Professional Documents
Culture Documents
الأدب كما هو معروف يكتسب أهمية كبيرة لأنه تعبير عن المجتمع
الأدب كما هو معروف يكتسب أهمية كبيرة لأنه تعبير عن المجتمع
يمثل أهم انعكاس للواقع وينقل مشاكل واحتياجات المجتمع .لذا ،فإن عمل
هو مثال جيد لما سبق ألنه يناقش " "La Virgen de los Sicariosر
مشاكل وظلم المجتمع الكولومبي حيث توجد بيئة مليئة بالفقر والفساد.
والعنف .عن أحد الكتاب األكثر إثارة للجدل .في كولومبيا ،فرناندو فاليجو ،
الذي تخلى عن جنسيته الكولومبية ،ينشر هذه القصة كشكل من أشكال النقد
لما عاشه المجتمع في ذلك .البلد .في التسعينيات ؛ خاصة في مدينة ميديلين ،
.مسقط رأس أحد أقوى مهربي المخدرات في البالد
في عام ، 1994ويقدم موضوعًا ُ La Virgen de los Sicariosنشر
للعنف والمخدرات والمافيا ويتعامل عل ًنا مع المثلية الجنسية في إحدى المدن
الكولومبية الرئيسية .يروي الكتاب ،المكتوب بضمير المتكلم ،قصة
فرناندو ،الكاتب الذي عاد إلى ميديلين بعد أن عاش في الخارج لزيارة
مسقط رأسه" .كانت هناك في ضواحي ميديلين بلدة صامتة ومسالمة تسمى
سابانيتا" (فاليجو ،فرناندو ،ال فيرجين دي لوس سيكاريوس ،إسبانيا ،
افتتاحية ألفاجوارا ، 2003 ،ص ، )7بهذه العبارة يبدأ المؤلف الرواية.
تدور أحداث هذه القصة في منتصف التسعينيات في ميديلين .العذراء
السيكاريوس جزء من السيرة الذاتية .للكاتب الكولومبي فرناندو فاليجو.
يروي هذا الكتاب شظايا من قصته عند عودته ،بعد سنوات من الغياب ،
يجد مدينة بها تغييرات عميقة ،ومليئة بالعنف تمامًا ،وحيث االتجار
بالمخدرات وقتل الناس هو أمر يشهد ويشهد كل يوم .إنها رواية صعبة
للغاية تخبرنا بدون رحمة أو تنازالت عن العنف السائد في شوارع مدينة
ميديلين في كولومبيا .يصف فرناندو فاليخو مشه ًدا حضريًا مفجعًا ح ًقا حيث
يتجول المراهقون الصغار ،وأحيا ًنا األطفال ،بمسدس على أحزمةهم
استعدا ًد ا إلطالق النار دون أي تردد على أي شخص يعبر طريقهم لسبب
.بسيط هو أنهم كانوا في أكثر اللحظات غير المناسبة في الخطأ مكان
هؤالء المراهقون -األوالد الذين تتراوح أعمارهم بين 12و 17عامًا -هم ح ًقا مالئكة
يبيدون ويقدمون خدماتهم ألي شخص عديم الضمير على استعداد لدفع ثمنها .والمدينة ،أو
البلد بأكمله ،وف ًقا لتعليقات الراوي ،أصبحت مكا ًنا غير صالح للسكن حيث ال قيمة للحياة ،
وحيث تنجو من البؤس االجتماعي والفساد السياسي ،ويعمل الشباب كذبحين أو مهربين أو
.رجال ضرب
) (Alfaguara ، 1994 ، 2002لفرناندو فاليجو " "La virgen de los sicariosفي رواية
Sabaneta ،يضع الراوي نفسه من الحاضر الستحضار الماضي وفي ذاكرته تأتي بلدة ،
وهي بلدة صغيرة من طفولته " ،صامت "و" سلمي " .تستخدم شخصية الراوي هذه الوسيلة
لتسليط الضوء الح ًقا على االختالفات بين مدينة طفولته البائدة اآلن ،والتي تم تقليصها اآلن
اليوم .في تلك األيام ،لم تكن سابانيتا أكثر من مدينة Sabanetaإلى مجرد ذكرى ،و
صغيرة ال تتعدى مشاكلها الحياة اليومية البسيطة ،كانت مكا ًنا يعرف فيه الجميع بعضهم
البعض باألسماء واأللقاب وحيث "ال يوجد شيء" .يتذكر بحنين عميق طفولته السعيدة ،يتذكر
مناخ السالم مع والديه وجده ؛ ومع ذلك ،فإن كل ما يحتفظ به في ذاكرته يتعارض مع
.الحاضر ،إنه تغيير مفاجئ .ذلك المكان ،كولومبيا ،لم يعد ذلك البلد الذي حلمت به كثيرً ا
إن سنوات الغياب هي السبب في عدم قدرته على فهم سبب الكثير من األشياء السخيفة ،
وقدرته على الدهشة والدهشة كاملة ألنه يقارن تلك اللحظة بما عاشه في طفولته وال يمكنه
ببساطة أن يشرحها له ،موقفه النقدي والمتشائم يجعلنا نرى دولة بال إمكانية ،وتعتقد أن
كولومبيا ليس لديها حل "كولومبيا في هذه األثناء ،خرجت عن السيطرة" .هذه الحقيقة
المجردة تجعله شخصية ذات مظهر وتعريف صارم وقوي ،لذلك فهو ال يتردد في اعتبار
".كولومبيا "أكثر دولة إجرامية على وجه األرض
بهذا المعنى ،ميديلين هي إحدى المدن التي كانت فريسة لهذا التغيير الهائل المدمر ،وكان
تحولها مفاجًئ ا وكارثيًا ،كل هذا بسبب نموها والبؤس السائد .إنها مدينة ال تظهر بوادر تقدم ،
وال يزال سكانها غارقين في المسلسالت وكرة القدم وفاليناتوس .في جولته ،يؤكد فرناندو أن
الشعب الكولومبي مستمر في التدهور ،والدليل على ذلك أنه حتى الطرق الرئيسية
إنهم ال يزالون غير ممهدين ،وخيانة الحكومة في ذلك الوقت هي التي ال تفي
.بوعدها
إن معرفة الحقيقة الصارخة لذلك المجتمع في حالة تحلل تجعله من النوع الحرج
والشديد ،وفي تلك المرحلة ال شيء يعطيه األمل ،على العكس من ذلك ،يفضل
ً
بسيطا لذلك المجتمع المتدهور .لهذا السبب االنتحار على االستمرار في كونه مراقبًا
حاول االنتحار عدة مرات ألنه لم يعد هناك ما يثيره في هذا العالم ،فالمجتمع
المتدهور يتجه نحو الهاوية وال يالحظ أحد .شخصية الراوي مقتنعة بأن الناس في
ذلك البلد جيدون فقط لكرة القدم ،فاليناتوس ،وفي النهاية ،هم مجرد شخصيات
متواضعة بسيطة يلتهمها النظام .على الرغم من عدم ذكر المكان الذي كان فيه
طوال تلك الفترة ،يميل فرناندو إلى الحكم على كولومبيا من منظور آخر ؛ هناك
"".خيبة أمله
يعمل راوي الشخصية كعين حرجة لذلك المجتمع في حالة تدهور .إنه يعلم أن
سلبيته لن تؤدي به إلى أي شيء إيجابي ؛ ومع ذلك ،فإن معرفة هذه الحقيقة كما
هي تجعل الشخص يشعر بالمرارة ونفاد الصبر لدرجة أنه يريد أن يأخذ حياته أو
حياتها " ،إذا رأيت الحقيقة البسيطة ،فإنك تطلق النار على نفسك" .ومن هنا جاءت
وحدته ومحاوالته المتكررة لالنتحار ألنه في العالم الذي يسكنه لم يعد من المنطقي
.مواصلة القتال ،فقد اختفى بلد طفولته
تجعله شخصية الراوي يرى الواقع كما هو ،وفي هذا العالم الخاص والمتصارع
يدرك أنانية وفردية الناس ،كل منهم يبحث عن راحته .هذا المجتمع معلق دائمًا
بخيط رفيع وحقيقة العودة إلى الوطن بأمان تعتمد فقط على الصدفة .لقد تطورت
.الجريمة بحيث يمكن قتل اإلنسان دون سبب سوى الرغبة
في جميع أنحاء النص يمكننا أن نرى أن اإلفالت من العقاب .يسود على الجريمة.
