You are on page 1of 21

‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬
‫أمساء سالمي‬ ‫ساحي علي‬

3 ‫جامعة قسنطينة‬ ‫جامعة عمار ثليجي األغواط‬

:‫امللخص‬
‫ فقد أصبح‬،‫أحدث التطور التكنولوجي اهلائل الذي عرفه العامل اليوم ثورة معلوماتية مست كافة نواحي احلياة مبختلف جماالهتا‬
،‫ تغلغل يف كافة امليادين االقتصادية و السياسية واالجتماعية وحىت الثقافية والدينية‬،‫االتصال و اإلعالم حتمية مطلقة لإلنسان‬
‫وابت يلعب دورا فاعال يف العديد من اجملاالت ول قب يف الكثري من املرات ابلسلطة الرابعة نظرا ملكانته ودوره الفعال يف حياة‬
‫هذا‬،"‫إخل‬...‫ احلكم الراشد‬،‫ العوملة‬،‫ برز هذا الدور بشكل جلي بعد ظهور مفاهيم عاملية جديدة نذكر منها"الدميقراطية‬،‫األفراد‬
.‫األخري الذيفتح اجملال أمام حرية الرأي والتعبري وضرورة توفري الشفافية الكاملة‬

‫ ومن بني‬،‫ظهر دور اإلعالم بصورة واضحة بعد إقرار مبادئ احلكم الراشد حيث ابت اإلعالم فاعال إسرتاتيجيا داخل الدول‬
‫ من خالل الدور‬،‫أ هم أدواره يف هذا اجملال دور اإلعالم يف مسارات التنمية املستدامة اليت تعترب رهان تسعى لبلوغه واحلفاظ عليه‬
،‫ احملاسبة‬،‫ اجتاه اإلمجاع‬،‫ االستجابة‬،‫ حكم القانون‬،‫ الفعالية‬،‫ املشاركة‬،‫الذي يلعبه يف إرساء مبادئ احلكم الراشد( الشفافية‬
.‫ هذه املبادئ اليت تعترب آليات لبلوغ التنمية‬،)‫ حرية التعبري‬،‫ العدل واملساواة‬،‫ الالمركزية‬،‫املساءلة‬

.‫ التنمية املستدامة‬،‫ التنمية‬،‫ احلكم الراشد‬،‫ اإلعالم‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract
The latest technological development of the enormous world has ever known today touched
the information revolution all aspects of life in various fields, has become the communication
and the media inevitability of absolute human, penetration in all fields of economic, political,
social, and even cultural and religious, and is now playing an active role in many areas and the
title in a lot of once in power the fourth due to its status and its effective role in the lives of
individuals, the role of the latter, which opened the field has emerged clearly after the
emergence of new global concepts, among them "democracy, globalization, good governance
..." the freedom of opinion and expression and the need to provide transparency.
Role of the media appeared clearly after the adoption of the principles of good governance,
where is the media active strategically within countries, and among the most important roles
in this area the role of the media in the paths of sustainable development, which is a bet
seeking attainable and maintain, through the role it plays in establishing universal principles
of good governance ( transparency, participation, effectiveness, rule of law, response,
direction of consensus, accountability, accountability, decentralization, justice, equality,
freedom of expression), these principles which are to achieve development mechanisms.
Key words: information,adult gouvernance, development, sustainable development.

79 9102 ‫ جوان‬02 ‫العدد‬ - ‫ جامعة األغواط‬- ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة‬


‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعاظمت أدوار الدول فقد خرجت من وظائفها التقليدية املتمثلة يف احلماية والدفاع واألمن‪ ،‬إىل وظائف‬
‫جديدة أفرزهتا التغريات الوطنية والدولية تتمثل يف الرفاه‪ ،‬املشاركة‪ ،‬الدميقراطية‪ ،‬التنمية البشرية‪...‬إخل‪ ،‬ومن هذه‬
‫التغريات أيضا األمناط االقتصادية‪ ،‬العوملة‪ ،‬وبروز مصطلحات جديدة تطرح وبقوة يف برامج الدول منها مصطلح‬
‫احلكم الراشد ‪ ،‬هذا املصطلح الذي طرحته املنظمات األممية الدولية كبديل لألساليب التسيريية التقليدية التيعرف‬
‫جلها ابلفساد وعدم النجاعة‪ ،‬حيث جاء هذا املصطلح كأسلوب جديد بديل للتسيري يقوم على جمموعة املبادئ‬
‫منها‪ :‬الشفافية‪ ،‬الالمركزية‪ ،‬حكم القانون‪ ،‬الفعالية‪ ،‬املشاركية‪ ،‬اإلمجاع‪ ،‬الرؤية اإلسرتاتيجية‪ ،‬احملاسبة‪ ،‬املسائلة‪.‬‬
‫كلهذه التغريات جعلت الدول ليست الفاعل الوحيد يف حتقيق التنمية خاصةبعد ظهور مصطلح احلكم الراشد‬
‫أواحلاكمية‪ ،‬حيث أصبح لدينا يف الدولة نفسها فواعل عديدة مسؤولة عن رهان حتقيق التنمية‪ ،‬من هذه الفواعل‬
‫ماهو رمسي ومنها ما هو غري رمسي‪ ،‬حيث أعطى هذا املفهوم للقطاع اخلاص واجملتمع املدين مكانة الشريك يف‬
‫حتقيق ا لتنمية‪ ،‬ونظرا للتطور التكنولوجي الكبري الذي جعل العامل تسيريه املعلومة والتقنية‪ ،‬فقد برز قطاع اإلعالم‬
‫بقوة يف كافة القطاعات"االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬اإلدارية‪،"...‬وابلتايل ابت له دور يف اجملال التنموي‪ ،‬حيث‬
‫أصبحنا نتحدث عن إعالم متخصص يف هذا اجملال"اإلعالم التنموي"‪.‬‬

‫هذا الطرح جيعلنا نقف عند اإلشكالية التالية ‪:‬كيف يساهم اإلعالم يف تفعيل آليات ومبادئ احلكم الراشد‬
‫من أجل حتقيق تنمية مستدامة شاملة؟‬

‫ملعاجلة هذه اإلشكالية قسمنا دراستها هذه إىل ثالث حماور أساسيةكما يلي‪:‬‬

‫احملور األول‪ :‬التأصيل النظري للدراسة"ماهية التنمية‪ ،‬التنمية املستدامة‪ ،‬احلكم الراشد‪ ،‬اإلعالم"‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬اإلعالم ودوره يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‪.‬‬

‫احملور األول‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬ماهية التنمية‪:‬‬

‫ميكن القول أن مفهوم التنمية تطور من املعىن الضيق الذي يقتصر على التنمية االقتصادية اليت تتضمن قضااي‬
‫النمو االقتصادي ‪ ،‬إىل معىن أوسع من ذلك شامل ملفهوم التنمية‪ ،‬والذي يشمل اجملاالت األخرى السياسية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬اليت ال ميكن الفصل بينها أبي حال من األحوال‪ ،‬ألن هناك تداخال وتفاعال بني اجلانب‬
‫االقتصادي والسياسي واجلانب االجتماعي للتنمية‪ ،‬فليست التنمية تقتصر على السلع واخلدمات وكأن السلع‬

‫‪80‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫تقابل اجلانب االقتصادي واخلدمات متثل اإلطار االجتماعي فحسب‪ ،‬بل إن التنمية متر مبراحل عديدة ابتداء من‬
‫التخطيط والتنفيذ واملتابعة والتقومي جبانباملشاركة الشعبية على كافة املستوايت(لعجال‪ ،9101،‬ص‪.)86‬‬

‫عموما ميكن تعريف التنمية على أهنا"عملية متعددة اجلوانب تشمل التغريات الرئيسية يف البنية االجتماعية والثقافية‬
‫واملؤسسات القومية‪ ،‬كما هتدف إىل تسريع النمو االقتصادي‪ ،‬وتقليل عدم املساواة يف الدخل وختفيف حدة‬
‫تعرب عن سلسلة متكاملة من التغيري‪ ،‬عالوة على التوفيق بني احلاجات األساسية‬
‫الفقر‪ ،‬والتنمية يف جوهرها ّ‬
‫ورغبات األفراد واجملموعات االجتماعية من خالل نظام اجتماعي متكامل‪ ،‬وحتقيق حياة أفضل ماداي‬
‫ومعنواي(سالمي‪،9108،‬ص ‪.)01،‬‬

‫ميكن اختصار تعريف التنمية يف الشكل التايل‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)1‬عناصر مفهوم التنمية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثان‬

‫اثنيا‪ -‬التنمية املستدامة‪ :‬عرفت اللجنة العاملية للتنمية املستدامة التنمية على أهنا التنمية اليت تفي احتياجات‬
‫احلاضر دون اجملازفة مبوارد أجيال املستقبل‪ ،‬وقد انتهت اللجنة العاملية للتنمية يف تقريرها املعنون "مستقبلنا املشرتك"‬
‫إىل أن هناك حاجة إىل طريق جديد للتنمية‪،‬طريق يستدمي التقدم البشري ليس يف ازمنة أو اماكن حمددة‪ ،‬بل‬
‫يشمل الكرة االرضية أبسرها وصوال اىل املستقبل البعيد‪.‬‬

‫يرى "علي اجلليب" أبن التنمية املستدامة تعين يف األمد الطويل االستدامة يف اإلنتاج واالستهالك فيما يتصل جبميع‬
‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬مبا يف ذلك الصناعة والطاقة والزراعة‪...‬إخل واهلياكل األساسية من أجل الوصول ابستخدام‬
‫املوارد السليمة إيكولوجيا إىل احلد األمثل لإلنتاج واالستهالك مع وجود صداقة مع البيئة واحملافظة عليها‪.‬‬

