You are on page 1of 35

‫الصفخة‬ ‫حبث يف‬

‫‪‬‬
‫الباحث‬ ‫البخث‬ ‫ت‬
‫األضتاذ املطاعد الدنتوز‬ ‫اذتكيكة الكسآٌية يف تهاليف األعىاه‬
‫‪56-1‬‬ ‫تفطري‬ ‫‪1‬‬
‫حمىود عكين وعسوف‬ ‫وجصائّا وتطّيمّا عمى الٍفوع‬
‫وسويات قيظ بَ أبي حاشً البجمي عَ‬
‫األضتاذ املطاعد الدنتوز‬
‫‪96-57‬‬ ‫حديث‬ ‫العػسة املبػسة بادتٍة عدا ارتمفاء‬ ‫‪2‬‬
‫ثاوس عبد اهلل داود‬
‫الساغديَ مجعاً وختسجياً‬
‫الطيد‬
‫وسويات غعبة بَ اذتجاج اليت أعمّا‬
‫خالد إحطاُ ضعيد‬
‫‪144-97‬‬ ‫حديث‬ ‫الٍطائي باملدالفة يف نتابْ عىن اليوً‬ ‫‪3‬‬
‫األضتاذ املطاعد الدنتوز‬
‫والميمة دزاضة ٌكدية‬
‫عبد الطتاز إبساِيي صاحل‬
‫املدزع الدنتوز‬ ‫اختصاز اذتديث عٍد‬
‫‪172-145‬‬ ‫حديث‬ ‫‪4‬‬
‫عمي إبساِيي ٌعىي‬ ‫اإلواً الرتوري يف نتابْ الػىائن‬
‫املدزع الدنتوز‬ ‫وٍاِج العمىاء‬
‫‪226-173‬‬ ‫حديث‬ ‫‪5‬‬
‫عالء ناون عبد السشام‬ ‫يف طسيكة تصٍيف نتب العمن‬
‫اضتداله األصوليني حبديث‪:‬‬
‫األضتاذ املػازك الدنتوز‬
‫أصوه فكْ ‪262-227‬‬ ‫(وقعت عمى اوسأتي وأٌا صائي‪)...‬‬ ‫‪6‬‬
‫ضمطاُ بَ محود العىسي‬
‫مجعا ودزاضة‬
‫الفسوم األصولية اليت ٌص عميّا‬
‫املدزع الدنتوز‬
‫أصوه فكْ ‪282-261‬‬ ‫اإلواً الكسايف يف نتابْ الرخرية‬ ‫‪7‬‬
‫حمىد حاود عطيوي‬
‫مجعا وتوثيكا‬
‫املطائن اليت اختمف فيّا الكوه عٍد‬
‫املدزع الدنتوز‬
‫أصوه فكْ ‪314-283‬‬ ‫اإلواً الساشي بني نتابي احملصوه‬ ‫‪8‬‬
‫باله حطني عمي‬
‫واملعامل مجعاً وتوثيكا‬
‫الباحث‬
‫عمي حمىد الصغري أمحد‬
‫وكاصد التوحيد وعالقتّا باذتهي‬
‫أصوه فكْ ‪356-315‬‬ ‫املدزع الدنتوز‬ ‫الػسعي األصولي‬ ‫‪9‬‬
‫أوني أمحد عبداهلل قاضي الٍّازي‬
‫املدزع الدنتوز‬ ‫أزناُ اذتهي أمنوذجا‬
‫زغدي بَ زومي‬
‫الصفخة‬ ‫حبث يف‬ ‫الباحث‬ ‫البخث‬ ‫ت‬
‫األضتاذ الدنتوز‬ ‫السقابة عمى أعىاه اإلدازة وأٌواعّا يف‬
‫‪428-357‬‬ ‫فكْ‬ ‫ٌاصس بَ حمىد بَ وػـسي‬ ‫اإلضالً وع التطبيل يف الٍظاً‬ ‫‪12‬‬
‫الغاودي‬ ‫الطعودي‬
‫الطٍة يف الكمٍطوة لمػيذ حمىد بَ‬
‫األضتاذ املطاعد الدنتوز‬
‫‪444-429‬‬ ‫فكْ‬ ‫محصة اآليدٌي الهوش ذتصازي املتوفى‬ ‫‪11‬‬
‫عبداهلل داود خمف‬
‫ضٍة‪ِ1121( :‬ـ) دزاضة وحتكيل‬
‫األضتاذ املػازك الدنتوز‬ ‫قاعدة الطمطاُ ولي وَ ال ولي لْ‬
‫‪482-445‬‬ ‫فكْ‬ ‫‪12‬‬
‫عبد اجمليد بَ حمىد الطبين‬ ‫دزاضة فكّية تأصيمية تطبيكية‬
‫األضتاذ املػازك الدنتوز‬
‫‪512-483‬‬ ‫عكيدة‬ ‫ضمطاُ بَ عبد السمحَ‬ ‫ووجبات االحتياط يف تهفري املطمي‬ ‫‪13‬‬
‫العىريي‬
‫املوقف االضتػساقي املٍصف وَ األثس‬
‫األضتاذ الدنتوز‬
‫‪562-511‬‬ ‫فهس‬ ‫اإلضالوي يف زواد حسنات اإلصالح‬ ‫‪14‬‬
‫حمىد بَ ضعـد الطسحاٌي‬
‫الٍصساٌية دزاضة حتميمية‬
‫األضتاذ الدنتوز‬ ‫أوصاف الساضدني يف العمي وأثسِا يف‬
‫‪626-561‬‬ ‫فهس‬ ‫‪15‬‬
‫وػعن بَ غٍيي املطريي‬ ‫حفظ األوَ الفهسي‬
8
8
ًُ‫ملخص باللغُ العزب‬
ٌ‫ بالل حسني عل‬.‫د‬.‫م‬
‫فيذه جممة مسائؿ أصولية لإلماـ فخر الديف الرازي اختمؼ فييا القوؿ بيف كتابو‬
‫ إذ حصؿ اختالؼ واضح وصريح في رأيو في المسألة‬،‫ وكتابو المعالـ‬،‫المحصوؿ‬
‫ جمعتيا مف خالؿ كتاب نياية السوؿ لجماؿ الديف اإلسنوي فقد كاف يشير‬،‫الواحدة‬
‫ فعمدت إلى جمع ىذه المسائؿ ووثقتيا مف‬،‫رحمو اهلل تعالى إلى ذلؾ االختالؼ صراحة‬
‫ وذكرت القوؿ فييا مفصالً مع ذكر األقواؿ‬،)‫خالؿ الكتابيف (المحصوؿ والمعالـ‬
.‫ واهلل ولي التوفيؽ‬...‫األخرى لمعمماء في المسألة ذاتيا‬
‫ أصول فقه‬،‫ اإلمام الرازي‬،‫ مسائل االختالف‬:‫الكممات المفتاحية‬

THE ISSUES ON WHICH IMAM AL-RAZI SAID THE WORDS


DIFFERED BETWEEN THE TWO BOOKS
(AL-MAHSOOL, AL-MA'ALEM)
COLLECTION AND DOCUMENTATION
Dr. Belal H. Ali
Summary
This is a set of fundamentalist issues for Imam Fakhr Al-Din Al-Razi
in which the argument differed between his book Al-Mahsoul and his book
Al-Maalim, as there was a clear and frank difference in his opinion on one
issue, I collected it through the book The End of the Soul of Jamal Al-Din Al-
Asnawi. To collect and document these issues books (the crop and the
landmarks), and I mentioned the saying in it in detail, along with mentioning
the other sayings of the scholars on the same issue... God is the guardian of
success.
Key words: Matters of Difference, Imam Razi, fundamental of Fiqh

482
‫‪8‬‬

‫املكدمُ‬
‫ﱭﱯ ﱰﱱﱲﱳﱴﱵ ﱶﱷﱸ‬
‫ﱮ‬ ‫‪‬ﱫ ﱬ‬ ‫الحمد هلل القائؿ‪:‬‬
‫ﱼ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‪ ،)2(‬والصالة‬
‫ﱽ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﱹ‪ ، ‬وىو القائؿ سبحانو‪ :‬ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ‬

‫والسالـ عمى نبيو محمد القائؿ فيو‪ :‬ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ‪ ،)3(‬فال‬


‫عصمة إذاً إال لكتاب رب العالميف وسنة نبيو عميو الصالة والسالـ‪ ،‬ومف ىنا يمكف أف‬
‫يعتذر لإلماـ الرازي رحمو اهلل تعالى في اختالؼ أقوالو في المسألة الواحدة وال عجب‬
‫فقد يظير لإلنساف رأي لـ يكف يراه قبؿ ذلؾ‪ ،‬وال يقدح ذلؾ في مكانتو العممية في‬
‫تصدره اإلمامة في األصوؿ(‪.)4‬‬
‫وبعد ىذا؛ َّ‬
‫فإف موضوع بحثنا ىو جمع لمسائؿ اختمؼ فييا القوؿ عند اإلماـ‬
‫الرازي رحمو اهلل تعالى بيف كتابيو «المحصوؿ والمعالـ» أحصيتيا مف خالؿ مطالعتي‬
‫لكتاب «نياية السوؿ شرح مناج الوصوؿ لألسنوي»‪.‬‬
‫وألىمية ومكانة اإلماـ الرازي عمدت إلى جمع ىذه المسائؿ ووثقتيا مف الكتابيف‬
‫المذكوريف‪ ،‬بعد أف أشير إلى موطنيا في نياية السوؿ‪ ،‬عمما أني لـ أخض في ذكر‬
‫األدلة لممسألة تجنباً لإلطالة‪ ،‬وكونيا مذكورة في مظانيا مفصالً‪ ،‬وقد أبدي رأيي‬
‫بالترجيح بما يظير لي ذلؾ‪.‬‬

‫واهلل أساؿ أف أكوف قد وفقت لذلؾ‪ ،‬واال فعذري أني أنساف أصيب وأُخطئُ‬
‫وآخر دعوانا أف الحمد هلل رب العالميف‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.82‬‬


‫(‪ )2‬سورة فصمت‪ ،‬اآليتاف ‪.42-41‬‬
‫(‪ )3‬سورة النجـ‪ ،‬اآلية ‪.4-3‬‬
‫(‪ )4‬المراد لقب (اإلماـ) إذا أطمؽ في كتب أصوؿ الفقو عند المتأخريف فيـ يعنوف بو (اإلماـ الػرازي حصػ اًر)‪،‬‬
‫سػػوى ابػػف الحاجػػب فػػي مختص ػره فإنػػو إذا قػػاؿ اإلم ػػاـ عنػػى بػػو إمػػاـ الح ػػرميف فقػػط‪ .‬ينظ ػػر‪ :‬المصػػطمح‬
‫األصولي ومشكمة المفاىيـ‪ ،‬د‪ .‬عمي جمعة‪ :‬ص‪.34‬‬

