Professional Documents
Culture Documents
القروض
القروض
(( َي=ا َأ ُّي َه=ا ا َّلذِي َن= َآ َم ُنوا ا َّتقُوا هَّللا َ َو َذ ُروا َم=ا َبقِ َي= ِم َن= ِّ
الر َب=ا ِإ ْن= ُك ْن ُت ْم
ب ِم َن= هَّللا ِ َو َر ُ
س=ولِ ِه َوِإ ْن= ُت ْب ُت ْم ُمْؤ ِمنِي َن= َ فِإ ْن= َل ْم= َت ْف َعلُوا َفْأ َذ ُنوا ِب َح ْر =ٍ
ون== َوال ُت ْظ َل ُمونَ )) [البقرة: وس== َأ ْم َوالِ ُك ْم== ال َت ْظلِ ُم َ َف َل ُك ْم== ُر ُء ُ
278ـ.]279
الحكم الشرعي للربا
دليل التحريم من السنة النبوية:
س=بع الموبقات» .قالوا” :ي=ا رس=ول هّللا قال « :اجتنبوا ال ّ
س=حر= ،وقت=ل ال ّنفس شرك باهّلل ،وال ّوم=ا ه ّن=؟“ ،قال« :ال ّ
الّت=ي ح ّر=م هّللا إالّ بالح ّق= ،وأك=ل ال ّر=ب=ا ،وأك=ل مال اليتيم،
الزح==ف ،وقذف المحصنات الغافالت وال ّتولّ==ي يوم ّ
المؤمنات»[ .متفق عليه].
ع=ن جابر ب=ن عب=د هّللا رض=ي هللا تعال=ى عنهم=ا قال« :لعن
رس=ول هّللا آك=ل ّ
الرب=ا وموكل=ه وكاتب=ه وشاهديه ،وقال:
هم سواء»[ .رواه مسلم].
وجوب التفقه حتى ال يقع المسلم في الربا
يج=ب عل=ى ك=ل م=ن يشتغ=ل بالمعامالت التجاري=ة أ=ن يبدأ بتع ّل=م أحكام
ً
وبعيدة = ع==ن ً
=حيحةهذه المعامالت قب==ل أ==ن يباشره==ا ح ّت==ى تكون ص=
الربا دونشبهات ،وهو إ=ن لم يتع ّلم هذه األحكام قد يقع في ّ الحرام وال ّ
ألن= القص=د لي=س م=ن شروط أ=ن يقص=ده .وجهل=ه ال يعفي=ه م=ن اإلث=مّ ،
بمجرد فعل==ه موج==ب للعذاب العظي==م ّ فالرب==ا
الرباّ . تر ّت==ب الجزاء عل==ى ّ
الرب=ا إالّ عل=ى توعد هّللا ب=ه المرابين .يقول القرط ّ
=بي” :ل=و ل=م يك=ن ّ ا ّلذي ّ=
من قصده ما ُح ّرم إالّ على الفقهاء“.
س=لف أ ّنه=م كانوا يح ّذرون م=ن اال ّتجار قبل تع ّل=م م=ا يصون وق=د أثر ع=ن ال ّ
الرب=ا ،وم=ن ذل=ك قول عمر ” : ال المعامالت ال ّتجار ّي=ة م=ن ال ّتخ ّب=ط ف=ي ّ
علي ” :م=ن ا ّتجر ٍّ الرب=ا“ ،وقولي ّتج=ر ف=ي س=وقنا إالّ م=ن فق=ه ،وإالّ أك=ل ّ
قبل أن يتف ّقه ارتطم في ّ
الربا ث ّم ارتطم ث ّم ارتطم“.
وبعد هذا البيان للحكم الشرعي في الربا
نعود لمناقشة مبررات المتعاملين به
المبرر األول :الفوائد البنكية والربا الحرام
م=ن المتف=ق علي=ه عن=د أه=ل العل=م أ=ن ك=ل قرض ج=ر نفعا ً فه=و ر=با.
أ=ي أ=ن مجرد انتفاع ال ُمقرض م=ن قرض=ه ،س=واء بجع=ل المبل=غ
المس==دد أعل==ى م==ن المبل==غ المقترض ،أ==و أخ==د امتيازات معين==ة
مقاب==ل القر=ض ،أ==و غي==ر ذل==ك ،يجع==ل القرض ربوياً ،مهم==ا كان
حجم هذا االنتفاع.