‫تركز التنمية املستدامة على املواءمة بني التوازانت البيئية والسكانية والطبيعية‪ ،‬لذا تعرف أبهنا التنمية اليت تسعى إىل‬
‫االستخدام األمثل بشكل منصف للموارد الطبيعية حبيث تعيش األجيال احلالية دون إحلاق الضرر ابألجيال‬
‫امل ستقبلية والسبب هنا هو أن السكان يف تزايد مستمر بينما املوارد الطبيعية تتناقص بشكل فضيع‪ ،‬لذا فاهلدف‬
‫هو الوصول إىل معدل منو للسكان اثبت على مستوى العامل وذلك ملنع استنزاف املوارد الطبيعية وزايدة تلوث البيئة‬

‫‪81‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫وهدر الطاقات‪ ،‬وتعاجل التنمية املستدامة مشكلة الفقر املتعلقة ابلسكان ألن العيش يف وسط من الفقر واحلرمان‬
‫يؤدي إىل استنزاف املوارد وتلوث البيئة‪ ،‬وعليه فإن التنمية املستدامة كما هو شأن التنمية البشرية‪ ،‬جوهرها‬
‫اإلنسان‪ ،‬إن هذا املفهوم للتنمية مل يعد جمرد جدل نظري وحكرا على االقتصاديني بل إن اجملتمع الدويل هو الذي‬
‫ساهم يف البلورة العلمية للمفهوم كما حصل يف مؤمتر البيئة والتنمية"قمة األرض" يف ريودي جانريو يف الربازيل يف‬
‫يونيو حزبران‪ ، 0229‬وقد مت دمج فكرة التنمية املستدامة ابلتنمية البشرية ليصبح مفهوم التنمية اجلديد هو التنمية‬
‫البشرية املستدامة (سالمي‪،9108،‬ص ‪.)00‬‬
‫من هنا نستنج جوانب التنمية املستدامة كما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :2‬جوانب التنمية‬

‫الجانب‬ ‫الجانب‬ ‫الجانب‬ ‫الجانب‬


‫اإلنساني‬ ‫البيئي‬ ‫إلقتصادي‬ ‫اإلجتماعي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثان‬

‫اثلثا‪ -‬مفهوم احلكم الراشد‪:‬‬

‫إ ّن مسألة احلكم لصيقة مبيالد اجملتمعات اإلنسانية وتطورها‪ ،‬و لذلك فقد دأب الفالسفة واملفكرون عرب‬
‫املراحل التارخيية املختلفة على دراستها و تفسريها من زاواي فكرية متمايزة عكست منظوراهتم القيمية واملعيارية‪،‬‬
‫ومالحظتهم الواقعية بشأن ظواهر اجملتمع و أحواله‪ .‬وجتمع أغلب الدراسات على أن الصريورة التارخيية ملفهوم‬
‫احلكم تعود إىل القرن الثالث عشر ابلضبط يف فرنسا من خالل كتاابت (ميكيافليي)و(جون بودان)املعربة عن‬
‫كيفية إدارة احلكومات للشأن العام(بلخريي وغزايل‪ ،9112 ،‬ص‪ .)816‬وابلتايل استعمل يف إطار تقين‪" :‬إدارة‬
‫شؤون مقاطعة حتت سلطة إقطاعي يدير شـؤوهنا املـاليـة و العسكرية و القضائية نيابة عن امللك‪ ،‬يف حني يشري‬
‫املؤرخون اإلجنليز‪ ،‬يف العصور الوسطى إىل احلكم لتمييز مؤسسة السلطة اإلقطاعية"(‬
‫‪.(DEFARGUES,2003,p5‬يف سنة ‪ 0681‬استعار"تشالزالربت"ملك مملكة "بيد مونت‬
‫وسردينيا"مصطلح )‪(Boungoverno‬كإطار أساسي حلل مشكلة الكساد االقتصادي وسوء التسيري يف‬
‫مملكته (‪.)Hermet et all,2005,p5‬‬

‫‪82‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫مفهوم صاحل أو رشيد ربطا ابحلكم فإهنا استخدمت حديثا أي ليس أبعد من عقدين من الزمان وذلك يف عملية‬
‫تقومي ممارسة السلطات يف الدول من حيث إدارة شؤون اجملتمعات ابجتاه تطويرها وتنميتها وتقدمها وهكذا عرف‬
‫احلكم الصاحل أو احلكم الرشيد أبنّه ذلك احلكم الذي تنهجه قيادات سياسية شرعية أي منتخبة بصورة نزيهة وحرة‬
‫تشكل يف سياق عملها كوادر إدارية ملتزمة بتطوير موارد اجملتمع وحترص على حتسني نوعية حياة املواطنني‬
‫ورفاهيتها وذلك يف تبادل الثقة والرضا بينها وبني الرعيةعلى أساس قيام شراكة فيما بينها‪ ،‬ويقول برانمج األمم‬
‫املتحدة "إن إدارة اجملتمعات من خالل احلكم تنطلق يف ثالثة اجتاهات ّأوهلا السياسي وهو ما تعلق بذات السلطة‬
‫السياسية من حيث شرعيتها واثنيها التقين الذي يدور اعمل فيه حول عمل اإلدارة العامة وحول مدى كفاءهتا‬
‫وفاعليتها أما الثالث فهو االقتصادي االجتماعي ويقصد به كل ما تعلق بطبيعة بنية اجملتمع املدين ومدى حيويته‬
‫واستقالله عن الدولة من جهة‪ ،‬وطبيعة السياسات العامة يف اجملالني االقتصادي واالجتماعي وأتثريها على‬
‫املواطنني وطبيعة عالقتها اخلارجية من جهة أخرى(عواد‪،9109،‬ص ‪.)00،08‬‬

‫عرف البنك الدويل احلكم الراشد يف ‪ 1992‬منطلقا من فكرة مفادها تطوير املؤسسات اليت يعرفها على أهنا ‪":‬‬
‫ّ‬
‫جمموعة القواعد الرمسية (الدستور‪ ،‬القـوانني‪ ،‬التنـظيمات و النظـام السيـاسي) وغـري الرمسية (الثقة يف املعامالت‪،‬‬
‫نظام القـيم‪ ،‬العقـائد و املعايـري االجتماعية)‪ ،‬و سلـوكيات األفـراد و املنظمات(الشركات‪ ،‬النقاابت واملنظمات غري‬
‫احلكومية)")‪.(OULED AOUDIA,2008,p2,3‬‬

‫يعرف (‪ )François merrien‬احلكم الراشد أبنه يتعلق بشكل جديد من التسيري الفعال حبيث أن‬
‫األعوان من كل طبيعة كانت وكذلك املؤسسات العمومية تشارك بعضها البعض‪ ،‬وجتعل مواردها وبصفة مشرتكة‬
‫وكل خرباهتا وقدراهتا‪ ،‬كذلك مشاريعها ختلق حتالفا جديدا للفعل القائم على تقاسم املسؤوليات‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬تعريف احلوكمة‪ :‬هو الرتمجة املختصرة اليت راجت للمصطلح ‪CORPORATE‬‬
‫‪ COUVERNANCE‬أما الرتمجة العلمية هلذا املصطلح واليت يتم االتفاق عليها فهي أسلوب ممارسة‬
‫سلطات اإلدارة الرشيدة‪ ،‬واحلوكمة احمللية هي جمموعة من القوانني والنظم والقرارات اليت هتدف إىل حتقيق اجلودة‬
‫والتميز يف األداء اإلداري عن طريق اختيار األساليب املناسبة والفعالة لتحقيق خطط وأهداف أي عمل منظم‬
‫سواء يف وحدات القطاع اخلاص ووحدات القطاع العام (غادر‪.)9109،‬‬

‫يعرفها (كويف عنان ‪":)KOUFI ANAN‬إ ّن احلكمانية اجليدة ال ميكن فرضها سواء من قبل السلطات‬
‫الوطنية أو املنظمات الدولية و ال ميكن خلقها بني عشية و ضحاها إذ أن احلكمانية اجليدة هي إجناز و نتيجة‬
‫حب ّد ذاهتا و بدوهنا – بدون دولة القانون ‪ ،‬و اإلدارة الواضحة اليت ميكن التنبؤ بسياسـتها و السلطة الشرعية و‬
‫استجابة اإلجراءات للطموحات فإ ّن كافة املبالغ املخصصة للتمويل أو للمعلومات ال ميكن أن متهد الطريق للعامل‬
‫ليصل إىل الرفاه‪ ،‬فالوظيفة األساسية للدولة‪ ،‬كما يـؤكد األمـني العـام لألمـم املتحدة‪ ،‬هي اإلعـداد للبيـئة املساعـدة و‬

‫‪83‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫املناسبة الـيت متكـن لالستثمـار أن يتـم‪ ،‬و للثـروات أن حتقـق و لألشخاص أن يزدهر‪ ،‬فاحلكمانية اجليدة تتطلب‬
‫قناعة و مشاركة احملكومني إضافة إىل االندماج الكامل و املستمر لكافة املواطنني يف مستقبل أوطاهنم(الكايد‪،‬‬
‫‪ ،9112‬ص‪.)02‬‬

