Professional Documents
Culture Documents
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
2
اإلهداء
3
الفهرس
اإله ـ ــداء
الفهرس2.....................................................................................................
مقدم ــة 3..........................................................................................................................
الفصل األول :مفهوم التواصل وأنواعه ونماذجه3.....................................................
الفصل الثاني :التواصل اللساني والسيميائي62............................................................
الفصل الثالث :التواصل التربوي اللفظي وغير اللفظي22............................................
خاتم ــة 32.........................................................................................................................
املصادر واملراجع32..........................................................................................................
4
مقدمة
يذهب كثير من الدارسين إلى أن الدوال تدل ،وتتواصل بطريقة مباشرة وغير
مباشرة ،ومنها :اللغة ،والعالمات ،والخطابات ،واألنساق ،واإلنسان ،وسائر الكائنات
املوجودة في الطبيعة .ويعني هذا أن كل ش يء في عاملنا يحمل داللة ووظيفة .وهذه
الوظيفة قد تكون ذات مقصدية أو دون مقصدية ،ذات ميزة فردية أو جماعية،
طبيعتها مادية أو معنوية .وقد تكون هذه الدوال التواصلية لفظية أو غير لفظية،
تعبر عن وعي أو عن غير وعي .واليوم ،أصبح التواصل عبارة عن تقنية إجرائية
وأساسية في فهم التفاعالت البشرية ،وتفسير النصوص والخبرات اإلعالمية،
والتحكم في كل طرائق اإلرسال والتبادل.
وتعد اللغة من أهم آليات التواصل ،و من أهم تقنيات التبليغ ونقل الخبرات
واملعارف والتعلمات من األنا إلى الغير ،أو من املرسل إلى املخاطب .ويالحظ أن هذه
اللغة ،على مستوى التخاطب والتواصل ،ذات مستويين سلوكيين :لفظي وغير
لفظي.
إذا ،ما مفهوم التواصل؟ وما أنواعه؟ وما نماذجه؟ وما شروطه؟ وما املقصود من
التواصل اللفظي وغير اللفظي؟ وما أهم اآلليات اإلجرائية التي يستند إليها التواصل
اللفظي وغير اللفظي في املجال التربوي؟ وما جهود رومان جاكبسون في مجال
لسانيات التواصل؟ وكيف يمكن دراسة األدب في املنظور التواصلي؟
هذا ماسوف نرصده في كتابنا هذا الذي عنوناه بـ(التواصل التربوي اللفظي وغير
اللفظي) ،على أساس أن التواصل فعل تبادلي مهم في حياتنا اإلنسانية ،وقد يتخذ
عدة أشكال وألوان ومظاهر.ومن أهمها :التواصل اللساني ،والتواصل السيميائي،
والتواصل األدبي ،والتواصل التربوي .باإلضافة إلى التواصل اللفظي والتواصل
البصري.
و نرجو من هللا عز وجل أن يوفقنا في هذا الكتاب املتواضع ،و يسدد خطانا،
ويرشدنا إلى ما فيه صالحنا ،ونستغفره عن أخطائنا وزالتنا .كما نستسمح القراء
5
األفاضل عما في هذا الكتاب من نقص وتقصير ونسيان ،فالكمال والتمام من صفات
سبحانه وتعالى جل شأنه وعال ،وماتوفيقي إال باهلل.
6
الفصل األول:
مفهـ ــوم التواص ــل ،و أنواع ــه ،ونماذج ــه
7
قبل الخوض في موضوع التواصل التربوي اللفظي وغير اللفظي ،البد من التوقف
عند مفهوم التواصل ،وأنواعه ،ونماذجه على النحو التالي:
أوال ،مفهوم التواصل لغة واصطالحا:
اليمكن فهم التواصل وإدراك آلياته ومجاالته ومفاهيمه إال بتعريفه لغة واصطالحا
على النحو التالي:
/1التــواصل لغ ــة:
يرى ابن منظور ،في كتابه ( لسان العرب) ،أن االتصال من فعل وصل وصال ووصوال
واتصاال " :وصل :وصلت الش يء وصال وصلة ،والوصل ضد الهجران .ابن سيده :
الوصل خالف الفصل .وصل الش يء بالش يء يصله وصال وصلة وصلة ؛ األخيرة عن
ابن جني ،قال :ال أدري أمطرد هو أم غير مطرد ؟ قال :وأظنه مطردا ،كأنهم يجعلون
الضمة مشعرة بأن املحذوف إنما هي الفاء التي هي الواو ،وقال أبو علي الضمة في
الصلة ضمة الواو املحذوفة من الوصلة ،والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ
حذف الواو في يجد ،ووصله كالهما :ألمه .وفي التنزيل العزيز :ولقد وصلنا لهم
القول ،أي وصلنا ذكر األنبياء وأقاصيص من مض ى بعضها ببعض ،لعلهم يعتبرون
.واتصل الش يء بالش يء :لم ينقطع ؛ وقوله أنشده ابن جني :
إنما أراد اتصلت ،فأبدل من التاء األولى ياء كراهة للتشديد ؛ وقوله أنشده ابن
األعرابي :
معناه :أضر بها فقدان الوصل ،وذلك أن ينقطع الثغب فال يجري وال يتصل ،
والثغب :مسيل دقيق ،شبه اإلبل في مدها أعناقها إذا جهدها السير بالثغب الذي
يخده السيل في الوادي .ووصل الش يء إلى الش يء وصوال وتوصل إليه :انتهى إليه
وبلغه ؛ قال أبو ذؤيب :
8
توصل بالركبان حينا وتؤلف ال جوار ويغشيها األمان ربابها
ووصله إليه وأوصله :أنهاه إليه وأبلغه إياه .وفي حديث النعمان بن مقرن :أنه ملا
حمل على العدو ما وصلنا كتفيه حتى ضرب في القوم أي لم نتصل به ولم نقرب منه
حتى حمل عليهم من السرعة .وفي الحديث :رأيت سببا واصال من السماء إلى األرض
أي موصوال ،فاعل بمعنى مفعول كماء دافق ؛ قال ابن األثير :كذا شرح ،قال :ولو
جعل على بابه لم يبعد .وفي حديث علي -عليه السالم : -صلوا السيوف بالخطى
والرماح بالنبل ؛ قال ابن األثير :أي إذا قصرت السيوف عن الضريبة فتقدموا
تلحقوا وإذا لم تلحقهم الرماح فارموهم بالنبل ؛ قال :ومن أحسن وأبلغ ما قيل في
هذا املعنى قول زهير :
وفي الحديث :كان اسم نبله -عليه السالم -املوتصلة ،سميت بها تفاؤال بوصولها إلى
العدو .واملوتصلة لغة قريش فإنها ال تدغم هذه الواو وأشباهها في التاء .فيقول
موتصل وموتفق وموتعد ونحو ذلك .وغيرهم يدغم فيقول متصل ومتفق ومتعد .
وأوصله غيره ووصل :بمعنى اتصل أي دعا دعوى الجاهلية ،وهو أن يقول :يال فالن
! وفي التنزيل العزيز :إال الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ؛ أي يتصلون ؛
املعنى اقتلوهم وال تتخذوا منهم أولياء ،إال من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق
واعتزوا إليهم .واتصل الرجل :انتسب ،وهو من ذلك ؛قال األعش ى :
-1ابن منظور :لسان العرب ،الجزء الخامس عشر ،حرف الوار ،مادة وصل ،دار صادر ،بيروت ،لبنان،
طبعة 2226م.
9
يتبين لنا ،من خالل هذه املادة اللغوية ،أن التواصل من الفعل املثال املعتل
(وصل) ،ويدل على الوصل ،واالقتران ،واالقتراب ،واالنتساب ،واالجتماع ،والتضام،
والوصول ،والبلوغ ،واالنتهاء .ويعد الفراق واالنقطاع واالبتعاد والبين والهجران من
أضداد التواصل.
وعلى العموم ،يفيد التواصل ،في اللغة العربية ،االقتران ،واالتصال ،والصلة،
والترابط ،وااللتئام ،والجمع ،واإلبالغ ،واالنتهاء ،واإلعالم.
أما كلمة( ،) Communicationفي اللغة األجنبية ،فتعني التراسل ،والترابط،
واإلرسال ،والتبادل ،واإلخبار ،واإلعالم ،وإقامة عالقة .أي :هناك تشابه في الداللة
واملعنى بين مفهوم التواصل العربي ونظيره الغربي.
/2التواصل اصــطالحا:
يدل التواصل ،في االصطالح ،على عملية نقل األفكار والتجارب ،وتبادل املعارف
واملشاعر بين الذوات واألفراد والجماعات .وقد يكون هذا التواصل ذاتيا شخصيا أو
تواصال غيريا .وقد ينبني على املوافقة أو على املعارضة واالختالف .ويفترض التواصل
أيضا -باعتباره نقال وإعالما -مرسال ،ورسالة ،ومتقبال ،و سياقا مرجعيا ،
ومقصدية الرسالة ،و شفرة يتفق على تسنينها وتشفيرها كل من املتكلم واملستقبل
(املستمع).
10
أيضا تعابير الوجه ،وهيئات الجسم ،والحركات ،ونبرة الصوت ،والكلمات،
والكتابات ،واملطبوعات ،والقطارات ،والتلغراف ،والتلفون ،وكل ما يشمله آخر ما تم
في االكتشافات في املكان والزمان"2
وهكذا ،يتبين لنا ،عبر هـذا التعريف ،أن التواصل هو جوهر العالقات اإلنسانية،
ومحقق تطورها .لذا ،فالتواصل له وظيفتان من خالل هذا التعريف:
وظيفة معرفية :تتمثل في نقل الرموز الذهنية ،وتبليغها في الزمان واملكان،
بوسائل لغوية وغير لغوية؛
وظيفة تأثيرية وجدانية :تقوم على تمتين العالقات اإلنسانية ،وتفعيلها على
مستوى اللفظي وغير اللفظي.
وهناك من يعرف التواصل بأنه" العملية التي بها يتفاعل املراسلون واملستقبلون
للرسائل في سياقات اجتماعية معينة".3
ومن املعلوم أن للتواصل ثالث وظائف بارزة يمكن إجمالها في:
التبادلEchange:
التبليغTransfert:
التأثيرImpact :
ويعرف التواصل أيضا بأنه " تبادل املعلومات والرسائل اللغوية وغير اللغوية ،سواء
أكان هذا التبادل قصديا أم غير قصدي ،بين األفراد والجماعات". 4
ومن ثم ،ال يقتصر التواصل على ماهو ذهني ومعرفي فحسب ،بل يتعداه إلى ماهو
وجداني ،وماهو حس ي حركي وآلي .أي :ليس التواصل" مجرد تبليغ املعلومات بطريقة
2 - Charles Cooley:(social organisation), cité in:J.Lohisse : la communication anonyme. ED.
Universitaire1969, p : 42.
-3طلعت منصور (:سيكولوجية االتصال ) ،عالم الفكر ،الكويت ،املجلد ،33السنة ،3602ص.323:
4 - Françoise Raynal and Alain Rieunier: Pédagogie: Dictionnaire des concepts clés, 1977,
ومن هنا ،فالتواصل عبارة عن تفاعل بين مجموعة من األفراد والجماعات ،بتبادل
املعارف الذهنية واملشاعر الوجدانية ،بطريقة لفظية أو غير لفظية.
وترتكز الصورة املجردة للتواصل على ثالثة عوامل أساسية:
املوضوع :وهو اإلعالم واإلخبار؛
اآللية :تتمثل في التفاعالت اللفظية وغير اللفظية؛
الغائية :الهدف من التواصل ومقصديته البارزة( البعد املعرفي أو الوجداني أو
الحركي).
وهكذا ،يمكن القول :إن االتصال أو التواصل عبارة عن عملية نقل ،واستقبال
للمعلومات بين طرفين أو أكثر .ويستند هذا التواصل ،في سياقاته املتنوعة ،إلى
التغذية الراجعة( ،) Feed Backوخاصة عند حدوث سوء االستقبال ،أو سوء
االستيعاب ،أو التشويش ،أو االنحراف االنزياحي.
-5العربي أسليماني ورشيد الخديمي :قضايا تربوية ،منشورات عالم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء ،الطبعة األولى سنة 2223م ،ص.63:
12
ثانيا ،أن ــواع التواصل:
يمكن الحديث عن أنواع عدة من التواصل اإلنساني واآللي والسيميائي .فهناك :
التواصل البيولوجي ،والتواصل اإلعالمي ،والتواصل اآللي ،والتواصل السيكولوجي،
والتواصل االجتماعي ،والتواصل السيميوطيقي ،والتواصل الفلسفي ،والتواصل
البيداغوجي ،والتواصل االقتصادي ،والتواصل الثقافي ...وفي هذا الصدد ،يقول
طلعت منصور:
" إن وظيفة االتصال تتسع لتشمل آفاقا أبعد .فكثير من الباحثين يتناولون
االتصال ،كوظيفة للثقافة ،وكوظيفة للتعليم والتعلم ،وكوظيفة للجماعات
االجتماعية ،وكوظيفة للعالقات بين املجتمعات ،بل ويعتبرون االتصال كوظيفة
لنضج شخصية الفرد ،وغير ذلك من جوانب توظيف االتصال6".
ويرتبط التواصل بعدة علوم ومعارف يمكن حصرها في :علم التدبير والتسيير،
والعالقات العامة ،والبيداغوجيا والديدكتيك ،وعلم التسويق( ،)Marketingوعلوم
اإلعالم واالتصال ،والفلسفة ،والسيميولوجيا...
-6طلعت منصور (:سيكولوجية االتصال ) ،عالم الفكر ،الكويت ،املجلد ،33السنة 3602م ،ص.320:
13
وسنختار من هذه األنواع :التواصل اللساني والتواصل الفلسفي والتواصل
السيميائي بغية الحديث عنها ،والتعريف بها ،مرجئين باقي األنواع التواصلية األخرى
حتى يتيسر ذلك.
/1التواصل من املنظوراللساني:
يذهب مجموعة من اللسانيين إلى أن اللغة وظيفتها التواصل كفرديناند دو سوسير
( )F.De Saussureالذي يرى ،في كتابه ( محاضرات في اللسانيات العامة) (، )3633
أن اللغة نسق من العالمات واإلشارات والدوال هدفها التواصل والتبليغ ،وخاصة في
أثناء اتحاد الدال مع املدلول بنيويا ،أو في أثناء تقاطع الصورة السمعية مع املفهوم
الذهني .وهو املفهوم نفسه الذي كان يرمي إليه تقريبا ابن جني في
كتابه(الخصائص ) ،عندما عرف اللغة بأنها " أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم".7
ويعرف أندري مارتيني( ) André Martinetاللغة على أساس أنها تلفظ مزدوج،
وظيفتها التواصل .ويعني هذا أن اللغة يمكن تقسيمها إلى تمفصل أو تلفظ أول هو
املونيمات( الكلمات) .أما التمفصل أو التلفظ الثاني ،فهو الفونيمات
واملورفيمات.وللتمثيل ،تتكون كلمة (يلعبون) من مونيم (لعب) ،وفونيمات صوتية
(الالم ،والعين ،والباء) ،ومورفيمات نحوية وصرفية ،مثل :ياء املضارعة ،وواو
الجماعة التي تعرب فاعال .لكن الفونيمات اليمكن تقسيمها أكثر ،فهي التتجزأ إلى
وحدات أصغر منها .ألن الصوت مقطع ال يتجزأ .وإذا جمعنا الفونيمات واملورفيمات
مع بعضها البعض ،فقد نكون -في هذا الصدد -مونيمات ،وإذا جمعنا الكلمات بين
بعضها البعض ،فقد نكون جمال ،وبالجمل نكون الفقرات واملتواليات ،وتكون
-7ابن جني :الخصائص ،تحقيق محمد علي النجار ،الجزء األول ،دار الهدى للطباعة والنشر ،بيروت،
لبنان ،ط ،33ص.66:
14
الفقرات ما يسمى بالنص .ومن ثم ،يكون النص ،في حالتي التأليف واالستبدال ،ما
يسمى باللغة التي من أهدافها األساسية فعل التواصل.
