االستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء يكثر في الواقع استعمال الدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها محضا ً ،وقد اختلفت وجهات النظر بشأن حقيقته واآلثار المترتبة عليه السيما عندما تقوم محكمة االستئناف بإلغاء الحكم االبتدائي بشأنه ،ولذلك فقد اخترنا التعليق على الحكم الصادر عن الدائرة التجارية بالمحكمة العليا بتاريخ 2016/2/27م في الطعن التجاري رقم 57575لسنة 1437هـ وخالصة أسباب هذا الحكم أن الدائرة قد قامت بدراسة ملف القضية حيث تأكد لها ان المطعون ضده كان قد تقدم أمام محكمة أول درجة بدعوى طالب فيها المدعى عليه حينها الطاعنة حاليا ً امام المحكمة العليا طالبها بسداد المديونيات القائمة عليها في حسابات بنكية عدة فقامت المدعى عليها بتقديم دفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها محضا ً وأر فقت بدفعها إتفاقية جدولة سداد المديونية المبرمة فيما بين المدعي والدافعة فرد المطعون ضده المدعي حينها بأن هناك مديونيات أخرى على الدافعة لم تشملها اتفاقية الجدولة وان الدعوى قد تضمنت المديونيات القائمة على المدعى عليها في تلك الحسابات االخرى باالضافة الى الفوائد والتعويضات جراء عدم قيام المدعى عليها بسداد المديونيات في الحسابات التي تضمنتها االتفاقية في المواعيد المحددة للسداد ،وحيث ان هذا الدفع من النظام العام يجب الفصل فيه ابتداء بحكم مستقل فقد قامت محكمة اول درجة بالحكم بقبول الدفع مباشرة دون ان تقوم بتحقيق المسائل الموضوعية التي اثارها المدفوع ضده في رده على الدفع ،وفي مواجهة ذلك قامت المحكوم عليه باستئناف الحكم امام الشعبة االستئنافية التي الغت الحكم االبتدائي واعادت ملف القضية الى محكمة اول درجة لمواالة السير في اجراءات الدعوى طبقا ً للمالحظات الواردة في الحكم االستئنافي ،ومن خالل مطالعة الدائرة للحكم االستئنافي فقد الحظت ان مقتضى الحكم االستئنافي ان الخصومة غير صالحة للحكم فيها من حيث الموضوع مما اقتضى اعادة القضية الى محكمة اول درجة للسير في اجراءات الدعوى والفصل فيها ،فحكم محكمة االستئناف الغى الحكم االبتدائي الذي كان قد قبل الدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها محضا ً فيفهم منه ان دفع المدعى عليها لم يتم بحثه والتحقق منه من قبل محكمة اول درجة ولذلك فان الدائرة تقر الحكم االستئنافي لموافقته ألحكام الشرع والقانون ،فالدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها محضا ً هو دفع موضوعي يتصل بطلبات المدعي وقد اقيم الدفع تأسيسا ً على ان اتفاقية الصلح والجدولة المبرمة بين الطرفين في 2005/10/19م التي تعتبر سندا ً تنفيذيا ً حسبما ذكر المدعى عليه مما يجعل دعوى المدعي غير مقبولة ،وهذه الدائرة تعتبر أن ذلك التأسيس غير مقبول لسببين األول :ان اتفاقية الصلح والجدولة كان يمكن اعتبارها سندا ً تنفيذيا ً لو تمت المصادقة عليها من المحكمة والسبب الثاني ان اتفاقية الصلح والجدولة المبرمة بين الطرفين شملت ثالث شركات من شركات الطاعنة وهذه الشركات ليست كل الشركات المحددة بدعوى البنك المطعون ضده الذي يدعي بان في ذمتها ديون له كما ان دعوى البنك المطعون ضده قد تضمنت مبالغ اخرى لم يرد ذكرها في اتفاقية الصلح المشار اليها والبنك المطعون ضده يطالب بها في دعواه باالضافة الى ان تلك الدعوى قد تناولت الضمانات العقارية وهي كذلك لم يرد ذكرها في االتفا قية ،وحيث ان الدفع الذي يقدمه المدعى عليه بمثابة دعوى صادرة من المدعي عليه اعتراضا ً على موضوع الدعوى وفقا ً للمادة ( )179مرافعات وكان الواجب على الدافع بذلك الدفع ان يبين وقائع دفعه واحواله وادلته والوجه القانوني الذي يستند اليه ،وبما ان هذا الدفع المقدم من الطاعنة من الدفوع المتعلقة بالنظام العام حسبما نصت عليه المادة ( )186مرافعات ويجب الفصل فيه بحكم مسبب وفقا ً لما نصت عليه المادة ( )180مرافعات ،وبما ان الدفع الموضوعي يوجه الى الحق ذاته المدعى به وتكون الغاية من قبوله إنهاء النزاع ويحوز حجية الشيء المقضي به ولن يتأتى ذلك اال