Professional Documents
Culture Documents
نقائص وثغرات البناء المؤسساتي للمجلس الشعبي الولائي في إطار قانون 12 - 07 المتعلق بالولاية
نقائص وثغرات البناء المؤسساتي للمجلس الشعبي الولائي في إطار قانون 12 - 07 المتعلق بالولاية
نقائص وثغرات البناء المؤسساتي لممجمس الشعبي الوالئي في إطار قانون 07 – 12
المتعمق بالوالية
7
مقدمة
كرست الدولة الجزائرية مثل بقية دول العالم الالمركزية اإلدارية في مختمف دساتيرىا وقوانينيا الوطنية ،بحيث
نجد عمى نص المادة 16من الدستور الجزائري لسنة 1996تنص عمى ما يمي "يمثل المجمس المنتخب
قاعدة الالمركزية ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية" ،وكذلك نص المادة 15من نفس
الدستور التي تنص "الجماعات اإلقميمية لمدولة ىي البمدية و الوالية" ،ومنو تعتبر الوالية جماعة عمومية
إقميمية المركزية في تقديم الخدمة العمومية لممواطن وتحسين مستوى وضعيتو االجتماعية واالقتصادية
والصحية والبيئية...الخ ،بيدف تحقيق التنمية المحمية ألنيا أقرب إدارة عمومية من المواطن ،وكما تمثل
الوالية أيضا السمطة المركزية عمى المستوى المحمي لتنفيذ مختمف السياسات العمومية والقوانين والتنظيمات .
وعمى ىذا األساس اعتنى المشرع بنظام الوالية ونظميا ،بجممة من النصوص القانونية والمتمثمة أساسا في:
أوال :األمر رقم ، 38 – 69المؤرخ في ، 1969 – 05 – 23المتعمق بالوالية.1
ثانيا :القانون رقم ، 09 – 90المؤرخ في ، 1990 – 04 – 07المتعمق بالوالية. 2
ثالثا :القانون رقم ، 07 – 12المؤرخ في ، 2012 – 02 – 21المتعمق بالوالية ، 3بحيث تضمن في
تأشيرتو 84 ،نصا قانونيا 39 ،مادة محالة إلى التنظيم ،صدور نصين تنظيمين إلى حد الساعة ،ومن
أىداف التي حمميا:
– 1تأىيل و ترشيد ىيئات الوالية وعصرتنيا بمنظومة قانونية رشيدة و بموارد بشرية مؤىمة وموارد مالية
كافية .
– 2تمكين الوالية لمقيام بمياميا عمى أكمل وجو باعتبارىا :كفضاء لممارسة السيادة الوطنية في إطار مبدأ
وحدة الدولة ،و إطار مكمل لمبمدية في تقديم الخدمة العمومية الجوارية.4
لذا سنحاول من خالل ىذه الدراسة المتواضعة ،معرفة نصيب اإلصالحات القانونية المتعمقة بتنظيم المجمس
الشعبي الوالئي ،وعميو سندرس ىذه الدراسة من خالل اإلشكالية التالية:
حمل قانون الوالية رقم 07-12العديد من اإلصالحات لتجسيد عناصر الالمركزية ،وتكريس المبادئ
األساسية لمحكم الراشد ،ومقومات الديمقراطية التساىمية الجوارية ،فيا ترى ىل عزز من مكانة المجمس
الشعبي الوالئي أم حاول تجسيد التسيير المركزي عمى المستوى المحمي لممحافظة عمى مبدأ وحدة الدولة؟
تمحورت اإلجابة عن ىذه اإلشكالية في شكل ثالثة مباحث ىما :
8
المبحث األول :مجرد إعادة ىيكمة في تنظيم المجمس الشعبي الوالئي.
المبحث الثاني :اليذيان التشريعي في ضبط سير المجمس الشعبي الوالئي.
المبحث الثالث :توسيع و تشديد الرقابة الوصائية عمى المجمس الشعبي الوالئي لتشجيع التسيير المركزي.
المبحث األول
مجرد إعادة هيكمة في تنظيم المجمس الشعبي الوالئي
حددت المادة 12من قانون الوالية الجديد ،ىيئات الوالية ،والمتمثمة في المجمس الشعبي الوالئي،
والوالي ،وعميو سأحاول في ىذا المبحث التعرض إ لى المكانة القانونية لممجمس الشعبي الوالئي ورئيسو فقط،
لمعرفة المستجدات القانونية الجديدة المكرسة في ىذا القانون ،وكذلك في القانون العضوي رقم 01-12
المتعمق بنظام االنتخابات،والقانون العضوي رقم 03-12المتعمق بتوسي ع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة
في مطمبين .
المطمب األول
الكسوف الجزئي في تشكيمة المجمس الشعبي الوالئي
عرفت تشكيمة المجمس الشعبي الوالئي العديد من اإلصالحات والتغيرات ،وىذا تماشيا مع سياسية
اإلصالحات السياسية الراىنة ،وخاصة في ظل قانون االنتخابات الجديد ،كذلك قانون توسيع حظوظ المرأة
في المجالس المنتخبة ،وعميو سيتم التطرق إلى النظام االنتخابي لممجمس الشعبي الوالئي وكيفية توزيع المقاعد
في الفرع األول ،ثم التعرض في الفرع الثاني إلى حجم أعضاء المجمس الشعبي الوالئي.
الفرع األول
الطابع االنتخابي لممجمس الشعبي الوالئي ،كمطمب ديمقراطي
يتكون المجمس الشعبي الوالئي من مجموعة من المنتخبين يتم انتخابيم من قبل سكان إقميم الوالية من
بين المترشحين المقترحين من قبل األحزاب أو المترشحين األحرار ،وينتخب المجمس الشعبي الوالئي لمدة
خمس سنوات بطريقة االقتراع النسبي عمى القائمة حسب ما نصت عميو المادة 75من القانون العضوي
07-97المتعمق باالنتخابات،5وىي نفس المدة المنصوص عمييا في المادة 65من القانون العضوي -12
01المتعمق بنظام االنتخابات ،6فيذه المدة ليست بمدة قصيرة قد تؤدي إلى عدم االستقرار في المؤسسات
العمومية اإلدارية أو ترىق اإلدارة العمومية في تنظيم العممية االنتخابية من جانب وترىق المنتخب و تبعث
في نفسو الممل من جانب آخر ،و ليست بمدة طويمة التي ينجر عنيا حرمان المواطنين ،وممثمي الطبقة
السياسية من المشاركة في تسيير الشؤون العمومية .بل ىي مدة معقولة ألنيا تضمن تداوال عمى السمطة
9
محميا ،وتكفل تأىيال مناسبا من خالل ما يعرض عمى المجمس من ممفات شتى تخص شؤون اإلقميم .7وما
يالحظ عمى مضمون المادة 65من القانون العضوي رقم 01-12المتعمق باالنتخابات أنيا لم تنص عمى
"عدم تجديد عضوية المجمس الشعبي الوالئي ألكثر من مرة" ،وىذا الحكم ىو نفسو المكرس في المادة 74من
الدستور الجزائري لسنة 1996من خالل عبارة "يمكن تجديد انتخاب رئيس الجميورية" وما يفيم من ذلك أن
المشرع ساير الكثير من الدول ،التي ال تضع قيودا لتجديد عضوية المجمس الشعبي الوالئي مادام أن التجديد
يتم بإرادة حرة من طرف المواطنين أما الفقرة المادة 65في فقرتيا الثانية من القانون العضوي رقم 01-12
المتعمق بنظام االنتخابات نصت عمى أن تجرى االنتخابات المحمية ،خالل ثالثة أشير قبل انقضاء مدة
خمس سنوات قصد تجديد عضوية المجالس المنتخبة المحمية .وكما ألزمت الفقرة الثالثة من نفس المادة
المجالس المنتخبة المحمية بمواصمة أعماليا بعد انقضاء مدة خمس سنوات وذلك في ثالث حاالت الواردة
عمى سبيل الحصر وىي في حالة وفاة رئيس الجميورية أو حصول لو مانع أو تقديم استقالتو أو في حالة
إقرار الحالة االستثنائية أو في حالة الحرب.
كما حدد قانون االنتخابات الجديد بدقة أيضا الشروط الواجب توافرىا لمترشح لعضوية المجمس الشعبي
الوالئي ،في المواد ، 83 ، 78 ، 76 ، 3و التي يمكن إجماليا فيما يمي:
* أن يكون المرشح متمتعا بالحقوق المدنية و السياسية و ال يوجد في إحدى حاالت فقدان األىمية .
* أن يكون المرشح مسجال في الدائرة االنتخابية التي يترشح فييا .
* أن يكون بالغا من العمر ثالثا وعشرين( )23سنة كاممة يوم االقتراع المنصوص عميو في المادة 78من
القانون العضوي رقم 01-12المتعمق بنظام االنتخابات ،بعدما كان خمس وعشرين ( )25سنة في قانون
االنتخابات القديم ،ومنو نستنتج قانون االنتخابات الجديد فتح المجال لعنصر الشباب من أجل المشاركة بقوة
في تسيير الشؤون العمومية عمى المستوى المحمي.8
* أن يكون متمتعا بالجنسية الجزائرية سواء كانت جنسية جزائرية أصمية أو جنسية جزائرية مكتسبة.
* أن يثبت أداءه لمخدمة الوطنية أو إعفاءه منيا وىو شرط معمول بو لتقمد الوظائف العمومية فال يعقل أن
يسمح لممنتخب بالترشح و تقمد ميام ذات مسؤوليات ميمة في الدولة و ىو الذي تيرب من أداء واجبو اتجاه
ىذه األخيرة .ومع العمم أن المرشحة معفية من ىذا الشرط .
* أال يكون قد حكم عميو بحكم نيائي بسبب ارتكابو جنحة أو جناية تيدد النظام العام و اإلخالل بو ،وىنا
نالحظ أن ىذا الشرط يشكل قيد عمى مبدأ المشاركة ،بسبب أنو ال يوجد نص قانوني يحدد كل الجرائم التي
تيدد النظام العام ألن مصطمح النظام العام مصطمح واسع جدا.
10
* عدم احتواء نفس القائمة االنتخابية عمى أكثر من مرشحين اثنين ( )02ينتميان إلى أسرة واحدة سواء
بالقرابة أو بالمصاىرة من الدرجة الثانية ،ومنو النص عمى مثل ىذا الشرط لو ما يبرره من احتمال سيطرة
الروح العائمية عمى أعمال المجمس الشعبي الوالئي ،مما يؤثر سمبا عمى المصمحة العامة .و لكن ما يالحظ
أنو رغم النص عمى مثل ىذا الشرط فإنو يمكن أن تفرز االنتخابات أكثر من مرشحين اثنين( )02في مجمس
واحد من عائمة واحدة ،وىذا في عالقة قرابة بين فائزين اثنين( )02ينتميان إلى قوائم انتخابية مختمفة ،أو أنو
9
يمكن أن يكون رئيس المجمس ا لشعبي الوالئي و نائبو من عائمة واحدة ،وىذا ما يشكل فراغا قانونيا .
* أن تكون القائمة التي ينضم إلييا المرشح مقبولة صراحة من طرف حزب أو عدة أحزاب سياسية ،و في
حالة إذا لم تكن ىذه القائمة تحت رعاية حزب أو عدة أحزاب سياسية ،ينبغي أن تدعم بتوقيع %5عمى
األقل من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية عمى أال يقل ىذا العدد عن 150ناخبا وأن ال يزيد عن ألف ناخب
،بشرط ال يجوز ألي ناخب أن يوقع في أكثر من قائمة واحدة.
* عدم جواز لممرشح الترشح كأصمي أو إضافي في أكثر من قائمة انتخابية أو أكثر من دائرة انتخابية ،وىذا
من أجل ضمان الحصول عمى مقعد في المجمس الشعبي الوالئي ،وغمق الباب أمام فئة من المترشحين التي
تممك الوسائل المادية والبشرية ،وفي حالة إذا خالف المرشح ىذا الشرط ،فإنو يتعرض إلى العقوبات المحددة
في نص المادة 215من القانون العضوي رقم 01-12المتعمق باالنتخابات.
* ال يحق لألشخاص المنصوص عمييم في المادة 81من القانون العضوي رقم 01-12المتعمق بنظام
االنتخابات أن يرشحوا لعضوية المجمس الشعبي الوالئي لمدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة
االختصاص أو سبق ليم أن مارسوا فييا وظائفيم ،واليدف من وراء النص عمى مثل ىذا الشرط ىو منع
التأثير المحتمل ألصناف معينة من الموظفين عمى سير العممية االنتخابية ونتائجيا ،إما بحكم ىيبتيم كرجال
سمطة (مثل الوالة ورجال األمن والجيش والقضاة) أو بحكم وظائفيم في الجماعات اإلقميمية ومرافقيا
(مثل رئيس الدائرة وأعضاء مجمس الوالية ومحاسب مالي واألمين العام لموالية) ،والجدير بالمالحظة أن
األمناء العامون لمبمديات ألول مرة ينص عمييم المشرع في القانون العضوي رقم 01-12المتعمق بنظام
االنتخابات .
ولحماية الحق في الترشح لالنتخابات المحمية ألزم المشرع بأن يكون قرار رفض الترشح معمال تعميال
قانونيا واضحا من طرف اإلدارة العمومية ،وأما الفقرة الثانية من المادة 77من قانون االنتخابات الجديد
ألزمت اإلدارة المعنية أن تبمغ قرار رفض الترشح إلى المعني باألمر خالل عشرة أيام من تاريخ إيداع
التصريح بالترشح .ويكون قرار الرفض قابل لمطعن أمام المحكمة اإلدارية خالل ثالث أيام من تبميغ قرار
الرفض ،و يجب عمى ىذه المحكمة أن تفصل في ىذا النزاع خالل خمسة أيام من تاريخ الطعن ،ويكون
11
حكميا غير قابل ألي طعن ،وىذا ما نصت عميو الفقرتين الثالثة و الرابعة من نفس المادة ،وما يالحظ من
خالل عبارة "يكون حكم المحكمة غير قابل ألي شكل من أشكال الطعن" الواردة في الفقرة الرابعة من المادة
77من القانون العضوي رقم 07-12السالف الذكر ،ال تحمي الحق في الترشح بل تنقص من قيمتو
الحقيقية ،ولذ كان من المفروض عمى المشرع أن يفعل مبدأ التقاضي عمى درجتين و يجعل قرار المحكمة
اإلدارية قابل لمطعن باالستئناف أمام مجمس الدولة ،والذي يجب أن يبت فيو في أجل قصير.