ويذهب رومان جاكبسون ( )Roman Jakobsonإلى أن اللغة ذات بعد وظيفي ،وأن
لها ستة عناصر ،وست وظائف :املرسل ووظيفته انفعالية ،واملرسل إليه ووظيفته
تأثيرية ،والرسالة ووظيفتها جمالية ،واملرجع ووظيفته مرجعية ،والقناة ووظيفتها
تواصلية ،واللغة ووظيفتها وصفية .وهناك من يضيف الوظيفة السابعة ،وهي
الوظيفة األيقونية.
وإذا كان الوظيفيون يرون أن اللغة واضحة ،تؤدي وظيفة التواصل الشفاف بين
املتكلم واملستمع،فإن أزوالد دوكرو( ) Ducrotيرى ،خالف ذلك ،أن اللغة ليست
دائما لغة تواصل واضح وشفاف ،بل هي لغة إضمار ،وغموض ،وإخفاء .ويعني هذا
أن الفرد قد يوظف اللغة ،في سياق اجتماعي معين ،للتمويه والتخفية وإضمار
النوايا واملقاصد .ويكون هذا اإلضمار اللغوي ناتجا عن أسباب دينية ،ونفسية،
واجتماعية ،وسياسية ،وأخالقية .فمهرب املخدرات ال يستعمل اسم مهرباته
بطريقة مباشرة ،بل يستعمل الرموز لإلخفاء ،كأن يقول لصديقه :هل وصلت الحناء
إلى هولندا؟ كما أن أسلوب األمر في الشريعة اإلسالمية يستعمل للوجوب والدعاء
والندب على حد سواء ،وهذا يعني أن اللغة فيها أوجه داللية عدة؛ مما يزيد من
غموضها ،ويؤكد عدم شفافيتها التواصلية.
ومن جهة أخرى ،يذهب روالن بارت( ) Roland Barthesبعيدا في تأويالته للغة
اإلنسانية؛ حيث يعدها بعيدة عن التواصل ،و يجعلها لغة السلطة ،ومصدرها
السلطة .ويعني هذا أن اإلنسان عبد للغة وحر في الوقت نفسه .فعندما يريد املتكلم
أن يتحدث لغة أجنبية ،فهو خاضع لقواعدها وتراكيبها ،ومقيد بمنظومتها الثقافية.
ولكنه في الوقت نفسه ،يوظف هذه اللغة كيفما يشاء ،ويطوعها جماليا وفنيا .فقد
استبدت اللغة الفرنسية كثيرا بالشعب الجزائري ملدة طويلة ،فأخضعته لقواعدها
وسننها اللساني.وعلى الرغم من ذلك ،نجد بعض األدباء الجزائريين ،بقدر ما هم
خاضعون لهذه اللغة األجنبية ،يتخذونها سالحا لهم بكل حرية للتنديد باالستعمار
15
الفرنس ي ونقده وتعريته والهجوم عليه ،بتطويع تلك اللغة وتعربيها أو جزأرتها .8كما
تفرض السلطة الحاكمة اللغة التي تناسبها على املجتمع لفرض سيطرتها السياسية
واإليديولوجية .أي :تفرض اللغة بالقوة السياسية واالقتصادية والثقافية .وفي
الوقت نفسه ،تمنح اللغة الفئة الحاكمة قوة الحكم والسلطة السياسية .
وهكذا ،نستنتج أن اللغة قد تكون أداة للتواصل الشفاف من جهة أولى ،وتكون أداة
لإلضمار والتمويه واإلخفاء من جهة ثانية ،و تكون أداة للسلطة من جهة ثالثة.
/2التواصل من املنظورالفلسفي:
طرح مفهوم األنا والغير ،وخاصة في الخطاب الفلسفي ،كثيرا من اإلشكاالت التي
تنصب كلها في كيفية التعامل مع الغير ،وكيف يمكن لألنا النظر إلى الغير؟!
يذهب الفيلسوف األملاني هيجل إلى أن العالقة بين األنا والغير هي عالقة سلبية
قائمة على الصراع الجدلي ،كما توضح ذلك نظريته املسماة بجدلية السيد والعبد.
أما الفيلسوف الفرنس ي جان بول سارتر ،فيرى أن الغير ممر ووسيط ضروري لألنا،
إال أن الغير جحيم ال يطاق؛ ألنه يش يء الذات أو األنا .لهذا ،يدعو سارتر إلى التعامل
مع الغير بحذر وترقب وعدوان .ومن ثم ،يستحيل التعايش بين األنا والغير أو
التواصل بينهما ،مادام الغير يستلب حرية األنا ،ويجمد إرادته .لذلك ،قال قولته
املشهورة " :أنا ،واآلخرون إلى الجحيم".
لكن ميرلوبونتي يرفض نظرية سارتر التجزيئية العقالنية ،وينطلق من أن العالقة
بين األنا والغير إيجابية قائمة على االحترام والتكامل والتعاون والتواصل ،وأساس
هذا التواصل هواللغة.
أما الفيلسوف األملاني ماكس شيلر ،فيرى أن العالقة بين األنا والغير قائمة على
التعاطف الوجداني ،واملشاركة العاطفية الكلية مع الغير ،وال تقوم على التنافر أو
البغض والكراهية .في حين ،يرى جيل دولوز أن العالقة التواصلية بين األنا والغير ،
في املجال املعرفي البنيوي ،قائمة على التكامل اإلدراكي.
وقد وجه هابرماس انتقادات صارمة للماركسية ،فأعاد بناءها على أسس جديدة،
وتسمى هذه املرحلة من مراحل مدرسة فرانكفورت بمرحلة مابعد املاركسية .وقد بدأ
مقاالته التي كتبها في الستينيات بتقويم الوضعية العلمية واملنطقية على غرار
أسالفه من مفكري معهد فرانكفورت .وقد ميز بين ثالثة أنواع من املعرفة انطالقا من
منظور املصلحة التي تحققها للجنس البشري ،في كتابه(املعرفة واملصالح البشرية)
(3632م) ،وقد حصرها في مصلحة تقنية ،ومصلحة عملية ،ومصلحة تحررية.
وقد اعتبر هابرماس النموذج النفس ي الفرويدي أداة صالحة للنظرية النقدية
لتحقيق الثورة التحررية اإلنسانية واملجتمعية .وقد أكد هابرماس أسبقية اللغة على
العمل ،وأكد أيضا ترابط اللغة والعمل االجتماعي ،فمن الصعب فصل عنصر على
آخر ،وخالف بذلك رأي ماركس الذي كان يعتبر العمل هو الذي يخلق اإلنسان .
- 9توم بوتومور :مدرسة فرانكفورت ،ترجمة :سعد هجرس ،دار أويا،دار الكتب الوطنية ،ليبيا ،الطبعة
الثانية سنة 2222م ،ص.332:
17
ويعتبر هابرماس اللغة هي التي تحقق االستقالل الذاتي واملسؤولية .وبهذا ،يكون
هابرماس قد انتقل من نظرية املصالح املعرفية إلى نظرية اللغة واالتصال.
ويالحظ أن هناك ارتباطا في فكر هابرماس بين التحليل الفلسفي ونظرية املجتمع،
وإن تغيرت طبيعة هذا االرتباط بالتدريج .ففي كتابه( املعرفة واملصلحة البشرية)،
كان هناك تماثل بين األنواع الثالثة من املعرفة مع قسمات رئيسة للحياة
االجتماعية ،وهي :العمل ،والتفاعل ،والتسلط.
وانتقل في املرحلة الثانية إلى تقديم نظرية في الحق التضرب بجذورها في املجتمع،
وإنما في اللغة بوصفها ميزة عامة للجنس البشري ،وتستمر هذه الفكرة في أعمال
هابرماس ،وإن كان يشدد في األخير على إعادة بناء النظرية في املجتمع .و" بالفعل،
فإن هذا التطور يسجل ابتعادا أكثر عن نظرة مدرسة فرانكفورت في مرحلتها األخيرة
،وأصبح هذا التباعد أكثر صراحة بإعالن هابرماس أنه يتناول النظرية االجتماعية
بوصفه ":منظرا ماركسيا مهتما بمواصلة التعاليم املاركسية في ظل ظروف تاريخية
متغيرة على نحو كبير" .وهكذا ،قدم هابرماس عناصر النظرية املاركسية املعاد
بناؤها في عملين مهمين خالل السبعينيات ،دار أولهما حول مشكالت الشرعية في
املجتمعات الرأسمالية إبان مراحل تطورها األخيرة ،والثاني حول املادية التاريخية10".
وقد مال هابرماس إلى البنيوية التكوينية بديال لفلسفة التاريخ التي تبنتها مدرسة
فرانفكورت إبان بدايتها ،متأثرا في ذلك بجان بياجيه ،ولوسيان كولدمان.وبعد ذلك،
شرع في التمييز بين الرأسمالية املنظمة واالشتراكية البيروقراطية بوصفهما الشكلين
الرئيسين للترشيد العقالني للمجتمعات الحديثة .وبني هابرماس نظريته النقدية في
علم االجتماع على مرتكزين ضروريين هما :الفلسفة والعلم .بيد أن نظرية هابرماس
غير تاريخية ،والتعتني باالقتصاد ،كما هو حال النظرية املاركسية األولى .و" نرى أن
السمة األكثر تميزا لنظرية ماركس ،وإسهامها األكثر أهمية في إقامة علم واقعي عن
املجتمع ،هي أنها ال تتعامل مع التفاعل االجتماعي على وجه العموم ،وإنما تتناول
وعليه ،فقد مر فكر هابرماس -حسب سامي خشبة -بمرحلتين رئيستين :مرحلة نقد
العقل الوضعي الذي ساد الغرب مع نضج الرأسمالية ،وتطور العلوم اإلنسانية
والتجريبية .واملرحلة الثانية التي انشغل فيها هابرماس ببناء نظرية اجتماعية قائمة
على حركة تنويرية جديدة أو استئناف القديمة ،وصياغة عقالنية تسترشد
باملنجزات العصرية لعلوم الطبيعة والعلوم االجتماعية ،وخاصة علم االجتماع،
وعلوم اللغة واالتصال ،وعلم النفس التربوي التطوري12.
ويمكن أن نحدد ،بدورنا ،مراحل أخرى لفكر هابرماس ،ففي املرحلة األولى ،انتقد
الوضعية العلمية واملنطقية .وبعد ذلك ،انتقل إلى الحداثة ليعتبرها دليال على العقل
التنويري مقابل النزعات الالعقالنية التقويضية والتفكيكية ،وقد اعتبر الحداثة
نموذجا للتحرر من كل أنواع السيطرة ،حيث تتطابق النظرية والتطبيق ،واملعرفة
واملصلحة ...و ركز أيضا على االتصال بأنواعه باعتباره وسيلة لبناء املعرفة ،وليس
مجرد تبادلها ،كما أشار إلى ذلك في كتابه( االتصال ونشوء املجتمع)( .)3633وقد
أعاد للقيم واملعايير االجتماعية أهميتها ،وتبنى الكفاءة األخالقية مضمونا لالتصال
االجتماعي ،وخاصة في كتابه( نظرية الفعل االتصالي)(3603م) .لكن هابرماس ينتقد
- 11نفسه ،ص.323:
- 12نفسه ،ص.333-332:
19
(مابعد الحداثة) التاريخية ابتداء من عام 3603م؛ حيث يرجع فشلها إلى اختالل
التوازن بين القيمة املعنوية والقيمة املادية؛ مما حول عقالنية التنوير إلى حالة
مرضية ،وتلك هي الحال التي يصف بها تصور فرانسوا ليوتار وجان بودريار ملا بعد
الحداثة.13
/3التواصل من املنظورالسيميائي:
يمثل هذا االتجاه كل من برييطو( ،) Prietoومونان( ،)Mouninوبويسنس(
،) Buyssensوكرايس( ،)Griceوأوستين( ،)Austinوفتجنشتاين(،) Wittgenstein
وأندري مارتينيه( .)Martinetويرى هذا االتجاه في الدليل على أنه أداة تواصلية .أي:
مقصدية إبالغية .ويعني هذا أن العالمة تتكون من ثالثة عناصر :الدال ،واملدلول،
والوظيفة أو القصد .وهؤالء اللسانيون واملناطقة اليهمهم من الدوال والعالمات
السيميائي ة غير اإلبالغ والوظيفة االتصالية أو التواصلية .وهذه الوظيفة التؤديها
األنساق اللسانية فحسب ،بل هناك أنظمة سننية غير لغوية ذات وظيفة
سيميوطيقية تواصلية .إن السيميولوجيا -حسب بويسنس -هي دراسة لطرائق
التواصل والوسائل املستعملة للتأثير في الغير قصد إقناعه أو حثه أو إبعاده .أي :إن
موضوع السيميولوجيا هو التواصل املقصود ،وال سيما التواصل اللساني
والسيميوطيقي.
وقد طالب" بعض السيميائيين (بويسنس ،وبرييطو ،ومونان) تالفيا لتفكك موضوع
السيميائية ،بالعودة إلى الفكرة السوسيرية بشأن الطبيعة االجتماعية للعالمات،
لقد حصروا السيميائية بمعناها الدقيق ،في دراسة أنساق العالمات ذات الوظيفة
التواصلية.وهكذا ،يذهب مونان إلى القول بأنه ينبغي من أجل تعيين الوقائع التي
تدرسها السيميائية تطبيق املقياس األساس ي القاض ي بأن هناك سيميوطيقا أو
سيميولوجيا إذا حصل التواصل14".