‫تعرف كذلك على "أهنا عملية صنع القرار اليت تشمل مجيع الالعبني الذين يشاركون وهلم أتثري يف حتديد وصياغة‬
‫وتصميم وتنفيذ وتقييم القرارات واألنشطة املتعلقة إبدارة شؤون الدولة‪ ،‬يتم تضمني كل اجملموعات الرمسية الشركات‬
‫واملنظمات غري اهلادفة للربح وغري الرمسية املواطنني‪ ،‬يف هذه العملية أيضا ال بد من التأكيد على أن احلوكمة هتتم‬
‫ابلطريقة اليت تساعد على زايدة فعالية وكفاءة العمل احلكومي‪ ،‬وتقليل الفساد وزايدة اإلنتاجية"(البسام‪،9108 ،‬‬
‫ص‪.)8‬‬

‫احلاكمية مفهوم يرتكز على ثالثة أسس رئيسية وهي‪( :‬عزي وغامن‪،9110 ،‬ص ‪)8‬‬

‫‪ )0‬األساس األول‪ :‬يتعلق بوجود أزمة يف طريقة احلكم فقدان مركزية هيئة الدولة وضعف الفعالية والنجاعة يف‬
‫الفعل أو العمل العمومي‪.‬‬
‫‪ )9‬األساس الثاين‪ :‬يظهر أن هذه األزمة تعكس فشل أو ضعف األشكال التقليدية يف العمل العمومي‪.‬‬
‫‪ )2‬األساس الثالث‪ :‬يتعلق بظهور شكل جديد للحكم أكثر مواءمة للمعطيات احلالية‪.‬‬

‫ح ّدد برانمج األمم املتحدة اإلمنائي ‪ 0222‬احلكم الرشيد ممارسة السلطة االقتصادية والسياسة واالجتماعية‬
‫إلدارة شؤون بلد ما على كافة املستوايت وهو يشمل اآلليات واالجراءات واملؤسسات اليت حيرك عربها املواطنون‬
‫واجملموعات مصاحلهم وميارسون حقوقهم القانونية ويوفون ابلتزاماهتم وحيلون خالفاهتم ويعمل احلكم الصاحل على‬
‫ختصيص الثروات وإدارهتا لتلبية احلاجات اجلماعية ويتميز ابملشاركة والشفافية واملساءلة وحكم القانون والفعالية‬
‫يعزز ويساند ويدعم استمرار اخلري اإلنساين ابالرتكاز على نشر القدرات‬‫واملساواة وحيدد احلكم الصاحل أبنه الذي ّ‬
‫واخليارات والفرص واحلرايت البشرية سياسية واقتصادية و اجتماعية ووضع كل من (برت روكمان)و(جول ابرابخ)‬
‫أربعة معايري لتقييم جودة وفعالية احلكم وهي‪(:‬عواد‪،9109 ،‬ص ‪)08 ،00‬‬

‫‪ -‬مدى قدرة احلكومة على االملام ابملعلومات الالزمة‪.‬‬


‫‪ -‬درجة انعكاس ذلك على ما تتخذه من قرارات‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة العالقة بني احلكومة ومؤسساهتا من جانب ومجاعات املصاحل والقوى اجملتمعية من جانب آخر‪.‬‬
‫‪ -‬مدى متكن احلكومة من تنفيذ قرارهتا بفاعلية‪.‬‬

‫يشمل احلكم الدميقراطي الصاحل التقاليد واملؤسسات والعمليات اليت حتدد كيفية اختاذ القرارات احلكومية بصفة‬
‫يومية وتعاجل األسئلة التالية‪ (:‬سولفيان‪ ،9118،‬ص ‪)0‬‬

‫‪84‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫‪ -‬كيف وإىل أي مدى ميكنللمواطنني املساةمة يف صنع السياسية اليومية‬


‫‪ -‬ما هو مدى كفاءة إدارة املوارد واخلدمات العامة‬
‫‪ -‬كيف ميكن منع سوءاستخدام قوة احلكومة‬
‫‪ -‬كيف يتم جعل موظفي احلكومة مسؤولني عن تصرفاهتم‬
‫‪ -‬كيف يتم التعامل مع الشكاوي‬
‫‪ ‬أبعاد احلكم الراشد‪:‬‬
‫‪ )0‬البعد السياسي‪ :‬املرتبط بطبيعة السلطة السياسية وشرعية متثيلها‪(.‬حسن‪ ،9118،‬ص ‪)22‬‬
‫‪ )9‬البعد التقين‪ :‬املرتبط بعمل اإلدارة العامة ومدى كفاءهتا‪(.‬حسن‪ ،9118،‬ص ‪)22‬‬
‫‪ )2‬البعد االقتصادي واالجتماعي‪ :‬والذي يتمثل يف كشف أساليب اختاذ القرار االقتصادي للدولة والعالقات‬
‫االقتصادية مع الدول األخرى ذات العالقة بتوزيع اإلنتاج والسلعواخلدمات على أفراد اجملتمع‪( .‬درغوم‪،9112 ،‬‬
‫ص ‪)22‬‬
‫‪ ‬أساسيات احلكم الراشد‪ :‬يقوم احلكم الراشد يف الدول على جمموعة من املبادئ اليت تشكل مضمونه األساس‬
‫وقد استقر يف الذهن السياسي االنساين كما ذكر أن احلكم الرشيد يعتمد على تكامل عمل الدولة ومؤسسات‬
‫والقطاع اخلاص ومؤسسات اجملتمع املدين اليت تتكون من جمموعات منظمة أو غري منظمةومن أفراد يتفاعلون‬
‫اجتماعيا وسياسيا واقتصاداي وينظمون بقواعد وقوانني رمسية وغري رمسية وهو ممارسة السلطة السياسية واالقتصادية‬
‫واإلدارية إلدارة شؤون بلد ما على املستوايت كافة وهو األنظمة واالجراءات اليت حتكم على ممارسة السلطة‬
‫السياسية ابسم الدستور ومن ذلك اختيار القيادات وتداول السلطة ويعمل على ختصيص الثروات وإدارهتا لتلبية‬
‫االحتياجات اإلنسانية ويتميز ابملشاركة والفاعلية والشفافية واملسائلة وحكم القانون والعدالة واملساواة‪(.‬عواد ‪،‬‬
‫‪،9109‬ص ‪)06‬‬

‫وللحكم الراشد ثالث أضلعاالقتصادي والسياسي واإلداري‪ ،‬فاحلكم االقتصادي يشمل عمليات تضع القرار اليت‬
‫تؤثر على األنشطة االقتصادية لبلد ما‪ ،‬وعلى عالقاته ابالقتصادايت األخرى‪ ،‬وهو يرتك بصورة واضحة آاثرا‬
‫رئيسية على اجلوانب املتعلقة ابلعدالة والفقر ونوعية احلياة‪ ،‬أما احلكم السياسي فهو عملية صنع القرار من أجل‬
‫صياغة السياسات‪ ،‬يف حني أن احلكم اإلداري هو نظام تنفيذ السياسات واحلكم الرشيد الذي يضع الضلع الثالثة‬
‫حيدد العمليات واهلياكل اليت توجه العالقات السياسية واالجتماعيةواالقتصادية‪( .‬هيئة األمم املتحدة‪،0222 ،‬‬
‫ص ‪)6‬‬

‫‪ ‬فواعل احلكم الراشد‪ :‬يتشكل احلكم الراشد من ثالث فواعل أساسية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )0‬احلكومة‪ :‬وتعرفبأهنااألسلوب والطريقة اليت ميارس هبا خمتلف السلطات احلاكمة يف الدولة سلطتها‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫‪ )9‬القطاع اخلاص‪ :‬هو القطاع الفعال الشريك للحكومة من خالل خلق مناصب الشغل‪ ،‬فتح ابب‬
‫االستثمار‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪ )2‬اجملتمع املدين‪ :‬وهوجمموع املؤسسات الغري احلكومية اليت تقف جنبا إىل جنب مع الدولة من خالل دوره‬
‫الفعال يف الدولة" املراقبة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬املبادرة واالقرتاح‪...‬إخل"‪ .‬يشتمل احلكم الراشد عموما على‪( :‬الشعراوي‪،‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪)8‬‬
‫‪ -‬التنسيق بني املنظمات احلكومية وتنظيمات قطاع األعمال اخلاص واملنظمات غري احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم ثبات ووضوح احلدود بني أنشطة خمتلف التنظيمات‪.‬‬
‫‪ -‬متتع خمتلف األعضاء بدرجة عالية من االستقاللية‪.‬‬
‫‪ -‬قدرة الدولة على توجيه ابقي أعضاء الشبكة‪.‬‬
‫‪ -‬استناد قواعد التعامل بني خمتلف التنظيمات والتفاوض‪.‬‬

‫إن احلكم الراشد يشمل الدولة غري أنه يتجاوزها ليضم القطاع اخلاص ومنظمات اجملتمع املدين‪ ،‬حيث تعريف‬
‫الدولة ال يزال موضع جدل واسع‪ ،‬وتعرف الدولة هنا على أهنا تشمل املؤسسات السياسية ومؤسسات القطاع‬
‫العام‪ ،‬وينصب االهتمام األويل لربانمج األمم املتحدة اإلمنائي مدى فعالية الدولة يف جمال خدمة احتياجات‬
‫شعبها‪ ،‬ويغطي القطاع اخلاص واملؤسسات اخلاصة)‪ ،‬ابإلضافة إىل القطاع غري الرمسي يف السوق‪ ،‬ويقول البعض‬
‫أن القطاع اخلاص جزء من اجملتمع املدين‪ ،‬غري أن القطاع اخلاص مستقل إىل احلد الذي يؤثر به أطرافه على‬
‫السياسات االجتماعيةواقتصادية والسياسية بطرق ختلق بيئة مواتية بدرجة أكرب للسوق واملشاريع التجارية‪ ،‬أما‬
‫اجملتمع املدين هو الذي يقع بني الفرد والدولة‪ ،‬يضم األفراد واجلماعات( املنظمة‪ ،‬غري املنظمة)‪ ،‬اليت تتفاعل‬
‫اجتماعيا وسياسيا واقتصاداي‪ ،‬اليت تضبط تفاعالهتا القواعد والقوانني الرمسية والغري الرمسية‪ ،‬والبد من تصميم‬
‫مؤسسات احلكمفي الدوائر الثالث (الدولة‪ ،‬اجملتمع املدين‪ ،‬القطاع اخلاص)‪ ،‬على النحو الذي تسهم به يف التنمية‬
‫البشرية املستدامة منخالل هتيئة األوضاع السياسية والقانونية واالقتصاديةواالجتماعية‪ ،‬الالزمة لتخفيف حدة الفقر‬
‫وخلق الوظائف ومحاية البيئة والنهوض ابملرأة‪(.‬هيئة األمم املتحدة‪ ،0222 ،‬ص ‪)2‬‬

