You are on page 1of 66

‫النفقات العامة‬

‫عرف النفقة العامة؟ وماهي عناصرها؟عدّدها واشرح واحدة منها!‪.‬‬


‫ّ‬
‫النفقة العامة‪ :‬عبارة عن مبلغ نقدي يخرج من الذمة المالية للدولة‪ ،‬لتحقيق النفع العام أي إشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫وبناء عليه فإن عناصر النفقات العامة التي تمثل صفاتها المميزة هي‪:‬‬

‫‪ -1‬النفقة العامة مبلغ من النقود‪:‬‬

‫إن العنصر األساس للنفقة العامة هو إستخدام مبلغ من النقود‪ ،‬الذي يمثل الثمن إلحتياجات الدولة من سلع وخدمات‬
‫أساسية لتأمين سير المرافق العامة وثمنا ً لرؤوس األموال اإلنتاجية التي هي بحاجة اليها لتنفيذ المشروعات اإلستثمارية‬
‫التي تتولى أمر تنفيذها‪.‬‬

‫‪ -2‬النفقة العامة تصدر عن الدولة أو احدى هيئاتها العامة‪:‬‬

‫تصدر النفقة العامة عن الدولة أو هيئة من هيئاتها التي تتمتع بالشخصية المعنوية وتمتلك الصفة اآلمرة والسيادية‬
‫والواليات في الدولة اإلتحادية‪ .‬وقد تكون هذه الهيئة هي الشخص العام المحلي كمجلس المحافظات في المدن والقرى‬
‫في الدول الموحدة‪ .‬وبناء عليه التعد المبالغ التي ينفقها األشخاص الخاصة الطبيعية والمعنوية نفقة عامة حتى لو كانت‬
‫تهدف الى تحقيق النفع العام‪ .‬فاذا تبرع شخص بمبالغ لبناء مستشفى مثالً‪ ،‬فال يعد ذلك نفقة عامة وإنما يدخل ضمن‬
‫إطار االنفاق الخاص‪.‬‬

‫‪ -3‬النفقة العامة تهدف الى تحقيق نفع عام‪:‬‬

‫ان النفقة العامة تهدف أساسا ً على اشباع الحاجات العامة وتحقيق النفع العام‪ .‬وبهذا المعنى التعد نفقة عامة تلك التي‬
‫التشبع حاجة عامة والتحقق نفعا ً عاما ً لألفراد‪ .‬وتبرير ذلك أنه لما كان األفراد متساوون في تحمل األعباء العامة‬
‫(الضرائب) فانهم يتساوون في اإلنتفاع بالنفقات العامة للدولة في جميع الوجوه‪ ،‬أي ان النفقة سداد الحاجة عامة وليست‬
‫لمصلحة خاصة‪.‬‬

‫صور النفقات العامة‬


‫للنفقات العامة صور مختلفة ومتعددة‪ ،‬نحددها بما يأتي‪:‬‬

‫أوالً‪ /‬األجور والمرتبات التي تدفعها الدولة الى الموظفين والعمال والمتقاعدين العاملين في أجهزتها‪.‬‬

‫ثانيا ً‪ /‬قيم السلع والخدمات التي تبتاعها الدولة وتهدف من ذلك الى اشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫ثالثا ً‪ /‬االعانات المختلفة التي تقدمها الدولة الى مختلف الفئات االجتماعية أو الى الدول والمنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رابعا ً‪ /‬تس ديد أقساط وفوائد الدين العام الذي تقترضه الدولة‪.‬‬

‫بيّن ماهي االجور والمرتبات؟‬

‫أولا‪ /‬األجور والمرتبات‬


‫تعرف األجور والمرتبات بأنها المبالغ النقدية التي تقدمها الدولة لألفراد العاملين في أجهزتها المختلفة فعال ثمنا ً‬
‫للخدمات التي يقدمها هؤالء لها‪ ،‬أو الذين عملوا لديها فترة من الزمن ثم وصلوا سنا من العمر يجعل استمرارهم في‬
‫العمل متعذراً‪ ،‬فأحالتهم الدولة الى التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬أسس تحديد األجور والمرتبات‬
‫هناك أنواع متعددة لألجور والمرتبات نحددها باألنواع اآلتية‪:‬‬

‫بيّن ماهي اسس تحديد مرتب رئيس الدولة؟‬


‫‪ -1‬مرتب رئيس الدولة‪:‬‬
‫تقرر الدول على اختالف شكل الحكم فيها مرتبا ً لرئيس الدولة مهما كانت طبيعة منصبه‪ ،‬سواء كان ملكا ً أو‬
‫رئيس جمهورية‪ .‬نستطيع أن نحدد مسلك الدول في تحديد راتب رئيس الدولة حسب الحاالت التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬تقوم بعض الدول باصدار قانون مع قانون الموازنة يحدد بموجبه راتب رئيس الدولة‪ .‬بالرغم من تميز هذا‬
‫األسلوب باستجابته للظروف االقتصادية‪ ،‬ان من أبرز مآخذه أنه يضع رئيس الدولة موضع الطعن في شخصه‬
‫والحديث عنه‪.‬‬

‫باالضافة الى انه ربما يستخدم البرلمان من هذه الطريقة اداة للضغط على رئيس الدولة‪.‬‬

‫ب‪ /‬تقرر بعض الدول تحديد راتب رئيس الدولة في الوقت الذي يتولى فيه مهام منصبه‪ ،‬يؤخذ على هذا األسلوب‬
‫عدم مرونته بحيث اليستطيع مواكبة المستوى المعاشي الذي يليق برئيس الدولة‪.‬‬

‫ج‪ /‬أما األسلوب الثالث لتحديد مرتب رئيس الدولة عندما يتولى المنصب‪ ،‬وفي نفس الوقت تصرح بالقانون على‬
‫امكانية تعديل هذا الراتب عندما ترى هناك ضرورة لتعديله‪.‬‬

‫ما هو سبب تخصيص مرتبات اعضاء البرلمان؟‬


‫‪ -2‬مرتب أعضاء البرلمان‪:‬‬

‫تخصص معظم الدول على إختالف أنظمتها السياسية مكافأة نقدية لكل عضو من أعضاء البرلمان والتي تكمن في‬
‫رغبة الدول بضمان إيراد مستقر ومن مورد عام لممثلي الشعب ولتحفيز أصحاب الكفاءات الشغال هذه الوظائف‬
‫وتحمل مسؤولية تمثيل الشعب‪ ،‬وبالتالي قيامهم بواجباتهم الوظيفية على الوجه األكمل دون الخضوع الى قوى‬
‫الضغط السياسية في البالد بسبب وضعهم اإلقتصادي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3‬مرتبات الموظفين‪:‬‬
‫تمثل هذه الفئة اإلجتماعية حجما ً كبيرا ً من العاملين في قطاعات الدولة وتقدم الدولة لها أجورا ً ومرتبات مقابل الخدمات‬
‫التي يقدمونها لها‪ .‬وينبغي على الدولة عند تحديد هذه األجور والرواتب مراعاة األسس الواردة في ادناه‪:‬‬

‫ع ّ‬
‫دد اسس تحديد مرتبات الموظفين واشرح اثنين منها!‪.‬‬

‫أ‪ /‬أسس تحديد الرواتب واألجور على ضوء تكاليف المعيشة‪ :‬إذ تقوم الدول بتحديد هذه الرواتب واألجور في‬
‫ضوء تكاليف المعيشة حرصا ً على تمكينهم من الحصول على أجور كافية لسد نفقات العيش المالئم‪ .‬وخالفا ً لذلك‬
‫قد يلجأ الى وسائل غير مشروعة لسد نفقات المعيشة كالرشوة من المراجعين أو السرقة أو اإلختالس من األموال‬
‫العامة ومايترافق ذلك من إصابة الجهاز اإلداري بالفساد‪.‬‬

‫ب‪ /‬مراعاة طبيعة العمل‪ :‬ويكون ذلك عن طريق األخذ بنظر اإلعتبار المؤهل العلمي والفني للموظف عند تحديد‬
‫المرتب باعتبار أن طبيعة األعمال التي يقدمها الموظفون مختلفة‪ ،‬إذ ان العمل الكتابي يختلف عن العمل الفني‬
‫(الطبي مثالً)‪.‬‬

‫ج‪ /‬ضمان عدم منافسة المشروعات الخاصة‪ :‬اذا حددت الدولة المرتبات واألجور بصورة مناسبة فانها تضمن‬
‫عدم منافسة المشروعات الخاصة في الحصول على خدمات الموظفين الذين تتوفر عندهم خبرة واسعة في عمل‬
‫معين‪ .‬حيث ان المشروعات الخاصة غالبا ً ماتلجأ الى اسلوب إغراء الموظفين الذين يعملون في الجهاز اإلداري‬
‫بتقدي م مرتبات أعلى اضافة الى اإلختالفات الموجودة في األسس التي تحدد األجور في القطاع الخاص عن مثيلتها‬
‫في الدولة‪.‬‬

‫د‪ /‬مراعاة مستوى المرتبات السائدة في البلدان المجاورة‪ :‬عند تحديد المرتبات‪ ،‬فعلى الدولة أن تأخذ بعين االعتبار‬
‫مستوى هذه االجور والمرتبات السائدة في البلدان المجاورة أو المتقدمة اقتصادياً‪ ،‬وبخاصة بعض الدول تقدم‬
‫امتيازات لحاملي الشهادات واإلختصاصات النادرة في الدول النامية‪ ،‬اذ لو اهملت الدولة هذا الجانب فانها ستدفع‬
‫أبناءها من أصحاب الكفاءات الى الهجرة‪.‬‬

‫هـ‪ /‬على الدولة ان تقوم باصدار قانون عام يتناول تنظيم مرتبات الموظفين‪ ،‬موضحا ً شروط التعيين في الخدمة‬
‫العامة وشروط الترقية في السلم الوظيفي‪ ،‬بحيث يصبح هذا األمر معروفا ً وثابتا ً لدى جميع المواطنين‪.‬‬

‫بيّن المرتبات التقاعدية؟‬


‫‪ -4‬المرتبات التقاعدية‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫المرتبات التقاعدية عبارة عن المبلغ النقدي الذي تقدمه الدولة بصورة دورية (شهريا ً) الى األفراد الذين سبق‬
‫أن عملوا في أجهزتها المختلفة ثم بلغوا من السن ما يجعل استمرارهم في الخدمة العامة امرا ً متعذرا ً فاحالتهم‬
‫الدولة الى المعاش (التقاعد)‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ /‬أثمان مشتريات الدولة‬


‫وهي عبارة عن قيم األدوات والمعدات واآلالت والخدمات التي تقوم الدولة بابتياعها و تخصيصها ألشباع الحاجات‬
‫العامة‪.‬‬

‫وينبغي أن ننوه هنا الى بعض المسائل المرتبطة بمشتريات الدولة وهي‪:‬‬

‫بيّن اختالف السلطة المشرفةعلى مشتريات الدولة حسب اختالف طبيعة المشتريات‬
‫واهميتها!‪.‬‬

‫أ‪ -‬إن السلطة التي تشرف على عملية شراء مشتريات الدولة تختلف باختالف طبيعة المشتريات وأهميتها‪ ،‬حيث‬
‫أن المشتريات التي التتطلب خبرة ودراية عالية في تحديد نوعيتها أو التي يعتبر الحصول عليها من األمور‬
‫ذات الطبيعة المستعجلة التحتاج الى السلطة المركزية للقيام بشرائها‪ ،‬بعكس المشتريات التي تتطلب خبرة‬
‫ودراية واسعة كالمشتريات المتعلقة بالمباني واألشغال العامة‪ ،‬لذلك فان أمر الحصول عليها وتنظيمها‬
‫واالشراف عليها توكل الى السلطة المركزية‪.‬‬
‫بين كيفية الحصول على مشتريات الدولة !‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما من حيث كيفية الحصول على هذه المشتريات‪ ،‬فقد تقوم الهيئات العامة بشرائها مباشرة من األسواق أو تلجأ‬
‫الدولة الى المقاولين التي تتوفر لديهم الخبرة والدراية والممارسة الكافية التي تؤهلهم لتأمين مستلزمات الدولة‬
‫من المشتريات‪ .‬فاذا اختارت الدولة االستعانة بالمقاولين لتأمين هذه االحتياجات‪ ،‬فانها عادة ً تلجأ الى اتباع‬
‫أسلوبين أساسيين في الحصول على المقاولين لتعهد إليهم القيام بالمهام المطلوبة وهي‪:‬‬
‫اشرح اسلوب التنفيذ المباشر او الممارسة‬

‫األسلوب األول‪ /‬أسلوب التنفيذ المباشر أو الممارسة‪:‬‬

‫ويقصد به التكليف بعمل عن طريق األمر المباشر وذلك باتصال المباشر بالمجهزين أو المقاولين والتعاقد معهم بالصيغة‬
‫المباشرة‪ .‬أي أن تعقد الدولة اتفاقا ً مع مقاول معين دون أن تعلن مسبقا ً عن طبيعة العمل الذي تريد القيام به في شكل‬
‫مناقصة‪ .‬وتلجأ االدارات المختلفة الى هذا األسلوب عندما تتوسم في أحد المقاولين الكفاءة واإلخالص للقيام بعمل معين‪.‬‬

‫األسلوب الثاني‪ /‬أسلوب المناقصة‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫المناقصة‪ :‬دعوة علنية للمجهزين والمقاولين لالشتراك فيها بموجب مجموعة من اإلجراءات والشروط والموقوتة بوقت‬
‫معين والتي يعلن عنها التاحة الفرصة لدخول عدد من المناقصين بهدف الحصول على أصلح العطاءات المقدمة‪.‬‬

‫بيّن انواع المناقصات واشرح واحدا منها!‪.‬‬

‫أنواع المناقصات‪:‬‬

‫تنقسم المناقصات الى عدة أنواع كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬المناقصات العامة المفتوحة‪ :‬وهي التي توجه فيها الدعوة الى عموم المناقصين (المقاولين) دون أن تقتصر‬
‫على عدد محدود منهم‪.‬‬

‫إذا اقتصر اإلعالن في المناقصات العامة على داخل الدولة تسمى المناقصة العامة الداخلية‪ ،‬أما إذا اعلن عن المناقصة‬
‫العامة في داخل حدود الدولة وخارجها تسمى المناقصة العامة الخارجية‪.‬‬

‫فالمناقصة العامة إذا ً اليقتصر اإلشتراك فيها على بعض األفراد أو أصحاب المهن دون آخرين أو بعض المؤسسات‬
‫التجارية دون البعض اآلخر‪ ،‬وانما تشترك فيها جميع األفراد والمؤسسات التجارية فيما عدا الذين يحظر التعامل معهم‬
‫العتبارات تقتضيها المصلحة العامة للدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬المناقصة المحدودة (الخاصة)‪ :‬وهي المناقصات التي يقتصر االشتراك فيها على مناقصين ذوي الكفاءة الفنية‬
‫والمالية‪ ،‬تعين اسماءهم في سجالت الجهة صاحبة المناقصة بعد التحري عنهم‪ ،‬وتقوم الجهة صاحبة المناقصة‬
‫بمفاتحة المناقصين بكتاب رسمي أو بطريقة اإلعالن وطبقا ً لألوضاع المعمول بها لديها‪.‬‬

‫والهدف من المناقصات المحدودة أو الخاصة هي ضمان انجاز العمل المطلوب وفق الشروط والمواصفات المطلوبة‬
‫وضمن المدة المحددة‪ ،‬خصوصا ً في المشاريع والمقاوالت الحساسة بالنسبة للجهة المناقصة‪.‬‬

‫‪ -3‬المناقصة المحلية‪ :‬وهي المناقصات التي يقتصر اإلشتراك فيها على المقاولين والتجار المحلين المقيدين في‬
‫غرفة التجارة أو جمعيات وشركات محلية‪.‬‬

‫المبادئ التي تقوم عليها المناقصات‬


‫تقوم المناقصات على مبدأين هامين سواء كانت مناقصة عامة أو محدودة فما هماواشرح واحدا منهما!‬

‫أ‪ /‬مبدأ المنافسة‪:‬‬

‫وهذا المبدأ يتطلب ضرورة اإلعالن عن المناقصة‪ ،‬حيث يجب على الجهة صاحبة المناقصة أن تدعو الكافة لإلشتراك‬
‫فيها حتى يتمكن كل مناقص أن يكون من المتنافسين‪ ،‬وأن يتم اإلعالن عن المناقصة بطريقة من طرق النشر‪ ،‬لكي تبرز‬
‫مبدأ حرية المنافسة أو مبدأ حرية التقدم للمناقصة‪ ،‬والذي يقتضي أن كل مقاول يتوسم في نفسه القدرة على القيام باإللتزام‬
‫المطلوب يستطيع أن يتقدم بالعطاء‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ب‪ /‬مبدأ المساواة‪:‬‬
‫ويقتضي هذا المبدأ أن تعامل الجهة صاحبة المناقصة كافة المقاولين على قدم المساواة‪ ،‬بحيث يكون مكفوالً لهم جميعا ً‬
‫حق التقدم للمناقصة‪ ،‬ماداموا مستوفين الشروط المطلوبة‪ .‬ويترتب على هذا المبدأ أنه اليجوز لإلدارة أن تعفي بعض‬
‫المنافسين من شروط معينة‪ ،‬مادامت التعفي منها البعض اآلخر‪ ،‬كما اليجوز لها أن تضيف شروطا ً أو تحذفها أو تعدلها‬
‫بالنسبة لبعض المناقصين دون غيرهم‪ .‬واليجوز أن تستبعد عطاءات بعض المناقصين بقرارات عامة أو فردية‪ ،‬وإال‬
‫كان ذلك كله إهدار لمبدأ المساواة‪.‬‬

