينتهي العمل التجاري(‪ ،)77‬فاألعمال التي‬
‫تتناول السلع واألشياء وهي في مرحلة السكون فإنها تخرج من دائرة األعمال‬
‫التجارية(‪ ،)78‬فمثالً عملية الزراعة منذ بدايتها األولى وعملية تصنيع أي منتج‬
‫بداية في المصانع ال تعتبر أعماالً تجارية بل أعماالً مدنية‪ ،‬وعملية وصول المنتج‬
‫للمستهلك ال تعتبر عمالً تجارياً بل عمالً مدنياً‪ ،‬وعليه يمكن القول بأنه ووفقاً‬
‫لرأي أصحاب هذه النظرية فإن العمل التجاري هو العملية االنتقالية من تاجر‬
‫آلخر التي تبدأ من بعد اإلنتاج والتصنيع إلى ما قبل وصول المنتج للمستهلك‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،32‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في‬
‫قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،25‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.67‬‬
‫(‪ )76‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،33‬وانظر‪ :‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107‬‬ ‫(‪)77‬‬

‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫(‪)78‬‬
‫ووفقاً لهذه النظرية تخرج جميع األعمال التي ترد على العقارات من نطاق األعمال‬
‫التجارية‪ ،‬ألنها غير قابلة للتداول انما يتم التصرف بها وفق إجراءات نص عليها‬
‫القانون(‪.)79‬‬
‫ورغم أن التجارة تقوم على انتقال أو تداول الثروات إال أن األخذ بهذه النظرية‬
‫وحدها ال يكفي معيا اًر للعمل التجاري فتم انتقاد هذه النظرية لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬لقد نص القانون على اعتبار بعض األعمال تجارية وليست مدنية رغم عدم‬
‫تداولها وانتقالها مثل أعمال المكاتب‪.‬‬
‫‪ -2‬توجد بعض األعمال يتحقق فيها معنى التداول واالنتقال لكنها ال تعتبر‬
‫أعماالً تجارية كون أصحابها ال يسعون لتحقيق الربح‪ ،‬وأي عمل يخلو من قصد‬
‫تحقيق الربح ال يعتبر عمالً تجارياً بنص القانون‪ ،‬مثل الجمعيات التعاونية التي‬
‫تهدف إلى خدمة أعضائها دون تحقيق الربح رغم أن عملها يشتمل على تداول‬
‫للسلع إال أن عملها يعتبر مدنياً(‪.)80‬‬
‫‪ -3‬إن التجارة بمعناها الحقيقي الشامل تشمل الصناعة‪ ،‬فالصناعة في األصل‬
‫هي عمل تجاري يهدف إلى تحقيق الربح‪ ،‬لكن نظرية التداول استبعدت العملية‬
‫الصناعية من األعمال التجارية ألنها ال تدخل في مرحلة الحركة والتداول‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن العمل التجاري هو‬
‫ذلك العمل الذي يبدأ بعد عملية اإلنتاج والتصنيع حتى يصل إلى ما قبل وصوله‬
‫إلى المستهلك‪ ،‬وقد تم انتقاد هذه النظرية حيث نص القانون على اعتبار الصناعة‬
‫عمالً تجارياً واعتبار بعض األعمال مدنية رغم تداولها‪.‬‬

‫(‪ )79‬القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،33‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)80‬‬

‫ص‪.35‬‬
‫على أنه‪" :‬تعد األعمال‬ ‫(‪)81‬‬
‫وقد نص كل من القانون الفلسطيني والقانون القطري‬
‫التالية تجارية إذا كانت مزاولتها على وجه االحتراف‪ -2 :‬الصناعة"‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫نظرية المشروع التجاري أو المقاولة‬
‫‪82‬‬
‫"اسكارا"‬
‫يرى أصحاب هذه النظرية أن األعمال تعتبر تجارية إذا تمت من خالل مشروع‬
‫هذه األعمال ويتخذ‬ ‫(‪)83‬‬
‫تجاري‪ ،‬والمشروع التجاري هو الذي يعتمد على تكرار‬
‫مق اًر له وتتم األعمال من خالله بشكل منظم‪ ،‬فإذا مارس شخص عمالً على شكل‬
‫مشروع منظم فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً وتسمى هذه النظرية أيضاً بنظرية‬
‫المقاولة‪.‬‬
‫وعلى ذلك يعتبر العمل تجارياً إذا تم من خالل مشروع ويقصد بالمشروع ممارسة‬
‫العمل على سبيل التكرار المنتظم من خالل تنظيم مسبق تتوافر له مظاهر‬
‫خارجية ومادية ملموسة وواضحة مثل فتح المكاتب والمحال التجارية وتوظيف‬
‫العمال والمستخدمين والحصول على التراخيص الالزمة لذلك(‪.)84‬‬
‫القانون الفلسطيني والقانون القطري نصا على أنه‪" :‬تعد األعمال التالية تجارية‬
‫إذا كانت مزاولتها على وجه االحتراف ‪ ....‬الخ"‬

‫المادة "‪ "5‬من قانون التجارة الفلسطيني وقانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)81‬‬

‫‪82‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،38‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في‬
‫قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،25‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.72‬‬
‫الشرقاوي‪ ،‬محمود سمير‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،42‬وانظر‪ :‬جرادة‪ ،‬نضال جمال‪ ،‬الوجيز في‬ ‫(‪)83‬‬

‫شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،28‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح‬
‫القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫(‪)84‬‬
‫وإذا كانت هذه النظرية صحيحة بالنسبة لكافة األعمال التي تتم من خالل مشروع‪،‬‬
‫حيث أنه بالفعل إذا تم العمل من خالل مشروع فإنه يكون عمالً تجارياً‪ ،‬إال أنه‬
‫تم انتقاد هذه النظرية لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬توجد الكثير من األعمال التي تعتبر تجارية ولم تتم من خالل مشروع‪ ،‬ورغم‬
‫ذلك وفقاً لهذه النظرية تخرج من دائرة األعمال التجارية‪ ،‬فلو قام شخص بشراء‬
‫سيارة ثم قام ببيعها بقصد الربح فإن هذا العمل يعتبر تجارياً وتنطبق عليه أحكام‬
‫قانون التجارة وإن لم يكن من خالل مشروع منظم‪ ،‬ولو قام شخص بشراء عمارة‬
‫وقام بتأجيرها بقصد تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً وتنطبق عليه‬
‫أحكام قانون التجارة وإن لم يتم على شكل مشروع‪ ،‬وعليه فإن األخذ بهذه النظرية‬
‫يعني أن تنطبق القواعد المدنية على أعمال تجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك الكثير من المشروعات التي تتم بشكل منظم لكن أعمالها ال تعتبر‬
‫تجارية بل مدنية بحتة كمشروعات المهن الحرة ومشروعات الزراعة(‪.)85‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن األعمال تعتبر‬
‫تجارية إذا تمت ممارستها على شكل مشروع وهو ما تم انتقاده على اعتبار أن‬
‫القانون نص على بعض األعمال التجارية التي تتم بدون مشروع مثل المهن‬
‫الحرة التي تعتبر مدنية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫"نظرية الحرفة التجارية"‬
‫ويرى أصحاب هذه النظرية أن العمل يكون تجارياً إذا صدر من تاجر أثناء‬
‫مزاولة حرفته التجارية بمعنى أن العمل يعد تجارياً إذا تم من خالل الحرفة‬
‫التجارية للشخص أما إذا تعلق العمل بحرفة الشخص المدنية فإنه يعد مدنياً وعليه‬
‫فالعمل يعتبر مدنياً إذا لم يكن متعلقاً بممارسة الحرفة التجارية حتى لو وقع من‬

‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬ودويدار‪ ،‬هاني‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫(‪)85‬‬
‫تاجر(‪ ،)86‬فلو قام طبيب وعمل الطبيب عمل مدني بشراء أدوات طبية وبيعها‬
‫بعد ذلك حتى ولو قصد الربح من بيعها فإن عمله هذا يعتبر عمالً مدنياً ألنه‬
‫يرتبط بمزاولة عمل الطبيب المدني ‪ ،‬وتبعاً لذلك فإن قيام المشرع بتحديد األعمال‬
‫التجارية كما فعل المشرع الفلسطيني ال يفيد هذه النظرية‪ ،‬بل المطلوب هو تحديد‬
‫الحرف التجارية التي لو قام بها التاجر فإن عمله وكل ما يتعلق بمزاولة هذه‬
‫الحرفة يعتبر عمالً تجارياً‪.‬‬
‫والفرق بين نظرية الحرفة التجارية ونظرية المشروع أو المقاولة أن العمل التجاري‬
‫وفقاً لنظرية المشروع يجب أن تتم من خالل مشروع منظم‪ ،‬أما العمل التجاري‬
‫وفقاً لنظرية الحرفة التجارية فال يعتبر شرطاً العمل المنظم بل يكفي أن يكون‬
‫على وجه متكرر(‪.)87‬‬
‫ورغم صحة هذه النظرية في جزء إال أنه جرى انتقادها أيضاً حيث يجري التساؤل‬
‫حول معرفة األعمال التي تعتبر تجارية فإذا مارسها التاجر على سبيل التكرار‬
‫تعتبر تجارية‪ ،‬ومن االنتقادات أيضاً أن هاك أعماالً أقرت التشريعات بأنها تجارية‬
‫حتى ولو وقعت لمرة واحدة(‪.)88‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هذه أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن األعمال تعتبر‬
‫تجارية إذا صدرت من تاجر أثناء مزاولة حرفته التجارية وهو ما تم انتقاده على‬
‫اعتبار وجود بعض األعمال التي تعتبر تجارية إذا صدرت من غير تاجر‪.‬‬
‫بناء على ما سبق عرضه من نظريات يمكن القول بأنها أصابت كلها في أجزاء‬ ‫ً‬
‫معينة ولكن لم تكن كل نظرية شاملة لألعمال التجارية‪ ،‬مما يدفعنا لتأييد الرأي‬
‫القائل بأن يجب االعتماد على خالصة النظريات األربعة مجتمعة ألن كل نظرية‬

‫(‪ )86‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،71‬وانظر‪ :‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون‬

‫التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬


‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫(‪)87‬‬

‫شفيق‪ ،‬محسن‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،1962 ،‬ص‪.52‬‬ ‫(‪)88‬‬
‫تشتمل على جزء من الصواب ولكن ال تصلح أي نظرية وحدها لتحديد معيار‬
‫التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني(‪.)89‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"أهمية التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني"‬
‫ونتحدث عن القواعد القانونية الهادفة لتفعيل عنصر السرعة‪ ،‬والقواعد القانونية‬
‫الهادفة لتقوية عنصر االئتمان وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫(‪)90‬‬
‫القواعد القانونية الهادفة لتفعيل عنصر السرعة‬
‫سبق وأن أشرنا إلى أن التاجر كلما قام بعدة صفقات في أقرب وقت كلما حقق‬
‫ربحاً أكثر‪ ،‬ولطالما أن الهدف من التجارة هو تحقيق الربح فإن السرعة ذات‬
‫أهمية بالغة لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬وقد أدرك المشرع ذلك فعمل على تشريع نصوص‬
‫متعددة بهدف تحقيق هذا العنصر‪ ،‬ومن األحكام التي تم تشريعها لتحقيق هذا‬
‫العنصر حرية اإلثبات واالختصاص التجاري والرضائية ونتحدث عن كل منهما‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬

‫(‪ )89‬بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬


‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫(‪)90‬‬
‫أوالً‪ :‬حرية اإلثبات(‪ :)91‬اإلثبات هو إقامة الدليل أمام القضاء بطريقة من الطرق‬
‫الني نص عليها القانون‪ ،‬على صحة واقعة قانونية متنازع فيها نظ اًر لما يترتب‬
‫على ثبوتها من آثار قانونية(‪.)92‬‬
‫وقد سن القانون التجارية مبدأ حرية اإلثبات في المسائل التجارية‪ ،‬فيمكن اإلثبات‬
‫بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬وذلك تحقيقاً لعنصر السرعة العنصر المميز لألعمال‬
‫التجارية‪ ،‬على خالف ما هو معمول به في القانون المدني حيث أن اإلثبات مقيد‬
‫بالكتابة(‪ ،)93‬أما في األعمال التجارية فال تشترط الكتابة إلثباتها ولو كان هذا‬
‫الشرط موجود الختفى عنصر السرعة وتعطلت التجارة التي تقوم على الثقة‪.‬‬
‫وكذلك فإن حرية اإلثبات بكافة طرق اإلثبات تعني أنه لو تم إثبات مسألة بطريق‬
‫الكتابة فإنه يجوز إثبات عكسها بغير الكتابة أي بكافة طرق اإلثبات‪.‬‬
‫إن تقرير قاعدة حرية اإلثبات في المعامالت التجارية تجد تبريرها في طبيعة هذه‬
‫المعامالت وما تقتضيه من سرعة في اتمامها كما أن كثرة الصفقات التي يعقدها‬
‫التاجر تجعل من الصعب الحصول على دليل كتابي في كل مرة خاصة إذا كانت‬
‫قيمة هذه الصفقات قليلة(‪.)94‬‬

‫جرادة‪ ،‬نضال جمال‪ ،‬الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬غزة‪– 2009 ،‬‬ ‫(‪)91‬‬

‫‪ 1430‬هـ‪ ،‬ص‪ ،32‬وانظر‪ :‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،60‬وانظر‪ :‬محمود‪،‬‬
‫عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،37‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون‬
‫التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،53‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.55‬‬
‫شنب‪ ،‬محمد لبيب‪ ،‬دروس في نظرية االلتزام‪ ،‬اإلثبات‪ ،‬ص‪ ،5‬وانظر‪ :‬أبو النجا‪ ،‬حسنين‪ ،‬مبادئ وطرق‬ ‫(‪)92‬‬

‫اإلثبات القضائي‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،1997 ،‬ص‪.7‬‬


‫(‪)93‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬حمدي‪ ،‬وحمدي‪ ،‬خالد‪ ،‬إثبات االلتزام في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬المكتبة القانونية‪،1996 ،‬‬
‫ص‪.49‬‬
‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫(‪)94‬‬
‫واإلثبات ليس مقتص اًر على االلتزامات فقط بل هو نظرية عامة شاملة‪ ،‬تتناول‬
‫مصادر االلتزام ومصادر الحق العيني ومصادر روابط األسرة وال تقف عند‬
‫المصادر فحسب إذ هي تحكم أيضاً أسباب انقضاء الحقوق وكل سبب آخر‬
‫ينشئ أث اًر قانونياً ويتجاوز منطقة القانون المدني ويمتد إلى القانون التجاري‬
‫وغيرهما من مناطق القوانين األخرى(‪.)95‬‬
‫إن اإلثبات بالطرق العادية كما نص عليها القانون المدني ال يتماشى مع ما‬
‫تقتضيه المعامالت التجارية من سرعة‪ ،‬ولهذا كان الزماً تشريع اإلثبات الحر‪.‬‬
‫وفي إطار ذلك نص القانون الفلسطيني(‪ )96‬على أنه‪ -1" :‬يجوز إثبات االلتزامات‬
‫التجارية أياً كانت قيمتها بكافة طرق اإلثبات ما لم ينص القانون أو االتفاق على‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬فيما عدا الحاالت التي يوجب فيها القانون االثبات بالكتابة في المسائل‬
‫التجارية‪ ،‬يجوز في تلك المسائل اثبات عكس ما اشتمل عليه دليل كتابي أو‬
‫اثبات ما يجاوز هذا الدليل بكافة طرق االثبات‪.‬‬
‫‪ -3‬تكون األوراق العرفية في المسائل التجارية حجة على الغير في تاريخها ولو‬
‫لم يكن هذا التاريخ ثابتاً‪ ،‬ما لم يشترط القانون ثبوت التاريخ‪ ،‬ويعتبر التاريخ‬
‫صحيحاً حتى يثبت العكس"‪.‬‬
‫وقد نص القانون القطري(‪ )97‬كذلك على حرية اإلثبات وأورد نفس نصوص المادة‬
‫السابقة في القانون الفلسطيني‪.‬‬

‫(‪ )95‬السنهوري‪ ،‬عبد الرازق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬نظرية االلتزام‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬اإلثبات‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،1982 ،‬ص‪.29‬‬
‫المادة "‪ "74‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)96‬‬

‫المادة "‪ "86‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)97‬‬


‫وحرية اإلثبات تعني أنه يجوز االعتماد على دفاتر التاجر من قبل التاجر نفسه‬
‫ويمكن لغير التاجر أن يتمسك بدفاتر التاجر في عملية اإلثبات وذلك خالفاً لمبدأ‬
‫إجبار الشخص على تقديم دليل ضد نفسه(‪.)98‬‬
‫وقد ذهب البعض إلى اعتبار اإلثبات من خالل دفاتر التاجر خروجاً عن القواعد‬
‫العامة في االثبات حيث تقضي هذه القواعد بعدم جواز اصطناع الشخص دليالً‬
‫لنفسه أو بعدم اجباره على تقديم دليل ضد نفسه(‪.)99‬‬
‫على أنه‪" :‬يجوز قبول الدفاتر‬ ‫(‪)100‬‬
‫وفي هذا الشأن نص القانون الفلسطيني‬
‫التجارية لإلثبات في الدعاوى المقامة من التجار أو عليهم متى كانت متعلقة‬
‫بأعمالهم التجارية وذلك وفقاً للقواعد اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬تكون البيانات الواردة بالدفاتر حجة على صاحبها ومع ذلك ال يجوز لمن يريد‬
‫أن يستخلص من هذه الدفاتر دليالً لنفسه أن يجزئ ما ورد بها من بيانات‪.‬‬
‫‪ -2‬تكون البيانات الواردة بالدفاتر المطابقة ألحكام القانون حجة لصاحب الدفتر‬
‫على خصمه التاجر إال إذا نقضها الخصم ببيانات واردة بدفاتره المطابقة ألحكام‬
‫القانون أو أثبت بأي دليل آخر عدم صحتها‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت دفاتر الخصمين مطابقة ألحكام القانون وأسفرت المطابقة بينهما‬
‫عن تناقض بياناتهما جاز للمحكمة األخذ بما تطمئن إليه منها وتبين أسباب ذلك‬
‫في حكمها أو أن تطلب دليالً آخر‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا اختلفت البيانات الواردة بدفاتر الخصمين وكانت أحدهما مطابقة للقانون‬
‫دون األخرى فالعبرة بالدفاتر المطابقة إال إذا أقام الخصم الدليل على خالف ما‬
‫ورد بها ويسري هذا الحكم إذا قدم أحد الخصمين دفاتر مطابقة ولم يقدم اآلخر‬
‫أي دفاتر"‪.‬‬

‫(‪ )98‬بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام قانون التجارة‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬ ‫(‪)99‬‬

‫المادة "‪ "75‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)100‬‬


‫لكن حرية االثبات ليست مطلقة إذ يفرض القانون أحياناً الكتابة في بعض األعمال‬
‫مثل عقد الشركة بكافة أنواعها واألوراق التجارية وعقد الرهن البحري وعقد النقل‬
‫البحري وعقد بيع السفينة‪ ،‬كما قد يتفق األشخاص على وجوب الكتابة مما يضيق‬
‫من حرية االثبات بكافة طرق االثبات‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬االختصاص التجاري(‪ :)101‬عمدت بعض الدول إلى تخصيص قضاء‬
‫تجاري مستقل للنظر في المنازعات التجارية فقد وذلك لتحقيق السرعة بصفتها‬
‫من مميزات المعامالت التجارية‪ ،‬فال تقوم المحاكم المدنية العادية بالنظر في‬
‫المسائل التجارية‪.‬‬
‫وفي فلسطين ال يوجد قضاء تجاري مختص للنظر في المنازعات التجارية‪ ،‬وإن‬
‫كان من الضروري القيام بذلك تحقيقاً لمبدأ السرعة والتطور الحاصل في المسائل‬
‫التجارية وما يترتب على تأخير الفصل فيها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الرضائية‪ :‬إن مجال الرضائية يتسع في العقود التجارية عنه في العقود‬
‫المدنية‪ ،‬فالعقود التجارية هي عقود رضائية‪ ،‬ألن مجرد التعبير عن اإلرادتين‬
‫بشكل تبادلي معناه انعقاد العقد فال يحتاج العقد إلى شكل معين‪ ،‬وهذا يساعد‬
‫على سرعة إجراء المعامالت التجارية(‪.)102‬‬
‫ويمكن القول أن أغلب عقود التجار تتم بشكل رضائي دون إجراءات معقدة‪،‬‬
‫فيستخدم التجار اآلن الوسائل الحديثة مثل البريد االلكتروني والفاكس والواتس‬
‫ومواقع التواصل وغيرها‪ ،‬ورغم ذلك فإن القانون في بعض الحاالت يفرض الشكل‬

‫(‪ )101‬المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلصدار الثاني‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪1428‬هـ ‪ ،2007 -‬ص‪ ،39‬وانظر‪ :‬جرادة‪ ،‬نضال جمال‪ ،‬الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،31‬وانظر‪ :‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،58‬وانظر‪:‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،68‬وانظر‪ :‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،39‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،51‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫(‪ )102‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫كما هو الحال بالنسبة للشركات التجارية التي يتم تأسيسها وفق نماذج معينة‪،‬‬
‫باستثناء الشركة المستترة وهي شركة المحاصة‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن السرعة تميز العمل التجاري عن العمل المدني‪ ،‬ولذلك‬
‫قرر المشرع إيجاد قواعد تتماشى مع السرعة والتطور التجاري الحاصل ومن ذلك‬
‫حرية االثبات في المسائل التجارية حيث قرر المشرع بأن االثبات في المسائل‬
‫التجارية يكون بكافة طرق االثبات على غير ما جرى عليه األمر في القانون‬
‫المدني الذي يتطلب الكتابة‪ ،‬كذلك قامت بعض الدول بتخصيص قضاء مستقل‬
‫للنظر في المسائل التجارية تحقيقاً لمبدأ السرعة‪ ،‬ومن اإلجراءات التي تدعم‬
‫السرعة مبدأ الرضائية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫(‪)103‬‬
‫القواعد القانونية الهادفة لتقوية عنصر االئتمان‬
‫أشرنا سلفاً بأن االئتمان مهم جداً للتجارة‪ ،‬وال تجارة بغير ائتمان وهو منح اآلجال‬
‫لتسديد الديون‪ ،‬بحيث يمنح التاجر آخ اًر بمنح أجالً لتسديد الدين المترتب على‬
‫معاملة تجارية بينهما‪ ،‬بل إن بعض التجار ال يدفع حتى ولو جزء من ثمن‬
‫البضاعة التي يتسلمها من البائع‪ ،‬ويعتمد في سداد الدين على ما يقوم ببيعه وما‬
‫يحصله من أرباح تبعاً لذلك‪ ،‬وفي سبيل حماية الدائن الذي أبدى ثقته في غيره‬
‫ومنحه األجل لسداد الدين فإن المشرع اتخذ بعض اإلجراءات مقابل هذا االئتمان‬
‫ومنها‪ :‬المهلة القضائية والتضامن واالعذار والنفاذ المعجل واالفالس‪ ،‬حيث جعل‬
‫لكل واحدة مما سبق إجراءات خاصة بها تختلف عما هو عليه الحال في القانون‬
‫المدني وذلك كله من أجل حماية التاجر الذي تبنى عنصر االئتمان خالل تعامله‬
‫التجاري‪.‬‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجاري ة وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)103‬‬

‫ص‪.50‬‬
‫أوالً‪ :‬المهلة القضائية(‪ :)104‬فرض القانون على القاضي عدم القيام بمنح مهلة‬
‫قضائية للمدين الذي لم يقم بالوفاء بالتزامه وذلك بسداد الدين‪ ،‬لكن مع ذلك فقد‬
‫أجاز منح هذه المدة ضمن قيود فإذا قام دائن بمنح مدة للمدين كي يقوم بسداد‬
‫دينه (االئتمان) ولم يقم المدين بالوفاء في المدة المعينة فإن األصل أن القاضي‬
‫ال يجوز له أن يمنح المدين مهلة للوفاء بهذا الدين كما هو معمول به في القانون‬
‫المدني ضمن ما يسمى المهلة القضائية‪ ،‬لكن مع ذلك يمكن للقاضي أن يمنح‬
‫المدين مهلة أخرى إذا اقتنع وجود حسن النية وبأن المدين جاد في سداد الدين‬
‫لكن بشرط أال يلحق بالدائن ضر اًر جسيماً وأن تكون هناك ضرورة لمنح المهلة‪،‬‬
‫والضرورة قد تكون مثالً موجودة إذا كان للمدين مبلغاً معيناً من المال على آخر‬
‫يحين استحقاقه في تاريخ قريب‪.‬‬
‫وقد نص على ذلك القانون الفلسطيني(‪" :)105‬ال يجوز للمحكمة منح المدين بالتزام‬
‫تجاري مهلة للوفاء به أو تقسيطه إال عند الضرورة وبشرط عدم الحاق ضرر‬
‫جسيم بالدائن"‪.‬‬
‫كذلك نص القانون القطري(‪)106‬على ما يماثل النص الفلسطيني تماماً‪ ،‬إذ ال‬
‫خالف بين النصين‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التضامن(‪ :)107‬وفقاً للقواعد العامة في القانون المدني إذا تعدد طرفي‬
‫االلتزام فإن ذلك ال يعني وجود تضامن بينهم أي فيما بين الدائنين وفيما بين‬

‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،44‬وانظر‪ :‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون‬ ‫(‪)104‬‬

‫التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،67‬وانظر‪ :‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،58‬‬
‫وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،27‬وانظر‪ :‬المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون‬
‫التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫المادة "‪ "66‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)105‬‬

‫المادة "‪ "79‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)106‬‬

‫(‪ )107‬المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلصدار الثاني‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪1428‬هـ ‪ ،2007 -‬ص‪ ،31‬وانظر‪ :‬جرادة‪ ،‬نضال جمال‪ ،‬الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني‪،‬‬
‫المدينين ألن األصل أن التضامن غير مفترض(‪ ،)108‬لكن في المعامالت التجارية‬
‫وكونها تقوم على الثقة واالئتمان فإن التضامن مفروض‪.‬‬
‫ويقصد بالتضامن أنه إذا تعدد المدينين فإن وفاء أحدهم بالدين يترتب عليه إبراء‬
‫ذمة باقي المدينين(‪ ،)109‬فقد يحدث في الحياة التجارية أن يكون فيها شخص دائن‬
‫لعدد من األشخاص المدينين‪ ،‬كأن يقوم بائع بتوفير بضاعة معينة لعدد من‬
‫المشترين مجتمعين‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن القانون أجاز للدائن أن يطالب أي مدين‬
‫فيهم بدفع كل الدين ألن المدينين متضامنين في االلتزامات تجاه الدائن‪ ،‬كما‬
‫يحدث أن يشترك عدد من الدائنين في دينهم تجاه مدين واحد‪ ،‬وفي الحالة يحق‬
‫ألي دائن أن يطالب المدين بكل الدين ‪ ،‬بمعنى أنه يوجد عدد من المدينين بدين‬
‫واحد لدائن واحد‪ ،‬وقد يوجد عدد من الدائنين في دين واحد لمدين واحد‪ ،‬وفي كال‬
‫الحالتين يتحقق التضامن سواء بين المدينين أو الدائنين‪.‬‬
‫كما يسري حكم التضامن على كفالء المدينين‪ ،‬فلو كفل عدة أشخاص مدين أو‬
‫مدينين ولم يف المدينون بالدين فإن الكفالء متضامنون في سداد هذا الدين‪.‬‬
‫والتضامن فيه مصلحة للدائنين الذين يمنحون اآلجال ويبدون ثقتهم في الغير‬
‫حيث مقابل االئتمان يجيز القانون التضامن مما يدفع بالتجار إلى تبني مبدأ‬
‫االئتمان بما يحقق استمرار التجارة وضمان الوفاء بالديون المستحقة في مواعيدها‪.‬‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،33‬وانظر‪ :‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،52‬وانظر‪:‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،73‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح‬
‫القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،55‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،29‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫(‪)108‬‬
‫شنب‪ ،‬محمد لبيب‪ ،‬وأبو النجار‪ ،‬حسن‪ ،‬نظرية االلتزام‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،1994 ،‬ص‪.498‬‬
‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93‬‬ ‫(‪)109‬‬
‫فالحكمة التي توخاها المشرع من قاعدة افتراض التضامن بين المدينين بدين‬
‫تجاري إذا تعددوا هي تقوية االئتمان(‪.)110‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)111‬على ذلك‪ -1" :‬التضامن مفترض بين المدينين‬
‫في المسائل التجارية ما لم ينص القانون أو االتفاق على غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬يسري هذا الحكم في حالة تعدد الكفالء في الدين التجاري"‪.‬‬
‫كذلك نص القانون القطري(‪)112‬على أن‪" :‬الملتزمون معاً بدين تجاري يسألون على‬
‫وجه التضامن ما لم ينص القانون أو االتفاق على غير ذلك"‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اإلعذار(‪ :)113‬اإلعذار هو المقدمة الضرورية التي يجب أن يلجأ إليها‬
‫الدائن في حالة عدم تنفيذ المدين اللتزامه وذلك للحصول على حكم بالتزام المدين‬
‫بتنفيذ االلتزام‪ ،‬واإلعذار شرط العتبار المدين مقص اًر في التزامه‪ ،‬فإذا كان المدين‬
‫قد تأخر في تنفيذ التزامه ولم يعذره الدائن فأنه يفهم من ذلك أن الدائن قد تسامح‬
‫معه وال يرى مانع في هذا التأخير وال يجوز للدائن أن يقيم دعوى يطلب فيها‬
‫توقيع الجزاء على المدين قبل اعذاره بضرورة السداد في موعد معين(‪.)114‬‬
‫وعليه إذا حل موعد الوفاء بالدين ولم يقم المدين بالوفاء بهذا الدين للدائن فإن‬
‫الدائن يجوز له أن يقوم بإعذار المدين من خالل كتاب مسجل مصحوب بعلم‬
‫الوصول أو بأي وسيلة من وسائل االتصال السريع‪ ،‬كالبريد االلكتروني أو الفاكس‬
‫أو غير ذلك من الوسائل السريعة في حالة االستعجال‪ ،‬ومن خالل هذا اإلعذار‬
‫يخطره بأن موعد الوفاء بالدين قد حل ولم يقم المدين بالوفاء ويطالبه بدفع ما‬

‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬ودويدار‪ ،‬هاني‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،21‬وانظر‪:‬‬ ‫(‪)110‬‬

‫جرادة‪ ،‬نضال جمال‪ ،‬الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫المادة "‪ "54‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)111‬‬

‫المادة "‪ "74‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)112‬‬

‫(‪ )113‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،81‬وانظر‪ :‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون‬
‫التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،57‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫(‪)114‬‬
‫عليه من دين وإال فإن المدين يعتبر مقص اًر عن تنفيذ التزامه‪ ،‬نص على ذلك‬
‫القانون الفلسطيني(‪" :)115‬يكون إعذار المدين أو إخطاره بإنذار رسمي أو بكتاب‬
‫مسجل مصحوب بعلم الوصول وفي حالة االستعجال يجوز أن يكون ببرقية أو‬
‫فاكس أو تلكس أو غير ذلك من وسائل االتصال السريعة"‪.‬‬
‫وقد نص القانون القطري(‪ )116‬أيضاً على أنه‪" :‬يكون إعذار المدين أو إخطاره في‬
‫المسائل التجارية بكتاب مسجل مصحوب بعلم الوصول وفي حالة االستعجال‬
‫يكون اإلعذار أو اإلخطار ببرقية أو ما يقوم مقامها"‪.‬‬
‫وهنا نجد أن القانون الفلسطيني قد توافق مع القانون القطري بشأن إعذار المدين‬
‫وذلك بأي وسيلة من وسائل االتصال السريعة حيث ذكر القانون القطري البرقية‬
‫أو ما يقوم مقامها فترك الباب مفتوحاً ألي وسيلة اتصال حديثة وسريعة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬النفاذ المعجل(‪ :)117‬يقصد بالنفاذ المعجل تنفيذ الحكم رغم قابليته للطعن‬
‫فيه‪ ،‬وكافة المعامالت التجارية حسب القانون تشتمل على حكم النفاذ المعجل‬
‫بشرط وجود كفالة تكون كافية إلزالة آثار النفاذ المعجل وإعادة الحال إلى مان‬
‫عليه قبل هذا النفاذ‪ ،‬حتى ولو كان الحكم الصادر بالنفاذ قابالً للطعن فيه أمام‬
‫محكمة االستئناف‪ ،‬لكن في القانون المدني فال يجوز النفاذ المعجل لطالما أن‬
‫الحكم الصادر يجوز الطعن فيه أمام محكمة االستئناف إال في حالت محددة‪.‬‬

‫المادة "‪ "65‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)115‬‬

‫المادة "‪ "81‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)116‬‬

‫(‪)117‬‬
‫والي‪ ،‬فتحي‪ ،‬التنفيذ الجبري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1981 ،‬ص‪ ،57‬وانظر‪ :‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد‬
‫العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،64‬وانظر‪ :‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،42‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،29‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪،‬‬
‫القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫فالنفاذ المعجل نظام يخالف القاعدة العامة في تنفيذ األحكام بإضفائه عليها قوة‬
‫تنفيذية رغم قابليتها للطعن فيها بأحد الطرق الطعن العادية أو ممارسة هذه‬
‫الطعون ضدها بالفعل(‪.)118‬‬
‫وسبب النفاذ المعجل هو أن المعامالت التجارية تقتضي بطبيعتها السرعة وال‬
‫تحتمل اإلرجاء أو التأخير وهذا فرض على المشرع تشريع النفاذ المعجل وتشجيعاً‬
‫ودعماً للدائنين الذين يمنحون اآلجال للوفاء بالديون‪.‬‬
‫نص على ذلك قانون التنفيذ الفلسطيني(‪ " :)119‬التنفيذ المعجل واجب بقوة القانون‬
‫لألحكام الصادرة في المواد التجارية بشرط تقديم كفالة"‪ ،‬وهذه قاعدة واجبة‬
‫مفروضة بقوة القانون ال اجتهاد في تغييرها‪.‬‬
‫وتستثني دعاوي اإلفالس من تقديم كفالة حيث نص القانون الفلسطيني(‪ )120‬على‪:‬‬
‫"تكون األحكام الصادرة في دعاوى اإلفالس واجبة النفاذ المعجل بال كفالة ما لم‬
‫ينص على غير ذلك"‪.‬‬
‫على ما يماثل النص الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)121‬‬
‫وقد نص القانون القطري‬
‫خامساً‪ :‬اإلفالس(‪ :)122‬اإلفالس هو الحالة القانونية التي ينتهي إليها التاجر الذي‬
‫توقف عن دفع ديونه‪ ،‬فهو نظام ال ينطبق إال على التاجر(‪ ،)123‬كما يعتبر‬
‫اإلفالس وسيلة للتنفيذ الجماعي على أموال المدين التاجر الذي توقف عن دفع‬
‫ديونه‪ ،‬واإلفالس يصدر من خالل حكم من القضاء وتترتب عليه آثار قانونية‬

‫(‪)118‬‬
‫زغلول‪ ،‬أحمد ماهر‪ ،‬أصول التنفيذ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار الثقافة الجامعية‪ ،1999 – 1998 ،‬ص‪.113‬‬
‫المادة " ‪ "19‬من قانون التنفيذ الفلسطيني رقم "‪ "23‬لسنة ‪.2005‬‬ ‫(‪)119‬‬

‫المادة "‪ "598‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)120‬‬

‫المادة "‪ "616‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)121‬‬

‫(‪ )122‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،40‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح‬
‫القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،58‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،31‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫(‪)123‬‬
‫من أهمها غل يد المفلس عن إدارة أمواله بطالن تصرفات المفلس في فترة الريبة‪،‬‬
‫وخضوع الذمة المالية للمفلس إلدارة خاصة يتوالها وكيل التفليسة تحت رقابة‬
‫القضاء‪.‬‬
‫إن الهدف من اإلفالس هو تنشيط االئتمان ودعم الثقة في المعامالت التجارية‬
‫بين التجار‪ ،‬من خالل فرض إجراءات تحمي مصالح الدائنين وهذه اإلجراءات‬
‫يشتملها الحكم بإفالس المدين التاجر‪ ،‬فيستطيع الدائنون الحجز على أموال‬
‫المدين المتبقية حتى ال يستطيع تهريبها أو التصرف بها‪ ،‬وعن طريق اإلفالس‬
‫يتساوى الدائنون في الحصول على حقوقهم حيث يتم قسمة ما تبقى من الديون‬
‫قسمة غرماء وهذه القسمة فيها تتحقق العدالة‪.‬‬
‫فالقاعدة في القانون المدني تقضي بأن المدين إذا تخلف عن الوفاء يستطيع دائنه‬
‫أن يحصل على حكم نهائي يتخذ بموجبه إجراءات التنفيذ الجبري على أموال‬
‫مدينه وفقاً لقانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬إال أن إجراءات التنفيذ الجبري التي نظمها‬
‫قانون اإلجراءات المدنية ال تسعف البيئة التجارية التي تقوم على الثقة واالئتمان‬
‫فكان واجباً على المشرع أن يضع قواعد تدعم الثقة واالئتمان في المعامالت‬
‫التجارية لذلك نظم المشرع التجاري نظاماً خاصاً بالتجار المتوقفين عن دفع‬
‫ديونهم التجارية وهذا النظام هو شهر اإلفالس(‪.)124‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن االئتمان أيضاً يميز العمل التجاري عن العمل المدني‪،‬‬
‫وهو منح اآلجال من أجل سداد الدين‪ ،‬ومقابل االئتمان فرض المشرع عدة أحكام‬
‫منها أن منح المدين في المسائل التجارية لمهلة قضائية يتم في أضيق الحدود‬
‫وبشروط كذلك التضامن بين المدينين في دين واحد والدائنين في دين واحد‪ ،‬ومن‬
‫االحكام أيضاً االعذار بأي وسيلة حديثة‪ ،‬والنفاذ المعجل حيث أن كافة المعامالت‬
‫التجارية حسب القانون تشتمل على حكم النفاذ المعجل‪ ،‬ثم اإلفالس الذي يوجد‬
‫في القانون التجاري دون المدني‪.‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫(‪)124‬‬


‫"خالصة المبحث الثالث"‬
‫هذا المبحث تم تخصيصه لمعايير التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني‬
‫وكذلك لألهمية المترتبة على هذا التفريق ونجمل ذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬معايير التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني‪ :‬كيف يمكن التفرقة بين‬
‫العمل التجاري والعمل المدني؟ لإلجابة على هذا السؤال يجب التطرق إلى‬
‫النظريات التي قيلت بهذا الشأن وهي نظريات‪ :‬قصد تحقيق الربح وانتقال الثروات‬
‫والمشروع التجاري والحرفة التجارية‪.‬‬
‫* نظرية قصد تحقيق الربح ويقصد أصحاب هذه النظرية من طرحها أن العمل‬
‫يعتبر عمالً تجارياً إذا كان قصد الشخص من أداء هذا العمل هو تحقيق الربح‪،‬‬
‫فكل عمل يهدف صاحبه إلى تحقيق الربح فهو عمل تجاري‪ ،‬أما إذا كان العمل‬
‫ال يهدف صاحبه إلى تحقيق الربح فإنه يعتبر عمالً مدنياً‪.‬‬
‫* نظرية انتقال الثروات‪ ،‬حيث تمر عملية اإلنتاج بعدة مراحل تبدأ في المصنع‬
‫بداية وتنتقل لتاجر الجملة ثم للمركز التجاري ثم للمستهلك‪ ،‬يرى أصحاب هذه‬
‫النظرية بأن العملية التي تبدأ بعد عملية التصنيع أو اإلنتاج حيث يتم انتقال‬
‫المنتج من تاجر آلخر وحتى قبل وصول هذا المنتج للمستهلك فهذه تعتبر أعماالً‬
‫تجارية‪ ،‬أما ما دون ذلك فهي أعماالً مدنية‪.‬‬
‫* نظرية المشروع التجاري‪ ،‬ويرى أصحاب هذه النظرية أن األعمال تعتبر تجارية‬
‫إذا تمت من خالل مشروع تجاري‪ ،‬والمشروع التجاري هو الذي يعتمد على تكرار‬
‫هذه األعمال ويتخذ مق اًر له وتتم األعمال من خالله بشكل منظم‪ ،‬فإذا مارس‬
‫شخص عمالً على شكل مشروع منظم فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً وتسمى‬
‫هذه النظرية أيضاً بنظرية المقاولة‪.‬‬
‫* نظرية الحرفة التجارية ويرى أصحاب هذه النظرية أن العمل يكون تجارياً إذا‬
‫صدر من تاجر أثناء مزاولة حرفته التجارية‪ ،‬فلو قام طبيب وعمل الطبيب عمل‬
‫مدني بشراء أدوات طبية وبيعها بعد ذلك حتى ولو قصد الربح من بيعها فإن‬
‫عمله هذا يعتبر عمالً مدنياً ألنه يرتبط بمزاولة عمل الطبيب المدني‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني‪ :‬أدرك المشرع هذه‬
‫األهمية فعمل على تشريع نصوص متعددة بهدف تحقيق هذا عنصر السرعة‪،‬‬
‫ومن األحكام التي تم تشريعها لتحقيق هذا العنصر اإلثبات حيث سن القانون‬
‫التجارية مبدأ حرية اإلثبات في المسائل التجارية‪ ،‬حيث يمكن اإلثبات بكافة طرق‬
‫اإلثبات‪ ،‬وذلك تحقيقاً لعنصر السرعة العنصر المميز لألعمال التجارية‪ ،‬على‬
‫خالف ما هو معمول به في القانون المدني حيث أن اإلثبات مقيد بالكتابة‪.‬‬
‫* واالئتمان مهم جداً للتجارة‪ ،‬وال تجارة بغير ائتمان وهو منح اآلجال لتسديد‬
‫الديون ‪ ،‬بل إن بعض التجار ال يدفع حتى ولو جزء من ثمن البضاعة التي‬
‫يتسلمها من البائع‪ ،‬ويعتمد في سداد الدين على ما يقوم ببيعه وما يحصله من‬
‫أرباح تبعاً لذلك ‪ ،‬وفي سبيل حماية الدائن الذي أبدى ثقته في غيره ومنحه األجل‬
‫لسداد الدين فإن المشرع اتخذ بعض اإلجراءات مقابل هذا االئتمان ومنها ‪ :‬المهلة‬
‫القضائية حيث ال يجوز له أن يمنح المدين مهلة للوفاء بالدين كما هو معمول‬
‫به في القانون المدني ضمن ما يسمى المهلة القضائية‪ ،‬لكن مع ذلك يمكن‬
‫للقاضي أن يمنح المدين مهلة أخرى بشرط أال يلحق بالدائن ضر اًر جسيماً وأن‬
‫تكون هناك ضرورة لمنح المهلة‪ ،‬والتضامن بمعنى أنه يوجد عدد من المدينين‬
‫بدين واحد لدائن واحد‪ ،‬وقد يوجد عدد من الدائنين في دين واحد لمدين واحد‪،‬‬
‫وفي كال الحالتين يتحقق التضامن سواء بين المدينين أو الدائنين‪ ،‬والتضامن فيه‬
‫مصلحة للدائنين الذين يمنحون اآلجال ويبدون ثقتهم في الغير حيث مقابل‬
‫االئتمان يجيز القانون التضامن مما يدفع بالتجار إلى تبني مبدأ االئتمان بما‬
‫يحقق استمرار التجارة وضمان الوفاء بالديون المستحقة في مواعيدها ‪ ،‬وكذلك‬
‫اإلعذار فإذا حل موعد الوفاء بالدين ولم يقم المدين بالوفاء بهذا الدين للدائن فإن‬
‫الدائن يجوز له أن يقوم بإعذار المدين من خالل أي وسيلة من وسائل االتصال‬
‫السريع ‪ ،‬كالبريد االلكتروني أو الفاكس أو غير ذلك من الوسائل الحديثة‪ ،‬ومنها‬
‫أيضاً النفاذ المعجل بأن تشتمل كافة المعامالت التجارية حسب القانون على حكم‬
‫النفاذ المعجل بشرط وجود كفالة تكون كافية إلزالة آثار النفاذ المعجل وإعادة‬
‫الحال إلى مان عليه قبل هذا النفاذ‪ ،‬ومنها كذلك اإلفالس و هو الحالة القانونية‬
‫التي ينتهي إليها التاجر الذي توقف عن دفع ديونه كما يعتبر اإلفالس وسيلة‬
‫للتنفيذ الجماعي على أموال المدين التاجر الذي توقف عن دفع ديونه‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫"األعمال التجارية"‬

