You are on page 1of 39

‫بحث بعنوان‪:‬‬

‫نقائص وثغرات البناء المؤسساتي لممجمس الشعبي الوالئي في إطار قانون ‪07 – 12‬‬
‫المتعمق بالوالية‬

‫لمدكتور أحسن رابحي‬


‫أستاذ القانون العام المشارك كمية القانون جامعة الشارقة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة‬
‫كرست الدولة الجزائرية مثل بقية دول العالم الالمركزية اإلدارية في مختمف دساتيرىا وقوانينيا الوطنية ‪،‬بحيث‬
‫نجد عمى نص المادة ‪ 16‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ 1996‬تنص عمى ما يمي "يمثل المجمس المنتخب‬
‫قاعدة الالمركزية ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية"‪ ،‬وكذلك نص المادة ‪ 15‬من نفس‬
‫الدستور التي تنص "الجماعات اإلقميمية لمدولة ىي البمدية و الوالية"‪ ،‬ومنو تعتبر الوالية جماعة عمومية‬
‫إقميمية المركزية في تقديم الخدمة العمومية لممواطن وتحسين مستوى وضعيتو االجتماعية واالقتصادية‬
‫والصحية والبيئية‪...‬الخ ‪ ،‬بيدف تحقيق التنمية المحمية ألنيا أقرب إدارة عمومية من المواطن‪ ،‬وكما تمثل‬
‫الوالية أيضا السمطة المركزية عمى المستوى المحمي لتنفيذ مختمف السياسات العمومية والقوانين والتنظيمات ‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس اعتنى المشرع بنظام الوالية ونظميا‪ ،‬بجممة من النصوص القانونية والمتمثمة أساسا في‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬األمر رقم ‪ ، 38 – 69‬المؤرخ في ‪ ، 1969 – 05 – 23‬المتعمق بالوالية‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القانون رقم ‪ ، 09 – 90‬المؤرخ في ‪ ، 1990 – 04 – 07‬المتعمق بالوالية‪. 2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬القانون رقم ‪ ، 07 – 12‬المؤرخ في ‪ ، 2012 – 02 – 21‬المتعمق بالوالية‪ ، 3‬بحيث تضمن في‬
‫تأشيرتو‪ 84 ،‬نصا قانونيا‪ 39 ،‬مادة محالة إلى التنظيم ‪ ،‬صدور نصين تنظيمين إلى حد الساعة‪ ،‬ومن‬
‫أىداف التي حمميا‪:‬‬
‫‪ – 1‬تأىيل و ترشيد ىيئات الوالية وعصرتنيا بمنظومة قانونية رشيدة و بموارد بشرية مؤىمة وموارد مالية‬
‫كافية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬تمكين الوالية لمقيام بمياميا عمى أكمل وجو باعتبارىا ‪ :‬كفضاء لممارسة السيادة الوطنية في إطار مبدأ‬
‫وحدة الدولة ‪ ،‬و إطار مكمل لمبمدية في تقديم الخدمة العمومية الجوارية‪.4‬‬
‫لذا سنحاول من خالل ىذه الدراسة المتواضعة‪ ،‬معرفة نصيب اإلصالحات القانونية المتعمقة بتنظيم المجمس‬
‫الشعبي الوالئي‪ ،‬وعميو سندرس ىذه الدراسة من خالل اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫حمل قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬العديد من اإلصالحات لتجسيد عناصر الالمركزية‪ ،‬وتكريس المبادئ‬
‫األساسية لمحكم الراشد‪ ،‬ومقومات الديمقراطية التساىمية الجوارية‪ ،‬فيا ترى ىل عزز من مكانة المجمس‬
‫الشعبي الوالئي أم حاول تجسيد التسيير المركزي عمى المستوى المحمي لممحافظة عمى مبدأ وحدة الدولة؟‬
‫تمحورت اإلجابة عن ىذه اإلشكالية في شكل ثالثة مباحث ىما ‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مجرد إعادة ىيكمة في تنظيم المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اليذيان التشريعي في ضبط سير المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬توسيع و تشديد الرقابة الوصائية عمى المجمس الشعبي الوالئي لتشجيع التسيير المركزي‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫مجرد إعادة هيكمة في تنظيم المجمس الشعبي الوالئي‬
‫حددت المادة ‪ 12‬من قانون الوالية الجديد‪ ،‬ىيئات الوالية‪ ،‬والمتمثمة في المجمس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫والوالي‪ ،‬وعميو سأحاول في ىذا المبحث التعرض إ لى المكانة القانونية لممجمس الشعبي الوالئي ورئيسو فقط‪،‬‬
‫لمعرفة المستجدات القانونية الجديدة المكرسة في ىذا القانون‪ ،‬وكذلك في القانون العضوي رقم ‪01-12‬‬
‫المتعمق بنظام االنتخابات‪،‬والقانون العضوي رقم ‪ 03-12‬المتعمق بتوسي ع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة‬
‫في مطمبين ‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫الكسوف الجزئي في تشكيمة المجمس الشعبي الوالئي‬
‫عرفت تشكيمة المجمس الشعبي الوالئي العديد من اإلصالحات والتغيرات‪ ،‬وىذا تماشيا مع سياسية‬
‫اإلصالحات السياسية الراىنة‪ ،‬وخاصة في ظل قانون االنتخابات الجديد‪ ،‬كذلك قانون توسيع حظوظ المرأة‬
‫في المجالس المنتخبة‪ ،‬وعميو سيتم التطرق إلى النظام االنتخابي لممجمس الشعبي الوالئي وكيفية توزيع المقاعد‬
‫في الفرع األول‪ ،‬ثم التعرض في الفرع الثاني إلى حجم أعضاء المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الطابع االنتخابي لممجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬كمطمب ديمقراطي‬
‫يتكون المجمس الشعبي الوالئي من مجموعة من المنتخبين يتم انتخابيم من قبل سكان إقميم الوالية من‬
‫بين المترشحين المقترحين من قبل األحزاب أو المترشحين األحرار‪ ،‬وينتخب المجمس الشعبي الوالئي لمدة‬
‫خمس سنوات بطريقة االقتراع النسبي عمى القائمة حسب ما نصت عميو المادة ‪ 75‬من القانون العضوي‬
‫‪ 07-97‬المتعمق باالنتخابات‪،5‬وىي نفس المدة المنصوص عمييا في المادة ‪ 65‬من القانون العضوي ‪-12‬‬
‫‪ 01‬المتعمق بنظام االنتخابات‪ ،6‬فيذه المدة ليست بمدة قصيرة قد تؤدي إلى عدم االستقرار في المؤسسات‬
‫العمومية اإلدارية أو ترىق اإلدارة العمومية في تنظيم العممية االنتخابية من جانب وترىق المنتخب و تبعث‬
‫في نفسو الممل من جانب آخر‪ ،‬و ليست بمدة طويمة التي ينجر عنيا حرمان المواطنين‪ ،‬وممثمي الطبقة‬
‫السياسية من المشاركة في تسيير الشؤون العمومية‪ .‬بل ىي مدة معقولة ألنيا تضمن تداوال عمى السمطة‬

