You are on page 1of 6

‫الفصل الثامن عشر‬

‫إدارة الحسابات (الذمم) المدينة‬

‫المقدمة‬
‫‪ -1‬تشكل الذمم المدينة عنصرا أساسيا من مكونات راس المال العامل ‪ ،‬فضال عن النقدية واالستثمارات والمخزون ‪ ،‬فهو اقل سيولة من‬
‫النقدية واالستثمارات واكثر من المخزون‪.‬‬
‫‪ -2‬تنتج من سياسة البيع باآلجل التي تمارسها معظم منشآت االعمال‪ .‬وهي تؤثر على حجم المبيعات ‪ ،‬وبالتالي األرباح ومستوى الرصيد‬
‫النقدي‪.‬‬
‫‪ -3‬ينطوي االستثمار بالذمم على بعض التكاليف والمخاطر ‪ ،‬اذ يرتبط مع العائد والمخاطرة ارتباط طردي‪.‬‬
‫‪ -4‬تسعى اإلدارة المالية للمنشاة من خالل إدارة ذممها الى تحقيق هدفين اساسين‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬تحديد مستوى االستثمار في الذمم المدينة بحيث ال تؤثر الزيادة في المبيعات اآلجلة الى اضعاف المركز المالي للمنشاة بصورة‬
‫عامة وموقف السيولة بشكل خاص‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يتعلق بزيادة العائد على راس المال المستثمر في الذمم المدينة والعمل على تقليل التكاليف المرتبطة بإدارة الذمم المدينة‪.‬‬
‫حجم االستثمار في الذمم المدينة‬
‫يتحدد حجم االستثمار في الذمم المدينة في ضوء توافر عاملين أساسيين هما حجم المبيعات اآلجلة ومتوسط فترة التحصيل ‪ ،‬واذا تم التعرف على هذين‬
‫العاملين يمكن بسهولة تحديد حجم االستثمار في الذمم المدينة‪.‬‬

‫ويمكن حساب قيمة الذمم المدينة مباشرة عن طريق ضرب المعدل اليومي للمبيعات اآلجلة ‪ X‬متوسط فترة التحصيل ‪ ،‬كما في المعادلة االتية‪:‬‬
‫‪I=S*P‬‬

‫حيث ‪:‬‬
‫‪ = I‬قيمة الذمم المدينة‪.‬‬
‫‪ = S‬المعدل اليومي للمبيعات اآلجلة ‪.‬‬
‫‪ = P‬متوسط فترة التحصيل‪.‬‬

‫مثال‪ :‬تبلغ المبيعات اآلجلة السنوية لشركة الفرسان ‪ 730000‬دينار وتمنح الشركة عمالئها فترة ‪ 20‬يوما للسداد ‪ .‬ما‬
‫حجم االستثمار في الذمم المدينة؟‬

‫‪I = (730000 / 365) * 20 = 40000‬‬


‫التكاليف المرتبطة بإدارة الذمم المدينة‬
‫اذا كانت المنشاة تسعى من خالل البيع االجل الى زيادة مبيعاتها ‪ ،‬وبالتالي أرباحها فعليها ان تتحمل بعض المخاطر المتمثلة في أنواع مختلفة من‬
‫التكاليف منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تكلفة التحصيل‪.‬‬
‫‪ -2‬تكلفة راس المال‪.‬‬
‫‪ -3‬تكلفة التأخير في تحصيل الذمم المدينة‪.‬‬
‫‪ -4‬تكلفة الديون المعدومة‪.‬‬

‫ومع ثبات العوامل األخرى ‪ ،‬فان اتباع سياسة متراخية او متساهلة في منح االئتمان التجاري (البيع باآلجل) من شانه ان يؤدي الى زيادة األرباح ولكن‬
‫يتناقص تدريجي ‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الذمم المدينة ‪.‬‬
‫وفي حالة استمرارها بهذه السياسة فان الوضع سيستمر حتى يتعادل الربح اإلضافي من المبيعات مع تكاليفه اإلضافية ‪ ،‬عندها ستظهر خسائر االئتمان‬
‫التجاري‪.‬‬
‫التكاليف المرتبطة بإدارة الذمم المدينة‬

‫ومن المعلوم انه البد لالستثمار في الذمم المدينة من تمويل إضافي تدفع المنشاة عائدا للحصول عليه ‪ .‬لذا البد من مقارنة األرباح‬
‫اإلضافية من منح االئتمان التجاري مع العائد المطلوب على االستثمار حتى تتمكن المنشاة من الحكم على جدوى التوسع في منح االئتمان‬
‫التجاري ‪.‬‬
‫فكلما توسعت المنشاة وتساهلت في سياستها االئتمانية كلما زاد االحتمال ان يكون تعاملها مع عمالئها اقل جودة ‪ ،‬مما يعرضها لبعض‬
‫الصعوبات فيما يتعلق بالتحصيل ‪ .‬هذا االمر سيدفع بالممولين الى زيادة معدل العائد على االستثمار لتعويضهم عن عنصري الزمن‬
‫والمخاطرة ‪.‬‬
‫عندما يتساوى هذا المعدل مع المعدل العائد اإلضافي على االستثمار في الذمم المدينة اإلضافية تكون المنشاة قد وصلت الى حجم‬
‫االستثمار األمثل كما يوضحه الشكل االتي‪:‬‬
‫تقويم سياسة البيع االجل‬
‫تعتمد سياسية االئتمان التجاري األمثل على الخصائص المتعلقة بكل منشاة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال اذا كانت المنشاة لديها طاقة معطلة وان‬
‫التكلفة المتغيرة للوحدة منخفضة ‪ ،‬فيمكن لمثل هذه المنشاة ان تتوسع في االئتمان التجاري وتزيد من حجم االستثمار في الذمم المدينة ‪.‬‬
‫اتخاذ مثل هذا القرار يجب اال يغفل الطرف االخر في عملية االئتمان التجاري وهو العميل ‪ ،‬اذ ان منح التسهيالت االئتمانية يتطلب‬
‫دراسة متأنية للترتيب االئتماني لكل عميل من خالل دراسة وفحص الجوانب االتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬شخصية العميل‬
‫‪ -2‬االستطاعة او القدرة‬
‫‪ -3‬راس المال‬
‫‪ -4‬الضمانات‬
‫‪ -5‬الحالة االقتصادية‬

You might also like