You are on page 1of 5

‫تعليق على قرار املجلس األعلى‬

‫عدد‪ 216 :‬املؤرخ في‪2004/2/18 :‬‬

‫ملف تجاري عدد‪2002/1/3/302 :‬‬

‫البنك املغربي للتجارة الخارجية ضد شركة شريف لالستيراد والتصدير‬

‫باسم جاللة امللك‬

‫بتاريخ‪ 18 :‬فبراير ‪ ،2004‬إن الغرفة التجارية القسم الثاني باملجلس األعلى في جلستها العلنية أصدرت‬
‫القرار اآلتي نصه‪:‬‬

‫بين‪ :‬البنك املغربي للتجارة الخارجية‪ ،‬شركة مجهولة اإلسم في شخص ممثلها القانوني الكائن مقرها‬
‫االجتماعي بشارع الحسن الثاني رقم ‪ 140‬البيضاء‪ ،‬النائب عنها األستاذ حميد األندلس ي املحامي بالبيضاء‬
‫واملقبول للترافع أمام املجلس األعلى‪.‬‬

‫الطالب‬

‫وبين شركة شريف لالستيراد والتصدير‪ ،‬شركة مجهولة اإلسم في شخص ممثلها القانوني الكائن‬
‫مقرها االجتماعي بشارع الفيط رقم ‪ 24‬طنجة‪ ،‬النائب األستاذ العربي الغرمول املاحي بالرباط واملقبول‬
‫للترافع أمام املجلس األعلى‪.‬‬

‫املطلوبة‬

‫بناء على مقال النقض املودع بتاريخ ‪ 00/5/24‬من طرف الطالب املذكور حول بواسطة نائبه األستاذ‬
‫حميد األندلس ي والرامية إلى نقض القرار التمهيدي املزدوج بتاريخ ‪ ،97/7/8‬والقرار رقم ‪ 1216‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2000/05/01‬في امللف عدد‪ 96/2195 :‬عن محكمة االستئناف بالبيضاء‪.‬‬

‫وبناء على مذكرة الجواب املودعة بتاريخ ‪ 03/5/8‬من طرف املطلوب ضدها النقض بواسطة دفاعها‬
‫األستاذ العربي الغرمول والرامية إلى رفض الطلب‬

‫وبناء على األوراق األخرى املدلى بها في امللف‬

‫وبناء على قانون املسطرة املدنية املؤرخ في ‪ 28‬شتنبر ‪.1974‬‬

‫وبناء على األمر بالتخلي واإلبالغ الصادر بتاريخ ‪.2003/09/1‬‬

‫وبناء على اإلعالم بتعيين القضية في الجلسة العلنية املنعقدة بتاريخ ‪.2003/10/22‬‬
‫‪1‬‬
‫وبناء على املناداة على الطرفين ومن ينوب عنهما وعدم حضورهم‪.‬‬

‫وبناء على املرافعة الشفوية لكل من نائبي الطرفين‬

‫وبعد تالوة التقرير من طرف املستشار املقرر السيد عبد الرحمان املصباحي واالستماع إلى مالحظات‬
‫املحامي السيدة فاطمة الحالق‪.‬‬
‫وبعد املداولة طبقا للقانون‬