ضا داخل الدولة حيث يكونلكن انعدام األمن ليس خارجيًا فحسب ،بل يحدث أي ً
ارتكاب أي عمل من أعمال الفساد أسهل .المجرمون ينهون كل شيء ،هناك أزمة
عامة الشيء الوحيد المؤكد فيها هو الموت .نحن نعيش في هذا المناخ من اإلحباط
التام ،والناس ليس لديهم أهداف ،والمستقبل لم يعد في األفق ،إنها رؤية نهاية
.العالم تؤدي إلى قمع كل محاوالت المصالحة والتقدم بالموت
بعد وفاة بابلو إسكوبار ،استمرت موجة القتل منذ أن سادت الجريمة ،وبمجرد أن تجذر
العنف ،ال شيء يمكن أن يوقفه .إنها تنتهي بالقاتل ولكن ليس بالنظام المفروض .القانون
.السائد هو إقامة العدل بأيدي المرء
العنف
في هذا الجزء سوف نقدم تعري ًفا عامًا لمفهوم "العنف" .وسنتناول السياق التاريخي للعنف في
كولومبيا لتوضيح أحداث العنف وأسبابها في مسألة الدراسة الخاصة بالعمل .ثم سأتحدث عن
الجوانب السياسية والجوانب La Virgen de los Sicarios:جوانب العنف في عمل
.االجتماعية واالقتصادية والجوانب الطبيعية
كما يقولون ،فإن اإلنسان بطبيعته نزاع ،لكنه سلمي أو عنيف بحكم ثقافته .العنف البشري
ليس في جيناتهم ولكن في بيئتهم .لذا ،فإن العنف هو أحد المشاكل التي عانت منها البشرية
عبر التاريخ كله .العنف كلمة تظهر في كثير من الخطب وحتى في الصحف .لكن معالجة هذا
.المصطلح .وجوانبه في األدبيات تتطلب تعري ًفا ثاب ًتا لكلمة العنف
لذلك يبدو لي من المهم معرفة ما هو العنف؟ ص
.ما هي جوانبها؟ سيصبح هذا واضحً ا في األسطر التالية
العنف هو االستخدام المفرط للقوة (الجسدية أو النفسية) من قبل الشخص العنيف أو المعتدي
لتحقيق أهداف تتعارض مع إرادة الضحية أو الضحية .لكن يمكن أن ينطلق العنف ليس فقط
ضد الناس ،ولكن ضد الحيوانات (القسوة على الحيوانات) ،والنباتات ،واألشياء الفنية أو
الدينية ،والبيئات الطبيعية أو البيئية (التلوث البيئي) .يمكن التحريض عليه بمحفزات مختلفة
ضا باإلجراءات المختلفة لإلذالل أو التهديدضا إظهار نفسه بطرق متعددة مرتبطة أي ً ويمكنه أي ً
أو الرفض أو المضايقة أو العدوان اللفظي أو العاطفي أو المعنوي أو الجسدي .يمكن أن تكون
النتيجة -وفي جميع الحاالت تقريبًا -إصابة أو تدمير جزئيًا أو كليًا لكائن بشري أو
مجموعة ،من ناحية ؛ حيوان أو من نوع طبيعي آلخر ؛ أو األشياء والسلع والممتلكات نادرً ا
.ما تكون مملوكة وغالبًا ما تكون أجنبية أو شائعة
على الرغم من وجود العديد من التعريفات والنظريات حول العنف مثل نظرية جيرارد مارتن
، 3.المتخصص في دراسة العنف في كولومبيا ،أو نهج دي ألونسو ساالزار ج
يُعرِّ ف فرانكو العنف على أنه أي شكل من أشكال Saúl Franco .4سأركز فقط على نظرية
التفاعل البشري الذي ،من خالل القوة ،ينتج األذى لآلخر من أجل تحقيق غاية .العنف ليس
.غاية ،بل وسيلة لتحقيق غاية معينة
":معاني مصطلح "العنف
التي " "Visمصطلح "عنف" مشتق من الالتينية "عنيفة" التي تتكون من كلمتين ؛ واحد هو
الذي يعني "يحمل" .هذا " "Feroالفعل الماضي من الفعل Lotus ،تعني "القوة أو القدرة" و
".يعني أن هذا المصطلح .الالتيني يعني منذ البداية "استخدام القوة ضد شيء ما أو شخص ما
".إنه اسم مؤنث للفعل "ينتهك" من نفس الجذر يأتي صفة "عنيف" والظرف "بعنف
هناك العديد من المعاني النفسية لمصطلح "العنف" ،وسنقدم بع ً
ضا منها لفهم هذا المفهوم
.بشكل أفضل
من وجهة النظر اإلسبانية "العنف" هو حالة نفسية تحدث عند الشعور أو سماع أو رؤية شيء
ما أو شخص ما مما يولد توترً ا داخليًا .بمعنى آخر ،العنف هو الموقف العقلي الذي يجد فيه
الشخص نفسه ،في حين أن الفعل الذي يقوم به نفس الشخص كرد فعل متزامن يسمى جانب
.العنف
العنف في كولومبيا
كولومبيا بلد عانى العديد من أنواع العنف ،ولكن في القرن العشرين ،وخالل القرن الحادي
والعشرين ،اشتدت الصراعات المتعلقة بالعنف السياسي .االفتقار إلى المشاركة السياسية ،
وعدم المساواة ،وعدم الحصول على األراضي ،والسياق الدولي ؛ هناك العديد من األسباب
.التي تفسر ظهور العنف السياسي في كولومبيا
مع مرور الوقت ،ولدت مجموعات حرب العصابات .مثلت هذه جزءًا من الخالف الشعبي مع
الوضع السياسي الذي كان قائما ً في ذلك الوقت ،لكنها كانت أي ً
ضا نتيجة النتشار عالمي
للحركات اليسارية ؛ في هذه الحالة خارج القانون .يصف هذا الصوت والدة الجيل األول من
.رجال حرب العصابات الرئيسيين في كولومبيا
كانت مبادئ العنف في المجتمع الكولومبي حروبًا أهلية .منذ منتصف القرن التاسع عشر ،تم
تسويق كولومبيا بثماني حروب أهلية متتالية بسبب الخالف بين الحزبين (الليبرالي والمحافظ)
الذي تنازع على السلطة .إحدى هذه الحروب هي حرب األلف يوم من عام 1899إلى عام
.1902كانت آخر حرب أهلية في كولومبيا في القرن التاسع عشر ،وهي الحرب األطول
واألكثر دموية .نشأت من معارضة الليبراليين لحكومة التجديد المحافظة والبحث عن إصالح
لدستور 1886الذي يعتبر سلطويًا .في هذه الحرب قتل ما يقرب من مائة ألف شخص وكان
.تأثيرها تعزيز التوتر بين العرضين
بعد حرب األلف يوم ،تمكن المحافظون من السيطرة على الحياة السياسية من عام 1902إلى
عام .1930لكن الليبراليين .حكموا بعد سقوط حزب المحافظين بسبب انقسامه واستمروا في
تولي السلطة حتى عام ، 1946وهو العام الذي ولد فيه ماريانو المحافظ .أوسبينا بيريز إلى
.الرئاسة
كما تم تشكيل جيش التحرير الوطني ،ولكن على عكس القوات المسلحة الثورية لكولومبيا ،
تحت تأثير أكبر بكثير من الثورة الكوبية .في الواقع ،يُعتقد أن لديهم عالقة وثيقة مع فيدل
ضا من تكتيكات تشي جيفارا القتالية .وجد كل من FARC ،و ELNكاسترو وأنهم تعلموا بع ً
وبشكل عام جميع مجموعات حرب العصابات ،الظروف الالزمة لتبرير ظهورهم في
مرحلة ( : La Violenciaالصراع الذي شهدته كولومبيا في النصف األول من القرن العشرين
من هذه المرحلة ولدت الجبهة ).سابقة من المواجهة الحزبية بين المحافظين و الليبراليين
الوطنية الحل السياسي الذي قدمه تحالف الحزبين ،في نفس الوقت الذي ترسخ فيه كتهديد
.خطير للمشاركة السياسية وبشكل عام على الممارسة الديمقراطية نفسها
ضا رجال حرب عصابات في المناطق الحضرية .إنه الجيل ومع ذلك ،كان لدى كولومبيا أي ً
حرب M19 ،الثاني من هذا النوع من الجماعات الخارجة عن القانون .هذه هي حالة
العصابات المعروفة بغاراتها الرمزية ،مثل سرقة سيف سيمون بوليفار ،ولكن أيضًا في
.فترات حزينة في التاريخ الوطني ،مثل االستيالء على قصر العدل في 6نوفمبر 1985
اتسمت المراحل األولى من حرب العصابات التي نشأت في كولومبيا بفترات من الخمول The
.ركزت فيها الجماعات المسلحة على السيطرة
للمساحات الصغيرة .من التراب الوطني ،كما هو موضح في الصوت التالي .ومع ذلك ،فإن
.األمور ستتغير بمرور الوقت
في عام ، 1924كان هناك إضراب نظمه راؤول إدواردو ماهيشا حيث اشتكى العمال من
.ظروف العمل الالنهائية واألجور المنخفضة فيما يتعلق بالعمال األجانب في نفس الوظائف
بعد بضع سنوات ،بدأ إضراب آخر في عام ، 1927للمطالبة بزيادة األجور ،والضمان
االجتماعي ،وراحة يوم األحد ،والعمل لمدة ثماني ساعات ،وتحسين الظروف الغذائية
والصحية .لكن األمر األكثر مأساوية هو المواجهة العنيفة بين الشرطة والمضربين .عام
.1928.نظمه ماهيشا مما أدى إلى إعالن حالة الحصار وسجن القادة ومقتل العديد من الناس
كان من بين األحداث التي أدت إلى تفاقم العنف في كولومبيا اغتيال زعيم الحزب الليبرالي
"elخورخي إلييسير غايتان في وسط بوغوتا عام .1948وقد عُرف هذا الحدث باسم
ضا لويس كارلوس غاالن bogotazo" 5 ، والذي عدل نمط العنف من الخفي إلى افتح .أي ً
الذي كان مرشحً ا لرئاسة كولومبيا في عامي 1982و ، 1986اغتيل في عام 1989خالل
.إحدى أحداث حملته الرئاسية األخيرة ،على يد قتلة بأوامر من ميديلين كارتل
لم يكن االتجار بالمخدرات مجرد وقود للمغاوير والنزاع المسلح ،بل شجع أيضًا على ظهور
أنواع أخرى من المنظمات خارج القانون .كانت الثمانينيات فترة انتقالية بدأ فيها حجم الصراع
في االزدياد ،مع تداعيات خطيرة على الحياة الوطنية في السنوات التالية .ثم ظهرت
المجموعات األولى من الجماعات شبه العسكرية من تجارة المخدرات .في البداية تم تركيبهم
كأذرع مسلحة لمنظمات المافيا في البالد ،على الرغم من أنهم الح ًقا كانوا يكملون أعمالهم
العسكرية ببعض السياسات ،خاصة فيما يتعلق باليمين المتطرف الكولومبي .بمرور الوقت ،
وبدأت صفحة مظلمة أخرى في AUC ،تم إنشاء قوات الدفاع الذاتي المتحدة في كولومبيا
.التاريخ الوطني
حدثت هذه الحقيقة عندما عُقد المؤتمر التاسع للبلدان األمريكية في المدينة المذكورة (وكانت
نتائجه الرئيسية هي توقيع ميثاق بوغوتا ،وقد أدت هذه الشخصية في التاريخ السياسي
الكولومبي إلى معارضة النظام المحافظ لماريانو أوسبينا بيريز ( ، )1950-1946مما يدل
.على راديكالية الليبرالية ضد الفساد اإلداري والتزوير االنتخابي
مع التوتر الشعبي والروح الثورية التي اكتسبها الليبراليون .بسبب اغتيال خورخي إلييسير
غايتان ،اندلعت فترة عنف قاسية للغاية في كولومبيا من عام 1949إلى عام ، 1953أطلق
عليها "الموجة األولى من العنف" .كان الدافع وراء هذه الموجة هو العوامل الثالثة لحملة عام
1949التي انتشرت باالستراتيجية السياسية ،األمر الذي دخل في صراع مع األحزاب
التقليدية .إن استقرار المجموعة المحافظة في السلطة ،واستخدام الشرطة في حملة اضطهاد
وإعالن المقاومة المدنية من قبل الحزب الليبرالي المضطهد ،هي العوامل الثالثة التي تقضي
.على الصدمة وبالتالي العنف الحتمي
لم يكن الوضع يسيطر عليه الكراهية والخالف السياسي فحسب ،بل ساءت األمور أيضًا ؛ منذ
أن تم تنظيم حرب العصابات بشكل أفضل .فتزايدت المجازر والحرائق في جميع المناطق.