‫‪9‬‬
‫محميا‪ ،‬وتكفل تأىيال مناسبا من خالل ما يعرض عمى المجمس من ممفات شتى تخص شؤون اإلقميم‪ .7‬وما‬
‫يالحظ عمى مضمون المادة ‪ 65‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق باالنتخابات أنيا لم تنص عمى‬
‫"عدم تجديد عضوية المجمس الشعبي الوالئي ألكثر من مرة"‪ ،‬وىذا الحكم ىو نفسو المكرس في المادة ‪ 74‬من‬
‫الدستور الجزائري لسنة ‪ 1996‬من خالل عبارة "يمكن تجديد انتخاب رئيس الجميورية" وما يفيم من ذلك أن‬
‫المشرع ساير الكثير من الدول‪ ،‬التي ال تضع قيودا لتجديد عضوية المجمس الشعبي الوالئي مادام أن التجديد‬
‫يتم بإرادة حرة من طرف المواطنين أما الفقرة المادة ‪ 65‬في فقرتيا الثانية من القانون العضوي رقم ‪01-12‬‬
‫المتعمق بنظام االنتخابات نصت عمى أن تجرى االنتخابات المحمية‪ ،‬خالل ثالثة أشير قبل انقضاء مدة‬
‫خمس سنوات قصد تجديد عضوية المجالس المنتخبة المحمية‪ .‬وكما ألزمت الفقرة الثالثة من نفس المادة‬
‫المجالس المنتخبة المحمية بمواصمة أعماليا بعد انقضاء مدة خمس سنوات وذلك في ثالث حاالت الواردة‬
‫عمى سبيل الحصر وىي في حالة وفاة رئيس الجميورية أو حصول لو مانع أو تقديم استقالتو أو في حالة‬
‫إقرار الحالة االستثنائية أو في حالة الحرب‪.‬‬
‫كما حدد قانون االنتخابات الجديد بدقة أيضا الشروط الواجب توافرىا لمترشح لعضوية المجمس الشعبي‬
‫الوالئي‪ ،‬في المواد ‪ ، 83 ، 78 ، 76 ، 3‬و التي يمكن إجماليا فيما يمي‪:‬‬
‫* أن يكون المرشح متمتعا بالحقوق المدنية و السياسية و ال يوجد في إحدى حاالت فقدان األىمية ‪.‬‬
‫* أن يكون المرشح مسجال في الدائرة االنتخابية التي يترشح فييا ‪.‬‬
‫* أن يكون بالغا من العمر ثالثا وعشرين(‪ )23‬سنة كاممة يوم االقتراع المنصوص عميو في المادة ‪ 78‬من‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق بنظام االنتخابات ‪ ،‬بعدما كان خمس وعشرين (‪ )25‬سنة في قانون‬
‫االنتخابات القديم‪ ،‬ومنو نستنتج قانون االنتخابات الجديد فتح المجال لعنصر الشباب من أجل المشاركة بقوة‬
‫في تسيير الشؤون العمومية عمى المستوى المحمي‪.8‬‬
‫* أن يكون متمتعا بالجنسية الجزائرية سواء كانت جنسية جزائرية أصمية أو جنسية جزائرية مكتسبة‪.‬‬
‫* أن يثبت أداءه لمخدمة الوطنية أو إعفاءه منيا وىو شرط معمول بو لتقمد الوظائف العمومية فال يعقل أن‬
‫يسمح لممنتخب بالترشح و تقمد ميام ذات مسؤوليات ميمة في الدولة و ىو الذي تيرب من أداء واجبو اتجاه‬
‫ىذه األخيرة ‪ .‬ومع العمم أن المرشحة معفية من ىذا الشرط ‪.‬‬
‫* أال يكون قد حكم عميو بحكم نيائي بسبب ارتكابو جنحة أو جناية تيدد النظام العام و اإلخالل بو‪ ،‬وىنا‬
‫نالحظ أن ىذا الشرط يشكل قيد عمى مبدأ المشاركة ‪ ،‬بسبب أنو ال يوجد نص قانوني يحدد كل الجرائم التي‬
‫تيدد النظام العام ألن مصطمح النظام العام مصطمح واسع جدا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫* عدم احتواء نفس القائمة االنتخابية عمى أكثر من مرشحين اثنين (‪ )02‬ينتميان إلى أسرة واحدة سواء‬
‫بالقرابة أو بالمصاىرة من الدرجة الثانية‪ ،‬ومنو النص عمى مثل ىذا الشرط لو ما يبرره من احتمال سيطرة‬
‫الروح العائمية عمى أعمال المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬مما يؤثر سمبا عمى المصمحة العامة‪ .‬و لكن ما يالحظ‬
‫أنو رغم النص عمى مثل ىذا الشرط فإنو يمكن أن تفرز االنتخابات أكثر من مرشحين اثنين(‪ )02‬في مجمس‬
‫واحد من عائمة واحدة‪ ،‬وىذا في عالقة قرابة بين فائزين اثنين(‪ )02‬ينتميان إلى قوائم انتخابية مختمفة ‪ ،‬أو أنو‬
‫‪9‬‬
‫يمكن أن يكون رئيس المجمس ا لشعبي الوالئي و نائبو من عائمة واحدة‪ ،‬وىذا ما يشكل فراغا قانونيا ‪.‬‬
‫* أن تكون القائمة التي ينضم إلييا المرشح مقبولة صراحة من طرف حزب أو عدة أحزاب سياسية ‪ ،‬و في‬
‫حالة إذا لم تكن ىذه القائمة تحت رعاية حزب أو عدة أحزاب سياسية ‪ ،‬ينبغي أن تدعم بتوقيع ‪ %5‬عمى‬
‫األقل من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية عمى أال يقل ىذا العدد عن ‪ 150‬ناخبا وأن ال يزيد عن ألف ناخب‬
‫‪ ،‬بشرط ال يجوز ألي ناخب أن يوقع في أكثر من قائمة واحدة‪.‬‬
‫* عدم جواز لممرشح الترشح كأصمي أو إضافي في أكثر من قائمة انتخابية أو أكثر من دائرة انتخابية‪ ،‬وىذا‬
‫من أجل ضمان الحصول عمى مقعد في المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وغمق الباب أمام فئة من المترشحين التي‬
‫تممك الوسائل المادية والبشرية‪ ،‬وفي حالة إذا خالف المرشح ىذا الشرط ‪ ،‬فإنو يتعرض إلى العقوبات المحددة‬
‫في نص المادة ‪ 215‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق باالنتخابات‪.‬‬
‫* ال يحق لألشخاص المنصوص عمييم في المادة ‪ 81‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق بنظام‬
‫االنتخابات أن يرشحوا لعضوية المجمس الشعبي الوالئي لمدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة‬
‫االختصاص أو سبق ليم أن مارسوا فييا وظائفيم‪ ،‬واليدف من وراء النص عمى مثل ىذا الشرط ىو منع‬
‫التأثير المحتمل ألصناف معينة من الموظفين عمى سير العممية االنتخابية ونتائجيا‪ ،‬إما بحكم ىيبتيم كرجال‬
‫سمطة (مثل الوالة ورجال األمن والجيش والقضاة) أو بحكم وظائفيم في الجماعات اإلقميمية ومرافقيا‬
‫(مثل رئيس الدائرة وأعضاء مجمس الوالية ومحاسب مالي واألمين العام لموالية)‪ ،‬والجدير بالمالحظة أن‬
‫األمناء العامون لمبمديات ألول مرة ينص عمييم المشرع في القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق بنظام‬
‫االنتخابات ‪.‬‬
‫ولحماية الحق في الترشح لالنتخابات المحمية ألزم المشرع بأن يكون قرار رفض الترشح معمال تعميال‬
‫قانونيا واضحا من طرف اإلدارة العمومية‪ ،‬وأما الفقرة الثانية من المادة ‪ 77‬من قانون االنتخابات الجديد‬
‫ألزمت اإلدارة المعنية أن تبمغ قرار رفض الترشح إلى المعني باألمر خالل عشرة أيام من تاريخ إيداع‬
‫التصريح بالترشح ‪ .‬ويكون قرار الرفض قابل لمطعن أمام المحكمة اإلدارية خالل ثالث أيام من تبميغ قرار‬
‫الرفض ‪ ،‬و يجب عمى ىذه المحكمة أن تفصل في ىذا النزاع خالل خمسة أيام من تاريخ الطعن‪ ،‬ويكون‬
‫‪11‬‬
‫حكميا غير قابل ألي طعن‪ ،‬وىذا ما نصت عميو الفقرتين الثالثة و الرابعة من نفس المادة‪ ،‬وما يالحظ من‬
‫خالل عبارة "يكون حكم المحكمة غير قابل ألي شكل من أشكال الطعن" الواردة في الفقرة الرابعة من المادة‬
‫‪ 77‬من القانون العضوي رقم ‪ 07-12‬السالف الذكر‪ ،‬ال تحمي الحق في الترشح بل تنقص من قيمتو‬
‫الحقيقية‪ ،‬ولذ كان من المفروض عمى المشرع أن يفعل مبدأ التقاضي عمى درجتين و يجعل قرار المحكمة‬
‫اإلدارية قابل لمطعن باالستئناف أمام مجمس الدولة‪ ،‬والذي يجب أن يبت فيو في أجل قصير‪.‬‬
‫وما يالحظ أن قانون االنتخابات الجديد كسابقو ال يشترط عنصر الكفاءة لمترشح لعضوية المجمس‬
‫الشعبي الوالئي‪ ،‬بالرغم أن عنصر الكفاءة يمعب دور كبي ار برقي وازدىار الجماعات اإلقميمية‪ ،‬وزيادة عمى‬
‫ذلك يجب عمى المشرع أن ينص في قانون الوالية بصفة صريحة عمى إلزامية التكوين لكل المنتخبين خالل‬
‫عيدتيم االنتخابية‪ ،‬واليدف من وراء النص عمى ذلك ىو تحسين معمومات المنتخبين حول مبادئ تسيير‬
‫اإلدارة العمومية‪ ،‬وتوضيح كل القوانين السارية التي تحكم نظام الجماعات اإلقميمية‪.‬‬
‫كما نصت المادتان ‪ 66‬و‪ 67‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق بنظام االنتخابات‪ ،‬عمى كيفية توزيع‬
‫المقاعد في المجالس المنتخبة المحمية حسب المعامل االنتخابي (‪ ،)% 07‬بحيث أكدت عمى ما يمي‪:‬‬
‫* توزع المقاعد المطموب شغميا بين القوائم بالتناسب‪ ،‬حسب عدد األصوات التي تحصمت عمييا كل قائمة‬
‫مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى‪.‬‬
‫* كل القوائم التي لم تتحصل عمى نسبة سبعة (‪ )% 07‬عمى األقل من عدد األصوات المعبر عنيا في‬
‫الدائرة االنتخابية ال يحق ليا أن تتحصل عمى المقاعد‪ ،‬وبالتالي تقصى بقوة القانون‪.‬‬
‫* يتم توزيع المقاعد بعد ذلك عمى القوائم وفق عدد المرات التي حصمت فييا كل منيا عمى المعامل‬
‫االنتخابي وبعد توزيع المقاعد بناءا عمى المعامل االنتخابي‪ ،‬ترتب األصوات الباقية لمقوائم الفائزة بالمقاعد‪،‬‬
‫واألصوات التي تحصمت عمييا القوائم التي لم تفز بالمقاعد وذلك حسب أىمية عدد األصوات التي حصمت‬
‫عمييا و توزع باقي المقاعد حسب ىذا الترتيب‪،‬و المقعد األخير يمنح في حالة تساوي األصوات بين قائمتين‬
‫أو أكثر لمقائمة التي يكون معدل سن مرشحييا ىو األصغر‪.‬‬
‫وما يجب التنبيو إليو أن المعامل االنتخابي (‪)%07‬المكرس في المادة ‪ 67‬من القانون العضوي رقم ‪01-12‬‬
‫انتقد كثي ار من طرف العديد من رجال القانون و السياسة‪ ،‬بحيث اعتبروه مجحف في حق األحزاب الصغيرة‬
‫واألحزاب الجديدة‪ ،‬بحيث وجد ىذا المعامل االنتخابي لخدمة األحزاب الكبيرة وىيمنتيا عمى أغمبية المقاعد‪،‬‬
‫عمى حساب األحزاب الصغ يرة واألحزاب الجديدة‪ ،‬األمر الذي دفع بقادة ىذه األحزاب إلى عقد تحالفات فيما‬
‫بينيا‪ ،‬من أجل توسيع القاعدة الشعبية وتحقيق النسبة المحددة‪ ،‬واال كان مصيرىا الزوال من الساحة السياسية‬
‫في مواجية األحزاب السياسية القديمة‪ .‬لذا طالبوا بإلغائو أو مراجعتو نسبيا‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وفي ا ألخير يمكن القول أن المعامل االنتخابي في المجمس الشعبي الوطني ىو‪ ،%5‬بينما نجد‬
‫المعامل االنتخابي في المجالس الشعبية المحمية ىو ‪ ،% 7‬وىذا ما آثار العديد من التساؤالت من طرف الرأي‬
‫العام و الصحافة بصفة عامة ورجال القانون والسياسة بصفة خاصة‪ ،‬بحيث نجد أن ارتفاع المعامل االنتخابي‬
‫يؤدي بالضرورة إلى إقصاء مبدأ المشاركة وىذا ال يحقق الديمقراطية‪ ،‬لذا كان من األجدر عمى المشرع أن‬
‫يوحد نسبة المعامل االنتخابي بين المجالس المنتخبة المحمية وانتخاب المجمس الشعبي الوطني من ناحية‬
‫‪10‬‬
‫ومن ناحية األخرى يجب عميو أن يخفض من المعامل االنتخابي بشكل الذي يتماشى مع مبدأ المشاركة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫عدد أعضاء المجمس الشعبي الوالئي‬
‫انطالقا من أحكام المادة ‪ 82‬من قانون االنتخابات الجديد نجددىا حددت بكل دقة عدد أعضاء‬
‫المجالس الشعبية الوالئية‪ ،‬والتي تتغير بتغير عدد سكان كل والية‪ ،‬بحيث يتراوح عدد أعضاء المجالس‬
‫الشعبية الوالئية المكرسة في تمك المادة بين ‪ 35‬عضو كحد أدنى و‪ 55‬عضو كحد أقصى‪ ،‬مع العمم أن‬
‫أغمب واليات الوطن‪ ،‬تضم ‪ 39‬عضوا‪.‬‬
‫والجدير بالمالحظة أن عدد أعضاء المجمس الشعبي الوالئي في قانون االنتخابات الجديد‪ ،‬ىو نفسو‬
‫المعمول بو في قانون االنتخابات القديم‪ ،‬لذا كان من المفروض عمى المشرع أن يرفع من عدد أعضاء‬
‫المجالس الشعبية الوالئية في قانون االنتخابات الجديد ‪ ،‬وىذا تماشيا مع زيادة عدد سكان واليات الوطن منذ‬
‫سنة ‪.2005‬‬
‫أما المادة ‪ 2‬من القانون العضوي رقم ‪ 03-12‬المتعمق بكيفيات توسيع حظوظ تمثيل المرأة في‬
‫المجالس المنتخبة‪ ،‬تمزم جميع القوائم سواء كانت حرة أو معتمدة من طرف األحزاب السياسية‪ ،‬أن تضم عدد‬
‫ممكن من النساء بشرط أال يتجاوز عددىا عن نسبة ‪ %30‬عندما يكون عدد المقاعد يتراوح ما بين ‪ 35‬إلى‬
‫‪ 47‬مقعدا‪ ،‬أو ‪ % 35‬عندما يكون عدد المقاعد يتراوح ما بين ‪ 51‬إلى ‪ 55‬مقعدا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن نظام الكوتا المكرس في المادة الثانية من القانون السالف الذكر‪ ،‬طرح عدة إشكاالت من‬
‫بينيا ىل ىذا النظام يعتبر إنصاف أم إجحاف في حق المرأة؟ فيناك من رجال القانون أيده وانتصر لو‪،‬‬
‫وىناك من عارضو‪ ،‬وعمى أساس أن المرأة في اآلونة األخيرة أثبت جدارتيا وقدراتيا في شتى المجاالت‬
‫التعميمية والصحية واالقتصادية واالجتماعية وحتى من ناحية األمن والدفاع الوطني والقضاء‪ ،‬لذا كان من‬
‫المفروض إعطاء الحرية الكاممة لممرأة من أجل أن تعتمد عمى نفسيا وقدراتيا إلثبات وجودىا في المجالس‬
‫‪11‬‬
‫المنتخبة واقناع الناخبين بالتصويت عمييا ال انتظار ما يجمبو نظام الكوتا‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫المكانة التنظيمية لرئيس المجمس الشعبي الوالئي‬
‫نظم المشرع األحكام المتعمقة برئيس المجمس الشعبي الوالئي بموجب المواد ‪ 58‬إلى غاية المادة ‪75‬‬
‫من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬بحيث تمزم المادة ‪ 58‬في فقرتيا األولى المجمس الشعبي الوالئي أن يجتمع‬
‫تحت رئاسة المنتخب األكبر سنا‪ ،‬وىذا من أجل اإلسراع في عممية تنصيب رئيسو خالل ثمانية أيام من تاريخ‬
‫اإلعالن عن نتائج االنتخابات لمزاولة أعمالو‪ ،‬خاصة التي ليا صمة مباشرة بالجميور‪ ،‬وأما الفقرة الثانية تمزم‬
‫ىي األخرى المجمس الشعبي الوالئي بتشكيل مكتب مؤقت يتكون من منتخب أكبر سنا ومنتخبان أصغر سنا‬
‫ويكونون غير مرشحين لرئاسة المجمس من أجل اإلشراف عمى عممية انتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫وتتمخص صالحيات ىذا المكتب فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬استقبال جميع الترشحيات النتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بإعداد قائمة المرشحين لرئاسة المجمس الشعبي الوالئي ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد محضر النتائج النيائية النتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي مع إرسال نسخة منيا إلى الوالي‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة مع أعضاء المجمس الشعبي الوالئي وأعضاء البرلمان ورؤساء المجالس الشعبية البمدية في‬
‫تنصيب رئيس المجمس الشعبي الوالئي خالل جمسة عمنية‪ ،‬وبعد عممية تنصيب رئيس المجمس الشعبي الوالئي‬
‫يحل ىذا المكتب بقوة القانون وىذا ما أكدتو الفقرة الرابعة‪ ،‬ومنو نستنتج أن المادة ‪ 58‬بفقراتيا من قانون‬
‫الوالية رقم ‪ 07-12‬تعتبر نقطة ايجابية تحسب عمى المشرع ألن قانون الوالية رقم ‪ 09 -90‬لم ينص عمى‬
‫ذلك‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 59‬من قانون الوالية رقم ‪ 07 -12‬تطرقت بالتفصيل عمى طريقة اختيار رئيس المجمس‬
‫الشعبي الوالئي‪ ،‬بحيث ألزمت القائمة الحائزة عمى األغمبية المطمقة لممقاعد تقديم مرشح النتخاب رئيس‬
‫المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وىنا ال يكون رئيس المجمس الشعبي الوالئي بالضرورة متصدر القائمة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك فصمت الفقرة الثالثة من ىذه المادة أكثر بأنو في حالة عدم حصول أي قائمة عمى األغمبية المطمقة‪،‬‬
‫يمكن لمقائمتين الحائزتين عمى ‪ %35‬عمى األقل من المقاعد تقديم مرشح‪ ،‬وفي حالة عدم حصول أي قائمة‬
‫عمى ‪ %35‬عمى األقل من المقاعد‪ ،‬يمكن لجميع القوائم تقديم مرشح وىذا ما ىو مكرس في الفقرة الرابعة‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫ومنو نستنتج أن المشرع في المادة ‪ 59‬أجابت عمى كل احتماالت النتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫لكن كان من المفروض عمى المشرع أن يترك طريقة تحديد انتخاب رئيس المجمس الشعبي الوالئي في القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق بنظام االنتخابات‪ ،‬كما فعل ذلك في تحديد طريقة انتخاب رئيس المجمس‬
‫الشعبي البمدي في المادة ‪ 80‬منو‪.‬‬
‫أما الفقرة السادسة من المادة ‪ 59‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬أكدت بصفة صريحة أنو في حالة إذا‬
‫لم يتحصل أي مرشح عمى األ غمبية المطمقة‪ ،‬يجرى دور ثان بين المرشحين الحائزين المرتبتين األولى والثانية‬
‫ويعمن فائ از المرشح المتحصل عمى أغمبية األصوات‪ ،‬وىنا نالحظ أن وعاء االختيار ضيق مقارنة ما ىو‬
‫مكرس في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 25‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬أما الفقرة األخيرة من المادة ‪ 59‬من‬
‫قانون الوالية الجديد ‪ ،‬نجدىا تؤكد عمى أنو في حالة تساوي األصوات المحصل عمييا يعمن رئيسا المرشح‬
‫األكبر سنا‪ ،‬وىذا ما كان معمول بو في قانون الوالية القديم‪.‬‬
‫والجدير بالمالحظة أن قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬جاء خاليا من أية إشارة إلى تنظيم حاالت سحب‬
‫الثقة من رئيس المجمس الشعبي الوالئي وىو نفس ما كان المعمول بو في قانون الوالية القديم‪ ،‬وفي اعتقادنا‬
‫كان من األجدر عمى المشرع أن ينص بصفة صريحة عمى حاالت سحب الثقة في أحكام قانون الوالية رقم‬
‫‪ 07-12‬وكذلك قانون البمدية رقم ‪ ،10 -11‬مع تحديدىا بدقة ووضوح‪ ،‬وعدم ترك ذلك ألىواء ورغبة‬
‫أعضاء المجمس الشعبي الوالئي والبمدي‪.‬‬
‫أما أحكام المادة ‪ 62‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬نجدىا أعطت الحق لرئيس المجمس الشعبي‬
‫الوالئي أن يختار نوابو لمساعدتو في أداء ميامو ‪ ،‬و لكن ذلك بشروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون ىؤالء النواب من بين أعضاء المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون خالل ‪ 08‬أيام من تاريخ تنصيب رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫ويبدو لنا أن المشرع أصاب عندما أقر ذلك الحكم‪ ،‬وىذا إلسراع في عممية تنصيب نواب رئيس المجمس‬
‫الشعبي الوالئي لمزاولة أعماليم‪ ،‬من أجل المحافظة عمى مبدأ استم اررية الوالية في أداء مياميا‪ ،‬وما يجب‬
‫اإلشارة إليو أن المادة ‪ 26‬في فقرتيا األولى من قانون الوالية القديم لم تنص عمى تمك المدة (‪ 08‬أيام) بحيث‬
‫أعطت لرئيس المجمس الشعبي الوالئي الحرية الكاممة في اختيار نوابو‪.‬بينما المادة ‪ 70‬من قانون البمدية رقم‬
‫‪ 10-11‬نجدىا تمزم رئيس المجمس الشعبي البمدي أن يختار نوابو خالل مدة خمسة عشر(‪ )15‬يوما عمى‬
‫األكثر التي تمي تنصيبو‪ ،‬وىنا نالحظ أن ىناك اختالف بين أحكام ىذه المادة والمادة ‪ 62‬من قانون الوالية‬
‫رقم ‪ ،07-12‬من خالل تمك المدة‪ ،‬وىذا االختالف ال نجد ما يبرره ‪.‬‬
‫‪ -3‬أال يتجاوز عدد قائمة النواب التي يختارىا رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫‪15‬‬
‫* نائبين (‪ )02‬بالنسبة لممجالس الشعبية الوالئية المتكونة من ‪ 35‬إلى ‪ 39‬منتخبا‪.‬‬
‫* ثالثة (‪ )03‬نواب بالنسبة لممجالس الشعبية الوالئية المتكونة من ‪ 43‬إلى ‪ 47‬منتخبا‪.‬‬
‫* ستة (‪ )06‬نواب بالنسبة لممجالس الشعبية الوالئية المتكونة من ‪ 51‬إلى ‪ 57‬منتخبا‪.‬‬
‫وىنا نالحظ أن المادة ‪ 29‬من قانون الوالية رقم ‪ 09-90‬جاءت خالية من أية حكم يتعمق بتحديد عدد األدنى‬
‫واألقصى لنواب رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬ومنو نستنتج أن ىذه المادة منحت الحرية الكاممة لرئيس‬
‫المجمس الشعبي الوالئي مقارنة بما ىو مكرس في المادة ‪ 62‬من قانون الوالية الجديد‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب عمى رئيس المجمس الشعبي الوالئي أن يعرض قائمة النواب التي اختارىا عمى المجمس الشعبي‬
‫الوالئي لممصادقة عمييا باألغمبية المطمقة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬أنو يمكن لرئيس المجمس الشعبي الوالئي بحكم المادة ‪ 63‬في فقرتيا الثانية أن يعين أحد نوابو‬
‫من أجل استخالفو في حالة حصول مانع لو‪ ،‬واذا استحال عمى الرئيس تعيين مستخمف لو‪ ،‬فيقوم المجمس‬
‫الشعبي الوالئي بتعيين أحد نواب الرئيس‪ ،‬وان تعذر ذلك أحد أعضاء المجمس وىذا ما أكدتو الفقرة الثالثة من‬
‫نفس المادة‪ ،‬وىنا نالحظ أن المشرع أجاب عمى كل االحتماالت‪ ،‬ومع العمم أن مضمون ىذه المادة ىي نفسيا‬
‫مكرسة في المادتان ‪ 26‬و‪ 27‬من قانون الوالية القديم‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك نجد أن الفقرة األولى من المادة ‪63‬‬
‫وأيضا الفقرة األولى من المادة ‪ 69‬من قانون الوالية الجديد تمزم رئيس المجمس الشعبي الوالئي بالتفرغ بصفة‬
‫دائمة لممارسة عيدتو االنتخابية‪ ،‬وبيذه الصفة فيو ممزم باإلقامة فوق إقميم الوالية‪ ،‬مع العمم أن المادة ‪32‬‬
‫من قانون الوالية رقم ‪ 09 -90‬جاءت خالية من ذلك‪.‬‬
‫وأما المادة ‪ 64‬من قانون الوالية الجديد أكدت بصفة صريحة عمى أنو إذا تغيب رئيس المجمس‬
‫الشعبي الوالئي عن دورتين عاديتين في كل سنة دون مبرر‪ ،‬فإنو يعتبر قد تخمى صراحة عن العيدة‬
‫االنتخابية‪ ،‬وعميو نجد أن المشرع بحكم ىذه المادة قد استدرك النقص الذي كان موجودا في قانون الوالية رقم‬
‫‪ ،09-90‬وىذا إل ضفاء المزيد من الجدية بالنسبة لرؤساء المجالس الشعبية الوالئية خاصة وأن ليم مناصب‬
‫ذات مكانة رفيعة عمى المستوى المحمي‪.12‬‬
‫أما المادة ‪ 65‬في فقرتيا األولى من قانون الوالية الجديد أعطت الحق لرئيس المجمس الشعبي الوالئي‬
‫في تقديم استقالتو أمام المجمس الشعبي الوالئي المجتمع‪ ،‬ويبمغ الوالي بذلك‪ ،‬مع العمم أن مضمون ىذه الفقرة‬
‫ىو نفسو مكرس في الفقرة األولى من المادة ‪ 35‬من قانون الوالية السابق‪ .‬وتكون استقالة رئيس المجمس‬
‫الشعبي الوالئي سارية المفعول من تاريخ تقديميا أمام المجمس الشعبي الوالئي المجتمع‪ ،‬وىذا ما أكدتو أحكام‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 65‬من قانون الوالية الجديد‪ ،‬وىنا استدرك المشرع النقص الذي كان موجودا في المادة‬
‫‪ 35‬من قانون الوالية القديم‪ ،‬ألنيا لم تحدد بصفة صريحة بداية تاريخ استقالة رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وفي األخير يتم استخالف رئيس المجمس الشعبي الوالئي المستقيل أو المتوفى أو المعفى أو الذي‬
‫يكون محل مانع قانوني أو المنتيية ميامو بسبب التخمي عن العيدة االنتخابية في أجل ‪ 30‬يوما حسب ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 66‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬مع أن المادة ‪ 66‬لم تنص بدقة بداية سريان ىذا‬
‫األجل‪ ،‬أما المادة ‪ 70‬من قانون الوالية الجديد أكدت أن رئيس المجمس الشعبي الوالئي يتمقى عالوات‬
‫وتعويضات مالية من ميزانية الوالية‪ ،‬وىذا الحكم ىو نفسو مكرس في المادة ‪ 33‬من قانون الوالية رقم ‪-90‬‬
‫‪.09‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الهذيان التشريعي في ضبط سير المجمس الشعبي الوالئي‬
‫نظم قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬أحكام سير المجمس الشعبي الوالئي في الفصل األول من الباب الثاني تحت‬
‫عنوان المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬بحيث يتضح لنا أن ىناك ‪ 12‬مادة جديدة تخص سير المجمس الشعبي‬
‫الوالئي مقارنة بأحكام قانون الوالية رقم ‪ ،09 -90‬وىذا ما يدل عمى وجود مستجد ات قانونية جديدة بالفعل‬
‫تخص سير المجمس‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫دورات المجمس‬
‫جاء قانون الوالية الجديد بالعديد من المستجدات في مجال دورات المجمس‪ ،‬ومن مظاىر ىذه المستجدات‪،‬‬
‫بحيث تمزم المادة ‪ 14‬المجمس الشعبي الوالئي أن يعقد أربع (‪ )04‬دورات عادية في السنة‪ ،‬و مدة كل دورة‬
‫منيا خمسة عشر يوما (‪ )15‬عمى األكثر‪ ،‬خالل أشير مارس ويونيو وسبتمبر وديسمبر‪ ،‬واألمر نفسو مكرس‬
‫في قانون الوالية القديم‪ ،‬ومنو نستنتج أن أربع دورات (‪ )04‬في سنة كافية لتمبية احتياجات ومطالب‬
‫وانشغاالت المواطن المحمي‪ ،‬لكن ما يمكن مالحظتو أن مدة كل دورة خمسة عشر (‪ )15‬يوما‪ ،‬تبدو غير‬
‫كافية لتحقيق الحد األدنى من انشغاالت سكان الوالية خاصة بالنسبة لمواليات التي تعيش كثافة سكانية عالية‬
‫مثل الجزائر‪ -‬العاصمة ‪ -‬ووىران و بجاية‪...‬الخ‪.‬‬
‫وما يجب التنبيو إليو أن المادة ‪ 14‬من قانون الوالية الجديد أضافت كممة"وجوبا" وكذلك عبارة "ال‬
‫يمكن جمعيا" وىنا أحسن المشرع صنعا في ذلك‪،‬بحيث لوحظ أن المجمس الشعبي الوالئي في ظل قانون‬

