Professional Documents
Culture Documents
الموضوع :ال تكمن طرافة غزل عمر بن أبي ربيعة في األسلوب القصصي الموظف في شعره بقدر ما تكمن في الصورة
الجديدة التي إبتكرها للعاشقين .حلل هذا الرأي مدعما إياه بشواهد من ش عرعمر.
تقسيم الموضوع:
المقدمة :يقوم الغزل اإلباحي على التغني بمحاسن المرأة بذكر قيمها الجمالية و يعد عمر بن أبي ربيعة من أبرز شعراء
هذا اإلتجاه في الغزل و قد تميز غزله بالطرافة التي ال تظهر فقط في األسلوب القصصي الموظف في شعره بقدر ما
تظهر في الصورة الجديدة التي إبتكرها للعاشقين.
اإلشكالية فماهي الصورة الجديدة التي إبتكرها الشاعر للعاشقين و ما هو األسلوب القصصي التي صاغ به هذه الصورة؟
الجوهر :الح عمر في غزله متعاليا على المرأة مرتفعا عنها يرفض أحيانا تحقيق الوصال معها كما الح مهتما بنفسه من
خالل بعض الصور (صورة البطل) التي ذكرها في مناسبات عديدة في غزله.
غالبا ما يتحول الشاعر( عمر بن أبي ربيعة )من التغزل بالمرأة إلى اإلفتخار بنفسه فيذكر جماله و رفعة مقامه و وجاهته
اإلجتماعية يقول في هذا السياق:
"قد عرفناه و هل يخفى القمر ؟"
لقد أكد عمر في غزله على شهرته بين النساء فهو معشوق و مشهور و مطلوب من طرفهن.
الحت المعشوقة في غزله في صورة جديدة تخالف السائد فقد بدت محبة طائعة للشاعر متذللت له معبرة عن شوقها له و
معاناتها بسببه ساعية إلى التقرب منه راغبة في الوصال معه يقول الشاعر في هذا اإلطار:
"قالت الصغرى و قد تيمتها"...
لقد إتخذ الشاعر( عمر بن أبي ربيعة )من هذه الصورة الجديدة التي قدمها للعاشقين مدخال مناسبا لإلفتخار بنفسه جاعال
منها شخصية بطلة و محورية في القصيدة .فكيف صاغ عمر هذه الصورة الجديدة للعاشقين ؟
لقد صاغ عمر هذه الصورة بأسلوب قصصي تواتر في غزله و حول شعره إلى سرد القصص و مغامرات الغرامية مع
النساء.
وظف عمر في غزله المقومات القصصية فجمع بين فن الشعر و فن القص كذكره لألطر المكانية و الزمانية التي تؤطر
األحداث القصصية و ذكره للشخصيات (الشاعر البطل ،الحبيبة ،صاحباتها ،الشخصيات المساعدة و المعرقلة )التي
أسند لها أقواال و أحواال و أفعاال و أقام بينها عالقات تراوح بين اإلتصال و اإلنفصال و بذكره للتشويق القصصي و بعض
المفاجآت القصصية فيقول في هذا السياق مؤط ار أحداث القصة:
"أبصرتها ليلة و نسوتها *** يمشين بين المقام و الحجر"
كثف الشاعر من إستعمال أسلوب الحوار و الوصف و السرد لتحديد مالمح الشخصيات و أطوار القصة الغرامية يقول في
هذا السياق:
"قالت الكبرى أتعرفن الفتى ؟"
التأليف :لقد وفق الشاعر في المزج بين فن الشعر و فن القص فكان غزله تصوي ار لمغامراته الغرامية و لهوه مع النساء.
الخاتمة :لقد تميز غزل عمر عن السائد في شعر الغزل بمضامين و أساليب جديدة و هو غزل يهدف إلى تحقيق نزعة
فخرية .فهل نجد هذه النزعة لدى العذريين ؟
1
تدريب على مقال اولى ثانوي من شعر جميل بن معمر
الموضوع :
ليس شعر جميل سوى ترجمة فنية لتجربة حب مذاقها المعاناة والحرمان.
حلل هذا األي مدعما إياه بشواهد منتخبة.
المقدمة :لقد نشأ شعر الغزل العذري في ببيئة حجازية بدوية تخضع لمنظومة من القيم األخالقية كان لها بالغ األثر في
تجربة العاشق والمعشوق ،ومن أبرز شعراء هذا الغزل البدوي جميل بن معمر الذي اعتبر بعضهم أن شعره "ليس
سوىترجمة فنية لتجربة حب مذاقها المعاناة والحرمان".
االشكالية :فما خصائص التجربة الفنية في غزل جميل بن معمر؟
وما أوجه المعاناة والحرمان فيه؟
الجوهر :يحصر هذا الموضوع غزل جميل في ترجمة الشعر للشعور ،فجعل القصيدة انعكاسا لحقيقة المعاناة العذرية ،ولقد
يقتضي منا العمل حينئذ أن نبدأ بعرض الخصائص الفنية سبيال إلدراك المعاني والمعاناة المترجمة من خاللها.
