Professional Documents
Culture Documents
دراسة تحليلية لمؤلف اللص والكلاب
دراسة تحليلية لمؤلف اللص والكلاب
بعد قيام ثورة الضباط األحرار في 23يوليوز ،1952توقف نجيب محفوظ عن الكتابة ،لمدة تزيد
عن خمس سنوات ،واشتغل خاللها بكتابة السيناريو وفكر في اعتزال الرواية ،اعتقادا منه بأن
الهدف الذي كان يناضل من أجله ،قد تحقق بقيام الجمهورية الجديدة ،ورحيل جيش االحتالل،
وتصفية االقطاع بتحقيق الثورة الزراعية ،وبداية بناء الدولة االشتراكية.
فما الذي وقع بعد ذلك؟
المجتمع الجديد لم يحقق كل اآلمال التي راهن عليها المثقفون وكل الجماهير الشعبية .حيث بدأت
تظهر تناقضات هذا المجتمع من خالل تفشي القمع وانتشار فئات استفادت من النظام وتفاقم
البيروقراطية ،وبدأت تظهر موجات من المعارضة التي جوبهت بعنف وشراسة ،فكانت اإلعدامات
وامتألت السجون.
لذلك تبين لنجيب محفوظ أن الثورة لم تحقق الهدف المرجو منها ،وأن الحلم الثوري قد انهار.
فعاد إلى الكتابة من جديد ،منتقدا للواقع الجديد ومعبرا عن عوالم الفساد التي تسوده.
وفي هذا السياق تأتي روايته ”اللص والكالب“( )1961لتصب في مجرى الروايات التي كتبها
ذ .رضا أخويا التأهيلية
الورودالكتابة. ثانوية
التوقف عن بعد
إىل أي جنس تنامي رواية اللص والكالب .هل هي
رواية بوليسية ؟ أم واقعية؟ أم رمزية؟
فصال الحصـــــول -الحصول على -زيارة رؤوف علوان -محاولة سرقة فيال زيارة مقام الشيخ -خروج سعـــيـــد -
البداية المسدس من طرزان. -رفض رؤوف تشغيل رؤوف ردا على إهانته . علي الجنيدي مهران من السجن.
علـــــــــى
والنهاية -ظهور نور سعيد معه في الصحيفة .لكنه فشل بل تعرض لطلب الطعام في -فشلة
السيــــارة بمسـاعدة واستـعدادها استرجاع
وإهانته بعشر جنيهات إلهانة أخرى من والمـأوى...
فصول ما نـــــــــور... للمساعدة... رؤوف... ابنته.
صدقة...
قبل
الجريمة الفصل 12 الفصل 11 الفصل 10 الفصل 9 الفصل 8 الفصل 7
-الذكريات مع األب خياطة بذلة الضابط -ذكريات الزواج الهروب إلى بيت الجريمة األولى :قتل
فصول الهروب إلى بيت نور
ممهدة ومرض األم ،ومع الستعمالها في بنبوية ومولد سناء الشيخ الجنيدي بعد سعيد مهران
.فوؤر ألنه أكثر أمنا...
للجريمة الجريمة والتنكر... -الحصول على
-تزويد نور إياه الجريمة... لشعبان حسين
القماش من نور... بالطعام والجرائد... خطأ...
فصال
الجريمة الفصل 18 الفصل 17 الفصل 16 الفصل 15 الفصل 14 الفصل 13
إن كل اإلشارات التاريخية التي وردت داخل مؤلف اللص والكالب ،تشير إلى أن الرواية لها عالقة بواقع
مصر السياسي واالجتماعي لما بعد الثورة المصرية سنة1952م ،ومن هذا المنطلق أمكن لنا أن نقول
ومن خالل األحداث التي وقعت لسعيد مهران والذي وجد نفسه فجأة يعاني من تفكك أسري وحزبي ،إن
رواية اللص والكالب رواية تستهدف بأبعادها كشف واقع مصري يعاني معاناة اجتماعية ونفسية نتيجة
السلوك االنتهازي لبعض األفراد الذين غيروا قناعاتهم النضالية ومواقفهم استجابة لمتغيرات نهاية مرحلة
الخمسينيات والستينيات ونتيجة إلرضاء مآربهم الشخصية ،ودمروا بمواقفهم المتغيرة أسرا كثيرة وحكموا
على الشعب بشكل عام بالفقر والجوع والقلق الوجودي والروحي.
