Professional Documents
Culture Documents
خيبر
خيبر
واستجابة القتراح بعض األخوة المؤمنين بضرورة التحدث عن مدينة خيبر ،وللفائدة
والمنفعة العامة سأتحدث عنها بشكل موجز :
بما أننا ذكرنا جبل قريظة في كتاب المساجد واألماكن األثرية في المدينة المنورة ،والذي
اتخذه يهود بني قريظة حصنا وسورا واقيا لهم ،والذين حفروا محيط سطحه ،ليكون جدارا
عازال وحاميا لهم عند الحروب .
كذلك ينطبق القول أعاله على يهود مدينــة خيبر ،الذين اتخذوا قراهم حصونا واقيا لهم ،
وذلك كما وصفهم هللا تعالى في محكم كتابه الكريم وفصل خطابه العظيم بقوله { :ال يقاتلونكم
جميعا إال في قرى محصنة أو من وراء جدر }.1
وتعتبر مدينة خيبر منذ قديم العصور واحة واسعة وتربة خصبة ،تتوفر فيها المياه الغزيرة
والعيون الكثيرة ،وأرضها تصلح لزراعة الحبوب والفواكه ،وهي من أكبر واحات النخيل في
جزيرة العرب .
ولقد ترك أهل خيبر المدينة القديمة ،وبنوا بالقرب منها مدينة جديدة ذات بيوت
حديثة .
عجزت أكف أربعون وأربع ).31 يا قالع الباب التي عن فتحها
وقيل :إن الباب المذكور كان موجودا في المسجد الذي بني في أعلى حصن خيبر ،
وقد صعدت إلى ذلك المكان ،ولم استطع الدخول إلى المسجد المذكور ،ألن بابه كان
مغلقا بسلسلة حديدية .
1ينظر :غزوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم أو أشعة األنوار في فضل حيدر الكرار ،للعالمة الشيخ جعفر نقدي
ص ، 120مؤسسة األعلمي للمطبوعات ،الطبعة األولى 1413هـ ــ 1991م ،وينظر :طرائف الحكم ونوادر اآلثار ،للسيد
محمد الحيدري ،الجزء ( ) 4فقرة ( )4593ص ( ، )294دار السالم للطباعة ،بيروت ــ لبنان ،الطبعة االولى 2008م .
هـ ــ بئر عين علي (عليه السالم ) :
توجد في خيبر عين ينبع منها الماء ،أطلق عليها اسم ( بئر عين علي عليه السالم ) ،
والتي نبعت بسيف اإلمام علي بن أبي طالب ( عليه السالم ) في معركة خيبر في مدينة خيبر
في منطقة المدينة المنورة .
وماء هذه العين صاف عذب ،كان يشرب منها أهل خيبر ،وكذلك يشرب منها زوار مدينة
خيبر ويأخذوا من مائها معهم بنية التبرك والشفاء .
ولقد تم تسويرها وإغالقها بشكل محكم لمنع الوصول إلى مائها المبارك .
وــ الحديث الشريف عن غزوة خيبر :
وقعت غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة ،وكان الرسول محمد ( صلى هللا عليه وآله
وسلم ) يقود المسلمين فيها .
وتم فتحها على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السالم ) ،وقد ورد عن سعد بن
أبي وقاص أنه قال ( :بعث رسول هللا محمد (صلى هللا عليه وآله وسلم ) ،برايته إلى خيبر
مع أبي بكر فردها ،فبعث بها مع عمر فردها ،فغضب رســـــــــول هللا (صلى هللا عليه وآله
وسلم ) وقال ( :ألعطين الراية غدا رجال يحبه هللا ورسوله ،ويحب هللا ورسوله ،كرارا غير
فرار ،ال يرجع حتى يفتح هللا على يديه ) ،قال :فلما أصبحنا جثونا على الركب فلم نره يدعو
أحدا منا ،ثم نادى أين علي بن أبي طالب ؟ فجيء به وهو أرمد ،فتفل في عينه ،وأعطاه
الراية ففتح هللا على يديه ).41
وعندما خرج مرحب اليهودي ،وهو أشجع بني يهود لمبارزة اإلمام علي (عليه السالم ) ،
أنشد قائال :
ضرغام آجام (غابات) وليث قسوره أنا الذي ســــــــــمتني أمي حيدره
وروي عن أمير المؤمنين (عليه السالم) أنه قال ( :فاختلفنا ضربتين فبدرته فضربته ،
6 3
فقددت المحجر والمغفر ورأسه ،حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعا ) .