‫حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه الصادر عن استئنافية البيضاء تحت عدد‬
‫‪ 1216‬بتاريخ ‪ 2000/05/01‬في امللف عدد ‪ 96/2195‬أن املطلوبة شركة شريف لالستيراد والتصدير تقدمت‬
‫بمقال البتدائية البيضاء أنفا عرضت فيه أنها فتحت اعتمادا مستنديا لدى الطالب البنك املغربي للتجارة‬
‫الخارجية من أجل استيراد بذور البطاطس من نوع كرونوال أو سبونطا من الشركة التركية أنزاغيدا أورنلري‬
‫بواسطة بنك كونشيك مرسين بتركيا بقيمة ‪ 280‬ألف دوالر أمريكي حسب شهادة االستيراد والفاتورة األولية‬
‫رقم ‪ 25‬بتاريخ ‪ 95/01/14‬املحددة لوثائق االعتماد‪ ،‬غير أن البنك الطالب صرف مبلغ االعتماد دون تدقيق‬
‫للوثائق واملستندات املحددة في خطاب االعتماد‪ ،‬لكون البضاعة بعد فحصها تبين أنها غير صالحة‪ ،‬وأتلفت‬
‫من قبل السلطات املختصة‪ ،‬فتسبب ذلك للمدعية في خسائر تمثلت في مبلغ الصفقة وتضاعف الفوائد‪،‬‬
‫وأصيبت كذلك بأضرار معنوية تجلت في إساءة سمعتها‪ ،‬ملتمسة الحكم لها بتعويض مسبق قدره خمسمائة‬
‫ألف درهم‪ ،‬وإجراء خبرة لتحديد التعويض املستحق لها عن كل األضرار‪ ،‬فأصدرت املحكمة االبتدائية‬
‫حكمها برفض الطلب‪ ،‬استأنفته املدعية‪ ،‬فقضت محكمة االستئناف بإلغائه والحكم من جديد على البنك‬
‫املستأنف عليه بأدائه لها تعويضا مسبقا قدره مائة ألف درهم وبإجراء خبرة لتحديد التعويض املستحق‪،‬‬
‫وبعد إنجاز خبرتين على ذمة القضية أصدرت املحكمة قرارها بأداء البنك للمدعية مبلغ ‪3.314.508.65‬‬
‫درهم قيمة االعتماد واملصاريف مع الفوائد البنكية‪ ،‬وهما القراران املطعون فيهما بالنقض‪.‬‬

‫في شأن الوسيلة األولى‪،‬‬


‫حيث ينعى الطاعن على القرار تحريف وثائق االعتماد‪ ،‬وعموميات التعليل وتناقضه املنزل منزلة‬
‫انعدامه‪ ،‬وخرق قواعد االعتماد املستندي وعدم االرتكاز على أساس‪ ،‬بدعوى أنه غير ملزم بمراقبة املطابقة‬
‫الواقعية لشروط العقد وشروط االعتماد‪ ،‬فهو مكلف فقط بمراقبة ظاهرة الوثائق بغية التأكد من‬
‫مطابقتها فيما بينها‪ ،‬وهو ما ثم احترامه من خالل توصل البنك بالفاتورة الشكلية رقم ‪ 25‬التي تشير إلى أن‬
‫البطاطس من محصول سنة ‪ 94‬نوع كرنوال أو سبونطا بحجم ‪ 3‬إلى ‪ 5‬سم صالحة للزرع‪ ،‬وشهادة الجودة‬
‫والكمية التي تشير لوصف البطاطس كما سلف ذكره وهذه الشهادة مطابقة للفاتورة الشكلية املشار إليها‪،‬‬
‫كما أن الشهادة الصادرة عن وزارة الفالحية التركية تؤكد أن بضاعة البطاطس صالحة للزرع‪ ،‬غير أن‬
‫‪2‬‬
‫املحكمة ردت العلل املذكورة بأن الوثائق املوجهة للطالب ال تشير لنوع وحجم البطاطس باستثناء شهادة‬
‫الجودة التي أشارت إلى أنها للزرع ثم ردت على الشهادة األخيرة بأنها لم تبين إن كانت صالحة للزرع أم ال أما‬
‫شهادة وزارة الفالحة املغربية فتشير لعد صالحية البطاطس للزرع‪ ،‬واملالحظ مما ذكر أن نقطة الجدل هي‬
‫صالحية املنتوج للزرع كما نصت على ذلك وزارة الفالحة التركية وشهادة الجودة‪ ،‬أما ما أشارت إليه املحكمة‬
‫من خالف ذلك‪ ،‬فهو تناقض وغموض في التعليل وتحويل للنزاع من أساسه الشكلي إلى املوضوعي‪ ،‬وتأثر بما‬
‫ثبت في الواقع بين مسؤولية املصدر التركي الذي يعد مسؤوال بالتدليس ألنه صدر بطاطس على أنها صالحة‬
‫للزراعة وشهدت بذلك وثائق االعتماد‪ ،‬في حين هي خالف ذلك مما يعرض القرار للنقض‪.‬‬

