You are on page 1of 24

‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬ص ص ‪ ،166-143‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان‬


‫يف ضوء النقوش العربية اجلنوبية القديمة‬

‫حممود عبد الباسط عطية السيد‬


‫مدرس مساعد‪ -‬كلية اآلثار‪ -‬جامعة القاهرة‬

‫( ُقدم للنرش ‪1434/ 8 /26‬هـ ؛ وقبل للنرش يف ‪1435/ 7 /27‬هـ)‬

‫الكلامت مفاحية‪َ :‬أ ْو َسان‪َ ،‬ب ْلو‪ ،‬عم‪ ،‬مرخة‪ ،‬نعامن‪ ،‬ود‪ ،‬يصدق إل‬
‫عال من الرقي‬ ‫ِ‬
‫العربية حضار ٌة مستقر ٌة وصلت إىل مستوى ٍ‬ ‫ِ‬
‫اجلزيرة‬ ‫ملخص البحث‪ .‬ازدهرت يف جنوب غرب شبه‬
‫أن‬ ‫ِ‬
‫األثرية َّ‬ ‫ِ‬
‫الشواهد‬ ‫ِّ‬
‫وتوضح كثري من‬ ‫ِ‬
‫األلف األول امليالدي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األول قبل امليالد حتى منتصف‬ ‫ِ‬
‫األلف‬ ‫َ‬
‫خالل‬ ‫والتقد ِم‬
‫ِ‬
‫املعروفة‬ ‫ِ‬
‫الداخلية‬ ‫ِ‬
‫الصحراء‬ ‫تصب يف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األودية التي‬ ‫ٍ‬
‫واحدة منها أحدَ‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬
‫ممالك شغلت ُّ‬ ‫تلك احلضار َة قامت هبا عد ُة‬ ‫َ‬
‫وأ ْو َسان‪ ،‬وقتبان‪ ،‬ومعني‪ ،‬وحرضموت‪ ،‬ومحري‪ .‬ويقترص هذا‬ ‫الربع اخلايل‪ .‬وهذه املاملك الرئيسة هي سبأ‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫حالي ًا باسم‬
‫َ‬
‫البحث عىل دراسة احلياة الدينية يف مملكة أ ْو َسان التي نشأت يف وادي مرخة‪ ،‬ونجحت يف فرتات خمتلفة من تارخيها‬
‫السيايس (حوايل القرن التاسع قبل امليالد حتى القرن الثاين امليالدي تقريب ًا) يف السيطرة عىل كثري من مناطق جنوب‬
‫شبه اجلزيرة العربية؛ مع الرتكيز بشكل خاص عىل املعبودات املعروفة هلذه اململكة وعىل معابدها وكذلك الطقوس‬
‫األ ْو َسانيون‪ ،‬وذلك من خالل النقوش املكتشفة يف املناطق املتفرقة التي كانت خاضعة للنفوذ َ‬
‫األ ْو َساين‪.‬‬ ‫التي مارسها َ‬

‫‪143‬‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪144‬‬

‫ومل يقترص وجود فكرة الثالوث الكوكبي اإلهلي‬ ‫املقدمة‬


‫عىل اليمنيني القدماء‪ ،‬ولكنها عقيدة قديمة ومتأصلة‬ ‫نبعت الديانة اليمنية من بيئة وواقع جنوب شبه اجلزيرة‬
‫أن هذا التثليث‬‫عند عدد كبري من الشعوب‪ ،‬فاحلقيقة هي َّ‬ ‫العربية‪ ،‬والشـيء امللموس فيها هـو تغلغلها يف حياة‬
‫الفلكي هو النواة األصلية عند الساميني لنشأة القصص‬ ‫اليمنيني القدماء يف فرتة ما قبل اإلسالم؛ حيث يظهر‬
‫واألساطري‪ ،‬وهو أيض ًا العامل الشائع يف سائر أساطري‬ ‫ذلك من خالل تشييد املباين العامة والدينية‪ ،‬ومنشآت‬
‫الشعوب الفطرية (نيلسن‪1958 ،‬م‪ .)195 :‬وعبادة‬ ‫الـري‪ ،‬وبـنـاء املـدن وأسوارها‪ ،‬واملقـابر‪ ،‬واملنـازل‬
‫املكونة هلذا الثالوث أمر مؤكد يف القرآن الكريم‪،‬‬
‫العنارص ِّ‬ ‫وغريها باسم املعبودات وبرعايتها وتبقى حتت محايتها‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫(الزبريي‪2000 ،‬م‪ ،)1 :‬ذلك َّ‬
‫ألن العقيـدة الدينـية‬
‫ﭧﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰ‬ ‫‪ -‬مهام اختلفت التعريفات حلقيقة الدين ‪ -‬منذ نشأة‬
‫ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫احلضارة اإلنسانية هي الدافـع املعنـوي لإلنسان يف‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫احلياة‪ ،‬والقوة احليـوية التي تصبغ كل مظاهر الثقافة‬
‫ﮌﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔ‬ ‫واملدنية بصبغتها الروحية‪ ،‬وتطبعهام بطابعها اإليامين‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫العام (اجلرو‪2003 ،‬م‪.)129 :‬‬
‫ﮠﮡ ﮢﮣﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩ‬ ‫االزدهار احلضاري ملاملك (دويالت مدن)‬
‫َ‬ ‫عارص‬
‫ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫جنوب غرب شبه اجلزيرة العربية يف األلف األول قبل‬
‫ﯓ ﱪ(‪ ،)1‬وقوله عز وجل‪ :‬ﱫ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫وع ِرفت هذه املرحلة‬ ‫تطور يف الفكر الديني‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫امليالد‬
‫ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫بالديـانة الكوكبية (العـريقي‪2002 ،‬م‪ ،)42 :‬وهـي‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﱪ(‪،)2‬‬ ‫ديانة فلكية ‪ Astral‬مرتكزة عىل عبادة آهلة جتسدها أجرام‬
‫وكذا قوله سبحانه وتعاىل عىل لسان اهلدهد لسليامن ‪-‬عليه‬ ‫ساموية (بافقيه‪1964 ،‬م‪23 :‬؛ نور الدين‪2008 ،‬م‪:‬‬
‫السالم‪ :-‬ﱫ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫‪)64‬؛ حيث اسرتعت مظاهر الطبيعة اإلنسان‪ ،‬إذ وجد‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ‬ ‫فيها من القوى اخلارقة ذات العالقة بحياته ما يربر‬
‫ﭭ ﭮ ﱪ(‪ .)3‬وإىل جانب ذلك الثالوث الكوكبي‪،‬‬ ‫مكون من‬‫اعتقاده بألوهيتها‪ ،‬فاعتقد بثالوث كوكبي َّ‬
‫هناك عدد من املعبودات الثانوية‪ ،‬التي مل تصل إىل املكانة‬ ‫أرسة ُيم ِّثل فيها القمر دور األب‪ ،‬والشمس دور األم‪،‬‬
‫البارزة للقمر والشمس والزهرة بأسامئها وألقاهبا؛ إذ كان‬ ‫والزهرة بمثابة االبن هلام (باخشوين‪2002 ،‬م‪.)145 :‬‬
‫لكل قبيلة أو عشرية معبودها‪ ،‬وكذلك لكل مدينة أو قرية‬ ‫وبرزت عبادة هذه الكواكب السيارة وكان هلا‬
‫معبود خاص هبا‪ ،‬ولكل مملكة معبودات قد يشاركها‬ ‫األولوية‪ ،‬كون ُع َّبادها حمرتفني للزراعة والتجارة‪،‬‬
‫غريها يف تقديسها‪ ،‬ويطلق عىل معبود القبيلة شيم أو‬ ‫وألمهية معرفة الفلك يف تنظيم أوقات الزراعة والسقي‬
‫والرياح والليايل املقمرة (الشيبة‪1999 ،‬م‪2000 /‬م‪:‬‬
‫(‪ )1‬سورة األنعام‪ ،‬اآليات ‪.79 :75‬‬
‫‪ .)55‬ومن خالل النقوش القديمة عرفنا أسامء تلك‬
‫(‪ )2‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية ‪.37‬‬
‫(‪ )3‬سورة النمل‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬ ‫املعبودات وبعض صفاهتا ورموزها ومكانتها‪.‬‬
‫‪145‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫وجعلوا إىل جانب ذلك الثالوث معبودات أخرى كثرية‬ ‫بعل (النعيم‪2000 ،‬م‪.)Beeston, 1984: 61-260 ،77 :‬‬
‫(‪.)Jamme,1947: 59- 60, Ryckmans,1989: 159‬‬ ‫ويمكـن استعـراض احليـاة الدينية عند َ‬
‫األ ْو َسانيني يف‬
‫أ) القمر‬ ‫ثالثة عنارص عىل النحو التايل‪:‬‬
‫مل ترد تسمية القمر هبذا االسم حتى اآلن يف النصوص‬
‫العربية اجلنوبية إلاَّ أنه ُع ِرف بأسامء متعددة عند كل مملكة‬ ‫أو ًال‪ :‬املعبودات َ‬
‫األ ْو َسانية‬
‫من ممالك جنوب غرب شبه اجلزيرة العربية بوصفه‬ ‫األجرام الساموية انتبا َه َ‬
‫األ ْو َسانيني فعبدوا‬ ‫ُ‬ ‫لفتت‬
‫واملـــعبرِّ عن هويتها؛ فهو «ود (ود)»‬
‫ُ‬ ‫معبودها القومي‪،‬‬ ‫القمر باسم ود‪ ،‬والشمس [؟]‪ ،‬والزهرة باسم عثرت‪.‬‬
‫عند َ‬
‫األ ْو َسانيني واملعينيني‪ ،‬و«عم (عم)» عند القتبانيني‪،‬‬ ‫إل‪،‬‬‫بعض املعبودات األخرى مثل ّ‬ ‫وو ِجدَ ت إىل جانبهم ُ‬ ‫ُ‬
‫و«سني (سين)» عند احلضارمة‪ ،‬و«إملقه (ألمقه)» عند‬ ‫و َب ْلو‪ ،‬وبشام‪ ،‬ووب‪ .‬ومل يقترص األمر عىل ذلك‪ ،‬بل ربام‬
‫السبئيني (اجلرو‪1992 ،‬م‪.)Jamme,1947: 85 ،326 :‬‬ ‫وصل أحد ملوكهم –يصدق إل فرعم رشح عت‪ -‬إىل‬
‫وقد د َّلت أغلب الصفات واأللقاب للمعبود القمر‬ ‫درجة التأليه‪ .‬وأقاموا لتلك املعبودات بيوت ًا (املعابد)‪،‬‬
‫يف املقام األول عىل ارتباطه يف كل املاملك اليمنية القديمة‬
‫وتقدموا ألجلها بالعطايا والقرابني؛ يف حماولة منهم‬
‫باملطر‪ ،‬وهذا األمر يربز مكانة هذا املعبود وعالقته‬
‫لكسب رضاها وإبعاد أذاها عنهم‪.‬‬
‫باجلانب الزراعي يف اليمن القديم‪ ،‬ذلك اجلانب الذي‬
‫معظم أسامء املعبودات‬ ‫َ‬ ‫وتنبغي اإلشارة إىل َّ‬
‫أن‬
‫يعترب األساس الذي ازدهرت عليه احلضارة اليمنية‬ ‫َ‬
‫األ ْو َسانية قد عرفت من خالل أسامء األعالم املركبة‪ .‬وما‬
‫أن تلك الصفات واأللقـاب‬ ‫القديمة‪ ،‬باإلضافة إلـى َّ‬
‫ورد من أعالم الناس يف النقوش ال يقل أمهية عماَّ احتوته‬
‫د َّلت يف املقـام الثـاين عـىل عالقته بالوحي (العريقي‪،‬‬
‫تلك النقوش ذاهتا من أخبار ومعلومات‪ ،‬فاملتتبع هلذه‬
‫‪2002‬م‪ .)58 :‬كام كـان للقمر دور كبري ومهم يف‬
‫األعالم جيد أهنا تضيف إىل معجم اللغة اليمنية القديمة‬
‫جمال التجارة نظر ًا لطبيعة شبه اجلزيرة العربية املناخية‬
‫ذات احلرارة املرتفعة هنار ًا؛ حيث كان دلي ً‬ ‫بأس هبا (الصلوي‪1989 ،‬م‪ ،)124 :‬وتُقــدِّ م‬ ‫مادة ال َ‬
‫ال للحادي‬
‫وسمري ًا للقبيلة ورسو ً‬ ‫أن لدراسة‬ ‫إىل جانب أسامء املعبودات ألقاب ًا هلا؛ حيث َّ‬
‫ال للقافلة يف الليل حينام هتبط‬
‫درجة احلرارة (شاهني‪1997 ،‬م‪ :‬ص‪ ،207‬شاهني‪،‬‬ ‫األسامء أمهية يف التعرف عىل دوافع التسمية‪.‬‬
‫إن القمر‬‫‪2007‬م‪ .)352 :‬عىل أية حال يمكن القول َّ‬ ‫‪ -1‬الثالوث الكوكبي‬
‫كان هو املعبود املهيمن بصورة مبارشة عىل مجيع نواحي‬ ‫أسطورة الزواج املقدس بني القمر والشمس أمر‬
‫احلياة (احلامدي‪2006 ،‬م‪)2 :‬؛ حيث تربع عىل قمة‬ ‫معروف يف العامل القديم‪ .‬وكان «ديتلف نيلسن» هو‬
‫املعبودات‪ ،‬فقد كان يمثل إيقاع احلياة مثل الوالدة‬ ‫صاحب نظرية الثالوث الكوكبي يف جنوب غرب شبه‬
‫والنـمو والتناقص (املـوت) التـي يمثلها فـي دورته‬ ‫اجلزيرة العربية من خالل مقارنتها مع غريها من الشعوب‬
‫ال عن سيطرته عىل كثري من مظاهر احلياة‬ ‫الشهرية‪ ،‬فض ً‬ ‫السامية األخرى (‪ ،)Jamme,1956: 253‬وقد جعله أساس ًا‬
‫مثل املطر –كام سبق الذكر‪ -‬والنبات واخلصوبة ودورة‬ ‫وأن غريه من املعبودات األخرى ما‬ ‫لديانة ممالكها القديمة َّ‬
‫الطمث والوقت‪ ،‬وهو يرمز إىل املوت واخلصب والنور‬ ‫هي إلاَّ ألقاب وصفات لعنارصه الثالثة (القمر والشمس‬
‫والظلمة والتضاد (الزراعي‪2009 ،‬م‪.)373 :‬‬ ‫أن آخـرين اعرتضوا عىل نظريته‪،‬‬ ‫والزهرة)‪ ،‬يف حـني َّ‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪146‬‬

