Professional Documents
Culture Documents
مبادئ القانون التجاري النظرية العامة
مبادئ القانون التجاري النظرية العامة
}يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ََل تَأ ْ ُكلُوا أ َ ْم َوالَ ُكم بَ ْينَ ُكم
اض ِمن ُك ْم ۚ َو ََل ارة ً َعن ت َ َر ٍ اط ِل ِإ ََّل أَن ت َ ُكونَ تِ َج َ ِب ْالبَ ِ
حيما ً{ النساء29 َّللا َكانَ بِ ُك ْم َر ِ ت َ ْقتُلُوا أَنفُ َ
س ُك ْم ۚ إِ َّن َّ َ
اإلهداء
شعبنا الصامد..
"مقدمة عامة"
تمثل التجارة واحدة من أهم النشاطات االقتصادية في كافة العصور التاريخية،
وتعتبر ذو أهمية خاصة في وقتنا الحاضر ،فالتجارة هي عصب الحياة
االقتصادية ،كيف ال؟ وهي العملية التي يتم من خاللها تلبية احتياجات األفراد
المادية من سلع وبضائع ومنتجات ومقتنيات.
لقد تطورت التجارة بشكل كبير ،وشملت هذه التجارة ما يتعلق بالتجارة البرية
والبحرية والجوية ،حتى أصبحنا على نوع جديد من التجارة المتقدمة جداً أال وهي
التجارة اإللكترونية ،حيث يعقد التجار أفراداً وشركات صفقاتهم سريعاً عبر
الوسائل اإللكترونية الحديثة ،وتحديداً االعتماد بشكل كبير وغير مسبوق على
شبكة االنترنت ،وال يخفى على أحد اآلن ما تمثله تجارة االنترنت من أهمية بالغة،
وما يترتب على هذه التجارة من أرباح كبيرة ،وباتت الشركات الكبرى تعرض
منتجاتها على شبكة االنترنت من خالل المواقع االلكترونية العامة أو المواقع
الخاصة بهذه الشركات ،وكذلك الحال مواقع التواصل االجتماعي وعلى
الخصوص موقعي الفيسبوك وتويتر.
إن التجارة بكافة أشكالها تمثل أهمية بالغة فمن خاللها يتم تداول األموال وتعتبر
مصد اًر لرزق الكثير من الناس ،كما تعتبر التجارة امتداد للصناعة ،وال معنى
لهذه الصناعة من غير التجارة ،والعكس صحيح ،إذ أن كالهما يعتمد على
اآلخر.
تقاء وتقدماً،
أيضاً كلما ازدهرت التجارة والصناعة كلما ازداد اقتصاد الدولة قوة وار ً
والعكس صحيح.
إن التطور الحاصل في ميدان التجارة والذي يحتاج لمجهودات بشرية كبيرة نتيجة
االنفتاح الذي يشهده العالم من خالل االنترنت دفع بالدول إلى التدخل من أجل
تنظيم هذه التجارة بكافة أشكالها ،فشرعت لها القوانين ،وفصلت القانون التجاري
عن القانون المدني لتكون هذه التشريعات قادرة على االستجابة لمتطلبات التجارة
وأهمها السرعة واالئتمان ،فسنت الدول نصوصاً قانونية تدعم عنصري السرعة
واالئتمان وتفرض إجراءات تختلف عن تلك المنصوص عليها في القانون المدني،
ومن ذلك مثالً حرية اإلثبات ،حيث يمكن إثبات المعامالت التجارية بكافة طرق
اإلثبات.
كما تقدمت الدول كثي اًر في مجال التشريع التجاري فأوجدت قوانين خاصة لبعض
المعامالت التجارية مثل قانون الشركات ،الذي تخضع له الشركات بكافة أنواعها
وأشكالها.
وحيث أن القانون التجاري أصبح علماً يدرس في كافة الجامعات ،بل ال يكاد
فصل دراسي إال ويوجد به أحد مساقات القانون التجاري ،كان لزاماً علينا الخوض
في هذا المجال والخروج بهذا اإلنتاج العلمي ،فتم البحث في كافة مواضيع القانون
التجاري.
وقد تضمن الجزء األول النظرية العامة ،وتم االنتهاء منه ،والجزء الثاني سيكون
إن شاء هللا في الشركات التجارية ،والجزء الثالث في األوراق التجارية ،أما الجزء
الرابع فهو في العقود التجارية ،ثم الجزء الخامس في التحكيم التجاري ،وأخي اًر
الجزء السادس في أحكام اإلفالس.
وقد اعتمدنا في الكتابة الدراسة المقارنة بين القانون الفلسطيني والقانون القطري،
وتم االستعانة بأقوال فقهاء القانون ،وقدمنا الكتاب األول عن النظرية العامة في
القانون التجاري بشكل ميسر يسهل معه على الطالب والباحث االطالع والقراءة
وهو ما سنعتمده إن شاء هللا تعالى في باقي األجزاء ،مع إدراكنا التام بأن هذا
اإلنتاج العلمي ينقصه الكثير فالكمال هلل وحده.
المؤلف
"فهرس الكتاب"
المؤلف
تقسيم الكتاب
"الفصول الرئيسية"
المبحث األول
ماهية قانون التجارة
نتطرق في هذا المبحث لتعريف قانون التجارة ومميزاته ،وعالقة القانون
التجاري بالقانون المدني ،ثم التطور التاريخي لقانون التجارة وذلك في ثالثة
مطالب على النحو اآلتي:
المطلب األول
"تعريف قانون التجارة ومميزاته"
نتطرق في هذا المطلب لتعريف قانون التجارة من جهة ،ومميزاته من جهة
أخرى وذلك على النحو اآلتي:
الفرع األول
"تعريف قانون التجارة"
تناول الفقهاء قانون التجارة بعديد التعريفات وفقاً للمفاهيم التي يؤمن بها كل منهم،
فاتجه فريق إلى تعريف قانون التجارة استناداً إلى المفهوم المادي أو الموضوعي
وهو الذي يرتكز على( :األعمال التجارية) ،وعرفه فريق آخر استناداً إلى المفهوم
الذاتي أو الشخصي ويرتكز هذا المفهوم على( :التاجر) ثم اتجه فريق ثالث إلى
التعريف المختلط ويستند على( :األعمال التجارية والتاجر)( ،)1وهو ما اتجه إليه
شأنه في ()2
الفقه بغالبيته ،ويعتبر قانون التجارة فرع من فروع القانون الخاص
ذلك شأن القانون المدني ،وعليه نفصل هذه التعريفات مضافاً إليها موقف
القانونين الفلسطيني والقطري وذلك على النحو اآلتي:
أوالً :التعريف المادي لقانون التجارة :عرف البعض قانون التجارة بأنه عبارة
عن مجموعة القواعد القانونية التي تنظم األعمال التجارية فقط ،ولم يتطرق هذا
التعريف لفئة التجار وهو ما يعني أن األصل في التعريف هو األعمال التجارية
دون التاجر ،فقانون التجارة ينظم األعمال التجارية بصرف النظر عن القائم بها
أو الشخص الذي يمارسها سواء كان تاج اًر أم غير تاجر(.)3
وعليه لو قام شخص مدني بممارسة أعمال التجارة فإن القانون الذي يخضع له
أثناء ممارسته للتجارة هو القانون التجاري وليس القانون المدني ،كما لو قام
شخص مدني ببيع سيارته بقصد الربح ،وكذلك لو قام تاجر بممارسة أعمال مدنية
فإن القانون الذي يخضع له أثناء ممارسته لألعمال المدنية هو القانون المدني
وليس القانون التجاري.
وعليه أيضاً فإن تطبيق القانون التجاري يرتبط باألعمال التجارية وليس التاجر،
فأينما تمت األعمال التجارية يتم تطبيق قانون التجارة عليها أياً كان الشخص
الذي قام بممارسة هذه األعمال التجارية ،وسواء كان شخصاً طبيعياً ،أم شخصاً
اعتبارياً كالشركات.
( )1عالية ،سمير ،أصول القانون التجاري ،الطبعة الثانية ،بيروت ،المؤسسة الجامعية للدراسات ،1996 ،ص،8
وانظر :عباس ،محمد حسني ،الوجيز في النظرية العامة للقانون التجاري ،القاهرة ،1969 ،ص ،10وانظر:
القليوبي ،سميحة ،ورضوان ،أبو زيد ،وعبد الظاهر فوزي ،القانون التجاري ،القاهرة ،مكتبة عين شمس،1997 ،
ص. 5
()2
المهدي ،نزيه ،المدخل لد ارسة القانون ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1986 ،ص.9
بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.22 ()3
إن األخذ بهذا التعريف وحده يعني أن التاجر إذا قام بممارسة أعمال مدنية
لغايات تجارية فإنها ال تكون أعماالً تجارية بل تبقى مدنية ،وينطبق عليها القانون
المدني وليس القانون التجاري ،وهو ما يخالف نص القانون الذي اعتبرها أعماالً
تجارية بالتبعية كون التاجر يمارسها ألغراض تجارية.
ثانياً :التعريف الذاتي لقانون التجارة :عرف فريق من الفقهاء قانون التجارة بأنه
عبارة عن مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عمل التجار أثناء ممارستهم لمهنة
التجارة(.)4
ويعني ذلك أن قانون التجارة ال ينطبق على غير التجار حتى ولو قاموا بأعمال
تجارية ،فلو قام شخص مدني غير تاجر بممارسة عمل تجاري فإنه ال يخضع
أثناء ذلك لقانون التجارة ،بل يجب أن يزاول العمل التجاري تاجر حتى يخضع
في عمله هذا للقانون التجاري ،وهذا التعريف تمسك به عدد قليل من الفقهاء،
وتم انتقاده وهو ما سنتحدث عنه الحقاً.
ثالثاً :التعريف المختلط لقانون التجارة :ذهب فريق ثالث إلى تعريف قانون
التجارة بأنه ذلك القانون الذي تنظم قواعده األعمال التجارية وكذلك نشاط التجار
أثناء ممارستهم لمهنة التجارة(.)5
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،عمان ،دار ()5
الشروق للنشر والتوزيع ،1993 ،ص .7وانظر :عالية ،سمير ،أصول القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص،8
وانظر :عباس ،محمد حسني ،الوجيز في النظرية العامة للقانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،10وانظر :القليوبي،
سميحة ،ورضوان ،أبو زيد ،وعبد الظاهر فوزي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،5وانظر :جرادة ،نضال
جمال ،الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني ،الطبعة األولى ،غزة ،1430 – 2009 ،ص،7
وانظر :الخولي ،أكثم أمين ،قانون التجارة اللبناني ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،بيروت ،دار النهضة العربية،
،1967ص ،5وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،بيروت ،دار النهضة العربية للطباعة
والنشر ،1995 ،ص.17
فليس ألي من النظريتين القدرة على االنفراد بتحديد نطاق تطبيق أحكام القانون
التجاري لذلك يتجه غالبية الفقهاء إلى الجمع بين النظريتين لتحديد نطاق أحكام
القانون التجاري(.)6
وهذا التعريف شامل حيث يخضع لقانون التجارة كافة األعمال التجارية حتى لو
صدرت من غير تاجر ،كما يخضع التجار أثناء ممارستهم ألعمالهم التجارية
لقانون التجارة ،حتى لو كانت لهم أعمال باألصل مدنية ويمارسونها لتسهيل
أعمالهم التجارية فإنها تصبح تجارية بالتبعية.
ومن التعريفات التي قيلت بهذا الشأن" :مجموعة القواعد القانونية التي تنظم ما
يسمى بالمعامالت التجارية والتي تطبق على فئة معينة من األشخاص يطلق
عليهم التجار( ،)7كذلك عرف البعض قانون التجارة بأنه" :مجموعة القواعد
القانونية التي تهتم بتنظيم األعمال التجارية ،ونشاط التاجر في ممارسته حرفة
التجارة والمحل التجاري وااللتزامات التجارية وعمليات البنوك واألوراق التجارية
واإلفالس وغير ذلك من المجاالت التي تهم التجارة(.)8
رابعاً :موقف القانون الفلسطيني والقانون القطري :المشرع التجاري الفلسطيني
لم يذكر تعريفاً لقانون التجارة لكنه أخذ بمحتويات التعريف المختلط فنص على
أن أحكام قانون التجارة تسري على األعمال التجارية والتجار.
"تسري أحكام هذا القانون على األعمال التجارية والتجار(.)9
أما القانون القطري فقد عرف صراحة قانون التجارة بأنه القانون الذي يسري على
التجارة واألعمال التجارية سواء قام بها تاجر أو غير تاجر وعليه يكون قد أخذ
بالتعريف المادي.
القليوبي ،سميحة ،القانون التجاري ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1981 ،ص.25 ()6
قايد ،محمد بهجت ،القانون التجاري ،الطبعة الثالثة ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،2002 ،ص.1 ()7
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،جامعة بنها ،كلية الحقوق ،ص.2 ()8
المادة " " 1من قانون التجارة الفلسطيني رقم " " 2لسنة .2014 ()9
"تسري أحكام هذا القانون على التجارة ،وعلى جميع األعمال التجارية التي يقوم
بها أي شخص ولو كان غير تاجر(.)10
نخلص مما تقدم إلى أن اختالفاً بين الفقهاء والتشريعات قد حدث بشأن تعريف
قانون التجارة فمن التشريعات تلك التي أخذت بنظرية األعمال التجارية ،أي أن
القانون التجاري ينطبق على األعمال التجارية بصرف النظر عن القائم بها تاج اًر
كان أو غير تاجر ومنها التشريع القطري وأيدها بعض القانونيين ،ومنها من أخذ
بنظرية التاجر ،أي أن القانون التجاري ينطبق على فئة التجار دون غيرهم ،وأخذ
بها أيضاً بعض القانونيين ،وهناك تشريعات تبنت النظرية المختلطة ومنها التشريع
الفلسطيني وأيد هذه النظرية الغالبية العظمى من الفقهاء ،ومفادها أن القانون
التجاري ينطبق على األعمال التجارية والتاجر.
الفرع الثاني
" الصفات المميزة لقانون التجارة "
تتصف التجارة بعدة صفات من أهمها العمل على تحقيق األرباح في خالل مدة
()11
قصيرة ولذلك فإن المعامالت التجارية تتسم بالسرعة وتحتاج الئتمان قوي
يهدف إلى إيجاد الثقة ،كما تتطلب التجارة وجود العالنية التجارية حفاظاً على
الحقوق ،ولذلك فإن قانون التجارة وضع قواعد تساعد التجار على تحقيق ربحهم
ويسر من اإلجراءات التي تؤدي إلى سرعة المعامالت التجارية ووضع أحكاماً
لتقوية االئتمان ،وفرض على التجار القيام بإجراءات العالنية التجارية ونفصل
هذه الصفات على النحو اآلتي:
المادة " " 1من قانون التجارة القطري رقم " " 27لسنة .2006 ()10
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة العربية، ()11
،2005ص.7
أوالً :االتفاق مع هدف تحقيق األرباح :ال يزاول التجار أعمالهم التجارية عبثاً،
بل يهدف كل تاجر من خلف تجارته إلى تحقيق األرباح( )12وهو الهدف األول
من التجارة ،فالتجارة تعني المضاربة على السلع والبضائع من أجل تحقيق
()13
التي تمكنهم من االستمرار في تجارتهم وتوسيعها وتطويرها إن أمكن األرباح
ذلك ،إضافة إلى تحمل أعباء الحياة بأشكالها المختلفة ،والذي يميز العمل التجاري
عن العمل المدني في األساس هو قصد تحقيق الربح ،فال معنى للتجارة بغير
الربَا(.)14 ذلك ،وهو ما أكده هللا سبحانه وتعالى حينما قالَ " :و َأ َح َّل َّ
َّللا ُ ا ْلبَ ْي َع َو َح َّرمَ ِّ
وقد نص القانون القطري على أن" :األعمال التجارية بصفة عامة هي األعمال
التي يقوم بها الشخص بقصد المضاربة ولو كان غير تاجر ،والمضاربة هي
توخي الربح بطريقة تداول المعامالت(.)15
ولذلك تماشى قانون التجارة مع هذا الهدف ،بل وسعى المشرع لفرض أحكام
تساعد التجار على تحقيق األرباح سواء كان من يمارس األعمال التجارية
أشخاص طبيعية (أفراد) أو أشخاص اعتبارية (شركات تجارية) ،فمثالً فرض
القانون في الشركات التجارية توزيع األرباح على الشركاء واعتبر ذلك قاعدة آمرة
متعلقة بالنظام العام وال يجوز االتفاق على خالفها ،وبالتالي ال يجوز حرمان أي
شريك من األرباح وال اعفاء أي شريك من الخسائر فإذا وقع ذلك فإن شرطي
الحرمان أو االعفاء يعتب ارن باطلين.
كما ابتعد قانون التجارة عن فرض قواعد شكلية معقدة كما القانون المدني ،هذه
القواعد الشكلية لو تم التقيد بها فإنها تؤدي إلى النفور وبالتالي يؤثر ذلك على
( )12دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،بيروت ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،1995 ،ص.10
بارود ،حمدي محمود ،أحكام قانون التجارة ،النظرية العامة ،الطبعة الخامسة ،غزة ،مكتبة القدس2016 ، ()13
– 1437هـ ،ص.9
()14
سورة البقرة ،آية.275 :
المادة " " 3من قانون التجارة القطري. ()15
النشاط التجاري بوجه عام وعلى صفة تحقيق األرباح بوجه خاص ،فاألرباح
تتحقق كلما تحقق المزيد من الصفقات وهذا بدوره يحتاج للسرعة.
ثانياً :اإلسهام في سرعة التعامل التجاري :لم تكن قواعد القانون المدني تصلح
لتطبيقها على المسائل التجارية التي تزداد تطو اًر بشكل ملحوظ مما يجعلها في
حاجة دائمة لتحقيق مبدأ السرعة( ،)16كون السرعة لها أهمية كبيرة في الحياة
التجارية ولذلك تم تخصيص قواعد قانونية تنسجم مع ما تتطلبه التجارة من سرعة
لتحقيق أكبر قدر من الربح في أقصر مدة ممكنة ،والزيادة في الربح ال تتحقق
إال بزيادة النشاط التجاري ،فالصفقات كلما زادت فإن الربح تبعاً لذلك يزيد،
والعكس صحيح ،ولذلك تم فصل القانون التجاري عن القانون المدني ،حيث تسهم
قواعد القانون التجاري في زيادة األرباح خالف ما هو عليه الحال في القانون
المدني الذي يحتوي على قواعد قانونية شكلية(.)17
إن إسهام قواعد القانون التجاري في تحقيق سرعة التعامل التجاري كان واضحاً
من خالل االبتعاد عن القواعد التي تتطلب إجراءات معقدة ال تتالءم وسرعة
المعامالت التجارية ،فالتجار كما نعرف يعقدون صفقات تجارية سريعة دون كتابة
هذه العقود ،ومن المبادئ التي نص عليها قانون التجارة انسجاماً مع سرعة
التعامل التجاري ما يلي:
-1حرية االثبات في المعامالت التجارية ،حيث يمكن االثبات بكافة طرق
االثبات.
-2التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة فيما يخص المعامالت التجارية.
( )16محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،3وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري،
طرابلس ،مطبعة االنتصار ،1993 ،ص ،12وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة ،الجزء األول،
بيروت ،عويدات للنشر والطباعة ،1999 ،ص.19
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.3 ()17
-3عدم منح المدين مهلة قضائية للوفاء بالديون التي تتعلق بالمعامالت
التجارية.
ثالثاً :العمل على تقوية االئتمان :من الصفات المميزة لقانون التجارة أنه عمل
على تقوية االئتمان( ،)18واالئتمان هو منح اآلجال للمدينين كي يقوموا بتسديد ما
عليهم من ديون في أوقات محددة نتيجة التعامل التجاري ،والتجارة قائمة على
ذلك ،وقد اعتاد التجار على التعامل بمبدأ اآلجال بل أصبح االئتمان هو الصورة
الغالبة في المعامالت التجارية ،إذ ال يتصور استمرار التجارة التي تعتبر عمود
االقتصاد في العالم بدون منح اآلجال التي بموجبها يستطيع التجار االستمرار
في تجارتهم ،فالتاجر الذي يمنح أجالً لسداد دينه ،هو نفسه يقوم بمنح هذا األجل
لتاجر آخر كي يقوم بسداد دينه وهكذا.
إن التعامل بمبدأ منح اآلجال (االئتمان) أوجب على المشرع سن قواعد قانونية
تحمي هذا االئتمان وتقويه ،فمن غير المعقول أن يمنح التاجر تاج اًر آخر مدة
لسداد الدين دون وجود قواعد قانونية تحميه وال تكون على غرار تلك القواعد
القانونية في القانون المدني.
ومن هذه القواعد النص على المسؤولية التضامنية للشركاء تجاه الغير ،حيث
اعتبر القانون أن مسؤولية الشركاء في شركة التضامن مسؤولية تضامنية غير
محدودة عن التزامات وديون الشركة.
رابعاً :العالنية التجارية للتاجر :يقصد بالعالنية التجارية قيام التاجر باإلعالن
عن نشاطه التجاري وتلك األعمال التي يقوم بها ،ويهدف المشرع من ذلك حماية
الغير الذي يتعامل مع التاجر ويثق به ،ومن اإلجراءات التي يتوجب على التاجر
إعالنها هو القيد في السجل التجاري ،حيث فرض القانون على التاجر تقييد اسمه
وتجارته في السجل التجاري كي يطلع على ذلك الغير ،ومن ذلك شهر األحكام
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص ،7وانظر :كوماني ،لطيف ()18
()19
بارود ،حمدي محمود ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.11
المطلب الثاني
"عالقة قانون التجارة بالقانون المدني"
ينقسم القانون إلى قانون عام وقانون خاص ،فالقانون العام هو عبارة عن مجموعة
القواعد القانونية التي تعتبر الدولة كصاحبة سيادة وسلطة عليا أو أحد مكوناتها
طرفاً أساسياً فيها ،أما القانون الخاص فهو عبارة عن مجموعة القواعد القانونية
التي تحكم عالقات األفراد فيما بينهم وإذا كانت الدولة طرف فإنها تكون طرفاً
عادياً وليست بوصفها صاحبة سيادة ،والقانون العام يضم القانون الدستوري
والجنائي واإلداري والدولي العام ،ويعتبر القانون التجاري فرع من فروع القانون
الخاص شأنه في ذلك شأن القانون المدني الذي يعتبر أيضاً فرع من فروع القانون
الخاص وكذلك القانون البحري والجوي ،وقانون المرافعات المدنية والتجارية،
والقانون الدولي الخاص.
وإذا كان القانون المدني ينظم كافة العالقات الناشئة بين األفراد بصرف النظر
عن نوعيتها أو صفة القائم بها ،فإن القانون التجاري ينظم عالقات خاصة هي
العالقات التجارية الناشئة بين األفراد ويخضع له التجار واألنشطة التجارية(،)20
وهو ما عبرنا عنه سابقاً بالمفهوم المختلط أو النظرية المختلطة التي عليها الفقه
بأغلبيته.
إن التطور التجاري الحاصل في العالم برمته وظهور الشركات التجارية على
كافة أشكالها وأنواعها مما يتطلب السرعة وزيادة االئتمان فرض تخصيص قواعد
قانونية منفردة عن تلك القواعد المنصوص عليها في القانون المدني ،فبات من
الضروري وجود القانون التجاري بشكل منفصل عن القانون المدني ،ومع ذلك
فالقانون المدني يعتبر عصب القانون الخاص وعموده الفقري ،وهو الشريعة
()20
بارود ،حمدي محمود ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.13
العامة لكافة فروع القانون الخاص( ،)21ولذلك فإن القانون المدني يعتبر مصد اًر
من مصادر القانون التجاري ،وفي حالة عدم وجود نص قانوني في القانون
التجاري لمسألة معينة فإنه يتعين البحث في القانون المدني وتطبيق ما يرد فيه
من نصوص بشأن تلك المسألة التجارية.
وأما عن فكرة استقالل القانون التجاري عن القانون المدني فقد تناولها رأيان
فقهيان تمثل األول فيهما بنظرية وحدة القانون الخاص وتمثل الثاني في نظرية
ازدواجية القانون الخاص ونتحدث عنهما فيما يلي:
الفرع األول
"نظرية وحدة القانون الخاص"
أصحاب هذه النظرية قالوا بعدم جواز انفصال القانون التجاري عن القانون المدني
ورفضوا فكرة االستقاللية ،22على اعتبار أن القانون المدني شامل ألحكام القانون
التجاري وهو الشريعة العامة لكافة فروع القانون الخاص ،وعلى اعتبار أن الحياة
المدنية والحياة التجارية متداخلتان ومتمازجتان ،فمثالً يجوز لغير التجار التوجه
للبنوك وطلب االئتمان وفتح الحسابات الجارية والتعامل باألوراق التجارية مثل
استخدام الشيكات والكمبياالت واستثمار أموالهم في شراء األسهم وبيعها أو
تداولها(.)23
( )21عوض ،علي جمال الدين ،الوجيز في القانون التجاري ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة العربية،1975 ،
بند.1
22
العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.17
()23
http://cte.univ-setif.dz/coursenligne/droitcommercial/chapit 5.html
وعليه ال معنى الستقالل القانون التجاري عن القانون المدني ويسمى أصحاب
هذه النظرية بـأنصار إدماج القانون التجاري بالقانون المدني ،حيث ذهبوا إلى
ضرورة القيام بعملية دمج قواعد القانون التجاري في قواعد القانون المدني.