وما يالحظ أن قانون االنتخابات الجديد كسابقو ال يشترط عنصر الكفاءة لمترشح لعضوية المجمس
الشعبي الوالئي ،بالرغم أن عنصر الكفاءة يمعب دور كبي ار برقي وازدىار الجماعات اإلقميمية ،وزيادة عمى
ذلك يجب عمى المشرع أن ينص في قانون الوالية بصفة صريحة عمى إلزامية التكوين لكل المنتخبين خالل
عيدتيم االنتخابية ،واليدف من وراء النص عمى ذلك ىو تحسين معمومات المنتخبين حول مبادئ تسيير
اإلدارة العمومية ،وتوضيح كل القوانين السارية التي تحكم نظام الجماعات اإلقميمية.
كما نصت المادتان 66و 67من القانون العضوي رقم 01-12المتعمق بنظام االنتخابات ،عمى كيفية توزيع
المقاعد في المجالس المنتخبة المحمية حسب المعامل االنتخابي ( ،)% 07بحيث أكدت عمى ما يمي:
* توزع المقاعد المطموب شغميا بين القوائم بالتناسب ،حسب عدد األصوات التي تحصمت عمييا كل قائمة
مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى.
* كل القوائم التي لم تتحصل عمى نسبة سبعة ( )% 07عمى األقل من عدد األصوات المعبر عنيا في
الدائرة االنتخابية ال يحق ليا أن تتحصل عمى المقاعد ،وبالتالي تقصى بقوة القانون.
* يتم توزيع المقاعد بعد ذلك عمى القوائم وفق عدد المرات التي حصمت فييا كل منيا عمى المعامل
االنتخابي وبعد توزيع المقاعد بناءا عمى المعامل االنتخابي ،ترتب األصوات الباقية لمقوائم الفائزة بالمقاعد،
واألصوات التي تحصمت عمييا القوائم التي لم تفز بالمقاعد وذلك حسب أىمية عدد األصوات التي حصمت
عمييا و توزع باقي المقاعد حسب ىذا الترتيب،و المقعد األخير يمنح في حالة تساوي األصوات بين قائمتين
أو أكثر لمقائمة التي يكون معدل سن مرشحييا ىو األصغر.
وما يجب التنبيو إليو أن المعامل االنتخابي ()%07المكرس في المادة 67من القانون العضوي رقم 01-12
انتقد كثي ار من طرف العديد من رجال القانون و السياسة ،بحيث اعتبروه مجحف في حق األحزاب الصغيرة
واألحزاب الجديدة ،بحيث وجد ىذا المعامل االنتخابي لخدمة األحزاب الكبيرة وىيمنتيا عمى أغمبية المقاعد،
عمى حساب األحزاب الصغ يرة واألحزاب الجديدة ،األمر الذي دفع بقادة ىذه األحزاب إلى عقد تحالفات فيما
بينيا ،من أجل توسيع القاعدة الشعبية وتحقيق النسبة المحددة ،واال كان مصيرىا الزوال من الساحة السياسية
في مواجية األحزاب السياسية القديمة .لذا طالبوا بإلغائو أو مراجعتو نسبيا.
12
وفي ا ألخير يمكن القول أن المعامل االنتخابي في المجمس الشعبي الوطني ىو ،%5بينما نجد
المعامل االنتخابي في المجالس الشعبية المحمية ىو ،% 7وىذا ما آثار العديد من التساؤالت من طرف الرأي
العام و الصحافة بصفة عامة ورجال القانون والسياسة بصفة خاصة ،بحيث نجد أن ارتفاع المعامل االنتخابي
يؤدي بالضرورة إلى إقصاء مبدأ المشاركة وىذا ال يحقق الديمقراطية ،لذا كان من األجدر عمى المشرع أن
يوحد نسبة المعامل االنتخابي بين المجالس المنتخبة المحمية وانتخاب المجمس الشعبي الوطني من ناحية
10
ومن ناحية األخرى يجب عميو أن يخفض من المعامل االنتخابي بشكل الذي يتماشى مع مبدأ المشاركة.
الفرع الثاني
عدد أعضاء المجمس الشعبي الوالئي
انطالقا من أحكام المادة 82من قانون االنتخابات الجديد نجددىا حددت بكل دقة عدد أعضاء
المجالس الشعبية الوالئية ،والتي تتغير بتغير عدد سكان كل والية ،بحيث يتراوح عدد أعضاء المجالس
الشعبية الوالئية المكرسة في تمك المادة بين 35عضو كحد أدنى و 55عضو كحد أقصى ،مع العمم أن
أغمب واليات الوطن ،تضم 39عضوا.
والجدير بالمالحظة أن عدد أعضاء المجمس الشعبي الوالئي في قانون االنتخابات الجديد ،ىو نفسو
المعمول بو في قانون االنتخابات القديم ،لذا كان من المفروض عمى المشرع أن يرفع من عدد أعضاء
المجالس الشعبية الوالئية في قانون االنتخابات الجديد ،وىذا تماشيا مع زيادة عدد سكان واليات الوطن منذ
سنة .2005
أما المادة 2من القانون العضوي رقم 03-12المتعمق بكيفيات توسيع حظوظ تمثيل المرأة في
المجالس المنتخبة ،تمزم جميع القوائم سواء كانت حرة أو معتمدة من طرف األحزاب السياسية ،أن تضم عدد
ممكن من النساء بشرط أال يتجاوز عددىا عن نسبة %30عندما يكون عدد المقاعد يتراوح ما بين 35إلى
47مقعدا ،أو % 35عندما يكون عدد المقاعد يتراوح ما بين 51إلى 55مقعدا.
وتجدر اإلشارة أن نظام الكوتا المكرس في المادة الثانية من القانون السالف الذكر ،طرح عدة إشكاالت من
بينيا ىل ىذا النظام يعتبر إنصاف أم إجحاف في حق المرأة؟ فيناك من رجال القانون أيده وانتصر لو،
وىناك من عارضو ،وعمى أساس أن المرأة في اآلونة األخيرة أثبت جدارتيا وقدراتيا في شتى المجاالت
التعميمية والصحية واالقتصادية واالجتماعية وحتى من ناحية األمن والدفاع الوطني والقضاء ،لذا كان من
المفروض إعطاء الحرية الكاممة لممرأة من أجل أن تعتمد عمى نفسيا وقدراتيا إلثبات وجودىا في المجالس
11
المنتخبة واقناع الناخبين بالتصويت عمييا ال انتظار ما يجمبو نظام الكوتا.
13
المطمب الثاني
المكانة التنظيمية لرئيس المجمس الشعبي الوالئي
نظم المشرع األحكام المتعمقة برئيس المجمس الشعبي الوالئي بموجب المواد 58إلى غاية المادة 75
من قانون الوالية رقم ،07-12بحيث تمزم المادة 58في فقرتيا األولى المجمس الشعبي الوالئي أن يجتمع
تحت رئاسة المنتخب األكبر سنا ،وىذا من أجل اإلسراع في عممية تنصيب رئيسو خالل ثمانية أيام من تاريخ
اإلعالن عن نتائج االنتخابات لمزاولة أعمالو ،خاصة التي ليا صمة مباشرة بالجميور ،وأما الفقرة الثانية تمزم
ىي األخرى المجمس الشعبي الوالئي بتشكيل مكتب مؤقت يتكون من منتخب أكبر سنا ومنتخبان أصغر سنا
ويكونون غير مرشحين لرئاسة المجمس من أجل اإلشراف عمى عممية انتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي،
وتتمخص صالحيات ىذا المكتب فيما يمي :
-استقبال جميع الترشحيات النتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي.
-القيام بإعداد قائمة المرشحين لرئاسة المجمس الشعبي الوالئي .
-إعداد محضر النتائج النيائية النتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي مع إرسال نسخة منيا إلى الوالي.
-المشاركة مع أعضاء المجمس الشعبي الوالئي وأعضاء البرلمان ورؤساء المجالس الشعبية البمدية في
تنصيب رئيس المجمس الشعبي الوالئي خالل جمسة عمنية ،وبعد عممية تنصيب رئيس المجمس الشعبي الوالئي
يحل ىذا المكتب بقوة القانون وىذا ما أكدتو الفقرة الرابعة ،ومنو نستنتج أن المادة 58بفقراتيا من قانون
الوالية رقم 07-12تعتبر نقطة ايجابية تحسب عمى المشرع ألن قانون الوالية رقم 09 -90لم ينص عمى
ذلك.
أما المادة 59من قانون الوالية رقم 07 -12تطرقت بالتفصيل عمى طريقة اختيار رئيس المجمس
الشعبي الوالئي ،بحيث ألزمت القائمة الحائزة عمى األغمبية المطمقة لممقاعد تقديم مرشح النتخاب رئيس
المجمس الشعبي الوالئي ،وىنا ال يكون رئيس المجمس الشعبي الوالئي بالضرورة متصدر القائمة ،باإلضافة
إلى ذلك فصمت الفقرة الثالثة من ىذه المادة أكثر بأنو في حالة عدم حصول أي قائمة عمى األغمبية المطمقة،
يمكن لمقائمتين الحائزتين عمى %35عمى األقل من المقاعد تقديم مرشح ،وفي حالة عدم حصول أي قائمة
عمى %35عمى األقل من المقاعد ،يمكن لجميع القوائم تقديم مرشح وىذا ما ىو مكرس في الفقرة الرابعة،
14
ومنو نستنتج أن المشرع في المادة 59أجابت عمى كل احتماالت النتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي،
لكن كان من المفروض عمى المشرع أن يترك طريقة تحديد انتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي في القانون
العضوي رقم 01-12المتعمق بنظام االنتخابات ،كما فعل ذلك في تحديد طريقة انتخاب رئيس المجمس
الشعبي البمدي في المادة 80منو.
أما الفقرة السادسة من المادة 59من قانون الوالية رقم 07-12أكدت بصفة صريحة أنو في حالة إذا
لم يتحصل أي مرشح عمى األ غمبية المطمقة ،يجرى دور ثان بين المرشحين الحائزين المرتبتين األولى والثانية
ويعمن فائ از المرشح المتحصل عمى أغمبية األصوات ،وىنا نالحظ أن وعاء االختيار ضيق مقارنة ما ىو
مكرس في الفقرة الثالثة من المادة 25من قانون الوالية رقم ،09-90أما الفقرة األخيرة من المادة 59من
قانون الوالية الجديد ،نجدىا تؤكد عمى أنو في حالة تساوي األصوات المحصل عمييا يعمن رئيسا المرشح
األكبر سنا ،وىذا ما كان معمول بو في قانون الوالية القديم.
والجدير بالمالحظة أن قانون الوالية رقم 07-12جاء خاليا من أية إشارة إلى تنظيم حاالت سحب
الثقة من رئيس المجمس الشعبي الوالئي وىو نفس ما كان المعمول بو في قانون الوالية القديم ،وفي اعتقادنا
كان من األجدر عمى المشرع أن ينص بصفة صريحة عمى حاالت سحب الثقة في أحكام قانون الوالية رقم
07-12وكذلك قانون البمدية رقم ،10 -11مع تحديدىا بدقة ووضوح ،وعدم ترك ذلك ألىواء ورغبة
أعضاء المجمس الشعبي الوالئي والبمدي.
أما أحكام المادة 62من قانون الوالية رقم 07-12نجدىا أعطت الحق لرئيس المجمس الشعبي
الوالئي أن يختار نوابو لمساعدتو في أداء ميامو ،و لكن ذلك بشروط :
-1أن يكون ىؤالء النواب من بين أعضاء المجمس الشعبي الوالئي.
-2أن يكون خالل 08أيام من تاريخ تنصيب رئيس المجمس الشعبي الوالئي.
ويبدو لنا أن المشرع أصاب عندما أقر ذلك الحكم ،وىذا إلسراع في عممية تنصيب نواب رئيس المجمس
الشعبي الوالئي لمزاولة أعماليم ،من أجل المحافظة عمى مبدأ استم اررية الوالية في أداء مياميا ،وما يجب
اإلشارة إليو أن المادة 26في فقرتيا األولى من قانون الوالية القديم لم تنص عمى تمك المدة ( 08أيام) بحيث
أعطت لرئيس المجمس الشعبي الوالئي الحرية الكاممة في اختيار نوابو.بينما المادة 70من قانون البمدية رقم
10-11نجدىا تمزم رئيس المجمس الشعبي البمدي أن يختار نوابو خالل مدة خمسة عشر( )15يوما عمى
األكثر التي تمي تنصيبو ،وىنا نالحظ أن ىناك اختالف بين أحكام ىذه المادة والمادة 62من قانون الوالية
رقم ،07-12من خالل تمك المدة ،وىذا االختالف ال نجد ما يبرره .
-3أال يتجاوز عدد قائمة النواب التي يختارىا رئيس المجمس الشعبي الوالئي:
15
* نائبين ( )02بالنسبة لممجالس الشعبية الوالئية المتكونة من 35إلى 39منتخبا.
* ثالثة ( )03نواب بالنسبة لممجالس الشعبية الوالئية المتكونة من 43إلى 47منتخبا.
* ستة ( )06نواب بالنسبة لممجالس الشعبية الوالئية المتكونة من 51إلى 57منتخبا.
وىنا نالحظ أن المادة 29من قانون الوالية رقم 09-90جاءت خالية من أية حكم يتعمق بتحديد عدد األدنى
واألقصى لنواب رئيس المجمس الشعبي الوالئي ،ومنو نستنتج أن ىذه المادة منحت الحرية الكاممة لرئيس
المجمس الشعبي الوالئي مقارنة بما ىو مكرس في المادة 62من قانون الوالية الجديد.
-4يجب عمى رئيس المجمس الشعبي الوالئي أن يعرض قائمة النواب التي اختارىا عمى المجمس الشعبي
الوالئي لممصادقة عمييا باألغمبية المطمقة.