وهن=ا نس=أل :أال تنتف=ع البنوك م=ن القر=وض الت=ي تقرضه=ا؟ أليست
تعد البنوك من أغنى الشركات نتيجة األرباح الهائلة التي تجنيها
من تجارة المال؟
ه====ل تقدم هذه البنوك القروض لوج====ه هللا وللتخفي====ف ع====ن
المحتاجي=ن ،أ=م أنه=ا جعل=ت المال س=لعة تمت=ص به=ا عرق الناس
وتجني األرباح دون كد وال مخاطرة!؟
المبرر األول :الفوائد البنكية والربا الحرام
ج ُد فِ=ي َما ُأو ِح َي= ِإ َل َّي ُم َح َّر ًم=ا َعلَى َطا ِع ٍم َي ْط َع ُم ُه ِإال َأنْ َي ُكونَ َم ْي َت ًة َأ ْو دَ ًما ((قُلْ= ال َأ ِ
س= َأ ْو ف ِْس= ًقا ُأهِلَّ لِ َغ ْي ِر هَّللا ِ ِبه=ِ َف َم ِن= ْ
اض ُط َّر َغ ْي َر ير َفِإ َّن ُه= ِر ْج ٌ وحا َأ ْو َل ْح َم= ِخ ْن ِز ٍ
َم ْس=فُ ً
غفُو ٌر َرحِي ٌم)) [األنعام .]145: اغ َوال َعا ٍد َفِإنَّ َر َّب َك َ َب ٍ
(( َم ْن= َك َف َر ِباهَّلل ِ ِم ْن= َب ْع ِد ِإي َما ِن ِه= ِإال َم ْن= ُأ ْك ِر َه= َو َق ْل ُب ُه= ُم ْط َم ٌّ=
ِئن ِباِإلي َما ِن= َو َل ِك ْن= َمنْ
عظِ ي ٌم)) [النحل.]106 : اب َ ب مِنَ هَّللا ِ َولَ ُه ْم َع َذ ٌ ض ٌ صدْ ًرا َف َعلَ ْي ِه ْم َغ َ
ش َر َح ِبا ْل ُك ْف ِر َ َ
المبرر الثاني :البنك
أدلة إباحة المحظورات عند ضرورة ،و“الضرورات
الضرورة تبيح المحظورات“
اض ُط َّر)) و
وق=د أس=هب أه=ل التفس=ير ف=ي تفس=ير قول=ه تعالىْ (( :
(( َغ ْي َر َباغ ٍ=)) و (( َوال َعا ٍد)) الواردات ف==ي اآليات السابقة.
وخالصة ذلك:
اض ُط َّر :الضرورة الت=ي يؤدي عدم إشباعه=ا إل=ى الهالك أي ْ
الموت.
غي=ر باغ :أ=ي مقتص=راً عل=ى الضرورة فق=ط ال ك=ل ضي=ق أو
أذى.
وال عاد :أ===ي مرتكبا ً الحرام فق===ط بالقدر الذي يبقي===ه حيا ً ال
مستمتعا ً أو مستفيداً به.
هل يتقيد المتعاملون بالربا في المبرر الثاني :البنك
ضرورة ،و“الضرورات
هذه األيام بهذه الضوابط؟ تبيح المحظورات“
ه=ل الس=يارة ضر=ورة يؤدي عدم اقتنائه=ا إل=ى الموت؟ أال يمكنهم
اس=تعمال وس=ائل المواص=الت المتوفرة؟ أال يمكنه=م شراء سيارة
صغير=ة على قدر= ما يملكون من مال؟
ه=ل تمل=ك المنز=ل ضرورة يؤدي عدم إشباعه=ا إلى الموت؟ أال
يمكنه=م االس=تئجار=؟ أال يمكنه=م شراء مس=كن ص=غير= بقدر ما
يملكون من مال؟
ه=ل االس=تثمار أ=و التوس=ع في األعمال ضرورة يؤدي عدم
إشباعه=ا إل=ى الموت؟ أال يمكنه=م أ=ن يشتغلوا عل=ى قدر= ما يملكون
حتى يوسع هللا عليهم من فضله؟
المبرر الثاني :البنك ضرورة ،و“الضرورات تبيح
المحظورات“
إ==ن م==ا نراه م==ن تس==اهل الناس ف==ي التعام==ل بالقروض
الربوي==ة لي==س م==ن باب الضرورة ،وإنم==ا ه==و اس==تساغة
للحرام ،وحرص عل==ى الدني==ا ،وت==بري ٌر دَ َف َع ُه==م إلي==ه عدم
استحضار العقوبة اإللهية آلكلي الربا.
ت ِإال َكا َن ْت= ال َّنا ُر َأ ْولَ=ى قال « :ال َي ْر ُب=و َل ْح ٌم= َن َب َت= ِم =ْن ُ
س= ْح ٍ
ِب ِه» [الترمذي].
الرزق بيد هللا
ولنوق=ن أ=ن الرزق بي=د هللا ،وأ=ن س=لوك درب الحرام لن
ُيمكنن=ا م=ن رزق ل=م يكتب=ه هللا لن=ا ،وأ=ن التقي=د بالحالل لن
يحرمنا من رزق كتبه هللا لنا.
قال «:ال َي ْس= َت ْبطِ َئ نَّ َأ َح ٌد ِم ْن ُك ْم= رز َق=ه ،إ=ن جبري=ل ألقى
ف=ي روع=ي أ=ن أحداً من ُك=م ل=ن َي ْخ ُر َج= م=ن الدني=ا حتى
وأج ِملُوا في َي ْس= َت ْك ِمل َ رز َق=ه ،فاتقوا هللا أ ُّيه=ا الناسْ ،
ب ،فإن ا ْس= َت ْب َطَأ أح ٌد منك=م رز َق ُه= ،فال َي ْطل ُ ْب ُه= ِب َم ْعصِ َي ِة َّ
الط َل =ِ
ة» [الحاكم في المستدرك]. هللا ،فإن هللا ال ُينال ُ َف ْ
ضلُ ُه ِب َم ْعصِ َي ٍ
ساهم في نشر الوعي اإلسالمي