Professional Documents
Culture Documents
الفهرس:
-التقديم
-١أ-فعل التلفظ او اللغة في اإلستعمال
ب-تعلق الملفوظ بالتلفظ
ج-فعل التلفظacte d’énonciation
-٢اإلنشاء او انجازية التلفظ
-٣في الفعل الغوي
أ-مفهوم الفعل اللغوي
ب-خصائص الفعل اللغوي
ج-مستويات الفعل اللغوي
-فعل الكالمي
-فعل اإلنجازي
-فعل التأثيري
*مفهوم الخطاب عند بنفنيست
*نظرية التلفظية عند بنفنيست
-المراجع العتمد عليها في عملية البحث
٠تقديــم:
لقد ساد في مجال البحث اللساني ،إلى حدود أواسط القرن المنصرم ،االهتمام بالنحو كنظرية للقدرة .وترتب عن ذلك أن ال يتجاوز األمر حدود ما
يؤكد مصداقية هذه الفكرة ،فلم تقم الحاجة حينئذ إلى أكثر من دراسة صورية تقوم على تجريد اللغة وتحاول تقديم مستعمليها باعتبارهم نماذج
فارغة ومجردة .إال أن هذا التوجه ما فتئ يفقد سيطرته على األبحاث اللسانية ،بعدما ظهرت إلى الفضاء اللساني دراسات تتجاوز القدرة إلى
اإلنجاز ،وال تفصل اللغة عن استعمالها أو تفصل استعمالها عما يالبسه ويتعلق بما هو نفسي أو اجتماعي أو ثقافي أو غيره داخل الفضاء العام
للتواصل .وفي إطار ما سارت إليه هذه الدراسات –ماتعلق منها باإلشكال العام للتواصل -سنقف في هذه البحث على بعض معالم اإلجابة اللسانية
لسؤال الفعل واإلنجاز( :ماذا نحن فاعلون حينما نستعمل اللغة؟(
إن التلفظ إذن هو المجال الحيوي للقائمين على استعمال اللسان ،إنه المجال الذي من خالله يتحدد النشاط االستعمالي ،ومن خالله يحدد مستعمل
اللسان وضعه ويجسد صورته وخصائصه الفردية بالكالم .وبهذا يكون التلفظ مجاال لمتابعة حركية السلوك اللغوي في الكالم ،على أنقاض الثبات
الذي يعرفه اللسان .وإن شئت نوعا من التجريد :إن التلفظ –على غرار اإلخراج المسرحي -إخراج لساني ،إال أنك ال تجد في نموذج اإلخراج هذا
وخرج هذا اإلخراج ،أوْ وظيفة للمخرج وأخرى للممثل ،بل تجد وظيفة واحدة توحد هاتين وهي وظيفة المتلفظ .ويبقى أن نتساءل عن طبيعة
بالتعبير األصل ،أن نتساءل عن طبيعة التلفظ ونتيجته بين الجملة والملفوظ..
يمكن أن نقف في التمييز اللساني أوالً ،على الفرق بين مفهومي الجملة – -phraseوالملفوظ ,- énoncé-إذ أن الفصل المنهجي الذي ُأقيم بين
اللسان والكالم قد أفضى بالتحليل إلى التمييز بين ما هو للسان وخالص له ،وبين ما هو للكالم وناتج عنه .وترتب عن ذلك إذن التميي ُز بين الجملة
والملفوظ كوحدتين تحليليتين تتعلق األولى باللسان ،وتتعلق الثانية بالكالم.
ولعل " "O.Ducrotكان من الذين وقفوا على هذا التمييز الحاصل بين الجملة والملفوظ ،إذ اعتبر الجملة كيانا لسانيا مطلقا ومطابقا لذاته عبر
مختلف تحققاته ،وتكون قيمته خالصة للداللة اللسانية .أما الملفوظ فقد اعتبره عرضا كالميا خاصا ،أي اعتبره الناتج الذي يأتي عليه التحقيق
الفعلي للجملة داخل العملية التلفظية .فالملفوظ "هو كل متوالية لغوية تامة صادرة عن متكلم ما"]4[.
السماء سوداء .فهذه المتوالية خارج االستعمال تظل خالصة للداللة على نسبة السواد للسماء وفقط .وأما مع مراعاة االستعمال ،فإن ما كان
منها جملة يصير ملفوظا ،و ُي ْعدَ ل عما كان فيهاـ من داللة لسانية إلى ما للملفوظـ من معنى كأن تدل بحسب االستعمال على:ـ
وهذه كلها معان لجملة واحدة وملفوظات مختلفة .وهكذا فإن الجملة ( )1تظل حاملة لداللتها اللسانية (نسبة السواد للسماء) .أما المعاني (أ ،ب،
ج) فإنها ال تتعلق بذات الجملة ،وإنما هي متعلقة بالملفوظات الناتجة عن تحقيق هذه الجملة.