‫بيّن االعانات في النفقات العامة‪.‬‬


‫ثالثا ا‪ /‬اإلعانات‬
‫هي النفقات التي ال يترتب عليها الحصول على مقابل من سلع أو خدمات أو رؤوس أموال‪ ،‬بل بموجبها تقوم‬
‫الدولة بتحويل جزء من الدخل القومي الى الطبقات اإلجتماعية محدودة الدخل‪.‬‬

‫لقد ظهر في العصور المتأخرة هذا النوع من النفقات العامة بسبب عوامل متعددة كاإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬بقصد التأثير على حياة األفراد والجماعات وإحداث التغيرات المطلوبة في بناء المجتمع لرفع‬
‫المستوى الحياتي‪ ،‬متزامنا ً مع تطور دور الدولة‪ .‬حيث صارت تتدخل العادة التوازن اإلقتصادي واإلجتماعي‬
‫بين طبقات المجتمع‪.‬‬

‫وتنقسم اإلعانات التي تقوم بها الدولة الى قسمين رئيسين‪:‬‬

‫ب‪ /‬اإلعانات الدولية‬ ‫أ‪ /‬اإلعانات الداخلية‬

‫بيّن االعانات الداخلية واشرح اثنين منها‪.‬‬

‫أ‪ /‬اإلعانات الداخلية‬


‫وهي عبارة عن المبالغ النقدية التي رصدها الدولة في موازنتها العامة‪ ،‬وتنفق ألغراض إدارية وإقتصادية‬
‫وإجتماعية وسياسية‪.‬‬

‫وتنقسم إلى األقسام التالية‪:‬‬


‫‪6‬‬
‫‪ -1‬اإلعانات اإلدارية‬

‫وهي عبارة عن المبالغ النقدية المدفوعة من قبل الدولة إلى الهيئات العامة أو الهيئات المحلية‪ ،‬والتي تتمتع‬
‫بشخصية معنوية‪.‬‬

‫ومن هذه اإلعانات ما ترصد ه الدولة من منحات ومساعدات مالية إلى الشخصيات المعنوية‪ ،‬كالجامعات‬
‫والبلديات وبعض المؤسسات والمرافق العامة‪ ،‬بقصد إعانتها على القيام بواجباتها بأحسن وجه‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلعانات اإلقتصادية‬

‫وهي عبارة عن المبالغ النقدية المدفوعة من قبل الدولة إلى بعض المشروعات اإلقتصادية لدعم وتقوية موقفها‪،‬‬
‫حتى تستطيع منافسة الشركات اإلجنبية‪ ،‬والهدف منها حماية اإلنتاج الوطني وتشجيعه لمحاربة إرتفاع األسعار‪،‬‬
‫ولتوفير السلع والخدمات للمواطنين بصورة جيدة وبأقل كلفة‪ ،‬وذلك كدعم األسعار للمواد الغذائية‪.‬ولحل‬
‫المشكلة االقتصادية(االنكماش)!‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلعانات اإلجتماعية‬

‫تشمل الضمانات التي تضعها الدولة لألفراد ضد المرض أو الشيخوخة أو العجز أو اصابة العمل‪ .‬وقد نظم‬
‫بعض هذه الضمانات قانون التقاعد والضمان اإلجتماعي للعمال‪ ،‬وقانون الرعاية اإلجتماعية‪ ،‬وقد خصص‬
‫بموجبه راتب لرعاية األسرة ذات الدخل الواطئ أو معدومة الدخل‪.‬‬

‫كما تشمل اإلعانات اإلجتماعية المقدمة من الدولة الى العاملين لديها من مخصصات (زوجية وأوالد) تمنح لهم‬
‫حسب عدد أوالدهم وحالتهم الزوجية‪ ،‬وذلك لمساعدتهم على القيام باألعباء العائلية بصورة جيدة‪ .‬ومن اإلعانات‬
‫اإلجتماعية أيضا ً ما تقدمها الدولة لجهات خاصة تقوم بخدمات ونشاطات إجتماعية مثل الجمعيات الخيرية‬
‫والنوادي‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلعانات السياسية‬

‫وهي اإلعانات المالية النقدية التي تقدمها الدولة الى المنظمات والمؤسسات المرتبطة بالدولة‪ ،‬بروابط سياسية‬
‫على مستوى الفكر والعمل‪.‬‬

‫كاإلعانات المالية التي تقدمها الدولة لألحزاب السياسية‪.‬‬

‫اشرح االعانات الدولية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ب‪ /‬اإلعانات الدولية‬
‫وهي عبارة عن دفع مبالغ نقدية تدفعها دولة معينة الى دولة أخرى على شكل مساعدات بدون مقابل‪ ،‬إذا وجد‬
‫لدى الدولة المانحة فائض ألسباب مختلفة‪ .‬كإبداء حسن العالقات السياسية بين الدولتين‪ ،‬كاإلعانات التي تقدمها‬
‫دولة أمريكا ألوروبا وإسرائيل وبعض الدول العربية كمصر‪.‬‬

‫أو ألرتباط قومي أو ديني بين دولتين‪ ،‬كاإلعانات بين دول العربية واإلسالمية‪ .‬أو لتأمين مصالح دولية وتختلف‬
‫الغايات‪ ،‬إذ قد تكون بهدف سياسي وقد تكون وسيلة تدخل في سياسة الدولة المعانة‪ ،‬كاإلعانات التي كانت‬
‫يقدمها اإلتحاد السوفيتي السابق إلى دول أوروبا الشرقية‪.‬‬

‫بيّن تسديد الدين العام وفوائده!‪.‬‬


‫رابعا ا‪ /‬تسديد الدين العام وفوائده‬

‫قد تستدين الدولة في بعض األحيان أمواالً لتمويل مشاريعها‪ ،‬أو بقصد التخلص من األزمات اإلقتصادية‬
‫والمالية‪ ،‬وقد تكون تلك الديون داخلية وقد تكون خارجية‪ .‬فيشكل ذلك على ميزانية الدولة أعباء مالية إضافية‬
‫البد من تسديدها عند حلول ميعاد الوفاء بها‪ ،‬وقد يترتب على ذلك دفع فائدة مقررة على المبلغ المقترض‪ .‬فيجب‬
‫على الدولة تخصيص جزء من نفقات ها السنوية لتسديد نفس الدين والفوائد المستحقة المترتبة عليه عند حلول‬
‫أجلها‪ ،‬فهذه المبالغ تسمى بنفقات تسديد الدين العام وفوائده‪.‬‬

‫التقسيمات المختلفة للنفقات العامة‬

‫لقد عمد الفقه المالي إلى وضع تقسيمات متعددة لهذه النفقات تستند إلى أسس علمية‪ ،‬ويقوم كل تقسيم منها على‬
‫وجه ة نظر إقتصادية أو علمية معينة‪ ،‬وتعرف هذه التقسيمات بالتقسيمات العلمية للنفقات العامة‪ .‬بالرغم من أن‬
‫أغلبية الدول التأخذ بالتقسيم العلمي في الميزانيات العامة بل تأخذ بتقسيم وضعي للنفقات العامة ألسباب إدارية‬
‫أو علمية‪ .‬إال أن من الضروري التعرف على أهم التقسيمات العلمية التي طرحها الفقه المالي واعتمدها للنفقات‬
‫العامة‪.‬‬

‫تقسم النفقات العامة من حيث األغراض الى‪:‬‬


‫وتنقسم النفقات العامة وفق ما تحققها من أغراض إلى مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نفقات إدارية وعمومية وهي كل مايتعلق بالجهاز اإلداري كالرواتب واألجور‪.‬‬
‫‪ -2‬نفقات الدفاع واألمن والعدالة‪ ،‬وهي كل مايتعلق بحماية األفراد داخليا ً وخارجيا ً‪.‬‬
‫‪ -3‬نفقات الرخاء العام ‪ ،‬كالنفقات اإلجتماعية واإلستثمارية والتنظيمية األخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬نفقات مالية‪ ،‬كالنفقات المتعلقة بالدين العام وفوائده‪.‬‬

‫بيّن النفقات العامة من حيث انتظامها ودوريتها!‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ب‪ /‬تقسيم النفقات العامة الى نفقات إعتيادية وغير إعتيادية‪:‬‬
‫ويقصد بذلك تقسيم النفقات العامة حسب إنتظامها و دوريتها‪ ،‬فالنفقات اإلعتيادية هي التي تتكرر بصورة‬
‫دورية وتنفق سنويا ً وبفترات منتظمة خالل الفترة السنوية للميزانية‪ .‬سواء بأقل أو أكثر أو بنفس الحجم السابق‬
‫( كمرتبات الموظفين ونفقات الصيانة ونفقات الصحة والتعليم ‪ )...‬فهي نفقات ممكن تحديدها مسبقا ً‪.‬‬

‫أما النفقات غير اإلعتيادية فهي نفقات إستثنائية التتكرر سنوياً‪ ،‬تنفق في فترات عرضية (طارئة) التتميز‬
‫باالنتظام والدورية‪ ،‬بل تأتي بشكل إستثنائي لمواجهة ظروف إقتصادية أو إجتماعية طارئة في وقت معين‪.‬‬
‫لذلك فاليمكن التنبوء بحدوثها مسبقا ً (كنفقات مواجهة الكوارث والحروب والفيضانات أو نفقات إنشاء سد معين‬
‫أو مد خط سكة الحديد ‪.)...‬‬

‫ما المقصود من كل من النفقات الحقيقية والنفقات التحويلية؟‬


‫يقصد بالنفقات الحقيقية‪ ،‬تلك التي تقوم بها الدولة ومؤسساتها للحصول على السلع والخدمات ورؤوس األموال‬
‫اإلنتاجية وذلك كالرواتب وأثمان المواد الالزمة لسير المرافق العامة‪.‬‬

‫أما النفقات التحويلية فهي النفقات التي اليترتب عليها حصول الدولة على سلع وخدمات ورؤوس أموال‬
‫إنتاجية ‪ ،‬بل تحويل جزء من الدخل القومي في مصلحة بعض الطبقات أو األفراد أي تعمل هذه النفقات على‬
‫إعادة توزيع الدخل القومي في مصلحة فئة إجتماعية محدودة الدخل‪ ،‬كالمساعدات واإلعانات اإلجتماعية‬
‫واإلعانات اإلقتصادية التي تقدمها الدولة لمشروع خاص بهدف تخفيض أسعار منتجاته التي تستهلكها أساسا ً‬
‫طبقات معينة من محدودي الدخل‪.‬‬

‫بين تقسي م النفقة حسب نطاق سريانها!‪.‬‬

‫د‪ /‬تقسيم النفقات العامة إلى نفقات قومية ونفقات محلية‪:‬‬


‫تن قسم النفقة حسب نطاق سريانها كتقسيم واقعي يأخذ به بعض الدول وخاصة الدول اإلتحادية ووالياتها‪ .‬فالنفقة‬
‫تكون قومية إذا كانت موجهة للمصلحة القومية ومصالح األمة بمجموعها‪ ،‬ويكون هدفها تحقيق المصلحة العليا‬
‫للدولة كالدفاع واألمن والعدالة ‪...‬‬

‫والنفقة تكون محلية إذا تم تخصيصها لواليات أو محافظات أو بلديات معينة‪ ،‬كنفقات الماء والكهرباء والطرق‬
‫‪...‬‬

‫التقسيم الوضعي للنفقات العامة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫إن قسما ً من ميزانيات الدول أخذت بالتقسيمات العلمية‪ ،‬وقسما ً من ميزانيات دول أخرى أخذت بتقسيمات أخرى‪،‬‬
‫تتماشى مع ا العتبارات اإلدارية والوظيفية واإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية لتلك الدولة‪ ،‬أي بحسب ظروفها‬
‫وما تتطلبها هذه االعتبارات‪ ،‬لذلك سوف نشير إلى بعض النماذج لهذه الميزانيات‪:‬‬

‫ما المقصود بالتقسيم االداري للنفقات العامة‬

‫‪ -1‬التقسيم اإلداري‪:‬‬
‫تبنت ميزانيات بعض الدول التقسيم اإلداري حيث تنقسم النفقة بحسب عدد الوحدات اإلدارية العليا‪ .‬فتوزع‬
‫النفقة على عدة أبواب مقسمة على عدد هذه الوحدات أو الهيئات اإلدارية للدولة بصرف النظرعن أوجه‬
‫نشاط أو وظائف هذه الهيئات‪ .‬ثم بعد ذلك تنقسم النفقة داخل الوحدات اإلدارية األصغر‪ ،‬على شكل أقسام‬
‫أي بحسب تفرعات كل وزارة (كالمديريات والمؤسسات العامة)‪ ،‬وبالتالي فإن كل قسم يتفرع بعد ذلك الى‬
‫عدة فصول أي وحدات إدارية أدنى‪ ،‬ثم إلى وحدات فرعية‪.‬‬
‫اشرح التقسيم الوظيفي للنفقات العامة!‪.‬‬
‫‪ -2‬التقسيم الوظيفي‪:‬‬
‫إ ن ميزانيات بعض الدول تأخذ بالتقسيم الوظيفي‪ ،‬حيث تنقسم النفقة بحسب وظائف ونشاطات الدولة‬
‫ومهامها‪ ،‬أي بحسب وظيفة الجهات والهيئات اإلدارية التي تقوم باالنفاق‪ .‬ونتيجة لذلك تصبح للنفقة عدة‬
‫تقسيمات تبعا ً للغرض والنشاط الذي تسعى الدولة إليه‪( ،‬كالتعليم والدفاع واألمن والعدالة والخدمات‬
‫اإلجتماعية ‪.)...‬‬

‫ما هي اهم ضوابط االنفاق العام واشرح واحدا منها!‬

‫الحظنا مدى تطور حجم النفقات العامة وتعاظمها تبعا ً لدور ومسؤوليات الدولة في مختلف مجاالت الحياة العامة‪.‬‬
‫غير أن هذا التطور والتزايد اليمكن أن يكون بال ضوابط‪ ،‬يقف عندها االنفاق الحكومي وإال أصبح هذا االنفاق وبا ً‬
‫ال‬
‫على السياسات اإلجتماعية واإلقتصادية في الدولة‪ .‬لذا اهتم فقه المالية العامة بدراسة الضوابط والقواعد الواجب‬
‫مراعاتها عند إجراء النفقات العامة‪ .‬ومن هذا المنطلق فإن هناك عدة ضوابط يلزم مراعاتها عند إجراء النفقات العامة‪،‬‬
‫بعد أن يتم تخصيصها للصرف على مرفق من المرافق العامة وإال أصبحت هذه النفقة غير مبررة وتصبح هدرا ً في‬
‫الثروة القومية‪ ،‬وهذه الضوابط هي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقيق أكبر قدر من المنفعة‪:‬‬


‫لما كانت النفقة العامة تهدف الى اشباع الحاجات العامة‪ ،‬فهي يجب أن تكون مقيدة بتحقيق أكبر وأقصى قدر‬
‫من المنفعة لألفراد‪ ،‬وإال أصبح االنفاق العام في الوجه المخصص له غير مبرر‪ .‬إذ ليس كل نفقة عامة جيدة‪،‬‬
‫بل ينبغي زيادة النفقات العامة التي ترمي إلى تحقيق أكبر منفعة للمجتمع‪ .‬فالدولة اذا ما أرادت االنفاق على‬
‫‪10‬‬
‫مرفق معين يتوجب أن تحصل على المنفعة القصوى من وراء انفاق المبلغ المحدد‪ .‬واذا كانت هذه المنفعة‬
‫تتحقق بانفاق مبلغ يقل عن المبلغ المخصص‪ ،‬فإن الزيادة في تلك النفقة تكون غير مبررة‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلقتصاد في النفاق‪:‬‬
‫يؤدي هذا الضابط في االنفاق إلى تجنب التبذير واالسراف عند قيام الدولة باالنفاق العام على المرافق المختلفة‪،‬‬
‫إذ يجب عليها أن تحقق اشباع الحاجات العامة بأقل كلفة‪ .‬وإن من أهم مظاهر االسراف والتبذير في بعض‬
‫الدول‪ ،‬هو إستخدام عدد كبير من الموظفين يزيد على القدر الضروري لتسيير المرافق‪ ،‬أو االسراف في‬
‫استهالك األجهزة الحكومية‪ ،‬أو استئجار السيارات والمباني بدالً من شرائها‪ ،‬والى غير ذلك من مظاهر‬
‫االسراف والتبذير‪...‬‬

‫ويؤدي عدم االلتزام بهذه القاعدة في االنفاق العام إلى اثار سلبية ليس فقط بالنسبة لتبديد األموال العامة‪ ،‬بل إلى‬
‫فقدان الثقة بمالية الدولة وتشجيع األفراد على التهرب من أداء الضرائب‪.‬‬

‫لذلك يتعين على الهيئات والمشروعات العامة مراعاة قاعدة اإلقتصاد في تنفيذ االنفاق العام وعدم هدره في‬
‫مجاالت غير مجدية‪ .‬في حين يكون باالمكان توجيهه في مجاالت أكثر فائدة‪.‬‬

‫ومن هنا فإن تجنب التسيب المالي وضبط االنفاق العام في جميع قطاعات اإلقتصاد القومي على أساس مراعاة‬
‫الحاجات الحقيقية في غاية األهمية‪ ،‬ألنها تؤدي في النتيجة إلى عدم تحمل الدولة لنفقات العامة‪ ،‬إال إذا كانت‬
‫ضرورية وتحقق المنفعة الجماعية‪.‬‬