وتجدر اإلشارة ،أنو يمكن لرئيس المجمس الشعبي الوالئي بحكم المادة 63في فقرتيا الثانية أن يعين أحد نوابو
من أجل استخالفو في حالة حصول مانع لو ،واذا استحال عمى الرئيس تعيين مستخمف لو ،فيقوم المجمس
الشعبي الوالئي بتعيين أحد نواب الرئيس ،وان تعذر ذلك أحد أعضاء المجمس وىذا ما أكدتو الفقرة الثالثة من
نفس المادة ،وىنا نالحظ أن المشرع أجاب عمى كل االحتماالت ،ومع العمم أن مضمون ىذه المادة ىي نفسيا
مكرسة في المادتان 26و 27من قانون الوالية القديم ،باإلضافة إلى ذلك نجد أن الفقرة األولى من المادة 63
وأيضا الفقرة األولى من المادة 69من قانون الوالية الجديد تمزم رئيس المجمس الشعبي الوالئي بالتفرغ بصفة
دائمة لممارسة عيدتو االنتخابية ،وبيذه الصفة فيو ممزم باإلقامة فوق إقميم الوالية ،مع العمم أن المادة 32
من قانون الوالية رقم 09 -90جاءت خالية من ذلك.
وأما المادة 64من قانون الوالية الجديد أكدت بصفة صريحة عمى أنو إذا تغيب رئيس المجمس
الشعبي الوالئي عن دورتين عاديتين في كل سنة دون مبرر ،فإنو يعتبر قد تخمى صراحة عن العيدة
االنتخابية ،وعميو نجد أن المشرع بحكم ىذه المادة قد استدرك النقص الذي كان موجودا في قانون الوالية رقم
،09-90وىذا إل ضفاء المزيد من الجدية بالنسبة لرؤساء المجالس الشعبية الوالئية خاصة وأن ليم مناصب
ذات مكانة رفيعة عمى المستوى المحمي.12
أما المادة 65في فقرتيا األولى من قانون الوالية الجديد أعطت الحق لرئيس المجمس الشعبي الوالئي
في تقديم استقالتو أمام المجمس الشعبي الوالئي المجتمع ،ويبمغ الوالي بذلك ،مع العمم أن مضمون ىذه الفقرة
ىو نفسو مكرس في الفقرة األولى من المادة 35من قانون الوالية السابق .وتكون استقالة رئيس المجمس
الشعبي الوالئي سارية المفعول من تاريخ تقديميا أمام المجمس الشعبي الوالئي المجتمع ،وىذا ما أكدتو أحكام
الفقرة الثانية من المادة 65من قانون الوالية الجديد ،وىنا استدرك المشرع النقص الذي كان موجودا في المادة
35من قانون الوالية القديم ،ألنيا لم تحدد بصفة صريحة بداية تاريخ استقالة رئيس المجمس الشعبي الوالئي.
16
وفي األخير يتم استخالف رئيس المجمس الشعبي الوالئي المستقيل أو المتوفى أو المعفى أو الذي
يكون محل مانع قانوني أو المنتيية ميامو بسبب التخمي عن العيدة االنتخابية في أجل 30يوما حسب ما
نصت عميو المادة 66من قانون الوالية رقم ،07-12مع أن المادة 66لم تنص بدقة بداية سريان ىذا
األجل ،أما المادة 70من قانون الوالية الجديد أكدت أن رئيس المجمس الشعبي الوالئي يتمقى عالوات
وتعويضات مالية من ميزانية الوالية ،وىذا الحكم ىو نفسو مكرس في المادة 33من قانون الوالية رقم -90
.09
المبحث الثاني
الهذيان التشريعي في ضبط سير المجمس الشعبي الوالئي
نظم قانون الوالية رقم 07-12أحكام سير المجمس الشعبي الوالئي في الفصل األول من الباب الثاني تحت
عنوان المجمس الشعبي الوالئي ،بحيث يتضح لنا أن ىناك 12مادة جديدة تخص سير المجمس الشعبي
الوالئي مقارنة بأحكام قانون الوالية رقم ،09 -90وىذا ما يدل عمى وجود مستجد ات قانونية جديدة بالفعل
تخص سير المجمس.
المطمب األول
دورات المجمس
جاء قانون الوالية الجديد بالعديد من المستجدات في مجال دورات المجمس ،ومن مظاىر ىذه المستجدات،
بحيث تمزم المادة 14المجمس الشعبي الوالئي أن يعقد أربع ( )04دورات عادية في السنة ،و مدة كل دورة
منيا خمسة عشر يوما ( )15عمى األكثر ،خالل أشير مارس ويونيو وسبتمبر وديسمبر ،واألمر نفسو مكرس
في قانون الوالية القديم ،ومنو نستنتج أن أربع دورات ( )04في سنة كافية لتمبية احتياجات ومطالب
وانشغاالت المواطن المحمي ،لكن ما يمكن مالحظتو أن مدة كل دورة خمسة عشر ( )15يوما ،تبدو غير
كافية لتحقيق الحد األدنى من انشغاالت سكان الوالية خاصة بالنسبة لمواليات التي تعيش كثافة سكانية عالية
مثل الجزائر -العاصمة -ووىران و بجاية...الخ.
وما يجب التنبيو إليو أن المادة 14من قانون الوالية الجديد أضافت كممة"وجوبا" وكذلك عبارة "ال
يمكن جمعيا" وىنا أحسن المشرع صنعا في ذلك،بحيث لوحظ أن المجمس الشعبي الوالئي في ظل قانون
17
الوالية رقم 09-90كان يعقد كل دوراتو في دورة واحدة ،خاصة عندما يتعمق األمر بالمصادقة عمى ميزانية
الوالية ،وىذا ما يؤدي بطبيعة الحال إلى ضياع المصالح العمومية المحمية.
والجدير بالمالحظة أن مدة الدورة المقدرة بخمسة عشر( )15يوما المنصوص عمييا في المادة 11
من قانون الوالية رقم ، 09 -90قابمة لمتجديد عند الضرورة من طرف أغمبية األعضاء أو بطمب من الوالي
بشرط أال تتجاوز مدة سبعة( )07أيام ،لكن ىذا ال نجده في قانون الوالية رقم ، 07-12بالرغم أن مدة
خمسة عشر ( ) 15يوما كما قمنا آنفا غير كافية لتمبية حاجيات سكان الوالية ،مع العمم أن المجمس الشعبي
الوالئي يمكنو أن يجتمع في دورة غير عادية ،بطمب من رئيسو أو ثمث ( )3/1أعضائو أو بطمب من الوالي،
وىذا ما أكدتو المادة 15من قانون الوالية الجديد ومنو أحكام ىذه المادة ىي نفسيا موجودة في المادة 13من
قانون الوالية القديم.
كما يتضح أيضا من خالل عبارة "بقوة القانون" الواردة في المادة 15من قانون الوالية رقم ،07-12
أنيا تمزم المجمس الشعبي الوالئي أن يجتمع بقوة القانون في حالة كارثة طبيعية أو تكنولوجية ،وىذه الفقرة
تعتبر جديدة ،بحيث لم ينص عمييا قانون الوالية رقم 09 -90وال األمر 38-69السالف الذكر ،وىذا شيء
ايجابي ألن المجمس الشعبي الوالئي وجد في خدمة المواطن المحمي سواء في الظروف العادية أو في
الظروف االستثنائية ال غير ،لكن ما يالحظ عمى مضمون الفقرة الثالثة من المادة 15من قانون الوالية رقم
، 07-12أنيا لم ت عط عمى األقل العقوبات المقررة في حالة ما إذا لم يجتمع المجمس الشعبي الوالئي في
حالة وجود كارثة طبيعية أو كارثة تكنولوجية.13
وفي األخير يمكن القول أن المادة 13من قانون الوالية رقم 07-12والمادة 10من قانون الوالية
رقم 09 -90ثمنت من استقاللية المجمس الشعبي الوالئي بحيث نجدىا أعطت لو الحرية الكاممة في إعداد
نظامو الداخمي والمصادقة عميو ،لكننا نالحظ من خالل ىاتين المادتين أنيا جاء خالية من أية إشارة إلى
الدورة التي يمكن لممجمس الشعبي الوالئي ،أن يصادق عمى نظامو الداخمي ،ىل يتم ذلك في أول دورة أم في
الدورات اآلتية ،مع العمم أن ىذا اإلشكال ال يطرح في قانون البمدية رقم ،10 -11بحيث نجد المادة 16في
فقرتيا الثانية تؤكد بصفة صريحة أن المجمس الشعبي البمدي يصادق عمى نظامو الداخمي في أول دورة لو.
18
المطمب الثاني
لجان المجمس
نظم المشرع أحكام لجان المجمس الشعبي الوالئي بموجب المواد 33إلى غاية المادة 37من قانون
الوالية الجديد ،بحيث تعطي المادة 33الحرية الكاممة إلى أعضاء المجمس الشعبي الوالئي في تشكيل لجان
دائمة في مجاالت معينة ،مع العمم أن ىذه المجاالت شيدت توسع مقارنة بأحكام المادة 22من قانون الوالية
القديم عمى غرار التربية والتعميم العالي والتكوين الميني ،وتييئة اإلقميم ،التنمية المحمية والتجييز واالستثمار
والتشغيل واالتصال وتكنولوجيات اإلعالم ،والنظافة وحماية البيئة ،ويكمن السبب في ىذا التوسيع ،إلى توسيع
صالحيات المجمس الشعبي الوالئي في العديد من الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية...الخ.
وعميو نستنتج أن المشرع كان أقرب إلى الصواب ،وىذا من أجل تفرغ المجمس الشعبي الوالئي لمتطرق إلى
المسائل الجوىرية بكل تفصيل من أجل وضع السياسية العامة التي تيم مصالح سكان إقميم الوالية .والجدير
بالمالحظة أن المادة 31من قانون البمدية رقم ،10 -11حددت بدقة الحد األدنى والحد األقصى لعدد
المجان الدائمة لمبمدية ،أما المادة 33بفقرتييا من قانون الوالية رقم 07 - 12والمادة 22بفقراتيا من قانون
الوالية رقم 09-90لم تنص صراحة عمى عدد لجان المجمس الشعبي الوالئي ،ويبدو لنا أن عدد لجان
المجمس الشعبي الوالئي يتغير حسب عدد سكان كل الوالية.
كما نالحظ أن المادة 34من قانون الوالية رقم 07-12منحت االستقاللية لكل لجنة من لجان المجمس،
بوضع نظاميا الداخمي بكل حرية والمصادقة عميو ،ومع العمم أن مضمون ىذه الفقرة ىو نفسو مكرس في
المادة 32من قانون البمدية رقم ،10-11إال أنو يوجد ىناك اختالف بين أحكام ىاتين المادتين ،بدليل أن
المادة 32في فقرتيا الثانية من قانون البمدية رقم ،10-11لم تعطي الحق لكل لجنة في المصادقة عمى
نظاميا الداخمي ،بل المصادقة عمى ىذا النظام ىو من اختصاص المجمس الشعبي البمدي ،مع العمم أن الفقرة
األولى من المادة 34من قانون الوالية الجديد نجدىا تبين أن عممية تشكيل المجان الدائمة أو الخاصة
لممجمس الشعبي الوالئي تكون عن طريق مداولة يصادق عمييا باألغمبية المطمقة ألعضاء المجمس الشعبي
الوالئي بناءا عمى اقتراح من رئيسو أو األغمبية المطمقة ألعضائو.
والجدير بالمالحظة أن المجمس الشعبي الوالئي لو الحق في قانون الوالية الجديد بتشكيل لجان خاصة
من أجل دراسة كل المسائل الجوىرية والميمة التي تيم سكان الوالية ،وىذه المجنة تعتبر منحمة عندما تنتي ي
19
من الميام التي أنشئت من أجميا ،وىذا ما أكدتو المادة 34من قانون الوالية رقم ،07-12مع العمم أن
الفقرة الثانية من المادة 22من قانون الوالية رقم 09 - 90لم تنص بصفة صريحة عمى كيفية انتياء ميام
ىذه المجان.
وما يستخمص من الفقرة األولى من المادة 34من قانون الوالية رقم ،07-12أن المشرع لم يول أي
اىتمام لعنصر الكفاءة والتخصص والخبرة الفنية في تركيبة ىذه المجان ،ويكمن الغرض من النص عمى ىذه
الفقرة ،ىو المحافظة عمى استقرار المجمس الشعبي الوالئي ،وتكريس التعددية الحزبية وتعميم مبدأ المشاركة،
وما يفيم من خالل عبارة "يرأس كل لجنة عضو من المجمس الشعبي الوالئي منتخب من طرفيا" ،الواردة في
نص المادة 34من قانون الوالية الجديد ،أنيا أعطت لممنتخب الحق في المشاركة في أكثر من لجنة من
لجان المجمس الشعبي الوالئي ،وىذا ما يشتت من قدراتو ويقمل من فعالية أدائو ،14أما المادة 35من قانون
الوالية الجديد أعطت الحق لثمث ( )3/1أعضاء المجمس الشعبي الوالئي أن ينشئوا لجنة تحقيق تقوم بتقصي
الحقائق حول أي مسألة تدخل في المصالح العمومية الوالئية ،كما ألزم المشرع السمطات العمومية المحمية
بتقديم يد مساعدة ليذه المجنة ،وبعد أن تنتيي ىذه المجنة من قياميا باألعمال المحدد ليا ،تقدم نتائجيا إلى
المجمس الشعبي الوالئي ويتبع ذلك بمناقشة ،مع قيام رئيس المجمس الشعبي الوالئي بإخطار الوالي والوزير
المكمف بالداخمية ،وفي ىذه النقطة يري األستاذ "محمد زاغودي" أن رقابة ىذه المجنة قد تتسم بعدم فعاليتيا
ألن القرار النيائي ال يكون في يد المجمس الشعبي الوالئي بل يرجع إلى سمطات الوصية التي غالبا ما تكون
أمام عدة ضغوطات وعراقيل وتماطل في اتخاذ القرار المناسب ،وىذا ما يؤدي إلى محل شك في مصداقية
15
الييئة المنتخبة وتصبح ىذه الرقابة بعد ذلك بدون جدوى.