وإذا كانت الجملة الواحدة يمكن أن تستعمل استعماالت متعددة بحسب األزمنة واألمكنة واألشخاص ،وكان لكل استعمال خرج -output-يتمثل
في الملفوظ فإن هذا يثبت تعدد الملفوظات للجملة الواحدة ،ويترتب عن هذا ثبوت تعدد المعاني للداللة اللسانية الواحدة.
وعليه ،يمكن أن نخلص إلى ما يلي:
-إن كل رسالة شفهية تحدد باعتبارهاملفوظاـ انبثق عن الجملة بواسطة التلفظ.
-إن الجملة الواحدة يمكن أن يتكرر استعمالها باستمرار .
-إننا نحقق ملفوظا جديدا في كل مرة نعيد فيها استعمال نفس الجملة-.
-إن الملفوظ الواحد ال يتحققـ إال مرة واحدة.
فقد يتجسد الفرق بين القول والمقول أو بين التلفظ والملفوظ بواسطة المزدوجتين في الكتابة ،كما يتجسد بواسطة فقاعات القراءات المصورة،
فالمقول أو الملفوظ هو ما يكتب داخل المزدوجتين أو في قلب الفقاعة ،أما القول أو التلفظ فإنه يتجسد بوضوح في القراءات المصورة في كون
الفقاعة تخرج من فم شخصية ما ]6[.
هذا ،وقد انتبه علماء العربية إلى هذا التفريق في نظرتهم إلى ما عرف عندهم ب "جملة القول" أو "مقول القول" .وذلك واضح في اإلعراب
الذي يعربون به جملة مثل ( ،)6إذ تعرب هذه الجملة كالتالي:
قال :فعل ماض…
زيد :فاعل…
السماء :مبتدأ…
سوداء :خبر… ،وجملة المبتدإ والخبر في محل نصب مفعول به لفعل القول .وهكذا يتميز عندهم القول عن المقول.
وقد يظهر هذا التمايز أيضا في الالمعقولية التي نجدها في تحقيق بعض الجمل مثل:
( )7إني نائم.
( )8لقد مت.
إذ يستحيل قبول هذه كملفوظات ،اللهم إذا أخذناها على المجازية ،ذلك أن ضمير المتكلم في المقول ( )7أو ( )8ال يمكن أن يكون هو فاعل على
القول]7[.
ثم إن العملية التلفظية تكون وراء كل ملفوظ ،إذ ال ملفوظ بدون تلفظ .ويمكن أن نجد مؤشرا لهذه العملية في تقدير قضية يكون الحكم فيها إثباتا
للتلفظ ،وقد تكون هذه القضية المقدرة من نوع( :أقول) أو (أتلفظ) ،وكلما ظهرت هذه القضية كلما تعين تقدير أخرى فوقها ،وهذه قد تمثل بداية
لتقديرات ال تنتهي.
وهكذا تظهر معالم القول والمقول أو التلف والملفوظ واضحة ،فقد ظهر إلى هنا تمايز التلفظ عن الملفوظ ،إذ يكون األول هو العملية أو الحدث
الذي بموجبه يتم تحقيق اللسان تحقيقا فعليا ،في حين يكون الملفوظ أو المقول هو حاصل هذه العملية أو خرجها.
فحينما أتلفظ بعبارات مثل هذه ،فإن األمر ال يتعلق بكوني أصف حالي لحظة قيامي بفعل التلفظ ،وال بكوني أريد إثبات قيامي بأي فعل ،بل إن
تلفظي بمثل هذه العبارات هو في الواقع إنجاز لها .إنني حين أتلفظ بالعبارة ( )13مثال ال أصف حالة ،وال أثبت واقعة ،وال يحتمل ما تلفظت به
شيئا من التصديق أو التكذيب .فماذا نسمي عبارة أو جملة من هذا النوع إذن؟ لقد اقترح " "Austinألجل ذلك مصطلح "عبارة إنجازية" أو
"إنشائية" –] performative-.[13وهكذا فإن الفعل الذي يمكن أن أكون قد قمت به لحظة تلفظي بعبارة من قبيل ( )13أو ( )14ليس فعال
للوصف أو اإلثبات ،وإنما هو إنجاز أو إنشاء لذات التلفظ ،وإن التلفظ هو عين ما فعلت.
لقد أدى اعتبار الصدق والكذب إذن إلى التمييز بين القضايا وأشباه القضايا إذ تكون القضية قضية إذا كان الحكم فيها حكما ،وتكون مجرد شبه
قضية إذا كانت ال تشتمل على أي حكم ،أو تشتمل على ما يشبه الحكم وليس بحكم .والحكم هو ما نستطيع الحسم في تصديقه أو تكذيبه باعتبار
الواقع ،وشبه الحكم هو ما ال نستطيع تكذيبه وال تصديقه .ويمكن أن نمثل للقضية ذات الحكم ،وشبه القضية ذات شبه الحكم ،ولشبه القضية غير
ذات حكم ،على التوالي كالتالي:
)13( ضرب زيد عمرا.
)14( أصابت اللعنة زيدا.