‫تنقسم األعمال التجارية إلى أعمال تجارية منفردة وهي األعمال التي يعتبرها‬
‫المشرع تجارية بصرف النظر عن صفة القائم بها وحتى لو مورست لمرة واحدة‪،‬‬
‫وإلى أعمال تجارية بطريق االحتراف وهي أعمال ال تعتبر تجارية إال إذا قام بها‬
‫الشخص بصفة متكررة أي على سبيل االحتراف‪ ،‬وإلى أعمال تجارية تبعية وهي‬
‫أعمال مدنية في األصل إال أنها تكتسب الصفة التجارية بسبب صدورها من‬
‫تاجر أثناء مباشرته لعملياته التجارية ألنها تتبع صفة القائم بها‪ ،‬وأخي اًر إلى أعمال‬
‫تجارية مختلطة وهي األعمال التي تعتبر تجارية بالنسبة ألحد أطرافها ومدنية‬
‫بالنسبة للطرف اآلخر وهي خليطاً من األعمال السابقة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األعمال التجارية المنفردة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األعمال التجارية بطريق االحتراف‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األعمال التجارية بالتبعية‬

‫المبحث الرابع‪ :‬األعمال التجارية المختلطة‬


‫المبحث األول‬

‫"األعمال التجارية المنفردة"‬


‫نتحدث عن األعمال التجارية المنفردة العادية‪ ،‬واألعمال التجارية المنفردة البحرية‬
‫والجوية وذلك في مطلبين على النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‬
‫(‪)125‬‬
‫األعمال التجارية المنفردة العادية‬

‫وهي األعمال التي يعتبرها المشرع تجارية بصرف النظر عن صفة الشخص‬
‫القائم بها حتى ولو باشرها لمرة واحدة فقط(‪)126‬وقد نص عليها القانون الفلسطيني‬
‫هو‪" :‬يعد عمالً تجارياً‪-1:‬‬ ‫(‪)127‬‬
‫والقانون القطري‪ ،‬النص الفلسطيني بهذا الشأن‬
‫شراء المنقوالت لغايات بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها في صورة أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬شراء تلك المنقوالت لغايات تأجيرها أو استئجارها‪.‬‬

‫‪ -3‬البيع أو االستئجار أو التأجير ثانية للمنقوالت المشتراة أو المستأجرة على‬


‫الوجه المبين في الفقرتين "‪."1،2‬‬

‫‪ -4‬تأسيس الشركات التجارية"‪.‬‬

‫فهو أيضاً اتجه إلى ما اتجه إليه النص الفلسطيني فقام‬ ‫(‪)128‬‬
‫أما النص القطري‬
‫بتعداد هذه األعمال فنص على‪" :‬تعد بوجه خاص أعماالً تجارية األعمال اآلتية‪:‬‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)125‬‬

‫ص‪.69‬‬
‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،48‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون‬ ‫(‪)126‬‬

‫التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬


‫المادة "‪ "4‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)127‬‬

‫المادة "‪ "4‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)128‬‬


‫‪ -1‬شراء السلع وغيرها من المنقوالت أياً كان نوعها بقصد بيعها سواء بيعت‬
‫على حالتها أو بعد تهيئتها في صورة أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬شراء السلع وغيرها من المنقوالت أياً كان نوعها بقصد تأجيرها‪ ،‬أو استئجارها‬
‫بقصد إعادة تأجيرها‪.‬‬

‫‪ -3‬البيع أو اإليجار‪ ،‬أو إعادة التأجير للسلع المشتراة‪ ،‬أو المستأجرة على الوجه‬
‫المبين فيما تقدم‪.‬‬

‫‪ -4‬شراء العقار بقصد بيعه بحالته األصلية أو بعد تجزئته وبيع العقار الذي‬
‫اشتري بهذا القصد‪.‬‬

‫‪ -5‬تأسيس الشركات التجارية‪.‬‬

‫‪ -6‬مقاوالت األعمال"‪.‬‬

‫ونقسم هذا المطلب للحديث عن هذه األعمال المنفردة العادية وفقاً للتقسيم الوارد‬
‫في القانون الفلسطيني على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫"شراء المنقوالت لغايات بيعها أو تأجيرها أو‬

‫استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية"‬

‫في هذا الفرع نتحدث عن شراء المنقوالت لغايات بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها في‬
‫صورة أخرى وشراء المنقوالت لغايات تأجيرها واستئجار المنقوالت لغايات تأجيرها‬
‫مرة ثانية وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬شراء المنقوالت لغايات بيعها بذاتها"(‪ :")129‬من األعمال التجارية المنفردة‬
‫القيام بشراء منقول بقصد إعادة بيعه كما هو دون تغيير لتحقيق الربح‪ ،‬حتى ولو‬
‫كانت عملية الشراء ثم كانت عملية البيع قد تمت لمرة واحدة دون تكرار‪ ،‬كما لو‬
‫قام شخص بشراء سيارة بقصد بيعها‪ ،‬أو شراء محصول زراعي بقصد بيعه دونما‬
‫تغيير عليه‪ ،‬فمثل هذه األعمال تعتبر أعماالً تجارية منفردة حتى ولو تمت لمرة‬
‫واحدة‪ ،‬وعليه فإن المشرع اعتبر أن شراء أي منقول بقصد بيعه بذاته عمالً تجارياً‬
‫ولم يشترط التكرار‪ ،‬وسواء تم الشراء بقصد البيع من قبل تاجر أو غير تاجر‪،‬‬
‫وهذا هو المعنى الحقيقي للتعريف المختلط سابق الذكر‪ ،‬حيث ينطبق قانون‬
‫التجارة على األعمال التجارية التي تتم بشكل عارض من تاجر وغير تاجر‪ ،‬كما‬
‫يجد اإلشارة هنا أن هذه العملية عملية تجارية مركبة‪ ،‬فالقانون اعتبر أن عملية‬
‫شراء الم نقول وحدها بقصد البيع هي عملية تجارية‪ ،‬تم البيع أو لم يتم‪ ،‬واعتبر‬
‫أيضاَ أن عملية البيع للمنقول الذي تم شرائه فيما لو تمت عملية البيع فعالً عملية‬
‫تجارية‪ ،‬ولذلك فنحن أمام عمليتان تجاريتان تمتا بشكل عارض دون احتراف‬
‫وتكرار وسواء وقعتا من تاجر أو غير تاجر‪.‬‬

‫بناء على ما سبق ذكره فإن العمل كي يعتبر عمالً تجارياً منفرداً يتطلب توافر‬
‫ً‬
‫عدة شروط هي حدوث عملية شراء أوالً‪ ،‬وثانياً أن يكون محل الشراء منقوالً‪،‬‬
‫وثالثاً أن يكون القصد من عملية الشراء إعادة البيع‪ ،‬وأما رابعاً أن يكون القصد‬
‫من الشراء بيعه بهدف تحقيق الربح‪ ،‬ونفصل الحديث عن هذه الشروط األربعة‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬

‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪،1995 ،‬‬ ‫(‪)129‬‬

‫ص‪ ،42‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪-1‬حدوث عملية شراء(‪ :)130‬كي يعتبر العمل عمالً تجارياً منفرداً فإن القانون‬
‫اشترط حدوث عملية شراء‪ ،‬كأن يقوم شخص بشراء ماكينة تصوير‪ ،‬فإذا حصل‬
‫الشخص على المنقول بدون مقابل كما لو حصل عليه عن طريق التبرع أو الهبة‬
‫فإن هذا العمل ال يعد من قبيل األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬ألن الشراء هو الذي‬
‫يتم بمقابل‪ ،‬وال يعتبر عمالً تجارياً منفرداً قيام شخص ببيع منقول انتقل إليه عن‬
‫طريق اإلرث أو الوصية‪ ،‬وإذا قام شخص بتأليف كتاب ثم قام ببيعه فال يعد ذلك‬
‫عمالً تجارياً ألنه لم يسبق البيع عملية شراء‪ ،‬فنتاج فكر االنسان سواء كتابة أو‬
‫رسماً أو فناً أو أدباً يخرج من نطاق األعمال التجارية ألنه لم يسبقه عملية شراء‬
‫حتى ولو قام الفنان أو الرسام أو األديب بشراء مستلزمات كانت ضرورية لعملية‬
‫التـأليف أو الرسم أو غيرهما كما لو قام بشراء الورق والحبر أو أدوات الرسم أو‬
‫غيرها فهذه أعمال مدنية بالتبعية وليست تجارية‪ ،‬أما الشخص الذي يلي المؤلف‬
‫والذي يتولى عملية نشر الكتاب لبيعه فإن عمله يعتبر عمالً تجارياً منفرداً كونه‬
‫قام بشراء المؤلف لغاية بيعه ‪.‬‬
‫ومن األعمال التي تخرج من دائرة األعمال التجارية أعمال المهن الحرة مثل مهنة‬
‫الطبيب أو المحامي ألن هذه المهن ال يسبقها عملية ش ارء وكل ما في األمر أن‬
‫الطبيب يستخدم مهاراته وكذلك المحامي وغيرهما وال يغير من كونها ال تعتبر‬
‫(‪)131‬‬
‫بل تعتبر‬ ‫تجارية أن يقوم الطبيب بشراء أدوات طبية الستخدامها في مهنته‬
‫أعماالً مدنية بالتبعية‪.‬‬

‫(‪ )130‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،40‬وانظر‪ :‬سامي‪ ،‬فوزي محمد‪ ،‬القانون التجاري‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار مكتبة التربية‪ ،1997 ،‬ص‪ ،41‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،29‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬ ‫(‪)131‬‬
‫كذلك فإن ما يحصل عليه أصحاب المهن الحرة هو من قبيل المكافآت واألتعاب‬
‫وال يعد من قبيل األرباح(‪.)132‬‬
‫ومن األعمال التي ال تعتبر تجارية بيع المزارع لمنتجات األرض التي يقوم بزرعها‬
‫ألن ذلك لم يسبقه عملية شراء‪ ،‬نص على ذلك القانون الفلسطيني(‪" :)133‬ال يعتبر‬
‫عمالً تجارياً بيع المزارع منتجات األرض التي يزرعها سواء كان مالكاً لها أو‬
‫منتفعاً بها ومع ذلك إذا احترف المزارع تحويل تلك المنتجات لبيعها اعتبر هذا‬
‫العمل تجارياً"‪.‬‬
‫كذلك ال تعد أعماالً تجارية شراء المواد المساعدة لعملية الزراعة أو شراء المواشي‬
‫أو اآلالت حتى ولو تم بيعها بعد ذلك(‪.)134‬‬
‫وعليه فإن بيع الزارع لمنتجات أرضه التي قام بزرعها وسواء كان مالكاً لها أو‬
‫منتفعاً بها ال تعتبر عمالً تجارياً ألنه لم يسبقها عملية شراء‪ ،‬وكذلك ال تعتبر‬
‫تجارية كافة األعمال المرتبطة ببيع المزارع لمنتجات أرضه مثل شراء البذور أو‬
‫األسمدة أو جلب العمال أو تربية الماشية أو غيرها من األعمال‪.‬‬

‫ورغم أن السبب في عدم تجارية بيع المزارع لمنتجه هو أنه لم يسبقه عملية شراء‪،‬‬
‫لكن أيضاً ال يعتبر عمالً تجارياً بعض األعمال المالصقة لعملية بيع المزارع‬
‫لمنتجه وقد سبقتها عمليات شراء‪ ،‬مثل شراء األكياس لتعبئة المحصول أو شراء‬
‫المواشي الالزمة لمساعدة المزارع فهذه تعتبر أعمالً مدنية ألنه لم يقصد إعادة‬
‫بيعها لتحقيق الربح بل كانت مجرد أدوات مساعدة للمزارع في عملية الزراعة‬
‫وجني المحصول‪.‬‬

‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.116‬‬ ‫(‪)132‬‬

‫(‪ )133‬المادة ‪ 9‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫(‪ )134‬القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫لكن القانون اعتبر احتراف المزارع لعملية تحويل هذه المنتجات وبيعها عمالً‬
‫تجارياً ألن العمل إذا تم احترافاً بقصد تحقيق الربح فإنه يعتبر عمالً تجارياً كما‬
‫سيذكر الحقاً‪.‬‬
‫وإذا قام المزارع بشراء محصول غيره من المزارعين بقصد إعادة بيعه لتحقيق‬
‫الربح أو قام بشراء ماشية بقصد إعادة بيعها وتحقيق الربح (حتى ولو قامت هذه‬
‫الماشية بمساعدة المزارع في عملية الزراعة التي تعتبر مدنية) فإن هذه األعمال‬
‫ومثلها تعتبر أعمالً تجارية بسبب توفر الشروط فيها‪ ،‬فقد تمت عملية شراء وكان‬
‫القصد منها إعادة البيع وتحقيق الربح ووقعت عملية الشراء على منقول‪ ،‬وقد‬
‫تكون هذه األعمال أعماالً تجارية بطريق االحتراف إذا كان المزارع قد احترف‬
‫القيام بها‪ ،‬وعليه يمكن القول بأن عمل المزارع قد يكون مدنياً من ناحية وتجارياً‬
‫من ناحية ثانية‪ ،‬فإذا قام بزراعة محصول وبيعه فال يعد هذا العمل تجارياً كما‬
‫سبق القول‪ ،‬بينما لو قام في نفس الوقت بشراء محصول غيره إلعادة بيعه وتحقيق‬
‫الربح فإن هذا العمل يعد عمالً تجارياً منفرداً‪ ،‬أما لو قام باحتراف العمل كما لو‬
‫كان يقوم إلى جانب الزراعة بشراء المواشي لتربيتها وبيعها من أجل تحقيق الربح‬
‫فإن هذا العمل يعد عمالً تجارياً بطريق االحتراف‪.‬‬
‫وقد نص القانون على اعتبار قيام المزارع بتحويل محصوله عمالً تجارياً ألنه‬
‫يستخدم اآلالت والعمال في عملية التحويل وعملية التحويل هذه تعتبر نوعاً من‬
‫أنواع الصناعة وقد نص القانون على أن الصناعة تعتبر من أنواع األعمال‬
‫التجارية بطريق االحتراف‪.‬‬
‫وإذا كان القانون قد نص على ضرورة توافر عملية الشراء حتى يعتبر العمل‬
‫تجارياً فإن األعمال التالية تعتبر أعماالً مدنية ألنه لم يسبقها عملية شراء وهذه‬
‫األعمال هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلنتاج العلمي‪ :‬يعتبر اإلنتاج العلمي عمالً مدنياً وليس تجارياً‪ ،135‬واإلنتاج‬
‫العلمي هو ذلك الذي يبذل فيه الشخص مجهوداً ذهنياً‪ ،‬وبالتالي ال يسبقه عملية‬
‫شراء‪ ،‬فإذا قام شخص بتأليف كتاب أشعار أو أي كتاب علمي فعمله هذا ال يعد‬
‫تجارياً وبالتالي لو قام ببيع هذا المنتج العلمي حتى ولو حقق ربحاً فإن هذا العمل‬
‫يبقى عمالً مدنياً‪ ،‬ولكن في هذه الحالة األخيرة فإن العمل إذا مدنياً بالنسبة للمؤلف‬
‫فإنه عمالً تجارياً بالنسبة لدار النشر ألنه قامت عملياً بشراء هذا المنتج بقصد‬
‫نشره وبيعه ومن ثم تحقيق األرباح‪.‬‬
‫ويعتبر من قبيل هذه األعمال كافة األعمال الفنية مثل عمل الرسام وعمل النحات‪،‬‬
‫وكذلك المجالت الصادرة عن الهيئات الخيرية والنقابات وغيرها‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫ب‪ .‬المهن الحرة‪ :‬كثيرة هي المهن الحرة ‪ ،‬وال تعتبر هذه المهن أعماالً تجارية‬
‫ومن المهن الحرة مهنة المحاماة ومهنة الطب وغيرهما فهي مهن ترتبط بشخصية‬
‫القائمين بها‪ ،‬وال يحدث لها عمليات شراء‪ ،‬وقد يحدث أن يقوم الطبيب مثالً بشراء‬
‫بعض األدوات التي تلزمه في عمله فشراء هذه األدوات ال يعد عمالً تجارياً ألنه‬
‫عمل يلتصق بالعمل المدني من ناحية ومن ناحية ثانية فلم يكن القصد منها‬
‫إعادة بيعها للتربح من ذلك‪ ،‬حتى ولو قام الطبيب بعد ذلك ببيعها فال يعد عمله‬
‫هذا عمالً تجارياً ألنه لم يقصد البيع من األساس ولم يقصد الربح‪ ،‬فالطبيب قد‬
‫يقوم ببيع بعض األدوات التي قام بشرائها لمساعدته في عمله‪ ،‬ثم يقوم بعد ذلك‬
‫ببيعها بسبب ضعف أدائها أو بسبب وجود أدوات أكثر تقدماً‪.‬‬
‫كذلك قد يقوم الطبيب بشراء بعض األغراض المساعدة لعمله كأن يقوم بشراء‬
‫بعض األدوية غير المتوفرة بشكل دائم في األسواق ويبيعها لمرضاه فهذا يعتبر‬
‫عمالً مدنياً‪ ،‬ألنه يتبع عمل الطبيب المدني‪ ،‬لكن هذا ال يمنع الطبيب أن يقوم‬

‫‪135‬‬
‫كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪136‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،41‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري‬
‫اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫بفتح صيدلية له يبيع فيها الدواء‪ ،‬فعمله هنا يعتبر عمالً تجارياً ألنه قام بشراء‬
‫األدوية من أجل بيعها وبقصد تحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون محل الشراء منقوالً‪ :‬المنقوالت كما سيأتي الحديث عند دراسة‬
‫المتجر‪ ،‬إما أن تكون منقوالت مادية كالبضائع والمهمات (أدوات‪ ،‬آالت‪ ،‬سيارات‪،‬‬
‫أثاث‪ ...‬إلخ)‪ ،‬وإما أن تكون منقوالت معنوية كاالتصال بالعمالء والسمعة التجارية‬
‫واالسم التجاري وبراءة االختراع‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وحتى تعتبر األعمال من قبيل األعمال‬
‫التجارية المنفردة فإنه يجب أن تقع على المنقوالت مادية كانت أو معنوية‪ ،‬من‬
‫ذلك قيام شخص بشراء مواد تموينية لبيعها وتحقيق الربح‪ ،‬ومن ذلك أيضاً شراء‬
‫سيارة إلعادة بيعها وتحقيق الربح‪ ،‬فمثل هذه األعمال تعتبر أعماالً تجارية منفردة‬
‫حتى ولو مورست لمرة واحدة‪ ،‬وسواء قام بها تاجر أو غير تاجر‪.‬‬
‫وعليه فإن عملية الشراء إذا وقعت على عقار فال يعتبر العمل من قبيل األعمال‬
‫التجارية المنفردة‪ ،‬والعمل الذي يقوم على العقار إذا كان ال يعتبر عمالً تجارياً‬
‫منفرداً فإنه يعتبر عمالً تجارياً بطريق االحتراف‪ ،‬فشراء مبنى مثالً بهدف بيعه‬
‫وتحقيق األرباح يعد عمالً تجارياً إذا تم بطريق االحتراف‪ ،‬لكنه ال يعد عمالً‬
‫تجارياً منفرداً‪.‬‬
‫أخي اًر‪ :‬شراء السيا ارت واآلالت والماكينات والبضائع المختلفة وغير ذلك من‬
‫المنقوالت المادية‪ ،‬والمنقوالت غير المادية مثل شراء األسهم لغايات بيعها أو‬
‫السندات أو براءات االختراع أو العالمات التجارية تعتبر أعماالً تجارية منفردة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون القصد من عملية الشراء إعادة البيع‪ :‬لكي تعتبر األعمال من‬
‫قبيل األعمال التجارية المنفردة فإن القصد من شراء المنقوالت يجب أن يكون‬
‫إعادة بيعها‪ ،‬فلو قام شخص بشراء سيارة بقصد استخدامها استخداماً عائلياً ثم‬
‫بعد ذلك قام ببيعها فال يعتبر هذا العمل عمالً تجارياً‪ ،‬ولو قام شخص بشراء‬
‫سيارة بقصد بيعها ثم لم يقم بهذا البيع فإن عمله هذا يعتبر عمالً تجارياً ألن‬
‫العبرة بقصد البيع وقت الشراء(‪ ،)137‬وإذا قام شخص بشراء سيارة بقصد بيعها ثم‬
‫قام بالتبرع بها فيبقى عمله عمالً تجارياً‪ ،‬ويجب اثبات أن الشراء قد تم بقصد‬
‫البيع ويقع عبء االثبات على من يدعي تجارية الشراء أو البيع ويمكن استخدام‬
‫أي من طرق االثبات ويمكن معرفة قصد البيع من مالبساته مثل أن يكون المبيع‬
‫يفوق احتياجات المشتري بكثير(‪.)138‬‬

‫فاألمر هنا مرتبط بالعامل النفسي للشخص‪ ،‬وهو القصد من وراء عملية الشراء‪،‬‬
‫ولذلك يصعب إثبات المعامالت التجارية التي يرتبط القيام بها بالعامل النفسي‪،‬‬
‫ولذلك يتم البحث عادة عن مالبسات تدلل على هذا العامل‪.‬‬
‫وال يشترط أن يكون البيع الحقاً لعملية الشراء فقد تأتي عملية البيع قبل الشراء‬
‫مثل الحاالت التي يطلب فيها العمالء من التاجر بضاعة معينة ويقوموا بشرائها‬
‫رغم عدم توافرها لديه فيقوم بشرائها لهم‪ ،‬حيث يكون البيع هنا سابقاً على الشراء‪،‬‬
‫هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً ألن قصد البيع قد توافر عند الشراء(‪.)139‬‬
‫ومثل هذه الحالة يقع كثي اًر في وقتنا الحالي وخصوصاً إذا كان المراد بيعه من‬
‫قبل التاجر وشرائه من قبل المشتري ال يتوفر كثي اًر في السوق‪ ،‬أو ألنه ال يوجد‬
‫عليه طلب‪ ،‬لذلك يقوم الشخص باالتصال بالتاجر فيسأله أوالً عن الغرض المنوي‬
‫شرائه‪ ،‬فإذا لم يتوافر لدى التاجر يطلب المشتري توفيره‪ ،‬وهنا إما أن يدفع ثمنه‬
‫سلفاً أو بعد توفيره‪ ،‬هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً ألن قصد البيع من قبل التاجر‬
‫قد توفر وقت شرائه للغرض الذي قام ببيعه أصالً‪.‬‬
‫‪ -4‬قصد تحقيق الربح‪ :‬حتى يعتبر العمل تجارياً فيجب أن يكون قصد الشخص‬
‫من عملية الشراء بيعها ليحقق ربحاً‪ ،140‬فإذا لم يتوافر قصد تحقيق الربح عند‬

‫بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫(‪)137‬‬

‫(‪ )138‬الشرقاوي‪ ،‬محمود سمير‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬


‫(‪)139‬‬
‫رضوان‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪140‬‬
‫ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫الشراء فال يعد العمل تجارياً‪ ،‬والعبرة بقصد تحقيق الربح وليس بتحقق الربح من‬
‫عدمه‪ ،‬فلو قام شخص بشراء منقول بقصد بيعه وتحقيق الربح لكنه خسر ولم‬
‫يحقق ربحاً فإن عمله هذا يعد عمالً تجارياً‪ .‬وتأسيساً على ذلك ال تعد األعمال‬
‫التي تقوم بها الجمعيات التعاونية أو النقابات المهنية من شراء للسلع تم بيعها‬
‫ألعضائها بسعر التكلفة أعمالً تجارية حتى ولو حصلت على بعض المبالغ‬
‫لإلنفاق على مستلزمات العمل التعاوني(‪.)141‬‬
‫وعلى خالف ذلك تعتبر األعمال التي تقوم بها هذه الجمعيات والنقابات أعمالً‬
‫تجارية إذا لم تقتصر على بيع السلع ألعضائها فقامت بالبيع لغير األعضاء‬
‫وبسعر السوق لتحقيق الربح(‪.)142‬‬
‫وقصد تحقيق الربح هو العامل النفسي الثاني الذي تشمله هذه العملية التجارية‪،‬‬
‫العامل األول كان قصد إعادة البيع‪ ،‬والعامل الثاني هو قصد تحقيق الربح‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬شراء المنقوالت لغايات بيعها بعد تهيئتها في صورة أخرى(‪ :)143‬تعتبر‬
‫األعمال من قبيل األعمال التجارية المنفردة في حالة شراء المنقوالت لغايات‬
‫بيعها بعد تهيئتها في صورة أخرى‪ ،‬حتى ولو تمت لمرة واحدة‪ ،‬وسواء قام بها‬
‫تاجر أو غير تاجر‪ ،‬كما لو قام شخص بشراء الحديد ثم قام بتصنيعه وأعده‬
‫بصورة أخرى‪ ،‬وغير ذلك من الصور‪.‬‬

‫ويعتبر شراء المنقول بحسب المآل من قبيل هذه األعمال التجارية المنفردة بعد‬
‫تهيئتها كما لو قام شخص بشراء أشجار بهدف تقطيعها وبيعها على صورة‬
‫أخشاب‪ ،‬أو شراء منزل بهدف هدمه وبيع انقاضه‪.‬‬
‫وال يشترط أن يمارس الشخص هذه األعمال احترافاً‪ ،‬ألن األعمال المنفردة ال‬
‫تتطلب االحتراف‪ ،‬بل يكفي الشراء والبيع لمرة واحدة‪.‬‬

‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬ ‫(‪)141‬‬

‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،1987 ،‬ص‪.92‬‬ ‫(‪)142‬‬

‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪)143‬‬
‫ويشترط العتبار العمل تجارياً منفرداً أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على‬
‫منقول وأن يكون القصد من الشراء إعادة البيع وأن يتحقق قصد تحقيق الربح‪،‬‬
‫وتسري كافة األحكام السابقة على هذا النوع من األعمال‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬شراء المنقوالت لغايات تأجيرها‪ :‬اعتبر القانون الفلسطيني أن شراء‬
‫المنقوالت لغايات تأجيرها من قبيل األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬فلو قام شخص‬
‫بشراء موتور لتوليد الطاقة وقصد من ذلك تأجيره لتحقيق الربح فإن عمله هذا‬
‫يعتبر عمالً تجارياً سواء حقق ربحاً أم لم يحقق وسواء قام بالتأجير فعالً أم عدل‬
‫عن ذلك‪ ،‬المهم أن يتوفر قصد التأجير عند عملية شراء المنقول‪ ،‬وعليه يشترط‬
‫لذلك نفس الشروط السابقة وهي أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على منقول‬
‫وأن يكون الهدف وقت الشراء تأجير هذا المنقول وأن يقصد المشتري تحقيق‬
‫الربح‪.‬‬
‫كما وأن العامل النفسي حاضر في هذه العملية‪ ،‬وهو قصد التأجير وكذلك قصد‬
‫تحقيق الربح‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية‪ :‬ومن األعمال التجارية‬
‫المنفردة استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية وهو الذي يسمى التأجير‬
‫من الباطن‪ ،‬فلو قام شخص باستئجار جرار زراعي قاصداً بذلك تأجير هذا الجرار‬
‫لتحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر تجارياً‪ ،‬سواء تم تحقيق الربح أم ال وسواء تم‬
‫التأجير أو لم يتم‪ ،‬فالعبرة أوالً بتوفر قصد التأجير عند االستئجار وثانياً بتوفر‬
‫قصد تحقيق الربح‪.‬‬

‫وعليه يشترط العتبار استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية أن تكون هناك‬
‫عملية استئجار وأن يقع االستئجار على منقول سواء كان هذا المنقول مادياً أو‬
‫معنوياً وأن يقصد المستأجر تأجير المنقول مرة ثانية كما يقصد تحقيق الربح‪.‬‬
‫وتعتبر هذه األعمال تجارية منفردة أي أنها تمت لمرة واحدة وبغض النظر عن‬
‫شخصية القائم بها سواء كان تاج اًر أو غير تاجر‪.‬‬
‫كما تعتبر هذه العملية مركبة‪ ،‬فتعتبر عملية االستئجار وحدها عملية تجارية‬
‫طالما كان القصد هو التأجير حتى ولو لم يتم التأجير‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن المشرع نص على األعمال التجارية المنفردة وهي تلك‬
‫األعمال التي يمارسها الشخص القائم بها تاج اًر كان أو غير تاجر ولو تمت لمرة‬
‫واحدة‪ ،‬ومن هذه األعمال التجارية شراء المنقوالت بقصد بيعها‪ ،‬وسواء تم بيع‬
‫المنقول بذاته‪ ،‬أو تم بيعه بعد تهيئته بصورة أخرى‪ ،‬على أنه يشترط لتمام ذلك‬
‫وقوع عملية شراء وأن تقع على منقول مادي كان أو معنوي وأن يكون القصد من‬
‫الشراء هو إعادة البيع وأن يكون القصد من البيع هو تحقيق الربح‪ ،‬وسواء تم‬
‫البيع للمنقول أم لم يتم‪ ،‬المهم أن يكون القصد متواف اًر وقت الشراء‪ ،‬وسواء تم‬
‫تحقيق الربح أم لم يتم فالمهم هو أن يكون القصد متواف اًر‪ ،‬ومن األعمال أيضاً‬
‫شراء المنقوالت بقصد تأجيرها‪ ،‬وهنا تتطلب هذه العملية الشراء بقصد التأجير‬
‫وأن يكون الشراء أيضاً قد وقع على منقول مادياً كان أو معنوياً وأن يكون القصد‬
‫من وراء ذلك كله هو تحقيق الربح وسواء تم التأجير أو لم يتم وسواء تم الربح أم‬
‫لم يتم فالمهم في ذلك هو توافر قصد التأجير وقصد الربح‪.‬‬
‫ومن األعمال المنفردة كذلك استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية‪ ،‬ولتمام‬
‫ذلك يجب أن تكون هناك عملية استئجار وأن يكون القصد من ذلك هو إعادة‬
‫التأجير وأن يقع االستئجار على منقول مادياً كان أو معنوياً وذلك بقصد تحقيق‬
‫الربح‪ ،‬سواء تم التأجير أ و لم يتم‪ ،‬وسواء تم تحقيق الربح أو لم يتم‪ ،‬فالمهم هو‬
‫توافر القصد‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"البيع أو االستئجار أو التأجير ثانية‬
‫للمنقوالت المشتراة أو المستأجرة"‬
‫لقد تحدثنا سابقاً بأن عملية شراء المنقوالت بالصور السابقة تعتبر من قبيل‬
‫األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬وفي هذا الفرع تعتبر أيضاً عملية البيع إذا تمت أو‬
‫التأجير للمنقوالت المشتراة إذا تمت من قبيل األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬كما تعتبر‬
‫عملية استئجار المنقوالت التي تم استئجارها من قبل من قبيل األعمال التجارية‬
‫المنفردة‪ ،‬ونتحدث عن ذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬بيع المنقوالت المشتراة‪ :‬إذا تمت عملية بيع المنقوالت التي تم شراؤها بهدف‬
‫بيعها من أجل تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً منفرداً‪ ،‬على أنه‬
‫يجب أن يسبق عملية البيع هذه عملية الشراء التي تحدثنا عنها وأن تتوفر الشروط‬
‫السابقة في عملية الشراء وهي أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على منقول‬
‫وأن يكون القصد هو البيع وتحقيق الربح‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تأجير المنقوالت المشتراة‪ :‬إذا تمت عملية تأجير المنقوالت التي تم شراؤها‬
‫وكان الهدف من شراؤها في األصل التأجير لتحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر‬
‫تجارياً منفرداً على أنه يجب أن تسبق عملية التأجير هذه عملية الشراء مع توافر‬
‫الشروط وهي أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على منقول وأن يكون القصد‬
‫هو التأجير لتحقيق الربح‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬استئجار المنقول المستأجر‪ :‬إذا قام شخص باستئجار منقول من شخص‬
‫قام في األساس باستئجاره من شخص آخر فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً‪،‬‬
‫بشرط أن تكون هناك عملية استئجار وأن تقع على منقول وأن تكون بهدف‬
‫التأجير وتحقيق الربح‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن عملية البيع إذا تمت أو التأجير للمنقوالت المشتراة إذا‬
‫تمت من قبيل األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬كما تعتبر عملية استئجار المنقوالت‬
‫التي تم استئجارها من قبل من قبيل األعمال التجارية المنفردة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫(‪)144‬‬
‫تأسيس الشركات التجارية‬
‫يقصد بتأسيس الشركات مجموعة العمليات القانونية والمادية التي يباشرها الشركاء‬
‫أو المساهمون المؤسسون من أجل قيام الشركة واكتسابها الشخصية‬
‫المعنوية(‪.)145‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني على تجارية األعمال التي تهدف لتأسيس الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬والمقصود هنا بالشركات هي التجارية وليست المدنية‪ ،‬والشركات في‬
‫القانون الفلسطيني النافذ في قطاع غزة تنقسم إلى ثالثة أنواع هي‪ :‬شركات‬
‫األشخاص وهي تلك الشركات التي تقوم على االعتبار الشخصي وتضم شركة‬
‫التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة‪ ،‬والنوع الثاني هو شركات‬
‫األموال والتي تقوم على االعتبار المالي وتضم شركة واحدة فقط هي شركة‬
‫المساهمة ‪ ،‬وأما النوع الثالث فهي الشركات ذات الطبيعة المختلطة حيث تستند‬
‫في جانب إلى االعتبار الشخصي وفي جانب آخر تعتمد على االعتبار المالي‬
‫وتضم الشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات التوصية باألسهم‪.‬‬
‫كل أنواع الشركات سابقة الذكر تمر بمراحل وأولى هذه المراحل هي مرحلة‬
‫التأسيس‪ ،‬حيث تتبلور فكرة تأسيس الشركة عند شخصين أو أكثر ويتم تشكيل‬
‫لجنة تأسيس وذلك بهدف القيام باإلجراءات المطلوبة لتأسيس الشركة‪ ،‬ومن هذه‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)144‬‬

‫ص‪.82‬‬
‫(‪ )145‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫اإلجراءات إيجاد مقر للشركة والحصول على التراخيص الالزمة لبناء المقر وإقامة‬
‫الشركة وغير ذلك من اإلجراءات‪.‬‬
‫وحتى يقوم المؤسسون باإلجراءات المطلوبة فإن القانون منح الشركة شخصية‬
‫اعتبارية ناقصة وذلك في حدود تأسيسها أي شخصية اعتبارية بالقدر الالزم‬
‫لتأسيسها فال يجوز للمؤسسين القيام بأعمال الشركة وال بمزاولة أي نشاط يرتبط‬
‫بممارسة الشركة لنشاطها ولكن يسمح للمؤسسين القيام بكافة اإلجراءات الالزمة‬
‫لتأسيس الشركة‪.‬‬
‫وكل اإلجراءات واألعمال التي يقوم بها المؤسسون في سبيل تأسيس الشركة‬
‫تعتبر أعماالً تجارية منفردة ألنها تتم لمرة واحدة وذلك وفقاً لما ورد في القانون‬
‫الفلسطيني‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن عملية تأسيس الشركات كافة سواء شركات األشخاص‬
‫التي تقوم على االعتبار الشخصي وتضم شركة التضامن وشركة التوصية‬
‫البسيطة وشركات األموال وتضم شركة المساهمة وما يتفرع منها وكذلك الشركات‬
‫ذات الطبيعة المختلطة وتضم الشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التوصية‬
‫باألسهم‪ ،‬تعتبر من قبيل األعمال التجارية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"األعمال التجارية المنفردة البحرية والجوية"‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)146‬على أنه‪" :‬ويعد أيضاً عمالً تجارياً كل ما يتعلق‬
‫بالمالحة التجارية بحرية كانت أو جوية وعلى وجه الخصوص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬بناء السفن أو الطائرات أو إصالحها أو صيانتها‪.‬‬
‫‪ -2‬شراء أو بيع أو تأجير أو استئجار السفن أو الطائرات‪.‬‬
‫‪ -3‬شراء أدوات أو مواد تموين السفن أو الطائرات‪.‬‬
‫‪ -4‬النقل البحري أو النقل الجوي‪.‬‬

‫(‪)146‬المادة "‪ "6‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫‪ -5‬عمليات الشحن أو التفريغ‪.‬‬
‫‪ -6‬استخدام المالحين أو الطيارين أو غيرهم من العاملين في السفن أو‬
‫الطائرات"‪.‬‬
‫أما القانون القطري(‪)147‬فقد نص على أنه‪" :‬يعد عمالً تجارياً جميع األعمال‬
‫المتعلقة بالمالحة البحرية والجوية وبوجه خاص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إنشاء السفن أو الطائرات وبيعها وشراؤها وإيجارها واستئجارها وإصالحها‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلقراض واالستقراض‪.‬‬
‫‪ -3‬العقود المتعلقة باستخدام ربان السفينة ومالحيها وقائد الطائرة ومالحيها‬
‫وسائر العاملين بهما‪.‬‬
‫‪ -4‬النقليات البحرية والجوية وكل عملية تتعلق بها كشراء أو بيع لوازمها من‬
‫مهمات وأدوات وذخائر ووقود وحبال وأشرعة ومؤن ومواد تموين للطائرات‪.‬‬
‫‪ -5‬التأمين البحري والجوي بأنواعه المختلفة"‪.‬‬
‫وعليه يشترط لتجارية النشاط البحري أو الجوي أن يتعلق بالمالحة التجارية(‪،)148‬‬
‫وبالتالي تخرج من نطاق القانون التجاري األعمال سابقة الذكر إذا كانت متعلقة‬
‫بالصيد أو التنزه أو البحث العلمي(‪ ،)149‬وعليه يجب أن يتوافر في الضمان‬
‫البحري خصائص العمل التجاري وأهمها قصد تحقيق الربح(‪.)150‬‬
‫ونتطرق لكل واحدة من هذه األعمال وفقاً للتقسيم الوارد في القانون الفلسطيني‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬بناء السفن أو الطائرات أو إصالحها أو صيانتها‪ :‬اعتبر القانون الفلسطيني‬
‫بناء السفن أو الطائرات وكذلك إصالحها أو صيانتها من قبيل األعمال التجارية‬

‫(‪)147‬المادة "‪ "6‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬


‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬ودويدار‪ ،‬هاني‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫(‪)148‬‬

‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫(‪)149‬‬

‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫(‪)150‬‬
‫المنفردة‪ ،‬تجارية بالنسبة للمجهز الذي يطلب البناء أو اإلصالح أو الصيانة‬
‫وتجارية كذلك بالنسبة للمتعهد الذي يقوم بالبناء أو اإلصالح أو الصيانة‪.‬‬
‫ويعتبر العمل تجارياً منفرداً بالنسبة لمالك السفينة أو الطائرة وقد تعتبر كذلك‬
‫بالنسبة للشخص أو الجهة التي تتولى عملية البناء أو اإلصالح أو الصيانة كما‬
‫قد تكون عمالً تجارياً احترافياً بالنسبة لهذا الشخص أو الجهة كما لو كانت عبارة‬
‫عن شركة مهمتها بناء أو إصالح أو صيانة السفن أو الطائرات‪.‬‬
‫على أنه يتوجب أن تكون الطائرة أو السفينة معدة للمالحة التجارية البحرية أو‬
‫الجوية‪ ،‬وحتى تكون هذه األعمال من قبيل األعمال التجارية المنفردة فيجب أن‬
‫يتم البناء أو اإلصالح أو الصيانة من قبل متعهد بدون مشروع فلو تم البناء‬
‫واإلصالح والصيانة من خالل شركة مثالً فإنها ال تعتبر من قبيل األعمال‬
‫التجارية المنفردة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬شراء أو بيع أو تأجير أو استئجار السفن أو الطائرات‪ :‬ومن األعمال‬
‫التي اعتبرها القانون أعماالً تجارية منفردة شراء أو بيع(‪)151‬أو تأجير أو استئجار‬
‫السفن أو الطائرات بشرط أن تكون هذه السفن والطائرات معدة للمالحة التجارية‪،‬‬
‫وال يشترط أن تكون صالحة للمالحة عند شرائها أو بيعها أو تأجيرها أو استئجارها‬
‫ألن من يقوم بشرائها يمكن له إصالحها وصيانتها‪.‬‬
‫وليس شرطاً أن يكون الشراء لغايات البيع أو التأجير‪ ،‬وال أن يسبق البيع عملية‬
‫شراء‪ ،‬فقد يكون بائع السفينة أو الطائرة وارثاً أو قد حصل عليها بدون مقابل‪،‬‬
‫فالعبرة هنا بعملية البيع والشراء والتأجير واالستئجار‪ ،‬لكن يشترط أن يكون‬
‫الغرض من شراء السفينة أو الطائرة استخدامها في مجال المالحة التجارية وإال‬
‫فإن الشراء يكون عمالً مدنياً‪.‬‬
‫وليس شرطاً احتراف هذا العمل بل يكفي أن يتك ولو لمرة واحدة وسواء تم من‬
‫تاجر أو غير تاجر‪.‬‬

‫بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫(‪)151‬‬
‫ومما ال شك فيه أن اتساع حجم التنمية االقتصادية وزيادة حجم التعامل مع البالد‬
‫الخارجية زاد من اإلقبال على عملية تأجير واستئجار السفن والطائرات حيث‬
‫تضطر بعض شركات المالحة البحرية وشركات الطيران إلى ذلك لمواجهة اإلقبال‬
‫المتزايد من قبل عمالئها(‪.)152‬‬
‫ثالثاً‪ :‬شراء أدوات أو مواد تموين السفن أو الطائرات‪ :‬كافة األعمال المتعلقة‬
‫بشراء أدوات للسفينة أو الطائرة الستخدامها في مجال المالحة التجارية وكذلك‬
‫شراء مواد تموينية خالل رحالت السفن والطائرات تعتبر أعماالً تجارية منفردة‬
‫والنص الفلسطيني لم يذكر بيع األدوات ألن الغالب فيمن يتعامل بها أن يكون‬
‫تاج اًر محترفاً(‪.)153‬‬
‫ويجب أن يسبق ذلك عملية شراء(‪ ،)154‬ومن ذلك قوارب النجاة والحبال والوقود‬
‫والمأكوالت والمشروبات‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬النقل البحري أو النقل الجوي‪ :‬النقل هو تغيير مكان إنسان أو شيء(‪،)155‬‬
‫ويعتبر النقل البحري والنقل الجوي من قبيل األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬وسواء‬
‫كان النقل البحري والجوي مخصص لنقل األفراد أو نقل البضائع وال فرق في ذلك‬
‫إن كان النقل البحري والجوي نقل داخلي أو خارجي‪.‬‬
‫وال تثور صعوبة في مدى تجارية النقل البحري أو الجوي بالنسبة للناقل البحري‬
‫أو الجوي(‪ ،)156‬انما الصعوبة تكمن في مدى تجارية النقل بالنسبة لشاحن‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202‬‬ ‫(‪)152‬‬

‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107‬‬ ‫(‪)153‬‬

‫قايد‪ ،‬محمد بهجت‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬نظرية األعمال التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫(‪)154‬‬

‫انظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫(‪)155‬‬

‫فايد‪ ،‬محمد بهجت‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬نظرية األعمال التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80‬‬ ‫(‪)156‬‬
‫البضاعة أو المسافر‪ ،‬فإذا تعلق عقد النقل بشؤون التجارة كان تجارياً وإال فإنه‬
‫يكون مدنياً(‪.)157‬‬
‫خامساً‪ :‬عمليات الشحن أو التفريغ‪ :‬يقصد بعملية الشحن أن يتم وضع البضاعة‬
‫داخل السفن أو الطائرات‪ ،‬وعادة ما يتم شحن البضاعة من قبل رافعات بوجود‬
‫أشخاص يشرفون على ذلك‪ ،‬أما التفريغ فيقصد به عكس العملية السابقة‪ ،‬بحيث‬
‫يتم إنزال ما تم شحنه داخل السفن أو الطائرات نص القانون الفلسطيني على‬
‫اعتبار عمليات الشحن والتفريغ التي تتم في الموانئ البحرية والجوية ولو تمت‬
‫لمرة واحدة من األعمال التجارية المنفردة على أن تكون السفينة أو الطائرة التي‬
‫تتولى المهمة تعمل في مجال المالحة التجارية(‪ ،)158‬وتعتبر عملية الشحن‬
‫والتفريغ عمالً تجارياً منفرداً حتى ولو تمت لمرة واحدة وسواء ‪.‬‬
‫وتعتبر عمليتي الشحن والتفريغ منفصلتين بحيث تعتبر عملية الشحن تجارية‬
‫وقائمة بذاتها وكذلك التفريغ‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬استخدام المالحين أو الطيارين أو غيرهم من العاملين في السفن أو‬
‫الطائرات‪ :‬غالباً ما تستخدم السفن أشخاصاً يعملون بها قبل أو خالل أو بعد‬
‫رحلتها البحرية‪ ،‬يطلق عليهم أشخاص المالحة البحرية وهم الربان وضباط‬
‫المالحة والمهندسين وهم القائمون بتسيير السفينة وإدارة آالتها وأمين السفينة‬
‫وأمين الحمولة والمالحين أو البحارة وهم بقية رجال طاقم السفينة العاملين على‬
‫ظهرها والذين يقومون بكل عمل من شأنه مساعدة الربان أو الضباط أو المهندسين‬
‫كالوقادين أو من يقوم بأعمال الطهي والنظافة والمشرف اإلداري والطبيب وضباط‬
‫االتصال الالسلكي وغيرهم‪ ،‬أما أشخاص المالحة الجوية فهم الطيار والمساعدين‬

‫(‪ )157‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام قانون التجارة‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107‬‬ ‫(‪)158‬‬
‫له والمضيفين والمضيفات وضباط األمن والمشرف اإلداري وغيرهم ممن يلزم‬
‫للمالحة الجوية(‪.)159‬‬
‫وتعتبر جميع عقود واتفاقات استخدام أشخاص المالحة البحرية أو الجوية وغيرهم‬
‫من العاملين في السفن والطائرات عقوداً تجارية تخضع ألحكام القانون التجاري‬
‫وتعتبر عمالً تجارياً منفرداً حتى ولو وقعت لمرة واحدة(‪)160‬حيث أن استخدام‬
‫المالحين أو الطيارين أو غيرهم من العاملين في السفن أو الطائرات عادة ما يتم‬
‫عبر إبرام العقود فتحدد هذه العقود كل ما يتعلق بتشغيلهم من أجور ومهام عملهم‪.‬‬

‫"خالصة المبحث األول"‬


‫تتنوع األعمال التجارية التي نص عليها القانون الفلسطيني ومن هذه األنواع‬
‫األعمال التجارية المنفردة وهي التي يمارسها الشخص تاج اًر كان أو غير تاجر‬
‫ولو لمرة واحدة وتشتمل على ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬األعمال التجارية المنفردة العادية‪ :‬وتضم شراء المنقوالت لغايات بيعها أو‬
‫تأجيرها أو استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية‪ ،‬وبيع أو تأجير أو‬
‫استئجار المنقوالت المشتراة‪ ،‬تأسيس الشركات‪.‬‬
‫* يعتبر شراء المنقوالت لغايات بيعها بذاتها كما هو دون تغيير لتحقيق الربح‬
‫من األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬حتى ولو كانت عملية الشراء ثم البيع تمت لمرة‬
‫واحدة دون تكرار ويشترط توافر عدة شروط لتجارية هذه األعمال وذلك بأن يكون‬
‫هناك عملية شراء وأن تقع على منقول وأن تكون بقصد بيعها ولتحقيق الربح‪.‬‬
‫* شراء المنقوالت لغايات بيعها بعد تهيئتها في صورة أخرى تعتبر من قبيل‬
‫األعمال التجارية المنفردة وذلك في حالة ش ارئها لغايات بيعها بعد تهيئتها في‬
‫صورة أخرى‪ ،‬حتى ولو تمت لمرة واحدة‪ ،‬كما لو قام شخص بشراء الحديد ثم قام‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.205‬‬ ‫(‪)159‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.205‬‬ ‫(‪)160‬‬


‫بتصنيعه وأعده بصورة أخرى‪ ،‬وكما لو قام شخص بشراء محصوالت زراعية وقام‬
‫بتعليبها‪ ،‬وغير ذلك من الصور ويجب توافر الشروط السابقة نفسها في البند‬
‫األول‪.‬‬
‫* اعتبر القانون الفلسطيني أن شراء المنقوالت لغايات تأجيرها من قبيل األعمال‬
‫التجارية المنفردة‪ ،‬فلو قام شخص بشراء موتور لتوليد الطاقة وقصد من ذلك‬
‫تأجيره لتحقيق الربح فإن عمله هذا يعتبر عمالً تجارياً سواء حقق ربحاً أم لم‬
‫يحقق وسواء قام بالتأجير فعالً أم عدل عن ذلك‪.‬‬
‫* من األعمال التجارية المنفردة استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية وهو‬
‫الذي يسمى التأجير من الباطن‪ ،‬فلو قام شخص باستئجار جرار زراعي قاصدًا‬
‫بذلك تأجير هذا الجرار لتحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر تجارياً‪.‬‬
‫* إذا تمت عملية بيع المنقوالت التي تم شراؤها بهدف بيعها من أجل تحقيق‬
‫الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً منفرداً‪.‬‬
‫* إذا تمت عملية تأجير المنقوالت التي تم شراؤها وكان الهدف من شراؤها في‬
‫األصل التأجير لتحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر تجارياً منفرداً‪.‬‬
‫* إذا قام شخص باستئجار منقول من شخص قام في األساس باستئجاره من‬
‫شخص آخر فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً‪.‬‬
‫* نص القانون الفلسطيني على تجارية األعمال التي تهدف لتأسيس الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬والمقصود هنا بالشركات هي التجارية وليست المدنية‪ ،‬والشركات في‬
‫القانون الفلسطيني النافذ في قطاع غزة تنقسم إلى ثالثة أنواع هي‪ :‬شركات‬
‫األشخاص وشركات األموال والشركات المختلطة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األعمال التجارية المنفردة البحرية والجوية‪ :‬اعتبر القانون الفلسطيني بناء‬
‫السفن أو الطائرات وكذلك إصالحها أو صيانتها من قبيل األعمال التجارية‬
‫المنفردة‪.‬‬
‫* من األعمال التي اعتبرها القانون أعماالً تجارية منفردة شراء أو بيع أو تأجير‬
‫أو استئجار السفن أو الطائرات بشرط أن تكون هذه السفن والطائرات معدة‬
‫للمالحة التجارية‪.‬‬
‫* كافة األعمال المتعلقة بشراء أدوات للسفينة أو الطائرة الستخدامها في مجال‬
‫المالحة التجارية وكذلك شراء مواد تموينية خالل رحالت السفن والطائرات تعتبر‬
‫أعماالً تجارية منفردة‪.‬‬
‫* يعتبر النقل البحري والنقل الجوي من قبيل األعمال التجارية المنفردة‪.‬‬
‫* نص القانون الفلسطيني على اعتبار عمليات الشحن والتفريغ التي تتم في‬
‫الموانئ البحرية والجوية‬
‫* استخدام المالحين أو الطيارين أو غيرهم من العاملين في السفن أو الطائرات‬
‫عادة ما يتم عبر إبرام العقود فتحدد هذه العقود كل ما يتعلق بتشغيلهم من أجور‬
‫ومهام عملهم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫(‪)161‬‬
‫االعمال التجارية عن طريق االحتراف‬
‫األعمال التجارية بطريق االحتراف هي تلك األعمال التي يتم مزاولتها من خالل‬
‫مشروع منظم‪ ،‬وعليه فالعبرة في تجارية هذه األعمال بوجود مشروع تجاري منظم‪،‬‬
‫ال بصفة القائم على هذه األعمال وال بصفة العمل نفسه‪ ،‬والمشروع هو وجود‬
‫تنظيم من خالله يمارس العمل بصورة متكررة(‪ ،)162‬ومستمرة وهو االحتراف بحد‬
‫ذاته‪ ،‬ألن وجود مشروع حصل أصحابه على مقر له وحصلوا على ترخيص‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)161‬‬

‫ص‪.94‬‬
‫انظر‪ :‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫(‪)162‬‬
‫وقاموا بإجراءات التأسيس يعني أن هناك أعماالً ستمارس في هذا المشروع بصفة‬
‫متكررة ومستمرة‪.‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)163‬على هذه األعمال التي تعتبر تجارية بطريق‬
‫االحتراف‪" :‬تعد األعمال التالية تجارية إذا كانت مزاولتها على وجه االحتراف‪:‬‬
‫‪-1‬توريد البضائع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -2‬الصناعة‪.‬‬
‫‪ -3‬النقل البري‪.‬‬
‫‪ -4‬الوكاالت التجارية والسمسرة أياً كانت طبيعة العمليات التي يمارسها‬
‫السمسار‪.‬‬
‫‪ -5‬التأمين‪.‬‬
‫‪ -6‬عمليات البنوك والصرافة‪.‬‬
‫‪ -7‬استيداع المنقوالت المادية‪.‬‬
‫‪ -8‬أعمال دور ومكاتب النشر والطباعة والتصوير والكتابة على اآلالت الكاتبة‬
‫وغيرها والترجمة والصحافة والبث اإلذاعي والتليفزيون والبريد واالتصاالت‬
‫واإلعالن وشركات االنترنت‪.‬‬
‫‪ -9‬االستغالل التجاري لبرامج الحاسوب والبث الفضائي عبر األقمار الصناعية‪.‬‬
‫‪ – 10‬استخراج مواد الثروات الطبيعية من مناجم ومحاجر ونفط وغاز وغيرها‪.‬‬
‫‪ -11‬مشروعات تربية الماشية والطيور الداجنة وغيرها لغايات بيعها‪.‬‬
‫‪ -12‬مقاوالت تشييد العقارات أو ترميمها أو تعديلها أو هدمها أو طالئها ومقاوالت‬
‫األشغال العامة‪.‬‬

‫المادة "‪ "5‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)163‬‬


‫‪ -13‬بيع وتشييد العقارات او شراؤها أو استئجارها لغايات بيعها أو تأجيرها كاملة‬
‫أو مجزأة إلى شقق أو غرف أو وحدات إدارية أو تجارية سواء كانت مفروشة أو‬
‫غير مفروشة‪.‬‬
‫‪ -14‬أعمال مكاتب السياحة والتصدير واالستيراد والتخليص الجمركي واالستخدام‬
‫ومحال البيع بالمزايدة العلنية‪.‬‬
‫‪ -15‬أعمال الفنادق والمعارض والمطاعم والمقاهي والسينما والسيرك وغير ذلك‬
‫من األماكن الترفيهية‪.‬‬
‫‪ -16‬توزيع المياه أو الغاز أو الكهرباء وغيرها من مصادر الطاقة‪.‬‬
‫كما نص القانون القطري(‪)164‬على هذا النوع من األعمال‪" :‬تعد أعماالً تجارية‬
‫األعمال اآلتية إذا تمت على وجه االحتراف‪:‬‬
‫‪ -1‬معامالت البنوك‪.‬‬
‫‪ -2‬أعمال الصرافة والمبادالت المالية واالستثمار والتمويل‪.‬‬
‫‪ -3‬أعمال الوكالة التجارية والسمسرة‪.‬‬
‫‪ -4‬عقود التوريد‪.‬‬
‫‪ -5‬أعمال المخازن العامة والرهون المترتبة على األموال المودعة بها‪.‬‬
‫‪ -6‬العمليات االستخراجية لموارد الثروة الطبيعية كالمناجم والمحاجر والنفط‬
‫والغاز وغيرها‪.‬‬
‫‪ -7‬التأمين بأنواعه المختلفة‪.‬‬
‫‪ -8‬أعمال ونشاط المحال المعدة للجمهور كالمالعب العامة ودور السينما‬
‫والفنادق والمطاعم ومحال البيع بالمزايدة‪.‬‬
‫‪ -9‬أعمال ونشاط دور التعليم والمستشفيات الخاصة‪.‬‬
‫‪ -10‬امتيازات المرافق العامة كتوزيع الماء والكهرباء والغاز واجراء االتصاالت‬
‫البريدية والبرقية والهاتفية وغيرها‪.‬‬

‫المادة "‪ "5‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)164‬‬


‫‪ -11‬النقل ب اًر وبح اًر وجواً‪.‬‬
‫‪ -12‬أعمال الصيانة والتنظيف وغيرها من الخدمات التجارية‪.‬‬
‫‪ -13‬وكاالت األعمال ومكاتب السياحة والتصدير واالستيراد والتخليص الجمركي‬
‫واالستقدام‪.‬‬
‫‪ -14‬األعمال المتعلقة بالطباعة والنشر والصحافة واإلذاعة والتليفزيون ونقل‬
‫األخبار أو الصور واالعالنات وبيع الكتب‪.‬‬
‫‪ -15‬الصناعة وإن كانت مقترنة باستثمار زراعي والتعهد باإلنشاء والصنع‪.‬‬
‫‪ -16‬األعمال المتعلقة بمقاوالت التشييد واإلنشاءات وترميمها وهدمها"‪.‬‬
‫من خالل عرض األعمال السابقة يمكن تقسيم هذا المبحث إلى مطالب عدة وفقاً‬
‫للتقسيم الوارد في القانون الفلسطيني تتمثل في‪ :‬مشروعات اإلنتاج‪،‬‬
‫ومشروعات الوساطة‪ ،‬ومشروعات البيوع‪ ،‬ومشروعات الخدمات‪:‬‬

‫المطلب األول‬

‫"مشروعات اإلنتاج"‬

‫في هذا المطلب نتعرض بشيء من التفصيل إلى مشروعات اإلنتاج على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الصناعة(‪ :)165‬يقصد بالصناعة تحويل المواد الخام أو نصف المصنوعة‬
‫إلى سلع تشبع حاجات الناس ويترتب على ذلك أن الصناعة تنتج قيم استعمال‬
‫جديدة لم تكن متوافرة قبل عملية التحويل‪ ،‬وينبني على ذلك أن جميع عمليات‬
‫إعادة األشياء إلى أصلها كاإلصالح والصيانة ال تعد من قبيل العمليات‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)165‬‬

‫ص‪ ،97‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫الصناعية(‪ ،)166‬وتعتبر كذلك صناعة الصباغة وكي المالبس وإصالح السيارات‬
‫وتجديدها من العمليات الصناعية(‪.)167‬‬
‫فتحويل المواد الخام األولية إلى نصف مصنوعة يعتبر عمالً تجارياً إذا تم بطريق‬
‫االحتراف مثل تحويل القطن إلى خيوط نسيج‪ ،‬وكذلك تحويل المواد األولية إلى‬
‫مواد كاملة الصنع مثل تحويل القصب إلى سكر‪ ،‬وأيضاً تحويل المواد نصف‬
‫المصنوعة إلى مواد كاملة الصنع مثل تحويل النسيج إلى مالبس‪.‬‬
‫وعليه إذا تمت الصناعة من خالل مشروع منظم فإنها تعتبر من األعمال التجارية‬
‫بطريق االحتراف‪ ،‬فأعمال المصانع المختلفة مثل مصانع المشروبات الغازية أو‬
‫مصانع التعليب أو مصانع الخياطة كلها تعتبر من قبيل األعمال التجارية بطريق‬
‫االحتراف ألنه تتم على شكل مشروع والمشروع هو التنظيم واالحتراف‪ ،‬وال يشترط‬
‫في الصناعة أن يقوم الصانع بشراء المادة التي يقوم بتحويلها فقد ال يشتري المادة‬
‫ويعتمد على تحويل منتجات الغير(‪.)168‬‬
‫وتختلف األعمال التجارية بطريق االحتراف عن األعمال التجارية المنفردة حيث‬
‫ال تتطلب الصناعة هنا أن يسبقها عملية شراء بل تعتبر الصناعة متى تمت في‬
‫شكل مشروع من األعمال التجارية بطريق االحتراف‪.‬‬
‫ويشترط العتبار الصناعة عمالً تجارياً أن تكون على قدر من األهمية فهي غالباً‬
‫تمارس من خالل مشروع منظم يتم المضاربة من خالله على المواد األولية‬
‫وأسعار السلع والعمال لذلك استقر الفقه على استبعاد أعمال الحرفيين من نطاق‬
‫الصناعة وخروجها عن مجال األعمال التجارية ألن الحرفي يعتمد على مهارته‬
‫الشخصية وفنه أكثر من اعتماده على تحويل األشياء كالنجار والنقاش والمنجد‬
‫والترزي وغيرهم‪ ،‬لكن إذا لجأ الحرفي إلى استخدام اآلالت وعدداً من العمال فإن‬

‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬ ‫(‪)166‬‬

‫بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬ ‫(‪)167‬‬

‫(‪)168‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫عمله هذا يعتبر تجارياً ويدخل في مدلول الصناعة كما لو قام ترزي بشراء عدد‬
‫من الماكينات وتشغيل عدداً من العمال فيتحول في هذه الحالة من حرفي إلى‬
‫مصنع لصناعة المالبس وكذلك النجار الذي يستخدم آالت متطورة وعدد من‬
‫العمال فإنه يتحول إلى مصنع لصناعة الموبيليا(‪.)169‬‬
‫ثانياً‪ :‬األشغال العقارية‪ :‬وهي التي تقوم بها الشركات العقارية المختصة بالبناء‬
‫والترميم وتشييد الطرق وإقامة الجسور‪ ،‬بمعنى أنها األعمال التي ترتبط‬
‫بالعقارات‪.‬‬
‫ويقصد بتشييد العقارات كافة المقاوالت التي تعني بإنشاء العقارات بدءاً من أعمال‬
‫الحفريات حتى التشطيبات‪ ،‬أما ترميم العقارات فيقصد بها تجديدها وإصالحها‪،‬‬
‫ويقوم بذلك عادة شركات مقاولة مختصة‪ ،‬وتنتشر هذه الشركات في الوقت الحالي‬
‫وغالباً ما تقوم بأعمالها سواء تلك المتعلقة بالتشييد أو الترميم من خالل البنوك‬
‫(مرابحات وقروض) أو من خالل التعامل المباشر بالتقسيط مع وجود ضمانات‬
‫للوفاء مثل الشيكات أو الكمبياالت أو الرهن أو غير ذلك‪.‬‬
‫هذه األعمال تقوم بها شركات من خالل مشروع‪ ،170‬فإذا قام أحد المقاولين ببناء‬
‫عمارة سكنية لمرة واحدة فإن هذا العمل يخرج من دائرة األعمال التجارية بطريق‬
‫االحتراف‪ ،‬كما يعتبر قيام شخص بطالء بيته عمل مدني وليس تجاري‪ ،‬فأي‬
‫عمل يتم بطريقة عابرة دون مباشرته على شكل مشروع فإنه ال يعتبر عمالً تجارياً‬
‫بطريق االحتراف‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬استخ ارج الثروات الطبيعية‪ :‬تعتبر األعمال المتعلقة باستخراج الثروات‬
‫الطبيعية من المناجم والمحاجر والنفط والغاز وغيرها من قبيل األعمال التجارية‬
‫بطريق االحتراف إذا مورست باحتراف أي على شكل مشروع‪ ،171‬وكل عمل‬

‫(‪)169‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪170‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪171‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫متصل بهذه األعمال يعتبر أيضاً من قبيل األعمال التجارية بطريق االحتراف‬
‫مثل شراء أدوات ومستلزمات ضرورية للعمل‪ ،‬ومثل التعاقد مع العاملين وبيع‬
‫المواد المستخرجة كل ذلك يعتبر من األعمال التجارية بطريق االحتراف‪.‬‬
‫من الجدير بالذكر أن مشروعات البترول على األخص دفعت المشرع الفرنسي‬
‫إلى تبني المعيار الشكلي الكتساب الشركات الصفة التجارية ومن خالل المعيار‬
‫الشكلي أدخل العديد من األنشطة التي تعتب مدنية في حقل القانون التجاري(‪.)172‬‬
‫رابعاً‪ :‬مشروعات تربية الماشية والطيور لغايات بيعها‪ :‬اعتبر القانون مشروعات‬
‫تربية الماشية والطيور لغايات بيعها من قبيل األعمال التجارية بطريق االحتراف‬
‫إذا تمت من خالل مشروع " تنظيم واحتراف " وكان القصد من تربيتها البيع سواء‬
‫بيعها أو بيع ما يمكن أن يستخرج منها كبيض الدجاج وغيره‪ ،‬أما إذا كانت الغاية‬
‫من تربية الماشية والدواجن ليست للبيع فال تعد أعماالً تجارية كما لو كانت هناك‬
‫مؤسسات أو جمعيات تقوم بتربية الماشية والطيور بهدف توزيع لحومها على‬
‫المحتاجين والفقراء‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن مشروعات اإلنتاج تشتمل على الصناعة واألشغال‬
‫العقارية واستخراج الثروات الطبيعية وتربية الماشية والطيور لغايات بيعها وهي‬
‫كلها مشروعات إذا تمت من خالل مشروع منظم فإنها تعتبر من األعمال التجارية‬
‫بطريق االحتراف‪ ،‬ومن ذلك الصناعة التي تعني تحويل المواد األولية إلى مواد‬
‫نصف مصنوعة أو إلى مواد كاملة الصنع أو تحويل المواد نصف المصنوعة‬
‫إلى مواد كاملة الصنع‪ ،‬ومنها كذلك األشغال العقارية التي يتم القيام بها من‬
‫خالل مشروع وهي التي غالباً ما تقوم بها شركات المقاوالت المختصة وتعني‬
‫بتشييد العقارات وترميمها وكذلك استخراج الثروات الطبيعية من غاز وفحم‬
‫وبترول حيث تختص بذلك أيضاً شركات مختصة باستخراج هذه الثروات من‬
‫الحقول والمناجم وغيرها‪ ،‬ومنها أيضاً مشروعات تربية الماشية والطيور لغايات‬

‫فهيم‪ ،‬مراد منير‪ ،‬نحو قانون واحد للشركات‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،1991 ،‬ص‪.26‬‬ ‫(‪)172‬‬
‫بيعها‪ ،‬وعليه فال تعتبر تربية الماشية والطيور لغايات غير غايات البيع تجارية‪،‬‬
‫فهذه مشرعات كلها تتم من خالل مشاريع وتعتبر أعماالً تجارية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"مشروعات الوساطة"‬
‫تعتبر مشروعات الوساطة من األعمال التي نص عليها القانون واعتبرها تجارية‬
‫بطريق االحتراف طالما تمت من خالل مشروع ومن هذه األعمال الوكالة‬
‫بالعمولة‪ ،‬ووكالة العقود‪ ،‬والسمسرة‪ ،‬ونتحدث عن هذه المشروعات على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الوكالة بالعمولة‪ :‬الوكيل بالعمولة هو الوسيط هو الذي يأخذ على نفسه أن‬
‫اء أو غيرها من العمليات‬
‫يعقد باسمه الخاص ولكن لحساب موكله بيعاً أو شر ً‬
‫التجارية مقابل عمولة‪.‬‬
‫فالوكيل بالعمولة يظهر في العقد بصفته أصيل وليس بصفته وكيل ولذلك تدخل‬
‫المشرع لحمايته حتى يستوفي حقوقه قبل الموكل(‪.)173‬‬
‫وتأخذ الوكالة بالعمولة أهمية كبيرة في مجال الحياة االقتصادية إذ تتعدد العقود‬
‫واألعمال التي يتعين على القائم بالنشاط إبرامها وتنفيذها ويزيد عددها في مجالي‬
‫الصناعة والخدمات عنها في مجاالت األنشطة األولية‪ ،‬لذلك يتدخل الوكيل‬
‫بالعمولة ليرفع عن كاهل القائم بالنشاط مشقة إبرام هذه العقود على تعددها‬
‫وتنوعها(‪.)174‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)175‬على أن الوكالة بالعمولة هي‪" :‬عقد يتعهد‬
‫بمقتضاه الوكيل أن يجري باسمه تصرفاً قانونياً لحساب الموكل"‪.‬‬

‫(‪ )173‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،95‬وانظر‪ :‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،84‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.127‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫(‪)174‬‬

‫المادة "‪ "197‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)175‬‬


‫وعلى مثل ذلك نص القانون القطري‪")176(:‬الوكالة بالعمولة عقد يلتزم بموجبه‬
‫الوكيل بأن يقوم باسمه بتصرف قانوني لحساب الموكل مقابل أجر"‪.‬‬
‫وال تكون الوكالة بالعمولة وكالة تجارية إال إذا قام الوكيل بالعمولة بعمله مقابل‬
‫أجر‪.‬‬
‫وقد اعتبر القانون الوكالة بالعمولة عمالً من األعمال التجارية بطريق االحتراف‬
‫إذا مورست على شكل مشروع ومعنى ذلك أن العمولة بالوكالة كي تعتبر عمالً‬
‫تجارياً بطريق االحتراف يجب أن تتم من خالل مكتب مختص بذلك ومرخص‪.‬‬
‫والوكالة بالعمولة تعتبر عمالً تجارياً بطريق االحتراف بالنسبة للوكيل أما بالنسبة‬
‫للموكل فال يعدو أن يكون عمالً مدنياً‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬وكالة العقود‪ :‬نص القانون الفلسطيني(‪)177‬على أن وكالة العقود هي‪" :‬عقد‬
‫يلتزم بموجبه شخص أن يتولى على وجه االستمرار وفي منطقة نشاط معينة‬
‫الترويج والتفاوض وابرام الصفقات باسم الموكل ولحسابه مقابل أجر‪ ،‬ويجوز أن‬
‫تشمل مهمته تنفيذها باسم الموكل ولحسابه"‪.‬‬
‫القانون القطري(‪)178‬نص على أن وكالة العقود أيضاً هي‪" :‬عقد يلتزم بموجبه‬
‫الوكيل بأن يتولى على وجه االستمرار وفي منطقة نشاط معين السعي والتفاوض‬
‫على إبرام الصفقات لمصلحة الموكل مقابل أجر‪ ،‬ويجوز أن تشمل مهمته إبرام‬
‫هذه الصفقات وتنفيذها باسم الموكل ولحسابه"‪.‬‬
‫وعليه فإن وكالة العقود قد تنحصر في مجرد إحضار العمالء للطرف اآلخر دون‬
‫تدخل منه في إبرام العقد‪.‬‬
‫وعليه تعد وكالة العقود من األعمال التجارية شريطة أن يمارسها الوكيل من‬
‫خالل مشروع وهذا يتطلب تهيئة الوسائل القانونية والمادية الالزمة لوجود المشروع‬

‫المادة "‪ "208‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)176‬‬

‫المادة "‪ "209‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)177‬‬

‫المادة " ‪ "290‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)178‬‬


‫وممارسة العمل بصورة متكررة أي على وجه االستمرار لصالح الموكل وذلك‬
‫مقابل أجر يدفعه الموكل إلى وكيل العقود‪.‬‬
‫ومن األمثلة على وكالة العقود تعهدات الوكالء في مواجهة أصحاب المصانع‬
‫وكبار التجار كأصحاب مصانع السيارات واألجهزة الكهربائية بالبحث عن عمالء‬
‫لمنتجاتهم وسلعهم وبضائعهم التي يقومون بإنتاجها أو االتجار فيها‪ ،‬كذلك‬
‫تعهدات الوكالء بإبرام العقود باسم وكالئهم مع الغير لتصريف منتجاتهم‬
‫وسلعهم(‪.)179‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)180‬على أن وكيل العقود يمارس أعمال الوكالة ويدير‬
‫نشاطه التجاري بشأن هذه األعمال على وجه مستقل ويتحمل وحده المصروفات‬
‫الالزمة إلدارة هذا النشاط‪ ،‬وحتى يكون عمل الوكيل صحيحاً يجب أال يكون‬
‫وكيالً ألكثر من شخص في نفس المنطقة بشأن نفس النشاط ما لم يكن هناك‬
‫اتفاق بين األطراف يخالف ذلك‪.‬‬
‫هي‪" :‬عقد يتعهد‬ ‫(‪)181‬‬
‫ثالثاً‪ :‬السمسرة‪ :‬السمسرة وفقاً لنص القانون الفلسطيني‬
‫بمقتضاه السمسار لشخص بالبحث عن طرف ثان إلتمام صفقة معينة والتوسط‬
‫في إبرامها مقابل أجر"‪.‬‬
‫وقد نص بشأن ذلك القانون التجاري القطري(‪" :)182‬السمسرة عقد يتعهد بموجبه‬
‫سمسار لشخص مقابل أجر بالبحث عن طرف ثان إلبرام عقد معين والتوسط‬
‫إلبرامه بالشروط التي يقبلها من كلفه بذلك"‪.‬‬
‫فالسمسرة عبارة عن عملية تقريب بين شخصين إلبرام عقد من العقود(‪.)183‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.177‬‬ ‫(‪)179‬‬

‫(‪ )180‬المادة ‪ 211‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫المادة "‪ "221‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)181‬‬

‫المادة "‪ "327‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)182‬‬

‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،142‬وانظر‪ :‬العريني‪،‬‬ ‫(‪)183‬‬

‫محمد فريد‪ ،‬ودويدار‪ ،‬هاني‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،45‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪،‬‬
‫وعليه يعتبر عمل السمسرة تجارياً إذا تمت مزاولته بطريق االحتراف أياً كانت‬
‫طبيعة العمليات التي يمارسها السمسار سواء كانت مدنية أو تجارية وبالتالي‬
‫تتوقف طبيعة العملية بالنسبة للطرف اآلخر في عقد السمسرة على كونها تتعلق‬
‫بعمل تجاري أم بعمل مدني‪ ،‬فالسمسار الذي يتوسط في إبرام صفقة تتعلق ببيع‬
‫المزارع لمنتجات أرضه يعتبر عمله تجارياً إذا تمت مزاولته بطريق االحتراف‬
‫ويعتبر هذا العمل بالنسبة للطرف اآلخر في عقد السمسرة وهو المزارع عمالً‬
‫مدنياً(‪.)184‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن مشروعات الوساطة تعتبر من األعمال التي نص عليها‬
‫القانون واعتبرها تجارية بطريق االحتراف طالما تمت من خالل مشروع ومنها‬
‫الوكالة بالعمولة حيث يأخذ الوسيط على نفسه أن يعقد باسمه الخاص ولحساب‬
‫اء أو غيرها من العمليات التجارية مقابل عمولة ووكالة العقود‬
‫موكله بيعاً أو شر ً‬
‫التي قد تنحصر في مجرد إحضار العمالء للطرف اآلخر دون تدخل منه في‬
‫إبرام العقد والسمسرة وهي عقد يتعهد بمقتضاه السمسار لشخص بالبحث عن‬
‫طرف ثان إلتمام صفقة معينة والتوسط في إبرامها مقابل أجر‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫"مشروعات البيوع"‬
‫أوالً‪ :‬التوريد‪ :‬هو االلتزام بتقديم أشياء قابلة لالستهالك أو تقديم خدمات بصفة‬
‫دورية ومنتظمة وخالل فترة زمنية محددة يتم االتفاق عليها في عقد التوريد(‪.)185‬‬

‫الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،79‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري‬
‫اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،93‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180‬‬ ‫(‪)184‬‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،98‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون‬ ‫(‪)185‬‬

‫التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،90‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.136‬‬
‫ويشترط حتى يعتبر التوريد عمالً تجارياً أن يتم بطريق االحتراف‪ ،‬وعليه فإن‬
‫توريد الغذاء للمستشفيات والمدارس يعتبر عمالً تجارياً وكذلك يعتبر توريد الغاز‬
‫والكهرباء عمالً تجارياً ألنه يمارس بطريق االحتراف‪.‬‬
‫وعليه فيعتبر توريد البضائع والخدمات من األعمال التجارية بشرط أن تأخذ شكل‬
‫المشروع (تنظيم واحتراف) ألن إضفاء الصفة التجارية عليها انما يستند إلى صفة‬
‫القائم بها وليس إلى طبيعة العمل(‪.)186‬‬
‫وال يشترط في التوريد أن يسبقه عملية شراء كما الحال في االعمال التجارية‬
‫المنفردة بل ان مجرد عملية التوريد تعتبر تجارية إذا تمت على شكل مشروع(‪.)187‬‬
‫وعليه يستوي أن يقدم المتعهد األدوات على سبيل البيع أو على سبيل اإليجار‬
‫أو يقوم بشرائها أو ال يقوم بذلك(‪.)188‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)189‬على أنه إذا تخلف أحد الطرفين عن تنفيذ التزاماته‬
‫بشأن إحدى التوريدات الدورية فال يجوز للطرف اآلخر فسخ العقد‪ ،‬إال إذا أحدث‬
‫التخلف للطرف اآلخر ضر اًر جسيماً‪.‬‬
‫كما نص القانون الفلسطيني(‪)190‬على أنه ال يجوز االتفاق على منع طالب التوريد‬
‫من التعاقد مع غير المورد على شراء بضائع أو الحصول بمقابل على خدمات‬
‫مماثلة للبضائع أو الخدمات محل عقد التوريد ألكثر من خمس سنوات من تاريخ‬
‫العقد أياً كانت الميزات التي يقودها المورد لطالب التوريد وكل اتفاق على مدة‬
‫أطول يتم تخفيضه إلى خمس سنوات وال يجوز تجديد المدة إال بعد انتهائها ولمرة‬

‫المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،54‬القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون‬ ‫(‪)186‬‬

‫التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.131‬‬


‫الخولي‪ ،‬أكثم أمين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬نهضة مصر‪ ،1964 ،‬ص‪ ،109‬وانظر‪ :‬المصري‪ ،‬حسني‪،‬‬ ‫(‪)187‬‬

‫القانون التجاري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1986 ،‬ص‪.86‬‬


‫القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.132‬‬ ‫(‪)188‬‬

‫المادة ‪ 149‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)189‬‬

‫(‪ )190‬المادة ‪ 150‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫واحدة عبر اتفاق مكتوب وصريح‪ ،‬وهذا يعني أن هذه قاعدة آمرة ال يجوز االتفاق‬
‫على خالفها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬توزيع مصادر الطاقة‪ :‬اعتبر القانون توزيع مصادر الطاقة عمالً تجارياً‬
‫إذا مورس بطريق االحتراف‪ ،‬ومن ذلك توزيع المياه حيث تقوم بعض الشركات‬
‫باستخراج المياه وتوزيعها كما يقوم البعض بشراء المياه ثم توزيعها وطالما تمت‬
‫بطريق المشروع فإنها تعتبر عمالً تجارياً بطريق االحتراف‪ ،‬ومن ذلك أيضاً توزيع‬
‫الغاز سواء كان هناك موزع يقوم بتوزيع الغاز على شكل مشروع أو يتم بيع الغاز‬
‫مباشرة من محطة التعبئة فإن ذلك يعتبر عمالً تجارياً بطريق االحتراف‪ ،‬ويعتبر‬
‫توزيع الكهرباء كذلك عمالً تجارياً بطريق االحتراف ألن توزيعه يكون من خالل‬
‫شركة الكهرباء التي تحترف القيام بذلك ‪.‬‬
‫وتعتبر هذه األعمال تجارية سواء تم توزيعها كما هي دون احداث أي تغييرات‬
‫عليها‪ ،‬أو تم التغيير فيها‪.‬‬
‫والصورة الغالبة في فلسطين هو قيام شركات خاصة بهذه األعمال‪ ،‬فتوجد شركة‬
‫الكهرباء وشركة للمياه وهناك شركات للغاز وهذا ال يمنع من قيام أفراد بهذه‬
‫األعمال‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬بيع العقارات أو شرائها أو استئجارها لغايات بيعها أو تأجيرها‪ :‬يعتبر بيع‬
‫العقارات أو شرائها أو استئجارها لغايات بيعها أو تأجيرها عمالً تجارياً إذا تم‬
‫بطريق االحتراف‪.‬‬
‫وتنتشر مكاتب العقارات بحيث تقوم هذه المكاتب بشراء العقارات بهدف بيعها‬
‫وتحقيق الربح‪ ،‬كما تقوم هذه المكاتب العقارية باستئجار العقارات بهدف تأجيرها‪،‬‬
‫وال يشترط هنا القيام بعملية الشراء أوالً فقد تكون المكاتب مالكة لعدد من العقارات‬
‫بغير الشراء وتقوم ببيع هذه العقارات فكل هذه االعمال اعتبرها القانون اعماالً‬
‫تجارية بطريق االحتراف‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن مشروعات البيع تعتبر من األعمال التجارية إذا تمت‬
‫من خالل مشاريع ومن ضمنها التوريد مثل توريد المأكوالت للمستشفيات والفنادق‬
‫والمدارس وغيره وتوزيع مصادر الطاقة مثل الغاز والمياه والكهرباء‪ ،‬وبيع العقارات‬
‫أو شرائها أو استئجارها لغايات بيعها أو تأجيرها وهي تتم من خالل المكاتب‬
‫العقارية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫"مشروع الخدمات"‬
‫أوالً‪ :‬النقل(‪ :)191‬يتنوع النقل حسب مكان االنتقال جغرافياً والوسيلة التي يتم بها‬
‫هذا النقل‪ ،‬فيكون النقل برياً إذا تم على اليابسة‪ ،‬عن طريق استخدام السيارات‬
‫والقطارات وغيرها‪ ،‬ويكون النقل نهرياً إذا تم عن طريق األنهار عن طريق‬
‫المراكب‪ ،‬ويكون بحرياً إذا تم عن طريق البحر بواسطة السفن‪ ،‬ويكون جوياً إذا‬
‫تم عن طريق الطائرات‪.‬‬
‫وقد نص القانون على اعتبار النقل البري من االعمال التي تعتبر تجارية إذا تمت‬
‫على شكل مشروع أي بطريق االحتراف وهذا يعني أن مكاتب السيارات المنتشرة‬
‫تعتبر اعمالها من قبيل االعمال التجارية بطريق االحتراف ألنها تقوم بممارسة‬
‫اعمالها بنقل األفراد وأحياناً البضائع عن طريق مشروع منظم‪ ،‬أما إذا مورس‬
‫النقل من قبل شخص لمرة واحدة فإن هذا العمل ال يعد من قبيل االعمال التجارية‬
‫بطريق االحتراف‪.‬‬
‫فإذا قام شخص بنقل أقاربه أو عائلته أو أصدقائه أو غيرهم بشكل عابر ولم يكن‬
‫ذلك عن طريق مشروع منظم فإن هذا العمل يعتبر عمالً مدنياً حتى ولو قام‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)191‬‬