‫‪86‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫الشكل رقم(‪ :)3‬فواعل احلكم الراشد‬

‫الحكومة‬

‫فواعل‬
‫الحكم‬
‫الراشد‬

‫القطاع‬ ‫المجتمع‬
‫الخاص‬ ‫المدني‬

‫املصدر‪ :‬من إجناز الباحثان‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬ماهية اإلعالم‪:‬‬

‫وردت كلمة إعالم مبعىن إخبار‪ ،‬أي اإلخبار والتعريف‪ .‬إذ تبدأ مبعرفة املخرب اإلعالمي مبعلومات ذات أةمية‪ ،‬أي‬
‫معلومات جديرة ابلنشر والنقل حيث تتواىل مراحلها ومجع املعلومات من مصادرها ونقلها والتعامل معها وحتريرها‬
‫مث نشرها عرب وسيلة إعالمية‪.‬‬

‫اإلعالم يعين تقدمي األخبار واملعلومات اليت ينبغي أن تكون دقيقة وصادقة للناس‪ ،‬اليت تعكس احلقائق اليت‬
‫تساعدهم على إدراك ما جيري حوهلم وتكوين آراء‪ ،‬يفرتض فيها أن تكون إجيابية وصائبة‪ ،‬يف كل ما يهمهم من‬
‫أمور‪ ،‬وكل ما يسعون إليه‪ ،‬كذلك فان اإلعالم عبارة عن لغة تبليغ وإيصال الشيء املطلوب إىل الشخص‬
‫املطلوب‪(.‬القندجلي‪ ،9102،‬ص ‪)91‬‬

‫يشري"مسري حسني" إىل أن اإلعالم هو" كافة أوجه النشاط االتصالية اليت تستهدف تزويد اجلمهور بكافة احلقائق‬
‫واألخبار الصحيحة واملعلومات السليمة عن القضااي واملوضوعات واملشكالت وجمرايت األمور بطريقة موضوعية‬
‫بدون حتريف‪ ،‬مبا يؤدي إىل خلق أكرب درجة ممكنة من املعرفة والوعي واإلدراك واإلحاطة الشاملة لدى فئات‬
‫مجهور املتلقني للمادة اإلعالمية وبكافة احلقائق واملعلومات املوضوعية الصحيحة عن القضااي والوقائع واملوضوعات‬
‫واملشكالت املطروحة‪.‬‬

‫اإلعالم أبنه األخبار عن حقائق الواقع واألحداث بشكل صادق ودقيقوموضوعي جمرد وحيادي هبدف إاثرة‬
‫اهتمام اجلماهري حنو موضوع معني والتأثري فيهم‪(.‬سالمن‪ ،9118 ،‬ص‪)08‬‬

‫وينظر لإلعالم من انحية وظيفية كمؤسسة اجتماعية مناط هبا "جمموعة من الوظائف أوضحها (السويل) منذ عام‬
‫‪ 0286‬يف نظريته املشهورة عن وسائل اإلعالم‪ ،‬مخسة وظائف أساسية‪ :‬مراقبة البيئة‪ ،‬والتفسري‪ ،‬والنقل الثقايف‪،‬‬
‫والرتفيه‪ .‬من ذلك فإ ن حركة املعلومات اجملتمعية جبميع أبعادها هي مسؤولية املؤسسات اإلعالمية ابختالف‬
‫‪87‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫لتكون املؤسسات اإلعالمية هي مركز حركة املعلومات داخل أي جمتمع‪ ،‬ومسئولة عن‬‫أنواعها‪.‬هذا الواقع أدى ّ‬
‫حتقيق حق املعرفة ألفراد اجملتمع الذي كلفته هلم مجيع األعراف والقوانني الدولية‪(.‬بيت املال‪ ،9100،‬ص ‪)12‬‬

‫سادسا‪ -‬مفهوم وسائل اإلعالم‪ :‬هي جمموعة من املواد العلمية واألدبية والفنية املؤدية لالتصال اجلماعي ابلناس‬
‫بشكل مباشر أو غري مباشر من خالل األدوات اليت تنقلها أو تعرب عنها مثل التلفزيون واإلذاعة‪ ،‬والصحافة‬
‫والسينما والفيديو ووكاالت األنباء واملعارض واملؤمترات والندوات والزايرات الرمسية وغري الرمسية‪( .‬بوربيع‪،9112 ،‬‬
‫ص‪)011‬‬

‫‪ ‬مبادئ اإلعالم‪ :‬يذهب املختصون اإلعالميون إىل أن اإلعالم يبىن على أربعة مبادئ أساسية يتعني على مجيع‬
‫األجهزة والتقنيات اإلعالمية احملافظة عليها لضمان فعالية العملية اإلعالمية وهي‪( :‬زرمان‪ ،9101،‬ص ‪)08،00‬‬
‫‪ -‬احلقائق املدعمة ابألرقام واإلحصائيات‪.‬‬
‫‪ -‬التجرد من الذاتية والتحلي ابملوضوعية يف عرض احلقائق‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق واألمانة يف مجع البياانت من مصادرها األصلية‪.‬‬
‫‪ -‬التعبري الصادق عن اجلمهور الذي يوجه إليه هذا اإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف اإلعالم‪ :‬أما أهدافه وغاايته فقد خلصها الدارسون فيما يلي‪ (:‬زرمان‪،9101،‬ص‪)08‬‬
‫‪ -‬توفري املعلومات عن الظروف احمليطة ابلناس‪،‬أي تزويدهم ابألخبار الوافية‪.‬‬
‫‪ -‬نقل الرتاث الثقايف من جيل إىل جيل‪ ،‬واملساعدة على تنشئة اجليل من األطفال أو الوافدين جدد على اجملتمع‬
‫وهذا ما يطلق عليه الرتبية والتثقيف والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬الرتفيه عن اجلماهري وختفيف أعباء احلياة عنهم‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة النظام االجتماعي‪ ،‬وذلك بتحقيق االجتماع واالتفاق بني أفراد الشعب أو األمة الواحدة عن طريق‬
‫التعريف ابلذات واإلمكانيات والفرص املتاحة‪ ،‬وحث األفراد واجلماعات واملؤسسات على القيام ابلواجبات اليت‬
‫متليها حقيقة انتمائهم للمجتمع‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬اإلعالم التنموي‪ :‬يعرفه "أديب خضور""املنظومة اإلعالمية الرئيسية أو الفرعية اليت تعاجل قضااي التنمية‬
‫وبعد الدكتور "وجيه الشيخ" اإلعالم التنموي فرعا أساسيا ومهما من فروع النشاط اإلعالمي‪ ،‬ويعين من حيث‬
‫األساس‪ ،‬وضع النشاطات املختلفة اليت تضطلع هبا وسائل اإلعالم يف جمتمع ما يف سبيل خدمة قضااي اجملتمع‬
‫وأهدافه العامة"‪(.‬فالح‪ ،9100،‬ص ‪)002‬‬

‫‪ ‬النظرية التنموية اإلعالمية‪ :‬نظرا الختالف ظروف العامل النام ـ ـ ـي اليت ظهرت للوجود يف منتصف هذا القرن‬
‫هي ابلتايل ختتلف عن الدول املتقدم ـة من حيث اإلمكاانت املادية واالجتماعية‪ ،‬كان البد هلذه الدول من منـ ـ ـ ـوذج‬
‫إعالمـ ـ ـ ـي خيتلـ ـ ـف عن النظري ـ ـ ـات التقليديـ ـ ـ ـة‪ ،‬ويتناسب هذا النمـ ـ ـ ـوذج أو النظري ـ ـ ـة مع األوضاع القائ ـ ـ ـمة يف‬

‫‪88‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫اجملتمع ـ ـات النامي ـ ـ ـة فظهـ ـرت الن ـ ـ ـظرية التنموي ـ ـ ـ ـة يف عقد الثمانينات‪ ،‬وتقـ ـ ـ ـوم على األفك ـ ـ ـار واآلراء اليت وردت يف‬
‫تقرير جلنـ ـ ـ ـة (واك برايـ ـل) حول مشكـ ـ ـ ـ ـ ـالت االتصـ ـ ـال يف الع ـ ـ ـ ـامل الثال ـ ـ ـث‪ ،‬فهذه النظري ـ ـ ـة خترج عن نطاق بعدي‬
‫الرقابة واحلريـ ـ ـ ـ ـ ـة كأسـ ـ ـاس لتصنيف األنظمة اإلعالمي ـ ـة‪ ،‬فاألوضاع املتشاهبة يف دول العامل الثالث حتد من إمكاني ــة‬
‫تطبيق هاته النظرية وذلك لغياب العوامل األساسيـ ـ ـة لالتصال كاملهارات املهني ـ ـة واملواد الثقافيـ ـة واجلمهوراملتاح‪.‬‬
‫إ ن املبادئ واألفكار اليت تضمنت هذه النظرية تعترب هامة ومفيدة لدول العامل النامي ألهنا تعارض التبعية‬
‫وسياسة اهليمنة اخلارجية‪.‬‬