‫‪17‬‬
‫الوالية رقم ‪ 09-90‬كان يعقد كل دوراتو في دورة واحدة‪ ،‬خاصة عندما يتعمق األمر بالمصادقة عمى ميزانية‬
‫الوالية‪ ،‬وىذا ما يؤدي بطبيعة الحال إلى ضياع المصالح العمومية المحمية‪.‬‬
‫والجدير بالمالحظة أن مدة الدورة المقدرة بخمسة عشر(‪ )15‬يوما المنصوص عمييا في المادة ‪11‬‬
‫من قانون الوالية رقم ‪ ، 09 -90‬قابمة لمتجديد عند الضرورة من طرف أغمبية األعضاء أو بطمب من الوالي‬
‫بشرط أال تتجاوز مدة سبعة(‪ )07‬أيام‪ ،‬لكن ىذا ال نجده في قانون الوالية رقم ‪ ، 07-12‬بالرغم أن مدة‬
‫خمسة عشر (‪ ) 15‬يوما كما قمنا آنفا غير كافية لتمبية حاجيات سكان الوالية‪ ،‬مع العمم أن المجمس الشعبي‬
‫الوالئي يمكنو أن يجتمع في دورة غير عادية‪ ،‬بطمب من رئيسو أو ثمث (‪ )3/1‬أعضائو أو بطمب من الوالي‪،‬‬
‫وىذا ما أكدتو المادة ‪ 15‬من قانون الوالية الجديد ومنو أحكام ىذه المادة ىي نفسيا موجودة في المادة ‪ 13‬من‬
‫قانون الوالية القديم‪.‬‬
‫كما يتضح أيضا من خالل عبارة "بقوة القانون" الواردة في المادة ‪ 15‬من قانون الوالية رقم ‪،07-12‬‬
‫أنيا تمزم المجمس الشعبي الوالئي أن يجتمع بقوة القانون في حالة كارثة طبيعية أو تكنولوجية‪ ،‬وىذه الفقرة‬
‫تعتبر جديدة‪ ،‬بحيث لم ينص عمييا قانون الوالية رقم ‪ 09 -90‬وال األمر ‪ 38-69‬السالف الذكر‪ ،‬وىذا شيء‬
‫ايجابي ألن المجمس الشعبي الوالئي وجد في خدمة المواطن المحمي سواء في الظروف العادية أو في‬
‫الظروف االستثنائية ال غير‪ ،‬لكن ما يالحظ عمى مضمون الفقرة الثالثة من المادة ‪ 15‬من قانون الوالية رقم‬
‫‪ ، 07-12‬أنيا لم ت عط عمى األقل العقوبات المقررة في حالة ما إذا لم يجتمع المجمس الشعبي الوالئي في‬
‫حالة وجود كارثة طبيعية أو كارثة تكنولوجية‪.13‬‬
‫وفي األخير يمكن القول أن المادة ‪ 13‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬والمادة ‪ 10‬من قانون الوالية‬
‫رقم ‪ 09 -90‬ثمنت من استقاللية المجمس الشعبي الوالئي بحيث نجدىا أعطت لو الحرية الكاممة في إعداد‬
‫نظامو الداخمي والمصادقة عميو‪ ،‬لكننا نالحظ من خالل ىاتين المادتين أنيا جاء خالية من أية إشارة إلى‬
‫الدورة التي يمكن لممجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬أن يصادق عمى نظامو الداخمي‪ ،‬ىل يتم ذلك في أول دورة أم في‬
‫الدورات اآلتية‪ ،‬مع العمم أن ىذا اإلشكال ال يطرح في قانون البمدية رقم ‪ ،10 -11‬بحيث نجد المادة ‪ 16‬في‬
‫فقرتيا الثانية تؤكد بصفة صريحة أن المجمس الشعبي البمدي يصادق عمى نظامو الداخمي في أول دورة لو‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫لجان المجمس‬
‫نظم المشرع أحكام لجان المجمس الشعبي الوالئي بموجب المواد ‪ 33‬إلى غاية المادة ‪ 37‬من قانون‬
‫الوالية الجديد‪ ،‬بحيث تعطي المادة ‪ 33‬الحرية الكاممة إلى أعضاء المجمس الشعبي الوالئي في تشكيل لجان‬
‫دائمة في مجاالت معينة‪ ،‬مع العمم أن ىذه المجاالت شيدت توسع مقارنة بأحكام المادة ‪ 22‬من قانون الوالية‬
‫القديم عمى غرار التربية والتعميم العالي والتكوين الميني‪ ،‬وتييئة اإلقميم‪ ،‬التنمية المحمية والتجييز واالستثمار‬
‫والتشغيل واالتصال وتكنولوجيات اإلعالم‪ ،‬والنظافة وحماية البيئة‪ ،‬ويكمن السبب في ىذا التوسيع‪ ،‬إلى توسيع‬
‫صالحيات المجمس الشعبي الوالئي في العديد من الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪...‬الخ‪.‬‬
‫وعميو نستنتج أن المشرع كان أقرب إلى الصواب‪ ،‬وىذا من أجل تفرغ المجمس الشعبي الوالئي لمتطرق إلى‬
‫المسائل الجوىرية بكل تفصيل من أجل وضع السياسية العامة التي تيم مصالح سكان إقميم الوالية‪ .‬والجدير‬
‫بالمالحظة أن المادة ‪ 31‬من قانون البمدية رقم ‪ ،10 -11‬حددت بدقة الحد األدنى والحد األقصى لعدد‬
‫المجان الدائمة لمبمدية‪ ،‬أما المادة ‪ 33‬بفقرتييا من قانون الوالية رقم ‪ 07 - 12‬والمادة ‪ 22‬بفقراتيا من قانون‬
‫الوالية رقم ‪ 09-90‬لم تنص صراحة عمى عدد لجان المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬ويبدو لنا أن عدد لجان‬
‫المجمس الشعبي الوالئي يتغير حسب عدد سكان كل الوالية‪.‬‬
‫كما نالحظ أن المادة ‪ 34‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬منحت االستقاللية لكل لجنة من لجان المجمس‪،‬‬
‫بوضع نظاميا الداخمي بكل حرية والمصادقة عميو‪ ،‬ومع العمم أن مضمون ىذه الفقرة ىو نفسو مكرس في‬
‫المادة ‪ 32‬من قانون البمدية رقم ‪ ،10-11‬إال أنو يوجد ىناك اختالف بين أحكام ىاتين المادتين‪ ،‬بدليل أن‬
‫المادة ‪ 32‬في فقرتيا الثانية من قانون البمدية رقم ‪ ،10-11‬لم تعطي الحق لكل لجنة في المصادقة عمى‬
‫نظاميا الداخمي ‪ ،‬بل المصادقة عمى ىذا النظام ىو من اختصاص المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬مع العمم أن الفقرة‬
‫األولى من المادة ‪ 34‬من قانون الوالية الجديد نجدىا تبين أن عممية تشكيل المجان الدائمة أو الخاصة‬
‫لممجمس الشعبي الوالئي تكون عن طريق مداولة يصادق عمييا باألغمبية المطمقة ألعضاء المجمس الشعبي‬
‫الوالئي بناءا عمى اقتراح من رئيسو أو األغمبية المطمقة ألعضائو‪.‬‬
‫والجدير بالمالحظة أن المجمس الشعبي الوالئي لو الحق في قانون الوالية الجديد بتشكيل لجان خاصة‬
‫من أجل دراسة كل المسائل الجوىرية والميمة التي تيم سكان الوالية‪ ،‬وىذه المجنة تعتبر منحمة عندما تنتي ي‬

