You are on page 1of 27

‫هل أنت في ضائقة مالية؟‬

‫هل أعياك دفع واجب الكراء‪،‬‬


‫وتود لو تقتني منزالً تضمن‬
‫ألوالدك به أال يتشردوا بعدك؟‬
‫هل يداعبك حلم اقتناء سيارة‬
‫جميلة توفر لك الراحة‬
‫وتضعك في مرتبة أقرانك؟‬
‫هل تحتاج إلى مبلغ مالي تبدأ به‬
‫مشروعك الشخصي أو توسع به‬
‫أعمالك؟‬
‫هل تحتاج إلى تسهيالت بنكية توفر لك‬
‫السيولة المالية‪ ،‬وتسمح لك بتسيير‬
‫شؤون أعمالك بكل راحة؟‬
‫إنه‬ ‫الجواب‪:‬‬ ‫عرفت‬
‫االقتراض من البنك‬‫قد‬ ‫أنك‬ ‫شك‬ ‫ال‬
‫لكن قبل أن تسارع إلى ملئ استمارة القرض‬
‫وتهيئة الضمانات للبنك‪...‬‬

‫تمه=ل قليالً‪ ،‬واس=أل نفس=ك‪ :‬م=ا حكم‬


‫الشرع ف=ي القرض التي تنوي أخذه‬
‫من البنك؟‬
‫هل تعلم أنه قرض ربوي؟‬

‫هل تعلم أن الربا حرام؟ هل تعلم عقوبة آكلي الربا؟‬


‫قال تعال=ى‪َ (( :‬ي=ا َأ ُّي َه=ا ا َّلذِي =َن َآ َم ُنوا ا َّتقُوا هَّللا َ َو َذ ُروا َما‬
‫ِين= ‪َ ‬فِإ ْن= َل ْم َت ْف َعلُوا‬ ‫الر َب=ا ِإ ْن= ُك ْن ُت ْم= ُمْؤ ِمن َ‬
‫َبقِ َي= م َِن= ِّ‬
‫ب= م َِن= هَّللا ِ َو َر ُ‬
‫س=ولِ ِه َوِإ ْن= ُت ْب ُت ْم= َف َل ُك ْم‬ ‫َفْأ َذ ُنوا ِب َح ْر ٍ‬
‫س= َأ ْم َوالِ ُك ْم= ال َت ْظلِ ُمو َن= َوال ُت ْظ َل ُمونَ )) [البقرة‪:‬‬ ‫ُر ُءو ُ‬
‫‪278‬ـ‪.]279‬‬
‫أعلم أن البعض بدأ يتململ في مقعده‪ ،‬وأن‬
‫‪...‬آخرين بدؤوا يحاولون إيجاد المبررات‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فإن المبررات تدور حول نقطتين‪:‬‬

‫‪،‬ـ ا==لفوا=ئد ا==لبنكية ل==يستهيا==لربا ا==لحرا=م=‪1‬‬


‫‪2‬ـ وحت=ى إ=ن كان=ت كذل=ك فالبن=ك أصبح ضرورة ال‬
‫يمكن تفاديها‪ ،‬وأن الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬
‫لك=ن قب=ل الرد عل=ى هذي=ن المبررين‪ ،‬ال‬
‫بأ=س م=ن التذكي=ر بحك=م الرب=ا في‬
‫الشرع‪.‬‬
‫الحكم الشرعي للربا‬