أما المادة 36من نفس القانون تعطي الحق لمجان المجمس بتوجيو أية دعوة ألي شخص بحكم
مؤىالتو وخبرتو ،بأن يقدم معمومات مفيدة من أجل مساعدتيا في مناقشة القضايا المعروضة عمييا ،لكن ما
يالحظ أن ىذه المادة لم تمنح لمجنة الحل الذي يمكن أن تمجأ إليو ،في حالة ما إذا امتنع ىذا المواطن ،بأن
يدلي بم عمومات أو أنو لم يمب الدعوة الموجية إليو من قبل ىذه المجنة ،وخاصة أن المعمومات التي بحوزتو
قد تكون ضرورية تمس المصالح الضرورية لممجمس الشعبي الوالئي.
وفي األخير نالحظ أن المادة 37من قانون الوالية الجديد غير مكرسة في أحكام قانون الوالية القديم،
بحيث تعطي الحق ألي عضو من أعضاء المجمس الشعبي الوالئي بأن يوجو سؤاال كتابيا ألي مدير من
المدراء التنفيذيين لممديريات المتواجدة عمى مستوى إقميم الوالية ،و يجب عمى أي مدير أو المسؤول الموجو
إليو السؤال ،أن يجيب عميو كتابة خالل خمسة عشر يوما ( )15من تاريخ تبميغو لنص السؤال،بحيث تعتبر
ىذه المادة نقطة إيجابية جاء بيا المشرع ألن األسئمة الكتابية ترفع من قيمة المجمس الشعبي الوالئي ،وتدعم
20
فكرة الرقابة الشعبية ،كما تعتبر األسئمة الكتابية أيضا وسيمة لمحصول عمى استشارة قانونية مجانية خاصة في
المجال المالي ،متى أعطت الجية اإلدارية اإلجابة الكافية عن موضوع السؤال الكتابي ،وىذا ما يفيد
16
المنتخبين بدرجة كبيرة عمى المستوى المحمي.
لكنما يالحظ أن المادة 37أعطت الحق ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي بتوجيو السؤال الكتابي
فقط ،دون توجيو السؤال الشفوي ،فكان من المفروض عمى المشرع أن يعطي الحق ألعضاء المجمس الشعبي
الوالئي بتوجيو األسئمة الشفيية أيضا ىذا من جية ،ومن جية أخرى أن المادة 37من قانون الوالية لم تعط
الحق ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي بتوجيو األسئمة الكتابية واألسئمة الشفوية عمى الوالي ،وىذا ما يدل
عمى أن الوالي يعتبر رئيس الجميورية الثاني عمى مستوى المحمي ،ألن نواب البرلمان ال يحق ليم توجيو
17
األسئمة عمى رئيس الجميورية.
المطمب الثالث
مداوالت المجمس
تتخذ مداوالت المجمس الشعبي الوالئي باألغمبية البسيطة ألعضائو ،باستثناء الحاالت المنصوص
عمييا صراحة في ىذا القانون أي ىناك بعض مداوالت المجمس تتخذ باألغمبية المطمقة ألعضاء المجمس
عمى غرار المداولة المتعمقة بتشكيمة لجان الدائمة أو الخاصة ،أو المصادقة عمى نواب رئيس المجمس ،ومنو
نستنتج أن الم شرع راعى خصوصية موضوع مداوالت المجمس عمى خالف قانون الوالية القديم ،الذي جاء
بصفة العموم ،بحيث لم يحدد طبيعة األغمبية المشترطة لممصادقة عمى مداوالت المجمس ،ىل ىي أغمبية
مطمقة أم أغمبية نسبية .
وأما المادة 52من قانون الوالية رقم 07-12تؤكد أن المداوالت المصادق عمييا من طرف المجمس
الشعبي الوالئي يجب أن تحرر وتسجل حسب ترتيبيا الزمني ،في سجل خاص مرقم ومؤشر عميو من طرف
رئيس المحكمة المختص إقميميا ،وما أن المشرع لم يشير صراحة إلى المحكمة اإلدارية دون غيرىا ،لذا كان
من األجدر عميو أن ينص بصفة صريحة إلى رئيس ا لمحكمة اإلدارية المختصة إقميميا ،وىذا من أجل رفع
ألي لبس في قواعد االختصاص القضائي ألن النظام القضائي الجزائري أصبح مزدوج بعد صدور الدستور
الجزائري لسنة 1996في أحد مواده كالمادة 143والمادة 152منو.
21
كما أن المادة 52في فقرتيا الثانية من قانون الوالية الجديد ،جاءت عمى صفة اإللزام بحيث تمزم
جميع أعضاء المجمس الشعبي الوالئي أو الممثمين عند التصويت ،أن يوقعوا عمى مداوالت المجمس أثناء
الجمسة،سواء كانوا قد صوتوا"بنعم" أو صوتوا "بال" عمى ىذه المداوالت.
باإلضافة إلى ذلك أن ىذه الفقرة أضافت عبارة لم تكن موجودة في المادة 48من قانون الوالية رقم - 90
،09وتتمثل فيما يمي" ويرسل مستخمص من المداولة في أجل ثمانية أيام من رئيس المجمس الشعبي الوالئي
إلى الوالي مقابل وصل االستالم" ،فربما الغرض من إقرار ذلك الحكم ىو إلزام رئيس المجمس الشعبي الوالئي
إرسال نسخة من ىذه المداولة إلى الوالي من أجل اإلسراع ىذا األخير في تنفيذ ىذه المداولة .
أما المادة 25من قانون الوالية رقم 07-12تعطي الحق لممجمس الشعبي الوالئي بأن يجرى مداوالتو
وأشغالو ،إما بالمغة العربية أو بالمغة األمازيغية ،وىذا تتماشى مع ما تقتضيو أحكام المادة 3مكرر التي
جاءت بمناسبة تعديل الدستور الجزائري 1996في سنة ،2002مع العمم أن ىذه العبارة غير مكرسة في
أحكام قانون الوالية رقم ،09-90ومع العمم أن المادة 25من قانون الوالية رقم 07-12تمزم المجمس
الشعبي الوالئي بأن يحرر مداوالتو وأشغالو وتحت طائمة البطالن بالمغة العربية.
أما الفقرة األولى من المادة 26من قانون الوالية الجديد ،فتؤكد عمى أن جمسات المجمس الشعبي
الوالئي تكون عمنية ،واليدف من ذلك ىو السماح لشريحة من المواطنين لسكان الوالية الحضور إلى ىذه
الجمسات ،ومن ثم توسيع الرقابة الشعبية عمى أشغال وأعمال المجمس الشعبي الوالئي ،18لكن ما يالحظ أن
اإلشكال الذي يطرح :ىل ىؤالء المواطنون ليم الحق في الحضور إلى جمسات المجمس الشعبي الوالئي؟،
و إذا حضروا ىل ليم الحق في إثارة ومناقشة النقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة ؟ ،و عميو فالواقع يؤكد
أن ال أحد من مواطني الوالية الحضور إلى جمسات المجمس ،ربما يعود ذلك إلى غياب ثقافة وعي المشاركة
المدنية لدى المواطن المحمي من ناحية ،ومن ناحية أخرى ربما نظرة ىذا المواطن لمحضور إلى الجمسات من
أجل أن يسمع فقط ،دون أن يطرح انشغاالتو لدى أعضاء المجمس الشعبي الوالئي في الجمسة.
أما الفقرة الثانية من المادة 26من قانون الوالية الجديد أعطت لممجمس الشعبي الوالئي أن يداول في جمسة
مغمقة في الحالتين ىما :حالة تأديبية لممنتخبين ،وحالة الكوارث الطبيعية أو التكنولوجية ،وىنا نستنتج أن
المشرع أحسن صنعا عندما حذف المسائل المتعمقة باألمن والنظام العام ،والتي كانت مكرسة في المادة 17
من قانون الوالية القديم ،ألن النظام العام أو األمن العام ىو مصطمح واسع ،بحيث نجد أن المجمس الشعبي
الوالئي في مثل ىذه الحالة يستغل الفرصة ويتداول في جمسة مغمقة باسم النظام العام أو األمن العام ،وىذا ما
يخدم المتطمب اإلداري أكثر فأكثر ،ويحرم المواطن من ممارسة عممية الرقابة عمى أعمال المجمس.
22
كما أكدت المادة 19من قانون الوالية 07-12عمى أن اجتماعات المجمس الشعبي الوالئي ال تصح
إال بحضور األغمبية المطمقة ألعضاء المجمس الممارسين ،بخالف الفقرة األولى من المادة 15من قانون
الوالية القديم التي لم تحدد طبيعة ىذه األغمبية ،ومنو نستنتج أن اشتراط المشرع لنصاب قانوني معين النعقاد
اجتماعات المجمس في المادة 19من قانون الوالية الجديد يعد تكريسا لمبدأ التسيير الجماعي ،الذي يستمزم
أن يشارك كل أعضاء المجمس في إدارة وتسيير الوالية وعدم السماح ألقمية من األعضاء أن تنفرد باتخاذ
القرار.
أما الفقرة الثانية من نفس ىذه المادة نجدىا تؤكد أنو إذا لم يجتمع المجمس الشعبي الوالئي بعد
االستدعاء األول لعدم اكتمال النصاب القانوني ،فإن المداوالت المتخذة بعد االستدعاء الثاني بفارق خمسة
أيام كاممة عمى األقل تكون صحيحة ميما يكن عدد األعضاء الحاضرين ،ىنا نجد أن المشرع أحسن صنعا
عندما أصدر ىذا الحكم ،ربما الغرض من ذلك ىو دفع المجمس الشعبي الوالئي من أجل القيام بأعمالو في
أسرع وقت ممكن حتى ال تتعطل المصالح المحمية.
كما يمكن لعضو المجمس الشعبي الوالئي الذي لو مانع من حضور اجتماعات المجمس الشعبي الوالئي أن
يوكل كتابيا أحد زمالئو الذي يختاره لمتصويت عنو ،ولكن ال يجوز لعضو واحد أن يحمل في المجمس أكثر
من وكالة واحدة ،كما ال تصح ىذه الوكالة إال في جمسة واحدة وفي دورة واحدة فقط ،وىذا ما أكدتو المادة
،20كما يالحظ من أحكام المادة 21من قانون الوالية الجديد ،أن المشرع لم يفرض شكال معينا في الوكالة
توثيقية كانت أو إدارية بل ذكرت العبارة "سمطة مؤىمة" عمى صفة العموم.
باإلضافة إلى ذلك يجب أن تجرى مداوالت المجمس الشعبي الوالئي في المقر المخصص لممجمس
الشعبي الوالئي ،وفي حالة المخالفة تكون ىذه المداوالت باطمة بقوة القانون ،وىذا ما نصت عميو المادة 22
من قانون الوالية الجديد ،وىنا نجد أن المشرع أصاب في ذلك ،بحيث أن الواقع أكد أن كثي ار من مداوالت
المجمس الشعبي الوالئي ،قد أجريت في العديد من بمديات الوالية ،بالرغم أن مقر المجمس الشعبي الوالئي
موجود في عاصمة الوالية ،ومع العمم أن مضمون ىذه المادة غير مكرس في أحكام قانون الوالية رقم -90
09و ال األمر رقم 38 - 69المتعمق بالوالية.
أما المادة 23من قانون الوالية رقم 07 -12نجدىا تنص عمى أنو في حالة حدوث قوة قاىرة مؤكدة
التي تحول دون دخول المجمس الشعبي الوالئي ،يمكن ليذا األخير عقد مداوالتو وأشغالو في مكان آخر من
إقميم الوالية ،لكن بعد التشاور مع الوالي لكن ما يالحظ من خالل عبارة "بعد التشاور مع الوالي" الواردة في
نفس ىذه الفقرة ،وكذلك عبارة " يتدخل الوالي أو ممثميو أثناء األشغال بناء عمى طمبو" الواردة في الفقرة
23
الثانية من قانون الوالية رقم ،07 - 12لقد توحي عمى تقوية من مكانة الوالي وىيمنتو عمى المستوى
المحمي.
المبحث الثالث
توسيع و تشديد الرقابة الوصائية عمى المجمس الشعبي الوالئي لتشجيع التسيير المركزي
نص قانون الوالية الجديد رقم ، 07 - 12عمى الرقابة الوصائية الممارسة عمى المجمس الشعبي
الوالئي ،بحيث تميزت باتساع الكبير ،مقارنة ما كان معمول بو في قانون الوالية القديم رقم ،09 - 90وىذا
من أجل جعل الوالية دائرة إدارية غير ممركزة ،تعكس نشاط السمطة المركزية ،أكثر من أنيا جماعة إقميمية
المركزية ،وعميو سيتم معرفة أوال مظاىر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعضاء المجمس ،وثانيا
مظاىر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى المجمس ككل،وأخي ار التعرض إلى مظاىر توسيع الرقابة
الوصائية الممارسة عمى أعمال المجمس.
المطمب األول
مظاهر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعضاء المجمس
نصت مواد 42و 43و 44و 45و 46من قانون الوالية رقم 07/12عمى ثالث صور الرقابة
الوصائية الممارسة عمى أعضاء المجمس الشعبي الوالئي وتتمثل في اإلقصاء والتوقيف واالستقالة ،لذا سنعالج
ىذه الحاالت بالتفصيل عمى النحو اآلتي:
الفرع األول
اإلقصاء
نظم قانون الوالية رقم 07 - 12أحكام اإلقصاء في المادتان 44و ،46فنجد الفقرة األولى من
المادة 44تؤكد عمى أنو يقصى بقوة القانون ،كل منتخب بالمجمس الشعبي الوالئي إذا ثبت أنو يوجد تحت
طائمة عدم القابمية لالنتخاب أو وجد في حالة التنافي المنصوص عمييا قانونا ،ومع العمم أن اإلقصاء ال
يكون إال بقرار صادر من طرف وزير الداخمية بناءا عمى مداولة المجمس الشعبي الوالئي ،وىذا ما أكدتو
الفقرة الثانية والثالثة ،أما الفقرة الرابعة نجدىا أعطت الحق لمعضو المنتخب المعني بالقرار تقديم الطعن
24
القضائي في قرار اإلقصاء أمام مجمس الدولة ،في أجل أقصاه أربعة أشير من تاريخ تبميغ ىذا القرار ،19وما
يالحظ من خالل ىذه الفقرة أنيا لم تمزم الجية الوصية بتسبيب قرار اإلقصاء ،وىذا مما يعقد من ميمة
القاضي اإلداري في مراقبتو ليذا القرار خاصة وأن الجزائر ،ال يوجد فييا قضاة إداريين متخصصين ،20بل
فييا قاضي إدارة ،وليس قاضي إداري بالمعنى الكممة.