- 13نفسه،ص.336-332:
- 14عواد علي :معرفة اآلخر ،مدخل إلى املناهج النقدية الحديثة ،املركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء،
الطبعة األولى سنة ،3662ص.03:
20
والتواصل لدى بويسنس هو الهدف املقصود من السميولوجيا ،وهذا ما أكده
برييطو" ينبغي للسيميولوجيا حسب بويسنس ،أن تهتم بالوقائع القابلة لإلدراك
املرتبطة بحاالت الوعي ،واملصنوعة قصدا من أجل التعريف بحاالت الوعي هذه،
ومن أجل أن يتعرف الشاهد على وجهتها ...التواصل في رأي بويسنس هو ما يكون
موضوع السيميولوجيا".15
وثمة أمارات متنوعة ،كاألمارات العفوية ،واألمارات العفوية املغلوطة ،واألمارات
القصدية .ومن هنا ،تركز السيميولوجيا على الدالئل القائمة على القصدية
التواصلية .ويرى برييطو " أنه من املمكن اعتبار سيميولوجيا التواصل فرعا من
سيميولوجيا تدرس البنيات السيميوطيقية مهما كانت وظيفتها .إال أن سيميولوجيا
من هذا النوع ستلتبس بعلوم اإلنسان ،منظورا إليها في مجموعها .إذ يبدو أن موضوع
علوم اإلنسان جميعا هو البنيات السيميوطيقية التي ال تتميز فيما بينها إال بالوظيفة
التي تميز ،على التوالي ،هذه البنيات".16
ولسيماء التواصل محوران اثنان هما :العالمة والتواصل .ويتشعب كل محور من
هذين املحورين إلى أقسام .وهكذا ،يمكن أن ينقسم التواصل السيميائي إلى إبالغ
لساني ،وإبالغ غير لساني .فالتواصل اللساني يتم عبر الفعل الكالمي ،فعند
دوسوسير البد من متكلم وسامع ،باإلضافة إلى تبادل الحوار عبر الصورة الصوتية
والصورة السمعية.بينما التواصل لدى شينون وويفر يتحقق عبر الرسالة من قبل
املتكلم إلى املستقبل ،وهذه الرسالة تشفر ،فترسل عبر القناة ،ويشترط فيها الوضوح
وسهولة املقصدية لنجاح هذه الرسالة قصد أداء وظيفتها .وبعد التسليم ،يقوم
املرسل إليه بتفكيك الشفرة وتأويلها.
ويمكن الحديث ضمن هذا املعيار األخير عن معيار آخر لإلشارية ذات العالقة
االعتباطية أو الظاهرية " ،كالصليب األخضر الذي يشير إلى الصيدلية ،ويتفرع عنه
أيضا معيار لإلشارية يقيم عالقة بين معنى الرسالة والعالمات التي تنتقل هذه
الرسالة بواسطتها .كما يتفرع عنه أخيرا معيار لإلشارية ينوب مناب املعيار األول:
فالكالم معيار لإلشارية املباشرة ،إذ الش يء يحول بين األصوات امللتقطة ودالالتها
التي رسمت لها ،ولكن املورس يعد معيارا نيابيا ،إذ إنه لكي يتوصل إلى املعنى الذي
يريد هذا املورس أن ينقله ،البد من االنتقال من العالمة فيه إلى العالمة في الكتابة
الصوتية ،ثم من العالمة في الكتابة الصوتية إلى العالمة الصوتية18".
23
عندما نريد مقاربة نص أو خطاب تواصلي ما بغية فهم أنسقته التفاعلية والتبادلية
والتواصلية وتفسيرها .وهذه العناصر هي:
زمنية التواصل() temporalité؛
املكانية أو املحلية( )localisation؛
السنن أو لغة التواصل( التشفير والتفكيك)()code؛
السياق()contexte؛
رهانات التواصل( )enjeux de communication؛
التواصل اللفظي( اللغة املنطوقة) والتواصل غير اللفظي(اللغة الجسدية
والسيميائية)( ) communication verbale et non verbale؛
إرادة التواصل( بث اإلرسالية قد تكون إرادية أو غير إرادية)( volonté de
)communication؛
الفيدباك أو التغذية الراجعة ،بتصحيح التواصل ،وتقويته ،وتدعيمه،
وإنهائه( )feedback؛
شبكة التواصل(.)le Réseau.
24
سنكتفي ببعض النماذج التواصلية املعروفة قصد معرفة التطورات التي لحقت هذه
النظريات ،والعالقات املوجودة بينها:
/1النموذج السلوكي:
وضع هذا النموذج املحلل النفس ي األمريكي الزويل( ) D . Harold Lasswellسنة
3620م .ويتضمن هذا النموذج مايلي:
من؟ ( املرسل) ،يقول ماذا؟( الرسالة) ،بأية وسيلة؟ ( وسيط) ،ملن؟ (املتلقي) ،وألي
تأثير( أثر).
ويرتكز هذا النموذج على خمسة عناصر هي:املرسل ،و الرسالة ،والقناة ،واملتلقي،
و األثر.
ويمكن إدراج هذا النموذج ضمن املنظور السلوكي الذي انتشر كثيرا في الواليات
املتحدة األمريكية ،ويقوم على ثنائية املثير واالستجابة .ويظهر هذا املنظور بجالء
عندما يركز الزويل على الوظيفة التأثيرية .أي :التأثير في املرسل إليه من أجل تغيير
سلوكه إيجابا وسلبا.
ومن سلبيات هذا النظام أنه يجعل املتقبل سلبيا في استهالكه ،ويمتاز منظوره
بتملكه للسلطة في استعمال وسائل التأثير اإلشهاري في جذب املتلقي ،والتأثير فيه
لصالح املرسل.
/2النموذج الرياض ي:
25
لقد وضع املهندس كلود شانون( ،) Claude Shannonوالفيلسوف وارين
و ايڤر( ) Waren Weaverهذا النموذج سنة 3626م .ويركز هذا التصور الرياض ي
على املرسل ،والترميز ،والرسالة ،وفك الترميز ،والتلقي.
ويهدف هذا النموذج إلى فهم اإلرسال التلغرافي بغية فهم عملية اإلرسال من نقطة
Aإلى Bبوضوح دقيق ،دون إحداث أي انقطاع أو خلل في اإلرسال بسبب التشويش.
ويتلخص مبدأ هذا النظام بكل بساطة فيمايلي:
"يرسل مرسل شفرته املسننة إلى متلق يفك تلك الشفرة".
ومن ثغرات هذا النظام الخطي أنه ال يطبق في كل وضعيات التواصل ،خاصة إذا
تعدد املستقبلون ،وانعدم الفهم االجتماعي والسيكولوجي في أثناء التفاعل التواصلي
بين الذوات املفكرة .كما يبقى املتقبل سلبيا في تسلمه للرسائل املشفرة.
/3النموذج االجتماعي:
هو نموذج ريلي وريلي( ) Riley &Rileyالذي يعتمد على فهم طريقة انتماء األفراد إلى
الجماعات .فاملرسل هو املعتمد ،واملستقبل هم الذين يودعون في جماعات أولية
اجتماعية ،مثل :العائالت ،والتجمعات ،والجماعات الصغيرة...
وهؤالء األفراد يتأثرون ،ويفكرون ،ويحكمون ،ويرون األشياء بمنظار الجماعات التي
ينتمون إليها ،والتي بدورها تتطور في حضن السياق االجتماعي الذي أفرزها .ويالحظ
أن هذا النموذج ينتمي إلى علم االجتماع ،وخاصة علم النفس االجتماعي؛ حيث
يرصد مختلف العالقات النفسية واالجتماعية بين املتواصلين داخل السياق
االجتماعي .وهذا ما يجعل هذا النظام يساهم في تأسيس علم تواصل الجماعة ( la
.)communication de groupe
ومن املفاهيم التواصلية املهمة داخل هذا النظام مفهوم السياق االجتماعي واالنتماء
إلى الجماعة.
26
/4النموذج اللساني:
إن الذي وضع هذا النموذج اللساني الوظيفي هو رومان جاكبسون( Roman
)Jackobsonفي سنة 3632م عندما انطلق من مسلمة جوهرية أال وهي أن التواصل
هو الوظيفة األساسية للغة ،وارتأى أن اللغة تتضمن ستة عناصر هي :املرسل،
والرسالة ،واملرسل إليه ،والقناة ،واملرجع ،واللغة .ولكل عنصر وظيفة خاصة:
فاملرسل وظيفته انفعالية تعبيرية ،والرسالة وظيفتها جمالية من خالل إسقاط
محور االستبدال على محور التركيب ،واملرسل إليه وظيفته تأثيرية وانتباهية ،والقناة
وظيفتها تواصلية وحفاظية ،واملرجع وظيفته مرجعية أو موضوعية ،واللغة أو السنن
وظيفتها(ه) لغوية أو وصفية.
وهناك من يزيد الوظيفة السابعة إلى الخطاب اللساني ،وهي الوظيفة األيقونية ،بعد
ظهور كتابات جاك دريدا( ، )J . Derridaوانبثاق السيميوطيقا التواصلية.
وقد تأثر جاكبسون ،في هذه الخطاطة التواصلية ،بأعمال فرديناند
دوسوسير( ،) Ferdinand. De Saussureوالفيلسوف املنطقي اللغوي جون
أوسطين( .)John L. Austin
/5النموذج اإلعالمي:
27
يقوم هذا النموذج اإلعالمي على توظيف التقنيات اإلعالمية الجديدة ،كالحاسوب،
واإلنترنت ،والذاكرة املنطقية املركزية في الحاسوب .ومن مرتكزات هذا النموذج:
خطوة االتصال ،وخلق العالقة الترابطية( phase de mise en contact/
،)connexionو خطوة إرسال الرسائل ،وخطوة اإلغالق( phase de
.)clôture/déconnexionأي :يستند هذا النموذج اإلعالمي إلى ثالث مراحل أساسية:
الشروع في االتصال ،والتشغيل ،وإيقاف التشغيل.
/6النموذج التربوي:
يتكئ التواصل التربوي على املرسل ( املدرس) ،والرسالة ( املادة الدراسية) ،واملتلقي (
التلميذ) ،والقناة( التفاعالت اللفظية وغير اللفظية) ،والوسائل الديدكتيكية (
املقرر واملنهاج ووسائل اإليضاح والوسائل السمعية البصرية،)...
واملدخالت(الكفايات واألهداف) ،والسياق(املكان والزمان واملجزوءات) ،واملخرجات(
تقويم املدخالت) ،والفيدباك (تصحيح التواصل ،وإزالة عمليات التشويش وسوء
الفهم).
هذه نظرة مختصرة إلى مفهوم التواصل ،وعناصره ،وأنواعه ،ومكوناته ،ونظرياته.
ومن ثم ،يبدو أن التواصل عبارة عن عملية تبادل للرسائل بين املرسل واملتلقي في
سياق ما بقصد التأثير ،والتبليغ ،واإلقناع .ومن ثم ،فالتواصل أنواع عدة ،ومن
أهمها :التواصل اللساني ،والتواصل السيميائي ،والتواصل التربوي .ويترتب على هذا
التواصل مجموعة من املنظورات والنماذج ،مثل :النموذج اإلعالمي ،والنمودج
الرياض ي ،والنمودج االجتماعي ،والنموذج التربوي ،والنموذج اللساني ،والنموذج
اللساني.
28
الفصل الثاني:
التواصل اللساني والسيميائي
29
إذا كانت اللسانيات تعتمد على التواصل اللغوي والتعبيري باستعمال اللغة
املنطوقة ،فإن السيميائيات تنبني على التواصل البصري واإلشاري.
أوال ،التواص ــل اللفظ ــي:
يشغل التواصل اللغوي -الذي يتحقق بين الذوات املتكلمة -وحدات فونيمية،
ومقطعية ،ومورفيمية ،ومعجمية ،وتركيبية .أي :يعتمد التواصل اللغوي على
أصوات ،ومقاطع ،وكلمات ،وجمل.
ويتجسد التواصل اللغوي عبر القناة الصوتية السمعية .أي :يتكئ أساسا على اللغة
اإلنسانية ،ويتحقق سمعيا وصوتيا .فاللغة املنطوقة لها مستوى لغوي ،وهو عبارة
عن نظام من العالمات الدالة ( عالقة الدال باملدلول باملفهوم السوسيري) التي هي
بمثابة نسق من الوحدات نسميها :وحدات الخطاب.
وتتفق البنيوية والتداولية على اعتبار اللغة وسيلة للتواصل ،على عكس التوليدية
التحويلية بزعامة نوام شومسكي التي ترى أن اللغة ذات وظيفة تعبيرية .و من ثم،
تقر أن التواصل ما هو إال وظيفة إلى جانب وظائف أخرى قد تؤديها اللغة.
30
وترى املدرسة الوظيفية األوربية ،بشقيها الشرقي والغربي ،أن اللغة اإلنسانية
وظيفتها التواصل .فأندري مارتيني يعرف اللغة -كما قلنا سابقا -على أنها تلفظ
مزدوج ،وظيفتها األساسية هي التواصل .ويعني بالتلفظين :املونيمات والفونيمات.
وتذهب سيميولوجية التواصل إلى تبني وظيفة املقصدية ،ويمثل هذا االتجاه :جورج
مونان ،وبرييطو ،وبويسنس ،واملدرسة الوظيفية بصفة عامة.
فالذي يريد أن يدرس اللغة أداة للتواصل ،ينبغي له أن يستند إلى علوم لسانية،
كعلم الداللة ،والسيميوطيقا ،والسيميولوجيا .ويقول نادرمحمد سراج:
" يتواصل متكلمو لغة إنسانية معينة فيما بينهم بسهولة ويسر ،وذلك مرده إلى أن
كال منهم يمتلك ويستخدم في البيئة اللغوية عينها ،نسق القواعد نفسه ،األمر الذي
يتيح له سهولة استقبال ،وإرسال ،وتحليل املرسالت اللغوية كافة ،هذا ما يحدث
مبدئيا عبر ما نسميه شكل التواصل الكالمي( )Communication verbalوهو
الشكل األكثر انتشارا واستعماال".19
وكانت الوظيفة التواصلية في اللغة معروفة عند النحاة وعلماء اللغة العربية
القدامى ،فابن جني يقول في باب ":القول على اللغة وما هي:
" أما حدها :فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم".20
أما علماء اللغة ،فقد طرقوا ،بدورهم ،موضوع وظيفة اللغة ،فاتفق أغلبهم على أن
وظيفتها هي التعبير والتواصل والتفاهم ،ويبرز في هذا املجال األلسني الفرنس ي
أندريه مارتيني الذي يؤكد -بدوره ومن خالل كالمه عن اللغة اإلنسانية باعتبارها
مؤسسة من املؤسسات اإلنسانية -أن هذه األخيرة " إنما تنتج عن الحياة في املجتمع،
وهذا هو تماما حال اللغة اإلنسانية التي تدرك بشكل أساس ي كأداة للتواصل"21.
-19محمد نادر سراج ( :التواصل غير الكالمي بين الخطاب العربي القديم والنظر الراهن) ،الفكر العربي
املعاصر ،لبنان ،العددان ،03/02 :السنة 3662م ،ص.02:
-20ابن جني :الخصائص ،ص.66:
21 - André Martinet: Eléments de linguistique générale. Armand Colin. Paris 1970.p:9.
31
ويسير في هذا االتجاه لسانيو التيار البراجماتي أو الذرائعي أو التداولي ،كڤان ديك،
وهاليداي.