‫س= ّنة واإلجماع‪ ،‬وه=و م=ن الكبائ=ر‪،‬‬ ‫=حرم بالكتاب وال ّ‬


‫الرب=ا م ّ‬
‫ّ‬
‫الس=بع الموبقات‪ ،‬ول==م ُيْؤ ذِن هّللا تعال==ى ف==ي كتاب==ه‬ ‫وم==ن ّ‬
‫الربا‪ .‬وم=ن اس=تحل ّ الرب=ا كف=ر‬ ‫عاص=يا ً بالحرب س=وى آك=ل ّ‬
‫بالضرورة ‪ -‬ف ُيس=تتاب‪ ،‬فإن‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬إلنكاره معلوما ً م=ن الدّ ي=ن‬
‫تاب ُعف=ي عن=ه وإالّ قتل‪ .‬أ ّم=ا م=ن تعام=ل ّ‬
‫بالرب=ا م=ن غي=ر أ=ن‬
‫عاص مستحق للعقوبة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يكون مستحالً له فهو فاسق‬
‫الحكم الشرعي للربا‬
‫دليل التحريم من القرآن‪:‬‬
‫ش ْي َطانُ‬‫الر َب=ا ال َيقُو ُمو =َن ِإال َك َم=ا َيقُو ُم= ا َّلذِي َي َت َخ َّب ُط ُه= ال َّ‬ ‫((ا َّلذِي =َن َيْأ ُكلُو =َن ِّ‬ ‫‪‬‬
‫الر َب=ا َوَأ َحل َّ هَّللا ُ ا ْل َب ْي َع= َو َح َّر َم‬
‫س= َذلِ َك= ِبَأ َّن ُه ْم= َقالُوا ِإ َّن َم=ا ا ْل َب ْي ُع= ِم ْثل= ُ ِّ‬
‫ِم =َن ا ْل َم ِّ‬
‫ف َوَأ ْم ُرهُ= ِإ َل=ى هَّللا ِ‬ ‫س=لَ َ‬ ‫اءهُ= َم ْوعِ َظ ٌة= ِم =ْن َر ِّب ِه= َفا ْن َت َه=ى َف َل ُه= َم=ا َ‬ ‫الر َب=ا َف َم ْن= َج َ‬
‫ِّ‬
‫ار ُه ْم= فِي َه=ا َخالِدُون ‪َ ‬ي ْم َح ُق= هَّللا ُ ِّ‬
‫الر َبا‬ ‫ِ‬ ‫اب ال َّن‬‫ص= َح ُ‬‫َو َم ْن= َعا َد َفُأو َلِئ َك= َأ ْ‬
‫ِيم)) [البقرة‪275:‬ـ‪.]276‬‬ ‫ِب ُكل َّ َك َّف ٍ َأ‬
‫ار ث ٍ‬ ‫ت َوهَّللا ُ ال ُيح ُّ‬ ‫الص َد َقا ِ‬
‫َو ُي ْر ِبي َّ‬

‫(( َي=ا َأ ُّي َه=ا ا َّلذِي َن= َآ َم ُنوا ا َّتقُوا هَّللا َ َو َذ ُروا َم=ا َبقِ َي= ِم َن= ِّ‬
‫الر َب=ا ِإ ْن= ُك ْن ُت ْم‬ ‫‪‬‬
‫ب ِم َن= هَّللا ِ َو َر ُ‬
‫س=ولِ ِه َوِإ ْن= ُت ْب ُت ْم‬ ‫ُمْؤ ِمنِي َن= ‪َ ‬فِإ ْن= َل ْم= َت ْف َعلُوا َفْأ َذ ُنوا ِب َح ْر =ٍ‬
‫ون== َوال ُت ْظ َل ُمونَ )) [البقرة‪:‬‬ ‫وس== َأ ْم َوالِ ُك ْم== ال َت ْظلِ ُم َ‬ ‫َف َل ُك ْم== ُر ُء ُ‬
‫‪278‬ـ‪.]279‬‬
‫الحكم الشرعي للربا‬
‫دليل التحريم من السنة النبوية‪:‬‬
‫س=بع الموبقات»‪ .‬قالوا‪” :‬ي=ا رس=ول هّللا‬ ‫قال ‪« :‬اجتنبوا ال ّ‬ ‫‪‬‬
‫س=حر=‪ ،‬وقت=ل ال ّنفس‬ ‫شرك باهّلل ‪ ،‬وال ّ‬‫وم=ا ه ّن=؟“‪ ،‬قال‪« :‬ال ّ‬
‫الّت=ي ح ّر=م هّللا إالّ بالح ّق=‪ ،‬وأك=ل ال ّر=ب=ا‪ ،‬وأك=ل مال اليتيم‪،‬‬
‫الزح==ف‪ ،‬وقذف المحصنات الغافالت‬ ‫وال ّتولّ==ي يوم ّ‬
‫المؤمنات»‪[ .‬متفق عليه]‪.‬‬

