You are on page 1of 7

‫االزدهار العمراني‬

‫شهدت والية افريقيا البروقنصليّة خالل الفترة الرومانيّة وخاصة في القرنين‬


‫‪:‬الثاني والثالث' ميالدي ازدهارا عمرانيّا ملحوظا وهذا نتيجة عوامل ع ّدة ومنها‬
‫‪.‬انتشار المدن منذ الفترة القرطاجيّة وعند الممالك النوميديّة *‬

‫سياسة األباطرة الرومان المشجعّة على بعث المدن وتهيئتها على النمط *‬
‫‪.‬الروماني بغاية إدماج السكان في الحضارة' الرومانيّة أي رومنتهم‬

‫انخراط سكان الوالية في هذه السياسة وخاصة األعيان منهم لما تفتحه أمامهم *‬
‫من آفاق لالرتقاء االجتماعي والتم ّتع بالمواطنة الرومانيّة فتنافسا في تشييد المعالم‬
‫‪.‬العموميّة‬

‫أصبحت المدينة االفريقيّة‪ ،‬على غرار روما وبقيّة مدن االمبراطوريّة مهيّأة *‬
‫على النمط الروماني باحتوائها على مختلف المباني العموميّة والمالعب‬
‫والمسارح بأنواعها‪ .‬كما ازدانت المنازل والمباني العموميّة بلوحات الفسيفساء‬
‫التي تنوّ عت مواضيعها وأشكالها‬

‫وقد ارتقى فنّ الفسيفساء بافريقيا البروقنصليّة إلى مستوى متميّز وتنافس األثرياء‬
‫مثلت‬‫من سكان الوالية في زخرفة أرضيّة بيوتهم باللوحات الفسيفسائيّة التي ّ‬
‫‪.‬وثائق ج ّد هامة لمعرفة نمط عيشهم ومعتقداتهم وحسّهم الف ّني‬

‫والشاهد على الرقي الحضاري الذي بلغته افريقيا البروقنصليّة ما تزخر به‬
‫متاحف البالد التونسيّة من ذخائر وما احتفظت به مواقعها األثريّة من معالم‬
‫‪.‬والتي تكشف الحفريات' على مخزونها الثريّ‬
‫الفالحة‬ ‫االقتصادي‪:‬‬ ‫االزدهار‬
‫مع نهاية القرن ‪ 1‬ميالدي تو ّفرت في افريقيا البروقنصليّة أوضاع جديدة تجسّمت من خالل تغيّر‬
‫‪ ‬السياسة الرومانيّة في الوالية بـ‬

‫إقرار الرومنة بصيغها العديدة‬

‫تع ّدد التشريعات‪ :‬قانون منسيانا' وقانون هادريانا'‬

‫االهتمام بالمنشآت المائيّة‬

‫استتباب األمن في الوالية‬

‫أسهمت هذه العوامل إلى جانب تو ّفر' التقاليد الفالحيّة وتطوّ رها' منذ العهد البوني في انتعاشة النشاط‬
‫الفالحي‬

‫فتوسّع المجال الفالحي ليشمل السفوح واألراضي' البور' والمناطق السباسب وكذلك الواحات‬
‫ّ‬
‫وتكثفت الزراعات والغراسات وخاصة الزياتين والحبوب‬ ‫تنوّ ع اإلنتاج‬

‫و ّفرت والية افريقيا البروقنصليّة مع والية مصر' الحاجيات الغذائيّة لروما فكانت مصر توفر' ‪1/3‬‬
‫الحاجيات بينما و ّفرت والية افريقيا ‪ 3/2‬الحاجيات‪ .‬ومع نهاية القرن ‪ 3‬ميالدي انفردت افريقيا' بتوفير‬
‫حاجة روما كاملة – فأصبحت قرطاج مطمور' روما‪ .‬لم يقتصر تموين العاصمة الرومانيّة على الحبوب‬
‫بل شمل كذلك الزيوت والخمور واللحوم'‬

‫أسهم االزدهار الفالحي في تطوّ ر أنشطة حرفيّة عديدة ارتبط بعضها بالنشاط' الفالحي كمطاحن الحبوب‪ ‬‬
‫ومعاصر' الزيتون وكذلك صناعة الخزف لنقل المواد الفالحيّة وخزنها' كما ساهم نموّ اإلنتاج الفالحي في‬
‫تنشيط حركة التجارة‬