‫‪482‬‬
‫‪8‬‬

‫املبحث األول‪:‬‬
‫نبذَ خمتصزَ عو اإلمام الزاسٍ‬
‫املطلب األول‪:‬‬
‫امسه ومىلده‬
‫"محمد بف عمر بف الحسف بف الحسيف التيمي البكري‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬فخر الديف‬
‫ي‪ :‬اإلماـ المفسر‪ ،‬أوحد زمانو في المعقوؿ والمنقوؿ وعموـ األوائؿ‪ ،‬وىو قرشي‬
‫الراز ّ‬
‫النسب‪ ،‬أصمو مف طبرستاف‪ ،‬ومولده في الري والييا نسبتو‪ ،‬ويقاؿ لو‪( :‬ابف خطيب‬
‫ي) رحؿ إلى خوارزـ وما وراء النير وخراساف‪ ،‬وتوفي في ىراة‪ ،‬أقبؿ الناس عمى كتبو‬ ‫الر ّ‬
‫في حياتو يتدارسونيا‪ ،‬وكاف يحسف الفارسية‪ ،‬وكاف واعظ ًا بارعاً في المغتيف"(‪.)1‬‬
‫ولد اإلماـ الرازي رحمو اهلل تعالى في مدينة الري الخامس والعشريف مف‬ ‫مولده‪:‬‬
‫شير رمضاف سنة ‪543‬ىػ‪ ،‬وقيؿ‪544 :‬ىػ‪ ،‬وتوفي مدينة ىراة يوـ االثنيف وكاف عيد‬
‫الفطر سنة ‪606‬ىػ‪ ،‬ودفف آخر النيار في الجبؿ المصاقب لقرية مزداخاف(‪.)2‬‬
‫املطلب الثانٌ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مصهفاته‬
‫في التفسير‪:‬‬
‫‪ .1‬مفاتيح الغيب في ثماني مجمدات‪.‬‬
‫في أصول الفقه‪:‬‬
‫‪ .1‬المحصوؿ في عمـ األصوؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬نياية العقوؿ في دراية األصوؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬المعالـ في أصوؿ الفقو‪.‬‬

‫(‪ )1‬األعالـ لمزركمي‪ ،313/6 :‬وينظر‪ :‬المحصوؿ‪ 46/1 :‬مقدمة المحقؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬وفيات األعياف‪.252/4 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬األعالـ لمزركمي‪ ،313/6 :‬والمحصوؿ ‪ 46/1‬مقدمة المحقؽ‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .4‬المنتخب مف المحصوؿ أو ما يسمى (حاصؿ المحصوؿ)‪.‬‬


‫في علم الكالم‪:‬‬
‫‪ .1‬المعالـ في أصوؿ الديف‪.‬‬
‫‪ .2‬لوامع البينات في شرح أسماء اهلل تعالى والصفات‪.‬‬
‫‪ .3‬المسائؿ الخمسوف في أصوؿ الكالـ‪.‬‬
‫في علم الفقو(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬شرح الوجيز في الفقو لمغزالي‬
‫‪ .2‬أجوبة المسائؿ التجارية‬
‫في علم النحو‪:‬‬
‫‪ .1‬شرح المفصؿ في النحو لمزمخشري‬
‫‪ .2‬مختصر في المؤاخذات عمى النحاة‬
‫املطلب الثالث‪:‬‬
‫مكانته العلنًُ واالجتناعًُ‬
‫انتشر تصانيفو في البالد اإلسالمية واشتغؿ الناس‪ ،‬وأعرضوا عف كتب‬
‫المتقدميف‪ ،‬كاف العمماء يقصدونو مف البالد‪ ،‬وتشد إليو الرحاؿ مف األقطار‪ ،‬أخذ عمـ‬
‫األصوؿ عف والده ضياء الديف‪ ،‬وأما اشتغالو في المذىب فعمى والده أيضاً‪ ،‬ووالده عمى‬
‫الحسيف بف مسعود البغوي‪ ،‬كاف يحفظ الشامؿ إلماـ الحرميف في عمـ الكالـ‪ ،‬ثـ قصد‬
‫خوارزـ وقد تمير في العموـ فجرى بينو وبيف أىميا كالـ فيما يرجع إلى المذىب‬
‫واالعتقاد ‪.‬‬
‫أما في مكانتو االجتماعية فكاف يمقب في ىراة بشيخ اإلسالـ‪ ،‬وكاف بارعاً في‬
‫الوعظ‪ ،‬وكاف يحضره الوجد عند الوعظ ويبكي كثي اًر‪ ،‬كاف مجمسو مقصداً لمعمماء‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬وفيات األعياف‪ ،249/4 :‬األعالـ لمزركمي‪.313/6 :‬‬

‫‪482‬‬
‫‪8‬‬

‫وأرباب المذاىب‪ ،‬حتى أنو رجع بسببو خمؽ كثير مف الطائفة الكرامية وغيرىـ إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫مذىب أىؿ السنة‬
‫املطلب الزابع‪:‬‬
‫بني يدٍ الكتابني‬
‫َّ‬
‫إف موضوع بحثنا ىو إظيار المخالفة في أقواؿ الرازي في كتابيو (المحصوؿ‪،‬‬
‫والعالـ)‪ ،‬ولـ أذكر المنتخب كونو باألساس ىو اختار لممحصوؿ فما يذكره في المنتخب‬
‫ابتداء‪ ،‬أما الكتاباف فيما‪:‬‬
‫ً‬ ‫فيو في المحصوؿ‬
‫يعتبر المحصوؿ مف أشير وأىـ الكتب‬ ‫أوال‪ :‬المحصول في األصول‪:‬‬
‫األصولية لإلماـ الرازي‪ ،‬وأنفعيا‪ ،‬بذلؾ يقوؿ المرحوـ الدكتور طو جابر العمواني‪" :‬أىـ‬
‫كتب اإلماـ فخر الديف األصولية‪ ،‬ولعؿ كؿ ما كتبو قبمو ‪-‬في ىذا العمـ‪ -‬قد أدرج فيو‪،‬‬
‫وما كتبو بعده منتخب منو وعائد إليو‪ ،‬وليس ىذا فقط‪ ،‬بؿ ىو أىـ كتاب ‪-‬في أصوؿ‬
‫الفقو‪ -‬ظير منذ أف فرغ اإلماـ مف تأليفو إلى يومنا ىذا‪ ،‬ذلؾ ألف فيو حصيمة أىـ كتب‬
‫األصوؿ ‪-‬التي كتبت قبؿ الفخر‪ -‬بأفصح أساليب التعبير‪ ،‬وأجود طرائؽ الترتيب‬
‫والتيذيب‪ ،‬مضافا إلييا مف آرائو‪ ،‬وفوائد فكره‪ ،‬وحسف إيراداتو الكثير"(‪.)2‬‬
‫استمد اإلماـ الرازي كتابو ىذا مف أربعة كتب ؛ والتي تعد مف أىـ مصنفات‬
‫(الع َمد لمقاضي عبد الجبار المعتزلي‪،‬‬
‫أصوؿ الفقو عمى طريقة المتكمميف‪ ،‬وىي‪ُ :‬‬
‫المعتمد ألبي الحسيف البصري المعتزلي؛ وىو شرح لمعمد‪ ،‬والمستصفى لمغزالي‪،‬‬
‫والبرىاف في أصوؿ الفقو لمجويني (إماـ الحرميف)‪ ،‬وكاف الرازي رحمو اهلل تعالى يحفظ‬
‫منيا عف ظير قمب كتابيف ىما (المعتمد‪ ،‬والمستصفى)‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬وفيات األعياف‪ 249/4 :‬وما بعدىا‪.‬‬


‫(‪ )2‬مقدمة تحقيؽ المحصوؿ لمرازي‪.47/1 :‬‬

‫‪488‬‬
‫‪8‬‬

‫ومف خالؿ اطالعو عمى ىذه الكتب صنؼ الرازي كتابو المحصوؿ مختص ار‬
‫َّ‬
‫ىذب العبارة وسيميا وميد قواعد‬ ‫تمؾ الكتب األربعة مف غير إخالؿ وال تقصير إال أنو‬
‫األصوؿ فييا‪ ،‬ليذا أقبؿ عميو أىؿ العمماء بالدراسة والشرح واالختصار(‪.)1‬‬
‫وىو مف مصنفات اإلماـ الرازي كما ذكرىا‬ ‫ثانياً‪ :‬المعالم في أصول الفقو‪:‬‬
‫أصحاب التراجـ كػوفيات األعياف‪ ،‬وقاضي شيبة فقد ذك ار المعالـ في أصوؿ الديف‬
‫وأصوؿ الفقو(‪.)2‬‬
‫أبو الحسيف‪ :‬عمي بف‬ ‫وذكر في كشؼ الظنوف شروحاً لممعالـ منيا شرح‬
‫الحسيف األرموي (ت‪757‬ىػ)‪ ،‬وشرح شرؼ الديف‪ :‬إبراىيـ بف إسحاؽ المناوي‬
‫(ت‪757‬ىػ)‪ ،‬وشرح شرؼ الديف‪ ،‬أبو محمد‪ :‬عبد اهلل بف محمد عمي الفيري‪ ،‬المعروؼ‪:‬‬
‫بابف التممساني (ت‪644‬ىػ)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مقدمة تحقيؽ المحصوؿ لمدكتور طو جابر‪ ،51/1 :‬المكتبة اإلسالمية‪ :‬ص‪.193‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬وفيات األعياف ‪ ،249/4‬طبقات الشافعية البف قاضي شيبة‪.66/2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬كشؼ الظنوف‪.1726/2 :‬‬

‫‪482‬‬
‫‪8‬‬

‫املبحث الثانٌ‪:‬‬
‫املسائل اليت حصل فًها االختالف بني قىلٌ الزاسٍ‬
‫المسألة األول ‪ :‬االستثناء المذكور عقب الجمل ىل يكون راجعاً إل الكل‬
‫أو يختص بالجملة األخيرة؟‬
‫اختمؼ األصوليوف في المسألة عمى ثالثة أقواؿ كما ذكرىا األسنوي‪ ،‬ونحف‬
‫نذكرىا ثـ نبيف وجو المخالفة بيف قولي اإلماـ الرازي رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫وقبؿ أف نذكر األقواؿ نذكر المثاؿ عمى المسألة فقد جاء قولو تعالى في حد‬
‫القذؼ‪ :‬ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ‬

‫ﲋﲍﲎ ﲏﲐ ‪.)1(‬‬
‫ﲌ‬

‫فقد ورد في اآلية الكريمة ثالث جمؿ متعاطفة‪ ،‬الجممة األولى آمرة بجمدىـ‪،‬‬
‫والثانية ناىية عف قبوؿ شيادتيـ‪ ،‬والثالثة مخبرة بفسقيـ‪ ،‬ثـ تالىف استثناء‪ ،‬والخالؼ‬
‫الحاصؿ في ذلؾ ىو‪ ،‬ىؿ يرجع االستثناء إلى جميع الجمؿ أو يختص بالجممة األخيرة‬
‫فقط؟ ففي المسألة ثالثة أقواؿ(‪:)2‬‬
‫االستثناء يعود لمكؿ‪ ،‬وىو قوؿ اإلماـ الشافعي رحمو اهلل تعالى‬ ‫القول األول‪:‬‬
‫وذلؾ بشرطيف‪ ،‬األوؿ‪ :‬أف تكوف معطوفة بعضيا عمى بعض‪ ،‬والثاني‪ :‬أف يكوف‬
‫العطؼ بالواو خاصةً‪.‬‬
‫إف االستثناء يعود لمجممة األخيرة فقط‪ ،‬وىو قوؿ اإلماـ أبي‬ ‫القول الثاني‪:‬‬
‫حنيفة رحمو اهلل تعالى‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النور‪ ،‬اآليتاف ‪.5-4‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ لإلسنوي‪ :‬ص‪.206‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬

‫مف‬ ‫(‪)2‬‬
‫التوقؼ‪ ،‬وىو وقوؿ القاضي(‪ ،)1‬والشريؼ المرتضى‬ ‫القول الثالث‪:‬‬
‫الشيعة‪ ،‬والمراد مف التوقؼ كما قاؿ في المحصوؿ‪ :‬إال أف القاضي توقؼ لعدـ العمـ‬
‫بمدلولو في المغة‪ ،‬والمرتضى توقؼ لالشتراؾ أي‪ :‬لكونو مشتركا بيف عوده إلى الكؿ‬
‫وعوده إلى األخيرة(‪ ،)3‬وفائدة الخالؼ‪ ،‬إف القائميف بعوده إلى الكؿ يروف قبوؿ شيادة‬
‫القاذؼ بعد التوبة‪ ،‬خالف ًا لمف جعؿ االستثناء مختصاً بالجممة األخيرة‪ ،‬فال تقبؿ عنده‬
‫شيادة القاذؼ(‪.)4‬‬
‫وما نقمو األسنوي عف القاضي ىو كذلؾ كما في التقريب إذ قاؿ‪ ":‬والذي نختاره‬
‫في ىذا الباب الوقؼ في ذلؾ والقوؿ بجواز رجوعو إلى الكؿ‪ ،‬وجواز رجوعو إلى‬
‫البعض سواء أكاف ذلؾ البعض يميو أـ ال يميو‪ ،‬واف ذلؾ موجود في الكتاب‪ ،‬وكالـ أىؿ‬
‫جميعا‪ ،‬فمف ادعى وضعو ألحدىما‪،‬‬
‫ً‬ ‫المغة والدليؿ عمى صالحو لألمريف استعمالو فييما‬
‫والتجوز بو في اآلخر‪ ،‬أو أف مطمقو ألحدىما‪ ،‬ويستعمؿ اآلخر بقرينو احتاج إلى‬
‫داللة"(‪.)5‬‬
‫وبعد ذكرنا ألقواؿ األصولييف في المسألة نشرع في إظيار المخالفة في قوؿ‬
‫اإلماـ الرازي رحمو اهلل تعالى في المسألة‪ ،‬حيث َّبيف األسنوي َّ‬
‫أف لإلماـ في المسألة‬
‫بناء عمى‬
‫فمرة يقوؿ بقوؿ اإلماـ الشافعي وىو عود االستثناء إلى الجميع ً‬
‫ثالثة أقواؿ‪َّ ،‬‬

‫(‪ )1‬المراد بالقاضي (أبو بكر الباقالني)؛ كما سيأتي النقؿ عنو قريباً‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشريؼ المرتضى‪ :‬أبو القاسـ عمػي بػف الطػاىر ذي المناقػب أبػي أحمػد الحسػيف بػف موسػى بػف محمػد بػف‬
‫إبػراىيـ بػػف الكػػاظـ بػػف جعفػػر الصػػادؽ بػػف محمػػد البػػاقر‪ ،‬وىػػو أخػػو الشػريؼ الرضػػي‪ ،‬وكانػػت والدتػػو سػػنة‬
‫‪355‬ىػ‪ ،‬ووفاتو ‪436‬ىػ‪ .‬وفيات األعياف‪.313/3 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬المحصوؿ‪ ،43/3 :‬نياية السوؿ لألسنوي‪ :‬ص‪.206‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.206‬‬
‫(‪ )5‬التقريب واإلرشاد (الصغير) لمباقالني‪.147/3 :‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬

‫استداللو(‪ ،)1‬ويظير ذلؾ في كتابو المحصوؿ إذ قاؿ‪" :‬أنو تعالى لو قاؿ‪ :‬فاجمدوىـ‬
‫ثمانيف جمدة «إال الذيف تابوا»‪ ،‬وال تقبموا ليـ شيادة أبدا «إال الذيف تابوا» وأولئؾ ىـ‬
‫الفاسقوف «إال الذيف تابوا» لكاف ركيكاً جداً‪ ،‬فبتقدير أف يريد االستثناء عف كؿ الجمؿ ال‬
‫طريؽ لو إلى ذلؾ إال بذكر االستثناء عقيب الجممة األخيرة‪ ،‬ففي ىذه الصورة يكوف‬
‫االستثناء راجعاً إلى كؿ الجمؿ‪ ،‬واألصؿ في الكالـ الحقيقة واذا ثبت كونو حقيقة في‬
‫ىذه الصورة كاف كذلؾ في سائر الصور دفعا لالشتراؾ"(‪.)2‬‬
‫أما في كتابو المعالـ فقد اختار الرازي رحمو اهلل تعالى القوؿ الثاني ؛ وىو عود‬
‫االستثناء إلى الجممة االخيرة خاصة وىو ما أشار إليو األسنوي بقولو‪ ":‬الثاني مذىب‬
‫أبي حنيفة‪ :‬أنو يعود إلى الجممة األخيرة خاصة قاؿ في المعالـ‪ :‬وىو المختار"(‪.)3‬‬
‫وىو كذلؾ كما في المعالـ إذ قاؿ الرازي‪" :‬المختار ‪-‬عندنا‪ :-‬أف االستثناء‬
‫المذكور عقيب الجمؿ مختص بالجممة األخيرة‪.‬‬
‫والدليؿ عميو‪ :‬أف المقتضي لثبوت الحكـ في كؿ تمؾ الجمؿ قائـ‪ ،‬وما ألجمو‬
‫ترؾ العمؿ بو في الجممة الواحدة‪ -‬فمقصود في سائر الجمؿ؛ فوجب أف يبقى الحكـ في‬
‫سائر الجمؿ عمى األصؿ"(‪.)4‬‬
‫أما في المنتخب‪ ،‬فقد اختار الرازي التوقؼ موافقاً بذلؾ قوؿ القاضي الباقالني‬
‫كما َّبيف األسنوي إذ قاؿ‪" :‬قاؿ في المنتخب‪ :‬وما ذىب إليو القاضي ىو المختار‪،‬‬
‫وصرح بو في المحصوؿ في الكالـ عمى التخصيص بالشرط"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪ ،206‬إذ قاؿ‪" :‬واستدالؿ اإلماـ والمصنؼ –البيضاوي‪ -‬يقتضيو"‪.‬‬
‫(‪ )2‬المحصوؿ لمرازي‪.47/3 :‬‬
‫(‪ )3‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.206‬‬
‫(‪ )4‬المعالـ بشرح التممساني‪.483/1 :‬‬
‫(‪ )5‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.207‬‬

‫‪424‬‬
‫‪8‬‬

‫فقي المحصوؿ قاؿ‪ ":‬المسألة السادسة اختمفوا في أف الشرط الداخؿ عمى الجمؿ‬
‫ىؿ يرجع حكمو إلييا بالكمية‪ ،‬فاتفؽ اإلماماف الشافعي وأبو حنيفة رحمة اهلل عمييما‬
‫عمى رجوعو إلى الكؿ‪ ،‬وذىب بعض األدباء إلى أنو يختص بالجممة التي تميو حتى إنو‬
‫إف كاف متأخ ار اختص بالجممة األخيرة‪ ،‬واف كاف متقدماً اختص بالجممة األولى‬
‫والمختار التوقؼ"(‪.)1‬‬
‫إذاً ظير لإلماـ لمرازي رحمو اهلل تعالى في المسألة ثالثة أقواؿ وليس قوليف‪،‬‬
‫األوؿ أنو وافؽ الجميور بعود االستثناء إلى الكؿ «أي الجممة المتعاطفة»‪ ،‬ومرة يقوؿ‬
‫بالقوؿ الثاني وىو عود االستثناء إلى الجممة األخيرة موافقاً بذلؾ الحنفية‪ ،‬ومرة يقوؿ‬
‫بالتوقؼ موافقاً بذلؾ قوؿ القاضي الباقالني‪.‬‬
‫والذي يظير رجحانو ىو القوؿ بعود االستثناء إلى الجميع وال سيما في الجمؿ‬
‫المتعاطفة كوف العطؼ يقتضي التشريؾ‪ ،‬وىو األصح عند أىؿ المغة كما َّبيف السيوطي‬
‫إذ قاؿ‪" :‬إذا ورد االستثناء بعد جمؿ عطؼ بعضيا عمى بعض فيؿ يعود لمكؿ؟ فيو‬
‫مذاىب أحدىا‪ :‬وىو األصح نعـ وعميو ابف مالؾ إال أف يقوـ دليؿ عمى إرادة‬
‫البعض"(‪.)2‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬تخصيص عام الكتاب بالقياس‬
‫قبؿ أف نبيف وجو االختالؼ بيف قولي الرازي البد أف نشير إلى أف القياس‬
‫المراد بيا ىنا ما كاف ظنياً‪ ،‬عمى َّ‬
‫أف القطعي ال خالؼ في جواز التخصيص بو‪ ،‬ليا‬
‫(‪)3‬‬
‫ىذه المسألة في باب تخصيص الكتاب والسنة المتواترة بخبر الواحد‬ ‫ذكر األسنوي‬

‫(‪ )1‬المحصوؿ لمرازي‪.62/3 :‬‬


‫(‪ )2‬ىمع اليوامع في شرح جمع الجوامع‪.263/2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.215‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬

‫والقياس‪ ،‬قاؿ‪ :‬إف التخصيص بالقياس القطعي ال خالؼ فيو ونسب القوؿ إلى‬
‫اإلبياري(‪ ،)1‬واف كاف القياس ظنياً ففيو سبعة مذاىب(‪:)2‬‬
‫يجوز التخصيص بالقياس مطمقاً‪ ،‬وصححو األسنوي‪ ،‬ونقمو اإلماـ‬ ‫القول األول‪:‬‬
‫عف الشافعي ومالؾ وأبي حنيفة واألشعري(‪.)3‬‬
‫ال يجوز التخصيص بالقياس مطمقاً‪ ،‬وىو قوؿ أبي عمي‬ ‫القول الثاني‪:‬‬
‫الجبائي(‪ ،)4‬قاؿ اإلسنوي‪ :‬واختاره اإلماـ في المعالـ‪ ،‬وبالغ في اإلنكار عمى القائميف‬
‫بخالفو مع أنو اختار في المحصوؿ والمنتخب القوؿ األوؿ(‪.)5‬‬
‫إف خص العاـ قبؿ ذلؾ بدليؿ آخر غير القياس جاز‪ ،‬سواء‬ ‫القول الثالث‪:‬‬
‫بف أباف(‪.)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫أكاف التخصيص متصال أـ منفصال‪ ،‬وىو قوؿ عيسى‬

‫(‪ )1‬إذ قاؿ اإلبياري في شرح البرىاف لمجػويني‪" :‬فػإف بعػض أنػواع القيػاس يجػب تقديمػو عمػى العمػوـ بػال شػؾ‪،‬‬
‫مقطوعا بو‪ ،‬وكانػت نسػبة الفػرع إلػى األصػؿ نسػبة العمػـ‪،‬‬
‫ً‬ ‫وىو إذا كاف األصؿ الذي يستند إليو حكـ الفرع‬
‫كالقيػاس الػذي يسػمى فػي معنػػى األصػؿ‪ ،‬والمنصػوص عمػى عمتػو‪ ،‬مػػع مصػادفتيما فػي الفػروع مػف غيػػر‬
‫قطعػا‪ ،‬فيػذا النػوع مػف القيػاس ال يتصػور الخػالؼ فػي أنػو مقػدـ"‪ .‬التحقيػؽ والبيػاف فػي شػرح البرىػاف‬
‫فارؽ ً‬
‫في أصوؿ الفقو‪.215/2 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.215‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬المحصوؿ‪.96/3 :‬‬
‫(‪ )4‬الجبائي‪ :‬محمد بف عبد الوىاب بف سالـ الجبائي أبػو عمػي‪ :‬مػف أئمػة المعتزلػة‪ .‬ورئػيس عممػاء الكػالـ فػي‬
‫عصػ ػره‪ ،‬ول ػػد س ػػنة ‪235‬ىػ ػػ‪ ،‬وت ػػوفي س ػػنة ‪303‬ىػ ػػ‪ .‬ينظ ػػر‪ :‬وفي ػػات األعي ػػاف‪ ،267/4 :‬األع ػػالـ لمزركم ػػي‪:‬‬
‫‪.256/6‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.215‬‬
‫(‪ )6‬عيسى بف أباف‪ :‬عيسى بف أباف بف صدقة‪ ،‬أبو موسى‪ :‬قاض مف كبار فقيػاء الحنفيػة‪ .‬كػاف سػريعا بإنفػاذ‬
‫الحكػـ‪ ،‬عفيفػا‪ ،‬وتػػوفي بيػا سػنة ‪221‬ىػػ‪ .‬ينظػر‪ :‬الجػواىر المضػية فػي طبقػػات الحنفيػة‪ ،401/1 :‬األعػػالـ‬
‫لمزركمي‪.100/5 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬بذؿ النظر لإلسمندي‪ :‬ص‪ ،463‬المحصوؿ لمرازي‪ 96/3 :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.215‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬

‫إف خص العاـ بدليؿ منفصؿ جاز واال فال‪ ،‬وىو قوؿ‬ ‫القول الرابع‪:‬‬
‫الكرخي(‪.)2()1‬‬
‫إف التخصيص بقياس جمي جاز‪ ،‬واف كاف بخفي ال يجوز‪،‬‬ ‫القول الخامس‪:‬‬
‫وىو قوؿ ابف سريج(‪.)3‬‬
‫أف ىذا العاـ واف كاف مقطوع المتف لكف داللتو ظنية كما تقدـ‪،‬‬ ‫القول السادس‪:‬‬
‫والقياس أيضا داللتو ظنية وحينئذ فإف تفاوتا في الظف فالعبرة بأرجح الظنيف‪ ،‬واف تساويا‬
‫فالوقؼ‪ ،‬وىو قوؿ الغزالي(‪.)4‬‬
‫التوقؼ(‪ ،)5‬وىو قوؿ القاضي أبي بكر(‪ ،)6‬واماـ الحرميف(‪.)7‬‬ ‫القول السابع‪:‬‬
‫وبعد ذكر األقواؿ في المسألة نذكر وجو المخالفة لإلماـ الرازي رحمو اهلل تعالى‬
‫في كتبو المحصوؿ والمنتخب والمعالـ‪ ،‬فاإلماـ في المحصوؿ والمنتخب اختار القوؿ‬
‫األوؿ ‪-‬جواز التخصيص بالقياس مطمقاً‪ -‬والمراد باإلطالؽ سواء أخص العموـ قبؿ‬
‫القياس بدليؿ منفصؿ أـ متصؿ أـ لـ يخص‪ ،‬وسواء أكاف القياس جمياً أـ خفياً‪ ،‬وسواء‬
‫أكانت العمة ثابتة بنص أـ إجماع أـ لـ تكف ثابتة ىكذا كأف تكوف مستنبطة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكرخػػي‪ :‬عبيػػد اهلل بػػف الحسػػيف الكرخػػي‪ ،‬أبػػو الحسػػف‪ :‬فقيػػو‪ ،‬انتيػػت إليػػو رياسػػة الحنفيػػة بػػالعراؽ‪ .‬ولػػد فػػي‬
‫الكػػرخ ببغػػداد سػػنة ‪260‬ىػ ػ‪ ،‬وتػػوفي فييػػا سػػنة ‪340‬ى ػػ‪ ،‬ينظػػر‪ :‬تػػاريخ بغػػداد ت بشػػار‪ ،74/12 :‬األعػػالـ‬
‫لمزركمي‪.193/4 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬المحصوؿ لمرازي‪ ،96/3 :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.215‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬المستصفى‪ :‬ص‪ ،252‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.216‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.216‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬التقريب واإلرشاد‪.199/3 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬البرىاف في أًصوؿ الفقو‪.157/1 :‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬

‫وبيذا أشار جماؿ الديف األسنوي رحمو اهلل تعالى عند كالمو عف القوؿ الثاني‬
‫إذ قاؿ‪ ":‬والثاني قالو أبو عمي الجبائي‪ :‬ال يجوز مطمقا‪ ،‬واختاره اإلماـ في المعالـ وبالغ‬
‫في إنكار مقابمو مع كونو قد صححو في المحصوؿ والمنتخب وموضعيا في المعالـ ىو‬
‫آخر القياس"(‪.)1‬‬
‫ففي المحصوؿ صرح بالجواز إذ قاؿ‪ ":‬يجوز تخصيص عموـ الكتاب والسنة‬
‫المتواترة بالقياس وىو قوؿ الشافعي وأبي حنيفة ومالؾ وأبي الحسيف البصري‬
‫واألشعري"(‪.)2‬‬
‫أما في المعالـ فقد اختار القوؿ الثاني ؛ وىو القوؿ بالمنع مطمقاً موافقاُ بذلؾ‬
‫قوؿ أبي عمي الجبائي كما أشار إلى ذلؾ األسنوي آنفاً؛ وىو كذلؾ إذ قاؿ في المعالـ‪:‬‬
‫"قاؿ األكثروف‪ :‬تخصيص عموـ القرآف بالقياس جائز‪ ،‬والمختار عندنا‪ :‬أنو ال يجوز"(‪.)3‬‬
‫يجوز"(‪.)3‬‬
‫وبخصوص المخالفة بيف القوليف يقوؿ الزركشي‪ ":‬والثاني‪ :‬المنع مطمقا‪ ،‬واختاره‬
‫اإلماـ في المعالـ لكنو في المحصوؿ اختار الجواز واستدؿ لترجيحو فيكوف لو في‬
‫المسألة رأياف فال يصح الجزـ عنو بأحدىما إال إذا عمـ المتأخر"(‪.)4‬‬
‫والراجح ىو القوؿ األوؿ؛ وىو وقوؿ األئمة األربعة رحميـ اهلل تعالى‪ ،‬كوف‬
‫القياس دليؿ ثابت ومتفؽ عمى حجيتو بالجممة‪ ،‬فال ينظر إلى جزئياتو كونو جمياً أو‬
‫خص أو لـ يخص‪ ،‬و السيما َّ‬
‫أف العاـ داللتو عند الجميور ظنية خالفاً‬ ‫َّ‬ ‫خفياً‪،‬‬
‫لمحنفية(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.215‬‬


‫(‪ )2‬المحصوؿ لمرازي‪.96/3 :‬‬
‫(‪ )3‬المعالـ بشرح التممساني‪.381/2 :‬‬
‫(‪ )4‬تشنيؼ المسامع بجمع الجوامع‪.780/2 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الغيث اليامع شرح جمع الجوامع‪ :‬ص‪.326‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬إذا تعارض اإلضمار(‪ )1‬والمجاز‬
‫اختمؼ األصوليوف في المسألة عمى ثالثة أقواؿ ونحف نذكرىا ثـ نبيف وجو‬
‫(‪)3‬‬
‫ثالثة أقواؿ في‬ ‫االختالؼ في قولي اإلماـ الرازي رحمو اهلل‪ ،‬فقد ذكر الصفي اليندي‬
‫المسألة َّ‬
‫ورجح ما قالو اإلماـ في المعالـ(‪:)4‬‬
‫المجاز أولى لكثرتو الدالة عمى قمة مفسدتيف‪ ،‬وألف إلحاؽ الفرد‬ ‫القول األول‪:‬‬
‫باألكثر أولى‪.‬‬
‫أيضاً إذ قاؿ‪" :‬فأولى الكؿ التخصيص(‪ ،)6‬ثـ المجاز‪ ،‬ثـ‬ ‫(‪)5‬‬
‫وىو رأي القرافي‬
‫اإلضمار‪ ،‬ثـ النقؿ‪ ،‬ثـ النسخ(‪.)8(")7‬‬

‫(‪ )1‬اإلضمار‪" :‬إثبات أمر تتوقؼ عميو صحة المفظ"‪ ،‬البحر المحيط ‪ ،219/4‬ومف األصولييف مف جعؿ‬
‫اإلضمار وداللة االقتضاء شيئاً واحدًا خالفاً لمجميور‪ ،‬ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪.‬‬
‫(‪ )2‬المجاز‪" :‬المفظ المستعمؿ في غير ما وضع لو لمناسبة أو عالقة بينو وبيف الموضوع لو"‪ ،‬تمخيص‬
‫األصوؿ‪ :‬ص‪ :24‬حافظ ثناء اهلل الزاىدي‪ ،‬مركز المخطوطات والتراث والوثائؽ‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1414‬ىػ‪1994-‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الصفي اليندي‪ :‬محمد بف عبد الرحيـ بف محمد األرموي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬صفي الديف اليندي فقيو أصولي‬
‫ولد باليند‪644 ،‬ىػ‪ ،‬وتوفي ‪715‬ىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة‪ ،262/5 :‬األعالـ‬
‫لمزركمي‪.200/6 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬نياية الوصوؿ في دراية األصوؿ‪ ،487/2 :‬الفائؽ في أصوؿ الفقو‪.126/1 :‬‬
‫(‪ )5‬الق ارفػػي‪ :‬أحمػػد بػػف إدريػػس بػػف عبػػد الػػرحمف‪ ،‬أبػػو العبػػاس‪ ،‬شػػياب الػػديف الصػػنياجي الق ارفػػي‪ ،‬مػػف عممػػاء‬
‫المالكيػػة‪ ،‬وىػػو مصػػري المولػػد والمنشػػأ والوفػػاة‪ ،‬تػػوفي سػػنة ‪684‬ى ػػ‪ .‬ينظػػر‪ :‬الػػديباج المػػذىب‪،236/1 :‬‬
‫األعالـ لمزركمي‪.94/1 :‬‬
‫(‪ )6‬التخصػػيص‪" :‬بأنػػو قصػػر العػػاـ عمػػى بعػػض أفػراده"‪ ،‬الغيػػث اليػػامع ألبػػي زرعػػة الع ارقػػي‪ :‬ص‪ .300‬وقيػػؿ‪:‬‬
‫"تمييز بعض الجممة بالحكـ"‪ ،‬البحر المحيط‪.325/4 :‬‬
‫(‪ )7‬النسػػخ‪" :‬أنػػو الخطػػاب الػػداؿ عمػػى ارتفػػاع الحكػػـ الثابػػت بالخطػػاب المتقػػدـ عمػػى وجػػو ل ػواله لكػػاف ثابتػػا مػػع‬
‫تراخيو عنو"‪ ،‬المحصوؿ لمرازي‪.282/3 :‬‬
‫(‪ )8‬شرح تنقيح الفصوؿ‪ :‬ص‪.122‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬

‫ىما متساوياف ال فتقار كؿ واحد منيما إلى ثالثة قرائف(‪َّ ،)1‬‬


‫فإف‬ ‫القول الثاني‪:‬‬
‫الحقيقة تعيف عمى فيـ المجاز‪ ،‬وكذلؾ تعيف عمى فيـ اإلضمار فاستويا‪.‬‬
‫البيضاوي(‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وىذا ىو اختيار القاضي‬
‫اإلضمار أولى مف المجاز؛ ألف القرينة في المجاز قد تكوف‬ ‫القول الثالث‪:‬‬
‫منفصمة‪ ،‬فأمكف أف ال تصؿ‪ ،‬فيقع في الجيؿ والضرر‪ ،‬بخالؼ اإلضمار فإف قرينتو‬
‫متصمة‪ ،‬إذ ىو عبارة عف‪ :‬إسقاط شيء مف الكالـ يدؿ عميو الباقي‪.‬‬
‫وأجيب عف القوؿ بالتساوي وبرجحاف اإلضمار‪ ،‬إف شيئاً منيا ال يقابؿ الكثر‪،‬‬
‫وال معارضة فوائد المجاز‪ ،‬فتعيف رجحاف المجاز عمى اإلضمار‪.‬‬
‫اختالؼ اإلماـ الرازي في ىذه المسألة(‪ ،)5‬إذ َّبيف َّ‬
‫أف اإلماـ‬ ‫(‪)4‬‬
‫وقد ذكر اإلسنوي‬
‫(‪)6‬‬
‫يرى َّ‬
‫أف اإلضمار‪ ،‬والمجاز إذا تعارضا فيما‬ ‫اإلماـ الرازي في المحصوؿ والمنتخب‬
‫عمى السواء‪ ،‬أما في المعالـ‪ ،‬فقد َّ‬
‫رجح المجاز كونو أكثر وقوعاً‪.‬‬

‫(‪ )1‬القرائف ىي‪" :‬قرينة تدؿ عمى أصؿ اإلضمار‪ ،‬وقرينة تػدؿ عمػى موضػع اإلضػمار‪ ،‬وقرينػة تػدؿ عمػى نفػس‬
‫المضمر"‪ ،‬إرشاد الفحوؿ لمشوكاني‪.78/1 :‬‬
‫(‪ )2‬القاضي البيضاوي‪ :‬عبد اهلل بف عمر بف محمد بف عمي الشيرازي‪ ،‬أبو سعيد‪ ،‬أو أبو الخير‪ ،‬ناصػر الػديف‬
‫الػ ػػديف البيضػ ػػاوي‪ :‬قػ ػػاض‪ ،‬مفسػ ػػر‪ ،‬عالمػ ػػة‪ ،‬وتػ ػػوفي سػ ػػنة ‪685‬ى ػ ػػ‪ .‬ينظػ ػػر‪ :‬البدايػ ػػة والنيايػ ػػة ط الفكػ ػػر‪:‬‬
‫‪ ،309/13‬األعالـ لمزركمي‪.110/4 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪ ،137‬الغيث اليامع شرح جمع الجوامع‪ :‬ص‪.178‬‬
‫ػافعي‪ ،‬أبػو محمػد‪ ،‬جمػاؿ الػديف‪ :‬فقيػو أصػولي‪ ،‬مػف‬
‫(‪ )4‬اإلسنوي‪ :‬عبد الرحيـ بف الحسف بف عمػي اإلسػنوي الش ّ‬
‫عممػػاء العربيػػة‪ .‬ولػػد بإسػػنا‪ ،‬فانتيػػت إليػػو رياسػػة الشػػافعية‪ ،‬ولػػد سػػنة ‪704‬ىػػ‪ ،‬وتػػوفي سػػنة ‪772‬ى ػ‪ ،‬ينظػػر‪:‬‬
‫الدرر الكامنة‪ ،147/3 :‬األعالـ لمزركمي‪.344/3 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ شرح منياج الوصوؿ‪ :‬ص‪.140‬‬
‫(‪ )6‬وىػ ػػو مػ ػػف مصػ ػػنفات اإلمػ ػػاـ ال ػ ػرازي فػ ػػي أصػ ػػوؿ الفقػ ػػو‪ ،‬ولػ ػػو عػ ػػدة أسػ ػػماء‪ :‬منتخػ ػػب المحصػ ػػوؿ‪ ،‬حاصػ ػػؿ‬
‫المحصوؿ‪ ،‬منتخب المحصوؿ في األصوؿ‪ .‬ينظر‪ :‬المحصوؿ‪ 46/1 :‬مقدمة المحقؽ‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫‪8‬‬

‫إذ قاؿ في المحصوؿ‪" :‬المسألة الثامنة إذا وقع التعارض بيف المجاز واإلضمار‬
‫فيما سواء؛ ألف كؿ واحد منيما يحتاج إلى قرينة تمنع المخاطب عف فيـ الظاىر"(‪.)1‬‬
‫أما في المعالـ قاؿ‪" :‬إذا وقع التعارض بيف المجاز واإلضمار‪ ،‬فالمجاز أولى؛‬
‫ألنو أكثر وقوعا‪ ،‬والكثرة تدؿ عمى قمة مخالفة الدليؿ"(‪.)2‬‬
‫مثالو‪ :‬إذا قاؿ السيد لعبده وكاف أكبر مف سيده سناً‪ :‬أنت والدي‪ ،‬فيحتمؿ الكناية‬
‫عف العتؽ بطريؽ المجاز‪ ،‬ويحتمؿ التعظيـ بإضمار؛ ألف تقديره‪ :‬أنت كوالدي‪ ،‬فمف‬
‫يوقع العتؽ بو‪ ،‬يرجح المجاز لما ذكر‪ ،‬ومف لـ يوقعو‪ ،‬يرجح اإلضمار؛ ألف قرينتو ال‬
‫تفارقو(‪ ،)3‬قاؿ اإلسنوي‪ :‬والمختار أنو ال يعتؽ العبد بمجرد ىذا المفظ(‪.)4‬‬
‫ووجو قوؿ اإلماـ في التسوية بينيما ىو‪" :‬ألف كؿ واحد منيما يحتاج إلى قرينة‬
‫تمنع المخاطب عف فيـ الظاىر كما يتوقع وقوع الخفاء في تعييف المضمر كذلؾ يتوقع‬
‫وقوع الخفاء في تعييف المجاز‪ ،‬فاف قمت‪ :‬الحقيقة تعيف عمى فيـ المجاز فكانت أولى‬
‫قمت‪ :‬والحقيقة تعيف عمى فيـ اإلضمار؛ َّ‬
‫ألف حد اإلضمار أف يسقط مف الكالـ شيء‬
‫يدؿ عميو الباقي"(‪.)5‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬األمر المقيد بالصفة أو الخبر المقيد بالصفة‪ :‬ىل يدل عل‬
‫نفي الحكم عما عداه أو ال؟‬
‫قبؿ أف نذكر وجو االختالؼ في قولي الرازي‪ ،‬نذكر أقواؿ األصولييف في‬
‫المسألة‪ ،‬وىي عمى قوليف‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬المحصوؿ لمرازي‪.359/1 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬المعالـ بشرح التممساني‪.212/1 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح المعالـ‪ ،212/1 :‬نياية السوؿ لإلسنوي‪ :‬ص‪.140‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.140‬‬
‫(‪ )5‬المحصوؿ لإلماـ الرازي‪.360/1 :‬‬

‫‪422‬‬
‫‪8‬‬

‫األمر المقيد بصفة يدؿ عمى نفي الحكـ عما عداه‪ ،‬وىو المختار‬ ‫القول األول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وجماعة‪ ،‬ومنيـ‬ ‫لمبيضاوي والمنقوؿ عف اإلماـ الشافعي رحمو اهلل تعالى‪ ،‬واألشعري‬
‫مف قاؿ‪ :‬إنو ال يدؿ عمى نفي الحكـ عما عداه‪ ،‬وىو قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬والقاضي أبي بكر‬
‫الباقالني(‪ ،)2‬وابف سريج(‪ ،)3‬والغزالي(‪ ،)4‬واإلماـ الرازي في المحصوؿ والمنتخب(‪.)5‬‬
‫يدؿ عمى نفي الحكـ لكنو مف جية العرؼ ال المغة وىو وقوؿ‬ ‫القول الثاني‪:‬‬
‫اإلماـ الرازي في المعالـ‪ ،‬وقد أشار إلى ذلؾ اإلسنوي بقولو‪ :‬وذكر الرازي في المعالـ‪:‬‬
‫إف المختار أنو يدؿ عمى نفي الحكـ عما عداه مف جية العرؼ ال المغة(‪.)6‬‬
‫َّ‬
‫ومف ىنا تظير المخالفة في قوؿ اإلماـ الرازي‪ ،‬ففي المحصوؿ والمنتخب نفى‬
‫أف يكوف تعميؽ الحكـ بصفة يدؿ عمى نفيو عما عداه‪ ،‬أما في المعالـ فقد اختار أنو‬
‫يدؿ إال أنو مف جية العرؼ ال المغة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أب ػػو الحس ػػف األش ػػعري‪ :‬عم ػػي ب ػػف إس ػػماعيؿ ب ػػف إس ػػحاؽ‪ ،‬أب ػػو الحس ػػف‪ ،‬م ػػف نس ػػؿ الص ػػحابي أب ػػي موس ػػى‬
‫األشعري‪ :‬مؤسس مذىب األشاعرة ‪،‬ولد فػي البصػرة سػنة ‪260‬ىػػ‪ ،‬وتػوفي فػي بغػداد سػنة ‪324‬ىػػ‪ .‬ينظػر‪:‬‬
‫طبقات الشافعية البف قاضي شيبة‪ ،113/1 :‬األعالـ لمزركمي‪.263/4 :‬‬
‫(‪ )2‬البػػاقالني‪ :‬محمػػد بػػف الطيػػب بػػف محمػػد بػػف جعفػػر‪ ،‬أبػػو بكػػر‪ :‬قػػاض‪ ،‬مػػف كبػػار عممػػاء الكػػالـ‪ .‬انتيػػت اليػػو‬
‫الرياسػػة فػػي مػػذىب األشػػاعرة‪ .‬ولػػد فػػي البص ػرة ‪338‬ى ػػ‪ ،‬وسػػكف بغػػداد فتػػوفي فييػػا سػػنة ‪403‬ى ػػ‪ .‬ينظػػر‪:‬‬
‫وفيات األعياف‪ ،269/4 :‬األعالـ لمزركمي‪.176/6 :‬‬
‫(‪ )3‬ابف سريج‪ :‬أحمد بف عمر بف سريج البغدادي‪ ،‬أبو العباس‪ :‬فقيو الشافعية فػي عصػره‪ .‬ولػد فػي بغػداد سػنة‬
‫‪249‬ىػ ػ‪ ،‬وتػػوفي فييػػا سػػنة ‪306‬ى ػػ‪ ،‬لػػو نحػػو ‪ 400‬مصػػنؼ‪ ،‬كػػاف يمقػػب بالبػػاز األشػػيب‪ .‬ينظػػر‪ :‬وفيػػات‬
‫األعياف‪ ،66/1 :‬األعالـ لمزركمي‪.185/1 :‬‬
‫الغ َازلػي الطوسػي‪ ،‬أبػو حامػد‪ ،‬حجػة اإلسػالـ‪ :‬فيمسػوؼ‪ ،‬متصػوؼ‪ ،‬لػو‬
‫(‪ )4‬الغزالي‪ :‬محمػد بػف محمػد بػف محمػد َ‬
‫نحػػو مئتػػي مصػػنؼ‪ ،‬ولػػد سػػنة ‪450‬ى ػػ‪ ،‬وتػػوفي سػػنة ‪505‬ى ػػ‪ .‬ينظػػر‪ :‬وفيػػات األعيػػاف‪ ،216/4 :‬األعػػالـ‬
‫لمزركمي‪.22/7 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.151‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.151‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫ففي المحصوؿ قاؿ الرازي‪" :‬المسألة العاشرة‪ :‬في األمر المقيد بالصفة وىو‬
‫كقولو‪" :‬زكوا عف الغنـ السائمة"‪ ،‬واختمفوا في أنو ىؿ يدؿ ذلؾ عمى أنو ال زكاة في غير‬
‫(‪)1‬‬
‫رحمو اهلل واختيار ابف سريج والقاضي‬ ‫السائمة الحؽ أنو ال يدؿ وىو قوؿ أبي حنيفة‬
‫الحرميف(‪ ،)4‬والغزالي(‪ ،)5‬وقوؿ جميور المعتزلة(‪.)7(")6‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫واماـ‬ ‫(‪)2‬‬
‫أبي بكر‬
‫أما قولو في المعالـ فقد ذكر الرازي فيو‪" :‬قاؿ الشافعي ‪ :‬يدؿ‪ ،‬وقاؿ أبو‬
‫حنيفة ومالؾ رضي اهلل عنيما‪ :‬ال يدؿ‪ ،‬والمختار‪ :‬أنو ال يدؿ بحسب أصؿ المغة؛ لكنو‬
‫–عندي‪ -‬يدؿ بحسب العرؼ"(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬كشؼ األسرار شرح أصوؿ البزدوي‪.256/2 :‬‬