‫ع=ن جابر ب=ن عب=د هّللا رض=ي هللا تعال=ى عنهم=ا قال‪« :‬لعن‬ ‫‪‬‬
‫رس=ول هّللا ‪ ‬آك=ل ّ‬
‫الرب=ا وموكل=ه وكاتب=ه وشاهديه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫هم سواء»‪[ .‬رواه مسلم]‪.‬‬
‫وجوب التفقه حتى ال يقع المسلم في الربا‬

‫‪ ‬يج=ب عل=ى ك=ل م=ن يشتغ=ل بالمعامالت التجاري=ة أ=ن يبدأ بتع ّل=م أحكام‬
‫ً‬
‫وبعيدة = ع==ن‬ ‫ً‬
‫=حيحة‬‫هذه المعامالت قب==ل أ==ن يباشره==ا ح ّت==ى تكون ص=‬
‫الربا دون‬‫شبهات‪ ،‬وهو إ=ن لم يتع ّلم هذه األحكام قد يقع في ّ‬ ‫الحرام وال ّ‬
‫ألن= القص=د لي=س م=ن شروط‬ ‫أ=ن يقص=ده‪ .‬وجهل=ه ال يعفي=ه م=ن اإلث=م‪ّ ،‬‬
‫بمجرد فعل==ه موج==ب للعذاب العظي==م‬ ‫ّ‬ ‫فالرب==ا‬
‫الربا‪ّ .‬‬ ‫تر ّت==ب الجزاء عل==ى ّ‬
‫الرب=ا إالّ عل=ى‬ ‫توعد هّللا ب=ه المرابين‪ .‬يقول القرط ّ‬
‫=بي‪” :‬ل=و ل=م يك=ن ّ‬ ‫ا ّلذي ّ=‬
‫من قصده ما ُح ّرم إالّ على الفقهاء“‪.‬‬
‫س=لف أ ّنه=م كانوا يح ّذرون م=ن اال ّتجار قبل تع ّل=م م=ا يصون‬ ‫‪ ‬وق=د أثر ع=ن ال ّ‬
‫الرب=ا‪ ،‬وم=ن ذل=ك قول عمر ‪” : ‬ال‬ ‫المعامالت ال ّتجار ّي=ة م=ن ال ّتخ ّب=ط ف=ي ّ‬
‫علي ‪” :‬م=ن ا ّتجر‬ ‫ٍّ‬ ‫الرب=ا“‪ ،‬وقول‬‫ي ّتج=ر ف=ي س=وقنا إالّ م=ن فق=ه‪ ،‬وإالّ أك=ل ّ‬
‫قبل أن يتف ّقه ارتطم في ّ‬
‫الربا ث ّم ارتطم ث ّم ارتطم“‪.‬‬
‫وبعد هذا البيان للحكم الشرعي في الربا‬
‫نعود لمناقشة مبررات المتعاملين به‬
‫المبرر األول‪ :‬الفوائد البنكية والربا الحرام‬
‫م=ن المتف=ق علي=ه عن=د أه=ل العل=م أ=ن ك=ل قرض ج=ر نفعا ً فه=و ر=با‪.‬‬
‫أ=ي أ=ن مجرد انتفاع ال ُمقرض م=ن قرض=ه‪ ،‬س=واء بجع=ل المبل=غ‬
‫المس==دد أعل==ى م==ن المبل==غ المقترض‪ ،‬أ==و أخ==د امتيازات معين==ة‬
‫مقاب==ل القر=ض‪ ،‬أ==و غي==ر ذل==ك‪ ،‬يجع==ل القرض ربوياً‪ ،‬مهم==ا كان‬
‫حجم هذا االنتفاع‪.‬‬
‫وهن=ا نس=أل‪ :‬أال تنتف=ع البنوك م=ن القر=وض الت=ي تقرضه=ا؟ أليست‬
‫تعد البنوك من أغنى الشركات نتيجة األرباح الهائلة التي تجنيها‬
‫من تجارة المال؟‬
‫ه====ل تقدم هذه البنوك القروض لوج====ه هللا وللتخفي====ف ع====ن‬
‫المحتاجي=ن‪ ،‬أ=م أنه=ا جعل=ت المال س=لعة تمت=ص به=ا عرق الناس‬
‫وتجني األرباح دون كد وال مخاطرة!؟‬
‫المبرر األول‪ :‬الفوائد البنكية والربا الحرام‬