‫بلغت والية افريقيا البروقنصلية درجة مرموقة من النموّ االقتصادي' وهو عامل أساسي في تق ّدم المجتمع‬
‫وازدهار' الحضارة‬

‫فكان لقرطاج إسهام واضح في تطوير الحضارة الرومانيّة على المستوى االقتصادي‬
‫الحرك ّية الديمغرافية للسكان في العالم‬
‫إقترن القرن الماضي بظاهرة اإلنفجار ال ّديمغرافي ال ّتي ال تزال ت ّتسم بها معظم األقطار ال ّناميّة ؛ وفي‬
‫المقابل تسعى الكثير من ال ّدول المتق ّدمة جاهدة لتفادي تناقص عدد س ّكانها ‪ ،‬ممّا أ ّدى إلى ضبط سياسات‬
‫س ّكانيّة تح ّدد موقف' ال ّدول من المسألة الس ّكانيّة‬

‫الوضع الدّيمغرافي في العالم النّامي ‪ :‬مثال كينيا)‪1‬‬


‫تقع جمهورية كينيا على خطّ اإلستواء شرق القارة اإلفريقية ‪ ،‬وهي تمت ّد‬
‫على‪      ‬‬
‫مساحة‪ 646 582 ‬كم‪  2‬وتط ّل على المحيط الهندي بساحل جنوبي شرقي طوله ‪ 536‬كلم‬

‫ويق ّدر عدد س ّكان كينيا سنة ‪ 2009‬بـ ‪ 39,1‬مليون نسمة أي أكثر من ‪ 5‬أضعاف ما كان‪      ‬‬
‫عليه سنة ‪ 1950‬حيث بلغ مع ّدل النم ّو الس ّكان (بين ‪ 1980‬و‪ % 2,9 )2001‬سنويّا‪ ،‬وهو‬
‫األسرع في قارة إفريقيا‪ ،‬رغم تراجعه منذ مطلع القرن حيث يق ّدر اآلن بـ ‪ % 2,69‬سنويّا‬
‫بسبب تراجع مع ّدل الخصوبة‪ ]1[ ‬بمقدار النصف تقريبا منذ ‪ ، 1975‬حيث بلغ (سنة‬
‫‪ 4,9 )2009‬أطفال‪/‬إمرأة وإنخفاض نسبة الوالدات إلى ‪ ‰ 39‬سنة ‪( 2009‬مقابل ‪‰ 55‬‬
‫سنة ‪ )1975‬بينما ال تزال نسبة الوفيات مرتفعة نسبيّا (‪ ‰ 13‬مقابل ‪ ‰ 28‬سنة ‪)1975‬‬
‫وهو ما يفسّر إنخفاض العمر المتوقّع عند الوالدة والبالغ (سنة ‪ 54 )2009‬سنة (مقابل‬
‫متوسّط عالمي يبلغ ‪ 69‬سنة) وهو ال يزيد على ‪ 53‬سنة للذكور مقابل ‪ 55‬سنة لإلناث في‬
‫‪.‬كينيا (سنة ‪)2009‬‬

‫ويبرز هرم األعمار التركيبة الس ّكانيّة الفتيّة لكينيا حيث يتو ّزع الس ّكان سنة ‪      2009‬‬
‫كاآلتي‬
‫‪ ‬‬

‫النسبة من مجموع‬ ‫الفئة العمريّة‬


‫الس ّكان‬
‫‪42,3‬‬ ‫سنة‪14 – 0‬‬

‫‪55,1‬‬ ‫سنة‪64 – 15‬‬

‫‪2,6‬‬ ‫سنة فأكثر‪65‬‬


‫سويد(‪2‬‬
‫الوضع الديمغرافي في العالم المتقدّم مثال ال ّ‬
‫تقع مملكة السّويد شمال القّارة األوروبيّة‪ ،‬في القسم ال ّشرقي من شبه الجزيرة األسكندنافيّة حيث تط ّل على بحر البلطيق‪      ‬‬
‫بساحل طوله‪ 218 3 ‬كلم ‪ .‬وتمت ّد أراضيها على مساحة‪ 964 449 ‬كم‪  2‬منها السّبع (‪ )7/1‬ضمن ال ّدائرة القطبيّة ال ّشماليّة‬
‫صيف شهرين من الزمن بينما يطول الليل خالل فصل الشتاء نفس الم ّدة ال ّزمنيّة‬
‫أين يمت ّد النهار خالل فصل ال ّ‬