‫(‪ )2‬قػػاؿ البػػاقالني فػػي التقريػػب واإلرشػػاد ‪" :332/3‬وقػػاؿ أىػػؿ الع ػراؽ وكثيػػر مػػف أصػػحاب مالػػؾ وغيػػرىـ مػػف‬
‫المتكممػيف والفقيػػاء بإبطػػاؿ دليػػؿ الخطػػاب‪ ،‬وبػو قػػاؿ أبػػو العبػػاس بػػف سػريج وحػػذاؽ أصػػحاب الشػػافعي مػػف‬
‫أتباعو‪ .‬وىذا ىو الصحيح وبو نقوؿ"‪.‬‬
‫الجػ َػويني‪ ،‬أبػػو المعػػالي‪ ،‬ركػػف الػػديف‪ ،‬الممقػػب‬
‫(‪ )3‬إمػػاـ الحػػرميف‪ :‬عبػػد الممػػؾ بػػف عبػػد اهلل بػػف يوسػػؼ بػػف محمػػد ُ‬
‫ػافعي‪ .‬ول ػػد ف ػػي ج ػػويف (م ػػف نػ ػواحي نيس ػػابور) س ػػنة‬
‫بإم ػػاـ الح ػػرميف‪ :‬أعم ػػـ المت ػػأخريف‪ ،‬م ػػف أص ػػحاب الش ػ ّ‬
‫‪419‬ىػ‪ ،‬وتوفي سنة ‪478‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬وفيات األعياف‪ ،167/3 :‬األعالـ لمزركمي‪.160/4 :‬‬
‫(‪ )4‬النقػػؿ عػػف إمػػاـ الحػػرميف مجمػػال غيػػر دقيػػؽ فيػػو ينفػػي مفيػػوـ الصػػفة فيمػػا إذا كانػػت غيػػر مناسػػبة‪ ،‬أمػػا إذا‬
‫كانػػت مناسػػبة فيػػو حجػػة‪ ،‬والػػى ىػػذا أشػػار التممسػػاني فػػي شػػرح المعػػالـ‪ ،299/1 :‬ونحػػف ننقػػؿ كػػالـ إمػػاـ‬
‫الحػػرميف بػػالنص إذ قػػاؿ‪" :‬فػػأقوؿ إذا كانػػت الصػػفات مناسػػبة لألحكػػاـ المنوطػػة بالموصػػوؼ بيػػا مناسػػبة‬
‫العمػػؿ معموالتيػػا فػػذكرىا يتضػػمف انتفػػاء األحكػػاـ عنػػد انتفائيػػا‪ ...‬واسػػتقر أريػػي عمػػى تقسػػيميا والحػػاؽ مػػا ال‬
‫يناسب منيا بالمقب وحصر المفيوـ فيما يناسب وىذا منتيى الكالـ"‪ .‬البرىاف في أصوؿ الفقو‪-174/1 :‬‬
‫‪.176‬‬
‫(‪ )5‬المستصفى ص‪ 265‬إذ قػاؿ‪" :‬وقػاؿ جماعػة مػف المتكممػيف‪ ،‬ومػنيـ القاضػي‪ ،‬وجماعػة مػف حػذاؽ الفقيػاء‪،‬‬
‫ومنيـ ابف شريح‪ :‬إف ذلؾ ال داللة لو‪ ،‬وىو األوجو عندنا"‪.‬‬
‫(‪ )6‬المعتمد في أصوؿ الفقو لمبصري‪.150/1 :‬‬
‫(‪ )7‬المحصوؿ في أصوؿ الفقو‪.136/2 :‬‬
‫(‪ )8‬المعالـ بشرح التممساني‪ 299/1 :‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫المسألة الخامسة‪ :‬االستثناء من النفي ىل يكون إثباتاً؟‬


‫اختمؼ األصوليوف في ىذه المسألة عمى قوليف‪ ،‬ونحف نذكر األقواؿ ثـ نسمط‬
‫الضوء عمى المخالفة التي حصمت لإلماـ الرازي رحمو اهلل تعالى بيف كتابيو المحصوؿ‬
‫والمعالـ‪.‬‬
‫اتفؽ األصوليوف عمى أ َّف االستثناء مف اإلثبات نفي‪ ،‬إال أف حاصؿ الخالؼ في‬
‫االستثناء مف النفي ىؿ يكوف إثباتا؟‪ ،‬فجميور األصولييف عمى أنو إثبات‪ ،‬وىو قوؿ‬
‫اإلماـ الشافعي خالفاً ألبي حنيفة رحمو اهلل تعالى(‪.)1‬‬
‫وحاصؿ المخالفة لإلماـ الرازي بيف المحصوؿ‪ ،‬والمعالـ‪ ،‬أنو في المحصوؿ‬
‫وافؽ الجميور؛ فاالستثناء عنده مف النفي إثبات‪ ،‬وفي المعالـ خالؼ ذلؾ تماماً وقاؿ‬
‫المختار عندي‪ :‬إنو ال يدؿ عمى اإلثبات‪ ،‬ووافؽ بذلؾ اإلماـ أبا حنيفة رحمو اهلل تعالى‪،‬‬
‫عمى الرغـ أنو ضعَّؼ قوؿ أبي حنيفة في المحصوؿ واستعمؿ كممة (زعـ أبو حنيفة)‬
‫ونحف نذكر قولو في المحصوؿ ثـ في المعالـ إذ قاؿ‪ ":‬االستثناء مف اإلثبات نفي‪ ،‬ومف‬
‫ﳁ ﳂ ﳃ ‪ ،)2(‬ومثاؿ‬ ‫‪‬ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ‬ ‫النفي إثبات مثاؿ األوؿ قولو تعالى‪:‬‬
‫الثاني قولو تعالى‪ :‬ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ‪ ،)3(‬وزعـ أبو‬
‫إف االستثناء مف النفي ال يكوف إثباتا"(‪ ،)4‬أما في المعالـ فقد قاؿ‪:‬‬
‫حنيفة رحمو اهلل‪َّ :‬‬
‫"المختار ‪-‬عندنا‪ :-‬أف االستثناء مف النفي‪ ،‬ليس بإثبات"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬ينظػػر‪ :‬المعػػالـ بشػػرح التممسػػاني‪ ،476/1 :‬اإلحكػػاـ فػػي أًصػػوؿ اإلحكػػاـ لدمػػدي‪ ،99/3 :‬تخػريج الفػػروع‬
‫عمى األصوؿ لمزنجاني‪ :‬ص‪.153‬‬
‫(‪ )2‬سورة العنكبوت‪ ،‬مف اآلية ‪.14‬‬
‫(‪ )3‬سورة الحجر‪ ،‬اآلية ‪.42‬‬
‫(‪ )4‬المحصوؿ في أصوؿ الفقو‪.39/3 :‬‬
‫(‪ )5‬المعالـ بشرح التممساني‪.476/1 :‬‬

‫‪224‬‬
‫‪8‬‬

‫وبما َّ‬
‫أف االستثناء ومتعمقاتو مف مباحث المغة‪ ،‬فالذي يظير رجحاف قوؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫فيو‬ ‫الجميور خالفاً لمحنفية‪ ،‬كوف جميور أىؿ المغة قالوا بذلؾ ‪-‬خالفاً لمكسائي‬
‫يوافؽ لمحنفية‪.-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وغيره عنيـ‪" :‬ومذىب الجميور أف االستثناء مف النفي إثبات‬ ‫إذ نقؿ السيوطي‬
‫ومف اإلثبات نفي‪ ،‬فنحو قاـ قوـ إال زيداً‪ ،‬وما قاـ أحد إال زيداً‪ ،‬يدؿ األوؿ عمى نفي‬
‫القياـ عف زيد‪ ،‬والثاني عمى ثبوتو لو"(‪.)3‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬فعلو عليو الصالة والسالم المجرد عن قصد القربة ىل‬
‫يدل عل حكم في حق المكلفين؟‬
‫حصؿ خالؼ بيف األصولييف في داللتو فعمو المجرد عميو الصالة والسالـ‪،‬‬
‫ىؿ يدؿ عمى حكـ معيف في حقنا؟‪ ،‬ذكر اإلماـ الرازي رحمو اهلل تعالى وغيره في‬
‫المسألة أقواؿ(‪:)4‬‬

‫(‪ )1‬الكسائي‪ :‬عمي بف حمزة بف عبد اهلل األسدي بالوالء‪ ،‬الكوفي‪ ،‬أبو الحسف الكسػائي‪ :‬إمػاـ فػي المغػة والنحػو‬
‫ي سػنة ‪189‬ىػػ‪ .‬ينظػر‪ :‬طبقػات النحػوييف والمغػوييف‪ ،127/1 :‬األعػالـ‬
‫والقراءة مف أىؿ الكوفػة‪ ،‬تػوفي الػر س‬
‫لمزركمي‪.283/4 :‬‬
‫(‪ )2‬السيوطي‪ :‬عبد الػرحمف بػف أبػي بكػر بػف محمػد ابػف سػابؽ الػديف الخضػيري السػيوطي‪ ،‬جػالؿ الػديف‪ :‬إمػاـ‬
‫حافظ مؤرخ أديب لو نحو ‪ 600‬مصنؼ‪ ،‬ولد سنة ‪849‬ىػػ‪ ،‬وتػوفي سػنة ‪911‬ىػػ‪ .‬ينظػر‪ :‬الكواكػب السػائرة‬
‫بأعياف المائة العاشرة‪ ،227/1 :‬األعالـ لمزركمي‪.301/3 :‬‬
‫(‪ )3‬ىمع اليوامع في شرح جمع الجوامع‪. 268/2 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظ ػ ػػر‪ :‬المحص ػ ػػوؿ‪ ،229/3 :‬نياي ػ ػػة الس ػ ػػوؿ‪ :‬ص‪ ،250‬تش ػ ػػنيؼ المس ػ ػػامع‪ ،910/2 :‬الغي ػ ػػث الي ػ ػػامع‪:‬‬
‫ص‪.391‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫أنو لموجوب وىو قوؿ ابف سريج وأبي سعيد االصطخري(‪،)1‬‬ ‫القول األول‪:‬‬
‫وأبي عمي بف خيراف(‪.)2‬‬
‫والنقؿ عف ابف سريج فيو نظر‪ ،‬كما َّبيف ذلؾ إماـ الحرميف إذ قاؿ‪" :‬فأما فعمو‬
‫المرسؿ الذي ال يظير وقوعو منو عمى قصد القربة فقد ذىب طوائؼ مف حشوية‬
‫الفقياء إلى َّأنو محموؿ عمى الوجوب‪ ،‬كالذي سبؽ في القرب‪ ،‬وقد عزى ذلؾ إلى ابف‬
‫سريج بعض النقمة‪ ،‬وىذا زلؿ‪ ،‬وقدر الرجؿ عف ىذا أجؿ"(‪.)3‬‬
‫أنو لمندب ونسب ذلؾ إلى الشافعي رحمو اهلل تعالى‪.‬‬ ‫القول الثاني‪:‬‬
‫أنو لإلباحة وىو قوؿ مالؾ رحمو اهلل تعالى‪.‬‬ ‫القول الثالث‪:‬‬
‫يتوقؼ في الكؿ‪ ،‬وىو قوؿ الصيرفي وأكثر المعتزلة‪.‬‬ ‫القول الرابع‪:‬‬
‫وبعد أف ذكرنا األقواؿ‪ ،‬نذكر وجو المخالفة بيف قولي اإلماـ الرازي رحمو اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬ففي المحصوؿ اختار القوؿ الرابع‪ ،‬وىو الوقؼ‪ ،‬فال يكوف فعمو عميو الصالة‬
‫ال عمى «وجوب‪ ،‬وال ندب‪ ،‬واباحة» ما لـ يدؿ دليؿ عمى ذؾ‪ ،‬إذ قاؿ‬
‫والسالـ المجرد دا ً‬
‫اإلماـ في المحصوؿ‪" :‬ورابعيا يتوقؼ في الكؿ وىو قوؿ الصيرفي وأكثر المعتزلة وىو‬
‫المختار"(‪.)4‬‬