‫ص‪ ،100‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،99‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد‬
‫فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫بتلقي أجرته منهم‪ ،‬ألن العبرة في كون األعمال تجارية بطريق االحتراف أن‬
‫تمارس احترافاً‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المشاهد العامة‪ :‬تعتبر المشاهد العامة كالمعارض والسينما ومشاهد السيرك‬
‫وغيرها من قبيل االعمال التجارية بطريق االحتراف إذا مورست على شكل مشروع‬
‫وأياً كانت الجهة التي تمارسها‪ ،192‬وتعتبر االعمال تجارية بالنسبة للشخص القائم‬
‫على المشروع أما المشاهد فال تعتبر بالنسبة له تجارية‪ ،‬وإذا قام شخص لمرة‬
‫واحدة بعرض فيلم أو مشهد من السيرك فال يعتبر عمالً تجارياً‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المخازن العامة‪ :‬تنتشر المخازن العامة المخصصة لتخزين البضائع أو‬
‫المنقوالت بشكل عام‪ ،‬حيث يحدث أن يتملك شخص طبيعي او اعتباري مخزن‬
‫واحد أو أكثر ويخصصه لتخزين البضاعة او المنقوالت مقابل أجر معين‪ ،‬فعمل‬
‫المخازن يعتبر تجارياً إذا مارسه الشخص او الجهة على شكل مشروع‪.193‬‬
‫والصورة الغالبة أن المخازن التي يتم استخدامها في األغراض التجارية تعود‬
‫ألشخاص طبيعيين يملكون هذه المخازن وتتبع في الغالب لعماراتهم السكنية‪،‬‬
‫ويتم التخزين فيها بشكل مستمر حيث يحترف صاحبها ممارسة هذا العمل ولذلك‬
‫تعد تجارية‪ ،‬ويعتبر العمل تجارياً بالنسبة لصاحب المخازن وللشخص صاحب‬
‫البضاعة‪ ،‬أما لو كان لشخص مخزن وقام بوضع بضاعة لصديقه لمرة واحدة‬
‫فإن هذا العمل ال يعتبر تجارياً‪ ،‬كذلك لو كان عند شخص مخازن ويضع بها‬
‫مواد خاصة به وليست ألغراض تجارية فإن هذا العمل يعتبر عمالً مدنياً‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬دور المكاتب والنشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها‪ :‬يعتبر عمل‬
‫دور النشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها عمالً تجارياً بشرط أن يتم مزاولتها‬

‫‪ 192‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،99‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون‬
‫التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪193‬‬
‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،145‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪،‬‬
‫القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪103‬‬
‫عن طريق االحتراف(‪ ،)194‬فالناشر في دور النشر يقوم بشراء حق التأليف من‬
‫المؤلف ويقوم ببيع الكتاب إما بعد طبعه من خالل مطبعة يمتلكها أو طبعه لدى‬
‫الغير‪ ،‬وتقوم دار النشر في هذه الحالة بعمل من أعمال المضاربة حيث يكون‬
‫هدفها تحقيق الربح والمضاربة على عمل المؤلف كما أنها تساعد على تداول‬
‫الفكر بين المؤلف والجمهور(‪.)195‬‬
‫وتشمل أعمال دور النشر نشر المؤلفات العلمية واألدبية والفنية لحساب أصحابها‬
‫مقابل أجر محدد يتم االتفاق عليه‪ ،‬كما يعتبر من قبيل االعمال التجارية إذا تمت‬
‫بطريق االحتراف دور الصحافة وشركات االنترنت‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬التأمين‪ :‬أضفى المشرع الصفة التجارية على التأمين متى وقع بطريق‬
‫منظم والتأمين عملية ضمان إلى جانب كونه تصرفاً قانونياً‪ ،‬ويقصد بالتأمين‬
‫العقد الذي يتعهد بمقتضاه شخص يسمى المؤمن بأن يؤدي لشخص آخر يسمى‬
‫المستأمن مبلغاً من المال أو إيراد مرتب أو عوض مالي آخر في حالة وقوع‬
‫الحادث أو تحقق الخطر المؤمن منه مقابل قسط يدفعه المستأمن للمؤمن(‪.)196‬‬
‫وتعد أعمال التأمين تجارية إذا تمت مزاولتها بطريق االحتراف أي من خالل‬
‫مشروع منظم يملك األدوات المادية والبشرية الالزمة لمباشرة نشاطه فضالً عن‬
‫ضرورة توافر قصد تحقيق الربح(‪.)197‬‬
‫وعلى ذلك ال يعد تجارياً التأمين التعاوني الذي ال يهدف إلى المضاربة وتحقيق‬
‫الربح والتأمين التعاوني هو التأمين الذي يتخذ شكل مجموعة من األشخاص‬
‫يتفقون على تعويض الضرر الذي يلحق بأحدهم بسبب خطر معين وذلك من‬
‫االشتراكات التي يجمعونها فيما بينهم(‪.)198‬‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108‬‬ ‫(‪)194‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.183‬‬ ‫(‪)195‬‬

‫رضوان‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.173‬‬ ‫(‪)196‬‬

‫(‪)197‬‬
‫عبد الباقي‪ ،‬سامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.150‬‬
‫(‪)198‬‬
‫عبد الباقي‪ ،‬سامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫ويعتبر التأمين تجارياً بكافة أنواعه على األشياء كان أو على األشخاص‪ ،‬وساء‬
‫كان برياً أو بحرياً أو جوياً‪.‬‬
‫وعليه فالتأمين يعتبر عمالً تجارياً بالنسبة للمؤمن إذا مارسه على وجه االحتراف‬
‫أما بالنسبة للمستأمن فإنه إذا كان غير تاجر فإن األمر يتوقف على طبيعة‬
‫العملية بالنسبة له هل هي تجارية أو مدنية وفقاً لنظرية األعمال التجارية وإذا‬
‫كان تاج اًر فإن هذا التأمين يعتبر تجارياً إذا كان متعلق بشؤون تجارته أما إذا‬
‫كان غير ذلك فإنه يعتبر عمالً مدنياً‪ ،‬ويشمل التأمين كل أنواعه سواء كان تأمين‬
‫بحري أو جوي أو بري وسواء كان تأمين أشخاص كالتأمين على الحياة أو‬
‫المرض أو كان تأمين على األشياء كالتأمين على المنزل ضد الحريق أو التأمين‬
‫على البضاعة من أخطار الطريق أو كان تأمين من المسؤولية كتأمين السيارة‬
‫والعمال(‪.)199‬‬
‫سادساً‪ :‬البنوك والمصارف‪ :‬تنتشر البنوك والمصارف وتعتبر أعمالها من قبيل‬
‫االعمال التجارية إذا تمت على وجه االحتراف وهي كذلك أصالً وتسعى لتحقيق‬
‫األرباح‪ ،‬ومن المعروف أن هذه البنوك والمصارف عادة ما تحقق أرباحاً كبيرة‬
‫نتيجة التعامل المستمر من قبل العمالء والثقة التي يوليها هؤالء في هذه البنوك‬
‫التي تقوم بحفظ أموالهم‪.‬‬
‫والبنوك تقدم خدماتها للعمالء ولكن مقابل أجر‪ ،‬أو عمولة مثل الحسابات الجارية‬
‫وتأجير الخزانات الحديدية‪ ،‬أما المصارف فهي تقوم بعدة نشاطات من بينها‬
‫مبادلة النقود وكذلك تحويل األموال من بلد آلخر‪ ،‬وتعتبر أعمال البنوك‬
‫والمصارف تجارية بالنسبة لها‪ ،‬أما بالنسبة للمتعامل فهي تجارية إذا كان تاج اًر‬
‫وتعلقت هذه األعمال بنشاطاته التجارية‪ ،‬فإذا كانت غير ذلك فإنها تعتبر مدنية‪.‬‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.181‬‬ ‫(‪)199‬‬


‫سابعاً‪ :‬االستغالل التجاري لبرامج الحاسوب والبث الفضائي عبر األقمار‬
‫الصناعية‪ :‬يعتبر االستغالل التجاري لبرامج الحاسب اآللي والبث الفضائي عبر‬
‫األقمار الصناعية من قبيل األعمال التجارية إذا تمت مزاولتها بطريق االحتراف‪.‬‬
‫ويجب أن نفرق في هذا الصدد بين من يقوم بإعداد برامج الحاسب اآللي فعمله‬
‫ذهني ويعد عمال مدنيا وليس عمال تجاريا‪ ،‬ومن يقوم بتسويق هذه البرامج وبيعها‬
‫أو تأجيرها حيث يعد ذلك من قبيل "االستغالل التجاري " لهذه البرامج وهو عمل‬
‫تجاري‪.‬‬
‫ويعد عمال تجاريا أيضا االستغالل التجاري للبث الفضائي لألقمار الصناعية‪،‬‬
‫فعقود شراء حق بث برامج معينة تعد أعماال تجارية بالنسبة للبائع وبالنسبة‬
‫للمشترى‪.‬‬
‫وتكتسب الصفة التجارية عقود الترخيص ببث برامج معينة ألن المرخص له‬
‫يحصل على مقابل من المشتركين الذين يتعاقدون معه ليستطيعوا مشاهدة البرامج‬
‫التي غالبا ما تكون مشفرة(‪.)200‬‬
‫ثامناً‪ :‬اعمال مكاتب السياحة والتصدير واالستيراد والتخليص‪ :‬تعتبر اعمال‬
‫مكاتب السياحة والتصدير واالستيراد والتخليص أعماالً تجارية متى تمت على‬
‫وجه االحتراف ويقصد بأعمال مكاتب السياحة هي تقديم خدمات سياحية مثل‬
‫حجز التذاكر وتنظيم الرحالت وحجز الفنادق وغيرها‪ ،‬أما مكاتب االستيراد‬
‫والتصدير فيقصد بها المكاتب التي تعمل على تصدير واستيراد البضائع والمواد‬
‫والسلع لحساب الغير مقابل الحصول على أجر‪ ،‬أما مكاتب التخليص فهي تلك‬
‫التي تهتم بالتخليص الجمركي والقيام بكافة اإلجراءات الالزمة لذلك‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن مشروعات الخدمات تعتبر أيضاً من قبيل األعمال‬
‫التجارية إذا تمت من خالل مشاريع ومنها النقل مثل مكاتب السيارات‪ ،‬والمشاهد‬
‫العامة كالمعارض والسينما والسيرك‪ ،‬والمخازن العامة التي تستقبل البضائع فيها‬

‫(‪)200‬‬
‫‪http://almerja.com/reading.php?idm= 89189‬‬
‫ودور المكاتب والنشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها والتأمين والبنوك‬
‫والمصارف واالستغالل التجاري لبرامج الحاسوب والبث الفضائي عبر األقمار‬
‫الصناعية واعمال مكاتب السياحة والتصدير واالستيراد والتخليص الجمركي‪.‬‬
‫"خالصة المبحث الثاني"‬
‫األعمال التجارية بطريق االحتراف هي تلك األعمال التي يتم مزاولتها من خالل‬
‫مشروع منظم‪ ،‬وعليه فالعبرة في تجارية هذه األعمال بوجود مشروع تجاري منظم‪،‬‬
‫ال بصفة القائم على هذه األعمال وال بصفة العمل نفسه‪ ،‬والمشروع هو وجود‬
‫تنظيم من خالله يمارس العمل بصورة متكررة ومستمرة وهو االحتراف بحد ذاته‬
‫وهذه االعمال تضم المشروعات اآلتية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مشروعات اإلنتاج‪ :‬ومنها الصناعة ويقصد بها تحويل المواد الخام أو‬
‫نصف المصنوعة إلى سلع تشبع حاجات الناس أو اضافة تعديالت على األشياء‬
‫من شأنها أن تزيد من قيمتها أو منفعتها مثل اصالح الماكينات فإذا تمت الصناعة‬
‫من خالل مشروع منظم فإنها تعتبر من األعمال التجارية بطريق االحتراف‪.‬‬
‫* األشغال العقارية وهي التي تقوم بها الشركات العقارية المختصة بالبناء والترميم‬
‫وتشييد الطرق وإقامة الجسور‪ ،‬بمعنى أنها األعمال التي ترتبط بالعقارات‪.‬‬
‫* تعتبر األعمال المتعلقة باستخراج الثروات الطبيعية من المناجم والمحاجر‬
‫والنفط والغاز وغيرها من قبيل األعمال التجارية بطريق االحت ارف إذا مورست‬
‫باحتراف أي على شكل مشروع‪.‬‬
‫* اعتبر القانون مشروعات تربية الماشية والطيور لغايات بيعها من قبيل األعمال‬
‫التجارية بطريق االحتراف إذا تمت من خالل مشروع " تنظيم واحتراف"‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مشروعات الوساطة‪ :‬ومنها الوكالة بالعمولة والوكيل بالعمولة هو‬
‫الوسيط هو الذي يأخذ على نفسه أن يعقد باسمه الخاص ولكن لحساب موكله‬
‫اء أو غيرها من العمليات التجارية مقابل عمولة‪.‬‬
‫بيعاً أو شر ً‬
‫* وكالة العقود منها أيضاً وهي عقد يلتزم بموجبه شخص يسمى وكيل العقود‬
‫بأن يتولى على وجه االستمرار في منطقة نشاط معينة الحض على إبرام العقود‬
‫لمصلحة المتعاقد اآلخر أي الموكل أو في بعض األحيان إبرام العقد باسم‬
‫ولحساب الموكل مقابل أجر أو عمولة‪.‬‬
‫* وكذلك السمسرة وهي عقد يتعهد بمقتضاه السمسار لشخص بالبحث عن طرف‬
‫ثان إلتمام صفقة معينة والتوسط في ابرامها مقابل أجر وتعد السمسرة من األعمال‬
‫التجارية إذا تم مزاولتها على وجه االحتراف‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مشروعات البيوع‪ :‬يعتبر توريد البضائع والخدمات من األعمال التجارية‬
‫بشرط أن تأخذ شكل المشروع (تنظيم واحتراف) والتوريد هو عقد يلتزم بمقتضاه‬
‫المورد بتوريد شيء إلى عميله بصورة دورية منتظمة خالل مدة معينة‪.‬‬
‫* اعتبر القانون توزيع مصادر الطاقة عمالً تجارياً إذا مورس بطريق االحتراف‬
‫ومن ذلك توزيع المياه والغاز والكهرباء‪.‬‬
‫* ومنها أيضاً بيع العقارات أو شرائها أو استئجارها لغايات بيعها أو تأجيرها‬
‫حيث تنتشر مكاتب العقارات بحيث تقوم هذه المكاتب بشراء العقارات بهدف بيعها‬
‫وتحقيق الربح‪ ،‬كما تقوم هذه المكاتب العقارية باستئجار العقارات بهدف تأجيرها‬
‫وتعتبر تجارية لطالما مورست أعمالها بطريق االحتراف‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬مشروع الخدمات‪ :‬نص القانون على اعتبار النقل البري من االعمال التي‬
‫تعتبر تجارية إذا تمت على شكل مشروع أي بطريق االحتراف‪.‬‬
‫* تعتبر المشاهد العامة كالمعارض والسينما ومشاهد السيرك وغيرها من قبيل‬
‫االعمال التجارية بطريق االحتراف إذا مورست على شكل مشروع‪.‬‬
‫* عمل المخازن يعتبر تجارياً إذا مارسه الشخص او الجهة على شكل مشروع‬
‫"تنظيم واحتراف"‬
‫ويعتبر العمل تجارياً بالنسبة لصاحب المخازن وللشخص صاحب البضاعة‪.‬‬
‫* تعتبر دور المكاتب والنشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها أعماالً تجارية‬
‫حسب القانون الفلسطيني بشرط أن تأخذ شكل المشروع (تنظيم واحتراف)‪.‬‬
‫* يعتبر التأمين من قبيل االعمال التجارية إذا مورس على شكل مشروع أي‬
‫بطريق االحتراف‪ ،‬ويتخذ عقد التامين صو اًر مختلفة متبعاً لنوع التأمين‪.‬‬
‫* قرر المشرع تجارية أعمال البنوك والمصارف إذا تمت في شكل مشروع (تنظيم‬
‫واحتراف) بالنسبة للبنك‪ ،‬وليس كذلك بالنسبة للعميل إال إذا كان تاج اًر‪.‬‬
‫* يعد االستغالل التجاري لبرامج الحاسب اآللي والبث الفضائي عبر األقمار‬
‫الصناعية أعماال تجارية إذا تمت مزاولتها على وجه االحتراف‪.‬‬
‫* تعد أعمال مكاتب السياحة ومكاتب التصدير واالستيراد واإلفراج الجمركي‬
‫ومكاتب االستخدام ومحال البيع بالمزاد العلني أعماال تجارية متى تمت مزاولتها‬
‫على وجه االحتراف‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫(‪)201‬‬
‫األعمال التجارية بالتبعية‬
‫لم يحدد القانون األعمال التجارية بالتبعية مثلما حدد األعمال التجارية المنفردة‬
‫واألعمال التجارية بطريق االحتراف‪ ،‬وقد نص المشرع الفلسطيني(‪)202‬على أن‪:‬‬
‫"األعمال التي يقوم بها التاجر لغايات تجارية تعتبر تجارية "كذلك نص القانون‬
‫القطري(‪)203‬على‪" :‬تعتبر أعماالً تجارية األعمال المرتبطة بالمعامالت التجارية‬
‫المشار إليها في المواد السابقة أو المسهلة لها وجميع األعمال التي يقوم بها‬
‫التاجر لحاجات تجارته"‪.‬‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)201‬‬

‫ص‪ ،118‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫المادة "‪ "8‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)202‬‬

‫المادة"‪ "8‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)203‬‬


‫ونتحدث في هذا المبحث عن المقصود باألعمال التجارية بالتبعية وشروطها‪،‬‬
‫ونطاق تطبيق األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫"المقصود باألعمال التجارية بالتبعية‬
‫وشروط تطبيقها"‬
‫نتطرق للمقصود باألعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬وشروط اعتبار األعمال تجارية‬
‫بالتبعية وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫"المقصود باألعمال التجارية بالتبعية"‬
‫يقصد باألعمال التجارية بالتبعية أنها تلك األعمال مدنية األصل التي يقوم بها‬
‫التاجر تبعاً لتجارته فتصبح تجارية بالتبعية‪ ،‬ومعنى ذلك أن هذه األعمال لم تكن‬
‫تجارية إنما مدنية ولو قام بها غير تاجر فإنها تبقى مدنية‪ ،‬وكذلك لو قام بها‬
‫التاجر نفسه لكنه قام بها بمناسبة عمل مدني وليس بمناسبة تجارته فإنه ال يعتبر‬
‫عمل تجاري بالتبعية بل يكون عمالً مدنياً‪.‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني على‪" :‬األعمال التي يقوم بها التاجر لغايات تجارته‬
‫تعتبر تجارية"‬
‫النص كان واضحاً في أن كل ما يقوم به التاجر ألغراض تجارته أي بمناسبة‬
‫قيامه بأعماله التجارية يعتبر تجارياً بصرف النظر عن أصل هذه األعمال حتى‬
‫ولو كانت مدنية‪.‬‬
‫وحتى يسهل تمييز هذه األعمال‪ ،‬إذ كيف يمكن معرفة األعمال التي يقوم بها‬
‫التاجر لغايات تجارته فإن القانون الفلسطيني(‪)204‬نص على‪" :‬كل عمل يقوم به‬
‫التاجر يعتبر لغايات تجارته ما لم يثبت غير ذلك"‪.‬‬

‫المادة"‪ "8‬فقرة"‪ "1‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)204‬‬


‫وعلى ذلك نص القانون القطري(‪" :)205‬األصل في عقود التاجر والتزاماته أن‬
‫تكون تجارية ما لم يقم الدليل على خالف ذلك"‪.‬‬
‫وبناء عليه فكل عمل يقوم به التاجر يعتبر‬
‫ً‬ ‫ومعنى هذا النص أنه جاء ميس اًر‬
‫تجارياً حتى ولو كان أصله مدنياً‪ ،‬ما لم يثبت عكس ذلك‪.‬‬
‫وإذا قام التاجر بممارسة أعماالً مدنية وليست تجارية وال عالقة لها بتاتاً بعمله‬
‫التجاري فإنها تعتبر أعمالً مدنية‪.‬‬
‫لكن هناك بعض األعمال المدنية والتي يؤديها التاجر قاصداً بذلك تيسير تجارته‬
‫مثل سفر التاجر لتسهيل أمور تتعلق بتجارته‪ ،‬هذه األعمال بطبيعتها هي أعمال‬
‫مدنية في األصل قد يقوم بها التاجر وغير التاجر ـ‪ ،‬فإذا قام بها التاجر فإنها‬
‫تعتبر تجارية بالتبعية‪ ،‬ألنها تتبع أعمال التاجر التجارية‪ ،‬لكن لو قام بها التاجر‬
‫ألغراض مدنية فال تعتبر تجارية بالتبعية‪ ،‬ولو قام بها المدني فإنها تبقى مدنية‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هناك أعماالً يقوم بها التاجر لتسهيل تجارته وتعتبر‬
‫مدنية باألصل لكن ألنها تأتي لتسهيل عمليات التاجر التجارية فإنها تصبح أعماالً‬
‫تجارية بالتبعية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫"شروط اعتبار األعمال تجارية بالتبعية"‬

‫حتى تكون األعمال تجارية بالتبعية فيجب توافر شرطين‪ ،‬األول أن تصدر هذه‬
‫األعمال من تاجر‪ ،‬والثاني أن يمارسها التاجر لغايات تجارية ترتبط بتجارته‪،‬‬
‫ونفصل الحديث عن هذين الشرطين فيما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن تصدر األعمال من تاجر‪ :‬يشترط لكي تعتبر األعمال المدنية تجارية‬
‫بالتبعية أن تصدر من تاجر وليس مدني‪ ،‬والتاجر هو الشخص الذي يكتسب‬

‫المادة "‪ "9‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)205‬‬


‫صفة التاجر بسبب مزاولته لألعمال التجارية‪ ،‬فإذا صدرت هذه األعمال من‬
‫مدني فإنها تبقى أعماالً مدنية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أن تمارس هذه األعمال من قبل التاجر لغايات تجارية‪ :‬وقد نص القانون‬
‫أن كل عمل يقوم به التاجر يعتبر لغايات تجارية ما لم يثبت العكس‪ ،‬فالتاجر‬
‫الذي يقوم بعمل مدني ال عالقة له بتجارته ال يعد عمله هذا تجارياً بل مدنياً‪،‬‬
‫وبالتالي فإن العمل كي يعتبر تجارياً بالتبعية يجب أن يمارسه التاجر لغايات‬
‫تجارية مثل شراء التاجر لسيارة نقل لنقل بضائعه أو شراء أثاث ومستلزمات‬
‫لمشروعه‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن األعمال التجارية بالتبعية يجب أن يتوافر بها شرطان‬
‫لتصبح كذلك‪ ،‬األول أن تكون صادرة من تاجر وليس مدني وأن تكون قد مورست‬
‫لغايات التاجر التجارية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫" نطاق تطبيق األعمال التجارية بالتبعية‬

‫نتحدث عن األعمال التجارية التبعية ومصدرها التزام عقدي‪ ،‬واألعمال التجارية‬


‫التبعية التي مصدرها التزام غير عقدي على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫"أعمال تجارية تبعية مصدرها التزام عقدي"‬


‫عادة ما تكون األعمال التي يقوم بها التاجر خالل ممارسته لتجارته تتم من خالل‬
‫قيامه بإبرام صفقات بعقود مختلفة‪ ،‬فإذا قام التاجر بإبرام أي عقد من العقود‬
‫لتحقيق أغراض تجارية فإن هذا العقد يعتبر عقداً تجارياً‪ ،‬أما لو قام التاجر بإبرام‬
‫عقود مدنية بحتة فإنها تعتبر عقوداً مدنية‪ ،‬لكن لو كانت هذه العقود مدنية في‬
‫األصل لكن التاجر أبرمها لتسهيل أعماله التجارية فإنها تعتبر عقوداً تجارية‬
‫بالتبعية‪ ،‬واألصل أن كافة العقود التي يبرمها التاجر تعتبر تجارية إال إذا ثبت‬
‫العكس‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)206‬على‪" :‬كل عمل يقوم به التاجر يعتبر لغايات تجارته‬
‫ما لم يثبت غير ذلك"‪ ،‬كما نص(‪)207‬على‪" :‬تعد تجارية القروض التي يبرمها‬
‫التاجر لشؤون تتعلق بأعماله التجارية"‪.‬‬
‫أيضاً نص على‪" :‬األصل في عقود التاجر والتزاماته أن‬ ‫(‪)208‬‬
‫القانون القطري‬
‫تكون تجارية ما لم يقم الدليل على خالف ذلك"‪.‬‬
‫لكن هناك عقد نص القانون بأنه عقد مدني‪ ،‬وهو عقد الكفالة والسبب في اعتباره‬
‫عقداً مدنياً أن الكفيل ال يتلقى أج اًر مقابل القيام بهذه الكفالة‪ ،‬وبصرف النظر عن‬
‫كون الكفيل تاج اًر أو كون المكفول تاج اًر أو كون الدين المكفول تجارياً‪.209‬‬
‫ومع ذلك فقد نص القانون الفلسطيني(‪)210‬على‪" :‬ال تعد كفالة الدين التجاري‬
‫تجارياً‪ ،‬إال إذا نص القانون على ذلك أو كان الكفيل مصرفاً‪ ،‬أو تاج اًر وله‬
‫مصلحة في الدين المكفول"‪.‬‬
‫وعليه فإن التاجر الذي يقوم بكفالة دين تجاري‪ ،‬كأن يقوم بالتعهد بسداد دين‬
‫تجاري عن آخر فإن هذه الكفالة ال تعتبر تجارية‪ ،‬فلو قام تاجر بالتقديم لمرابحة‬
‫من خالل البنك اإلسالمي‪ ،‬وطلب البنك كفيالً‪ ،‬فقام تاجر آخر بكفالته فإن هذه‬
‫الكفالة تعتبر مدنية‪ ،‬لكن المشرع اعتبر الكفالة تجارية بشرط تحقق حالة من‬
‫الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬إذا نص القانون على جواز اعتبار الكفالة تجارية‪.‬‬

‫المادة "‪ "8‬فقرة "‪ "2‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)206‬‬

‫المادة "‪ "57‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)207‬‬

‫المادة "‪ "9‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)208‬‬

‫‪209‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫المادة "‪ "55‬فقرة "‪ "1‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)210‬‬
‫‪ -2‬إذا كان الكفيل عبارة عن مصرف أو بنك فإن هذه الكفالة تعتبر تجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كفل تاجر آخر وكانت له مصلحة بالدين المكفول‪ ،‬كأن يكون هناك‬
‫شخص تقدم بمرابحة فكفله تاجر ليسترد دينه‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن كافة أعمال التاجر التي يعتبر مصدرها العقد تكون‬
‫تجارية‪ ،‬وعلى ذلك فالعقود التي يبرمها التاجر تكون تجارية بشرط أن تكون‬
‫لغايات تجارية باستثناء الكفالة فال تعتبر تجارية ألن التاجر يقوم بها من غير‬
‫مقابل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"أعمال تجارية تبعية مصدرها التزام غير عقدي"‬
‫االلتزامات غير التعاقدية مثل الفعل الضار واإلثراء بال سبب والفضالة‪ ،‬وفي هذا‬
‫الفرع نتحدث عن هذه االلتزامات غير العقدية وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الفعل الضار(‪ :)211‬التاجر يقوم بممارسة أعماله التجارية‪ ،‬خالل ذلك قد‬
‫يرتكب خطأ يسبب به ضر اًر للغير‪ ،‬هذا الضرر يتبعه التزام التاجر بتعويض من‬
‫لحقه الضرر‪ ،‬التزام التاجر هذا بتعويض الضرر يعتبر عمالً تجارياً بالتبعية‪،‬‬
‫ألنه نجم عن أعمال التاجر التجارية‪ ،‬ومن ذلك قيام التاجر بعمل من أعمال‬
‫المنافسة غير المشروعة‪ ،‬كما لو قام باإلساءة إلى سمعة التاجر أو سمعة بضائعه‬
‫أو قام باستخدام العالمة التجارية الخاصة بتاجر آخر‪ ،‬فإذا سبب ذلك ضر اًر‬
‫للغير بأن انصرف عمالء التاجر الذي تم اإلساءة إليه أو إلى بضائعه فإن التاجر‬
‫الذي ارتكب هذا الخطأ وتسبب به ضر اًر للغير عليه أن يلتزم بالتعويض‪ ،‬ويعتبر‬
‫هذا االلتزام عمالً تجارياً بالتبعية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬اإلثراء بال سبب‪ :‬من االلتزامات غير التعاقدية أيضاً اإلثراء بال سبب وهو‬
‫حصول الشخص على كسب بال سبب مشروع على حساب شخص آخر‪ ،‬لذا‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬ ‫(‪)211‬‬
‫يلتزم في حدود ما كسبه تعويض من لحقه ضرر بسبب هذا الكسب‪ ،‬ويبقى هذا‬
‫االلتزام قائماً ولو زال كسبه فيما بعد‪.‬‬
‫ومثال ذلك أن يقوم مدين بسداد دين لتاجر‪ ،‬لكنه قام بدفع ضعف ما عليه من‬
‫ديون‪ ،‬فالتاجر بهذا يكون قد أخذ ما ليس حقاً له‪ ،‬ويتوجب عليه أن يقوم برد ما‬
‫زاد عن دينه المستحق في ذمة المدين‪ ،‬هذا االلتزام برد المبلغ الزائد يعتبر عمالً‬
‫تجارياً بالتبعية ألنه تم بمناسبة دين تجاري للتاجر في ذمة الغير‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الفضالة‪ :‬والفضالة كما لو قام الفضولي بعمل نافع لصالح التاجر وألمر‬
‫يتعلق بتجارته مثل تسديد دين تجاري عن التاجر فكل ما يترتب على ذلك من‬
‫التزامات يعتبر تجارياً بالتبعية(‪.)212‬‬
‫ويقاس على نظرية األعمال التجارية بالتبعية الشخصية للتاجر‪ ،‬نظرية أخرى‬
‫تتمثل في األعمال المدنية بالتبعية الشخصية لغير التاجر وتبعاً لذلك فكل األعمال‬
‫التجارية تصبح مدنية إذا باشرها غير تاجر بمناسبة عمله المدني كما لو قام‬
‫محامي بأعمال تجارية تابعة لمهنة المحاماة(‪.)213‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هناك أعمال تجارية مصدرها غير العقد تتمثل في الفعل‬
‫الضار حيث يلتزم التاجر بتعويض من سبب له ضر اًر خالل قيامه بأعماله‬
‫التجارية‪ ،‬والضرر عادة يتثمل في انصراف العمالء عن التاجر بسبب خطأ‬
‫يرتكبه تاجر منافس‪ ،‬على أن تكون هناك عالقة سببية أي أن يترتب الضرر‬
‫بناء على الخطأ الصادر من التاجر‪ ،‬ومن األعمال التي مصدرها التزام غير‬
‫عقدي اإلثراء بال سبب‪ ،‬كما لو قام شخص بسداد دين للتاجر أكثر مما يستحق‪،‬‬
‫فإن المبلغ الزائد على الدين يعتبر إثراء بال سبب‪ ،‬ورد التاجر له واجب ويعتبر‬
‫من قبيل األعمال التجارية كما تعتبر الفضالة عمل تجاري على النحو الذي‬
‫تحدثنا عنه سابقاً‪.‬‬

‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام القانون التجاري‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.133‬‬ ‫(‪)212‬‬

‫(‪)213‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫"خالصة المبحث الثالث"‬
‫األعمال التجارية بالتبعية هي أعمال مدنية باألصل لكنها تتبع األعمال التجارية‬
‫ولذلك سميت األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬أي أنها تجارية بسبب تبعيتها لألعمال‬
‫التجارية‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬المقصود باألعمال التجارية بالتبعية‪ :‬يقصد باألعمال التجارية بالتبعية أنها‬
‫تلك األعمال مدنية األصل التي يقوم بها التاجر تبعاً لتجارته فتصبح تجارية‬
‫بالتبعية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬شروط اعتبار األعمال تجارية بالتبعية‪ :‬حتى تكون األعمال تجارية‬
‫بالتبعية فيجب توافر شرطين‪ ،‬األول أن تصدر هذه األعمال من تاجر‪ ،‬والثاني‬
‫أن يمارسها التاجر لغايات تجارية ترتبط بتجارته‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬نطاق تطبيق األعمال التجارية بالتبعية‪ :‬هناك أعمال تجارية تبعية مصدرها‬
‫التزام عقدي‪ ،‬وأعمال تجارية تبعية أخرى مصدرها غير التزام عقدي فاألعمال‬
‫التجارية التبعية التي مصدرها التزام عقدي تمثل كافة العقود التي يبرمها التاجر‬
‫أثناء ممارسته ألعماله التجارية‪ ،‬وأما األعمال التجارية التبعية ومصدرها ليس‬
‫التزاماً عقدياً فتتمثل في الفعل الضار واإلثراء بال سبب والفضالة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫(‪)214‬‬
‫األعمال المختلطة‬
‫األعمال المختلطة ال تعد نوعاً مستقالً من األعمال القانونية فالعمل القانوني إما‬
‫أن يكون عمالً مدنياً أو عمالً تجارياً‪ ،‬ألن العمل المختلط يعتبر مدنياً بالنسبة‬
‫لطرف وتجارياً بالنسبة لطرف آخر لذلك ال يوجد ما يميز العمل المختلط عن‬
‫العمل المدني أو العمل التجاري‪ ،‬فالعمل التجاري هو عبارة عن تصرف قانوني‬
‫ينعقد بين طرفين ومن ثم قد يكون تجارياً لكليهما وقد يكون مدنياً لكليهما كذلك‬

‫مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات األشخاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(‪)214‬‬

‫ص‪.125‬‬
‫وهذا هو األصل العام الذي ال تثور بشأنه صعوبة‪ ،‬ولكن الصعوبة تثور عندما‬
‫يكون العمل تجارياً بالنسبة ألحد األطراف ومدنياً بالنسبة للطرف اآلخر كالعقد‬
‫المبرم بين الناشر واألديب وكالتعاقد بين المسافر والناقل فهي أعمال تعتبر‬
‫تجارية ألحد األطراف ومدنية بالنسبة للطرف اآلخر وعليه ال يمكن القول بأن‬
‫العمل الواحد له طبيعتان انما يمكن أن تكون له صفتان وذلك بالنظر لتعلقه‬
‫بنشاط أي من طرفيه(‪.)215‬‬
‫وقد ثار الخالف بين القوانين حول ما يتعلق بالقانون واجب التطبيق على العمل‬
‫المختلط حيث نص القانون التجاري الفلسطيني على‪" :‬إذا كان العقد تجارياً‬
‫(‪)216‬‬

‫بالنسبة ألحد طرفيه تسري أحكام هذا القانون على التزامات هذا الطرف وحده‪،‬‬
‫وتسري أحكام القانون المدني على التزامات الطرف اآلخر‪ ،‬ما لم ينص القانون‬
‫على غير ذلك"‪.‬‬
‫لكن القانون القطري(‪)217‬خالف القانون الفلسطيني بشأن هذا الحكم حيث نص‬
‫على أنه‪ " :‬إذا كان العقد تجارياً بالنسبة إلى أحد المتعاقدين دون اآلخر‪ ،‬سرت‬
‫أحكام هذا القانون على التزامات كل منهما الناشئة عن هذا العقد ما لم يوجد‬
‫نص أو اتفاق يقضي بغير ذلك"‪.‬‬
‫ومعنى هذا النص أن القانون القطري جعل من أحكام قانون التجارة تسري على‬
‫طرفي العقد المختلط‪ ،‬وهو ما لم يرد في القانون الفلسطيني والذي جعل أحكام‬
‫القانون التجاري تسري على من يعتبر العقد تجارياً بالنسبة له‪ ،‬وأحكام القانون‬
‫المدني على من يعتبر العقد مدنياً بالنسبة له‪.‬‬
‫بناء على نص المادة السابقة يمكن القول بأن القانون الفلسطيني حسم موقفه‬‫ً‬
‫وذلك بسريان القانون التجاري الفلسطيني على التزامات الطرف التجاري‪ ،‬وسريان‬

‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام القانون التجاري‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135‬‬ ‫(‪)215‬‬

‫المادة "‪ "3‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)216‬‬

‫المادة "‪ "10‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)217‬‬


‫القانون المدني الفلسطيني على الطرف المدني‪ ،‬وهو ما ذهب إليه القانون الفرنسي‬
‫والمصري واألردني‪ ،‬لكن هناك قوانين ذهبت إلى أن العمل المختلط يخضع برمته‬
‫وبكافة أطرافه إلى القانون التجاري ومن هذه القوانين القانون األلماني والكويتي‬
‫والنمساوي والقطري كما سبق الذكر ‪ ،‬واألفضل هو ما ذهب إليه القانون‬
‫الفلسطيني‪ ،‬حيث أن الطرف التجاري يخضع ألحكام القانون التجاري‪ ،‬أما الطرف‬
‫المدني فإنه يخضع ألحكام القانون المدني‪ ،‬ذلك أنه عندما قام بعمله قام على‬
‫اعتبار مدنيته وليس تجاريته‪.‬‬
‫وطبقاً لهذين الرأيين تم االختالف حول ما يترتب عليهما بشأن اإلثبات فقد أشرنا‬
‫سابقاً بأنه إذا كان النشاط التجاري يتميز بالسرعة واالئتمان‪ ،‬فإن قواعد اإلثبات‬
‫الموجودة في القانون المدني ال شك أنها غدت تعرقل السير العادي للتجارة‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى خلق قواعد جديدة في هذا اإلطار‪ ،‬فأصبحنا أمام حرية اإلثبات في‬
‫الميدان التجاري(‪.)218‬‬
‫وتبعاً لما ذهب إليه القانون التجاري الفلسطيني بأنه إذا كان العقد تجارياً بالنسبة‬
‫ألحد طرفيه تسري أحكام هذا القانون على التزامات هذا الطرف وحده‪ ،‬وتسري‬
‫أحكام القانون المدني على التزامات الطرف اآلخر فإن الطرف الذي يخضع‬
‫ألحكام القانون التجاري يمكنه إثبات العمل التجاري بكافة طرق اإلثبات وفقاً‬
‫لقاعدة حرية اإلثبات في المسائل التجارية التي نص عليها القانون‪ ،‬أما الطرف‬
‫اآلخر الذي يخضع للقانون المدني فإنه يتوجب عليه اإلثبات وفقاً لما نص عليه‬
‫القانون المدني بمعنى خضوعه لإلثبات المقيد الذي يتطلب الكتابة‪.‬‬