‫إن الحكم الشرعي واضح لكل منصف‪ ،‬وهو أن‪:‬‬

‫الفوائ=د البنكي=ة ه=ي م=ن الرب=ا المحرم قطعاً‪ ،‬وهي‬


‫حرام = عل==ى كال الطرفي==ن‪ :‬ال ُمقرض (اآلكل ‪/‬‬‫ٌ‬
‫البن==ك)‪ ،‬وعل==ى المقترض (الموكل‪ /‬الزبون)‪،‬‬
‫ولي=س عل=ى البن=ك فق=ط‪ ،‬بدلي=ل قول=ه ‪ ‬ف=ي الحديث‬
‫السابق‪« :‬هم سواء»‪.‬‬
‫المبرر الثاني‪ :‬البنك ضرورة‪ ،‬و“الضرورات‬
‫تبيح المحظورات“‬

‫باس=تعراض اآليات القرآني=ة الت=ي ناقش=ت الضرورة‬


‫المبيح==ة الرتكاب الحرام‪ ،‬نج==د أنه==ا حص==رتها ف==ي‬
‫مواضي====ع الحاجات الضروري====ة (األك====ل‪ ،‬الشرب‪،‬‬
‫التعذي==ب الشديد‪ )...‬أ==ي الحاجات الت==ي يؤدي عدم‬
‫إشباعها إلى الموت‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫المبرر الثاني‪ :‬البنك‬
‫أدلة إباحة المحظورات عند‬ ‫ضرورة‪ ،‬و“الضرورات‬
‫الضرورة‬ ‫تبيح المحظورات“‬

‫ير َو َم=ا ُأ ِهل َّ ِب ِه= ل َِغ ْي ِر هَّللا ِ َف َم ِن= ْ‬


‫اض ُط َّر‬ ‫((ِإ َّن َم=ا َح َّر َم= َع َل ْي ُك ُم= ا ْل َم ْي َت َة= َوالدَّ َم= َو َل ْح َم= ا ْل ِ‬
‫خ ْن ِز ِ‬
‫غفُو ٌر َرحِي ٌم)) [البقرة‪.]173 :‬‬ ‫اغ َوال َعا ٍد َفال ِإ ْث َم َع َل ْي ِه ِإنَّ هَّللا َ َ‬ ‫َغ ْي َر َب ٍ‬
‫[المائدة‪.]3 :‬‬ ‫ف ِإل ْث ٍم َفِإنَّ هَّللا َ َغفُو ٌر َرحِي ٌم))‬ ‫اض ُط َّر فِي َم ْخ َم َ‬
‫ص ٍة َغ ْي َر ُم َت َجا ِن ٍ‬ ‫(( َف َم ِن ْ‬

‫ج ُد فِ=ي َما ُأو ِح َي= ِإ َل َّي ُم َح َّر ًم=ا َعلَى َطا ِع ٍم َي ْط َع ُم ُه ِإال َأنْ َي ُكونَ َم ْي َت ًة َأ ْو دَ ًما‬ ‫((قُلْ= ال َأ ِ‬
‫س= َأ ْو ف ِْس= ًقا ُأهِلَّ لِ َغ ْي ِر هَّللا ِ ِبه=ِ َف َم ِن= ْ‬
‫اض ُط َّر َغ ْي َر‬ ‫ير َفِإ َّن ُه= ِر ْج ٌ‬ ‫وحا َأ ْو َل ْح َم= ِخ ْن ِز ٍ‬
‫َم ْس=فُ ً‬
‫غفُو ٌر َرحِي ٌم)) [األنعام ‪.]145:‬‬ ‫اغ َوال َعا ٍد َفِإنَّ َر َّب َك َ‬ ‫َب ٍ‬
‫(( َم ْن= َك َف َر ِباهَّلل ِ ِم ْن= َب ْع ِد ِإي َما ِن ِه= ِإال َم ْن= ُأ ْك ِر َه= َو َق ْل ُب ُه= ُم ْط َم ٌّ=‬
‫ِئن ِباِإلي َما ِن= َو َل ِك ْن= َمنْ‬
‫عظِ ي ٌم)) [النحل‪.]106 :‬‬ ‫اب َ‬ ‫ب مِنَ هَّللا ِ َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ض ٌ‬ ‫صدْ ًرا َف َعلَ ْي ِه ْم َغ َ‬
‫ش َر َح ِبا ْل ُك ْف ِر َ‬ ‫َ‬
‫المبرر الثاني‪ :‬البنك‬
‫أدلة إباحة المحظورات عند‬ ‫ضرورة‪ ،‬و“الضرورات‬
‫الضرورة‬ ‫تبيح المحظورات“‬