‫ويق ّدر عدد س ّكان السّويد سنة ‪ 2009‬بـ ‪ 9,05‬مليون نسمة (مقابل ‪ 7‬ماليين نسمة سنة ‪ )1950‬وهو ما يفسّر بطئ النم ّو‪   ‬‬
‫الس ّكاني حيث بلغ (بين ‪1980‬و‪ % 0,3 )2001‬سنويّا واستمر في االنخفاض منذ مطلع القرن حيث يق ّدر اآلن بـ ‪% 0,2‬‬
‫سنويّا بسبب تراجع مع ّدل الخصوبة إلى ‪ 1,9‬طفل‪/‬إمرأة سنة ‪( 2009‬وهو نفس مستوى سنة ‪  )1970‬وإنخفاض نسبة‬
‫الوالدات إلى ‪ ‰12‬سنة ‪( 2009‬مقابل ‪ ‰ 14,8‬سنة ‪ )1955‬وإرتفاع نسبة الوفيات من ‪ ‰ 9,5‬سنة ‪ 1955‬إلى ‪‰ 10‬‬
‫لكن العمر المتوقّع عند الوالدة إرتفع‪  ‬من ‪ 72‬سنة (عام ‪ )1970‬إلى ‪ 81‬سنة (عام ‪ )2009‬وهو من أعلى‬‫سنة ‪ّ . 2009‬‬
‫المع ّدالت العالميّة‬

‫ويبرز هرم األعمار التّركيبة الس ّكانيّة الهرمة للسّويد حيث يتو ّزع الس ّكان سنة ‪ 2009‬كاآلتي‪ ‬‬

‫النسبة من مجموع الس ّكان‬ ‫الفئة العمريّة‬

‫‪15,7‬‬ ‫سنة‪14 – 0‬‬

‫‪65,5‬‬ ‫سنة‪64 – 15‬ة‬

‫‪18,8‬‬ ‫‪ ‬سنة فأكثر‪65‬‬

‫ويقيم ‪ % 84‬من س ّكان السّويد في الوسط الحضري من بينهم ‪ 1,285‬مليون نسمة في العاصمة استكهولم سنة ‪2009‬‬

‫)اإلنتقال الدّيمغرافي ‪3‬‬


‫‪ :‬أ – نظريّة اإلنتقال الدّيمغرافي‬
‫وهي النّظريّة التّي وضع صياغتها األولى عالم اإلقتصاد والسّياسي الفرنسي (أدولف الندري) في كتابه " الثورة‬
‫الديمغرافية " الصّادر بباريس سنة ‪ .1934‬وتقترح هذه النظريّة تفسيرا لمراحل النم ّو الس ّكاني إعتمادا على المسيرة‬
‫‪ :‬الديمغرافية لدول أوروبا الغربية ‪ ،‬وتميّز بين ثالثة مراحل متباينة الخصائص هي‬

‫مرحلة " النظام التقليدي‬


‫وهي أولى مراحل الن ّمو الس ّكاني ‪ .‬وتتميّز بإرتفاع نسبتي الوالدات والوفيات إلى مستويات عالية ( ‪ ‰ 45‬و ‪ ‰ 40‬في‬
‫السّنة على التوالي ) بسبب اإلنجاب العفوي من جهة والظّروف الصحيّة والغذائيّة البائسة من جهة أخرى ‪ .‬وأفرز هذا‬
‫‪ ‬انّظام ال ّديمغرافي نم ّوا طبيعيا ضعيفا للغاية بمع ّدل ‪ % 0.5‬سنويّا‬

‫مرحلة اإلنتقال الدّيمغرافي‬

‫‪ ‬تبدأ هذه المرحلة بمج ّرد أن تشرع الوفيات في اإلنخفاض‪ .‬وهي تنقسم إلى طوري‬

‫الطّور اإلنفجاري‬

‫تحافظ خالله الوالدات على مستواها التقليدي المرتفع ؛ في حين تشرع الوفيات في اإلنخفاض بشكل تدريجي إلى أن تبلغ‪:‬‬
‫‪ ‰ 21.5‬سنويّا بسبب تحسّن األوضاع الصحيّة والغذائيّة وبفضل إنتشار األمصال ‪ .‬وبذلك يبقى النم ّو الطبيعي مرتفعا في‬
‫حدود ‪ % 2.3‬سنويّا‪ .‬الطّور اإلنتقالي‬