‫(‪)218‬‬
‫‪http://tadbir.ma/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A_1612/%D9%85%D8‬‬
‫‪%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A.html‬‬
‫أما بالنسبة للقوانين التي ذهبت إلى أن القانون التجاري يطبق على العمل المختلط‬
‫بطرفيه التجاري والمدني فإن طرفي العقد بإمكانهما اإلثبات بكافة الطرق وفقاً‬
‫لقاعدة حرية االثبات في المسائل التجارية‪.‬‬
‫"خالصة المبحث الرابع"‬
‫العمل المختلط يعتبر مدنياً بالنسبة لطرف وتجارياً بالنسبة لطرف آخر وقد نص‬
‫القانون التجاري الفلسطيني على‪" :‬إذا كان العقد تجارياً بالنسبة ألحد طرفيه تسري‬
‫أحكام هذا القانون على التزامات هذا الطرف وحده‪ ،‬وتسري أحكام القانون المدني‬
‫على التزامات الطرف اآلخر‪ ،‬ما لم ينص القانون على غير ذلك"‪.‬‬
‫القانون الفلسطيني حسم موقفه وذلك بسريان القانون التجاري الفلسطيني على‬
‫التزامات الطرف التجاري‪ ،‬وسريان القانون المدني الفلسطيني على الطرف المدني‬
‫وهناك قوانين ذهبت إلى أن العمل المختلط يخضع برمته وبكافة أطرافه إلى‬
‫القانون التجاري‪.‬‬
‫ووفقاً للقانون الفلسطيني فإن الطرف الذي يخضع ألحكام القانون التجاري يمكنه‬
‫إثبات العمل التجاري بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬أما الطرف اآلخر الذي يخضع للقانون‬
‫المدني فإنه يتوجب عليه اإلثبات وفقاً لما نص عليه القانون المدني بمعنى‬
‫خضوعه لإلثبات المقيد الذي يتطلب الكتابة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقوانين التي ذهبت إلى أن القانون التجاري يطبق على العمل المختلط‬
‫بطرفيه التجاري والمدني فإن طرفي العقد بإمكانهما اإلثبات بكافة الطرق‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫"التاجر"‬
‫اكتساب صفة التاجر تتطلب شروطاً معينة نص عليها القانون الفلسطيني‪ ،‬فإذا‬
‫توافرت هذه الشروط أصبح الشخص تاج اًر‪ ،‬وهذا الشخص الذي يكتسب صفة‬
‫التاجر قد يكون طبيعياً أو اعتبارياً‪ ،‬واكتساب صفة التاجر لها أهمية كبيرة حيث‬
‫يترتب عليها آثار عدة‪ ،‬وعليه نتحدث في هذا الفصل عن شروط اكتساب صفة‬
‫التاجر‪ ،‬واآلثار المترتبة على اكتساب صفة التاجر في مبحثين على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المبحث األول‬
‫"شروط اكتساب صفة التاجر"‬
‫لكي يكتسب الشخص صفة التاجر فإنه يجب أن يمارس على وجه االحتراف‬
‫باسمه ولحسابه عمالً تجارياً‪ ،‬كما وتكتسب الشركات التجارية صفة التاجر‬
‫بصرف النظر عن الغرض الذي أقيمت من أجله‪ ،‬وعليه فالقانون الفلسطيني نص‬
‫على اكتساب الشخص الطبيعي لصفة التاجر ضمن شروط معينة‪ ،‬كما نص‬
‫على اكتساب الشركة كشخص اعتباري صفة التاجر‪ ،‬ونتحدث عن االحتراف‬
‫واألهلية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫"احتراف األعمال التجارية"‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)219‬على‪" :‬يعتبر تاج اًر كل من يزاول على وجه االحتراف‬
‫باسمه ولحسابه عمالً تجارياً ما لم ينص القانون على خالف ذلك"‪.‬‬
‫ونص كذلك القانون القطري(‪)220‬على هذا الحكم‪" :‬يكون تاج اًر كل من يزاول باسمه‬
‫عمالً تجارياً وهو حائز لألهلية الواجبة ويتخذ من هذا العمل حرفة له"‪.‬‬

‫المادة "‪ "10‬فقرة "‪ "1‬من قانون التجاري الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)219‬‬

‫المادة "‪ "12‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)220‬‬


‫ونتطرق لمعنى احتراف األعمال التجارية‪ ،‬وعناصر احتراف األعمال التجارية‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫(‪)221‬‬
‫معنى احتراف األعمال التجارية‬
‫يقصد باحتراف األعمال التجارية أن يزاول الشخص األعمال التجارية بشكل‬
‫مستمر دائم بحيث يمكن اعتبار هذه األعمال مهنته الرئيسية التي يرتزق منها‬
‫ولكي يكتسب الشخص صفة التاجر يتوجب عليه أن يمارس األعمال التجارية‬
‫التي نص عليها القانون وقد تطرقنا لها سابقاً فإذا باشر أعماالً مدنية فال يكتسب‬
‫صفة التاجر وإذا باشر أعماالً تجارية ولكن بمناسبة عمل مدني فال تعتبر أيضاً‬
‫تجارية‪ ،‬ويشترط أن تكون ممارسة هذه األعمال التي نص عليها القانون على‬
‫سبيل المثال ال الحصر بطريق االحتراف ومعنى االحتراف هنا أن يزاول األعمال‬
‫التجارية بشكل معتاد ومتكرر بحيث تصبح الممارسة حرفة‪.‬‬
‫فالشخص يعتبر محترفاً لمهنة معينة إذا باشر القيام بها بصفة مستمرة ومتكررة‬
‫بحيث يمكن اعتبارها مهنته الرئيسية التي يرتزق منها أما القيام بالعمل التجاري‬
‫بصفة عارضة فال يكسب صاحبه صفة التاجر وإن كان عمله يخضع ألحكام‬
‫القانون التجاري والمقصود باالحتراف هو ممارسة الشخص للعمل التجاري بصورة‬
‫متكررة على وجه االستقالل بقصد االرتزاق على وجه مشروع أو أن يكون قيام‬
‫الشخص بهذه األعمال قد أضحى حرفته المعتادة أو مهنته(‪ ،)222‬وينتهي احتراف‬

‫(‪ )221‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،87‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح‬
‫القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،114‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،62‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174‬‬

‫(‪ )222‬بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫التجارة حينما يتم اعتزالها كما لو كان أحد التجار يمارس عمالً تجارياً من خالل‬
‫محل تجاري لكنه قام بإغالقه كما ينتهي االحتراف بوفاة التاجر(‪.)223‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن التاجر يتوجب عليه أن يمارس األعمال التجارية بطريق‬
‫االحتراف حتى يكتسب صفة التاجر واالحتراف هو ممارسة األعمال التجارية‬
‫بشكل معتاد ومتكرر‪ ،‬فإذا مارسها لمرة واحدة أو مرات قليلة فال يمكن أن يكتسب‬
‫صفة التاجر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"عناصر االحتراف"‬
‫يتوجب توافر عدة عناصر لالحتراف وهي االعتياد وقصد االرتزاق واالستقالل‬
‫والمشروعية ونفصل الحديث عن هذه العناصر على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬االعتياد‪ :‬هو ممارسة الشخص لألعمال التجارية بصورة مستمرة ومتكررة‬
‫بحيث تصبح الممارسة حرفة‪ ،224‬أما ممارسة أعمال تجارية لمرة واحدة أو مرات‬
‫دون وجود االستم اررية فال يكتسب ممارسها صفة التاجر‪ ،‬وعليه لو قام شخص‬
‫بشراء سيارة وقام ببيعها بقصد الربح فال يكتسب صفة التاجر لعدم وجود االعتياد‪،‬‬
‫وليس معنى خضوع العمل ألحكام القانون التجاري أن يكتسب من قام بهذا العمل‬
‫صفة التاجر ألن العبرة باالعتياد وليس بطبيعة العمل الذي يمارسه الشخص‪.‬‬

‫وقد نص القانون على أن الشركات التجارية تكتسب صفة التاجر‪ ،‬شأنها في ذلك‬
‫شأن األفراد‪ ،‬لكن الفرق أن القانون لم يشترط عنصر االعتياد في الشركات‬
‫التجارية كما هو الشأن بالنسبة لألفراد‪ ،‬حيث أن تأسيس الشركات التجارية في‬
‫حد ذاته يكسبها صفة التاجر‪.‬‬

‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154‬‬ ‫(‪)223‬‬

‫‪224‬‬
‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)225‬على‪" :‬يعتبر تاج اًر كل شركة تتخذ أحد األشكال‬
‫المنصوص عليها في قانون الشركات أياً كان الغرض الذي أنشئت من أجله "‪.‬‬
‫ونص القانون القطري(‪)226‬على‪" :‬كما يعتبر تاج اًر كل شركة تجارية وكل شركة‬
‫تتخذ الشكل التجاري ولو كانت تزاول أعماالً غير تجارية"‪.‬‬
‫أما بخصوص األشخاص االعتبارية العامة كالدولة ومؤسساتها فإنها ال تكتسب‬
‫بناء على نص القانون الفلسطيني(‪" :)227‬ال تثبت صفة التاجر‬
‫صفة التاجر وذلك ً‬
‫للدولة وغيرها من أشخاص القانون العام ومع ذلك تسري احكام قانون التجارة‬
‫على األعمال التي تزاولها إال ما يستثنى بنص خاص"‬
‫ويعني هذا النص أن الدولة ومؤسساتها لو احترفت األعمال التجارية فإنها ال‬
‫تكتسب صفة التاجر وإن كانت أعمالها التجارية تخضع ألحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫بناء على نص القانون القطري(‪" :)228‬ال تعد الو ازرات واألجهزة الحكومية‬
‫وأيضاً ً‬
‫األخرى والهيئات والمؤسسات العامة وال الجمعيات وال األندية من التجار‪ ،‬على‬
‫أن المعامالت التجارية التي تقوم بها هذه الجهات تخضع ألحكام هذا القانون إال‬
‫ما استثني بنص خاص‪ ،‬وتثبت صفة التاجر للشركات التي تنشئها أو تساهم فيها‬
‫الدولة وغيرها من الهيئات والمؤسسات العامة التي تقوم بصفة أساسية بنشاط‬
‫تجاري كما تثبت هذه الصفة لفروع الشركات والمؤسسات العامة األجنبية التي‬
‫تزاول نشاطاً تجارياً في قطر"‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬قصد االرتزاق‪ :‬حتى يكتسب الشخص صفة التاجر فإنه يتوجب أن يعتمد‬
‫على أعماله التجارية من أجل القيام بأعباء الحياة‪ ،‬فتكون هذه األعمال هدفها‬
‫كسب الربح من أجل االرتزاق والعيش‪ ،‬بمعنى أن تكون أعماله التجارية هي‬

‫المادة "‪ "10‬فقرة "‪ "2‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)225‬‬

‫المادة "‪ "12‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)226‬‬

‫المادة "‪ "17‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)227‬‬

‫المادة "‪ "15‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)228‬‬


‫وظيفته األساسية التي يعتاش منها‪ ،‬وال يمكن أن تكون كذلك إال إذا أصبحت‬
‫أعماله التجارية بمثابة حرفة له يمارسها على الدوام‪.229‬‬
‫ثالثاً‪ :‬االستقالل‪ :230‬ال يكفي الكتساب الشخص صفة التاجر احتراف األعمال‬
‫التجارية بصورة منتظمة وأن يتخذها وسيلة للعيش‪ ،‬بل يجب أن يمارس هذه‬
‫األعمال على وجه االستقالل‪ ،‬أي أن يقوم بها باسمه الشخصي ولحسابه الخاص‬
‫وأن يتحمل بنفسه كافة المخاطر‪.‬‬
‫ويعتبر الفقه والقضاء متفقين على ذلك‪ ،‬ويقصد بمباشرة التصرفات التجارية‬
‫لحساب الشخص أن يكون مستقال عن غيره في مباشرة هذه التصرفات ويتحمل‬
‫نتائجها فتعود عليه األرباح ويتحمل الخسائر فاالستقالل هو شرط ضروري‬
‫للتكييف القانوني لحرفة التاجر وتطبيقا لذلك يكون تاج ار مستأج ار المحل التجاري‬
‫الذي يباشر إدارته وكذلك الوكيل بالعمولة والسمسار بينما ال يعد تاجر مدير‬
‫الفرع وعمال التاجر ومستخدموه(‪.)231‬‬
‫وعليه فإن المستأجر الذي استأجر متج اًر وهو نفسه الذي يدير هذا المتجر يعتبر‬
‫تاج اًر‪ ،‬ألنه يستقل في إدارة هذا المتجر‪ ،‬تبعاً لذلك فهو وحده الذي يتحمل خسائر‬
‫متجره كما يجني أرباحه وهي عائدة إلدارته لهذا المتجر‪ ،‬وال يعتبر تاج اًر مدير‬
‫الفرع‪ ،‬حتى ولو كان يقوم بإدارة فرعه‪ ،‬ألنه ال يتحمل خسائر الفرع وكذلك ال‬
‫يجني أرباحه إنما الخسائر واألرباح تعود على المركز الرئيسي‪.‬‬
‫كما يعتبر تاج اًر الشخص المستتر والذي يدفع بشخص آخر أو يدفع بزوجته أو‬
‫أبنائه للقيام باألعمال التجارية باسمهم لكن لحسابه‪ ،‬فهناك بعض األشخاص‬
‫الممنوعين من ممارسة التجارة كرجال األمن مثالً أو المحامين أو غيرهم‪ ،‬فهؤالء‬

‫‪229‬‬
‫العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175‬‬
‫‪ 230‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،151‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون‬
‫التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫(‪)231‬‬
‫‪http://www.startimes.com/f.aspx?t=34042090‬‬
‫قد يدفعوا بأحد األشخاص لممارسة التجارة لحسابه‪ ،‬وفي هذه الحالة يكتسب هذا‬
‫الشخص المستتر صفة التاجر ألن آثار العمل التجاري تعود إليه فهو الذي‬
‫يتحمل الخسائر وهو الذي يجني األرباح‪ ،‬واالحتراف كما يكون ظاه اًر قد يكون‬
‫أيضاً خفياً ومستت اًر‪ ،‬ومع ذلك فإن الشخص الظاهر الذي يمارس التجارة لحساب‬
‫شخص آخر يعتبر أيضاً تاج اًر ألنه هو الذي يمارس أعمال التجارة في الوضع‬
‫الظاهر وأمام عامة الناس‬
‫وقد نص القانون على أن من يمارس حرفة صغيرة ال يكتسب صفة التاجر وال‬
‫يخضع في حرفته الصغيرة هذه ألحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫فقد نص القانون الفلسطيني(‪)232‬على أنه‪ -1" :‬ال تسري أحكام هذا القانون على‬
‫األشخاص الذين يزاولون حرفاً صغيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬يعد من هؤالء األشخاص كل من يزاول حرفة ذات نفقات زهيدة يؤمن بها‬
‫دخالً لحياته المعيشية اليومية‪.‬‬
‫‪ -3‬تحدد الجهات المختصة الحرف الصغيرة والحد األقصى لعدد العاملين مع‬
‫األفراد المشار إليهم في الفقرة ‪ 1‬من هذه المادة"‪.‬‬
‫وقد نص القانون القطري(‪ )233‬أيضاً على‪" :‬األفراد الذين يزاولون حرفة بسيطة أو‬
‫تجارة صغيرة يعتمدون فيها على عملهم بصفة أساسية‪ ،‬ال يخضعون لواجبات‬
‫التجار الخاصة بالدفاتر التجارية وبالقيد في السجل التجاري‪ ،‬وبأحكام اإلفالس‬
‫والصلح الواقي‪ ،‬ويصدر بتحديد الحرف البسيطة والتجارة الصغيرة قرار من الوزير‬
‫المختص"‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬المشروعية‪ :‬لكي يكتسب الشخص صفة التاجر فيجب أن ينصب احترافه‬
‫لألعمال التجارية على أعمال مشروعة‪ ،‬ومشروعية األعمال من عدمها يحددها‬
‫القانون فما يعتبر مشروعاً في دولة قد ال يعتبر كذلك في دولة أخرى‪ ،‬وعليه فال‬

‫المادة "‪ "16‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)232‬‬

‫المادة "‪ "16‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)233‬‬


‫يكتسب الشخص صفة التاجر إذا احترف تجارة المخدرات وال يكتسب الشخص‬
‫صفة التاجر إذا احترف التجارة في األعضاء البشرية وال يكتسب أيضاً الشخص‬
‫صفة التاجر إذا احترف االتجار بالمواد المسروقة‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أنه حتى يتحقق االحتراف فيجب أن تتوافر به عدة عناصر‪،‬‬
‫ومن هذه العناصر االعتياد والذي يعني ممارسة التجارة بشكل اعتيادي متكرر‬
‫وليس لمرة واحدة أو مرات معدودة‪ ،‬أما العنصر الثاني فهو قصد االرتزاق بأن‬
‫يكون العمل الذي يقوم به التاجر هو الذي يرتزق منه ثم العنصر الثالث وهو‬
‫االستقالل بأن يقوم التاجر بالعمل التجاري باسمه الخاص ولحسابه أما العنصر‬
‫الرابع فهو المشروعية فاكتساب صفة التاجر تتطلب احتراف االعمال التجارية‬
‫واالحتراف يتطلب أن يكون العمل التجاري مشروعاً‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"األهلية"‬
‫وفيه نتحدث عن كامل األهلية‪ ،‬وناقصها‪ ،‬وأهلية المرأة المتزوجة‪ ،‬واألشخاص‬
‫الممنوعين من مزاولة التجارة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫"كامل األهلية"‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)234‬على‪" :‬يكون أهالً لمزاولة التجارة كل من أتم ثماني‬
‫عشرة سنة كاملة ولو كان قانون الدولة التي ينتمي إليها بجنسيته يعتبره قاص اًر‬
‫في هذه السن"‪.‬‬

‫المادة "‪ "11‬فقرة "‪ "1‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)234‬‬


‫ونص القانون القطري(‪)235‬على‪" :‬كل قطري بلغ سن الرشد المقرر قانوناً ولم يقم‬
‫به مانع قانوني يتعلق بشخصه أو بنوع المعاملة التجارية التي يباشرها يكون أهالً‬
‫لالشتغال بالتجارة"‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق من نصوص يمكن القول بأن الشخص ال يكتسب صفة‬ ‫ً‬
‫التاجر إال إذا بلغ من العمر ثماني عشرة سنة كاملة‪ ،‬فإذا لم يبلغ هذا العمر فال‬
‫يستطيع اكتساب صفة التاجر‪ ،‬كما يجب أال يكون محجو اًر عليه بسبب جنون أو‬
‫عته أو سفه أو غير ذلك‪.‬‬
‫وينطبق هذا الحكم على الفلسطيني المقيم في فلسطين وعلى األجنبي كذلك المقيم‬
‫في فلسطين‪ ،‬حيث جعل القانون الفلسطيني العبرة ببلوغ الشخص ثماني عشرة‬
‫سنة سواء كان فلسطيني أو أجنبي‪ ،‬وال يعتد بما ينص عليه قانون جنسية هذا‬
‫األجنبي‪ ،‬فلو كان قانون جنسية األجنبي ينص على عمر آخر فال يعتد بذلك‪،‬‬
‫وعليه يجب بلوغ الشخص األجنبي سن ثماني عشرة سنة كي يكتسب صفة‬
‫التاجر‪ ،‬وكذلك إذا كان قانون جنسية األجنبي يعتبر سن ثماني عشرة سنة قصور‬
‫فال يعتد بذلك ويكتسب في فلسطين صفة التاجر‪ ،‬القانون القطري نص على أن‬
‫يجب أن يبلغ الشخص سن الرشد ولم يتطرق لألجنبي‪ ،‬وأن يكون خالياً من أي‬
‫مانع يتعلق بشخصه كما لو كان محجو اًر عليه أو يتعلق بنوع تجارته حيث يجب‬
‫أن تكون تجارة مشروعة‪.‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)236‬على‪" :‬تثبت صفة التاجر ويخضع ألحكام قانون‬
‫التجارة كل من‪-1:‬زاول التجارة وهو محظور عليه بمقتضى قوانين أو أنظمة أو‬
‫لوائح خاصة‪.‬‬

‫المادة "‪ "17‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)235‬‬

‫المادة "‪ "18‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)236‬‬


‫‪ -2‬احترف التجارة باسم مستعار أو مستتر وراء شخص آخر فضالً عن ثبوتها‬
‫للشخص اآلخر"‪.‬‬
‫كما نص القانون القطري(‪)237‬على‪" :‬كل من أعلن للجمهور بأي طريقة من طرق‬
‫النشر عن محلل أسسه للتجارة يعد تاج اًر وإن لم يتخذ التجارة حرفة له‪.‬‬

‫وتثبت صفة التاجر لكل من احترف التجارة باسم وهمي أو مستعار أو مستتر‬
‫وراء شخص آخر فضالً عن ثبوتها للشخص الظاهر‪.‬‬

‫وإذا زاول التجارة أحد األشخاص المحظور عليهم االتجار بموجب قوانين أو‬
‫أنظمة خاصة عد تاج اًر وسرت عليه أحكام هذا القانون"‪.‬‬

‫نخلص مما تقدم إلى أن اكتساب صفة التاجر يتطلب توافر األهلية وذلك بأن‬
‫يبلغ الشخص ثماني عشرة سنة كاملة وأال يكون مصاب بعارض من عوارض‬
‫االهلية كالسفه أو الجنون أو مانع من موانعها كأن يكون محكوم بجناية كما‬
‫يجب أال يكون من المحظور عليهم بممارسة التجارة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫"ناقص األهلية"‬
‫وناقص األهلية كما ورد في القانون المدني الفلسطيني النافذ في قطاع غزة هو‬
‫كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد‪ ،‬أو بلغ سن الرشد وتم الحجر عليه‬
‫لسفه أو غفلة أو غيرهما‪.‬‬
‫وعليه فإذا كان الشخص ناقصاً لألهلية فال يكتسب صفة التاجر وسواء كان‬
‫فلسطينياً أو أجنبياً‪ ،‬ألن العبرة بالقانون الفلسطيني وليس بقانون جنسية األجنبي‪.‬‬

‫المادة "‪ "13‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)237‬‬


‫وقد أجاز القانون للقاصر أن يمارس التجارة في حدود ما أذن له من أموال‬
‫مستثمرة في التجارة ولكن بشروط هي‪:‬‬

‫‪-1‬أن يكون قد بلغ سن خمسة عشر عاماً‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يأذن له نائبه القانوني بممارسة التجارة‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)238‬على‪" :‬يكون أهالً لمزاولة التجارة القاصر الذي أتم‬
‫خمس عشرة سنة المشمول بالوالية أو الوصاية المأذون له باالتجار بمقدار أمواله‬
‫المستثمرة في التجارة"‪.‬‬
‫كما نص القانون الفلسطيني(‪)239‬على‪ -1" :‬إذا كان للقاصر أو المحجور عليه‬
‫مال في تجارة جاز للمحكمة وفقاً لما تقتضيه مصلحته األمر بسحب ماله منها‬
‫أو باستم ارره فيها‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا أمرت المحكمة باالستمرار في التجارة يجب أن تمنح النائب عن القاصر‬


‫أو المحجور عليه إذناً مطلقاً أو مقيداً للقيام بما تقتضيه هذه التجارة‪.‬‬

‫‪ -3‬يجوز للمحكمة سحب اإلذن الممنوح للنائب أو تقييده إذا طرأت أسباب جدية‬
‫يخشى معها سوء إدارة النائب لتجارة القاصر أو المحجور عليه‪ ،‬دون اخالل‬
‫بالحقوق التي اكتسبها الغير حسن النية‪.‬‬

‫‪ -4‬كل أمر تصدره المحكمة بشأن االستمرار في تجارة القاصر أو المحجور‬


‫عليه أو سحب اإلذن أو تقييده يجب قيده في السجل التجاري ونشره في الجريدة‬
‫الرسمية"‪.‬‬

‫وعليه وانسجاماً مع مصلحة القاصر المأذون له بالتجارة وكذلك المحجور عليه‬


‫فإن للمحكمة سلطة سحب ماله إذا علمت أن استمرار هذا المال يضر بمصلحة‬

‫المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 2‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)238‬‬

‫(‪ )239‬المادة ‪ 12‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫القاصر أو المحجور عليه وللمحكمة أيضاً أن تأمر باستمرار وجود هذا المال‬
‫في تجارة معينة إذا رأت أن استم ارره فيه مصلحة للقاصر أو المحجور عليه‪.‬‬

‫وفي حالة االستمرار فللمحكمة سلطة منح اإلذن للنائب عن القاصر أو المحجور‬
‫عليه إذناً مطلقاً أو مقيداً وذلك وفقاً لمصلحة هذا القاصر أو المحجور عليه‪ ،‬فإذا‬
‫كان اإلذن مطلقاً فللمحكمة تقييده ولها أيضاً أن تسحب اإلذن من النائب في‬
‫حال اقتنعت بأن هذا النائب يضر القاصر أو المحجور عليه من خالل إدارة‬
‫مالهما‪.‬‬

‫لكن إذا تم تقييد اإلذن أو سحبه فال أثر على الغير حسن النية‪.‬‬

‫وقد نص القانون على ضرورة تقييد أي تغيير أو قرار للمحكمة سواء بمنح اإلذن‬
‫أو تقييده أو سحبه في السجل التجاري ونشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫وفي حالة قرار القاضي باالستمرار في تجارة القاصر أو المحجور عليه فإن هذا‬
‫االستمرار مقتصر على األموال المستثمرة لهما في التجارة‪ ،‬وإذا تم اشهار افالس‬
‫القاصر أو المحجور عليه فهذا اإلفالس يقتصر على األموال المستثمرة لهما في‬
‫التجارة وال يتعداه إلى غير المستثمرة‪.‬‬

‫نص القانون الفلسطيني على(‪" :)240‬إذا أمرت المحكمة باالستمرار في تجارة‬


‫القاصر أو المحجور عليه فيكون التزامه في حدود أمواله المستثمرة في هذه‬
‫التجارة ويجوز شهر إفالسه على أال يشمل اإلفالس أمواله غير المستثمرة في‬
‫هذه التجارة‪ ،‬وال يترتب على اإلفالس في هذه الحالة أثر بالنسبة لشخص القاصر‬
‫أو المحجور عليه"‪.‬‬

‫المادة "‪ "13‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)240‬‬


‫األحكام السابقة التي نص عليها القانون الفلسطيني نص عليها أيضاً القانون‬
‫القطري(‪.)241‬‬

‫نخلص مما تقدم إلى أن القاصر في فلسطين ال يستطيع مزاولة التجارة والقاصر‬
‫هو الذي بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد وسواء كان فلسطينياً أو أجنبياً وقد‬
‫نص القانون على أن القاصر المأذون يجوز له أن يمارس التجارة بشرط أن يبلغ‬
‫من العمر خمس عشرة عاماً وأن يأذن له وليه بالتجارة في حدود أمواله المستثمرة‬
‫في التجارة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫"أهلية المرأة المتزوجة"‬
‫فرق القانون الفلسطيني في أهلية المرأة المتزوجة بين الفلسطينية واألجنبية‪ ،‬حيث‬
‫تنطبق كافة األحكام التي أوردناها سابقاً على المرأة الفلسطينية المتزوجة وتحمل‬
‫الجنسية الفلسطينية‪ ،‬وعليه يجب أن تكون قد بلغت سن ثماني عشرة سنة وأال‬
‫تكون مصابة بعارض من عوارض األهلية أو مانع من موانعها‪.‬‬
‫أما المرأة األجنبية المقيمة في فلسطين إذا أرادت أن تمارس التجارة فيجب أن‬
‫تكون أهالً لممارستها وفقاً لقانون جنسيتها باألصل وليس وفقاً للقانون الفلسطيني‪،‬‬
‫فإذا كانت تحمل جنسية دولة تتطلب أن تبلغ من العمر واحد وعشرون عاماً مثالً‬
‫فإنها ال تستطيع أن تمارس التجارة في فلسطين إال إذا بلغت سن واحد وعشرون‬
‫عاماً‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)242‬على‪" :‬ينظم أهلية المرأة األجنبية المتزوجة لمزاولة‬
‫التجارة قانون الدولة التي تنتمي إليها بجنسيتها"‪.‬‬
‫كما يجب على المرأة األجنبية في فلسطين أن تحصل على إذن زوجها لممارسة‬
‫التجارة إال إذا كان قانون جنسيتها ال يشترط لمزاولتها أن تحصل على إذن زوجها‬

‫المادة "‪ "18‬والمادة "‪ "19‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)241‬‬

‫المادة "‪ "14‬فقرة "‪ "1‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)242‬‬


‫فلها أن تمارس التجارة دون إذن‪ ،‬فإذا اعترض الزوج على ممارسة الزوجة للعمل‬
‫التجاري فيحق له ذلك‪ ،‬وإذا أذن الزوج لزوجته أن تمارس التجارة في فلسطين‬
‫وأراد أن يسحب هذا اإلذن فله ذلك‪ ،‬لكن بشرط أن يجيز قانون دولة الزوجة له‬
‫ذلك‪ ،‬ويجب قيد االعتراض أو سحب اإلذن في السجل التجاري ونشره في الجريدة‬
‫الرسمية ويعتبر أثره نافذاً من تاريخ النشر في الجريدة الرسمية وال أثر لذلك‬
‫االعتراض أو السحب تجاه حسن النية الذي تعامل مع الزوجة قبل تاريخ النشر‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني على(‪ -2" :)243‬يفترض في الزوجة األجنبية التي تحترف‬
‫التجارة أنها تزاولها بإذن زوجها فإذا كان قانون الدولة التي تنتمي إليها بجنسيتها‬
‫يجيز للزوج االعتراض على مزاولة زوجته التجارة أو سحب إذنه وجب قيد‬
‫االعتراض أو سحب اإلذن في السجل التجاري ونشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يكون لالعتراض أو سحب اإلذن أثر إال من تاريخ إتمام نشره دون المساس‬
‫بالحقوق التي اكتسبها الغير حسن النية"‪.‬‬
‫ويجدر اإلشارة إلى أن القانون الفلسطيني افترض أن الزوجة األجنبية التي تحترف‬
‫التجارة قد تزوجت وفقاً لنظام انفصال األموال لكنه أجاز االتفاق بين الزوج‬
‫والزوجة على خالف ذلك‪ ،‬فإذا اتفق الزوج والزوجة على مشارطة مالية فيجب‬
‫قيدها في السجل التجاري والجريدة الرسمية وإال فال يجوز االحتجاج بها على‬
‫الغير‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)244‬على‪ -1" :‬يفترض في الزوجة األجنبية التي تحترف‬
‫التجارة أنها تزوجت وفقاً لنظام انفصال األموال ما لم تنص المشارطة المالية بين‬
‫الزوجين على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يحتج على الغير بالمشارطة المالية إال من تاريخ شهرها بالقيد في السجل‬
‫التجاري ونشر ملخصها في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫(‪ )243‬المادة "‪ "14‬فقرة "‪2‬و‪ "3‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫المادة "‪ "15‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)244‬‬
‫‪ -3‬إذا لم يتم شهر المشارطة المالية فيجوز للغير أن يثبت أن الزواج قد تم وفقاً‬
‫لنظام مالي أكثر مالءمة لمصلحته من نظام انفصال األموال‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يحتج على الغير بالحكم الصادر خارج فلسطين القاضي بانفصال األموال‬
‫بين الزوجين إال من تاريخ قيده في السجل التجاري ونشر ملخصه في الجريدة‬
‫الرسمية"‪.‬‬
‫ولم نجد لمثل هذا الحكم نصاً في القانون القطري‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن الزوجة األجنبية في فلسطين إذا أرادت أن تمارس التجارة‬
‫فيجب أن تكون قد بلغت من العمر ما يفرضه عليها قانون جنسيتها وليس العمر‬
‫كما هو محدد في فلسطين‪ ،‬وعلى الزوجة األجنبية أن تحصل على اذن زوجها‬
‫بممارسة التجارة إذا تطلب قانون جنسيتها ذلك ويستطيع الزوج االعتراض على‬
‫تجارة زوجته كما يستطيع أن يسحب اإلذن وذلك وفقاً لقانون جنسية الزوجة‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫"خالصة المبحث األول"‬
‫لكي يكتسب الشخص صفة التاجر فإنه يجب أن يمارس على وجه االحتراف‬
‫باسمه ولحسابه عمالً تجارياً‪ ،‬كما وتكتسب الشركات التجارية صفة التاجر‬
‫بصرف النظر عن الغرض الذي أقيمت من أجله‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬احتراف األعمال التجارية‪ :‬الشخص يعتبر محترفاً لمهنة معينة إذا باشر‬
‫القيام بها بصفة مستمرة ومتكررة بحيث يمكن اعتبارها مهنته الرئيسية التي يرتزق‬
‫منها أما القيام بالعمل التجاري بصفة عارضة فال يكسب صاحبه صفة التاجر‬
‫وإن كان عمله يخضع ألحكام القانون التجاري والمقصود باالحتراف هو ممارسة‬
‫الشخص للعمل التجاري بصورة متكررة على وجه االستقالل بقصد االرتزاق على‬
‫وجه مشروع أو أن يكون قيام الشخص بهذه األعمال قد أضحى حرفته المعتادة‬
‫أو مهنته‪.‬‬
‫* يتوجب توافر عدة عناصر لالحتراف وهي االعتياد وقصد االرتزاق واالستقالل‬
‫والمشروعية فاالعتياد هو ممارسة الشخص لألعمال التجارية بصورة مستمرة‬
‫ومتكررة بحيث تصبح الممارسة حرفة‪ ،‬أما ممارسة أعمال تجارية لمرة واحدة أو‬
‫مرات دون وجود االستم اررية فال يكتسب ممارسها صفة التاجر و عنصر االعتياد‬
‫غير مطلوب بالنسبة للشركات التي تعتبر من األشخاص المعنوية الخاصة أما‬
‫الدولة واألشخاص المعنوية العامة فال تكتسب صفة التاجر حسب نص القانون‪،‬‬
‫أما العنصر الثاني فهو عنصر االرتزاق حيث يجب أن يمارس الشخص األعمال‬
‫التجارية بصفة رئيسية ومعتادة بقصد االرتزاق أي العيش من ممارسة تلك األعمال‬
‫وبالتالي يجب أن يتخذ ممارسة األعمال التجارية حرفة حتى يكتسب الشخص‬
‫صفة التاجر والعنصر الثالث هو االستقالل بأن يمارس هذه األعمال على وجه‬
‫االستقالل‪ ،‬أي أن يقوم بها باسمه الشخصي ولحسابه الخاص وأن يتحمل بنفسه‬
‫كافة المخاطر‪ ،‬أما العنصر الرابع فهو المشروعية فألجل أن يكتسب الشخص‬
‫صفة التاجر فيجب أن ينصب احترافه لألعمال التجارية على أعمال مشروعة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األهلية‪ :‬يشترط الكتساب الشخص صفة التاجر أن يكون كامل األهلية‪،‬‬
‫بأن يبلغ من العمر ثماني عشرة سنة وأال يكون قد أصابه أي عارض من عوارض‬
‫األهلية كالسفه أو الجنون والعته والغفلة وال أي مانع من موانعها والموانع تتمثل‬
‫في التغيب والعاهتين والمحكوم بجناية‪ ،‬والعبرة في بلوغ الشخص‪.‬‬
‫* ناقص األهلية كما ورد في القانون المدني الفلسطيني النافذ في قطاع غزة هو‬
‫كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد‪ ،‬أو بلغ سن الرشد وكان سفيهاً أو ذا‬
‫غفلة‪ ،‬وناقص األهلية ال يستطيع ممارسة التجارة في فلسطين سواء كان فلسطينياً‬
‫أو أجنبياً‪.‬‬
‫* المرأة األجنبية المقيمة في فلسطين إذا أرادت أن تمارس التجارة فيجب أن‬
‫تكون أهالً لممارستها وفقاً لقانون جنسيتها باألصل وليس وفقاً للقانون الفلسطيني‪،‬‬
‫فإذا كانت تحمل جنسية دولة تتطلب أن تبلغ من العمر واحد وعشرون عاماً مثالً‬
‫فإنها ال تستطيع أن تمارس التجارة في فلسطين إال إذا بلغت سن واحد وعشرون‬
‫عاماً‪ ،‬كما يجب على المرأة األجنبية في فلسطين أن تحصل على إذن زوجها‬
‫لممارسة التجارة إال إذا كان قانون جنسيتها ال يشترط لمزاولتها أن تحصل على‬
‫إذن زوجها فلها أن تمارس التجارة دون إذن‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫"اآلثار المترتبة على اكتساب صفة التاجر"‬
‫إذا اكتسب الشخص صفة التاجر فإنه يترتب على ذلك التزامين رئيسيين هما‪،‬‬
‫مسك الدفاتر التجارية‪ ،‬والقيد في السجل التجاري‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫" التزام التاجر بمسك الدفاتر التجارية "‬
‫وفيه نتحدث عن أهمية مسك الدفاتر التجارية وأنواعها‪ ،‬وقواعد تنظيم مسك الدفاتر‬
‫التجارية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫"أهمية مسك الدفاتر التجارية‬
‫وأنواع هذه الدفاتر"‬
‫نقسم هذا الفرع للحديث أوالً عن أهمية مسك الدفاتر التجارية وثانياً أنواع الدفاتر‬
‫التجارية وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أهمية مسك الدفاتر التجارية(‪ :)245‬المقصود بمسك الدفاتر التجارية أن يقيد‬
‫التاجر في سجالت تسمى الدفاتر‪ ،‬عملياته التجارية صادراته ووارداته حقوقه‬
‫والتزاماته‪.‬‬

‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،129‬وانظر‪ :‬سامي‪،‬‬ ‫(‪)245‬‬

‫فوزي محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،110‬وانظر‪ :‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ ،34‬وانظر‪ :‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،72‬وانظر‪ :‬المقدادي‪ ،‬عادل‬
‫وتقوم هذه الدفاتر بدور هام سواء على الصعيد االقتصادي أم القانوني سواء‬
‫بالنسبة للتاجر أو الغير‪.‬‬
‫ويجب أن يمسك الدفاتر التجارية كل تاجر زاد رأس مال تجارته عن عشرة آالف‬
‫دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة محلياً‪ ،‬وهذا يعني أن كل من قل رأس‬
‫ماله المستثمر في التجارة أقل من هذا المبلغ فال يلزم بمسك الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫وعل الحكمة من تحديد هذا المبلغ هو عدم ارهاق التاجر فليس معقوالً أن يمسك‬
‫تاج اًر رأس مال تجارته بسيط دفات اًر تجارية ويوظف لها محاسباً‪.‬‬
‫إن القانون لم يكن القانون لينص على مسك الدفاتر التجارية عبثاً وال من غير‬
‫فائدة‪ ،‬بل هناك عدة فوائد تترتب على مسكها‪ ،‬ومن هذه الفوائد ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬من خالل الدفاتر التجارية يستطيع التاجر التعرف على وضع مركزه المالي‬
‫من حيث قوته وضعفه‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على كل العمليات المالية التي يقوم بها التاجر يومياً‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ حقوق التاجر بشكل عام والتذكير بالتزاماته‪.‬‬
‫‪ -4‬سهولة إثبات حقوق التاجر‪.‬‬

‫‪ -5‬تجنب التاجر للتقدير الجزافي للضريبة التي تفرض عليه من الجهات‬

‫المختصة‪ ،‬حيث انه من خالل دفاتره التجارية تفرض عليه الضريبة دون أن‬

‫يتم ارهاقه‪.‬‬

‫نص القانون الفلسطيني(‪)246‬على‪:‬‬

‫"يجب على كل تاجر جاوز رأس ماله المستثمر في التجارة عشرة آالف دينار‬

‫علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،110‬وانظر‪ :‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.215‬‬

‫المادة "‪ "20‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)246‬‬


‫أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً‪ ،‬أن يمسك الدفاتر التي تستلزمها‬

‫طبيعة وأهمية تجارته‪ ،‬وبوجه خاص دفتر اليومية ودفتر الجرد والميزان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‬

‫بطريقة تكفل بيان مركزه المالي بدقة وماله من حقوق وما عليه من التزامات‬

‫تتعلق بالتجارة"‪.‬‬

‫ونص القانون القطري(‪)247‬على‪" :‬على كل من تثبت له صفة التاجر طبقاً ألحكام‬


‫هذا القانون أن يمسك الدفاتر التجارية التي تستلزمها طبيعة تجارته وأهميتها‬
‫بطريقة تكفل بيان مركزه المالي بدقة"‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية‪ :‬نص القانون الفلسطيني(‪)248‬على أنه‪" :‬يجب على‬
‫كل تاجر جاوز رأس ماله المستثمر في التجارة عشرة آالف دينار أردني أو ما‬
‫يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً‪ ،‬أن يمسك الدفاتر التي تستلزمها طبيعة وأهمية‬
‫تجارته‪ ،‬وبوجه خاص دفتر اليومية ودفتر الجرد والميزانية‪ ،‬بطريقة تكفل بيان‬
‫مركزه المالي بدقة‪ ،‬وماله من حقوق وما عليه من التزامات تتعلق بالتجارة"‪.‬‬
‫أما القانون القطري(‪)249‬فقد نص على أنه‪" :‬يجب أن يمسك التاجر على األقل‬
‫الدفاتر اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬دفتر اليومية األصلي‪.‬‬
‫‪ -2‬دفتر األستاذ العام‪.‬‬
‫‪ -3‬دفتر الجرد‪.‬‬
‫ويعفى من هذا االلتزام التاجر الذي ال يزيد رأس ماله على مائة ألف ريال"‪.‬‬

‫المادة "‪ "21‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)247‬‬

‫المادة "‪ "20‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)248‬‬

‫المادة "‪ "22‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)249‬‬


‫يفهم من النص الفلسطيني أن التاجر يجب عليه أن يمسك الدفاتر التجارية التي‬
‫تتطلبها تجارته‪ ،‬لكنه ملزم بمسك دفترين من هذه الدفاتر وذلك على سبيل الوجوب‬
‫وهما دفتري اليومية والجرد والميزانية‪.‬‬
‫كما يفهم من النص القطري أن التاجر عليه وجوباً أن يمسك ثالثة دفاتر على‬
‫األقل هي دفتر اليومية األصلي ودفتر األستاذ العام ودفتر الجرد‪ ،‬وعليه نتحدث‬
‫عن الدفاتر اإلجبارية حسب النص الفلسطيني وذلك على النحو اآلتي‪ :‬أ‪-‬دفتر‬
‫اليومية‪ :‬دفتر اليومية هو ذلك الدفتر الذي يقيد فيه التاجر كافة العمليات التجارية‬
‫التي يقوم بها وكذلك مسحوباته الشخصية‪.‬‬
‫ويقيد التاجر العمليات التجارية التي يقوم بها كل يوم‪ ،‬وبشرط أن يقيدها بشكل‬
‫مفصل‪ ،‬أما المسحوبات الشخصية فليس شرطاً فيها أن تقيد كل يوم وبشكل‬
‫تفصيلي بل يكفي أن يقيدها التاجر كل شهر بشكل مجمل‪.‬‬
‫وقد أجاز القانون للتاجر أن يمسك دفاتر مساعدة لدفتر اليومية بحيث يفصل‬
‫فيها كافة العمليات التجارية اليومية‪ ،‬فإذا قام بمسك دفاتر مساعدة لدفتر اليومية‬
‫وقام بقيد كافة أنواع العمليات التجارية فيها بالتفصيل‪ ،‬فإنه يجوز له أن يكتفي‬
‫بقيد العمليات التجارية إجماالً في دفتر اليومية األصلي في فترات منتظمة وليس‬
‫بشكل يومي بسبب وجود الدفاتر المساعدة‪ ،‬غنما شه اًر بشهر‪ ،‬وال يجوز أن تزيد‬
‫المدة عن شهر‪.‬‬
‫فإذا لم يقم التاجر بالقيد في الدفتر اليومي األصلي إجمالي العمليات على فترات‬
‫منتظمة فإن كافة الدفاتر المساعدة لدفتر اليومية والتي استخدمها وقيد فيها كافة‬
‫أنواع العمليات التجارية بالتفصيل وبشكل يومي تعتبر دفاتر يومية أصلية‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)250‬على‪ -1" :‬تقيد في دفتر اليومية جميع العمليات‬
‫التجارية التي يقوم بها التاجر وكذلك مسحوباته الشخصية ويتم القيد يوماً بيوم‬
‫وبشكل مفصل باستثناء المسحوبات الشخصية فيجوز قيدها إجماالً شه اًر بشهر‪.‬‬