ونتيجة للعواقب والعنف والفوضى هزت البالد وسمت في التاريخ فترة جديدة من التحلل في
.كولومبيا
عُرفت الفترة من 1949إلى 1953بعام الهدنة .لكنها لم تكن هدنة سلمية بالكامل ولكنها
اعتبرت نقطة انطالق الفترة المسماة "الموجة الثانية من العنف" التي تعود إلى 1954إلى
.1957وقد تميزت هذه الموجة ببعض األحداث الخاصة .في هذه الموجة ،واجه الشعب
والجيش الموت ،مما أدى إلى إحداث سلسلة من العنف أكثر حدة مما حدث في الموجة
.األولى
في عام 1953بدأت حكومة العقيد غوستافو روخاس بينيال ،واليته بدعوة من أجل السالم.
وهو يظهر توجهه السلمي ،إذ خاطب األفراد المشاركين في أعمال مناهضة للسلطة العامة
الذين قدموا أنفسهم طواعية أمام السلطات العسكرية .لذلك كانت أعمال العنف أكثر ندرة .لكن
بعد ذلك بقليل ،عادت أعمال العنف للظهور مرة أخرى في بعض أجزاء البالد حتى أصبحت
عمالً يوميًا
من عام 1957إلى حوالي عام ، 1965شهدت كولومبيا أعمال عنف تسمى "العنف
المتأخر" .تم تأطير هذا العنف في فترة "الجبهة الوطنية" .7في هذه الفترة من العنف ،مارس
المجرمون العنف من أجل المصالح الخاصة ،التي لم يعد دافعها يمثل المثل األعلى ،ولم يتم
نصحهم أو توجيههم من قبل أعضاء الحكومة العليا المجاالت ،وال حتى الدوافع الدينية التي
حفزتهم ،لكنهم قدموا أنفسهم على أنهم مجرمون محترفون ،بدون حزب وبدون أيديولوجية ،
اعتادوا على ارتكاب الجرائم ،ونفذوا ما كانوا يعرفون ببساطة كيف يفعلونه
:االقتصاد الكولومبي .بالعنف
كان القرن العشرين الكولومبي .فترة تحوالت عميقة حدثت في سياقات متناقضة من الحرب
والسالم ،واالستبداد والديمقراطية ،والحمائية وتحرير األسواق .يمكن التأكيد على أنه في
ذلك القرن ،سلك االقتصاد والمجتمع الكولومبي الطريق نحو الحداثة جنبًا إلى جنب مع إنتاج
وتصدير البن ثم التصنيع الح ًقا .نمت الصناعة الكولومبية .بنسبة ٪ 5.8بين عامي 1925و
، 1928.وهو معدل أعلى من ٪ 4.9الذي نما فيه االقتصاد في نفس الفترة
ظهرت المصانع المخصصة إلنتاج السلع االستهالكية المحلية مثل البيرة والشوكوالته
والمباريات والصابون والمنسوجات وما إلى ذلك في بوغوتا وميديلين .وبنفس الطريقة ،ارتفع
سعر البن وصادراته في نهاية العقد األول من القرن العشرين وبين عامي 1924و ، 1928
في سياق تطور إيجابي لشروط التبادل التجاري وزيادة االستثمار األجنبي الموجه إلنتاج
.منتجات أخرى .منتجات مثل الزيت والموز
بدءًا من الثالثينيات من القرن الماضي ،اتبعت الدورة االقتصادية الكولومبية عن كثب
التقلبات في أسعار القهوة ،في حين ظهرت مجموعة من الصناعيين الذين تمكنوا من الوصول
إلى التمويل والسلع الرأسمالية في الخارج بفضل الظروف المواتية الناتجة عن صادرات البن.
وهكذا ،فإن تحديث الدولة والتنمية االقتصادية والسياسة االقتصادية تأثرت بقوة بالرجال الذين
يقفون وراء البن واإلنتاج الصناعي ،من هم هؤالء الناس؟ ما هو مصدرها؟ كيف أثروا على
السياسة العامة والتنمية االقتصادية الكولومبية بين عامي 1930و 1990؟ يتم تناول كل هذه
.األسئلة أدناه
بين بداية القرن العشرين ومنتصفه ،ولدت الشركات والمؤسسات التي أصبحت مع مرور
الوقت العضالت والدعم لالقتصاد ،ولكن في السنوات األولى أبحر حكام كولومبيا بشكل
أعمى في بلد يفتقر إلى التنظيم ،وكان مجزأ ومنقسما .بالمواجهة
السياسة ،عاشت تداعيات حروبها وحروب اآلخرين وتفتقر إلى الضوابط والتوجيه في إدارة
.المالية واإلنفاق العام والميزانية
منذ ذلك الوقت ( )1923كان إفالس بنك بانكو لوبيز ،األهم في سوق البن الوطني ،والذي
.نفد السيولة وأدى إلى الذعر للمدخرين ،في خضم أزمة اقتصادية معممة
مع هذه النظرة القاتمة ،وصلت بعثة كيميرر إلى كولومبيا في عام ، 1923بتعاقد مع حكومة
.بيدرو نيل أوسبينا ،بعد أزمة تجارية ومالية تسببت في استقالة الرئيس ماركو فيديل سواريز
بعد ست سنوات ،في أبريل ، 1929ولدت بورصة بوغوتا (البورصة .الكولومبية اليوم) ،
والتي قدمت جولتها األولى في مكان السباق في وسط المدينة .على حد تعبير كاتب العمود
كان وجود بورصة بوغوتا أمرً ا أساسيًا لتعزيز رسملة " Carlos Caballero Argáez ،
وتوسيع الشركات الخاصة في الثالثينيات واألربعينيات من القرن الماضي ،وهي العقود التي
كانت مجتمعة للنمو االقتصادي واالندفاع الصناعي" .7ابتدا ًء من الثالثينيات ،ظهر
الصناعيون الذين تمكنوا من الحصول على تمويل للسلع الرأسمالية في الخارج بفضل
الظروف المواتية الناتجة عن صادرات البن .يشير منشور صادر عن الشبكة الثقافية لبنك
الجمهورية إلى انطالق عملية التصنيع في البالد في عام 1920بفضل مزيج من عدة
عناصر" :قوة عاملة منضبطة ،وتقنية عقالنية ،وسوق داخلية مكفولة بشبكة السكك الحديدية
".والطرق ،وقانون العمل البدائي ،الدولة الحمائية وتنظيم األعمال للعمل
في القرن العشرين ،لعبت النقابات والنقابات دورً ا رئيسيًا في التنمية .ويعني تقويتها وجود ثقل
موازن لقرارات الحكومة والدفاع عن مختلف القطاعات االقتصادية وقطاعات العمل .كانت
كولومبيا قادرة على النهوض من أزمتين انهار فيهما نمو االقتصاد :أزمة عام ، 1929عندما
كانت ، ٪2.8-وأزمة عام ، 1999عندما كان االنخفاض ، ٪4.3-وهي نكسة كبيرة لتلك
اللحظات .حدث معلم بارز في تطور البالد في عام ، 1972عندما أنشأ الرئيس آنذاك ميشيل
والتي سعت لتكون حالً الئتمان اإلسكان (Upac) ، ،باسترانا وحدة القوة الشرائية الثابتة
وأجازت إنشاء شركات االدخار واإلسكان .مكنت آلية القيمة الثابتة هذه لالدخار والمديونية
ً
مرتبطا .تقدمت واالئتمان طويل األجل لإلسكان من تمييز البناء و 32قطاعًا صناعيًا
الشركات بفضل االستثمارات المحلية واألجنبية في األسمنت والصلب .والخشب والبورسلين
.للبناء والزجاج واأللمنيوم والخدمات المعمارية والهندسية والنقل