‫األ ْو َسانيون عن معبودهم األكرب الذي ختيلوه‬ ‫عبرَّ َ‬ ‫● املعبود ود (ود)‪ :‬بالضم والفتح (احلوايل‪2008 ،‬م‪:‬‬
‫هييمن عىل القمر باسم ود‪ ،‬واسم ورخ (؟) (شاهني‪،‬‬ ‫‪ ،)236‬وقد اتفقت معظم آراء علامء اللغويات عىل َّ‬
‫أن‬
‫‪2007‬م‪ .)6( )353 :‬ويرى بعض الباحثني أهنم تعمدوا‬ ‫اسم ود يعني احلب واملودة؛ أي احلب اإلهلي وليس‬
‫اختاذ ود اس ًام ملعبودهم خمالفة لتسمية قتبان ملعبودها‬ ‫احلب اجلنيس أو العاطفي (احلامدي‪2006 ،‬م‪.)4 :‬‬
‫األكرب باسم عم (صالح‪1988 ،‬م‪ ،)94 :‬وهو رأي‬ ‫وذ ِكر يف القرآن الكريم عىل أنه واحد من بني معبودات‬ ‫ُ‬
‫جيانبه الصواب؛ ألنه ورد يف النقوش القتبانية كام سبقت‬ ‫مخسة‪ ،‬كـان العرب قبـل اإلسالم يعبدوهنا؛ فهو من‬
‫اإلشارة‪ .‬وقد كان ود يف فرتة حمدودة من تاريخ َأ ْو َسان‬ ‫املعبودات التي ُع ِرفت عند قوم نوح عليه السالم‪ ،‬قال‬
‫أن أحد ملوكها‬ ‫هو املعبود الرسمي هلا‪ ،‬ويدل عىل ذلك َّ‬ ‫تعاىل ﱫ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫(يصدق إل فرعم رشح عت) جعل من نفسه ابن ًا للمعبود‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﱪ(‪ ،)4‬كام َع َبدَ ت و ّد ًا َك ْل ٌب‬
‫ود (‪ .)RES 454, 3884bis, 3902 n. 137; 159bis‬ولكن‬ ‫اجل ْندَ ل (ابن الكلبي‪1995،‬م‪ ،)10 :‬باإلضافة إىل‬ ‫بدومة َ‬
‫أن لفظة ود يف‬ ‫أن “جواد عيل” يرى َّ‬ ‫تنبغي اإلشارة إىل َّ‬ ‫أنه كان من بني األصنام التي عبدهتا قريش صنم دعته‬
‫تلك النقوش‪ ،‬هي جمرد اسم لشخص ما‪ ،‬ويضيف إىل‬ ‫ود أو أد (السعيد‪2005 ،‬م‪ ،)174 :‬ويصفه ابن الكلبي‬
‫أنه يف كتب األنساب واألخبار أسامء عدد من الرجال‪،‬‬ ‫متثال رجلٍ كأعظم ما يكون من الرجال‪ ،‬قد ُدبِر عليه‬ ‫بأنه ُ‬
‫وهي يف الوقت نفسه أسامء معبودات‪ ،‬ومل يقل أحد َّ‬
‫أن‬ ‫رتد أخرى‪ ،‬عليه سيف قد تق َّلده‪،‬‬ ‫بح َّلة‪ُ ،‬م ٍ‬
‫ُح َّلتان‪ُ ،‬م َّتزر ُ‬
‫أصحاب تلك األسامء كانوا يرون أنفسهم معبودات‪،‬‬ ‫تنكب قوس ًا‪ ،‬وبني يديه حربة فيها لواء‪ ،‬ووفضة‬ ‫وقد َّ‬
‫أو من أبناء املعبودات‪ ،‬بل كانوا من سواد الناس (عيل‪،‬‬ ‫(أي جعبة) فيها َن ْب ٌل (ابن الكلبي‪1995 ،‬م‪.)56 :‬‬
‫‪1993‬م‪ ،)499 :2/‬وهو ما يعارضه “بافقيه”؛ حيث‬ ‫أما عن عبادته يف اليمن القديم‪ ،‬فقد ُذ ِكر يف نقوش‬
‫أن القول بكون ود هنا ال تعني بالرضورة املعبود‬ ‫يرى َّ‬ ‫أن عبادته مل تقترص عىل‬ ‫املاملك الرئيسة(‪)5‬؛ مما يشري إىل َّ‬
‫الوثني املعروف ال يكفي؛ إذ يؤكد متيز امللك بتلك‬ ‫مملكتي َأ ْو َسان ومعني‪.‬‬
‫أن اهليكل هيكله‪ ،‬وفيه يتلقى النذور‬ ‫الصفة املقدسة َّ‬
‫(‪ )4‬سورة نوح‪ ،‬اآلية ‪.23‬‬
‫نيابة عن أبيه ود (بافقيه‪1985 ،‬م‪.)23 :‬‬
‫(‪ )5‬ففي سبأ يشري نقش (‪ )AO 4723= CIH 545‬املحفوظ بمتحف‬
‫عرف عنها‬ ‫َ‬
‫أما ألقاب ود ورموزه يف أ ْو َسان فال ُي َ‬ ‫اللوفر‪ ،‬واملكتوب بخط غائر بطريقة املحراث القديمة إىل‬
‫يشء كثري‪ ،‬وقد ورد يف نقش (‪)RES, 454= AO 4098‬‬ ‫عبادة السبئيني لبشام وود‪ ،‬باإلضافة إىل معبده (ودم ذو‬
‫[لوحة رقم‪ ]1‬املحفوظ بمتحف اللوفر‪ ،‬عبارة “‪Wdm‬‬ ‫مسمعم) الذي كشفت عنه البعثة األملانية عام ‪1979‬م يف‬
‫املنطقة اجلنوبية الغربية جلبل البلق القبيل‪ ،‬ما بني مناطق‬
‫‪ ،”¶-ábln‬وكلمة “‪ ”ábln‬مل ترد يف املعجم القتباين‪ ،‬يف‬
‫رصواح ومأرب (راجع شميدت ‪ 19 :1982‬وما بعدها)‪.‬‬
‫فس املعجم السبئي اجلذر «سبل» يف صورته املؤنثة‬ ‫حني رَّ‬ ‫ويف قتبان يذكر نقش (‪َّ )RES 3550/ 4‬‬
‫أن «يدع أب ذبيان» بنى‬
‫وجدد معبد ود وعثرت‪ .‬ويف حرضموت عثر عىل العديد‬
‫(‪ )6‬مل جيد الباحث يف النقوش األوسانية التي وقعت عليها يده‪،‬‬ ‫من النقوش التي حتمل عبارة «ودم أبم»‪ ،‬من بينها النقوش‬
‫ما يشري إىل ما ذكره «عالء شاهني» بمعرفة َ‬
‫األ ْو َسانيني اسم‬ ‫التي اكتشفتها البعثة األمريكية برئاسة «كاتون تومبسون» يف‬
‫ورخ من بني أسامء املعبود القمر‪ ،‬وهو دون شك ال ينفي‬ ‫احلريضة (مذاب قدي ًام) بوادي عمد‪ ،‬وتلك العبارة انترشت‬
‫وروده يف نقوش املاملك األخرى بذلك االسم‪.‬‬ ‫أيض ًا يف النقوش املعينية‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫ومنشآهتم مـن َأ ْي مكـروه أو أذى‪ ،‬ومحـاية جتـارهتم‬ ‫(‪ )áblt‬بأنه السنبلة‪ ،‬أو أحد األبراج الفلكية (بيستون‬
‫ومزروعاهتم (الصلوي‪1989 ،‬م ب‪.)162 :‬‬ ‫وآخرون‪1982 ،‬م‪)123 :‬؛ ربام يف إشارة الرتباطه‬
‫أن معبد‬ ‫وتشري النقوش َ‬
‫األ ْو َسانية السابقة إىل َّ‬ ‫أن «خليل نامي» جعلها مرة‬ ‫بالزراعة أو بالري؛ يف حني َّ‬
‫ود الرئيس هو نعامن (نعمن)‪ .‬وليس معروف ًا هل كان‬ ‫اس ًام ملقاطعة‪ ،‬ومرة أخرى اس ًام هليكل املعبود ود (نامي‪،‬‬
‫نعامن اس ًام للهيكل وحده أم كان أيض ًا اس ًام للمدينة التي‬ ‫‪1998‬م‪ .)144 :‬أما «املقحفي» فقد ذكر قبيلة من‬
‫كان يقوم فيها اهليكل املذكور؟ (بافقيه‪1985 ،‬م‪،)23 :‬‬ ‫بني صيفي بمخالف محري تدعى ذو سبالن (املقحفي‪،‬‬
‫والتي يرى «بريان دو» أهنا نعامن الواقعة شامل غرب‬ ‫‪1985‬م‪.)255 :‬‬
‫مسورة (‪.)Doe1971: 74‬‬ ‫بأن أقرب معاين لفظة‬ ‫ويميل الباحث إىل القول َّ‬
‫رب القم ِر‬ ‫● املعبود عم (عم)‪ :‬يرى ُ‬
‫بعضهم أنه كان َ‬ ‫أن النون يف هناية‬ ‫«سبلن» هي «املطر اهلاطل»؛ باعتبار َّ‬
‫األ ْو َسانيني (نـور الدين ‪ .)65 :2008‬وكـل مـا‬ ‫عنـد َ‬ ‫وس َب ُل (بالتحريك) تعني‬ ‫الكلمة هي أداة التعريف‪َّ ،‬‬
‫يمكن قوله إنهَّ م قد عرفوا املعبود عم‪ ،‬وكان يمثل جزء ًا‬ ‫اس ِقنا َغ ْيث ًا‬
‫مطر ًا‪ ،‬وقد ورد يف حديث االستسقاء‪ْ :‬‬
‫من أسامء بعض أعالمهم الشخصية مثل (ع م ك ر ب)‬ ‫ال غزير ًا (ابن منظور‪ ،‬د‪.‬ت‪1931 :‬م؛‬ ‫ال؛ َأ ْي ِ‬
‫هاط ً‬ ‫سابِ ً‬
‫ويعني «عم املتفضل»‪( ،‬ع م ي ث ع)‪ ،‬ويعني «عم‬ ‫املعجم الوسيط‪2004 ،‬م‪ ،)415 :‬وهو املعنى الذي قد‬
‫املساعد أو املؤيد»‪ ،‬أو أسامء لعشائر ومجاعات َأ ْو َسانية‬ ‫يتفق مع طبيعة املعبود القمر وارتباطه باملطر‪.‬‬
‫مثل (ع م ي د ع) ويعني «عم اخلبري والعليم أو صاحب‬ ‫وهناك أيض ًا لقب «أب»؛ فقد شاهدت «بريين» عبارة‬
‫الوحي»(‪ .)8‬ويتفق املعبودان عم وود يف كون الكبش‬ ‫«ود أب» (ود أب) عىل كتلة حجرية ُأعيد استخدامها يف‬
‫والثور والوعل باإلضافة إىل حرف اهلاء يف املسند (ه)‬ ‫جدار أحد املباين احلديثة بخزينة الدرب [لوحة رقم‪،]2‬‬
‫‪-‬الذي يشري إىل الربق للداللة عىل االرتباط بالري‪-‬‬ ‫كام كشفت أيض ًا عن جمموعة من الكتل احلجرية يف موقع‬
‫رموز ًا هلام (باوير ولوندن‪1984 ،‬م‪66 :‬؛ الزراعي‪،‬‬ ‫أم عادية‪ ،‬حيمل أحدها نقش ًا هو «ود أب»‪.‬‬
‫‪2009‬م‪.)374 :‬‬ ‫وكان ُير َمز للمعبود «ود» باحلية أو الثعبان‪ ،‬وهو‬
‫ب) الشمس‬ ‫األ ْو َسانية؛‬ ‫ما أكدته االكتشافات األثرية يف األرايض َ‬
‫تأيت يف املرتبة الثانية بعد القمر يف عقائد أهل جنوب‬ ‫حيث ُعثِر يف املوقع السابق عىل عتب علوي (مكسور‬
‫شبه اجلزيرة العربية ‪ ،‬عىل العكس مما اعتقد أهل الشامل‬ ‫إىل جزأين) لباب عليه رسم لثعبانني متواجه ني (�‪Hard‬‬
‫الذين أولوها املرتبة األوىل يف عقائدهم؛ ربام لكون‬ ‫أن الرمح كان أيض ًا‬ ‫‪[ )ing1964: 25‬لوحة رقم‪ .]3‬ويبدو َّ‬
‫الشمس يف مناطق شامل شبه اجلزيرة العربية وما وراءها‬ ‫رمز ًا من رموز املعبود ود بوصفه رب ًا حامي ًا (نور الدين‪،‬‬
‫يف اهلالل اخلصيب خاصة بالد النهرين‪ ،‬وباملثل يف وادي‬ ‫‪1986‬م‪ ،)7()62 :‬وعن هذه احلامية يذهب «إبراهيم‬
‫النيل ارتبطت أمهيتها بالدورة الزراعية يف الواحات أو‬ ‫أن ود ًا يف اعتقاد اليمنيني القدماء هو‬ ‫الصلوي» إىل َّ‬
‫األودية اخلصيبة (شاهني‪2007 ،‬م‪.)354 ،353 :‬‬ ‫املعبود القـوي القـادر عـىل محايتهم ومحاية ممتلكاهتم‬