‫المادة "‪ "21‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)250‬‬


‫‪ -2‬للتاجر أن يستعمل دفاتر يومية مساعدة إلثبات تفصيالت األنواع المختلفة‬
‫من العمليات التجارية ويكتفي في هذه الحالة بقيد اإلجمالي لهذه العمليات في‬
‫دفتر اليومية في فترات منتظمة ويترتب على عدم اتباع هذا اإلجراء اعتبار كل‬
‫دفتر مساعد دفت اًر أصلياً"‪.‬‬
‫أما القانون القطري(‪)251‬فقد سماه بدفتر اليومية األصلي ونص على أنه‪" :‬تقيد في‬
‫دفتر اليومية األصلي جميع العمليات التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بنشاطه‬
‫التجاري ويتم القيد يومياً وبالتفصيل وتقيد أيضاً المصروفات والمسحوبات‬
‫الشخصية شهرياً وبصورة اجمالية"‪.‬‬
‫ب – دفتر الجرد والميزانية‪ :‬وهو الدفتر الذي يستخدمه التاجر عند نهاية السنة‬
‫المالية ويقيد فيه تفصيالً كامالً ووافياً عن كافة البضائع التي ما زالت موجودة‬
‫بحوزته‪ ،‬فإذا تم ذكر هذه التفصيالت في دفاتر أخرى فيكتفي التاجر بالقيد‬
‫اإلجمال في دفتر الجرد والميزانية وفي هذه الحالة تعتبر هذه الدفاتر األخرى‬
‫دفاتر مكملة ومساعدة لدفتر الجرد والميزانية‪ ،‬كما يقيد التاجر في دفتر الجرد‬
‫والميزانية صورة عن الميزانية وحساب األرباح والخسائر‪.‬‬
‫ويجب على التاجر أن يتقيد بهذا الدفتر وبياناته‪ ،‬فال يجوز أن يقيد ما يجب هنا‬
‫في دفتر اليومية أو العكس‪ ،‬انما المشرع أعطى صالحية للتاجر بأن يستخدم‬
‫دفاتر تجارية مساعدة لكال الدفترين ال أن يتم استبدال بيانات الدفترين‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)252‬على‪" :‬تقيد في دفتر الجرد والميزانية مع انتهاء السنة‬
‫المالية البيانات اآلتية‪ -1 :‬تفصيالت البضائع الموجودة لدى التاجر في آخر‬
‫سنته المالية أو بيان إجمالي عنها إذا وردت تفصيالتها في دفاتر أو قوائم مستقلة‬
‫وتعتبر هذه الدفاتر والقوائم جزًء متمماً لدفتر الجرد والميزانية األصلي ‪ -2‬صورة‬
‫عن الميزانية وحساب األرباح والخسائر"‪.‬‬

‫المادة "‪ "23‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)251‬‬

‫المادة "‪ "32‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)252‬‬


‫فسماه دفتر الجرد فقط دون ذكر الميزانية ونص على‪:‬‬ ‫(‪)253‬‬
‫أما القانون القطري‬
‫"تقيد في دفتر الجرد تفاصيل البضاعة الموجودة عند التاجر في آخر سنته المالية‬
‫أو بيان إجمالي عنها إذا كانت تفاصيلها واردة في دفاتر وقوائم مستقلة وفي هذه‬
‫الحالة تعتبر هذه الدفاتر والقوائم جزءاً متمماً للدفتر المذكور‪ ،‬كما تقيد بدفتر‬
‫الجرد صورة من الميزانية العامة للتاجر عن كل سنة مالية ما لم يخصص لها‬
‫دفتر خاص"‪.‬‬
‫وقد أضاف القانون القطري(‪)254‬لدفتري اليومية والجرد دفت اًر ثالثاً هو دفتر األستاذ‬
‫العام‪ ،‬وترحل إليه جميع عمليات التاجر المدونة في دفتر اليومية األصلي على‬
‫أن يراعى في ذلك قيد العمليات المتجانسة في حسابات بحسب نوعها مع اإلشارة‬
‫إلى صفحة القيد في دفتر اليومية األصلي‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن التاجر يجب أن يمسك الدفاتر التجارية التي نص عليها‬
‫القانون‪ ،‬وهذه الدفاتر لها أهمية كبيرة حيث من خاللها يعرف التاجر مركزه المالي‬
‫ويحفظ حقوقه ويعرف التزاماته ويسهل عليه اثبات ما له من حقوق وما عليه من‬
‫التزامات‪ ،‬وقد نص القانون الفلسطيني على دفترين اجباريين هما اليومية ويقيد‬
‫فيه التاجر كافة عملياته التجارية ومسحوباته الشخصية بشكل مفصل ويوماً بيوم‪،‬‬
‫ويمكن الكتابة فيه بشكل اجمالي شه اًر بشهر إذا كانت لديه دفاتر يومية مساعدة‪،‬‬
‫أما الدفتر الثاني فهو دفتر الجرد والميزانية حيث يقيد التاجر في نهاية السنة‬
‫المالية ما يتعلق بالميزانية وحساب األرباح والخسائر ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"قواعد تنظيم مسك الدفاتر التجارية"‬
‫أوالً‪ :‬حفظ المراسالت والدفاتر التجارية‪ :‬خالل حياة التاجر فإنه يقوم بالعديد من‬
‫المراسالت التي يقوم بإرسالها وكذلك تلك التي يستقبلها بشأن تجارته‪ ،‬كما يقوم‬

‫المادة "‪ "25‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)253‬‬

‫المادة "‪ "24‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)254‬‬


‫أيضاً بإرفاق الوثائق أو تسلمها وهذه الوثائق أيضاً تتعلق بتجارته‪ ،‬عليه أن يقوم‬
‫بحفظ هذه المراسالت الصادرة والواردة وكذلك حفظ الوثائق بطريقة منتظمة يسهل‬
‫معها الرجوع إليها وقت الحاجة‪.‬‬
‫وحفظ المراسالت سواء الصادرة والواردة وكذلك الوثائق يفيد التاجر فيستطيع أن‬
‫يثبت حقوقه من خاللها ومدى التزامه أيضاً‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)255‬على‪" :‬على التاجر أن يحتفظ بصورة من المراسالت‬
‫والبرقيات وغيرها من الوثائق التي يرسلها أو يتسلمها لشؤون تتعلق بتجارته ويكون‬
‫الحفظ بطريقة منتظمة تسهل معها المراجعة"‪.‬‬
‫نص على ذلك أيضاً القانون القطري(‪" :)256‬على التاجر أن يحتفظ بصورة مطابقة‬
‫لألصل من جميع المراسالت والبرقيات وغيرها التي يرسلها ألعمال تجارته وكذلك‬
‫يحتفظ بجميع ما يرد إليه من مراسالت وبرقيات وفواتير وغيرها من المستندات‬
‫التي تتصل بأعمال تجارته‪ ،‬ويعفى من هذا االلتزام األفراد الذين يزاولون حرفة‬
‫بسيطة أو تجارة صغيرة المنصوص عليهم في المادة ‪ 16‬من هذا القانون والتاجر‬
‫الذي ال يزيد رأس ماله على مائة ألف ريال"‪.‬‬
‫كما يجب على التاجر أن يقوم بحفظ الدفاتر التجارية وكذلك ورثته وحفظ ما يؤيد‬
‫القيود الواردة فيها من الوثائق‪.‬‬
‫ويجب على التاجر أن يحافظ على الدفاتر التجارية بعدم وجود أي فراغ فيها أو‬
‫أي شطب أو كشط أو محو أو كتابة في الهوامش أو بين السطور‪ ،‬وإال كانت‬
‫مخالفة للقانون‪ ،‬وتكون مؤشر على التالعب بها وهو ما يؤدي إلى عدم اعتبارها‬
‫حجة لصاحب الدليل بل قد تكون حجة عليه‪.‬‬

‫المادة "‪ "23‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)255‬‬

‫المادة "‪ "27‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)256‬‬


‫نص القانون الفلسطيني(‪)257‬على‪" :‬يجب أن تكون الدفاتر التجارية خالية من أي‬
‫فراغ أو شطب أو كشط أو محو أو كتابة في الهوامش أو بين السطور"‪.‬‬
‫وقد ورد في القانون القطري(‪)258‬ما يفيد ذلك‪.‬‬
‫كما يجب على التاجر التأكد قبل استعمال دفتري اليومية والجرد والميزانية بأنها‬
‫معدودة ومرقمة وعليها ختم السجل التجاري وكذلك توقيع الموظف المختص‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)259‬على‪" :‬يجب أن تكون الدفاتر التجارية المذكورة في‬
‫المادة ‪ 20‬قبل استعمالها معدودة ومرقومة ومختومة الصفحات بخاتم السجل‬
‫التجاري وبتوقيع الموظف المختص"‬
‫وقد ورد في القانون القطري(‪)260‬ما يفيد ذلك‪.‬‬
‫وعلى التاجر أن يقوم بتقديم هذه الدفاتر التجارية عند نهاية السنة المالية حتى‬
‫يتم التصديق على عدد الصفحات المستخدمة وكذلك تقديمها عند انتهاء صفحاتها‬
‫حتى يتم التأشير على هذه الصفحات كلها بأنه تم استخدامها ويتم أيضاً تقديمها‬
‫عند اغالق التاجر أو ورثته للمتجر حتى يتم التأشير عليها بما يفيد هذا االغالق‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)261‬على‪" :‬يجب على التاجر تقديم هذه الدفاتر للسجل‬
‫التجاري في األحوال اآلتية‪ :‬أ‪ -‬عند نهاية السنة المالية للتصديق على عدد‬
‫الصفحات التي تم استعمالها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عند انتهاء صفحات الدفتر للتأشير بما يفيد استعمالها كلها‪.‬‬
‫ج – عند وقف التاجر أو ورثته نشاط المتجر للتأشير بما يفيد اقفالها"‪.‬‬

‫المادة "‪ "24‬فقرة "‪ "1‬من قانون التجارة الفلسطيني‬ ‫(‪)257‬‬

‫المادة "‪ "26‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)258‬‬

‫المادة "‪ "24‬فقرة "‪ "2‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)259‬‬

‫المادة "‪ "26‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)260‬‬

‫المادة "‪ "24‬فقرة "‪ "3‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)261‬‬


‫القانون القطري(‪)262‬نص على تقديم هذه الدفاتر خالل شهرين من انقضاء السنة‬
‫المالية إضافة لباقي الحاالت الني نص عليها القانون الفلسطيني‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مدة حفظ المراسالت والدفاتر التجارية‪ :‬يجب على التاجر أن يحفظ‬
‫المراسالت التي سبق اإلشارة إليها والبرقيات مدة خمس سنوات من تاريخ إرسالها‬
‫أو تسلمها‪ ،‬وهذه المدة هي الحد األدنى بمعنى أن التاجر الذي يرسل أو يتسلم‬
‫المراسالت والبرقيات له أن يحتفظ بها المدة التي يراها مناسبة بشرط أال تقل عن‬
‫خمس سنوات‪.‬‬
‫وكذلك يجب على التاجر أن يحتفظ بالدفاتر التجارية والوثائق التي تؤيد القيود‬
‫الواردة فيها مدة خمس سنوات أيضاً‪ ،‬وهو ما يعني أن هذه المدة هي الحد األدنى‬
‫فبإمكانه االحتفاظ بها بمدة أكبر‪ ،‬حيث تبدأ مدة الخمس سنوات من الوقت الذي‬
‫يتم التأشير عليها في السجل التجاري بما يفيد انتهاء صفحاتها أو اقفال المتجر‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)263‬على‪ -1" :‬يجب على التاجر أو ورثته االحتفاظ‬
‫بالدفاتر التجارية والوثائق المؤيدة للقيودات الواردة بها مدة خمس سنوات تبدأ من‬
‫تاريخ التأشير عليها من السجل التجاري بانتهاء صفحاتها أو اقفالها المتجر‪.‬‬
‫‪-2‬ويجب أيضاً حفظ صور المراسالت والبرقيات وغيرها مدة خمس سنوات من‬
‫تاريخ ارسالها أو تسلمها"‪.‬‬
‫القانون القطري"(‪ ")264‬فرق بشأن المدة بين الدفاتر التجارية من جهة والمراسالت‬
‫والبرقيات من جهة أخرى‪ ،‬فقرر مدة عشر سنوات للدفاتر التجارية‪ ،‬ومدة خمس‬
‫سنوات للمراسالت والبرقيات‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬استخدام الحاسوب‪ :‬يستثنى من األحكام السابقة التاجر الذي يستخدم‬
‫الحاسوب بكافة أشكاله الحديثة في عملياته التجارية حيث تعتبر كافة المعلومات‬

‫المادة "‪ "26‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)262‬‬

‫المادة "‪ "25‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)263‬‬

‫المادة "‪ "27‬والمادة "‪ "28‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)264‬‬


‫المحفوظة على الحاسوب وغيره من األجهزة الحديثة والتي تتعلق بتجارة التاجر‬
‫في حكم المعلومات المقيدة في الدفاتر التجارية كما تعتبر المراسالت والبرقيات‬
‫الصادرة والواردة في البريد االلكتروني في حكم التي ترسل بالبريد العادي وكذلك‬
‫ما يوجد في الحاسوب من وثائق‪.‬‬
‫على ان يتولى وزير االقتصاد وضع الضوابط التي تحكم استخدام الحاسوب‬
‫واألجهزة الحديثة وكيفية حفظ المعلومات عليها‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)265‬على‪ -1" :‬يستثنى التاجر الذي يستخدم في تنظيم‬
‫عملياته التجارية الحاسوب أو غيره من أجهزة التقنية الحديثة المتقدمة من أحكام‬
‫المواد السابقة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعد المعلومات المأخوذة من هذه األجهزة في حكم المعلومات المثبتة في‬
‫الدفاتر التجارية المنتظمة‪.‬‬
‫‪ -3‬يصدر بوضع الضوابط التي تنظم عمليات استخدام هذه األجهزة قرار من‬
‫الوزير المختص"‬
‫وقد ذهب القانون القطري(‪)266‬للتأكيد على ما ورد في القانون الفلسطيني بهذا‬
‫الشأن‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬تقديم الدفاتر التجارية للمحكمة‪ :‬إذا طرح نزاع يتعلق بتجارة التاجر على‬
‫المحكمة فإن المحكمة تستطيع أن تطلب من التاجر أن يقدم دفاتره التجارية سواء‬
‫بناء على طلب‬
‫األصلية أو المساعدة لها وسواء كان الطلب من تلقاء نفسها أو ً‬
‫الخصم‪ ،‬وبعد تقديم هذه الدفاتر فلها أن تنظر وتطلع فيها بنفسها أو تطلب خبير‬
‫ليطلعها على ما ورد في هذه الدفاتر بشأن ما طرح عليها من نزاع يتعلق باألعمال‬
‫التجارية التي قام بها التاجر‪ ،‬أما إذا طلب الخصم من المحكمة أن يطلع على‬

‫المادة "‪ "27‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)265‬‬

‫المادة "‪ "35‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)266‬‬


‫دفاتر خصمه التاجر فال يجوز للمحكمة أن تجبر التاجر على ذلك‪ ،‬إال في‬
‫حاالت محددة بنص القانون وهي‪:‬‬
‫‪-1‬المنازعات المتعلقة بالتركات‪.‬‬
‫‪ -2‬المنازعات المتعلقة بقسمة األموال المملوكة على الشيوع‪.‬‬
‫‪ -3‬المنازعات المتعلقة بقسمة أموال الشركات‪.‬‬
‫أما ما دون ذلك من منازعات فال تستطيع المحكمة أن تأمر التاجر بتقديم دفاتره‬
‫التجارية ليطلع عليها خصمه‪.‬‬
‫ويجب أن تسلم الدفاتر التجارية إذا طلبتها المحكمة في حالة اإلفالس أو الصلح‬
‫الواقي من اإلفالس للمحكمة أو أمين التفليسة أو مراقب الصلح‪ ،‬فإذا امتنع التاجر‬
‫عن تقديم دفاتره التجارية بغير عذر مقبول لالطالع عليها فللمحكمة أن تعتبر‬
‫ذلك قرينة على صحة الوقائع المطلوب اثباتها من الدفاتر وذلك وفقاً لما ورد في‬
‫القانون الفلسطيني‪ ،‬أما بالنسبة للقانون القطري فإن القاضي يعتمد على طالب‬
‫االطالع في حالة رفض تقديم الدفاتر التجارية من قبل خصمه‪.‬‬
‫بناء على طلب الخصوم‬ ‫(‪)267‬‬
‫ن‬
‫نص القانو الفلسطيني على‪ -1" :‬يجوز للمحكمة ً‬
‫أو من تلقاء ذاتها أن تأمر التاجر أن يقدم إليها دفاتره التجارية الستخالص ما‬
‫يتعلق بالنزاع المعروض عليها‪ ،‬ولها أن تطلع على الدفاتر بنفسها أو بواسطة‬
‫خبير تعينه لذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز للمحكمة أن تأمر التاجر باطالع خصمه على دفاتره إال في‬
‫المنازعات المتعلقة بالتركات وقسمة األموال المملوكة على الشيوع وقسمة أموال‬
‫الشركات‪.‬‬
‫‪ -3‬تسلم الدفاتر في حالة اإلفالس أو الصلح الواقي منه للمحكمة أو ألمين‬
‫التفليسة أو لمراقب الصلح‪.‬‬

‫المادة "‪ "28‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)267‬‬


‫‪ -4‬إذا امتنع التاجر دون عذر مقبول عن تقديم دفاتره لالطالع عليها جاز‬
‫للمحكمة اعتبار ذلك قرينة على صحة الوقائع المطلوب إثباتها من الدفاتر"‪.‬‬
‫وقد ذهب القانون القطري(‪)268‬إلى ما ذهب إليه القانون الفلسطيني بهذا الشأن‬
‫باستثناء ما ورد بخصوص يمين طالب االطالع‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‪ :‬تؤدي الدفاتر التجارية وظيفة هي‬
‫األهم وهي اإلثبات‪ ،‬حيث يجوز للمحكمة أن تقبل الدفاتر التجارية لإلثبات فيما‬
‫يخص الدعاوى المتعلقة بالمسائل التجارية سواء كانت هذه الدعاوى مقامة من‬
‫التجار أو مقامة ضدهم وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪-‬البيانات الواردة في الدفاتر التجارية تكون حجة على صاحب هذه الدفاتر‪ ،‬فهو‬
‫الذي قيد هذه البيانات‪ ،‬أو على األقل قيدت بمعرفته‪ ،‬فاألمر البديهي أن ما قيده‬
‫التاجر على نفسه يعتبر بمثابة اعتراف بصحة ما جاء في الدفاتر من معلومات‬
‫وبيانات‪ ،‬ويجب أن يؤخذ بهذه البيانات والمعلومات بالكامل فال يجوز أخذ بيانات‬
‫دون األخرى وعليه ال يجوز تجزئة البيانات ويجب االستعانة بها كلها إذا كانت‬
‫حجة على صاحب التاجر سواء كانت البيانات أو المعلومات الوارد في الدفاتر‬
‫تصب لمصلحة التاجر أو ضده‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)269‬على‪" :‬تكون البيانات الواردة بالدفاتر حجة على‬
‫صاحبها ومع ذلك ال يجوز لمن يريد أن يستخلص من هذه الدفاتر دليالً لنفسه‬
‫أن يجزئ ما ورد فيها من بيانات"‪.‬‬
‫ب‪ -‬البيانات الواردة في دفاتر التاجر تكون حجة له في مواجهة خصمه إذا كانت‬
‫مطابقة ألحكام القانون بأن يكون دفتر الجرد والميزانية مخصص للميزانية وحساب‬
‫األرباح والخسائر في نهاية السنة المالية مثالً وأن يكون دفتر اليومية مقيد به‬
‫كافة عمليات التاجر اليومية بالتفصيل وهكذا‪ ،‬لكن إذا قام الخصم بنقضها من‬

‫المادة "‪ "29‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)268‬‬

‫المادة "‪ "75‬فقرة "‪ "1‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)269‬‬


‫خالل بيانات وردت بدفاتره وكانت مطابقة ألحكام القانون أو قام بنقضها بواسطة‬
‫أي دليل آخر فال تكون بيانات التاجر حجة له‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)270‬على‪" :‬تكون البيانات بالدفاتر المطابقة ألحكام‬
‫القانون حجة لصاحب الدفتر على خصمه إال إذا نقضها الخصم ببيانات واردة‬
‫بدفاتره المطابقة ألحكام القانون‪ ،‬أو أثبت بديل آخر عدم صحتها"‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا تبين للمحكمة أن دفاتر التاجرين الخصمين منتظمة مطابقة ألحكام‬
‫القانون وخالل المطابقة بين دفاتر الخصمين وجدت المحكمة تناقضاً فيهما فلها‬
‫أن تأخذ بما ورد في أحدهما إذا رأت من األسباب ما يدعوها لذلك‪ ،‬ولها أيضاً‬
‫أن تطالب الخصمين بأدلة غير ما ورد في دفاترهما التجارية‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪)271‬على‪" :‬إذا كانت دفاتر الخصمين مطابقة ألحكام‬
‫القانون وأسفرت المطابقة بينهما عن تناقض بياناتهما جاز للمحكمة أن تأخذ بما‬
‫تطمئن إليه منها وتبين أسباب ذلك في حكمها أو أن تطلب دليالً آخر"‪.‬‬
‫د – إذا قدم الخصمين دفاترهما وكان أحد الدفاتر منتظمة مطابقة ألحكام القانون‬
‫والدفتر اآلخر غير مطابق للقانون فإن المحكمة تأخذ بالدفتر المطابق للقانون‪،‬‬
‫لكن إذا أقام الخصم دليالً يثبت عكس ما ورد في الدفاتر المنتظمة فيجوز للمحكمة‬
‫األخذ بالدليل‪ ،‬أما إذا قدم تاجر دفاتره المطابقة للقانون ولم يقدم الخصم دفاتره‬
‫فللمحكمة أن تأخذ بدفاتر من قدمها‪ ،‬إال لو قدم الخصم دليالً يثبت عكس ما ورد‬
‫في دفاتر خصمه فللمحكمة األخذ بهذا الدليل‪.‬‬
‫على‪" :‬إذا اختلفت البيانات الواردة بدفاتر الخصمين‬ ‫(‪)272‬‬
‫نص القانون الفلسطيني‬
‫وكانت دفاتر أحدهما مطابقة ألحكام القانون دون األخرى فالعبرة بالدفاتر المطابقة‬

‫المادة "‪ "75‬فقرة "‪ "2‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)270‬‬

‫المادة "‪ "75‬فقرة "‪ "3‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)271‬‬

‫المادة "‪ "75‬فقرة "‪ "4‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)272‬‬


‫إال إذا أقام الخصم الدليل على خالف ما ورد بها ويسري هذا الحكم إذا قدم أحد‬
‫الخصمين دفاتر مطابقة ولم يقدم اآلخر أي دفاتر"‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬جزاء مخالفة الدفاتر التجارية ألحكام القانون‪.‬‬
‫قرر القانون بأن موظفي السجل التجاري الذين يصدر بشأنهم قرار من الوزير‬
‫المختص لهم صفة الضبطية القضائية حيث تكون لهم الصالحيات الكاملة في‬
‫دخول المتاجر والشركات وذلك للتأكد من مسك الدفاتر التجارية طبقاً للقانون‬
‫وتحرير محاضر إلثبات حالة الدفاتر التجارية‪ ،‬وفي حالة كانت الدفاتر التجارية‬
‫"دفتري اليومية والجرد والميزانية" مخالفة ألحكام القانون بأن كان عليها شطب أو‬
‫كشط أو وجد بها فراغات أو كتابة في الهوامش على جانبي الصفحات أو كتابة‬
‫زائدة بين األسطر أو لم تكن مرقمة أو ال يوجد عليها ختم السجل التجاري أو لم‬
‫تكن مفصلة أو بياناتها ناقصة ‪ ،‬أو كانت هذه الدفاتر غير موجودة باألصل ‪،‬‬
‫فإن صاحبها يعاقب بغرامة ال تتجاوز ألف دينار أردني أو ما يقابلها بالعملة‬
‫المتداولة قانونياً مع عدم اإلخالل بأي عقوبة أشد يقررها أي قانون آخر‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪ )273‬على‪ -1" :‬دون اإلخالل بأي عقوبة أشد يقررها أي‬
‫قانون آخر يعاقب على عدم مسك دفتري اليومية والجرد المذكورة في المادة ‪20‬‬
‫أو على عدم اتباع اإلجراءات المتعلقة بتنظيمها بغرامة ال تجاوز ألف دينار‬
‫أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً‪.‬‬
‫‪ -2‬يكون لموظفي السجل التجاري الذين يحددهم الوزير المختص بقرار منه‬
‫صفة الضبطية القضائية وحق دخول المتاجر والشركات لتتحقق من امساك‬
‫الدفاتر التجارية وفقاً لإلجراءات المتعلقة بتنظيمها ولهم في حالة المخالفة تحرير‬
‫محاضر اثبات الحالة الالزمة"‪.‬‬

‫المادة "‪ "29‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)273‬‬


‫كذلك على عقوبة الغرامة على من يخالف هذه‬ ‫(‪)274‬‬
‫وقد نص القانون القطري‬
‫األحكام‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن التاجر يتوجب عليه حفظ المراسالت الصادرة والواردة‬
‫وحفظ الوثائق كاملة لمدة خمس سنوات على األقل كما يجب عليه حفظ الدفاتر‬
‫التجارية بطريقة يسهل الرجوع إليها ولمدة خمس سنوات على األقل وعليه أن‬
‫يحافظ على دفاتره التجارية من أي كشط أو شطب أو محو أو كتابة بين السطور‬
‫أو في الهوامش‪ ،‬كما يجب عليه أن يتأكد قبل استعمال دفتري اليومية والجرد أن‬
‫تكون صفحاته معدودة ومرقومة ومختومة بختم السجل التجاري والموظف‬
‫المختص ويستثني من هذه االحكام التاجر الذي يستخدم الحاسوب واألجهزة‬
‫الحديثة فيما يتعلق بتجارته حيث يتولى وزير االقتصاد وضع ضوابط استخدام‬
‫الحاسوب واألجهزة الحديثة بشأن االعمال التجارية‪ ،‬وللمحكمة من تلقاء نفسها أو‬
‫بناء على طلب الخصوم أن تطلب دفاتر التاجر وال يجوز للمحكمة ان تجبر‬
‫التاجر على اطالع خصمه على دفاتره التجارية اال في حاالت نص عليها القانون‬
‫والدفاتر التجارية لها أهمية من حيث االثبات وبالتحديد اذا كانت الدفاتر منتظمة‬
‫حيث تكون حجة على التاجر وحجة له‪ ،‬واذا خالف التاجر ما نص عليه القانون‬
‫بشأن دفاتره فيعاقب بغرامة ال تزيد عن الف دينار مع عدم االخالل باي عقوبة‬
‫اشد في أي قانون اخر‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"القيد في السجل التجاري"‬
‫نقسم الحديث في هذا المطلب إلى ثالث فروع‪ ،‬نخصص األول منها للملتزمين‬
‫بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬ونخصص الثاني إلجراءات القيد والبيانات المطلوبة‬
‫وتعديلها‪ ،‬والثالث نخصصه لحجية القيد في السجل التجاري وجزاء عدم القيد في‬
‫السجل التجاري‪.‬‬

‫المادة "‪ "34‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)274‬‬


‫الفرع األول‬
‫"الملتزمون بالقيد في السجل التجاري"‬
‫مكان وجود السجل التجاري هي و ازرة االقتصاد الوطني‪ ،‬وهذا السجل يقيد فيه‬
‫أسماء وبيانات التجار أفراداً وشركات‪ ،‬وال يمكن تقييد غير التجار في هذا السجل‪.‬‬
‫والشركات كافة تلتزم بالقيد في السجل التجاري ما عدا شركة المحاصة فال تلتزم‬
‫بذلك ألنها شركة مستترة خفية وال تكتسب الشخصية االعتبارية‪.‬‬
‫على‪ -1" :‬يعد في الجهة اإلدارية المختصة سجل‬ ‫(‪)275‬‬
‫نص القانون الفلسطيني‬
‫تقيد فيه أسماء التجار أفراداً كانوا أم شركات‪.‬‬
‫‪ -2‬تسري فيما يتعلق بتحديد الخاضعين لواجب القيد في السجل التجاري والبيانات‬
‫الالزم قيدها وشطب القيد والرسوم‪ ،‬القوانين واللوائح والق اررات الخاصة بذلك "‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن الملتزمين بالقيد في السجل التجاري هم التجار سواء‬
‫كانوا اشخاصاً طبيعيين أو اشخاص اعتبارية والمقصود هنا الشركات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫"إجراءات القيد‬
‫والبيانات المطلوبة وتعديلها"‬
‫أوالً‪ :‬إجراءات القيد‪ :‬على التاجر أن يتقدم بطلب حتى يتم قيد اسمه وبياناته في‬
‫السجل التجاري ويتعين على كل تاجر قيد في السجل التجاري أن يضع على‬
‫واجهة محله التجاري وفي كل المطبوعات التي يستخدمها وتتعلق بتجارته رقم‬
‫قيده ومكتب السجل المقيد به‪.‬‬
‫وعلى كل تاجر أن يحصل من السجل التجاري على صورة رسمية مستخرجة من‬
‫صحيفة القيد وذلك مقابل أن يدفع الرسوم المقررة وال يجوز أن تشتمل الصورة‬
‫المستخرجة من صحيفة القيد أحكام شهر اإلفالس إذا حكم برد االعتبار وكذلك‬

‫المادة "‪ "30‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)275‬‬


‫الحجر أو إقامة مساعد قضائي إذا حكم بالرفع‪ ،‬وإذا لم يقيد التاجر اسمه فإنه‬
‫يحصل على شهادة سلبية‪.‬‬
‫على‪" :‬على من قيد في السجل التجاري أن يبين‬ ‫(‪)276‬‬
‫نص القانون الفلسطيني‬
‫على واجهة محله وفي جميع المطبوعات المتعلقة بتجارته رقم قيده ومكتب السجل‬
‫المقيد به ورقم قيده"‪.‬‬
‫على‪ -1" :‬لكل شخص أن يحصل من السجل التجاري‬ ‫(‪)277‬‬
‫ونص ذات القانون‬
‫مقابل الرسم المقرر على صورة رسمية مستخرجة من صحيفة القيد وفي حالة‬
‫عدم القيد يحصل على شهادة سلبية‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز أن تشتمل الصورة المستخرجة من صحيفة القيد على أحكام‪:‬‬
‫أ‪-‬شهر اإلفالس إذا حكم برد االعتبار‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحجر أو إقامة مساعد قضائي إذا حكم بالرفع"‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬البيانات المطلوبة للقيد‪ :‬البيانات الواجب توافرها في طلب القيد وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬اسم التاجر ولقبه ومحل ميالده وجنسيته‪.‬‬

‫‪ -2‬األهلية التجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬االسم التجاري الذي يباشر به التاجر تجارته‪.‬‬
‫‪ -4‬اسم المحل التجاري‪.‬‬

‫‪ -5‬نوع التجارة‪.‬‬
‫‪ -6‬تاريخ بدء التاجر تجارته وتاريخ افتتاح المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ -7‬عنوان المحل الرئيسي‪.‬‬

‫المادة "‪ "31‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)276‬‬

‫المادة "‪ "32‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)277‬‬


‫‪ -8‬عناوين الفروع والوكاالت التابعة للمحل الرئيسي سواء كانت في غزة أو‬
‫خارجها‪.‬‬

‫‪ -9‬أسماء وألقاب الوكالء المفوضين وتاريخ ومحل ميالد كل منهم وجنسياتهم‪.‬‬


‫‪ -10‬المحال التجارية للتاجر في غزة ونوع تجارة كل محل وعنوانه وتاريخ افتتاحه‬
‫ورقم قيده بالسجل التجاري‪.‬‬

‫‪ -11‬المحال التجارية التي كانت للتاجر سابقاً في غزة مع ذكر نوع تجارة كل‬
‫محل وعنوانه وتاريخ افتتاحه وتاريخ غلقه ورقم قيده بالسجل‪.‬‬
‫‪ -12‬رقم تسجيل العالمات التجارية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬تعديل البيانات المقيدة في السجل التجاري‪ :‬إذا قام التاجر بالتعديل على‬
‫بياناته فيجب أن يقوم بقيد هذا التعديل في السجل التجاري ويجب على المحكمة‬
‫إرسال صورة من األحكام التي تصدر ويكون التاجر فيها طرفاً إلى مكتب السجل‬
‫التجاري بهدف التأشير على صفحة التاجر‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن التاجر يتوجب عليه تقديم طلب للقيد في السجل‬
‫التجاري خالل شهر من افتتاح متجره وأن يرفق البيانات التي نص عليها القانون‪،‬‬
‫وأن يضع على واجهة متجره رقم قيده ومكتب السجل المقيد به‪.‬‬

‫وعلى كل تاجر أن يحصل من السجل التجاري على صورة رسمية مستخرجة من‬
‫صحيفة القيد وذلك مقابل أن يدفع الرسوم المقررة‪ ،‬كما يجب أن يلتزم التاجر بقيد‬
‫كل ما يط أر على البيانات التي تم قيدها في السجل من تغيير أو تعديل خالل‬
‫شهر من تاريخ التغيير أو التعديل‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫" حجية بيانات السجل التجاري‬

‫وجزاء عدم قيدها "‬


‫أوالً‪ :‬حجية بيانات السجل التجاري‪ :‬تعتبر بيانات السجل التجاري حجة على‬
‫الغير وفقاً لما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تكون بيانات السجل التجاري حجة على الغير من تاريخ قيد هذه البيانات في‬
‫السجل‪ ،‬وهذا يعني أن تاريخ القيد له أهمية تتمثل في أن االحتجاج على الغير‬
‫يتطلب أوالً قيد البيانات في السجل ويجب أن تكون هذه البيانات واجبة القيد في‬
‫السجل التجاري حتى يحتج بها فإذا كانت واجبة القيد ولم يتم قيدها فال يجوز‬
‫االحتجاج بها على الغير‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يجوز للتاجر أن يتمسك بعدم القيد في السجل التجاري لكي يتهرب من‬
‫التزاماته المفروضة عليه بموجب القانون كما ال يجوز ألي جهة أن تقبل معامالت‬
‫التاجر التي تتعلق بتجارته ما لم يكن مقيداً في السجل التجاري‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني على(‪ -1" :)278‬تكون بيانات السجل التجاري حجة على‬
‫الغير من تاريخ قيدها في السجل ما لم ينص القانون على غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز االحتجاج على الغير بأي بيان واجب القيد في السجل التجاري لم‬
‫يتم قيد‪ ،‬إال إذا ثبت علم الغير بمضمونه‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز للتاجر أن يتمسك بعدم القيد في السجل التجاري للتحلل من‬
‫االلتزامات التي يفرضها عليه القانون أو التي تنشأ عن معامالته مع الغير بصفته‬
‫تاج اًر‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تقبل معامالت التاجر المتعلقة بتجارته لدى أي جهة من الجهات المختصة‬
‫ما لم يكن مقيداً في السجل التجاري"‪.‬‬