‫حيث إن القواعد واألعراف املوحدة لالعتمادات املستندية رقم ‪ 500‬طبعة ‪ 1993‬الجاري بها العمل‬
‫منذ صيرورتها قابلة للتنفيذ ابتداء من فاتح يناير ‪ ، 1994‬بينت بخصوص عالقة البنك باآلمر‪ ،‬أن هذه‬
‫العالقة تخضع لعقد فتح االعتماد املبرم بينهما الخاضع بدوره ملبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬وما يرتبه ذلك التزامات‬
‫عليهما‪ ،‬ومنها التزام البنك بفحص مستندات البضاعة‪ ،‬وتسليمها لآلمر قبل الوفاء بقيمة البضاعة‪ ،‬ومن‬
‫خالل هذه املستندات يتأكد البنك‪ ،‬من أن قيمة الفاتورة التجارية ال تزيد عن قيمة االعتماد‪ ،‬وأنها تتضمن‬
‫جميع كمية البضاعة التي نص عقد االئتمان عليها‪ ،‬ومن أنها تشتمل على أوصافها ونوعها وثمنها‪ ،‬ومدى‬
‫مطابقتها للتفاصيل املوضحة بمستندات الشحن‪ ،‬وهو أثناء قيامه بهذه املهمة التفحصية ال يضمن صحة‬
‫مفردات الفاتورة‪ ،‬إن كان مظهرها الخارجي ال يوحي بأي خطأ أو تحريف أو تزوير‪ ،‬أو كان ذلك ال يمكن تنبيه‬
‫بالفحص العادي لها بعد بذل الجهد املعقول بفحصها من طرف مستخدم بنكي محترف‪ ،‬بل يضمن فقط‬
‫تطابقها مع شروط عقد االعتماد‪ ،‬وهو ما تؤكده املادة ‪ 37‬من القواعد واألعراف املوحدة في فقرتها الثالثة‪،‬‬
‫التي نصت على أنه يجب أن يكون تعيين البضائع املبين على الفاتورة التجارية مطابقا لذلك املبين في‬
‫االعتماد‪ ،‬ويمكن بالنسبة لجميع املستندات األخرى أن يتم وصف البضائع بتعابير عامة غير متناقضة‪ ،‬مع‬
‫الوصف الذي يعطيه االعتماد لهذه البضائع وكذا املادة ‪ 13‬الناصة على أنه يجب على البنوك أن تتفحص‬
‫جميع املستندات املطلوبة باالعتماد بعناية كافية للتأكد من أنها في ظاهرها تطابق أو ال تطابق شروط‬
‫االعتماد ونصوصه ومن ثم ينبغي عدم االستناد إلى عناصر خارج املستندات وال شأن للبنك بحالة البضاعة‬
‫املسلمة الذي يرجع أساسا لالستقالل التام بين فتح االعتماد املستندي والعقد املبرم بين اآلمر واملستفيد‪،‬‬
‫والثابت لقضاة املوضوع‪ ،‬أن املطلوبة فتحت اعتمادا مستنديا لدى البنك الطالب‪ ،‬من أجل استيراد ألف‬
‫طن من بذور البطاطس نوع سبونطا أو كرنول الصالحة للزرع‪ ،‬ويتم األداء على أساس املستندات‬
‫املحصورة في فتح االعتماد‪ ،‬وبعد التأكد من مدى مطابقتها للفاتورة الشكلية رقم ‪ 25‬بتاريخ ‪،1995/01/14‬‬
‫التي تضمنت أن البضاعة بحجم ‪ 3‬إلى ‪ 5‬سم محصول ‪ 94‬للزرع معبأة في أكياس من القنب‪ ،‬وأن املستندات‬
‫املتوصل بها‪ ،‬هي شهادة وزارة الفالحة التركية‪ ،‬التي تفيد أن بذور البطاطس للزرع‪ ،‬وشهادة الشركة العاملية‬