‫‪ -3‬ضمان سالمة النفاق العام ومراعاة ضوابطه‪:‬‬


‫اليمكن التأكد من تحقيق المنفعة واإلقتصاد في النفقة العامة‪ ،‬إال من خالل تقنين النشاط المالي للدولة‪ .‬ألن ذلك تساعد‬
‫في معرفة مدى إحترام المنفذين لقواعد اإلجراءات القانونية التي تتطلبها النصوص التشريعية عند تنفيذ النفقة العامة من‬
‫خالل أساليب الرقابة بشتى صورها‪.‬‬

‫ففيما يتعلق بتقنين القواعد اإلجرائية للنفقات العامة‪ ،‬فإن القوانين التي تنظم النشاط المالي للدولة تحدد أسلوب صرف‬
‫النفقة العامة‪ ،‬وبما يضمن أن النفقة العامة قد تم صرفـها في موقعها الصحيح وبالكيفية التي تؤدي إلى النفع العام‪ .‬وهذا‬
‫مايستدعي من جهة أخرى إلى فرض رقابة مجدية على االنفاق الحكومي والتي تتخذ أشكاالً متعددة سابقة أو الحقة على‬
‫االنفاق‪.‬‬

‫ما المقصود بكل من الرقابة السابقة على االنفاق والرقابة الالحقة للصرف؟‬

‫فقد تكون الرقابة إدارية تتوالها في العادة وزارة المالية‪ ،‬والتي تنحصر في عدم السماح بصرف أي مبلغ‪ ،‬إال إذا كان‬
‫هناك إعتماد مقرر له في قانون الموازنة (رقابة سابقة على النفاق)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أو أن تكون رقابة محاسبية مستقلة تتوالها جهة حكومية‪ ،‬كديوان الرقابة المالية في العراق‪ ،‬وتهدف الى التأكد من أن‬
‫االنفاق قد تم بصورة قانونية وفي حدود االعتمادات الواردة في قانون الموازنة والقوانين المالية األخرى‪ ،‬وتأخذ في‬
‫الغالب صورة (رقابة لحقة للصرف)‪.‬‬

‫ما هي الرقابة البرلمانية المباشرة والرقابة البرلمانية غير المباشرة وكيفيتها؟‬

‫وأخيرا ً تكون الرقابة برلمانية تتوالها السلطة التشريعية‪ ،‬وذلك لضمان إرادته وإحترامها التي تعتبر إرادة المواطنين‬
‫عموما ً‪ ،‬وتتم هذه الرقابة أثناء تنفيذ الميزانية بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫الرقابة البرلمانية المباشرة تتم عن طريق إرسال مندوبين من اللجان المالية في البرلمان إلى كافة الوزارات والدوائر‬
‫األخرى‪ ،‬لفحص الوثائق والسجالت والمناقشة مع مسؤولي الدوائر المعينة‪.‬‬

‫وقد تتم الرقابة المباشرة عن طريق لجان مؤقتة لمهمات معينة تخص مراقبة اإلدارة المالية لبعض المرافق والجهات‪.‬‬
‫وأخيرا ً يمكن للسلطة التشريعية حق طلب المعلومات والوثائق الالزمة بخصوص االنفاق‪.‬‬

‫أما الرقابة البرلمانية غير المباشرة فتتم عن طريق األسئلة واالستجوابات التي يوجهها ممثلي الشعب في البرلمان إلى‬
‫الوزراء‪ .‬كما تتم هذه الرقابة من خالل مناقشة القوانين والتي تتم عن د اجراء التعديالت الالحقة على قانون الموازنة‪،‬‬
‫حيث تكون السلطة التنفيذية مجبرة على إخبار وإ عالم البرلمان بما يتم تصحيحه من محتويات الميزانية‪.‬‬

‫ظاهرة تزايد النفقات العامة‬


‫ان ظاهرة تزايد االنفاق العامة ظاهرة عامة ملحوظة في ميزانيات كافة الدول على إختالف نظمها وظروفها اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪ .‬إال أن حجم هذه الظاهرة يتفاوت في الدول الرأسمالية عنها في الدول اإلشتراكية‪.‬‬

‫إذ يقل هذا الحجم في الدول الرأسمالية تبعا ً لفلسفتها في تحديد حجم التدخل في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬في حين‬
‫يكبر هذا الحجم في الدول اإلشتراكية تبعا ً لحجم سيطرتها على عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫واليرجع التزايد المستمر في حجم النفقات العامة الى تزايد حقيقي في االنفاق فقط‪ ،‬بل أن هناك من األسباب الظاهرية‬
‫ما تؤدي الى إرتفاع حجم النفقات العامة دون أن يصاحبها إزدياد حقيقي في المنفعة الناشئة عن هذا االنفاق لشخص‬
‫معين بالذات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وأيا ً كان األمر‪ ،‬فإن باإلمكان استعراض أهم ا ألسباب الظاهرية واألسباب الحقيقية لتزايد النفقات العامة وكما يأتي‪:‬‬

‫ما هي اهم األسباب الظاهرية لتزايد النفقات واشرح واحدا منها؟!‪.‬‬


‫يقصد بالزيادة الظاهرية للنفقات العامة تلك التي اليترتب عليها زيادة حقيقية في منفعة الخدمات العامة لشخص بعينه‪.‬‬
‫بمعنى آخر هي تلك الزيادة التي ال تقابلها زيادة في نصيب الفرد من الخدمات التي تقدمها الدولة‪.‬‬

‫ومن أهم األسباب الظاهرية لتزايد النفقات العامة‪ ،‬وفق قناعة الفقه المالي‪:‬‬

‫‪ -1‬إنخفاض قيمة النقود‪:‬‬


‫يعتبر انخفاض قيمة النقود من األسباب الرئيسية في الزيادة الظاهرية للنفقات العامة‪ ،‬حيث أن تدهور القوة‬
‫الشرائية للنقود سيؤدي بالفرد أن ينفق وحدات نقدية أكبر للحصول على السلع والخدمات‪ ،‬التي كان يحصل‬
‫عليها مقابل تلك الوحدة‪ ،‬وتعتبر زيادة في الوحدات النقدية المنفقة زيادة ظاهرية في االنفاق‪ .‬وبالمثل فإن تدهور‬
‫القوة الشرائية للنقود يؤثر على النفقات العامة للدولة‪ ،‬فعدد الوحدات النقدية التي تصرفها الدولة للحصول على‬
‫السلع والخدمات الالزمة‪ ،‬إلدارة مرفق عام معين يستلزم زيادتها عند حدوث تدهور في القوة الشرائية للنقود‪،‬‬
‫وما يتبعه من إرتفاع لألثمان‪ .‬وت تحدد الزيادة الظاهرية في النفقة بنسبة االنخفاض الذي طرأ على قيمة النقود‬
‫في فترة معينة‪.‬‬

‫‪ -2‬زيادة مساحة الدولة وعدد السكان‪:‬‬


‫تعتبر زيادة مساحة الدولة بضم أقاليم جديدة إليها أو زيادة عدد سكانها‪ ،‬من أسباب الزيادة الظاهرية في االنفاق‬
‫العام‪ ،‬إذا لم يصاحب هذه النفقات زيادة حقيقية في النفع العام للسكان األصلييين‪ ،‬ألن إتساع مساحة الدولة أو‬
‫زيادة عدد سكانها يستتبع بالضرورة‪ ،‬أن تتولى الدولة توسيع االنفاق العام لتلبية الحاجات العامة الجديدة‪ ،‬التي‬
‫نشأت في األقاليم الجديدة‪ ،‬وشمول هذه األقاليم بالمرافق العامة القائمة أو لتلبية حاجات التزايد في السكان‪ .‬وفي‬
‫هذه األحوال نكون أمام تزايد ظاهري وليس حقيقي في االنفاق العام بالنسبة للسكان األصليين للدولة‪.‬‬

‫ما هي األسباب الحقيقية لتزايد النفقات العامة واشرح واحدامنها؟!‬


‫على عكس الزيادة الظاهرية للنفقات العامة‪ ،‬فان الزيادة الحقيقية لهذه النفقات يترتب عليها إرتفاع أو زيادة المنفعة‬
‫الحقيقية‪ ،‬التي يمكن لشخص معين الحصول عليها تبعا ً لهذا التزايد‪.‬‬

‫ويعود هذا التزايد الى األسباب التالية‪:‬‬

‫‪ /1‬األسباب اإلجتماعية‪:‬‬
‫أ دى تطور الصناعة وتركز األيدي العاملة في المدن إلى نشوء الحاجة لقيام الدول بزيادة نفقاتها العامة‪ ،‬لمواجهة ما‬
‫يتطلبه ذلك من خدمات التعليم والصحة والثقافة واالسكان والنقل والمواصالت الى غير ذلك‪ ،‬من الخدمات العامة أو‬

‫‪13‬‬
‫اضطرار الدولة النشاء مرافق عامة جديدة لم تكن هناك حاجة إلنشائها في الريف‪ .‬كل ذلك يؤدي الى أن تزيد الدولة‬
‫انفاقها العامة‪.‬‬

‫كما أدى إنتشار الوعي اإلجتماعي في المجتمع إلى مطالبة األفراد بكفالة مستقبلهم عن طرق تأمينهم ضد المرض‬
‫والشيخوخة والعجز والبطالة ‪ ،‬مما استتبع تحقيق ذلك زيادة النفقات العامة بشكل لم تعهدها الدولة من قبل‪.‬‬

‫‪ /2‬األسباب اإلقتصادية‪:‬‬
‫إن أهم األسباب اإلقتصادية لتزايد النفقات العامة هو زيادة الدخل القومي‪ ،‬إذ تقصد الدولة في حالة زيادة هذا الدخل الى‬
‫زيادة النفقات العامة‪ ،‬ألن باستطاعتها زيادة األعباء العامة على المواطنين‪ ،‬ألن استعداد األفراد لتحمل هذه األعباء في‬
‫صورة ضرائب أو رسوم يتناسب مع الزيادة التي تطرأ على دخولهم‪.‬‬

‫ويعتبر قيام الدولة بإستغالل بعض المشروعات الصناعية والتجارية سببا ً لزيادة نفقاتها العامة‪ ،‬إذ قد تلجأ الدولة لهذا‬
‫األسلوب لمحاربة اإلحتكار أو لعدم قدرة األفراد على القيام بهذه المشروعات أو لتعلقها بالصالح العام مما اليجوز تركها‬
‫بأيدي األفراد‪.‬‬

‫كما وتعتبر اإلعانات اإلقتصادية التي تقدمها الدولة لبعض المشروعات الخاصة لمواجهة التنافس اإلقتصادي في السوق‬
‫الدولي والمحلي سببا ً لزيادة النفقات العامة‪.‬‬

‫‪ /3‬األسباب اإلدارية‪:‬‬
‫يعتبر سوء التنظيم اإلداري في اإلدارة الحكومية سببا ً لزيادة النفقات العامة عن الحد الضروري واإلعتيادي الالزم‪.‬‬
‫فالمركزية الشديدة‪ ،‬واإلزدواجية في اإلدارات واإلختصاص‪ ،‬وزيادة عدد الموظفين عن الحاجة لحجم العمل‪ ،‬أدى كل‬
‫ذلك إلى تدهور هذه اإلدارات وتعقيد إجراءاتها فضالً عن اإلسراف والتبذير الذي تتسم به هذه اإلدارات‪.‬‬

‫كل ذلك يساهم في مضاعفة حجم الجهاز الحكومي‪ ،‬مما يزيد في نفقاته‪ .‬كما أن اإلسراف في تهيئة متطلبات الجهاز‬
‫الحكومي‪ ،‬من أثاث ووسائط نقل أو بنايات بشكل يزيد عن الحاجة لهذا الجهاز‪ ،‬يسبب هو األخر زيادة في النفقات‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪ /4‬األسباب المالية‪:‬‬
‫تعتبر سهولة إقتراض الدول في العصر الحديث سببا ً من أسباب زيادة النفقات العامة‪ ،‬إذ كثيرا ً ما تلجأ الدولة إلى‬
‫مواطنيها لإلقتراض منهم‪ ،‬عن طريق اإلكتتاب العام في سندات قرض تصدرها‪ ،‬مقرونة ببعض اإلمتيازات المغرية‬
‫لالكتتاب‪ ،‬كالجوائز العينية‪ ،‬أو إ عفاء فوائد الدين العام من الضرائب‪ ،‬أو عدم قابلية سندات القرض للحجز عليها‪ ،‬حيث‬
‫ساعد ذلك الدولة في التوسع باالنفاق العام‪.‬‬

‫كما أن وجود فائض في اإليرادات العامة أو وجود مال إحتياطي لدى الدولة غير مخصص لغرض معين يشجعها هو‬
‫اآلخر على زيادة النفقات العامة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ /5‬األسباب السياسية‪:‬‬
‫لقد ساهم إنتشار المبادئ والنظم الديموقراطية في كثير من الدول‪ ،‬والتي تقوم على خدمة الشعب ورعاية الطبقات الفقيرة‬
‫ومحدودة الدخل‪ ،‬في إهتمام حكوماتها بحالتهم اإلجتماعية‪ ،‬وتقديم اإلعانات والمنح وتوسيع دائرة المرافق العامة لتحقيق‬
‫الرفاهية لعموم مواطنيها‪ ،‬مما أدى ذلك إلى زيادة حقيقية في النفقات العامة‪.‬‬

‫كما ساهم تطور العالقات الدولية في زيادة النفقات‪ ،‬حيث تقوم بعض الدول برصد مبالغ طائلة في ميزانيتها لتقديمها‬
‫على شكل مساعدات ومنح لدول أخرى لتحقيق مقاصد معينة‪ .‬وإن ظهور منظمات دولية أو إقليمية ساهم هو اآلخر في‬
‫زيادة النفقات العامة‪ ،‬وذلك عن طريق تخصيص مبالغ سنوية لهذه المنظمات لمساعدتها في تحقيق أغراضها‪ ،‬كما تزايد‬
‫هذا االنفاق نتيجة التساع نطاق العالقات الخارجية مع الدول العديدة‪ ،‬ومايترافق ذلك من توسع نطاق التمثيل الدبلوماسي‪.‬‬

‫اآلثار االقتصادية للنفقات العامة‬

‫‪ -1‬أثر النفقات العامة يف االنتاج‬


‫ما هي اآلثار املباشرة للنفقات العامة على االنتاج؟‬
‫ا‪-‬اآلثار املباشرة‪:‬‬
‫وذلك من خالل ما تؤدي اليه من زيادة قدرة االفراد على العمل والرغبة فيه‪ ،‬ألنها تتخذ صورة النفقات على الصحةوالتعليم‬
‫والضمان اجلتماعيوالرغبة من ما توفره من رعاية صحية والشعور باألمان ومستوى تعليمي يرفع مستوى أداء العامل‪ ،‬وزيادة‬
‫توزيع الدخول تؤدي اىل زيادة املوارد للمستفيدين وبهذا الشكل تزيد من إمكانياتهم يف االدخار‪.‬‬
‫ب‪-‬اآلثار غري املباشرة‪:‬‬
‫كيف يكون تأثري النفقات على اال نتاج بشكل غري مباشر وما املقصودباملضاعف؟‬

‫تؤثر النفقات العامة يف االنتاج من خالل ما يعرف بأثر املضاعف واملعجل‪.‬‬

‫هو مصطلح يستعمل يف يف التحليل االقتصادي لبيان األثر املرتاكم الناتج عن الزيادة احلاصلة يف اإلنفاق أوالنقص فيه للدخل‬
‫القومي‪ ،‬فهو يوضح لنا مقدار الزيادة يف الدخل القومي الناجتة عن الزيادة يف االنفاق القومي‪ ،‬او هو العدد الذي إذا ضرب يف‬
‫الزيادة األولية لإلنفاق أعطى الزيادة النهائية يف الدخل القومي ‪ ،‬وهذا العدد هو امليل احلدي لالستهالك‬

‫وبما ان بعض الدخل يذهب الى االدخار وبعض منه يذهب الى االستهالك فسيكون الميل الحدي لالستهالك‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫التغيري يف االستهالك‬ ‫االستهالك‬

‫‪15‬‬
‫=‬

‫التغيري يف الدخل‬ ‫الدخل‬

‫اذ لو كان التغيير في االستهالك ‪ 22‬والتغيير في الدخل‪ 02‬فإن ‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪22‬‬

‫=‬ ‫الميل الحدي =‬

‫‪4‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪1‬‬

‫المضاعف=‬

‫‪-1‬الميل الحدي لالستهالك‬

‫فإذا كانت الزيادة في االنفاق(‪ )22‬وعلى افتراض ان الميل الحدي لالستهالك يساوي ‪ 5/4‬فإن الزيادة النهائية‬
‫ستكون‪:‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫= ‪122=22×5‬‬ ‫=‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-1‬‬

‫‪5‬‬

‫اذا ً مضاعف االنفاق الحكومي = ‪-1(\1‬الميل الحدي لالستهالك)‬

‫=‪) /1‬الميل الحدي لالدخار)‬

‫نخلص من ذلك الى ان زيادة طلب الحكومة على السلع والخدمات يؤدي الى زيادة دخول بعض االفراد ‪ ،‬والذي‬
‫بدوره يحفز االنفاق االستهالكي ‪،‬مؤديا الى زيادة اخرى في الطلب على السلع والخدمات‪ ،‬وتستمر تلك العملية لمرات‬
‫ومرات حتى تكون الكمية المطلوبة من السلع والخدمات أكبر من الزيادة األصلية في اإلنفاق الحكومي بسبب تأثير‬
‫المضاعف‬