‫‪NAM 545; 621; 1305; 1846‬‬ ‫(‪ )8‬نقـوش (السقاف‪ :‬امللتـقى‪،1‬‬ ‫(‪ )7‬وقـد قـارن عبداحلليم نـور الدين ذلك بالديـانة املصـرية‬
‫‪.)RES 3902 No. 83; 137‬‬ ‫القديمة‪ ،‬وظهور املتوىف يف هيئة أوزير ممسك ًا رموزه‪.‬‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪148‬‬

‫يف احلـذف ترخيم‪ ،‬ويف الرتخيم ختفيف عـىل اللسان‪،‬‬ ‫الشمس دور الزوجة واألم يف جممع‬ ‫ُ‬ ‫وقد مثَّلت‬
‫واقتصاد يف النـطق‪ ،‬واستلطاف وتقـديـر للمسمى‪.‬‬ ‫املعبودات يف اليمن القديم؛ فهي زوجة املعبود القمر‬
‫ودخوله يف عـدد مـن أسامء األعـالم املركبة رغبـة يف‬ ‫وأم املعبود عثرت (الزهرة) (العريقي‪2002 ،‬م‪،)73 :‬‬
‫التربك والتيمن (اجلرو‪2003 ،‬م‪ ،)136 :‬كام يف نقوش‬ ‫ويؤكد أمومتها تلك لقب «أم عثرت» الذي يعد أشهر‬
‫(‪.)RES 454, 3888, 3902 n. 159bis, 4102, 4232‬‬ ‫ألقاهبا التي ترد يف النقوش خاصة نقوش معبد وعول‬
‫أن ذلك الثالوث (‪ )Triad‬كأرسة‬ ‫من الالفت للنظر َّ‬ ‫رصواح (نامي‪1943 ،‬م‪26 :‬؛ العريقي‪2002 ،‬م‪:‬‬
‫إهلية‪ ،‬يوازي يف املفهوم االجتامعي األرسة البرشية‪ ،‬وما‬ ‫‪71‬؛ الشيبة‪2008 ،‬م‪ .)151 ،150 :‬ويذكر «جواد‬
‫ينجم عن الزواج من إنجاب لألطفال‪ ،‬وشبيه ًا ملا هو‬ ‫عيل» أهنا ُع ِرفت يف َأ ْو َسان –كام يف حرضموت‪ -‬باسم‬
‫معروف عن الثالوث املقدس يف عقائد مرص القديمة‬ ‫شمس (عيل‪1993 ،‬م‪.)176 :6/‬‬
‫(شاهني‪1997 ،‬م‪207 :‬؛ شاهني‪2007 ،‬م‪.)349 :‬‬ ‫ج) الزهرة (عثرت)‬
‫إل ( إل )‬‫‪ -2‬املعبود ّ‬ ‫هو القاسم املشرتك الذي عبدته كل الشعوب‬
‫أن لغة نقوش‬ ‫إِ ّل بكرس اهلمزة(‪ )9‬وتشديد الالم مع َّ‬ ‫السامية يف جنوب وشامل شبه اجلزيرة العربية حتت‬
‫اليمن القديمة ختلو من التشكيل (الصلوي‪1989 ،‬م أ‪:‬‬ ‫وإن اختلفت كتابته‪ .‬يرى «جاك ريكامنز»‬ ‫اسم واحد‪ْ ،‬‬
‫‪– )128‬من األلفاظ التي تكتب يف النقوش بحرفني‬ ‫إل‪ ،‬وأنه كان يصور بقرص صغري‬ ‫حل حمل املعبود ّ‬
‫أنه َّ‬
‫فحسب (باخشوين‪2002 ،‬م‪ -)93 :‬إله مشرتك لكل‬ ‫كثري‬
‫يرافق رمز القمر (‪ .)Ryckmans,1989: 160‬وتدل ٌ‬
‫املجتمع السامي‪ ،‬وأقدم أسامء املعبودات القديمة كافة‬ ‫من نقوش املاملك اليمنية عىل أنه يتقدم عىل غريه من‬
‫عىل اإلطالق‪ .‬وجاء أول ذكر له يف النقوش األكادية التي‬ ‫املعبودات‪ ،‬وهذه الظاهرة ُو ِجدَ ت يف النقش َ‬
‫األ ْو َساين‬
‫تعـود إىل األلف الثـالث قبـل امليـالد (اجلرو‪2003 ،‬م‪:‬‬ ‫(السقاف‪ :‬امللتقى‪)1‬؛ حيث تقدَّ م ذكره عىل املعبود َب ْلو‪.‬‬
‫أن هذا القدم يتناسب مع ما‬ ‫‪ )130‬بصيغة ‪ ،Ilu- elu‬ويبدو َّ‬ ‫إن امللك “يصدق إل فرعم رشح‬ ‫ويمكن القول َّ‬
‫اقرتحته “ماريا هوفنر” من اشتقاق السم ذلك املعبود‪،‬‬ ‫بأن جعل نفسه ابن ًا‬ ‫عت” أصبح بمنزلة املعبود عثرت؛ ْ‬
‫بأنه مشتق من اجلذر “أول” الذي يعني “األزل‪ ،‬األول‪،‬‬ ‫للمعبود القمر (ود)‪ .‬وكان عثرت هو رب الظواهر اجلوية‬
‫األقدم‪ ،‬البدء” (الصلوي‪1989 ،‬م أ‪ .)130 :‬ولفظة “إل”‬ ‫أن يامثل الكوكب فينوس (روبان‪1999 ،‬م‪:‬‬ ‫الذي يمكن ْ‬
‫هي اسم ملعبود يعني القادر واحلاكم‪ ،‬ولعله يف األصل‬ ‫‪ .)102‬وورد اسمه يف النقوش اليمنية القديمة بتسع‬
‫السامء‪ ،‬وهـو رأس املعبـودات عنـد الكنعانيني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫رب‬
‫ُّ‬ ‫صيغ خمتلفة (الزبريي‪2000 ،‬م‪ ،)50 -33 :‬ولكنها‬
‫وزوجه هي ربـة البحر يف النصوص األوجاريتية‪ ،‬وقـد‬ ‫اقترصت يف النقوش َ‬
‫األ ْو َسانية املعروفة عىل صيغتني مها‪:‬‬
‫عثرت (عثتر)‪ :‬وهي الصيغة الكاملة‪ ،‬يف الفرتة‬
‫(‪ )9‬ال يمكن قراءته بأي حال من األحول بفتح اهلمزة‪ ،‬وإلاَّ‬
‫املبكرة (السقاف‪ :‬امللتقى‪ ،)1‬واملتأخرة (‪.)UAM 266‬‬
‫لتحول إىل أداة تعريف‪ ،‬ولغة النقوش اليمنية القديمة مل‬
‫عت (عت)‪ :‬وهي صيغة مرمخة لالسم عثرت؛ حيث‬
‫تعرف أداة التعريف العربية الفصحى «أل» املعروفة يف أول‬
‫االسم املعرف هبا‪ ،‬فكام هو معلوم َّ‬
‫أن أداة التعريف يف تلك‬ ‫يرد أحيان ًا عىل ألسنة عرب اجلنوب حاذفني منه حرفني‪،‬‬
‫النقوش هي مد الفتح والنون يف آخر االسم املعرف‪.‬‬ ‫ألن‬‫وذلك وفق ًا لقاعدة الرتخيم عند العرب عموم ًا؛ َّ‬
‫‪149‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫العريب اإلسالمي (احلسيني‪2007 ،‬م‪40 :‬؛ باخشوين‪،‬‬ ‫ُن ِعت بنعوت عدة هي أبو البرش‪ ،‬خالق اخللق‪ ،‬امللك‪،‬‬
‫‪2002‬م‪)111 :‬؛ إذ يذكر “الفريوز آبادي” يف قاموسه‬ ‫الثور (أي القوي)‪ ،‬احلكيم‪ ،‬الطيب‪ ،‬الرحيم‪ ،‬الكهل‪،‬‬
‫ورشاحيل اسم‪ ،‬ويقال له رشاحني‪ ،‬ورشحة بن عـوة‬ ‫ويعترب مرجع املعبودات حني خيتلفون ويتنازعون فيام‬
‫مـن بـني سامة بن لـؤي‪ ،‬وبنو رشح بطـن وكـرساقة‬ ‫بينهم؛ حيث كان ُيعت َقد أنه يسكن بعيد ًا عنها عند منبع‬
‫مهدانية‪...‬إلخ (الفريوز آبادي‪1301 ،‬هـ‪.)229 :‬‬ ‫النهريـن‪ ،‬ووسـط جمـاري املحيـطني (عـيل‪1984 ،‬م‪:‬‬
‫إن َ‬
‫األ ْو َسانيني –كغريهم‪-‬‬ ‫وعىل ذلك يمكن القول َّ‬ ‫‪.)108 ،107‬‬
‫إل بكثري من الصفات منها احلافظ‬ ‫قد وصفوا املعبود ّ‬ ‫وقـد تضمنت الكتـابات َ‬
‫األ ْو َسانـية منـذ أقـدم‬
‫واحلارس واملعطي والصادق والقوي ‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫بعـض أسامء األعالم املركبة‪ ،‬التي يدخل يف‬ ‫َ‬ ‫نقوشها‬
‫وتنبغي اإلشـارة إىل أنـه يف الوقت الـذي ذهب‬ ‫تركيبها اسم املعبود إل؛ نحو‪“ :‬ذ ك ر إ ل” (ذكر إ ل)‬
‫فيـه بعـض الباحثـني (عيل‪1984 ،‬م‪110 :‬؛ الذييب‪،‬‬ ‫(السقاف امللتـقى ‪ ،)1‬وهـو عـلم مـركـب من اجلـذر‬
‫‪2000‬م‪ )17 :‬للقول بأنه ال يوجد السم املعبود ّ‬
‫إل‬ ‫ذ ك ر‪ ،‬واملعبود إل‪ .‬و «م ع د إ ل» (معد ال) (‪RES, 3885,‬‬

‫وأن ذكـره بقي‬‫مكان ًا يف كتابات العـرب اجلنوبيني‪َّ ،‬‬ ‫‪ ،)3887, 3888, 3902 n. 66‬وهو علم مركب من اجلذر‬
‫خالد ًا فيها يف األسامء املركبـة فقط‪ ،‬عـارض آخرون‬ ‫(م ع د)‪ ،‬واملعبود إل‪ ،‬والعنرص األول يعني “القوي‬
‫(‪ )Höfner,1965: 511; Jamme,1947: 114‬ذلك؛ حيث‬ ‫والشـديـد أو الكبـري والرئـيس” (;‪Tairan,1992: 200‬‬

‫أشاروا إىل ورود االسم مع املعبود عثرت يف نقش (‪RES‬‬ ‫‪ .)Al-Said,1995: 162‬و“ي ص د ق إ ل” (يصدق إل)‪،‬‬
‫‪ )2742/ 4= Hal 150‬املعيني من القرن السابع قبل امليالد‬ ‫وهو علم مركب من (ي ص د ق) بصيغة املضارع من‬
‫(‪ ،)Kitchen,2000: 375‬ومع املعبـود أنبي يف النقـوش‬ ‫اجلذر (ص د ق)‪ ،‬واملعبود إل‪ ،‬وصدق يف لغة النقوش‬
‫(‪)RES 313/ 3, 3882/ 5, 3962/ 5, 3965/ 4, 4335/ 2- 3‬‬ ‫السبئية يعني «أدى‪ ،‬وفىَّ –بعهد أو فريضة‪ -‬حفظ‪ ،‬صان‪،‬‬
‫القتبانية‪ ،‬والتي محل يف معظمها صفة (ت ع ل ي ‪،)tcly‬‬ ‫الصدق‬ ‫زكى»‪ ،‬ويف العربية الفصحى ِ‬ ‫أعطى شيئ ًا‪ ،‬عدل‪َّ ،‬‬
‫كام ورد يف النقش (‪)CIH 512= Hal 144= RES 2739 A‬‬ ‫بالكرس ضد الكذب‪ ،‬والصداقة أي املحبة‪ ،‬واملتصدق‬
‫من معبد بنات عاد يف هرم‪ ،‬ويؤرخ بعهد ملكي هرم‬ ‫أي املعطي (باخشوين‪2002 ،‬م‪128 :‬؛ ‪Al-Said,1995:‬‬

‫“يذمر ملك” و “وتر إل” (‪)Kitchen,2000: 120‬؛ حيث‬ ‫‪ .)130; Hayajneh,1998: 178‬و“إ ل ش ر ح” (ال شرح)‬
‫ذكر صاحب النقش أنه رشو (كاهن) إل وعث رت (�‪Höf‬‬ ‫(‪ ،)RES, 3902 n. 73; 75‬وهـو عـلم مركـب مـن إل‪،‬‬
‫‪ ،)ner,1965: 511; Jamme,1947: 114‬باإلضافة إىل ظهور‬ ‫واجلذر (ش ر ح)‪ ،‬الذي يعني يف لغة النقوش السبئية‬
‫اسمه بني أسامء املعبودات يف معبد أرن يدع بالسوداء‬ ‫“حفظ‪ ،‬نجى‪ ،‬حـرس‪ ،‬سلم‪ ،‬أنجح”‪ ،‬وفـي العربية‬
‫(عربش‪2009 ،‬م‪.)72 :‬‬ ‫الفصحى “فتح‪ ،‬كشف‪ ،‬فهم‪ ،‬نجى”‪ ،‬والشارح حافظ‬
‫أن شيوع اسم املعبـود ّ‬
‫إل بني‬ ‫وجديـر بالذكـر َّ‬ ‫أن الفعل رشح؛ أي‬ ‫الزرع من الطيور‪ ،‬واجلدير بالذكر َّ‬
‫الشعوب الساميـة ذات األصول العربية القديمة‪ ،‬قـد‬ ‫“حفظ” غري مألوف يف العربية الفصحى هبذا املعنى‪،‬‬
‫أوحى بأنه املعبود الرئيس عندهم منذ العصور الغابرة‪،‬‬ ‫فهو من لغة أهل اليمن وال يزال متداو ً‬
‫ال ومعروف ًا يف‬
‫وهناك َم ْن استدَّ ل بذلك الشيوع عىل َّ‬
‫أن عقيدة التوحيد‬ ‫اللهجات اليمنية املعارصة‪ ،‬ولالسم صداه يف املوروث‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪150‬‬