‫اض ُط َّر)) و‬
‫وق=د أس=هب أه=ل التفس=ير ف=ي تفس=ير قول=ه تعالى‪ْ (( :‬‬
‫(( َغ ْي َر َباغ ٍ=)) و (( َوال َعا ٍد)) الواردات ف==ي اآليات السابقة‪.‬‬
‫وخالصة ذلك‪:‬‬
‫اض ُط َّر‪ :‬الضرورة الت=ي يؤدي عدم إشباعه=ا إل=ى الهالك أي‬ ‫ْ‬
‫الموت‪.‬‬
‫غي=ر باغ‪ :‬أ=ي مقتص=راً عل=ى الضرورة فق=ط ال ك=ل ضي=ق أو‬
‫أذى‪.‬‬
‫وال عاد‪ :‬أ===ي مرتكبا ً الحرام فق===ط بالقدر الذي يبقي===ه حيا ً ال‬
‫مستمتعا ً أو مستفيداً به‪.‬‬
‫هل يتقيد المتعاملون بالربا في‬ ‫المبرر الثاني‪ :‬البنك‬
‫ضرورة‪ ،‬و“الضرورات‬
‫هذه األيام بهذه الضوابط؟‬ ‫تبيح المحظورات“‬

‫ه=ل الس=يارة ضر=ورة يؤدي عدم اقتنائه=ا إل=ى الموت؟ أال يمكنهم‬
‫اس=تعمال وس=ائل المواص=الت المتوفرة؟ أال يمكنه=م شراء سيارة‬
‫صغير=ة على قدر= ما يملكون من مال؟‬
‫ه=ل تمل=ك المنز=ل ضرورة يؤدي عدم إشباعه=ا إلى الموت؟ أال‬
‫يمكنه=م االس=تئجار=؟ أال يمكنه=م شراء مس=كن ص=غير= بقدر ما‬
‫يملكون من مال؟‬
‫ه=ل االس=تثمار أ=و التوس=ع في األعمال ضرورة يؤدي عدم‬
‫إشباعه=ا إل=ى الموت؟ أال يمكنه=م أ=ن يشتغلوا عل=ى قدر= ما يملكون‬
‫حتى يوسع هللا عليهم من فضله؟‬
‫المبرر الثاني‪ :‬البنك ضرورة‪ ،‬و“الضرورات تبيح‬
‫المحظورات“‬
‫إ==ن م==ا نراه م==ن تس==اهل الناس ف==ي التعام==ل بالقروض‬
‫الربوي==ة لي==س م==ن باب الضرورة‪ ،‬وإنم==ا ه==و اس==تساغة‬
‫للحرام‪ ،‬وحرص عل==ى الدني==ا‪ ،‬وت==بري ٌر دَ َف َع ُه==م إلي==ه عدم‬
‫استحضار العقوبة اإللهية آلكلي الربا‪.‬‬