‫كما أن هذه املبـ ـ ـادئ تعمل على أتكيـ ـ ـد اهلوي ـ ـ ـة الوطنيـ ـ ـة والسي ـ ـادة القوميـ ـ ـة واخلصوصيـ ـ ـة الثقافيـ ـ ـ ـة للمجتمعـ ـ ـ ـات؛‬
‫وعلى الرغـ ـ ـم من أن هذه النظري ـ ـ ـة ال تسمـ ـح إال بقدر قلي ـ ـ ـل من الدميـ ـقراطي ـ ـة حسب الظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروف السائ ـ ـ ـ ـدة‪ ،‬إال‬
‫أهنـ ـا يف نفس الوقت تفرض الت ـ ـعاون وتدعو إىل تظ ـ ـ ـافر اجلهود بني خمتلفالقطاعـ ـ ـ ـات لتحقيق األهداف التنموي ـ ـ ـ ـة‪،‬‬
‫وتكتسب الن ـ ـ ـ ـظرية التنموي ـ ـ ـ ـة وجودهـ ـ ـا املستقل من نظرايت اإلعالم األخرى من اعرتافها وقبوهلا للتنمية الشاملة‬
‫والتغيري االجتماعي‪)http://masscomm.kenanaonline.net/posts/13775(.‬وتتلخص أفكار‬
‫هذه النظرية يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إن وسائل اإلعالم جيب أن تقبل تنفيذ املهام التنموية مبا يتفق مع السياسة الوطنية القائمة‪.‬‬
‫‪ -‬إن حرية وسائل اإلعالم ينبغي أن ختضع للقيود اليت تفرضها األولوايت التنموية واالحتياجات االقتصادية‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تعطي وسائل اإلعالم أولوية للثقافة الوطنية واللغة الوطنية يف حمتوى ما تقدمه‪.‬‬
‫‪ -‬إ ن وسائل اإلعالم مدعوة يف إعطاء أولوية فيما تقدمه من أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية األخرى القريبة‬
‫جغرافيا وسياسيا وثقافيا‪.‬‬
‫‪ -‬إن الصحفيني واإلعالميني يف وسائل االتصال هلم احلرية يف مجع وتوزيع املعلومات واألخبار‪.‬‬
‫‪ -‬إن للدولة احلق يف مراقبة وتنفيذ أنشطة وسائل اإلعالم واستخدام الرقابة خدمة لألهداف التنموية‪.‬‬
‫‪ ‬متطلبات اإلعالم التنموي‪ :‬يتطلب اإلعالم التنموي جمموعة من العناصر نلخصها فيما يلي‪( :‬االعالم‬
‫التنومي‪)newmediawiki.comwww. ،‬‬
‫‪ )0‬فهم طبيعة عاملية االتصال‪ :‬والذي يؤدي إىل إدراك أهنا عملية مشاركة يكون فيها االهتمام جبمهور املتلقني‬
‫ورجع صداهم أمرا هاما يف اجناحها وخاصة يف الربامج ذات الصبغة التنموية‪.‬‬
‫‪ )9‬فهم وظائف االتصال‪:‬إن لالتصال جمموعة من الوظائف وهي الرتفية والرقابة‪ ،‬وإدراك هذه الوظائف مهم جدا‬
‫يف عملية التنمية اليت تسهم يف الشعور ابالنتماء للدولة وهتيئة الناس ليؤدوا مهام جدية‪ ،‬فضال عن تزويد اجملتمع‬
‫مبعلومات حول القضااي احمللية والوطنية والقومية والدولية‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫‪ )2‬فهم نظرايت التأثري لوسائل االتصال واإلعالم على املستوى الفردي واجلماعي‪ :‬وما تقدمه من فهم لطبيعة‬
‫ومميزات كل وسيلة من وسائل االتصال وماتقدمه للمتغريات اليت تؤثر على عملية االتصال ومن أةمية التخطيط‬
‫االتصايل القائم على البحوث التجريبية وامليدانية واملسيحية وحتليل املضمون للوسائل االعالمية‪.‬‬

‫كما أن هناك متطلبات أخرىلإلعالم التنموي ميكن إمجاهلا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬توفري وسائل اإلعالم املتطورة على املستوايت كافة والقادرة للوصول إىل املشاهد واملستمع والقارئ‪.‬‬
‫‪ -‬توفر الكادر اإلعالمي املختص‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق مابني توجيهات الدولة التنموية ومؤسسات اإلعالم أي وضع اخلطط والربامج املشرتكة لتحقيق‬
‫األهداف املطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬افساح اجملال واسعا أ مام املشاركة اجلماهريية وبشكل مباشر يف طرح القضااي ومساءلة املسيئني عرب حوارات‬
‫جادة وعقالنية وشفافة ودميقراطية‪.‬‬

‫احملور الثاين‪:‬دور اإلعالم يف عملية التنمية املستدامة الشاملة من خالل إرساء مبادئ احلكم الراشد‪.‬‬

‫يعرف احلكم الراشد من خالل جمموعة اآلليات واملبادئ اليت حتدد طبيعة اخلطط األهداف والوظائف ملختلف‬
‫املنظمات والدول‪ ،‬ويعمل جتسيد احلكم الراشد على زايدة ودعم الثقة لدى املواطن وكذا احلفاظ على األمن‬
‫االجتماعي وحماربة الفساد ومحاية حق األفراد يف حرية التعبري‪.‬وهذا مؤشرا فعاال لتحقيق التمنية املستدامة ‪.‬‬

‫آليات احلكم الراشد حسب برانمج األمم املتحدة اإلمنائي‪ (:‬عالم‪ ،9109،‬ص‪)0،8‬‬

‫‪ .0‬املشاركة ‪ :participation‬تشري إىل حق كل من الرجل و املرأة إىل إبداء الرأي و املشاركة يف صنع القرار‬
‫إما مباشرة أو عرب اجملالس التمثيلية املنتخبة‪ ،‬وهذا يتطلب توفر القوانني اليت تضمن حرية تشكيل اجلمعيات و‬
‫األحزاب وحرية التعبري ‪.‬‬
‫‪ .9‬حكم وسيادة القانون ‪ :rule of law‬املقصود به سيادة القانون على اجلميع بدءًا ابحلفاظ على حقوق‬
‫اإلنسان وتنظيم العالقات بني مؤسسات الدولة‪ ،‬واحرتام مبدأ الفصل بني السلطات واستقاللية القضاء‪.‬‬
‫‪ .2‬الشفافية ‪ :transparency‬ترمز إىل حق املواطنني يف التعرف و اإلطالع على املعلومات الضرورية و‬
‫املوثقة‪ ،‬وتعترب احلكومة و املؤسسات االقتصادية العامة و اخلاصة مثل البنوك املصدر الرئيسي هلذه املعلومات‪ ،‬و‬
‫جيب نشرها و اطالع املواطنني عليها بطريقة علنية و دورية من أجل توسيع دائرة املشاركة و الرقابة و احملاسبة و‬
‫تقليص الفساد ‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪ .8‬حس االستجابة ‪ :responsiveness‬قدرة املؤسسات والعمليات على تقدمي اخلدمات للمنتفعني‬
‫والعمالء دون تفرقة أو استثناء‪.‬‬

‫‪90‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫‪ .0‬التوافق "اجتاه اإلمجاع "‪ :consensus orientation‬وذلك من خالل تسوية اخلالفات يف املصاحل‬
‫لتحقيق اإلمجاع حول املصاحل األفضل‪ ،‬وتبقى مصلحة اجلميع فوق املصلحة اخلاصة‪.‬‬
‫‪ .8‬املساواة (العدالة)‪ :equity‬تعين تكافؤ الفرص بني الرجل واملرأة من اجل و حتقيق ارتقائهم االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .2‬الكفاءة والفعالية ‪ :effectiveness and efficiency‬الـيت ترمـز إلـى تـوفـر املقـدرة لـدى‬
‫املؤسسات فـي تنفـيذ املـشـاريع‪ ،‬وتقديـم نتائـج تستجيب وحـاجات املـواطنـني مـع االستـخدام العـقالين والرشيد‬
‫للموارد‪.‬‬
‫‪ .6‬املساءلة ‪ :accountability‬اليت تعين القدرة على حماسبة املسؤولني عن إدارهتم للموارد العامة سواء‬
‫كانوا صناع القرار يف احلكومة أو القطاع اخلاص أو اجملتمع املدين هبدف محاية املال العام ‪.‬‬
‫‪ .2‬الرؤية اإلسرتاتيجية‪ :strategies vision‬وهي النظرة اليت يطمح هلا القادة والشعب من وراء حتقيق‬
‫احلكم الراشد والتنمية البشرية‪.‬‬