كم الساعة؟ )15(
والحكم في القضية ( )15هو إثبات ضرب زيد لعمر ،وهو حكم يصدق إذا أثبت الواقع أن زيدا ضرب عمرا فعال ،ويصنف كاذبا إذا لم يثبت الواقع
ذلك .أما شبه الحكم في شبه القضية ( )16فهو إصابة اللعنة لزيد ،وال يثبت الواقع له تصديقا وال تكذيبا ،أي إن الواقعة التي يثبتها هذا الحكم
ليست واقعة عينية حتى نستطيع مالمسة ما إن كانت حادثة بالفعل أم ال .وأما شبه القضية ( )17فإنها ال تنطوي على أي حكم أصال.
وخالصة األمر أن التمييز قائم بين القضايا وأشباه القضايا .وعلى هذا االعتبار أقام " "Austinتقسيمه الثنائي للتعابير اللغوية ]14[.فما
انسحب عليه مفهوم القضية كان تعبيرا إخباريا ،وما انسحب عليه مفهوم شبه القضية كان تعبيرا إنشائيا .وهذان صنفان متمايزان:
-التعابير اإلخبارية ،وهي نوعان :وصفية وإثباتية ،فالوصفية هي ما كان الحكم فيها وصفيا .واإلثباتية هي ما كان الحكم فيها إثباتيا .وأمثلة هذه
على التوالي:
( )16السماء صافية.
)17( مات زيد.
حيث ( )18تمثل وصفا لحالة واقعية ،أي وصفا لحالة السماء .و( )19تثبت واقعة عينية ،أي تثبت وقوع موت زيد .والمثاالن معا يحتمالن
تصديق الحكم فيهما أو تكذيبه.
-التعابير اإلنشائية ،وهي كذلك نوعان ،وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك .فمنها ما كان يعد إخباريا وثبت أنه ليس كذلك ،وهو ما أشرنا إليه بأشباه
القضايا ذات أشباه األحكام .ومنها ما هو خالص لإلنشاء كأن يكون التعبير استفهاما أو تعجبا أو وعدا أو غيره ،وهذا ما أشرنا إليه بأشباه
القضايا غير ذات أحكام .وقد مثلنا لصنفي اإلنشاء هذين على التوالي بالمثالين ( )16و( ،)17وكالهما كما الحظنا ال يحتمل تصديقا وال تكذيبا.
وإذا كانت التعابير الخبرية تراز باحتمالها الصدق أو الكذب ،فإن المعيار الذي يراعى في اإلنشائية هو مدى مطابقتها لمقتضى الحال .فالتعابير
اإلنشائية من حيث كونها إنجازات فإنه يمكن الحكم عليها شأنها شأن باقي اإلنجازات باالستحسان أو عدمه ،وهذا ما مكن من متابعتها تحت
مقولة مطابقة مقتضى الحال]15[.
ثم إن التعابير اإلنشائية تنقسم إلى أولية وصريحة:
-تعابير إنشائية أولية ،وهي تعابير تأتي لإلنشاء وال يتم التصريح فيها بذلك ،كأن تكون العبارة ( )20للوعد وتأتي على الشكل التالي:
)18( سأزورك غدا.
-تعابيرـ إنشائية صريحة ،وهي ما يصرح فيها بفعل دال على إنشائيتها ،كأن يصرح بفعل الوعد في ( )20على نحو ( )21كالتالي:ـ
)19( أعدك بأني سأزورك غدا.
ويشترط في هذا الفعل أن يكون على صيغة المضارع ومبنيا للفاعلـ المتكلم ]16[،كما في (أعدك) .وال يصح أن يكون على أية صيغة أخرى.
وإن حدث أن كان ،فإن التعبير سيكون لإلخبارـ وليس لإلنشاء كما في ( )22أو ((23
)20( وعدتك بأني سأزورك غدا.
( )21يعدك بأنه سيزورك غدا.
هذا ،وبعد تمحيص طويل استغرق ثالثة فصول من كتاب " ،"Quand dire c’est faireيخلص " "J.L.Austinإلى صعوبة الحسم في
المعيار الذي بواسطته نستطيع تمييز اإلنشاء عن الخبر ،يقول" :لقدـ فشلنا في إيجاد الضابطـ أو المعيار الذي يمكننا من تمييز العبارات اإلنشائية
عن الخبرية" ]17[.فقد اتضح له أن معيار مطابقة مقتضى الحال يصدق على الخبر كما يصدق على اإلنشاء .وأنه ال المعايير النحوية وال
المعجمية تحسم فيما إذا كان التعبير إخبارا أم إنشاء ،إذ ليس من السهل في معظم الحاالت أن نتأكد من أن التعبير المتلفظ به خالصا لإلنشاء،
ليبقىـ السياق المقامي للتفظ هو الكفيل بهذه المهمة ،ذلك أنه حتى التعابيرـ اإلنشائية الصريحة في ظاهرها وصورتها يشتبه األمر معها فيما إذا
كانت لإلنشاء هي أم لإلخبار،ـ هذا فضال عن كونها تختلط مع غيرها من التعابير اإلخبارية التي تأتي على صورتها وتستوفي شروطها ،أي
يتصدرهاـ هي كذلك فعل مضارع ومبني للفاعل المتكلم ،نحو )24( :أو((25
)22( أثبت بأني سأزورك غدا.