صاحب مقهى ،صديق سعيد ،وفر له المسدس وأمده بمعلومات هامة ساعدته على االختفاء عن أنظار
الشرطة وفي البحث عن عليش وأعوانه .رمز للصداقة والوفاء.
زوجة سعيد السابقة ،وأم سناء ،أحبها سعيد بصدق وظل يحلم باالستقرار الدائم إلى جوارها مع ابنته
سناء بعد خروجه من السجن ،لكنها بعد السجن ستصبح الزوجة الخائنة في عيني سعيد ،ألنها طلبت
الطالق منه وتزوجت تابعه عليش لتتأكد مشاركتها في مؤامرة الوشاية التي أودت به إلى السجن.
ذ .رضا أخويا ثانوية الورود التأهيلية
القوى الفاعلة اآلدمية (الشخريات)
لاعابرة
موضوع صراع بين األب الطبيعي سعيد وزوج األم والمحتضن عليش ،لم تتعرف على أبيها
أثناء اللقاء الذي جمعهما في بيت عليش مما زاد من تأجيج مشاعر االنتقام لديه .رمز للبراءة
المغتصبة.
زميل سابق لسعيد وصديق وشريك عليش ،خان بدوره سعيدا ،وكاد أن يؤدي ثمن هذه الخيانة
أثناء استجوابه من طرف سعيد عندما كان يبحث عن المكان الجديد الذي استقر به عليش.
هذا ،إضافة إلى شخصيات أخرى مثل المخبر حسب هللا ،وشعبان حسين،
وبواب فيال رؤوف علوان
ذ .رضا أخويا ثانوية الورود التأهيلية
القوى الفاعلة غري اآلدمية
قيم وأفكار ومشاعر ومواقف جمادات مؤسسات
-القناعة واالستسالم لألمر الواقع ويمثلها علي
-منها األمكنة (الحارة في الرواية عدة مؤسسات فاعلة
الجنيدي.
-االنحراف والخروج عن القوانين ،ويتجسد ذلك في والمقهى ومنزل نور وفيال في أحداث الرواية ومؤثرة على
شخصية نور والمتاجرين في الممنوعات من ذوي رؤوف علوان والجبل والمقبرة شخصياتها منها على سبيل
السوابق كطرزان وغيره. والشوارع وعمارة سكن الطلبة المثال:
-الرغبة في الغنى والثراء ويبرز ذلك جليا في شخصية ورباط الجنيدي) ،والتي تركت -السجن باعتباره أول مكان
رؤوف علوان. آثارها في نفسيات شخصيات يؤطر فضاء الرواية ،أثناء تواجد
-في مقابل اإللتزام اإليديولوجي المجسد في شخصية الرواية ،فهي تحتضن الذكريات سعيد به اكتملت خيوط المؤامرة
سعيد مهران. حلوها ومرها. أهداف وتحققت والخيانة،
-االنتهازية التي مثلها عليش الذي لم يكتف بسرقة
-ومنها جمادات أخرى االنتهازيين.
أموال الصديق بل استولى على زوجته وابنته وكل
ممتلكاته. كالمسدس والسيارة وبذلة -وهناك جهاز الشرطة والصحافة
-هذا إضافة إلى الخيانة التي مثلتها نبوية (طلب الضابط باعتبارها وسائل لتنفيذ التي أثرت في الرأي العام
التطليق من سعيد وهو في السجن +الزواج من عليش). الفعل االنتقامي. وشوهت الحقائق.
ثم االنتقام بالقوة والعنف الذي نتج عنه سقوط ضحايا
ذ .رضا أخويا أبرياء. ثانوية الورود التأهيلية
الوضع االعصتباري للقوى
الفاعلة وديناميصتها يف
النص
-بدون بيت
-بدون عمل سعيد مهران Ø
ذ .رضا أخويا الذات لم تحقق موضوعها ثانوية الورود التأهيلية
اخلطاةة العاملية ال انية
الرغبة في استرجاع
البحث عن عمل سناء
سعيد مهران
الكالب البوليسية
اختفاء سعيد مهران المدربة ،رؤوف علوان،
الشرطة تبليغ الناس...