‫ول=و أ=ن الناس اس=تحضروا حي=ن إقدامه=م عل=ى التوقي=ع‬


‫عل==ى العقود الربوب==ة م==ا أعده هللا م==ن عذاب وخزي‬
‫للمتعاملي====ن بالرب====ا‪ ،‬ألحجموا عنه====ا ولو ّلوا منه====ا‬
‫فراراً‪...‬‬
‫عقوبة آكل الربا‬
‫من القرآن‪:‬‬
‫ذكر هّللا تعالى آلكل ّ‬
‫الربا خمسا ً من العقوبات ‪:‬‬
‫الر َب=ا الَ َيقُو ُمو َن= ِإالَّ َك َم=ا َيقُو ُم= ا َّلذِي‬ ‫‪1‬ـ ال ّتخ ّب=ط‪ ،‬قال تعال=ى‪(( :‬الَّذِي َن= َيْأ ُكلُو َن= ِّ‬
‫س)) ‪.‬‬ ‫ش ْي َطانُ مِنَ ا ْل َم ِّ‬
‫َي َت َخ َّب ُط ُه ال َّ‬
‫‪2‬ـ المح=ق‪ ،‬قال تعال=ى‪َ (( :‬ي ْم َح ُق= هّللا ُ ا ْل ِّر َب=ا)) والمراد الهالك واالس=تئصال‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ذهاب البركة واالستمتاع ح ّتى ال ينتفع به‪ ،‬وال ولده بعده ‪.‬‬
‫سولِه))‪.‬‬ ‫ب ِّمنَ هّللا ِ َو َر ُ‬ ‫‪3‬ـ الحرب‪ ،‬قال تعالى‪َ (( :‬فْأ َذ ُنو ْا ِب َح ْر ٍ‬
‫الر َب=ا ِإ ن ُكن ُت=م ُّمْؤ ِمنِي =َن ))‪ ،‬وقال‬ ‫‪4‬ـ الكف=ر‪ ،‬قال تعال=ى‪َ (( :‬و َذ ُرو ْا َم=ا َبقِ َي= ِم َن= ِّ‬
‫ار باس=تحالل‬ ‫ّ‬
‫ف‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬ ‫=ي‬ ‫أ‬ ‫))‬ ‫=‬
‫م‬ ‫ِي‬ ‫ث‬‫َأ‬ ‫ار‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِب‬
‫=‬‫ُّ‬ ‫ح‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫هّللا‬
‫الرب=ا‪َ (( :‬و ُ‬ ‫س=بحانه بع=د ذك=ر ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫الربا ‪.‬‬ ‫فاجر بأكل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أثيم‬
‫ٍ‬ ‫الربا ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫اب ال َّن ِ‬
‫ار ُه ْم= فِي َه=ا‬ ‫ص= َح ُ‬ ‫‪5‬ـ الخلود ف=ي ال ّنار‪ ،‬قال تعال=ى‪َ (( :‬و َم ْن= َعا َد َفُأ ْولَِئ َك= َأ ْ‬
‫َخالِدُونَ ))‪.‬‬
‫عقوبة آكل الربا‬
‫من السنة النبوية‪:‬‬
‫س=ول ُ هَّللا ِ ‪ِ « :‬د ْر=ه ٌَم= ِر ًب=ا‬ ‫ال= َر ُ‬ ‫‪1‬ـ الرب=ا أعظ=م جر=ما ً م=ن الزن=ا‪َ :‬ق َ‬
‫ش ُّد مِنْ سِ َّت ٍة َو َثالثِينَ َز= ْن َي ًة» [أحمد]‪.‬‬ ‫الر ُجل ُ َوه َُو َي ْعلَ ُم َأ َ‬‫َيْأ ُكل ُ ُه َّ‬
‫س=ول ُ هَّللا ِ ‪ ‬آ ِكل َ= ال ِّر= َب=ا‬ ‫‪2‬ـ اللعن=ة‪ ،‬أ=ي الطرد م=ن ر=حم=ة هللا‪« .‬لَ َع َن= َر ُ‬
‫َو ُمْؤ ِكلَ ُه» [مسلم]‪.‬‬
‫ي ‪َ « : ‬رَأ ْي ُ‬
‫ت= ال َّل ْي َل َة= َر ُجلَ ْي ِن=‬ ‫‪3‬ـ س=وء العذاب ف=ي اآلخر=ة‪َ :‬قال َ= ال َّن ِب ُّ=‬
‫س= ٍة َفا ْن َط َل ْق َن=ا َحتَّى َأ َت ْي َن=ا َعلَ=ى َن َه ٍر‬ ‫ض= ُم َقدَّ َ‬ ‫َأ َت َيا ِن=ي َفَأ ْخ َر= َجا ِن=ي ِإ َل=ى َأ ْر ٍ‬
‫ار ٌة=‬‫س=طِ ال َّن َه ِر َر ُجل ٌ= َب ْي َن= َيدَ ْيه=ِ ح َِج َ‬ ‫اِئم= َو َعلَ=ى َو َ‬ ‫م ِْن= د ٍَم= فِيه=ِ َر ُجل ٌ= َق ٌ‬
‫الر ُجل ُ = َأ ْن = َي ْخ ُر َج = َر= َم==ى‬ ‫الر ُجل ُ = الَّذِي فِ==ي ال َّن َه ِر َفِإ َذا َأ َرادَ َّ‬ ‫َفَأ ْق َب َل== َّ‬
‫ث= َكا =َن َف َج َعل=َ ُك َّل َم=ا َجا َء= لِ َي ْخ ُر= َج= َر َم=ى‬ ‫الر ُجل= ُ ِب َح َج ٍر ِف=ي فِي ِه= َف َر=دَّ هُ= َح ْي ُ‬
‫َّ‬
‫ت= َم=ا ه ََذا َف َقال َ= الَّذِي َرَأ ْي َت ُه= ِف=ي‬ ‫ِف=ي فِي =ِه ِب َح َج ٍر َف َي ْر= ِج ُع= َك َم=ا َكا َن= َفقُ ْل ُ‬
‫الر َبا» [البخار=ي]‪.‬‬ ‫ال َّن َه ِر آ ِكل ُ ِّ‬
‫اس َت ِجي ُبوا ل َِر ِّب ُك ْم ِمنْ َق ْب ِل َأنْ َيْأت َِي َي ْو ٌم ال َم َر َّد َل ُه ِمنَ‬ ‫(( ْ‬
‫ِير))‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِنْ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ذ‬ ‫ِئ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ٍأ‬‫ج‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِنْ‬‫م‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫هَّللا‬
‫ٍ‬
‫فلنس==تغفر هللا ونت==ب إلي==ه م==ن هذه الجريم==ة الك==برى‬
‫والموبقة العظيمة‪.‬‬
‫ولنحرص على أن ال ندخل إلى بطوننا إال حالالً طيباً‪.‬‬