‫‪19‬‬
‫من الميام التي أنشئت من أجميا‪ ،‬وىذا ما أكدتو المادة ‪ 34‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬مع العمم أن‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 22‬من قانون الوالية رقم ‪ 09 - 90‬لم تنص بصفة صريحة عمى كيفية انتياء ميام‬
‫ىذه المجان‪.‬‬
‫وما يستخمص من الفقرة األولى من المادة ‪ 34‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬أن المشرع لم يول أي‬
‫اىتمام لعنصر الكفاءة والتخصص والخبرة الفنية في تركيبة ىذه المجان‪ ،‬ويكمن الغرض من النص عمى ىذه‬
‫الفقرة‪ ،‬ىو المحافظة عمى استقرار المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وتكريس التعددية الحزبية وتعميم مبدأ المشاركة‪،‬‬
‫وما يفيم من خالل عبارة "يرأس كل لجنة عضو من المجمس الشعبي الوالئي منتخب من طرفيا"‪ ،‬الواردة في‬
‫نص المادة ‪ 34‬من قانون الوالية الجديد‪ ،‬أنيا أعطت لممنتخب الحق في المشاركة في أكثر من لجنة من‬
‫لجان المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وىذا ما يشتت من قدراتو ويقمل من فعالية أدائو‪ ،14‬أما المادة ‪ 35‬من قانون‬
‫الوالية الجديد أعطت الحق لثمث (‪ )3/1‬أعضاء المجمس الشعبي الوالئي أن ينشئوا لجنة تحقيق تقوم بتقصي‬
‫الحقائق حول أي مسألة تدخل في المصالح العمومية الوالئية‪ ،‬كما ألزم المشرع السمطات العمومية المحمية‬
‫بتقديم يد مساعدة ليذه المجنة‪ ،‬وبعد أن تنتيي ىذه المجنة من قياميا باألعمال المحدد ليا‪ ،‬تقدم نتائجيا إلى‬
‫المجمس الشعبي الوالئي ويتبع ذلك بمناقشة‪ ،‬مع قيام رئيس المجمس الشعبي الوالئي بإخطار الوالي والوزير‬
‫المكمف بالداخمية‪ ،‬وفي ىذه النقطة يري األستاذ "محمد زاغودي" أن رقابة ىذه المجنة قد تتسم بعدم فعاليتيا‬
‫ألن القرار النيائي ال يكون في يد المجمس الشعبي الوالئي بل يرجع إلى سمطات الوصية التي غالبا ما تكون‬
‫أمام عدة ضغوطات وعراقيل وتماطل في اتخاذ القرار المناسب‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى محل شك في مصداقية‬
‫‪15‬‬
‫الييئة المنتخبة وتصبح ىذه الرقابة بعد ذلك بدون جدوى‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 36‬من نفس القانون تعطي الحق لمجان المجمس بتوجيو أية دعوة ألي شخص بحكم‬
‫مؤىالتو وخبرتو‪ ،‬بأن يقدم معمومات مفيدة من أجل مساعدتيا في مناقشة القضايا المعروضة عمييا‪ ،‬لكن ما‬
‫يالحظ أن ىذه المادة لم تمنح لمجنة الحل الذي يمكن أن تمجأ إليو‪ ،‬في حالة ما إذا امتنع ىذا المواطن‪ ،‬بأن‬
‫يدلي بم عمومات أو أنو لم يمب الدعوة الموجية إليو من قبل ىذه المجنة‪ ،‬وخاصة أن المعمومات التي بحوزتو‬
‫قد تكون ضرورية تمس المصالح الضرورية لممجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وفي األخير نالحظ أن المادة ‪ 37‬من قانون الوالية الجديد غير مكرسة في أحكام قانون الوالية القديم‪،‬‬
‫بحيث تعطي الحق ألي عضو من أعضاء المجمس الشعبي الوالئي بأن يوجو سؤاال كتابيا ألي مدير من‬
‫المدراء التنفيذيين لممديريات المتواجدة عمى مستوى إقميم الوالية‪ ،‬و يجب عمى أي مدير أو المسؤول الموجو‬
‫إليو السؤال‪ ،‬أن يجيب عميو كتابة خالل خمسة عشر يوما (‪ )15‬من تاريخ تبميغو لنص السؤال‪،‬بحيث تعتبر‬
‫ىذه المادة نقطة إيجابية جاء بيا المشرع ألن األسئمة الكتابية ترفع من قيمة المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وتدعم‬
‫‪20‬‬
‫فكرة الرقابة الشعبية‪ ،‬كما تعتبر األسئمة الكتابية أيضا وسيمة لمحصول عمى استشارة قانونية مجانية خاصة في‬
‫المجال المالي‪ ،‬متى أعطت الجية اإلدارية اإلجابة الكافية عن موضوع السؤال الكتابي‪ ،‬وىذا ما يفيد‬
‫‪16‬‬
‫المنتخبين بدرجة كبيرة عمى المستوى المحمي‪.‬‬
‫لكنما يالحظ أن المادة ‪ 37‬أعطت الحق ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي بتوجيو السؤال الكتابي‬
‫فقط‪ ،‬دون توجيو السؤال الشفوي‪ ،‬فكان من المفروض عمى المشرع أن يعطي الحق ألعضاء المجمس الشعبي‬
‫الوالئي بتوجيو األسئمة الشفيية أيضا ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى أن المادة ‪ 37‬من قانون الوالية لم تعط‬
‫الحق ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي بتوجيو األسئمة الكتابية واألسئمة الشفوية عمى الوالي‪ ،‬وىذا ما يدل‬
‫عمى أن الوالي يعتبر رئيس الجميورية الثاني عمى مستوى المحمي‪ ،‬ألن نواب البرلمان ال يحق ليم توجيو‬
‫‪17‬‬
‫األسئمة عمى رئيس الجميورية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‬
‫مداوالت المجمس‬
‫تتخذ مداوالت المجمس الشعبي الوالئي باألغمبية البسيطة ألعضائو‪ ،‬باستثناء الحاالت المنصوص‬
‫عمييا صراحة في ىذا القانون أي ىناك بعض مداوالت المجمس تتخذ باألغمبية المطمقة ألعضاء المجمس‬
‫عمى غرار المداولة المتعمقة بتشكيمة لجان الدائمة أو الخاصة ‪ ،‬أو المصادقة عمى نواب رئيس المجمس‪ ،‬ومنو‬
‫نستنتج أن الم شرع راعى خصوصية موضوع مداوالت المجمس عمى خالف قانون الوالية القديم‪ ،‬الذي جاء‬
‫بصفة العموم‪ ،‬بحيث لم يحدد طبيعة األغمبية المشترطة لممصادقة عمى مداوالت المجمس ‪ ،‬ىل ىي أغمبية‬
‫مطمقة أم أغمبية نسبية ‪.‬‬
‫وأما المادة ‪ 52‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬تؤكد أن المداوالت المصادق عمييا من طرف المجمس‬
‫الشعبي الوالئي يجب أن تحرر وتسجل حسب ترتيبيا الزمني‪ ،‬في سجل خاص مرقم ومؤشر عميو من طرف‬
‫رئيس المحكمة المختص إقميميا‪ ،‬وما أن المشرع لم يشير صراحة إلى المحكمة اإلدارية دون غيرىا ‪ ،‬لذا كان‬
‫من األجدر عميو أن ينص بصفة صريحة إلى رئيس ا لمحكمة اإلدارية المختصة إقميميا‪ ،‬وىذا من أجل رفع‬
‫ألي لبس في قواعد االختصاص القضائي ألن النظام القضائي الجزائري أصبح مزدوج بعد صدور الدستور‬
‫الجزائري لسنة ‪ 1996‬في أحد مواده كالمادة ‪ 143‬والمادة ‪ 152‬منو‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫كما أن المادة ‪ 52‬في فقرتيا الثانية من قانون الوالية الجديد‪ ،‬جاءت عمى صفة اإللزام بحيث تمزم‬
‫جميع أعضاء المجمس الشعبي الوالئي أو الممثمين عند التصويت‪ ،‬أن يوقعوا عمى مداوالت المجمس أثناء‬
‫الجمسة‪،‬سواء كانوا قد صوتوا"بنعم" أو صوتوا "بال" عمى ىذه المداوالت‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك أن ىذه الفقرة أضافت عبارة لم تكن موجودة في المادة ‪ 48‬من قانون الوالية رقم ‪- 90‬‬
‫‪ ،09‬وتتمثل فيما يمي" ويرسل مستخمص من المداولة في أجل ثمانية أيام من رئيس المجمس الشعبي الوالئي‬
‫إلى الوالي مقابل وصل االستالم" ‪ ،‬فربما الغرض من إقرار ذلك الحكم ىو إلزام رئيس المجمس الشعبي الوالئي‬
‫إرسال نسخة من ىذه المداولة إلى الوالي من أجل اإلسراع ىذا األخير في تنفيذ ىذه المداولة ‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 25‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬تعطي الحق لممجمس الشعبي الوالئي بأن يجرى مداوالتو‬
‫وأشغالو‪ ،‬إما بالمغة العربية أو بالمغة األمازيغية‪ ،‬وىذا تتماشى مع ما تقتضيو أحكام المادة ‪ 3‬مكرر التي‬
‫جاءت بمناسبة تعديل الدستور الجزائري ‪ 1996‬في سنة ‪ ،2002‬مع العمم أن ىذه العبارة غير مكرسة في‬
‫أحكام قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬ومع العمم أن المادة ‪ 25‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬تمزم المجمس‬
‫الشعبي الوالئي بأن يحرر مداوالتو وأشغالو وتحت طائمة البطالن بالمغة العربية‪.‬‬
‫أما الفقرة األولى من المادة ‪ 26‬من قانون الوالية الجديد‪ ،‬فتؤكد عمى أن جمسات المجمس الشعبي‬
‫الوالئي تكون عمنية‪ ،‬واليدف من ذلك ىو السماح لشريحة من المواطنين لسكان الوالية الحضور إلى ىذه‬
‫الجمسات‪ ،‬ومن ثم توسيع الرقابة الشعبية عمى أشغال وأعمال المجمس الشعبي الوالئي‪ ،18‬لكن ما يالحظ أن‬
‫اإلشكال الذي يطرح‪ :‬ىل ىؤالء المواطنون ليم الحق في الحضور إلى جمسات المجمس الشعبي الوالئي؟‪،‬‬
‫و إذا حضروا ىل ليم الحق في إثارة ومناقشة النقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة ؟‪ ،‬و عميو فالواقع يؤكد‬
‫أن ال أحد من مواطني الوالية الحضور إلى جمسات المجمس‪ ،‬ربما يعود ذلك إلى غياب ثقافة وعي المشاركة‬
‫المدنية لدى المواطن المحمي من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى ربما نظرة ىذا المواطن لمحضور إلى الجمسات من‬
‫أجل أن يسمع فقط‪ ،‬دون أن يطرح انشغاالتو لدى أعضاء المجمس الشعبي الوالئي في الجمسة‪.‬‬
‫أما الفقرة الثانية من المادة ‪ 26‬من قانون الوالية الجديد أعطت لممجمس الشعبي الوالئي أن يداول في جمسة‬
‫مغمقة في الحالتين ىما‪ :‬حالة تأديبية لممنتخبين‪ ،‬وحالة الكوارث الطبيعية أو التكنولوجية‪ ،‬وىنا نستنتج أن‬
‫المشرع أحسن صنعا عندما حذف المسائل المتعمقة باألمن والنظام العام‪ ،‬والتي كانت مكرسة في المادة ‪17‬‬
‫من قانون الوالية القديم ‪ ،‬ألن النظام العام أو األمن العام ىو مصطمح واسع‪ ،‬بحيث نجد أن المجمس الشعبي‬
‫الوالئي في مثل ىذه الحالة يستغل الفرصة ويتداول في جمسة مغمقة باسم النظام العام أو األمن العام‪ ،‬وىذا ما‬
‫يخدم المتطمب اإلداري أكثر فأكثر‪ ،‬ويحرم المواطن من ممارسة عممية الرقابة عمى أعمال المجمس‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫كما أكدت المادة ‪ 19‬من قانون الوالية ‪ 07-12‬عمى أن اجتماعات المجمس الشعبي الوالئي ال تصح‬
‫إال بحضور األغمبية المطمقة ألعضاء المجمس الممارسين‪ ،‬بخالف الفقرة األولى من المادة ‪ 15‬من قانون‬
‫الوالية القديم التي لم تحدد طبيعة ىذه األغمبية‪ ،‬ومنو نستنتج أن اشتراط المشرع لنصاب قانوني معين النعقاد‬
‫اجتماعات المجمس في المادة ‪ 19‬من قانون الوالية الجديد يعد تكريسا لمبدأ التسيير الجماعي‪ ،‬الذي يستمزم‬
‫أن يشارك كل أعضاء المجمس في إدارة وتسيير الوالية وعدم السماح ألقمية من األعضاء أن تنفرد باتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬
‫أما الفقرة الثانية من نفس ىذه المادة نجدىا تؤكد أنو إذا لم يجتمع المجمس الشعبي الوالئي بعد‬
‫االستدعاء األول لعدم اكتمال النصاب القانوني‪ ،‬فإن المداوالت المتخذة بعد االستدعاء الثاني بفارق خمسة‬
‫أيام كاممة عمى األقل تكون صحيحة ميما يكن عدد األعضاء الحاضرين‪ ،‬ىنا نجد أن المشرع أحسن صنعا‬
‫عندما أصدر ىذا الحكم‪ ،‬ربما الغرض من ذلك ىو دفع المجمس الشعبي الوالئي من أجل القيام بأعمالو في‬
‫أسرع وقت ممكن حتى ال تتعطل المصالح المحمية‪.‬‬
‫كما يمكن لعضو المجمس الشعبي الوالئي الذي لو مانع من حضور اجتماعات المجمس الشعبي الوالئي أن‬
‫يوكل كتابيا أحد زمالئو الذي يختاره لمتصويت عنو‪ ،‬ولكن ال يجوز لعضو واحد أن يحمل في المجمس أكثر‬
‫من وكالة واحدة‪ ،‬كما ال تصح ىذه الوكالة إال في جمسة واحدة وفي دورة واحدة فقط‪ ،‬وىذا ما أكدتو المادة‬
‫‪ ،20‬كما يالحظ من أحكام المادة ‪ 21‬من قانون الوالية الجديد‪ ،‬أن المشرع لم يفرض شكال معينا في الوكالة‬
‫توثيقية كانت أو إدارية بل ذكرت العبارة "سمطة مؤىمة" عمى صفة العموم‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يجب أن تجرى مداوالت المجمس الشعبي الوالئي في المقر المخصص لممجمس‬
‫الشعبي الوالئي‪ ،‬وفي حالة المخالفة تكون ىذه المداوالت باطمة بقوة القانون‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪22‬‬
‫من قانون الوالية الجديد‪ ،‬وىنا نجد أن المشرع أصاب في ذلك‪ ،‬بحيث أن الواقع أكد أن كثي ار من مداوالت‬
‫المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬قد أجريت في العديد من بمديات الوالية‪ ،‬بالرغم أن مقر المجمس الشعبي الوالئي‬
‫موجود في عاصمة الوالية‪ ،‬ومع العمم أن مضمون ىذه المادة غير مكرس في أحكام قانون الوالية رقم ‪-90‬‬
‫‪ 09‬و ال األمر رقم ‪ 38 - 69‬المتعمق بالوالية‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 23‬من قانون الوالية رقم ‪ 07 -12‬نجدىا تنص عمى أنو في حالة حدوث قوة قاىرة مؤكدة‬
‫التي تحول دون دخول المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬يمكن ليذا األخير عقد مداوالتو وأشغالو في مكان آخر من‬
‫إقميم الوالية‪ ،‬لكن بعد التشاور مع الوالي لكن ما يالحظ من خالل عبارة "بعد التشاور مع الوالي" الواردة في‬
‫نفس ىذه الفقرة ‪ ،‬وكذلك عبارة " يتدخل الوالي أو ممثميو أثناء األشغال بناء عمى طمبو" الواردة في الفقرة‬

‫‪23‬‬
‫الثانية من قانون الوالية رقم ‪ ،07 - 12‬لقد توحي عمى تقوية من مكانة الوالي وىيمنتو عمى المستوى‬
‫المحمي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫توسيع و تشديد الرقابة الوصائية عمى المجمس الشعبي الوالئي لتشجيع التسيير المركزي‬
‫نص قانون الوالية الجديد رقم ‪ ، 07 - 12‬عمى الرقابة الوصائية الممارسة عمى المجمس الشعبي‬
‫الوالئي‪ ،‬بحيث تميزت باتساع الكبير‪ ،‬مقارنة ما كان معمول بو في قانون الوالية القديم رقم ‪ ،09 - 90‬وىذا‬
‫من أجل جعل الوالية دائرة إدارية غير ممركزة ‪ ،‬تعكس نشاط السمطة المركزية‪ ،‬أكثر من أنيا جماعة إقميمية‬
‫المركزية‪ ،‬وعميو سيتم معرفة أوال مظاىر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعضاء المجمس‪ ،‬وثانيا‬
‫مظاىر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى المجمس ككل‪،‬وأخي ار التعرض إلى مظاىر توسيع الرقابة‬
‫الوصائية الممارسة عمى أعمال المجمس‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫مظاهر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعضاء المجمس‬
‫نصت مواد ‪ 42‬و‪ 43‬و‪ 44‬و‪ 45‬و‪ 46‬من قانون الوالية رقم ‪ 07/12‬عمى ثالث صور الرقابة‬
‫الوصائية الممارسة عمى أعضاء المجمس الشعبي الوالئي وتتمثل في اإلقصاء والتوقيف واالستقالة‪ ،‬لذا سنعالج‬
‫ىذه الحاالت بالتفصيل عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫اإلقصاء‬
‫نظم قانون الوالية رقم ‪ 07 - 12‬أحكام اإلقصاء في المادتان ‪ 44‬و‪ ،46‬فنجد الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ 44‬تؤكد عمى أنو يقصى بقوة القانون‪ ،‬كل منتخب بالمجمس الشعبي الوالئي إذا ثبت أنو يوجد تحت‬
‫طائمة عدم القابمية لالنتخاب أو وجد في حالة التنافي المنصوص عمييا قانونا‪ ،‬ومع العمم أن اإلقصاء ال‬
‫يكون إال بقرار صادر من طرف وزير الداخمية بناءا عمى مداولة المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وىذا ما أكدتو‬
‫الفقرة الثانية والثالثة‪ ،‬أما الفقرة الرابعة نجدىا أعطت الحق لمعضو المنتخب المعني بالقرار تقديم الطعن‬