‫ركزت تقارير برانمج األمم املتحدة اإلمنائي ‪PNUD‬منذ عام ‪ 0221‬على مفهوم نوعية احلياة وعلى حمورية‬
‫البشر يف التنمية وزايدة قدراهتم على االختيار ومتكينهم من ممارسة هذه اخليارات وتفجري طاقاهتم اإلبداعية‪،‬‬
‫ومتكينهم من املمارسة و املشاركة يف أمور حياهتم‪ ،‬وأصبح النمو االقتصادي ليس غاية حبد ذاته‪ ،‬بل هو وسيلة‬
‫لتحقيق التنمية‪ ،‬ومن واجب احلكم الصاحل أن يتأكد من حتقيق املؤشرات النوعية‪ ،‬لتحسني حياة السكان‪ ،‬وهذه‬
‫املؤشرات تتعدى اجلوانب املادية ليندرج فيها العلم والصحة والثقافة والكرامة اإلنسانية واملشاركة‪ ،‬وحيرص برانمج‬
‫األمم املتحدة اإلمنائي على عنصر هام‪ ،‬وهو ما أطلق عليه مؤشر التنمية البشرية سنواي للتعبري عن هذه األمور‪ ،‬أما‬
‫اجلانب الثاين الذي عىن به مفهوم التنمية البشرية(علة‪ ،9116،‬ص‪.)00‬‬
‫ميكن قراءة عالقة التنمية ابحلكم الراشد منخالل ثالث زوااي هي‪(:‬بوبوش‪،‬عدد‪ ،2‬ص‪)2‬‬

‫‪ )1‬وطنية‪ :‬تشمل احلضر والريف ومجيع الطبقات االجتماعية والفئات مبا فيها املرأة والرجل‪.‬‬
‫‪ )2‬عاملية‪ :‬أي التوزيع العادل للثورة بني الدول الغنية والدول الفقرية وعالقات دولية تتسم بقدر من االحرتام‬
‫واملشرتك اإلنساين والقواعد القانونية‪.‬‬
‫‪ )3‬زمنية‪ :‬مراعاة مصاحل األجيال احلالية واألجيال القادمة‪.‬‬

‫ينظر إىل احلكم الراشد على أنه أحد املرتكزات اليت تقوم عليها الدميقراطية‪ ،‬وحتتاج إليها التنمية لتكون أكثر فعالية‬
‫واستجابة‪ ،‬كما حددت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية مقومات احلكم الراشد يف أربع ركائز تتعلق بتوفري سبيل‬
‫إرساء دولة القانون‪ ،‬وحتسني إدارة القطاع العام‪ ،‬واحملاربة والسيطرة على الفساد‪ ،‬وختفيض النفقات العسكرية‬
‫للسماح بتوجيه األموال لصاحل التنمية‪ ،‬إال أن اإلصالح يتطلب حتضري األرضية املناسبة له‪ ،‬وتوفري آليات التطبيق‬
‫امليداين وتتجسد يف اآلليات التالية‪( :‬غريب‪ ،9100 ،‬ص‪.)228‬‬
‫‪91‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫‪ ‬اآلليات السياسية‪ :‬يقوم احلكم الراشد على أساس وجود سلطة سياسية تتمتع ابلشرعية وذات بعد شعيب‪،‬‬
‫أي أهنا وصلت إىل احلكم عن طريق اإلرادة الشعبية وبواسطة انتخاب اهليئات املركزية واحمللية بطريقة شفافة ونزيهة‪،‬‬
‫إن الشرط األساسي القائم على ضرورة توفري البعد الدميقراطي واحلرية السياسة من شأنه أن يعطي للدولة االستقرار‬
‫السياسي وهو أ حد الشروط الواجبة لتطوير كاف للمشاريع والقطاعات احليوية يف اجملتمع‪ ،‬فهذا األمر يسمح‬
‫للدولة ابالهتمام ابلقضااي ذات البعد التنموي واألساسي كضمان الصحة العمومية واحملافظة على البيئة وحتقيق‬
‫التنمية املستدامة بكل أبعادها‪.‬‬
‫‪ ‬اآلليات القانونية‪ :‬يتطلب احلكم الراشد توفري شرط املشروعية يف تصرفات وأعمال اهليئات واملؤسسات‬
‫احلاكمة يف الدولة‪ ،‬وضرورة مطابقتها للقانون الذي صدر عن اهليئات املنتخبة وأيضا إشراك املواطنني يف إدارة‬
‫شؤوهنم‪.‬‬
‫‪ ‬اآلليات االقتصاديةواالجتماعية‪ :‬يتطلب احلكم الراشد التحكم يف املوارد االقتصاديةواالستغالل العقالين‬
‫هلذه املوارد‪ ،‬مبا يضمن الرفاهية وحماربة الفقر لدى األوساط االجتماعية ويكون ذلك عن طريق التوزيع العادل‬
‫للثروات وتوفري مناصب الشغل لضمان احلياة الكرمية لكافة املواطنني‪.‬‬

‫وعلى ضوء اآلليات املذكورة سالفا‪ ،‬البد من وجود بىن وهيئات تعمل على جتسيدللحكم الراشد ميدانيا‪ ،‬ألن دون‬
‫ذلك يكون هذا املفهوم جمرد مصطلح نظري أو شعار يرفع يف املناسبات فقط‪ ،‬لذا ال بد أن يكون احلكم الراشد‬
‫مشروع جمتمع بسائر مكوانته‪ ،‬تساهم فيه أجهزة الدولة الرمسية والقيادات السياسية املنتجة واإلطارات اإلدارية‪ ،‬مع‬
‫ضرورةمساةمة مؤسسات القطاع اخلاص‪ ،‬واجملتمع املدين‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :4‬آليات ومبادئ احلكم الراشد‬

‫حرية الرأي والتعبير‬ ‫الشفافية‬

‫المشاركة‬

‫المحاسبة‬ ‫الفعالية‬

‫آليات‬
‫ومقومات‬ ‫الالمركزية‬

‫الحكم الراشد‬
‫المساءلة‬

‫إتجاه اإلجماع‬ ‫دولة القانون‬

‫الرؤية اإلستراتيجية‬ ‫العدل والمساواة‬

‫املصدر‪ :‬من إجناز الباحثان‬

‫‪92‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫يعترب احلكم الراشد القاعدة الدميقراطية اليت تتيح جلميع األطراف الرمسية وغري الرمسية الدور يف صناعة القرار‬
‫وابلتايل املساةمة يف مسارات التنمية‪ ،‬حيث أعطى هذا املفهوم جماال واسع للمشاركة اجملتمعية الفاعلة‪ ،‬فلم تبق‬
‫الدولة هي الفاعل الوحيد يف العملية التنموية بل أحدث هذا املفهوم تغريا كبريا يف تلك األدوار وأوجد مفاهيم‬
‫جديدة تعزز أةمية إشراك كل الفواعل يف هذه العملية ( اجملتمع املدين‪ ،‬القطاع اخلاص‪ ،‬احلكومة)‪ ،‬وساهم يف هذا‬
‫التغيريالثورة التقنية التكنولوجية الكبرية اليت أحدثت نقلة نوعية يف النشاطات اإلنسانية يف خمتلف‬
‫جماالهتا(السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬االجتماعية)‪ ،‬حيث ابتت وسائل اإلعالم مساةما رئيسيا يف وضع‬
‫السياسات العامة ملختلف الدول‪.‬‬

‫الكثري من املنظمات وحىت األفراد العاديني يسعون إىل استغالل وسائل اإلعالم يف مترير سياساهتم وتفعيل‬
‫أدوارهم يف خمتلف اجملاالت خاصة اجملال التنموي الذي يعترب رهاان تسعى لتحقيقه كافة اجلهات الرمسية وغري‬
‫الرمسية‪ ،‬وتعزز هذا الدور لوسائل اإلعالم بعد انتشار مد العوملة وظهور مصطلح احلكم الراشد‪ ،‬هذا املصطلح‬
‫الذي أعطى لألفراد حرية التعبري وحرية احلصول على املعلومة‪ ،‬فقد عملت وسائل اإلعالم على استغالل هذه‬
‫النقطة اليت مل تتح سابقا‪ ،‬وابت اإلعالم يشكل حلقة مهمة يف عملية التنمية وظهور العديد من املصطلحات يف‬
‫هذا اجملال‪ :‬االتصال التنموي‪ ،‬اإلعالم التنموي‪...‬إخل‪.‬‬

‫يربز دور اإلعالم يف عملية التنمية يف ظل مبادئ احلكم الراشد من خالل اآلليات اليت تضمنها احلكم الراشد‪،‬‬
‫إذ يلعب دورا ابرزا يف تعريف األفراد واملنظمات أبةمية عملية التنمية املستدامة بكل أبعادها البشرية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫االجتماعية والبيئية‪ ،‬ابإلضافة إىل ضرورة إبراز السبل الكفيلة لبلوغه ونقل التجارب الناجحة الستفادة منها‬
‫وتطورها مبا يتناسب وخصوصية اجملتمعات‪ ،‬كما يعد وسيلة لنشر املعرفة الالزمة والوعي الضروري للنهوض ابألمم‪،‬‬
‫هذا ابإلضافة إىل التعريف ابحلقوق والواجبات لكل جهة وفتح اجملال أمام الشفافية وإاتحة املعلومة للجميع ويف‬
‫الوقت املناسب‪.‬‬