‫ػافعي‪ ،‬كػاف مػف نظػراء‬


‫(‪ )1‬أبو سعيد االصطخري‪ :‬الحسف بف أحمد بف يزيػد اإلصػطخري‪ ،‬أبػو سػعيد‪ :‬فقيػو ش ّ‬
‫ابػػف س ػريج‪ ،‬ولػػد سػػنة ‪244‬ى ػػ‪ ،‬وتػػوفي سػػنة ‪328‬ى ػػ‪ .‬ينظػػر‪ :‬وفيػػات األعيػػاف‪ ،74/2 :‬األعػػالـ لمزركمػػي‪:‬‬
‫‪.179/2‬‬
‫(‪ )2‬ابػػف خي ػراف‪ :‬أبػػو عمػػي الحسػػيف بػػف صػػالح بػػف خي ػراف الفقيػػو الشػػافعي؛ كػػاف مػػف جمػػة الفقيػػاء المتػػورعيف‬
‫وأفاضؿ الشيوخ‪ ،‬وعرض عميو القضاء ببغداد في خالفة المقتدر فرفض‪ ،‬تػوفي يػوـ الثالثػاء لػثالث عشػرة‬
‫ليمػػة بقيػػت مػػف ذي الحجػػة سػػنة ‪320‬ى ػ‪ ،‬وقيػػؿ‪310 :‬ىػػ‪ .‬ينظػػر‪ :‬تػػاريخ بغػػداد ت بشػػار‪ ،593/8 :‬وفيػػات‬
‫األعياف‪.134/2 :‬‬
‫(‪ )3‬البرىاف في أصوؿ الفقو‪.185/1 :‬‬
‫(‪ )4‬المحصوؿ لمرازي‪.230/3 :‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫أما في المعالـ فقد اختار القوؿ األوؿ وىو الوجوب‪ ،‬فقد قاؿ في المعالـ‪:‬‬
‫"والمختار ‪-‬عندنا‪ :-‬أف كؿ ما أتى بو الرسوؿ ‪ ‬وجب أف نأتي بمثمو‪ ،‬إال إذا دؿ دليؿ‬
‫منفصؿ عمى خالفو"(‪.)1‬‬
‫والذي يبدو رجحانو ىو القوؿ بالندب لعموـ األدلة التي تدعو التباعو عميو‬
‫الصالة والسالـ كقولو تعالى‪ :‬ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ‬

‫ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ‪[ ‬األحزاب‪ ،]21 :‬أما القوؿ بالوجوب ال يمكف إال أف يدؿ دليؿ‬
‫عميو‪ ،‬وال اإلباحة كونيا التخيير بيف أمريف‪ ،‬وعموـ األدلة تدؿ عمى األمر باالتباع‪،‬‬
‫وأقؿ ما يحمؿ عميو األمر ىو الندب‪ ...‬واهلل أعمـ‪.‬‬
‫المسألة السابعة‪ :‬إذا اختلف المجتهدون في مسألة عل قولين فهل لمن‬
‫بعدىم إحداث قول ثالث؟‬
‫قبؿ أف نذكر االختالؼ الحاصؿ في أقواؿ الرازي رحمو اهلل تعالى نذكر أقواؿ‬
‫األصولييف في المسألة؛ فقد ذكر األسنوي فيو ثالثة أقواؿ(‪:)2‬‬
‫ال يجوز إحداث قوؿ ثالث مطمقاً‪ ،‬وىو قوؿ أكثر األصولييف(‪.)3‬‬ ‫القول األول‪:‬‬
‫يجوز إحداث قوؿ ثالث مطمقاً‪ ،‬وىو قوؿ أىؿ الظاىر‪ ،‬وبعض‬ ‫القول الثاني‪:‬‬
‫الحنفية(‪.)4‬‬
‫عمى التفصيؿ‪ ،‬إف كاف القوؿ الثالث يرفع ما أجمع عميو القائالف‬ ‫القول الثالث‪:‬‬
‫األوالف فال يجوز إحداث قوؿ ثالث ؛ ألنو مخالفة لإلجماع ؛ وىو ممنوع‪ ،‬واف لـ يرفع‬
‫ما أجمع عميو األوالف جاز إحداثو إذ ال محذور(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬المعالـ بشرح التممساني‪.18/2 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.291‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الغيث اليامع‪ :‬ص‪.508‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬روضة الناظر وجنة المناظر‪ ،430/1 :‬البحر المحيط لمزركشي‪ 517/6 :‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الغيث اليامع‪ :‬ص‪.508‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫والمراد باإلطالؽ ىنا سواء أكاف إحداث القوؿ الثالث يرفع ما أجمع عميو األوالف‬
‫أـ ال يرفع‪.‬‬
‫وبعد أف وقفنا عمى أقواؿ األصولييف في المسألة نذكر المخالفة بيف قولي اإلماـ‬
‫الرازي في كتابيو إذ اختار الرازي رحمو اهلل تعالى في المعالـ المنع مطمقا مف إحداث‬
‫قوؿ ثالث وجزـ بو‪ ،‬وفي المحصوؿ فصؿ القوؿ في ذلؾ؛ إذ قاؿ‪" :‬والحؽ أف إحداث‬
‫القوؿ الثالث إما أف يمزـ منو الخروج عما أجمعوا عميو‪ ،‬أو ال يمزـ‪ ،‬فإف كاف األوؿ لـ‬
‫يجز إحداث القوؿ الثالث‪ ...‬وأما الثاني فإف إحداث القوؿ الثالث فيو جائز؛ ألف‬
‫المحذور مخالفة اإلجماع أو القوؿ بما يمزـ منو مخالفتو فأما إذا لـ يكف إحداث القوؿ‬
‫كذلؾ وجب جوازه"(‪.)1‬‬
‫أما في المعالـ فقد جزـ بالمنع مف غير تفصيؿ إذ قاؿ‪ ":‬إذا اتفقت األمة في‬
‫مسألة عمى قوليف‪ ،‬كانوا مطبقيف عمى أف ما يغايرىما باطؿ؛ لكف القوؿ الثالث‬
‫يغايرىما؛ فوجب كونو باطال"(‪.)2‬‬
‫وىو ما َّبينو اإلسنوي رحمو اهلل تعالى إذ قاؿ‪ ":‬فاألكثروف عمى ما قالو اإلماـ‪،‬‬
‫واآلمدي منعو مطمقا‪ ،‬وجزـ بو في المعالـ وأىؿ الظاىر جوزوه مطمقا‪ ،‬والحؽ عند‬
‫اإلماـ واتباعو‪ ،‬واختاره اآلمدي وابف الحاجب أف الثالث إف لـ يرفع شيئا مما أجمع عميو‬
‫القائالف األوالف‪ ،‬جاز إحداثو ؛ ألنو ال محذور فيو واف رفعو‪ ،‬فال يجوز المتناع مخالفة‬
‫اإلجماع"(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬المحصوؿ لمرازي‪.129/4 :‬‬


‫(‪ )2‬المعالـ بشرح التممساني‪.124/2 :‬‬
‫(‪ )3‬نياية السوؿ‪ :‬ص‪.291‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫اخلامتُ‬
‫بعد ىذا البحث توصلت إل ‪:‬‬
‫‪ .1‬ال عصمة لكالـ إال لكالـ اهلل عز وجؿ‪ ،‬وسنة رسولو عميو الصالة والسالـ‪،‬‬
‫كما جاء بذلؾ القرآف الكريـ‪.‬‬
‫بناء عمى ما يظير‬
‫‪ .2‬قد يكوف لكؿ مجتيد أكثر مف رأي في المسألة الواحدة ً‬
‫لو مف دليؿ تمؾ المسألة‪.‬‬
‫‪ .3‬ظيور أكثر مف قوؿ لمجتيد ما في مسألة واحدة ال ُّ‬
‫يعد قدحاً في ذلؾ‬
‫المجتيد ؛ فيذا اإلماـ الرازي لقبو في عمـ األصوؿ بػ (اإلماـ)‪ ،‬ومع ذلؾ فقد‬
‫تخالفت أقوالو في مسألة واحدة كما تبيف في بحثنا ىذا‪.‬‬
‫مجتيد أو ٍ‬
‫فقيو مف مصنؼ واحد إذما ما كاف لو‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .4‬ال يمكف أف يؤخذ رأي‬
‫أكثر مصنؼ‪ ،‬فقد يرى في المصنؼ األوؿ‪ ،‬ما ال يراه في المصنؼ اآلخر‪.‬‬
‫‪ .5‬دعوى إلى البحث في آراء العمماء‪ ،‬والسيما لمف لو أكثر مف مصنؼ‪،‬‬
‫لموصوؿ إلى رأيو الدقيؽ في المسألة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫املصادر واملزاجع‬
‫أوالً‪ :‬القرآف الكريـ‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬أصوؿ الفقو‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو بكر أحمد بف عمي بف ثابت بف أحمد بف ميدي الخطيب البغدادي‬
‫(ت‪463‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬الدكتور بشار عواد معروؼ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1422 ،1‬ىػ‪2002-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلحكاـ في أصوؿ األحكاـ‪ :‬أبو الحسف سيد الديف عمي بف أبي عمي بف‬
‫محمد بف سالـ الثعمبي اآلمدي (ت‪631‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬عبد الرزاؽ عفيفي‪،‬‬
‫المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .3‬األعالـ‪ :‬خير الديف بف محمود بف محمد بف عمي بف فارس‪ ،‬الزركمي‬
‫الدمشقي (ت‪1396‬ىػ)‪ ،‬دار العمـ لممالييف‪ ،‬ط‪2002 ،15‬ـ‪.‬‬
‫‪ .4‬البحر المحيط في أصوؿ الفقو‪ :‬أبو عبد اهلل بدر الديف محمد بف عبد اهلل‬
‫بف بيادر الزركشي (ت‪794‬ىػ)‪ ،‬دار الكتبي‪ ،‬ط‪1414 ،1‬ىػ‪1994-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬البداية والنياية‪ :‬أبو الفداء إسماعيؿ بف عمر بف كثير القرشي البصري ثـ‬
‫الدمشقي (ت‪774‬ىػ)‪ ،‬دار الفكر‪1407 ،‬ىػ‪1986-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .6‬بذؿ النظر في األصوؿ‪ :‬العالء محمد بف عبد الحميد األسمندي‬
‫(ت‪552‬ىػ)‪ ،‬حققو وعمؽ عميو‪ :‬الدكتور محمد زكي عبد البر‪ ،‬مكتبة‬
‫التراث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪1412 ،1‬ىػ‪1992-‬ـ‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .7‬البرىاف في أصوؿ الفقو‪ :‬عبد الممؾ بف عبد اهلل بف يوسؼ بف محمد‬