‫وتتجه خالله الوالدات نحو اإلنخفاض إلى مستوى ‪ ‰ 20‬سنويّا ‪ ،‬فيما يتواصل تراجع الوفيات إلى حدود ‪ ‰ 15 -10‬‬
‫‪ ‬سنويّا‬

‫مرحلة النضج الديمغرافي‬

‫وهي المرحلة الثالثة من مراحل النم ّو الس ّكاني‪ .‬وتتراجع فيها بشكل بارز ك ّل من الوالدات والوفيّات على ح ّد سواء إلى ‪13‬‬
‫‪ ‰‬و ‪ ‰ 9‬سنويّا على التّوالي‪ .‬ويترتّب عن ذلك نم ّو طبيعي ضعيف ج ّدا بمع ّدل ‪ % 0.4‬سنويّا وقد يساوي الصّفر أحيانا‬
‫أو يتحوّل إلى نم ّو سلبي حينما تتف ّو ق الوفيات على الوالدات كما هو الحال في بعض البلدان األوروبيّة الش ّماليّة مثل التفيا‬

‫ب ‪ -‬التفاوت في اإلنتقال الديمغرافي‬


‫‪ ‬ينما بدأت ال ّدول المتق ّدمة إنتقالها الديمغرافي منذ منتصف القرن‬

‫وأنهته قبيل إندالع الحرب العالمية الثانية‪ ‬‬

‫وفي الثمانينات إلتحقت بقية ال ّدول المتق ّدمة بمرحلة النضج الديمغرافي ؛ بينما إنتقلت بعض ال ّدول الناميّة مثل المكسيك‬
‫وتونس ومصر إلى طور اإلنتقال الثاني‬

‫أن اإلنتقال الديمغرافي ّ‬


‫الذي إستغرق في فرنسا قرنا ونصف القرن لم يستوجب في المكسيك سوى‬ ‫لكن الجدير بالمالحظة ّ‬
‫أق ّل من ‪ 50‬سنة‬

‫سياسات الس ّكانيّة‪4 ‬‬


‫)ال ّ‬
‫أ – تعريفها‬

‫هي مجموعة القوانين والبرامج التّي تسعى من خاللها السّلطات العموميّة إلى توجيه المتغيّرات الس ّكانيّة وفق مقتضيات التنميّة ‪ .‬وال تقتصر‬
‫السّياسات الس ّكانيّة على التّح ّكم في النموّ العددي للس ّكان بل تهت ّم كذلك بتنظيم حركاتهم الهجريّة ومدى مساهمة المرأة في التنميّة والح ّد من التّباينات‬
‫اإلقليميّة‬

‫سياسات الس ّكانيّة في العالم النّامي –ب‪ ‬‬


‫إختالف ال ّ‬

‫‪ ‬تتأرجح ال ّدول النّاميّة بين تبنّي سياسات صارمة للح ّد من نم ّو الس ّكان وسياسة الالّمباالة ومناهضة الملثوسيّة‬
‫سياسات التّشجيع على اإلنجاب بالدّول المتقدّمة‪ ‬‬

‫في محاولة منها للحيلولة دون تناقص عدد س ّكانها‪ ،‬ولمجابهة مشكلة التّهرّم التّي تعاني منها مجتمعاتها ؛ تنتهج أغلب ال ّدول‬
‫المتق ّدمة في أوروبا الغربيّة بالخصوص ‪ ،‬سياسيات تشجّع على النّسل من خالل تقديم الحوافز واإلمتيازات المغريّة‬
‫‪ ‬لألزواج ّ‬
‫الذين يُقدمون على اإلنجاب‬

‫فإن النّتائج في كلتا الحالتين دون التّوقّعات بسبب عدم‪ ‬‬


‫لئن إختلفت السّياسات الس ّكانيّة بين ال ّدول النّاميّة وال ّدول المتق ّدمة ؛ ّ‬
‫توافق هذه السّياسات مع القناعات الفرد يّة للس ّكان‬

‫هبة ابن الحاج‬

‫رنيم بن عمر‬

‫ياسمين بنرزوقة‬

You might also like