ثانيا ،التواصـ ــل غيراللف ــظي:
تقوم القناة البصرية بدور أساس ي في التواصل ،على أساس أن فعل التواصل بين
املرسل واملرسل إليه ال يوظف فقط نسقا لغويا منطوقا فحسب ،بل إنه يستعمل
نظاما من اإلشارات والحركات واإليماءات التي تندرج فيما نسميه بالتواصل غير
اللفظي ،وهو" مجموع الوسائل االتصالية املوجودة لدى األشخاص األحياء ،والتي ال
تستعمل اللغة اإلنسانية أو مشتقاتها غير السمعية ( الكتابة ،لغة الصم والبكم)"22
وتستعمل لفظة التواصل غير اللفظي للداللة على " الحركات وهيئات وتوجهات
الجسم وعلى خصوصيات جسدية طبيعية واصطناعية ،بل على كيفية تنظيم
األشياء والتي بفضلها تبلغ معلومات"23.
وهكذا ،فإن مالحظة عادية ملا يجري داخل الفصل الدراس ي من سلوكات غير لفظية
بين املدرس والتالميذ تشكل كنزا من املعلومات واملؤشرات على جوانب انفعالية
ووجدانية .كما أنها تكشف عن املخفي واملستتر في كل عالقة إنسانية .وفي هذا
الصدد ،يقول فرويد:
" من له عينان يرى بهما يعلم أن البشر اليمكن أن يخفوا أي سر ،فالذي تصمت
شفتاه يتكلم بأطراف أصابعه ،إن كل هذه السموم تفضحه".24
من هنا ،يساعدنا التواصل املرئي على تحديد الجوانب التالية:
تحديد املؤشرات الدالة على االنفعاالت والعالقات الوجدانية بين املرسل
واملتلقي ؛
- 22بيير جيرو :السيمياء ،ترجمة :أنطون أبي زيد ،منشورات عويدات ،بيروت ،لبنان ،ط ،3602 ،3ص:
.336
-23بيير جيرو :نفسه ،ص.322:
24 - Edward .T.Hall: la dimension cachée. Ed Seuil. Coll. Point, n° 89.1971, P:13.
32
تعزيز الخطاب اللغوي ،وإغناء الرسالة بتدعيمها بالحركات لضمان استمرارية
التواصل بين املرسل واملتلقي؛
يؤشر التواصل غير اللفظي على الهوية الثقافية للمتواصلين من خالل نظام
الحركات واإلشارات الجسدية.
وقد حدد هاريسون( ) Harrissonبعض العناصر التي تتصل بالتواصل غير
اللفظي ،وحصرها في:
كل التعابير املنجزة بواسطة الجسد( حركات ،مالمح ،)...وتنتمي إلى شفرة
اإلنجاز؛
العالمات الثقافية كطريقة اللباس ،وتتمثل في الشفرة االصطناعية؛
استعمال املجال والديكور ،وتمثل الشفرة السياقية؛
اآلثار التي تحدثها أصوات وألوان ،مثل :نظام إشارات املرور ،وهي الشفرة
الوسيطة25.
25- Hall.E.T: (Proxemics: the study of man's spatial relations and bounderies), in: Man's
image in medicine and anthropology. New-York International University Press 1963.
33
املؤشر( :) Indiceوهو ما يخبر عن ش يء مستتر كالدخان ،فهو مؤشر على النار،
إذا لم تكن مرئية ،وعالمات الوجه قد تكون مؤشرا على فرح أو غضب أو حزن.
الرمز( :)Symboleوهو كل عالمة تشير إلى هوية ش يء ،مثل :الحمامة رمز
للسالم ،و امليزان رمز للعدالة.
ولقد حظي التواصل غير اللفظي -مؤخرا -باهتمام كثير من الدارسين ،مع تطور
اللسانيات والسميوطيقا وعلم النفس االجتماعي؛ حيث" تزايد اهتمام املجتمع
العلمي في السنوات املاضية بموضوع التواصل اإلشاري أو التواصل غير الكالمي
الذي أضحى ميدانا خصبا للحلقات واألبحاث واملؤلفات ،فباإلضافة إلى آالف
املقاالت وعشرات الكتب التي صدرت ،...فقد نظمت مئات الحلقات الدراسية التي
خصصت الستجالء معالم هذا العلم املستجد ،وإلبراز مجاالته التطبيقية
العملية"26
ً
إذا ،فالتواصل غير اللفظي هو تواصل بدون استخدام للغة اإلنسانية .أي :بدون
تحقق سمعي وصوتي .ومن ثم ،فالحقبة املعاصرة" هي التي شهدت توسع مفهوم
التواصل املتعدد القنوات من خالل أعمال وتأمالت علماء العادات وعلماء اإلنسان
وعلماء االجتماع ،إضافة إلى علماء النفس وأطباء األمراض العقلية ،وكان قد سبق
لبعض علماء اإلنسان أن أكدوا تعدد قنوات االتصال في بداية القرن"27
وعليه ،فإن التواصل غير اللفظي مهم في تمتين العالقات اإلنسانية والبشرية ؛ حيث
يسهم في كشف رضا األفراد وانفعاالتهم داخل جماعات معينة ،واستخالص
مميزاتهم الثقافية والحضارية ،وتبيان مقوماتهم السلوكية والحركية في التعامل مع
األشياء واملواقف داخل سياقات معينة .بيد أن الخطاب اإلشاري أو الحركي غير كاف
لتأدية كل الرسائل بوضوح وشفافية ،فالبد أن يعزز بالتفاعالت اللفظية التي تزيل
كل إبهام وتشويش عن كل إرسالية غير لفظية في مجال التواصل .ومن ثم ،فاملعرفة
26 - A regarder Hall: La dimension cachée. Paris, Seuil, 1966.
27 - Hall: (Proxemics), In: Current Anthropology, 1968, p: 108.
34
الضمنية" بالدالالت االجتماعية كنسق إشاري ما ضرورية وأساسية لنجاح أية
عملية تواصل إنساني ،وبالرغم من ذلك ،فإن التواصل اإلشاري يبقى عرضة لسوء
التفسير أو اللبس ،وصوال إلى سوء التقدير ،حتى أيضا ،ألفراد البيئة اللغوية
الواحدة ،وما يمكن استخالصه كمالحظة أولية في هذا املجال هو أنه ال يمكن
للتواصل اإلشاري أن يعتمد كقناة وحيدة وأساسية للتخاطب ،بل يجب أن تكون
األولوية للغة املنطوقة التي تؤدي في أغلب الحاالت والظروف إلى اتصال أوضح ،وأكثر
دقة وأسرع داللة ،ومن ثم ،إلى تفاهم أفضل"28
ولقد ركز الباحثون كثيرا ،في دراساتهم وأبحاثهم ،على التواصل اللفظي ،مهملين
السلوكات غير اللفظية وشبه اللغوية:
" وإذا كان التواصل اللفظي وغير الكالمي يشكالن إحدى سمات السلوك البشري .
فمن باب أولى أن نعيد إلى األذهان أن الباحثين ركزوا جهودهم سابقا على االعتناء
بشكل أساس ي بالجوانب الكالمية لهذا التواصل متجاهلين ،وحسب التقليد ،الرموز
غير الكالمية التي كانوا ينسبونها عادة للتنوع الصوتي( كيفية صوتية ،تنغيم ،وقفة)
أو لغير الصوتي( نظرة ،تعبير وجهي ،إشارات ،وصفة الجسم وحركته) ،بالرغم من
تزايد االهتمام املوجه إلى التحليل التحادثي( )Indicativesإما للقواعد االجتماعية،
وإما للحاالت النفسية للمرسل"29
ومن هنا ،فإن املقاربة الوظيفية لدور هذه الرموز غير الكالمية في التفاعل االجتماعي
هو " ما ينبغي التركيز عليه والسعي إلبرازه في أية دراسة مستقبلية من هذا النوع،
وإذا كان الكالم يشكل النشاط املركزي لنمط التفاعل اإلنساني الذي نسميه عادة
بالتحادث ،فإن األهمية تكمن في اعتبار هذا التحادث ورؤيته كظاهرة لالتصال
املتعدد القنوات الذي يشتمل على عالئق متبنية جدا للرموز كالمية كانت أم غير
كالمية.
-28بيير جيرو :السيمياء ،ترجمة :أنطون أبي زيد ،منشورات عويدات ،بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى ،
3602م ،ص.330:
-29بيير جيرو :نفسه ،ص.330:
35
إن ما يجب أن نخلص إليه في هذه املقاربة التي سعينا من خاللها أن أية دراسة
للرموز غير الكالمية يجب أن ال يتم بشكل منعزل ،كعزل القناة البصرية عن القناة
السمعية ،بل باألحرى ينبغي إيالء وظائف األشكال العام ( )Configurationsاملتعددة
القنوات للرموز أهمية كبرى نظرا لدورها املميز في هذا املجال".30
وعليه ،يمكن للتواصل أن يتحقق" أيضا بواسطة أشكال تخاطبية ليست بالضرورة
كالمية تحل أحيانا محل التواصل الكالمي ،ال بل وتصاحبه أحيانا كثيرة .وهذه
األشكال األخيرة التي تعرف بالتواصل غير الكالمي أو باسم اللغة الالمنطوقة أو غير
اللفظية ليست حكرا على اإلنسان ،بل هي معروفة أيضا لدى الفصائل الحيوانية
التي يتصل بعضها ببعض عن طريق األصوات والحركات واإلشارات".31
ويسمح التواصل غير اللفظي بفهم التحفيزات والتفاعالت اإلنسانية .وقد كان هذا
التواصل غير السلوكي وراء عدة بحوث مهمة تعتمد على تقنيات الفيديو،
وماكينوطوسكوب ،والحاسوب في مختلف التخصصات ،مثل :علم النفس ،وعلم
النفس االجتماعي ،واللسانيات ،والسميوطيقا ،واألنتروبولوجيا ،واإلثنولوجيا (علم
العادات).
وقد وقع تقدم ملحوظ ومعتبر في هذه املجاالت ،على عكس البيداغوجيا التي هي
بعيدة عن هذا املجال ،ولم تخض غمار هذا البحث إال مؤخرا.
ولقد قدم علماء اإلثنولوجيا أبحاثا مهمة في هذا الصدد ،فحضور التواصل غير
اللفظي يتجلى ،بشكل واضح ،في املسرح وامليم واملوضة والرقص والرسم والنقش
والنحت ،غير أن السلوكيات غير اللفظية لم تثر انتباه املفكرين والباحثين قديما
وحديثا ،على الرغم من استعمالهم لها.
وإذا كانت األنساق الداللية تنقسم إلى قسمين كبيرين :أنساق داللية طبيعية
وأنساق داللية اجتماعية ،فإن األنساق الداللية االجتماعية تنقسم إلى أنساق
31 - Julia Kristeva: Recherches pour une sémanalyse. ED, n°:96.Paris 1969.P:39.
36
داللية اجتماعية لفظية ،وأنساق داللية اجتماعية غير لفظية .فاألنساق الداللية
الطبيعية هي تلك األنساق التي توجد في حضن الطبيعة .ومن سمات هذه األنساق
أنها غير مؤسسية ،فاإلنسان هو الذي وظفها داخل مجال الدالئل ،وأسند إليها
دالالت معينة .أما األنساق الداللية االجتماعية ،فهي" في اآلن نفسه األنسنة وكل ما
نتج عنها .أي :إنها ما قبل التاريخ اإلنساني والتاريخ اإلنساني منظورا إليه من زاوية
السيميوطيقا العامة"32
أما األنساق الداللية االجتما عية ،فهي تلك األنساق التي تتميز بكونها مؤسسية ،وأنها
أيضا من نتاج عمل اإلنسان ،وهي تتفرع إلى أنساق لفظية وغير لفظية .فاللفظية
هي" تلك األنساق التي لها لغات ولها خصوصياتها املتنوعة وإعدادات ،مثل :األنواع
السننية .وتقوم هذه األنواع السننية على التمايزات التي يحدثها اإلنسان في مادة
الصوت"33
ومن الواضح أن روس ي الندي" يقص ي من هذا النوع من األنساق اللغة الشعرية
واللغات التقنية واللغة الطقوسية واللغات اإليديولوجية املختلفة ولغة الرياضيات.
وعالوة على ذلك ،فإن مفهوم األنساق اللفظية عنده ال يأخذ بعين االعتبار تمايز بين
ماهو منطوق وماهو مكتوب ،فهذا املفهوم يشملهما معا".34
أما األنساق الداللية االجتماعية غير اللفظية ،فهي تلك التي " ال تستعمل أنواعا
سننية قائمة على أصوات بها ،ولكنها تستعمل أنواعا سننية قائمة على أنماط أخرى
من األشياء ،هاته األشياء األخرى التي يسميها باألجسام هي إما أشياء توجد قبليا في
الطبيعة ،وإما أن اإلنسان أنتجها لغايات أخرى ،وإما أنها أنتجت لغرض أن تستعمل
بوصفها دالئل ،أو أنها استعملت باعتبارها دالئل في الفعل نفسه الذي نتجت فيه"35
وتتكون األنساق غير اللفظية التي لها وظيفة تواصلية مما يلي:
-32حنون مبارك :دروس في السيميائيات،دار توبقال للنشر ،الطبعة األولى سنة 3603م ،ص.22 :
-33حنون مبارك :نفسه ،ص.22:
-34نفسه ،ص.26-22:
-35نفسه ،ص.26:
37
-3حركات األجسام( )Kinesicوأوضاع الجسد( :)Posturalمثل :التواصل
باإلشارات ،وتعابير الوجه ،وتعابير أخرى ،وأوضاع الجسد....
-2اإلشارات الدالة على القرب( :)Proxémiqueيتعلق باستعمال اإلنسان
للمجال املكاني؛
-6التواصل اللمس ي والشمي والذوقي والبصري والسمعي إلى درجة نستطيع
فيها إبعاد أنساق داللية غير لفظية أخرى ،قائمة أيضا على السمع والبصر؛
-2التواصل الشيئي :هي األنساق القائمة على أشياء يروضها اإلنسان ،وينتجها ،
ويستعملها :ثياب ،وحلي ،وزخارف ،وأدوات مختلفة ،وآالت بناء من كل نوع ،
وموسيقا ،وفنون رمزية؛
-3التواصل املؤسساتي :املقصود به كل أنواع التنظيمات االجتماعية،
وبالتحديد كل األنساق املتصلة بروابط القرابة والطقوس واألعراف والعادات
والنظم القضائية والديانات والسوق االقتصادي36.