والجدير بالمالحظة أن الفقرة األولى من المادة 40من قانون الوالية رقم 09 - 90اعتبرت عدم
القابمية لالنتخاب أو حالة التنافي المنصوص عمييا قانونا من بين حاالت االستقالة عمى خالف الفقرة األولى
من المادة 44من قانون الوالية رقم ،07-12التي جعمت عدم القابمية لالنتخاب أو حالة التنافي المنصوص
عمييا قانونا ،من بين حاالت اإلقصاء ،ومنو أن اإلقصاء ىو أقصى عقوبة من االستقالة ،وبالتالي نستنتج أن
الفقرة األولى من المادة 44من قانون الوالية رقم 07 - 12شددت من الرقابة الوصائية في ىذا الجانب.
باإلضافة إلى ذلك ،إذا كان أي عضو من أعضاء المجمس الشعبي الوالئي محل إدانة جزائية نيائية
بسبب ارتكابو جنحة أو جناية ليا صمة بالمال العام أو ألسباب مخمة بالشرف ،فيقصى بقوة القانون ،ويثبت
ىذا اإلقصاء بموجب قرار من وزير الداخمية بناءا عمى مداولة المجمس الشعبي الوالئي ،وىذا ما نصت عميو
المادة 46بفقراتيا الثالثة من قانون الوالية رقم ،07 - 12لكن ما يالحظ من الفقرة الثاني ة من نفس المادة
من خالل مصطمح "إدانة جزائية نيائية" أنيا توفر الحماية القانونية لممعني بالقرار ،وتفعل أيضا مبدأ التقاضي
عمى درجتين ،بحيث استبعد المشرع صراحة حكم المحكمة حتى ولو كان يدين العضو المنتخب بالمجمس
الشعبي الوالئي ،وانتظار القرار النيائي الذي يصدر عن المجمس القضائي ،21وزيادة عمى ذلك يبدو بأن
المشرع أصاب ع ندما جعل قرار إقصاء الذي يصدره وزير الداخمية يكون بناءا عمى مداولة المجمس الشعبي
الوالئي من خالل عبارة " يقر المجمس الشعبي الوالئي ذلك بموجب مداولة" ،الواردة في الفقرة الثانية من المادة
،46وىذا ما يؤدي إلى استبعاد القرار اإلداري االنفرادي ،مع العمم أنو ال يوجد ىناك أي اختالف بين أحكام
المادة 46بفقراتيا من قانون الوالية رقم ،07 -12وأحكام المادة 44من قانون البمدية رقم ،10-11فيما
يخص مسألة اإلقصاء بين القانونين ،وفي حالة إقصاء المنتخب ،يجب استخالفو في أجل ال يتجاوز الشير
بالمرشح الذي يمي مباشرة آخر منتخب من نفس القائمة ،وىذا ما أكدتو المادة 41من قانون الوالية الجديد.
وفي األخير يمكن القول أن قانون الوالية رقم 07-12كسابقو عالج اإلقصاء بشيء من االختصار
واالقتضاب ،لذا كان من المفروض عميو أن يتناولو بشيء من التفصيل ،بحيث أصبح اإلقصاء يشكل إحدى
الوسائل الضاغطة ،بيد األجيزة المركزية اتجاه الجماعات اإلقميمية ،وىذا ما قد يمس باستقاللية ىذه
الجماعات.
25
الفرع الثاني
التوقيف
يعتبر اإليقاف تجميدا مؤقتا لمعضوية المنتخب ،لسبب من األسباب التي حددىا القانون وتبعا
لإلجراءات التي رسميا ،ونظمت أحكامو بموجب المادة 45من قانون الوالية رقم 07-12ومن خالل ىذه
المادة نستنتج أن قرار توقيف العضو المنتخب يكون بناءا عمى جممة من الشروط:
-1من حيث السبب
يكون توقيف العضو المنتخب بالنسبة لممجمس الشعبي الوالئي ،في حالة ما إذا كان محل متابعة
قضائية بسبب جناية أو جنحة ليا صمة بالمال العام أو ألسباب مخمة بالشرف ،ال تمكنو من متابعة عيدتو
االنتخابية بصفة صريحة ،وىذا ما أكدتو الفقرة األولى من المادة 45من قانون الوالية رقم ،07-12لكن ما
يالحظ من ىذه الفقرة أنيا استبعدت بصفة صريحة "المخالفة" وىذا ما نستشفو صراحة من خالل عبارة
" بسبب جناية أو جنحة " ومع العمم أن مضمون الفقرة األولى من المادة 43من قانون البمدية رقم 10-11
ىو نفسو مضمون الفقرة األولى من المادة 45السالفة الذكر ،إال أنيا أضافت عبارة جديدة وىي"...أو كان
محل تدابير قضائية "..وىذا ما يدل عمى أن ىذه الفقرة وسعت من مجال إيقاف المنتخب الوالئي.
وتجدر اإلشارة أن الفقرة األولى من المادة 41من قانون الوالية رقم 09-90لم تحدد بدقة نوع
المتابعة ا لقضائية ،وىذا ما الحظناه من عبارة "إذا تعرض عضو منتخب لمتابعة جزائية "..ويفيم من ذلك
منح السمطة التقديرية لمجية الوصية في توقيف العضو المنتخب أو عدم توقيفو ،وىذه السمطة التقديرية قد
تشكل خطر عمى مناصب أعضاء المجمس الشعبي الوالئي ،مما يؤدي إلى المساس باستقاللية الوالية.
وفي األخير إذا صدر حكم قضائي نيائي من طرف المجمس القضائي ،يقضي ببراءة المنتخب ،فإن
ىذا األخير يستأنف ممارسة ميامو االنتخابية مباشرة ،وىذا ما نصت عميو الفقرة الثالثة من المادة 45من
قانون الوالية رقم .07-12وعميو ىذه الفقرة تعتبر جديدة وغير منصوص عمييا في المادة 41من قانون
الوالية رقم .09-90
-2من حيث االختصاص
26
إن الفقرة الثانية من المادة 45من قانون الوالية رقم ،07-12وأيضا الفقرة الثانية من المادة 41من
قانون الوالية رقم ، 09-90نجدىا تحدد بصفة صريحة الجية المخولة بإصدار قرار توقيف العضو المنتخب،
والمتمثمة باألساس في الوزير المكمف بالداخمية.
المطمب الثاني
مظاهر تشديد الرقابة الوصائية الممارسة عمى المجمس ككل
يتضح لنا من خالل أحكام المواد 47و 48و 49و 50من قانون الوالية رقم ،07-12أن الرقابة
الوصائية الممارسة عمى المجمس الشعبي الوالئي ككل ،تتمثل في صورة واحدة فقط ،وأال وىي الحل ،ويعتبر
الحل إجراء خطير يعكس خطورة السبب الداعي لو ،لذا نجد أن أحكام المادة 48قد حصرت حاالت حل
المجمس الشعبي الوالئي في ست حاالت ،وتتمثل فيما يمي:
* حالة خرق أحكام دستورية :وىذا أمر معقول وطبيعي ،فكيف يتسنى لمجمس شعبي والئي أن يتجاوز
القانون األسمى في ا لدولة ،بدل أن يكون ىو أول المحافظين عميو ،وعميو فإن المجمس الشعبي الوالئي بيذه
28
الممارسة ال يستحق االستمرار والبقاء ،لذا يتعين حمو ،23مع العمم أن ىذه الحالة غير مكرسة في أحكام قانون
الوالية رقم .09-90
* إلغاء انتخاب جميع أعضاء المجمس :يتضح لنا من خالل عبا رة " إلغاء انتخاب جميع األعضاء" أنيا
جاءت بصفة العمومية ،بحيث لم تحدد بدقة طبيعة إلغاء انتخاب ،ىل إلغاء انتخاب يكون دائم أم مؤقت؟،
لكن ىذا اإلشكال ال يطرح في أحكام المادة 44من قانون الوالية رقم ،09-90وىذا ما نستشفو صراحة من
خالل عبارة " في حالة إلغاء نيائي النتخاب جميع أعضاء".
* في حالة استقالة جماعية ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي :فيذه الحالة ىي نفسيا مكرسة في أحكام
المادة 44من قانون الوالية رقم .09-90
* عندما يكون اإلبقاء عمى المجمس مصدر اختالالت خطيرة تم إثباتها أو من طبيعته المساس بمصالح
المواطنين وطمأنينتهم :ويتضح لنا من عبارة " مصدر اختالالت خطيرة" أنيا جاءت غامضة وغير واضحة،
بحيث يجب عمى المشرع تكممة عبارة " عندما يكون اإلبقاء عمى المجمس مصدر االختالالت خطيرة ،تعرقل
السير العادي لو " ،وىنا تكون عبارة واضحة .أما عبارة " من طبيعتو المساس بمصالح المواطنين وطمأنينتيم"
ىي جديدة غير مكرسة في أحكام المادة 44من قانون الوالية رقم ،09-90وىذا أمر منطقي بحيث نجد أن
المجمس وجد من أجل حماية مصالح المواطنين وخدمتو ال غير ،وفي حالة المخالفة ال يستحق البقاء أو
االستمرار.
* عندما يصبح عدد المنتخبين أقل من األغمبية المطمقة :وتجدر اإلشارة أن المادة 44من قانون الوالية
رقم ،09-90استعممت عبارة " عندما يصبح عدد أعضاء المنتخبين أقل من نصف األعضاء" ،وعميو فإن
ىناك اختالف بين مصطمح "األغمبية المطمقة" ومصطمح "نصف األعضاء" ،وبالتالي مصطمح "األغمبية
المطمقة" أوسع بكثير من مصطمح "نصف األعضاء" ،ومنو نستنتج أن قانون الوالية رقم ،07-12شدد من
حل المجمس الشعبي الوالئي في ىذه الحالة.
* حالة اندماج بمديات أو ضمها أو تجزئتها :وىذا األمر يستدعى حل المجمس وانتخاب مجمس جديد يراعي
الوضعية الجديدة لمبمديات .مع العمم أن ىذه الحالة غير منصوص عمييا في قانون الوالية رقم .09-90
* حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجمس المنتخب :فيذه الحالة جديدة بحيث نجدىا
غير مكرس في قانون الوالية رقم ،09-90وما يتضح لنا من خالل مصطمح "ظروف استثنائية" أنيا أعطت
لمسمطة الوصية ،السمطة التقديرية في حل المجمس الشعبي الوالئي ألن النص لم يحدد بدقة طبيعة الظروف
االستثنائية.
29
وعميو نستنتج أن المادة 48من قانون الوالية رقم ،07-12وسعت من مجاالت حل المجمس الشعبي
الوالئي ،بحيث ذكرت ثالث حاالت جديدة سبق وأن أشرنا إلييا سابقا.
أما المادة 47من قانون الوالية رقم ،07-12نجدىا تعطي الحق لرئيس الجميورية بموجب مرسوم رئاسي
حل المجمس الشعبي الوالئي ،بناءا عمى تقرير من وزير الداخمية ،وىنا نالحظ أن ىذه المادة حددت بدقة
طبيعة المرسوم ،عمى خالف أحكام المادة 45من قانون الوالية رقم ،09-90لم تحدد طبيعة مرسوم حل
المجمس الشعبي الوالئ ي ،وما يالحظ أن المرسوم الرئاسي يتميز بحصانة ضد الرقابة القضائية ،ألنو من
أعمال السيادة .24
مع العمم أن المادة 47من قانون الوالية رقم ،07-12لم تأتي في مكانيا ،بحيث يفترض ذكر حاالت حل
المجمس الشعبي الوالئي أوال ،ثم ذكر أداة حل ىذا المجمس ثانيا ،وىذا ما فعمو المشرع في القانون رقم -11
10المؤرخ في 22يونيو ،2011المتعمق بالبمدية بحيث نجد أحكام المادة 46منو ذكرت حاالت حل
المجمس الشعبي البمدي ،وأما المادة 47نجدىا ذكرت أداة حل ىذا المجمس ،لذا يجب أن ترد أحكام المادة
48من قانون الوالية رقم ،07-12المتعمق بحاال ت حل المجمس الشعبي الوالئي ،قبل أحكام المادة 47من
نفس القانون المتعمق بأداة حل ىذا المجمس.
أما المادة 49من قانون الوالية رقم ،07-12فجاءت بحكم غير مكرس في قانون الوالية السابق،
بحيث نجدىا تمزم وزير الداخمية بتعيين مندوبية والئية ،بناءا عمى اقتراح من الوالي خالل عشرة أيام التي تمي
حل المجمس الشعبي الوالئي ،والغرض من ذلك ىو الحفاظ عمى مبدأ استم اررية الوالية وممتمكاتيا وأمنيا ىذا
من جية ومن جية أخرى منعا لتسبيب األمور وأعمال المصالح المحمية خالل الفترة الواقعة بين قرار حل
المجمس الشعبي الوالئي ،وتنصيب ال مجمس الجديد .لكن ما يمكن مالحظتو من خالل أحكام ىذه المادة ،أنيا
ال تفعل مبدأ المشاركة ،بحيث نجد أن الوالي ىو الذي لو الحق في اقتراح تشكيل مندوبية والئية ،دون أن
يمنح ىذا االقتراح إلى سكان إقميم الوالية ىذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى نجد أن ىذه المندوبية قد ال تضم
25
أي عضو منتخب ،وىذا ال يتماشى مع مبادئ الالمركزية.