‫‪24‬‬
‫القضائي في قرار اإلقصاء أمام مجمس الدولة‪ ،‬في أجل أقصاه أربعة أشير من تاريخ تبميغ ىذا القرار‪ ،19‬وما‬
‫يالحظ من خالل ىذه الفقرة أنيا لم تمزم الجية الوصية بتسبيب قرار اإلقصاء‪ ،‬وىذا مما يعقد من ميمة‬
‫القاضي اإلداري في مراقبتو ليذا القرار خاصة وأن الجزائر‪ ،‬ال يوجد فييا قضاة إداريين متخصصين‪ ،20‬بل‬
‫فييا قاضي إدارة‪ ،‬وليس قاضي إداري بالمعنى الكممة‪.‬‬
‫والجدير بالمالحظة أن الفقرة األولى من المادة ‪ 40‬من قانون الوالية رقم ‪ 09 - 90‬اعتبرت عدم‬
‫القابمية لالنتخاب أو حالة التنافي المنصوص عمييا قانونا من بين حاالت االستقالة عمى خالف الفقرة األولى‬
‫من المادة ‪ 44‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬التي جعمت عدم القابمية لالنتخاب أو حالة التنافي المنصوص‬
‫عمييا قانونا‪ ،‬من بين حاالت اإلقصاء‪ ،‬ومنو أن اإلقصاء ىو أقصى عقوبة من االستقالة‪ ،‬وبالتالي نستنتج أن‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 44‬من قانون الوالية رقم ‪ 07 - 12‬شددت من الرقابة الوصائية في ىذا الجانب‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬إذا كان أي عضو من أعضاء المجمس الشعبي الوالئي محل إدانة جزائية نيائية‬
‫بسبب ارتكابو جنحة أو جناية ليا صمة بالمال العام أو ألسباب مخمة بالشرف‪ ،‬فيقصى بقوة القانون‪ ،‬ويثبت‬
‫ىذا اإلقصاء بموجب قرار من وزير الداخمية بناءا عمى مداولة المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وىذا ما نصت عميو‬
‫المادة ‪ 46‬بفقراتيا الثالثة من قانون الوالية رقم ‪ ،07 - 12‬لكن ما يالحظ من الفقرة الثاني ة من نفس المادة‬
‫من خالل مصطمح "إدانة جزائية نيائية" أنيا توفر الحماية القانونية لممعني بالقرار‪ ،‬وتفعل أيضا مبدأ التقاضي‬
‫عمى درجتين‪ ،‬بحيث استبعد المشرع صراحة حكم المحكمة حتى ولو كان يدين العضو المنتخب بالمجمس‬
‫الشعبي الوالئي‪ ،‬وانتظار القرار النيائي الذي يصدر عن المجمس القضائي‪ ،21‬وزيادة عمى ذلك يبدو بأن‬
‫المشرع أصاب ع ندما جعل قرار إقصاء الذي يصدره وزير الداخمية يكون بناءا عمى مداولة المجمس الشعبي‬
‫الوالئي من خالل عبارة " يقر المجمس الشعبي الوالئي ذلك بموجب مداولة"‪ ،‬الواردة في الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ ،46‬وىذا ما يؤدي إلى استبعاد القرار اإلداري االنفرادي‪ ،‬مع العمم أنو ال يوجد ىناك أي اختالف بين أحكام‬
‫المادة ‪ 46‬بفقراتيا من قانون الوالية رقم ‪ ،07 -12‬وأحكام المادة ‪ 44‬من قانون البمدية رقم ‪ ،10-11‬فيما‬
‫يخص مسألة اإلقصاء بين القانونين‪ ،‬وفي حالة إقصاء المنتخب‪ ،‬يجب استخالفو في أجل ال يتجاوز الشير‬
‫بالمرشح الذي يمي مباشرة آخر منتخب من نفس القائمة‪ ،‬وىذا ما أكدتو المادة ‪ 41‬من قانون الوالية الجديد‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن القول أن قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬كسابقو عالج اإلقصاء بشيء من االختصار‬
‫واالقتضاب‪ ،‬لذا كان من المفروض عميو أن يتناولو بشيء من التفصيل‪ ،‬بحيث أصبح اإلقصاء يشكل إحدى‬
‫الوسائل الضاغطة‪ ،‬بيد األجيزة المركزية اتجاه الجماعات اإلقميمية‪ ،‬وىذا ما قد يمس باستقاللية ىذه‬
‫الجماعات‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫التوقيف‬
‫يعتبر اإليقاف تجميدا مؤقتا لمعضوية المنتخب‪ ،‬لسبب من األسباب التي حددىا القانون وتبعا‬
‫لإلجراءات التي رسميا‪ ،‬ونظمت أحكامو بموجب المادة ‪ 45‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬ومن خالل ىذه‬
‫المادة نستنتج أن قرار توقيف العضو المنتخب يكون بناءا عمى جممة من الشروط‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث السبب‬
‫يكون توقيف العضو المنتخب بالنسبة لممجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬في حالة ما إذا كان محل متابعة‬
‫قضائية بسبب جناية أو جنحة ليا صمة بالمال العام أو ألسباب مخمة بالشرف‪ ،‬ال تمكنو من متابعة عيدتو‬
‫االنتخابية بصفة صريحة‪ ،‬وىذا ما أكدتو الفقرة األولى من المادة ‪ 45‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬لكن ما‬
‫يالحظ من ىذه الفقرة أنيا استبعدت بصفة صريحة "المخالفة" وىذا ما نستشفو صراحة من خالل عبارة‬
‫" بسبب جناية أو جنحة " ومع العمم أن مضمون الفقرة األولى من المادة ‪ 43‬من قانون البمدية رقم ‪10-11‬‬
‫ىو نفسو مضمون الفقرة األولى من المادة ‪ 45‬السالفة الذكر‪ ،‬إال أنيا أضافت عبارة جديدة وىي"‪...‬أو كان‬
‫محل تدابير قضائية‪ "..‬وىذا ما يدل عمى أن ىذه الفقرة وسعت من مجال إيقاف المنتخب الوالئي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن الفقرة األولى من المادة ‪ 41‬من قانون الوالية رقم ‪ 09-90‬لم تحدد بدقة نوع‬
‫المتابعة ا لقضائية ‪ ،‬وىذا ما الحظناه من عبارة "إذا تعرض عضو منتخب لمتابعة جزائية‪ "..‬ويفيم من ذلك‬
‫منح السمطة التقديرية لمجية الوصية في توقيف العضو المنتخب أو عدم توقيفو‪ ،‬وىذه السمطة التقديرية قد‬
‫تشكل خطر عمى مناصب أعضاء المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬مما يؤدي إلى المساس باستقاللية الوالية‪.‬‬
‫وفي األخير إذا صدر حكم قضائي نيائي من طرف المجمس القضائي‪ ،‬يقضي ببراءة المنتخب‪ ،‬فإن‬
‫ىذا األخير يستأنف ممارسة ميامو االنتخابية مباشرة‪ ،‬وىذا ما نصت عميو الفقرة الثالثة من المادة ‪ 45‬من‬
‫قانون الوالية رقم ‪ .07-12‬وعميو ىذه الفقرة تعتبر جديدة وغير منصوص عمييا في المادة ‪ 41‬من قانون‬
‫الوالية رقم ‪.09-90‬‬
‫‪ -2‬من حيث االختصاص‬

‫‪26‬‬
‫إن الفقرة الثانية من المادة ‪ 45‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬وأيضا الفقرة الثانية من المادة ‪ 41‬من‬
‫قانون الوالية رقم ‪ ، 09-90‬نجدىا تحدد بصفة صريحة الجية المخولة بإصدار قرار توقيف العضو المنتخب‪،‬‬
‫والمتمثمة باألساس في الوزير المكمف بالداخمية‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث المحل‬


‫ي تمثل موضوع محل قرار التوقيف‪ ،‬في تعطيل ممارسة العضو المنتخب بالمجمس الشعبي الوالئي‬
‫لميامو االنتخابية كأن ال يحضر ألشغال المجمس مثال‪ ،‬وىذا ما نصت عميو صراحة في الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ 45‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬من خالل عبارة "ال تمكنو من متابعة عيدتو االنتخابية بصفة‬
‫صحيحة"‪ ،‬ومنو ال يمكن تصور المنع ىنا خارج إطار الحبس‪.‬‬
‫‪ -4‬من حيث الشكل واإلجراءات‬
‫انطالقا من الفقرة األولى والثانية من المادة ‪ 45‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬يتضح لنا أن قرار‬
‫توقيف المنتخب الوالئي‪ ،‬يتم وفقا إلجرائيين ىما‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلجراء األول‪ :‬يجب أن يتم توقيف العضو المنتخب بموجب مداولة من طرف المجمس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫والحكمة التي أرادىا المشرع تحقيقيا ىو المحافظة عمى مصداقية ىيئة التداولية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلجراء الثاني‪ :‬يثبت قرار توقيف العضو المنتخب بموجب قرار من وزير الداخمية والجماعات المحمية‪.‬‬
‫وما يمكن مالحظتو من كممة "يمكن" أن المجمس الشعبي الوالئي لو الحرية الكاممة في توقيف العضو‬
‫المنتخب حتى وان كان محل متابعة قضائية تحول دون حضوره ألشغال المجمس‪ ،‬وىنا ال نؤيد المشرع فيما‬
‫ذىب إليو‪ ،‬طالما ثبت وجود متابعة قضائية تجعل عدم إمكانية حضور العضو أشغال المجمس لذا وجب‬
‫توقيفو‪ ،‬ومنو يجب حذف كممة "يمكن " واستبداليا بكممة "يجب"‪،‬وىذا بيدف تثمين وتقوية مكانة المجمس‬
‫الشعبي الوالئي عمى حساب السمطة المركزية (وزير الداخمية) ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى جعل قرار‬
‫توقيف العضو المنتخب الصادر من طرف وزير الداخمية يصدر بناءا عمى مداولة المجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك نجد أن كممة " قرار معمل " الواردة في نفس الفقرة المذكورة أعاله‪ ،‬تشكل ضمانة قانونية‬
‫لممعني بالقرار بحيث أن التسبيب لو فوائد عدة لممعني باألمر‪ ،‬ولمرأي العام‪ ،‬ولموزير مصدر القرار‪ ،‬ولشرعية‬
‫األعمال اإلدارية‪.22‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫االستقالة‬
‫‪27‬‬
‫نظم قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬أحكام االستقالة بموجب المادتان ‪ 42‬و‪ ،43‬بحيث نجد الفقرة األولى‬
‫والثانية من المادة ‪ 42‬تؤكد عمى أن استقالة العضو المنتخب تكون سارية إذا قرر أعضاء المجمس الشعبي‬
‫الوالئي ذلك بموجب مداولة‪ ،‬عمى خالف ما كان معمول بو في الفقرة الثانية والثالثة من المادة ‪ 39‬من قانون‬
‫الوالية رقم ‪ ، 09-90‬بحيث كانت استقالة العضو المنتخب في ظل ىذا القانون تكون سارية من تاريخ استالم‬
‫رئيس المجمس الشعبي الوالئي االستقالة أو بعد شير من تاريخ إرساليا إليو‪ ،‬ومنو نستنتج أن المجمس الشعبي‬
‫الوالئي ليس لو أي قرار أو رأي ب شأن استقالة العضو المنتخب‪ ،‬خاصة من خالل عبارة " يعمم الرئيس‪،‬‬
‫المجمس الشعبي الوالئي في أقرب فرصة ‪ "..‬الواردة في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 39‬من قانون الوالية رقم ‪-90‬‬
‫‪ ،09‬والجدير بالمالحظة أن استقالة العضو المنتخب في المادة ‪ 42‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬جاءت‬
‫م ضبوطة ودقيقة‪ ،‬لكنيا تمتاز بالصعوبة‪ ،‬وىذا من أجل المحافظة عمى مبادئ حسن وسير الوالية بانتظام في‬
‫أداء مياميا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى تفادي حدوث ظاىرة كثرت االستقاالت المقدمة من طرف أعضاء‬
‫المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وىذا تماشيا مع سياسة مبدأ الالمركزية‪.‬‬
‫وفي األخير نصت المادة ‪ 43‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬عمى مسألة جديدة فيما يخص االستقالة‬
‫لم تكن موجودة في قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬ومفادىا يعتبر كل عضو مستقيال إذا تغيب بدون مبرر في‬
‫أكثر من ثالث دورات عادية خالل نفس السنة‪ ،‬ويثبت ذلك بموجب مداولة من طرف المجمس الشعبي‬
‫الوالئي‪ ،‬وما يجب التنبيو إليو أن المادة ‪ 37‬من األمر رقم ‪ 38-69‬المتعمق بالوالية نصت صراحة عمى ىذه‬
‫المسألة‪ ،‬لكن ليس في ثالث دورات‪ ،‬بل في دورتين فقط‪ ،‬وىنا نالحظ أن المشرع كرس في قانون الوالية رقم‬
‫‪ 07-12‬اإلصالحات القانونية التي ىي مكرسة في األمر رقم ‪ 38-69‬السالف الذكر‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫مظاهر تشديد الرقابة الوصائية الممارسة عمى المجمس ككل‬
‫يتضح لنا من خالل أحكام المواد ‪ 47‬و‪ 48‬و‪ 49‬و‪ 50‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬أن الرقابة‬
‫الوصائية الممارسة عمى المجمس الشعبي الوالئي ككل‪ ،‬تتمثل في صورة واحدة فقط‪ ،‬وأال وىي الحل‪ ،‬ويعتبر‬
‫الحل إجراء خطير يعكس خطورة السبب الداعي لو‪ ،‬لذا نجد أن أحكام المادة ‪ 48‬قد حصرت حاالت حل‬
‫المجمس الشعبي الوالئي في ست حاالت‪ ،‬وتتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫* حالة خرق أحكام دستورية‪ :‬وىذا أمر معقول وطبيعي‪ ،‬فكيف يتسنى لمجمس شعبي والئي أن يتجاوز‬
‫القانون األسمى في ا لدولة‪ ،‬بدل أن يكون ىو أول المحافظين عميو‪ ،‬وعميو فإن المجمس الشعبي الوالئي بيذه‬

‫‪28‬‬
‫الممارسة ال يستحق االستمرار والبقاء‪ ،‬لذا يتعين حمو‪ ،23‬مع العمم أن ىذه الحالة غير مكرسة في أحكام قانون‬
‫الوالية رقم ‪.09-90‬‬
‫* إلغاء انتخاب جميع أعضاء المجمس‪ :‬يتضح لنا من خالل عبا رة " إلغاء انتخاب جميع األعضاء" أنيا‬
‫جاءت بصفة العمومية‪ ،‬بحيث لم تحدد بدقة طبيعة إلغاء انتخاب‪ ،‬ىل إلغاء انتخاب يكون دائم أم مؤقت؟‪،‬‬
‫لكن ىذا اإلشكال ال يطرح في أحكام المادة ‪ 44‬من قانون الوالية رقم‪ ،09-90‬وىذا ما نستشفو صراحة من‬
‫خالل عبارة " في حالة إلغاء نيائي النتخاب جميع أعضاء"‪.‬‬
‫* في حالة استقالة جماعية ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي‪ :‬فيذه الحالة ىي نفسيا مكرسة في أحكام‬
‫المادة ‪ 44‬من قانون الوالية رقم ‪.09-90‬‬
‫* عندما يكون اإلبقاء عمى المجمس مصدر اختالالت خطيرة تم إثباتها أو من طبيعته المساس بمصالح‬
‫المواطنين وطمأنينتهم‪ :‬ويتضح لنا من عبارة " مصدر اختالالت خطيرة" أنيا جاءت غامضة وغير واضحة‪،‬‬
‫بحيث يجب عمى المشرع تكممة عبارة " عندما يكون اإلبقاء عمى المجمس مصدر االختالالت خطيرة‪ ،‬تعرقل‬
‫السير العادي لو "‪ ،‬وىنا تكون عبارة واضحة‪ .‬أما عبارة " من طبيعتو المساس بمصالح المواطنين وطمأنينتيم"‬
‫ىي جديدة غير مكرسة في أحكام المادة ‪ 44‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬وىذا أمر منطقي بحيث نجد أن‬
‫المجمس وجد من أجل حماية مصالح المواطنين وخدمتو ال غير‪ ،‬وفي حالة المخالفة ال يستحق البقاء أو‬
‫االستمرار‪.‬‬
‫* عندما يصبح عدد المنتخبين أقل من األغمبية المطمقة‪ :‬وتجدر اإلشارة أن المادة ‪ 44‬من قانون الوالية‬
‫رقم ‪ ،09-90‬استعممت عبارة " عندما يصبح عدد أعضاء المنتخبين أقل من نصف األعضاء"‪ ،‬وعميو فإن‬
‫ىناك اختالف بين مصطمح "األغمبية المطمقة" ومصطمح "نصف األعضاء"‪ ،‬وبالتالي مصطمح "األغمبية‬
‫المطمقة" أوسع بكثير من مصطمح "نصف األعضاء"‪ ،‬ومنو نستنتج أن قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬شدد من‬
‫حل المجمس الشعبي الوالئي في ىذه الحالة‪.‬‬
‫* حالة اندماج بمديات أو ضمها أو تجزئتها‪ :‬وىذا األمر يستدعى حل المجمس وانتخاب مجمس جديد يراعي‬
‫الوضعية الجديدة لمبمديات‪ .‬مع العمم أن ىذه الحالة غير منصوص عمييا في قانون الوالية رقم ‪.09-90‬‬
‫* حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجمس المنتخب‪ :‬فيذه الحالة جديدة بحيث نجدىا‬
‫غير مكرس في قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬وما يتضح لنا من خالل مصطمح "ظروف استثنائية" أنيا أعطت‬
‫لمسمطة الوصية‪ ،‬السمطة التقديرية في حل المجمس الشعبي الوالئي ألن النص لم يحدد بدقة طبيعة الظروف‬
‫االستثنائية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وعميو نستنتج أن المادة ‪ 48‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬وسعت من مجاالت حل المجمس الشعبي‬
‫الوالئي‪ ،‬بحيث ذكرت ثالث حاالت جديدة سبق وأن أشرنا إلييا سابقا‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 47‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬نجدىا تعطي الحق لرئيس الجميورية بموجب مرسوم رئاسي‬
‫حل المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬بناءا عمى تقرير من وزير الداخمية‪ ،‬وىنا نالحظ أن ىذه المادة حددت بدقة‬
‫طبيعة المرسوم‪ ،‬عمى خالف أحكام المادة ‪ 45‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬لم تحدد طبيعة مرسوم حل‬
‫المجمس الشعبي الوالئ ي‪ ،‬وما يالحظ أن المرسوم الرئاسي يتميز بحصانة ضد الرقابة القضائية‪ ،‬ألنو من‬
‫أعمال السيادة ‪.24‬‬
‫مع العمم أن المادة ‪ 47‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬لم تأتي في مكانيا‪ ،‬بحيث يفترض ذكر حاالت حل‬
‫المجمس الشعبي الوالئي أوال‪ ،‬ثم ذكر أداة حل ىذا المجمس ثانيا‪ ،‬وىذا ما فعمو المشرع في القانون رقم ‪-11‬‬
‫‪ 10‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬المتعمق بالبمدية بحيث نجد أحكام المادة ‪ 46‬منو ذكرت حاالت حل‬
‫المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬وأما المادة ‪ 47‬نجدىا ذكرت أداة حل ىذا المجمس‪ ،‬لذا يجب أن ترد أحكام المادة‬
‫‪ 48‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬المتعمق بحاال ت حل المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬قبل أحكام المادة ‪ 47‬من‬
‫نفس القانون المتعمق بأداة حل ىذا المجمس‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 49‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬فجاءت بحكم غير مكرس في قانون الوالية السابق‪،‬‬
‫بحيث نجدىا تمزم وزير الداخمية بتعيين مندوبية والئية‪ ،‬بناءا عمى اقتراح من الوالي خالل عشرة أيام التي تمي‬
‫حل المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬والغرض من ذلك ىو الحفاظ عمى مبدأ استم اررية الوالية وممتمكاتيا وأمنيا ىذا‬
‫من جية ومن جية أخرى منعا لتسبيب األمور وأعمال المصالح المحمية خالل الفترة الواقعة بين قرار حل‬
‫المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وتنصيب ال مجمس الجديد‪ .‬لكن ما يمكن مالحظتو من خالل أحكام ىذه المادة‪ ،‬أنيا‬
‫ال تفعل مبدأ المشاركة ‪ ،‬بحيث نجد أن الوالي ىو الذي لو الحق في اقتراح تشكيل مندوبية والئية‪ ،‬دون أن‬
‫يمنح ىذا االقتراح إلى سكان إقميم الوالية ىذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى نجد أن ىذه المندوبية قد ال تضم‬
‫‪25‬‬
‫أي عضو منتخب‪ ،‬وىذا ال يتماشى مع مبادئ الالمركزية‪.‬‬
‫ويجب أن تجرى انتخابات تجديد المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬في أجل أقصاه ثالثة أشير من تاريخ الحل إال في‬
‫حالة المساس الخطير بالنظام العام‪ ،‬وىذا ما أكدتو أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 50‬من قانون الوالية رقم‬
‫‪ ،07-12‬وىذا من أجل المحافظة عمى استقرار األوضاع والمحافظة عمى مستقبل الجماعات اإلقميمية ىذا‬
‫من جية‪ ،‬ومن جية أخرى قصد االبتعاد عن ظاىرة شغور المجالس الشعبية الوالئية‪ .‬وأما بالنسبة ألحكام‬
‫الفقرة الثانية من نفس المادة‪ ،‬نجدىا تؤكد أنو ال يمكن تجديد عممية المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬خالل السنة‬
‫األخيرة من العيدة الجارية‪ ،‬وى و ما يعني استمرار المندوبية الوالئية المنصبة في عمميا‪ ،‬إلى غاية إجراء‬
‫‪30‬‬
‫االنتخابات العامة‪ ،‬وقصد المشرع من خالل ىذا االستثناء ىو المحافظة عمى المال العام‪ ،‬وعدم اإلنفاق وبذل‬
‫الجيد في تنظيم انتخابات جزئية في منطقة معينة قبل سنة من بدء موعد انتخابات عامة‪ ،‬تشمل كل الوطن‪،‬‬
‫لذا يكون من األنسب المحافظة عمى المندوبية‪ ،‬وعدم إجراء االنتخابات في المنطقة المشمولة بالحل إلى غاية‬
‫بدء االنتخابات العامة وىذا حل مناسب وموضوعي‪.‬‬