‫المستوى العام لالسعار‬ ‫منحنى العرض الكلي‬

‫الدخل الكلي ‪ ،‬الناتج الكلي‬

‫المالحظة الناتج الكلي= االستهالك الكلي‪ +‬االستثمار‪ +‬االنفاق العام ‪+‬صافي الصادرات‬

‫بين ما هو المقصود بالمعجل؟!‪.‬‬

‫عالوة على ما سبق تستجيب الكث ير من الوحدات االنتاجية للطلب المتزايد عل السلع والخدمات بزيادة‬
‫استثماراتها(مثل شراء أدوات انتاجية جديدة وآالت ومعدات أخرى ‪ ،‬و استخدام مستوى تقني أحدث‪ ،‬او التوسع في‬
‫حجم المنشأة) مفاد ذلك ان يرتفع الطلب على السلع االستثمارية والذي يؤدي بدوره الى زيادة الطلب الكلي مرة‬
‫اخرى ‪ ،‬ويطلق على هذا التفاعل االيجابي الستثمار معجل االستثمار‪ .‬اذ تشير فكرة المعجل كأداة تحليلية الى زيادة في‬
‫االستثمار المترتبة غل الزيادة في االنفاق والطلب االستهالكي واالستثماري‬

‫الزيادة في االستثمار‬

‫المعجل=‬

‫الزيادة في االنفاق‬

‫‪17‬‬
‫اثر النفقات العامة في التوزيع‪:‬‬

‫يتعرض الدخل القومي الى نوعين من التوزيع فماهما؟‬

‫أ_ التوزيع األولي او توزيع الدخل بين المنتجين اي بين من ساهموا في العملية االنتاجية ‪ ،‬في صورة مكافأة لعوامل‬
‫االنتاج في شكل أجور وفوائد وربح وريع‬

‫ب‪-‬إعادة توزيع الدخل القومي أو ال توزيعة الثانية هو إعادة توزيع الدخل بين المستهلكين ونقصد به الدولة نظرا لعدم‬
‫عدالة التوزيع األولي للدخل تتحقق العدالة االجتماعية او تتحقق اهداف اقتصادية برفع الطلب الفعلي‬

‫بيّن دور النفقات العامة في توزيع الدخل‪:‬‬

‫تمارس الدولة في توزيع الدخل في تحديد االثمان أو مكافئة عوامل االنتاج وتتخذ شكال مباشراكتحديد االجور (وضع‬
‫حد ادنى لألجور) وتحديد الفائدة(تحديد حد معين لسعر لفائدة) وتحديد االيجارات(تثبيت نسبة قصيرة لاليجار)‬
‫وتحديد االرباح(السماح بنسبة معينة منه) ‪ ،‬اما التوزيع غير المباشر فيتم من خالل تحديد أثمان السلع والخدمات‬
‫المنتجة ويترتب على التدخل في األسعار التأثير في عوائد االنتاج‬

‫ما هي دور النفقات في إعادة توزيع الدخل القومي؟‬

‫أ‪-‬ويترتب على النفقات التمويلية االجتماعية والتي يتم توزيعها مجانا أو بأسعار منخفضة إعادة توزيع الدخل‬
‫القومي للفئات المستفيدة (ذات الدخل المحدود)‬

‫ب_يترتب على النفقات التحويلية العينية المتمثلة باالعانات اال قتصادية والمالية المدفوعة لبعض المشروعات بقصد‬
‫خفض أو تثبيت أسعارها اعادة لتوزيع الدخل في مصلحة األفراد المستهلكين لهذه السلعة‬

‫ما هي اتجاهات التوزيع النهائي المختلفة؟‬

‫‪-1‬التوزيع القطاعي توجيه النفقات االستهالكية للقطاع المرغوب بتنميته‬

‫‪ -2‬اعادة التوزيع الرأسية وهي إعادة التوزيع باتجاه الطبقات الفقيرة حيث تفرض ضرائب تصاعدية على دخول‬
‫الطبقة الغنية وتوجه حصيلته البعض منها باتجاه الطبقات الفقيرة على شكل نفقات صحية أو تعليمية او دعم‬
‫االسعارالخ‪.‬‬

‫اإليرادات العامة‬
‫لكي تقوم الدولة بوظيفتها البد أن تحصل على تمويل النفاقها العام أي أن تحصل على الموارد المالية الالزمة لتغطية‬
‫نفقاتها العامة‪ ،‬وهذه الموارد هي التي يطلق عليها بااليرادات العامة للدولة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وإذا تتبعنا التطور التأريخي لنظرية اإليرادات العامة‪ ،‬فسنجد أن الدولة قديما ً كانت تحصل على إيراداتها في صورة‬
‫عينية مستخد مة سلطانها وسيادتها في إجبار األفراد على اإلنتماء لجيوشها والقيام باألشغال العامة عن طريق السخرة‪،‬‬
‫بل وتفرض أيضا ً على المزارعين والحرفيين إعطاء نسبة معينة من إنتاجها إليها‪ .‬وإذا كان هذا هو الحال في عصر‬
‫الرق واإلقطاع‪ ،‬فإن الوضع قد اختلف في ظل الدولة الحديثة‪ ،‬فمع استخدام النقود كأداة للمبادلة ومخزن للقيم والسلع‬
‫بشكل واسع‪ ،‬أصبحت الدولة تحصل على إيراداتها في شكل نقدي وتنوعت مصادر اإليرادات‪.‬‬

‫فباإلضافة إلى إيرادات الدولة التي تعتمد على عنصر اإلجبار‪ ،‬ظهرت إيرادات أخرى‪ ،‬مصدرها النشاط اإلقتصادي‬
‫للدولة‪ .‬أي تلك اإليرادات الناتجة عن مشروعاتها اإلقتصادية‪ ،‬ومن تنظيم النشاط اإلقتصادي‪.‬‬

‫فإن إتساع دور الدولة في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬وتطورها من الدولة الحارسة إلى الدولة المتدخلة‪ ،‬أدى إلى‬
‫اتساع وإزدياد حجم النفقات العامة ونوعها‪ .‬ومن ثم اتسع نطاق اإليرادات العامة لتتمكن من تغطية النفقات العامة‪.‬‬
‫وترتب على ذلك تطور في هيكل اإليرادات العامة‪ ،‬وأصبحت الدولة تحصل على إيراداتها من مصادر متعددة‪ ،‬وذلك‬
‫مثل إيراداتها من أمالكها ومشروعاتها اإلقتصادية (دخل الدومين العام والخاص)‪ ،‬الرسوم‪ ،‬الضرائب‪ ،‬الثمن العام‪،‬‬
‫االعانات‪ ،‬القروض‪...‬‬

‫أنواع اإليرادات العامة‬


‫أنواع االيرادات العامة تتجاوز ما يأتي‪:‬‬

‫أوالً‪ /‬إيرادات أمالك الدولة‬


‫ثانيا ً‪ /‬الرسوم‬
‫ثالثا ً‪ /‬القروض‬
‫رابعا ً‪ /‬االعانات‬
‫خامسا ً‪ /‬الضرائب‬

‫هذه هي األنواع الرئيسية لإليرادات العامة‪ ،‬وتجدر اإلشارة الى أن الدولة تحصل على بعض اإليرادات العامة من‬
‫حصيلة الغرامات الجزائية‪ ،‬ولكن هذه الصورة ليست لها أهمية كبيرة‪ .‬لذلك سنقتصر بحثنا عن اإليرادات العامة على‬
‫األنواع المذكورة أعاله‪.‬‬

‫أولا‪ /‬إيرادات أمالك الدولة‬

‫‪19‬‬
‫ويقصد بأمالك الدولة األموال العقارية والمنقولة التي تملكها سواء ملكية عامة‪ ،‬وهي التي تخضع الحكام‬
‫القانون العام ‪ ،‬أو ملكية خاصة وهي تلك الخاضعة الحكام القانون الخاص‪ .‬وتحصل الدولة على جزء من‬
‫إيراداتها من دخل األموال المملوكة لها وذلك على نوعين‪:‬‬
‫بين ما هو الدومين العام؟‬
‫أ‪ /‬الدومين العام‬
‫وهي األمالك المع دة للنفع العام وتخضع إلى أحكام القانون العام‪ ،‬واليجوز بيعها أو التصرف فيها مادامت‬
‫مخصصة لإلنتفاع العام‪ .‬ومثالها الطرق والجسور واألنهار والموانئ والمطارات والحدائق العامة والمستشفيات‬
‫والمدارس‪ ...‬وغيرها‬
‫وال تتقاضى الدولة ثمنا ً من االفراد لقاء إستخدامهم لهذه االموال وقد تفرض الدولة رسوما ً على االنتفاع بها‬
‫أحياناً‪ ،‬كالرسوم التي تفرضها مقابل زيارة الحدائق و المتاحف ومراجعة المستشفيات أو المرور على الجسور‬
‫والخط العام‪...‬‬
‫اشرح الدومين الخاص!‬
‫ب‪ /‬الدومين الخاص‬
‫وهي األمالك المعدة لإلستغالل اإلقتصادي وتخضع إلى أحكام القانون الخاص‪ ،‬ويمكن التصرف بها بالبيع‬
‫ومثالها األراضي الزراعية والغابات (الدومين الزراعي) والعقارات والمنشآت اإلقتصادية المختلفة‪ ،‬سواء‬
‫كانت صناعية أم زراعية أم تجارية‪.‬‬
‫وهذه األموال تدر إيرادا ً محسوسا ً للدولة‪ ،‬لذلك فان الكالم عن أمالك الدولة كمصدر لإليراد العام ينصرف‬
‫أساسا ً إلى األمالك المعدة لإلستغالل اإلقتصادي أي الدومين الخاص‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ /‬الرسوم‬

‫يمكن تعريف الرسم بأنه‪:‬‬


‫مبلغ من المال تحصل عليه الدولة جبرا ً من االفراد مقابل خدمة خاصة تقدمها لهم‪.‬‬
‫أو أنه مبلغ نقدي يدفعه الشخص جبرا ً إلى أحد المرافق العامة مقابل نفع خاص يحصل عليه من المرفق أو‬
‫الهيئة العامة‪.‬‬
‫بين ماهي عناصر الرسم واشرح واحدا منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصفة النقدية‪ :‬إن الرسم يتحصل في صورة مبلغ نقدي يدفعه الشخص مقابل حصوله على خدمة خاصة‬
‫من أحد الهيئات العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الصفة الجبرية‪ :‬إن الرسم مبلغ تحصل من األشخاص جبراً‪ ،‬ومع أن األشخاص أحرار في طلب الخدمة‪،‬‬
‫لكن أن هناك خدمات تفرض قانونا ً على األشخاص وال خيار لهم في قبولها أو رفضها‪ ،‬مثال ذلك رسوم‬
‫إستخراج هوية األحوال المدنية أوشهادة الجنسية أو الجواز السفر‪.‬‬
‫وكذلك هناك حاالت يتعذر عمليا ً رفض الخدمة المؤداة ومثالها رسوم الخدمات الصحية والتعليمية‪ ،‬فاألفراد‬
‫مضطرون بطبيعة الحال لطلب هذه الخدمات وبالتالي فهم ملزمون جبرا ً بدفع رسومها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ج‪ -‬مقابل منفعة خاصة‪ :‬إن الرسم يؤدى مقابل خدمة خاصة أو نفع خاص يستفيد منها دافع الرسم‪ .‬ويجب‬
‫أن يتحدد الرسم بنفقة إنتاج الخدمة الخاصة‪ ،‬بحيث إن أي زيادة فيه ينصرف إلى أن يكون ضريبة وليس رسما ً‪.‬‬
‫مع األخذ باإلعتبار أن هناك حاالت قد ترى الدولة فيها أن الخدمة المؤداة من األهمية بمكان بحيث تميل الى‬
‫تخفيض رسومها إلى أقل من النفقة الحقيقية ألدائها وذلك خدمة للصالح العام‪ .‬وتقوم الدولة بتغطية باقي نفقاتها‬
‫مثالها رسم الخدمات الصحية والخدمات التعليمية‪.‬‬

‫التفرقة بين الرسم وبعض صور اإليرادات العامة األخرى‬


‫نظرا ً للخلط الشائع بين الرسم وبعض صور اإليرادات العامة األخرى‪ ،‬فقد استوجب ذلك ضرورة التفرقة بينه‬
‫وبين كل من الثمن العام والضرائب واالتاوة‪.‬‬

‫ميّز بين الرسم و الثمن العام!؟‬


‫الثمن العام‪ :‬هو ثمن لمنتجات أمالك الدولة يدفع مقابل الحصول على سلعة أو خدمة ذات صفة تجارية يقدمها‬
‫مشروع أو مؤسسة تجارية أو صناعية‪.‬‬

‫يتلخص الفرق بين الرسم والثمن العام في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن الرسم ايراد عام سيادي مقابل ما تقدمه الدولة من خدمات مرتبطة بالمنفعة الخاصة لمن يدفع الرسم ‪.‬‬
‫أما الثمن العام فهو إيراد شبيهة بإيرادات النشاط الخاص تحصل عليه الدولة من نشاطها التجاري والصناعي‬
‫مقابل سلعة أو خدمة معينة‪.‬‬

‫‪ -2‬يتحدد الرسم من قبل السلطة العامة‪ ،‬في قرار إداري أو الئحة وبيان األحكام القانونية المتعلقة به كافة‪ ،‬فقيمة‬
‫الرسم واحدة بالنسبة للجميع‪.‬‬
‫أما الثمن العام وإن كان يتحدد قانونا ً من مرفق عام‪ ،‬إال أنه إقتصاديا ً يخضع لقوانين العرض والطلب في ظل‬
‫المنافسة الكاملة بين الدولة ونشاطات األفراد الصناعية والتجارية‪ .‬ولهذا قيمة الثمن العام متغيرة ومتعددة بحسب‬
‫قوانين السوق اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪ -3‬الرسم اجباري لمن يحصل على المنفعة الخاصة المرتبطة بالمنفعة العامة ‪.‬‬
‫أما الثمن العام غير اجباري اال لمن يشتري السلعة ‪.‬‬

‫ما الفرق بين الرسم والضريبة؟ !‪.‬‬

‫الفرق بين الرسم والضريبة‬


‫هنالك نقاط إختالف جوهرية بين الرسم والضريبة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -1‬إن الرسم يفرض مقابل خدمة معينة يطلبها الفرد ويحصل منها على نفع خاص يشبع حاجاته مباشرة‪.‬‬
‫أما الضريبة فهي تفرض بدون مقابل‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد مقدار الرسم يتم عادة على أساس قيمة الخدمة التي يحصل عليها الفرد‪.‬‬
‫بينما تحديد مقدار الضريبة يتم على أساس المقدرة التكليفية أو المالية لدافع الضريبة‪.‬‬

‫‪ -3‬إن الرسم يفرض بناء على قانون في صورة و قرارات أو لوائح إدارية‪.‬‬
‫أما الضريبة فال تفرض إالّ بقانون يصدر من السلطة التشريعية‪.‬‬

‫ما هو الفرق بين الرسم واألتاوة؟‬


‫تعرف األتاوة بأنها عبارة عن مبلغ من المال تفرضه الدولة جبرا ً على مالك العقارات التي‬
‫األتاوة أو مقابل التحسين‪ّ :‬‬
‫ارتفعت قيمتها نتيجة لتنفيذ أحد المشروعات العامة‪ ،‬ويتناسب مع مقدار الفائدة التي تعود على العقار‪ ،‬نتيجة المشروع‬
‫العام الذي انشأته الدولة أو أحد مؤسساتها‪.‬‬

‫‪ -1‬مقابل التحسين يقتصر على الحاالت التي تحصل فيها تحسينات على العقارات هو بذلك يدفع مرة واحدة‪.‬‬
‫في حين أن الرسم يدفع مقابل الخدمة الخاصة التي يحصل عليها الشخص وكذلك يتم تكرار دفع الرسم كلما‬
‫تكرر طلب الخدمة التي دفعت عنها الرسوم هذه‪.‬‬

‫‪ -2‬فدرجة اإلجبار تختلف في األتاوة عنها في الرسم‪ ،‬ففي حالة األتاوة نجد أنه ال مفر لمالك العقار من دفعها‬
‫طالما أن عقاره قد استفاد من أشغال عامة‪.‬‬
‫أما في الرسم فإنه يمكن عدم دفع المقابل النقدي فيه باالمتناع عن االستفادة من الخدمة التي قرر هذا الرسم في‬
‫مقابلها في الحاالت التي ال يتحقق فيها اإلكراه القانوني‪.‬‬

‫‪ -3‬إن األتاوة تقوم بدفعها فئة معينة من األشخاص‪ ،‬وهم مالك العقارات لعقارات زادت قيمتها نتيجة ألعمال‬
‫عامة‪.‬‬
‫أما الرسم يدفع مقابله أي شخص أراد االنتفاع من خدمات معينة‪.‬‬

‫أنواع الرسوم وتقديرها‪:‬‬


‫ماهي انواع الرسوم واشرح اثنين منها؟!‬

‫‪22‬‬
‫تختلف أنواع الرسوم من تشريع مالي لدولة معينة إلى أخرى‪ ،‬وتختلف الرسوم بحسب طبيعة الخدمة‪ ،‬فقد يكون‬
‫دفع الرسم مقابل عمل أو إمتياز أو ممارسة مهنة معينة وبذلك نكون أمام عدة أنواع من الرسوم وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬الرسوم القضائية والتوثيقية‪:‬‬