ويجب أن تجرى انتخابات تجديد المجمس الشعبي الوالئي ،في أجل أقصاه ثالثة أشير من تاريخ الحل إال في
حالة المساس الخطير بالنظام العام ،وىذا ما أكدتو أحكام الفقرة األولى من المادة 50من قانون الوالية رقم
،07-12وىذا من أجل المحافظة عمى استقرار األوضاع والمحافظة عمى مستقبل الجماعات اإلقميمية ىذا
من جية ،ومن جية أخرى قصد االبتعاد عن ظاىرة شغور المجالس الشعبية الوالئية .وأما بالنسبة ألحكام
الفقرة الثانية من نفس المادة ،نجدىا تؤكد أنو ال يمكن تجديد عممية المجمس الشعبي الوالئي ،خالل السنة
األخيرة من العيدة الجارية ،وى و ما يعني استمرار المندوبية الوالئية المنصبة في عمميا ،إلى غاية إجراء
30
االنتخابات العامة ،وقصد المشرع من خالل ىذا االستثناء ىو المحافظة عمى المال العام ،وعدم اإلنفاق وبذل
الجيد في تنظيم انتخابات جزئية في منطقة معينة قبل سنة من بدء موعد انتخابات عامة ،تشمل كل الوطن،
لذا يكون من األنسب المحافظة عمى المندوبية ،وعدم إجراء االنتخابات في المنطقة المشمولة بالحل إلى غاية
بدء االنتخابات العامة وىذا حل مناسب وموضوعي.
المطمب الثالث
مظاهر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعمال المجمس
نظم قانون الوالية رقم 07-12الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعمال المجمس من خالل أحكام
المواد 53و 54و 55و 56و ،57وتتمثل صور ىذه الرقابة في المصادقة واإللغاء والحمول ،لذا سنعالج ىذه
الحاالت بالتفصيل عمى النحو اآلتي :
الفرع األول
المصادقة
يتبين لنا من خالل أحكام المادتين 54و 55من قانون الوالية رقم ،07-12أن ىناك نوعين من
المصادقة ،وىي المصادقة الضمنية ،والمصادقة الصريحة.
أوال :المصادقة الضمنية
بالرجوع إلى أحكام الفقرة األولى من المادة 54من قانون الوالية رقم ،07-12نجدىا تؤكد بصفة
صريحة عمى أن مداوالت المجمس الشعبي الوالئي تكون قابمة لمتنفيذ بقوة القانون بعد مرور واحد وعشرين
( ) 21يوما من تاريخ إيداعيا بالوالية ،بعدما كانت بمرور خمسة عشر ( )15يوما من تاريخ إيداعيا في
الوالية ،وىذا ما نصت عميو المادة 49من قانون الوالية رقم ،09-90غير أن النص الجديد لم يشر بما
يثبت قيام الوالي بنشر المداولة أو تبميغيا لممعنيين ،بما يدل ضمنيا عمى قبولو بمضمونيا ،وىو ما أشارت
إليو أحكام المادة 49من قانون الوالية رقم .09-90
07-12 وما يجب التنبيو إليو أنو ألول مرة في الفقرة الثانية من المادة 54من قانون الوالية رقم
نجدىا تعطي الحق لموالي برفع دعوى قضائية أمام المحكمة اإلدارية المختصة في أجل 21يوما التي تمي
اتخاذ المداولة ،إلقرار بطالنيا التي تكون غير مطابقة لمقوانين والتنظيمات.
ثانيا :المصادقة الصريحة
31
نصت المادة 55من قانون الوالية رقم 07-12عمى أنو ال تنفذ مداوالت المجمس إال بعد المصادقة
بما يمي: عمييا من قبل الوزير المكمف بالداخمية في أجل أقصاه شيرين ،متى تعمق األمر
* الميزانيات والحسابات ،لقد وردت ىذه الحالة في قانون الوالية رقم ،09-90مع العمم أن ىذه الحالة
بطبيعتيا تفرض تدخل السمطات المركزية ،لذلك استثناىا المشرع ،وحسنا ما فعل.
* التنازل عمى العقار واقتناءه أو تبادلو ،وىذه حالة جديدة بحيث لم ينص عمييا قانون الوالية رقم ،09-90
والغرض من ذلك ىو المحافظة عمى الوعاء العقاري ،واضفاء صفة الشرعية عمى المعامالت العقارية.
* اليبات والتوأمة ،فيذه الحالة ىي األخرى ،لم ينص عمييا قانون الوالية رقم ،09-90وىذا أمر طبيعي
فاليبات والوصايا من مصدر أجنبي تحتاج إلى تحريات الزمة في الموضوع ،وتدخل جيات متعددة ليمنح
الترخيص لممجمس ،بقبول اليبة أو الوصية األجنبية.
ويبقى أن نشير في األخير ،أن المداولة المتعمقة بإحداث مصالح ومؤسسات عمومية والئية تنفذ بقوة
القانون ،وال يحتاج تنفيذىا إلى المصادقة الصريحة ،كما كان معمول بو في أحكام المادة 50من قانون
الوالية رقم .09-90مع العمم أن المادة 55من قانون الوالية رقم ،07-12قد استدركت النقص الذي كان
موجودا في أحكام المادة 50من قانون الوالية رقم ،09-90بحيث نجدىا حددت بدقة المدة المخولة لمسمطة
الوصية وتتمثل في شيران ،ألن عدم تحديد ىذه المدة ،قد يؤدي إلى نتائج سمبية منيا تعطيل النشاط اإلداري
الالمركزي ىذا من جية ،ومن جية أخرى عرقمة السير العادي لمجمس الشعبي الوالئي.
وباإلضافة إلى ذلك نجد أن المادة 50من قانون الوالية رقم 09-90جاءت مبيمة بحيث لم تحدد
الجية الوصية المخولة لممصادقة عمى مواضيع المداوالت المنصوص عمييا في ىذه المادة ،وىذا ما يفتح
مجاال واسعا لتأويل تعدد األشخ اص المسؤولين لمقيام بيذه الميام ،مما يؤدي إلى التنازع في االختصاص،
ولكن بالعودة إلى المادة 55نجد أن المشرع قد حدد بكل وضوح الجية المخولة لممصادقة عمى مواضيع
مداوالت المجمس الشعبي الوالئي ،والمتمثمة في الوزير المكمف بالداخمية.
الفرع الثاني
اإللغاء
عالج قانون الوالية رقم 07-12اإللغاء في المواد 53و 56و ،57لكن بتفحص ىذه المواد نجد أن
المشرع قد استعمل مصطمح البطالن عمى غرار مثال عبارة " تبطل بقوة القانون" الواردة في المادة ،53بدل
من مصطمح اإللغاء ،لذا كان عمى المشرع في مجال القانون اإلداري أن يستعمل مصطمح اإللغاء بدل
البطالن ،بدليل أن مصطمح البطالن يستعمل أكثر في القانون المدني ،بينما اإللغاء يستعمل أكثر عمى
32
صعيد المنازعات اإلدارية ،وكذا عمى المستوى القضائي فنجد عمى سبيل المثال دعوى اإللغاء ،وليس دعوى
البطالن .ومع العمم أن ىناك نوعين من اإللغاء وىما ا إللغاء بقوة القانون واإللغاء النسبي ،وىذا ما نستنتجو
من خالل ىذه المواد.
أوال :اإللغاء بقوة القانون
تطرقت أحكام الفقرة األولى والثانية من المادة 53من قانون الوالية رقم ،07-12بكل وضوح إلى
حاالت إلغاء مداوالت المجمس الشعبي الوالئي بقوة القانون ،وتتمثل في:
- 1المداوالت المتخذة خرقا لمدستور أو القوانين أو التنظيمات
والجدير بالمالحظة أن ىذه الحالة ،ىي نفسيا مكرسة في الفقرة األولى من المادة 51من قانون الوالية رقم
، 09-90وىذا سبب معقول فالمداولة التي تصطدم مع القوانين أو التنظيمات تفقد شرعيتيا ،وال يمكن أن
يكتب ليا التنفيذ أو المصادقة.
- 2المداوالت التي تمس رموز الدولة وشعاراتها
لم تنص أحكام المادة 51من قانون الوالية رقم 09-90عمى ىذه الحالة بصفة صريحة والغرض
من ىذه اإلضافة ىو المحافظة عمى رموز الدولة وشعاراتيا ،فال ينبغي أن نتخذ من التعددية الحزبية وحرية
26
،لكن مصطمح رموز الرأي قناعا لممساس برموز الدولة وشعاراتيا ،بل يقتضي األمر المحافظة عمييا
الدولة وشعاراتيا مصطمح واسع ،وىذا ال يتماشى مع سياسة الالمركزية اإلدارية.
- 3المداوالت غير المحررة بالمغة العربية
لم ترد ىذه الحالة بشكل صريح في المادة 51من قانون الوالية رقم ،09-90وىذا ما يمثل إضافة
نوعية في قانون الوالية الجديد ،وىذا تماشيا من جية مع أحكام مضمون المادة الثالثة من دستور1996
بحيث اعتبرت المغة العربية ىي المغة الوطنية والرسمية ،ومن جية أخرى مع أحكام المادة 25من قانون
الوالية الجديد ،بحيث فرضت أن تجرى مداوالت المجمس الشعبي الوالئي بالمغة الوطنية ،ويجب أن تحرر
وتحت طائمة البطالن بالمغة العربية.
- 4المداوالت التي تتناول موضوعا ال يدخل ضمن اختصاصات المجمس
والجدير بالمالحظة أن ىذه الحالة ،كرستيا أحكام الفقرة األولى من المادة 51من قانون الوالية رقم
، 09-90وىذا أمر طبيعي فال يمكن لممجمس الشعبي الوالئي مثال ،أن يتجاوز حدود صالحياتو ،كأن يتداول
في مسألة تخص قطاع العدالة أو الشؤون الخارجية أو الدفاع ألنيا ال تدخل ضمن قواعد التسيير المحمي،
لكن اإلشكال الذي يطرح أنو ال يوجد ىناك أي معيار لمتمييز بين االختصاصات المحمية واالختصاصات
الوطنية ىذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى نجد أن الصالحيات الممنوحة لممجمس الشعبي الوالئي ،بموجب
33
مواد قانون الوالية رقم ، 07-12ليست واردة عمى سبيل الحصر ،وىذا راجع بطبيعة الحال إلى أن صالحيات
المجمس الشعبي الوالئي ،ال تمارس إال في إطار مبدأ وحدة الدولة.
وما يجب التنبيو إليو ،أن حالة بطالن المداوالت التي تتناول موضوعا ال يدخل ضمن اختصاصات
المجمس المكرسة في أحكام الفقرة األولى من المادة 51من قانون الوالية الجديد ،والتي نجدىا غير مكرسة
في أحكام الفقرة األولى من المادة 59من قانون البمدية رقم ،10-11حيث ىذا األخير حذفيا ،لذا يبقى
اختالف بين أحكام ىاتين الفقرتين فيما يخص أحكام ىذه المسألة مثير لمتساؤل والجدل.
-5المداوالت المتخذة خارج االجتماعات القانونية لممجمس
يتضح لنا من خالل أحكام مواد قانون الوالية رقم ،07-12وكذا أحكام قانون الوالية رقم ،09-90
خاصة تمك المتعمقة بإجراءات وأشكال مداوالت المجمس سواء تعمق األمر بفترات الدورة أو بمدتيا أو النصاب
المطموب النعقادىا ،أنيا جاءت ممزمة ،ومنو في حالة مخالفتيا يترتب عمييا بطالن المداولة ألن اإلجراءات
واألشكال من النظام العام.
- 6المداوالت المتخذة خارج مقر المجمس
يتضح لنا من خالل أحكام المادة 22من قانون الوالية رقم ،07-12أنيا أضافت حكم غير مكرس
في قانون الوالية السابق ،بحيث نجدىا تمزم المجمس الشعبي الوالئي أن يجرى أشغالو ومداوالتو في مقر
المجمس الشعبي الوالئي .مع العمم أنو في حالة القوة القاىرة التي تحول دون الدخول لمقر المجمس ،يمكن عقد
دورة في مكان آخر من إقميم الوالية لكن بعد التشاور مع الوالي ،وىذا ما أكدتو أحكام المادة 23من نفس
القانون ،وبالتالي فكل مداولة تتم خارج ىذا المقر ال تنتج أي أثر ،وتقع باطمة أي ال وجود ليا من الناحية
القانونية.
باإلضافة إلى ذلك نجد أن الفقرة الثانية من المادة 53من قانون الوالية رقم ،07-12أضافت حكما
جديدا ،مفاده أنو في حاالت البطالن بقوة القانون ،يتعين عمى الوالي رفع دعوى قضائية أمام المحكمة
اإلدارية المختصة إقميميا من أجل إقرار بطالن المداولة ،وىذا ما يجسد لنا مبدأ التقاضي عمى درجتين ،بحيث
نجد ىذا المبدأ غير مكرس في أحكام الفقرة الثانية من المادة 51من قانون الوالية رقم ،09-90بدليل أن
بطالن المداولة يكون بموجب قرار مسبب من وزير الداخمية.
لكن الفقرة الثانية من المادة 53من قانون الوالية رقم ،07-12تطرح إشكال قانوني ،بدليل أن
المجمس الشعبي الوالئي ال يممك الشخصية المعنوية ،حسب أحكام المادة 49من القانون المدني ،المعدل
والمتمم ىذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى ليست لو صفة التقاضي بحكم المادة 828من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية ،فكيف يكمن إذن أن ترفع دعوى قضائية ضده تتعمق ببطالن المداولة؟ ،باإلضافة إلى ذلك
34
نجد أن أحكام المادة 54من قانون الوالية رقم ،09-90تعطي الحق بصفة صريحة لرئيس المجمس الشعبي
الوالئي ،أن يرفع دعوى قضائية باسم الوالية ضد ق ارر وزير الداخمية المتعمق ببطالن المداولة ،مع العمم أن
أحكام ىذه المادة غير مكرسة في قانون الوالية رقم ،07-12مما يمكن القول أن رئيس المجمس الشعبي
الوالئي فقد حق التقاضي ،ولعل السبب في ذلك يعود إلى فكرة الشخصية المعنوية وانعداميا بالنسبة لممجمس
الشعبي الوالئي.