‫ومن النقوش األخرى التي ورد فيها اسم املعبود‬ ‫قديمة عند الساميني‪ ،‬كام استدَّ ل هبا آخرون عىل إنكار‬
‫َب ْلو‪ ،‬نقش (‪Arbach2002: 83,( )CIH 974= RES 315‬‬ ‫وجود ذلك املعبود‪ ،‬ولكن هذا اإلنكار مردود كام تبينَّ‬
‫‪ ،)200, 271‬الذي يعود إىل أواسط القرن الثالث قبل‬ ‫أن التوحيد‬ ‫من خالل ما سبق‪ ،‬والقرآن الكريم يؤكد َّ‬
‫امليالد (السقاف‪1994 ،‬م‪ ،)116 :‬ونقشان من هجر‬ ‫عقيدة قديمة (نور الدين‪2008 ،‬م‪66 :‬؛ ريكمنس‪،‬‬
‫حويرض يف وادي رضاء يرجعان إىل القرن الثاين قبل‬ ‫‪1987‬م‪.)136 :‬‬
‫امليالد‪ ،‬أحدمها ألحد أتباع املكرب القتباين «يدع أب‬ ‫‪ -3‬املعبود « َب ْلو» (بلو)‬
‫ذبيان هينعم بن شهر»‪ ،‬واآلخر للمكرب نفسه (بافقيه‬ ‫َب ْل و(‪ ،)10‬يعني يف السبئية «بنى قرب ًا‪ُ ،‬د ِفن» (بيستون‬
‫وبريتون‪1993 ،‬م‪)9 :‬؛ وقد ورد فيهام متبوع ًا بلقب‬ ‫وآخرون‪1982 ،‬م‪ ،)29 :‬ويف العربية الفصحى بلو من‬
‫ريامن (بلو ذ ريمن)‪ ،‬كام ورد يف نقش (‪)Waddingham1/ 8‬‬ ‫بال؛ أي أصاهبم اهلم‪ ،‬والبالء بمعنى الغم‪ ،‬والبلية هي‬
‫الذي ُعثِر عليه يف وادي مرخة‪ ،‬ويؤرخ بالقرن الثالث‬ ‫الناقة التي ُتع َقل بعد موت صاحبها عند قربه فال ُت ْع َلف‬
‫قبل امليالد (احلسني‪2012 ،‬م‪ ،)71 :‬وكذلك يف نقش‬ ‫أن متوت (ابن منظور‪ ،‬د‪.‬ت‪-355 :‬‬ ‫وال ُتسقى إىل ْ‬
‫(‪ )RES 4336‬مع كل من بشام وعثرت الشارق‪.‬‬ ‫فإن االسم يف اللغتني يشمل معاين البالء‬ ‫‪ .)356‬وهكذا َّ‬
‫أن عبـادة َب ْلو قـد‬‫وتشـري النقـوش السابـقة إىل َّ‬ ‫والنوازل واملوت؛ لذا ترى «ماريا هوفنر» أنه ربام كان إهل ًا‬
‫استمرت حتى بعد ضم َأ ْو َسان إىل مملكة قتبان‪ .‬ويذكر‬ ‫للموت‪ ،‬وأنه ارتبط كذلك بالقبور‪ ،‬ولعل يف عبادته دفع ًا‬
‫لرشه وبالئه (‪)Höfner,1965: 502‬؛ يف حني يرى „ألربت‬
‫“جواد عيل” أنه من بني املعبودات التي وردت أسامؤها‬
‫جام“ أنه قد ارتبط بعبادة األموات (;‪Jamme,1947: 128‬‬
‫عرف من أمرها شيئ ًا ُي َ‬
‫ذكر‬ ‫يف كتابات املعينيني‪ ،‬والتي مل ُي َ‬
‫‪ ،)Jamme,1956: 272‬وهو رأي بعيد عن الصواب؛‬
‫(عيل‪1993 ،‬م‪.)295 :6/‬‬
‫إن عبادة األموات تشمل املوتى أنفسهم‪ ،‬وليس‬ ‫حيث َّ‬
‫‪ -4‬املعبود بشام (بشمم)‬
‫هناك معبود يمثلهم (باخشوين‪2002 ،‬م‪.)289 :‬‬
‫ورد ذكره يف النقوش بصيغة (بشمم بشمم)‪ ،‬ويرى‬
‫ِ‬
‫مملكة‬ ‫ويرى “كريستيان روبان” َّ‬
‫أن بلو كان معبو َد‬
‫وأن عبادته كانت يف الفرتة‬ ‫معبود حميل‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫«روبان» ً‬
‫خطأ أ َّنه‬
‫َأ ْو َسان الرئيس (روبان‪2003 ،‬م‪ )428 :‬خالل الفرتة‬
‫املتأخرة (روبان‪2003 ،‬م‪)428 :‬؛ حيث يعارض ذلك‬
‫القديمة من تارخيها‪ ،‬ربام استناد ًا إىل النقش (‪CIAS C 42/‬‬
‫وجود اسمه يف النقش السبئي (‪،)11()AO 4723= CIH 545‬‬
‫‪ ،)f 6/ 95.11 Blw £l-£\wân‬وهو ما يتفق مع ورود اسمه‬
‫والذي يرجع إىل ما بني القرنني السابع واخلامس قبل‬
‫يف نقش (السقاف‪ :‬امللتقى‪ )1‬من بداية القرن السابع‬
‫امليالد (‪ ،)Kitchen2000: 124‬باإلضافة إىل نقوش أخرى‬
‫قبل امليالد (السقاف‪1994 ،‬م‪ ،)116 :‬مما دفع بعضهم‬
‫سبئية ومعينية وقتبانية ترجع إىل القـرون اخلامس إىل‬
‫إىل القول بأنه رب القمر يف الفرتة القديمة من تاريخ‬
‫الثالث قبـل امليالد من بينها نقش (‪)Waddingham1/8‬‬
‫َأ ْو َسان (احلسني‪2012 ،‬م‪.)72 ،13 :‬‬
‫(احلسني‪2012 ،‬م‪.)72 ،71 :‬‬
‫أن الفعل «أ ب ل و أبلو»‪ ،‬ورد يف‬ ‫(‪ )10‬تنبغي اإلشارة إىل َّ‬
‫(‪ )11‬النقش حمفوظ بمتحف اللوفر‪ ،‬ومكتوب بخط غائر‬ ‫السبئية (اإلرياين ‪ )Ja 665 =38/39‬ومل يعط املعجم السبئي‬
‫بطريقة املحراث القديمة‪ ،‬ويعد أقدم النقوش املعروفة حتى‬ ‫أن «اإلرياين» ترمجه «أهلك» (بافقيه‪:1994‬‬ ‫معنى له‪ ،‬إلاَّ َّ‬
‫اآلن التي تذكر املعبود بشام يف املاملك اليمنية القديمة‪.‬‬ ‫‪7‬؛ اإلرياين‪.)243 :1990‬‬
‫‪151‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫رجح أهنا معبودة سبئية‬ ‫تسميات الربة الشمس‪ ،‬إلاَّ أنه َّ‬ ‫رجح “ماريا هوفنر” وجود صلة بني اسمه وبني‬ ‫و ُت ِّ‬
‫(‪ .)Jamme,1947: 107, 111; Jamme,1956: 267‬وهو ما‬ ‫وأن ذلك يتناسب مـع‬ ‫االسم العـريب شجرة البلسم‪َّ ،‬‬
‫أيده “العتيبي”؛ حيث ذكر أهنا إذا كانت َأ ْو َسانية فليس‬ ‫املوقف املذكـور يف النقش (‪ ،)RES 4336‬وهـو العـالج‬
‫األ ْو َساين بجعلهم‬‫هناك أي إذالل لرؤساء املسود َ‬ ‫معبود‪َّ ،‬‬
‫وأن االعتقاد بأنه اسم‬ ‫ٌ‬ ‫من اجلرح‪ ،‬كام ترى أنه‬
‫خدم ًا ملعبودهتم‪ ،‬وإنام األرجح أهنا معبودة سبئية قديمة‬ ‫ملعبودة أمر جيانبه الصواب‪ ،‬وتستند يف ذلك إىل تكريس‬
‫متخصصة يف شؤون احلرب اندثرت عبادهتا فيام بعد‬ ‫متثالني لوعلني برونزيني يف إشارة واضحة إىل أنه قربان‬
‫(العتيبي‪2006 ،‬م‪ ،40 :‬ه‪.)29‬‬ ‫يف شكل قمري (‪ .)Höfner,1965: 502‬وتوضح بعض‬
‫‪ -6‬املعبود وب (وب)‬ ‫أن بشام كان هو املعبود الرئيس املحيل‬ ‫النقوش املكتشفة َّ‬
‫ورد ذكر هذا املعبود يف نقوش (‪UAM 136, 210,‬‬ ‫لقبيلة ومدينة حلزوم (هجر جلية حالي ًا) يف وادي مرخة‪،‬‬
‫‪ ،)212; Pi. Âuwaydar 1‬وهي نقوش كشف عنها يف‬ ‫ومن بني تلك النقوش نقش (‪ ،)RES 4336‬ونقش حمفوظ‬
‫األ ْو َسـانية (هجـر جلـية‪ ،‬حويرض)‪ ،‬وتـؤرخ‬ ‫األرايض َ‬ ‫ام)‪ ،‬ونقش (‪)UAM 507‬‬ ‫يف خمازن متحف عتق (ال حيمل رق ً‬
‫بالفرتة ما بني القرن اخلامس والقرن الثاين قبل امليالد‬ ‫وهو نقش غري منشور (احلسني‪2012 ،‬م‪.)71 :‬‬
‫(�‪Bâtâyi , and Arbach,2001: 103, 105, 07-106 ; Prio‬‬ ‫أراض كانت جزء ًا ال يتجزأ من‬ ‫ٍ‬ ‫وعبادة بشام يف‬
‫‪ ،)12()letta,2010: 172‬وهي فرتة خضوع َأ ْو َسان للحكم‬ ‫مملكة َأ ْو َسان أمر طبيعي؛ حيث يذهب بعضهم إىل أنه‬
‫القتباين ثم االستقالل عنه وبدء عهد جديد‪ ،‬مما ال يسمح‬ ‫كان من عادات اليمنيني عند انتصار شعب عىل آخر ْ‬
‫أن‬
‫بالقول يقين ًا أن ذلك املعبود كان َأ ْو َساني ًا أم قتباني ًا‪.‬‬ ‫ُيقدِّ م املغلوب وال َءه للشعب املنترص عىل شكل عبادة‬
‫‪ -7‬امللك‪ -‬اإلله يصدق إل فرعم رشح عت‬ ‫آهلته –كام فعل شعب كمنهو عندما قدم الطاعة والوالء‬
‫أن ُأ ِّلـه ملوك عرب جنوب غرب شبه‬ ‫مل حيدث ْ‬ ‫مللك سبأ ومعبوداهتا‪ -‬وهذا يعني اعرتاف الشعب بسيادة‬
‫اجلزيرة العربية إال يف حالة واحدة؛ حيث احتل امللك‬ ‫شعب آخر ومعبوداته عليه (منقوش‪1979 ،‬م‪.)23 :‬‬
‫األ ْو َساين «يصدق إل فرعم رشح عت» مكانة دينية بلغت‬ ‫َ‬ ‫مه ْت (سمهت)(؟)‬ ‫‪ -5‬املعبودة َس َ‬
‫أن تكون هذه احلالة النادرة جاءت‬ ‫درجة التأليه‪ .‬وحيتمل ْ‬ ‫وردت اإلشارة الوحيدة هلا يف نقش (‪،)RES 3945/ 5‬‬
‫بتأثري من احلضارة اهليلينستية‪ ،‬وهذا التأثري احلضاري‬ ‫وتـرى “ماريا هوفنر” أهنا إحـدى املعبودات‪ ،‬وأهنـا‬
‫ُعبِدَ ت يف َأ ْو َسان‪ ،‬وقد حاولت الربط بني اسمها وبني‬
‫(‪ )12‬كام ورد اسمه يف النقش املوسوم بـ ‪ ،UAM 509‬مع املعبود‬
‫الكلمة العربية سام (بمعنى العالية)‪ ،‬وجعلتها تقابل‬
‫بلو‪ ،‬وهو من بني ثالثة نقوش جديدة قيد النرش حمفوظة‬
‫بمتحف جامعة عدن‪ ،‬وحتمل األرقام (‪UAM 507, 508,‬‬
‫السامء يف العربية‪ Symn ،‬يف السبئية‪ Smhm ،‬يف املعينية‪،‬‬
‫‪ .)509‬وهذه النقوش عثر عليها يف األرايض األوسانية‪،‬‬ ‫وأهنا صورة من صور ربة الشمس (‪،)Höfner,1965: 526‬‬
‫وتذكر أسامء املعبودات األوسانية املعروفة (عثرت‪ ،‬بلو‪،‬‬ ‫وقد وافق “موللر” رأي “هوفنر” يف قوهلا بأهنا معبودة‬
‫بشام‪ ،‬ود)‪ ،‬عالوة عىل أسامء جديدة غري معروفة يف نقوش‬
‫َأ ْو َسانية‪ ،‬وزاد عىل ذلك يف جعلها املعبودة الرئيسة‬
‫مملكة َأ ْو َسان املنشورة هي (موتر‪ ،‬ذات غرضان‪ ،‬فرعن)‪.‬‬
‫أمحد بن أمحد باطايع‪ ،‬مجال حممد احلسني؛ ثالثة نقوش‬
‫(العتـيبي‪2006 ،‬م‪ ،40 :‬ه‪ .)29‬ورغم اتفاق “جـام”‬
‫جديدة تذكر اإلله األوساين بلو‪.‬‬ ‫مـع الـرأي السابق فـي أهنـا معبودة ساموية‪ ،‬وإحـدى‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪152‬‬
‫ويمكن مقارنة وضع هذا امللك َ‬
‫األ ْو َساين مع امللك‬ ‫يبدو واضح ًا من خالل متثال امللك [لوحة رقم‪]4‬؛ حيث‬
‫النبطي «عبادة الثالث» (‪9 -30‬ق‪.‬م)؛ حيث شهد عهد‬ ‫متأثر بالفن اإلغريقي‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫التمثال‬ ‫أن هذا‬‫يرى «بريان دو» َّ‬
‫ذلك األخري تطور ًا يشري إىل ترسيخ النظام امللكي‪ ،‬من‬ ‫(النمط القربيص ورشقي البحر املتوسط) يف نحت الثياب‬
‫ناحية القاعدة النظرية عىل األقل‪ ،‬هذا التطور هو تأليه‬ ‫وترسحية الشعر الطويلة أو الباروكة (‪Doe,1971: 74, 107,‬‬