‫تظهر هذه الرسوم عندما يقدم مرفق القضاء خدمة أو عمالً لمصلحة الفرد‪ ،‬كقيد دعوى قضائية للفصل بها‬
‫أو دفع رسم لدى محكمة بداءة أو محاكم األحوال الشخصية أو رسوم الطعن في األحكام والقرارات‪ ...‬أو‬
‫لتوثيق عقد أوسند لدى كاتب العدل‪ ،‬ويأخذ العراق وإقليم كوردستان بهذه الرسوم وتسمى بالرسوم العدلية‪.‬‬
‫وهناك رسوم عدلية أخرى كرسوم التنفيذ التي تستوفى من المدين ورسوم التسجيل العقاري التي تفرض‬
‫على المعامالت المختلفة التي تجرى في دائرة التسجيل العقاري‪.‬‬

‫‪ -2‬الرسوم اإلمتيازية‪:‬‬
‫تمنح بعض المرافق العامة إمتيازات لبعض األفراد‪ ،‬حيث تتيح لهم اإلنتفاع بشكل خاص ببعض الخدمات‬
‫يمتازون بها عن الغير‪ ،‬كمنح رخصة حمل السالح أو رخصة قيادة السيارة أو جواز السفر ‪...‬‬

‫‪ -3‬الرسوم اإلدارية‪:‬‬
‫تشمل الرسوم المفروضة على الخدمات اإلدارية التي تقدمها الهيئات والمرافق العامة‪ ،‬كرسوم البلدية‬
‫والرسوم المدرسية ورسوم البريد والبرق والماء والتلفون ورسوم ممارسة المهنة ورسوم الصحة ‪...‬‬

‫كيف تقدر الرسوم؟!‬


‫إن تقدير الرسم يخضع إلعتبارات متعددة تتعلق بعمل المرفق وأهميته وطبيعة الخدمة التي يؤديها لألفراد‪،‬‬
‫فالقاعدة العامة إن سعر الرسم يجب أن ال يتجاوز تكاليف الخدمة حيث أن أية زيادة تحول الرسم إلى‬
‫الضريبة‪ .‬وهذا يعني أنه البد من أن توازن بين أهمية وطبيعة الخدمة وسعر الرسم الذي يجب أن يخضع‬
‫لنمط ثابت عام يسري على األفراد كافة‪ .‬حيث اليترك أمر تحديده وتقديره لمشيئة اإلدارة وتعسفها‪.‬‬
‫إال أن الدولة قد ترفع قيمة الرسم وذلك لرغبة الدولة في أن تحد من الطلب على بعض الخدمات‪ ،‬كالرسوم‬
‫التي تفرض على منح إجازات لممارسة مهنة بيع المشروبات الكحولية المضرة بالصحة وغيرها من‬
‫الرسوم التي يرجح فيها كفة النفع الخاص على النفع العام‪.‬‬
‫أما إذا أرادت الدولة تحقيق الصالح والنفع العام وتنظيم ادائه لألفراد عن طريق دفع الرسم الذي يقرره‬
‫القانون‪ ،‬وخاصة في الخدمات الضرورية التي تقدمها المرافق العامة التي اليستهدف منها تحقيق إيراد‬
‫مالي للدولة بل نجد أن الرسم في هذه األحوال اليمثل إالّ قيمة رمزية‪ ،‬إذا ما قورن بتكاليف الخدمة الخاصة‬
‫التي يحصل عليها الفرد الذي يدفعه‪ ،‬كرسوم خدمات الصحة والتعليم فغالبا ً ما تحدد هذه الرسوم بقيمة أقل‬
‫من نفقة التكاليف‪.‬‬
‫بشكل عام إن تقدير الرسم يتوقف على رغبة الدولة في إستخدامها كوسيلة لسياسة إجتماعية ومالية معينة‪،‬‬
‫فإذا ما رغبت الدولة بتقليص إستخدام خدمة معينة‪ ،‬فانها تعمل على رفع مستوى الرسوم على المستفيدين‬
‫من هذه الخدمة‪ .‬أما إذا لم ترد ذلك فانها تقوم على فرض مبالغ رمزية تحقيقا ً للمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ما هو التكييف القانوني للرسم؟!‬

‫األص ل إن فرض الرسم يتم بمقتضى أداة تشريعية تضفي عليها صفة اإللزام‪ ،‬فإصدار الرسم يتم بقانون توافق عليه‬
‫السلطة التشريعية في الدول الدستورية‪ .‬حيث يفرض الرسم بقواعد قانونية تجبر الفرد على دفعها ولها صفة اإللزام إذا‬
‫ما تقدم الفرد بطلبه إلحدى الهيئات أو اإلدارات العامة ‪ ،‬فالمستفيد من الخدمة يخاطب بقاعدة قانونية آمرة تلزمه بالدفع‬
‫إذا ما أراد الحصول على الخدمة الخاصة‪.‬‬

‫وفي حاالت معينة يوجد بعض الرسوم حيث اليتطلب فرضها بالضرورة إصدار قانون في كل حالة من هذه الحاالت‪،‬‬
‫وإنما يكفي أن يصدر قانون باعطاء الحق للوزير أو لإلدارة المعينة بفرض الرسوم‪ .‬حيث أن تلك اإلدارة أقدرعلى تقدير‬
‫قيمتها وتنظيم دفعها‪ ،‬وأقدر على فرضها وإصدار القواعد القانونية المنظمة لها باللوائح أو قرارات إدارية‪ ،‬إال أنه وفي‬
‫مثل هذه الحاالت البد من تفويض وتخويل اإلدارة الحكومية في فرض الرسوم بواسطة السلطة التشريعية‪ .‬وذلك ضمانا ً‬
‫لعدم اساءة إستعمال الحق والحيلولة دون مغاالة اإلدارة في فرض الرسوم‪.‬‬
‫وهذا يعني إن هذه الرسوم تفرض بناء على قانون وفي حدود ما يقضي به هذا القانون‪ ،‬وإال فإن فرضها يعتبر باطالً‬
‫من الناحية الدستورية‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬القرض العام‬

‫‪24‬‬
‫تحتاج الدولة في بعض األحيان إلى االنفاق وبمبالغ كبيرة في مجاالت مختلفة‪ ،‬من مجاالت االنفاق العام التسمح‬
‫اإليرادات اإلعتيادية بتمويلها‪ ،‬خصوصا ً عندما تبلغ الضرائب حدها األقصى‪ ،‬بحيث اليمكن لجوء الدولة الى مزيد من‬
‫الضرائب وإال كان سلوكها هذا مهددا ً للنشاط اإلقتصادي ومستوى المعيشة‪.‬‬

‫عندئذ يصبح القرض العام وسيلة فعالة بيد الدولة لتجمع الموارد التي تعجز الضرائب عن القيام بها‪ ،‬ولذلك تلجأ الدولة‬
‫إلى القرض العام كوسيلة تحصل من خاللها على الموارد المالية الالزمة‪.‬‬

‫وبهذا فإن القرض مورد من موارد الدولة اإلستثنائية‪ ،‬ألنه ال يتسم بالدورية واإلنتظام وتلجأ إليه السلطات العامة عادة‬
‫لمواجهة ظروف إستثنائية‪.‬‬

‫بيّن ماهية القروض العامة!‪.‬‬

‫يمكن تعريف القروض العامة بأنها‪ :‬المبالغ التي تحصل عليها الدولة من الغير‪ ،‬مع التعهد بردها إليه مرة أخرى عند‬
‫حلول ميعاد إستحقاقها وبدفع فوائد عنها‪.‬‬

‫فالدولة في القرض العام تحصل على مبالغ من الغير‪ ،‬الذي قد يكون أشخاصا ً طبيعيين أو معنويين‪ ،‬كالبنوك والهيئات‬
‫الخاصة أو العامة أو الدولية‪ ،‬أو قد يكون من الدول األخرى‪ .‬والدولة هنا تلتزم برد مبلغ القرض والفائدة المتفق عليها‬
‫مسبقا ً‪.‬‬

‫أنواع القروض العامة‪:‬‬

‫يختلف تقسيم القروض العامة بإختالف المعيار الذي يستند إليه كل تقسيم‪ ،‬ولذلك يمكن أن نميز ثالثة أنواع منها‪ ،‬وعلى‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫بين ما هو الفرق بين القروض الداخلية والخارجية!‪.‬‬

‫يكون القرض داخليا ً إذا كان السياق الذي يعقد فيه القرض داخل الدولة‪.‬‬

‫أما القرض الخارجي فإن المكتتبين في سنداته هم الذين يقيمون خارج الدولة ومن ثم اإلكتتاب فيه يطرح في السوق‬
‫المالي الخارجي‪ ،‬حيث تتوجه الدولة إلى المدخرات األجنبية في دولة أخرى‪ ،‬أو تلجأ إلى مؤسسة من مؤسسات التمويل‬
‫الدولي إلقتراضها‪.‬‬

‫وقد يتحول القرض الخارجي إلى قرض داخلي أو العكس‪ ،‬حيث تعمد الدولة إلى ذلك عند تحسين ظروفها وأوضاعها‬
‫اإلقتصادية قبل حلول أجل القرض‪ ،‬فتقوم الدولة أو مواطنوها بشراء سندات القرض من الدائنين المقيمين في الخارج‪.‬‬

‫وقد يتحول القرض الداخلي إلى قرض خارجي‪ ،‬إذا ما تحولت ملكية السندات من األشخاص المقيمين داخل الدولة إلى‬
‫ملكية أشخاص ينتمون إلى دولة أخرى‪.‬‬

‫اشرح تمايز القروض اإلختيارية والقروض اإلجبارية!‬

‫‪25‬‬
‫األصل في القروض أنها إختيارية ال تتسم بطابع اإللزام والجبر‪ ،‬أي أن يكون األفراد أحرارا ً في اإلكتتاب في سندات‬
‫القرض من عدمه‪ .‬ومع ذلك فإن الدول قد تلجأ في ظروف معينة إلى القروض اإلجبارية التي ال تمنح األفراد فيه حرية‬
‫اإلكتتاب من عدمها‪ ،‬حيث يجبرون عليه وفقا ً لألوضاع التي يقررها القانون‪.‬‬

‫وقد تحول الدولة قرضا ً إختياريا ً سبق وأن عقدته إلى قرض إجباري حيث تؤجل موعد تسديده‪ ،‬دون أن تحصل على‬
‫موافقة المقرضين على هذا التأجيل‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن الدول قد تلجأ إلى القروض اإلجبارية في حاالت معينة منها‪:‬‬

‫أ‪ /‬الر غبة في تمويل الخزينة العامة بسبب ظروف طارئة وإستثنائية‪ ،‬كحالة الحرب والكوارث‪.‬‬

‫ب‪ /‬ضعف ثقة األفراد بالدولة‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم إقدام األفراد على اإلكتتاب بالقرض في حال كون القرض إختياريا ً‪.‬‬

‫ج‪ /‬الرغبة في إمتصاص القوة الشرائية المتزايدة لدى األفراد‪ ،‬لمنع الطلب الكلي من تجاوز العرض الكلي‪ ،‬وذلك حينما‬
‫تستشعر الدولة بخطر التضخم وما يرافقه من آثار تؤدي إلى إرتفاع مستوى األسعار وتدهور قيمة النقود‪ ،‬حيث ترى‬
‫الدولة ضرورة إجبار األفراد على إقراضها لتمتص جزءا ً من كمية النقود المتداولة للحد من آثار التضخم السائد‪.‬‬

‫ما الفرق بين القروض المؤبدة والقروض المؤقتة؟ترك‬

‫القروض المؤبدة أو كما يسميها البعض القروض المستديمة‪ ،‬هي تلك التي ال يتحدد مسبقا ً تأريخا ً ثابتا ً معروفا ً ألداءها‪،‬‬
‫وإنما يقتصر األداء على مايتحقق عنها من فوائد ومثل هذه القروض يراد بها أن ال تلتزم الدولة بالسداد في تأريخ معين‪،‬‬
‫وإنما تتركه للظروف المواتية‪.‬‬

‫أما القروض المؤقتة أو ما يسمى بالقروض القابلة لإلستهالك‪ ،‬فهي الشكل الشائع للقروض العامة‪ ،‬وبها يتحدد تأريخ‬
‫ثابت للسداد مسبقاً‪ ،‬وفي هذا الصدد تتنوع القروض المؤقتة إلى‪:‬‬

‫ماهي انواع القروض المؤقتة واشرح اثنين منها؟!‬

‫أ‪ /‬القروض قصيرة األجل‬

‫وهي التي أمدها يبدأ ببضعة أشهر واليتجاوز تواريخ سدادها عن السنتين‪ .‬وغالبا ً ما يكون الغرض من إجراء هذه‬
‫القروض هو لمعالجة عجز مؤقت وموسمي في الخزانة العامة‪.‬‬

‫ب‪ /‬القروض متوسطة األجل‬

‫وهي النوع األكثر شيوعا ً من القروض المؤقتة‪ ،‬حيث يبلغ أجلها (مدتها) من سنتين الى عشرين سنة‪ .‬وغالبا ً ما تشترط‬
‫الحكومة في هذه القروض حقها في سدادها قبل موعدها وحسب مقتضى الحال‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ج‪ /‬القروض طويلة األجل‬

‫وهي تلك التي يزيد موعد سدادها على عشرين عاما ً‪ .‬وتميل الدول النامية ودول العالم الثالث إلى عقد قروض طويلة‬
‫األجل أو متوسطة األجل في بالدها‪ ،‬وحتى تستطيع سداد القرض من ثمار التنمية‪.‬‬

‫اشرح الطبيعة القانونية للقرض العام!ترك‬


‫يتم القرض العام من خالل تبادل إرادة شخص عام مع الطرف الذي يدفع القرض (المقرض)‪ ،‬وينتج عن هذا العقد‬
‫وخاصة القرض اإلختياري‪ ،‬إلتزام المقرض بتسليم مبلغ من المال‪ ،‬ويلتزم المقترض بدفع أصل الدين مع فوائد‬
‫المستحقة عليه في مواعده المقررة‪.‬‬

‫وتتميز القروض الحديثة ببعض السمات (المميزات) أهمها أن القرض أصبح يعقد بإسم الدولة ال بإسم رئيسها‪ .‬وإن‬
‫الدول لم تعد تقدم ضمانا ً أو رهنا ً لما تقترضه‪ ،‬وإنما تضمن مواردها المختلفة تسديد ديونها والفوائد المترتبة عليها‪.‬‬
‫كما أصبحت القروض تأخذ شكل سندات تعطى للمقرضين بحيث يمكنهم التصرف بها‪.‬‬

‫وقد اعتبر عقد القرض من عقود القانون العام‪ ،‬ويخضع لجميع القواعد واألحكام التي تسري على تلك العقود‪ ،‬فهو عقد‬
‫ملزم لطرفيه‪ ،‬يرتب حقوقا ً للمقرض (الدائن) وإلتزاما ً على المقترض (المدين)‪ ،‬اليجوز المساس بها في ظل الظروف‬
‫العادية‪.‬‬

‫وتتطلب الدساتير في معظم دول العالم ضرورة موافقة البرلمان على عقد القروض العامة والتي تتجسد في إصدار‬
‫قانون بذلك‪.‬‬

‫ولماذا يرجح إشتراط موافقة البرلمان‬

‫إلى أسباب سياسية وإقتصادية أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬ضرورة موافقة المجلس النيابي على اإليرادات العامة التي تتحصل عليها الدولة وكيفية إنفاقها لها‪ .‬فضالً عن‬
‫أن مناقشة البرلمان لمجال انفاق القرض يؤدي الى الحد من اإلسراف الحكومي‪.‬‬

‫‪ -2‬إن مناقشة القرض العام تتيح للسلطة التشريعية والرأي العام الوقوف على مبررات القرض ومجاالت انفاقه‬
‫المختلفة‪ ،‬ويم ّك ن من اإلعالن عن القرض ويساعد على نجاحه‪.‬‬

‫يظهر مما تقدم بأن القرض في جوهره عقد يتم بإتحاد اإليجاب الصادر من الدولة وقبول المكتتب على نحو يظهر أثره‬
‫في المعقود عليه‪ .‬األمر الذي يفرض على الدولة إحترام إلتزامها‪ ،‬ودور القانون هوإجازة صدور العقد‪ ،‬وبالتالي يجب‬
‫أن تخضع الدولة واألفراد لسيادة القانون دعما ً للثقة في سندات القروض التي تصدرها الدولة ويقبل المكتتبون عليها‬
‫تحقيقا ً لألهداف المرجوه (المتوخاه)‪.‬‬

‫بين كيف يكون إنقضاء القرض العام؟!‬


‫‪27‬‬
‫يقصد بإنقضاء القرض العام إ طفاءه‪ ،‬أي إنتهاء العبء المالي المترتب على الدولة بسبب القرض إزاء المقرضين الذي‬
‫يتمثل بأصل المبلغ المقترض والفائدة‪ .‬ويتم إنقضاء القرض العام بالطرق التالية‪:‬‬

‫‪ /1‬وفاء القرض العام‪ :‬وهو المسلك الطبيعي إلنقضاء القرض العام‪ ،‬ويقصد به تسديده دفعة واحدة من خالل رد قيمة‬
‫السندات إلى أصحابها‪ .‬وغالبا ً ما يقتصر الوفاء بهذه الطريقة على القروض قصيرة األجل والمبالغ القليلة‪ .‬أما‬
‫القروض الضخمة وطويلة األجل فال تلجأ الدولة إلى الوفاء بها دفعة واحدة‪ ،‬وإنما تستهلكها على مدى سنوات‪.‬‬