‫المادة "‪ "33‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)278‬‬


‫ثانياً‪ :‬جزاء عدم القيد في السجل التجاري‪ :‬إذا خالف التاجر إجراءات القيد في‬
‫السجل التجاري بأن يمتنع عن هذا القيد فإنه يعاقب بغرامة ال تتجاوز ألف دينار‬
‫أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً مع عدم اإلخالل بأي عقوبة أشد‬
‫يفرضها قانون آخر‪ ،‬ويجب على المحكمة أن تأمر بالقيد في السجل التجاري‬
‫على نفقة التاجر‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني على‪" :‬دون اإلخالل بأي عقوبة أشد ينص عليها قانون‬
‫آخر يعاقب بغرامة ال تجاوز ألف دينار أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً كل‬
‫من يخالف واجب القيد وتأمر المحكمة بإجراء القيد في السجل التجاري على‬
‫نفقته"‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن بيانات القيد في السجل التجاري تعتبر حجة على الغير‬
‫وفقاً للكيفية التي نص عليها قانون التجارة وقد نص القانون على توقيع عقوبة‬
‫الغرامة بمبلغ ال يتجاوز ألف دينار إذا خالف التاجر أحكام القيد في السجل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫خالصة المبحث الثاني‬
‫في هذا المبحث تم دراسة أهمية مسك الدفاتر التجارية‪ ،‬وقواعد تنظيمها وحجيتها‬
‫في اإلثبات وجزاء مخالفتها ألحكام القانون‪ ،‬كما تم التط\رق للملتزمين باليد في‬
‫السجل التجاري‪ ،‬وإجراءات القيد والبيانات المطلوبة وتعديلها‪ ،‬ثم حجية بيانات‬
‫السجل وجزاء عدم قيدها‪ ،‬ونجمل هذا المبحث في نقاط على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أهمية مسك الدفاتر التجارية وأنواع هذه الدفاتر‪ :‬هناك عدة فوائد تترتب‬
‫على مسكها‪ ،‬فمن خاللها يستطيع التاجر التعرف على وضع مركزه المالي من‬
‫حيث قوته وضعفه والتعرف على كل العمليات المالية التي يقوم بها التاجر يومياً‬
‫وكذلك حفظ حقوق التاجر بشكل عام والتذكير بالتزاماته وسهولة إثبات حقوق‬
‫التاجر ومن خاللها يتجنب التاجر التقدير الجزافي للضريبة التي تفرض عليه من‬
‫الجهات المختصة إذ عليها أن تتقيد بتحديد الضريبة على التاجر على ضوء ما‬
‫ورد في دفاتره التجارية من حسابات‪.‬‬
‫* والدفاتر التجارية على نوعين هما دفتر اليومية ودفتر الجرد والميزانية فدفتر‬
‫اليومية هو ذلك الدفتر الذي يقيد فيه التاجر كافة العمليات التجارية التي يقوم‬
‫بها وكذلك مسحوباته الشخصية‪ ،‬وأما دفتر الجرد والميزانية فهو الدفتر الذي‬
‫يستخدمه التاجر عند نهاية السنة المالية ويقيد فيه تفصيالً كامالً ووافياً عن كافة‬
‫البضائع التي ما زالت موجودة بحوزته‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬قواعد تنظيم مسك الدفاتر التجارية‪ :‬خالل حياة التاجر فإنه يقوم بالعديد‬
‫من المراسالت التي يقوم بإرسالها وكذلك تلك التي يستقبلها بشأن تجارته‪ ،‬كما‬
‫يقوم أيضاً بإرفاق الوثائق أو تسلمها وهذه الوثائق أيضاً تتعلق بتجارته‪ ،‬عليه أن‬
‫يقوم بحفظ هذه المراسالت الصادرة والواردة وكذلك حفظ الوثائق بطريقة منتظمة‬
‫يسهل معها الرجوع إليها وقت الحاجة‪.‬‬
‫* يجب على التاجر أن يحافظ على الدفاتر التجارية بعدم وجود أي فراغ فيها أو‬
‫أي شطب أو كشط أو محو أو كتابة في الهوامش أو بين السطور‪ ،‬وإال كانت‬
‫مخالفة للقانون‪.‬‬
‫* يجب على التاجر التأكد قبل استعمال دفتري اليومية والجرد والميزانية بأنها‬
‫معدودة ومرقمة وعليها ختم السجل التجاري وكذلك توقيع الموظف المختص‪.‬‬
‫* على التاجر أن يقوم بتقديم هذه الدفاتر التجارية عند نهاية السنة المالية حتى‬
‫يتم التصديق على عدد الصفحات المستخدمة وكذلك تقديمها عند انتهاء صفحاتها‬
‫حتى يتم التأشير على هذه الصفحات كلها بأنه تم استخدامها ويتم أيضاً تقديمها‬
‫عند اغالق التاجر أو ورثته للمتجر حتى يتم التأشير عليها بما يفيد هذا االغالق‪.‬‬
‫* يجب على التاجر أن يحفظ المراسالت التي سبق اإلشارة إليها والبرقيات مدة‬
‫خمس سنوات من تاريخ إرسالها أو تسلمها‪.‬‬
‫* يجب على التاجر أن يحتفظ بالدفاتر التجارية والوثائق التي تؤيد القيود الواردة‬
‫فيها مدة خمس سنوات أيضاً‪.‬‬
‫* يستثنى من األحكام السابقة التاجر الذي يستخدم الحاسوب بكافة أشكاله‬
‫الحديثة في عملياته التجارية حيث تعتبر كافة المعلومات المحفوظة على‬
‫الحاسوب وغيره من األجهزة الحديثة والتي تتعلق بتجارة التاجر في حكم‬
‫المعلومات المقيدة في الدفاتر التجارية كما تعتبر المراسالت والبرقيات الصادرة‬
‫والواردة في البريد االلكتروني في حكم التي ترسل بالبريد العادي وكذلك ما يوجد‬
‫في الحاسوب من وثائق‪.‬‬
‫* إذا طرح نزاع يتعلق بتجارة التاجر على المحكمة فإن المحكمة تستطيع أن‬
‫تطلب من التاجر أن يقدم دفاتره التجارية سواء األصلية أو المساعدة لها وسواء‬
‫بناء على طلب الخصم‪.‬‬
‫كان الطلب من تلقاء نفسها أو ً‬
‫* إذا طلب الخصم من المحكمة أن يطلع على دفاتر خصمه التاجر فال يجوز‬
‫للمحكمة أن تجبر التاجر على ذلك‪ ،‬إال في حاالت محددة بنص القانون‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‪ :‬تؤدي الدفاتر التجارية وظيفة هي‬
‫األهم وهي اإلثبات‪ ،‬حيث يجوز للمحكمة أن تقبل الدفاتر التجارية لإلثبات فيما‬
‫يخص الدعاوى المتعلقة بالمسائل التجارية سواء كانت هذه الدعاوى مقامة من‬
‫التجار أو مقامة ضدهم‪.‬‬
‫* البيانات الواردة في الدفاتر التجارية تكون حجة على صاحب هذه الدفاتر‪.‬‬
‫* البيانات الواردة في دفاتر التاجر تكون حجة له في مواجهة خصمه إذا كانت‬
‫مطابقة ألحكام القانون لكن إذا قام الخصم بنقضها من خالل بيانات وردت بدفاتره‬
‫وكانت مطابقة ألحكام القانون أو قام بنقضها بواسطة أي دليل آخر فال تكون‬
‫بيانات التاجر حجة له‪.‬‬
‫* إذا كانت دفاتر الخصمين مطابقة ألحكام القانون وأسفرت المطابقة بينهما عن‬
‫تناقض بياناتهما جاز للمحكمة أن تأخذ بما تطمئن إليه منها وتبين أسباب ذلك‬
‫في حكمها أو أن تطلب دليالً آخر‪.‬‬
‫* إذا اختلفت البيانات الواردة بدفاتر الخصمين وكانت دفاتر أحدهما مطابقة‬
‫ألحكام القانون دون األخرى فالعبرة بالدفاتر المطابقة إال إذا أقام الخصم الدليل‬
‫على خالف ما ورد بها‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬جزاء مخالفة الدفاتر التجارية ألحكام القانون‪ :‬يعاقب على عدم مسك‬
‫دفتري اليومية والجرد أو على عدم اتباع اإلجراءات المتعلقة بتنظيمها بغرامة ال‬
‫تجاوز ألف دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬الملتزمون بالقيد في السجل التجاري‪ :‬يتم اعداد السجل التجاري في‬
‫الجهة اإلدارية بو ازرة االقتصاد الوطني وهذا السجل يذكر فيه أسماء التجار سواء‬
‫كانوا أفراداً أم شركات‪ ،‬فكل شخص يكتسب صفة التاجر ملزم بالتوجه لو ازرة‬
‫االقتصاد الوطني ليقيد اسمه في السجل التجاري المعد لذلك‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬إجراءات القيد والبيانات المطلوبة وتعديلها‪ :‬يتعين على كل تاجر قيد‬
‫في السجل التجاري أن يضع على واجهة محله التجاري وفي كل المطبوعات‬
‫التي يستخدمها وتتعلق بتجارته رقم قيده ومكتب السجل المقيد به‪.‬‬
‫وعلى كل تاجر أن يحصل من السجل التجاري على صورة رسمية مستخرجة من‬
‫صحيفة القيد وذلك مقابل أن يدفع الرسوم المقررة‪.‬‬
‫ويلتزم التاجر بقيد كل ما يط أر على البيانات التي تم قيدها في السجل من تغيير‬
‫أو تعديل خالل شهر من تاريخ التغيير أو التعديل حتى يبقى السجل يعكس‬
‫حقيقة تجارة التاجر‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬حجية بيانات السجل التجاري وجزاء عدم قيدها‪ :‬تكون بيانات السجل‬
‫التجاري حجة على الغير من تاريخ قيد هذه البيانات في السجل‪ ،‬ويجب أن تكون‬
‫هذه البيانات واجبة القيد في السجل التجاري حتى يحتج بها فإذا كانت واجبة‬
‫القيد ولم يتم قيدها فال يجوز االحتجاج بها على الغير وال يجوز للتاجر أن يتمسك‬
‫بعدم القيد في السجل التجاري لكي يتهرب من التزاماته المفروضة عليه بموجب‬
‫القانون كما ال يجوز ألي جهة أن تقبل معامالت التاجر التي تتعلق بتجارته ما‬
‫لم يكن مقيداً في السجل التجاري‪.‬‬
‫إذا خالف التاجر إجراءات القيد في السجل التجاري بأن يمتنع عن هذا القيد فإنه‬
‫يعاقب بغرامة ال تتجاوز ألف دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫"المتجر"‬
‫بأنه‪ -1" :‬المتجر مجموعة من‬ ‫‪279‬‬
‫يعرف المتجر وفقاً لقانون التجارة الفلسطيني‬
‫األموال المنقولة تخصص لمزاولة تجارة معينة ويجب أن يتضمن عنصر االتصال‬
‫بالعمالء والسمعة التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬يجوز أن يتضمن المتجر عناصر معنوية أخرى كحقوق الملكية الفكرية‬
‫وتراخيص االستغالل والصناعة والحق في االيجار‪.‬‬
‫‪ -3‬ويجوز أن يتضمن المتجر عناصر مادية كالبضائع واألثاث واآلالت واألجهزة‬
‫والمعدات وغيرها من المهمات الالزمة الستغالل المتجر"‪.‬‬
‫وعليه فإن المتجر ليس هو كما يعرفه العامة بذلك المكان أو المحل التجاري‬
‫الذي يضع فيه التاجر بضاعته ومكتبه‪ ،‬إنما المتجر هو عبارة عن أموال منقولة‬
‫معنوية ومادية‪ ،‬فاألموال المنقولة المعنوية فهي عنصر االتصال بالعمالء‬
‫والسمعة التجارية وحقوق الملكية الفردية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق‬
‫في اإليجار وغير ذلك‪ ،‬أما األموال المنقولة المادية فهي كالبضائع واألثاث‬
‫واآلالت واألجهزة والمعدات وغيرها من المهمات الالزمة الستغالل المتجر‪ ،‬ويعني‬
‫هذا أيضاً أن العقار يستبعد من عناصر المتجر‪ ،‬فالعقار أو المبنى المقام عليه‬
‫المتجر ال يعتبر من عناصر المتجر سواء كان هذا العقار مملوكاً للتاجر أو‬
‫مستأج اًر من قبله فال يعد هذا العقار من عناصر المتجر ‪.‬‬
‫وقد نص القانون الفلسطيني(‪)280‬على‪" :‬إذا كان مالك المتجر مالكاً للعقار الذي‬
‫يزاول فيه التجارة فال يكون العقار عنص اًر في متجره"‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 35‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬
‫(‪ )280‬المادة ‪ 36‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬
‫وعليه نتحدث عن عناصر المتجر‪ ،‬وخصائصه وطبيعته القانونية وتنظيمه على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫المبحث األول‬
‫"عناصر المتجر"‬
‫القانون الفلسطيني ذكر أن المتجر يجب أن يحتوي على عنصر رئيس هو عنصر‬
‫االتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬ومعنى ذلك أنه ال وجود للمتجر بدون هذا‬
‫العنصر الرئيسي‪ ،‬وأجاز وجود عناصر معنوية أخرى وهذا يعني أن المتجر يمكن‬
‫أن يوجد بالعنصر المعنوي وحده وهو االتصال بالعمالء والسمعة التجارية أما‬
‫باقي العناصر المعنوية فلو لم تكن موجودة فال يؤثر عدم وجودها على وجود‬
‫المتجر‪ ،‬وكذلك العناصر المادية لو لم توجد في المتجر فعدم وجودها ال يؤثر‬
‫على وجود المتجر‪.‬‬
‫أما القانون القطري(‪ )281‬فنص على‪" :‬يشتمل المتجر على مجموعة من العناصر‬
‫المادية وغير المادية وهي بوجه خاص البضائع واألثاث التجاري واآلالت‬
‫الصناعية واالتصال بالعمالء والعنوان التجاري وحق اإليجار والعالمات والبيانات‬
‫التجارية وبراءات االختراع والتراخيص والرسوم والنماذج الصناعية "‪.‬‬
‫وعليه نتحدث عن العناصر المعنوية‪ ،‬والعناصر المادية للمتجر على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫"العناصر المعنوية للمتجر"‬
‫تتمثل العناصر المعنوية للمتجر في االتصال بالعمالء والسمعة التجارية وحقوق‬
‫الملكية الفكرية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق في اإليجار وغيرها من‬
‫العناصر‪ ،‬وعليه فإن العنصر الرئيسي هو االتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪:‬‬

‫المادة ‪ 36‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)281‬‬


‫الفرع األول‬
‫العنصر المعنوي الرئيسي‬
‫"االتصال بالعمالء"‬
‫يقصد بعنصر االتصال بالعمالء االتصال بمجموع األشخاص الذين يتعاملون‬
‫مع المتجر من أجل الحصول على الحاجات والخدمات سواء كان ذلك بصفة‬
‫اعتيادية أو بصفة عارضة‪ ،‬ولكل تاجر اتصاالته ومعامالته مع عمالئه وزبائنه‬
‫الذين اعتادوا التردد على متجره ويحرص التاجر على استمرار عالقته بزبائنه‬
‫ويعمل على تنميتها واضافة زبائن جدد بكل الوسائل المشروعة حتى يحقق االقبال‬
‫على متجره(‪.)282‬‬
‫إن العنصر المعنوي الرئيسي للمتجر يتمثل في االتصال بالعمالء والسمعة‬
‫التجارية‪ ،‬وال وجود للمتجر بدون هذا العنصر‪ ،‬بينما لو كان هذا العنصر هو‬
‫الوحيد الموجود في المتجر‪ ،‬فإن المتجر يعتبر قائماً حسب نص القانون‬
‫الفلسطيني‪.‬‬
‫واالتصال بالعمالء والسمعة التجارية وجهان لعملة واحدة‪ ،‬ألن االتصال بالعمالء‬
‫يترتب على سمعة المتجر‪ ،‬فإذا كانت سمعة المتجر حسنة كلما زاد عدد العمالء‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬وكلما زاد عدد العمالء كلما زاد الربح والعكس صحيح‪.‬‬
‫وال معنى للمتجر بدون االتصال بالزبائن وال معنى لالتصال بالزبائن بدون سمعة‬
‫تجارية‪ ،‬وبالتالي فال يتوقع أن تتوفر األرباح للمتجر بدون اتصال مع العمالء‪،‬‬
‫ألن الذي يشتري هم العمالء‪ ،‬فكيف سيكون هناك أرباح بدونهم‪ ،‬أيضاً كيف‬
‫للعمالء أن يزيد عددهم بدون وجود سمعة تجارية للمتجر؟ إذن هي عملية متكاملة‬
‫أساسها السمعة التجارية التي تأتي بالعمالء ومن ثم اكتساب األرباح‪ ،‬وعليه فإن‬

‫محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،295‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في‬ ‫(‪)282‬‬

‫شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،184‬وانظر‪ :‬المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ ،192‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية عنصر شخصي مرتبط بالتاجر‬
‫نفسه‪ ،‬حيث يفترض تواجد صفات تميزه عن غيره من التاجر مما يدفع العمالء‬
‫إلى التعامل معه بسبب مثالً سيرته الحسنة وأخالقه وصدقه وأمانته وغير ذلك‪.‬‬
‫وال يعني وجود هذا العنصر أن التاجر أصبح له حق على عمالئه‪ ،283‬فالعمالء‬
‫ال يجبرون بالتعامل مع متجر معين‪ ،‬فقد يتعامل العمالء مع متجر وآخر‪ ،‬وقد‬
‫ينقطع العمالء عن هذا المتجر ويختارون متج اًر آخر‪ ،‬فال إجبار عليهم من قبل‬
‫أي تاجر‪ ،‬لكن الحق المقصود هنا هو الحماية التي يمكن أن يفرضها التاجر‬
‫للمحافظة على عمالئه عبر منع المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وذلك عن طريق رفع‬
‫دعوى المنافسة غير المشروعة إذا ما قام تاجر منافس بذلك‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن المتجر يجب أن يحتوي على عنصر االتصال بالعمالء‬
‫والسمعة التجارية وال وجود للمتجر من غير هذا العنصر‪ ،‬واالتصال بالعمالء‬
‫والسمعة التجارية وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فبدون السمعة التجارية ال وجود للعمالء‬
‫أصالً وهذا العنصر هو العنصر الرئيسي الذي نص عليه القانون وهو عنصر‬
‫معنوي منقول‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"العناصر المعنوية غير الرئيسية"‬
‫نص القانون الفلسطيني على أنه يجوز أن يكون من ضمن العناصر المعنوية‬
‫للمتجر حقوق الملكية الفكرية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق في اإليجار‬
‫وهذه عناصر ذكرها القانون على سبيل المثال ال الحصر ونتحدث عن بعض‬
‫العناصر المعنوية غير الرئيسية على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪283‬‬
‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،185‬وانظر‪ :‬دويدار‪،‬‬
‫هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫أوالً‪ :‬حقوق الملكية الفكرية‪ :284‬تشير الملكية الفكرية إلى إبداعات العقل من‬
‫اختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في‬
‫التجارة‪.‬‬
‫والملكية الفكرية محمية قانونا بحقوق منها مثال البراءات وحق المؤلف والعالمات‬
‫تمكن األشخاص من كسب االعتراف أو فائدة مالية من ابتكارهم‬
‫التجارية التي ّ‬
‫أو اختراعهم‪ ،‬ويرمي نظام الملكية الفكرية‪ ،‬من خالل إرساء توازن سليم بين‬
‫مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام‪ ،‬إلى إتاحة بيئة تساعد على ازدهار‬
‫اإلبداع واالبتكار (‪.)285‬‬
‫والملكية الفكرية تشتمل على حق المؤلف وبراءة االختراع والعالمات التجارية‬
‫والتصاميم الصناعية والمؤشرات الجغرافية‪:‬‬
‫أ‪-‬حق المؤلف‪ :‬وله وجهان األول اقتصادي والثاني معنوي‪ ،‬فالوجه االقتصادي‬
‫يمكن المؤلف من جني األرباح نتيجة استخدام غيره ألصناف مؤلفاته‪ ،‬واألصناف‬
‫تتعدد كالمصنفات األدبية التي تضم الروايات والقصص والشعر والمقاالت‬
‫وغيرها‪ ،‬وكالمصنفات األدبية مثل الرسوم والمنحوتات والصور وغيرها‪،‬‬
‫وكمصنفات البرامج المحاسبية وقواعد البيانات‪ ،‬أما الوجه المعنوي فهي تحمي‬
‫مصالح المؤلف غير االقتصادية مثل حماية مؤلفه من التغيير المسيء‪.‬‬
‫ب_ براءة االختراع‪ :‬البراءة حق استئثاري يمنح نظير اختراع‪ ،‬وبشكل عام‪ ،‬تكفل‬
‫البت في طريقة – أو إمكانية – استخدام الغير لالختراع‪،‬‬ ‫البراءة لمالكها حق ّ‬
‫ومقابل ذلك الحق يتيح مالك البراءة للجمهور المعلومات التقنية الخاصة باالختراع‬
‫(‪)286‬‬
‫‪.‬‬ ‫في وثيقة البراءة المنشورة‬

‫‪284‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫(‪)285‬‬
‫‪/http://www.wipo.int/about-ip/ar‬‬
‫(‪ ، /http://www.wipo.int/about-ip/ar)286‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري‬
‫األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.203‬‬
‫والذي يملك براءة االختراع له الحق في أن يمنع غيره من استخدام اختراعه إال‬
‫بموافقة مالك البراءة‪ ،‬وبراءة االختراع قد تكون باسم المتجر فإذا تم بيع المتجر‬
‫فقد تنتقل البراءة للتاجر الجديد إذا تم االتفاق على ذلك وكانت البراءة عنصر من‬
‫عناصر المتجر األخرى‪ ،‬أما إذا كان المتجر يقوم أساساً على هذه البراءة وال‬
‫معنى لبيعه بدونها فإنها تنتقل مع بيع المتجر‪.‬‬
‫ج‪ -‬العالمات التجارية‪ :287‬وهي عالمة تميز السلعة أو منتج لشركة معينة عن‬
‫سلعة أخرى أو منتج شركة أخرى‪ ،‬ويجب تسجيل العالمة التجارية حتى يكتسب‬
‫مالها الحقوق االستئثارية‪.‬‬
‫د‪ -‬التصاميم الصناعية‪ :‬التصميم الصناعي هو المظهر الزخرفي أو الجمالي‬
‫لقطعة ما‪ .‬ومن الممكن أن يتألف التصميم من عناصر مجسمة‪ ،‬مثل شكل‬
‫القطعة أو سطحها‪ ،‬أو من عناصر ثنائية األبعاد‪ ،‬مثل الرسوم أو الخطوط أو‬
‫األلوان‪ ،‬وتطبق التصاميم الصناعية على طائفة واسعة من منتجات الصناعة‬
‫والحرف اليدوية‪ :‬من األغلفة والحاويات إلى األثاث واللوازم المنزلية؛ ومن معدات‬
‫اإلضاءة إلى المجوهرات؛ ومن األجهزة اإللكترونية إلى المنسوجات‪ .‬ولعل‬
‫التصاميم الصناعية تخص أيضاً الرموز المصورة وواجهات المستخدمين‬
‫والشعا ارت(‪.)288‬‬
‫ويستطيع مالك التصميم الصناعي أن يمنع غيره من استخدام هذا التصميم عبر‬
‫صنعه أو بيعه أو استيراد أي منتج عليه هذا التصميم المحمي بشرط أن يكون‬
‫التصميم مسجالً‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫(‪)288‬‬
‫‪/http://www.wipo.int/about-ip/ar‬‬
‫ثانياً‪ :‬الحق في اإليجار‪ :289‬إذا كان صاحب المتجر مستأج اًر للعقار الذي أقام‬
‫فيه متجره‪ ،‬ثم قام ببيع هذا المتجر (العناصر المعنوية والمادية) فله الحق بأن‬
‫يبقى في العقار المستأجر وله الحق بأن يتنازل عن هذا العقار لمالك المتجر‬
‫الجديد والذي بدوره يقوم بدفع اإليجار لمالك العقار‪ ،‬وإذا كان األصل أنه ال يجوز‬
‫التأجير من الباطن فإنه وبسبب عدم مقدرة مالك المتجر الجديد الذي اشتراه من‬
‫المالك األول ممارسة التجارة بدون العقار المستأجر فإن القانون أجاز للقاضي‬
‫بأن يلزم مالك العقار بإبقاء المشتري الجديد للمتجر إذا توفرت الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون المستأجر عقا اًر لوجود متجر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يقوم المشتري الجديد للمتجر بتقديم ضمان كاف لمالك العقار‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إلحاق ضرر بالمؤجر‪.‬‬
‫‪ -4‬حصول المؤجر على نسبة يقدرها القاضي على أال تزيد عن نصف الثمن‬
‫بعد حسم قيمة الموجودات المادية التي شملها البيع‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هناك عناصر معنوية غير رئيسية للمتجر وردت على‬
‫سبيل المثال ال الحصر ومنها الملكية الفردية والتي تحتوي على حق المؤلف‬
‫وبراءة االختراع والعالمات التجارية والتصاميم الصناعية ومن العناصر المعنوية‬
‫غير الرئيسية أيضاً الحق في اإليجار ولكن بشروط نص عليها القانون‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫"العناصر المادية للمتجر"‬
‫نص القانون الفلسطيني على أن العناصر المادية التي يجوز أن تكون من‬
‫عناصر المتجر هي البضائع والمهمات ونتحدث عنها في فرعين‪:‬‬

‫‪289‬‬
‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،196‬وانظر‪ :‬دويدار‪،‬‬
‫هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫الفرع األول‬
‫"البضائع"‬
‫يجوز أن يحتوي المتجر على عناصر مادية ومن هذه العناصر البضائع‪ ،‬ومعنى‬
‫ذلك أن المتجر قد يقوم بغير هذه العناصر المادية وتتمثل البضائع في السلع‬
‫والمنتجات وهي تلك التي يقوم المتجر بعرضها لبيعها والحصول على األرباح‪،‬‬
‫وقد تكون البضائع غير معروضة كما لو كانت بحوزة تاجر جملة حيث يقوم‬
‫بتوزيعها على المتاجر األخرى التي تحتاجها‪ ،‬وسواء كانت البضائع موجودة في‬
‫المتجر أو في المخازن التابعة للمتجر‪.‬‬
‫وعليه فإن البضائع هي التي يتم عرضها في المتجر للبيع سواء كانت مصنوعة‬
‫أو مواد أولية معدة للتصنيع إضافة إلى المواد األخرى المحفوظة في المخازن‬
‫وهي المثل الواضح على العنصر المادي من عناصر المحل التجاري‪.290‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫‪291‬‬
‫"المهمات"‬
‫وتشمل المهمات األثاث واآلالت واألجهزة والمعدات والسيارات وغيرها من‬
‫المهمات الالزمة الستغالل المتجر وهذه المهمات األصل فيها أنها غير قابلة‬
‫للبيع ألن صاحب المتجر يستخدمها لتسهيل عمله‪ ،‬فهو يستخدم أثاث المكتب‬
‫ويستخدم السيارات لنقل البضاعة ويستخدم اآلالت للتصنيع‪ ،‬لكن ليس معنى‪،‬‬
‫ذلك أنه ال يجوز له أن يبيعها‪ ،‬بل يمكن بيعها مع المتجر ألنها عنصر من‬
‫العناصر المادية للمتجر‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،182‬وانظر‪ :‬المقدادي‪،‬‬
‫عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،189‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،235‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪291‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،236‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل‬
‫في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫وتختلف درجة أهمية المهمات تبعاً لطبيعة عمل المتجر‪ ،‬فالشركات والمصانع‬
‫تحتل فيها هذه المهمات درجة كبيرة من األهمية على خالف المتجر المعد لبيع‬
‫المواد التموينية وكذلك تقل األهمية فيما لو كان المتجر عبارة عن وكالة بالعمولة‬
‫أو مكتباً للسمسرة‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم بأن يجوز أن يشتمل المتجر على عناصر مادية وقد ذكر‬
‫القانون الفلسطيني البضائع والمهمات وهي على سبيل المثال‪ ،‬والمهمات كاألثاث‬
‫واآلالت والسيارات وغيرها‪.‬‬
‫"خالصة المبحث األول"‬
‫المتجر ليس هو كما يعرفه العامة بذلك المكان أو المحل التجاري الذي يضع‬
‫فيه التاجر بضاعته ومكتبه‪ ،‬إنما المتجر هو عبارة عن أموال منقولة معنوية‬
‫ومادية‪ ،‬فاألموال المنقولة المعنوية فهي عنصر االتصال بالعمالء والسمعة‬
‫التجارية وحقوق الملكية الفردية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق في‬
‫اإليجار وغير ذلك‪ ،‬أما األموال المنقولة المادية فهي كالبضائع واألثاث واآلالت‬
‫واألجهزة والمعدات وغيرها من المهمات الالزمة الستغالل المتجر‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬العناصر المعنوية‪ :‬يتمثل العنصر المعنوي الرئيسي للمتجر في االتصال‬
‫بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬وال وجود للمتجر بدون هذا العنصر‪ ،‬بينما لو كان‬
‫هذا العنصر هو الوحيد الموجود في المتجر‪ ،‬فإن المتجر يعتبر قائماً حسب نص‬
‫القانون الفلسطيني واالتصال بالعمالء والسمعة التجارية وجهان لعملة واحدة‪ ،‬ألن‬
‫االتصال بالعمالء يترتب على سمعة المتجر‪.‬‬
‫* العناصر المعنوية غير الرئيسية التي يجوز أن تكون من ضمن العناصر‬
‫المعنوية للمتجر هي حقوق الملكية الفكرية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق‬
‫في اإليجار وهذه عناصر ذكرها القانون على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬
‫* حقوق الملكية الفكرية تشير الملكية الفكرية إلى إبداعات العقل من اختراعات‬
‫ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في التجارة‬
‫والملكية الفكرية محمية قانونا بحقوق منها مثال البراءات وحق المؤلف والعالمات‬
‫التجارية‪.‬‬
‫* حق المؤلف وله وجهان األول اقتصادي والثاني معنوي‪ ،‬فالوجه االقتصادي‬
‫يمكن المؤلف من جني األرباح نتيجة استخدام غيره ألصناف مؤلفاته‪ ،‬أما الوجه‬
‫المعنوي فهي تحمي مصالح المؤلف غير االقتصادية مثل حماية مؤلفه من‬
‫التغيير المسيء‪.‬‬
‫* براءة االختراع حق استئثاري يمنح نظير اختراع‪ ،‬وبشكل عام‪ ،‬تكفل البراءة‬
‫البت في طريقة – أو إمكانية – استخدام الغير لالختراع‪ .‬ومقابل‬
‫لمالكها حق ّ‬
‫ذلك الحق يتيح مالك البراءة للجمهور المعلومات التقنية الخاصة باالختراع في‬
‫وثيقة البراءة المنشور‪.‬‬
‫* العالمات التجارية وهي عالمة تميز السلعة أو منتج لشركة معينة عن سلعة‬
‫أخرى أو منتج شركة أخرى‪ ،‬ويجب تسجيل العالمة التجارية حتى يكتسب مالها‬
‫الحقوق االستئثارية‪.‬‬
‫* التصميم الصناعي هو المظهر الزخرفي أو الجمالي لقطعة ما‪ .‬ومن الممكن‬
‫أن يتألف التصميم من عناصر مجسمة ويستطيع مالك التصميم الصناعي أن‬
‫يمنع غيره من استخدام هذا التصميم عبر صنعه أو بيعه أو استيراد أي منتج‬
‫عليه هذا التصميم المحمي بشرط أن يكون التصميم مسجالً‪.‬‬
‫* الحق في اإليجار يعتبر عنصر من العناصر المعنوية للمتجر فإذا كان صاحب‬
‫المتجر مستأج اًر للعقار الذي أقام فيه متجره‪ ،‬ثم قام ببيع هذا المتجر (العناصر‬
‫المعنوية والمادية) فله الحق بأن يبقى في العقار المستأجر وله الحق بأن يتنازل‬
‫عن هذا العقار لمالك المتجر الجديد والذي بدوره يقوم بدفع اإليجار لمالك العقار‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬العناصر المادية للمتجر‪ :‬البضائع من العناصر المادية التي يتكون منها‬
‫المتجر البضاعة التي يقوم صاحب المتجر ببيعها للعمالء‪ ،‬سواء كانت هذه‬
‫البضاعة سلع أو منتجات مصنوعة أو نصف مصنوعة أو مادة أولية وسواء‬
‫وجدت في المحل نفسه أو في مخازن أخرى‪ ،‬ويتحصل نشاط المحل التجاري في‬
‫بيعها بعينها أو بعد تهيئتها‪.‬‬
‫* المهمات وتشمل المهمات األثاث واآلالت واألجهزة والمعدات والسيارات وغيرها‬
‫من المهمات الالزمة الستغالل المتجر ويمكن بيعها مع المتجر أو بيعها وحدها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫"خصائص المتجر‬
‫وطبيعته القانونية وتنظيمه"‬
‫للمتجر خصائص عدة يتميز بها‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء حول تحديد طبيعة المتجر‬
‫القانونية وقيل بشأن ذلك عدة نظريات‪ ،‬كما نص القانون على وسائل حمايته‬
‫وتنظيمه‪ ،‬وعليه نقسم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫"خصائص المتجر‬
‫وطبيعته القانونية"‬
‫ونتحدث عن خصائص المتجر‪ ،‬وطبيعته القانونية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫"خصائص المتجر"‬
‫يجب أن يتميز المتجر بعدة خصائص‪ ،‬فالمتجر مال قائم بذاته‪ ،‬ويجب أن يكون‬
‫ماالً منقوالً ومعنوياً‪ ،‬وأن يخصص لمزاولة تجارة معينة وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المتجر مال قائم بذاته‪ :‬المقصود بأن المتجر مال قائم بذاته أنه يمكن‬
‫التصرف به منفصالً عن بقية عناصره المادية والمعنوية باستثناء عنصر االتصال‬
‫بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬أي أنه يمكن بيعه ويمكن رهنه أو التصرف به على‬
‫أنه يشترط أن يتم التصرف بعنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬أما‬
‫باقي العناصر المعنوية والمادية فيمكن التصرف بها كل على حدة أو ببعضها‬
‫أو بها كلها دون المتجر كما يمكن بيع المتجر أو التصرف به بكافة عناصره‬
‫المعنوية والمادية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كمال له كيان ذاتي منفصل ومستقل عن شخص صاحبه الذي‬ ‫ففكرة المتجر‬
‫يستغله‪ ،‬بحيث تكون له قيمة ولو بغير مالكه‪ ،‬وبحيث يجوز التعامل فيه بيعاً أو‬
‫رهناً كأي قيمة مالية أخرى‪ ،‬فهي فكرة حديثة لم تظهر في القانون الفرنسي إال‬
‫في أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬ويرجع الفضل في ظهور هذه الفكرة إلى التجار‬
‫(‪)292‬‬
‫أنفسهم حين دعتهم الضرورة إلى استخدام متاجرهم وسيلة لالئتمان‬
‫ثانياً‪ :‬المتجر مال منقول‪ :‬المتجر هو عبارة عن أموال منقولة‪ ،293‬وهو ما نص‬
‫عليه القانون الفلسطيني صراحة‪ ،‬فهو عبارة عن أموال منقولة مادية كالبضائع‬
‫والمهمات ومعنوية كاالتصال بالعمالء والسمعة التجارية وغيره‪ ،‬وهذا يعني‬
‫استبعاد العقار من تكوين المتجر‪ ،‬فال يعتبر العقار من ضمن عناصر المتجر‪.‬‬
‫ولذلك إذا قام صاحب المتجر ببيعه فإنه ال يبيع العقار سواء كان مالكاً له أو‬
‫مستأج اًر له انما يقع البيع على العناصر المنقولة‪.‬‬
‫(‪)294‬‬
‫القانون القطري لم يوضح ما إذا كان المتجر يعتبر منقوالً من عدمه فقد نص‬
‫على‪" :‬المتجر هو محل التاجر والحقوق المتصلة بهذا المحل"‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المتجر مال معنوي‪ :‬من خصائص المتجر أنه مال منقول معنوي‪ 295‬بمعنى‬
‫أنه ال وجود للمتجر بدون عنصره المعنوي االجباري الذي نص عليه القانون‬
‫الفلسطيني وهو عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية لما لهذا العنصر من‬

‫(‪https://www.arab-)292‬‬
‫‪ency.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB/%D8%A7%D9%‬‬
‫‪84%D9%85%D8%AA%D8%AC%D8%B1‬‬
‫‪293‬‬
‫العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،210‬وانظر‪ :‬المقدادي‪،‬‬
‫عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.186‬‬
‫المادة "‪ "36‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)294‬‬

‫‪295‬‬
‫المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.186‬‬
‫أهمية بالغة وعظيمة ال يتصور وجود المتجر بدونه‪ ،‬وهذا ال يمنع أن يدخل في‬
‫تكوين المتجر عناصر منقولة معنوية أخرى لكنها ليست اجبارية بمعنى أن المتجر‬
‫يمكن أن يتم بيعه أو رهنه أو التنازل عنه بدون هذه العناصر فوجودها ال يؤثر‬
‫على وجود المتجر وكذلك ال يمنع هذا أن يدخل في تكوين المتجر عناصر منقولة‬
‫مادية كالبضائع واألثاث واآلالت وهي عناصر ليست اجبارية بل اختيارية بمعنى‬
‫أن المتجر ال يتأثر وجوده بها‪ ،‬فالمتجر يقوم حتى ولو لم تكن هذه العناصر‬
‫المادية موجودة‪.‬‬
‫اختلف القانون القطري مع القانون الفلسطيني حيث أن النص القطري اعتبر‬
‫المتجر يحتوي على عناصر مادية وغير مادية‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬تخصيص األموال المنقولة لمزاولة التجارة‪ :‬ومن خصائص المتجر أن‬
‫كافة أمواله المنقولة المادية والمعنوية يجب أن تخصص لمزاولة تجارة معينة‪،‬‬
‫وعلى ذلك فال يعتبر متج اًر المكاتب المدنية كمكاتب المحامين والمهندسين‬
‫واألطباء وغيرها وال تلك التي يزاول فيها حرف معينة مثل حرفة السباكة أو‬
‫الحدادة أو غيرهما‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن المتجر له خصائص عدة فهو مال قائم بذاته يمكن‬
‫التصرف به دون العناصر األخرى باستثناء عنصر االتصال بالعمالء والسمعة‬
‫التجارية‪ ،‬ويمكن التصرف ببعض العناصر أو التصرف بكل عنصر على حدة‪،‬‬
‫وهو مال منقول وعليه يتم استبعاد العقار من عناصر المتجر وكذلك يعتبر مال‬
‫معنوي ويجوز أن يحتوي على عناصر مادية كما يجب أن تخصص عناصر‬
‫المتجر لمزاولة التجارة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"الطبيعة القانونية للمتجر"‬
‫قيل بشأن الطبيعة القانونية للمتجر ثالث نظريات هي‪ :‬نظرية المجموع القانوني‪،‬‬
‫ونظرية المجموع الواقعي‪ ،‬ونظرية الملكية المعنوية‪ ،‬ونتطرق إليها على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نظرية المجموع القانوني‪ :‬وتتجه هذه النظرية إلى اعتبار المتجر له ذمة‬
‫مالية مستقلة عن ذمة التاجر‪ ،‬ولهذه الذمة الخاصة بالمتجر حقوق وعليها‬
‫التزامات وهي تستقل عن حقوق والتزامات التاجر فالدائن بدين شخصي للمدين‬
‫وال عالقة له بالمتجر ال يستطيع التنفيذ به على المتجر كما لو كان شخص دائن‬
‫للتاجر بسبب زواج ابنه أو بسبب خضوعه لعملية جراحية‪ ،‬فإذا لم يقم التاجر‬
‫المدين بالوفاء فال يستطيع الدائنون التنفيذ على المتجر‪ ،‬انما الذي يمكن أن ينفذ‬
‫على المتجر هم دائنو المتجر نفسه دون م ازحمة دائني التاجر‪.‬‬
‫وعلى ذلك تتعدد الذمم ولكل منها عمليات معينة فقد يكون للشخص الواحد ذمة‬
‫زراعية تخصص لالستغالل الزراعي بحيث تضمن عناصرها اإليجابية كل ما‬
‫ينشأ من التزامات‪ ،‬وذمة ثانية تجارية ترصد لمباشرة التجارة فتصير حقوقها‬
‫ضامنة لديونها(‪.)296‬‬
‫وهكذا لكل ذمة كيان خاص ووجود مستقل عن غيرها فال تسأل إحداها إال عن‬
‫ديونها وال شأن لها بديون غيرها‪ ،‬وتطبيقاً لذلك يعتبر المتجر ذمة مالية قائمة‬
‫بذاتها لها أصولها وخصومها لذا يتضمن بيعها التنازل عن الحقوق والديون التي‬
‫تدخل في تركيبها(‪.)297‬‬

‫(‪)296‬‬
‫بورنان‪ ،‬حورية‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫بورنان‪ ،‬حورية‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ص‪ ،99‬وانظر‪ :‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون‬ ‫(‪)297‬‬

‫التجاري األردني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208‬‬


‫ويؤخذ على هذه النظرية أنها ال تتوافق مع القوانين التي تأخذ بوحدة الذمة المالية‬
‫فالشخص في ظل هذه القوانين ليس له إال ذمة مالية واحدة فديون التاجر التجارية‬
‫مضمونة بكل أمواله وليست على المتجر وحده وبالتالي ال يمكن اعتبار المتجر‬
‫مجموعاً قانونياً من األموال فال توجد ذمة تجارية متميزة عن ذمة التاجر‬
‫العامة(‪.)298‬‬
‫ثانياً‪ :‬نظرية المجموع الفعلي‪ :‬أصحاب هذه النظرية ال يرون في المتجر وحدة‬
‫قانونية مستقلة بديونه وحقوقه‪ ،‬انما هو وحدة عناصر واقعية وفعلية‪ ،‬فهو عبارة‬
‫عن مجموعة من األموال تتجاذب عناصرها داخل الكتلة وتتعاون على غرض‬
‫مشترك دون أن يؤدي ذلك إلى وجود ذمة خاصة داخل الذمة العامة‪ ،‬بمعنى أن‬
‫المتجر هو عبارة عن كتلة من األموال لها وجود فعلي‪ ،‬وإذا تم اعتبار المتجر‬
‫كتلة فعلية فال تنفصل ذمته عن ذمة صاحبه(‪.)299‬‬
‫وقد تم انتقاد هذه النظرية على أساس أن إصالح المجموع الواقعي أو الفعلي‬
‫ليس له أي مدلول قانوني محدد مما يتعارض مع ما يتمتع به المتجر من نظام‬
‫قانوني خاضع لنظام الذمة المالية لصاحبه لجهة ضمان حقوق الدائنين(‪.)300‬‬
‫ثالثاً‪ :‬نظرية الملكية المعنوية‪ :‬أساس هذه النظرية يرتكز حول عنصر االتصال‬
‫بالعمالء‪ ،‬وبصورة تبعية على عناصر أخرى الغرض منها هو االحتفاظ بالزبائن‪،‬‬
‫فاألولوية هي دائماً لعنصر االتصال العمالء‪ ،‬هذا العنصر مهم ولكنه ال يكفي‬
‫لوحده فال بد أن يستند إلى عناصر أخرى أو عنصر واحد يسمى العنصر السند‬
‫وإن كل الفقه يرجح هذه النظرية وهذا لتقاربها مع حقيقة المحل التجاري(‪.)301‬‬

‫بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام قانون التجارة‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264‬‬ ‫(‪)298‬‬

‫(‪)299‬‬
‫بورنان‪ ،‬حورية‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪)300‬‬
‫بورنان‪ ،‬حورية‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪)301‬‬
‫‪http://www.startimes.com/f.aspx?t=35797694‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن الطبيعة القانونية للمتجر قيل بشأنها ثالث نظريات هي‬
‫نظرية المجموع القانوني والتي تعتبر للمتجر ذمة مستقلة عن باقي عناصره‬
‫ونظرية المجموع الواقعي أو الفعلي والتي تعتبر المتجر بعناصره كتلة واحدة‬
‫ونظرية الملكية المعنوية التي ترتكز على عنصر االتصال بالعمالء وقد تم توجيه‬
‫النقد للنظريات الثالثة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫(‪)302‬‬

‫نتحدث فيه عن مفهوم المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وشروط دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة‪ ،‬وصور المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وجزاء المنافسة غير المشروعة وذلك‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫"مفهوم المنافسة غير المشروعة"‬
‫يقصد بالمنافسة التنافس بين المتاجر التي تمارس نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو‬
‫الخدمات من أجل زيادة عدد العمالء وترويج المنتجات والخدمات مما يحقق‬
‫التوزان داخل األسواق من حيث وفرة السلع والخدمات واشباع رغبة المستهلكين‬
‫وزيادة الفاعلية االقتصادية فلكل تاجر سواء كان شخصاً طبيعياً أو شخصاً‬
‫اعتبارياً الحق في القيام بأعمال المنافسة المشروعة التي ال تتعارض مع األعراف‬
‫النزيهة وال تتعدى على مصالح التجار اآلخرين لذلك يجب أن تكون المنافسة‬
‫قائمة على أسس النزاهة والشرف والصدق واألمانة‪ ،‬وهذا ال يمكن له أن يتحقق‬

‫صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.166‬‬ ‫(‪)302‬‬


‫بدون تدخل الدولة لتنظيم المنافسة ومنع األعمال التي من شأنها أن تكون من‬
‫قبيل المنافسة غير المشروعة(‪.)303‬‬
‫يتضح مما سبق أن أصحاب المتاجر عادة ما يتنافسوا لجلب العمالء فكلما زاد‬
‫عدد العمالء زادت األرباح‪ ،‬وال توجد أية مشكلة في المنافسة المشروعة ومن‬
‫قبيلها اختيار نوع البضاعة وجودتها واختيار المكان المناسب إلقامة المتجر وغير‬
‫ذلك من أساليب المنافسة المشروعة‪ ،‬لكن قد يلجأ بعض التجار الستخدام أساليب‬
‫منافسة غير مشروعة كأن يقوم تاجر باإلساءة إلى سمعة متجر معين أو يقوم‬
‫متجر ببيع البضاعة من نفس تلك التي توجد في متجر آخر بأقل من نصف‬
‫ثمنها الحقيقي ليلحق الضرر بالمتاجر األخرى وغير ذلك من أساليب المنافسة‬
‫غير المشروعة‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة "المنافسة غير المشروعة" فإن القانون أجاز للتاجر المتضرر أن‬
‫يرفع دعوى تسمى دعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪ )304‬على أنه‪ -1" :‬يعتبر منافسة غير مشروعة كل فعل‬
‫يخالف العادات واألصول المرعية في المعامالت التجارية ويدخل في ذلك على‬
‫وجه الخصوص االعتداء على عالمات الغير أو على اسمه التجاري أو على‬
‫براءات االختراع‪ ،‬أو على أس ارره الصناعية التي يملك حق استثمارها وتحريض‬
‫العاملين في متجره على إذاعة أس ارره أو ترك العمل عنده واإلغراق‪ ،‬وكذلك كل‬
‫فعل أو ادعاء يكون من شأنه احداث اللبس في المتجر أو في منتجاته أو إضعاف‬
‫الثقة في مالكه أو القائمين على إدارته أو في منتجاته ‪ -2‬كل منافسة غير‬
‫مشروعة تلزم فاعلها بتعويض الضرر الناتج عنها وللمحكمة أن تقضي فضالً‬