في نهاية القرن ،انهار هذا النظام في خضم أزمة مالية اجتاحت العديد من البنوك وفقد العديد
من المدينين منازلهم بسبب االرتفاع المفرط في أسعار الفائدة ،مما أدى إلى ارتفاع قيمة
والتي تعتبر اليوم الدعامة (UVR) ،القروض وأقساطها .ثم جاءت وحدة القيمة الحقيقية
.األساسية لقروض الرهن العقاري
في القرن العشرين ،ولدت ونمت المؤسسات العامة والخاصة والقطاعية واإلقليمية ،وتم
وضع الالئحة األولى للحد األدنى لألجور ،وتم الترويج للسياسة العامة لتحديد النسل ،وتم
إطالق العنان للهجرة من الريف إلى المدن ودخلت النساء سوق العمالة الجماعية .في رحلته ،
يؤكد فرناندو ،بطل رواية روايتنا ،أن الشعب الكولومبي مستمر في التدهور ،والدليل على
ذلك أنه حتى الطرق الرئيسية ال تزال غير معبدة ،وخيانة الحكومة اليوم هي التي ال تلتزم ما
.وعد به
Acerías Paz delولدت بعض الشركات التي ميزت التصنيع بمبادرة من الحكومة ،مثل
في عام ، 1948والتي تم توحيدها في الستينيات باعتبارها شركة الصلب المتكاملة Río ،
.الوحيدة في البالد ،والمسؤولة عن أكثر من ٪ 30من إنتاج الصلب
في السبعينيات ،تم تعزيز القطاع التعاوني الذي بدأ إنشائه في عام .1959في عام 1975
كان هناك 1750تعاونية تضم 1.5مليون عضو .في العقد األخير من القرن العشرين ،جاء
Césarتدويل االقتصاد مع الرئيس فيرجيليو باركو وما يسمى باالنفتاح االقتصادي لـ
في خضم عملية تأسيسية جمعت جميع القطاعات السياسية في البالد والتي انتهتGaviria ، .
مع تغيير دستور عام ، 1886وصول االنتخابات الشعبية لرؤساء البلديات والمحافظين ونائب
الرئيس ووالدة الوصاية ،وهي أداة قانونية ارتفع استخدامها بين المواطنين .للمطالبة بحقوق
.مثل الصحة ،والتي تم رفضها وتأجيلها لفترة طويلة
:دور المرأة
يعود جزء كبير من هذه التغييرات في التنمية إلى تقدم التعليم ،الذي لم يكن لديه في بداية
القرن البنية التحتية المادية ،والتي تم التغلب عليها ،وكذلك وصول النساء إليها ،وهي حقيقة
ال يمكن تصورها في بداية ومنتصف القرن العشرين ،عندما كان من االستثنائي رؤية امرأة
في فصل دراسي بالجامعة .دخلت أول امرأة التعليم العالي في كولومبيا في عام .1935
وبحلول عام ، 1965زاد وجودهن إلى .٪35بحلول عام 1985كانت قد وصلت إلى
.٪49هذا ،وحقيقة أنه في 25أغسطس 1954سُمح لها بالحق في التصويت ،سهّل على
.النساء دخول سوق العمل وأن لدينا اليوم تخصصات مختلفة مع مساهمتها في نمو المجتمع
ال ينكر أي خبير اقتصادي أن االتجار بالمخدرات على مستوى التنمية قد ترك بصمة عميقة ،
ليس فقط بسبب األموال التي يتم تداولها وتداولها على جميع المستويات ،ولكن أيضًا بسبب
التسرب في المجتمع والرسائل التي تحملها .أرسل األموال السهلة وسمعة المجتمع
الكولومبي ،وتغيير الهياكل االجتماعية ،وتعديل سلوك األجيال الجديدة ،والتسبب في صورة
.سيئة للبالد على الساحة الدولية ،والتي ال تزال تشكل عبًئ ا
:تأثير العنف على األدب الكولومبي
هناك أحداث مثل حرب األلف يوم ،والنضال بين الحزبين ،ووقوع تهريب المخدرات
والصراع .المسلح التي نشأت خالل القرنين العشرين والحادي والعشرين ،تدل على محتوى
واسع النطاق كتب عليه األدب في كولومبيا .وهذا يقود إلى اإلشارة إلى أن بعض أحداث
العنف في تاريخ البالد كان لها تأثير على اإلنتاج الفني للروايات وأي ً
ضا على الطريقة التي
.يتظاهر بها الكتاب بتمثيل العنف وف ًقا للسياق االجتماعي والسياسي المحيط بهم
نشأت لحظة أخرى من المواجهة وزيادة كبيرة في إنتاج الرسائل في كولومبيا حول موضوع
العنف ،من الصراع .بين الحزبين في منتصف القرن العشرين .أثر الصراع على السلطة
السياسية بشكل ملحوظ على البنية االجتماعية للبلد ،أي أن آالف الفالحين أجبروا على التخلي
.عن أراضيهم األصلية بسبب المشاجرات بين الطرفين المتعارضين (الليبراليين والمحافظين)
مثل هذا النزوح وظروف البؤس الواضحة في حد ذاتها على المواجهات ،حفزت كتابة
قصص ال حصر لها أظهرت ،من ناحية ،أهوال الحرب بطريقة مخيفة وصريحة ،ومن
.ناحية أخرى ،سمحت باالنفتاح على سيناريو واعي حول معاملة العنف
في األدب الكولومبي .المعاصر ،يبدو أن تمثيل المجرم قد تم تقليصه ،بشكل متزامن ،إلى
شخصية القاتل المأجور .في الثمانينيات ،أدى العنف السياسي في كولومبيا ،المتعلق باقتصاد
تهريب المخدرات ،إلى ظهور الرجل الضارب كموضوع اجتماعي كانت مهنته تكليف بقتل
رجال الشرطة والسياسيين والقوات شبه العسكرية والقضاة وغيرهم من القتلة .يُعرِّ ف ماريو
فارغاس يوسا الرجل الضارب بأنه "فتى مراهق ،أحيا ًنا يبلغ من العمر اثني عشر أو ثالثة
عشر عامًا ،وُ لِد ونشأ في العالم السفلي الدارويني" للكوميونات " ،وأحياء فقيرة للفقراء
والمشردين والمهمشين الذين كانوا يتسلقون المنحدرات من الجبال .التي تحيط بمديلين " .كان
العمل كقتلة مأجورين هو المورد الذي وجده مئات من شباب الطبقة الدنيا في المدن
مثل ميديلين أو كالي أو بوغوتا .تم تجنيد هؤالء الشباب من قبل المنظمات اإلجرامية لالتجار
.بالمخدرات ،وأصبحوا جزءًا من سوق الجريمة
لقد وفرت األنشطة المتعلقة باالتجار بالمخدرات في كولومبيا عمالت أجنبية هائلة وولّدت
موارد كبيرة ،مما أدى إلى والدة عصابات قوية وتنافسية تعمل في إطار اقتصاد مختلط
(رسمي وغير رسمي) .خالل الثمانينيات ،أفسح إنتاج وتصدير وتوزيع األدوية المجال لتوحيد
المنظمات المعروفة باسم "الكارتالت الكولومبية" .بين عامي 1986و ، 1992حدث ما
يسمى بتعديالت الحساب وآليات أخرى للعنف مثل إرهاب المخدرات والحرب بين عصابات
.كالي وميديلين
على المستوى األدبي ،تمثل األعمال المنشورة منذ عام 1980ونهاية القرن العشرين معالجة
خيالية وشهادة للديناميكيات المشار إليها في الفقرات السابقة فيما يتعلق باالتجار بالمخدرات.