‫الجويني‪ ،‬أبو المعالي‪ ،‬ركف الديف‪ ،‬الممقب بإماـ الحرميف (ت‪478‬ىػ)‪،‬‬
‫المحقؽ‪ :‬صالح بف محمد بف عويضة‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬ط‪1418 ،1‬ىػ‪1997-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .8‬بغية الوعاة في طبقات المغوييف والنحاة‪ :‬عبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جالؿ‬
‫الديف السيوطي (ت‪911‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬محمد أبو الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرية‪ ،‬لبناف‪ ،‬صيدا‪.‬‬
‫‪ .9‬التحقيؽ والبياف في شرح البرىاف في أصوؿ الفقو‪ :‬عمي بف إسماعيؿ‬
‫األبياري (ت‪616‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬د‪ .‬عمي بف عبد الرحمف بساـ الجزائري‪،‬‬
‫أصؿ التحقيؽ‪ :‬أطروحة دكتوراه لممحقؽ‪ ،‬دار الضياء‪ ،‬الكويت‪ ،‬طبعة‬
‫خاصة بو ازرة األوقاؼ والشؤوف اإلسالمية‪ ،‬دولة قطر‪ ،‬ط‪1434 ،1‬ىػ‪-‬‬
‫‪2013‬ـ‪.‬‬
‫‪ .10‬تشنيؼ المسامع بجمع الجوامع لتاج الديف السبكي‪ :‬أبو عبد اهلل بدر الديف‬
‫محمد بف عبد اهلل بف بيادر الزركشي الشافعي (ت‪794‬ىػ) دراسة‬
‫وتحقيؽ‪ :‬د‪ .‬سيد عبد العزيز‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل ربيع‪ ،‬مكتبة قرطبة لمبحث‬
‫العممي واحياء التراث‪ ،‬توزيع المكتبة المكية‪ ،‬ط‪1418 ،1‬ىػ‪1998-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .11‬التقريب واإلرشاد (الصغير)‪ :‬محمد بف الطيب بف محمد بف جعفر بف‬
‫القاسـ‪ ،‬القاضي أبو بكر الباقالني المالكي (ت‪403‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫الحميد بف عمي أبو زنيد‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1418 ،2‬ىػ‪1998-‬ـ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .12‬الجواىر المضية في طبقات الحنفية‪ :‬عبد القادر بف محمد بف نصر اهلل‬


‫القرشي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬محيي الديف الحنفي (ت‪775‬ىػ)‪ ،‬مير محمد كتب‬
‫خانو‪ ،‬كراتشي‪.‬‬
‫‪ .13‬خريج الفروع عمى األصوؿ‪ :‬محمود بف أحمد بف محمود بف بختيار‪ ،‬أبو‬
‫المناقب شياب الديف َّ‬
‫الزنجاني (ت‪656‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬د‪ .‬محمد أديب‬
‫صالح‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1398 ،2‬ـ‪.‬‬
‫‪ .14‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة‪ :‬أبو الفضؿ أحمد بف عمي بف‬
‫محمد بف أحمد بف حجر العسقالني (ت‪852‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬مراقبة محمد‬
‫عبد المعيد خاف‪ ،‬مجمس دائرة المعارؼ العثمانية‪ ،‬حيدرآباد‪ ،‬اليند‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1392‬ىػ‪1972-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .15‬الديباج المذىب في معرفة أعياف عمماء المذىب‪ :‬إبراىيـ بف عمي بف‬
‫محمد‪ ،‬ابف فرحوف‪ ،‬برىاف الديف اليعمري (ت‪799‬ىػ)‪ ،‬تحقيؽ وتعميؽ‪:‬‬
‫الدكتور محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬دار التراث لمطبع والنشر‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .16‬روضة الناظر وجنة المناظر في أصوؿ الفقو عمى مذىب اإلماـ أحمد بف‬
‫حنبؿ‪ :‬أبو محمد موفؽ الديف عبد اهلل بف أحمد بف محمد بف قدامة‬
‫الجماعيمي المقدسي ثـ الدمشقي الحنبمي‪ ،‬الشيير بابف قدامة المقدسي‬
‫(ت‪620‬ىػ)‪ ،‬مؤسسة الرّياف لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1423 ،2‬ىػ‪-‬‬
‫‪2002‬ـ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .17‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ :‬محمد بف محمد بف عمر بف عمي‬


‫ابف سالـ مخموؼ (ت‪1360‬ىػ)‪ ،‬عمؽ عميو‪ :‬عبد المجيد خيالي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1424 ،1‬ىػ‪2003-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .18‬شرح المعالـ في أصوؿ الفقو‪ :‬ابف التممساني عبد اهلل بف محمد عمي شرؼ‬
‫الديف أبو محمد الفيري المصري (ت‪644‬ىػ)‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬الشيخ عادؿ أحمد‬
‫عبد الموجود‪ ،‬الشيخ عمي محمد معوض‪ ،‬عالـ الكتب لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1419 ،1‬ىػ‪1999-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .19‬شرح تنقيح الفصوؿ‪ :‬أبو العباس شياب الديف أحمد بف إدريس بف عبد‬
‫الرحمف المالكي الشيير بالقرافي (ت‪684‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬طو عبد الرؤوؼ‬
‫سعد‪ ،‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪ ،‬ط‪1393 ،1‬ىػ‪1973-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .20‬طبقات الشافعية‪ :‬أبو بكر بف أحمد بف محمد بف عمر األسدي الشيبي‬
‫الدمشقي‪ ،‬تقي الديف ابف قاضي شيبة (ت‪851‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬د‪ .‬الحافظ‬
‫عبد العميـ خاف‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1407 ،1‬ىػ‪.‬‬
‫‪ .21‬طبقات النحوييف والمغوييف‪ :‬محمد بف الحسف بف عبيد اهلل بف مذحج‬
‫الزبيدي األندلسي اإلشبيمي‪ ،‬أبو بكر (ت‪379‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬محمد أبو‬
‫الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ .22‬الغيث اليامع شرح جمع الجوامع‪ :‬ولي الديف أبي زرعة أحمد بف عبد‬
‫الرحيـ العراقي (ت‪826‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬محمد تامر حجازي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ،‬ط‪1425 ،1‬ىػ‪2004-‬ـ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .23‬الفائؽ في أصوؿ الفقو‪ :‬صفي الديف محمد بف عبد الرحيـ بف محمد‬


‫األرموي اليندي الشافعي (ت‪715‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬محمود نصار‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1426 ،1‬ىػ‪2005-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .24‬فيات األعياف وأنباء أبناء الزماف‪ :‬أبو العباس شمس الديف أحمد بف محمد‬
‫بف إبراىيـ بف أبي بكر ابف خمكاف البرمكي اإلربمي (ت‪681‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪:‬‬
‫إحساف عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .25‬كشؼ األسرار شرح أصوؿ البزدوي‪ :‬عبد العزيز بف أحمد بف محمد‪،‬‬
‫عالء الديف البخاري الحنفي (ت‪730‬ىػ)‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .26‬كشؼ الظنوف عف أسامي الكتب والفنوف‪ :‬مصطفى بف عبد اهلل كاتب‬
‫جمبي القسطنطيني المشيور باسـ حاجي خميفة أو الحاج خميفة‬
‫(ت‪1067‬ىػ)‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بغداد‪ ،‬وصورتيا عدة دور لبنانية‪ ،‬بنفس‬
‫ترقيـ صفحاتيا‪ ،‬مثؿ‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ودار العموـ الحديثة‪،‬‬
‫ودار الكتب العممية‪1941 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .27‬الكواكب السائرة بأعياف المئة العاشرة‪ :‬نجـ الديف محمد بف محمد الغزي‬
‫(ت‪1061‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬خميؿ المنصور‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫البناف‪ ،‬ط‪1418 ،1‬ىػ‪1997-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .28‬المحصوؿ في عمـ األصوؿ‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بف عمر بف الحسف بف‬
‫الحسيف التيمي الرازي الممقب بفخر الديف الرازي (ت‪606‬ىػ)‪ ،‬دراسة‬
‫وتحقيؽ‪ :‬د‪ .‬طو جابر فياض العمواني‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1418 ،3‬ىػ‪-‬‬
‫‪1997‬ـ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .29‬المستصفى‪ :‬أبو حامد محمد بف محمد الغزالي الطوسي (ت‪505‬ىػ)‪،‬‬


‫تحقيؽ‪ :‬محمد عبد السالـ عبد الشافي‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1413‬ىػ‪1993-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .30‬المصطمح األصولي ومشكمة المفاىيـ‪ :‬عمى جمعة محمد عبد الوىاب‪،‬‬
‫المعيد العالمي لمفكر اإلسالمي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪1417 ،1‬ىػ‪1996-‬ـ‪.‬‬
‫البصري‬
‫‪ .31‬المعتمد في أصوؿ الفقو‪ :‬محمد بف عمي الطيب أبو الحسيف َ‬
‫المعتزلي (ت‪436‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬خميؿ الميس‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪1403 ،1‬ىػ‪.‬‬
‫‪ .32‬المكتبة اإلسالمية‪ :‬عماد عمي جمعة‪ ،‬سمسمة التراث العربي اإلسالمي‪،‬‬
‫ط‪1424 ،2‬ىػ‪2003-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .33‬نزىة الخواطر وبيجة المسامع والنواظر‪ :‬عبد الحي بف فخر الديف بف عبد‬
‫العمي الحسني الطالبي (ت‪1341‬ىػ)‪ ،‬دار ابف حزـ‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1420‬ىػ‪1999-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .34‬نياية السوؿ شرح منياج الوصوؿ‪ :‬عبد الرحيـ بف الحسف بف عمي‬
‫الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جماؿ الديف (ت‪772‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب‬
‫ّ‬ ‫األسنوي‬
‫العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1420 ،1‬ىػ‪1999-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .35‬نياية الوصوؿ في دراية األصوؿ‪ :‬صفي الديف محمد بف عبد الرحيـ‬
‫األرموي اليندي (ت‪715‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬د‪ .‬صالح بف سميماف اليوسؼ‪ ،‬د‪.‬‬
‫سعد بف سالـ السويح‪ ،‬أصؿ الكتاب رسالتا دكتوراه‪ ،‬جامعة اإلماـ‬
‫بالرياض‪ ،‬المكتبة التجارية‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ط‪1416 ،1‬ىػ‪1996-‬ـ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .36‬ىدية العارفيف أسماء المؤلفيف وآثار المصنفيف‪ :‬إسماعيؿ بف محمد أميف‬


‫بف مير سميـ الباباني البغدادي (ت‪1399‬ىػ)‪ ،‬وكالة المعارؼ الجميمة‪،‬‬
‫استانبوؿ‪1951 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .37‬ىمع اليوامع في شرح جمع الجوامع‪ :‬عبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جالؿ‬
‫الديف السيوطي (ت‪911‬ىػ)‪ ،‬المحقؽ‪ :‬عبد الحميد ىنداوي‪ ،‬المكتبة‬
‫التوفيقية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪222‬‬

You might also like