‫والتحدد الدولة موعدا ً إلنقضائه في حالة القرض المؤبد‪ ،‬حيث تستطيع الوفاء به متى أرادت ووجدت أن ذلك يحقق‬
‫مصلحتها‪.‬‬

‫‪ /2‬إستهالك القرض العام‪ :‬ويقصد بإستهالك القرض العام سعي الدولة للتحرر منه نهائيا ً من خالل تسديده إلى أصحابها‬
‫بصورة دفعات متتالية‪ ،‬تتم خالل فترة محددة تتضمنها شروط إصدار القرض‪ .‬ويترتب على البدء في عملية اإلستهالك‬
‫هذه‪ ،‬تناقص المبالغ التي تلتزم الدولة بردها وفاء لقيمة القرض‪ ،‬وتناقص مبالغ الفائدة المقررة تناقصا ً يتناسب مع نسبة‬
‫تناقص السندات المستهلكة من القرض‪.‬‬

‫وهناك عدة أساليب فنية إلستهالك القرض العام تستطيع الدولة اتباعها من أهمها‪:‬ترك‬

‫أ‪ -‬اإلستهالك على أقساط سنوية محددة‪ :‬وهذا هو أكثر األساليب الفنية إستخداما ً في إستهالك القروض‪ ،‬وتدفع‬
‫الدولة بموجبه جزءا ً من قيمتها األصلية ألصحاب السندات سنوياً‪ ،‬باالضافة الى الفائدة المستحقة عليها إلى أن‬
‫يتم إستهالك السندات بعد مدة من الزمن‪.‬‬
‫يجز أ عملية دفع قيمة السندات ألصحابها‪ ،‬وقد تكون قيمة أقساطها السنوية‬‫إال أن ما يعيب هذا األسلوب أن ّ‬
‫قليلة‪ ،‬بحيث اليحقق ميزة للدائن الذي يفضل أما ابقاء الدين بمبلغ كبير يستحق عليه فائدة سنوية أو قبض ديونه‬
‫كاملة لإلستفادة منها في مجال آخر‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلستهالك بطريق القرعة‪ :‬وتتم عند حلول أجل اإلستهالك‪ ،‬حيث يجري اخراج نسبة معينة من السندات في‬
‫كل سنة في عملية قرعة وتسديد قيمتها ألصحابها كاملة‪ ،‬وتتكرر هذه العملية إلى أن يتم إستهالك جميع السندات‪.‬‬
‫ج‪ -‬إستهالك من خالل تدخل الدولة لشراء السندات من سوق األوراق المالية‪ :‬ويتم ذلك عندما يكون سعر السندات‬
‫في البورصة أقل من سعر التعادل ‪ ،‬أو أن قيمتها دون القيمة االسمية األصلية‪ ،‬وتربح الدولة من عملية الشراء‬
‫هذه الفرق بينهما‪ ،‬إال أنه ليس بإمكان الدولة إستهالك عدد كبير من السندات بسبب أن إقبالها على شرائها من‬
‫البورصة يؤدي الى إرتفاع ثمنها‪ .‬أما عندما يكون سعر السندات تتجاوز سعر التعادل‪ ،‬فإن الدولة تمتنع عن‬
‫إستهالكها بطريق الشراء من البورصة‪ ،‬ألن ذلك يجعل الدولة تدفع قيمة أعلى من أصل الدين‪ .‬لذلك من مصلحة‬
‫الدولة أن تستعين بأسلوب اإلستهالك بالقرعة لتجنب دفع مبلغ يزيد عن القيمة اإلسمية للسندات‪.‬‬

‫الضرائب‬

‫‪28‬‬
‫تحتل الدراسات الخاصة بالضرائب مكان الصدارة في الدراسات المالية ضمن نطاق علم المالية العامة‪ .‬وال تأتي أهمية‬
‫الضرائب من كونها أهم اإليرادات العامة للدولة فحسب‪ ،‬وإنما أيضا ً لما تثيره الدراسات الضريبية من مشاكل إقتصادية‬
‫وقانونية وإجتماعية وسياسية أيضا ً‪.‬‬

‫ولما ينتج عنها من آثار إقتصادية تلعب دورا ً بارزا ً في اإلقتصاديات القومية مهما إختلفت األوضاع اإلقتصادية التي‬
‫تعمل في ظلها األنظمة الضريبية في نظمها (رأسمالية أو إشتراكية) وبنيانها (متقدمة أو نامية)‪ .‬بل يمكن القول أن‬
‫السياسة الضريبية لما تلعبه من دور مهم تعد من أهم أدوات السياسية اإلقتصادية وأكثرها عمقا ً في تأثيرها‪ .‬لذلك تنال‬
‫الضرائب إهتمام الدارسين والباحثين في علم المالية العامة‪.‬‬

‫عرف الضريبة وآراء الفقهاء حولها!‬


‫طرح الفقه المالي عدة تعاريف لتحديد ماهية الضريبة وإعطاء مفهوم واضح يتناسب مع أهميتها‪ .‬ومن تلك التعاريف‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف للفقيه (جيز)‪( :‬أنها إستقطاع أو فريضة مالية يدفعها األفراد جبراً‪ ،‬وبشكل نهائي وبدون مقابل لتغطية‬
‫األعباء المالية)‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف لألستاذ (كادمن)‪ ( :‬إستقطاع سيادي عن طريق السلطات العامة لتحقيق هدف تغطية األعباء العامة‬
‫وتوزيعها بموجب الطاقات الضريبية للمواطنين)‪.‬‬
‫ويعرف أيضا ً بأنها‪( :‬فريضة مالية نقدية تستأديها الدولة جبرا ً من األفراد بدون مقابل‪ ،‬بهدف تمويل نفقاتها‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫العامة وتحقيق األهداف النابعة من مضمون فلسفتها السياسية)‪.‬‬

‫ما هي خصائص الضريبة واشرح اثنين منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬الضريبة مبلغ من المال‪:‬‬

‫األصل في الضريبة أنها مبلغ من النقود‪ ،‬أي أنها إقتطاع نقدي وهذا هو الحال في العصر الحديث‪(.‬اليعد تقديم‬
‫الخدمات كالسخرة أو الخدمة العسكرية ضريبة)‪.‬‬

‫ب‪ -‬الضريبة فريضة إجبارية‪:‬‬

‫ويعتبر هذا العنصر من أهم العناصر في الضريبة‪.‬‬


‫وتستمد عنصر اإلجبار هذا قوته من إرادة المشرع المعبر عنها بقاعدة قانونية (يعتبر من النظام العام)‪ .‬وإنطالقا ً‬
‫من حساسية الضريبة وخطورتها تنص الدساتير على أن فرض أو إلغاء الضريبة ال يتم إال بقانون وليست‬
‫بالئحة أو قرار إداري‪ .‬ألنها تمثل موردا ً أساسيا ً للدولة في تغطية نفقاتها‪ ،‬كما أنها تشكل إعتداء على أموال‬
‫األفراد‪ .‬وألهمية ذلك البد من صدورها بقانون يصادق من قبل السلطة التشريعية‪.‬‬

‫ج‪ -‬الضريبة فريضة ذات أهداف‪:‬‬


‫‪29‬‬
‫إنها تحمل أهدافا ً مالية وأغراضا ً إقتصادية وإجتماعية‪ .‬ألن الضريبة تساهم في تحمل األعباء العامة‪ ،‬وهذا هو‬
‫الهدف المالي أي تغطية نفقات الدولة في مختلف القطاعات‪.‬‬
‫أما األهداف اإلقتصادية‪ ،‬فإن الضريبة تساهم في محاربة التقلبات اإلقتصادية كما تلجأ إليها الدولة‪ ،‬بهدف‬
‫تشجيع أو تقليل اإلستهالك لبعض أنواع سلع اإلستهالك غير المرغوبة‪ ،‬أو لتشجيع بعض فروع الصناعات‬
‫المحلية بتخفيف الضرائب عنها أو إعفائها‪.‬‬
‫ومن األهداف اإلجتماعية تقريب التفاوت بين الدخول عن طريق اإلستخدام األمثل للضرائب على الدخل‬
‫والتركات‪ ،‬كما تستخدم الضرائب لتشجيع النسل في بعض الدول التي تعاني من نقص السكان واليد العاملة‪ ،‬أو‬
‫لتقليص النسل في البالد التي تعاني من كثرة السكان‪.‬‬

‫د‪ -‬الضريبة فريضة بدون مقابل‪:‬‬

‫من خصائص الضريبة أنها تدفع بدون مقابل أو أن دافعها ال يؤديها لغرض الحصول على فائدة خاصة له‪.‬‬
‫وعليه يدفع الفرد الضريبة بوصفه عضوا ً في جماعة سياسية معينة تربطه بها روابط عديدة ويجب عليه تحمل‬
‫نفقاتها العامة والتي تكون الزمة الستمرار وإنتظام الحياة الجماعية بها‪ .‬وال يعني ذلك أن دافع الضريبة ال‬
‫يستفيد منها‪ ،‬بل على العكس فهو يستفيد منها ولكن بصفته فردا ً في الجماعة فهو يستفيد من خدمات مرافق‬
‫الدولة بوصفه مواطنا ً في البلد‪.‬‬

‫ه‪ -‬الضريبة تدفع بصورة نهائية‪:‬‬

‫إن األفراد يدفعون الضريبة إلى الدولة بصورة نهائية‪ ،‬بمعنى أن الدولة ال تلتزم برد قيمتها لهم أو بدفع أية فوائد‬
‫عنها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫األساس القانوني للضريبة‬

‫حاول فقه المالية العامة تلمس األ ساس الذي يعطي للدولة الحق في فرض الضرائب وإلتزام الفراد بدفعها‪.‬‬
‫ويمكن رد هذه المحاوالت إلى‬
‫هناك تياران كبيران لبيان اساس الضريبة فما هما واشرح واحدا منهاما؟!‪.‬‬

‫أولا‪ /‬نظرية المنفعة والعقد اإلجتماعي‪:‬‬

‫يؤسس أنصار هذه النظرية فكرة المنفعة على إرتباط الفرد بعقد ضمني بينه وبين الدولة يسمى ب(العقد‬
‫اإلجتماعي)‪ ،‬وهذه الفكرة نادى بها الفيلسوف جان جاك روسو‪ .‬ويتمثل هذا العقد في كون األفراد يتنازلون عن‬
‫جزء من حرياتهم لحماية باقي أفراد المجتمع‪ ،‬كما أنهم بمقتضى عقد مالي يلزمون بدفع الضرائب مقابل المنافع‬
‫التي تعود عليهم من نشاط الدولة‪ .‬بمعنى أن األفراد يرتبطون بالدولة بعقد ضمني ذي طبيعة مالية يقوم بمقتضاه‬
‫باإلستفادة من خدمات األمن التي توفرها الدولة في مقابل دفع ثمن هذه الخدمة في صورة ضريبة‪ ،‬أي اعتبروا‬
‫الضريبة هي ثمن لألمن الذي توفره الدولة لألفراد‪.‬‬

‫وقد اختلف أنصار هذه النظرية في تكييف طبيعة هذا العقد‪ ،‬فاعتبره البعض كأدم سميث‪( ،‬عقد بيع خدمات)‪.‬‬
‫فالدولة تبيع خدماتها لألفراد مقابل إلتزامهم بدفع ثمن هذه الخدمات في صورة ضرائب‪ .‬وبالرغم من سهولة‬
‫هذا التكييف وبساطته إال أنه يخالف الحقيقة‪ .‬فمن الصعوبة بمكان تقدير قيمة المنفعة التي تعود على دافع‬
‫الضريبة من خدمات الدولة باعتبار أن كثيرا ً من الخ دمات التي تقدمها الدولة غير قابلة لإلنقسام أو التجزئة‬
‫كاألمن والدفاع والتمثيل الدبلوماسي‪...‬‬

‫وصور البعض اآلخر هذا العقد الضمني على أنه (عقد شركة)‪ .‬وأصحاب هذا التكييف اعتبروا أن الدولة شركة‬
‫إنتاج كبيرة‪ ،‬الشركاء فيها هم أفراد المجتمع حيث يقوم كل منهم بأداء عمل معين ويتحمل في سبيل ذلك بنفقات‬
‫خاصة‪ .‬ويوجد إلى جانب النفقات الخاصة‪ ،‬نفقات عامة يقوم بها مجلس إدارة هذه الشركة‪ ،‬أي الحكومة‪ ،‬تعود‬
‫منفعتها على جميع الشركاء‪ ،‬أي خدمات المرافق العامة‪ ،‬ومن ثم يتعين على هؤالء المساهمين المشاركة في‬
‫هذه النفقات في صورة الضرائب التي تفرضها عليهم الدولة‪.‬‬

‫وذهب بعض آخر وعلى رأسهم مونتسكيو‪ ،‬إلى تكييف هذا العقد على أنه (عقد تأمين)‪ .‬فاألفراد يدفعون‬
‫الضرائب للدولة كتأمين على الجزء الباقي من أموالهم واالنتفاع بها على أفضل سبيل‪ .‬ومن ثم تعد الضريبة‬
‫قسط التأمين الذي يدفعه األفراد مقابل حماية الدولة للجزء الباقي من أموالهم وأيضا ً أشخاصهم‪.‬‬
‫ويمتاز هذا التكييف بإلزام األفراد بدفع مقدار من الضرائب يتناسب مع دخولهم إستنادا ً إلى ضرورة تناسب‬
‫قسط التأمين مع محل التأمين (الشئ المؤمن عليه)‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬فإن نظرية المنفعة والعقد اإلجتماعي‪ ،‬وإن كانت تبحث عن مبرر لكي تكون الضريبة‬
‫متناسبة مع الدخل أو الثروة الخاضعة لها على أساس عقدي‪ ،‬ال تناسب العصر الحديث بكل تطوراته وتغيراته‪.‬‬
‫لذا فقد ظهر تيار آخر يؤسس فرض الضريبة على نظرية التضامن اإلجتماعي‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ /‬نظرية التضامن اإلجتماعي‪:‬‬

‫تقوم هذه النظرية على فكرة أساسية مؤداها‪ ،‬أن األفراد يسلمون بضرورة وجود الدولة‪ ،‬كضرورة سياسية‬
‫وإجتماعية‪ ،‬تحقق مصالحهم وتشبع حاجاتهم‪ .‬ومن ثم ينشأ بين األفراد تضامن إجتماعي بموجبه يلتزم كل فرد‬
‫بأداء الضريبة المفروضة عليه‪ ،‬كل بحسب مقدرته المالية‪ ،‬كي تتمكن الدولة من القيام بوظائفها المتعددة‬
‫وتوفيرالخدمات العامة لكافة المواطنين بال أستثناء‪ ،‬وبغض النظر عن مدى مساهمتهم في تحمل األعباء العامة‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك فمن الممكن إستفادة بعض األفراد بالخدمات العامة رغم عدم قيامهم بدفع الضرائب أو بدفع‬
‫مبالغ زهيدة كأصحاب الدخول المحدودة‪ ،‬وعدم انتفاع البعض اآلخر بهذه الخدمات رغم قيامهم بدفع ضرائب‪،‬‬
‫كالمواطنيين المقيمين في الخارج‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن نظرية التضامن اإلجتماعي تقترن بفكرة السيادة التي تمارسها الدولة على رعاياها‪،‬‬
‫ومن ثم إلزامهم وإجبارهم على أداء الضريبة‪ .‬وهذا يفسر إلزام األجانب المقيمين في الدولة‪ ،‬إقامة عادية أو‬
‫مستمرة‪ ،‬بالمساهمة في األعباء والتكاليف العامة وأداء الضريبة المفروضة عليهم‪.‬‬
‫مما سبق‪ ،‬يتضح أن نظرية التضامن اإلجتماعي تمثل األساس القانوني الذي تستمد منه الدولة سلطتها في فرض‬
‫الضريبة على المقيمين على أرضها من وطنيين وأجانب‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫القواعد العامة التي تحكم الضريبة‬

‫يقصد بها مجموعة القواعد والمبادئ التي يتعين على المشرع المالي االسترشاد بها ومراعاتها بصدد تقرير النظام‬
‫الضريبي في الدولة‪ .‬وهي قواعد تحقق مصلحة المكلف (دافع الضريبة) من جهة‪ ،‬ومصلحة الخزانة العامة من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫يعتبر "آدم سميث" أول من نظم تلك القواعد والمبادئ‪ ،‬وحدد أربع قواعد ينبغي مراعاتها في مجال التنظيم الفني‬
‫للضرائب بهدف التوفيق بين مصلحتي الخزينة العامة والمكلفين‪ ،‬وهذه القواعد األربع هي‪:‬‬
‫بين ماهي قاعدة العدالة في الضريبة؟!‬
‫‪ /1‬قاعدة العدالة‪:‬‬
‫لم تكن العدالة في مجال الضريبة محل إتفاق بين كتاب المالية العامة‪ .‬وذلك ألن كتاب المالية العامة التقليديين كانوا‬
‫يرون‪ ،‬أنها تعني أن يح ّمل كل أعضاء المجتمع أعباء الدولة‪ ،‬كل وفق مقدرته النسبية‪ ،‬أي بالتناسب مع مدخوالتهم في‬
‫ظل حماية الدولة لهم‪ ،‬أي أنهم كانوا يدعون إلى أن الضرائب النسبية هي التي تحقق قاعدة العدالة‪.‬‬