كما يرى أصحاب هذه النظرية أنه ال معنى لعملية الفصل بين القانون التجاري
والقانون المدني طالما أن النظرية العامة لاللتزامات واحدة في القانونين التجاري
والمدني ،حيث أن النظرية العامة في القانون التجاري هي نفسها النظرية العامة
في القانون المدني ،وبالتالي ال جدوى من عملية الفصل بينهما وال فائدة ،ولذلك
فال مانع من التوحيد الذي يجنبنا صعاباً كثيرة خاصة تلك التي تتعلق بالتفرقة
بين العمل التجاري والعمل المدني ،ومعايير هذه التفرقة ،كذلك فإن التجارة
أصبحت مفتوحة للجميع ولم تعد خاصة بطائفة محددة( ،)24حيث أن الطائفية
هي التي فرضت وجود التشريع التجاري(.)25
ويرى أيضاً أصحاب هذه النظرية إلى أنه ال يوجد ما يستدعي وجود حواجز بين
القانون التجاري والقانون المدني ،خاصة بعد لجوء الفرد العادي الستعمال
األساليب التجارية فمثالً استعمال الكمبياالت والشيكات وفتح حساب جاري في
البنك وشراء األسهم لم يعد يقتصر على التجار بل أصبح المدنيون
يستخدمونها(.)26
وقد تساءل أصحاب هذا الرأي لماذا تقتصر الميزات الخاصة بالقانون التجاري
به دون غيره؟ ما الذي يمنع أن تكون هذه الميزات في القانون المدني؟ فالسرعة
واالئتمان كما أنهما عنصران ضروريان في الحياة التجارية فإنهما كذلك في الحياة
المدنية.
يونس ،علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،18وانظر :بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت ()27
،2011ص ،16وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.10
ال تراعي السرعة وال االئتمان كما لو خصص لها قواعد خاصة ،ويسمى أصحاب
هذا الرأي بأنصار استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني فالمعامالت
التجارية تختلف عن المعامالت المدنية من حيث أن قوامها السرعة من جهة
والثقة واالئتمان من جهة أخرى ،لذا تحتاج إلى قواعد قانونية متميزة تضمن
استم اررية المبادالت التجارية في ظروف تتميز بالطمأنينة واألمان ،ومن أهم هذه
القواعد قاعدة التضامن المفترض بين المدينين ونظام اإلفالس ،والقيد في السجل
التجاري ،وقاعدة حرية االثبات ،أما المعامالت المدنية فال تعتمد بشكل أساسي
على االئتمان ،لذا تخضع للقانون المدني الذي يقر قواعد أو مبادئ قانونية تتوجه
نحو توفير حماية أكبر للطرف الضعيف وتكفل تحقيق مصلحته ومثالها :تقييد
حرية االثبات ،وبما أن لكل من المعامالت المدنية والمعامالت التجارية
خصوصيتها فإنه ال يجوز نقل بعض األنظمة التجارية للقانون المدني ألن ذلك
سيؤدي إلى اضطراب وعدم استقرار المعامالت واإلضرار بمصالح المتعاملين
في إطار القانون المدني بدال من تحقيق الفائدة لهم.
أما فيما يخص الدول التي يبدو ظاهريا أنها تأخذ بوحدة القانون المدني والتجاري
فإنها في الحقيقة تأخذ بوحدة التقنين فقط ذلك أنها تفرد للمعامالت التجارية أحكاما
خاصة ترد في شكل أبواب أو فصول يتضمنها التقنين المدني(.)29
نخلص مما تقدم إلى أن هذه النظرية أخذت بضرورة فصل قانون التجارة عن
القانون المدني وذلك تماشياً مع ما تتطلبه التجارة من قواعد قانونية خاصة ترتقي
وطموحات التجار والتطور االقتصادي المتسارع ،فرفضت فكرة عدم االستقاللية
استناداً إلى أن قواعد القانون المدني ال تتماشى مع ما تتطلبه التجارة.
()29
، http://cte.univ-setif.dz/coursenligne/droitcommercial/chapit 5.htmlوانظر :العطير،
عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.13
المطلب الثالث
"التطور التاريخي لقانون التجارة"
القانون التجاري وليد البيئة التجارية والتجارة( ،)30والتجارة نشاط إنساني بدأت منذ
القدم ،وقد بدأت الحاجة إلى التبادل التجاري فتم استخدام النقل بواسطة األنهار،
وتطور النقل ليصبح استخدامه عن طريق البحار ،وقد كان البحر األحمر من
أقدم الطرق التجارية في العالم ،أما البحر األبيض المتوسط فقد جابته السفن منذ
أكثر من ألفي عام قبل الميالد(. )31
ولذلك فقد ساهمت التجارة بشكل فعال في اتصاالت حضارات الشعوب القديمة
رغم اختالف طابع هذه الحضارات.
رغم ذلك فإن ظهور التجارة ال يرتبط بتشريع القانون التجاري ،فال تالزم بين
ظهورهما وليس أدل على ذلك من عدم إفراد قواعد قانونية تجارية خاصة بالمسائل
التجارية ،فالكثير من التشريعات كانت وبعضها ما زال ال يخصص قانوناً تجارياً
مستقالً للمعامالت التجارية بل تسري على هذه المعامالت أحكام قوانين أخرى
مثل القانون المدني.
وفي الواقع فانه ليس من السهل التعرف على األصول األولى لنشأة القانون
التجاري ،ذلك أنه نشأ من مجموعة العادات واألعراف التي استقرت بين طبقة
التجار وبذلك كانت نشأته عرفية غير مكتوبة( ،)32وقد قسم فقهاء القانون التجاري
تاريخ القانون التجاري إلى ثالثة عصور هي :العصر القديم ،العصور الوسطى،
والعصور الحديثة ،ونتحدث عن كل عصر فيما يلي:
صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،القسم األول ،بغداد ،دار الحكمة ،1987 ،ص.3 ()30
()31
بدر ،محمد ،تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ،القاهرة ،مطبعة جامعة القاهرة ،1981 ،ص.58
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة العربية، ()32
،2005ص.24
الفرع األول
"العصر القديم"
لقد نشأ القانون التجاري من مجموعة من العادات واألعراف حيث اعتاد التجار
القيام بها ،ومع مرور الزمن أصبحت قواعد قانونية ملزمة تنظم وتحكم المعامالت
التجارية ،فإذا نشب خالف بين التجار سرعان ما يحتكمون لهذه القواعد التي
أصبحت ملزمة وقد اعتادوا عليها أصالً ورضوا بها وإذا تحدثنا عن العصر القديم
فإن البابليون قد عرفوا الكثير من قواعد التجارة خاصة تلك التي تنظم الفائدة
وتحرم الربا ،فقد عرفوا القرض بفائدة والوديعة التجارية والوكالة بالعمولة كما
عرفوا الشركة(.)33
()34
كما عرف الفينيقيون التجارة وأبدعوا بها وخصوصاً مجال التجارة البحرية
وكذلك عرفوا نظام الخسائر العمومية ،أو كما يسميه البعض نظام الرمي في
البحر( ،)35بمعنى أنه إذا تعرضت للغرق ألي سبب كان كما لو تعرضت لعاصفة
قوية ،أو ارتطمت بصخرة ،وكان حملها ثقيالً ودعت الحاجة لتخفيف هذا الحمل،
بمعنى أنه ال مجال إلنقاذها من الغرق إال بإلقاء بضاعتها أو مواد موجدة عليها
أو أية أثقال لتخفيف هذه األثقال وتم بالفعل القاء بعض المواد لتخفيف الحمل
فإن كافة األطراف تشترك في الخسارة الناجمة عن تخفيف هذا الحمل ،وقد سميت
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،22وانظر :القليوبي، ()33
( )36عبد الباقي ،سامي ،قانون األعمال ،األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري ،القاهرة ،دار النهضة العربية،
،2008 – 2007ص ،11وانظر :صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،3وانظر :الشرقاوي،
محمود سمير ،القانون البحري ،1987 ،ص.11
الشرقاوي ،محمود سمير ،القانون التجاري ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1986 ،ص،16 ()37
وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.23
صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.4 ()38
أما المصريون فقد انصب اهتمامهم في العصور األولى على الزراعة بسبب وجود
وادي النيل وكان اليهود والكلدانيين هم الذين يهتمون بالتجارة ،وقيل بأن قدماء
المصريين قاموا بالتبادل التجاري مع الدول المجاورة كاليمن وما جاورها من دول
ووصلت تجارتهم من جهة الشمال حتى وصلت إلى جزيرة كريت(.)39
وقد قدس الرومانيون الزراعة التي كانت مصدر رزقهم ،أما التجارة فتركوها للعبيد
على أساس أنها أعمال دنيا يترفع عنها الرومان األحرار.
كما نالحظ أن الرومان اهتموا كثي ار بالقانون المدني والشكلية المفرطة التي ال
تخدم القانون التجاري(.)40
أما األجانب في اإلمبراطورية الرومانية الذين يمارسون التجارة احتكموا لقواعد
قانونية خاصة بهم كانت تسمي بقانون الشعوب حيث تضمن هذا القانون قواعد
تجارية خاصة بنظام الخسارات البحرية ونظام القرض البحري ونظام اإلفالس،
قانون الشعوب هذا كان قانوناً مرناً وخالياً من كافة القواعد الشكلية المعقدة.
نخلص مما تقدم إلى أن العصور األولى شهدت ظهو اًر للمعامالت التجارية،
حيث اعتاد التجار على مجموعة من األعراف والعادات أصبحت بعد ذلك قواعد
قانونية ملزمة ،وقد عرف البابليون التجارة ومن ذلك نظام القرض بفائدة ،وكذلك
الفينيقيون ومن ذلك نظام الخسائر العمومية ،وعرف أيضاً اإلغريق التجارة ومن
ذلك نظام القرض البحري ذو الفائدة المرتفعة ،أما المصريون فقد كانوا يعملون
في الزراعة والفالحة وكان اليهود في مصر والكلدانيون يعملون في التجارة.
عبد الرحيم ،ثروت علي ،القانون التجاري المصري ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1995 ،ص.14 ()39
التجارية ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،2000 ،ص ،52وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في
شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.23
الفرع الثاني
"العصور الوسطى"
بدأت العصور الوسطي منذ سقوط اإلمبراطورية الرومانية فقد حدثت غارات شنها
الجرمانيون مما أدى إلى انقسام اإلمبراطورية الرومانية وذلك إلى دويالت سميت
()41
بعد ذلك باسم الجمهوريات اإليطالية ،وعلى إثر االنقسام ظهرت اإلقطاعيات
وبموجبها لم يعد هناك حرية لألفراد في جميع المجاالت ومنها حرية التنقل التي
تعتبر أساساً للعمل التجاري.
واستمر الوضع على ما هو حتى ظهور الديانة المسيحية وقد كانت تحرم مزاولة
التجارة على اعتبار أن التجارة كان أساسها التعامل بالربا ،تحريم التجارة دفع
بالمسيحيين إلى البحث عن وسائل أخرى تحافظ على أموالهم وتنميها فأوجدوا
نظام التوصية وهو األساس الذي قامت عليه شركة التوصية بعد ذلك.
ومن خالل نظام التوصية يقوم أحد األشخاص أو أكثر بدفع مبلغ من المال آلخر
أو آلخرين حيث يقوم اآلخرون بممارسة التجارة ويحصل على إثر ذلك على قدر
من األرباح وإذا كانت هناك خسارة فإنه يشارك فيها بنسبة ما قدم من أموال في
رأس المال ومع نشوب الحروب الصليبية زاد التبادل التجاري بين دول الشرق
والغرب ،فانتعشت التجارة وزادت األسواق في أوروبا وفرنسا وطغت األعراف
والعادات الدولية على التعامالت التجارية في األسواق.
ثم تولى رؤساء وشيوخ الطوائف الفصل في المنازعات التجارية حسب ما استقرت
عليه األعراف والعادات التجارية التي تختلف من طائفة ألخرى ،هذا القضاء بين
الطوائف ساهم كثي اًر في نشأة القانون التجاري(.)42
()43
زناتي ،محمود سالمة ،النظم االجتماعية والقانونية عند العرب قبل اإلسالم ،1986 ،ص.26
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.11 ()44
الفرع الثالث
"العصور الحديثة"
بدأت العصور الحديثة مع ظهور اإلمبراطورية العثمانية ،هذه اإلمبراطورية التي
سيطرت على أغلبية أوروبا وآسيا ،مما أدى إلى انتقال التجارة من البحر المتوسط
إلى المحيط األطلسي(.)45
إن ظهور اإلمبراطورية العثمانية ساهم بشكل كبير في ظهور التجارة وتنشيطها
وزيادة حجم التبادل التجاري كما ساهمت اإلمبراطورية في إيجاد طريق رأس
الرجاء الصالح وكذلك األميركيتين ،وهو ما أدى إلى نقل بعض الثروات إلى
أوروبا مثل الذهب الذي ساهم في نشأة البنوك والتعامل بالنقد واألعمال المصرفية
بشكل عام(.)46
على إثر اكتشاف هذه الثروات الهامة قامت الشركات االستعمارية الكبرى ،كشركة
()47
التي تعتمد على توفير الهند الشرقية واعتبرت أساس نشأة شركة المساهمة
مبالغ مالية كبيرة وللحفاظ على األموال الكبيرة للناس وبسبب قيام بعض شركات
المساهمة بنشاطات غير مشروعة تدخل المشرع ونظم أحكامها وسن قواعد قانونية
تحكمها.
نخلص مما تقدم إلى أن العصور الحديثة والتي شهدت ازدها اًر في التجارة كانت
مع بداية ظهور اإلمبراطورية العثمانية حيث زاد التبادل التجاري وتم اكتشاف
الذهب والتعامل بالنقد واألعمال المصرفية وساهمت إلى حد كبير في ظهور
شركات المساهمة التي تعتمد على توفير مال كبير وهو ما أدى إلى تدخل المشرع
فسن قواعد قانونية متعددة لتنظيم نشاط هذه الشركات.
الشرقاوي ،محمود سمير القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ، 18وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في ()45
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()48
ص ،18وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.16
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،25وانظر :بريري ،محمود مختار ،قانون ()49
المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص ،22وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة ،مرجع سابق،
ص ،23وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،الطبعة الثانية ،بيروت ،الدار الجامعية،1985 ،
ص.10
( )50بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.22
الحصر ،إنما ذكرها دوماً يأتي على سبيل المثال بسبب التطور الحاصل في
الحياة التجارية واستمرار تدفق أعماالً جديدة لم تكن موجودة من قبل.
فلو قام شخص بعمل فكيف يمكن تحديد هذا العمل إن كان تجارياً أو مدنياً
خاصة في حالة عدم ذكر هذا العمل في القانون ،أو أن صورته لم تكن موجودة
من قبل؟ فإذا كان قانون التجارة ينطبق على األعمال التجارية فكيف لنا إيجاد
معيار واضح يميز العمل التجاري عن غيره؟
كما أن هذه النظرية تضيق من نطاق تطبيق أحكام القانون التجاري حيث توجد
أحكام خاصة بالمقاوالت التي تمارس على سبيل االحتراف وقواعد خاصة بالتجار
كالدفاتر التجارية هذه األحكام يجب ذكرها والحرص عليها(.)51
نخلص مما تقدم إلى أن النظرية المادية أو النظرية الموضوعية كما يسميها
البعض تتبنى األعمال التجارية كمعيار لتطبيق قانون التجارة ،حيث تخضع
األعمال التجارية ألحكام قانون التجارة سواء كان من يقوم بها تاج اًر أم غير تاجر
وهو ما يستدعي ضرورة تحديد األعمال التجارية.
وقد تعرضت هذه النظرية لالنتقاد على أساس أنها تضيق من نطاق تطبيق أحكام
القانون التجاري ،كما أن هذه النظرية يصعب معها تحديد العمل التجاري من
غيره ،إذ يحتاج األمر لمعيار واضح يميز العمل التجاري عن غيره في ظل
صعوبة إيجاد هذا المعيار أصالً.
الفرع الثاني
النظرية الذاتية" :الشخصية"
أصحاب هذه النظرية هم الذين عرفوا القانون التجاري بأنه القانون الذي ينظم
نشاط التجار بمناسبة القيام بمهنهم التجارية ،وهو ما يعني استبعاد غير التاجر
من نطاق تطبيق القانون التجاري ،فإذا قام شخص مدني ببيع سيارته الخاصة
فال يعد عمله هذا عمالً تجارياً وال يخضع ألحكام القانون التجاري ،وعليه يشترط
()52
بارود ،حمدي محمود ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص ،32وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح
القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،16وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة ،مرجع سابق،
ص.23
( )53القليوبي ،سميحة ،القانون التجاري ،الجزء األول ،مرجع سابق ،ص ،25وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط
في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.19
ويعني ذلك أن القانون التجاري ينطبق على األعمال التجارية أياً كان القائم بها
مدنياً كان أم تاج اًر ،كما ينطبق على التجار خالل ممارستهم لمهنهم التجارية
وهو ما ذهب إليه قانون التجارة الفلسطيني حيث نص على أن أحكام القانون
التجاري تنطبق على األعمال التجارية وعلى فئة التجار ،فانطباقه على األعمال
التجارية هو األخذ بالنظرية المادية ،وانطباقه على التجار هو األخذ بالنظرية
الذاتية.
نخلص مما تقدم إلى أن هذه النظرية أخذت بمعيار مختلط ،حيث يخضع التاجر
وغيره لقانون التجارة إذا مارس العمل التجاري ،وأيضاً أعمال التاجر لغايات
تجارية تخضع لقانون التجارة ،وقد تبنى المشرع الفلسطيني هذه النظرية وعليها
كان أغلب التشريعات وغالبية الفقه.
المطلب الثاني
"مصادر القانون التجاري"
على أنه" :بما ال يتعارض مع مبادئ الشريعة ()54
نص القانون الفلسطيني
اإلسالمية:
-1يسري على المواد التجارية ما اتفق عليه المتعاقدان ما لم يتعارض هذا
االتفاق مع النظام العام.
-2فإن لم يوجد اتفاق سرت نصوص هذا القانون بما ال يتعارض مع أحكام
القوانين الخاصة التي تحكم المسألة التجارية ذاتها.
-3فإن لم يوجد سرت قواعد العرف التجاري والعادات التجارية ويقدم العرف
الخاص أو المحلي على العرف العام.
-4فإن لم يوجد سرت أحكام القانون المدني.
-5فإن لم يوجد سرت أحكام االتفاقيات الدولية التي تحكم المسألة التجارية ذاتها.
الفرع األول
"المصادر الرسمية"
ويقصد بالمصادر الرسمية تلك المصادر التي يتم اللجوء إليها أوالً بشأن ما يتعلق
بالمسائل التجارية المختلفة ،وتتنوع هذه المصادر لتشمل العقد بصفته مصد اًر
رسمياً أولياً ،ثم القانون التجاري "القواعد الخاصة" ،ثم القانون التجاري "القواعد
العامة" ،ثم العرف التجاري ثم القانون المدني ثم االتفاقيات الدولية ونتحدث عن
كل منها على النحو اآلتي:
أوالً :العقد :إبرام العقود وعقد الصفقات هو المظهر الخارجي والرئيسي لألنشطة
التجارية( ،)56فأصل المعامالت التجارية هو االتفاق ،بمعنى أنها رضائية ،ولذلك
فإن أول ما يمكن الرجوع إليه هو اتفاق األطراف أي العقد ،وهو المصدر الرسمي
األولي وعليه إذا عرض نزاع يخص مادة تجارية معينة على القضاء فإن القضاء
ينظر في العقد المبرم بين أطرافه ،فإن وجد حالً لهذا الخالف تمسك به ،ذلك أن
العريني ،محمد فريد ،ودويدار ،هاني ،مبادئ القانون التجاري والبحري ،اإلسكندرية ،دار الجامعة الجديدة ()56
عبد الباقي ،سامي ،قانون األعمال ،األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري ،ص.26 ()57
رابعاً :العرف التجاري والعادات التجارية( :)58العرف هو اطراد سلوك التجار على
اتباع قاعدة معينة في معامالتهم التجارية على نحو يولد لديهم اعتقاداً في الزامها
وضرورة احترامها( )59أي هو ما اعتاد التجار على فعله ،وقد انقسم الفقهاء بشأن
التفرقة بين العرف والعادة ،حيث ذهب البعض إلى أنه ال يوجد أي فرق بينهما،
وما يهمنا هنا هو معرفة درجة العرف لتطبيقه على المسألة التجارية المختلف
بشأنها والمطروحة على القضاء حيث يلجأ القاضي لتطبيق العرف إذا لم يكن
هناك اتفاق بين األطراف ولم تشمل القواعد الخاصة حكماً لهذه المسألة وال القواعد
العامة كذلك ،وعليه يلجأ القاضي للعرف ولكن يبدأ بتطبيق العرف الخاص
بالمسألة التجارية ،فلو كان الخالف بين تجار األقمشة مثالً فيطبق القاضي
العرف الخاص بهذه التجارة ،ولو كان الخالف بين تجار قرية معينة فإن القاضي
يطبق أوالً العرف الخاص بهذه القرية ،فإذا لم يجد القاضي حكماً للمسألة التجارية
في العرف الخاص فإنه يلجأ للعرف العام ،وفي مثالنا السابق يلجأ القاضي لعرف
التجارة بشكل عام ،وقد أجاز البعض تطبيق العرف قبل قواعد القانون المدني
اآلمرة حتى ولو كانت تخالفها(.)60
خامساً :القانون المدني( :)61سبق وأن أشرنا إلى أن القانون المدني هو الشريعة
العامة لفروع القانون الخاص ،فإذا ثار الخالف بشأن مسألة تجارية معينة فإن
القاضي إذا لم يجد اتفاقاً يخص ذلك أو قواعد قانونية خاصة بتلك المسألة أو لم
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()58
ص ،25وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.21
( )59طه ،مصطفى كمال ،القانون التجاري ،االسكندرية ،الدار الجامعية للنشر والتوزيع ،1991ص ،37وانظر:
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.24
البارودي ،علي ،القانون التجاري ،األعمال التجارية والمنشأة التجارية وشركات األشخاص ،القاهرة ،دار ()60
( )62محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،22وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري
اللبناني ،مرجع سابق ،ص.36
ثانياً :آراء الفقهاء :قد يلجأ القاضي آلراء الفقهاء فيسترشد بها ،63والفقهاء هم
علماء القانون ولم يأمر النص الفلسطيني القاضي بأي مصدر يسترشد أوالً،
فللقاضي االسترشاد بآراء الفقهاء حتى ولو كان يوجد حكم سابق في القضاء وله
أن يسترشد بالحكم السابق ويترك آراء الفقهاء أو العكس أو يتركهما ويطبق مبادئ
العدالة ،فللقاضي سلطة تقديرية كاملة ،أي المصادر رأى فله أن يأخذ به دون
غيره.
وعليه يجوز للقاضي أن يستعين بالمؤلفات القانونية واألبحاث فقد ساهمت هذه
األبحاث في تفسير القواعد التشريعية وبيان عيوبها ،كما أن الفقه بشكل عام يلعب
دو اًر مهماً في اثبات القاعدة العرفية حيث يقوم بتفسير تلك القواعد وتأصيلها
وصياغتها حتى تقدم إلى المشرع في صورة اقتراحات أو مشروعات قوانين(.)64
ثالثاً :مبادئ العدالة :قد يسترشد القاضي بقواعد العدالة ومن قواعد العدالة مثالً
االستقامة التجارية وهي سلوك يتحلى بها التاجر فيعرف بين التجار بأنه مستقيم
ونزيه أثناء مزاولته لألعمال التجارية فإذا عرضت مسألة تجارية مختلف بشأنها
وأحد أطرافها هذا التاجر النزيه وكانت الدعوى المرفوعة ضده مثالً تتعلق
بالمنافسة التجارية فالقاضي استناداً إلى االستقامة التجارية يقدر مدى اعتبار
سلوك التاجر تجاه منافسيه منافسة مشروعة أو غير مشروعة(.)65
والقاضي غير ملزم في ذلك فله سلطة تقديرية تخوله بأن يطبق مبادئ العدالة
من عدمها.
63
العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.38
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.23 ()64
المطلب األول
"معايير التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني"
نتحدث في نظرية قصد تحقيق الربح ،ونظرية انتقال الثروات ،ونظرية المشروع
التجاري ،ونظرية الحرفة التجارية وذلك على النحو اآلتي:
الفرع األول
()66
نظرية قصد تحقيق الربح أو المضاربة
"ليون كان ،ورينو"
المضاربة تعني السعي وراء تحقيق الربح أو وضع رأس مال معين في عمل
معين بقصد الحصول على ربح من ورائه(.)67
ويقصد أصحاب هذه النظرية من طرحها أن العمل يعتبر عمالً تجارياً إذا كان
قصد الشخص من أداء هذا العمل هو تحقيق الربح( ،)68فكل عمل يهدف صاحبه
()66مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق،
ص ،40وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،45وانظر:
ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص ،24وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري
اللبناني ،مرجع سابق ،ص.69
()67صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،القسم األول ،مرجع سابق ،ص ،32وانظر :كوماني ،لطيف جبر،
القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.35
()68طه ،مصطفى كمال ،الوجيز في القانون التجاري ،1990 ،ص.45
إلى تحقيق الربح فهو عمل تجاري ،أما إذا كان العمل ال يهدف صاحبه إلى
تحقيق الربح فإنه يعتبر عمالً مدنياً ،كما لو قام شخص ببيع سفينة بقصد تحقيق
الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً ،وإذا قام شخص بتأليف كتاب من أجل
تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً وفقاً ألصحاب هذه النظرية ،أما
إذا كان تأليف الكتاب تم بغير قصد ربحي ،من أجل الشهرة مثالً فإن هذا العمل
ال يعتبر عمالً تجارياً ،ولو قام شخص ببيع ما ينتجه من حرفته كالنجار الذي
يبيع ما يصنعه ،أو المزارع الذي يبيع ما يحصده من ثمار فإن هذه األعمال وفقاً
ألصحاب هذه النظرية تعتبر أعماالً تجارية ،رغم أن القانون نص على أن بيع
المزارع لمحصوله ال يعتبر عمالً تجارياً ،لكن هذه النظرية تعتمد قصد الربح أياً
كانت طبيعة العمل .