‫ت ِإال َكا َن ْت= ال َّنا ُر َأ ْولَ=ى‬ ‫قال ‪« :‬ال َي ْر ُب=و َل ْح ٌم= َن َب َت= ِم =ْن ُ‬
‫س= ْح ٍ‬
‫ِب ِه» [الترمذي]‪.‬‬
‫الرزق بيد هللا‬

‫ولنوق=ن أ=ن الرزق بي=د هللا‪ ،‬وأ=ن س=لوك درب الحرام لن‬
‫ُيمكنن=ا م=ن رزق ل=م يكتب=ه هللا لن=ا‪ ،‬وأ=ن التقي=د بالحالل لن‬
‫يحرمنا من رزق كتبه هللا لنا‪.‬‬
‫قال ‪«:‬ال َي ْس= َت ْبطِ َئ نَّ َأ َح ٌد ِم ْن ُك ْم= رز َق=ه‪ ،‬إ=ن جبري=ل ‪ ‬ألقى‬
‫ف=ي روع=ي أ=ن أحداً من ُك=م ل=ن َي ْخ ُر َج= م=ن الدني=ا حتى‬
‫وأج ِملُوا في‬ ‫َي ْس= َت ْك ِمل َ رز َق=ه‪ ،‬فاتقوا هللا أ ُّيه=ا الناس‪ْ ،‬‬
‫ب ‪ ،‬فإن ا ْس= َت ْب َطَأ أح ٌد منك=م رز َق ُه=‪ ،‬فال َي ْطل ُ ْب ُه= ِب َم ْعصِ َي ِة‬ ‫َّ‬
‫الط َل =ِ‬
‫ة» [الحاكم في المستدرك]‪.‬‬ ‫هللا‪ ،‬فإن هللا ال ُينال ُ َف ْ‬
‫ضلُ ُه ِب َم ْعصِ َي ٍ‬
‫ساهم في نشر الوعي اإلسالمي‬

‫روى الحاك م ف ي المس تدرك‪ ،‬واب ن حبان ف ي ص حيحه‪،‬‬


‫وغيرهما أن الصادق المصدوق صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ض ر هللا عبداً س مع مقالت ي فوعاه ا‪ ،‬ث م أ ّداه ا إل ى م ن ل م‬ ‫»ن ّ‬
‫فقه إلى من‬
‫ب حامل ٍ‬ ‫فقه ال فقه له‪َ ،‬و ُر َّ‬
‫ب حامل ٍ‬‫يسمعها‪ ،‬ف ُر َّ‬
‫هو أفقه منه« ‪.‬‬

You might also like