‫المطمب الثالث‬
‫مظاهر توسيع الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعمال المجمس‬
‫نظم قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعمال المجمس من خالل أحكام‬
‫المواد ‪ 53‬و‪ 54‬و‪ 55‬و‪ 56‬و‪ ،57‬وتتمثل صور ىذه الرقابة في المصادقة واإللغاء والحمول‪ ،‬لذا سنعالج ىذه‬
‫الحاالت بالتفصيل عمى النحو اآلتي ‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫المصادقة‬
‫يتبين لنا من خالل أحكام المادتين ‪ 54‬و‪ 55‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬أن ىناك نوعين من‬
‫المصادقة‪ ،‬وىي المصادقة الضمنية‪ ،‬والمصادقة الصريحة‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المصادقة الضمنية‬
‫بالرجوع إلى أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 54‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬نجدىا تؤكد بصفة‬
‫صريحة عمى أن مداوالت المجمس الشعبي الوالئي تكون قابمة لمتنفيذ بقوة القانون بعد مرور واحد وعشرين‬
‫(‪ ) 21‬يوما من تاريخ إيداعيا بالوالية‪ ،‬بعدما كانت بمرور خمسة عشر (‪ )15‬يوما من تاريخ إيداعيا في‬
‫الوالية‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 49‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬غير أن النص الجديد لم يشر بما‬
‫يثبت قيام الوالي بنشر المداولة أو تبميغيا لممعنيين‪ ،‬بما يدل ضمنيا عمى قبولو بمضمونيا‪ ،‬وىو ما أشارت‬
‫إليو أحكام المادة ‪ 49‬من قانون الوالية رقم ‪.09-90‬‬
‫‪07-12‬‬ ‫وما يجب التنبيو إليو أنو ألول مرة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 54‬من قانون الوالية رقم‬
‫نجدىا تعطي الحق لموالي برفع دعوى قضائية أمام المحكمة اإلدارية المختصة في أجل ‪ 21‬يوما التي تمي‬
‫اتخاذ المداولة‪ ،‬إلقرار بطالنيا التي تكون غير مطابقة لمقوانين والتنظيمات‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المصادقة الصريحة‬

‫‪31‬‬
‫نصت المادة ‪ 55‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬عمى أنو ال تنفذ مداوالت المجمس إال بعد المصادقة‬
‫بما يمي‪:‬‬ ‫عمييا من قبل الوزير المكمف بالداخمية في أجل أقصاه شيرين‪ ،‬متى تعمق األمر‬
‫* الميزانيات والحسابات‪ ،‬لقد وردت ىذه الحالة في قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬مع العمم أن ىذه الحالة‬
‫بطبيعتيا تفرض تدخل السمطات المركزية‪ ،‬لذلك استثناىا المشرع‪ ،‬وحسنا ما فعل‪.‬‬
‫* التنازل عمى العقار واقتناءه أو تبادلو‪ ،‬وىذه حالة جديدة بحيث لم ينص عمييا قانون الوالية رقم ‪،09-90‬‬
‫والغرض من ذلك ىو المحافظة عمى الوعاء العقاري‪ ،‬واضفاء صفة الشرعية عمى المعامالت العقارية‪.‬‬
‫* اليبات والتوأمة‪ ،‬فيذه الحالة ىي األخرى‪ ،‬لم ينص عمييا قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬وىذا أمر طبيعي‬
‫فاليبات والوصايا من مصدر أجنبي تحتاج إلى تحريات الزمة في الموضوع‪ ،‬وتدخل جيات متعددة ليمنح‬
‫الترخيص لممجمس‪ ،‬بقبول اليبة أو الوصية األجنبية‪.‬‬
‫ويبقى أن نشير في األخير‪ ،‬أن المداولة المتعمقة بإحداث مصالح ومؤسسات عمومية والئية تنفذ بقوة‬
‫القانون‪ ،‬وال يحتاج تنفيذىا إلى المصادقة الصريحة‪ ،‬كما كان معمول بو في أحكام المادة ‪ 50‬من قانون‬
‫الوالية رقم ‪ .09-90‬مع العمم أن المادة ‪ 55‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬قد استدركت النقص الذي كان‬
‫موجودا في أحكام المادة ‪ 50‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬بحيث نجدىا حددت بدقة المدة المخولة لمسمطة‬
‫الوصية وتتمثل في شيران‪ ،‬ألن عدم تحديد ىذه المدة‪ ،‬قد يؤدي إلى نتائج سمبية منيا تعطيل النشاط اإلداري‬
‫الالمركزي ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى عرقمة السير العادي لمجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك نجد أن المادة ‪ 50‬من قانون الوالية رقم ‪ 09-90‬جاءت مبيمة بحيث لم تحدد‬
‫الجية الوصية المخولة لممصادقة عمى مواضيع المداوالت المنصوص عمييا في ىذه المادة‪ ،‬وىذا ما يفتح‬
‫مجاال واسعا لتأويل تعدد األشخ اص المسؤولين لمقيام بيذه الميام‪ ،‬مما يؤدي إلى التنازع في االختصاص‪،‬‬
‫ولكن بالعودة إلى المادة ‪ 55‬نجد أن المشرع قد حدد بكل وضوح الجية المخولة لممصادقة عمى مواضيع‬
‫مداوالت المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬والمتمثمة في الوزير المكمف بالداخمية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اإللغاء‬
‫عالج قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬اإللغاء في المواد ‪ 53‬و‪ 56‬و‪ ،57‬لكن بتفحص ىذه المواد نجد أن‬
‫المشرع قد استعمل مصطمح البطالن عمى غرار مثال عبارة " تبطل بقوة القانون" الواردة في المادة ‪ ،53‬بدل‬
‫من مصطمح اإللغاء‪ ،‬لذا كان عمى المشرع في مجال القانون اإلداري أن يستعمل مصطمح اإللغاء بدل‬
‫البطالن‪ ،‬بدليل أن مصطمح البطالن يستعمل أكثر في القانون المدني‪ ،‬بينما اإللغاء يستعمل أكثر عمى‬
‫‪32‬‬
‫صعيد المنازعات اإلدارية‪ ،‬وكذا عمى المستوى القضائي فنجد عمى سبيل المثال دعوى اإللغاء‪ ،‬وليس دعوى‬
‫البطالن‪ .‬ومع العمم أن ىناك نوعين من اإللغاء وىما ا إللغاء بقوة القانون واإللغاء النسبي‪ ،‬وىذا ما نستنتجو‬
‫من خالل ىذه المواد‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإللغاء بقوة القانون‬
‫تطرقت أحكام الفقرة األولى والثانية من المادة ‪ 53‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬بكل وضوح إلى‬
‫حاالت إلغاء مداوالت المجمس الشعبي الوالئي بقوة القانون‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ - 1‬المداوالت المتخذة خرقا لمدستور أو القوانين أو التنظيمات‬
‫والجدير بالمالحظة أن ىذه الحالة‪ ،‬ىي نفسيا مكرسة في الفقرة األولى من المادة ‪ 51‬من قانون الوالية رقم‬
‫‪ ، 09-90‬وىذا سبب معقول فالمداولة التي تصطدم مع القوانين أو التنظيمات تفقد شرعيتيا‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫يكتب ليا التنفيذ أو المصادقة‪.‬‬
‫‪ - 2‬المداوالت التي تمس رموز الدولة وشعاراتها‬
‫لم تنص أحكام المادة ‪ 51‬من قانون الوالية رقم ‪ 09-90‬عمى ىذه الحالة بصفة صريحة والغرض‬
‫من ىذه اإلضافة ىو المحافظة عمى رموز الدولة وشعاراتيا‪ ،‬فال ينبغي أن نتخذ من التعددية الحزبية وحرية‬
‫‪26‬‬
‫‪ ،‬لكن مصطمح رموز‬ ‫الرأي قناعا لممساس برموز الدولة وشعاراتيا‪ ،‬بل يقتضي األمر المحافظة عمييا‬
‫الدولة وشعاراتيا مصطمح واسع‪ ،‬وىذا ال يتماشى مع سياسة الالمركزية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ - 3‬المداوالت غير المحررة بالمغة العربية‬
‫لم ترد ىذه الحالة بشكل صريح في المادة ‪ 51‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬وىذا ما يمثل إضافة‬
‫نوعية في قانون الوالية الجديد‪ ،‬وىذا تماشيا من جية مع أحكام مضمون المادة الثالثة من دستور‪1996‬‬
‫بحيث اعتبرت المغة العربية ىي المغة الوطنية والرسمية‪ ،‬ومن جية أخرى مع أحكام المادة ‪ 25‬من قانون‬
‫الوالية الجديد‪ ،‬بحيث فرضت أن تجرى مداوالت المجمس الشعبي الوالئي بالمغة الوطنية‪ ،‬ويجب أن تحرر‬
‫وتحت طائمة البطالن بالمغة العربية‪.‬‬
‫‪ - 4‬المداوالت التي تتناول موضوعا ال يدخل ضمن اختصاصات المجمس‬
‫والجدير بالمالحظة أن ىذه الحالة‪ ،‬كرستيا أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 51‬من قانون الوالية رقم‬
‫‪ ، 09-90‬وىذا أمر طبيعي فال يمكن لممجمس الشعبي الوالئي مثال‪ ،‬أن يتجاوز حدود صالحياتو‪ ،‬كأن يتداول‬
‫في مسألة تخص قطاع العدالة أو الشؤون الخارجية أو الدفاع ألنيا ال تدخل ضمن قواعد التسيير المحمي‪،‬‬
‫لكن اإلشكال الذي يطرح أنو ال يوجد ىناك أي معيار لمتمييز بين االختصاصات المحمية واالختصاصات‬
‫الوطنية ىذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى نجد أن الصالحيات الممنوحة لممجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬بموجب‬
‫‪33‬‬
‫مواد قانون الوالية رقم ‪ ، 07-12‬ليست واردة عمى سبيل الحصر‪ ،‬وىذا راجع بطبيعة الحال إلى أن صالحيات‬
‫المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬ال تمارس إال في إطار مبدأ وحدة الدولة‪.‬‬
‫وما يجب التنبيو إليو‪ ،‬أن حالة بطالن المداوالت التي تتناول موضوعا ال يدخل ضمن اختصاصات‬
‫المجمس المكرسة في أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 51‬من قانون الوالية الجديد‪ ،‬والتي نجدىا غير مكرسة‬
‫في أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 59‬من قانون البمدية رقم ‪ ،10-11‬حيث ىذا األخير حذفيا‪ ،‬لذا يبقى‬
‫اختالف بين أحكام ىاتين الفقرتين فيما يخص أحكام ىذه المسألة مثير لمتساؤل والجدل‪.‬‬
‫‪ -5‬المداوالت المتخذة خارج االجتماعات القانونية لممجمس‬
‫يتضح لنا من خالل أحكام مواد قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬وكذا أحكام قانون الوالية رقم ‪،09-90‬‬
‫خاصة تمك المتعمقة بإجراءات وأشكال مداوالت المجمس سواء تعمق األمر بفترات الدورة أو بمدتيا أو النصاب‬
‫المطموب النعقادىا‪ ،‬أنيا جاءت ممزمة‪ ،‬ومنو في حالة مخالفتيا يترتب عمييا بطالن المداولة ألن اإلجراءات‬
‫واألشكال من النظام العام‪.‬‬
‫‪ - 6‬المداوالت المتخذة خارج مقر المجمس‬
‫يتضح لنا من خالل أحكام المادة ‪ 22‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬أنيا أضافت حكم غير مكرس‬
‫في قانون الوالية السابق‪ ،‬بحيث نجدىا تمزم المجمس الشعبي الوالئي أن يجرى أشغالو ومداوالتو في مقر‬
‫المجمس الشعبي الوالئي‪ .‬مع العمم أنو في حالة القوة القاىرة التي تحول دون الدخول لمقر المجمس‪ ،‬يمكن عقد‬
‫دورة في مكان آخر من إقميم الوالية لكن بعد التشاور مع الوالي‪ ،‬وىذا ما أكدتو أحكام المادة ‪ 23‬من نفس‬
‫القانون‪ ،‬وبالتالي فكل مداولة تتم خارج ىذا المقر ال تنتج أي أثر‪ ،‬وتقع باطمة أي ال وجود ليا من الناحية‬
‫القانونية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك نجد أن الفقرة الثانية من المادة ‪ 53‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬أضافت حكما‬
‫جديدا‪ ،‬مفاده أنو في حاالت البطالن بقوة القانون‪ ،‬يتعين عمى الوالي رفع دعوى قضائية أمام المحكمة‬
‫اإلدارية المختصة إقميميا من أجل إقرار بطالن المداولة‪ ،‬وىذا ما يجسد لنا مبدأ التقاضي عمى درجتين‪ ،‬بحيث‬
‫نجد ىذا المبدأ غير مكرس في أحكام الفقرة الثانية من المادة ‪ 51‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬بدليل أن‬
‫بطالن المداولة يكون بموجب قرار مسبب من وزير الداخمية‪.‬‬
‫لكن الفقرة الثانية من المادة ‪ 53‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬تطرح إشكال قانوني‪ ،‬بدليل أن‬
‫المجمس الشعبي الوالئي ال يممك الشخصية المعنوية‪ ،‬حسب أحكام المادة ‪ 49‬من القانون المدني‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم ىذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى ليست لو صفة التقاضي بحكم المادة ‪ 828‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬فكيف يكمن إذن أن ترفع دعوى قضائية ضده تتعمق ببطالن المداولة؟‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫‪34‬‬
‫نجد أن أحكام المادة ‪ 54‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬تعطي الحق بصفة صريحة لرئيس المجمس الشعبي‬
‫الوالئي‪ ،‬أن يرفع دعوى قضائية باسم الوالية ضد ق ارر وزير الداخمية المتعمق ببطالن المداولة‪ ،‬مع العمم أن‬
‫أحكام ىذه المادة غير مكرسة في قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬مما يمكن القول أن رئيس المجمس الشعبي‬
‫الوالئي فقد حق التقاضي‪ ،‬ولعل السبب في ذلك يعود إلى فكرة الشخصية المعنوية وانعداميا بالنسبة لممجمس‬
‫الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وعميو ىذه الفقرة تحتاج إلى ضبط فيما يخص صفة التمثيل القضائي‪ ،‬بدليل أن رفع دعوى قضائية‬
‫من قبل الوالي ضد المجمس سيترتب عنيا تشنج العالقة بين الوالي والمجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬بحيث ان‬
‫نشوب النزاع وظيوره لمعمن‪ ،‬سيكون حديث موطني الوالية‪ ،‬مما يفقد ثقة ىؤالء‪ ،‬إما في الوالي أو في المجمس‬
‫الشعبي الوالئي‪ ،‬لذا يكون من األفضل حسم ىذا النزاع خارج دائرة القضاء‪ ،‬وذلك عن طريق منح الوالي‬
‫الفرصة لممجمس الشعبي الوالئي إلعادة النظر في ىذه المداولة المخالفة لمقوانين والتنظيمات بصفة ودية‪ ،‬من‬
‫أجل استدراك الخطأ والعدول عمى المداول ة السابقة‪ ،‬بدل عرض األمر عمى القضاء مباشرة‪ ،‬وفي حالة إذا‬
‫تمادى المجمس الشعبي الوالئي في الخطأ‪ ،‬صار االحتكام لمقضاء اإلداري أم ار مقضيا‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن القول‪ ،‬أن المادة ‪ 53‬بفقرتييا األولى والثانية من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬جاءت‬
‫في غير مكانيا‪ ،‬بحيث نجدىا ت طرقت إلى البطالن المطمق لمداوالت المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وبعد ذلك نجد‬
‫أن المادتين ‪ 54‬و‪ 55‬من نفس القانون تعرضت إلى المصادقة الضمنية والمصادقة الصريحة‪ ،‬وأما المادتين‬
‫‪ 56‬و‪ 57‬نجدىا تطرقت إلى البطالن النسبي لمداوالت المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬لذ يفترض من الناحية‬
‫المنيجية‪ ،‬أن تأتي المادة ‪ 53‬بعد أحكام المادتين ‪ 54‬و‪ ،55‬بدليل أن ليا عالقة مباشرة بأحكام المادتين ‪56‬‬
‫و‪ ،57‬كما فعل المشرع في قانون البمدية رقم ‪ ،10-11‬فنجده تطرق إلى اإللغاء المطمق واإللغاء النسبي‬
‫لمداوالت المجمس الشعبي البمدي بموجب أحكام مواده المتتابعة ‪ 59‬و‪ 60‬و‪ 61‬منو‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬البطالن النسبي‬
‫نظم قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬أحكام البطالن النسبي في المادتين ‪ 56‬و‪ ،57‬فقد نجد أحكام الفقرة‬
‫األولى من المادة ‪ 56‬تنص بصفة صريحة عمى أنو " ال يمكن لرئيس المجمس الشعبي الوالئي أو أي عضو‬
‫في المجمس أن يكون في وضعية تعارض مصالحو مع مصالح الوالية بأسمائيم الشخصية أو أزواجيم أو‬
‫أصوليم أو فروعيم إلى الدرجة الرابعة أو كوكالء‪ ،‬حضور المداولة التي تعالج ىذا الموضوع‪ ".‬وما يمكن‬
‫مالحظتو أن ىذه الفقرة‪ ،‬وسعت من مجاالت إبطال مداوالت المجمس‪ ،‬بحيث نجدىا أضافت األصول‬
‫واألزواج والفروع إلى غاية الدرجة الرابعة‪ ،‬مقارنة بنص المادة ‪ 52‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬والغرض‬
‫من ذلك ىو المحافظة عمى مصداقية الييئة التداولية‪ ،‬واضفاء صفة الشفافية في أعماليا حتى ال تطغى‬
‫‪35‬‬
‫المصمحة الخاصة عمى المصمحة العامة‪ ،‬وأما الفقرة الثانية من المادة ‪ 56‬فنجدىا تمزم كل عضو من أعضاء‬
‫المجمس‪ ،‬تقديم التصريح إلى رئيس ال مجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬إذا كان في وضعية تعارضو مصالح المجمس‪،‬‬
‫وأما الفقرة الثالثة نجدىا ىي األخرى تمزم رئيس المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬بتقديم تصريح إلى المجمس الشعبي‬
‫الوالئي إذا كان في وضعية تعارض مصالح متعمقة بو‪ ،‬مع العمم أن ىاتين الفقرتين لم ينص عمييما قانون‬
‫الوالية رقم ‪ ،09-90‬وىذا شيء إيجابي‪ ،‬لكن ما يالحظ من خالل ىاتين الفقرتين أنيا لم تنص عمى الحمول‬
‫التي يمكن أن يمجأ إلييا رئيس المجمس الشعبي الوالئي في حالة عدم تقديم أي عضو ىذا التصريح‪ ،‬أو‬
‫الحمول التي يمجأ إلييا المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬في حالة عدم تقديم رئيس المجمس الشعبي الوالئي ىذا‬
‫التصريح‪ ،‬كما نجد الفقرة األولى من المادة ‪ 56‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬تعطي لموالي الحق في بطالن‬
‫مداولة المجمس أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقميميا خالل خمسة عشر يوما التي تمي اختتام دورة المجمس‬
‫الشعبي الوالئي المتعمقة بالمداولة ا لمعنية‪ ،‬إذا ثبت توافر حالة الجمع بين المصمحة الشخصية أو مصمحة‬
‫الزوجة أو أحد األصول والفروع إلى غاية الدرجة الرابعة مع مصمحة الوالية‪ .‬مع العمم أن ىذه الفقرة تثير‬
‫إشكاال إجرائيا‪ ،‬بحيث نجد أن الوالية ممثمة في الوالي طرفا مدعيا‪ ،‬والمجمس الشعبي الوالئي طرفا مدع ى‬
‫عميو‪ ،‬مع العمم أن الوالي لو أىمية التقاضي طبقا ألحكام المادة ‪ 828‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫بينما المجمس الشعبي الوالئي ال يممك الشخصية المعنوية‪ ،‬وبالتالي ليست لو أىمية التقاضي‪ ،‬فكيف يتم‬
‫مقاضاتو‪ ،‬لذا تظل مشكمة التمثيل القضائي مطروحة بالنسبة لممجمس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫أما الفقرة الثانية من المادة ‪ 56‬من قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬تعطي الحق بصفة صريحة لممنتخب‬
‫أو المكمف بالضريبة في الوالية‪ ،‬لو مصمحة في ذلك أن يطمب ببطالن مداولة المجمس وفقا ألحكام الفقرة‬
‫األولى من ىذه المادة‪ ،‬خالل خمسة عشر يوما بعد إلصاق المداولة‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن ىذه الفقرة استعممت‬
‫مصطمح " منتخب"‪ ،‬بينما الفقرة الثالثة من المادة ‪ 53‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬استعممت مصطمح‬
‫"ناخب"‪ ،‬وبالتالي ىناك اختالف بين المصطمحين‪ ،‬بحيث نجد أن مصطمح " الناخب " أوسع بكثير من‬
‫مصطمح " المنتخب "‪ ،‬ومنو نستنتج أن قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬قيد من مبدأ المشاركة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫نالحظ أن ىذا المبدأ قد تم تقييده أيضا من خالل أحكام الفقرة الثانية من المادة ‪ 56‬من ىذا القانون‪ ،‬في‬
‫عبارة "مكمف بالضريبة في الوالية" بعدما كان يحق لكل شخص دافع الضريبة بغض النظر عن انتمائو ألي‬
‫والية أن يطالب ببطالن مداولة المجمس‪ ،‬وىذا ما نستشفو صراحة من عبارة " دافع ضريبة " الواردة في الفقرة‬
‫الثالثة من المادة ‪ 53‬من قانون الوالية رقم ‪ ،09-90‬ويبدو جميا من أحكام قانون الوالية الجديد‪ ،‬أن المشرع‬
‫يتجو أكث ار نحو تكريس المركزية في التسيير‪ ،‬بدليل نجد أن الفقرة الثالثة من المادة ‪ 57‬من قانون الوالية‬
‫الجديد‪ ،‬تمزم المنتخب أو المكمف بالضريبة صاحب المصمحة أن يوجو طمبو المتعمق بإلغاء المداولة وفقا‬
‫‪36‬‬
‫ألحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 56‬إلى الوالي‪ ،‬وليس إلى وزير الداخمية وفقا لما تقتضيو الفقرة الرابعة من‬
‫المادة ‪ 53‬من قانون الوالية رقم ‪.09-90‬‬