‫امللك‪ .‬ويدل عىل ذلك نص ملؤرخ احلوليات اليوناين‬ ‫‪ .)112‬ولعل هذا امللك عمد إىل تأليه نفسه تقليد ًا مللوك‬
‫أورانيوس ‪ Ouranios-‬ربام عاش يف فرتة تالية لعبادة‬ ‫مرص البطلمية‪ ،‬كام ق َّلدهم يف مظهره اخلارجي (النعيم‪،‬‬
‫أن “عبادة امللك‪....‬الذي ‪..‬ألهَّ وه كانت‬ ‫بقليل‪ -‬يذكر فيه َّ‬ ‫‪2000‬م‪ .)13()90 :‬وربام كان تأليه هذا امللك بعد وفاته‬
‫مقربته تقوم يف عبودة (‪ ،)Eboda‬عابدة (‪ )Abdeh‬يف النقب‬ ‫عن طريق وضع متثال له يف معبد املعبود ود املسمى‬
‫جنويب فلسطني”‪ .‬وخيتم العبارة بقوله‪“ :‬وهذا التأليه‬ ‫نعامن‪ ،‬ومن ثم ُخ ِّصص هذا املعبد له أيض ًا إىل جانب‬
‫تم مؤخر ًا”‪ ،‬وهناك عدد من النقوش يؤيد نص‬ ‫البد أ َّنه َّ‬ ‫أنه معبد أبيه ود‪ ،‬الذي أمر أتباعه بتقديم القرابني البنه‬
‫أورانيوس السابق‪ ،‬منها نقش عىل متثال ُو ِجد يف النمري‬ ‫«يصدق إل» يف املعبد نفسه (احلامدي‪2006 ،‬م‪225 :‬؛‬
‫أن “هذا التمثال هو متثال عبادة اإلله”‬ ‫بالبرتاء‪ ،‬جاء فيه َّ‬ ‫‪.)Robin,2012: 27, 7-95‬‬
‫ومن النقوش َ‬
‫األ ْو َسانية التي يرد فيها ما يشري إىل‬
‫(السالمني‪2010 ،‬م‪96 :‬؛ حييى‪1984 ،‬م‪97 :‬؛ عباس‪،‬‬
‫‪1987‬م‪52 -51 :‬؛ سليم‪ ،‬د‪.‬ت‪160 :‬؛ ;‪CIAS, I: 232‬‬ ‫تقديم القرابني هلذا امللك‪ ،‬النقوش (‪RES 454, 3902‬‬

‫‪.)Healey,2001: 51-147‬‬ ‫‪ .)No. 137; 159bis, 4102, 4232‬وهي كتابات تضمنت‬


‫‪ -8‬املعبودات احلامية‬ ‫أن هذا امللك قد دخل عامل األرباب؛ حيث‬ ‫ما يؤكد َّ‬
‫كان من شدة إيامن الفرد بسلطة املعبود وقوته ْ‬
‫أن‬ ‫استخدم أصحاب النقوش الفعل سقني (سقني)‪ ،‬وهو‬
‫جعل نفسه روح ًا وجسد ًا وكل أفراد أرسته وممتلكاته‬ ‫الفعل املستخدم للداللة عىل تقديم يشء للمعبودات‪،‬‬
‫أن هذه املعبودات‬ ‫املادية حتت محاية املعبود؛ اعتقاد ًا منه َّ‬ ‫كام تل َّقب امللك يف النقوش بلقب ابن ود‪ ،‬إىل جانب َّ‬
‫أن‬
‫سوف حتمي تلك املمتلكات ضد أي اعتداء (النعيم‪،‬‬ ‫ضمـري الغـائب املفـرد (س) فـي كلـمة (م ح ر م س‬

‫أن‬‫‪2000‬م‪ .)113 -112 :‬وقد أظهرت الكتابات َّ‬ ‫أن‬ ‫م ح ر م س= معبده) يعود عىل امللك‪ .‬وجدير بالذكر َّ‬
‫أهل َأ ْو َسان كانوا كغريهم يتكلون عىل أرباهبم اتكا ً‬
‫ال‬ ‫امللك «يصدق إل» محل ثالثة ألقاب خمتلفة هي (فرعم‪/‬‬
‫ال كرسوه ألحد معبوداهتم‪ ،‬وإذا‬ ‫كبري ًا‪ ،‬فإذا عملوا عم ً‬ ‫فارع‪ ،‬فرعم رشح عت‪ ،‬فرعم عم يثع)‪ ،‬ووردت هذه‬
‫األخرية بصورة فرعم عم يث يف نقش (‪RES 3902 No.‬‬
‫بنوا بيت ًا تيمنوا بجعله يف محاية تلك املعبودات‪ ،‬وإذا بنوا‬
‫‪.)Jamme,1947: 45-144( )72‬‬
‫قرب ًا ذكروا اسم معبود ليحميه من اعتداء الناس عليه‬
‫بتغيريه أو بنبشه أو بدفن غريب فيه‪.‬‬ ‫(‪ )13‬ذهب بعض الباحثني (جام‪ ،‬هوفنر‪ ،‬برون) إىل القول‬
‫وإىل جانب كـون املعبـود ود رب ًا حامي ًا‪ ،‬ويظهر ذلك‬ ‫بوجود عدد من األفراد وامللوك املؤهلني من بينهم “هوف‬
‫بصورة واضحة من خالل النقش (‪[ )RES 3884bis‬لوحة‬ ‫إل”‪ ،‬وهو أحد األفراد السبئيني‪ ،‬وامللك املعيني “يدع‬
‫سمه”‪ ،‬استناد ًا إىل بعض النقوش منها (‪،)RES 2742، 2743‬‬
‫رقم‪ ،]5‬الذي يمثل وثيقة حتذير من صاحب النقش‬ ‫أن النقشني ال يشريان إىل ذلك بصورة واضحة‬ ‫رغم َّ‬
‫(امللك يصدق إل فرعم رشح عت) بعدم إزالة شاهد‬ ‫(‪.)Jamme1956: 274- 75; Höfner1965: 552; Bron2000: 103‬‬
‫‪153‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫ورهبة‪ ،‬يقصده الناس للعبادة وإقامة الشعائر الدينية‬ ‫القرب –الذي أقامه‪ -‬من مكانه مدى احلياة‪ ،‬هناك نوع آخر‬
‫وتقديم اهلبات والقرابني للمعبودات (اجلرو‪:2003 ،‬‬ ‫من املعبودات التي يطلق عليها بعضهم اسم املعبودات‬
‫‪ .)144‬وبالرغم من االنتشار الواسع ململكة أوسان‪ ،‬إال‬ ‫احلامية‪ ،‬وهي خاصة بحامية الفرد أو األرسة أو العشرية‪،‬‬
‫وإن كانت‬ ‫أنه مل يكشف حتى اآلن عن أي من معابدها‪ْ ،‬‬ ‫بل حتى املكان‪ ،‬ولكنه يف غالب األمر يكون من الصعب‬
‫ال للشك –بصورة‬ ‫النقوش املسندية تؤكد بام ال يدع جما ً‬ ‫ذكر يف النقوش دون أسامئها؛ حيث يذكر‬ ‫حرصها؛ ألهنا ُت َ‬
‫مبارشة وغري مبارشة‪ -‬أنهَّ م كغريهم من أهل احلضارات‬ ‫صاحب النقش معبودات منطقة أو إقليم كـذا‪ ،‬وهذا‬
‫القديـمة أقـاموا بيوت ًا ملعبوداهتم؛ حيث حفلت تلك‬ ‫النوع من املعبودات ُو ِجد يف نقوش ممالك اليمن القديم؛‬
‫النقوش بعدة مصطلحات خاصة باملعابد من بينها‪:‬‬ ‫حرضموت (آهلة وإهلات مدينة شبوة)‪ ،‬معني (آهلة مدينة‬
‫‪ -1‬ب ي ت (بيت)‬ ‫يثل‪ ،‬آهلة مدينة هرم)‪ ،‬واألمر ذاته يف سبأ وقتبان َ‬
‫وأ ْو َسان‬
‫وردت بصيغة اجلمع «أ ب ي ت» (أبيت) يف نقش‬ ‫(‪)Jamme,1947: 24-115; Jamme,1956: 71- 269‬؛ حيث‬
‫النرص؛ حيث ذكر فيه «كرب إل وتار» أنه‪« :‬و م س‪ 3‬ر‬ ‫األ ْو َساين (‪[ )RES 4971‬لوحة رقم‪ ]6‬آهلة‬ ‫يذكر النقش َ‬
‫‪ /‬ك ل ‪ /‬أ س ط ر ‪ /‬ع ت ب [‪ /‬ك ر ب] إ ل ‪ /‬ب ن‬ ‫إقليم ورس‪ ،‬وأرباب نعامن‪.‬‬
‫‪ /‬ب ي (ت) هـ [و ‪ /‬م س و ر] ‪ /‬و أ س (ط) ر ‪/‬‬ ‫إن النقوش واآلثار النذرية‬ ‫مما سبق يمكن القول َّ‬
‫أ ب ي ت ‪ /‬أ ل أ ل ت هـ و أزال كل الكتابة التي تنال‬ ‫وشواهد القبـور حفظت عـدد ًا من األسامء اخلـاصة‬
‫من كرب إل من قرصه مسور‪ ،‬وكتابات معابد آهلته»‬ ‫األ ْو َسانيون يتوددون ويتقربون‬ ‫باملعبودات التي كان َ‬
‫(‪ .)RES 3945/ 6‬ولفظ بيت يف لغة النقوش السبئية يعني‬ ‫أن تلك املعبودات‬ ‫إليها بالنذور والقرابني‪ .‬واملالحظ َّ‬
‫معبد ومنزل وحصن (مبنى دفاعي) (بيستون وآخرون‪،‬‬ ‫ال تعرف حدود ًا جغرافية‪ ،‬بل نجدها مشرتكة بني كثري‬
‫‪34 :1982‬؛ ‪ ،)Biella,1982: 2- 41‬وفـي القتـبانية دار‬ ‫من القبائل‪ ،‬وقد يصل سلطاهنا إىل مناطق خارج نطاق‬
‫(منزل)‪ ،‬مسكن اإلنسان ومأواه‪ ،‬معبد (‪،)Ricks,1989: 25‬‬ ‫عبادهتا‪ .‬ولعل مربر اشرتاك جمموعة من أقاليم وأقوام‬
‫وهـي باملعـنى نفسه يف العـربية الفصحى (ابن منظور‪،‬‬ ‫اليمن القديم يف عبادة إله واحد يعـود إما للسيادة‬
‫د‪.‬ت‪.)392 :‬‬ ‫السياسية وما تبعها من تطور فـي نظم احلـكم‪ ،‬وإما‬
‫‪ -2‬م ح ر م محرم‬ ‫للتحالف السلمي القائم بينها‪.‬‬
‫وهي من اجلذر (ح ر م حرم)‪ ،‬ويعني يف السبئية‬
‫«حرم‪َ ،‬ح َظر» (بيستون‬ ‫والقتبانية والعربية الفصحى َ‬ ‫ثاني ًا‪ :‬املعابد‬
‫وآخرون‪71 -70 :1982 ،‬؛ ابن منظور‪ ،‬د‪.‬ت‪-844 :‬‬
‫املعبد هو بيت املعبودات ومقرهم فوق األرض‪.‬‬
‫‪850‬؛ ‪)Ricks,1989: 8- 67‬؛ َأ ْي جعل اليشء حرام ًا‪ ،‬قال‬
‫وكان للمعبد وظيفة قدسية ذات شأن عظيم يف بنية‬
‫تعاىل ﱫ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱪ (‪ ،)14‬فاحلرم‬
‫املجتمع اليمني القديم؛ إذ كان لكل منطقة وقبيلة معابدها‬
‫وس ِّمي بذلك حلرمته وقدسيته‪،‬‬ ‫واملحرم هو املعبد‪ُ ،‬‬ ‫اخلاصة هبا‪ ،‬وكانت منشآت تلك املعابد ُتبنَى داخل املدن‬
‫وحلرمته كان املعبد ملجأ للخائفني‪ ،‬ولقدسيته ُح ِّرم عىل‬
‫أن املعبد تطور مع الزمن يف‬ ‫ريب َّ‬
‫وخارج أسوارها‪ .‬وال َ‬
‫(‪ )14‬سورة القصص‪ ،‬اآلية ‪.57‬‬ ‫بنائه وتصميمه اهلنديس‪ .‬واملعبد موضع مقدس ذا هيبة‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪154‬‬