‫‪93‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫خامتة‪.‬‬

‫أن احلكم الراشد يعد شرطا أساسيا لتعزيز النمو االقتصادي وذلك للحد من الفقر ورفع مستوى معيشة‬
‫األفراد‪ ،‬ولضمان جناح عملية التنمية املستدامة ال بد من توفر مبادئ اليت يقوم عليها احلكم الراشد من متكني‬
‫املواطنني ومشاركتهم يف اختاذ القرارات وكفاءة أجهزة الدولة وتوفر نظام املساءلة واحملاسبة ‪،‬إذ ال ميكن حتقيق التنمية‬
‫املستدامة ما مل تتوفر بيئة تسودها مبادئ احلكم الراشد‪،‬لتحقيق أهداف التنمية املستدامة كانت هناك العديد من‬
‫املتغريات السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬اإلدارية‪...‬إخل‪ ،‬من أجل بلوغ هذه االهداف‪ ،‬ومن هذه املتغريات‬
‫تبدت من خالهلا العديد من املفاهيم اجلديدة أبرزها احلكم الراشد‪ ،‬هذا املفهوم الذي تعددت أسباب ظهوره‬
‫ومؤشراته وآلياته اليت تقوم على أسس حتقق الدميقراطية وحتقق التنمية الشاملة املستدامة‪ ،‬وساهم يف انتشار هذا‬
‫التطور التكنولوجي الذي جعل من اإلعالم فاعل وشريك أساسي يف تعزيز املسار التنموي يف ظل مبادئ احلكم‬
‫الراشد اليت تقوم على الشفافية‪ ،‬املسائلة‪ ،‬احملاسبة‪ ،‬حرية الرأي والتعبري‪.‬‬

‫وجيمع أغلب املهتمني ابلشأن اجلزائري أن البالد مل تستكمل بعد آليات التنمية ابملفهوم احلقيقي وهذا ال يعين‬
‫ابملقابل أن قطار التنمية متوقف بل أن اجلزائر فتحت ورشات للتنمية مـن الناحيـة الـسياسية كإصالح قطاع العدالة‬
‫وهياكل الدولة والرتبية ومن الناحية االقتصادية حتقيق مزيد من الوفرات املاليـة‪ ،‬انطالقا من النهوض ابملوارد البشرية‬
‫وربطها ابملعرفة والتكنولوجيا مث توسيع املشاركة السياسية وحرية التعبري وكذلك فتح نوافذ على اجملتمع املدين‬
‫واحلركات اجلمعوية وتوصيل قنوات احلوار بني اإلدارة واملواطن‪.‬وال تستقيم تنمية حقيقية شاملة ومتوازن ة يف دولة‬
‫من الدول بدون حتقيق األسس واملبادئ اليت يرتكز عليها احلكم الراشد‬

‫‪94‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫اهلوامش‪:‬‬

‫‪ .0‬لعجال‪،‬ليلى‪" ،)9101/9112(.‬واقع التنمية وفق مؤشرات احلكم الراشد يف املغرب العريب"‪ ،‬رسالة املاجستري غري منشورة يف‬
‫العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬ختصص الدميقراطية والرشادة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ .9‬سالمي‪،‬أمساء(‪" ،)9108‬الطاقات املتجددة كرهان اسرتاتيجي لتحقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر يف ظل أزمة اهنيار أسعار‬
‫النفط " رؤية إستشرافية"‪،‬جملة املشكاة‪ ،‬العدد األول‪،‬ص ‪.00،01‬‬
‫‪ .2‬ابخلريي كمال وعادل غزايل‪"،)9112(.‬متطلبات اإلدارة الرشيدة و التنمية يف الوطن العريب"‪ ،‬حبوث وأوراق عمل امللتقى‬
‫الدويل حول احلكم الراشد واسرتاتيجيات التغيري يف العامل النامي‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬أايم ‪ 6‬و‪،9112/8/2‬‬
‫ص ‪.816‬‬
‫‪4. PHILIPPE MOREAU DEFARGUES,(2003) « la gouvernance, 2ème édition,‬‬
‫‪que sais je » ? Presses ;(universitaires de France, paris, p 5.‬‬
‫‪5. GUY‬‬ ‫‪HERMET,‬‬ ‫‪ALI‬‬ ‫‪KAANCI‬‬ ‫‪GIL‬‬ ‫‪ET‬‬ ‫‪JEAN‬‬ ‫‪FRANÇOIS‬‬
‫‪PRUDHOMME,(2005), « la gouvernance un concept et ses applications »,‬‬
‫‪(édition Karthala), p5.‬‬
‫‪ .8‬عواد املشاقبة أمني واملعتصم ابهلل داود علوي‪ ، )9109(.‬اإلصالح السياسي واحلكم الراشد ‪،‬ط‪ ،0‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ص ‪.08،00‬‬
‫‪7. JAQUES OULED AOUDIA)9116(, ''gouvernance et pauvreté dans les pays‬‬
‫‪".(paris banque mondiale , 21 novembre ) , p p 2- 3 <http :/www. World bank.‬‬
‫>‪org /wqbi/gouvernance / PDF/ ,euq&&à" fr : ouldaaaou .PDF‬‬
‫‪ .6‬غادر‪ ،‬دمحم ايسر‪،)9109(.‬حمددات احلوكمة ومعايريها‪ ،‬املؤمتر العلمي الدويل‪ ،‬عوملة اإلدارة يف عصر املعرفة‪ ،‬جامعة طرابلس‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬أايم ‪00‬و‪ 02‬ديسمرب‪.‬‬
‫‪ .2‬الكايد‪ ،‬زهري عبد الكرمي‪،)9112(.‬احلكمانية (قضااي و تطبيقات)‪ ،‬ط‪،0‬منشورات املنظمة العاملية للتنمية اإلدارية‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص ‪.02‬‬
‫‪ .01‬البسام‪ ،‬بسام عبد هللا‪"، )9108(.‬احلوكمة الرشيدة"‪ :‬حالة دراسية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬األكادميية للدراسات االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬جانفي‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ .00‬عزي األخضر وغامن جلطي‪" ،)9110(.‬قياس قوة الدولة من خالل احلكم الراشد"‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪90‬‬
‫مارس‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ .09‬أمني عواد املشاقبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08 ،00‬‬
‫‪ .02‬سولفيان‪ )9118(،‬جون د‪ ،.‬احلكم الدميقراطي الصاحل املكون الرئيسي إلصالح السياسي واإلقتصادي‪ ،‬مركز املشروعات‬
‫الدولية اخلاصة‪ ،‬ب ب‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫‪ .08‬حسن‪،‬كرمي‪،)9118(.‬مفهوم احلكم الصاحل‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪95‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫‪ .11‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ .08‬درغوم‪،‬أمساء‪" ،)9112/9116(.‬البعد البيئي يف األمن اإلنساين –مقاربة معرفية‪،"-‬رسالة ماجستري غري منشورة يف‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪. 22‬‬
‫‪ .02‬عواد املشاقبةأمني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ .06‬هيئة األمم املتحدة‪،)0222(.‬إدارة احلكم خلدمة التنمية البشرية املستدامة وحتمية سياسات العامة‪ ،‬ب ط‪ ،‬برانمج األمم‬
‫املتحدة اإلمنائي‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ .02‬الشعراوي‪،‬سلوى‪" ،)0222(.‬مفهوم غدارة شؤون الدولة واجملتمع"‪ ،‬جملة املستقبل العريب‪ ،‬العدد ‪ ،982‬ص‪.8‬‬
‫‪ .91‬هيئة األمم املتحدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ .90‬القندجلي‪ ،‬عامر إبراهيم‪ ،)9102(.‬اإلعالم واملعلومات واالنرتنت‪ ،‬ط‪ ،0‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ .99‬سالمن‪،‬رضوان‪" ،)9118/9110(.‬اإلعالم و البيئة ‪ -‬دراسة استطالعية من الثانويني واجلامعيني مبدينة عنابة منوذج‪،"-‬‬
‫رسالة ماجستري غري منشورة يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪،‬جامعة اجلزائر‪،‬ص‪.08‬‬
‫‪ .92‬بيت املال‪،‬محزة‪،)9100(.‬اإلعالم األمين واألزمات‪ ،‬الندوة العلمية لربامج اإلعالم األمين بني الواقع والتطلعات‪ ،‬املديرية‬
‫العامة لقوى األمن الداخلي‪،‬قسم اإلعالم‪ ،‬جامعة انيف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬بريوت‪ ،9100 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ .98‬زرمان‪،‬دمحم‪ ،)9101(.‬اإلعالم واألزمات‪ ،‬قراءة يف اإلطار املفاهيمي‪ ،‬ب ط‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة ابتنة‪.‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬ص ‪.08 ،00‬‬
‫‪ .90‬بوربيع‪،‬مجال‪" ،)9112(.‬الكوارث الطبيعية والتضامن االجتماعي (زلزال ‪ 90‬مايو ‪ 9112‬ببومرداس منوذجا)"‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري غري منشورة يف علم االجتماع البيئي‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ .98‬دمحم زرمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ .92‬فالح الضالعني علي والشمايلة عودة ماهر‪ ،)9100(.‬اإلعالم التنموي والبيئي‪ ،‬ط‪ ،0‬دار اإلعصار العلمي‪ ،‬مكتبة اجملتمع‬
‫العريب ‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ .96‬موقع ‪ ، 1http://masscomm.kenanaonline.net/posts/137752:‬اتريخ اإلطالع ‪،9102/8/2‬‬
‫الساعة ‪.2‬‬
‫‪ .92‬ب م‪ ،‬اإلعالم التنموي‪ ،‬متاح يف املوقع التايل‪ ،https://newmediawiki.com/tag :‬اتريخ اإلطالع‪،‬‬
‫‪ ،9102/8/6‬الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬
‫‪ .21‬عالم‪ ،‬مصطفي شفيق‪ " )9109(.‬أي دولة نريد ملصر قراءة من منظور احلكم الراشد"‪ ،‬ب ط‪ ،‬مركز املصري للدراسات‬
‫واملعلومات‪ ،‬مؤسسة املصري للصحافة والطباعةوالنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.10-18‬‬
‫‪ .20‬علة مراد ومصطفى دمحم‪ ،)9116(.‬احلوكمة والتنمية البشرية‪...‬مواءمة وتواصل‪ ،‬ورقة حبثية مقدمة إىل امللتقى الوطين املعنون‬
‫ابلتحوالت السياسية وإشكالية التنمية يف اجلزائر واقع وحتدايت أايم ‪ 02 ،08‬ديسمرب ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪، ،‬‬
‫ص ‪.00‬‬
‫‪ .29‬بوبوش‪،‬دمحم(ب س)‪" ،‬احلكامة والتنمية العالقة واإلشكاليات"‪ ،‬اجمللة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ص‪.2‬‬