تكثر الروايات المحملة بأصوات الشهادات التي تقدم سر ًدا لتجارب الحرب واالختطاف
والتشريد واألحداث األخرى المستمدة من نشاط الصراع .عالوة على ذلك ،تقدم بعض هذه
األعمال تمثياًل للواقع ال يشكك أو يتخذ موق ًفا بشأن الفعل العنيف ،ولكنه يتميز بسرد سلسلة
.من التجارب المؤلمة للحرب
وأخبار ) Fernando Vallejo (1994بواسطة La virgen de los sicariosعناوين مثل
Jorge Franco Ramosلـ Rosario Tijerasو ) García Márquez (1996اختطاف
تضيف بال شك وجهات نظر وموضوعات جديدة للظاهرة ،لكن ال تشكك فيها (1999) ،
.إمكانية التمثيل األخير للواقع الحقيقي
في الدراسة التي أجراها جيرالدو ( ، )2008تظهر الطريقة التي يتم بها تمثيل سرد اإلزاحة
بواسطة فرناندو فاليجو ،ومن ) ، La virgen de los sicarios (1994في عملين :من ناحية
ناحية أخرى ،روزاريو تيجيراس ( )1999بواسطة خورخي فرانكو .تم تأطير هاتين
الروايتين من خالل الوضع المعقد للقتلة في بلديات ميديلين (المناطق الهامشية والهامشية حيث
توقف اآلالف من النازحين بسبب العنف) .إنهم يستجيبون للسياق االجتماعي الذي عاشته تلك
السنوات في هذه المدينة من البالد ،وبالمثل ،فهم يتعلقون بأسلوب السرد الذي ينوي كال
الكتابين تنفيذه .الكتابة التي لها خصوصية في سرعة اإلجراءات وتركيز الموضوعات
مستمدة من فعل عنيف ساحق .يتم توضيح المجتمع الذي يعيش في أزمة منهكه الفقر ويفتقر
أي ً
ض ا إلى القيم األخالقية التي تسمح بتحقيق نموذج مثالي للحياة في سالم .وهكذا ،فإن "الدور
القيادي للمفكر المغترب الذي ينظر إلى المدينة على أنها نسيج أجنبي مدهش ،على عكس
أولئك الذين يعيشون من حالتهم الهامشية ،والذين يبدو أنهم يدركون دورً ا مقي ًدا فقط في منطقة
" .جوارهم
للتعرف على بعض العناصر التي تشكل جزءًا من التكوين السردي لهذه الفترة التاريخية.
أوالً ،الطريقة التي يتم بها اقتراح الراوي من خالل شخصية شخصية تسرد ما يحدث حوله
نشطا فيه ؛ من خالل تصرفات ً أمر ال جدال فيه .العنف يقع بالقرب منه ولكنه ليس مشار ًكا
الشخصيات األخرى ،من الممكن مالحظة األحداث التي تحدث في الزمكان وهذا الراوي
:يرى ويخبر ويعطي رأيه حول األحداث التي وقعت .يظهر مثال على ذلك في الجزء التالي
أنا أتحدث عن الكومونات بممتلكات أولئك الذين يعرفونهم ،لكن ال ،لقد رأيتهم فقط من بعيد"
،وأنوارهم الصغيرة تنبض على الجبل وفي الليل الرهيب .لقد رأيتهم ،حلمت ،تأملوا من
المدرجات من شقتي ،وتركت روحه القاتلة والشهية تمسك بي "( .فاليجو ،فرناندو ،
، 2003.ص )30
يتم مالحظة الصراع من مسافة وسلبية عملية ،باإلضافة إلى أن الظروف يتم تقييمها من
.خالل الحكم النقدي ألولئك الذين يكرهون الوجود في بلد مثل كولومبيا
يشعر الراوي نفسه بأنه أجنبي في األرض التي ولد فيها ،لكن الغياب الذي عاشه لسنوات
عندما كان يعيش في بلدان مختلفة ،قاده إلى تكوين وجهة نظر نقدية حول التغيرات
االجتماعية والسياسية في ميديلين .في كل خطوة يخطوها في مدينته األصلية ،يالحظ تحواًل
واضحً ا ،فالشخصيات التي ترافقه ،وهما في هذه الحالة اثنان من عشاقه ،تسمح له بتحديد
الزيادة والروتين اليومي للعنف في هذه األراضي الكولومبية .جرائم القتل والسرقة وعدم
المساواة والظلم االجتماعي هي
بانوراما يصادفها عندما يعود إلى وطنه ،عودة تمكن ،في ظل ممارسات اغتيال رفاقه ،من
إظهارها وقبولها كممارسات عنف عادية في مثل هذا السياق .وهذه ظاهرة الموت الممثلة في
القاتل المأجور هي التي تجعل من الممكن تقديم رؤية للتغييرات وديناميكيات العنف التي كانت
.موجودة في كولومبيا ألكثر من قرن
:تم دمج القاتل في األدب والثقافة الجماهيرية ،وتحول إلى شخصية .كما يؤكد فارغاس يوسا
باإلضافة إلى كونهم جزءًا من الحياة االجتماعية والسياسية لكولومبيا ،فإن القتلة يشكلون أيضًا
،مثل رعاة البقر في غرب أمريكا الشمالية أو الساموراي الياباني ،أساطير صاغها األدب
والسينما والموسيقى والصحافة والفانتازيا الشعبية ،نتحدث عنها ،وتجدر اإلشارة إلى أننا
نسير على تلك المنطقة اللذيذة والزلقة ،المفضلة لدى الروائيين ،حيث يتم الخلط بين الخيال
.والواقع
:العنف في ميديلين
قرب الثمانينيات وبعد ديناميكيات العنف التي مورست في كل من حرب األلف يوم والح ًقا في
المواجهة بين الحزبين في منتصف القرن ،اضطر آالف الفالحين إلى هجر أراضيهم
وأماكنهم األصلية لالنتقال إلى المدن الرئيسية في البالد .بدأ بناء أحزمة البؤس في المناطق
الطرفية من بوغوتا (سيوداد بوليفار) وميديلين (المجتمعات الشمالية الشرقية) ،من الواضح.
أنها مساحات هامشية وخطيرة تدل على أزمة المجتمع الكولومبي .جعلت ظاهرة الهجرة هذه
زيادة المشاكل االجتماعية ،حيث يوجد نقص في التكيف عند الوصول إلى منطقة غير
.معروفة ،وبالتالي فهي غريبة عن عاداتها
ويؤثر هذا االنتقال من الريف إلى المدينة على النازحين ألنهم " ...يعانون من التنظيم المدني ،
وعالمات البطالة ،وصعوبات التعليم وإعادة التوطين ،فضالً عن انعدام األمن االجتماعي ،
.وأشكال العدوان ،والنفور واإلقصاء" 9
هذا يعني العيش في فضاء غريب عن العادات التي كانت موجودة في منطقة المنشأ .هناك
تضارب مع طرق التفكير والتصرف .والقول فيما يتعلق بسكان البيئة الحضرية ،وطرق
التفاعل والتعامل مع التغيير اآلخر بشكل كبير .هذا االقتالع لما هو الئق والسرعة التي يولدها
يتسبب في سلسلة من العنف على المستوى المحلي ال يشمل فقط السياسي واالجتماعي
ضا على المستوى العاطفي لألفراد النازحين.واالقتصادي ،بل يقع أي ً
تعتبر ميديلين المدينة الثانية في البالد ،والتي نمت نتيجة الهجرة الجماعية للفالحين الذين
اجتذبتهم احتمالية ظروف معيشية أفضل أو طردهم العنف الريفي .تضمنت عمليات الهجرة
المتسارعة وغير المنتظمة هذه النمو الديموغرافي والمادي للمدن وتجاوز قدرة السلطات على
توجيهها ،بحيث أنه خالل عقود من نمو المدينة ،لم يكن هناك ،في كلتا الحالتين ،نموذج
يوجهها وينظمها .النمو وتكوينها كمركز حضري وشكل دمج سكانها الجدد .هذا هو السبب في
أنه من الصحيح التأكيد على أن بوغوتا وميديلين تشكالن مثاالً على "مدينة التخلف" ،مع
.مشاكل الفقر والتهميش .وعدم المساواة التي تضاف إليها مشاكل انعدام األمن والخوف
بينما يبدأ البعض في التكيف مع التجربة الحضرية ،يبدأ أولئك الذين تسببوا في عمليات
النزوح هذه في االستيالء على األراضي الريفية التي تم غزوها .تتولى مجموعات الدفاع عن
النفس ،والجماعات شبه العسكرية ،والميليشيات ،والجماعات األخرى الواقعة على هامش
القانون ،النضال من أجل االستيالء على مختلف المجاالت التي توفر فائدة اقتصادية ملحوظة.
في ظل هذا السيناريو االجتماعي المعقد ،بدأ االنفتاح على االتجار بالمخدرات والخالف حول
إدارة تسويقها على المستويين الوطني والدولي ،بدأ إنشاء العديد من الكارتالت حول هذا
العمل ،وبالتالي ،لمواجهته بعنف .في خضم هذا الصراع المسلح ،هناك مدنيون أبرياء يجب
أن يغادروا منازلهم ،دون أن ينبس ببنت شفة ،إلى وجهة غير مؤكدة ،والذهاب إلى أي
.مكان
جغرافية الرواية هي مدينة ميديلين (كولومبيا) خالل التسعينيات ،وهي فترة صعبة بالنسبة
للمجتمع الكولومبي ،عندما أعلنت المافيا حربًا إرهابية ضد الدولة والمؤسسات الكولومبية ،
بقيادة بابلو إسكوبار جافيريا سيئ السمعة .كانت ثاني أكبر مدينة في كولومبيا هي المرحلة
الرئيسية حيث أرادت المافيا السيطرة على األمة من خالل الهجمات اإلرهابية ،باستخدام قتلة
.صغار ج ًدا من األحياء الفقيرة ،كانوا معروفين باسم القتلة
ميديلين هي مدينة نمت بفضل واحدة من أعظم عصابات تهريب المخدرات التي عارضت
طرق تجارة المخدرات وتمكنت من وضع قوانينها الخاصة ؛ حيث خلق الفساد بيئة معادية
لسكان المنطقة .كان من الشائع سماع أخبار الموتى كل يوم ،وهذا هو السبب في أن ميديلين
.في التسعينيات كانت تعتبر واحدة من أكثر المدن عن ًفا في أمريكا الالتينية
يوضح فاليجو في عمله ظهور مجموعات اجتماعية جديدة تخرج من مشكلة المخدرات.