( )23أخبرك بأني سأزورك غدا.
فهذه تعابير إخبارية وإن جاءت على الصيغة اإلنشائية الصريحة كما رأينا في ( ،)21أضف إلى أنه حتى التعابير اإلنشائية الصريحة التي بدت
خالصة لإلنشاء يمكن أن تؤخذ باعتبار السياق المقامي على أنها أخبارا كأن يؤخذ التعبير ( )21على أنه إثبات للوعد بالزيارة .هذا وأمثلة اختالط
اإلنشاء بالخبر ال تنحصر إذ يمكن في كل لحظة أن يؤخذ اإلنشاء على أنه إخبار ،واإلخبار على أنه إنشاء ،فقط باعتبار السياق المقامي.
هكذا تتجلى صعوبة الحسم في فصل قاطع بين اإلنشاء واإلخبار .وعلى كل حال ،إننا عندما نصدر تعبيرا ما أيا كان إنشائيا أو إخباريا ،فإننا نفعل
شيئا ما ،إن مجرد إصدار التعبير هو إنجاز له ،فكانت هذه مناسبة لتناول التعابير بهذا االعتبار ،أي لتناولها كإنجازات ألفعال ،بغض النظر عن
كونها لإلنشاء أو لإلخبار .يقول "" :"Austinلقد واجهتنا بعض الصعوبات تتعلق بتحديد ما إذا كانت الجملة أو العبارة خالصة لإلنشاء أو
مترددة بينه وبين غيره ،وقد تبين أنه من المناسب أن نرجع إلى احتكام آخر ،وأن ننظر كم هي الجهات التي يمكن معها أن ندعي بأن قول شيء
ما هو إنجازه"]18[.
ب-الفعل اإلنجازي:
إن تحقيق الفعل الكالمي بوجه عام هو في ذات الوقت إنجاز لفعل ما ،إنجاز تؤديه الصيغة التعبيرية الناتجة عن تحقيق الفعل الكالمي ،أي الناتجة
عن قول شيء ما .ويتعلق األمر هنا بالوظائف التي تؤديها التعابير اللغوية في سياقات استعمالها ،كأن تكون لالستفهام أو اإلخبار أو الوعد أو
غيرها .ثم إن الفعل الذي يحققه مستعمل اللغة بهذا المعنى هو ما يسميه " "Austinبالفعل اإلنجازي .وإذن إننا بقولنا لشيء ما نكون منجزين
لفعل ما ،إننا كلما حققنا فعال كالميا في سياق استعمالي معين ،نكون منجزين للفعل ،كأن نخبر أو نعد أو نتساءل[.]32
وهكذا ،فإذا كان الفعل الكالمي يتمثل ،كما الحظنا ،في تحقيق تعابير لغوية في حدود الدالالت المرجعية ،ودون مراعاة للسياقات االستعمالية ،فإن
الفعل اإلنجازي يتمثل في تحقيق تعابير لغوية تنطوي –فضال عما يخوله مستوى الفعل الكالمي من داللة –على قوى إنجازيةforces -
-illocutoiresقد يمثلها اإلخبار أو االستفهام أو غير هذا ،هذه القوى اإلنجازية هي التي تمثل القصد التداولي من تحقيق الفعل اللغوي .وبهذا
يكون الفعل اإلنجازي هو الفعل الذي من خالله تبرز معالم اعتبارات االستعمال[]33
ج -الفعل التأثيري:
يتعلق األمر هنا بالفعل الذي نحققه بواسطة قولنا لشيء ما وتحقيقنا للفعل اإلنجازي .والشاهد على تحقيقنا لهذا الفعل يظهر في وقع القول أو في
اآلثار التي يحدثها القول على المخاطب .فأن نقول شيئا ما يترتب عنه عادة إحداث بعض اآلثار على اآلخرين بتعديل أنظمتهم المعرفية وعاداتهم
السلوكية ]34[.وإذن إن إحداث التأثير بالقول هو مناط الفعل التأثيري الذي يمثل العنصر الثالث في التركيبة الثالثية للفعل اللغوي.
هذا ،ويمكن أن نميز بين الفعل اإلنجازي والفعل التأثيري في متابعة الفرق بين الصياغتين التاليتين.
-في حال قولي كذا فقد حققت إخبارا أو وعدا أو تحذيرا…
-بواسطة قولي كذا فقد أزعجت مخاطبي أو أفرحته أو أقنعته…]35[.
إذ تنسحب الصياغة األولى على األفعال اإلنجازية ،وتنسحب الثانية على األفعال التأثيرية.
كانت هذه مستويات الفعل اللغوي عند " "Austinولعل الوقوف عليها يوضح كيف أن هذا الفعل اللغوي يمثل جنسا أو مقولة كلية[ ]36تندرج
تحتها عناصر فرعية .ويمكن أن نمثل لهذه العناصر في متابعة تحقيق الجملة التالية:
( )24لقد نجح أخوك.