‫(‪ ، / http://www.droit-dz.com/forum/threads/1417)303‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون‬


‫التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫المادة "‪ "71‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)304‬‬
‫عن التعويض بإزالة الضرر ونشر ملخص الحكم على نفقة المحكوم عليه في‬
‫إحدى الصحف اليومية"‬
‫على النصوص اآلتية‪" :‬ال يجوز للتاجر أن يلجأ‬ ‫(‪)305‬‬
‫وقد نص القانون القطري‬
‫إلى طرق التدليس والغش في تصريف بضاعته وليس له أن ينشر بيانات من‬
‫شأنها أن تضر بمصلحة تاجر آخر ينافسه وإال كان مسؤوالً عما يترتب على‬
‫ذلك من أضرار"‪.‬‬
‫"ال يجوز للتاجر أن يذيع أمو اًر مغايرة للحقيقة تتعلق بمنشأ بضاعته أو أوصافها‬
‫أو تتعلق بأهمية تجارته وال أن يعلن خالفاً للواقع أنه حائز لمرتبة أو شهادة أو‬
‫مكافأة وال أن يلجأ إلى أي طريقة أخرى تنطوي على التضليل قاصداً بذلك أن‬
‫ينتزع عمالء تاجر آخر ينافسه وإال كان مسؤوالً عما يترتب على ذلك من أضرار"‪.‬‬
‫"ال يجوز للتاجر أن يغري عمال تاجر آخر أو مستخدميه ليعاونوه على انتزاع‬
‫عمالء هذا التاجر أو ليخرجوا من خدمة هذا التاجر ويدخلوا في خدمته أو ليطلعوه‬
‫على أسرار منافسه وتعتبر هذه األعمال غير مشروعة تستوجب التعويض"‪.‬‬
‫"إذا أعطى التاجر لمستخدم أو عامل سابق شهادة مغايرة للحقيقة وضللت هذه‬
‫الشهادة تاج اًر آخر حسن النية فأوقعت به ضر اًر جاز بحسب األحوال وتبعاً‬
‫للظروف أن يرجع التاجر المتضرر على التاجر األول بتعويض مناسب"‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"شروط دعوى المنافسة غير المشروعة"‬
‫حتى تتحقق المنافسة غير المشروعة وبالتالي يستطيع التاجر إقامة دعوى‬
‫المنافسة غير المشروعة فإنه يجب توافر شروط المسؤولية عن الفعل الضار‬
‫وهي ارتكاب خطأ وتحقق الضرر ووجود عالقة سببية بينهما‪ ،‬حيث يرتكب التاجر‬
‫خطأ يترتب عليه ضرر للتاجر اآلخر ويكون بين الخطأ والضرر عالقة سببية‬

‫المواد من "‪ "73 – 68‬قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)305‬‬


‫بأن يكون الضرر ناجم عن الخطأ وليس ناجم عن سبب آخر‪ ،‬ونتحدث عن هذه‬
‫الشروط على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ارتكاب خطأ‪ :‬إذا كان األصل في المنافسة في ميدان التجارة والصناعة حق‬
‫مشروع فإنه يتعين معرفة متى يعتبر الخطأ مستوجبا للمسؤولية مما يجعل معه‬
‫صعوبة في تحديد معنى الخطأ في مجال التجارة والصناعة حيث يصعب وضع‬
‫حد فاصل بين ما يعتبر مشروعا وبين ما ال يعتبر كذلك‪.‬‬
‫يمكن اعتبار العادات التجارية والمهنية لنوع التجارة ومبادئ األمانة والشرف‬
‫واالستقامة المتعارف عليها معايير لتحديد مشروعية المنافسة أو عدم مشروعيتها‬
‫بحيث أن عدم احترامها تتسم بالال مشروعية‪ ،‬وعموما فإن ركن الخطأ كشرط في‬
‫المنافسة غير المشروعة يستلزم توفر عنصرين وهما‪ :‬ضرورة وجود منافسة ثم‬
‫(‪)306‬‬
‫‪.‬‬ ‫عدم المشروعية‬
‫وعليه يجب أن تكون المنافسة بين تاجرين ي ازوالن نوعاً واحداً من التجارة أو تجارة‬
‫متماثلة‪ ،‬والخطأ الذي يقوم به التاجر المنافس هو مثل اإلساءة إلى تاجر قماش‬
‫آخر في سمعته أو تاجر أدوات كهربائية يسيء إلى سمعة تاجر أدوات كهربائية‬
‫آخر‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬وقوع ضرر‪ :‬إذا أخطأ التاجر في حق تاجر منافس آخر فيجب أن يلحق‬
‫به ضر اًر نتيجة هذا الخطأ‪ ،307‬ويتحقق الضرر في إبعاد العمالء عن التاجر‬
‫المنافس‪ ،‬أو التقليل منهم فالمسؤولية ال تتحقق بدون وقوع ضرر وال يشترط وقوع‬
‫الضرر حاالً بل يكفي أن يكون محتمل الوقوع في المستقبل‪.‬‬

‫(‪ ، http://droit7.blogspot.com/2013/11/blog-post_9016.html)306‬وانظر‪ :‬وانظر‪ :‬ناصيف‪،‬‬


‫الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪307‬‬
‫ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وجود عالقة السببية‪ :‬حتى تتحقق المسؤولية عن المنافسة غير المشروعة‬
‫يجب أن تتوفر عالقة السببية بين الخطأ والضرر‪ ،308‬بمعنى أن يكون الضرر‬
‫الذي لحق بالتاجر وهو نقصان عمالئه أو عدم الحصول على عمالء جدد كان‬
‫بسبب خطأ التاجر المنافس والذي تمثل في اإلساءة مثالً إلى سمعة منافسه‪ ،‬فإذا‬
‫لم يكن الضرر ناتج عن الخطأ فال يمكن تحقق المسؤولية هنا‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن المنافسة غير المشروعة حتى تتحقق وبالتالي يمكن رفع‬
‫دعواها يجب أن يتوافر لذلك عدة شروط وذلك بأن يرتكب التاجر خطأ كاإلساءة‬
‫لسمعة التاجر المنافس أو اإلساءة لبضائعه وأن يقع الضرر على التاجر المنافس‬
‫بأن ينصرف عن متجره العمالء وأن تكون هناك عالقة سببية بين الخطأ والضرر‬
‫بأن يكون الضرر ناجم عن الخطأ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫"صور المنافسة غير المشروعة‪"309‬‬
‫ال يمكن بحال حصر صور المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وإذا كان ال بد من ذكر‬
‫بعض الصور فإنها تأتي على سبيل المثال‪ ،‬ومن هذه الصور ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تحريض العمال‪ :‬قد تكون أعمال المنافسة غير المشروعة في صورة تحريض‬
‫العمال الذين يعتمد عليهم المشروع المنافس ومثال ذلك تحريضهم على ترك‬
‫العمل أو تشجيعهم على اإلضراب وبث الفوضى في المحل المنافس أو إغراء‬
‫عمال المتجر المنافس بالعمل لديه حتى يجذب العمالء قد يعمد المنافس إلى‬
‫إغراء العامل بالمتجر اآلخر بالمال للوقوف على أسرار أعمال منافسة في صناعة‬
‫(‪)310‬‬
‫معينة أو تركيب معين للمواد التي تباع أو تدخل ضمن نشاط المتجر‬

‫‪308‬‬
‫ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪309‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264‬‬
‫(‪/http://www.droit-dz.com/forum/threads/1417)310‬‬
‫ثانياً‪ :‬اإلساءة لسمعة التاجر أو سمعة بضائعه‪ :‬تعتبر اإلساءة للتاجر في سمعته‬
‫أو اإلساءة لبضاعته من قبيل أعمال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬فإذا قام تاجر‬
‫بإشاعة أخبار كاذبة تشوه سمعة تاجر آخر بقصد صرف عمالئه عنه‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يعد من قبيل أعمال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وإذا قام تاجر بإشاعة عدم جودة‬
‫بضائع تاجر آخر على غير الحقيقة فإن ذلك يعد من قبيل أعمال المنافسة غير‬
‫المشروعة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وضع بيانات تجارية مغايرة للحقيقة‪ :‬يعد من أعمال المنافسة غير‬
‫المشروعة وضع بيانات تجارية مغايرة للحقيقة بقصد منافسة الخصم وإيهام‬
‫الجمهور بتوافر شروط معينة في البضائع المتنافس عليها كإذاعته أمور مغايرة‬
‫للحقيقة خاصة بمنشأ بضاعته أو أوصافها أو تتعلق بأهمية تجارته بقصد إيهام‬
‫الغير بمميزات الغير حقيقية ككون المتجر على غير الحقيقة حائز لمرتبه أو‬
‫شهادة أو مكافأة بقصد انتزاع عمالء تاجر آخر ينافسه(‪.)311‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن هناك صور كثيرة للمنافسة غير المشروعة ومنها على‬
‫سبيل المثال تحريض العمال بطريقة أو بأخرى ومن ذلك اإلساءة لسمعة التاجر‬
‫وبضائعه ومنها أيضاً قيام التاجر بوضع بيانات مغلوطة‪.‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫"الجزاء المترتب على المنافسة غير المشروعة"‬
‫إذا قام التاجر بأعمال المنافسة غير المشروعة فإن التاجر الذي ارتكب بحقه‬
‫الخطأ كما لو تم اإلساءة مثالً إلى سمعته أو سمعة بضائعه وأدى ذلك إلى‬
‫اإلضرار به بأن انصرف عنه بعض زبائنه نتيجة اإلساءة إليه فإنه يستطيع أن‬

‫(‪https://www.mohamah.net/law/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-)311‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D8%A9 -‬‬
‫‪%D8%BA%D9%8A%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9%D8%A9-‬‬
‫‪/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88‬‬
‫يرفع دعوى المنافسة غير المشروعة وللمحكمة أن تقضي بالتعويض عن الضرر‬
‫الذي لحق بالتاجر ولها أن تتخذ من اإلجراءات ما يمنع وقوع الضرر مستقبالً‬
‫ولها أيضاً أن تقضي بإزالة صور المنافسة غير المشروعة‪.‬‬

‫نخلص مما تقدم إلى أن المنافسة غير المشروعة يترتب عليها يترتب على جزاء‬
‫وهو أن يحكم القاضي بالتعويض وقد يتخذ من اإلجراءات ما يمنع تحقق الضرر‬
‫للتاجر مستقبالً‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫"المعامالت التي ترد على المتجر"‬
‫يجب أن يكون أي تصرف يرد على المتجر سواء بالبيع أو الرهن أو التأجير‬
‫مكتوباً‪ ،‬فإذا لم يكن كذلك فيعتبر التصرف باطالً‪ ،‬كما يجب أن يتم شهر ملخص‬
‫التصرف الوارد على المتجر بالقيد في السجل التجاري وأن يشتمل الملخص على‬
‫البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬أسماء المتعاقدين وتواريخ ميالدهم ومحال اقامتهم وجنسياتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬تاريخ التصرف ونوعه‪.‬‬
‫‪ -3‬نشاط المتجر واسمه التجاري ورقم قيده بالسجل التجاري والعناصر التي اتفق‬
‫على أن يشملها التصرف‪.‬‬
‫‪ -4‬الثمن وما دفع منه أو قيمة األجرة المتفق عليها وكيفية سداد باقي الثمن أو‬
‫األجرة‪.‬‬
‫‪ -5‬االتفاقات بشأن العقود والتعهدات المتصلة بالمتجر‪.‬‬
‫‪ -6‬االتفاقات المتعلقة باحتفاظ البائع بحق الفسخ أو بحق االمتياز‪.‬‬
‫ويتضمن عقد التصرف الوارد على المتجر العناصر التي يتألف منها المتجر‬
‫وعلى األخص عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية وعلى كل عنصر‬
‫مادي ومعنوي يكون الزماً الستغالل المتجر على الوجه الذي قصده المتعاقدان‬
‫ما لم يتم االتفاق على غير ذلك‪.‬‬
‫وإذا اشتمل المتجر على عناصر خاضعة لنظام خاص للشهر أو التسجيل فال‬
‫يقوم شهر التصرف بقيد ملخصه في السجل التجاري مقام الشهر أو التسجيل‬
‫الخاص ما لم ينص القانون على غير ذلك‪.‬‬
‫وعليه نتحدث عن بيع المتجر ورهنه على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫"بيع المتجر"‬
‫وفي هذا الفرع نتطرق إلى ملكية المتجر لمن آلت إليه‪ ،‬وحقوق البائع الذي لم‬
‫يستوف الثمن‪ ،‬والتزامات البائع وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ملكية المتجر لمن آلت إليه‪ :‬إذا قام مالك المتجر ببيع هذا المتجر فإن‬
‫الملكية تنتقل للمشتري "المالك الجديد"‪ 312‬وحتى تنتقل الحقوق وااللتزامات‬
‫الخاصة بالمتجر فيجب أن يتم شهر التصرف بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬وال‬
‫تنتقل هذه الحقوق وااللتزامات التي كانت قبل شهر التصرف‪ ،‬فالمالك األول يبقى‬
‫مسؤوالً عنها فإذا كان المالك األول تعاقد مع الغير فإن كافة الحقوق وااللتزامات‬
‫المترتبة على هذا العقد يبقى مسؤوالً عنها تجاه الغير‪ ،‬فإذا اتفق المالك األول مع‬
‫المالك الجديد "المشتري" وبالتالي حلول المتصرف إليه مكان المتصرف فإن‬
‫الطرف المتضرر وهو الغير الذي تعامل وتعاقد مع المالك األول يستطيع أن‬
‫يطلب إلغاء العقود التي عقدها مع المالك األول وذلك في مدة أقصاها تسعين‬
‫يوماً من تاريخ قيد الملخص في السجل التجاري أو من تاريخ اخطار المتعاقد‬
‫بعقد التصرف أيهما أبعد‪.‬‬
‫معنى ذلك أن الغير الذي اعتبر طرفاً ثانياً في أي عقد عقده مع المالك األول‬
‫كان قد تعاقد معه العتباري شخصي‪ ،‬ولوال ذلك ما تعاقد معه‪ ،‬فإذا قام هذا‬
‫المالك ببيع المتجر وهناك عقود مع الغير فللغير أن يطلب فسخ هذه العقود‬

‫‪312‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،287‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل‬
‫في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫خالل تسعين يوماً من تاريخ قيد ملخص التصرف بالمتجر في السجل التجاري‬
‫أو من تاريخ اخطار المتعاقد بعقد بيع المتجر أيهما أبعد‪ ،‬بمعنى أن المدة األطول‬
‫هي التي يعتمد عليها الغير في طلب إلغاء العقود السابقة على بيع المتجر‪.‬‬
‫فلو تم التصرف في المتجر وتم شهره بالقيد في السجل التجاري وبعد شهر تم‬
‫اخطار الغير بالتصرف فللغير أن يتمسك بإلغاء العقود التي يعتبر طرفاً فيها‬
‫خالل تسعين يوماً من هذا االخطار ولو تم التصرف وإبالغ الغير بهذا التصرف‬
‫ثم بعد شهر تم القيد في السجل التجاري فللغير التمسك بإلغاء العقود التي يعتبر‬
‫طرفاً فيها خالل تسعين يوماً من القيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫نص القانون الفلسطيني(‪ )313‬على‪ -1" :‬ال يحل من آلت إليه ملكية المتجر محل‬
‫التصرف في الحقوق وااللتزامات الناشئة عن العقود السابقة على شهر التصرف‬
‫ما لم يتفق على غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة االتفاق على حلول المتصرف إليه محل المتصرف يجوز لمن كان‬
‫طرفاً ثانياً في تلك العقود السابقة أن يطلب إلغائها خالل تسعين يوماً من تاريخ‬
‫قيد الملخص في السجل التجاري أو من تاريخ اخطار المتعاقد بعقد التصرف‬
‫أيهما أبعد"‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حقوق البائع الذي لم يستوف الثمن‪ :314‬إذا قام صاحب المتجر ببيعه‬
‫ولكنه لم يستوف كامل الثمن ثن أفلس مشتري المتجر ‪ ،‬فللبائع الذي لم يستوف‬
‫كامل الثمن أن يطالب بفسخ عقد بيع المتجر وإعادته إليه أو يتمسك بحقه في‬
‫االمتياز وذلك في موجهة دائني مشتري المتجر بشرط أن يتضمن عقد البيع هذا‬
‫الحق وأن يتم قيد هذا الشرط ضمن ملخص القيد في السجل التجاري وأن يقع‬
‫الشرط على العناصر التي تضمنها ‪،‬فإذا لم يتم ذكر هذا الشرط في عقد بيع‬

‫المادة ‪ 40‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)313‬‬

‫‪ 314‬المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،207‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون‬
‫التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.281‬‬
‫المتجر فال يستطيع البائع التمسك بحقه في فسخ البيع واسترداد المتجر أو التمسك‬
‫بحقه في االمتياز في مواجهة دائني مشتري المتجر‪ ،‬وكذلك إذا لم يتم ذكر هذا‬
‫الشرط صراحة في ملخص القيد في السجل التجاري فال يستطيع البائع التمسك‬
‫به‪ ،‬ويعتبر تطبيق هذا الشرط استثناء من األحكام الخاصة باإلفالس‪.‬‬
‫"استثناء من األحكام الخاصة باإلفالس‪ ،‬يجوز‬
‫ً‬ ‫نص القانون الفلسطيني(‪ )315‬على‪:‬‬
‫لبائع المتجر الذي لم يستوف كامل الثمن االحتجاج على جماعة الدائنين بحقه‬
‫في الفسخ واسترداد المتجر أو بحقه في االمتياز‪ ،‬إذا كان قد احتفظ لنفسه بهذا‬
‫الحق أو ذاك في عقد البيع وذكر صراحة في الملخص الذي قيد في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬وال يقع الفسخ أو االمتياز إال على العناصر التي تتضمنها"‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التزامات البائع‪ :‬يلتزم بائع المتجر بمسؤوليته الكاملة عن كافة الديون‬
‫المتصلة بالمتجر وتبقى ذمته مشغولة بها طالما كانت هذه الديون سابقة على‬
‫تاريخ شهر التصرف بالمتجر إال إذا تم االتفاق بين كافة األطراف على غير ذلك‬
‫أو أب أر الدائنون البائع المدين من هذه الديون‪.‬‬
‫كما يلتزم البائع بأال يمارس نشاطاً مماثالً لنشاط المتجر بحيث يرتب أض ار ًار‬
‫للمشتري أو المنتفع إال إذا تم االتفاق على غير ذلك‪ ،‬فإذا قام البائع ببيع متجر‬
‫للقماش فال يجوز له أن يفتتح متج اًر آخ اًر للقماش بشكل يضر به المتجر الذي‬
‫قام ببيعه وذلك لمدة عشر سنوات من تاريخ قيد بيع المتجر في السجل التجاري‬
‫إال إذا تم االتفاق على مدة أقل كما لو تم االتفاق على خمس سنوات مثالً‪.‬‬
‫ولم يحدد القانون الكيفية التي من خاللها يمكن اإلضرار بالمتجر الذي تم بيعه‬
‫في حالة فتح متجر جديد‪ ،‬لكن في الغالب يمكن القول بأن الضرر يتحقق في‬
‫حالة فتح متجر بنفس المكان‪ ،‬لكن لو قام البائع بفتح متجر في مدينة أخرى أو‬
‫مكان بعيد عن المتجر الذي تم بيعه فال مشكلة في ذلك‪.‬‬

‫المادة ‪ 41‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)315‬‬


‫على أنه‪" :‬تبقى ذمة المتصرف مشغولة بالديون‬ ‫(‪)316‬‬
‫نص القانون الفلسطيني‬
‫المتصلة بالمتجر‪ ،‬والتي يكون تاريخ انشائها سابقاً على شهر التصرف إال إذا‬
‫أبرأه الدائنون منها"‪.‬‬
‫على‪ -1" :‬ال يجوز للمتصرف في المتجر أن يزاول‬ ‫(‪)317‬‬
‫كما نص ذات القانون‬
‫نشاطاً مماثالً لنشاط المتجر بكيفية يترتب عليها اإلضرار بمن آلت إليه الملكية‬
‫أو حق االستغالل‪ ،‬ما لم يتفق على غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬يسري هذا الحظر لمدة عشر سنوات من تاريخ قيد التصرف في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬ما لم يتفق على مدة أقل"‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن التاجر إذا قام ببيع المتجر فإن الملكية تنتقل للمشتري‬
‫بشرط أن يتم شهر التصرف بالفقيد في السجل التجاري‪ ،‬وإذا لم يستوف البائع‬
‫الثمن فإنه يجوز له في حالة افالس المشتري أن يطلب إلغاء عقد البيع واسترداد‬
‫المتجر أو الحق في االمتياز في مواجهة دائني المشتري بشرط أن يكون هذا‬
‫الشرط موجود في عقد البيع‪ ،‬ويجب على البائع أن يلتزم بالديون التي كانت‬
‫سابقة قبل شهر التصرف كما يلتزم بعدم المنافسة عبر فتح مشروع مماثل يضر‬
‫بالمشتري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫"رهن المتجر"‬
‫على أنه إذا أراد‬ ‫والقانون القطري‬
‫(‪)319‬‬ ‫(‪)318‬‬
‫نص كل من القانون الفلسطيني‬
‫صاحب المتجر رهنه فيجب أن يتم الرهن بعقد مكتوب وال يجوز أن يكون شفهياً‬
‫كما يجب أن يتم شهر ملخصه بالقيد في السجل التجاري وأن يتضمن عقد الرهن‬

‫المادة ‪ 41‬فقرة ‪ 2‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)316‬‬

‫(‪ )317‬المادة ‪ 42‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫المادة ‪ 43‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)318‬‬

‫(‪ )319‬المادة ‪ 54‬من قانون التجارة القطري‬


‫ما إذا كان للدائن المرتهن حق امتياز على المتجر من عدمه‪ ،‬وهذا النص عديم‬
‫الفائدة كون القانون الفلسطيني نص في فقرة أخرى من نفس المادة على أن شهر‬
‫ملخص الرهن في السجل التجاري يكفل حق امتياز الدائن المرتهن لمدة خمس‬
‫سنوات ويلغى القيد لو لم يتم تجديده قبل انقضاء المدة السابقة‪.‬‬
‫واألصل أن يتم تحديد ما يقع عليه الرهن من عناصر معنوية ومادية للمتجر لكن‬
‫إذا لم يتم تحديد ذلك في العقد فالرهن يقع على عنصر االتصال بالعمالء والسمعة‬
‫التجارية واالسم التجاري والحق في اإليجار‪.‬‬
‫ونص القانون على أن قيد الملخص في السجل التجاري يشطب في حالة االتفاق‬
‫أو بصدور حكم قضائي‪.‬‬
‫ونتطرق في هذا الفرع إلى نتائج الرهن‪ ،‬والتنفيذ على المتجر المرهون وذلك على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نتائج الرهن‪ :320‬يجب على الدائن المرتهن أن يحافظ على المتجر المرهون‬
‫ويبقيه في حالة جيدة‪ ،‬ويتحمل مسؤولية خالف ذلك‪ ،‬وال يجوز للدائن المرتهن‬
‫تملك المتجر أو التصرف به أو اتخاذ أية إجراءات غير تلك التي تم ذكرها ونص‬
‫عليها القانون الفلسطيني‪ ،‬وفي حال القيام بذلك فإنها تقع باطلة‪.‬‬
‫والرهن يبقى قائماً على المتجر بكافة عناصره المعنوية والمادية تلك التي يشملها‬
‫الرهن إلى أن يسترد الدائن دينه‪.‬‬
‫ما يفيد ذلك‪ ،‬على‪:‬‬ ‫(‪)322‬‬
‫وجاء في القانون القطري‬ ‫(‪)321‬‬
‫نص القانون الفلسطيني‬
‫"الدائن المرتهن مسؤول عن حفظ المتجر المرهون في حالة جيدة"‪ ،‬كما نص‬

‫‪ 320‬المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،220‬وانظر‪ :‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون‬
‫التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،295‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.133‬‬
‫المادة ‪ 44‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)321‬‬

‫المادة ‪ 56‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬ ‫(‪)322‬‬


‫(‪)323‬‬
‫على‪" :‬يقع باطالً كل شرط في عقد رهن المتجر يخول الدائن المرتهن‬ ‫أيضاً‬
‫حق تملكه أو التصرف به بغير اإلجراءات السابقة"‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التنفيذ على المتجر المرهون‪ :324‬فإذا حل الموعد الذي يجب فيه على‬
‫المدين الراهن أن يدفع ما استلمه من الدائن المرتهن مقابل رهن المتجر ولم يقم‬
‫بالوفاء فيجوز للدائن المرتهن أن يرسل خطاب مسجل بعلم الوصول للمدين‬
‫الراهن بالوفاء بما عليه‪ ،‬ويجوز له بعد ثمانية أيام من هذا الخطاب أن يطلب‬
‫من القاضي من خالل طلب مستعجل أن يأذن له ببيع المتجر بالمزايدة العلنية‬
‫وذلك البيع يشمل العناصر التي تناولها امتياز الدائن المرتهن‪.‬‬
‫فإذا قرر القاضي الموافقة على طلب الدائن المرتهن فإن البيع بالمزايدة العلنية‬
‫يجب أن يتم في المكان والزمان حسب ما يقرره هذا القاضي ويأمر القاضي‬
‫بالنشر عن ذلك البيع في صحيفتين يوميتين قبل البيع بعشرة أيام على األقل‬
‫ويمكن للقاضي تحديد وسيلة إعالمية أخرى كما لو تم اإلعالن عبر مواقع‬
‫التواصل أو غيرها من مواقع االنترنت‪ ،‬ويتحمل المدين الراهن تكلفة النشر في‬
‫الصحف أو المواقع التي يقررها القاضي‪.‬‬
‫على أنه‪:‬‬ ‫(‪)326‬‬
‫وجاء ما يفيد بذلك القانون القطري‬ ‫(‪)325‬‬
‫نص القانون الفلسطيني‬
‫"‪ -1‬إذا لم يوف المدين الدين في تاريخ استحقاقه جاز للدائن المرتهن بعد مضي‬
‫ثمانية أيام من تكليف المدين الراهن بالوفاء بخطاب مسجل مصحوب بعلم‬
‫الوصول‪ ،‬أن يتقدم لقاضي المحكمة المختصة بطلب مستعجل لإلذن له بالبيع‬
‫بالمزايدة العلنية لمقومات المتجر كلها أو بعضها التي تناولها امتياز الدائن‬
‫المرتهن‪.‬‬

‫(‪ )323‬المادة ‪ 46‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬


‫‪324‬‬
‫دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،302‬وانظر‪ :‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل‬
‫في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫المادة ‪ 45‬من قانون التجارة الفلسطيني‪.‬‬ ‫(‪)325‬‬

‫(‪ )326‬المادة ‪ 58‬من قانون التجارة القطري‪.‬‬


‫‪ -2‬يكون البيع في المكان والزمان وبالطريقة التي يحددها القاضي وينشر عن‬
‫البيع قبل حصوله بعشرة أيام على األقل في صحيفتين يوميتين ما لم يحدد‬
‫القاضي وسيلة إعالمية أخرى"‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن رهن المتجر يجب أن يكون بعقد مكتوب وأن يتم شهره‬
‫بالقيد في السجل التجاري ويجب على الدائن المرتهن المحافظة على المتجر‬
‫المرهون وابقائه في حالة جيدة وال يجوز له تملكه أو التصرف به خالف ما نص‬
‫عليه القانون وإذا حل موعد الوفاء بالدين ولم يقم المدين الراهن بالوفاء فيرسل‬
‫الدائن المرتهن خطاباً مسجالً مصحوباً بعلم الوصول وبعد ثمانية أيام من هذا‬
‫الخطاب يطالب ببيع المتجر بالمزايدة العلنية‪.‬‬
‫"خالصة المبحث الثاني"‬
‫لقد خصصنا هذا المبحث لدراسة خصائص المتجر‪ ،‬والطبيعة القانونية للمتجر‪،‬‬
‫ودعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬والمعامالت التي ترد على المتجر‪ ،‬ويمكن‬
‫اجمال هذه الموضوعات في نقاط على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬خصائص المتجر‪ :‬المتجر مال قائم بذاته أي أنه يمكن التصرف به منفصالً‬
‫عن بقية عناصره المادية والمعنوية باستثناء عنصر االتصال بالعمالء والسمعة‬
‫التجارية‪ ،‬أي أنه يمكن بيعه ويمكن رهنه أو التصرف به على أنه يشترط أن يتم‬
‫التصرف بعنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬أما باقي العناصر‬
‫المعنوية والمادية فيمكن التصرف بها كل على حدة أو ببعضها أو بها كلها دون‬
‫المتجر كما يمكن بيع المتجر أو التصرف به بكافة عناصره المعنوية والمادية‪.‬‬
‫* المتجر مال منقول فهو عبارة عن أموال منقولة‪ ،‬وهو ما نص عليه القانون‬
‫الفلسطيني صراحة‪ ،‬فهو عبارة عن أموال منقولة مادية كالبضائع والمهمات‬
‫ومعنوية كاالتصال بالعمالء والسمعة التجارية وغيره‪ ،‬وهذا يعني استبعاد العقار‬
‫من تكوين المتجر‪ ،‬فال يعتبر العقار من ضمن عناصر المتجر‪.‬‬
‫* المتجر مال منقول معنوي بمعنى أنه ال وجود للمتجر بدون عنصره المعنوي‬
‫االجباري الذي نص عليه القانون الفلسطيني وهو عنصر االتصال بالعمالء‬
‫والسمعة التجارية‪.‬‬
‫* ومن خصائص المتجر أن كافة أمواله المنقولة المادية والمعنوية يجب أن‬
‫تخصص لم ازولة تجارة معينة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الطبيعة القانونية للمتجر‪ :‬نظرية المجموع القانوني وفحواها اعتبار المتجر‬
‫له ذمة مالية مستقلة عن ذمة التاجر وهذه الذمة لها حقوقها وعليها التزاماتها‬
‫المتعلقة بالمتجر والمستقلة عن بقية حقوق وااللتزامات التاجر ومقتضى هذه‬
‫النظرية أن الدائن بدين شخصي للمدين وال عالقة له بالمتجر (كدين الطبيب) ال‬
‫يستطيع التنفيذ به على المتجر ومن ثم ينفرد دائنو المتجر بالتنفيذ عليه دون‬
‫مزاحمة الدائنين اآلخرين للتاجر‪ ،‬فيصبح بذلك المتجر وحدة قانونية مستقلة عن‬
‫شخص التاجر‪.‬‬
‫* نظرية المجموع الفعلي وأصحاب هذه النظرية ال يرون في المتجر وحدة قانونية‬
‫مستقلة بديونه وحقوقه‪ ،‬انما هو وحدة عناصر واقعية وفعلية‪.‬‬
‫* نظرية الملكية المعنوية وأساس هذه النظرية يرتكز حول عنصر االتصال‬
‫بالعمالء‪ ،‬وبصورة تبعية على عناصر أخرى الغرض منها هو االحتفاظ بالزبائن‪،‬‬
‫فاألولوية هي دائماً لعنصر االتصال العمالء‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دعوى المنافسة غير المشروعة‪ :‬حتى تتحقق المنافسة غير المشروعة‬
‫وبالتالي يستطيع التاجر إقامة دعوى المنافسة غير المشروعة فإنه يجب توافر‬
‫شروط المسؤولية عن الفعل الضار وهي ارتكاب خطأ وتحقق الضرر ووجود‬
‫عالقة سببية بينهما‪ ،‬حيث يرتكب التاجر خطأ يترتب عليه ضرر للتاجر اآلخر‬
‫ويكون بين الخطأ والضرر عالقة سببية بأن يكون الضرر ناجم عن الخطأ وليس‬
‫ناجم عن سبب آخر‪.‬‬
‫* ال يمكن بحال حصر صور المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وإذا كان ال بد من ذكر‬
‫بعض الصور فإنها تأتي على سبيل المثال‪ ،‬ومن هذه الصور تحريض العمال‬
‫واإلساءة لسمعة التاجر أو بضائعه ووضع بيانات تجارية مغايرة للحقيقة‪.‬‬
‫* إذا تحققت أركان المسؤولية فيمكن للتاجر أن يرفع دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة ضد التاجر الذي ارتكب الخطأ‪ ،‬فإذا ثبت للقاضي عدم مشروعية‬
‫المنافسة فله أن يحكم بتعويض التاجر الذي لحق به الضرر نتيجة للمنافسة غير‬
‫المشروعة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬المعامالت التي ترد على المتجر‪ :‬يجب أن يكون أي تصرف يرد على‬
‫المتجر سواء بالبيع أو الرهن أو التأجير مكتوباً‪ ،‬فإذا لم يكن كذلك فيعتبر التصرف‬
‫باطالً‪ ،‬كما يجب أن يتم شهر ملخص التصرف الوارد على المتجر بالقيد في‬
‫السجل التجاري وأن يشتمل الملخص على البيانات التي نص عليها القانون‪.‬‬
‫* إذا قام مالك المتجر ببيع هذا المتجر فإن الملكية تنتقل للمشتري " المالك‬
‫الجديد " وحتى تنتقل الحقوق وااللتزامات الخاصة بالمتجر فيجب أن يتم شهر‬
‫التصرف بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬وال تنتقل هذه الحقوق وااللتزامات التي كانت‬
‫قبل شهر التصرف‪.‬‬
‫* إذا قام صاحب المتجر ببيعه ولكنه لم يستوف كامل الثمن ثن أفلس مشتري‬
‫المتجر‪ ،‬فللبائع الذي لم يستوف كامل الثمن أن يطالب بفسخ عقد بيع المتجر‬
‫وإعادته إليه أو يتمسك بحقه في االمتياز وذلك في موجهة دائني مشتري المتجر‬
‫بشرط أن يتضمن عقد البيع هذا الحق وأن يتم قيد هذا الشرط ضمن ملخص‬
‫القيد في السجل التجاري وأن يقع الشرط على العناصر التي تضمنها‪.‬‬
‫* يلتزم بائع المتجر بمسؤوليته الكاملة عن كافة الديون المتصلة بالمتجر وتبقى‬
‫ذمته مشغولة بها طالما كانت هذه الديون سابقة على تاريخ شهر التصرف‬
‫بالمتجر إال إذا تم االتفاق بين كافة األطراف على غير ذلك أو أب أر الدائنون‬
‫البائع المدين من هذه الديون‪ ،‬كما يلتزم البائع بأال يمارس نشاطاً مماثالً لنشاط‬
‫المتجر بحيث يرتب أض ار اًر للمشتري أو المنتفع إال إذا تم االتفاق على غير ذلك‪.‬‬
‫* إذا أراد صاحب المتجر رهنه فيجب أن يتم الرهن بعقد مكتوب وال يجوز أن‬
‫يكون شفهياً كما يجب أن يتم شهر ملخصه بالقيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫* يجب على الدائن المرتهن أن يحافظ على المتجر المرهون ويبقيه في حالة‬
‫جيدة‪ ،‬ويتحمل مسؤولية خالف ذلك‪ ،‬وال يجوز للدائن المرتهن تملك المتجر أو‬
‫التصرف به أو اتخاذ أية إجراءات غير تلك التي تم ذكرها ونص عليها القانون‬
‫الفلسطيني‪ ،‬وفي حال القيام بذلك فإنها تقع باطلة‪.‬‬
‫* إذا حل الموعد الذي يجب فيه على المدين الراهن أن يدفع ما استلمه من‬
‫الدائن المرتهن مقابل رهن المتجر ولم يقم بالوفاء فيجوز للدائن المرتهن أن يرسل‬
‫خطاب مسجل بعلم الوصول للمدين الراهن بالوفاء بما عليه‪ ،‬ويجوز له بعد ثمانية‬
‫أيام من هذا الخطاب أن يطلب من القاضي من خالل طلب مستعجل أن يأذن‬
‫له ببيع المتجر بالمزايدة العلنية وذلك البيع يشمل العناصر التي تناولها امتياز‬
‫الدائن المرتهن‪.‬‬
‫"المراجع"‬

‫أوالً‪ :‬القوانين‪.‬‬
‫‪-‬قانون التجارة الفلسطيني رقم"‪ "2‬لسنة"‪."2014‬‬
‫‪ -‬قانون التجارة القطري رقم "‪ "27‬لسنة"‪."2006‬‬
‫‪ -‬قانون التنفيذ الفلسطيني رقم "‪ "23‬لسنة ‪.2005‬‬
‫ثانياً‪ :‬الكتب القانونية‬
‫‪-‬عالية‪ ،‬سمير‪ ،‬أصول القانون التجاري ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية للدراسات‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬عباس‪ ،‬محمد حسني‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للقانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1969‬‬
‫‪ -‬أبو النجا‪ ،‬حسنين‪ ،‬مبادئ وطرق اإلثبات القضائي‪ ،‬المكتبة القانونية‪.1997 ،‬‬

‫‪ -‬البارودي‪ ،‬علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية والمنشأة التجارية وشركات‬


‫األشخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬الخولي‪ ،‬أكثم أمين‪ ،‬قانون التجارة اللبناني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1967 ،‬‬
‫‪ -‬السنهوري‪ ،‬عبد الرازق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬نظرية‬
‫االلتزام‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬اإلثبات‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1982 ،‬‬

‫‪ -‬الشرقاوي‪ ،‬محمود سمير‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪.1986 ،‬‬

‫‪ -‬القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬ورضوان‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬وعبد الظاهر فوزي‪ ،‬القانون التجاري‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مكتبة عين شمس‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.1981‬‬

‫‪ -‬القليوبي‪ ،‬سميحة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري المصري‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬


‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2005 ،‬‬

‫‪ -‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪.1985 ،‬‬

‫‪ -‬العريني‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬ودويدار‪ ،‬هاني‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪،‬‬


‫اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪.2003 ،‬‬

‫‪ -‬العطير‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري األردني‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬المصري‪ ،‬حسني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الطبعة األولى‪.1986 ،‬‬
‫‪ -‬المقدادي‪ ،‬عادل علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلصدار الثاني‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪1428 ،‬هـ ‪.2007 -‬‬

‫‪ -‬المهدي‪ ،‬نزيه‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1986 ،‬‬

‫‪ -‬بارود‪ ،‬حمدي محمود‪ ،‬أحكام قانون التجارة‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫غزة‪ ،‬مكتبة القدس‪ 1437 – 2016 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬بدر‪ ،‬محمد‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪.1981‬‬

‫‪ -‬بريري‪ ،‬محمود مختار‪ ،‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬رضوان‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪.1997-1996 ،‬‬

‫‪ -‬جرادة‪ ،‬نضال جمال‪ ،‬الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪ ،‬غزة‪.1430 – 2009 ،‬‬
‫‪ -‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للطباعة والنشر‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬دويدار‪ ،‬هاني محمد‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للطباعة والنشر‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬زغلول‪ ،‬أحمد ماهر‪ ،‬أصول التنفيذ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار الثقافة الجامعية‪،‬‬
‫‪.1999 – 1998‬‬

‫‪ -‬زناتي‪ ،‬محمود سالمة‪ ،‬النظم االجتماعية والقانونية عند العرب قبل اإلسالم‪،‬‬
‫‪.1986‬‬
‫‪ -‬شفيق‪ ،‬محسن‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪.1962 ،‬‬

‫‪ -‬صالح‪ ،‬باسم محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الحكمة‪،‬‬
‫‪.1987‬‬
‫‪ -‬فهيم‪ ،‬مراد منير‪ ،‬نحو قانون واحد للشركات‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫‪.1991‬‬

‫‪ -‬قايد‪ ،‬محمد بهجت‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬طه‪ ،‬مصطفى كمال‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‬
‫والتوزيع ‪.1991‬‬

‫‪ -‬عبد الباقي‪ ،‬سامي‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2008 – 2007 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن‪ ،‬حمدي‪ ،‬وحمدي‪ ،‬خالد‪ ،‬إثبات االلتزام في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫المكتبة القانونية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيم‪ ،‬ثروت علي‪ ،‬القانون التجاري المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬عوض‪ ،‬علي جمال الدين‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪.1975 ،‬‬

‫‪ -‬كوماني‪ ،‬لطيف جبر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬طرابلس‪ ،‬مطبعة االنتصار‪.1993 ،‬‬

‫‪ -‬محمود‪ ،‬عصام حنفي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬كلية الحقوق‪.‬‬

‫‪ -‬مخلوف‪ ،‬حنان عبد العزيز‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية وشركات‬
‫األشخاص‪ ،‬جامعة بنها‪.2011 ،‬‬

‫‪ -‬ناصيف‪ ،‬الياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬بيروت‪ ،‬عويدات‬


‫للنشر والطباعة‪.1999 ،‬‬

‫‪ -‬والي‪ ،‬فتحي‪ ،‬التنفيذ الجبري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1981 ،‬‬

‫‪ -‬يونس‪ ،‬علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪.1959 ،‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المواقع اإللكترونية‬

‫‪http://cte.univ--‬‬
‫‪setif.dz/coursenligne/droitcommercial/chapit5.html‬‬

‫‪http://almerja.com/reading.php?idm=89195 -‬‬

‫‪http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=336241&r=0 -‬‬
/https://www.4algeria.com/forum/t/44048 -

http://www.startimes.com/f.aspx?t=34042090 -

/http://www.wipo.int/about-ip/ar -

/ http://www.droit-dz.com/forum/threads/1417-

You might also like