والقتال (الضاربون) هم نتيجة هذا التوتر .كان معظمهم من األوالد المستعدين للقتل من أجل
المال ،مثلما عرضته المنظمات اإلجرامية ،إلبادة أولئك الذين تجرأوا على تحدي سلطة
المافيا أو تعريض أعمالهم للخطر .إذا لم تقبل السلطات أنشطتها الفاسدة ،لجأت المافيا إلى
إرسال قاتل شاب (الصقارين) .عادة ما يتم قتل القتلة بواسطة دراجة نارية .من المفارقات أن
المافيا الكولومبية تحافظ على قوة
:العنف في الرواية
العنف ،بال شك ،هو أحد المحاور الموضوعية األكثر صلة في جميع أنحاء الرواية .اآلن ،
هذا العنف ،بعي ًدا عن حصر نفسه في عالم القتلة ،يضعه فاليجو على أنه سمة هوية حزينة
للكولومبيين .وهذا يعني ،في عدة مقاطع من الرواية ،أن أكبر مشكلة للعنف في كولومبيا
تكمن في كيفية قيام المجتمع بتجنيسه .بهذه الطريقة ،يتأمل المؤلف في العنف -من ميديلين
على وجه الخصوص ومن كولومبيا بشكل عام -بنبرة متشائمة إلى حد ما ،وفي نهاية
.المطاف ،ميؤوس منه بالتأكيد
تشترك عذراء القتلة في العنف الشديد الجسدي واللفظي .يصب الراوي نق ًدا الذعًا على جميع
ضا ؛ يتحدث عن ميديلين ويمدها إلى بقية ً
محيطا بل عالميًا أي ً جوانب الواقع ،ليس فقط
الكوكب .والمظلة المليئة بالعناصر التي تشير إلى العنف والموت تكمل صورة العالم بال
عالج .ميديلين هي "عاصمة الكراهية" " ،المدينة الملعونة" " ،قاتل كلي الوجود ذو نفسية
مظلمة ورؤوس ال حصر لها" " ،قلب ممالك الشيطان الواسعة"( .فاليجو ،فرناندو ، 2003 ،
الصفحات .)82 ، 46 ، 28 ، 10في مشهد يخرج فيه فرناندو وأليكسيس من سيارة أجرة
في بوليفار بارك ويتجهان نحو أفينيدا ال باليا ،يقدم الراوي ،وهو يفكر فيما يُعرض من حوله
،:واحدة من أصعب أجزاء الرواية وأكثرها ازدراءًا للجنس البشري
( . Hijueputaمن الواضح .أن اإلهانة تشكل أحد أكثر األساليب المثمرة في تصوير العنف
.شائع ج ًدا في الرواية ) hijueputearقاعدة الفعل
بعض أهداف غضب الراوي وإهاناته ،باستثناء الفقراء والنساء الحوامل وسائقي سيارات
األجرة ،المؤسسات :الشركة والحكومة والكنيسة بشكل أساسي .لهجة التدنيس واضحة .يمثل
هللا أصل الشر ،الذي له شخصية متسامية وخارقة ،والعالم هو الجحيم .الراوي ،برفقة
ألكسيس (هما شخص ال ينفصالن عن شخصين مختلفين ،يعيشان ويعمالن كمخلص جديد
للبشرية ؛ الموتات محاطة بذكريات دينية مستقيلة والقلب الذي يرتبط بهما ليس سوى انعكاس
لضمير اإلنسان .مهمة بسيطة في عالم من الرعب شاسع لدرجة أنه ال يسمح لنفسه بالسيطرة
.عليه ،ولهذا السبب يقدم فرناندو وصفات لمحاربة هذا الطاعون
إلنهاء جنسه Medellínالمالك المبيد الذي نزل على Alexisاآلن ،القتلة هم المالئكة" :كان
)" (Vallejo ، p55الشرير
الكسيس شاب مضروب .الرجال المصابون هم شباب أو فتيان تتراوح أعمارهم بين 12و
17سنة ،مدفوعين بالفقر إلى العنف .تجول في الشوارع حامالً البنادق وانضم إلى
.العصابات .يقتلون عندما يُطلب منهم ذلك ،أحيا ًنا مقابل المال ،وأحيا ًنا لمجرد القتل
و Alexisكما قال من قبل ،هذه الرواية من جزأين ،في الجزء األول يظهر العنف مع
وهذا الجزء يمثل نضج وعدم نضج رجلين ال يترابطان اجتماعيًا فحسب ،بل Fernando ،
ضا في العالقة الجنسية الحميمة التي يصبحان متواطئين معها . .يمكن أن يرتبط يتشاركان أي ً
بطريقة تتناسب طرديًا مع عدم النضج ؛ من ناحية أخرى Alexisالرجل األصغر س ًنا المسمى
،يمكن تسمية الرجل األكبر س ًنا المسمى فرناندو بأنه شخص ناضج .بالطبع ،قد تحتوي هذه
المقدمة على عناصر نسبية في بنيتها النحوية والرمزية فيما يتعلق بالواقع الذي تمثله الرواية
.التي كتبها فرناندو
فاليجو .وهذا نتيجة حقيقة أن كبار السن ليسوا دائمًا ناضجين والقصر غير ناضجين ،ألن هذه
األنواع من الحقائق ال تتفق مع ما نالحظه يوميًا في مجتمعنا .هناك رجال يتصرفون
ويتصرفون مثل األطفال المتقلبين ،وآخرون على العكس من ذلك ،كونهم صغارً ا ج ًدا ،
.ويتصرفون بطريقة عقالنية وليست متقلبة
بقي أليكسيس يعيش مع فرناندو في شقته ،الذي لم يكن لديه أثاث ،فقط ما كان ضروريًا ،لم
يقرأ أليكسيس أي نوع من الكتب في حياته ،فقط لقتل الناس ألنهم طلبوا منه ذلك .عندما قتلوا
دون بابلو (التوظيف العظيم للقتلة) ُ ،ترك أليكسيس بدون وظيفة ،وكان أحد العصابات العديدة
التي استأجرت مهربي المخدرات لزرع القنابل وتصفية الحسابات .عندها التقى بألكسيس
.المقيم في منزل خوسيه أنطونيو فاسكيز ،على أمل العثور على شخص ما ليكون برفقته
لكن العنف داخل الرواية لم يقتصر على الشخصيات الرئيسية والقتلة ،بل على العنف الذي
.اجتاح المجتمع الكولومبي .بكافة أشكاله
لقد شاهدت عملية سطو :أرى أنه في صف السيارات التي أوقفتها إشارة المرور ،رجل "
دهني ،خنزير ،يسرق بمسدس سيارة جيب يقودها صبي :أحد أطفال أبيهم الجميلين واألثرياء
الذين يسحرونني (أخرج الصبي المفاتيح ،وقفز من الجيب ،وركض ،وصرخ من بعيد على
الرجل" :ظللت أتعرف عليك ،أيها اللعين!" بدأت السرقة المحبطة ،والسخرية ،والمختطفة ،
.في مطاردة الصبي وهو يطلق النار عليه
أصابته إحدى الطلقات .عندما سقط الصبي ،كان الرجل فوقه وأطلق النار عليه "(فاليجو ،
، 2003.ص )19
هذه هي الحادثة األولى في الرواية ،وبهذه الحالة يظهر لنا الكاتب العنف المنتشر في المدينة
والذي يمكن أن يحدث طوال الوقت في وضح النهار وفي كل مكان .سطو في وسط شارع
مزدحم بغض النظر عما إذا كانت هناك عقوبة أو منع لهذا الحادث .الموت هو أسهل خيار
للمجرمين كما يشرح الراوي .في
أما إذا كان غاضبًا وارتكب الجريمة وقتل الطفل ،فعلى الرغم من أنه عندما فشلت العملية
كان بإمكانه الهروب ،كان سيغادر ببساطة ويحاول السرقة مرة أخرى دون أن يقتل أو يخشى
أن يتم القبض عليه من قبل الشرطة ،على سبيل المثال ،لكن في هذا المجتمع ال يحدث هذا ،
فالقتل شيء يومي وطبيعي موجود بالفطرة .ويوضح الراوي أن أصل العنف في المدينة يعود
إلى الفالحين الذين قدموا من الريف ونقلوا عاداتهم وثقافتهم ،كاالنتقام والخالفات على
األرض .غالبًا ما تم تنفيذ أعمال العنف في المدينة من قبل الرجل الضارب البالغ من العمر
10أو 12عامًا لالنتقام وحرب العصابات التي أعقبت وفاة دون بابلو وقبل ذلك كانت
بأوامره .لكن في هذه الحالة ،كانت مجرد عملية سطو ليس لها دافع آخر ،لذا فإن وجود
.وانتشار العنف والموت واضح
ويشير الكاتب إلى أن اإلفالت من العقاب وغياب الدولة من أسباب انتشار العنف ،وهذه حقيقة
.كما في الوضع السابق السرقة والقتل في وضح النهار دون خوف ودون هروب
بهذا هنا ،في بلد القوانين والدساتير ،الديمقراطية ،ال أحد مذنب حتى يدينه ،وال يدينه إذا "
لم يحكموا عليه ،وال يحكمون عليه إذا لم يقبضوا عليه ،و إذا قبضوا عليه يطلقون سراحه ...