إن المتكلم لما يحقق جملة كهذه فإنه يكون محققا للفعل اللغوي بمستوياته الثالثة ويمكن أن نجرد صياغة إجرائية لهذا التحقيق كالتالي:ـ
أ -إنه قال لي" :لقدـ نجح أخوك".
ب-إنه أخبرني بنجاح أخي.
ج-إنه أفرحني بقوله اإلخباري هذا.
إن المتكلم في المستوى األول يحقق فعال كالميا كما يتضح من خالل (أ) وبتحقيقه للفعل الكالمي هذا يكون محققا للفعل اإلنجازي متمثال في
اإلخبار كما هو واضح في (ب) ،ويترتب عن هذا أن المتكلم قد أحدث في نفسي أثرا طيبا ،ألن في قوله اإلخباري هذا مسرة لي .وهو بالتالي قد
حقق الفعل التأثيري كما توضحه الصياغة اإلجرائية (ج).
د -الفعل القضوي L’acte propositionnel–-عند "."J.Searle
لقد الحظنا مع " "Austinأن تركيبة الفعل اللغوي تقوم على ثالثة عناصر هي :الفعل الكالمي والفعل اإلنجازي والفعل التأثيري .والحظنا معه
أيضا أن للفعل الكالمي تركيبة ثالثية تنسحب على فعل تصويتي وفعل تأليفي وآخر إحالي .فما موقع الفعل القضوي من هذا إذن؟
إن إدراج الفعل القضوي في الصيغة التركيبية للفعل اللغوي كان محاولة من " "Searleلتدارك االلتباس الحاصل بين الفعل اإلحالي والفعل
اإلنجازي .إننا ال نجد أي صعوبة في تصور الفعل التصويتي والفعل التأليفي ألن نظام التصويت والتأليف يظل في الواقع هو هو ،سواء تعلق األمر
بإنجاز الطلب أو الوعد أو االستفهام أو غيره ]37[.أي إن القواعد الفونولوجية والنحوية تظل هي هي في تحقيق جميع األفعال اإلنجازية ،وإن
التصويت يظل تصويتا والتأليف يظل تأليفا .وهكذا فإلى حدود الفعل التصويتي والفعل التأليفي ليس هناك أي إشكال ،إال أن الصعوبة تظهر مع
الفعل اإلحالي ما دام يقوم على إدراج المعنى وإدراجه قبل القوة اإلنجازية .وقد أشار " "O.Ducrotإلى هذا في تساؤله حول ما يقدمه الفعل
اإلحالي من داللة ،يقول" :ما هي هذه الداللة؟ وكيف ستكون عالقتها مع القوة اإلنجازية؟"]38[.
هذا ،ولتجاوز هذا االلتباس ذهب " "Searleإلى إعادة صياغة تركيبة الفعل اللغوي كالتالي:
أ-أن تتكلم ،يعني أنك تحقق الفعل التلفظي.
ب-أن تسند الكلمات إلى بعضها وتحيل بها على مراجعها ،يعني أنك تحقق الفعل القضوي.
ج-أن تخبر أو تعد أو تستفهم :معناه أنك تحقق الفعل اإلنجازي]39[.
وإلى هذه العناصر الثالثة ينضاف الفعل التأثيري بنفس صيغته األوستينية.
هكذا أمكن لهذه الصايغة أن تستوعب نوعا ً ما ما جاء عند " ،"Austinمع مراعاة أن الفعل اإلحالي والفعل الكالمي يندرجان معا تحت ما عرف
عند " "Searleبالفعل القضوي]40[.
لقد ساعد التعديل الذي جاء به " "Searleهذا ،في مالحظة الفرق بين المحتوى القضوي والقوة اإلنجازية .إذ يمكن للمحتوى القضوي الواحد
أن يظهر مع تحقيق أفعال إنجازية مختلفة .ويمكن أن نمثل لهذا بما يلي.
( )25خرج زيد.
)26( هل خرج زيد؟
)27( ليخرج زيد.
فهذه ملفوظات ذات محتوى قضوي واحد ناتج عن تحقيق الفعل القضوي بإسناد الخروج لزيد .إال أن هذه الملفوظات رغم قيامها على نفس
المحتوى القضوي تختلف من حيث قواها اإلنجازية ،حيث القوة اإلنجازية في ( )27هي اإلخبار ،وهي في ( )28االستفهام ،وفي ( )29األمر.
وهذا يعني أن تحقيق هذه الملفوظات معناه تحقيق ثالثة أفعال إنجازية مختلفة حيث يتكرر مع تحقيق كل واحد منها تحقيق نفس الفعل القضوي،
هذا األخير الذي يمكن أن يتحقق مع العديد من األفعال اإلنجازية األخرى.
وبهذا استطاع " "Searleأن يجرد للفعل اإلنجازي الصيغة المنطقية التالية:
-ق (م ق).
حيث (ق) يمثل رمزا للقوة اإلنجازية ويمثل (م ق) رمزا للمحتوى القضوي]41[.