‫‪ -3‬الحمول‬
‫يعتبر الحمول من بين أشد صور الرقابة الوصائية‪ ،‬بحيث نجد أن السمطة التنفيذية أو ممثمييا تحل‬
‫محل الييئة الالمركزية في أداء عمميا التي رفضت القيام بو‪ .‬مع العمم أن سمطة الحمول ىذه ال تمارس إال إذا‬
‫توفر شرطين‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬ال بد من وجود نص قانوني صريح‪ ،‬يفرض عمى المجمس المنتخب المحمي القيام بعمل معين‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬دعوة السمطة التنفيذية ىذا المجمس إلى القيام بيذا العمل‪ .‬ومنو إذا امتنع المنتخب المحمي عن‬
‫أداء ميامو‪ ،‬كان لمسمطة الوصية بوصفيا القائمة عمى التنفيذ‪ ،‬أن تحل محل ىذا المجمس في أداء ىذا‬
‫العمل‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس نجد أن وزير الداخمية يمارس سمطة الحمول عمى المجمس الشعبي الوالئي بموجب‬
‫أحكام قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬كما نجد أن أحكام قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬تنص عمى سمطة الحمول‬
‫التي يمارسيا الوالي عمى رئيس المجمس الشعبي البمدي‪ .‬لذا سيتم التعرض إلييا بالتفصيل فيما يمي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬سمطة حول الوالي محل رئيس المجمس الشعبي البمدي في قانون البمدية رقم ‪10 - 11‬‬
‫نظم قانون البمدية رقم ‪ 11-10‬سمطة الحمول بموجب أحكام المواد ‪ 100‬إلى ‪ 102‬من الفصل‬
‫الثالث من القسم الثاني من قانون البمدية رقم ‪ ،10-11‬بحيث تخول أحكام المادة ‪ 100‬لموالي سمطة الحمول‬
‫محل رئيس المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬باتخاذ كافة اإلجراءات الرامية لمحفاظ عمى األمن والنظافة والسكينة‬
‫العمومية‪ ،‬بشرط إذا تقاعس رئيس المجمس الشعبي البمدي عن القيام بذلك‪ ،‬والجدير بالمالحظة أن الوالي‬
‫وحده من يقدر درجة األمن والنظام العام‪ ،‬وىذا ما يوسع من سمطة الحمول‪ ،‬مما يؤدي بالمساس بمبدأ‬
‫‪27‬‬
‫مع العمم أن ىذه المادة وسعت من سمطة الحمول بدليل أنيا أضافت عبارة " التكفل بالعمميات‬ ‫الالمركزية‪.‬‬
‫االنتخابية والخدمة الوطنية والحالة المدنية" وىو لم يتم تكريسو في المادة ‪ 81‬من قانون البمدية رقم ‪.08-90‬‬
‫أما المادة ‪ 101‬من قانون البمدية الجديد تعطي لموالي أيضا سمطة الحمول في حالة إذا رفض رئيس المجمس‬
‫الشعبي البمدي القيام باتخاذ الق اررات الموكمة لو بمقتضى القوانين بعد إنذاره‪ ،‬كما منح المشرع أيضا لموالي‬
‫‪37‬‬
‫سمطات واسعة في رقابة المسائل المالية لمبمدية‪ ،‬وخول لو الحمول محل المجمس الشعبي البمدي ورئيسو في‬
‫اتخاذ التدابير المالية الالزمة‪ ،‬وىو ما تم النص عميو في المادة ‪ 102‬من قانون البمدية الجديد‪ ،‬المتعمقة بتنفيذ‬
‫ميزانية البمدية‪ ،‬وكذلك المادة ‪ ،203‬التي تتعمق بتغطية النفقات اإلجبارية لمبمدية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سمطة حمول وزير الداخمية محل المجمس الشعبي الوالئي في قانون الوالية رقم ‪07-12‬‬
‫والجدير بالمالحظة أن قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬لم ينص بصفة صريحة أو بصفة ضمنية عمى‬
‫سمطة حمول وزير الداخمية محل المجمس الشعبي الوالئي في عنوان واضح في أحد فصولو مثال‪ ،‬كما فعل‬
‫ذلك كما رأينا سابقا في قانون البمدية رقم ‪ ،10-11‬ومع ذلك وزير الداخمية يمارس سمطة الحمول محل‬
‫المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬وىذا ما نستشفو صراحة من خالل أحكام مواد ‪ 163‬و‪ 168‬و‪ 169‬من قانون‬
‫الوالية رقم ‪ .07-12‬إن المادة ‪ 163‬تؤكد بصفة صريحة عمى وجوب قيام السمطة المكمفة بضبط ميزانية‬
‫الوالية أن تسجل تمقائيا النفقات اإلجبارية التي لم يصوت عمييا المجمس الشعبي الوالئي‪ .‬مع العمم أن‬
‫مضمون ىذه المادة‪ ،‬ىو نفسو مضمون المادة ‪ 141‬من قانون الوالية القديم‪ .‬أما أحكام المادة ‪ 168‬بفقراتيا‬
‫فنجدىا حممت أحكام جديدة غير مكرسة في قانون الوالية القديم‪ ،‬عمى سبيل المثال نجد الفقرة الثالثة من‬
‫المادة ‪ 168‬تمزم الوزير المكمف بالداخمية بصفة صريحة أن يتخذ كل التدابير الضرورية المالئمة لضبط‬
‫ميزانية الوالية في حالة عدم مصادقة المجمس الشعب ي الوالئي عمى ميزانية الوالية في دورة غير عادية‪،‬‬
‫وبسبب وجود اختالل داخل المجمس الشعبي الوالئي‪ .‬وأما الفقرة الثانية من المادة ‪ 169‬فتؤكد في حالة عدم‬
‫اتخاذ المجمس الشعبي الوالئي التدابير الضرورية المتصاص العجز الذي ظير بمناسبة تنفيذ ميزانية الوالية‪،‬‬
‫فإن وزير الداخمية ووزير المالية يتولى اتخاذىا من أجل امتصاص ىذا العجز عمى مدى سنتين أو عدة‬
‫سنوات مالية‪ .‬مع العمم أن مضمون ىذه الفقرة‪ ،‬ىو نفسو مكرس في مضمون الفقرة الثانية من المادة ‪146‬‬
‫من قانون الوالية رقم ‪.09-90‬‬