وعليه فإن التجارة تعتبر عمليات تهدف للمضاربة عن طريق تحقيق الربح من
خالل فرق السعر بين الشراء وإعادة البيع أو نتيجة تحويل المواد األولية وإعادة
بيعها مرة أخرى بعد تصنيعها(.)69
فمثالً التمييز بين ما إذا كان استغالل الصحف يعتبر عمالً تجارياً من عدمه
يرجع إلى القصد من انشاء الصحيفة فإذا كان الهدف من انشائها هو البحث
العلمي أو األدبي أو الثقافي عامة أو التعبير عن فكر أو مذهب أو حزب فإنها
تعتبر عمالً مادياً أما إذا كان الهدف من انشائها المضاربة على أسعار الورق
ومقاالت المحررين أي أن هدفها هو تحقيق الربح فإنها تعتبر عمالً تجارياً(.)70
ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن أهم ما يميز النشاط التجاري هو تحقيق
الربح( ،)71لكن رغم ذلك ،إال أن هذه النظرية تم انتقادها حيث أن الفقه أجمع
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.41 ()71
وذلك لألسباب ()72
على أن هذه النظرية ال تكفي وحدها معيا اًر للعمل التجاري
اآلتية:
-1توجد بعض األعمال التي يهدف أصحابها إلى تحقيق الربح لكنها ال تعد
أعماالً تجارية( )73حيث اعتبرها القانون أعماالً مدنية مثل عمل الحرفي وعمل
المؤلف وعمل المزارع وغيرها من األعمال التي نص القانون على اعتبارها أعماالً
مدنية رغم تحقيق أصحابها لألرباح.
-2تعتمد النظرية على الجانب النفسي وهو القصد ،والجانب النفسي ال يمكن
االعتماد عليه كمعيار ثابت لبناء قواعد تجارية.
-3تقوم الدولة بتأسيس الشركات التي تقدم نفع عام وتخضع ألحكام القانون
التجاري رغم أنها ال تهدف لتحقيق الربح(.)74
نخلص مما تقدم إلى أن أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن الشخص إذا كان
يقصد في عمله تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً ،أما إذا لم يكن
قصده من ذلك تحقيق الربح فإن عمله ال يعتبر عمالً تجارياً ،وهذه النظرية فيها
شيء من الحقيقة إذ أن العمل التجاري فعالً يهدف لتحقيق الربح ،لكن ومع ذلك
فقد تم انتقاد هذه النظرية على اعتبار أن القصد أمر نفسي ال يمكن االعتماد
عليه وهناك أعمال تهدف لتحقيق الربح وتعتبر مدنية.
صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،القسم األول ،مرجع سابق ،ص.33 ()72
( )73بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.106
القليوبي ،سميحة ،الموجز في القانون التجاري ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1980 ،ص.10 ()74
الفرع الثاني
نظرية انتقال الثروات أو التداول
75
"الفقيه تالير"
يقصد بهذه النظرية تحريك الثروات من حالة الثبات إلى حالة االستقرار(،)76
ومعنى ذلك أن عملية اإلنتاج تمر بعدة مراحل تبدأ في المصنع بداية وتنتقل
لتاجر الجملة ثم للمركز التجاري ثم للمستهلك ،يرى أصحاب هذه النظرية بأن
العملية التي تبدأ بعد عملية التصنيع أو اإلنتاج حيث يتم انتقال المنتج من تاجر
آلخر وحتى قبل وصول هذا المنتج للمستهلك فهذه تعتبر أعماالً تجارية ،أما ما
دون ذلك فهي أعماالً مدنية ،فحيث يبدأ دفع المنتج إلى السوق يبدأ العمل
التجاري ،وحيث تتجمد هذه الحركة ينتهي العمل التجاري( ،)77فاألعمال التي
تتناول السلع واألشياء وهي في مرحلة السكون فإنها تخرج من دائرة األعمال
التجارية( ،)78فمثالً عملية الزراعة منذ بدايتها األولى وعملية تصنيع أي منتج
بداية في المصانع ال تعتبر أعماالً تجارية بل أعماالً مدنية ،وعملية وصول المنتج
للمستهلك ال تعتبر عمالً تجارياً بل عمالً مدنياً ،وعليه يمكن القول بأنه ووفقاً
لرأي أصحاب هذه النظرية فإن العمل التجاري هو العملية االنتقالية من تاجر
آلخر التي تبدأ من بعد اإلنتاج والتصنيع إلى ما قبل وصول المنتج للمستهلك.
75
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،32وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في
قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص ،25وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق،
ص.67
( )76محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،33وانظر :صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري،
مرجع سابق ،ص.34
بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.107 ()77
صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،القسم األول ،مرجع سابق ،ص.34 ()78
ووفقاً لهذه النظرية تخرج جميع األعمال التي ترد على العقارات من نطاق األعمال
التجارية ،ألنها غير قابلة للتداول انما يتم التصرف بها وفق إجراءات نص عليها
القانون(.)79
ورغم أن التجارة تقوم على انتقال أو تداول الثروات إال أن األخذ بهذه النظرية
وحدها ال يكفي معيا اًر للعمل التجاري فتم انتقاد هذه النظرية لألسباب اآلتية:
-1لقد نص القانون على اعتبار بعض األعمال تجارية وليست مدنية رغم عدم
تداولها وانتقالها مثل أعمال المكاتب.
-2توجد بعض األعمال يتحقق فيها معنى التداول واالنتقال لكنها ال تعتبر
أعماالً تجارية كون أصحابها ال يسعون لتحقيق الربح ،وأي عمل يخلو من قصد
تحقيق الربح ال يعتبر عمالً تجارياً بنص القانون ،مثل الجمعيات التعاونية التي
تهدف إلى خدمة أعضائها دون تحقيق الربح رغم أن عملها يشتمل على تداول
للسلع إال أن عملها يعتبر مدنياً(.)80
-3إن التجارة بمعناها الحقيقي الشامل تشمل الصناعة ،فالصناعة في األصل
هي عمل تجاري يهدف إلى تحقيق الربح ،لكن نظرية التداول استبعدت العملية
الصناعية من األعمال التجارية ألنها ال تدخل في مرحلة الحركة والتداول.
نخلص مما تقدم إلى أن أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن العمل التجاري هو
ذلك العمل الذي يبدأ بعد عملية اإلنتاج والتصنيع حتى يصل إلى ما قبل وصوله
إلى المستهلك ،وقد تم انتقاد هذه النظرية حيث نص القانون على اعتبار الصناعة
عمالً تجارياً واعتبار بعض األعمال مدنية رغم تداولها.
( )79القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص.63
محمود ،عصام حنفي ،مرجع سابق ،ص ،33وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق، ()80
ص.35
على أنه" :تعد األعمال ()81
وقد نص كل من القانون الفلسطيني والقانون القطري
التالية تجارية إذا كانت مزاولتها على وجه االحتراف -2 :الصناعة".
الفرع الثالث
نظرية المشروع التجاري أو المقاولة
82
"اسكارا"
يرى أصحاب هذه النظرية أن األعمال تعتبر تجارية إذا تمت من خالل مشروع
هذه األعمال ويتخذ ()83
تجاري ،والمشروع التجاري هو الذي يعتمد على تكرار
مق اًر له وتتم األعمال من خالله بشكل منظم ،فإذا مارس شخص عمالً على شكل
مشروع منظم فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً وتسمى هذه النظرية أيضاً بنظرية
المقاولة.
وعلى ذلك يعتبر العمل تجارياً إذا تم من خالل مشروع ويقصد بالمشروع ممارسة
العمل على سبيل التكرار المنتظم من خالل تنظيم مسبق تتوافر له مظاهر
خارجية ومادية ملموسة وواضحة مثل فتح المكاتب والمحال التجارية وتوظيف
العمال والمستخدمين والحصول على التراخيص الالزمة لذلك(.)84
القانون الفلسطيني والقانون القطري نصا على أنه" :تعد األعمال التالية تجارية
إذا كانت مزاولتها على وجه االحتراف ....الخ"
المادة " "5من قانون التجارة الفلسطيني وقانون التجارة القطري. ()81
82
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،38وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في
قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص ،25وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق،
ص.72
الشرقاوي ،محمود سمير ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،42وانظر :جرادة ،نضال جمال ،الوجيز في ()83
شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني ،مرجع سابق ،ص ،28وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح
القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.47
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.46 ()84
وإذا كانت هذه النظرية صحيحة بالنسبة لكافة األعمال التي تتم من خالل مشروع،
حيث أنه بالفعل إذا تم العمل من خالل مشروع فإنه يكون عمالً تجارياً ،إال أنه
تم انتقاد هذه النظرية لألسباب اآلتية:
-1توجد الكثير من األعمال التي تعتبر تجارية ولم تتم من خالل مشروع ،ورغم
ذلك وفقاً لهذه النظرية تخرج من دائرة األعمال التجارية ،فلو قام شخص بشراء
سيارة ثم قام ببيعها بقصد الربح فإن هذا العمل يعتبر تجارياً وتنطبق عليه أحكام
قانون التجارة وإن لم يكن من خالل مشروع منظم ،ولو قام شخص بشراء عمارة
وقام بتأجيرها بقصد تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً وتنطبق عليه
أحكام قانون التجارة وإن لم يتم على شكل مشروع ،وعليه فإن األخذ بهذه النظرية
يعني أن تنطبق القواعد المدنية على أعمال تجارية.
-2هناك الكثير من المشروعات التي تتم بشكل منظم لكن أعمالها ال تعتبر
تجارية بل مدنية بحتة كمشروعات المهن الحرة ومشروعات الزراعة(.)85
نخلص مما تقدم إلى أن أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن األعمال تعتبر
تجارية إذا تمت ممارستها على شكل مشروع وهو ما تم انتقاده على اعتبار أن
القانون نص على بعض األعمال التجارية التي تتم بدون مشروع مثل المهن
الحرة التي تعتبر مدنية.
الفرع الرابع
"نظرية الحرفة التجارية"
ويرى أصحاب هذه النظرية أن العمل يكون تجارياً إذا صدر من تاجر أثناء
مزاولة حرفته التجارية بمعنى أن العمل يعد تجارياً إذا تم من خالل الحرفة
التجارية للشخص أما إذا تعلق العمل بحرفة الشخص المدنية فإنه يعد مدنياً وعليه
فالعمل يعتبر مدنياً إذا لم يكن متعلقاً بممارسة الحرفة التجارية حتى لو وقع من
العريني ،محمد فريد ،ودويدار ،هاني ،مبادئ القانون التجاري والبحري ،مرجع سابق ،ص.31 ()85
تاجر( ،)86فلو قام طبيب وعمل الطبيب عمل مدني بشراء أدوات طبية وبيعها
بعد ذلك حتى ولو قصد الربح من بيعها فإن عمله هذا يعتبر عمالً مدنياً ألنه
يرتبط بمزاولة عمل الطبيب المدني ،وتبعاً لذلك فإن قيام المشرع بتحديد األعمال
التجارية كما فعل المشرع الفلسطيني ال يفيد هذه النظرية ،بل المطلوب هو تحديد
الحرف التجارية التي لو قام بها التاجر فإن عمله وكل ما يتعلق بمزاولة هذه
الحرفة يعتبر عمالً تجارياً.
والفرق بين نظرية الحرفة التجارية ونظرية المشروع أو المقاولة أن العمل التجاري
وفقاً لنظرية المشروع يجب أن تتم من خالل مشروع منظم ،أما العمل التجاري
وفقاً لنظرية الحرفة التجارية فال يعتبر شرطاً العمل المنظم بل يكفي أن يكون
على وجه متكرر(.)87
ورغم صحة هذه النظرية في جزء إال أنه جرى انتقادها أيضاً حيث يجري التساؤل
حول معرفة األعمال التي تعتبر تجارية فإذا مارسها التاجر على سبيل التكرار
تعتبر تجارية ،ومن االنتقادات أيضاً أن هاك أعماالً أقرت التشريعات بأنها تجارية
حتى ولو وقعت لمرة واحدة(.)88
نخلص مما تقدم إلى أن هذه أصحاب هذه النظرية ذهبوا إلى أن األعمال تعتبر
تجارية إذا صدرت من تاجر أثناء مزاولة حرفته التجارية وهو ما تم انتقاده على
اعتبار وجود بعض األعمال التي تعتبر تجارية إذا صدرت من غير تاجر.
بناء على ما سبق عرضه من نظريات يمكن القول بأنها أصابت كلها في أجزاء ً
معينة ولكن لم تكن كل نظرية شاملة لألعمال التجارية ،مما يدفعنا لتأييد الرأي
القائل بأن يجب االعتماد على خالصة النظريات األربعة مجتمعة ألن كل نظرية
( )86العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،71وانظر :محمود ،عصام حنفي ،القانون
شفيق ،محسن ،الوسيط في القانون التجاري ،الجزء األول ،1962 ،ص.52 ()88
تشتمل على جزء من الصواب ولكن ال تصلح أي نظرية وحدها لتحديد معيار
التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني(.)89
المطلب الثاني
"أهمية التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني"
ونتحدث عن القواعد القانونية الهادفة لتفعيل عنصر السرعة ،والقواعد القانونية
الهادفة لتقوية عنصر االئتمان وذلك على النحو اآلتي:
الفرع األول
()90
القواعد القانونية الهادفة لتفعيل عنصر السرعة
سبق وأن أشرنا إلى أن التاجر كلما قام بعدة صفقات في أقرب وقت كلما حقق
ربحاً أكثر ،ولطالما أن الهدف من التجارة هو تحقيق الربح فإن السرعة ذات
أهمية بالغة لتحقيق هذا الهدف ،وقد أدرك المشرع ذلك فعمل على تشريع نصوص
متعددة بهدف تحقيق هذا العنصر ،ومن األحكام التي تم تشريعها لتحقيق هذا
العنصر حرية اإلثبات واالختصاص التجاري والرضائية ونتحدث عن كل منهما
على النحو اآلتي:
جرادة ،نضال جمال ،الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني ،الطبعة األولى ،غزة– 2009 ، ()91
1430هـ ،ص ،32وانظر :مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،60وانظر :محمود،
عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،37وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون
التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،53وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق،
ص.55
شنب ،محمد لبيب ،دروس في نظرية االلتزام ،اإلثبات ،ص ،5وانظر :أبو النجا ،حسنين ،مبادئ وطرق ()92
( )95السنهوري ،عبد الرازق ،الوسيط في شرح القانون المدني ،الجزء الثاني ،نظرية االلتزام ،المجلد األول ،اإلثبات،
الطبعة الثانية ،1982 ،ص.29
المادة " "74من قانون التجارة الفلسطيني. ()96
( )98بارود ،حمدي محمود ،أحكام قانون التجارة ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.76
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص.74 ()99
( )101المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،الطبعة األولى ،اإلصدار الثاني ،عمان ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
1428هـ ،2007 -ص ،39وانظر :جرادة ،نضال جمال ،الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني،
مرجع سابق ،ص ،31وانظر :مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،58وانظر:
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،68وانظر :صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري،
مرجع سابق ،ص ،39وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق،
ص ،51وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.50
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجاري ة وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()103
ص.50
أوالً :المهلة القضائية( :)104فرض القانون على القاضي عدم القيام بمنح مهلة
قضائية للمدين الذي لم يقم بالوفاء بالتزامه وذلك بسداد الدين ،لكن مع ذلك فقد
أجاز منح هذه المدة ضمن قيود فإذا قام دائن بمنح مدة للمدين كي يقوم بسداد
دينه (االئتمان) ولم يقم المدين بالوفاء في المدة المعينة فإن األصل أن القاضي
ال يجوز له أن يمنح المدين مهلة للوفاء بهذا الدين كما هو معمول به في القانون
المدني ضمن ما يسمى المهلة القضائية ،لكن مع ذلك يمكن للقاضي أن يمنح
المدين مهلة أخرى إذا اقتنع وجود حسن النية وبأن المدين جاد في سداد الدين
لكن بشرط أال يلحق بالدائن ضر اًر جسيماً وأن تكون هناك ضرورة لمنح المهلة،
والضرورة قد تكون مثالً موجودة إذا كان للمدين مبلغاً معيناً من المال على آخر
يحين استحقاقه في تاريخ قريب.
وقد نص على ذلك القانون الفلسطيني(" :)105ال يجوز للمحكمة منح المدين بالتزام
تجاري مهلة للوفاء به أو تقسيطه إال عند الضرورة وبشرط عدم الحاق ضرر
جسيم بالدائن".
كذلك نص القانون القطري()106على ما يماثل النص الفلسطيني تماماً ،إذ ال
خالف بين النصين.
ثانياً :التضامن( :)107وفقاً للقواعد العامة في القانون المدني إذا تعدد طرفي
االلتزام فإن ذلك ال يعني وجود تضامن بينهم أي فيما بين الدائنين وفيما بين
صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،44وانظر :محمود ،عصام حنفي ،القانون ()104
التجاري ،مرجع سابق ،ص ،67وانظر :مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص،58
وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،27وانظر :المقدادي ،عادل علي ،القانون
التجاري ،مرجع سابق ،ص.33
المادة " "66من قانون التجارة الفلسطيني. ()105
( )107المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،الطبعة األولى ،اإلصدار الثاني ،عمان ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
1428هـ ،2007 -ص ،31وانظر :جرادة ،نضال جمال ،الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني،
المدينين ألن األصل أن التضامن غير مفترض( ،)108لكن في المعامالت التجارية
وكونها تقوم على الثقة واالئتمان فإن التضامن مفروض.
ويقصد بالتضامن أنه إذا تعدد المدينين فإن وفاء أحدهم بالدين يترتب عليه إبراء
ذمة باقي المدينين( ،)109فقد يحدث في الحياة التجارية أن يكون فيها شخص دائن
لعدد من األشخاص المدينين ،كأن يقوم بائع بتوفير بضاعة معينة لعدد من
المشترين مجتمعين ،وفي هذه الحالة فإن القانون أجاز للدائن أن يطالب أي مدين
فيهم بدفع كل الدين ألن المدينين متضامنين في االلتزامات تجاه الدائن ،كما
يحدث أن يشترك عدد من الدائنين في دينهم تجاه مدين واحد ،وفي الحالة يحق
ألي دائن أن يطالب المدين بكل الدين ،بمعنى أنه يوجد عدد من المدينين بدين
واحد لدائن واحد ،وقد يوجد عدد من الدائنين في دين واحد لمدين واحد ،وفي كال
الحالتين يتحقق التضامن سواء بين المدينين أو الدائنين.
كما يسري حكم التضامن على كفالء المدينين ،فلو كفل عدة أشخاص مدين أو
مدينين ولم يف المدينون بالدين فإن الكفالء متضامنون في سداد هذا الدين.
والتضامن فيه مصلحة للدائنين الذين يمنحون اآلجال ويبدون ثقتهم في الغير
حيث مقابل االئتمان يجيز القانون التضامن مما يدفع بالتجار إلى تبني مبدأ
االئتمان بما يحقق استمرار التجارة وضمان الوفاء بالديون المستحقة في مواعيدها.
مرجع سابق ،ص ،33وانظر :مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،52وانظر:
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،73وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح
القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،55وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق،
ص ،29وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.59
()108
شنب ،محمد لبيب ،وأبو النجار ،حسن ،نظرية االلتزام ،المكتبة القانونية ،1994 ،ص.498
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص.93 ()109
فالحكمة التي توخاها المشرع من قاعدة افتراض التضامن بين المدينين بدين
تجاري إذا تعددوا هي تقوية االئتمان(.)110
وقد نص القانون الفلسطيني()111على ذلك -1" :التضامن مفترض بين المدينين
في المسائل التجارية ما لم ينص القانون أو االتفاق على غير ذلك.
-2يسري هذا الحكم في حالة تعدد الكفالء في الدين التجاري".
كذلك نص القانون القطري()112على أن" :الملتزمون معاً بدين تجاري يسألون على
وجه التضامن ما لم ينص القانون أو االتفاق على غير ذلك".
ثالثاً :اإلعذار( :)113اإلعذار هو المقدمة الضرورية التي يجب أن يلجأ إليها
الدائن في حالة عدم تنفيذ المدين اللتزامه وذلك للحصول على حكم بالتزام المدين
بتنفيذ االلتزام ،واإلعذار شرط العتبار المدين مقص اًر في التزامه ،فإذا كان المدين
قد تأخر في تنفيذ التزامه ولم يعذره الدائن فأنه يفهم من ذلك أن الدائن قد تسامح
معه وال يرى مانع في هذا التأخير وال يجوز للدائن أن يقيم دعوى يطلب فيها
توقيع الجزاء على المدين قبل اعذاره بضرورة السداد في موعد معين(.)114
وعليه إذا حل موعد الوفاء بالدين ولم يقم المدين بالوفاء بهذا الدين للدائن فإن
الدائن يجوز له أن يقوم بإعذار المدين من خالل كتاب مسجل مصحوب بعلم
الوصول أو بأي وسيلة من وسائل االتصال السريع ،كالبريد االلكتروني أو الفاكس
أو غير ذلك من الوسائل السريعة في حالة االستعجال ،ومن خالل هذا اإلعذار
يخطره بأن موعد الوفاء بالدين قد حل ولم يقم المدين بالوفاء ويطالبه بدفع ما
العريني ،محمد فريد ،ودويدار ،هاني ،مبادئ القانون التجاري والبحري ،مرجع سابق ،ص ،21وانظر: ()110
جرادة ،نضال جمال ،الوجيز في شرح أحكام القانون التجاري الفلسطيني ،مرجع سابق ،ص.33
المادة " "54من قانون التجارة الفلسطيني. ()111
( )113محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،81وانظر :مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون
التجاري ،مرجع سابق ،ص ،57وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.61
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.83 ()114
عليه من دين وإال فإن المدين يعتبر مقص اًر عن تنفيذ التزامه ،نص على ذلك
القانون الفلسطيني(" :)115يكون إعذار المدين أو إخطاره بإنذار رسمي أو بكتاب
مسجل مصحوب بعلم الوصول وفي حالة االستعجال يجوز أن يكون ببرقية أو
فاكس أو تلكس أو غير ذلك من وسائل االتصال السريعة".
وقد نص القانون القطري( )116أيضاً على أنه" :يكون إعذار المدين أو إخطاره في
المسائل التجارية بكتاب مسجل مصحوب بعلم الوصول وفي حالة االستعجال
يكون اإلعذار أو اإلخطار ببرقية أو ما يقوم مقامها".
وهنا نجد أن القانون الفلسطيني قد توافق مع القانون القطري بشأن إعذار المدين
وذلك بأي وسيلة من وسائل االتصال السريعة حيث ذكر القانون القطري البرقية
أو ما يقوم مقامها فترك الباب مفتوحاً ألي وسيلة اتصال حديثة وسريعة.
رابعاً :النفاذ المعجل( :)117يقصد بالنفاذ المعجل تنفيذ الحكم رغم قابليته للطعن
فيه ،وكافة المعامالت التجارية حسب القانون تشتمل على حكم النفاذ المعجل
بشرط وجود كفالة تكون كافية إلزالة آثار النفاذ المعجل وإعادة الحال إلى مان
عليه قبل هذا النفاذ ،حتى ولو كان الحكم الصادر بالنفاذ قابالً للطعن فيه أمام
محكمة االستئناف ،لكن في القانون المدني فال يجوز النفاذ المعجل لطالما أن
الحكم الصادر يجوز الطعن فيه أمام محكمة االستئناف إال في حالت محددة.
()117
والي ،فتحي ،التنفيذ الجبري ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1981 ،ص ،57وانظر :مخلوف ،حنان عبد
العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،64وانظر :صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق،
ص ،42وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،29وانظر :العريني ،محمد فريد،
القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.63
فالنفاذ المعجل نظام يخالف القاعدة العامة في تنفيذ األحكام بإضفائه عليها قوة
تنفيذية رغم قابليتها للطعن فيها بأحد الطرق الطعن العادية أو ممارسة هذه
الطعون ضدها بالفعل(.)118
وسبب النفاذ المعجل هو أن المعامالت التجارية تقتضي بطبيعتها السرعة وال
تحتمل اإلرجاء أو التأخير وهذا فرض على المشرع تشريع النفاذ المعجل وتشجيعاً
ودعماً للدائنين الذين يمنحون اآلجال للوفاء بالديون.
نص على ذلك قانون التنفيذ الفلسطيني( " :)119التنفيذ المعجل واجب بقوة القانون
لألحكام الصادرة في المواد التجارية بشرط تقديم كفالة" ،وهذه قاعدة واجبة
مفروضة بقوة القانون ال اجتهاد في تغييرها.
وتستثني دعاوي اإلفالس من تقديم كفالة حيث نص القانون الفلسطيني( )120على:
"تكون األحكام الصادرة في دعاوى اإلفالس واجبة النفاذ المعجل بال كفالة ما لم
ينص على غير ذلك".
على ما يماثل النص الفلسطيني. ()121
وقد نص القانون القطري
خامساً :اإلفالس( :)122اإلفالس هو الحالة القانونية التي ينتهي إليها التاجر الذي
توقف عن دفع ديونه ،فهو نظام ال ينطبق إال على التاجر( ،)123كما يعتبر
اإلفالس وسيلة للتنفيذ الجماعي على أموال المدين التاجر الذي توقف عن دفع
ديونه ،واإلفالس يصدر من خالل حكم من القضاء وتترتب عليه آثار قانونية
()118
زغلول ،أحمد ماهر ،أصول التنفيذ ،الطبعة الرابعة ،دار الثقافة الجامعية ،1999 – 1998 ،ص.113
المادة " "19من قانون التنفيذ الفلسطيني رقم " "23لسنة .2005 ()119
( )122صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،40وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح
القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،58وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق،
ص ،31وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.64
بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.48 ()123
من أهمها غل يد المفلس عن إدارة أمواله بطالن تصرفات المفلس في فترة الريبة،
وخضوع الذمة المالية للمفلس إلدارة خاصة يتوالها وكيل التفليسة تحت رقابة
القضاء.