وبناء عليه فإنه حينما تؤخذ هذه العناصر بعين االعتبار في البناء التركيبي الجملي .نجد أن من العناصر التركيبية داخل الجملة ما يشير للقوة
اإلنجازية ،ومنها ما يشير أو يمثل المحتوى القضوي .ويمكن أن نالحظ هذا في بنية الملفوظ ( )28حيث تمثل أداة االستفهام (هل) مؤشرا للقوة
اإلنجازية كما مثله الم األمر في ( ،)29في حين يمثل المركب اإلسنادي (خرج زيد) المحتوى القضوي في المثالين معا .إال أن ظهور هذه
المؤشرات التركيبية ال يطرد مع كل استعمال لغوي ،إذ يمكن أن يضمر مؤشر القوة اإلنجازية كما نالحظ في ( ،)27ويمكن تقديره بفعل مضارع
مبني للفاعل المتكلم ،كأن نقدر (أخبر أو أثبت) بالنسبة للمثال ( .)27وكما يمكن أن تضمر مؤشرات القوى اإلنجازية ،فكذلك يمكن أن يتحقق
الفعل اإلنجازي دون أن يظهر في بنية الملفوظ أي محتوى قضوي .كتحقيق التعجب في المثال ((30
)28( آه !
هذا ،ولما يتميز الفرق بين الفعل القضوي والفعل اإلنجزي ،ويترتب عنه تمييز الفرق بين المحتوى القضوي والقوة اإلنجازية ،ولما يكون الصدق
هو المعيار الذي تقاس به المحتويات القضوية ،فإن لألفعال اإلنجازية معيارا تقاس به يتمثل في مدى استيفائها لشروط وقواعد التحقيق.
-3-4الشروط والقواعد المنظمة لإلنجاز.
إن أي تحقيق ناجح للفعل يقتضي –فضال عن إصدار الكالم -االحتراز من الوقوع في الخطأ الذي قد ينتج عن عدم مراعاة مقتضى الحال .ثم إن
االحتراز من الوقوع في هذا يقتضي مراعاة مجموعة من القواعد والشروط الالزمة والضرورية .وفي هذا اإلطار حاول " "Austinأن يضع
قائمة من الشروط التمهيدية ،يرى أنه بموجب استيفائها يمكن لإلنجاز أن يكون مناسبا لما يقتضيه الحال ،ويكون بالتالي إنجازا ناجحا .وقائمة
الشروط هذه هي:
أ -1-1-يجب أن يكون هناك توافق أو تواضع مسبق حول نظام متعارف عليه ينظم التواصل باعتبار المناسبات.
أ -2-1-يجب في كل مناسبة أن يراعي األشخاص المعنيون ما يناسب مالبساتهم الخاصة حتى يتسنى التمسك بالنظام المقرر لالحتكام.
أ -1-2-يجب أن تنفذ تعليمات النظام بشكل مضبوط.
أ -2-2-يجب أن يكون هذا التنفيذ تاما وكامال.
ب -1-يجب أن يكون سلوك الفرد ناتجا عن تنفيذ مقصود لتعليمات النظام المعهود.
ب -2-يجب أن يتحمل الفرد تحمال عمليا مسؤولية ما قد يلزم عن سلوكه من التزامات]42[.
هذه قائمة الشروط التي صاغها " "Austinوهي تنقسم كما هو واضح إلى فئتين:
الفئة (أ) وتمثل الشروط الضرورية التي يجب استيفاؤها أوال كي يثبت وجود اإلنجاز فعال .وكلما تم اإلخالل بواحد من شروط هذه الفئة .أدى ذلك
إلى استحالة وجود اإلنجاز على اإلطالق .وهناك طرق كثيرة لإلخالل بهذه الشروط ،منها مثال:
- إصدار الكالم بصياغات غير صحيحة أو غير تامة.
- محاولة إنجاز أفعال في سياقات ال تسمح بذلك.
الفئة (ب) وتمثل الشروط المفروضة لضمان صالحية اإلنجاز .فالفعل لما يستوفي الشروط (أ) فإنه يكون قد تحقق بالفعل ،إال أن تحقيقه هذا ال
يكون تاما وناجحا إال باستيفائه للشروط (ب) .إن اإلنجاز مع غياب القصد إليه أو مع عدم تحمل مسؤوليات تبعاته يعتبر غير مستوف لشروط
إنجاحه .ومن أمثلة عدم االستيفاء هذه:
-أن يكون اإلنجاز حاصال عن سوء قصد ،كأن يصدر الفرد كالما يحتمل إنجازا غير مقصود.
-أن يعد الفرد وهو ينوي عدم الوفاء بوعده.
وهكذا فإن اإلخالل بالشروط (أ) يطعن في إمكانية وجود اإلنجاز ،ويطعن اإلخالل بالشروط (ب) في صالحية اإلنجاز ،وعليه كي يكون اإلنجاز
محققا فعال وناجحا يجب أن يكون مستوفيا لشروط الفئتين معا]43[.