قانون كولومبيا هو اإلفالت من العقاب وأول مجرم بال عقاب هو الرئيس ، .الذي يجب أن
يحتفل في هذا الوقت بالبلد والمنصب .أين؟ في اليابان ،في المكسيك ...في المكسيك القيام
.بدورة
من القاتل المزعوم ،لم يبق سوى "المزعوم" الذي كان يطفو بمهارة في هواء أفينيدا سان
خوان ،حتى اختفى االفتراض في الضباب الدخاني للسيارات .أو االفتراض ،إذا كنت تفضل
ذلك وأعطهم صحة اللغة في هذا البلد الذي كان بلد النحاة ،منذ قرون .من اللصوص يا
صديقي مملكة هذا العالم وما وراءها ال يوجد غيرها .ويتبع ذلك الغبار والديدان "( .فاليخو ،
.ص )20
أكبر مجرم هو الدولة ،الحكومة .أدت الصراعات السياسية التي ال تنتهي إلى عدم وجود
قوانين ،وحكومة قوية ،ودولة ذات أنظمة قوية ،ورادع النتشار الجريمة .دولة تخشى فيها
الشرطة المجرمين األقوى .التوسع في مدينة ميديلين ،و
صعود تجارة المخدرات كنظام اقتصادي مؤثر في هذه المدينة في التسعينيات .وكذلك تصاعد
العنف الذي تسبب فيه .بعبارة أخرى ،جنبًا إلى جنب مع عالقة فرناندو بالقتلة ،فإن المحتوى
.هو النمو الحضري وتدهور مدينة ميديلين
فرناندو هو الشخصية التي ال تؤمن بالسياسة تمامًا ولكن قبل كل شيء بالسياسيين ،فهو
يختلف مع رئيس الجمهورية ،من رؤيته لكولومبي وصل لتوه إلى بالده ،يعتقد أن األمور
"مقلوبة" .ال يمكن تفسير مدى سهولة تدخل الواليات المتحدة في بلدك دون أن يفعل أحد أي
.شيء
في جميع أنحاء النص يمكننا أن نرى أن اإلفالت من العقاب يسود على الجريمة .لكن انعدام
ضا داخل الدولة حيث يكون ارتكاب أي عمل من األمن ليس خارجيًا فحسب ،بل يحدث أي ً
أعمال الفساد أسهل .المجرمون ينهون كل شيء ،هناك أزمة عامة الشيء الوحيد المؤكد فيها
هو الموت .نحن نعيش في هذا المناخ من اإلحباط التام ،والناس ليس لديهم أهداف ،
والمستقبل لم يعد في األفق ،إنها رؤية نهاية العالم تؤدي إلى قمع كل محاوالت المصالحة
.والتقدم بالموت
سوء الحكم كامل ،هنا حيث يتم تكوين اإلقليمية التي تسخر من القوانين المفروضة ،حقيقة
الرغبة في حلها بمفردها ،دون وساطة العدالة ،توضح الفوضى التي نعيش فيها .كل من لديه
السالح في تلك اللحظة يقرر مستقبل اآلخر ،عندما يقتل أليكسيس البونكيرو ،يجادل فرناندو
"".لقد قتلناه لوجوده
يؤكد فرناندو أن اندماج هذه المجموعة االجتماعية "الكوميونات" قد أدى إلى التدهور ،
وبمرور الوقت تغيرت األمور نحو األسوأ ،تمكنت الكوميونات من أن تصبح كيانات تولد
.الفوضى والموت ،فهي بال هوادة إذا كان البقاء على قيد الحياة
لقد تم تقويض الشعور بالوجود .يُجبر األطفال على القتل غريزيًا تقريبًا ،وأهم شيء هو أن
يكون ألمهم مالبس وأجهزة إلكترونية .يتم تحليل الدور الجاذب للبلديات ألن هذا هو المكان
.الذي يأتي منه القتلة ،فهم عنيدون ومتعطشون للدماء في أراضيهم
ومع ذلك ،ال يمكن أن يتواجد القتلة بدون نظرائهم ،الذين هم في هذه الحالة مقاولوهم .وف ًقا
للمنطق ،هؤالء هم الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية الكاملة ألن هؤالء هم في النهاية هم
الذين يختارون الضحايا
يستكشف بطل رواية النص األدبي والسينمائي مع أليكسيس وويلمار فقر مدينته وبلده والعالم.
يمكن رؤية التدرج التصاعدي للطابع الكارثي في تطبيع العنف الذي يثيره الفقر نفسه .أسماء
الشبان القتلى ضرورية لفهم الهشاشة التي تحيط بحياتهم ،ألن االسم هو مركز المغنطة
الداللية لجميع صفاتهم ،وربما الشيء الوحيد الذي يمكن للفقراء أن يتركوه ألطفالهم.
المواجهة بين البطل والقتلة هي تعليم عاطفي ،رحلة استهاللية عبر البؤس وعملية تدريب
على أساس المعرفة الجديدة المكتسبة :أليكسيس ،آها ،هذا ما يسمى .االسم جميل لكنني لم
أعطه إياه ،أعطته والدته إياه .وبذلك أعطى الفقراء إلعطاء أبنائهم أسماء غنية ،باهظة الثمن
،أجنبية :تايسون ألكساندر ،على سبيل المثال ،أو فابر أو إيدر أو ويلفر أو روميل أو ييسون
أو ماذا أعرف .ال أعرف من أين أتوا بهم أو كيف يخترعونهم .إنه الشيء الوحيد الذي يمكن
أن يقدموه ليبدأوا أطفالهم في هذه الحياة البائسة ،اسم أجنبي سخيف أو مخترع ومضحك
ومضحك .حس ًنا ،اعتقدت أنها سخيفة عندما سمعتهم ألول مرة ،لم أعد أفكر في األمر بهذه
الطريقة بعد اآلن .إنها أسماء القتلة الملطخين بالدماء .مدوي أكثر من طلقة مع حمولة من
.الكراهية
هؤالء الرجال الصغار ذوي الوجه المزدوج :نضارة جمالهم وقصر حياتهم Vallejoيقدم
يتناقض مع التجربة التي مروا بها والتي تقودهم قبل األوان إلى الشيخوخة والموت .إن البحث
عن سعادة عابرة يتحكم في مصائرهم ويقرب حياتهم غير المنفصلة عن طريق الغرباء
االتجاهات ،إلى تلك الخاصة بالمؤلف :لقد عشت في حالة من اليأس ،ويبدو لي أنك ستعيش
بنفس الطريقة .وذات يوم كان علي أن أذهب
دون الرغبة في ذلك ،ويبدو لي أنك ستضطر إلى المغادرة على أي حال .مصير الكولومبيين.
.هو المغادرة
بالتأكيد ،إذا لم يقتلونا أوالً .حس ًنا ،أولئك الذين تمكنوا من الذهاب ال يحلمون بأنهم قد غادروا
.ألنه أينما ذهبوا ،ستتبعهم كولومبيا .سوف يتبعهم كما كان يتبعني ،يومًا بعد يوم
لم يستطع فرناندو تحمل الضجيج طوال اليوم من التلفاز ومشغل الكاسيت وانتظر الليل فقط
ليشعر بنسيم الريح ،وعندما فتح النافذة دخل ضجيج ما اعتاد "الهبيز" اللعب في الجوار، .
انزعج فرناندو ألنه بالفعل لم يستطع تحمل تلك الفضيحة ،قال على الهواء "أود قتل هذا
.األحمق" ،فرد عليه أليكسيس .:سأكسره
صامت ،حرق مدفأة حبنا في حرارة الصيف ".افتح النوافذ يا طفل -طلبت منه السماح "
بدخول النسيم .نسيم ،ولكن الموسيقى ،والضوضاء ،من الهبي المجاور ورفاقه ،المتنمرين.