-36نفسه ،ص.26:
38
-2العالقات الشمية :كالعطور مثال؛
-6التواصل اللمس ي :كالقبلة والصفعة؛
-2سنن الذوق :ويتعلق األمر بممارسة الطبخ؛
-3العالمات املصاحبة ملا هو لساني( :)Paralinguistiqueكأنماط األصوات في
ارتباطها مع الجنس والسن والحالة الصحية ...ومثل العالمات املصاحبة للغة
كالكيفيات الصوتية ( علو الصوت ،ومراقبة العملية النطقية ،)...وكالصوتيات (
األمزجة الصوتية :الضحك ،والبكاء ،والتنهدات)؛
-3السيميوطيقا الطبية :وهي تبين لنا عالقة األعراض باملرض؛
-3حركات األجسام واإلشارات الدالة على القرب :ويتعلق األمر باللغات اإلشارية
الحركية( )Gestuels؛
-0األنواع السننية املوسيقية؛
-6اللغات الرمزية أو املشكلنة( ،)Formalisésمثل :الجبر ،والكيمياء ،وسنن
الشفرة()Morse؛
-11اللغات املكتوبة واألبجديات املجهولة واألنواع السننية السرية؛
-33اللغات الطبيعية :مثل :اللغة العربية ،والفرنسية ،واإلنجليزية ،واإلسبانية؛
-32التواصل املرئي :مثل :األنساق الخطية ،واللباس ،واإلشهار؛
-36نسق األشياء :مثل املعمار وعامة األشياء؛
-32بنيات الحكي والسرد؛
-33األنواع السننية الثقافية :مثل :آداب السلوك ،والتراتبات ،واألساطير،
واملعتقدات الدينية القديمة؛
-33األنواع السننية والرسائل الجمالية :مثل علم النفس ،واإلبداع الفني،
والعالقات بين األشكال الفنية واألشكال الطبيعية؛
-33التواصل الجماهيري :مثل :علم النفس ،وعلم االجتماع ،والبيداغوجيا،
ومفعول الرواية البوليسية ،واألغنية؛
39
الخطابة 37.La rhéthorique -30
ً
تلكم – إذا -هي أهم اآلليات التواصلية التي تتعلق بلسانيات التواصل اللفظي وغير
اللفظي ،وهي أساسية في تفكيك الخطابات كيفما كانت ،وتركيبها من جديد.
ومن هنا ،فالسيميائيات في حاجة ماسة إلى معرفة األنظمة التواصلية ،وتحديد
شفراتها السننية ،وإرساء مصطلحاتها اإلجرائية والتطبيقية لفهم نظام التواصل
وتفسيره ،وتبيان طرائق اإلرسال والتلقي ،ورصد الوسائل واملدخالت واملخرجات التي
يرتكن إليها التواصل اللفظي وغير اللفظي على حد سواء.
وإذا كانت اللسانيات مؤهلة لدراسة التواصل اللفظي كما يثبت ذلك فرديناند
دوسوسير ،في كتابه( محاضرات في اللسانيات العامة) ،فإن السيميولوجيا أو
السيميوطيقا مؤهلة أيضا لدراسة األنظمة التواصلية غير اللفظية .في حين ،يرى
روالن بارت ،في كتابه( عناصر السيميولوجيا) ،أن اللسانيات هي التي تملك القدرة
وحدها على رصد التواصل اللفظي وغير اللفظي.
-37نفسه ،ص.22:
40
الفصل الثالث:
التواصل التربوي اللفظي وغير اللفظي
41
ينبني التواصل التربوي على ماهو لفظي وغير لفظي .بمعنى أن التواصل التربوي
يستعمل قناة لغوية اتصالية قائمة على اللغة املصوتة واملسموعة لفظيا .في
حين ،يعتمد التواصل التربوي غيراللفظي على قناة بصرية وسيميائية.
أوال ،التواص ــل اللفظ ــي البيداغوجي:
تستند العملية الديدكتيكية الناجحة ،داخل الفصل الدراس ي ،إلى تفعيل الحوار
التربوي الهادف والبناء ،وتنشيط الدرس بصياغة أسئلة ووضعيات متدرجة من
البساطة نحو الصعوبة بغية التثبت من مدى تحقق الكفايات املسطرة ،وتنفيذ
األهداف املرسومة من قبل املدرس واملنهاج املدرس ي.
وترتبط عملية التواصل ،داخل الفصل الدراس ي املغلق ،بين مرسل وهو املدرس،
ومتلق وهو التلميذ املتعلم ،فيقوم املدرس بتقديم املادة الدراسية وفق أهداف
وكفايات محددة بدقة ،وهذه األهداف والكفايات قد تكون عامة أو نوعية أو خاصة
أو إجرائية .ويقسم املدرس املادة الدراسية التي تعتبر في النموذج التواصلي عبارة عن
رسالة تربوية إلى مراحل ووحدات دراسية وأنشطة تربوية ،باحترام وحدة التمهيد ،
ووحدة العرض ،ووحدة الخاتمة ،ويكون تقطيع املادة في انسجام كلي مع التقويم
القبلي ،والتقويم التكويني ،والتقويم التشخيص ي.
ويوجه املدرس املادة الدراسية التي تكون جزءا من املقرر الدراس ي أو املنهاج التعليمي
إلى متعلم قد يكون صفحة بيضاء ،أو قد يكون وارثا ملجموعة من القدرات الفطرية
الذهنية التي تؤهله للتعلم واالكتساب ،باستخدام مجموعة من الوسائل
الديدكتيكية املادية واملعنوية ،مثل :توظيف الكتب ،والوثائق ،والوسائط السمعية
البصرية ،والشروح املستفيضة ،واملذكرات الوزارية ،إلخ.
42
وال ينجح الدرس الديدكتيكي إال إذا أخضع للتشخيص والتقويم والتغذية الراجعة(
) Feed Backمن أجل دعم العملية التعليمية -التعلمية ،وتصحيح األخطاء املنهجية
،بملء الفراغات التي أثرت سلبا في خطوات العملية الدراسية.
ومن ثم ،يستهدف التواصل البيداغوجي الديدكتيكي فهم آليات نقل الخبرات
والتعلمات والقيم واألنشطة الحركية من املدرس إلى املتعلم ،والعمل على إدراكها
وتفسيرها ،وضبط طرائق التفاعل والتبادل والحوار .ويتخذ التواصل البيداغوجي
أنواعا ثالثة:
/1التواصل املعرفي:
يهدف التواصل املعرفي إلى نقل املعلومات واستقبالها ،وهو تواصل يركز على
الجوانب املعرفية ومراقيها .أو بتعبير آخر ،إنه يركز على اإلنتاجية واملردودية .ويهدف
هذا التواصل إلى نقل الخبرات والتجارب إلى املتلقي وتعليمه طرائق التركيب
والتطبيق والفهم والتحليل والتقويم بصفة عامة .إنه يهدف إلى تزويد املتلقي باملعرفة
واملعلومات الهادفة .ومن ثم ،يقوم هذا التواصل على تبادل اآلراء ،ونقل املعارف
وتجارب السلف إلى الخلف.
ويسهم السلوك اللفظي وغير اللفظي في التواصل املعرفي ،إذا احترم شروط
السيكولوجيا التي تحيط باملتلقي أو يعيشها .فالرفع من اإلنتاجية املعرفية اليتم إال
بسلوكيات لفظية ديمقراطية ،تعتمد على روح املشاركة ،والطريقة التربوية
الالتوجيهية ،وتمثل مبدإ التسيير الذاتي ،واألخذ بالتفاعل الديناميكي البناء ،وكذلك
عبر سلوكات لفظية وغير لفظية ،مثل :حركات التنظيم ،والحركات الديدكتيكية،
وحركات التقويم والتمجيد .وهكذا ،اليمكن عزل التواصل املعرفي عن التواصل
الوجداني إال من باب املنهجية ليس إال.
وثمة صنافات بيداغوجية في مجال التواصل املعرفي كصنافة بلوم( ) Bloomالتي
تتمثل في املراقي التالية :املعرفة ،والفهم ،والتطبيق ،والتحليل ،والتركيب ،والتقويم.
43
44
/2التواصل الوجداني:
إن من بين أهم وظائف التواصل التأثير في املتلقي سلبا أو إيجابا ".فهناك تواصل
كلما أمكن لجهاز معين وباألخص جهاز حي أن يؤثر في جهاز آخر بتغيير فعله انطالقا
من تبليغ إرسالية".38
وبهذا املفهوم ،يقصد بالتواصل كل التأثيرات التي يمارسها نظام في آخر ،مثل :تلك
العالقة التي تنبني على تطبيق أوامر وتعليمات أو ترديد إحداث تغيير في سلوك
اآلخر .وتعتبر السلوكية من أهم التيارات السيكولسانية التي ركزت على الوظيفة
التأثيرية؛ ألن التواصل -حسب املنظور السلوكي -يرتكز على مفهومي املثير
واالستجابة .لذلك ،يترك السلوك اللفظي أو غير اللفظي ،في وجدان املتلقي ،تأثيرات
شعورية ،تكون لها انعكاسات إيجابية ،مثل :التعاون ،والتماثل ،واالندماج؛
وانعكاسات سلبية مثل :التعارض ،والصراع ،والتنافس .ومن ثم ،فالعمليات
اإليجابية" أقوى أثرا وأبقى من العمليات السلبية ،وإال ملا بقيت املجتمعات
اإلنسانية أو تقدمت نحو الرقي والنهوض ،فالصراع والعمليات السالبة عموما
مجالها محدود ،وكذلك أسلوبها؛ ذلك ألن الحياة تضطر األفراد بمختلف مصالحهم
أو مواقفهم إلى أن يوافقوا أنفسهم باآلخرين ،و يتخلصوا من الصراع إلى االندماج أو
التكيف مع البيئة".39
ً
إذا ،يقصد بالتواصل الوجداني ،في مجال البيداغوجيا ،اكتساب امليول واالتجاهات
والقيم ،وتقدير جهود اآلخرين ،بتفاعل املتعلم مع املادة املدروسة ،واكتسابه
الخبرات بأنواعها املباشرة وغير املباشرة.
ولقد خصص للمجال الوجداني صنافات بيداغوجية ،ومن بين املهتمين بهذا املجال
كراتهول( )Krathwolالذي خصص صنافة تتكون من خمسة مستويات ذات صلة
38- Gilles Amado/ André Guillet: la dynamique des communications des groupes. ED.
Armand Colin.P:3.
-39جميلة العسال :دروس في التربية وعلم النفس ،املركز التربوي الجهوي بفاس ،مطبوع جامعي ،السنة
الدراسية ،3603-3602:ص.323:
45
وثيقة باملواقف والقيم واالهتمامات واالنفعاالت واألحاسيس والتوافق واملعتقدات
واالتجاهات ،فكرية كانت أم خلقية .وهذه املستويات هي:
التقبل.
االستجابة.
الحكم القيمي.
التنظيم.
التمييز بواسطة قيمة أو بواسطة منظومة من القيم.
-40مادي لحسن :األهداف والتقييم في التربية ،شركة بابل للطباعة والنشر ،الرباط ،املغرب ،الطبعة
األولى سنة 3662م ،ص.33:
46
االستعدادات اإلدراكية.
الصفات البدنية.
املهارات الحركية لليد.
التواصل غير اللفظي.
وتوجد صنافة أخرى لسيمبسون ( )Simpsonتتكون من:اإلدراك الحس ي ،والتهيؤ،
واالستجابة املوجهة ،واآللية ،واالستجابة املعقدة ،والتكيف ،واالبتكار.
وعليه ،ينبني املنهاج الدراس ي على تجميع مجموعة من الوحدات الداللية والخبرات
التعلمية ،في شكل معارف ذهنية وعقلية ،وميول وجدانية ،وتداريب حركية ،
وأنشطة تطبيقية ،وأسئلة تكوينية في شكل وضعيات كفائية ،ينبغي أن يترجمها
املدرس ميدانيا داخل قاعة الدرس ،بواسطة حوارات ترد في شكل أسئلة وأجوبة ،
أوفي شكل تفاعالت لفظية كالمية مندمجة في وحدات صوتية ومقطعية وكلمات
وجمل تتسم باالتساق واالنسجام الداللي والتركيبي.
47
وقد يكون التواصل ،في املدرسة التقليدية ،تواصال خطيا أحدادي الجانب ،يتجه من
املدرس نحو املتلقي ،على أساس أن املدرس يملك املعلومات الجاهزة ،وأن التلميذ
صفحة بيضاء ،يجب أن تنقش ذاكرته باملعلومات التي يزود بها املدرس التلميذ .وهنا
،يكون التلميذ مستمعا سلبيا اليحق له الحوار والنقاش والنقد والتفاعل مع
املدرس ،بل عليه أن يحفظ ويجتر املعلومات املخزنة في الذاكرة .وكل متعلم أخل
بواجبه يتعرض للعقاب والرسوب .ومن ثم ،يبدو هذا املدرس الذي يستخدم هذه
الطريقة التقليدية مدرسا مستبدا ،يحتكر سلطة الكالم والعقاب والتأنيب ،وقتل
كل فرص الحوار والتفاعل التشاركي.
وفي املقابل ،يمكن الحديث عن التواصل الفعال الذي يكون إما تواصال عموديا ،وإما
تواصال أفقيا ،وإما تواصال دائريا ،وإما تواصال شبه دائري .ويتكئ هذا التواصل
الديمقراطي على الحوار بين التالميذ فيما بينهم في إطار بيداغوجيا الالتوجيهية ،أو
البيداغوجيا املؤسساتية ،أو البيداغوجيا الفارقية ،أو بيداغوجيا الكفايات
واملجزوءات ،أو البيداغوجيا اإلبداعية ،أو بيداغوجيا امللكات...
ويتخلى املدرس ،في هذا التواصل الفعال ،عن سلطة التلقين والتعليم واحتكار
الكالم ليأخذ صفة املرشد واملوجه؛ إذ يعتمد التالميذ على أنفسهم في إعداد الدروس
في إطار التعلم الذاتي من أجل إيجاد الحلول الناجعة لإلجابة عن كل الوضعيات
السياقية التي يواجهونها في الواقع أو في سوق الشغل .
ويقوم التواصل ،في الطرائق الفعالة ،على التعلم الذاتي ،و اللعب ،والحرية ،وتعلم
الحياة عبر الحياة .فضال عن مبدإ االنسجام ،ومبدإ التبادل املستمر ،ومبدإ اإلدراك
48
الشامل .41ومن هنا ،فالتواصل البيداغوجي الفعال هو الذي بتسم بالحرية،
والتعبير ،والتبادل ،والفعالية.42
ومن جهة أخرى ،لن يكون التواصل اللفظي فعاال وناجحا ،على مستوى الكالم
والكتابة ،إال باعتماد أسلوب واضح ومتين ومتسق ،واستعمال أسلوب حي مشوق
ومثير ،يستفز املتعلم بشكل مثير ،ويحركه ذهنيا ووجدانيا وحركيا من أجل اإلجابة
عن األسئلة املطروحة داخل الفصل الدراس ي .عالوة على احترام البناء املنطقي في
التواصل ،بتقسيم املادة الدراسية بشكل متسلسل ومترابط زمنيا وسببيا ،باختيار
القناة املناسبة لتوصيل املعارف والقيم ،وتنمية األفكار عن طريق احترام مجموعة
من املتواليات والخطوات املتعاقبة واملتسلسلة ،في شكل وحدات وأنشطة متراكبة
متسقة ومنسجمة.
وينبغي أن يتفادى التواصل اللفظي كل الصعوبات والعوائق الباتولوجية (املرضية)
التي تحول دون تحقيق تواصل فعال ،قد تؤثر سلبا في عملية التراسل بين املدرس
والتلميذ .ونذكر من هذه الصعوبات :الضجيج ،والتشويش ،والتمركز على الذات،
وعدم االنفتاح على الغير.