‫‪96‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫‪ .22‬غريب‪،‬دمحم‪" ،)9100(.‬الدميقراطية واحلكم الراشد‪ :‬رهاانت املشاركة السياسية وحتقيق التنمية"‪ ،‬جملة دفاتر السياسة والقانون‪،‬‬
‫عدد ‪ ،8‬ص ‪.228‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ )0‬بيت املال‪ ،‬محزة‪،)9100(.‬اإلعالم األمين واألزمات‪ ،‬الندوة العلمية لربامج اإلعالم األمين بني الواقع والتطلعات‪ ،‬املديرية‬
‫العامة لقوى األمن الداخلي‪ ،‬قسم اإلعالم‪ ،‬جامعة انيف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬بريوت‪.9100 ،‬‬
‫‪)9‬حسن‪ ،‬كرمي‪ ،)9118(.‬مفهوم احلكم الصاحل‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪)2‬زرمان‪ ،‬دمحم‪ ،)9101(.‬اإلعالم واألزمات‪ ،‬قراءة يف اإلطار املفاهيمي‪ ،‬ب ط‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة ابتنة‪.‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪)8‬سولفيان‪ )9118(،‬جون د‪ ،.‬احلكم الدميقراطي الصاحل املكون الرئيسي إلصالح السياسي واإلقتصادي‪ ،‬مركز املشروعات‬
‫الدولية اخلاصة‪ ،‬ب ب‪.‬‬
‫‪ )0‬عالم‪ ،‬مصطفي شفيق‪ " )9109(.‬أي دولة نريد ملصر قراءة من منظور احلكم الراشد"‪ ،‬ب ط‪ ،‬مركز املصري للدراسات‬
‫واملعلومات‪ ،‬مؤسسة املصري للصحافة والطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ )8‬عواد املشاقبة أمني واملعتصم ابهلل داود علوي‪،)9109(.‬اإلصالح السياسي واحلكم الراشد ‪،‬ط‪ ،0‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.‬‬
‫‪ )2‬فالح الضالعني علي و الشمايلة عودة ماهر‪ ،)9100(.‬اإلعالم التنموي والبيئي‪ ،‬ط‪ ،0‬دار اإلعصار العلمي‪ ،‬مكتبة اجملتمع‬
‫العريب ‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ )6‬القندجلي‪ ،‬عامر إبراهيم‪ ،)9102(.‬اإلعالم واملعلومات واالنرتنت‪ ،‬ط‪ ،0‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ )2‬الكايد‪ ،‬زهري عبد الكرمي‪ ،)9112(.‬احلكمانية (قضااي و تطبيقات)‪ ،‬ط‪ ،0‬منشورات املنظمة العاملية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ )01‬هيئة األمم املتحدة‪،)0222(.‬إدارة احلكم خلدمة التنمية البشرية املستدامة وحتمية سياسات العامة‪ ،‬ب ط‪ ،‬برانمج األمم‬
‫املتحدة اإلمنائي‪.‬‬

‫ب‪-‬الرسائل العلمية‪:‬‬

‫البسام‪ ،‬بسام عبد هللا‪"، )9108(.‬احلوكمة الرشيدة"‪ :‬حالة دراسية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬األكادميية للدراسات االجتماعية‬ ‫‪)00‬‬
‫واإلنسانية‪ ،‬جانفي‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫بوبوش‪ ،‬دمحم(ب س)‪" ،‬احلكامة والتنمية العالقة واإلشكاليات"‪ ،‬اجمللة الدولية‪ ،‬العدد ‪.2‬‬ ‫‪)09‬‬

‫‪97‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

‫بوربيع‪ ،‬مجال‪" ،)9112(.‬الكوارث الطبيعية والتضامن االجتماعي (زلزال ‪ 90‬مايو ‪ 9112‬ببومرداس منوذجا)"‪ ،‬رسالة‬ ‫‪)02‬‬
‫ماجستري غري منشورة يف علم االجتماع البيئي‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اجملالت والدورايت العلمية‪:‬‬

‫‪ )08‬درغوم‪ ،‬أمساء‪" ،)9112/9116(.‬البعد البيئي يف األمن اإلنساين – مقاربة معرفية‪ ، "-‬رسالة ماجستري غري منشورة يف‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫سالمن‪ ،‬رضوان‪" ،)9118/9110(.‬اإلعالم و البيئة ‪ -‬دراسة استطالعية من الثانويني واجلامعيني مبدينة عنابة منوذج‪-‬‬ ‫‪)00‬‬
‫"‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.‬‬
‫سالمي‪ ،‬أمساء‪" ،)9108(.‬الطاقات املتجددة كرهان اسرتاتيجي لتحقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر يف ظل أزمة اهنيار‬ ‫‪)08‬‬
‫أسعار النفط " رؤية إستشرافية"‪ ،‬جملة املشكاة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص ‪.00،01‬‬
‫الشعراوي‪ ،‬سلوى‪" ،)0222(.‬مفهوم غدارة شؤون الدولة واجملتمع"‪ ،‬جملة املستقبل العريب‪ ،‬العدد ‪.982‬‬ ‫‪)02‬‬
‫عزي األخضر وغامن جلطي‪" ،)9110(.‬قياس قوة الدولة من خالل احلكم الراشد "‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪90‬‬ ‫‪)06‬‬
‫مارس‪.‬‬
‫غريب‪ ،‬دمحم‪" ،)9100(.‬الدميقراطية واحلكم الراشد‪ :‬رهاانت املشاركة السياسية وحتقيق التنمية"‪ ،‬جملة دفاتر السياسة‬ ‫‪)02‬‬
‫والقانون‪ ،‬عدد ‪.8‬‬
‫‪ )91‬لعجال‪ ،‬ليلى‪" ،)9101/9112(.‬واقع التنمية وفق مؤشرات احلكم الراشد يف املغرب العريب"‪ ،‬رسالة املاجستري غري‬
‫منشورة يف العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬ختصص الدميقراطية والرشادة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية احلقوق‪.‬‬
‫ج‪-‬امللتقيات والندوات العلمية‪:‬‬

‫ابخلريي كمال وعادل غزايل‪"، )9112(.‬متطلبات اإلدارة الرشيدة و التنمية يف الوطن العريب"‪ ،‬حبوث وأوراق عمل امللتقى‬ ‫‪)90‬‬
‫الدويل حول احلكم الراشد واسرتاتيجيات التغيري يف العامل النامي‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬أايم ‪ 6‬و‪.9112/8/2‬‬
‫‪ )99‬علة مراد ومصطفى دمحم‪ ،)9116(.‬احلوكمة والتنمية البشرية‪...‬مواءمة وتواصل‪ ،‬ورقة حبثية مقدمة إىل امللتقى الوطين املعنون‬
‫ابلتحوالت السياسية وإشكالية التنمية يف اجلزائر واقع وحتدايت أايم ‪ 02 ،08‬ديسمرب ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪.‬‬
‫غادر‪ ،‬دمحم ايسر‪ ،)9109(.‬حمددات احلوكمة ومعايريها‪ ،‬املؤمتر العلمي الدويل‪ ،‬عوملة اإلدارة يف عصر املعرفة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪)92‬‬
‫طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،‬أايم ‪00‬و‪ 02‬ديسمرب‪.‬‬
‫د‪-‬املراجع األجنبية‪:‬‬

‫)‪24‬‬ ‫‪GUY‬‬ ‫‪HERMET,‬‬ ‫‪ALI‬‬ ‫‪KAANCI‬‬ ‫‪GIL‬‬ ‫‪ET‬‬ ‫‪JEAN‬‬ ‫‪FRANÇOIS‬‬


‫‪PRUDHOMME,(2005), « la gouvernance un concept et ses applications »,‬‬
‫‪(édition Karthala).‬‬

‫‪98‬‬ ‫العدد ‪ 02‬جوان ‪9102‬‬ ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة ‪ -‬جامعة األغواط ‪-‬‬
‫دور اإلعالم يف تفعيل مبادئ احلكم الراشد من أجل بلوغ تنمية مستدامة‬

25) JAQUES OULED AOUDIA)9116(, ''gouvernance et pauvreté dans les pays


".(paris banque mondiale , 21 novembre ) , p p 2- 3 <http :/www. World bank.
org /wqbi/gouvernance / PDF/ ,euq&&à" fr : ouldaaaou .PDF>

26) PHILIPPE MOREAU DEFARGUES,(2003) « la gouvernance, 2ème édition,


que sais je » ? Presses ;(universitaires de France, paris.
:‫املواقع اإللكرتونية‬-‫ه‬
.https://newmediawiki.com/tag :‫ متاح يف املوقع التايل‬،‫ اإلعالم التنموي‬،‫ب م‬ )92
.1http://masscomm.kenanaonline.net/posts/137752: ‫موقع‬ )96

99 9102 ‫ جوان‬02 ‫العدد‬ - ‫ جامعة األغواط‬- ‫جملة العلوم اإلنسانية و احلضارة‬

You might also like