إن الهدف من اإلفالس هو تنشيط االئتمان ودعم الثقة في المعامالت التجارية
بين التجار ،من خالل فرض إجراءات تحمي مصالح الدائنين وهذه اإلجراءات
يشتملها الحكم بإفالس المدين التاجر ،فيستطيع الدائنون الحجز على أموال
المدين المتبقية حتى ال يستطيع تهريبها أو التصرف بها ،وعن طريق اإلفالس
يتساوى الدائنون في الحصول على حقوقهم حيث يتم قسمة ما تبقى من الديون
قسمة غرماء وهذه القسمة فيها تتحقق العدالة.
فالقاعدة في القانون المدني تقضي بأن المدين إذا تخلف عن الوفاء يستطيع دائنه
أن يحصل على حكم نهائي يتخذ بموجبه إجراءات التنفيذ الجبري على أموال
مدينه وفقاً لقانون اإلجراءات المدنية ،إال أن إجراءات التنفيذ الجبري التي نظمها
قانون اإلجراءات المدنية ال تسعف البيئة التجارية التي تقوم على الثقة واالئتمان
فكان واجباً على المشرع أن يضع قواعد تدعم الثقة واالئتمان في المعامالت
التجارية لذلك نظم المشرع التجاري نظاماً خاصاً بالتجار المتوقفين عن دفع
ديونهم التجارية وهذا النظام هو شهر اإلفالس(.)124
نخلص مما تقدم إلى أن االئتمان أيضاً يميز العمل التجاري عن العمل المدني،
وهو منح اآلجال من أجل سداد الدين ،ومقابل االئتمان فرض المشرع عدة أحكام
منها أن منح المدين في المسائل التجارية لمهلة قضائية يتم في أضيق الحدود
وبشروط كذلك التضامن بين المدينين في دين واحد والدائنين في دين واحد ،ومن
االحكام أيضاً االعذار بأي وسيلة حديثة ،والنفاذ المعجل حيث أن كافة المعامالت
التجارية حسب القانون تشتمل على حكم النفاذ المعجل ،ثم اإلفالس الذي يوجد
في القانون التجاري دون المدني.
تنقسم األعمال التجارية إلى أعمال تجارية منفردة وهي األعمال التي يعتبرها
المشرع تجارية بصرف النظر عن صفة القائم بها وحتى لو مورست لمرة واحدة،
وإلى أعمال تجارية بطريق االحتراف وهي أعمال ال تعتبر تجارية إال إذا قام بها
الشخص بصفة متكررة أي على سبيل االحتراف ،وإلى أعمال تجارية تبعية وهي
أعمال مدنية في األصل إال أنها تكتسب الصفة التجارية بسبب صدورها من
تاجر أثناء مباشرته لعملياته التجارية ألنها تتبع صفة القائم بها ،وأخي اًر إلى أعمال
تجارية مختلطة وهي األعمال التي تعتبر تجارية بالنسبة ألحد أطرافها ومدنية
بالنسبة للطرف اآلخر وهي خليطاً من األعمال السابقة.
المبحث األول :األعمال التجارية المنفردة
المطلب األول
()125
األعمال التجارية المنفردة العادية
وهي األعمال التي يعتبرها المشرع تجارية بصرف النظر عن صفة الشخص
القائم بها حتى ولو باشرها لمرة واحدة فقط()126وقد نص عليها القانون الفلسطيني
هو" :يعد عمالً تجارياً-1: ()127
والقانون القطري ،النص الفلسطيني بهذا الشأن
شراء المنقوالت لغايات بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها في صورة أخرى.
فهو أيضاً اتجه إلى ما اتجه إليه النص الفلسطيني فقام ()128
أما النص القطري
بتعداد هذه األعمال فنص على" :تعد بوجه خاص أعماالً تجارية األعمال اآلتية:
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()125
ص.69
صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،48وانظر :دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون ()126
-2شراء السلع وغيرها من المنقوالت أياً كان نوعها بقصد تأجيرها ،أو استئجارها
بقصد إعادة تأجيرها.
-3البيع أو اإليجار ،أو إعادة التأجير للسلع المشتراة ،أو المستأجرة على الوجه
المبين فيما تقدم.
-4شراء العقار بقصد بيعه بحالته األصلية أو بعد تجزئته وبيع العقار الذي
اشتري بهذا القصد.
-6مقاوالت األعمال".
ونقسم هذا المطلب للحديث عن هذه األعمال المنفردة العادية وفقاً للتقسيم الوارد
في القانون الفلسطيني على النحو اآلتي:
الفرع األول
في هذا الفرع نتحدث عن شراء المنقوالت لغايات بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها في
صورة أخرى وشراء المنقوالت لغايات تأجيرها واستئجار المنقوالت لغايات تأجيرها
مرة ثانية وذلك على النحو اآلتي:
أوالً :شراء المنقوالت لغايات بيعها بذاتها"( :")129من األعمال التجارية المنفردة
القيام بشراء منقول بقصد إعادة بيعه كما هو دون تغيير لتحقيق الربح ،حتى ولو
كانت عملية الشراء ثم كانت عملية البيع قد تمت لمرة واحدة دون تكرار ،كما لو
قام شخص بشراء سيارة بقصد بيعها ،أو شراء محصول زراعي بقصد بيعه دونما
تغيير عليه ،فمثل هذه األعمال تعتبر أعماالً تجارية منفردة حتى ولو تمت لمرة
واحدة ،وعليه فإن المشرع اعتبر أن شراء أي منقول بقصد بيعه بذاته عمالً تجارياً
ولم يشترط التكرار ،وسواء تم الشراء بقصد البيع من قبل تاجر أو غير تاجر،
وهذا هو المعنى الحقيقي للتعريف المختلط سابق الذكر ،حيث ينطبق قانون
التجارة على األعمال التجارية التي تتم بشكل عارض من تاجر وغير تاجر ،كما
يجد اإلشارة هنا أن هذه العملية عملية تجارية مركبة ،فالقانون اعتبر أن عملية
شراء الم نقول وحدها بقصد البيع هي عملية تجارية ،تم البيع أو لم يتم ،واعتبر
أيضاَ أن عملية البيع للمنقول الذي تم شرائه فيما لو تمت عملية البيع فعالً عملية
تجارية ،ولذلك فنحن أمام عمليتان تجاريتان تمتا بشكل عارض دون احتراف
وتكرار وسواء وقعتا من تاجر أو غير تاجر.
بناء على ما سبق ذكره فإن العمل كي يعتبر عمالً تجارياً منفرداً يتطلب توافر
ً
عدة شروط هي حدوث عملية شراء أوالً ،وثانياً أن يكون محل الشراء منقوالً،
وثالثاً أن يكون القصد من عملية الشراء إعادة البيع ،وأما رابعاً أن يكون القصد
من الشراء بيعه بهدف تحقيق الربح ،ونفصل الحديث عن هذه الشروط األربعة
على النحو اآلتي:
دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،بيروت ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر،1995 ، ()129
ص ،42وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.62
-1حدوث عملية شراء( :)130كي يعتبر العمل عمالً تجارياً منفرداً فإن القانون
اشترط حدوث عملية شراء ،كأن يقوم شخص بشراء ماكينة تصوير ،فإذا حصل
الشخص على المنقول بدون مقابل كما لو حصل عليه عن طريق التبرع أو الهبة
فإن هذا العمل ال يعد من قبيل األعمال التجارية المنفردة ،ألن الشراء هو الذي
يتم بمقابل ،وال يعتبر عمالً تجارياً منفرداً قيام شخص ببيع منقول انتقل إليه عن
طريق اإلرث أو الوصية ،وإذا قام شخص بتأليف كتاب ثم قام ببيعه فال يعد ذلك
عمالً تجارياً ألنه لم يسبق البيع عملية شراء ،فنتاج فكر االنسان سواء كتابة أو
رسماً أو فناً أو أدباً يخرج من نطاق األعمال التجارية ألنه لم يسبقه عملية شراء
حتى ولو قام الفنان أو الرسام أو األديب بشراء مستلزمات كانت ضرورية لعملية
التـأليف أو الرسم أو غيرهما كما لو قام بشراء الورق والحبر أو أدوات الرسم أو
غيرها فهذه أعمال مدنية بالتبعية وليست تجارية ،أما الشخص الذي يلي المؤلف
والذي يتولى عملية نشر الكتاب لبيعه فإن عمله يعتبر عمالً تجارياً منفرداً كونه
قام بشراء المؤلف لغاية بيعه .
ومن األعمال التي تخرج من دائرة األعمال التجارية أعمال المهن الحرة مثل مهنة
الطبيب أو المحامي ألن هذه المهن ال يسبقها عملية ش ارء وكل ما في األمر أن
الطبيب يستخدم مهاراته وكذلك المحامي وغيرهما وال يغير من كونها ال تعتبر
()131
بل تعتبر تجارية أن يقوم الطبيب بشراء أدوات طبية الستخدامها في مهنته
أعماالً مدنية بالتبعية.
( )130كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،40وانظر :سامي ،فوزي محمد ،القانون التجاري،
الطبعة األولى ،بيروت ،دار مكتبة التربية ،1997 ،ص ،41وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة،
مرجع سابق ،ص ،29وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.82
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص.117 ()131
كذلك فإن ما يحصل عليه أصحاب المهن الحرة هو من قبيل المكافآت واألتعاب
وال يعد من قبيل األرباح(.)132
ومن األعمال التي ال تعتبر تجارية بيع المزارع لمنتجات األرض التي يقوم بزرعها
ألن ذلك لم يسبقه عملية شراء ،نص على ذلك القانون الفلسطيني(" :)133ال يعتبر
عمالً تجارياً بيع المزارع منتجات األرض التي يزرعها سواء كان مالكاً لها أو
منتفعاً بها ومع ذلك إذا احترف المزارع تحويل تلك المنتجات لبيعها اعتبر هذا
العمل تجارياً".
كذلك ال تعد أعماالً تجارية شراء المواد المساعدة لعملية الزراعة أو شراء المواشي
أو اآلالت حتى ولو تم بيعها بعد ذلك(.)134
وعليه فإن بيع الزارع لمنتجات أرضه التي قام بزرعها وسواء كان مالكاً لها أو
منتفعاً بها ال تعتبر عمالً تجارياً ألنه لم يسبقها عملية شراء ،وكذلك ال تعتبر
تجارية كافة األعمال المرتبطة ببيع المزارع لمنتجات أرضه مثل شراء البذور أو
األسمدة أو جلب العمال أو تربية الماشية أو غيرها من األعمال.
ورغم أن السبب في عدم تجارية بيع المزارع لمنتجه هو أنه لم يسبقه عملية شراء،
لكن أيضاً ال يعتبر عمالً تجارياً بعض األعمال المالصقة لعملية بيع المزارع
لمنتجه وقد سبقتها عمليات شراء ،مثل شراء األكياس لتعبئة المحصول أو شراء
المواشي الالزمة لمساعدة المزارع فهذه تعتبر أعمالً مدنية ألنه لم يقصد إعادة
بيعها لتحقيق الربح بل كانت مجرد أدوات مساعدة للمزارع في عملية الزراعة
وجني المحصول.
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص.116 ()132
135
كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.41
136كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،41وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري
اللبناني ،مرجع سابق ،ص.89
بفتح صيدلية له يبيع فيها الدواء ،فعمله هنا يعتبر عمالً تجارياً ألنه قام بشراء
األدوية من أجل بيعها وبقصد تحقيق الربح.
-2أن يكون محل الشراء منقوالً :المنقوالت كما سيأتي الحديث عند دراسة
المتجر ،إما أن تكون منقوالت مادية كالبضائع والمهمات (أدوات ،آالت ،سيارات،
أثاث ...إلخ) ،وإما أن تكون منقوالت معنوية كاالتصال بالعمالء والسمعة التجارية
واالسم التجاري وبراءة االختراع ،وغيرها ،وحتى تعتبر األعمال من قبيل األعمال
التجارية المنفردة فإنه يجب أن تقع على المنقوالت مادية كانت أو معنوية ،من
ذلك قيام شخص بشراء مواد تموينية لبيعها وتحقيق الربح ،ومن ذلك أيضاً شراء
سيارة إلعادة بيعها وتحقيق الربح ،فمثل هذه األعمال تعتبر أعماالً تجارية منفردة
حتى ولو مورست لمرة واحدة ،وسواء قام بها تاجر أو غير تاجر.
وعليه فإن عملية الشراء إذا وقعت على عقار فال يعتبر العمل من قبيل األعمال
التجارية المنفردة ،والعمل الذي يقوم على العقار إذا كان ال يعتبر عمالً تجارياً
منفرداً فإنه يعتبر عمالً تجارياً بطريق االحتراف ،فشراء مبنى مثالً بهدف بيعه
وتحقيق األرباح يعد عمالً تجارياً إذا تم بطريق االحتراف ،لكنه ال يعد عمالً
تجارياً منفرداً.
أخي اًر :شراء السيا ارت واآلالت والماكينات والبضائع المختلفة وغير ذلك من
المنقوالت المادية ،والمنقوالت غير المادية مثل شراء األسهم لغايات بيعها أو
السندات أو براءات االختراع أو العالمات التجارية تعتبر أعماالً تجارية منفردة.
-3أن يكون القصد من عملية الشراء إعادة البيع :لكي تعتبر األعمال من
قبيل األعمال التجارية المنفردة فإن القصد من شراء المنقوالت يجب أن يكون
إعادة بيعها ،فلو قام شخص بشراء سيارة بقصد استخدامها استخداماً عائلياً ثم
بعد ذلك قام ببيعها فال يعتبر هذا العمل عمالً تجارياً ،ولو قام شخص بشراء
سيارة بقصد بيعها ثم لم يقم بهذا البيع فإن عمله هذا يعتبر عمالً تجارياً ألن
العبرة بقصد البيع وقت الشراء( ،)137وإذا قام شخص بشراء سيارة بقصد بيعها ثم
قام بالتبرع بها فيبقى عمله عمالً تجارياً ،ويجب اثبات أن الشراء قد تم بقصد
البيع ويقع عبء االثبات على من يدعي تجارية الشراء أو البيع ويمكن استخدام
أي من طرق االثبات ويمكن معرفة قصد البيع من مالبساته مثل أن يكون المبيع
يفوق احتياجات المشتري بكثير(.)138
فاألمر هنا مرتبط بالعامل النفسي للشخص ،وهو القصد من وراء عملية الشراء،
ولذلك يصعب إثبات المعامالت التجارية التي يرتبط القيام بها بالعامل النفسي،
ولذلك يتم البحث عادة عن مالبسات تدلل على هذا العامل.
وال يشترط أن يكون البيع الحقاً لعملية الشراء فقد تأتي عملية البيع قبل الشراء
مثل الحاالت التي يطلب فيها العمالء من التاجر بضاعة معينة ويقوموا بشرائها
رغم عدم توافرها لديه فيقوم بشرائها لهم ،حيث يكون البيع هنا سابقاً على الشراء،
هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً ألن قصد البيع قد توافر عند الشراء(.)139
ومثل هذه الحالة يقع كثي اًر في وقتنا الحالي وخصوصاً إذا كان المراد بيعه من
قبل التاجر وشرائه من قبل المشتري ال يتوفر كثي اًر في السوق ،أو ألنه ال يوجد
عليه طلب ،لذلك يقوم الشخص باالتصال بالتاجر فيسأله أوالً عن الغرض المنوي
شرائه ،فإذا لم يتوافر لدى التاجر يطلب المشتري توفيره ،وهنا إما أن يدفع ثمنه
سلفاً أو بعد توفيره ،هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً ألن قصد البيع من قبل التاجر
قد توفر وقت شرائه للغرض الذي قام ببيعه أصالً.
-4قصد تحقيق الربح :حتى يعتبر العمل تجارياً فيجب أن يكون قصد الشخص
من عملية الشراء بيعها ليحقق ربحاً ،140فإذا لم يتوافر قصد تحقيق الربح عند
بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.67 ()137
ويعتبر شراء المنقول بحسب المآل من قبيل هذه األعمال التجارية المنفردة بعد
تهيئتها كما لو قام شخص بشراء أشجار بهدف تقطيعها وبيعها على صورة
أخشاب ،أو شراء منزل بهدف هدمه وبيع انقاضه.
وال يشترط أن يمارس الشخص هذه األعمال احترافاً ،ألن األعمال المنفردة ال
تتطلب االحتراف ،بل يكفي الشراء والبيع لمرة واحدة.
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص.125 ()141
العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري ،دار المطبوعات الجامعية ،1987 ،ص.92 ()142
دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.43 ()143
ويشترط العتبار العمل تجارياً منفرداً أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على
منقول وأن يكون القصد من الشراء إعادة البيع وأن يتحقق قصد تحقيق الربح،
وتسري كافة األحكام السابقة على هذا النوع من األعمال.
ثالثاً :شراء المنقوالت لغايات تأجيرها :اعتبر القانون الفلسطيني أن شراء
المنقوالت لغايات تأجيرها من قبيل األعمال التجارية المنفردة ،فلو قام شخص
بشراء موتور لتوليد الطاقة وقصد من ذلك تأجيره لتحقيق الربح فإن عمله هذا
يعتبر عمالً تجارياً سواء حقق ربحاً أم لم يحقق وسواء قام بالتأجير فعالً أم عدل
عن ذلك ،المهم أن يتوفر قصد التأجير عند عملية شراء المنقول ،وعليه يشترط
لذلك نفس الشروط السابقة وهي أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على منقول
وأن يكون الهدف وقت الشراء تأجير هذا المنقول وأن يقصد المشتري تحقيق
الربح.
كما وأن العامل النفسي حاضر في هذه العملية ،وهو قصد التأجير وكذلك قصد
تحقيق الربح.
رابعاً :استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية :ومن األعمال التجارية
المنفردة استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية وهو الذي يسمى التأجير
من الباطن ،فلو قام شخص باستئجار جرار زراعي قاصداً بذلك تأجير هذا الجرار
لتحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر تجارياً ،سواء تم تحقيق الربح أم ال وسواء تم
التأجير أو لم يتم ،فالعبرة أوالً بتوفر قصد التأجير عند االستئجار وثانياً بتوفر
قصد تحقيق الربح.
وعليه يشترط العتبار استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية أن تكون هناك
عملية استئجار وأن يقع االستئجار على منقول سواء كان هذا المنقول مادياً أو
معنوياً وأن يقصد المستأجر تأجير المنقول مرة ثانية كما يقصد تحقيق الربح.
وتعتبر هذه األعمال تجارية منفردة أي أنها تمت لمرة واحدة وبغض النظر عن
شخصية القائم بها سواء كان تاج اًر أو غير تاجر.
كما تعتبر هذه العملية مركبة ،فتعتبر عملية االستئجار وحدها عملية تجارية
طالما كان القصد هو التأجير حتى ولو لم يتم التأجير.
نخلص مما تقدم إلى أن المشرع نص على األعمال التجارية المنفردة وهي تلك
األعمال التي يمارسها الشخص القائم بها تاج اًر كان أو غير تاجر ولو تمت لمرة
واحدة ،ومن هذه األعمال التجارية شراء المنقوالت بقصد بيعها ،وسواء تم بيع
المنقول بذاته ،أو تم بيعه بعد تهيئته بصورة أخرى ،على أنه يشترط لتمام ذلك
وقوع عملية شراء وأن تقع على منقول مادي كان أو معنوي وأن يكون القصد من
الشراء هو إعادة البيع وأن يكون القصد من البيع هو تحقيق الربح ،وسواء تم
البيع للمنقول أم لم يتم ،المهم أن يكون القصد متواف اًر وقت الشراء ،وسواء تم
تحقيق الربح أم لم يتم فالمهم هو أن يكون القصد متواف اًر ،ومن األعمال أيضاً
شراء المنقوالت بقصد تأجيرها ،وهنا تتطلب هذه العملية الشراء بقصد التأجير
وأن يكون الشراء أيضاً قد وقع على منقول مادياً كان أو معنوياً وأن يكون القصد
من وراء ذلك كله هو تحقيق الربح وسواء تم التأجير أو لم يتم وسواء تم الربح أم
لم يتم فالمهم في ذلك هو توافر قصد التأجير وقصد الربح.
ومن األعمال المنفردة كذلك استئجار المنقوالت لغايات تأجيرها مرة ثانية ،ولتمام
ذلك يجب أن تكون هناك عملية استئجار وأن يكون القصد من ذلك هو إعادة
التأجير وأن يقع االستئجار على منقول مادياً كان أو معنوياً وذلك بقصد تحقيق
الربح ،سواء تم التأجير أ و لم يتم ،وسواء تم تحقيق الربح أو لم يتم ،فالمهم هو
توافر القصد.
الفرع الثاني
"البيع أو االستئجار أو التأجير ثانية
للمنقوالت المشتراة أو المستأجرة"
لقد تحدثنا سابقاً بأن عملية شراء المنقوالت بالصور السابقة تعتبر من قبيل
األعمال التجارية المنفردة ،وفي هذا الفرع تعتبر أيضاً عملية البيع إذا تمت أو
التأجير للمنقوالت المشتراة إذا تمت من قبيل األعمال التجارية المنفردة ،كما تعتبر
عملية استئجار المنقوالت التي تم استئجارها من قبل من قبيل األعمال التجارية
المنفردة ،ونتحدث عن ذلك على النحو اآلتي:
أوالً :بيع المنقوالت المشتراة :إذا تمت عملية بيع المنقوالت التي تم شراؤها بهدف
بيعها من أجل تحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً منفرداً ،على أنه
يجب أن يسبق عملية البيع هذه عملية الشراء التي تحدثنا عنها وأن تتوفر الشروط
السابقة في عملية الشراء وهي أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على منقول
وأن يكون القصد هو البيع وتحقيق الربح.
ثانياً :تأجير المنقوالت المشتراة :إذا تمت عملية تأجير المنقوالت التي تم شراؤها
وكان الهدف من شراؤها في األصل التأجير لتحقيق الربح فإن هذا العمل يعتبر
تجارياً منفرداً على أنه يجب أن تسبق عملية التأجير هذه عملية الشراء مع توافر
الشروط وهي أن تكون هناك عملية شراء وأن تقع على منقول وأن يكون القصد
هو التأجير لتحقيق الربح.
ثالثاً :استئجار المنقول المستأجر :إذا قام شخص باستئجار منقول من شخص
قام في األساس باستئجاره من شخص آخر فإن هذا العمل يعتبر عمالً تجارياً،
بشرط أن تكون هناك عملية استئجار وأن تقع على منقول وأن تكون بهدف
التأجير وتحقيق الربح.
نخلص مما تقدم إلى أن عملية البيع إذا تمت أو التأجير للمنقوالت المشتراة إذا
تمت من قبيل األعمال التجارية المنفردة ،كما تعتبر عملية استئجار المنقوالت
التي تم استئجارها من قبل من قبيل األعمال التجارية المنفردة.
الفرع الثالث
()144
تأسيس الشركات التجارية
يقصد بتأسيس الشركات مجموعة العمليات القانونية والمادية التي يباشرها الشركاء
أو المساهمون المؤسسون من أجل قيام الشركة واكتسابها الشخصية
المعنوية(.)145
وقد نص القانون الفلسطيني على تجارية األعمال التي تهدف لتأسيس الشركات
التجارية ،والمقصود هنا بالشركات هي التجارية وليست المدنية ،والشركات في
القانون الفلسطيني النافذ في قطاع غزة تنقسم إلى ثالثة أنواع هي :شركات
األشخاص وهي تلك الشركات التي تقوم على االعتبار الشخصي وتضم شركة
التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة ،والنوع الثاني هو شركات
األموال والتي تقوم على االعتبار المالي وتضم شركة واحدة فقط هي شركة
المساهمة ،وأما النوع الثالث فهي الشركات ذات الطبيعة المختلطة حيث تستند
في جانب إلى االعتبار الشخصي وفي جانب آخر تعتمد على االعتبار المالي
وتضم الشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات التوصية باألسهم.
كل أنواع الشركات سابقة الذكر تمر بمراحل وأولى هذه المراحل هي مرحلة
التأسيس ،حيث تتبلور فكرة تأسيس الشركة عند شخصين أو أكثر ويتم تشكيل
لجنة تأسيس وذلك بهدف القيام باإلجراءات المطلوبة لتأسيس الشركة ،ومن هذه
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()144
ص.82
( )145بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.69
اإلجراءات إيجاد مقر للشركة والحصول على التراخيص الالزمة لبناء المقر وإقامة
الشركة وغير ذلك من اإلجراءات.
وحتى يقوم المؤسسون باإلجراءات المطلوبة فإن القانون منح الشركة شخصية
اعتبارية ناقصة وذلك في حدود تأسيسها أي شخصية اعتبارية بالقدر الالزم
لتأسيسها فال يجوز للمؤسسين القيام بأعمال الشركة وال بمزاولة أي نشاط يرتبط
بممارسة الشركة لنشاطها ولكن يسمح للمؤسسين القيام بكافة اإلجراءات الالزمة
لتأسيس الشركة.
وكل اإلجراءات واألعمال التي يقوم بها المؤسسون في سبيل تأسيس الشركة
تعتبر أعماالً تجارية منفردة ألنها تتم لمرة واحدة وذلك وفقاً لما ورد في القانون
الفلسطيني.