يقصد به مطابقة األفكار والمعتقدات والمفاهيم يقصد به عدم مطابقة األفكار والمعتقدات
للواقع الذي يعيشه اإلنسان .كما هو الشأن والمفاهيم للواقع الذي يعيشه اإلنسان .ويمثله في
بالنسبة لشخصية سعيد مهران ،الذي ظل ملتزما الرواية رؤوف علوان الذي تتناقض شعاراته
بالمبادئ االشتراكية التي لقنه إياها رؤوف األيدولوجية (العدل ،نكران الذات )...مع وضعه
(العدل ،مناصرة الضعفاء) رغم كل ما مر به من االجتماعي الحقيقي (الوصولية ،االنتهازية)...
محن .ورغم تخلي رؤوف نفسه عن تلك المبادئ.
ذ .رضا أخويا ثانوية الورود التأهيلية
استخالص لابنية:
يسعى هذا املنظور إلى دراسة نظام النص العام ،والبحث عن وحداته،
ُ
واملبادئ التي تنتظم بواسطتها هذه الوحدات .ويركز فيه على إعطاء نظرة
مجملة عن بنية املؤلف بالنظر إلى خصوصية تركيبه وتعاقب متوالياته
ومقاطعه وطبيعة تنظيمه الزمني واملوضوعاتي
يستند الكاتب في رواية " اللص والكالب " إلى الرؤية من الخلف واستعمال ضمير الغائب،
يبدو السارد من خالل هذه الرؤية أنه يقف محايدا من األحداث يصف ويسرد الوقائع بكل
داخل المتن الروائي خارجيا ونفسيا ،إذ يزيل سقوف الشقق وجدران الغرف من أجل أن
ونجد الكاتب يعطي األولوية لشخصية البطل ،أما االهتمام بالشخصيات األخرى فبقدر عالقتها بالبطل،
ودورها في الكشف عن نمو األحداث وتطورها .ومختلف مكونات الرواية :األزمنة ،الفضاءات ،تشتغل بقوة من
أجل التعبير عن الشخصية وجعلها واضحة المعالم كما رسمها المؤلف .لذلك ليس غريبا أن ينحو نجيب محفوظ
منحى خاصا في التعامل مع هذه المكونات؛ فالوصف المرتبط باألمكنة ال يحضر بتلك الكثافة إال في عالقته
بالشخصية ،وكذلك الزمن ،فالروائي ال يهتم بالزمن الطبيعي بقدر اهتمامه بالزمن النفسي الذي يظهر على شكل
معاناة وآهات ال حدود لها .وقد نوع الروائي كذلك من تقنيات السرد؛ كالتداخل بين السارد والشخصية ومزج
األزمنة وإحداث تداخل بينها عن طريق االسترجاع واالستباق ،فضال عن تسريع وتيرة السرد باالستفادة من
تلخيص األحداث وحذف بعضها .أما الحوارات فقد تنوعت أساليبها إلى حوارات داخلية وأخرى خارجية أضاءت
موقف الشخصيات ومنظورها إزاء ما يواجهها في العالم الذي تعيش فيه.
ذ .رضا أخويا ثانوية الورود التأهيلية
قيمة الرواية
تكمن أهمية رواية "اللص والكالب" في قدرتها على كشف الواقع االجتماعي المصري بعد ثورة الضباط
األحرار وتعريته ،بعد أن سادته االنتهازية والطبقية ،إضافة إلى تبني الكاتب الواقعية النقدية والتخلي عن
الواقعية االجتماعية في تناول الواقع ونقده.