هذا ويمكن أن نخلص مع " "Austinإلى أنه ال إنجاز إال بشروط ،والخالصة هذه نفسها تثبت عند " ."Searleفقد أفرض هذا األخير مجموعة
من الشروط يجب استيفاؤها كي يتسنى تحقيق األفعال اإلنجازية بنجاح ،وقد ميز في هذه الشروط بين نوعين ،بنفس االعتبار الذي أخذ به "
"Austinتقريبا .لقد ميز بين شروط تأسيسية – -Conditions constitutivesوشروط معيارية conditions normatives –-ورتب
على كل من هذه و تلك مجموعة من القواعد .فالقواعد التأسيسية هي التي تحكم وتوجه إخراج اإلنجاز إلى الوجود ،والمعيارية هي التي تحكم
وتوجه اإلنجاز في الوجود .أي إن القواعد التأسيسية توجه الفرد قبل الشروع في اإلنجاز ،والمعيارية توجهه لحظة الشروع في اإلنجاز]44[.
وفي ما يلي ما صاغه " "Searleمن شروط وما رتبه من قواعد باعتماد نموذج "الوعد" كفعل إنجازي:
في البداية :يتوقف تحقيق ما سيلي من شروط على ضرورة تحقيق الشرط الذي ينص على ضرورة توفر العناصر الضرورية والظروف المواتية
إلتمام التواصل ،ومن هذه:
-ضرورة وجود متكلم ومخاطب.
-ضرورة وجود قناة تواصلية.
-يجب أن يكون المشاركون على علم باللغة المستعملة للتواصل.
-يجب أن يكون المشارك مدركا لسلوكه وقادرا على إدراك سلوك غيره في التواصل.
-يجب أن يكون التواصل قائما على أدوار واقعية وجادة على عكس ما هو في المسرح وما يشابهه.
-يجب أن ال يكون هناك أي عائق مادي يحول دون إتمام التواصل]45[.
ولما يتعين تحقيق هذه العناصر الشرطية فإن ارتياد التواصل يصبح ممكنا ،إال أن إنجاح اإلنجاز حسب " "Searleال يتسنى إال باستيفاء شروطه
التالية:
أ – الشرط التمهيدي – :-préliminaire
-يجب أن يكون المتكلم في الوضع الذي يسمح له بتحقيق اإلنجاز.
-يجب أن يراعي ظروف مخاطبه واستعداداته.
ب -شرط المحتوى القضوي:
-يجب مراعاة العالقات اإلسنادية التي تضبط المحتوى القضوي.
ج -شرط الجدية –:-sincérité
-يجب أن يكون المتكلم جادا في كالمه.
-يجب أن يكون قاصدا إلى تحقيق إنجازه.
د -الشرط األساسي:-essentielle -
-يجب أن يكون المتكلم عازما على تحمل تبعات إنجازه]46[.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى إبراز المعالم األساسية التي قامت عليها نظريتا التلفظ واإلنجاز .لقد ثبت لدينا إلى هنا ،أن التلفظ نشاط لغوي
استعمالي ،وأن اإلنجاز شكل من أشكال السلوك اإلنساني .وقد الحظنا أن األمر في كل ذلك يتعلق بالحدث أوالفعل .وقد تسنى لنا تحديد هذا المفهوم
وتمييزخصائصه ومستوياته ,كما تسنى لنا تحديد الشروط والقواعد المنظمة لتحقيقه وإنجاحه.
ومصطلح التلفّظ يقابل التلفّظ بالمعنى األكثر شيوعا ً لهذه العبارة مثلما تقابل صناعة الشيء ،الشيء المصنوع وهي فعل االستخدام الفردي للسان،
بينما الملفوظ يعني نتيجة هذا الفعل.
فرومان ياكوبسون يرى ،كما يرى سوسير ،أن وظيفة اللغة تكمن في تقديم المعلومات بواسطة مدونة ،بينما يرى المعترضون أن اللّغة أكثر من ذلك
بكثير .اللغة ليست مدونة تَنهضُ بوظيفة تواصل فحسب ،إنما هي تطرح قواعد لعب تختلط اختالطا ً كبيراً بالحياة اليومية .وتأتي في صدارة تلك
القواعد ،وقد اتّخذت مريم فرنسيس من تسميات ” عملية القول “ ” ،آلية الكالم “ ” ،وآلية التخاطب “ ترجمات مترادفة ومتقاطعة بعض الشيء لما
يدعى في الفرنسية ﺒ ” “ Enonciationوفي اإلنكليزية ﺒ ” ،“ Enunciationومن منظور اللساني الفرنسي إميل بينفينيست .E. Benveniste
والواقع أن دراسة آلية التخاطب مرتبطة في اللسانيات الفرنسية باسم إميل بينفينيست الذي استطاع أن يجمع بين معطيات لسانية متفرقة وبين مفاهيم
لغوية متفرِّ قة ليبلور نظريته في هذا المضمار .فهو يرى أن اللغة ،بوصفها نظا ًما مجردًا أو طاقة مخزونة في ذهن اإلنسان ،ال تتحول إلى كالم
حقيقي أو إلى نص أو خطاب إال بواسطة عملية القول .وهذه العملية هي فريدة وفردية في كل الظروف والحاالت .وهي ليست فقط جوهرية في
صيغة النص وداللته ،بل إنها أيضً ا وراء بنية وحدات لغوية تعبر عن مفاهيم إنسانية أساسية كمفهوم الشخص والزمان والمكان.