نخلص مما تقدم إلى أن عملية تأسيس الشركات كافة سواء شركات األشخاص
التي تقوم على االعتبار الشخصي وتضم شركة التضامن وشركة التوصية
البسيطة وشركات األموال وتضم شركة المساهمة وما يتفرع منها وكذلك الشركات
ذات الطبيعة المختلطة وتضم الشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التوصية
باألسهم ،تعتبر من قبيل األعمال التجارية.
المطلب الثاني
"األعمال التجارية المنفردة البحرية والجوية"
نص القانون الفلسطيني()146على أنه" :ويعد أيضاً عمالً تجارياً كل ما يتعلق
بالمالحة التجارية بحرية كانت أو جوية وعلى وجه الخصوص ما يلي:
-1بناء السفن أو الطائرات أو إصالحها أو صيانتها.
-2شراء أو بيع أو تأجير أو استئجار السفن أو الطائرات.
-3شراء أدوات أو مواد تموين السفن أو الطائرات.
-4النقل البحري أو النقل الجوي.
دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.47 ()149
دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.47 ()150
المنفردة ،تجارية بالنسبة للمجهز الذي يطلب البناء أو اإلصالح أو الصيانة
وتجارية كذلك بالنسبة للمتعهد الذي يقوم بالبناء أو اإلصالح أو الصيانة.
ويعتبر العمل تجارياً منفرداً بالنسبة لمالك السفينة أو الطائرة وقد تعتبر كذلك
بالنسبة للشخص أو الجهة التي تتولى عملية البناء أو اإلصالح أو الصيانة كما
قد تكون عمالً تجارياً احترافياً بالنسبة لهذا الشخص أو الجهة كما لو كانت عبارة
عن شركة مهمتها بناء أو إصالح أو صيانة السفن أو الطائرات.
على أنه يتوجب أن تكون الطائرة أو السفينة معدة للمالحة التجارية البحرية أو
الجوية ،وحتى تكون هذه األعمال من قبيل األعمال التجارية المنفردة فيجب أن
يتم البناء أو اإلصالح أو الصيانة من قبل متعهد بدون مشروع فلو تم البناء
واإلصالح والصيانة من خالل شركة مثالً فإنها ال تعتبر من قبيل األعمال
التجارية المنفردة.
ثانياً :شراء أو بيع أو تأجير أو استئجار السفن أو الطائرات :ومن األعمال
التي اعتبرها القانون أعماالً تجارية منفردة شراء أو بيع()151أو تأجير أو استئجار
السفن أو الطائرات بشرط أن تكون هذه السفن والطائرات معدة للمالحة التجارية،
وال يشترط أن تكون صالحة للمالحة عند شرائها أو بيعها أو تأجيرها أو استئجارها
ألن من يقوم بشرائها يمكن له إصالحها وصيانتها.
وليس شرطاً أن يكون الشراء لغايات البيع أو التأجير ،وال أن يسبق البيع عملية
شراء ،فقد يكون بائع السفينة أو الطائرة وارثاً أو قد حصل عليها بدون مقابل،
فالعبرة هنا بعملية البيع والشراء والتأجير واالستئجار ،لكن يشترط أن يكون
الغرض من شراء السفينة أو الطائرة استخدامها في مجال المالحة التجارية وإال
فإن الشراء يكون عمالً مدنياً.
وليس شرطاً احتراف هذا العمل بل يكفي أن يتك ولو لمرة واحدة وسواء تم من
تاجر أو غير تاجر.
بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.72 ()151
ومما ال شك فيه أن اتساع حجم التنمية االقتصادية وزيادة حجم التعامل مع البالد
الخارجية زاد من اإلقبال على عملية تأجير واستئجار السفن والطائرات حيث
تضطر بعض شركات المالحة البحرية وشركات الطيران إلى ذلك لمواجهة اإلقبال
المتزايد من قبل عمالئها(.)152
ثالثاً :شراء أدوات أو مواد تموين السفن أو الطائرات :كافة األعمال المتعلقة
بشراء أدوات للسفينة أو الطائرة الستخدامها في مجال المالحة التجارية وكذلك
شراء مواد تموينية خالل رحالت السفن والطائرات تعتبر أعماالً تجارية منفردة
والنص الفلسطيني لم يذكر بيع األدوات ألن الغالب فيمن يتعامل بها أن يكون
تاج اًر محترفاً(.)153
ويجب أن يسبق ذلك عملية شراء( ،)154ومن ذلك قوارب النجاة والحبال والوقود
والمأكوالت والمشروبات.
رابعاً :النقل البحري أو النقل الجوي :النقل هو تغيير مكان إنسان أو شيء(،)155
ويعتبر النقل البحري والنقل الجوي من قبيل األعمال التجارية المنفردة ،وسواء
كان النقل البحري والجوي مخصص لنقل األفراد أو نقل البضائع وال فرق في ذلك
إن كان النقل البحري والجوي نقل داخلي أو خارجي.
وال تثور صعوبة في مدى تجارية النقل البحري أو الجوي بالنسبة للناقل البحري
أو الجوي( ،)156انما الصعوبة تكمن في مدى تجارية النقل بالنسبة لشاحن
بارود ،حمدي محمود ،أحكام قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص.107 ()153
قايد ،محمد بهجت ،القانون التجاري ،نظرية األعمال التجارية ،مرجع سابق ،ص.79 ()154
انظر :دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.63 ()155
فايد ،محمد بهجت ،القانون التجاري ،نظرية األعمال التجارية ،مرجع سابق ،ص.80 ()156
البضاعة أو المسافر ،فإذا تعلق عقد النقل بشؤون التجارة كان تجارياً وإال فإنه
يكون مدنياً(.)157
خامساً :عمليات الشحن أو التفريغ :يقصد بعملية الشحن أن يتم وضع البضاعة
داخل السفن أو الطائرات ،وعادة ما يتم شحن البضاعة من قبل رافعات بوجود
أشخاص يشرفون على ذلك ،أما التفريغ فيقصد به عكس العملية السابقة ،بحيث
يتم إنزال ما تم شحنه داخل السفن أو الطائرات نص القانون الفلسطيني على
اعتبار عمليات الشحن والتفريغ التي تتم في الموانئ البحرية والجوية ولو تمت
لمرة واحدة من األعمال التجارية المنفردة على أن تكون السفينة أو الطائرة التي
تتولى المهمة تعمل في مجال المالحة التجارية( ،)158وتعتبر عملية الشحن
والتفريغ عمالً تجارياً منفرداً حتى ولو تمت لمرة واحدة وسواء .
وتعتبر عمليتي الشحن والتفريغ منفصلتين بحيث تعتبر عملية الشحن تجارية
وقائمة بذاتها وكذلك التفريغ.
سادساً :استخدام المالحين أو الطيارين أو غيرهم من العاملين في السفن أو
الطائرات :غالباً ما تستخدم السفن أشخاصاً يعملون بها قبل أو خالل أو بعد
رحلتها البحرية ،يطلق عليهم أشخاص المالحة البحرية وهم الربان وضباط
المالحة والمهندسين وهم القائمون بتسيير السفينة وإدارة آالتها وأمين السفينة
وأمين الحمولة والمالحين أو البحارة وهم بقية رجال طاقم السفينة العاملين على
ظهرها والذين يقومون بكل عمل من شأنه مساعدة الربان أو الضباط أو المهندسين
كالوقادين أو من يقوم بأعمال الطهي والنظافة والمشرف اإلداري والطبيب وضباط
االتصال الالسلكي وغيرهم ،أما أشخاص المالحة الجوية فهم الطيار والمساعدين
( )157بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.75
بارود ،حمدي محمود ،أحكام قانون التجارة ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.107 ()158
له والمضيفين والمضيفات وضباط األمن والمشرف اإلداري وغيرهم ممن يلزم
للمالحة الجوية(.)159
وتعتبر جميع عقود واتفاقات استخدام أشخاص المالحة البحرية أو الجوية وغيرهم
من العاملين في السفن والطائرات عقوداً تجارية تخضع ألحكام القانون التجاري
وتعتبر عمالً تجارياً منفرداً حتى ولو وقعت لمرة واحدة()160حيث أن استخدام
المالحين أو الطيارين أو غيرهم من العاملين في السفن أو الطائرات عادة ما يتم
عبر إبرام العقود فتحدد هذه العقود كل ما يتعلق بتشغيلهم من أجور ومهام عملهم.
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()161
ص.94
انظر :صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.62 ()162
وقاموا بإجراءات التأسيس يعني أن هناك أعماالً ستمارس في هذا المشروع بصفة
متكررة ومستمرة.
وقد نص القانون الفلسطيني()163على هذه األعمال التي تعتبر تجارية بطريق
االحتراف" :تعد األعمال التالية تجارية إذا كانت مزاولتها على وجه االحتراف:
-1توريد البضائع والخدمات.
-2الصناعة.
-3النقل البري.
-4الوكاالت التجارية والسمسرة أياً كانت طبيعة العمليات التي يمارسها
السمسار.
-5التأمين.
-6عمليات البنوك والصرافة.
-7استيداع المنقوالت المادية.
-8أعمال دور ومكاتب النشر والطباعة والتصوير والكتابة على اآلالت الكاتبة
وغيرها والترجمة والصحافة والبث اإلذاعي والتليفزيون والبريد واالتصاالت
واإلعالن وشركات االنترنت.
-9االستغالل التجاري لبرامج الحاسوب والبث الفضائي عبر األقمار الصناعية.
– 10استخراج مواد الثروات الطبيعية من مناجم ومحاجر ونفط وغاز وغيرها.
-11مشروعات تربية الماشية والطيور الداجنة وغيرها لغايات بيعها.
-12مقاوالت تشييد العقارات أو ترميمها أو تعديلها أو هدمها أو طالئها ومقاوالت
األشغال العامة.
المطلب األول
"مشروعات اإلنتاج"
في هذا المطلب نتعرض بشيء من التفصيل إلى مشروعات اإلنتاج على النحو
اآلتي:
أوالً :الصناعة( :)165يقصد بالصناعة تحويل المواد الخام أو نصف المصنوعة
إلى سلع تشبع حاجات الناس ويترتب على ذلك أن الصناعة تنتج قيم استعمال
جديدة لم تكن متوافرة قبل عملية التحويل ،وينبني على ذلك أن جميع عمليات
إعادة األشياء إلى أصلها كاإلصالح والصيانة ال تعد من قبيل العمليات
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()165
ص ،97وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.85
الصناعية( ،)166وتعتبر كذلك صناعة الصباغة وكي المالبس وإصالح السيارات
وتجديدها من العمليات الصناعية(.)167
فتحويل المواد الخام األولية إلى نصف مصنوعة يعتبر عمالً تجارياً إذا تم بطريق
االحتراف مثل تحويل القطن إلى خيوط نسيج ،وكذلك تحويل المواد األولية إلى
مواد كاملة الصنع مثل تحويل القصب إلى سكر ،وأيضاً تحويل المواد نصف
المصنوعة إلى مواد كاملة الصنع مثل تحويل النسيج إلى مالبس.
وعليه إذا تمت الصناعة من خالل مشروع منظم فإنها تعتبر من األعمال التجارية
بطريق االحتراف ،فأعمال المصانع المختلفة مثل مصانع المشروبات الغازية أو
مصانع التعليب أو مصانع الخياطة كلها تعتبر من قبيل األعمال التجارية بطريق
االحتراف ألنه تتم على شكل مشروع والمشروع هو التنظيم واالحتراف ،وال يشترط
في الصناعة أن يقوم الصانع بشراء المادة التي يقوم بتحويلها فقد ال يشتري المادة
ويعتمد على تحويل منتجات الغير(.)168
وتختلف األعمال التجارية بطريق االحتراف عن األعمال التجارية المنفردة حيث
ال تتطلب الصناعة هنا أن يسبقها عملية شراء بل تعتبر الصناعة متى تمت في
شكل مشروع من األعمال التجارية بطريق االحتراف.
ويشترط العتبار الصناعة عمالً تجارياً أن تكون على قدر من األهمية فهي غالباً
تمارس من خالل مشروع منظم يتم المضاربة من خالله على المواد األولية
وأسعار السلع والعمال لذلك استقر الفقه على استبعاد أعمال الحرفيين من نطاق
الصناعة وخروجها عن مجال األعمال التجارية ألن الحرفي يعتمد على مهارته
الشخصية وفنه أكثر من اعتماده على تحويل األشياء كالنجار والنقاش والمنجد
والترزي وغيرهم ،لكن إذا لجأ الحرفي إلى استخدام اآلالت وعدداً من العمال فإن
دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.55 ()166
بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص.81 ()167
()169
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.172
170
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.88
171
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.89
متصل بهذه األعمال يعتبر أيضاً من قبيل األعمال التجارية بطريق االحتراف
مثل شراء أدوات ومستلزمات ضرورية للعمل ،ومثل التعاقد مع العاملين وبيع
المواد المستخرجة كل ذلك يعتبر من األعمال التجارية بطريق االحتراف.
من الجدير بالذكر أن مشروعات البترول على األخص دفعت المشرع الفرنسي
إلى تبني المعيار الشكلي الكتساب الشركات الصفة التجارية ومن خالل المعيار
الشكلي أدخل العديد من األنشطة التي تعتب مدنية في حقل القانون التجاري(.)172
رابعاً :مشروعات تربية الماشية والطيور لغايات بيعها :اعتبر القانون مشروعات
تربية الماشية والطيور لغايات بيعها من قبيل األعمال التجارية بطريق االحتراف
إذا تمت من خالل مشروع " تنظيم واحتراف " وكان القصد من تربيتها البيع سواء
بيعها أو بيع ما يمكن أن يستخرج منها كبيض الدجاج وغيره ،أما إذا كانت الغاية
من تربية الماشية والدواجن ليست للبيع فال تعد أعماالً تجارية كما لو كانت هناك
مؤسسات أو جمعيات تقوم بتربية الماشية والطيور بهدف توزيع لحومها على
المحتاجين والفقراء.
نخلص مما تقدم إلى أن مشروعات اإلنتاج تشتمل على الصناعة واألشغال
العقارية واستخراج الثروات الطبيعية وتربية الماشية والطيور لغايات بيعها وهي
كلها مشروعات إذا تمت من خالل مشروع منظم فإنها تعتبر من األعمال التجارية
بطريق االحتراف ،ومن ذلك الصناعة التي تعني تحويل المواد األولية إلى مواد
نصف مصنوعة أو إلى مواد كاملة الصنع أو تحويل المواد نصف المصنوعة
إلى مواد كاملة الصنع ،ومنها كذلك األشغال العقارية التي يتم القيام بها من
خالل مشروع وهي التي غالباً ما تقوم بها شركات المقاوالت المختصة وتعني
بتشييد العقارات وترميمها وكذلك استخراج الثروات الطبيعية من غاز وفحم
وبترول حيث تختص بذلك أيضاً شركات مختصة باستخراج هذه الثروات من
الحقول والمناجم وغيرها ،ومنها أيضاً مشروعات تربية الماشية والطيور لغايات
فهيم ،مراد منير ،نحو قانون واحد للشركات ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف ،1991 ،ص.26 ()172
بيعها ،وعليه فال تعتبر تربية الماشية والطيور لغايات غير غايات البيع تجارية،
فهذه مشرعات كلها تتم من خالل مشاريع وتعتبر أعماالً تجارية.
المطلب الثاني
"مشروعات الوساطة"
تعتبر مشروعات الوساطة من األعمال التي نص عليها القانون واعتبرها تجارية
بطريق االحتراف طالما تمت من خالل مشروع ومن هذه األعمال الوكالة
بالعمولة ،ووكالة العقود ،والسمسرة ،ونتحدث عن هذه المشروعات على النحو
اآلتي:
أوالً :الوكالة بالعمولة :الوكيل بالعمولة هو الوسيط هو الذي يأخذ على نفسه أن
اء أو غيرها من العمليات
يعقد باسمه الخاص ولكن لحساب موكله بيعاً أو شر ً
التجارية مقابل عمولة.
فالوكيل بالعمولة يظهر في العقد بصفته أصيل وليس بصفته وكيل ولذلك تدخل
المشرع لحمايته حتى يستوفي حقوقه قبل الموكل(.)173
وتأخذ الوكالة بالعمولة أهمية كبيرة في مجال الحياة االقتصادية إذ تتعدد العقود
واألعمال التي يتعين على القائم بالنشاط إبرامها وتنفيذها ويزيد عددها في مجالي
الصناعة والخدمات عنها في مجاالت األنشطة األولية ،لذلك يتدخل الوكيل
بالعمولة ليرفع عن كاهل القائم بالنشاط مشقة إبرام هذه العقود على تعددها
وتنوعها(.)174
وقد نص القانون الفلسطيني()175على أن الوكالة بالعمولة هي" :عقد يتعهد
بمقتضاه الوكيل أن يجري باسمه تصرفاً قانونياً لحساب الموكل".
( )173دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،95وانظر :بريري ،محمود مختار ،قانون
المعامالت التجارية ،مرجع سابق ،ص ،84وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق،
ص.127
دويدار ،هاني محمد ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.61 ()174
القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون التجاري المصري ،مرجع سابق ،ص ،142وانظر :العريني، ()183
محمد فريد ،ودويدار ،هاني ،مبادئ القانون التجاري والبحري ،مرجع سابق ،ص ،45وانظر :العطير ،عبد القادر،
وعليه يعتبر عمل السمسرة تجارياً إذا تمت مزاولته بطريق االحتراف أياً كانت
طبيعة العمليات التي يمارسها السمسار سواء كانت مدنية أو تجارية وبالتالي
تتوقف طبيعة العملية بالنسبة للطرف اآلخر في عقد السمسرة على كونها تتعلق
بعمل تجاري أم بعمل مدني ،فالسمسار الذي يتوسط في إبرام صفقة تتعلق ببيع
المزارع لمنتجات أرضه يعتبر عمله تجارياً إذا تمت مزاولته بطريق االحتراف
ويعتبر هذا العمل بالنسبة للطرف اآلخر في عقد السمسرة وهو المزارع عمالً
مدنياً(.)184
نخلص مما تقدم إلى أن مشروعات الوساطة تعتبر من األعمال التي نص عليها
القانون واعتبرها تجارية بطريق االحتراف طالما تمت من خالل مشروع ومنها
الوكالة بالعمولة حيث يأخذ الوسيط على نفسه أن يعقد باسمه الخاص ولحساب
اء أو غيرها من العمليات التجارية مقابل عمولة ووكالة العقود
موكله بيعاً أو شر ً
التي قد تنحصر في مجرد إحضار العمالء للطرف اآلخر دون تدخل منه في
إبرام العقد والسمسرة وهي عقد يتعهد بمقتضاه السمسار لشخص بالبحث عن
طرف ثان إلتمام صفقة معينة والتوسط في إبرامها مقابل أجر.
المطلب الثالث
"مشروعات البيوع"
أوالً :التوريد :هو االلتزام بتقديم أشياء قابلة لالستهالك أو تقديم خدمات بصفة
دورية ومنتظمة وخالل فترة زمنية محددة يتم االتفاق عليها في عقد التوريد(.)185
الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،79وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري
اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،93وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.130
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.180 ()184
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،98وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون ()185
التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،90وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق،
ص.136
ويشترط حتى يعتبر التوريد عمالً تجارياً أن يتم بطريق االحتراف ،وعليه فإن
توريد الغذاء للمستشفيات والمدارس يعتبر عمالً تجارياً وكذلك يعتبر توريد الغاز
والكهرباء عمالً تجارياً ألنه يمارس بطريق االحتراف.
وعليه فيعتبر توريد البضائع والخدمات من األعمال التجارية بشرط أن تأخذ شكل
المشروع (تنظيم واحتراف) ألن إضفاء الصفة التجارية عليها انما يستند إلى صفة
القائم بها وليس إلى طبيعة العمل(.)186
وال يشترط في التوريد أن يسبقه عملية شراء كما الحال في االعمال التجارية
المنفردة بل ان مجرد عملية التوريد تعتبر تجارية إذا تمت على شكل مشروع(.)187
وعليه يستوي أن يقدم المتعهد األدوات على سبيل البيع أو على سبيل اإليجار
أو يقوم بشرائها أو ال يقوم بذلك(.)188
وقد نص القانون الفلسطيني()189على أنه إذا تخلف أحد الطرفين عن تنفيذ التزاماته
بشأن إحدى التوريدات الدورية فال يجوز للطرف اآلخر فسخ العقد ،إال إذا أحدث
التخلف للطرف اآلخر ضر اًر جسيماً.
كما نص القانون الفلسطيني()190على أنه ال يجوز االتفاق على منع طالب التوريد
من التعاقد مع غير المورد على شراء بضائع أو الحصول بمقابل على خدمات
مماثلة للبضائع أو الخدمات محل عقد التوريد ألكثر من خمس سنوات من تاريخ
العقد أياً كانت الميزات التي يقودها المورد لطالب التوريد وكل اتفاق على مدة
أطول يتم تخفيضه إلى خمس سنوات وال يجوز تجديد المدة إال بعد انتهائها ولمرة
المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،54القليوبي ،سميحة ،الوسيط في شرح القانون ()186
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()191
ص ،100وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،99وانظر :العريني ،محمد
فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.139
بتلقي أجرته منهم ،ألن العبرة في كون األعمال تجارية بطريق االحتراف أن
تمارس احترافاً.
ثانياً :المشاهد العامة :تعتبر المشاهد العامة كالمعارض والسينما ومشاهد السيرك
وغيرها من قبيل االعمال التجارية بطريق االحتراف إذا مورست على شكل مشروع
وأياً كانت الجهة التي تمارسها ،192وتعتبر االعمال تجارية بالنسبة للشخص القائم
على المشروع أما المشاهد فال تعتبر بالنسبة له تجارية ،وإذا قام شخص لمرة
واحدة بعرض فيلم أو مشهد من السيرك فال يعتبر عمالً تجارياً.
ثالثاً :المخازن العامة :تنتشر المخازن العامة المخصصة لتخزين البضائع أو
المنقوالت بشكل عام ،حيث يحدث أن يتملك شخص طبيعي او اعتباري مخزن
واحد أو أكثر ويخصصه لتخزين البضاعة او المنقوالت مقابل أجر معين ،فعمل
المخازن يعتبر تجارياً إذا مارسه الشخص او الجهة على شكل مشروع.193
والصورة الغالبة أن المخازن التي يتم استخدامها في األغراض التجارية تعود
ألشخاص طبيعيين يملكون هذه المخازن وتتبع في الغالب لعماراتهم السكنية،
ويتم التخزين فيها بشكل مستمر حيث يحترف صاحبها ممارسة هذا العمل ولذلك
تعد تجارية ،ويعتبر العمل تجارياً بالنسبة لصاحب المخازن وللشخص صاحب
البضاعة ،أما لو كان لشخص مخزن وقام بوضع بضاعة لصديقه لمرة واحدة
فإن هذا العمل ال يعتبر تجارياً ،كذلك لو كان عند شخص مخازن ويضع بها
مواد خاصة به وليست ألغراض تجارية فإن هذا العمل يعتبر عمالً مدنياً.
رابعاً :دور المكاتب والنشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها :يعتبر عمل
دور النشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها عمالً تجارياً بشرط أن يتم مزاولتها
192دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،99وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون
التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.144
193
العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،145وانظر :دويدار ،هاني محمد،
القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص103
عن طريق االحتراف( ،)194فالناشر في دور النشر يقوم بشراء حق التأليف من
المؤلف ويقوم ببيع الكتاب إما بعد طبعه من خالل مطبعة يمتلكها أو طبعه لدى
الغير ،وتقوم دار النشر في هذه الحالة بعمل من أعمال المضاربة حيث يكون
هدفها تحقيق الربح والمضاربة على عمل المؤلف كما أنها تساعد على تداول
الفكر بين المؤلف والجمهور(.)195
وتشمل أعمال دور النشر نشر المؤلفات العلمية واألدبية والفنية لحساب أصحابها
مقابل أجر محدد يتم االتفاق عليه ،كما يعتبر من قبيل االعمال التجارية إذا تمت
بطريق االحتراف دور الصحافة وشركات االنترنت.
خامساً :التأمين :أضفى المشرع الصفة التجارية على التأمين متى وقع بطريق
منظم والتأمين عملية ضمان إلى جانب كونه تصرفاً قانونياً ،ويقصد بالتأمين
العقد الذي يتعهد بمقتضاه شخص يسمى المؤمن بأن يؤدي لشخص آخر يسمى
المستأمن مبلغاً من المال أو إيراد مرتب أو عوض مالي آخر في حالة وقوع
الحادث أو تحقق الخطر المؤمن منه مقابل قسط يدفعه المستأمن للمؤمن(.)196
وتعد أعمال التأمين تجارية إذا تمت مزاولتها بطريق االحتراف أي من خالل
مشروع منظم يملك األدوات المادية والبشرية الالزمة لمباشرة نشاطه فضالً عن
ضرورة توافر قصد تحقيق الربح(.)197
وعلى ذلك ال يعد تجارياً التأمين التعاوني الذي ال يهدف إلى المضاربة وتحقيق
الربح والتأمين التعاوني هو التأمين الذي يتخذ شكل مجموعة من األشخاص
يتفقون على تعويض الضرر الذي يلحق بأحدهم بسبب خطر معين وذلك من
االشتراكات التي يجمعونها فيما بينهم(.)198
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.108 ()194
رضوان ،أبو زيد ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.173 ()196
()197
عبد الباقي ،سامي ،مرجع سابق ،ص.150
()198
عبد الباقي ،سامي ،مرجع سابق ،ص.162
ويعتبر التأمين تجارياً بكافة أنواعه على األشياء كان أو على األشخاص ،وساء
كان برياً أو بحرياً أو جوياً.