‫‪3‬‬
‫س اس التي تؤكد ما ذكر‪ ،‬وشهادة صحية تفيد خلوها من األمراض الطفيلية‪ ،‬وشهادة منشأ البذور من‬
‫تركيا‪ ،‬وشهادة الوزن والتعبئة‪ ،‬ووثيقة الشحن املتضمنة للحمولة والوزن‪ ،‬والفاتورة النهائية‪ ،‬وهذه‬
‫املستندات تشير ظاهريا إلى مطابقة البضاعة املستورة لرسالة االعتماد والفاتورة رقم ‪ ،25‬لعدم تضمنها ما‬
‫يفيد أن البضاعة ليست للزرع‪ ،‬بيد أن القرار التمهيدي الصادر بتاريخ ‪ 970708‬املطعون فيه‪ ،‬قرر خطأ‬
‫البنك الطالب في تحقيق االعتماد املستندي‪ ،‬وحمله مسؤولية األضرار الالحقة بالشركة املطلوبة بما‬
‫تضمنه أن الوثائق املوجهة للبنك ال تشير إلى النوع والحجم املحدد بالفاتورة رقم ‪ 25‬أما شهادة الجودة فهي‬
‫غير موقعة ومتناقضة‪ ،‬ملا أشارت إلى أن البطاطس للزرع‪ ،‬دون أن تبينه ما إذا كانت صالحة للزرع أم ال‪ ،‬في‬
‫حين أفادت شهادة وزارة الفالحة املغربية املؤرخة في ‪ 1995/03/25‬أن البطاطس غير صالحة للزرع‪ ،‬ونفس‬
‫الش يء أكده تقرير الخبير أجزناي‪ ،‬وبذلك فاملستندات املقدمة للبنك غير مطابقة للفاتورة الشكلية رقم‬
‫‪ ، 25‬ومع ذلك قام البنك بصرف قيمة االعتماد للمصدر‪ ،‬مخالفا مقتضيات املادة ‪ 15‬من قواعد االعتماد‬
‫املستندي والناصة على أنه يجب على البنك أن يفحص املستندات بعناية معقولة للتأكد من أنها تبدو في‬
‫ظاهرها مطابقة لنصوص وشروط االعتماد في حين بالرجوع إلصدار االعتماد في حين بالرجوع إلصدار‬
‫االعتماد املستندي املوجه من طرف البك املغربي للتجارة الخارجية لبنك العمل والقرض بإسطنبول‪ ،‬تبين‬
‫أنه أشار إلى أن الوثائق املتطلبة من املصدر هي فاتورة تجارية تبين الفوب وأجرة الشحن‪ ،‬وشهادة املنشأ‪،‬‬
‫وكشف الوزن‪ ،‬وشهادة الصحة مسلمة من وزارة الصحة والفالحة‪ ،‬وشهادة الجودة والكمية من شركة س‬
‫ا س وشهادة من وزارة الفالحة تثبت أن البذور جاهزة للزرع‪ ،‬ومجموعة كاملة من وثائق الشحن البحرية‪،‬‬
‫وهذه الوثائق كلها أدلى بها للبنك‪ ،‬وتشير إلى أن البضاعة للزرع‪ ،‬وال توجد من بين وثائق االعتماد املستندي‬
‫شهادة وزارة الفالحة املغربية وتقرير الخبير أجزناي املعتمدين من القرار‪ ،‬فيكون ما قام به البنك من فحص‬
‫وتدقيق للمستندات املدلى بها ثم في إطار مساير للمقتضيات املذكورة خالف تعليل القرار التمهيدي الذي‬
‫أورد أن الوثائق لم تحدد ما إذا كانت البذور موضوع القواعد واألعراق املوحدة لالعتمادات املستندية‬
‫ومتسمين بتناقض التعليل املنزل منزلة انعدامه‪ ،‬مما يتعين نقضهما‪.‬‬

‫حيث إن حسن سير العدالة ومصلحة الطرفين يقتضيان إحالة امللف على نفس املحكمة‪.‬‬

‫لهذه األسباب‬

‫قض ى املجلس األعلى برفض القرارين املطعون فيهما وبإحالة امللف على نفس املحكمة املصدرة لها‬
‫للبت فيه من جديد وهي متركبة من هيأة أخرى طبقا للقانون‪ ،‬وتحميل املطلوب في النقض الصائر‪.‬‬

‫كما قرر إثبات حكمه هذا بسجالت املحكمة املذكورة إثر الحكم املطعون فيه أو بطرته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وبه صدر القرار وتلي الجلسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة الجلسات العادية‬
‫باملجلس األعلى بالرباط‪ ،‬وكانت الهيئة الحاكمة متركبة من السيدة الباتول الناصري رئيسا واملستشارين‬
‫السادة‪ :‬عبد الرحمان املصباحي مقررا وعبد الرحمان مزور ومحمد الحارثي وسليم الطاهرة وبمحضر‬
‫املحامي العام السيدة فاطمة الحالقة وبمساعدة كاتبة الضبط السيدة فتيحة موجب‬

‫كاتب الضبط‬ ‫املستشار املقرر‬ ‫الرئيس‬

‫‪5‬‬

You might also like