‫وعلى العكس من ذلك يرى الفكر المالي الحد يث‪ ،‬أن الضرائب النسبية ال تحقق العدالة‪ ،‬بل أن الذي يحقق العدالة‬
‫الصحيحة هي الضرائب التصاعدية‪ ،‬ألنها المعيار األكثر عدالة في تقدير المقدرة على الدفع لكل مواطن في تحمل‬
‫األعباء العامة‪ .‬وذلك إلختالف العبء المالي مع إختالف مستوى الدخل‪ .‬فالفرد الذي يقدم (‪ )%11‬من دخله البالغ (‪1‬‬
‫مليون دينار) يكون قد تحمل عبئا ً ماليا ً أكبر بكثير من ذلك الشخص الذي يقدم أيضا ً (‪ )%11‬من دخله البالغ (‪ 11‬مليون‬
‫دينار)‪.‬‬
‫اضافة الى ذلك فال يتم فرض الضريبة بالنظر فقط الى المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬ولكن بالنظر الى المقدرة التكليفية‬
‫الحقيقية للم كلف‪ ،‬مثال ذلك تقرير إعفاء للحد األدنى الالزم لمعيشة المكلف‪ ،‬أو تقرير إعفاءات ضريبية األعباء العائلية‬
‫أو التمييز في المعاملة الضريبية بين الدخول بحسب مصادرها‪.‬‬
‫ماهي قاعدة اليقين والمالئمة واالقتصاد في الضريبة؟ واشرح اثنين منها!‬
‫‪ /2‬قاعدة اليقين‪:‬‬
‫ويقصد بها أن تكون الضريبة محددة بصورة قاطعة دون أي غموض أو إبهام‪ .‬والغرض من ذلك‪ ،‬أن يكون المكلف‬
‫على علم يقيني بمدى التزامه بصورة واضحة ال لبس فيها‪ .‬ومن ثم يمكنه أن يعرف مقدما ً موقفه الضريبي من حيث‬
‫الضرائب الملزم بأدائها وسعرها وكافة األحكام القانونية المتعلقة بها وغير ذلك من المسائل الفنية المتعلقة بالضريبة‪.‬‬
‫باإلضافة الى معرفته لحقوقه تجاه اإلدارة المالية والدفاع عنها‪.‬‬

‫‪ /3‬قاعدة المالئمة‪:‬‬
‫وتعني هذه القاعدة ضرورة تنظيم أحكام الضريبة بصورة تالئم ظروف المكلفين بها‪ ،‬وتيسير دفعها وخاصة فيما يتعلق‬
‫بميعاد التحصيل وطريقته وإجراءاته‪.‬‬
‫وتهدف هذه القاعدة الى عدم تعسف اإلدارة المالية في استعمال سلطتها بإجراءات الربط والتحصيل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ /4‬قاعدة اإلقتصاد‪:‬‬
‫ويقصد بهذه القاعدة أن يتم تحصيل الضريبة بأسهل وأيسر الطرق التي ال تكلف اإلدارة المالية مبالغ كبيرة‪ ،‬خاصة في‬
‫ظل الروتين واإلجراءات المعقدة‪ ،‬مما يكلف الدولة نفقات قد تتجاوز حصيلة الضريبة ذاتها‪ .‬ومراعاة هذه القاعدة يضمن‬
‫للضريبة فعاليتها كمورد هام تعتمد عليه الدولة دون ضياع جزء كبير منه في سبيل الحصول عليه‪.‬‬

‫أنواع الضرائب‬

‫تضم الضرائب في الوقت الحاضر أنواعا ً عديدة‪ ،‬تتفاوت في أهميتها وكذلك في آثارها اإلقتصادية واإلجتماعية‪ .‬في‬
‫ضوء ذلك تقسم الضرائب إلى نوعين رئيسيين وهما‪:‬‬

‫أولا‪ /‬الضرائب المباشرة‬

‫ثانيا ا‪ /‬الضرائب غير المباشرة‬

‫وعادة تتكون الضرائب المباشرة من الضرائب على الدخل والضرائب على رأس المال‪ .‬وتتضمن الضرائب غير‬
‫المباشرة الضرائب على اإلستهالك والضرائب على التداول‪.‬‬

‫بالرغم من ذلك أن هذه التقسيمات هي من أهم أنواع الضرائب التي تجد تطبيقا ً على نطاق واسع في الدول كافة تقريبا ً‪.‬‬

‫بين ماهي انواع الضرائب المباشرة‪:‬‬

‫تفرض الضرائب المباشرة على الدخل أو على رأس المال‪ .‬وتسمى بالضريبة على الدخل أو الضريبة على رأس المال ‪.‬‬

‫أ‪ /‬الضرائب على الدخل‪:‬‬

‫وتتمثل الضرائب على الدخل في تلك الضرائب التي تتخذ من الدخل وعاءا ً لها‪ ،‬أي أن المادة الخاضعة للضريبة هو‬
‫الدخل الذي يتولد للشخص الطبيعي أو المعنوي‪ .‬وبما أن الدخل وعاء هذه الضرائب فمن األجدر أن نحدد المفهوم الدقيق‬
‫للدخل بغية تحقيق غايتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬حتى ال تشمل الضريبة بعض األموال التي ال تعد من قبيل الدخول‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬عدم تهرب بعض العناصر التي تعد من قبيل الدخول‪.‬‬

‫ب‪ /‬الضرائب على رأس المال‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫و يقصد برأس المال مجموع األموال التي يمتلكها األفراد في لحظة فرض الضريبة‪ ،‬ويشمل األراضي والمباني والنقود‬
‫واألسهم والسندات وكل ما يخمن بالنقود وقابل ألعطاء دخل لحائزه‪ .‬وعلى هذا األساس فان الضرائب على رأس المال‬
‫هي التي تتخذ من رأس مال األفراد وعاءا ً لها‪.‬‬

‫ماهي أهم انواع الضرائب على رأس المال بين اثنين منها؟!‬

‫‪ -1‬الضريبة العادية على رأس المال‪:‬‬


‫تفرض هذه الضريبة على قيمة ثروة المكلف بها‪ ،‬كلها أو على بعض عناصرها‪ .‬وعادة تكون أسعارها‬
‫منخفضة ألن وعاءها من الضخامة مما يسمح في الحصول على إيرادات غزيرة‪.‬‬

‫‪ -2‬الضريبة اإلستثنائية على رأس المال‪:‬‬


‫تتشابه هذه الضريبة مع سابقتها من حيث أن المادة الخاضعة لها هي رأس المال المكلف‪ ،‬إالّ انها تختلف عنها‬
‫في سعر الضريبة‪ .‬في حين يكون سعر الضريبة العادية منخفضا ً‪ ،‬نجد أن الضريبة اإلستثنائية تفرض بسعر‬
‫أعلى‪ ،‬ولعل ما يسوغ ارتفاع سعر هذه الضريبة هو أنها تفرض في ظروف استثنائية تكون فيها الدولة بأمس‬
‫الحاجة إلى األموال‪ ،‬إما لتسديد ديون كبيرة أثقلت كاهلها أو إلنجاز بعض األعمال المهمة وال تتوفر لديها‬
‫األموال‪ ( .‬عرفت هذه الضريبة في كثير من دول أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية األولى والثانية)‪.‬‬

‫‪ -3‬الضرائب على التركات‪:‬‬


‫وهي الضرائب التي تفرض على مجموع ما يملكه الفرد في لحظة زمنية معينة‪ ،‬هي الوفاة‪ .‬أي أن الواقعة‬
‫المنشئة للضريبة هي الوفاة‪ .‬وتتخذ هذه الضرائب أنواعا ً متعددة‪ ،‬فهي إما تفرض على مجموع التركة أو على‬
‫نصيب كل وارث أو على مجموع التركة ثم على نصيب كل وارث‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ /‬الضرائب غير المباشرة‪:‬‬

‫تفرض الضرائب غير المباشرة بأحد األشكال التالية‪ :‬فهي أما أن تفرض على واقعة انفاق الدخل على أموال اإلستهالك‬
‫واإلنتاج وتسمى بالضرائب على اإلستهالك‪ ،‬تسمى أيضا ً (بالضرائب على اإلنفاق)‪ ،‬أو أنها تفرض بمناسبة إنتقال‬
‫وتداول رأس المال (الثروة) من فرد إلى آخر وتسمى بالضرائب على حق إنتقال الملكية أو تداول رأس المال‪.‬‬

‫ما هي اهم انواع الضرائب غير المباشرة واشرح نوعا واحدا منها؟!‬

‫أ‪ /‬الضرائب على اإلستهالك واإلنتاج (اإلنفاق)‪:‬‬

‫وهي التي تفرض على المكلف عند قيامه بإستهالك السلع والخدمات‪ ،‬وتتخذ هذه الضرائب من اإلنفاق اإلستهالكي‬
‫وعاءا ً لها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تتخذ هذه الضرائب من انفاقات وإستعماالت الفرد لبعض البضائع وعاءا لها‪ ،‬كالضريبة الكمركية التي تفرض على‬
‫البضائع بمناسبة إجتيازها الحدود سواء كانت مستوردة أو مصدرة‪ .‬وتفرض وفق نسبة مئوية من قيمة البضاعة‪ ،‬وتسمى‬
‫بالضريبة القيمية‪ ،‬أو بموجب مبلغ محدد على البضاعة وتسمى بالضريبة النوعية‪.‬‬

‫قد تفرض بشكل ضرائب على إستعمال بعض اإلستهالك ال على واقعة شرائها‪ ،‬كالضريبة على استعمال التلفزيون‬
‫والسيارة والراديو ‪...‬‬

‫وقد تفرض الضريبة على إنتاج بعض أنواع البضائع‪ .‬تفرض هذه الضريبة على السلع المحلية‪ ،‬كالضريبة على السكاير‪،‬‬
‫المشروبات الروحية‪ ،‬القهوة‪...‬‬

‫ب‪ /‬الضرائب على التداول‪:‬‬

‫ال تتركز الضريبة فقط على الدخل عند تحققه أو انفاقه‪ ،‬وإنما تنطبق أيضا ً على الدخل أو الثروة عند تداوله أو التصرف‬
‫فيه‪ ،‬وبذلك نالحظ أن عددا ً من التشريعات المالية الحديثة تفرض الضرائب على تداول األموال‪ ،‬أو انتقالها من خالل‬
‫التعامل‪ ،‬وكذلك على التصرفات القانونية‪.‬‬

‫فضريبة الطابع وضرائب التسجيل تعد أمثلة حية لمثل هذه الضرائب‪ ،‬وإن كانت معظم التشريعات المالية والعربية‬
‫واألجنبية تطلق عليها تسمية رسوم‪ ،‬إال أنها في حقيقتها ضرائب بالمعنى الفني لهذه الفريضة‪.‬‬

‫فتفرض ضريبة الطابع على بعض عمليات التداول‪ ،‬التي تتم عن طريق تجهيز مستندات كالعقود والكمبياالت والشيكات‪،‬‬
‫أما ضرائب التسجيل فتفرض على تصرفات نقل الملكية وتثبيت هذه العملية رسميا‪ .‬تدفع أحيانا ً وفق نسبة معينة من‬
‫قيمة الثروة‪ ،‬أو بموجب مبلغ مقطوع‪.‬‬

‫فمثالً في العراق تفرض على تصرف تنقل ملكية العقار نسبة مئوية وهي ‪ %3‬من قيمة العقار‪ ،‬وتسمى برسوم التسجيل‬
‫العقاري‪.‬‬

‫أو أنها يفرض مبلغ مقطوع ال عالقة له بقيمة الثروة‪ ،‬كما هو الحال في نقل ملكية المركبات‪ .‬وقد تجبى على شكل طوابع‬
‫ذات قيمة معينة‪ ،‬عندما يتطلب القانون الصاق طوابع ذات قيمة معينة على أوراق التعاقد‪...‬‬

‫‪36‬‬
‫تحديد مقدار الضريبة‬

‫يتحدد مقدار الضريبة من خالل تطبيق سعر معين على المادة الخاضعة لها‪.‬‬
‫ويقصد بسعر الضريبة النسبة بين مقدار الضريبة والمادة المكونة لوعائها (أي مقدارها منسوبا الى قيمة وعائها)‪.‬‬
‫وهناك طريقتان لتحديد مقدار الضريبة‪:‬‬
‫هناك طريقتان لتحديد مقدار الضريبة فما هما واشرح احدهما؟!‬

‫أولا‪ /‬طريقة تحديد المسبق لحصيلة الضريبة (الضريبة التوزيعية)‪:‬‬

‫يكتفي المشرع في الضريبة التوزيعية بتحديد المبلغ اإلجمالي الواجب تحصيله كضريبة معينة من األفراد‬
‫الخاضعين لها‪ .‬كأن يحدد عشرة ماليين دينار كضريبة على دخل العقارات المبنية في الدولة‪ .‬وبعد ذلك تقوم السلطة‬
‫التنفيذية بتقسيم عبء هذه الضريبة على األقسام اإلدارية نزوالً على سلم التنظيم الهرمي لإلدارة‪ ،‬حتى تصل أدنى‬
‫مستوى من التنظيم‪ ،‬وليكن القرية مثالً‪ .‬في داخل القرية تقوم اإلدارة بتقسيم ما يتعين على أفراد القرية دفعه‪ ،‬أما بالتساوي‬
‫أو على شكل نسبي وفقا ً للقدرة التكليفية لكل فرد‪.‬‬
‫ومن هذا يتبين أن ال يمكن معرفة سعر الضريبة التوزيعية مسبقاً‪ ،‬وإنما ينتظر حتى يتم توزيع المبلغ الكلي للضريبة‬
‫وسعرها على جميع المكلفين الخاضعين لها‪.‬‬
‫لكن مجال تطبيق هذا النوع من الضريبة هي الدول ذات األنظمة اإلدارية والمالية الضعيفة‪ .‬إذ أن ما يعيب هذا‬
‫النوع من الضريبة انفصالها عن النشاط اإلقتصادي‪ ،‬حيث يحصل مبلغ الضريبة بصرف النظر عن النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫وبالتالي مهما كانت قيمة المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬وهذا يعني عدم مرونة الحصيلة‪ ،‬كما ال يمكن معها مراعاة المقدرة‬
‫التكليفية للمكلفين وبالتالي انعدام العدالة التوزيعية‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ /‬طريقة تحديد سعر الضريبة (الضريبة التناسبية والضريبة التصاعدية)‪:‬‬

‫يقوم المشرع وفقا ً لهذه الطريقة بتحديد سعر الضريبة أي النسبة المئوية من المادة الخاضعة للضريبة التي يدفعها‬
‫المكلف‪ .‬وعندئذ تتغير حصيلة الضريبة مع تغيير قيمة المادة الخاضعة للضريبة بحسب الظروف التي يمر بها اإلقتصاد‬
‫من خالل التوسع أو اإلنكماش‪ .‬كما أنها توسع من مساحة العدالة الضريبية التي قد تحققها الطريقة السابقة‪ .‬اال أن درجة‬
‫العدالة الضريبية وفقا ً لهذه الطريقة تختلف في حالة الضريبة التناسبية عنها في التصاعدية وكما يأتي‪:‬‬
‫بين ما الفرق بين الضريبة النسبية والتصاعدية؟!‬
‫‪ ‬الضريبة النسبية‬
‫تكون الضريبة نسبية إذا كان سعرها ثابتا ً ال يتغير بتغيير قيمة المادة الخاضعة لها‪ ،‬مثالً أن تفرض ضريبة‬
‫على األرباح التجارية والصناعية بسعر (‪ )%11‬ففي هذه الحالة تظل نسبة المبلغ المستقطع كضريبة من‬
‫األرباح المتحققة ثابتة مهما تغير مقدار هذه األرباح‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫غير أن ما يعاب على هذا األسلوب أنه غير عادل وحصيلته قليلة‪ .‬حيث أن العبء النسبي للضريبة يكون أكبر‬
‫بالنسبة للمكلف ذي الدخل األقل‪ ،‬وأقل بالنسبة للمكلف ذي الدخل األكبر‪.‬‬

‫‪ ‬الضريبة التصاعدية‬
‫وتكون الضريبة تصاعدية إذا كان سعرها يزداد بارتفاع المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬فإذا تم فرض ضريبة عامة‬
‫على اإليراد بسعر (‪ )%11‬على األلف دينار األول من دخل المكلف و (‪ )%11‬على األلف دينار الثانية‬
‫وهكذا‪ .‬يتضح أن حصيلة الضريبة النسبية تزداد بنفس إرتفاع مقدار المادة الخاضعة لها‪.‬‬

‫المشكالت الفنية التي تعترض التنظيم الفني للضرائب‬

‫تتحدد هذه المشكالت من خالل عدة أسباب أهمها تتعلق بمبدأ عمومية الضريبة واإلستثناءات الواردة عليه واإلزدواج‬
‫الضريبي‪.‬‬

‫بين ما المقصود من عمومية الضريبة؟!‬

‫يقصد بعمومية الضريبة‪ :‬أن تفرض الضريبة على جميع األشخاص واألموال في مجتمع من المجتمعات‪ ،‬فال يعفى‬
‫دون مسوغ بعض السكان من دفعها‪ ،‬كما ال تفرض على أموال دول أخرى‪.‬‬

‫ويتضح من خالل ذلك أن تلك العمومية هي في حقيقتها عموميتان هما‪:‬‬

‫العمومية الشخصية‪ :‬وهو التزام المواطنين كافة في الدولة فضالً عن المقيمين خارجها (إذا كانت لهم أمالك في‬
‫الدولة) وكذلك األجانب القاطنين فيها بدفع الضريبة ‪.‬‬