ناهيك عن الصعوبات الداللية الناتجة عن الرسالة املفعمة باالنزياح ،والدالالت
التضمينية التي تحمل إيحاءات شعرية متعددة ،وتشييء املتعلم بتحويله إلى كائن
سلبي مستلب ،وإغفال تمثالت التالميذ ؛ مما يجعل التواصل داخل الفصل
مستحيال .دون أن ننس ى عوائق أخرى كانفصال التلميذ عن عامله الداخلي والخارجي،
وارتكان املدرس إلى الوثوقية واالستغالل؛ حيث يلتجئ املعلم إلى تقديم معلومات
خاطئة للمتمدرس على أنها صحيحة ،يستغل بواسطتها سذاجة التالميذ وعفويتهم
البريئة باعتباره شخصا اليخطىء .ناهيك عن مجموعة من األخطاء التي يرتكبها
-41العربي أسليماني ورشيد الخديمي :قضايا تربوية ،منشورات عالم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء،الطبعة األولى 2223 ،م ،ص.63-63:
42 -Bernard Sannanès: Les fondements d'une communication efficace, Dunod, 2002,
pp:8-9.
49
املدرس ،مثل :اللحن ،والتلعثم ،وارتكاب األخطاء النحوية والصرفية ،واملساهمة في
خلق ضعف الثقة في النفس لدى املتمدرسين؛ بسبب تسلطنه املتعجرف،
واستبداده داخل الفصل ،ومنعه للحوار واملناقشات النقدية البناءة.43
وإذا كان التواصل البيداغوجي يعتمد على ثالثة مرتكزات :املدرس ،واملقرر ،واملتعلم،
فال ينبغي للمدرس أن يركز على نفسه كثيرا على حساب املقرر والتلميذ ،أو يركز
على املقرر على حساب التلميذ واملدرس ،أو يركز على التلميذ مع التضحية باملقرر،
وبوجوده الهام داخل العملية الديدكتيكية.
ومن الذين اهتموا كثيرا بالتواصل التربوي اللفظي نستحضر كال من :بازل برنشتاين،
والبوف ،وپيير بورديو ،وپاسرون ،وصوفي مواران ،وأوليفيي روبول ،وكوكوال ،وباير،
وطيط...
وعلى العموم ،يستدعي التواصل التربوي اللفظي " قيام عالقة ثنائية أو جماعية.
والتعلم الناجح هو املبني على التفاعل والتبادل .ولذلك ،اليمكن أن نتصور عملية
تعليمية -تعلمية ناجحة ليس فيها تواصل وتفاعل .كما يمكن القول بأن التواصل
التربوي داخل فصولنا الدراسية ،يكون إما نازال خطيا أحادي االتجاه ،يقوم على
نقل املعلومات واملعارف من األستاذ إلى التالميذ؛ الش يء الذي يتنافى مع التفاعل
والتشارك والحوار؛ وإما تشاركيا يقوم على حوارات أفقية وعمودية بين األستاذ
والتالميذ ،وبين التالميذ أنفسهم .وقد تأثر أصحاب التواصل األحادي ،بمنظري
اإلعالم وبعض النماذج الديداكتيكية التي ترى أن عقل التلميذ عبارة عن صفحة
بيضاء تنطبع باإلحساس والتجربة ....أما أصحاب التواصل التشاركي ،فإنهم
يستندون إلى نظرية العقل املاقبلي ؛ بمعنى أن التلميذ يتوفر على أفكار قبلية سابقة
على اإلحساس والتجربة".44
51
وكذلك ضرورة االستمرار في التكوين وإعادة التكوين ،بتجريب اآلليات الحديثة في
املالحظة ومشاهدة السلوكات غير اللفظية ،كاستخدامه للڤيديو ،والحاسوب،
واملاكينوطوسكوب ،إلخ...
و يالحظ أن املدرس يوظف في قسمه أنواعا من الحركات ،وكل حركة لها داللتها ،ولها
تأثيرها في عملية التواصل ،وكذلك التأثير في املتلقي معرفيا ،ووجدانيا ،وحركيا.
ونستحضر من بين هذه الحركات الحركات التعبيرية ،و الحركات اإلشارية ،والحركات
العالئقية املتمثلة في حركات التقويم ،وحركات التلويح باليدين ،واستخدام خطاب
العيون في التأديب أو التعبير أو التشخيص .عالوة على الحركات التي تخص تنظيم
القسم ،دون أن نغفل الحركات التي تتعلق بتنقالت املدرس داخل الفصل الدراس ي،
وكذلك الحركات الجانبية الزائدة وغير الوظيفية ،كالنظر إلى ثيابه ،وملس لحيته،
واللعب بشواربه.
ويبدو أن املدرس الناجح هو الذي يلقي درسه مستعينا بالسلوكات اللفظية وغير
اللفظية بشكل متكامل دون فصلها عن بعضها البعض .ويشترط أن تكون هذه
السلوكات وظيفية جدا ليكون لها تأثير فعال وإيجابي في املتعلمين ،إن على املستوى
املعرفي ( اإلنتاجية واملردودية) ،وإن على املستوى الوجداني ( تمثل السلوكيات
اإليجابية :كالسلوك الهادئ ،واإلحساس بالرضا واالرتياح أو بالفرح والسرور).
وعلى هذا األساس ،البد أن يكون للسلوكات غير اللفظية دور معتبر جدا في املجال
التربوي ،وخاصة داخل الفصل الدراس ي .وينبغي للمتخصصين في علوم التربية أن
يولوها أهمية كبرى لألخذ بها ،والعمل بها تمثال ،وتطبيقا ،واسترشادا؛ نظرا لجوانبها
املهمة ،وفعاليتها الكبيرة في تحقيق األهداف اإلجرائية املسطرة ،وتفعيل الكفايات
البيداغوجية املرسومة في بداية السنة الدراسية ،أو في بداية كل حصة أو مجزوءة
دراسية .وعليهم أيضا أن يخصصوا لهذا التواصل املعرفي والوجداني املؤدى بواسطة
السلوك غير اللفظي حلقات وأبحاثا وندوات جادة ملدارسة هذا املوضوع ،والخروج
بتوصيات وحلول موضوعية قد تخدم املدرس والتلميذ على حد سواء.
52
وبناء على ماسبق ،فإن البحث في التواصل غير اللفظي يثير االنتباه -على حد قول
هنري ديوزيد( - ) Henri Dieuzeidإلى األثر الذي تمارسه الوسائل السمعية
البصرية في مجال الـتأثير ،والتي التسعى فقط إلى تطوير االستقبالية لدى التالميذ ،
بل تسعى أيضا إلى إيجاد وضعيات إدراكية جديدة".45
ومن املعلوم أن املرء يتعلم:
%3 -بواسطة الذوق؛
% 6.3 -بواسطة الشم؛
% 3.3 -بواسطة اللمس؛
%33 -بواسطة السمع؛
% 06 -بواسطة البصر.
46 - IBID.P:60.
53
وهذا ما يحتم علينا أن ندرج التواصل غير اللفظي في شبكاتنا ملراقبة دروس التأطير
والتكوين .وكذا االستعانة به لتكملة نجاعة التواصل اللفظي إلغناء العملية التربوية
داخل املؤسسات التعليمية ،وإثارة انتباه األساتذة واملشرفين على التسيير التربوي
ومراقبته إلى أهمية السلوكات غير اللفظية في املؤسسات التربوية التعليمية ،ومعرفة
أثرها وجدانيا ومعرفيا في نجاح العملية الديدكتيكية ،بعدما أن أشبع السلوك
اللفظي درسا وتمحيصا من قبل كثير من الباحثين ،أمثال :فالندرس ( ،)Flanders
وليپيت( ،) Lippitووايت( ،) Whiteإلخ...
وقد أجريت عدة تجارب في الغرب من أجل معرفة آثار التواصل غير اللفظي ،واألدوار
التي يقوم بها ،والوسائل التي يمكن أن تقننه ،وكانت هذه التجارب تجري خارج
امليدان البيداغوجي .أي :في البيولوجيا ،واإلثنولوجيا ،وعلم النفس ،وعلم االجتماع.
وأخيرا ،تم نقله إلى البيداغوجيا من أجل دراسة التفاعالت اإلنسانية داخل القسم.
ومن أهم الباحثين الذين خصصوا للتواصل غير اللفظي مكانة مهمة في أبحاثهم
جيلبير دوالندشير( ) Gilbert de Landsheereوأندري ديلشامبر( André Del
( Chambreاملدرسين بجامعة لييج ببلجيكا ،في كتابهما القيم( السلوكات غير
اللفظية للمدرس.47)Les comportements non verbaux de l'enseignant /
ويتجلى التواصل غير اللفظي ،داخل الفصل الدراس ي ،في توظيف الحركات املعبرة،
وتحويل القسم إلى محترف مسرحي ،يشخص فيه األستاذ املادة الدراسية ،ويشاركه
في ذلك التلميذ من أجل إثراء العملية الديدكتيكية.
ويالحظ أن املدرس ،داخل الفصل الدراس ي ،يزاوج بين التواصل اللفظي والتواصل
غير اللفظي ،بتشغيل حركات تعبيرية ،وحركات إيقاعية ،وحركات عالئقية ( حركات
التنظيم ،وحركات التقويم ،وحركات الجسم العامة) ،والحركات الزائدة ،والحركات
47 - Gilbert de Landsheere, André Del chambre: les comportements non verbaux de
l'enseignent. 2. Fernand Nathan, éd. Labor. Bruxelles, 1974.
54
الخارجية( التنقالت) ،والحركات الديدكتيكية ،ويستعين املدرس أيضا بامليم
والبانتوميم في تشخيص املادة ،وتمثيل املواقف الدرامية .
وباإلضافة إلى الحركات ،يستغل املدرس املكان والزمان في عملية التدريس .أي:
يشغل التموضعية( ) Proxémiqueفي كل إمكاناتها العالئقية ،ويتحكم في املسافة
التواصلية بينه وبين التلميذ قربا وبعدا .وقد تكون هذه املسافة التواصلية مسافة ود
وحب وتقريب ،أو مسافة نفور وإقصاء وتغريب .عالوة على ذلك ،ينبغي للمدرس أن
يستغل جيدا حركات النظر والجسد ،أو ما يسمى باللغة الكينيسية ،ألداء درسه
أحسن أداء تربوي وديدكتيكي ،بالجمع بين التلفظ اللغوي والتشخيص الكوريغرافي
الجسدي.
ويسمى هذا التواصل املكاني بالتقريبية ( ،)Proxémiqueوقد نظر له هول(
،)E.T.Hallفي كتابه( الكالم الصامت )The Silent Language /؛ حيث قدم الكاتب
فيه املسافات الداللية الثمانية بين متحدثين أمريكيين:48
- 48انظر :بيير جيرو :علم اإلشارة /السيميولوجيا ،ترجمة :د .منذر عياش ي ،طالس للدراسات والترجمة
والنشر ،دمشق ،سوريا ،طبعة سنة 3662م ،ص.323-323:
55
سري جدا همس خفيف -3قريب جدا
(من 3إلى 22سنتم)
حميمي همس مسموع -2قريب
(من 22إلى 62سنتم)
صوت منخفض في حميمي -6مجاور
الداخل /صوت مرتفع في (من 62إلى 32سنتم)
الخارج
صوت منخفض ،حجم موضوع شخص ي -2حيادي
ضعيف (من 32إلى 62سنتم)
موضوع غير شخص ي صوت مرتفع -3حيادي
(من 3.62إلى 3.32م)
صوت مرتفع مفخم قليال أخبار عمومية موجهة -3مسافة عمومية
لتكون مسموعة من (من 3.32إلى 2.22م)
أشخاص
متكلما إلى مجموعة صوت عال -3عبرالغرفة
(من 2.22إلى 3م)
تحيات من بعيد ،رحيل، صوت عال -0دون حدود
الخ (من 3إلى 62م)
هنا ،نالحظ أن املسافة املكانية تتحدد انطالقا من خاصية السمع .ومن ثم،
فاملسافة اصطالحية واعتباطية؛ ألنها تتغير من شعب إلى آخر ،ومن ثقافة إلى أخرى.
" فاألنكلوسكسونيون يحافظون على مسافة معينة بين املتحدثين .وعلى العكس من
ذلك ،يميل الالتينيون إلى التقليل منها .وينتج عن هذا أن األنكلوسكسون يشعرون
56
بضيق وانزعاج من الالتينيين ،بينما يراهم هؤالء باردين ومتحفظين .وهذا ماذكره
هال:
"إن املسافة في أمريكا الالتينية أصغر منها في الواليات املتحدة .وإن الناس ،في الواقع،
ال يستطيعون الكالم براحة إال عبر مسافة قريبة جدا ،الش يء الذي يثير في أمريكا
الشمالية مشاعر جنسية أو عدائية .والنتيجة أنهم كلما اقتربوا ابتعدنا .وبناء على
هذا فإنهم يظنون أننا متعجرفون ،وباردون ،ومحافظون ،وغير وديين .بينما نتهمهم
نحن دائما بأنهم ينفخون في وجوهنا ،ويحاصروننا ،ويرشون من لعابهم على وجوهنا
أثناء حديثهم.
إن األمريكيين الذين عاشوا بعضا من الوقت في أمريكا الالتينية دون أن يدركوا معنى
هذه املسافات يستخدمون حيال أخرى .إنهم يتحصنون خلف مكاتبهم ،ويستعملون
الكراس ي والطاوالت لكي يبقوا األمريكي الالتيني واقفا على مسافة يعتبرونها مريحة.
والنتيجة ،فإن األمريكي الالتيني يستطيع أن يذهب إلى حد يصعد فيه الحاجز ليصل
إلى مسافة حيث يتحدث براحة"49.
وإذا كان التواصل اللغوي اللفظي هو املهيمن داخل مؤسساتنا التعليمية ،وخاصة في
املناهج التربوية التلقينية التي تتمركز حول املدرس ،باعتباره صاحب السلطة
واملعرفة في الحقل الديدكتيكي ،فقد أصبح للتواصل غير اللفظي أهمية كبرى في
الطرائق التربوية الفعالة ،وفي البيداغوجيا اإلبداعية ،بعد تطور العلوم اللسانية
والسيميائية والنفسية واالجتماعية واإلثنولوجية.
ومن هنا ،صار الخطاب البيداغوجي املعاصر يهتم بالسلوكات غير اللفظية لكونها
ذات أهمية كبرى ،اليمكن االنتقاص من قيمتها في املسار التواصلي معرفيا ووجدانيا
،وهي تساعد السلوكيات اللفظية على أداء أدوارها كاملة ،وتوضيح إرسالياتها
الشفوية؛ حيث تخدمها مباشرة ،بتجسيدها وتفسيرها وتنغيمها والتركيز عليها .لذا،
يساعد أثرها ،في كثير من األحيان ،على فهم جيد في إطار العملية الديدكتيكية.