وكانت نقطة انطالق إميل بينفينيست لهذه النظرية المنظور العربي لبنية الضمائر وتمييز النحويين العرب بين المتكلم والمخاطب والغائب بينفينيست
،1949ص 225.ـ .)236فمن خالل هذه التسميات العلمية التي نقلها بينفينيست إلى اللسانيات المعاصرة ،أدرك أن عملية القول والتصاقها الحميم
بصاحبها يحددان كل إحالة كالمية ،وإن لم يستعمل حرفيًا العبارة أو يبسط منظوره هذا تحت عنوان ” اإلحالة “ ما نفعل نحن هنا .فلقد أظهر أن بنية
الضمائر أو وحدات الشخوص ،وكما تعكسها التسميات العربية ،مبنية على التقابل بين الحاضر والغائب ،حضور المرجع أو غيابه :فالضمير ” أنا “
يحيل وجوبا إلى من يقول ” أنا “ .وقوله ” أنا “ يفرض حت ًما حضور آخر يوجّ ه إليه خطابه ويشار إليه ﺒ ” أنت “ .وهذه العالقة الوثيقة التي تربط
المتكلم بالمخاطب وتفرض حضورهما الضروري والمشترك في عملية القول أو التخاطب تبرز جليًّا من إطالق تسمية ” الغائب “ على كل من ليس
حضوره ضروريا.
مما قيل سابقا ً ،نستخلص الشكل األولي لهذه اإلشكالية .وقد أوضحنا ،بالفعل أن على الدراسة المعمقة لمعنى منتوجات الفعالية اللغوية إيضاح شروط
إنتاجها .وسنقوم اآلن بشرح هذه الصيغة مستعينين بمثال:
(قطة عمتي [كائنة] فوق السجادة) -بالشكل الذي يستخدمها فيه النحوي .بهدف إيضاح إحدى البناءات الممكنة للرابطة ( Estكائنة) .في كتاب
القواعد تكون هذه الجملة معزولة عن أيّ سياق أيّ :السياق الكالمي Verbalوالسياق المقامي .Situationnelفهل يسعنا القول ّ
إن الجملة تحمل
معنى ،ضمن هذه الشروط ؟ قد يكون في هذا السؤال ما يوحي بالدهشة لكن إذا قمنا بمقارنة جملة:
(قطة عمتي [كائنة] فوق السجادة) بجملة شومسكي الشهيرة( :أفكار خضراء ال لون لها تنام بشكل مخيف) لتبيّن أن الجملة األولى واضحة ،أما
الثانية فعلى العكس ،على الرغم من توفر قواعد التركيب فيها :إنها غير واضحة ألنها تربط االسم (فكرة) بالصفة (أخضر) ،وتربط االسم نفسه
بالفعل (نام ،الخ) .كل كلمة من تلك الكلمات تنتمي إلى اللغة العربية ولها داللة في المعجم ومع ذلك فإن مجموعها ال يشكل جملة عربيّة مبنية بشكل
جيد.
وحتى تكون الجملة مبنية بشكل جيد ال يكفي أن تضم كلمات تنتمي إلى اللغة وتشكل وفقا ً لقواعد علم التراكيب ،لكن ينبغي أيضا ً أن تكون بينها درجة
معينة من الداللية .وهكذا فإن الجملة التي نبحث فيها هي جملة واضحة ألنها مشكلة بشكل جيد ،على عكس جملة شومسكي.
:المراجع المعتمد عليها في عملية البحث
.E. Benveniste : Problèmes de linguistique générale. T II, éd Gallimard, Paris. P 80-81 ]1[-
P. Charaudeau : Langage et discours, éléments de sémiolinguistique. éd Hachette, Paris - ]2[
.P 59
.O. Ducrot : « Les lois de discours ». in langue française n°42, éd Larousse. P 21 -]3[
.J. Dubois et al : Dictionnaire de linguistique. éd Larousse, P 191 - ]4[
.O. Soutet : Linguistique. (P.U.F), 2ème éd 1997, P : 158 - ]5[
."l’acte" " وليس بle verbe" يتعلق األمر في "الفعل" هنا ب- *
ترجمه "مبارك.88-81 ص ص،"Langage et idéologie" "من الذي يتكلم؟" من كتابه: أوليفي روبول، أنظر- ]6[
.37،43 ص ص،1999 س،12حنون" في مقال لمجلة عالمات ع
، "لقد كنا توأمين متشابهين تمام الشبه: وقد أورد لتزكية ذلك الطريفة التالية." "من الذي يتكلم: أنظر أوليفي روبول- ]7[
. من نفس المرجع39 : ص." ولم نعرف أبدا من مات منا أنا أم أخي،مات أحدنا في الطفولة في المغطس
.J. Courtés : Analyse sémiotique du discours. Ed Hachette, 1991, P 148 - ]8[
G. Spielmann (2001) « L'énonciation Sur ]9[