‫‪38‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫وفي األخير وانطالقا من أحكام المادة ‪ 12‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬يتبن لنا أن ىناك ىيئتين‬
‫مختمفتين من حيث الطبيعة‪ ،‬مكمفتين بتسيير الوالية ىما‪ :‬الييئة التداولية‪ ،‬يترأسيا المجمس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫الييئة التنفيذية‪ ،‬يترأسيا الوالي‪ ،‬بحيث الحظنا من خالل ىذه الدراس ة المتواضعة أن الييئة التداولية عرفت‬
‫العديد من اإلصالحات القانونية‪ ،‬بحيث حدد القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المتعمق بنظام االنتخابات‪ ،‬مدة‬
‫عضويتو ب ‪ 05‬سنوات وعدد أعضائو تتراوح من ‪ 35‬إلى ‪ 55‬عضوا‪ ،‬وشروط الترشح‪ ،‬بحيث شيدنا‬
‫تخفيض في سن الترشح من ‪ 25‬إلى ‪ 23‬سنة كاممة‪ ،‬وىذا لدفع الشباب لممشاركة بقوة في تسيير شؤونو‬
‫العمومية بنفسو‪ ،‬أما القانون العضوي رقم ‪ 03-12‬وسع من تمثيل حظوظ المرأة في صناعة القرار المحمي ‪.‬‬
‫كما الحظنا أن قانون الوالية الجديد أحدث نقمة نوعية في سير و عمل المجمس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫بحيث ألزمو أن يجتمع وجوبا ف ي أربعة دورات في كل سنة‪ ،‬وال يجوز جمع ىذه الدورات في دورة واحدة‪ ،‬كما‬
‫يجتمع بقوة القانون ألول مرة في حالة حدوث كارثة طبيعية أو تكنولوجية‪ ،‬كما شجع لغة الحوار و االتصال‬
‫بحيث فرض عمى المنتخبين إعالم المواطنين واستشارتيم بأية وسيمة إعالمية السيما التكنولوجية منيا لتحديد‬
‫طمباتيم إليجاد الحمول ليا‪ ،‬كما يعطي الحق ألعضاء المجمس الشعبي الوالئي ألول مرة أيضا في توجيو‬
‫األسئمة الشفوية عمى المدراء التنفيذيين لموالية‪ ،‬مع العمم أن مبدأ المشاركة جاء ناقصا من عدة جوانب‪ ،‬لذا‬
‫يجب تفعميو بطرق رشيدة خاصة األخذ باالستشارة اإللزامية‪ ،‬و لجان األحياء والجمعيات‪ ،‬بيدف جعل كل‬
‫فواعل المجتمع تساىم بموقف إيجابي في صناعة القرار المحمي‪ ،‬والمبادرة في اقتراح مشاريع المحمية‪.‬‬
‫كما كرس ىذا القانون مبدأ الشفافية ‪ ،‬بحيث ألزم المجمس بإلصاق جدول أعمالو في مقر الوالية ومقر‬
‫البمديات واألماكن المخصصة لمجميور‪ ،‬السيما التكنولوجية ‪ ،‬حتى يتمكن المواطن من االطالع عمييا ‪ ،‬كما‬
‫يحق ليذا األخير أن يتحصل عمى نسخة منيا عمى نفقتو‪ ،‬ومع العمم تبقى دائما فكرة النظام العام‪ ،‬وظاىرة‬
‫السر الميني ما زالت تشكل حاج از كبي ار أمام حرية اإلعالم ‪.‬‬
‫كل ىذا وذاك يبقى طابع التعيين ي غمب طابع االنتخاب‪ ،‬بحيث نجد مثال الوالي‪ ،‬وأعضاء الجياز‬
‫التنفيذي في الوالية‪ ،‬إلى جانب المدراء التنفيذيين‪ ،‬معينون يواجيون بذلك ىيئة منتخبة (المجمس الشعبي‬
‫‪39‬‬
‫الوالئي)‪ ،‬وىذا ما يجعل الوالية دائرة إدارية غير ممركزة‪ ،‬تعكس نشاط السمطة المركزية أكثر منيا جماعة‬
‫إقميمية المركزية ‪.‬‬
‫و كما نستنتج في األخير أن قانون الوالية رقم ‪ ،07/12‬الذي جاء بمناسبة اإلصالحات السياسية‬
‫التي باشرتيا الجزائر منذ مطمع سنة ‪ ،2011‬بحيث نص عمى العديد من اإلصالحات التي مست جوانب‬
‫الرقابة الوصائية الممارسة عمى أعضاء وأعمال الييئة التمثيمية في الوالية‪ ،‬والتي سبق اإلشارة إلييا فتارة‬
‫اتجيت نحو التوسيع ‪ ،‬وتارة أخرى اتجيت نحو التضييق‪ ،‬وىذا بطبيعة الحال لجعل الوالية تمارس صالحياتيا‬
‫في إطار مبدأ وحدة الدولة أوال‪ ،‬وثانيا جعميا دائرة إدارة غير ممركزة ‪ ،‬تعكس نشاط السمطة المركزية أكثر من‬
‫أنيا جماعة إقميمية المركزية‪ ،‬وثالثا تشجيع سياسية المركزية في التسيير والمتطمب اإلداري أكثر فأكثر عمى‬
‫حساب المتطمب الديمقراطي‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى إضعاف من صالحيات المجمس الشعبي الوالئي ورئيسو‪،‬‬
‫وتشجيع المركزية في التسيير عمى المستوى المحمي لممحافظة عمى مبدأ وحدة الدولة‪.‬‬
‫من خالل المالحظات السابقة إرتأنيا إبداء جممة من االقتراحات لتكون إسياما عمميا واضحا وتصحيح‬
‫السمبيات و االختالالت التي عرفتيا الييئة التداولية في الوالية (المجمس الشعبي البمدي)‪ ،‬من خالل أحكام‬
‫قانون الوالية رقم ‪ 07/12‬والتي أيضا نادى بيا أساتذة القانون اإلداري وتتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ / 1‬مراجعة قاعدة المعامل االنتخابي ولو بتخفيض نسبتو ‪ 07‬في مئة‪ ،‬وىناك من نادى بتخفيضيا إلى ‪05‬‬
‫في مئة أو أقل كما ىو الحال بالنس بة لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وذلك من أجل تمكين كافة التشكيالت‬
‫السياسية والسيما الجديدة منيا‪ ،‬في المشاركة في المجالس الشعبية الوالئية‪ ،‬حيث أن تبني ذلك المعامل‬
‫االنتخابي وبتمك النسبة المرتفعة عزز احتكار األحزاب القديمة والعريقة في سيطرتيا عمى المجالس الشعبية‬
‫الوالئية والقضاء عمى مشاركة األحزاب الصغيرة و الجديدة و كذا مراجعة نسبة ‪ 30‬في مئة و ‪ 35‬في مئة‬
‫لحصة مشاركة المرأة في األحزاب السياسية‪ ،‬وفي الحصول عمى المقاعد و ذلك رغم ايجابياتيا عند البعض‬
‫وانتقادىا من البعض اآلخر من خالل أنيا تؤدي إلى إخالل بالمبدأ الدستوري القاضي بمبدأ المساواة بين‬
‫الجميع ‪ ،‬كما أنيا قد تقضي عمى التنافس والكفاءة التي يقرىا قانون االنتخابات في اختيار المنتخبين في‬
‫تشكيل المجالس الشعبية الوالئية‪.‬‬
‫‪ / 2‬لقد سمح المشرع المنتخبين الوالئيين بتجديد عضويتيم في المجمس المنتخب إلى ما ال نياية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي جعل تمثيل المواطنين مينة كأي مينة أخرى ‪ ،‬يحقق فييا المنتخب احترافية وتحتكرىا نسبة ضئيمة من‬
‫مواطني الوالية‪ ،‬وىو ما يتنافى مع مبدأ المساواة في اعتالء المناصب العامة في الدولة والمشاركة في الشؤون‬
‫العامة‪ ،‬ليذا يا حبذا لو يحدد المشرع تجديد العضوية بمرتين ليمنح الفرصة األكبر عدد من مواطني الوالية‬
‫لممشاركة في تسيير شؤونيم وتغيير التشكيمة السياسية بإعطاء دينامكية جديدة لممجمس والسماح بظيور‬
‫‪40‬‬
‫كفاءات أخرى‪ ،‬وتقديم الحوافز لذوي الكفاءات الذين يتميزون بالوعي العام ليتقدموا لالنتخابات المحمية بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫‪ / 3‬الرفع من مستوى و كفاءات المنتخب الوالئي عن طريق اشتراط مستوى الجامعي لمترشح لممجمس الشعبي‬
‫الوالئي‪ ،‬وكذا إجراء فترات تربصية الزمة التكوين والرسكمة‪ ،‬ألن البعض من رؤساء المجالس الشعبية الوالئية‬
‫واألعضاء لم يسبق ليم تسيير الشؤون المحمية‪ ،‬عمما بأن طريقة األيام الدراسية أو الممتقيات التي تدوم يوما‬
‫واحدا عمى أقصى تقدير أثبتت عدم نجاعتيا ‪ ،‬وبالتالي يجب إعمال تكوين حقيقي لدورات متخصصة طيمة‬
‫العيدة االنتخابية أو عمى األقل في بدايتيا‪.‬‬
‫‪ / 4‬تعد العالقة بين الناخب و المنتخب جوىر الديمقراطية المحمية ودعميا يقوي الروابط‪ ،‬ويحي في نفس‬
‫الوقت ثقة سكان الوالية في منتخبييم ومجالسيم ويثير اىتماميم بالمصالح الوالئية ويزيد من فعالية رقابتيم‬
‫عمى منتخبيم‪ ،‬غير أن الواقع الحالي يظير عمى خالف ذلك فالمشرع نجده أىمل طرفي العالقة والممارسة‬
‫ساىمت في عدم قياميا‪ ،‬ليذا أصبح من الضروري‪:‬‬
‫‪ / 1‬إنشاء قنوات اتصال بين الناخب والمنتخب لتحسين العالقة بينيما وجعميا مستمرة ومبنية عمى الثقة‬
‫المتبادلة والتفاىم‪.‬‬
‫‪ / 2‬وضع نظام أساسي خاص و شامل بالمنتخب الوالئي يبين صورة دقيقة وواضحة ما لممنتخب من حقوق‬
‫وما عميو من واجبات‪ ،‬ويوفر لو الجو المالئم لممارسة وظيفتو التمثيمية‪.‬‬
‫‪ / 3‬دعم الجمعيات المدنية لما تممكو من قدرة في تنظيم المواطنين وطرح انشغاالتيم بشكل حضاري وعممي‪.‬‬
‫‪ / 4‬تشجيع كل مبادرة من المواطنين وتوعيتيم حول أىمية مشاركتيم في بناء بمدىم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ - 1‬األمر رقم ‪ ، 38-69‬المؤرخ في ‪ ، 1969/05/23‬المتعمق بالوالية ‪ ،‬جريدة رسمية ‪ ،‬الصادرة في ‪23‬‬
‫مايو ‪ ، 1969‬رقم ‪ ، 44‬ص ‪ ، 510‬مع العمم أن ىذا األمر ‪ ،‬تم تعديمو بموجب األمر رقم ‪، 86-76‬‬
‫المؤرخ في ‪ ، 1976-10-23‬جريدة رسمية ‪ ،‬رقم ‪، 86‬المؤرخة في ‪ ، 1976-10-27‬ص ‪، 1202‬‬
‫الممغى بموجب القانون رقم ‪ ، 02-81‬المؤرخ في ‪ 14‬فبراير‪ ، 1981‬المتضمن تعديل األمر رقم ‪، 38-69‬‬
‫المتعمق بالوالية ‪ ،‬جريدة رسمية ‪ ،‬رقم ‪ 7‬المؤرخة في ‪ 17‬فبراير ‪ ، 1981‬ص ‪.146‬‬
‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ ، 09-90‬المؤرخ في ‪ ، 1990/04/07‬المتعمق بالوالية ‪ ،‬جريدة رسمية ‪ ،‬رقم ‪، 15‬‬
‫المؤرخة في ‪ 11‬فبراير ‪ ، 1990‬ص ‪ ، 504‬و تجب اإلشارة أن األمر رقم ‪ 04-05‬المؤرخ في ‪18‬يوليو‬
‫‪ ، 2005‬عدل و تمم القانون رقم ‪ ، 09-90‬المتعمق بالوالية ‪ ،‬جريدة رسمية ‪ ،‬رقم ‪ ، 50‬المؤرخة في ‪19‬‬
‫يوليو ‪ 2005‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 3‬القانون رقم ‪ ، 07-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/02/21‬المتعمق بالوالية ‪ ،‬جريدة رسمية ‪ ،‬رقم ‪، 12‬‬
‫المؤرخة في ‪ 29‬فبراير ‪ ، 2012‬ص ‪ ، 5‬مع العمم أن ىذا القانون ألغى بصفة صريحة القانون رقم ‪09-90‬‬
‫المتعمق بالوالية ‪ ،‬و كل النصوص التطبيقية الصادرة عنو ‪.‬‬
‫‪ – 4‬راجع عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية رقم ‪ ، 07-12‬طبعة ‪ ،1‬دار جسور لمنشر و التوزيع‪،‬‬
‫االنتخابات المحمية – تجسيد لإلصالحات السياسية‬ ‫الجزائر‪ ، 2012 ،‬ص ‪ .130‬وكذلك أنظر إلى‬
‫‪...‬ترسيخ لمديمقراطية المحمية‪ -...‬مقال منشور بمجمة الفكر البرلماني الصادرة عن مجمس األمة‪ ،‬العدد‬
‫الثالثون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2012‬ص ‪. 18‬‬
‫‪ - 5‬القانون العضوي رقم ‪ ، 07-97‬المؤرخ في ‪ ، 1997-03-06‬المتعمق بنظام االنتخابات جريدة‬
‫رسمية‪ ،‬رقم ‪ ، 12‬المؤرخة في ‪ ، 1997-03- 06‬ص ‪ ، 3‬مع العمم أن ىذا القانون تم تعديمو بموجب‬
‫القانون العضوي رقم ‪ ، 08-07‬المؤرخ في ‪ ، 2007-07-28‬جريدة رسمية ‪ ،‬رقم ‪ ، 48‬المؤرخة في ‪-31‬‬
‫‪ ، 2007-07‬ص ‪. 10‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ - 6‬القانون العضوي رقم ‪ ، 01-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012-01-12‬جريدة رسمية ‪ ،‬رقم ‪ ، 01‬المؤرخة في‬
‫‪ ، 2012-01-14‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ - 7‬عيسى تولمرت‪ ،‬النظام االنتخابي لممجالس المنتخبة المحمية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إدارة ومالية‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2002-2001 ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪ – 8‬راجع عالء الدين العشي‪ ،‬شرح قانون البمدية في إطار قانون رقم ‪ 10-11‬المتعمق بالبمدية ‪ ،‬دار اليدى‬
‫لمطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2011 ،‬ص ‪ .17‬وكذلك عبد الوىاب عبد المؤمن‪ ،‬النظام االنتخابي‬
‫في التجربة الدستورية الجزائرية‪ ،‬مقاربة حول المشاركة والمنافسة السياسية في النظام السياسي الجزائري ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،2007-2006 ،‬ص ‪ 33‬و ‪. 34‬‬
‫‪ – 9‬أنظر بالل بمغالم‪ ،‬إصالح الجماعات اإلقميمية * الوالية في إطار القانون رقم ‪ ،* 07/12‬مذكرة‬
‫ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2013/2012 ،01‬ص ‪ 17‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ – 10‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪ 23‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪ – 11‬أنظر نظام الكوتا في الجزائر إجحاف أم إنصاف في حق المرأة‪ ،‬مقال منشور بمجمة مجمس األمة‪،‬‬
‫العدد‪ ، 50‬الجزائر‪ ،‬جانفي‪ -‬فيفري ‪ ، 2012‬ص ‪ .33‬وكذلك عمار بوضياف‪ ،‬نظام الكوتا كآلية لترقية‬
‫الحقوق السياسية لممرأة و موقف التشريعات العربية منو ‪ ،‬دراسة حالة التمثيل النسائي في البرلمان‪ ،‬مجمة الفكر‬
‫البرلماني الصادرة عن مجمس األمة‪ ،‬العدد ‪ ،26‬الجزائر‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2010‬ص ‪.73‬‬
‫‪ – 12‬أنظر عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية ‪ ،07-12‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ – 13‬أنظر بالل بمغالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ – 14‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫‪ - 15‬محمد زغداوي‪ ،‬دور المجمس الشعبي الوالئي في التنمية المحمية ‪ ،‬حوليات مخبر الدراسات و البحوث‬
‫حول المغرب العربي والبحر األبيض المتوسط‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ، 5‬ص ‪.19‬‬
‫‪ – 16‬أنظر عزيزة شبري‪ ،‬أنماط السؤال البرلماني في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجمة الفكر‬
‫البرلماني الصادرة عن مجمس األمة‪ ،‬العدد ‪ ،28‬الجزائر‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص ‪ 74‬و ‪.75‬‬
‫‪ – 17‬راجع بالل بمغالم‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ – 18‬راجع إبراىيم رابحي‪ ،‬استقاللية الجماعات المحمية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة باتنة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪ 64‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ / 19‬أنظر إلى المادة ‪ 829‬من قانون رقم ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-02-25‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬رقم‪ ،21‬المؤرخة في ‪ ،2008-02-25‬ص ‪.3‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ / 20‬رشيد خموفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬تنظيم واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ / 21‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية ‪ ،07-12‬دار جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.331‬‬
‫‪ / 22‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البمدية ‪ ،10-11‬دار جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.285‬‬
‫‪ / 23‬أنظر عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪ / 24‬أنظر عالء الدين العشي‪ ،‬شرح قانون البمدية في إطار قانون ‪ ،10-11‬دار اليدى لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ / 25‬أنظر محمد بركات‪ ،‬النظام القانوني لممنتخب‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معيد الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪ 156‬و‪ 157‬و‪.158‬‬
‫‪ / 26‬أنظر عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية رقم ‪ ،07-12‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ / 27‬عبد المجيد جبار‪ ،‬التنظيم الالمركزي لممدينة الكبيرة في البمدية‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية‬
‫واالقتصادية والسياسية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،1998 ،3‬ص ‪ .65‬وكذلك‪ ،‬عالء الدين العشي‪ :‬شرح قانون‬
‫البمدية في إطار قانون ‪ ،10-11‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪44‬‬
45

You might also like