‫الكتابات‪ .‬ونقوش اجلدران هذه تعطيها مظهر ًا صارم ًا‬ ‫الشخص النجس‪-‬السيام املرأة‪ -‬التجول فيه‪ ،‬وربام‬
‫غري عادي‪ ،‬يتحدد بشكل رئيس يف استخدام الكتابة‬ ‫ص البيت بمكان املعبود‪ ،‬واحلرم باملنطقة املحيطة‬ ‫ُخ َّ‬
‫عنرص ًا زخرفي ًا يف البناء‪ ،‬وهي يف ذلك تشابه املعابد اليمنية‬ ‫طلق البيت عىل الكعبة‪ ،‬وباقي املسجد‬ ‫بالبيت؛ حيث ُأ ِ‬
‫األخرى‪ ،‬ومعابد احلضارات املجاورة خاصة املعابد‬ ‫يطلق عليه حرم (باخشوين‪،)367 -366 :2002 ،‬‬
‫املرصية‪ .‬كام حتمل عبارة “كرب إل” تلك إشارة إىل ما‬ ‫وقد وردت حمرم يف عدد من النقوش َ‬
‫األ ْو َسانية‪ ،‬منها‬
‫كانت تتعرض له املعابد من هدم وتدمري وهنب حمتوياهتا‬ ‫(‪ ،)RES 3902 No. 137; 159bis, 4232‬وارتبطت يف تلك‬
‫يف أثناء الرصاعات العسكرية يف اليمن القديم‪ ،‬وهي‬ ‫النقوش باملعبد املخصص للمعبود “ود” واملعروف‬
‫ليست اإلشارة الوحيدة كام ذهب (العزعزي‪2006 ،‬م‪:‬‬ ‫باسم نعامن‪.‬‬
‫‪ ،)38‬فهناك نقوش من فرتة الرصاع بني “إل عزيلط”‬ ‫‪ -3‬م س أ ل مسال‬
‫ملك حرضموت‪ ،‬و“شعرم أوتر” ملك سبأ وذي ريدان‪،‬‬ ‫من اجلذر «س أ ل» (سال)‪ ،‬ويعني يف السبئية «طلب‪،‬‬
‫تؤكد حدوث ذلك؛ حيث يشري أحد األفراد السبئيني إىل‬ ‫ادعى‪ ،‬سأل»‪ ،‬ومسأل بمعنى «وحي‪ ،‬وجواب موحى‪،‬‬
‫قيامه باالستيالء عىل متاثيل برونزية من املعبد احلرضمي‬ ‫والسؤلة‪ :‬ما سألته‪،‬‬‫ونعمة»‪ ،‬ويف العربية الفصحى السؤال ُّ‬
‫(بافقيه‪1993 ،‬م‪ ،109 :‬هـ‪.)15()12‬‬ ‫وأسأله سؤله ومسألته (قىض حاجته)‪ ،‬وتساءلوا‪« :‬سأل‬
‫أما عن جتهيزات تلك املعابد فال نعرف عنها سوى‬ ‫رجح‬ ‫بعضهم بعض ًا» (باخشوين‪2002 ،‬م‪ .)373 :‬و ُي ِّ‬
‫اليشء القليل؛ إذ مل تُقدِّ م املكتشفات األثرية شواهد‬ ‫أن تكون مسأل صيغة دالة عىل اسم‬ ‫مطهر اإلرياين ْ‬
‫واملذابح‬
‫ُ‬ ‫كثرية عليها‪ .‬وأبرز هذه الشواهد موائدُ القرابني‬ ‫للمحراب‪ ،‬الذي يتوجه فيه العابد بالترضع وااللتامس‬
‫واملباخر؛ حيث ُعثِر عىل ثالثة نامذج منها‪ :‬أحدها حيمل‬‫ُ‬ ‫للمعبود؛ لريضيه وخيتار له‪ ،‬فهو بذلك مكان السؤال‪،‬‬
‫النقش ‪[ CIAS C 42/ f 6/ 95.11‬لوحة رقم‪ ،]8‬وثانيها‬ ‫الذي يقف فيه العبد موقف االلتامس والطلب‪ ،‬ومن ثم‬
‫حيمل النقش ‪ ،UAM 266‬أما ثالثها فيحمل النقش ‪UAM‬‬ ‫فإن اللفظة تعني مكان وحيه (اإلرياين‪1990 ،‬م‪،)235 :‬‬ ‫َّ‬
‫‪[ )16(234‬لوحة رقم‪.]9‬‬ ‫وقد وردت لفظة مسأل يف بعض النقوش املشار إليها آنف ًا‪.‬‬
‫ومـن اجلديـر بالذكـر أ َّنه أشـري إىل معبـد كرسه‬
‫(‪ )15‬تنبغي اإلشارة إىل أنه ما زال هناك خالف فيام إذا كانت‬ ‫َ‬
‫األ ْو َسانيون للمعبـود عثرت‪ ،‬فـي النقـش (‪)UAM 266‬‬
‫توضع متاثيل آدمية للمعبودات بداخل تلك املعابد أم‬
‫ال؟ حيث يفرتض «جرومهان» وجود مثل هذه التامثيل‪،‬‬ ‫[لوحة رقم‪ .]7‬كل هذه الدالئل تشري إىل بنائهم املعابد‬
‫ويوافقه «ريكامنز» يف ذلك ولكنه يرى أهنا نادرة جد ًا ومل‬ ‫ملعبوداهتم‪ ،‬رغم أننا ال نعرف شيئ ًا عن مواقعها أو‬
‫تظهر إال يف عرص متأخر‪ ،‬يف حني رفض «جام»‪ ،‬و»هوفنر»‪،‬‬ ‫شك أهنا –أو بعضها عىل األقل‪ -‬ما‬ ‫بنائها‪ ،‬والتي ال َّ‬
‫أن الشواهد املتوافرة ال‬‫و»شميدت» مثل ذلك‪ ،‬يف ضوء َّ‬
‫ال حاس ًام حلل هذه اإلشكالية (شيبامن‪2001 ،‬م‪:‬‬ ‫تقدم دلي ً‬ ‫زالت ترقـد حتت كثبان الرمـال بحاجـة إىل معاول‬
‫‪.)144،135 ،140‬‬ ‫األثريني لكشف النقاب عنها‪.‬‬
‫(‪ )16‬مبخرة حجرية (غري منشورة) دائرية الشكل تقف عىل ثالثة‬ ‫أن جدران املعابد َ‬
‫األ ْو َسانية كانت متثل‬ ‫ويبدو َّ‬
‫قوائم‪ُ ،‬عثِر عليها يف وادي مرخة‪ ،‬حمفوظة بمتحف جامعة‬
‫صفحات كتاب لتسجيل انتصارات امللوك وأعامهلم‪ ،‬وهو‬
‫عدن‪ .‬مصنوعة من احلجر اجلريي‪ ،‬ارتفاعها ‪3،5‬سم‪ ،‬أما‬
‫ارتفاع القوائم ‪2.2‬سم‪ ،‬ويبلغ قطرها ‪7.2‬سم‪.‬‬ ‫ما تؤكده عبارة “كرب إل” ملك سبأ‪ ،‬الذي أزال تلك‬
‫‪155‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫أن السكان تفاءلوا بآراء معبوداهتم؛ لذا‬ ‫النصوص َّ‬ ‫ومن الثابت أ َّنه كان للمعابد موارد دخلٍ مادية وفرية‬
‫جلـأوا إىل استنطاق املعبودات واستطالع آرائها عـن‬ ‫ومتنوعة دائمة وغري دائمة‪ .‬تتمثل هذه املوارد بصورة‬
‫طريق الوحي قبل اإلقدام عـىل أمر من األمورتدفعهم‬ ‫رئيسية يف النذور والقرابني والعطايا املهداة للمعبودات يف‬
‫شدة إيامهنم بقوة املعبودات وسلطتها إىل طاعة أوامرها‬ ‫مناسبات كثرية تقرب ًا وإرضا ًء هلا‪ ،‬مع الذبائح من الثريان‬
‫وتنفيذها العتقادهم أهنا تنفع وترض (النعيم‪2000 ،‬م‪:‬‬ ‫املكرسة‪ ،‬جنب ًا‬
‫واألغنام وغريها‪ ،‬باإلضافة إىل الرضائب َّ‬
‫أن املعلومات عـن الوحي فـي‬ ‫‪ .)113‬وال مرا َء يف َّ‬ ‫إىل جنب مع اهلدايا واهلبات امللكية‪ ،‬وباملثل ما كان يقدمه‬
‫الديانة اليمنية القديمة حمـددة للغاية‪ ،‬إذ كـل ما قد‬ ‫امللك من غنائم احلرب لصالح املعبد‪ ،‬إىل جانب احلقول‬
‫صادفه الدارسون – فيام توافر من مصادر نقشية أو‬ ‫واألرايض التي يتم وقفها‪ .‬ومجيعها كان من شأنه إعانة‬
‫وثائق تارخيية‪ -‬مما يشري إىل هذا األمر ويتعلق بمعانيه‬ ‫املعابد عىل بقائها حيوية نشطة يف تأدية وظائفها الدينية‬
‫ودالالته‪ ،‬هو مصطلح (مسألة) أو (مسأل) يف املعجم‬ ‫والدنيوية عىل ما يرام‪ ،‬فمنها ما كان ينفق عىل بنائها‬
‫السبئي بمعني «وحي‪ ،‬جواب»‪ .‬فالتنبؤ أو السؤال عن‬ ‫والتوسع فيها‪ ،‬ومنها ما كان يرصف خلدامها والقائمني‬
‫الغيب كان شائع ًا ومنترش ًا يف اليمن القديم (اجلـرو‪،‬‬ ‫عليها من رجال الدين وغريهم‪ ،‬ممن أوكل إليهم ترصيف‬
‫‪2003‬م‪167 :‬؛ ‪.)Hoyland,2001: 54- 153‬‬ ‫شؤوهنا ورعايتها واملحافظة عليها (شاهني‪2007 ،‬م‪:‬‬
‫وهناك عدد من النقوش التي وردت فيها اإلشارة‬ ‫‪378‬؛ اجلرو‪2003 ،‬م‪.)161 :‬‬
‫إىل َّ‬
‫أن القربان املقدم للمعبود كان بنا ًء عىل أمره املوحى‪،‬‬
‫أو بتلقي ذلك األمر مبارشة يف مكان استخارة املعبود‬ ‫ثالث ًا‪ :‬الطقوس الدينية‬
‫يف معبده‪ ،‬ومن املفردات اخلاصة بأوامر املعبودات‬ ‫كان اليمنيون القدماء يعتقدون بوجود معبوداهتم‬
‫ألتباعها بتقديم القرابني (و ق ه ه و‪ -‬ف و ق ه‪ -‬ح ج‬ ‫بصفة أو بأخرى يف املعابد التي ُك ِّرست هلا؛ لذلك‬
‫ن‪ /‬و ق ه ه و‪ -‬ح ج‪ /‬أ م ر و – أ م ر – ب ر ع ظ)؛‬ ‫كانوا يتوجهون إليها بطقوس دينية خمتلفة‪ ،‬مثل تقديم‬
‫حيث وردت “و ق ه” يف النقوش السبئية (اإلرياين‪،11‬‬ ‫القرابني والنذور أو باالبتهاالت والصلوات (الزبريي‪،‬‬
‫نامي ‪ ،)CIH 2; 86 ،28‬و“ب ر ع ظ” يف املعينية (‪RES‬‬ ‫األ ْو َسانية مع غريها‬ ‫‪2000‬م‪ .)52 :‬وتشرتك النقوش َ‬
‫‪ ،)3124, 2740, 2924‬و“أ م ر” يف القتبانية (‪،)RES 3751‬‬ ‫من نقوش املاملك اليمنية األخرى يف عدم ذكر ما يفيد‬
‫واحلرضمية (‪ ،)RES 2687‬أما يف النقوش َ‬
‫األ ْو َسانية فقد‬ ‫األ ْو َسانيني ألرباهبم وتأديتهم لشعائرهم‬ ‫كيفية تعبد َ‬
‫استخدمت الصيغة املستخدمة يف نقوش سبأ (و ق ه)‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫وطقوسهم؛ إذ تقترص تلك النقوش عـىل ذكـر ما قدَّ مه‬
‫(‪ .)RES 3902 No. 137; 159bis, 4232‬وهلذه األلفاظ‬ ‫أصحابهُ ا لتلك املعبودات‪ .‬ومن خالل تلك النقوش‬
‫معان تفيد تنفيذ أمر املعبود بتقديم القربان املعني بعد‬ ‫يمكن التعرف إىل الشعائر والطقوس الدينية التالية‪:‬‬
‫حتقيق مطلب سابق كان قد طلبه العبد من معبوده‪ ،‬أو‬ ‫‪ -1‬الوحي وتقديم القرابني‬
‫أن املعبود عىل لسان كاهنه اشرتط تقديم قربان معني‬ ‫َّ‬ ‫مما يشري إىل ارتباط الفرد باملعبودات كثرة االلتجاء‬
‫كي يتم حتقيق أمل أو رغبة معينة ألحد عباده (احلامدي‪،‬‬ ‫إليها وسؤاهلا‪ ،‬وقد مارس سكان جنـوب غرب شبه‬
‫‪2006‬م‪.)57 :‬‬ ‫اجلزيرة العربية هذا النوع من الشعائر الدينية‪ ،‬وأظهرت‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪156‬‬