إن قصيدة جميل بن معمر في غزله العذري حافلة بالتميز الفني فقد جعلت منالغزل غرضا مستقال بذاته ،به تبدأ القصيدة
وتنتهي بعدا ان كان قسما تابعا في النموذج الجاهلي يسمى النسيب ،به تفتتح جميع األغراض.
فجميل يبدأ قصيدته مباشرة متغزال إذ يقول :
أبى القلب إال حب بثنة لم يرد سواها /وحب القلب بثنة ال يجدي
وقد توسل في سبيل التعبير عن حبه استعمال لغة بسيطة ،فهي مفهومة إلى حد الوضوح ،وموهمة إلى حد محاكاة
الخيال ،تتردد فيها عبارات المعاناة إلى حد نثر تفاصيل حياته:
أمشي وتمشي في البالد /كأننا أسيران لألعداء مرتهنان
إن معاناة جميل ههنا معاناة اجتماعية عبر عنها في صورة شعرية بسيطة تقوم على التشبيه أساسا.
المرة ،ولكنها مر اررة ممتزجة بعسل العشق
ولعل السجالت العذرية الطافحة بالمعاناة مما يعبر عن مذاق تجربة جميل ّ
الروحي األبدي األزلي الذي يستحيل فيه الغياب حضو ار والحضور غيابا ،فتتردد مفردات (الهجر -العتاب -الخصومة -
الشوق)..-
فقصيدة جميل إذن يتردد فيها ضمير األنا عادة (روحي -أمشي -أصلي -ضمنت) تحقيقا للوظيفة التعبيرية للغة وقليال ما
يحضر ضمير المخاطب (خليلي -أفق ) -لتحقيق الوظيفة التأثيرية الخطابية وأندر من ذلك حضور ضمير الغائب الذي
يعود على الحبيبة ( قالت -ضمنت -روحها.)..
يضاف إلى ذلك إيقاع حزين تغلب عليه الغنائية فالبحور رصينة ثقيلة ومزدوجة ازدواج المعاناة (بحر الطويل مثال)
وحروف الروي أنين ورنين (النون مثال) وتاوه وتنهد وشدة وتشدد (الدال) صدى للقوة والضعف واأللم واألمل.
تترجم كل هذه الخصائص الفنية حقيقة المعاناة التي ذاقها جميل في عالقته ببثينة ،ترجمة شعرية صادقة يتماثل فيها عالما
الشعر والشعور.
فما أوجه المعاناة والحرمان في شعر جميل؟
إن معاناة جميل ذات وجهين فهي معاناة ذاتية نفسية وأخرى اجتماعية حسية ،فاألولى مصدرها الذات المرهفة والرقيقة
والثانية مرجعها المجتمع المحافظ بعناصره المعرقلة.
لقد كان جميل يتطلع إلى حب مثالي البداية له وال نهاية فهو أزلي أبدي يمتد قبل الخلق وبعده في نظره ،ليتجاوز حدود
يجنح في عوالم الروح وفلسفة المثل ،أليس هو
المكان والزمان ،من هنا سر مأساته وجوهر معاناته فهو مثالي ال واقعي ّ ،
القائل :
2
"وليس إذا متنا بمنتقض العهد" فال حبه يموت بل "وزائرنا في في ظلمة القبر واللحد".
لذلك ظل محافظا على العهد ييبكي في حرقة وصمت متغنيا بمعاني الشوق وشاكيا باكيا في الصالة وغير الصالة كاشفا
عن حرمانه من لقاء الحبيبة ورسوخ حبه لها .
أما الوجه األخر للحرمان والمعاناة فهو وجه اجتماعي ،إذ تتعدد العناصر المعرقلة في بادية الحجاز (وادي القرى) فمنها
الرقيب والواشي والمؤنب والمزري والعاذل والعين ..وقليال ما نجد مساعدا (الخليالن) ،لذلك تتعمق مظاهر الحرمان فال
وصال و ال لقاء إال في عالم الخيال عبر آلة الحلم والقصيدة المسافرة إلى الحبيبة رغم الحصار.
إن معاناة جميل هي معاناة العشاق العذريين فنصغي من خالل قصائده إلى ح اررة وجدانه وحرقة قلبه ،فكانت القصيدة
ترجمة فنية صادقة لمعاناته وحرمانه.
الخاتمة :الغزل العذري أوال وأخي ار رنين وانين ،فالشاعر يترنم شع ار ويتألم وجدانا ،ويعبر عن الحنين إلى الحبيبة لغيابها
فيطرب المتلقي ويمتعه ،فيحقق اإلبالغ بالبالغة ،ويبلغ اإلمتاع باإلبداع وتلك اقصى مقاصد الشعر وأرقاها.
فهل الشان ذاته في تجربة الغزل الحضري مع عمر بن ابي ربيعة؟
3