وعميو ىذه الفقرة تحتاج إلى ضبط فيما يخص صفة التمثيل القضائي ،بدليل أن رفع دعوى قضائية
من قبل الوالي ضد المجمس سيترتب عنيا تشنج العالقة بين الوالي والمجمس الشعبي الوالئي ،بحيث ان
نشوب النزاع وظيوره لمعمن ،سيكون حديث موطني الوالية ،مما يفقد ثقة ىؤالء ،إما في الوالي أو في المجمس
الشعبي الوالئي ،لذا يكون من األفضل حسم ىذا النزاع خارج دائرة القضاء ،وذلك عن طريق منح الوالي
الفرصة لممجمس الشعبي الوالئي إلعادة النظر في ىذه المداولة المخالفة لمقوانين والتنظيمات بصفة ودية ،من
أجل استدراك الخطأ والعدول عمى المداول ة السابقة ،بدل عرض األمر عمى القضاء مباشرة ،وفي حالة إذا
تمادى المجمس الشعبي الوالئي في الخطأ ،صار االحتكام لمقضاء اإلداري أم ار مقضيا.
وفي األخير يمكن القول ،أن المادة 53بفقرتييا األولى والثانية من قانون الوالية رقم ،07-12جاءت
في غير مكانيا ،بحيث نجدىا ت طرقت إلى البطالن المطمق لمداوالت المجمس الشعبي الوالئي ،وبعد ذلك نجد
أن المادتين 54و 55من نفس القانون تعرضت إلى المصادقة الضمنية والمصادقة الصريحة ،وأما المادتين
56و 57نجدىا تطرقت إلى البطالن النسبي لمداوالت المجمس الشعبي الوالئي ،لذ يفترض من الناحية
المنيجية ،أن تأتي المادة 53بعد أحكام المادتين 54و ،55بدليل أن ليا عالقة مباشرة بأحكام المادتين 56
و ،57كما فعل المشرع في قانون البمدية رقم ،10-11فنجده تطرق إلى اإللغاء المطمق واإللغاء النسبي
لمداوالت المجمس الشعبي البمدي بموجب أحكام مواده المتتابعة 59و 60و 61منو.
ثانيا :البطالن النسبي
نظم قانون الوالية رقم ،07-12أحكام البطالن النسبي في المادتين 56و ،57فقد نجد أحكام الفقرة
األولى من المادة 56تنص بصفة صريحة عمى أنو " ال يمكن لرئيس المجمس الشعبي الوالئي أو أي عضو
في المجمس أن يكون في وضعية تعارض مصالحو مع مصالح الوالية بأسمائيم الشخصية أو أزواجيم أو
أصوليم أو فروعيم إلى الدرجة الرابعة أو كوكالء ،حضور المداولة التي تعالج ىذا الموضوع ".وما يمكن
مالحظتو أن ىذه الفقرة ،وسعت من مجاالت إبطال مداوالت المجمس ،بحيث نجدىا أضافت األصول
واألزواج والفروع إلى غاية الدرجة الرابعة ،مقارنة بنص المادة 52من قانون الوالية رقم ،09-90والغرض
من ذلك ىو المحافظة عمى مصداقية الييئة التداولية ،واضفاء صفة الشفافية في أعماليا حتى ال تطغى
35
المصمحة الخاصة عمى المصمحة العامة ،وأما الفقرة الثانية من المادة 56فنجدىا تمزم كل عضو من أعضاء
المجمس ،تقديم التصريح إلى رئيس ال مجمس الشعبي الوالئي ،إذا كان في وضعية تعارضو مصالح المجمس،
وأما الفقرة الثالثة نجدىا ىي األخرى تمزم رئيس المجمس الشعبي الوالئي ،بتقديم تصريح إلى المجمس الشعبي
الوالئي إذا كان في وضعية تعارض مصالح متعمقة بو ،مع العمم أن ىاتين الفقرتين لم ينص عمييما قانون
الوالية رقم ،09-90وىذا شيء إيجابي ،لكن ما يالحظ من خالل ىاتين الفقرتين أنيا لم تنص عمى الحمول
التي يمكن أن يمجأ إلييا رئيس المجمس الشعبي الوالئي في حالة عدم تقديم أي عضو ىذا التصريح ،أو
الحمول التي يمجأ إلييا المجمس الشعبي الوالئي ،في حالة عدم تقديم رئيس المجمس الشعبي الوالئي ىذا
التصريح ،كما نجد الفقرة األولى من المادة 56من قانون الوالية رقم ،07-12تعطي لموالي الحق في بطالن
مداولة المجمس أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقميميا خالل خمسة عشر يوما التي تمي اختتام دورة المجمس
الشعبي الوالئي المتعمقة بالمداولة ا لمعنية ،إذا ثبت توافر حالة الجمع بين المصمحة الشخصية أو مصمحة
الزوجة أو أحد األصول والفروع إلى غاية الدرجة الرابعة مع مصمحة الوالية .مع العمم أن ىذه الفقرة تثير
إشكاال إجرائيا ،بحيث نجد أن الوالية ممثمة في الوالي طرفا مدعيا ،والمجمس الشعبي الوالئي طرفا مدع ى
عميو ،مع العمم أن الوالي لو أىمية التقاضي طبقا ألحكام المادة 828من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
بينما المجمس الشعبي الوالئي ال يممك الشخصية المعنوية ،وبالتالي ليست لو أىمية التقاضي ،فكيف يتم
مقاضاتو ،لذا تظل مشكمة التمثيل القضائي مطروحة بالنسبة لممجمس الشعبي الوالئي.
أما الفقرة الثانية من المادة 56من قانون الوالية رقم ،07-12تعطي الحق بصفة صريحة لممنتخب
أو المكمف بالضريبة في الوالية ،لو مصمحة في ذلك أن يطمب ببطالن مداولة المجمس وفقا ألحكام الفقرة
األولى من ىذه المادة ،خالل خمسة عشر يوما بعد إلصاق المداولة ،وتجدر اإلشارة أن ىذه الفقرة استعممت
مصطمح " منتخب" ،بينما الفقرة الثالثة من المادة 53من قانون الوالية رقم ،09-90استعممت مصطمح
"ناخب" ،وبالتالي ىناك اختالف بين المصطمحين ،بحيث نجد أن مصطمح " الناخب " أوسع بكثير من
مصطمح " المنتخب " ،ومنو نستنتج أن قانون الوالية رقم ،07-12قيد من مبدأ المشاركة ،باإلضافة إلى ذلك
نالحظ أن ىذا المبدأ قد تم تقييده أيضا من خالل أحكام الفقرة الثانية من المادة 56من ىذا القانون ،في
عبارة "مكمف بالضريبة في الوالية" بعدما كان يحق لكل شخص دافع الضريبة بغض النظر عن انتمائو ألي
والية أن يطالب ببطالن مداولة المجمس ،وىذا ما نستشفو صراحة من عبارة " دافع ضريبة " الواردة في الفقرة
الثالثة من المادة 53من قانون الوالية رقم ،09-90ويبدو جميا من أحكام قانون الوالية الجديد ،أن المشرع
يتجو أكث ار نحو تكريس المركزية في التسيير ،بدليل نجد أن الفقرة الثالثة من المادة 57من قانون الوالية
الجديد ،تمزم المنتخب أو المكمف بالضريبة صاحب المصمحة أن يوجو طمبو المتعمق بإلغاء المداولة وفقا
36
ألحكام الفقرة األولى من المادة 56إلى الوالي ،وليس إلى وزير الداخمية وفقا لما تقتضيو الفقرة الرابعة من
المادة 53من قانون الوالية رقم .09-90
-3الحمول
يعتبر الحمول من بين أشد صور الرقابة الوصائية ،بحيث نجد أن السمطة التنفيذية أو ممثمييا تحل
محل الييئة الالمركزية في أداء عمميا التي رفضت القيام بو .مع العمم أن سمطة الحمول ىذه ال تمارس إال إذا
توفر شرطين:
الشرط األول :ال بد من وجود نص قانوني صريح ،يفرض عمى المجمس المنتخب المحمي القيام بعمل معين.
الشرط الثاني :دعوة السمطة التنفيذية ىذا المجمس إلى القيام بيذا العمل .ومنو إذا امتنع المنتخب المحمي عن
أداء ميامو ،كان لمسمطة الوصية بوصفيا القائمة عمى التنفيذ ،أن تحل محل ىذا المجمس في أداء ىذا
العمل.
وعمى ىذا األساس نجد أن وزير الداخمية يمارس سمطة الحمول عمى المجمس الشعبي الوالئي بموجب
أحكام قانون الوالية رقم ،07-12كما نجد أن أحكام قانون البمدية رقم 10-11تنص عمى سمطة الحمول
التي يمارسيا الوالي عمى رئيس المجمس الشعبي البمدي .لذا سيتم التعرض إلييا بالتفصيل فيما يمي:
أوال :سمطة حول الوالي محل رئيس المجمس الشعبي البمدي في قانون البمدية رقم 10 - 11
نظم قانون البمدية رقم 11-10سمطة الحمول بموجب أحكام المواد 100إلى 102من الفصل
الثالث من القسم الثاني من قانون البمدية رقم ،10-11بحيث تخول أحكام المادة 100لموالي سمطة الحمول
محل رئيس المجمس الشعبي البمدي ،باتخاذ كافة اإلجراءات الرامية لمحفاظ عمى األمن والنظافة والسكينة
العمومية ،بشرط إذا تقاعس رئيس المجمس الشعبي البمدي عن القيام بذلك ،والجدير بالمالحظة أن الوالي
وحده من يقدر درجة األمن والنظام العام ،وىذا ما يوسع من سمطة الحمول ،مما يؤدي بالمساس بمبدأ
27
مع العمم أن ىذه المادة وسعت من سمطة الحمول بدليل أنيا أضافت عبارة " التكفل بالعمميات الالمركزية.
االنتخابية والخدمة الوطنية والحالة المدنية" وىو لم يتم تكريسو في المادة 81من قانون البمدية رقم .08-90
أما المادة 101من قانون البمدية الجديد تعطي لموالي أيضا سمطة الحمول في حالة إذا رفض رئيس المجمس
الشعبي البمدي القيام باتخاذ الق اررات الموكمة لو بمقتضى القوانين بعد إنذاره ،كما منح المشرع أيضا لموالي
37
سمطات واسعة في رقابة المسائل المالية لمبمدية ،وخول لو الحمول محل المجمس الشعبي البمدي ورئيسو في
اتخاذ التدابير المالية الالزمة ،وىو ما تم النص عميو في المادة 102من قانون البمدية الجديد ،المتعمقة بتنفيذ
ميزانية البمدية ،وكذلك المادة ،203التي تتعمق بتغطية النفقات اإلجبارية لمبمدية.
ثانيا :سمطة حمول وزير الداخمية محل المجمس الشعبي الوالئي في قانون الوالية رقم 07-12
والجدير بالمالحظة أن قانون الوالية رقم ،07-12لم ينص بصفة صريحة أو بصفة ضمنية عمى
سمطة حمول وزير الداخمية محل المجمس الشعبي الوالئي في عنوان واضح في أحد فصولو مثال ،كما فعل
ذلك كما رأينا سابقا في قانون البمدية رقم ،10-11ومع ذلك وزير الداخمية يمارس سمطة الحمول محل
المجمس الشعبي الوالئي ،وىذا ما نستشفو صراحة من خالل أحكام مواد 163و 168و 169من قانون
الوالية رقم .07-12إن المادة 163تؤكد بصفة صريحة عمى وجوب قيام السمطة المكمفة بضبط ميزانية
الوالية أن تسجل تمقائيا النفقات اإلجبارية التي لم يصوت عمييا المجمس الشعبي الوالئي .مع العمم أن
مضمون ىذه المادة ،ىو نفسو مضمون المادة 141من قانون الوالية القديم .أما أحكام المادة 168بفقراتيا
فنجدىا حممت أحكام جديدة غير مكرسة في قانون الوالية القديم ،عمى سبيل المثال نجد الفقرة الثالثة من
المادة 168تمزم الوزير المكمف بالداخمية بصفة صريحة أن يتخذ كل التدابير الضرورية المالئمة لضبط
ميزانية الوالية في حالة عدم مصادقة المجمس الشعب ي الوالئي عمى ميزانية الوالية في دورة غير عادية،
وبسبب وجود اختالل داخل المجمس الشعبي الوالئي .وأما الفقرة الثانية من المادة 169فتؤكد في حالة عدم
اتخاذ المجمس الشعبي الوالئي التدابير الضرورية المتصاص العجز الذي ظير بمناسبة تنفيذ ميزانية الوالية،
فإن وزير الداخمية ووزير المالية يتولى اتخاذىا من أجل امتصاص ىذا العجز عمى مدى سنتين أو عدة
سنوات مالية .مع العمم أن مضمون ىذه الفقرة ،ىو نفسو مكرس في مضمون الفقرة الثانية من المادة 146
من قانون الوالية رقم .09-90
38
الخاتمة :
وفي األخير وانطالقا من أحكام المادة 12من قانون الوالية رقم 07-12يتبن لنا أن ىناك ىيئتين
مختمفتين من حيث الطبيعة ،مكمفتين بتسيير الوالية ىما :الييئة التداولية ،يترأسيا المجمس الشعبي الوالئي،
الييئة التنفيذية ،يترأسيا الوالي ،بحيث الحظنا من خالل ىذه الدراس ة المتواضعة أن الييئة التداولية عرفت
العديد من اإلصالحات القانونية ،بحيث حدد القانون العضوي رقم 01-12المتعمق بنظام االنتخابات ،مدة
عضويتو ب 05سنوات وعدد أعضائو تتراوح من 35إلى 55عضوا ،وشروط الترشح ،بحيث شيدنا
تخفيض في سن الترشح من 25إلى 23سنة كاممة ،وىذا لدفع الشباب لممشاركة بقوة في تسيير شؤونو
العمومية بنفسو ،أما القانون العضوي رقم 03-12وسع من تمثيل حظوظ المرأة في صناعة القرار المحمي .
كما الحظنا أن قانون الوالية الجديد أحدث نقمة نوعية في سير و عمل المجمس الشعبي الوالئي،
بحيث ألزمو أن يجتمع وجوبا ف ي أربعة دورات في كل سنة ،وال يجوز جمع ىذه الدورات في دورة واحدة ،كما
يجتمع بقوة القانون ألول مرة في حالة حدوث كارثة طبيعية أو تكنولوجية ،كما شجع لغة الحوار و االتصال
بحيث فرض عمى المنتخبين إعالم المواطنين واستشارتيم بأية وسيمة إعالمية السيما التكنولوجية منيا لتحديد
طمباتيم إليجاد الحمول ليا ،كما يعطي الحق ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي ألول مرة أيضا في توجيو
األسئمة الشفوية عمى المدراء التنفيذيين لموالية ،مع العمم أن مبدأ المشاركة جاء ناقصا من عدة جوانب ،لذا
يجب تفعميو بطرق رشيدة خاصة األخذ باالستشارة اإللزامية ،و لجان األحياء والجمعيات ،بيدف جعل كل
فواعل المجتمع تساىم بموقف إيجابي في صناعة القرار المحمي ،والمبادرة في اقتراح مشاريع المحمية.
