You are on page 1of 1

‫عالقة الكاتمة بين الرغبة والحاجة‬

‫تحيل الحاجة على كل ما هو ضروري لبقاء الذات من مأكل وملبس ومسكن وغيره‪ ،‬أما الرغبة فتحيل على نزوع وميل الذات إلى‬
‫كل ما يجلب لها اللذة واالستمتاع سواء أكانت هذه الذات تحتاجه عمليا وواقعيا أم ال‪ ،‬ادن فما هي العالقة القائمة بين الرغبة‬
‫والحاجة‬
‫الرغبة ال تحمل صفة الضرورة الحيوية‪ ،‬وال يعتمد بقاء اإلنسان على إشباعها بل إن إشباع بعضها قد يهدد هذا البقاء نفسه‪ ،‬لكن‬
‫اإلنسان يسعى جاهدا من أجل إشباعه او هي مغامرة كبرى لتخطي سياج الضروريات فقط (عيش الكفاف) إلى فضاء الرغبات (عيش‬
‫الكماليات)‪ ،‬فليس بالخبز وحده يحيا اإلنسان! إن الحاجة هي ضرورة بقاء‪ ،‬أما الرغبة –مهما كان حكمنا عليها‪ -‬فهي ضرورة تميز‪،‬‬
‫‪.‬وكالهما ضروري لبقاء اإلنسان المبدع‬

‫اشتراك الحاجة والرغبة في صفة الضرورة ال يعني تطابقهما‪ ،‬فالرغبة تختلف في كثير من الصفات والخصائص عن الحاجة‪:‬‬
‫· ال توجد دائما عالقة تالزم بين الحاجة والرغبة‪ ،‬فكثير من الحاجات تكون ملحة لكننا ال نرغب في تحقيقها (الحاجة للرياضة تكون‬
‫ملحة عند البعض لكنه ال يرغب في مزاولتها)‪ ،‬وبالمقابل هناك الكثير من الرغبات التي تلح إلشباعها لكننا ال نحتاجها واقعيا‬
‫(الرغبة في اقتناء ثياب جديدة رغم امتالك ما يكفي منها)‪.‬‬
‫· الحاجة لها موضوع واحد شعوري ومحدد (الحاجة لألكل‪ ،‬الحاجة لألمن)‪ ،‬أما الرغبة فمواضيعها غير محددة بدقة‪،‬‬
‫· حاجات اإلنسان محدودة وثابتة أما رغباته فغير محدودة وغير ثابتة‪ ،‬فالحاجات التي تضمن وضمنت بقاء اإلنسان ظلت هي هي‪ ،‬أما‬
‫رغبات اإلنسان فغير محدودة وذلك أنه كلما تحققت رغبة إال وتم السعي وراء رغبة أخرى مما يجعلها غير قابلة لإلشباع المطلق‬
‫(= الموت!)‪.‬‬
‫· يمكن إلغاء بعض الرغبات وتغيرها مع التقدم في السن وتغير المواقف واغتناء التجارب‪ ،...‬لكن ال يمكن إلغاء الحاجات األساسية دون‬
‫تعريض الوجود المادي للفرد للخطر‪.‬‬

‫في نظر ميالني كالين‪ ،‬ان تحقيق الحاجات يضمن البقاء‪ ،‬وإشباع الرغبات يضمن التميز‪ ،‬مع ميالني كالين نالحظ أن الحاجة يمكن‬
‫أن تتحول إلى رغبة‪ .‬فتالزم الحاجة والرغبة هو تالزم للبقاء مع التميز‪ ،‬وبعبارة أخرى إنه تحديد لمستقبل اإلنسان بوصفه الموجود‬
‫الوحيد المميز بالرغبات‬
‫نستخلص مما سبق أن الرغبة تربط بالحاجة بربط ال تصوري يجعل إشباع الحاجات إشباعا لرغبات مرتبطة بها‪ ،‬هذا الرباط‬
‫‪..‬الالشعوري هو المسؤول عن كثير من المفارقات واإلشكاليات التي تثار عن عالقة الحاجة والرغبة‬

You might also like