1ينظر :األمالي ،للشـــــــيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان بن المعلم أبي عبد هللا العكبري البغدادي ص 56ــ ، 57تحقيق :
حسين االستادولي وعلي أكبر الغفاري ،دار المفيد للطباعة ــ الناشر :دار الهدى بقم المقدسة ــ الطبعة األولى 1431هـ .
2ــ 3ينظر غزوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السالم ) ،أو أشعة األنوار في فضل حيدر الكرار ص . 119
وجاء في كتاب (طرائف الحِكم ونوادر اآلثار للعالمة السـيد محمد الحيدري) 71اآلتي :
( وأما خيبر ،فهو المكان الذي يســــــــكنه يهود الجزيرة العربية ،وقد تجمعت فيه فلولهم
وبقاياهم الذين أجالهم رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم عن المدينة ،وأقاموا فيه ســـــبعة
حصون منيعة يحســـبون أنها تمنعهم من غضب هللا ورســــولِه ،فصاروا يحوكون المؤامرات
ت أمام الدعوة اإلســــــالمية الغراء ،واتصلوا بالقبائل العربية لتحريضها على
ويضعون العقبا ِ
الهجوم مرة أخرى على المدينة بعد فشـــلها يوم األحزاب ،فلما علِم رسول هللا صلى هللا عليه
وآله وسلم بكيدهم ونشـــــاطهم المعادي لإلســــالم عزم على غزو حصونهم وإنزال العقوبــة
الرادعة بحقهم ليحمي دعوته وأمته من مكرهم وشرهم ،وزحف بجيشــــــه إليهم وعسكر في
منطقة تقع بين خيبر وغطفان حتى ال يأتيهم مدد من هذه القبيلة العربية التــــي وعدت اليهود
بالمعاضدة والمساندة إذا وقعت الحرب بينهم وبين رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم .
ولما علِم اليهود بقدوم المســــــــــــلمين دخلوا حصونهم وأغلقوا عليهم أبوابها ،وقد اشتد
القتال بين الطرفين ،وفتح المســــلمون الحصون حتى وصلوا إلــى أشـــــــــدها وأمنعها وهو
حصن القموص ،وفيـــــه مرحب بن الحارث قائد اليهود .......فلما أقبل أمير المؤمنين عليه
الســــــــــالم برز إليه مرحب وهو يقول :
مجرب
َّ شــاكي الســالح بطل قد علمت خيبر أني مرحب
ثم عاجله بضربة نجالء فلقت رأسـه وهامته وسقط على األرض قتيال ،فدب الفزع والرعب
فـي قلوب اليهود وأغلقوا عليهم باب الحصن ،فاقتلعـه أمير المؤمنين عليه الســـــــــــالم بيده
وتترس به ثم رماه بعيدا إلى األرض ،ودخل الحصن فاتحا ودخل معه المســــلمون فقتلوا من
قتلوا وأسروا من أسروا وغنِموا أموالهم وأسـلحتهم ،واصطفى رســـــــول هللا صلى هللا عليه
وآله وسلم لنفســه صفية بنت حيي بن أخطب ثم أعتقها وتزوجها بعد أن شــــرح هللا صدرها
لإلسالم .
وبهذه الغزوة قضى النبي صلى هللا عليه وآله وســـــــــــلم على آخر وكر من أوكار الخيانة
والغدر ،وتخلص من هذه الفئة الباغية التي كاد ت وال تزال تكيد لإلسالم والمسلمين على مر
األعوام والسنين ) .
1
ج 7ص 28ــ ، 30فقرة . 7059