خاتمة
وخالصة القول ،يتبين لنا ،مما سبق ذكره ،أن التواصل عملية تبادلية وتفاعلية
وتبالغية بين طرفين فأكثر .ومن ثم ،يقوم التواصل على عناصر أساسية هي :املرسل،
واملرسل إليه ،والرسالة ،واملرجع ،والقناة ،واللغة .واليمكن الحديث عن التواصل إال
بوجود مجموعة من الشروط ،مثل :طرفي التواصل ،واإلرسالية ،والتبادل ،والتأثير،
واإلقناع ،والسياق الزماني واملكاني ،وعنصر املقصدية .ومن ثم ،فهناك أنواع عدة
من التواصل ،مثل :التواصل اإلعالمي ،والتواصل اللساني ،والتواصل التربوي،
والتواصل النفس ي ،والتواصل االجتماعي ،والتواصل اآللي ،والتواصل الرقمي،
58
والتواصل األدبي ،والتواصل الفني ،والتواصل الفلسفي ،والتواصل السيميائي...؛ بل
ثمة نماذج تواصلية معروفة ،كالنموذج اإلعالمي ،والنموذج السلوكي ،والنموذج
اللساني ،والنموذج الرياض ي ،والنموذج االجتماعي...
وتعد املدرسة الوظيفية ،سواء أكانت بنيوية أم توليدية أم تداولية ،من أهم املدارس
التي اهتمت اهتماما كبيرا بالبعد التواصلي والتبادلي ،كما يبدو ذلك جليا عند:
دوسوسير ،وأندري مارتينيه ،وتروبسكوي ،ورومان جاكبسون ،وفان ديك،
وهاليداي...
وعليه ،يمكن الحديث عن نوعين من التواصل :التواصل اللفظي والتواصل غير
اللفظي.فالتواصل األول ذو طبيعة تلفظية لسانية ،يقوم على تشغيل اللغة بمختلف
ملفوظاتها الصوتية ،والتعبيرية ،والصرفية ،والتركيبية ،والداللية.والثاني ذو طبيعة
سيميائية لكونه يستند إلى الحركات ،واإلشارات ،وسيمياء املكان ،ولغة الوجه
والجسد واألطراف...
ومن هنا ،يستخدم املدرس ،داخل الفصل الدراس ي ،التواصل التربوي بنوعيه:
اللفظي وغير اللفظي .وإن كان هذا املدرس يكثر مما هو لغوي على حساب ماهو
بصري وسيميائي وغير لفظي.50
-50انظر :جميل حمداوي :دروس في لسانيات التواصل (التواصل التربوي أنموذجا) ،مطبعة املقدم،
الناظور ،الطبعة األولى سنة 2223م30-32 ،؛ والتواصل اللساني والسيميائي والتربوي ،موقع األلوكة،
السعودية ،الطبعة األولى 02 ،صفحة.
59
ثبت المصادر والمراجع
املصادر:
-3ابن جني :الخصائص ،تحقيق محمد علي النجار ،الجزء األول ،دار الهدى
للطباعة والنشر ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الحادية عشرة.
-2ابن منظور :لسان العرب ،الجزء الخامس ،دار صبح بيروت ،لبنان ،وأديسوفت،
الدار البيضاء ،الطبعة األولى سنة 2223م.
املراجع باللغة العربية:
-6بيير جيرو :السيمياء ،ترجمة :أنطون أبي زيد ،منشورات عويدات ،بيروت ،لبنان،
ط .3602 ،3
-2بيير جيرو :علم اإلشارة /السيميولوجيا ،ترجمة :د .منذر عياش ي ،طالس
للدراسات والترجمة والنشر ،دمشق ،سوريا ،طبعة سنة 3662م.
60
-3توم بوتومور :مدرسة فرانكفورت ،ترجمة :سعد هجرس ،دار أويا،دار الكتب
الوطنية ،ليبيا ،الطبعة الثانية سنة 2222م.
-3جميل حمداوي :دروس في لسانيات التواصل (التواصل التربوي أنموذجا)،
مطبعة املقدم ،الناظور ،الطبعة األولى سنة 2223م6
-3حنون مبارك :دروس في السيميائيات ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،املغرب،
الطبعة األولى سنة 3603م.
-0العربي أسليماني ورشيد الخديمي :قضايا تربوية ،منشورات عالم التربية ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى سنة 2223م.
-6عواد علي :معرفة اآلخر ،مدخل إلى املناهج النقدية الحديثة ،املركز الثقافي
العربي ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى سنة .3662
-32مادي لحسن :األهداف والتقييم في التربية ،شركة بابل للطباعة والنشر،
الرباط ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 3662م.
املراجع باللغة األجنبية:
11-André Martinet: Eléments de linguistique générale. Armand Colin.
Paris 1970.
12- Bernard Sannanès: Les fondements d'une communication efficace,
Dunod, 2002.
13- Charles Cooley:(social organisation), cité in:J.Lohisse : la
communication anonyme. ED. Universitaire1969.
14- Corraze Jacques: les communications non verbales. ED : PUF.1980.
15- Edward .T.Hall: la dimension cachée. Ed Seuil. Coll. Point, n°
89.1971.
16-Françoise Raynal and Alain Rieunier: Pédagogie: Dictionnaire des
concepts clés, 1977, ESF éditeur Paris.
61
17-Gilbert de Landsheere, André Del chambre: les comportements non
verbaux de l'enseignent. 2. Fernand Nathan, éd. Labor. Bruxelles, 1974.
18-Gilles Amado/ André Guillet: la dynamique des communications des
groupes.ED. Armand Colin.
19-Hall.E.T: (Proxemics: the study of man's spatial relations and
bounderies), in: Man's image in medicine and anthropology. New-York
International University Press 1963.
20- Hall: (Proxemics), In: Current Anthropology, 1968.
21-Hall: La dimension cachée. Paris, Seuil, 1966.
22-Julia Kristeva: Recherches pour une sémanalyse. ED, n°:96.Paris
1969..
23-Suzette Ghodsi-Jose: Les 3 dimensions éducatives, éd. Labor.
:املطبوعات الجامعية
، املركز التربوي الجهوي بفاس، دروس في التربية وعلم النفس: جميلة العسال-22
.3603-3602: السنة الدراسية،مطبوع جامعي
:املق ــاالت
،3 العدد،املغرب، مجلة بيت الحكمة، ) (مدخل إلى السيمياء: ترنس هوكس-23
.م3603 سنة،السنة الثانية
،33 املجلد، الكويت، عالم الفكر،) ( سيكولوجية االتصال: طلعت منصور-26
.م3602 السنة
62
-23محمد نادر سراج ( :التواصل غير الكالمي بين الخطاب العربي القديم والنظر
الراهن) ،الفكرالعربي املعاصر ،لبنان ،العددان ،03/02 :السنة 3662م.
63
-حاصل على إجازتين :األولى في األدب العربي ،والثانية في الشريعة والقانون .كما تابع
دراساته الجامعية في الفلسفة وعلم النفس وعلم االجتماع بكليتي اآلداب بفاس
وتطوان.
-دكتور بروفيسور في األدب العربي الحديث واملعاصر.
-أستاذ التعليم العالي باملركز الجهوي ملهن التربية والتكوين بالناظور.
-أستاذ ديدكتيك اللغة العربية ،والديدكتيك العامة ،وعلوم التربية باملركز الجهوي
ملهن التربية والتكوين بالجهة الشرقية (وجدة/املغرب).
-نشر أكثر من 32كتابا في املجال السياس ي والقانوني ككتاب علم االجتماع
السياس ي ،ومغاربة العالم واملشاركة السياسية ،والت ــرب ـيــة والديمقراط ـي ــة ،والشباب
املغربي واملشاركة السياسية ،والشباب العربي واملشاركة السياسية ،وكتاب األحزاب
السياسية باملغرب ،والعنف بين الرفض واملشروعية (مقاربة فلسفية) ،والتسامح
الصوفي والطرقي باملغرب ،ومبادىء علم االجتماع االقتصادي ،وعلم التدبير ،ومن
اإلدارة البيروقراطية إلى اإلدارة البديلة ،ومفهوم اإلدارة التربوية ،والعــدوان
الكيـماوي عـلى منطقة الـريـف ،واملفاهيم السوسيولوجية عند بيير بورديو ،واملقاربة
الثقافية أساس التنمية البشرية ،والنظرية النقدية أو مدرسة فرانكفورت ،وعلم
اجتماع البيئة و التنمية ،وسوسيولوجيا التطرف ،والجماعات اإلسالمية وسالح
التكفير ،والسياسات العمومية باملغرب ،والفضاء الـعــام في ضوء علم االجتماع
السياس ي ،واملغرب وصدمة الحداثة(مقاربة سوسيولوجية) ،ومناهج العلوم
االجتماعية والقانونية ،وسيميولوجيا الهجرة املغربية ،وحجاج الخطاب السياس ي،
والحرب العادلة أو الحرب األخالقية املشروعة في منظور العالقات الدولية ،وهل من
مستقبل لألحزاب السياسية في الوطن العربي؟ واملقاربة الثقافية أساس التنمية
والحكامة الجيدة ،وعلم االجتماع اإلداري ،وأثر التقلبات السياسية العربية الراهنة
في السلوك االجتماعي ،ومقاربة سوسيو-سياسية ،وجهود ماكس فيبر في مجال
السوسيولوجيا ،وسوسيولوجيا النخب(النخبة املغربية أنموذجا) ،وسوسيولوجيا
الثقافة ،و هل هناك حرب عادلة؟ ،إلخ...
64
-كان سابقا أستاذ األدب الرقمي ومناهج النقد األدبي بماستر الكتابة النسائية بكلية
اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان.
-كان سابقا أستاذ الرواية ومناهج مابعد الحداثة وعلم التحقيق بماستر النثر العربي
القديم بكلية اآلداب تطوان.
-كان سابقا أستاذ الصحافة بماستر الترجمة والتواصل والصحافة بمدرسة فهد
العليا بطنجة (املغرب).
-كان سابقا أستاذ مادة حضارات البحر األبيض املتوسط بالكلية املتعددة
التخصصات بالناظور.
-أستاذ األدب العربي ،والصحافة ،ومناهج البحث التربوي ،واإلحصاء التربوي،
وعلوم التربية ،والتربية الفنية ،والحضارة األمازيغية ،وديداكتيك التعليم األولي...
-يدرس -اآلن -علم النفس التربوي ،وعلوم التربية ،ومناهج البحث التربوي ،وطرائق
التدريس ،واإلحصاء التربوي ،ومناهج البحث التربوي.
-يعد من املنظرين العرب األوائل للقصة القصيرة جدا ،والكتابة الشذرية ،والبالغة
الرحبة ،والصورة السردية... ،
-صاحب مقاربات نقدية جديدة عربيا :املقاربة امليكروسردية في دراسة القصة
القصيرة جدا ،واملقاربة الشذرية في دراسة الشذرات ،واملقاربة امليديولوجية في
دراسة األدب الرقمي ،واملقاربة الكوسمولوجية في دراسة العوالم املمكنة ،واملقاربة
الهايكية في دراسة شعر الهايكو ،واملقاربة املقاصدية في دراسة مقاصد األدب،
واملقاربة الفيزيائية في دراسة حركة الشعر ،والبيداغوجيا اإلبداعية في مجال التربية
والتعليم ،ومقاربة البالغة الرحبة في دراسة الصور السردية; ،
واملقاربة الطوبيقية في دراسة املواضع الحجاجية ،والتربية الناقدة في حقل التربية
والتعليم ،ونظرية امللكات في الحقل نفسه...
-كتب حوالي 622كتاب ورقي وإلكتروني .وبهذا ،يكون أكثر إنتاجا في الثقافة العربية
اإلسالمية.
65
-نشر أكثر من 3622مقال علمي محكم وغير محكم في الصحف األجنبية والعربية
واملغربية ،دون أن ننس ى ما نشرناه من مقاالت في مواقع إلكترونية ،فهي كثيرة جدا.
-له موقع إلكتروني مجاني يضم كتبا عديدة موجهة للباحثين والطلبة للتحميل
بعنوان( موقع الثقافة للجميع)
Hamdaoui.ma
-رئيس مركز جسور للبحث في الثقافة والفنون بالناظور/املغرب.
-أديب ومبدع وناقد وباحث ،يشتغل ضمن رؤية أكاديمية موسوعية.
-حصل على جائزة مؤسسة املثقف العربي (سيدني/أستراليا) لعام 2233م في النقد
والدراسات األدبية.
-حصل على جائزة ناجي النعمان األدبية سنة2232م.
-حصل على درع التميز 2222الذي يمنحه مركز آفاق للدراسات الثقافية املغربية
اليمنية ضمن مائة شخصية ناجحة ومؤثرة.
-رئيس الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا.
-رئيس املهرجان العربي للقصة القصيرة جدا.
-رئيس الهيئة العربية لنقاد القصة القصيرة جدا.
-رئيس الهيئة العربية لنقاد الكتابة الشذرية ومبدعيها.
-رئيس جمعية الجسور للبحث في الثقافة والفنون.
-رئيس مختبر املسرح األمازيغي.
-رئيس االتحاد املغربي للمبدعين بالجهة الشرقية باململكة املغربية.
-عضو الجمعية العربية لنقاد املسرح.
-عضو رابطة األدب اإلسالمي العاملية.
-عضو في االتحاد الدولي للغة العربية رقم العضوية .3666/22
-عضو اتحاد كتاب العرب.
-عضو اتحاد كتاب اإلنترنت العرب.
-عضو اتحاد كتاب املغرب.
66
-عضو في الجامعة الدولية لإلبداع والعلوم اإلنسانية والسالم بين الشعوب.
-عضو في املركز املتوسطي للدراسات واألبحاث.
-عضو لجنة القراءة والتحكيم بمجلة سلسلة دراسات أكاديمية محكمة ،تصدر عن
املركز املتوسطي للدراسات واألبحاث باململكة املغربية.
-عضو في الهيئة التحريرية واالستشارية في مجلة جامعة ابن رشد في هولندا.
-عضو في اللجنة العلمية ملجلة أدب الطفل الصادرة عن قسم اللغة واألدب العربي
س ي الحواس ،بريكة ،الجزائر.
-عضو مجلة مقامات للدراسات اللسانية واألدبية والنقدية ،املركز الجامعي –
آفلو ،معهد اآلداب واللغات ،الجزائر.
-عضو اللجنة العلمية املشرفة على(مجلة الصورة واالتصال) ،قسم علوم اإلعالم
واالتصال ،جامعة وهران ،الجزائر.
-عضو اللجنة االستشارية ولجنة القراءة لـ(مجلة كلية اآلداب واللغات) ،جامعة
محمد البشير اإلبراهيمي ،برج بوعريرج ،الجزائر.
-عضو اللجنة االستشارية ولجنة القراءة لـ(مجلة كلية اآلداب واللغات) ،جامعة
جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي ،الجزائر.
-عضو في هيئة التحرير في( مجلة القلم األدبي) اللندنية التي ترأسها الدكتور محمد
عبد العزيز عبد الدايم.