وعليه فالتأمين يعتبر عمالً تجارياً بالنسبة للمؤمن إذا مارسه على وجه االحتراف
أما بالنسبة للمستأمن فإنه إذا كان غير تاجر فإن األمر يتوقف على طبيعة
العملية بالنسبة له هل هي تجارية أو مدنية وفقاً لنظرية األعمال التجارية وإذا
كان تاج اًر فإن هذا التأمين يعتبر تجارياً إذا كان متعلق بشؤون تجارته أما إذا
كان غير ذلك فإنه يعتبر عمالً مدنياً ،ويشمل التأمين كل أنواعه سواء كان تأمين
بحري أو جوي أو بري وسواء كان تأمين أشخاص كالتأمين على الحياة أو
المرض أو كان تأمين على األشياء كالتأمين على المنزل ضد الحريق أو التأمين
على البضاعة من أخطار الطريق أو كان تأمين من المسؤولية كتأمين السيارة
والعمال(.)199
سادساً :البنوك والمصارف :تنتشر البنوك والمصارف وتعتبر أعمالها من قبيل
االعمال التجارية إذا تمت على وجه االحتراف وهي كذلك أصالً وتسعى لتحقيق
األرباح ،ومن المعروف أن هذه البنوك والمصارف عادة ما تحقق أرباحاً كبيرة
نتيجة التعامل المستمر من قبل العمالء والثقة التي يوليها هؤالء في هذه البنوك
التي تقوم بحفظ أموالهم.
والبنوك تقدم خدماتها للعمالء ولكن مقابل أجر ،أو عمولة مثل الحسابات الجارية
وتأجير الخزانات الحديدية ،أما المصارف فهي تقوم بعدة نشاطات من بينها
مبادلة النقود وكذلك تحويل األموال من بلد آلخر ،وتعتبر أعمال البنوك
والمصارف تجارية بالنسبة لها ،أما بالنسبة للمتعامل فهي تجارية إذا كان تاج اًر
وتعلقت هذه األعمال بنشاطاته التجارية ،فإذا كانت غير ذلك فإنها تعتبر مدنية.
()200
http://almerja.com/reading.php?idm= 89189
ودور المكاتب والنشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها والتأمين والبنوك
والمصارف واالستغالل التجاري لبرامج الحاسوب والبث الفضائي عبر األقمار
الصناعية واعمال مكاتب السياحة والتصدير واالستيراد والتخليص الجمركي.
"خالصة المبحث الثاني"
األعمال التجارية بطريق االحتراف هي تلك األعمال التي يتم مزاولتها من خالل
مشروع منظم ،وعليه فالعبرة في تجارية هذه األعمال بوجود مشروع تجاري منظم،
ال بصفة القائم على هذه األعمال وال بصفة العمل نفسه ،والمشروع هو وجود
تنظيم من خالله يمارس العمل بصورة متكررة ومستمرة وهو االحتراف بحد ذاته
وهذه االعمال تضم المشروعات اآلتية:
أوالً :مشروعات اإلنتاج :ومنها الصناعة ويقصد بها تحويل المواد الخام أو
نصف المصنوعة إلى سلع تشبع حاجات الناس أو اضافة تعديالت على األشياء
من شأنها أن تزيد من قيمتها أو منفعتها مثل اصالح الماكينات فإذا تمت الصناعة
من خالل مشروع منظم فإنها تعتبر من األعمال التجارية بطريق االحتراف.
* األشغال العقارية وهي التي تقوم بها الشركات العقارية المختصة بالبناء والترميم
وتشييد الطرق وإقامة الجسور ،بمعنى أنها األعمال التي ترتبط بالعقارات.
* تعتبر األعمال المتعلقة باستخراج الثروات الطبيعية من المناجم والمحاجر
والنفط والغاز وغيرها من قبيل األعمال التجارية بطريق االحت ارف إذا مورست
باحتراف أي على شكل مشروع.
* اعتبر القانون مشروعات تربية الماشية والطيور لغايات بيعها من قبيل األعمال
التجارية بطريق االحتراف إذا تمت من خالل مشروع " تنظيم واحتراف".
ثانياً :مشروعات الوساطة :ومنها الوكالة بالعمولة والوكيل بالعمولة هو
الوسيط هو الذي يأخذ على نفسه أن يعقد باسمه الخاص ولكن لحساب موكله
اء أو غيرها من العمليات التجارية مقابل عمولة.
بيعاً أو شر ً
* وكالة العقود منها أيضاً وهي عقد يلتزم بموجبه شخص يسمى وكيل العقود
بأن يتولى على وجه االستمرار في منطقة نشاط معينة الحض على إبرام العقود
لمصلحة المتعاقد اآلخر أي الموكل أو في بعض األحيان إبرام العقد باسم
ولحساب الموكل مقابل أجر أو عمولة.
* وكذلك السمسرة وهي عقد يتعهد بمقتضاه السمسار لشخص بالبحث عن طرف
ثان إلتمام صفقة معينة والتوسط في ابرامها مقابل أجر وتعد السمسرة من األعمال
التجارية إذا تم مزاولتها على وجه االحتراف.
ثالثاً :مشروعات البيوع :يعتبر توريد البضائع والخدمات من األعمال التجارية
بشرط أن تأخذ شكل المشروع (تنظيم واحتراف) والتوريد هو عقد يلتزم بمقتضاه
المورد بتوريد شيء إلى عميله بصورة دورية منتظمة خالل مدة معينة.
* اعتبر القانون توزيع مصادر الطاقة عمالً تجارياً إذا مورس بطريق االحتراف
ومن ذلك توزيع المياه والغاز والكهرباء.
* ومنها أيضاً بيع العقارات أو شرائها أو استئجارها لغايات بيعها أو تأجيرها
حيث تنتشر مكاتب العقارات بحيث تقوم هذه المكاتب بشراء العقارات بهدف بيعها
وتحقيق الربح ،كما تقوم هذه المكاتب العقارية باستئجار العقارات بهدف تأجيرها
وتعتبر تجارية لطالما مورست أعمالها بطريق االحتراف.
رابعاً :مشروع الخدمات :نص القانون على اعتبار النقل البري من االعمال التي
تعتبر تجارية إذا تمت على شكل مشروع أي بطريق االحتراف.
* تعتبر المشاهد العامة كالمعارض والسينما ومشاهد السيرك وغيرها من قبيل
االعمال التجارية بطريق االحتراف إذا مورست على شكل مشروع.
* عمل المخازن يعتبر تجارياً إذا مارسه الشخص او الجهة على شكل مشروع
"تنظيم واحتراف"
ويعتبر العمل تجارياً بالنسبة لصاحب المخازن وللشخص صاحب البضاعة.
* تعتبر دور المكاتب والنشر والصحافة وشركات االنترنت وغيرها أعماالً تجارية
حسب القانون الفلسطيني بشرط أن تأخذ شكل المشروع (تنظيم واحتراف).
* يعتبر التأمين من قبيل االعمال التجارية إذا مورس على شكل مشروع أي
بطريق االحتراف ،ويتخذ عقد التامين صو اًر مختلفة متبعاً لنوع التأمين.
* قرر المشرع تجارية أعمال البنوك والمصارف إذا تمت في شكل مشروع (تنظيم
واحتراف) بالنسبة للبنك ،وليس كذلك بالنسبة للعميل إال إذا كان تاج اًر.
* يعد االستغالل التجاري لبرامج الحاسب اآللي والبث الفضائي عبر األقمار
الصناعية أعماال تجارية إذا تمت مزاولتها على وجه االحتراف.
* تعد أعمال مكاتب السياحة ومكاتب التصدير واالستيراد واإلفراج الجمركي
ومكاتب االستخدام ومحال البيع بالمزاد العلني أعماال تجارية متى تمت مزاولتها
على وجه االحتراف.
المبحث الثالث
()201
األعمال التجارية بالتبعية
لم يحدد القانون األعمال التجارية بالتبعية مثلما حدد األعمال التجارية المنفردة
واألعمال التجارية بطريق االحتراف ،وقد نص المشرع الفلسطيني()202على أن:
"األعمال التي يقوم بها التاجر لغايات تجارية تعتبر تجارية "كذلك نص القانون
القطري()203على" :تعتبر أعماالً تجارية األعمال المرتبطة بالمعامالت التجارية
المشار إليها في المواد السابقة أو المسهلة لها وجميع األعمال التي يقوم بها
التاجر لحاجات تجارته".
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()201
ص ،118وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.103
المادة " "8من قانون التجارة الفلسطيني. ()202
الفرع الثاني
حتى تكون األعمال تجارية بالتبعية فيجب توافر شرطين ،األول أن تصدر هذه
األعمال من تاجر ،والثاني أن يمارسها التاجر لغايات تجارية ترتبط بتجارته،
ونفصل الحديث عن هذين الشرطين فيما يلي:
أوالً :أن تصدر األعمال من تاجر :يشترط لكي تعتبر األعمال المدنية تجارية
بالتبعية أن تصدر من تاجر وليس مدني ،والتاجر هو الشخص الذي يكتسب
المطلب الثاني
الفرع األول
209
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.115
المادة " "55فقرة " "1من قانون التجارة الفلسطيني. ()210
-2إذا كان الكفيل عبارة عن مصرف أو بنك فإن هذه الكفالة تعتبر تجارية.
-3إذا كفل تاجر آخر وكانت له مصلحة بالدين المكفول ،كأن يكون هناك
شخص تقدم بمرابحة فكفله تاجر ليسترد دينه.
نخلص مما تقدم إلى أن كافة أعمال التاجر التي يعتبر مصدرها العقد تكون
تجارية ،وعلى ذلك فالعقود التي يبرمها التاجر تكون تجارية بشرط أن تكون
لغايات تجارية باستثناء الكفالة فال تعتبر تجارية ألن التاجر يقوم بها من غير
مقابل.
الفرع الثاني
"أعمال تجارية تبعية مصدرها التزام غير عقدي"
االلتزامات غير التعاقدية مثل الفعل الضار واإلثراء بال سبب والفضالة ،وفي هذا
الفرع نتحدث عن هذه االلتزامات غير العقدية وذلك على النحو اآلتي:
أوالً :الفعل الضار( :)211التاجر يقوم بممارسة أعماله التجارية ،خالل ذلك قد
يرتكب خطأ يسبب به ضر اًر للغير ،هذا الضرر يتبعه التزام التاجر بتعويض من
لحقه الضرر ،التزام التاجر هذا بتعويض الضرر يعتبر عمالً تجارياً بالتبعية،
ألنه نجم عن أعمال التاجر التجارية ،ومن ذلك قيام التاجر بعمل من أعمال
المنافسة غير المشروعة ،كما لو قام باإلساءة إلى سمعة التاجر أو سمعة بضائعه
أو قام باستخدام العالمة التجارية الخاصة بتاجر آخر ،فإذا سبب ذلك ضر اًر
للغير بأن انصرف عمالء التاجر الذي تم اإلساءة إليه أو إلى بضائعه فإن التاجر
الذي ارتكب هذا الخطأ وتسبب به ضر اًر للغير عليه أن يلتزم بالتعويض ،ويعتبر
هذا االلتزام عمالً تجارياً بالتبعية.
ثانياً :اإلثراء بال سبب :من االلتزامات غير التعاقدية أيضاً اإلثراء بال سبب وهو
حصول الشخص على كسب بال سبب مشروع على حساب شخص آخر ،لذا
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.125 ()211
يلتزم في حدود ما كسبه تعويض من لحقه ضرر بسبب هذا الكسب ،ويبقى هذا
االلتزام قائماً ولو زال كسبه فيما بعد.
ومثال ذلك أن يقوم مدين بسداد دين لتاجر ،لكنه قام بدفع ضعف ما عليه من
ديون ،فالتاجر بهذا يكون قد أخذ ما ليس حقاً له ،ويتوجب عليه أن يقوم برد ما
زاد عن دينه المستحق في ذمة المدين ،هذا االلتزام برد المبلغ الزائد يعتبر عمالً
تجارياً بالتبعية ألنه تم بمناسبة دين تجاري للتاجر في ذمة الغير.
ثالثاً :الفضالة :والفضالة كما لو قام الفضولي بعمل نافع لصالح التاجر وألمر
يتعلق بتجارته مثل تسديد دين تجاري عن التاجر فكل ما يترتب على ذلك من
التزامات يعتبر تجارياً بالتبعية(.)212
ويقاس على نظرية األعمال التجارية بالتبعية الشخصية للتاجر ،نظرية أخرى
تتمثل في األعمال المدنية بالتبعية الشخصية لغير التاجر وتبعاً لذلك فكل األعمال
التجارية تصبح مدنية إذا باشرها غير تاجر بمناسبة عمله المدني كما لو قام
محامي بأعمال تجارية تابعة لمهنة المحاماة(.)213
نخلص مما تقدم إلى أن هناك أعمال تجارية مصدرها غير العقد تتمثل في الفعل
الضار حيث يلتزم التاجر بتعويض من سبب له ضر اًر خالل قيامه بأعماله
التجارية ،والضرر عادة يتثمل في انصراف العمالء عن التاجر بسبب خطأ
يرتكبه تاجر منافس ،على أن تكون هناك عالقة سببية أي أن يترتب الضرر
بناء على الخطأ الصادر من التاجر ،ومن األعمال التي مصدرها التزام غير
عقدي اإلثراء بال سبب ،كما لو قام شخص بسداد دين للتاجر أكثر مما يستحق،
فإن المبلغ الزائد على الدين يعتبر إثراء بال سبب ،ورد التاجر له واجب ويعتبر
من قبيل األعمال التجارية كما تعتبر الفضالة عمل تجاري على النحو الذي
تحدثنا عنه سابقاً.
بارود ،حمدي محمود ،أحكام القانون التجاري ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.133 ()212
()213
المرجع السابق ،ص.133
"خالصة المبحث الثالث"
األعمال التجارية بالتبعية هي أعمال مدنية باألصل لكنها تتبع األعمال التجارية
ولذلك سميت األعمال التجارية بالتبعية ،أي أنها تجارية بسبب تبعيتها لألعمال
التجارية.
أوالً :المقصود باألعمال التجارية بالتبعية :يقصد باألعمال التجارية بالتبعية أنها
تلك األعمال مدنية األصل التي يقوم بها التاجر تبعاً لتجارته فتصبح تجارية
بالتبعية.
ثانياً :شروط اعتبار األعمال تجارية بالتبعية :حتى تكون األعمال تجارية
بالتبعية فيجب توافر شرطين ،األول أن تصدر هذه األعمال من تاجر ،والثاني
أن يمارسها التاجر لغايات تجارية ترتبط بتجارته.
ثالثاً :نطاق تطبيق األعمال التجارية بالتبعية :هناك أعمال تجارية تبعية مصدرها
التزام عقدي ،وأعمال تجارية تبعية أخرى مصدرها غير التزام عقدي فاألعمال
التجارية التبعية التي مصدرها التزام عقدي تمثل كافة العقود التي يبرمها التاجر
أثناء ممارسته ألعماله التجارية ،وأما األعمال التجارية التبعية ومصدرها ليس
التزاماً عقدياً فتتمثل في الفعل الضار واإلثراء بال سبب والفضالة.
المبحث الرابع
()214
األعمال المختلطة
األعمال المختلطة ال تعد نوعاً مستقالً من األعمال القانونية فالعمل القانوني إما
أن يكون عمالً مدنياً أو عمالً تجارياً ،ألن العمل المختلط يعتبر مدنياً بالنسبة
لطرف وتجارياً بالنسبة لطرف آخر لذلك ال يوجد ما يميز العمل المختلط عن
العمل المدني أو العمل التجاري ،فالعمل التجاري هو عبارة عن تصرف قانوني
ينعقد بين طرفين ومن ثم قد يكون تجارياً لكليهما وقد يكون مدنياً لكليهما كذلك
مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات األشخاص ،مرجع سابق، ()214
ص.125
وهذا هو األصل العام الذي ال تثور بشأنه صعوبة ،ولكن الصعوبة تثور عندما
يكون العمل تجارياً بالنسبة ألحد األطراف ومدنياً بالنسبة للطرف اآلخر كالعقد
المبرم بين الناشر واألديب وكالتعاقد بين المسافر والناقل فهي أعمال تعتبر
تجارية ألحد األطراف ومدنية بالنسبة للطرف اآلخر وعليه ال يمكن القول بأن
العمل الواحد له طبيعتان انما يمكن أن تكون له صفتان وذلك بالنظر لتعلقه
بنشاط أي من طرفيه(.)215
وقد ثار الخالف بين القوانين حول ما يتعلق بالقانون واجب التطبيق على العمل
المختلط حيث نص القانون التجاري الفلسطيني على" :إذا كان العقد تجارياً
()216
بالنسبة ألحد طرفيه تسري أحكام هذا القانون على التزامات هذا الطرف وحده،
وتسري أحكام القانون المدني على التزامات الطرف اآلخر ،ما لم ينص القانون
على غير ذلك".
لكن القانون القطري()217خالف القانون الفلسطيني بشأن هذا الحكم حيث نص
على أنه " :إذا كان العقد تجارياً بالنسبة إلى أحد المتعاقدين دون اآلخر ،سرت
أحكام هذا القانون على التزامات كل منهما الناشئة عن هذا العقد ما لم يوجد
نص أو اتفاق يقضي بغير ذلك".
ومعنى هذا النص أن القانون القطري جعل من أحكام قانون التجارة تسري على
طرفي العقد المختلط ،وهو ما لم يرد في القانون الفلسطيني والذي جعل أحكام
القانون التجاري تسري على من يعتبر العقد تجارياً بالنسبة له ،وأحكام القانون
المدني على من يعتبر العقد مدنياً بالنسبة له.
بناء على نص المادة السابقة يمكن القول بأن القانون الفلسطيني حسم موقفهً
وذلك بسريان القانون التجاري الفلسطيني على التزامات الطرف التجاري ،وسريان
بارود ،حمدي محمود ،أحكام القانون التجاري ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.135 ()215
()218
http://tadbir.ma/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A_1612/%D9%85%D8
%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83-
%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A.html
أما بالنسبة للقوانين التي ذهبت إلى أن القانون التجاري يطبق على العمل المختلط
بطرفيه التجاري والمدني فإن طرفي العقد بإمكانهما اإلثبات بكافة الطرق وفقاً
لقاعدة حرية االثبات في المسائل التجارية.
"خالصة المبحث الرابع"
العمل المختلط يعتبر مدنياً بالنسبة لطرف وتجارياً بالنسبة لطرف آخر وقد نص
القانون التجاري الفلسطيني على" :إذا كان العقد تجارياً بالنسبة ألحد طرفيه تسري
أحكام هذا القانون على التزامات هذا الطرف وحده ،وتسري أحكام القانون المدني
على التزامات الطرف اآلخر ،ما لم ينص القانون على غير ذلك".
القانون الفلسطيني حسم موقفه وذلك بسريان القانون التجاري الفلسطيني على
التزامات الطرف التجاري ،وسريان القانون المدني الفلسطيني على الطرف المدني
وهناك قوانين ذهبت إلى أن العمل المختلط يخضع برمته وبكافة أطرافه إلى
القانون التجاري.
ووفقاً للقانون الفلسطيني فإن الطرف الذي يخضع ألحكام القانون التجاري يمكنه
إثبات العمل التجاري بكافة طرق اإلثبات ،أما الطرف اآلخر الذي يخضع للقانون
المدني فإنه يتوجب عليه اإلثبات وفقاً لما نص عليه القانون المدني بمعنى
خضوعه لإلثبات المقيد الذي يتطلب الكتابة.
أما بالنسبة للقوانين التي ذهبت إلى أن القانون التجاري يطبق على العمل المختلط
بطرفيه التجاري والمدني فإن طرفي العقد بإمكانهما اإلثبات بكافة الطرق.
الفصل الثالث
"التاجر"
اكتساب صفة التاجر تتطلب شروطاً معينة نص عليها القانون الفلسطيني ،فإذا
توافرت هذه الشروط أصبح الشخص تاج اًر ،وهذا الشخص الذي يكتسب صفة
التاجر قد يكون طبيعياً أو اعتبارياً ،واكتساب صفة التاجر لها أهمية كبيرة حيث
يترتب عليها آثار عدة ،وعليه نتحدث في هذا الفصل عن شروط اكتساب صفة
التاجر ،واآلثار المترتبة على اكتساب صفة التاجر في مبحثين على النحو اآلتي:
المبحث األول
"شروط اكتساب صفة التاجر"
لكي يكتسب الشخص صفة التاجر فإنه يجب أن يمارس على وجه االحتراف
باسمه ولحسابه عمالً تجارياً ،كما وتكتسب الشركات التجارية صفة التاجر
بصرف النظر عن الغرض الذي أقيمت من أجله ،وعليه فالقانون الفلسطيني نص
على اكتساب الشخص الطبيعي لصفة التاجر ضمن شروط معينة ،كما نص
على اكتساب الشركة كشخص اعتباري صفة التاجر ،ونتحدث عن االحتراف
واألهلية على النحو اآلتي:
المطلب األول
"احتراف األعمال التجارية"
نص القانون الفلسطيني()219على" :يعتبر تاج اًر كل من يزاول على وجه االحتراف
باسمه ولحسابه عمالً تجارياً ما لم ينص القانون على خالف ذلك".
ونص كذلك القانون القطري()220على هذا الحكم" :يكون تاج اًر كل من يزاول باسمه
عمالً تجارياً وهو حائز لألهلية الواجبة ويتخذ من هذا العمل حرفة له".
( )221صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،87وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح
القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،114وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق،
ص ،62وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.174
( )222بارود ،حمدي محمود ،القانون التجاري ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.146
التجارة حينما يتم اعتزالها كما لو كان أحد التجار يمارس عمالً تجارياً من خالل
محل تجاري لكنه قام بإغالقه كما ينتهي االحتراف بوفاة التاجر(.)223
نخلص مما تقدم إلى أن التاجر يتوجب عليه أن يمارس األعمال التجارية بطريق
االحتراف حتى يكتسب صفة التاجر واالحتراف هو ممارسة األعمال التجارية
بشكل معتاد ومتكرر ،فإذا مارسها لمرة واحدة أو مرات قليلة فال يمكن أن يكتسب
صفة التاجر.
الفرع الثاني
"عناصر االحتراف"
يتوجب توافر عدة عناصر لالحتراف وهي االعتياد وقصد االرتزاق واالستقالل
والمشروعية ونفصل الحديث عن هذه العناصر على النحو اآلتي:
أوالً :االعتياد :هو ممارسة الشخص لألعمال التجارية بصورة مستمرة ومتكررة
بحيث تصبح الممارسة حرفة ،224أما ممارسة أعمال تجارية لمرة واحدة أو مرات
دون وجود االستم اررية فال يكتسب ممارسها صفة التاجر ،وعليه لو قام شخص
بشراء سيارة وقام ببيعها بقصد الربح فال يكتسب صفة التاجر لعدم وجود االعتياد،
وليس معنى خضوع العمل ألحكام القانون التجاري أن يكتسب من قام بهذا العمل
صفة التاجر ألن العبرة باالعتياد وليس بطبيعة العمل الذي يمارسه الشخص.
وقد نص القانون على أن الشركات التجارية تكتسب صفة التاجر ،شأنها في ذلك
شأن األفراد ،لكن الفرق أن القانون لم يشترط عنصر االعتياد في الشركات
التجارية كما هو الشأن بالنسبة لألفراد ،حيث أن تأسيس الشركات التجارية في
حد ذاته يكسبها صفة التاجر.
بارود ،حمدي محمود ،القانون التجاري ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.154 ()223
224
العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.174
وقد نص القانون الفلسطيني()225على" :يعتبر تاج اًر كل شركة تتخذ أحد األشكال
المنصوص عليها في قانون الشركات أياً كان الغرض الذي أنشئت من أجله ".
ونص القانون القطري()226على" :كما يعتبر تاج اًر كل شركة تجارية وكل شركة
تتخذ الشكل التجاري ولو كانت تزاول أعماالً غير تجارية".
أما بخصوص األشخاص االعتبارية العامة كالدولة ومؤسساتها فإنها ال تكتسب
بناء على نص القانون الفلسطيني(" :)227ال تثبت صفة التاجر
صفة التاجر وذلك ً
للدولة وغيرها من أشخاص القانون العام ومع ذلك تسري احكام قانون التجارة
على األعمال التي تزاولها إال ما يستثنى بنص خاص"
ويعني هذا النص أن الدولة ومؤسساتها لو احترفت األعمال التجارية فإنها ال
تكتسب صفة التاجر وإن كانت أعمالها التجارية تخضع ألحكام القانون التجاري.
بناء على نص القانون القطري(" :)228ال تعد الو ازرات واألجهزة الحكومية
وأيضاً ً
األخرى والهيئات والمؤسسات العامة وال الجمعيات وال األندية من التجار ،على
أن المعامالت التجارية التي تقوم بها هذه الجهات تخضع ألحكام هذا القانون إال
ما استثني بنص خاص ،وتثبت صفة التاجر للشركات التي تنشئها أو تساهم فيها
الدولة وغيرها من الهيئات والمؤسسات العامة التي تقوم بصفة أساسية بنشاط
تجاري كما تثبت هذه الصفة لفروع الشركات والمؤسسات العامة األجنبية التي
تزاول نشاطاً تجارياً في قطر".
ثانياً :قصد االرتزاق :حتى يكتسب الشخص صفة التاجر فإنه يتوجب أن يعتمد
على أعماله التجارية من أجل القيام بأعباء الحياة ،فتكون هذه األعمال هدفها
كسب الربح من أجل االرتزاق والعيش ،بمعنى أن تكون أعماله التجارية هي
229
العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.175
230دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،151وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون
التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.176
()231
http://www.startimes.com/f.aspx?t=34042090
قد يدفعوا بأحد األشخاص لممارسة التجارة لحسابه ،وفي هذه الحالة يكتسب هذا
الشخص المستتر صفة التاجر ألن آثار العمل التجاري تعود إليه فهو الذي
يتحمل الخسائر وهو الذي يجني األرباح ،واالحتراف كما يكون ظاه اًر قد يكون
أيضاً خفياً ومستت اًر ،ومع ذلك فإن الشخص الظاهر الذي يمارس التجارة لحساب
شخص آخر يعتبر أيضاً تاج اًر ألنه هو الذي يمارس أعمال التجارة في الوضع
الظاهر وأمام عامة الناس
وقد نص القانون على أن من يمارس حرفة صغيرة ال يكتسب صفة التاجر وال
يخضع في حرفته الصغيرة هذه ألحكام القانون التجاري.