كما تتمز رواية "اللص والكالب" بقيمة فنية كبيرة ،فهي تشخص بعمق مشاكل الفرد في مجتمع تالشت فيه
القيم النبيلة ،وساده الظلم والفساد ،وذلك بأسلوب فني اشتغل فيه نجيب محفوظ على الصورة الروائية
الدرامية إلبراز انعكاسات التحوالت االجتماعية والسياسية والنفسية على اإلنسان في المجتمعات العربية،
وما ينتج عنها من ضبابية تغطي وجوده ،وتبعده عن الشعور بالطمأنينة واالستقرار ،وهنا أيضا تكتسي
الرواية قيمة توثيقية من خالل تعريتها للتاريخ األسود الذي وسم فترة حكم الضباط األحرار حيث انحطاط
القيم األصيلة وسمو القيم السلبية المنحطة .ويمكن أن نتحدث عن قيمة أدبية لهذا العمل الروائي الذي جاء
في سياق األعمال الروائية الواقعية لنجيب محفوظ وهذا يفسر اهتمام النقاد بها خاصة إذا علمنا أنها رواية
نقدية لصورة المجتمع الزائف.
لقد أثارت رواية "اللص والكالب" اهتماما متزايدا من لدن الدارسين والباحثين العرب واألجانب .وتم التشديد
على قيمتها الفنية واالجتماعية في سياق تجربة نجيب محفوظ الروائية ،وعلى ما تمثله من نقلة نوعية في
مسار الرواية العربية بأجمعها.
شهادات نقدية
كتب مجموعة من النقاد عن تجربة نجيب محفوظ في هذه الرواية .ونورد في هذا الصدد الشهادتين اآلتيتين:
انلاقد األمريكي "روجر آالن" يقول عن المنىح الفين يف الرواية :
وبعد نشر "أوالد حارتنا" الول مرة على صفحات أالهرأم عام 1959
أتخذ نجيب محفوظ لنفسه مسارأ جديدأ في أبدأعه ألروأئي ،أذ كرس نفسه
للك تابة حول أغترأب ألفرد في مجتمع قلما تتوأءم فيه ألمثل ألعليا مع
ألوأقع ألمعيش .وقد تميزت هذه ألفترة من مسار محفوظ باالقتصاد في
وصف أالماكن بصورة خاصة مع ألتركيز على ألتعرف على أالبعاد ألنفسية
للشخصيات باستخدأم ألحوأر ألدأخلي وأسلوب تيار ألوعي ،باالضافة ألى
أستخدأم حاذق وفعال للرموز .فابطال هذه ألروأيات "أللص وألكالب"،
"ألسمان وألخريف"" ،ثرثرة فوق ألنيل"" ،ميرأمار" وشخصياتها يجدون
أنفسهم غرباء لسبب أو أخر ضمن ألمجتمع ألمصري.
ذ .رضا أخويا ليةآالن ،الرواية العربية ،مقدمة اترخيية ونقدية).
التأهيروجر
( ثانوية الورود
شهادات نقدية
يوسف الشاروين قال عن بطل الرواية:
أما سعيد مهرأن ،فبعد أن تختفي "نور" من حياته يختفي كل نور من
حياته ،وتحيط به ألكالب من كل جانب ،حتى ليعجز عن تحديد مصدر
نباحها ،فيستسلم يائسا لمطارديه وهو يئن قائال" :ال أمل في ألهروب من
ألظالم بالجري في ألظالم ،نجا أالوغاد ،وحياتك عبث" ..وبالرغم من أن
سعيد مهرأن كان لصا ثم قاتال أال أن معرفتنا بالمبررأت ألتي أدت به ألى
هذأ ألمصير جعلت منه ألضحية ومن غيره ألجناة ...ورغبته في أالنتقام
تمثل عصا ألعدألة أو على أقل تقدير ألشر ألذي يعاقب ألشر! وكلما
طاشت رصاصته وأصابت أبرياء أحسسنا أن ألعدألة تطيش ...وهزيمته
ليست أال هزيمة للعدل أو لرغبتنا في ألثار من ألشر ،وأستسالمه ليس أال
أستسالما للجناة أو من يسميهم بالكالب.
ذ .رضا أخويا ليةتاب عبد الرمحن ايغي :يف اجلهود الروائية).
التأهي عن ك الورود
شاروين ،نقال ثانوية (يوسف ال
ذ .رضا أخويا ثانوية الورود التأهيلية