-عضو في الهيئة االستشارية ملجلة (أجراس الثقافية) الصادرة بالدار البيضاء ،وقد
ترأسها سعيد بوكرامي.
-مستشار في مجلة (عتبات) الثقافية املصرية.
-مستشار (مجلة كتابات معاصرة) الصادرة بلبنان ،ابتداء من العدد 323سنة
2230م.
-مستشار مجلة (العلوم القانونية) املغربية التي يشرف عليها نبيل بوحميدي
وميمون خراط .
67
-عضو الهيئة العلمية لـ (مجلة اآلداب واللغات والعلوم اإلنسانية) الصادرة عن
كلية اآلداب واللغات بجامعة الشاذلي بن جديد ،الطارف ،الجزائر.
-خبير في التربية والثقافة األمازيغية.
-ترجمت مقاالته ودراساته إلى اللغة الفرنسية ،واللغة الفارسية ،واللغة الكردية،
والبنغالية ،واألندونيسية...
-شارك في مهرجانات عربية عدة في كل من :الجزائر ،وتونس ،وليبيا ،ومصر،
واألردن ،والسعودية ،والبحرين ،والعراق ،واإلمارات العربية املتحدة ،وسلطنة
عمان...
-مستشار في مجموعة من الصحف واملجالت والجرائد والدوريات الوطنية والعربية.
-منح جميل حمداوي لقب شخصية العام من أفضل مائة شخصية مؤثرة في العالم
لعام 2223م من قبل الجامعة الدولية لإلبداع والعلوم اإلنسانية والسالم بين
الشعوب.
-نشر الباحث مقاالته في املجالت املغربية ( مجلة ضفاف -مجلة املجرة -مجلة
فضاءات مغربية -مجلة فكر -مجلة املقاومة وجيش التحرير املغربي -مجلة فكر
ونقد -مجلة علوم التربية -مجلة آفاق -مجلة إيقاظ -مجلة الحياة املدرسية -مجلة
الفرقان -مجلة رهانات -مجلة التذكرة -مجلة نغم -مجلة كتابات -مجلة الحياة
الفنية-مجلة أدليس-مجلة نوافذ -مجلة األزمنة الحديثة-مجلة التاريخ العربي-مجلة
امللتقى -مجلة طنجة األدبية -مجلة شؤون إستراتيجية -مجلة لكل النساء -مجلة
اهتمامات تربوية – مجلة دعوة الحق -مجلة أمل -مجلة رهانات -مجلة مدارات
التربية والتكوين -مجلة اإلدارة التربوية -مجلة الذاكرة الوطنية -ومجلة الغنية،
ومجلة الثقافة املغربية.)...
-نشر في املجالت العربية والخليجية ،مثل :مجلة الكويت (الكويت) ،ومجلة عالم
الفكر(الكويت) ،ومجلة الراوي(السعودية) ،ومجلة الفيصل (السعودية) ،ومجلة
الشؤون التربوية (الكويت) ،ومجلة األدب اإلسالمي ( السعودية) ،ومجلة جريدة
الفنون( الكويت) ،ومجلة عشتروت (سوريا) ،ومجلة الكرمل( فلسطين) ،ومجلة
68
املجلة العربية (السعودية) ،ومجلة العربي (الكويت) ،ومجلة نزوى (عمان)،ومجلة
البيان (الكويت) ،ومجلة الجوبة (السعودية) ،ومجلة التسامح (سلطنة عمان)،
ومجلة الغدير(لبنان) ،ومجلة الفرقان (األردن) ،ومجلة اآلطام (السعودية) ،ومجلة
شانؤ (كوردستان) ،ومجلة (هةنار) كوردستان ،ومجلة الدوحة (قطر) ،ومجلة
حوليات التراث (الجزائر) ،ومجلة أبعاد (السعودية) ،ومجلة اإلشراق (العراق)،
ومجلة املنهاج (لبنان) ،ومجلة املسرح العربي (اإلمارات العربية املتحدة) ،ومجلة
إبداع (مصر) ،ومجلة املعرفة(السعودية) ،ومجلة الرافد (اإلمارات العربية املتحدة)،
ومجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية(الكويت)،ومجلة الحياة املسرحية(سوريا)،
ومجلة الفيصل األدبية (السعودية) ،ومجلة جرش الثقافية (األردن) ،ومجلة
سيميائيات (الجزائر) ،ومجلة قضايا إستراتيجية (تونس) ،ومجلة املسرح (الشارقة)،
ومجلة العربية والترجمة (لبنان) ،ومجلة الجسرة (قطر) ،ومجلة كتابات معاصرة
(لبنان) ،ومجلة العربية والترجمة (لبنان) ،ومجلة عتبات الثقافية (مصر) ،ومجلة
الصورة واالتصال(الجزائر) ،ومجلة الكلمة (لبنان)،ومجلة لسان العرب (ليبيا)،
.وسردم العربي(كردستان) ،ومجلة قصص(تونس) ،ومجلة املستقبل العربي (لبنان)،
ومجلة اإلمارات الثقافية (اإلمارات) ،والحياة الثقافية (تونس)،ومجلة اإلصالح
اإللكترونية (تونس) ،ومجلة الرقيم(العراق) ،ومجلة أيقونات (الجزائر) ،ومجلة رؤية
سينمائية (اإلمارات العربية املتحدة) ،ومجلة (املوقف األدبي) السورية ،ومجلة
(قصص) تونس ،ومجلة الحرس الوطني(السعودية) ،ومجلة العالم (السعودية)،
ومجلة فصول (مصر) ،ومجلة سمات(البحرين) ،ومجلة املنافذ الثقافية (لبنان)،)...
ومجلة الفكر العربي املعاصر(لبنان)،ومجلة جيل العلوم اإلنسانية واالجتماعية
(الجزائر) ،ومجلة (األقالم) العراق،ومجلة شؤون عربية (مصر) ،ومجلة جرش
الثقافية (األردن) ،ومجلة أدب ونقد (مصر) ،ومجلة االجتهاد املعاصر (لبنان)،
ومجلة أقالم عربية(اليمن) ،ومجلة أبحاث ودراسات تربوية(لبنان) ،ومجلة فرقد
اإلبداعية (السعودية) ،ومجلة دراسات معاصرة(الجزائر)( ،مجلة الطفولة العربية)
الكويت ،ومجلة االستغراب(لبنان) ،ومجلة شؤون األوسط (لبنان) ،وصحيفة فنون
69
الخليج (السعودية) ،ومجلة الفيصل (السعودية) ،ومجلة جيل الدراسات السياسية
والعالقات الدولية (لبنان) ،ومجلة (املوقف األدبي) سورية ،ومجلة دراسات
استشراقية (لبنان) ،ومجلة (شرفات) (العراق) ،ومجلة (أقالم عربية) (اليمن)،
ومجلة (ضفاف عربية) العراق ،ومجلة (أبحاث ودراسات تربوية) لبنان ،ومجلة
(جيل) لبنان...
-نشر أيضا مقاالته في املجالت العاملية ( مجلة العرب األسبوعي ( لندن) ،ومجلة
الكلمة ( لندن) ،صوت العروبة(الواليات املتحدة األمريكية) ،ومجلة القلم األدبي
(لندن) ،ومجلة صدى املهجر(الواليات املتحدة األمريكية) ،ومجلة عالم الغد (ڤيينا
بالنمسا) ،وصحيفة العاملية (كاليفورنيا بالواليات املتحدة األمريكية) ،)...،ومجلة
جامعة ابن رشد (هولندا) ،ومجلة الزمان (لندن)...
-نشر دراساته في الجرائد العربية واإلسالمية والدولية (جريدة املواطن العراقية،
والكلمة الحرة العراقية ،وصحيفة العدالة العراقية ،وجريدة الجريدة العراقية،
وجريدة املنارة العراقية ،وجريدة امليثاق البحرينية ،وجريدة األيام البحرينية،
وجريدة العراق اليوم ،وجريدة السيادة العراقية ،وجريدة الوفاق اإليرانية ،وجريدة
بغداد العراقية ،وجريدة صوت العروبة الصادرة بالواليات املتحدة األمريكية،
والصحيفة البحرينية ،وجريدة الثورة العراقية ،وجريدة العدالة العراقية ،وجريدة
املؤتمر العراقية ،وصحيفة الوقت البحرينية ،وجريدة الثورة العراقية ،وجريدة
الزمان العراقية اللندنية ،وجريدة الدعوة العراقية ،وجريدة البينة العراقية،
وجريدة االتحاد العراقية ،وجريدة مسرحنا املصرية ،وجريدة منبر الرأي( األردن)،
واملدينة (السعودية) ،وجريدة املستشار(العراق) ،وجريدة الثقافية(تونس) ،وجريدة
أقالم الغد (املغرب) ،الرأي (األردن) ،وجريدة املشرق (العراق) ،وجريدة بدر
(العراق) ،وكالة النهار األخبارية (العراق) ،والحياة الطيبة (لبنان) ،وجريدة بدر
(العراق) ،وجريدة االتحاد (كردستان) ،وصحيفة عكاظ (السعودية) ،وجريدة
الوركاء،وصحيفة وار( كردستان) ،وجريدة التآخي (العراق) ،وصحيفة منارة الشرق
للثقافة واإلعالم(العراق)،وجريدة الخليج (اإلمارات العربية املتحدة))....،
70
-نشر مقاالته في الجرائد املغربية الوطنية ( االتحاد االشتراكي -العلم -طنجة األدبية
-روافد ثقافية -املنعطف الثقافي-الشمال -رسالة األمة-أنغميس -العالم األمازيغي-
املنعطف -أگراو -يومية الناس -جريدة مالمح ثقافية -جريدة الرأي املغربية -جريدة
التجديد-الجريدة التربوية -مرايا مغربية -جريدة الرأي الحر -بيان اليوم-العدالة
والتنمية -النهار املغربية -املنتدى األمازيغي -عين على الفن -الشروق املغربية -األيام-
الفسحة-القصة املغربية -الخبر-املساء -أقالم املغرب -اقالم الغد -جريدة العاصمة-
األخبار.)......
-نشر مقاالته في الصحف املحلية (البديل ،وصوت الريف ،والصدى ،والساعة،
وأنوال اليوم ،والريفي ،والعبور الصحفي ،وصوت الشمال ،وأمنوس ،وبين السطور،
وتيفراس ،وأصداء الريف ،وأنباء الريف ،واألسبوعية الجهوية ،وجريدة الريف
املغربية ،والصحيفة الشرقية ،ونوميديا ،وأصوات الريف ،واملساء.)....
-نشر مقاالت عدة في كثير من املواقع اإللكتورنية ،مثل :دروب ،واملثقف ،والوطن،
والحوار املتمدن،والندوة العربية ،واملثقف ،وملتقى شعراء العرب ،واملجلة العربية،
والفوانيس ،ومنبر دنيا الوطن ،وصوت العروبة ،والصحيفة ،وديوان العرب ،وأقالم
الثقافية ،وأفق الثقافي ،وفراديس ،وفضاءات ،وجدار ،ومنتدى مسرحيون ،ومسرح
الطائف ،والتجديد العربي ،والقصة العربية ،والقصة العراقية ،ورجال األدب،
وعراق الكلمة ،وشعراء العراق ،وبوابة املغرب ،واتحاد كتاب اإلنترنت العرب،
والفوانيس ،واملناهل .....
-ومن أهم كتبه :البالغة الجديدة ،و الجديد في الدرس البالغي ،واالستغراب،
واالستعراب اإلسباني في خدمة األدب العربي ،واالستشراق ،وسوسيولوجيا
األسلوب ،ونحو املقاربة الكوسمولوجية ،ومن هم البربر؟ ،والحكاية الشعبية
األمازيغية ،والسرد األمازيغي بمنطقة الريف ،ومدخل إلى اللسانيات األمازيغية،
ولسانيات النص ،واألدب الرقمي ،والجهة في اللغة العربية ،واملقاربة امليديولوجية ،و
سيميوطيقا التوتر ،وفقه النوازل ،ومفهوم الحقيقة في الفكر اإلسالمي ،ومحطات
العمل الديدكتيكي ،وتدبير الحياة املدرسية ،وبيداغوجيا األخطاء ،ونحو تقويم
71
تربوي جديد ،والشذرات بين النظرية والتطبيق ،والقصة القصيرة جدا بين التنظير
والتطبيق ،والرواية التاريخية ،تصورات تربوية جديدة ،واإلسالم بين الحداثة وما
بعد الحداثة ،ومجزءات التكوين ،ومن سيميوطيقا الذات إلى سيميوطيقا التوتر،
والتربية الفنية ،ومدخل إلى األدب السعودي ،واإلحصاء التربوي ،ونظريات النقد
األدبي في مرحلة مابعد الحداثة ،ومقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين
الخضيري ،وأنواع املمثل في التيارات املسرحية الغربية والعربية ،وفي نظرية الرواية:
مقاربات جديدة ،وأنطولوجيا القصة القصيرة جدا باملغرب ،والقصيدة الكونكريتية،
ومن أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ،والسيميولوجيا بين النظرية
والتطبيق ،واإلخراج املسرحي ،ومدخل إلى السينوغرافيا املسرحية ،واملسرح
األمازيغي ،ومسرح الشباب باملغرب ،واملدخل إلى اإلخراج املسرحي ،ومسرح الطفل
بين التأليف واإلخراج ،ومسرح األطفال باملغرب ،ونصوص مسرحية ،ومدخل إلى
السينما املغربية ،ومناهج النقد العربي ،والجديد في التربية والتعليم ،وببليوغرافيا
أدب األطفال باملغرب ،ومدخل إلى الشعر اإلسالمي ،واملدارس العتيقة باملغرب،
وأدب األطفال باملغرب ،والقصة القصيرة جدا باملغرب،والقصة القصيرة جدا عند
السعودي علي حسن البطران ،وأعالم الثقافة األمازيغية...
-عنوان الباحث :جميل حمداوي ،صندوق البريد ،3366الناظور ،32222املغرب.
-الهاتف النقال2332632660:
-الهاتف املنزلي2363666200:
-الواتساب2332632660:
-اإليميلHamdaouidocteur@gmail.com:
Jamilhamdaoui@yahoo.fr
72
كلمة الغالف الخارجي:
يذهب كثير من الدارسين إلى أن الدوال تدل ،وتتواصل بطريقة مباشرة وغير
مباشرة ،ومنها :اللغة ،والعالمات ،والخطابات ،واألنساق ،واإلنسان ،وسائر الكائنات
املوجودة في الطبيعة .ويعني هذا أن كل ش يء في عاملنا يحمل داللة ووظيفة .وهذه
الوظيفة قد تكون ذات مقصدية أو بدون مقصدية ،ذات ميزة فردية أو جماعية،
طبيعتها مادية أو معنوية .وقد تكون هذه الدوال التواصلية لفظية أو غير لفظية،
تعبر عن وعي أو عن غير وعي .واليوم ،أصبح التواصل عبارة عن تقنية إجرائية
وأساسية في فهم التفاعالت البشرية ،وتفسير النصوص والخبرات اإلعالمية،
والتحكم في كل طرائق اإلرسال والتبادل.
73
74