"هذا المعدن اللعين قد أضر الليل بالفعل "،اشتكيت "إنه ليس رأس معدني" ،أوضح لي
أليكسيس عندما أشرت إلى له في الشارع في اليوم التالي .إنه فاسق "" .على أي حال .أود أن
أقتل هذا األبله" .سأقتله "،أخبرتني أليكسيس برضاها هذا ،وهي دائمًا منتبهة ألهوائي
البسيطة .دعني أخرج المكواة في المرة القادمة" .الحديد هو المسدس .في البداية اعتقدت أنه
سكين ولكن ال ،إنه مسدس .أوه ،لقد قمت بنسخ الكلمات المحبوبة لطفلي خطأ .لم يقل" أنا
سأقتلك ،" .قال" سأكسرها من أجلك(" .فاليجو ،ص )25
كان ذلك بعد ظهر يوم الثالثاء (ألننا عدنا في الصباح للحج إلى سابانيتا) عندما وضع البانك"
عالمة الصليب .ها هو يذهب! ها هو يذهب!" صاح أليكسيس عندما رأته في الشارع .لم يكن
لدي الوقت إليقافه .ركض نحو الهبي ،تقدم أمامه ،استدار ،أخرج مسدسه وعلى بعد أقدام
قليلة أصيب برصاصة في جبهته ،في المنتصف ،حيث وضعوا الصليب .المقدس عليك يوم
أربعاء الرماد .؛ تاس! طلقة واحدة ،جافة ،حتمية ،مدوية ،أرسلت السيالن بضوضاءه إلى
أعماق الجحيم .كم مرة لم أتجاوز المشهد من خالل رأسي في وضع الخمول! "(فاليجو ،ص
)26.
أصبح مال ًكا قاتاًل ومبي ًدا يجوب الشوارع ،ويسعد فرناندو ويفهم Alexisدعونا نتذكر أن
عصابه ،في محاولة لتطهير المدينة من جزء كبير من سكانها الذين يزعجون حبه الناضج.
تخلص من سائقي سيارات األجرة العدوانيين الذين يعزفون الراديو بأحجام كاملة ،وسائقي
سيارات األجرة الصاخبين الذين ال يتركون النوم ،واللصوص غير المهمين الذين يثيرون
ضجة فقط وجميع أنواع الكائنات التي تكرس نفسها فقط إلزعاج صديقهم النحوي .الكسيس
،كأداة موت لفرناندو
كم عدد القتلى عند ابني هذا ،آلة القتل الرائعة الخاصة بي؟ واحد على حد علمي واآلن .ال "
أجيب لمن هم في الخلف .ال أسأل عادة كيف الكهنة الذين يريدون أن يعرفوا كل شيء بأنفسهم
،.دون مشاركة ،في مقبرة سرية لالعتراف ”(فاليجو ،ص )32
في مواجهة هذا الموقف الحرج ،يقترح فرناندو وسيلة للخالص إلرسال الجميع إلى الحائط ،
ويقترح البدء من األطفال الضالين ألن هؤالء سيصبحون قريبًا ذلك الطاعون الذي يخافه
.المجتمع
إنه عالم طبيعي ،تم فيه اختزال اإلنسان إلى أقسى تعبير له وأكثرها عنصرية ،وقد تم تدمير
اإلنجاز الذي حققه العقد االجتماعي ،على أمل حياة أكثر عدالً على أساس التعاون والخضوع
.للقوانين ،من خالل العودة .ألبسط المصالح :المال والفجور
إنه من الكوميونات حيث يخرج الناس للقتل ،كل هذه تحكمها تشريعاتها الخاصة ،داخل
حدودها فرص الهروب سالمة نادرة ،في هذه األماكن تدهورت البؤس لدرجة أن الحياة ال
تساوي شيًئ ا ،إنهم يقتلون أي شخص بدون سبب واضح ،يقدم لنا الراوي كذا وكذا هذا
.المجتمع
القتلى القادمون من أليكسيس كانوا ثالثة جنود .كنا نتجول في حديقة بوليفار ،الحديقة "
الرئيسية ،عندما رأيناهم من بعيد في بحث .إذا أحضر أليكسيس المكواة ،فإن أفضل شيء هو
صرف انتباهنا" .وألن؟" "يا رجل ،يا فتى ،لماذا سيطالبوننا وسيأخذونها منك .أال ترى أننا
مشتبه بهم؟" لقد ضمنت نفسي في "نحن" للحساسية ؛ ال أحد هنا يشك في كبار السن ،الذين تم
إثبات ذلك بالفعل :ال يوجد لصوص قدامى ،لقد قتلوا بعضهم البعض منذ فترة طويلة ،ألنه
على الرغم من حقيقة أن الكلب ال يأكل الكلب ،إال أن السارق يعمل السارق" .دعونا نتحول".
ال ،ونواصل .وبالطبع أوقفونا .كان من األفضل لهم أال يولدوا .تاس! تاس! تاس! ثالث
طلقات في الجبين النقية وثالثة جنود بني فاتح .متى حصل أليكسيس على المسدس؟ لم أستطع
حتى الرؤية .كان الجنود يفتشونني منذ وصولي إلى البركة إلثارة أسماك القرش ،لالستمرار
مع طفلي .لم يعودوا يتبعون .على الرغم من أنهم أرادوا في آخر لحظات حياتهم ،إال أنهم لم
يعودوا قادرين على ذلك .الموتى ال يستولون .رصاصة في الجبين لمن يمحو الحاسوب ".
(فاليجو ،ص )37
تأسس العنف قبل كل شيء على أنه فعل الحقيقة واالستجابة لحدث معين ،إنه عنف يتوسع
.ويخلق سيناريو من عدم االستقرار وعدم اليقين ،ويتوسع على جميع المستويات والطبقات
من يمتلك السلطة عادة يستخدم العنف ،وهذا سوف يتم تمثيله في الكسيس الذي يمكنه قتل
الشخص الذي يريده ،ستكون قوة السالح ،والفكرة هي القضاء على الشرير ألن وجوده في
هذا العالم هو إحساس بالخطيئة .العنف متجذر في المجتمع وهذا يقوم على قواعد اللعبة
الخاصة به وفلسفته الخاصة ،أنواع العنف متنوعة .من خالل نظرة فرناندو النقدية ،نرى
الوضع الذي تمر به مدينة ميديلين ،فمن الضروري .إقامة عالقات قائمة بين الواقع التاريخي
والواقع المتمثل في الرواية .في الهيكل السردي نرى كيف أن القيمة الفنية قد مثلت حقيقة
ملموسة ،لذلك تم تكوينها بشكل جيد للغاية ،على المستويين الزماني والمكاني لتكون قادرة
.على تمثيل تلك الحقيقة الملموسة
العنف والموت والخوف والفقر مترابطة كنتيجة وسبب .هنا مثال نرى الموت كنتيجة وقد يكون
السبب هنا الخوف أو الهروب من الجنود لكن الراوي فضل قتلهم ليبين لنا ضعف الدولة
والفوضى التي تعيشها المدينة حتى لو كانت .هي مبالغة ،فالطفل يقتل ثالثة جنود دفعة واحدة
.بسبب الخوف
داخل الرواية يظهر العنف في جرائم القتل ،لكن السبب مختلف دائمًا ،وعنوان الرواية يشير
صراحة إلى فكرة القاتل ،لكنها ال تظهر كثيرً ا في الرواية ،من الوقائع ،القتل .كمفهوم للقاتل
،مثل القتل في حالة واحدة ،حيث أشار الكاتب إلى مقتل المرشح الرئاسي الكولومبي .خالل
.حملته االنتخابية على يد قتلة قتلة بأوامر من ميديلين كارتل في عام 1989
وهكذا ،من حزب إلى حزب ،ذكرى مرشح معين للرئاسة ،ليبرالي ،مهم للغاية "،
كان هنا والذي أسقطه بعض القتلة من منصة ،عند الغسق ،تحت األضواء الدرامية وقبل
عشرين أل ًفا من أعضاء الحزب ، .يتم تصفيتها .مظاهرة لك مع الرايات الحمراء .في ذلك
) ، P40فاليجو( ”.اليوم رفعت البالد صرخة في السماء ومزقت ثيابها
هذا العنف ،بعي ًدا عن كونه مقصورً ا على عالم القاتل المأجور ،يضعه فاليجو على أنه سمة
هوية حزينة للكولومبيين .وهذا يعني ،في عدة مقاطع من الرواية ،أن أكبر مشكلة للعنف في
كولومبيا تكمن في كيفية قيام المجتمع بتجنيسه .بهذه الطريقة ،يتأمل المؤلف في العنف -من
ميديلين على وجه الخصوص ومن كولومبيا بشكل عام -بنبرة متشائمة إلى حد ما ،وفي نهاية
.المطاف ،ميؤوس منه بالتأكيد
Libros:
1- https://www.monografias.com/docs110/analisis-virgen-sicarios-
fernando-vallejo/analisis-virgen-sicarios-fernando-vallejo.shtml
2- https://www.gradesaver.com/la-virgen-de-los-sicarios/study-
guide/character-list
3- https://www.eltiempo.com/mas-contenido/colombia-del-siglo-xx-
al-siglo-xxi-en-desarrollo-economico-583786?
fbclid=IwAR0VquRpBZkdRYd28hC7nGjJHTaCUTcqwCz18l-
ke8yCtyKUpsh0leubTds
4- https://www.buenastareas.com/ensayos/La-Virgen-De-Los-
Sicarios/1275052.html?
fbclid=IwAR1Ez1RPHPM7L_FneeGO_xx2vC6CngBKwolwqREJ-
Li_BRgV3vAaoTj621Q
5- https://panoramacultural.com.co/literatura/1312/un-estudio-del-
mundo-alterno-en-la-virgen-de-los-sicarios?
fbclid=IwAR1PkZLzIuCu0-kQF1dMxh9nk-
Xe_gNgQGNt3R6wBoFYulry3xaq9OH9vfs