فقد نص القانون الفلسطيني()232على أنه -1" :ال تسري أحكام هذا القانون على
األشخاص الذين يزاولون حرفاً صغيرة.
-2يعد من هؤالء األشخاص كل من يزاول حرفة ذات نفقات زهيدة يؤمن بها
دخالً لحياته المعيشية اليومية.
-3تحدد الجهات المختصة الحرف الصغيرة والحد األقصى لعدد العاملين مع
األفراد المشار إليهم في الفقرة 1من هذه المادة".
وقد نص القانون القطري( )233أيضاً على" :األفراد الذين يزاولون حرفة بسيطة أو
تجارة صغيرة يعتمدون فيها على عملهم بصفة أساسية ،ال يخضعون لواجبات
التجار الخاصة بالدفاتر التجارية وبالقيد في السجل التجاري ،وبأحكام اإلفالس
والصلح الواقي ،ويصدر بتحديد الحرف البسيطة والتجارة الصغيرة قرار من الوزير
المختص".
رابعاً :المشروعية :لكي يكتسب الشخص صفة التاجر فيجب أن ينصب احترافه
لألعمال التجارية على أعمال مشروعة ،ومشروعية األعمال من عدمها يحددها
القانون فما يعتبر مشروعاً في دولة قد ال يعتبر كذلك في دولة أخرى ،وعليه فال
وتثبت صفة التاجر لكل من احترف التجارة باسم وهمي أو مستعار أو مستتر
وراء شخص آخر فضالً عن ثبوتها للشخص الظاهر.
وإذا زاول التجارة أحد األشخاص المحظور عليهم االتجار بموجب قوانين أو
أنظمة خاصة عد تاج اًر وسرت عليه أحكام هذا القانون".
نخلص مما تقدم إلى أن اكتساب صفة التاجر يتطلب توافر األهلية وذلك بأن
يبلغ الشخص ثماني عشرة سنة كاملة وأال يكون مصاب بعارض من عوارض
االهلية كالسفه أو الجنون أو مانع من موانعها كأن يكون محكوم بجناية كما
يجب أال يكون من المحظور عليهم بممارسة التجارة.
الفرع الثاني
"ناقص األهلية"
وناقص األهلية كما ورد في القانون المدني الفلسطيني النافذ في قطاع غزة هو
كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد ،أو بلغ سن الرشد وتم الحجر عليه
لسفه أو غفلة أو غيرهما.
وعليه فإذا كان الشخص ناقصاً لألهلية فال يكتسب صفة التاجر وسواء كان
فلسطينياً أو أجنبياً ،ألن العبرة بالقانون الفلسطيني وليس بقانون جنسية األجنبي.
-3يجوز للمحكمة سحب اإلذن الممنوح للنائب أو تقييده إذا طرأت أسباب جدية
يخشى معها سوء إدارة النائب لتجارة القاصر أو المحجور عليه ،دون اخالل
بالحقوق التي اكتسبها الغير حسن النية.
وفي حالة االستمرار فللمحكمة سلطة منح اإلذن للنائب عن القاصر أو المحجور
عليه إذناً مطلقاً أو مقيداً وذلك وفقاً لمصلحة هذا القاصر أو المحجور عليه ،فإذا
كان اإلذن مطلقاً فللمحكمة تقييده ولها أيضاً أن تسحب اإلذن من النائب في
حال اقتنعت بأن هذا النائب يضر القاصر أو المحجور عليه من خالل إدارة
مالهما.
لكن إذا تم تقييد اإلذن أو سحبه فال أثر على الغير حسن النية.
وقد نص القانون على ضرورة تقييد أي تغيير أو قرار للمحكمة سواء بمنح اإلذن
أو تقييده أو سحبه في السجل التجاري ونشره في الجريدة الرسمية.
وفي حالة قرار القاضي باالستمرار في تجارة القاصر أو المحجور عليه فإن هذا
االستمرار مقتصر على األموال المستثمرة لهما في التجارة ،وإذا تم اشهار افالس
القاصر أو المحجور عليه فهذا اإلفالس يقتصر على األموال المستثمرة لهما في
التجارة وال يتعداه إلى غير المستثمرة.
نخلص مما تقدم إلى أن القاصر في فلسطين ال يستطيع مزاولة التجارة والقاصر
هو الذي بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد وسواء كان فلسطينياً أو أجنبياً وقد
نص القانون على أن القاصر المأذون يجوز له أن يمارس التجارة بشرط أن يبلغ
من العمر خمس عشرة عاماً وأن يأذن له وليه بالتجارة في حدود أمواله المستثمرة
في التجارة.
الفرع الثالث
"أهلية المرأة المتزوجة"
فرق القانون الفلسطيني في أهلية المرأة المتزوجة بين الفلسطينية واألجنبية ،حيث
تنطبق كافة األحكام التي أوردناها سابقاً على المرأة الفلسطينية المتزوجة وتحمل
الجنسية الفلسطينية ،وعليه يجب أن تكون قد بلغت سن ثماني عشرة سنة وأال
تكون مصابة بعارض من عوارض األهلية أو مانع من موانعها.
أما المرأة األجنبية المقيمة في فلسطين إذا أرادت أن تمارس التجارة فيجب أن
تكون أهالً لممارستها وفقاً لقانون جنسيتها باألصل وليس وفقاً للقانون الفلسطيني،
فإذا كانت تحمل جنسية دولة تتطلب أن تبلغ من العمر واحد وعشرون عاماً مثالً
فإنها ال تستطيع أن تمارس التجارة في فلسطين إال إذا بلغت سن واحد وعشرون
عاماً.
نص القانون الفلسطيني()242على" :ينظم أهلية المرأة األجنبية المتزوجة لمزاولة
التجارة قانون الدولة التي تنتمي إليها بجنسيتها".
كما يجب على المرأة األجنبية في فلسطين أن تحصل على إذن زوجها لممارسة
التجارة إال إذا كان قانون جنسيتها ال يشترط لمزاولتها أن تحصل على إذن زوجها
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،129وانظر :سامي، ()245
فوزي محمد ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،110وانظر :صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،مرجع
سابق ،ص ،34وانظر :كوماني ،لطيف جبر ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،72وانظر :المقدادي ،عادل
وتقوم هذه الدفاتر بدور هام سواء على الصعيد االقتصادي أم القانوني سواء
بالنسبة للتاجر أو الغير.
ويجب أن يمسك الدفاتر التجارية كل تاجر زاد رأس مال تجارته عن عشرة آالف
دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة محلياً ،وهذا يعني أن كل من قل رأس
ماله المستثمر في التجارة أقل من هذا المبلغ فال يلزم بمسك الدفاتر التجارية،
وعل الحكمة من تحديد هذا المبلغ هو عدم ارهاق التاجر فليس معقوالً أن يمسك
تاج اًر رأس مال تجارته بسيط دفات اًر تجارية ويوظف لها محاسباً.
إن القانون لم يكن القانون لينص على مسك الدفاتر التجارية عبثاً وال من غير
فائدة ،بل هناك عدة فوائد تترتب على مسكها ،ومن هذه الفوائد ما يلي:
-1من خالل الدفاتر التجارية يستطيع التاجر التعرف على وضع مركزه المالي
من حيث قوته وضعفه.
-2التعرف على كل العمليات المالية التي يقوم بها التاجر يومياً.
-3حفظ حقوق التاجر بشكل عام والتذكير بالتزاماته.
-4سهولة إثبات حقوق التاجر.
المختصة ،حيث انه من خالل دفاتره التجارية تفرض عليه الضريبة دون أن
يتم ارهاقه.
"يجب على كل تاجر جاوز رأس ماله المستثمر في التجارة عشرة آالف دينار
علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،110وانظر :العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع
سابق ،ص.215
طبيعة وأهمية تجارته ،وبوجه خاص دفتر اليومية ودفتر الجرد والميزان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية
بطريقة تكفل بيان مركزه المالي بدقة وماله من حقوق وما عليه من التزامات
تتعلق بالتجارة".
الفرع الثاني
"إجراءات القيد
والبيانات المطلوبة وتعديلها"
أوالً :إجراءات القيد :على التاجر أن يتقدم بطلب حتى يتم قيد اسمه وبياناته في
السجل التجاري ويتعين على كل تاجر قيد في السجل التجاري أن يضع على
واجهة محله التجاري وفي كل المطبوعات التي يستخدمها وتتعلق بتجارته رقم
قيده ومكتب السجل المقيد به.
وعلى كل تاجر أن يحصل من السجل التجاري على صورة رسمية مستخرجة من
صحيفة القيد وذلك مقابل أن يدفع الرسوم المقررة وال يجوز أن تشتمل الصورة
المستخرجة من صحيفة القيد أحكام شهر اإلفالس إذا حكم برد االعتبار وكذلك
-2األهلية التجارية.
-3االسم التجاري الذي يباشر به التاجر تجارته.
-4اسم المحل التجاري.
-5نوع التجارة.
-6تاريخ بدء التاجر تجارته وتاريخ افتتاح المحل التجاري.
-7عنوان المحل الرئيسي.
-11المحال التجارية التي كانت للتاجر سابقاً في غزة مع ذكر نوع تجارة كل
محل وعنوانه وتاريخ افتتاحه وتاريخ غلقه ورقم قيده بالسجل.
-12رقم تسجيل العالمات التجارية.
ثالثاً :تعديل البيانات المقيدة في السجل التجاري :إذا قام التاجر بالتعديل على
بياناته فيجب أن يقوم بقيد هذا التعديل في السجل التجاري ويجب على المحكمة
إرسال صورة من األحكام التي تصدر ويكون التاجر فيها طرفاً إلى مكتب السجل
التجاري بهدف التأشير على صفحة التاجر.
نخلص مما تقدم إلى أن التاجر يتوجب عليه تقديم طلب للقيد في السجل
التجاري خالل شهر من افتتاح متجره وأن يرفق البيانات التي نص عليها القانون،
وأن يضع على واجهة متجره رقم قيده ومكتب السجل المقيد به.
وعلى كل تاجر أن يحصل من السجل التجاري على صورة رسمية مستخرجة من
صحيفة القيد وذلك مقابل أن يدفع الرسوم المقررة ،كما يجب أن يلتزم التاجر بقيد
كل ما يط أر على البيانات التي تم قيدها في السجل من تغيير أو تعديل خالل
شهر من تاريخ التغيير أو التعديل.
الفرع الثالث
" حجية بيانات السجل التجاري
279
-المادة 35من قانون التجارة الفلسطيني.
( )280المادة 36من قانون التجارة الفلسطيني.
وعليه نتحدث عن عناصر المتجر ،وخصائصه وطبيعته القانونية وتنظيمه على
النحو اآلتي:
المبحث األول
"عناصر المتجر"
القانون الفلسطيني ذكر أن المتجر يجب أن يحتوي على عنصر رئيس هو عنصر
االتصال بالعمالء والسمعة التجارية ،ومعنى ذلك أنه ال وجود للمتجر بدون هذا
العنصر الرئيسي ،وأجاز وجود عناصر معنوية أخرى وهذا يعني أن المتجر يمكن
أن يوجد بالعنصر المعنوي وحده وهو االتصال بالعمالء والسمعة التجارية أما
باقي العناصر المعنوية فلو لم تكن موجودة فال يؤثر عدم وجودها على وجود
المتجر ،وكذلك العناصر المادية لو لم توجد في المتجر فعدم وجودها ال يؤثر
على وجود المتجر.
أما القانون القطري( )281فنص على" :يشتمل المتجر على مجموعة من العناصر
المادية وغير المادية وهي بوجه خاص البضائع واألثاث التجاري واآلالت
الصناعية واالتصال بالعمالء والعنوان التجاري وحق اإليجار والعالمات والبيانات
التجارية وبراءات االختراع والتراخيص والرسوم والنماذج الصناعية ".
وعليه نتحدث عن العناصر المعنوية ،والعناصر المادية للمتجر على النحو
اآلتي:
المطلب األول
"العناصر المعنوية للمتجر"
تتمثل العناصر المعنوية للمتجر في االتصال بالعمالء والسمعة التجارية وحقوق
الملكية الفكرية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق في اإليجار وغيرها من
العناصر ،وعليه فإن العنصر الرئيسي هو االتصال بالعمالء والسمعة التجارية:
محمود ،عصام حنفي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،295وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في ()282
شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،184وانظر :المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،مرجع
سابق ،ص ،192وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.239
عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية عنصر شخصي مرتبط بالتاجر
نفسه ،حيث يفترض تواجد صفات تميزه عن غيره من التاجر مما يدفع العمالء
إلى التعامل معه بسبب مثالً سيرته الحسنة وأخالقه وصدقه وأمانته وغير ذلك.
وال يعني وجود هذا العنصر أن التاجر أصبح له حق على عمالئه ،283فالعمالء
ال يجبرون بالتعامل مع متجر معين ،فقد يتعامل العمالء مع متجر وآخر ،وقد
ينقطع العمالء عن هذا المتجر ويختارون متج اًر آخر ،فال إجبار عليهم من قبل
أي تاجر ،لكن الحق المقصود هنا هو الحماية التي يمكن أن يفرضها التاجر
للمحافظة على عمالئه عبر منع المنافسة غير المشروعة ،وذلك عن طريق رفع
دعوى المنافسة غير المشروعة إذا ما قام تاجر منافس بذلك.
نخلص مما تقدم إلى أن المتجر يجب أن يحتوي على عنصر االتصال بالعمالء
والسمعة التجارية وال وجود للمتجر من غير هذا العنصر ،واالتصال بالعمالء
والسمعة التجارية وجهان لعملة واحدة ،فبدون السمعة التجارية ال وجود للعمالء
أصالً وهذا العنصر هو العنصر الرئيسي الذي نص عليه القانون وهو عنصر
معنوي منقول.
الفرع الثاني
"العناصر المعنوية غير الرئيسية"
نص القانون الفلسطيني على أنه يجوز أن يكون من ضمن العناصر المعنوية
للمتجر حقوق الملكية الفكرية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق في اإليجار
وهذه عناصر ذكرها القانون على سبيل المثال ال الحصر ونتحدث عن بعض
العناصر المعنوية غير الرئيسية على النحو اآلتي:
283
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،185وانظر :دويدار،
هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.241
أوالً :حقوق الملكية الفكرية :284تشير الملكية الفكرية إلى إبداعات العقل من
اختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في
التجارة.
والملكية الفكرية محمية قانونا بحقوق منها مثال البراءات وحق المؤلف والعالمات
تمكن األشخاص من كسب االعتراف أو فائدة مالية من ابتكارهم
التجارية التي ّ
أو اختراعهم ،ويرمي نظام الملكية الفكرية ،من خالل إرساء توازن سليم بين
مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام ،إلى إتاحة بيئة تساعد على ازدهار
اإلبداع واالبتكار (.)285
والملكية الفكرية تشتمل على حق المؤلف وبراءة االختراع والعالمات التجارية
والتصاميم الصناعية والمؤشرات الجغرافية:
أ-حق المؤلف :وله وجهان األول اقتصادي والثاني معنوي ،فالوجه االقتصادي
يمكن المؤلف من جني األرباح نتيجة استخدام غيره ألصناف مؤلفاته ،واألصناف
تتعدد كالمصنفات األدبية التي تضم الروايات والقصص والشعر والمقاالت
وغيرها ،وكالمصنفات األدبية مثل الرسوم والمنحوتات والصور وغيرها،
وكمصنفات البرامج المحاسبية وقواعد البيانات ،أما الوجه المعنوي فهي تحمي
مصالح المؤلف غير االقتصادية مثل حماية مؤلفه من التغيير المسيء.
ب_ براءة االختراع :البراءة حق استئثاري يمنح نظير اختراع ،وبشكل عام ،تكفل
البت في طريقة – أو إمكانية – استخدام الغير لالختراع، البراءة لمالكها حق ّ
ومقابل ذلك الحق يتيح مالك البراءة للجمهور المعلومات التقنية الخاصة باالختراع
()286
. في وثيقة البراءة المنشورة
284
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.246
()285
/http://www.wipo.int/about-ip/ar
( ، /http://www.wipo.int/about-ip/ar)286وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري
األردني ،مرجع سابق ،ص.203
والذي يملك براءة االختراع له الحق في أن يمنع غيره من استخدام اختراعه إال
بموافقة مالك البراءة ،وبراءة االختراع قد تكون باسم المتجر فإذا تم بيع المتجر
فقد تنتقل البراءة للتاجر الجديد إذا تم االتفاق على ذلك وكانت البراءة عنصر من
عناصر المتجر األخرى ،أما إذا كان المتجر يقوم أساساً على هذه البراءة وال
معنى لبيعه بدونها فإنها تنتقل مع بيع المتجر.
ج -العالمات التجارية :287وهي عالمة تميز السلعة أو منتج لشركة معينة عن
سلعة أخرى أو منتج شركة أخرى ،ويجب تسجيل العالمة التجارية حتى يكتسب
مالها الحقوق االستئثارية.
د -التصاميم الصناعية :التصميم الصناعي هو المظهر الزخرفي أو الجمالي
لقطعة ما .ومن الممكن أن يتألف التصميم من عناصر مجسمة ،مثل شكل
القطعة أو سطحها ،أو من عناصر ثنائية األبعاد ،مثل الرسوم أو الخطوط أو
األلوان ،وتطبق التصاميم الصناعية على طائفة واسعة من منتجات الصناعة
والحرف اليدوية :من األغلفة والحاويات إلى األثاث واللوازم المنزلية؛ ومن معدات
اإلضاءة إلى المجوهرات؛ ومن األجهزة اإللكترونية إلى المنسوجات .ولعل
التصاميم الصناعية تخص أيضاً الرموز المصورة وواجهات المستخدمين
والشعا ارت(.)288
ويستطيع مالك التصميم الصناعي أن يمنع غيره من استخدام هذا التصميم عبر
صنعه أو بيعه أو استيراد أي منتج عليه هذا التصميم المحمي بشرط أن يكون
التصميم مسجالً.
287
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص.197
()288
/http://www.wipo.int/about-ip/ar
ثانياً :الحق في اإليجار :289إذا كان صاحب المتجر مستأج اًر للعقار الذي أقام
فيه متجره ،ثم قام ببيع هذا المتجر (العناصر المعنوية والمادية) فله الحق بأن
يبقى في العقار المستأجر وله الحق بأن يتنازل عن هذا العقار لمالك المتجر
الجديد والذي بدوره يقوم بدفع اإليجار لمالك العقار ،وإذا كان األصل أنه ال يجوز
التأجير من الباطن فإنه وبسبب عدم مقدرة مالك المتجر الجديد الذي اشتراه من
المالك األول ممارسة التجارة بدون العقار المستأجر فإن القانون أجاز للقاضي
بأن يلزم مالك العقار بإبقاء المشتري الجديد للمتجر إذا توفرت الشروط اآلتية:
-1أن يكون المستأجر عقا اًر لوجود متجر.
-2أن يقوم المشتري الجديد للمتجر بتقديم ضمان كاف لمالك العقار.
-3عدم إلحاق ضرر بالمؤجر.
-4حصول المؤجر على نسبة يقدرها القاضي على أال تزيد عن نصف الثمن
بعد حسم قيمة الموجودات المادية التي شملها البيع.
نخلص مما تقدم إلى أن هناك عناصر معنوية غير رئيسية للمتجر وردت على
سبيل المثال ال الحصر ومنها الملكية الفردية والتي تحتوي على حق المؤلف
وبراءة االختراع والعالمات التجارية والتصاميم الصناعية ومن العناصر المعنوية
غير الرئيسية أيضاً الحق في اإليجار ولكن بشروط نص عليها القانون.
المطلب الثاني
"العناصر المادية للمتجر"
نص القانون الفلسطيني على أن العناصر المادية التي يجوز أن تكون من
عناصر المتجر هي البضائع والمهمات ونتحدث عنها في فرعين:
289
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،196وانظر :دويدار،
هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.241
الفرع األول
"البضائع"
يجوز أن يحتوي المتجر على عناصر مادية ومن هذه العناصر البضائع ،ومعنى
ذلك أن المتجر قد يقوم بغير هذه العناصر المادية وتتمثل البضائع في السلع
والمنتجات وهي تلك التي يقوم المتجر بعرضها لبيعها والحصول على األرباح،
وقد تكون البضائع غير معروضة كما لو كانت بحوزة تاجر جملة حيث يقوم
بتوزيعها على المتاجر األخرى التي تحتاجها ،وسواء كانت البضائع موجودة في
المتجر أو في المخازن التابعة للمتجر.
وعليه فإن البضائع هي التي يتم عرضها في المتجر للبيع سواء كانت مصنوعة
أو مواد أولية معدة للتصنيع إضافة إلى المواد األخرى المحفوظة في المخازن
وهي المثل الواضح على العنصر المادي من عناصر المحل التجاري.290
الفرع الثاني
291
"المهمات"
وتشمل المهمات األثاث واآلالت واألجهزة والمعدات والسيارات وغيرها من
المهمات الالزمة الستغالل المتجر وهذه المهمات األصل فيها أنها غير قابلة
للبيع ألن صاحب المتجر يستخدمها لتسهيل عمله ،فهو يستخدم أثاث المكتب
ويستخدم السيارات لنقل البضاعة ويستخدم اآلالت للتصنيع ،لكن ليس معنى،
ذلك أنه ال يجوز له أن يبيعها ،بل يمكن بيعها مع المتجر ألنها عنصر من
العناصر المادية للمتجر.
290
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،182وانظر :المقدادي،
عادل علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،189وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني،
مرجع سابق ،ص ،235وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص.103
291
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،236وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل
في قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص.103
وتختلف درجة أهمية المهمات تبعاً لطبيعة عمل المتجر ،فالشركات والمصانع
تحتل فيها هذه المهمات درجة كبيرة من األهمية على خالف المتجر المعد لبيع
المواد التموينية وكذلك تقل األهمية فيما لو كان المتجر عبارة عن وكالة بالعمولة
أو مكتباً للسمسرة.
نخلص مما تقدم بأن يجوز أن يشتمل المتجر على عناصر مادية وقد ذكر
القانون الفلسطيني البضائع والمهمات وهي على سبيل المثال ،والمهمات كاألثاث
واآلالت والسيارات وغيرها.
"خالصة المبحث األول"
المتجر ليس هو كما يعرفه العامة بذلك المكان أو المحل التجاري الذي يضع
فيه التاجر بضاعته ومكتبه ،إنما المتجر هو عبارة عن أموال منقولة معنوية
ومادية ،فاألموال المنقولة المعنوية فهي عنصر االتصال بالعمالء والسمعة
التجارية وحقوق الملكية الفردية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق في
اإليجار وغير ذلك ،أما األموال المنقولة المادية فهي كالبضائع واألثاث واآلالت
واألجهزة والمعدات وغيرها من المهمات الالزمة الستغالل المتجر.
أوالً :العناصر المعنوية :يتمثل العنصر المعنوي الرئيسي للمتجر في االتصال
بالعمالء والسمعة التجارية ،وال وجود للمتجر بدون هذا العنصر ،بينما لو كان
هذا العنصر هو الوحيد الموجود في المتجر ،فإن المتجر يعتبر قائماً حسب نص
القانون الفلسطيني واالتصال بالعمالء والسمعة التجارية وجهان لعملة واحدة ،ألن
االتصال بالعمالء يترتب على سمعة المتجر.
* العناصر المعنوية غير الرئيسية التي يجوز أن تكون من ضمن العناصر
المعنوية للمتجر هي حقوق الملكية الفكرية وتراخيص االستغالل والصناعة والحق
في اإليجار وهذه عناصر ذكرها القانون على سبيل المثال ال الحصر.
* حقوق الملكية الفكرية تشير الملكية الفكرية إلى إبداعات العقل من اختراعات
ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في التجارة
والملكية الفكرية محمية قانونا بحقوق منها مثال البراءات وحق المؤلف والعالمات
التجارية.
* حق المؤلف وله وجهان األول اقتصادي والثاني معنوي ،فالوجه االقتصادي
يمكن المؤلف من جني األرباح نتيجة استخدام غيره ألصناف مؤلفاته ،أما الوجه
المعنوي فهي تحمي مصالح المؤلف غير االقتصادية مثل حماية مؤلفه من
التغيير المسيء.
* براءة االختراع حق استئثاري يمنح نظير اختراع ،وبشكل عام ،تكفل البراءة
البت في طريقة – أو إمكانية – استخدام الغير لالختراع .ومقابل
لمالكها حق ّ
ذلك الحق يتيح مالك البراءة للجمهور المعلومات التقنية الخاصة باالختراع في
وثيقة البراءة المنشور.
* العالمات التجارية وهي عالمة تميز السلعة أو منتج لشركة معينة عن سلعة
أخرى أو منتج شركة أخرى ،ويجب تسجيل العالمة التجارية حتى يكتسب مالها
الحقوق االستئثارية.
* التصميم الصناعي هو المظهر الزخرفي أو الجمالي لقطعة ما .ومن الممكن
أن يتألف التصميم من عناصر مجسمة ويستطيع مالك التصميم الصناعي أن
يمنع غيره من استخدام هذا التصميم عبر صنعه أو بيعه أو استيراد أي منتج
عليه هذا التصميم المحمي بشرط أن يكون التصميم مسجالً.
* الحق في اإليجار يعتبر عنصر من العناصر المعنوية للمتجر فإذا كان صاحب
المتجر مستأج اًر للعقار الذي أقام فيه متجره ،ثم قام ببيع هذا المتجر (العناصر
المعنوية والمادية) فله الحق بأن يبقى في العقار المستأجر وله الحق بأن يتنازل
عن هذا العقار لمالك المتجر الجديد والذي بدوره يقوم بدفع اإليجار لمالك العقار.