بقيام محكمة اول درجة بتحقيق الدفع وتكليف مقدمه بإثبات ذلك باحدى طرق االثبات القانونية المنتجة في النزاع ولذلك فان اغفال محكمة اول درجة التحقيق في هذا الدفع ضمن النطاق الموضوعي للدعوى كلها يعد قصورا ً من محكمة اول درجة يجعل حكم محكمة االستئناف بالغاء الحكم االبتدائي صحيحا ً ألن الحكم االبتدائي غير منه للخصومة ،وبنا ًء على ما سبق وعمالً باحكام المادتين 292و 300مرافعات فان الدائرة تحكم باآلتي: -1رفض الطعن موضوعا ً. -2مصادرة مبلغ الكفالة. -3ال حكم في المصاريف عن هذه المرحلة حتى صدور الحكم المنهي للخصومة. -4اعادة ملف القضية الى الشعبة االستئنافية الحالتها الى محكمة اول درجة العالن كل طرف بنسخة من هذا الحكم ومواصلة نظر الخصومة باجراءات متوالية والحكم فيها وفقا ً للقانون وسيكون تعليقنا على هذا الحكم بحسب االوجه التالية: الوجه األول :ماهية الدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها محضا هو وسيلة يتوسل بها المدعى عليه لمواجهة دعوى المدعي اذا ما صدر من المدعي فعل او قول او تصرف يدل قطعا ً على كذب الدعوى محضا ً ،أي ان يكون القول او الفعل او التصرف الصادر من المدعي قاطع في داللته على كذب الدعوى ،كأن يدعي المدعي على المدعى عليه بأنه مدين له بمليون رياالً فيقوم المدعى عليه بدفع هذه الدعوى بأن المدعي قد حرر سندا ً يدل يقينا ً على أنه قد استلم المبلغ في تاريخ سابق للدعوى فذلك يدل محضا ً أي يقينا ً من غير شبهة على كذب الدعوى ،او يدعي المدعي بأن المستأجر لم يسلم غالل االرض لموسم 2017م ،فيدفع المستأجر هذه الدعوى بتقديم استالم من المدعي للفلة بتاريخ سابق على تقديم الدعوى ،وهكذا ، وهذا الدفع من الدفوع المتعلقة بالنظام العام بموجب المادة ( )186مرافعات ولذلك يجب على المحكمة أن تفصل فيه بحكم مستقل وقبل الفصل في الموضوع حسبما ورد في المادة ( )185مرافعات ،والدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها محضا ً مصدره الفقه اإلسالمي ال سيما الفقه الزيدي والحنفي حيث تناول فقهاء الزيدية والحنفية ذلك حسبما هو مثبت في متن االزهار وشروحه والتاج المذهب ومجلة االحكام العدلية . الوجه الثاني:الدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها دفع موضوعي وليس شكليا: يقرر الحكم محل تعليقنا ان هذا الدفع من الدفوع الموضوعية وليس من الدفوع الشكلية اذ انه يتعلق بأصل الحق المدعى به ،ولذلك فانه يحتاج الى تحقيق موضوعي متزامن مع موضوع الدعوى ،فإذا ثبت الدفع بطلت الدعوى حسبما ورد في كتب الفقه االسالمي وحسبما ورد في اسباب الحكم محل تعليقنا ،والريب ان صياغة هذا الدفع في قانون المرافعات اليمني معيبة وهي السبب في قصور فهم هذا الدفع سواء من الخصوم او من بعض االحكام القضائية كماهو الحال في الحكم االبتدائي الذي اشار اليه حكم المحكمة العليا محل تعليقنا ،في حين ان الخطأ هو في صياغة المادتين 185 و 186مرافعات اللتين جعلتا الدفع بعدم سماع الدعوى لتقدم ما يكذبها محضا ً من الدفوع المتعلقة بالنطام العام التي يجب على المحكمة ان تفصل فيها بحكم مستقل قبل الفصل في الموضوع !!! في حين ان هذا الدفع من الدفوع الموضوعية المتصلة تماما ً بأصل الحق المدعى به حسبما تناوله فقهاء الزيدية والحنفية والمالكية وحسبما اشار اليه قانون االثبات اليمني، ومن وجهة نظرنا ان تسمية هذا الدفع (بعدم سماع الدعوى) جعلت القانون اليمني ينظر اليه وينظمه كما لو أنه دفع شكلي او شرط لقبول الدعوى يجب توفره والفصل فيه بدايةً قبل النظر في الدعوى في حين أن هذا الدفع متالزم مع موضوع الدعوى ومتصل بها ،وهللا أعلم.
محكمة النقض سريان الأثر الواقف للمواعيد القانونية و لمدد التقادم بالتقدم بطلب الى لجان فض المنازعات و لو كانت المنازعة ممن لا يستلزم عرضها على تلك اللجان قياسا على أثر اللجؤ الى محكمة غير مختصة فى قطع التقادم
الهيئة العامة للمواد المدنية و التجارية بمحكمة النقض تقضى بأنه لا يجوز للوارث الذى لم يكن ممثلا ضمن الورثة فى دعوى التعويض الموروث أن ينازع فى دعوى أخرى فى قيمة هذا التعويض