‫فربام يكون هناك نقوش مل يكشف النقاب عنها‪ ،‬وما‬ ‫أما القرابني (اإلهداءات والتقدمات الدينية) فتعد‬
‫زالت يف املواقع األثرية التابعة ململكة َأ ْو َسان ‪،‬فقد يكون‬ ‫أهم وسيلة للتعبري عن رغبـة الفرد يف توثيق عالقته‬
‫فيها ما يشري إىل ذلك (احلامدي‪2006 ،‬م‪.)136 :‬‬ ‫بمعبوده‪ ،‬وإظهار مدى تدينه؛ لذا كانت النقوش النذرية‬
‫‪ -2‬احلج‬ ‫واحدة من أكثر النقوش اليمنية أمهية وعدد ًا وارتباط ًا‬
‫رغم عدم العثور عىل ما يفيد بمعرفة َ‬
‫األ ْو َسانيني‬ ‫باملعابد‪ ،‬وقد مثلت تلك القرابني نموذج ًا قدسي ًا يعكس‬
‫للحج‪ ،‬إال أهنا إحدى ممالك جنوب غرب شبه اجلزيرة‬ ‫الطبـيعة الدينـية عنـد اليمني القديـم ومـدى ارتـباطه‬
‫فإن بعضهم‬ ‫العربية التي عرف معظمها هذه الشعرية‪َّ ،‬‬ ‫بمعبوداته (مكياش والزبيدي‪2008 ،‬م‪ .)82 :‬ورغم‬
‫رجح معرفتها هبا وقيام َ‬
‫األ ْو َسانيني بأدائها‪ ،‬سواء يف‬ ‫قد َّ‬ ‫أن‬ ‫تنوع القرابني املقدمة يف نقوش املاملك اليمنية‪ ،‬إال َّ‬
‫خاصة هبم أو عىل األقل يف مدن أخرى اشتهرت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مدن‬ ‫النقوش َ‬
‫األ ْو َسانية مل تذكر غري تقديم التامثيل الربونزية‬
‫بتوجه الناس إليها للحج‪ .‬وربام كانت مدينة «يثل»‬ ‫واللوحات احلجرية‪ .‬كام أهنا مل ترش إىل تقديم املواطنني‬
‫حجوا‬
‫األ ْو َسانيني ّ‬‫أن َ‬‫املعينية أنسب املدن التي ُيفرتض َّ‬ ‫َ‬
‫األ ْو َسانيني أوالدهم أو ذرياهتم ألرباهبم املعبودة –مثلهم‬
‫إليها؛ حيث كان «ود» هو املعبود الرئيس عند َ‬
‫األ ْو َسانيني‬ ‫يف ذلك مثل املعينيني‪ -‬وذلك عكس ما وضح يف نقوش‬
‫واملعينيني (يوسف‪2008 ،‬م‪..)199 :‬‬ ‫ممالك سبأ وقتبان وحرضموت‪ .‬وال يعني عدم تقديمهم‬
‫إيامن بتلك األرباب؛‬‫ضعف ٍ‬ ‫َ‬ ‫ذرياهتم خلدمة معبوداهتم‬

‫املخترصات والرموز املستعملة يف البحث‬


‫اإلرياين‬ ‫جمموعة نقوش ُنرشت بواسطة مطهر عيل اإلرياين‬
‫نامي‬ ‫جمموعة نقوش ُنرشت بواسطة خليل حييى نامي‬
‫‪AO‬‬ ‫ ‪Antiquities Oriental, Louver Museum‬‬

‫‪CIAS‬‬ ‫‪ Corpus des inscriptions et antiquités Sud-Arabes, Tome I, section 1: inscriptions, section 2: antiquités,‬‬
‫‪Tome II, section 1: inscriptions, section 2: antiquités, Louvain, 1977, 1986.‬‬

‫‪CIH‬‬ ‫‪Corpus Inscriptionum Semiticarum, Pars Quarta: Inscriptiones himyariticas et sabaeas continens, Tome‬‬
‫‪I- III, Paris, 1889-1932.‬‬

‫‪EVO‬‬ ‫‪Egitto e Vicino Oriente, Pisa‬‬

‫‪GOAM‬‬ ‫‪General Organization of Antiquities and Museums‬‬

‫‪Hal‬‬ ‫‪Inscriptions studied by J. Halevy‬‬

‫‪Ja‬‬ ‫‪Inscriptions published by A., Jamme‬‬

‫‪NAM‬‬ ‫‪National Aden Museum‬‬

‫‪Pi. Âuwaydar‬‬ ‫‪Inscriptions edited by J. Pirenne‬‬

‫‪RES‬‬ ‫‪Répertoire d’épigraphie Sémitique: Publié par la commission du corpus Inscriptionum‬‬ ‫ ‬


‫‪.semiticarum (Academie des Inscriptions et Belles- Lettres) Tome V- VII, Paris, 1929, 1935, 1950‬‬

‫‪UAM‬‬ ‫‪University of Aden Museum‬‬


‫‪157‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫بيستون‪ ،‬ألفرد وآخرون‪ :‬املعجم السبئي (باإلنجليزية‬ ‫املصادر واملراجع‬


‫والفرنسية والعربية)‪ ،‬دار نرشيات بيرتز‪ -‬لوفان‬ ‫أو ًال‪ :‬القرآن الكريم‬
‫اجلديدة؛ بريوت‪ :‬مكتبة لبنان‪1982 ،‬م‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬املصادر واملراجع العربية واملرتمجة‬
‫اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪« :‬الديانة عند قدماء اليمنيني»‪،‬‬ ‫ابن الكلبي‪ ،‬هشام بن حممد بن السائب‪ :‬كتاب األصنام‪،‬‬
‫دراسات يمنية‪ ،‬العدد (‪1992( ،)48‬م)‪-323 :‬‬ ‫حتقيق أمحد زكي باشا‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫‪.371‬‬ ‫الكتب املرصية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬دراسات يف التاريخ احلضاري‬ ‫ابن منظور‪ ،‬مجال الدين حممد بن مكرم األنصاري‪:‬‬
‫لليمن القديم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتاب احلديث‪،‬‬ ‫لسان العرب‪ ،‬حتقيق عبد اهلل عيل الكبري وآخرون‪،‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬ ‫القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫احلداد‪ ،‬فتحي عبد العزيز‪ :‬األشكال اآلدمية يف فنون‬ ‫اإلرياين‪ ،‬مطهر عيل‪ :‬يف تاريخ اليمن؛ نقوش مسندية‬
‫جنوب وغرب شبه اجلزيرة قبل اإلسالم‪ ،‬رسالة‬ ‫وتعليقات‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬صنعاء‪ :‬مركز الدراسات‬
‫دكتوراة (غري منشورة)‪ ،‬املعهد العايل حلضارات‬ ‫والبحوث اليمني‪ 1990 ،‬م‪.‬‬
‫الرشق األدنى‪ ،‬جامعة الزقازيق‪1996 ،‬م‪.‬‬ ‫باخشوين‪ ،‬فاطمة بنت عيل سعيد‪ :‬احلياة الدينية يف ممالك‬
‫احلسني‪ ،‬مجال حممد‪ :‬اإلله عم وآهلة قتبان (‪ 700‬ق‪.‬م‪-‬‬ ‫معني وقتبان وحرضموت‪ ،‬الرياض‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪170‬م)‪ ،‬رسالة دكتوراة (غري منشورة)‪ ،‬كلية‬ ‫بافقيه‪ ،‬حممد عبد القادر‪« :‬الديانة يف املاملك اجلنوبية‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة طنطا‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫القديمة ببالد العرب»‪ ،‬الرسالة الرتبوية‪ ،‬صحيفة‬
‫احلامدي‪ ،‬هزاع حممد عبداهلل‪ :‬القرابني والنذور يف الديانة‬ ‫تربوية‪ ،‬العدد (‪ ،)1‬السنة الثالثة‪ ،‬تصدرها إدارة‬
‫اليمنية القديمة‪ :‬دراسة من خالل النقوش واآلثار‬ ‫املعارف‪ ،‬املكال‪1964( ،‬م)‪.31 -23 :‬‬
‫اليمنية القديمة‪ ،‬رسالة دكتوراة (غري منشورة)‪،‬‬ ‫بافقيه‪ ،‬حممد عبد القادر‪ ،‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬بريوت‪:‬‬
‫كلية اآلثار‪ ،‬جامعة القاهرة‪2006 ،‬م‪.‬‬ ‫املؤسسة العربية للدراسات والنرش‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫احلوايل‪ ،‬حممد بن األكوع‪ :‬اليمن اخلرضاء مهد احلضارة‪،‬‬ ‫بافقيه‪ ،‬حممد عبد القادر‪ :‬يف العربية السعيدة‪ ،‬اجلزء‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬صنعاء‪ :‬مكتبة اإلرشاد‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫الثاين‪ ،‬بريوت‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫الذييب‪ ،‬سليامن بن عبد الرمحن‪ :‬املعجم النبطي دراسة‬ ‫بافقيه‪ ،‬حممد عبد القادر‪« :‬نقوش ودالالت»‪ ،‬ريدان‪،‬‬
‫مقارنة للمفردات واأللفاظ النبطية‪ ،‬الرياض‪:‬‬ ‫العدد (‪1994( ،)6‬م)‪.26 -6 :‬‬
‫مكتبة امللك فهد الوطنية‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫بافقيه‪ ،‬حممد عبد القادر؛ وبريتون‪ ،‬جان فرانسوا‪ :‬كنوز‬
‫روبان‪ ،‬كريستيان‪« :‬ثروة معني»‪ ،‬يف كتاب اليمـــــن‬ ‫وادي رضاء‪ ،‬املكتبة الرشقية‪ ،‬بول غوثنر‪ -‬باريس‪،‬‬
‫يف بالد مملكة سبأ‪ ،‬ترمجة بدر الدين عرودكي‪،‬‬ ‫‪1993‬م‪.‬‬
‫مراجعة يوسف حممد عبد اهلل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫باوير‪/،‬ج‪.‬م؛ لوندن (أ‪ :).‬تاريخ اليمن القديم (جنوب‬
‫دمشق‪ :‬دار األهايل‪1999 ،‬م‪.102 :‬‬ ‫اجلزيرة العربية يف أقدم العصور)‪ ،‬ترمجة أسامة‬
‫روبان‪ ،‬كريستيان‪« :‬أوسان»‪ ،‬ترمجة عيل حممد زيد‪،‬‬ ‫أمحد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬آفاق املعرفة ‪ ،12‬عدن‪ :‬دار‬
‫املوسوعة اليمنية‪ ،‬املجلد األول‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫اهلمداين للطباعة والنرش‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪158‬‬