ثانياً :العناصر المادية للمتجر :البضائع من العناصر المادية التي يتكون منها
المتجر البضاعة التي يقوم صاحب المتجر ببيعها للعمالء ،سواء كانت هذه
البضاعة سلع أو منتجات مصنوعة أو نصف مصنوعة أو مادة أولية وسواء
وجدت في المحل نفسه أو في مخازن أخرى ،ويتحصل نشاط المحل التجاري في
بيعها بعينها أو بعد تهيئتها.
* المهمات وتشمل المهمات األثاث واآلالت واألجهزة والمعدات والسيارات وغيرها
من المهمات الالزمة الستغالل المتجر ويمكن بيعها مع المتجر أو بيعها وحدها.
المبحث الثاني
"خصائص المتجر
وطبيعته القانونية وتنظيمه"
للمتجر خصائص عدة يتميز بها ،وقد اختلف الفقهاء حول تحديد طبيعة المتجر
القانونية وقيل بشأن ذلك عدة نظريات ،كما نص القانون على وسائل حمايته
وتنظيمه ،وعليه نقسم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب على النحو اآلتي:
المطلب األول
"خصائص المتجر
وطبيعته القانونية"
ونتحدث عن خصائص المتجر ،وطبيعته القانونية على النحو اآلتي:
الفرع األول
"خصائص المتجر"
يجب أن يتميز المتجر بعدة خصائص ،فالمتجر مال قائم بذاته ،ويجب أن يكون
ماالً منقوالً ومعنوياً ،وأن يخصص لمزاولة تجارة معينة وذلك على النحو اآلتي:
أوالً :المتجر مال قائم بذاته :المقصود بأن المتجر مال قائم بذاته أنه يمكن
التصرف به منفصالً عن بقية عناصره المادية والمعنوية باستثناء عنصر االتصال
بالعمالء والسمعة التجارية ،أي أنه يمكن بيعه ويمكن رهنه أو التصرف به على
أنه يشترط أن يتم التصرف بعنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية ،أما
باقي العناصر المعنوية والمادية فيمكن التصرف بها كل على حدة أو ببعضها
أو بها كلها دون المتجر كما يمكن بيع المتجر أو التصرف به بكافة عناصره
المعنوية والمادية.
ٍ
كمال له كيان ذاتي منفصل ومستقل عن شخص صاحبه الذي ففكرة المتجر
يستغله ،بحيث تكون له قيمة ولو بغير مالكه ،وبحيث يجوز التعامل فيه بيعاً أو
رهناً كأي قيمة مالية أخرى ،فهي فكرة حديثة لم تظهر في القانون الفرنسي إال
في أواخر القرن التاسع عشر ،ويرجع الفضل في ظهور هذه الفكرة إلى التجار
()292
أنفسهم حين دعتهم الضرورة إلى استخدام متاجرهم وسيلة لالئتمان
ثانياً :المتجر مال منقول :المتجر هو عبارة عن أموال منقولة ،293وهو ما نص
عليه القانون الفلسطيني صراحة ،فهو عبارة عن أموال منقولة مادية كالبضائع
والمهمات ومعنوية كاالتصال بالعمالء والسمعة التجارية وغيره ،وهذا يعني
استبعاد العقار من تكوين المتجر ،فال يعتبر العقار من ضمن عناصر المتجر.
ولذلك إذا قام صاحب المتجر ببيعه فإنه ال يبيع العقار سواء كان مالكاً له أو
مستأج اًر له انما يقع البيع على العناصر المنقولة.
()294
القانون القطري لم يوضح ما إذا كان المتجر يعتبر منقوالً من عدمه فقد نص
على" :المتجر هو محل التاجر والحقوق المتصلة بهذا المحل".
ثالثاً :المتجر مال معنوي :من خصائص المتجر أنه مال منقول معنوي 295بمعنى
أنه ال وجود للمتجر بدون عنصره المعنوي االجباري الذي نص عليه القانون
الفلسطيني وهو عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية لما لهذا العنصر من
(https://www.arab-)292
ency.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB/%D8%A7%D9%
84%D9%85%D8%AA%D8%AC%D8%B1
293
العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،مرجع سابق ،ص ،210وانظر :المقدادي،
عادل علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.186
المادة " "36من قانون التجارة الفلسطيني. ()294
295
المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص.186
أهمية بالغة وعظيمة ال يتصور وجود المتجر بدونه ،وهذا ال يمنع أن يدخل في
تكوين المتجر عناصر منقولة معنوية أخرى لكنها ليست اجبارية بمعنى أن المتجر
يمكن أن يتم بيعه أو رهنه أو التنازل عنه بدون هذه العناصر فوجودها ال يؤثر
على وجود المتجر وكذلك ال يمنع هذا أن يدخل في تكوين المتجر عناصر منقولة
مادية كالبضائع واألثاث واآلالت وهي عناصر ليست اجبارية بل اختيارية بمعنى
أن المتجر ال يتأثر وجوده بها ،فالمتجر يقوم حتى ولو لم تكن هذه العناصر
المادية موجودة.
اختلف القانون القطري مع القانون الفلسطيني حيث أن النص القطري اعتبر
المتجر يحتوي على عناصر مادية وغير مادية.
رابعاً :تخصيص األموال المنقولة لمزاولة التجارة :ومن خصائص المتجر أن
كافة أمواله المنقولة المادية والمعنوية يجب أن تخصص لمزاولة تجارة معينة،
وعلى ذلك فال يعتبر متج اًر المكاتب المدنية كمكاتب المحامين والمهندسين
واألطباء وغيرها وال تلك التي يزاول فيها حرف معينة مثل حرفة السباكة أو
الحدادة أو غيرهما.
نخلص مما تقدم إلى أن المتجر له خصائص عدة فهو مال قائم بذاته يمكن
التصرف به دون العناصر األخرى باستثناء عنصر االتصال بالعمالء والسمعة
التجارية ،ويمكن التصرف ببعض العناصر أو التصرف بكل عنصر على حدة،
وهو مال منقول وعليه يتم استبعاد العقار من عناصر المتجر وكذلك يعتبر مال
معنوي ويجوز أن يحتوي على عناصر مادية كما يجب أن تخصص عناصر
المتجر لمزاولة التجارة.
الفرع الثاني
"الطبيعة القانونية للمتجر"
قيل بشأن الطبيعة القانونية للمتجر ثالث نظريات هي :نظرية المجموع القانوني،
ونظرية المجموع الواقعي ،ونظرية الملكية المعنوية ،ونتطرق إليها على النحو
اآلتي:
أوالً :نظرية المجموع القانوني :وتتجه هذه النظرية إلى اعتبار المتجر له ذمة
مالية مستقلة عن ذمة التاجر ،ولهذه الذمة الخاصة بالمتجر حقوق وعليها
التزامات وهي تستقل عن حقوق والتزامات التاجر فالدائن بدين شخصي للمدين
وال عالقة له بالمتجر ال يستطيع التنفيذ به على المتجر كما لو كان شخص دائن
للتاجر بسبب زواج ابنه أو بسبب خضوعه لعملية جراحية ،فإذا لم يقم التاجر
المدين بالوفاء فال يستطيع الدائنون التنفيذ على المتجر ،انما الذي يمكن أن ينفذ
على المتجر هم دائنو المتجر نفسه دون م ازحمة دائني التاجر.
وعلى ذلك تتعدد الذمم ولكل منها عمليات معينة فقد يكون للشخص الواحد ذمة
زراعية تخصص لالستغالل الزراعي بحيث تضمن عناصرها اإليجابية كل ما
ينشأ من التزامات ،وذمة ثانية تجارية ترصد لمباشرة التجارة فتصير حقوقها
ضامنة لديونها(.)296
وهكذا لكل ذمة كيان خاص ووجود مستقل عن غيرها فال تسأل إحداها إال عن
ديونها وال شأن لها بديون غيرها ،وتطبيقاً لذلك يعتبر المتجر ذمة مالية قائمة
بذاتها لها أصولها وخصومها لذا يتضمن بيعها التنازل عن الحقوق والديون التي
تدخل في تركيبها(.)297
()296
بورنان ،حورية ،مجلة الفكر ،العدد الثالث ،ص.99
بورنان ،حورية ،مجلة الفكر ،العدد الثالث ،ص ،99وانظر :العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون ()297
بارود ،حمدي محمود ،أحكام قانون التجارة ،النظرية العامة ،مرجع سابق ،ص.264 ()298
()299
بورنان ،حورية ،مجلة الفكر ،العدد الثالث ،ص.101
()300
بورنان ،حورية ،مجلة الفكر ،العدد الثالث ،ص.101
()301
http://www.startimes.com/f.aspx?t=35797694
نخلص مما تقدم إلى أن الطبيعة القانونية للمتجر قيل بشأنها ثالث نظريات هي
نظرية المجموع القانوني والتي تعتبر للمتجر ذمة مستقلة عن باقي عناصره
ونظرية المجموع الواقعي أو الفعلي والتي تعتبر المتجر بعناصره كتلة واحدة
ونظرية الملكية المعنوية التي ترتكز على عنصر االتصال بالعمالء وقد تم توجيه
النقد للنظريات الثالثة.
المطلب الثاني
دعوى المنافسة غير المشروعة
()302
نتحدث فيه عن مفهوم المنافسة غير المشروعة ،وشروط دعوى المنافسة غير
المشروعة ،وصور المنافسة غير المشروعة ،وجزاء المنافسة غير المشروعة وذلك
على النحو اآلتي:
الفرع األول
"مفهوم المنافسة غير المشروعة"
يقصد بالمنافسة التنافس بين المتاجر التي تمارس نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو
الخدمات من أجل زيادة عدد العمالء وترويج المنتجات والخدمات مما يحقق
التوزان داخل األسواق من حيث وفرة السلع والخدمات واشباع رغبة المستهلكين
وزيادة الفاعلية االقتصادية فلكل تاجر سواء كان شخصاً طبيعياً أو شخصاً
اعتبارياً الحق في القيام بأعمال المنافسة المشروعة التي ال تتعارض مع األعراف
النزيهة وال تتعدى على مصالح التجار اآلخرين لذلك يجب أن تكون المنافسة
قائمة على أسس النزاهة والشرف والصدق واألمانة ،وهذا ال يمكن له أن يتحقق
308
ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص.114
309
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.264
(/http://www.droit-dz.com/forum/threads/1417)310
ثانياً :اإلساءة لسمعة التاجر أو سمعة بضائعه :تعتبر اإلساءة للتاجر في سمعته
أو اإلساءة لبضاعته من قبيل أعمال المنافسة غير المشروعة ،فإذا قام تاجر
بإشاعة أخبار كاذبة تشوه سمعة تاجر آخر بقصد صرف عمالئه عنه ،فإن ذلك
يعد من قبيل أعمال المنافسة غير المشروعة ،وإذا قام تاجر بإشاعة عدم جودة
بضائع تاجر آخر على غير الحقيقة فإن ذلك يعد من قبيل أعمال المنافسة غير
المشروعة.
ثالثاً :وضع بيانات تجارية مغايرة للحقيقة :يعد من أعمال المنافسة غير
المشروعة وضع بيانات تجارية مغايرة للحقيقة بقصد منافسة الخصم وإيهام
الجمهور بتوافر شروط معينة في البضائع المتنافس عليها كإذاعته أمور مغايرة
للحقيقة خاصة بمنشأ بضاعته أو أوصافها أو تتعلق بأهمية تجارته بقصد إيهام
الغير بمميزات الغير حقيقية ككون المتجر على غير الحقيقة حائز لمرتبه أو
شهادة أو مكافأة بقصد انتزاع عمالء تاجر آخر ينافسه(.)311
نخلص مما تقدم إلى أن هناك صور كثيرة للمنافسة غير المشروعة ومنها على
سبيل المثال تحريض العمال بطريقة أو بأخرى ومن ذلك اإلساءة لسمعة التاجر
وبضائعه ومنها أيضاً قيام التاجر بوضع بيانات مغلوطة.
الفرع الرابع
"الجزاء المترتب على المنافسة غير المشروعة"
إذا قام التاجر بأعمال المنافسة غير المشروعة فإن التاجر الذي ارتكب بحقه
الخطأ كما لو تم اإلساءة مثالً إلى سمعته أو سمعة بضائعه وأدى ذلك إلى
اإلضرار به بأن انصرف عنه بعض زبائنه نتيجة اإلساءة إليه فإنه يستطيع أن
(https://www.mohamah.net/law/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-)311
%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D8%A9 -
%D8%BA%D9%8A%D8%B1-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9%D8%A9-
/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88
يرفع دعوى المنافسة غير المشروعة وللمحكمة أن تقضي بالتعويض عن الضرر
الذي لحق بالتاجر ولها أن تتخذ من اإلجراءات ما يمنع وقوع الضرر مستقبالً
ولها أيضاً أن تقضي بإزالة صور المنافسة غير المشروعة.
نخلص مما تقدم إلى أن المنافسة غير المشروعة يترتب عليها يترتب على جزاء
وهو أن يحكم القاضي بالتعويض وقد يتخذ من اإلجراءات ما يمنع تحقق الضرر
للتاجر مستقبالً.
المطلب الثالث
"المعامالت التي ترد على المتجر"
يجب أن يكون أي تصرف يرد على المتجر سواء بالبيع أو الرهن أو التأجير
مكتوباً ،فإذا لم يكن كذلك فيعتبر التصرف باطالً ،كما يجب أن يتم شهر ملخص
التصرف الوارد على المتجر بالقيد في السجل التجاري وأن يشتمل الملخص على
البيانات اآلتية:
-1أسماء المتعاقدين وتواريخ ميالدهم ومحال اقامتهم وجنسياتهم.
-2تاريخ التصرف ونوعه.
-3نشاط المتجر واسمه التجاري ورقم قيده بالسجل التجاري والعناصر التي اتفق
على أن يشملها التصرف.
-4الثمن وما دفع منه أو قيمة األجرة المتفق عليها وكيفية سداد باقي الثمن أو
األجرة.
-5االتفاقات بشأن العقود والتعهدات المتصلة بالمتجر.
-6االتفاقات المتعلقة باحتفاظ البائع بحق الفسخ أو بحق االمتياز.
ويتضمن عقد التصرف الوارد على المتجر العناصر التي يتألف منها المتجر
وعلى األخص عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية وعلى كل عنصر
مادي ومعنوي يكون الزماً الستغالل المتجر على الوجه الذي قصده المتعاقدان
ما لم يتم االتفاق على غير ذلك.
وإذا اشتمل المتجر على عناصر خاضعة لنظام خاص للشهر أو التسجيل فال
يقوم شهر التصرف بقيد ملخصه في السجل التجاري مقام الشهر أو التسجيل
الخاص ما لم ينص القانون على غير ذلك.
وعليه نتحدث عن بيع المتجر ورهنه على النحو اآلتي:
الفرع األول
"بيع المتجر"
وفي هذا الفرع نتطرق إلى ملكية المتجر لمن آلت إليه ،وحقوق البائع الذي لم
يستوف الثمن ،والتزامات البائع وذلك على النحو اآلتي:
أوالً :ملكية المتجر لمن آلت إليه :إذا قام مالك المتجر ببيع هذا المتجر فإن
الملكية تنتقل للمشتري "المالك الجديد" 312وحتى تنتقل الحقوق وااللتزامات
الخاصة بالمتجر فيجب أن يتم شهر التصرف بالقيد في السجل التجاري ،وال
تنتقل هذه الحقوق وااللتزامات التي كانت قبل شهر التصرف ،فالمالك األول يبقى
مسؤوالً عنها فإذا كان المالك األول تعاقد مع الغير فإن كافة الحقوق وااللتزامات
المترتبة على هذا العقد يبقى مسؤوالً عنها تجاه الغير ،فإذا اتفق المالك األول مع
المالك الجديد "المشتري" وبالتالي حلول المتصرف إليه مكان المتصرف فإن
الطرف المتضرر وهو الغير الذي تعامل وتعاقد مع المالك األول يستطيع أن
يطلب إلغاء العقود التي عقدها مع المالك األول وذلك في مدة أقصاها تسعين
يوماً من تاريخ قيد الملخص في السجل التجاري أو من تاريخ اخطار المتعاقد
بعقد التصرف أيهما أبعد.
معنى ذلك أن الغير الذي اعتبر طرفاً ثانياً في أي عقد عقده مع المالك األول
كان قد تعاقد معه العتباري شخصي ،ولوال ذلك ما تعاقد معه ،فإذا قام هذا
المالك ببيع المتجر وهناك عقود مع الغير فللغير أن يطلب فسخ هذه العقود
312
دويدار ،هاني محمد ،القانون التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،287وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل
في قانون التجارة ،مرجع سابق ،ص.120
خالل تسعين يوماً من تاريخ قيد ملخص التصرف بالمتجر في السجل التجاري
أو من تاريخ اخطار المتعاقد بعقد بيع المتجر أيهما أبعد ،بمعنى أن المدة األطول
هي التي يعتمد عليها الغير في طلب إلغاء العقود السابقة على بيع المتجر.
فلو تم التصرف في المتجر وتم شهره بالقيد في السجل التجاري وبعد شهر تم
اخطار الغير بالتصرف فللغير أن يتمسك بإلغاء العقود التي يعتبر طرفاً فيها
خالل تسعين يوماً من هذا االخطار ولو تم التصرف وإبالغ الغير بهذا التصرف
ثم بعد شهر تم القيد في السجل التجاري فللغير التمسك بإلغاء العقود التي يعتبر
طرفاً فيها خالل تسعين يوماً من القيد في السجل التجاري.
نص القانون الفلسطيني( )313على -1" :ال يحل من آلت إليه ملكية المتجر محل
التصرف في الحقوق وااللتزامات الناشئة عن العقود السابقة على شهر التصرف
ما لم يتفق على غير ذلك.
-2في حالة االتفاق على حلول المتصرف إليه محل المتصرف يجوز لمن كان
طرفاً ثانياً في تلك العقود السابقة أن يطلب إلغائها خالل تسعين يوماً من تاريخ
قيد الملخص في السجل التجاري أو من تاريخ اخطار المتعاقد بعقد التصرف
أيهما أبعد".
ثانياً :حقوق البائع الذي لم يستوف الثمن :314إذا قام صاحب المتجر ببيعه
ولكنه لم يستوف كامل الثمن ثن أفلس مشتري المتجر ،فللبائع الذي لم يستوف
كامل الثمن أن يطالب بفسخ عقد بيع المتجر وإعادته إليه أو يتمسك بحقه في
االمتياز وذلك في موجهة دائني مشتري المتجر بشرط أن يتضمن عقد البيع هذا
الحق وأن يتم قيد هذا الشرط ضمن ملخص القيد في السجل التجاري وأن يقع
الشرط على العناصر التي تضمنها ،فإذا لم يتم ذكر هذا الشرط في عقد بيع
314المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،207وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون
التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص.281
المتجر فال يستطيع البائع التمسك بحقه في فسخ البيع واسترداد المتجر أو التمسك
بحقه في االمتياز في مواجهة دائني مشتري المتجر ،وكذلك إذا لم يتم ذكر هذا
الشرط صراحة في ملخص القيد في السجل التجاري فال يستطيع البائع التمسك
به ،ويعتبر تطبيق هذا الشرط استثناء من األحكام الخاصة باإلفالس.
"استثناء من األحكام الخاصة باإلفالس ،يجوز
ً نص القانون الفلسطيني( )315على:
لبائع المتجر الذي لم يستوف كامل الثمن االحتجاج على جماعة الدائنين بحقه
في الفسخ واسترداد المتجر أو بحقه في االمتياز ،إذا كان قد احتفظ لنفسه بهذا
الحق أو ذاك في عقد البيع وذكر صراحة في الملخص الذي قيد في السجل
التجاري ،وال يقع الفسخ أو االمتياز إال على العناصر التي تتضمنها".
ثالثاً :التزامات البائع :يلتزم بائع المتجر بمسؤوليته الكاملة عن كافة الديون
المتصلة بالمتجر وتبقى ذمته مشغولة بها طالما كانت هذه الديون سابقة على
تاريخ شهر التصرف بالمتجر إال إذا تم االتفاق بين كافة األطراف على غير ذلك
أو أب أر الدائنون البائع المدين من هذه الديون.
كما يلتزم البائع بأال يمارس نشاطاً مماثالً لنشاط المتجر بحيث يرتب أض ار ًار
للمشتري أو المنتفع إال إذا تم االتفاق على غير ذلك ،فإذا قام البائع ببيع متجر
للقماش فال يجوز له أن يفتتح متج اًر آخ اًر للقماش بشكل يضر به المتجر الذي
قام ببيعه وذلك لمدة عشر سنوات من تاريخ قيد بيع المتجر في السجل التجاري
إال إذا تم االتفاق على مدة أقل كما لو تم االتفاق على خمس سنوات مثالً.
ولم يحدد القانون الكيفية التي من خاللها يمكن اإلضرار بالمتجر الذي تم بيعه
في حالة فتح متجر جديد ،لكن في الغالب يمكن القول بأن الضرر يتحقق في
حالة فتح متجر بنفس المكان ،لكن لو قام البائع بفتح متجر في مدينة أخرى أو
مكان بعيد عن المتجر الذي تم بيعه فال مشكلة في ذلك.
320المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،مرجع سابق ،ص ،220وانظر :دويدار ،هاني محمد ،القانون
التجاري اللبناني ،مرجع سابق ،ص ،295وانظر :ناصيف ،الياس ،الكامل في قانون التجارة ،مرجع سابق،
ص.133
المادة 44من قانون التجارة الفلسطيني. ()321
أوالً :القوانين.
-قانون التجارة الفلسطيني رقم" "2لسنة"."2014
-قانون التجارة القطري رقم " "27لسنة"."2006
-قانون التنفيذ الفلسطيني رقم " "23لسنة .2005
ثانياً :الكتب القانونية
-عالية ،سمير ،أصول القانون التجاري ،الطبعة الثانية ،بيروت ،المؤسسة
الجامعية للدراسات.1996 ،
-عباس ،محمد حسني ،الوجيز في النظرية العامة للقانون التجاري ،القاهرة،
.1969
-أبو النجا ،حسنين ،مبادئ وطرق اإلثبات القضائي ،المكتبة القانونية.1997 ،
-الشرقاوي ،محمود سمير ،القانون التجاري ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة
العربية.1986 ،
-القليوبي ،سميحة ،ورضوان ،أبو زيد ،وعبد الظاهر فوزي ،القانون التجاري،
القاهرة ،مكتبة عين شمس.1997 ،
-القليوبي ،سميحة ،القانون التجاري ،الجزء األول ،القاهرة ،دار النهضة العربية،
.1981
-العريني ،محمد فريد ،القانون التجاري اللبناني ،الطبعة الثانية ،بيروت ،الدار
الجامعية.1985 ،
-العطير ،عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري األردني ،الجزء األول،
الطبعة األولى ،عمان ،دار الشروق للنشر والتوزيع.1993 ،
-المصري ،حسني ،القانون التجاري ،الكتاب األول ،الطبعة األولى.1986 ،
-المقدادي ،عادل علي ،القانون التجاري ،الطبعة األولى ،اإلصدار الثاني،
عمان ،دار الثقافة للنشر والتوزيع1428 ،هـ .2007 -
-المهدي ،نزيه ،المدخل لدراسة القانون ،القاهرة ،دار النهضة العربية.1986 ،
-بارود ،حمدي محمود ،أحكام قانون التجارة ،النظرية العامة ،الطبعة الخامسة،
غزة ،مكتبة القدس 1437 – 2016 ،هـ.
-بدر ،محمد ،تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ،القاهرة ،مطبعة جامعة القاهرة،
.1981
-بريري ،محمود مختار ،قانون المعامالت التجارية ،الجزء األول ،القاهرة ،دار
النهضة العربية.2000 ،
-رضوان ،أبو زيد ،مبادئ القانون التجاري.1997-1996 ،
-زناتي ،محمود سالمة ،النظم االجتماعية والقانونية عند العرب قبل اإلسالم،
.1986
-شفيق ،محسن ،الوسيط في القانون التجاري ،الجزء األول.1962 ،
-صالح ،باسم محمد ،القانون التجاري ،القسم األول ،بغداد ،دار الحكمة،
.1987
-فهيم ،مراد منير ،نحو قانون واحد للشركات ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف،
.1991
-قايد ،محمد بهجت ،القانون التجاري ،الطبعة الثالثة ،القاهرة ،دار النهضة
العربية.2002 ،
-طه ،مصطفى كمال ،القانون التجاري ،االسكندرية ،الدار الجامعية للنشر
والتوزيع .1991
-عبد الباقي ،سامي ،قانون األعمال ،األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري،
القاهرة ،دار النهضة العربية.2008 – 2007 ،
-عبد الرحمن ،حمدي ،وحمدي ،خالد ،إثبات االلتزام في المواد المدنية والتجارية،
المكتبة القانونية.1996 ،
-عبد الرحيم ،ثروت علي ،القانون التجاري المصري ،القاهرة ،دار النهضة
العربية.1995 ،
-عوض ،علي جمال الدين ،الوجيز في القانون التجاري ،الجزء األول ،القاهرة،
دار النهضة العربية.1975 ،
-مخلوف ،حنان عبد العزيز ،مبادئ القانون التجاري ،األعمال التجارية وشركات
األشخاص ،جامعة بنها.2011 ،
http://cte.univ--
setif.dz/coursenligne/droitcommercial/chapit5.html
http://almerja.com/reading.php?idm=89195 -
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=336241&r=0 -
/https://www.4algeria.com/forum/t/44048 -
http://www.startimes.com/f.aspx?t=34042090 -
/http://www.wipo.int/about-ip/ar -
/ http://www.droit-dz.com/forum/threads/1417-