كما كرس ىذا القانون مبدأ الشفافية ،بحيث ألزم المجمس بإلصاق جدول أعمالو في مقر الوالية ومقر
البمديات واألماكن المخصصة لمجميور ،السيما التكنولوجية ،حتى يتمكن المواطن من االطالع عمييا ،كما
يحق ليذا األخير أن يتحصل عمى نسخة منيا عمى نفقتو ،ومع العمم تبقى دائما فكرة النظام العام ،وظاىرة
السر الميني ما زالت تشكل حاج از كبي ار أمام حرية اإلعالم .
كل ىذا وذاك يبقى طابع التعيين ي غمب طابع االنتخاب ،بحيث نجد مثال الوالي ،وأعضاء الجياز
التنفيذي في الوالية ،إلى جانب المدراء التنفيذيين ،معينون يواجيون بذلك ىيئة منتخبة (المجمس الشعبي
39
الوالئي) ،وىذا ما يجعل الوالية دائرة إدارية غير ممركزة ،تعكس نشاط السمطة المركزية أكثر منيا جماعة
إقميمية المركزية .
و كما نستنتج في األخير أن قانون الوالية رقم ،07/12الذي جاء بمناسبة اإلصالحات السياسية
التي باشرتيا الجزائر منذ مطمع سنة ،2011بحيث نص عمى العديد من اإلصالحات التي مست جوانب
الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعضاء وأعمال الييئة التمثيمية في الوالية ،والتي سبق اإلشارة إلييا فتارة
اتجيت نحو التوسيع ،وتارة أخرى اتجيت نحو التضييق ،وىذا بطبيعة الحال لجعل الوالية تمارس صالحياتيا
في إطار مبدأ وحدة الدولة أوال ،وثانيا جعميا دائرة إدارة غير ممركزة ،تعكس نشاط السمطة المركزية أكثر من
أنيا جماعة إقميمية المركزية ،وثالثا تشجيع سياسية المركزية في التسيير والمتطمب اإلداري أكثر فأكثر عمى
حساب المتطمب الديمقراطي ،وىذا ما يؤدي إلى إضعاف من صالحيات المجمس الشعبي الوالئي ورئيسو،
وتشجيع المركزية في التسيير عمى المستوى المحمي لممحافظة عمى مبدأ وحدة الدولة.
من خالل المالحظات السابقة إرتأنيا إبداء جممة من االقتراحات لتكون إسياما عمميا واضحا وتصحيح
السمبيات و االختالالت التي عرفتيا الييئة التداولية في الوالية (المجمس الشعبي البمدي) ،من خالل أحكام
قانون الوالية رقم 07/12والتي أيضا نادى بيا أساتذة القانون اإلداري وتتمثل فيما يمي:
/ 1مراجعة قاعدة المعامل االنتخابي ولو بتخفيض نسبتو 07في مئة ،وىناك من نادى بتخفيضيا إلى 05
في مئة أو أقل كما ىو الحال بالنس بة لممجمس الشعبي الوطني ،وذلك من أجل تمكين كافة التشكيالت
السياسية والسيما الجديدة منيا ،في المشاركة في المجالس الشعبية الوالئية ،حيث أن تبني ذلك المعامل
االنتخابي وبتمك النسبة المرتفعة عزز احتكار األحزاب القديمة والعريقة في سيطرتيا عمى المجالس الشعبية
الوالئية والقضاء عمى مشاركة األحزاب الصغيرة و الجديدة و كذا مراجعة نسبة 30في مئة و 35في مئة
لحصة مشاركة المرأة في األحزاب السياسية ،وفي الحصول عمى المقاعد و ذلك رغم ايجابياتيا عند البعض
وانتقادىا من البعض اآلخر من خالل أنيا تؤدي إلى إخالل بالمبدأ الدستوري القاضي بمبدأ المساواة بين
الجميع ،كما أنيا قد تقضي عمى التنافس والكفاءة التي يقرىا قانون االنتخابات في اختيار المنتخبين في
تشكيل المجالس الشعبية الوالئية.
/ 2لقد سمح المشرع المنتخبين الوالئيين بتجديد عضويتيم في المجمس المنتخب إلى ما ال نياية ،الشيء
الذي جعل تمثيل المواطنين مينة كأي مينة أخرى ،يحقق فييا المنتخب احترافية وتحتكرىا نسبة ضئيمة من
مواطني الوالية ،وىو ما يتنافى مع مبدأ المساواة في اعتالء المناصب العامة في الدولة والمشاركة في الشؤون
العامة ،ليذا يا حبذا لو يحدد المشرع تجديد العضوية بمرتين ليمنح الفرصة األكبر عدد من مواطني الوالية
لممشاركة في تسيير شؤونيم وتغيير التشكيمة السياسية بإعطاء دينامكية جديدة لممجمس والسماح بظيور
40
كفاءات أخرى ،وتقديم الحوافز لذوي الكفاءات الذين يتميزون بالوعي العام ليتقدموا لالنتخابات المحمية بصفة
عامة.
/ 3الرفع من مستوى و كفاءات المنتخب الوالئي عن طريق اشتراط مستوى الجامعي لمترشح لممجمس الشعبي
الوالئي ،وكذا إجراء فترات تربصية الزمة التكوين والرسكمة ،ألن البعض من رؤساء المجالس الشعبية الوالئية
واألعضاء لم يسبق ليم تسيير الشؤون المحمية ،عمما بأن طريقة األيام الدراسية أو الممتقيات التي تدوم يوما
واحدا عمى أقصى تقدير أثبتت عدم نجاعتيا ،وبالتالي يجب إعمال تكوين حقيقي لدورات متخصصة طيمة
العيدة االنتخابية أو عمى األقل في بدايتيا.
/ 4تعد العالقة بين الناخب و المنتخب جوىر الديمقراطية المحمية ودعميا يقوي الروابط ،ويحي في نفس
الوقت ثقة سكان الوالية في منتخبييم ومجالسيم ويثير اىتماميم بالمصالح الوالئية ويزيد من فعالية رقابتيم
عمى منتخبيم ،غير أن الواقع الحالي يظير عمى خالف ذلك فالمشرع نجده أىمل طرفي العالقة والممارسة
ساىمت في عدم قياميا ،ليذا أصبح من الضروري:
/ 1إنشاء قنوات اتصال بين الناخب والمنتخب لتحسين العالقة بينيما وجعميا مستمرة ومبنية عمى الثقة
المتبادلة والتفاىم.
/ 2وضع نظام أساسي خاص و شامل بالمنتخب الوالئي يبين صورة دقيقة وواضحة ما لممنتخب من حقوق
وما عميو من واجبات ،ويوفر لو الجو المالئم لممارسة وظيفتو التمثيمية.
/ 3دعم الجمعيات المدنية لما تممكو من قدرة في تنظيم المواطنين وطرح انشغاالتيم بشكل حضاري وعممي.
/ 4تشجيع كل مبادرة من المواطنين وتوعيتيم حول أىمية مشاركتيم في بناء بمدىم.
41
قائمة المراجع
- 1األمر رقم ، 38-69المؤرخ في ، 1969/05/23المتعمق بالوالية ،جريدة رسمية ،الصادرة في 23
مايو ، 1969رقم ، 44ص ، 510مع العمم أن ىذا األمر ،تم تعديمو بموجب األمر رقم ، 86-76
المؤرخ في ، 1976-10-23جريدة رسمية ،رقم ، 86المؤرخة في ، 1976-10-27ص ، 1202
الممغى بموجب القانون رقم ، 02-81المؤرخ في 14فبراير ، 1981المتضمن تعديل األمر رقم ، 38-69
المتعمق بالوالية ،جريدة رسمية ،رقم 7المؤرخة في 17فبراير ، 1981ص .146
- 2القانون رقم ، 09-90المؤرخ في ، 1990/04/07المتعمق بالوالية ،جريدة رسمية ،رقم ، 15
المؤرخة في 11فبراير ، 1990ص ، 504و تجب اإلشارة أن األمر رقم 04-05المؤرخ في 18يوليو
، 2005عدل و تمم القانون رقم ، 09-90المتعمق بالوالية ،جريدة رسمية ،رقم ، 50المؤرخة في 19
يوليو 2005ص .35
- 3القانون رقم ، 07-12المؤرخ في ، 2012/02/21المتعمق بالوالية ،جريدة رسمية ،رقم ، 12
المؤرخة في 29فبراير ، 2012ص ، 5مع العمم أن ىذا القانون ألغى بصفة صريحة القانون رقم 09-90
المتعمق بالوالية ،و كل النصوص التطبيقية الصادرة عنو .
– 4راجع عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية رقم ، 07-12طبعة ،1دار جسور لمنشر و التوزيع،
االنتخابات المحمية – تجسيد لإلصالحات السياسية الجزائر ، 2012 ،ص .130وكذلك أنظر إلى
...ترسيخ لمديمقراطية المحمية -...مقال منشور بمجمة الفكر البرلماني الصادرة عن مجمس األمة ،العدد
الثالثون ،الجزائر ،أكتوبر ،2012ص . 18
- 5القانون العضوي رقم ، 07-97المؤرخ في ، 1997-03-06المتعمق بنظام االنتخابات جريدة
رسمية ،رقم ، 12المؤرخة في ، 1997-03- 06ص ، 3مع العمم أن ىذا القانون تم تعديمو بموجب
القانون العضوي رقم ، 08-07المؤرخ في ، 2007-07-28جريدة رسمية ،رقم ، 48المؤرخة في -31
، 2007-07ص . 10
42
- 6القانون العضوي رقم ، 01-12المؤرخ في ، 2012-01-12جريدة رسمية ،رقم ، 01المؤرخة في
، 2012-01-14ص . 9
- 7عيسى تولمرت ،النظام االنتخابي لممجالس المنتخبة المحمية في الجزائر ،رسالة ماجستير ،إدارة ومالية،
كمية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2002-2001 ،ص . 84
– 8راجع عالء الدين العشي ،شرح قانون البمدية في إطار قانون رقم 10-11المتعمق بالبمدية ،دار اليدى
لمطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ، 2011 ،ص .17وكذلك عبد الوىاب عبد المؤمن ،النظام االنتخابي
في التجربة الدستورية الجزائرية ،مقاربة حول المشاركة والمنافسة السياسية في النظام السياسي الجزائري ،
رسالة ماجستير ،القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة منتوري قسنطينة ،2007-2006 ،ص 33و . 34
– 9أنظر بالل بمغالم ،إصالح الجماعات اإلقميمية * الوالية في إطار القانون رقم ،* 07/12مذكرة
ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه ،كمية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2013/2012 ،01ص 17وما بعدىا.
– 10نفس المرجع ،ص 23و ما بعدىا .
– 11أنظر نظام الكوتا في الجزائر إجحاف أم إنصاف في حق المرأة ،مقال منشور بمجمة مجمس األمة،
العدد ، 50الجزائر ،جانفي -فيفري ، 2012ص .33وكذلك عمار بوضياف ،نظام الكوتا كآلية لترقية
الحقوق السياسية لممرأة و موقف التشريعات العربية منو ،دراسة حالة التمثيل النسائي في البرلمان ،مجمة الفكر
البرلماني الصادرة عن مجمس األمة ،العدد ،26الجزائر ،نوفمبر ،2010ص .73
– 12أنظر عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،07-12مرجع سابق ،ص . 211
– 13أنظر بالل بمغالم ،مرجع سابق ،ص .37
– 14نفس المرجع ،ص . 43
- 15محمد زغداوي ،دور المجمس الشعبي الوالئي في التنمية المحمية ،حوليات مخبر الدراسات و البحوث
حول المغرب العربي والبحر األبيض المتوسط ،جامعة منتوري قسنطينة ،العدد ،2002 ، 5ص .19
– 16أنظر عزيزة شبري ،أنماط السؤال البرلماني في النظام الدستوري الجزائري ،دراسة مقارنة ،مجمة الفكر
البرلماني الصادرة عن مجمس األمة ،العدد ،28الجزائر ،نوفمبر ،2011ص 74و .75
– 17راجع بالل بمغالم ،مرجع سابق ،ص .44
– 18راجع إبراىيم رابحي ،استقاللية الجماعات المحمية ،مذكرة ماجستير ،كمية الحقوق ،جامعة باتنة،
،2005ص 64وما بعدىا.
/ 19أنظر إلى المادة 829من قانون رقم ،09-08المؤرخ في ،2008-02-25المتضمن قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية ،جريدة رسمية ،رقم ،21المؤرخة في ،2008-02-25ص .3
43
/ 20رشيد خموفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،تنظيم واختصاص القضاء اإلداري ،المرجع السابق ،ص .43
/ 21عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،07-12دار جسور لمنشر والتوزيع ،الجزائر ،2012 ،ص
.331
/ 22عمار بوضياف ،شرح قانون البمدية ،10-11دار جسور لمنشر والتوزيع ،الجزائر ،2011 ،ص
.285
/ 23أنظر عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية رقم ،07-12مرجع سابق ،ص . 108
/ 24أنظر عالء الدين العشي ،شرح قانون البمدية في إطار قانون ،10-11دار اليدى لمطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ،2011 ،ص .54
/ 25أنظر محمد بركات ،النظام القانوني لممنتخب ،رسالة ماجستير ،معيد الحقوق ،جامعة الجزائر،
،1998ص 156و 157و.158
/ 26أنظر عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية رقم ،07-12مرجع سابق ،ص .338
/ 27عبد المجيد جبار ،التنظيم الالمركزي لممدينة الكبيرة في البمدية ،المجمة الجزائرية لمعموم القانونية
واالقتصادية والسياسية ،جامعة الجزائر ،العدد ،1998 ،3ص .65وكذلك ،عالء الدين العشي :شرح قانون
البمدية في إطار قانون ،10-11مرجع سابق ،ص .44
44
45