‫الربكاوي‪ ،‬معهد اآلثار األملاين‪ ،‬صنعاء‪1982 ،‬م‪:‬‬ ‫صنعاء‪ :‬مؤسسة العفيف الثقافية‪2003 ،‬م‪427 :‬‬
‫‪.28 -19‬‬ ‫‪.430-‬‬
‫شيبامن‪ ،‬كالوس‪ :‬تاريخ املاملك القديمة يف جنويب‬ ‫ريكمنس‪ ،‬جاك‪« :‬حضارة اليمن قبل اإلسالم»‪ ،‬ترمجة‬
‫اجلزيرة العربية‪ ،‬ترمجة فاروق إسامعيل‪ ،‬صنعاء‪،‬‬ ‫عيل حممد زيد‪ ،‬دراسات يمنية‪ ،‬العدد (‪،)28‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬ ‫(‪1987‬م)‪.138 -111 :‬‬
‫الشیبة‪ ،‬عبد اهلل حسن‪ :‬دراسات يف تاريخ اليمن القديم‬ ‫الزبريي‪ ،‬خليل وائل حممد‪ :‬اإلله عثرت يف ديانة سبأ‪،‬‬
‫(‪ ،)1‬الطبعة األوىل‪ ،‬تعز‪ :‬مكتبة الوعي الثوري‪،‬‬ ‫رسالة ماجستري (غري منشورة)‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬‬
‫‪2000 -1999‬م‪.‬‬ ‫جامعة عدن‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫الشيبة‪ ،‬عبد اهلل حسن‪ :‬دراسات يف تاريخ اليمن القديم‬ ‫الزراعي‪ ،‬أمحد عيل الطيب‪ :‬املعبودات الكونية يف كل‬
‫(‪ ،)2‬ترمجات يامنية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬صنعاء‪:‬‬ ‫من مرص واليمن القديم (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة‬
‫منشورات دار الكتاب اجلامعي‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫دكتوراة (غري منشورة)‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫صالح‪ ،‬عبد العزيز‪ :‬تاريخ شبه اجلزيرة العربية يف عصورها‬ ‫أسيوط‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫القديمة (حمارضات ‪ -‬طبعة مزيدة ومعدلة)‪،‬‬ ‫السعيد‪ ،‬عصام‪ :‬تاريخ العرب يف العصور القديمة‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو املرصية‪1988 ،‬م‪.‬‬ ‫اإلسكندرية‪ :‬دار املعرفة اجلامعية‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫الصلوي‪ ،‬إبراهيم حممد‪« :‬أعالم يمنية قديمة مركبة‪:‬‬ ‫السقاف‪ ،‬محود جعفر‪« :‬أول نقش يذكر مكرب أوسان»‪،‬‬
‫دراسة عامة يف دالالهتا اللغوية والدينية»‪ ،‬دراسات‬ ‫ريدان‪ ،‬العدد (‪1994( ،)6‬م)‪.117 -111 :‬‬
‫يمنية‪ ،‬العدد (‪1989( ،)38‬م) أ‪.142 -124 :‬‬ ‫السالمني‪ ،‬زياد مهدي‪ :‬مدخل إىل تاريخ وحضارة‬
‫الصلوي‪ ،‬إبراهيم حممد‪« :‬أعالم يمنية مركبة‪ :‬دراسة يف‬ ‫البرتا‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬األردن‪ :‬الوراق للنرش‬
‫الداللة اللغوية والدينية‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬العدد (‪،)2‬‬ ‫والتوزيع‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫السنة السابعة‪1989( ،‬م) ب‪.164 -153 :‬‬ ‫سليم‪ ،‬أمحد أمني‪ :‬معامل تاريخ العرب قبل اإلسالم‪،‬‬
‫عباس‪ ،‬إحسان‪ :‬تاريخ دولة األنباط‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫بريوت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫األردن‪ :‬دار الرشوق للنرش والتوزيع‪1987 ،‬م‪.‬‬ ‫شاهني‪ ،‬عالء الدين‪ :‬تاريخ اخلليج وشبه اجلزيرة العربية‬
‫العتيبي‪ ،‬حممد بن سلطان‪ :‬التنظيامت واملعارك احلربية‬ ‫القديم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الكويت‪ :‬منشورات ذات‬
‫يف سبأ من خالل النصوص منذ القرن السادس‬ ‫السالسل‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫ق‪.‬م حتى القرن السادس امليالدي‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫شاهني‪ ،‬عالء الدين‪« :‬العقائد املبكرة يف مراكز‬
‫اململكة العربية السعودية‪ :‬وكالة اآلثار واملتاحف‪،‬‬ ‫حضارات الساحل الغريب للخليج العريب وشبه‬
‫‪2006‬م‪.‬‬ ‫اجلزيرة العربية إىل القرن الثالث قبل امليالد‪:‬‬
‫عربش‪ ،‬منري‪« :‬تساؤالت جديدة حول تاريخ نشوء‬ ‫دراسة متهيدية‪ ،‬جملة كلية اآلثار‪ ،‬العدد (‪،)12‬‬
‫املاملك العربية اجلنوبية يف القرن الثامن قبل‬ ‫مطبعة جامعة القاهرة‪2007( ،‬م)‪.411 -345 :‬‬
‫امليالد»‪ ،‬حوليات يمنية‪ ،‬العدد (‪2009( ،)4‬م)‪:‬‬ ‫شميدت‪ ،‬يورغن‪« :‬معبد ودم ذو مسمعم»‪ ،‬تقارير‬
‫‪.78 -65‬‬ ‫أثرية من اليمن‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ترمجة عبد الفتاح‬
‫‪159‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫نامي‪ ،‬خليل حييى‪ :‬العرب قبل اإلسالم تارخيهم لغاهتم‬ ‫العريقي‪ ،‬منري عبد اجلليل‪ :‬الفن املعامري والفكر الديني‬
‫آهلتهم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1998 ،‬م‪.‬‬ ‫يف اليمن القديم من ‪1500‬ق‪.‬م حتى ‪600‬م‪،‬‬
‫النعيم‪ ،‬نورة عبد اهلل‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب‬ ‫الطبعة األوىل‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة مدبويل‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫اجلزيرة العربية حتى هناية دولة محري‪ ،‬الرياض‪:‬‬ ‫العزعزي‪ ،‬نعامن أمحد سعيد‪ :‬دولة سبأ مقوماهتا‬
‫مكتبة امللك فهد الوطنية‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫وتطوراهتا السياسية من القرن الثامن ق‪.‬م إىل‬
‫نور الدين‪ ،‬عبد احلليم‪« :‬شواهد قبور يمنية حمفوظة‬ ‫القرن السادس امليالدي‪ ،‬رسالة دكتوراة (غري‬
‫بمتحف اآلثار بجامعة صنعاء»‪ ،‬جملة اليمن اجلديد‪،‬‬ ‫منشورة)‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫العدد (‪ ،)3‬السنة اخلامسة عرشة‪1986( ،‬م)‪:‬‬ ‫دمشق‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪.62 -53‬‬ ‫عيل‪ ،‬جواد‪« :‬أديان العرب قبل اإلسالم»‪ ،‬دراسات‬
‫نور الدين‪ ،‬عبد احلليم‪ :‬مقدمة يف اآلثار واملتاحف‬ ‫تاريخ اجلزيرة العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزيرة‬
‫اليمنية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫العربية قبل اإلسالم‪ ،‬مطابع جامعة امللك سعود‪،‬‬
‫نيلسن‪ ،‬ديتلف‪« :‬الديانة العربية القديمة»‪ ،‬يف كتاب‬ ‫‪1984‬م‪.116 -107 :‬‬
‫التاريخ العريب القديم‪ ،‬ترمجه واستكمله فؤاد‬ ‫عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب قبل اإلسالم‪،‬‬
‫حسنني عيل‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة املرصية‪،‬‬ ‫اجلزءان الثاين؛ والسادس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ساعدت‬
‫‪1958‬م‪.244 -172 :‬‬ ‫جامعة بغداد عىل نرشه‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫حييى‪ ،‬لطفي عبد الوهاب‪« :‬الوضع السيايس يف شبه‬ ‫الفريوز آبادي‪ ،‬جمد الدين حممد‪ :‬القاموس املحيط؛‬
‫اجلزيرة العربية حتى القرن األول امليالدي»‪،‬‬ ‫وهبامشه تعليقات ورشوح‪ ،‬نسخة مصورة عن‬
‫دراسات تاريخ اجلزيرة العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪،‬‬ ‫الطبعة الثالثة للمطبعة األمريية سنة ‪1301‬هـ‪،‬‬
‫اجلزيرة العربية قبل اإلسالم‪ ،‬مطابع جامعة امللك‬ ‫اجلزء األول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪.‬‬
‫سعود‪1984 ،‬م‪.103 -91 :‬‬ ‫املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫يوسف‪ ،‬هالة‪« :‬احلج عند عرب اجلنوب من خالل‬ ‫القاهرة‪ :‬مكتبة الرشوق الدولية‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫املصادر القديمة»‪ ،‬دراسات مقدمة تكري ًام‬ ‫املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ :‬معجم املدن والقبائل اليمنية‪،‬‬
‫لألستاذة الدكتورة حتفة حندوسة‪ ،‬ملحق حوليات‬ ‫صنعاء‪ :‬دار الكلمة‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫املجلس األعىل لآلثار‪ ،‬العدد (‪ ،)37‬املجلد الثاين‪،‬‬ ‫مكياش‪ ،‬عبد اهلل؛ والزبيدي‪ ،‬خريان‪« :‬نقش قتباين‬
‫القاهرة‪2008 ،‬م‪.203 -197 :‬‬ ‫جديد من وادي مرخة»‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪-‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬املصادر واملراجع األجنبية‬ ‫جامعة عدن‪ ،‬العدد (‪2008( ،)5‬م)‪.88 -67 :‬‬
‫‪Arbach, M., Inventaire des inscriptions Sudarabiques,‬‬ ‫منقوش‪ ،‬ثريا‪« :‬تاريخ اآلهلة اليمنية والتوحيد اإلهلي»‪،‬‬
‫‪Tome 7; Les noms propres du corpus inscrip-‬‬
‫‪tionum semiticarum Pars quarta inscriptiones‬‬
‫جملة املؤرخ العريب‪ ،‬العدد (‪1979( ،)9‬م)‪-16 :‬‬
‫‪himyariticas et sabaeas continens, Paris- Rome,‬‬ ‫‪.61‬‬
‫‪2002.‬‬
‫نامي‪ ،‬خليل حييى‪ :‬نرش نقوش سامية قديمة من جنوب‬
‫‪Avanzini, A., Corpus of South Arabian Inscriptions I-‬‬
‫‪III: Qatabanic, Marginal Qatabanic, Awsanite In-‬‬ ‫بالد العرب ورشحها‪ ،‬القاهرة‪1943 ،‬م‪.‬‬
...‫ احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‬:‫حممود عبد الباسط عطية السيد‬ 160
Jamme A., “La religion sud-arabe préislamique”, dans scriptions, Arabia Antica 2, Pisa: Plus- Università
Histoire des religions, publiée sous la direction de di Pisa, 2004.
Maurice Brillant et René Aigrain, 4, Paris, 1956: Bâtâyi , A. & Arbach, M., “Nouvelles inscriptions
239- 307. du Musée de l’université d’Aden”, Raydan 7
Kitchen, K. A., Documentation for Ancient Arabia, (2001): 103- 124.
Part 2, bibliographical catalogue of texts, Liver- Beeston, A. F. L., “The religions of pre- Islamic ye-
pool University Press, Liverpool, 2000. men”, in J. Chelhod (Ed.), L’Arabie du Sud his-
Pirenne, J., “Notes d’archéologie sud-arabe II; La sta- toire et Civilisation Tome 1, Le Peuple Yemenite
tuette d’un roi de Awsân et l’hellénisation dans et ses racines, Paris, 1984: 69- 259.
la statuaire sud-arabe”, Syria 38, fascicule 3- 4, Biella, J., Dictionary of Old South Arabic Sabaean
(1961): 284- 310. dialect, Scholars press, Harvard, 1982.
Pirenne, J., “Prospéction historique dans La région du Bron, F., “Les états Sud-Arabiques avant l’Islam”, in
royaume d’Awsan”, Raydan 3 (1980): 213- 55. Jean- Pierre Rosa: encyclopedie des religions,
Prioletta, A., “I musei dello Yemen 3; Le iscrizioni Bayard editions, 2000: 102- 104.
Del wadi Lajiya al Museo dell’Università di Calvet, Y. & Robin, Ch., Arabie heureuse; Arabie
Aden», EVO XXXIII (2010): 86- 169. déserte; les antiquités arabiques du musée du
Ricks, S., Lexicon of inscriptional Qatabanian, Roma, Louvre, Paris, 1997.
1989. Doe, B., Southern Arabia, Thames and Hudson, Lon-
Robin, Ch., “Matériaux pour une typologie des divi- don, 1971.
nités arabiques et de leurs représentations”, Dans: Harding, L., Archaeology in the Aden Protectorates,
Dieux et déesses d’Arabie Images et représenta- London, 1964.
tions 2012, édités par Isabelle Sachet en collabo- Hayajneh, H., Die Personennamen in den Qatabani-
ration avec Christian Julien Robin, Orient & Mé- schen Inschriften, Hildesheim: Georg Olms Ver-
diterranée n. 7, Paris, De Boccard, 2012: 7- 118. lag, 1998.
Ryckmans, J., “Le panthéon de l’Arabie du sud pré- Healey, J., The Religion of The Nabataeans: Acon-
islamique: état des problèmes et brève synthèse”. spectus, Brill, Leiden, 2001.
in: Revue de l’histoire Des religions, Tome 206, Höfner M., “Südarabien; Saba’, Qataban u. a.”, dans
No. 2, Paris, 1989: 69- 151. Haussig (H. W.) (éd.), Götter und Mythen im
Al-Said, S. F., Die Personennamen in den minäischen Vorderen Orient (Wörterbuch der Mythologie,
Inschriften: Eine etymologische und lexikalische 1. Abt., Die alten Kulturvölker, Bd. 1), Stuttgart,
Studie im Bereich der semitischen Sprachen, 1965: 485- 554.
Wiesbaden: Harrassowitz, 1995. Hoyland, R., Arabia and the Arabs from the bronze
Tairan, S. A., Die Personennamen in den altsabäi- age to the coming of Islam, London, 2001.
schen Inschriften. Texte und Studien zur Orien�- Jamme A., “Le panthéon sud-arabe préislamique
talistik 8, Hildesheim –Zürich- New York, 1992. d’après les sources épigraphiques”, Le Muséon
http://csai.humnet.unipi.it 60 (1947): 57- 147.
‫‪161‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫اللوحة رقم (‪ .)1‬اللوح النذري ليصدق إل فرعم رشح عت‪.‬‬


‫‪Calvet & Robin1997: 173‬‬

‫ود أب ود أب‬

‫اللوحة رقم (‪ .)2‬لقب املعبود ود (من موقع خزينة الدرب)‪.‬‬


‫‪Pirenne1980: Pl. VIII‬‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪162‬‬

‫اللوحة رقم (‪ .)3‬لقب املعبود ود “ود أب” ورمزه “احلية” (من موقع أم عادية)‪.‬‬
‫‪Harding1964: Pl. II‬‬

‫اللوحة رقم (‪ .)4‬متثال امللك يصدق إل فرعم رشح عت‪.‬‬


‫;‪Pirenne1961: 313; GOAM; CIAS, II: 314- 15‬‬

‫أعامل الفريق اإليطايل بمتحف عدن عام ‪2008‬م؛ احلداد‪ :1996 ،‬شكل ‪181‬‬
‫‪163‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫اللوحة رقم (‪ .)5‬شاهد قرب يصدق إل فرعم رشح عت‪.‬‬


‫‪http://csai.humnet.unipi.it‬‬

‫اللوحة رقم (‪ .)6‬عتبة باب قرب‪.‬‬


‫‪Avanzini2004: 552‬‬
‫حممود عبد الباسط عطية السيد‪ :‬احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‪...‬‬ ‫‪164‬‬

‫اللوحة رقم (‪ .)7‬مذبح حجري‪.‬‬


‫‪Bâtâyi & Arbach2001: 120‬‬

‫اللوحة رقم (‪ .)8‬مائدة قربان‪.‬‬


‫‪CIAS, II: 259; http://csai.humnet.unipi.it.‬‬
‫‪165‬‬ ‫جملة جامعة امللك سعود‪ ،‬م‪ ،26‬السياحة واآلثار (‪ ،)2‬الرياض (‪2014‬م‪1435 /‬هـ)‬

‫اللوحة رقم (‪ .)9‬مبخرة دائرية الشكل من احلجر اجلريي‪.‬‬


‫(غري منشورة) حمفوظة بمتحف جامعة عدن‬
...‫ احلياة الدينية يف مملكة َأ ْو َسان يف ضوء‬:‫حممود عبد الباسط عطية السيد‬ 166

Religious Life in the Kingdom of Awsan


 Study through Inscriptions

Mahmoud Abdel Basset Attia


Assistant Professor - Faculty of Archaeology - Cairo University

(Dates of receipt 26/ 8 /1434H ; date of publication 27 /7 /1435H )

Keywords: Awsan, Balw, ‘Amm, Markha, Na’man, Wadd, Yasduq-il


Abstract. A Great civilization flourished in the South-western of the Arabian Peninsula. This civilization reached a
high level of progress during the first millennium B.C to the middle of the first millennium A.D. Many of archaeological
evidences Indicate that this civilization carried out by several kingdoms. The main kingdoms were Saba, Awsan,
Qataban, Macin, Hadramaut, and Himyar.
This research will be limited to the study of religious life in the Kingdom of Awsan; which originated in Wadi
Markha, and succeeded in different periods of its political history (about the ninth century B.C: almost the second
century AD) in control of many areas of the southern part of the Arabian Peninsula;where it will be a special focus
on deities known for this kingdom and its temples as well as rituals practiced by the people of Awsan, through
inscriptions discovered in isolated areas that were under the influence of Awsan.

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like