‫والعمومية المادية‪ :‬وهي تسري على جميع األموال كافة الخاضعة للضريبة سواء كانت دخوالً أم ثروات‪.‬‬

‫غير أن القاعدة العمومية ليست مطلقة‪ ،‬وإنما ترد عليها بعض اإلستثناءات التي تتخذ صورة اعفاءات خاصة باألفراد‬
‫وأخرى خاصة باألموال‪.‬‬

‫هناك نوعان من العفاءات فما هما و اشرح واحدا منهماترك‪:‬‬


‫أ‪ -‬اعفاء األشخاص والهيئات التي ال تستهدف خالل نشاطها تحقيق الربح تشجيعا ً لها لالستمرار بنشاطها ما‬
‫بقي هذا النشاط يحقق المصلحة العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اعفاء رجال السلك السياسي (الهيئات الدبلوماسية)‪ ،‬ومباني السفارات والقنصليات‪ ،‬وقد جرت العادة على‬
‫أن ذلك االعفاء يعد سائرا ً حتى في حالة عدم النص عليه صراحة في قوانين الضرائب‪ ،‬ويستند ذلك االعفاء‬
‫الى أساس أن عملهم ال يرمي الى الربح ‪ ،‬وإنما توثيق العالقات وأن اقامتهم ليست في الدولة التي يمارسون‬
‫عملهم فيها‪ ،‬وإنما في أرض دولتهم التي يمثلونها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -1‬العفاءات الخاصة باألموال‪:‬‬
‫أ‪ -‬اعفاء الدخول الصغيرة تحقيقا ً لقاعدة اإلقتصاد‪ ،‬ألن الوصول إليها وحصرها يتطلب جهدا ً إداريا ً كبيرا ً ال‬
‫يساوي الحصيلة المتحققة منها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعفاء بعض األموال لرغبة الدولة في اإلكثار منها‪ ،‬بالنشاط اإلقتصادي‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ /‬اإلزدواج الضريبي‪:‬‬

‫حتى تتحقق العدالة الضريبية يتطلب األمر عدم خضوع المكلف ذاته لضريبة نفسها وعن المال نفسه وللسبب نفسه‪ .‬أي‬
‫ال يكون هناك تعددا ً أو إزدواجا ً ضريبيا ً‪.‬‬

‫عرف اإلزدواج الضريبي بأنه ‪:‬‬


‫ّ‬
‫(خضوع المال نفسه ألكثر من مرة لضريبة من النوع نفسه للشخص نفسه وعن المدة نفسها)‪.‬‬

‫بين عناصر اإلزدواج الضريبي واشرح واحدا منها‪:‬‬

‫‪ -1‬وحدة الشخص الخاضع للضريبة‬

‫يشترط لقيام اإلزدواج وحدة الشخص الخاضع للضريبة أي خضوع المكلف نفسه ألكثر من مرة للضريبة‪.‬‬

‫إال أن المشكلة تثور في التطبيق بين النظرة القانونية والنظرة اإلقتصادية أو الفعلية بالنسبة لألشخاص المعنوية‪ ،‬ففرض‬
‫ضريبة على أرباح الشركات المساهمة وضريبة أخرى على ما يوزع من أرباح تلك الشركة ال يؤدي إلى اإلزدواج من‬
‫الناحية القانونية‪ ،‬إلختالف شخصية المساهمين عن الشخصية المعنوية للشركة إذ تكون األخيرة مستقلة من الناحية‬
‫القانونية عن شخصية المساهمين‪.‬‬

‫وال تقف عند التنظيم القانوني من الوجهة اإلقتصادية أو الفعلية وإنما تتعداها إلى البحث عن المتحمل الحقيقي للعبء‬
‫الضريبي وفي المثال السابق فإن المساهم هو المتحمل الحقيقي لعبء الضريبتين‪ ،‬المرة األولى‪ :‬لضريبة على األرباح‬
‫وهي تحت يد الشركة أي قبل توزيعها على المساهمين‪ ،‬المرة الثانية‪ :‬بمناسبة توزيعها على المساهمين ومن ثم فإن‬
‫اإلزدواج الضريبي قائم في هذه الحالة‪ .‬ويسمى اإلزدواج في هذه الحالة اإلزدواج اإلقتصادي‪.‬‬

‫‪ -2‬وحدة المادة الخاضعة للضريبة‪:‬‬

‫حتى نكون أمام إزدواج ضريبي وعلى افتراض تحقق األركان األخرى يجب أيضا ً أن تفرض الضريبة على المال نفسه‬
‫أكثر من مرة‪ ،‬أي أن يكون وعاء الضريبة واحدا ً وتدفع الضريبة عنه عدة مرات‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫ويقصد بذلك أن تكون الضريبة من الناحية القانونية واحدة ‪ ،‬مثال ذلك أن تفرض ضريبة الدخل أكثر من مرة أو الضريبة‬
‫على رأس المال أكثر من مرة‪ .‬إال أنه ال يتحقق اإلزدواج إذا فرضت على المال نفسه ضريبة على الدخل‪ ،‬وأخرى‬
‫سنوية معتدلة على رأس المال وإن دفعت نظرا ً إلعتدالها من الدخل أيضاً‪ ،‬ألن الضريبتين من الناحية القانونية مختلفتان‪،‬‬
‫فاألولى ضريبة على الدخل واألخرى ضريبة على رأس المال‪ ،‬ومن ثم ال تتحقق الوحدة المطلوبة بوصفها شرطا ً‬
‫لإلزدواج غير أنه من الناحية اإلقتصادية نكون أمام إزدواج ضريبي‪.‬‬

‫‪ -3‬وحدة المدة المفروضة عنها الضريبة‪:‬‬

‫يشترط لقيام ظاهرة اإلزدواج فضالً عن األركان تحقق ركن وحدة المدة المفروضة عنها الضريبة‪ ،‬ومثال ذلك أن‬
‫تفرض الضريبة على الدخل نفسه لسنة ‪ 2113‬مرة في العراق ومرة في مصر‪ ،‬ولكن ال نكون أمام إزدواج ضريبي‬
‫إذا فرضت الضريبة نفسها المشار إليها مرة سنة ‪ 2113‬في العراق ومرة أخرى سنة ‪ 2114‬في مصر‪.‬‬

‫أنواع اإلزدواج الضريبي‬

‫يحدث اإلزدواج الضريبي في داخل إقليم الدولة‪ ،‬أو يحدث في الخارج بين دولتين أو أكثر‪.‬وإستنادا ً إلى ذلك يمكن تقسيم‬
‫اإلزدواج من حيث نطاقه إلى إزدواج داخلي وإزدواج دولي‪.‬‬
‫كما قد يحدث اإلزدواج بصورة مقصودة من جانب المشرع أو السلطات المالية‪ ،‬أو يحدث بصورة عفوية غير مقصودة‪.‬‬
‫وإستنادا ً إلى ذلك يمكن تقسيم اإلزدواج من حيث قصد المشرع إلى إزدواج مقصود وإزدواج غير مقصود‪.‬‬

‫بين ما الفرق بين اإلزدواج الداخلي واإلزدواج الدولي؟!ترك‪:‬‬

‫يقصد باإلزدواج الداخلي أن تتحقق شروطه داخل إقليم الدولة الواحدة‪ ،‬أيا ً كان شكل هذه الدولة‪ .‬وتطبق كل من السلطات‬
‫المالية التابعة لها قانون الضريبة على نفس الشخص وعلى نفس الوعاء وعن نفس المدة‪( .‬فتفرض الدولة ضريبتين أو‬
‫أكثر على نفس المادة ونفس الشخص ألي سبب من األسباب‪).‬‬

‫أما اإلزدواج الدولي‪ ،‬فيقصد به تحقق شروطه بالنسبة لدولتين أو أكثر‪ ،‬بحيث تقوم السلطات المالية التابعة لدولتين أو‬
‫أكثر بتطبيق تشريعاتها الضريبية على نفس الشخص ونفس الوعاء وعن نفس المدة‪.‬‬

‫اشرح كال من اإلزدواج المقصود واإلزدواج غير المقصود!‪:‬‬

‫يسلك المشرع هذه الطريقة (اإلزدواج المقصود) إما لكي يغطي عجزا ً طارئا ً في ميزانية الدولة‪.‬‬
‫أو لتغطية زيادة النفقات بصورة كبيرة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫أو الرغبة في عدم مواجهة األفراد برفع سعر الضريبة‪.‬‬
‫أو الرغبة في التمييز في المعاملة المالية بين الدخول المختلفة بحسب مصادرها‪ ،‬كأن تفرض ضريبة إضافية بسعر‬
‫منخفض على رأس المال بحيث تؤدي من الدخل باإلضافة إلى الضريبة العامة على الدخل‪ ،‬بقصد معاملة أصحاب‬
‫رؤوس األموال معاملة أشد‪.‬‬
‫أما اإلزدواج غير المقصود يتجسد في اإلزدواج الضريبي الدولي ويرجع سببه إلى مبدأ السيادة الضريبية‪ ،‬وإستقالل‬
‫كل دولة بسن تشريعاتها الضريبية دون النظر إلى تشريعات الدول األخرى‪.‬‬

‫التهرب من الضريبة‬
‫عرف التهرب الضريبي وماهي انواعها واشرح احداها؟!‬
‫التهرب من الضريبة هي ظاهرة يحاول المكلف بالضريبة عدم دفعها كليا ً أو جزئيا ً بعد تحقق واقعتها المنشئة‪ .‬والتهرب‬
‫قد يكون مشروعا ً والذي يطلق عليه تجنب الضريبة‪ ،‬وهو الذي ال يتضمن مخالفة قانونية‪ .‬أو تهربا ً غير مشروع‪ ،‬وهو‬
‫الذي يتضمن مخالفة قانونية‪ ،‬وهو الذي يقصد في الدراسات المالية بالتهرب‪.‬‬
‫ويكون التهرب مشروعا ا في حالتين‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة اإلستفادة من الثغرات القانونية التي يتضمنها التشريع الضريبي‪ ،‬كأن يفرض المشرع ضريبة على أرباح‬
‫األسهم فتقصد الشركات إلى توزيع بعض األرباح في صورة مقابل حضور جلسات الجمعيات العمومية للشركة‪،‬‬
‫كي ال تلحق الضريبة ولتالفي ذلك تخضع بعض التشريعات كالتشريع الفرنسي للضريبة مقابل حضور الجلسات‬
‫أيضا ً‪ .‬أو أن يلجأ األفراد لهبة أموالهم بغية التخلص من ضريبة التركات‪.‬‬

‫‪ -2‬تجنب األفراد عن شراء السلعة التي تفرض عليها ضريبة مرتفعة أو اإلنصراف عن ممارسة استغالل معين‪،‬‬
‫ألن الضريبة على دخله أكثر ارتفاعا ً منها على دخل غيره‪.‬‬

‫أما التهرب غير المشروع فهو التهرب الذي يتضمن غشا ً أو احتيا ً‬
‫ال يلجأ إليه المكلف بالضريبة للتخلص منها‪ ،‬ومن‬
‫صورة محاولة المكلف التهرب من تحديد دين الضريبة عن طريق اإلمتناع عن تقديم االقرار‪ ،‬أو أن يتخلص من جزء‬
‫من الضريبة عندما يقدم إقرارا ً ال يتفق وحقيقة األمر‪ .‬وفي مجال الضريبة الجمركية صورة ادخال السلع المستوردة‬
‫خفية‪ ،‬أو أن يذكر قيمة للسلع المستوردة أقل من قيمتها الحقيقية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫التشريع الضريبي في العراق‬
‫مفهوم الدخل وموقف المشرع العراقي منه‬
‫ان تحديد مفهوم الدخل له اهمية كبرى في نطاق الضررررائب‪ ،‬وذلك أن تفسررريره بشررركل واسرررع يؤدي إلى إخضررراع‬
‫فس رر بشرركل ضرريق لنجم عن ذلك‬
‫عدد كبير من االشررخاص الى ضررريبة الدخل‪ ،‬وبالتالي ازدياد إيرادها‪ ،‬في حين أنه لو ّ‬
‫افالت عدد كبير من االشخاص من الضريبة‪ .‬وهذا ما يؤدي بطبيعة الحال الى تناقص حصيلتها ‪.‬‬

‫بين ماهو مفهوم الدخل من الناحية الضريبية؟!ترك‬

‫تواجه تحديد هذا المفهوم في الواقع عدة مشكالت أبرزها مشكلة التداخل الذي يحدث بين مفهومي الدخل ورأس‬
‫المال‪ ،‬حيث تتداخل أحيانا ً بعض عناصرهما مع بعضها اآلخر‪ ،‬وهذا األمر الذي يثير التساؤل حول ما يعد دخالً وما ال‬
‫يعدّ دخالً‪ ،‬فالمال نفسه قد يعد ّ دخالً في وقت ما‪ ،‬وقد يعد ّ رأس مال في وق ٍ‬
‫ت آخر‪ ،‬كما هو في حالة إدخار الدخل وإعادة‬
‫شخص ما‪ ،‬ورأس مال بالنسبة إلى شخص آخر‪ ،‬كما لو قامت إحدى الشركات‬
‫ٍ‬ ‫استثماره‪ .‬أو قد يعد ّ دخالً بالنسبة إلى‬
‫المساهمة بتوزيع أرباح صورية على المساهمين فتعد هذه التوزيعات رأسمالية بالنسبة إلى الشركة‪ ،‬ألنها تمثل اقتطاعا ً‬
‫من رأسمالها‪ ،‬وتعد ّ دخالً بالنسبة إلى المساهمين ألنها تمثل زيادة في دخولهم‪ ،‬األمر الذي أثار كثيرا ً من االختالف في‬
‫الرأي حول مفهوم الدخل ‪.‬‬

‫ويسود ‪ -‬لدى الفكر المالي وهو بصدد تحديد مفهوم الدخل من الناحية الضريبية ‪ -‬نظريتان وهما ‪-:‬‬

‫‪ -1‬بين ماهي نظرية المصددددر لتحديد الدخل(المفهوم التقليدي للدخل) وعدد شرررواها واشرررح‬
‫اثنين منها؟!‪.‬‬

‫تضرريق هذه النظرية من مفهوم الدخل الخاضررع للضررريبة من خالل وضررعها شررروطا ً موضرروعية من شررأنها أن‬
‫تحقق ذلرك‪ ،‬فرالردخرل بموجبهرا هو‪( :‬كرل مرال نقدي أو قابل للتقدير بالنقود يحصرررررررل عليه الفرد خالل فترة زمنية معينة‬
‫وبصفة دورية ومنتظمة من مصدر مستمر أو قابل لالستمرار)‪.‬‬

‫وعليه ‪ ،‬تشترط هذه النظرية في الدخل توافر الشروط االتية ‪-:‬‬

‫التقدير النقدي ‪-:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫يتخذ الدخل بموجب هذه النظرية صرررورة مبالغ نقدية كالرواتب واالجور التي يسرررتحقها الموظفون والعاملون‪ ،‬أو يكون‬
‫قابالً للتقدير بالنقود‪ ،‬كالمزايا العينية التي يحصررررل عليها العاملون الى جانب أجورهم ( كالسرررركن المجاني‪ ،‬واسررررتخدام‬

‫‪42‬‬
‫سرريارات صرراحب العمل) أو كالدخول المادية القابلة للتقويم بالنقود (كالدخل الذي يحصررل عليه مالك المنزل من سرركنى‬
‫منزله) حيث يعد حاصرررالً على إيراد سرررنوي يعادل القيمة االيجارية للمنزل ‪ .‬وبذلك تكون نظرية المصررردر قد أخرجت‬
‫من نطاقها الخدمات والمنافع التي ال يمكن أن تقدر بالنقود‪ ،‬ثم ال تخضررررررع للضررررررريبة ألنها ال تعد من الدخل ‪ ،‬كاهتمام‬
‫الشخص بحديقة منزله ‪ ،‬والبهجة المستمدة من حيازة لوحة فنية وخدمات ربة البيت في العناية ببيتها وأوالدها‪.‬‬

‫المدة ‪-:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫وهو من أهم العناصر المميزة لرأس المال عن الدخل‪ ،‬ألن الدخل هو االيراد الذي يحصل عليه الشخص في مدة معينة‬
‫تبدأ بتاريخ معين وتنتهي بتاريخ آخر‪ ،‬وغالبا ً ما تكون سررررنة‪ ،‬وهي السررررنة السررررابقة لجباية الضررررريبة ألن القاعدة العامة‬
‫تفترض ان ال تقرردر الضرررررررريبررة جزافراً‪ ،‬برل تكون بنررا ًء على تقرردير فعلي لمقرردار الرردخرل وهو ال يتم االّ برانتهرراء السرررررررنررة‬
‫الضريبية‪.‬‬

‫ج‪ -‬الدورية والنتظام ‪-:‬‬

‫يقصررد بالدورية أن يتصرررف الدخل بالتجدد او القابلية للتجدد في فترات متعاقبة كالراتب الذي يحصرررل عليه الموظف او‬
‫العامل كل شرررررهر‪ ،‬واأليجار الذي يتقاضررررراه مالك العقار في كل قسرررررط ‪ ،‬ومحصرررررول األرض الذي يجنيه زارعها‪ ،‬او‬
‫ايرادات االوراق المالية ( األسررررهم والسررررندات)‪ .‬أما االنتظام فال يقصررررد به الثبات وعدم التغيير‪ ،‬فقد يمرض أو يتعطل‬
‫العامل أو يترك العقار شرراغرا ً لمدة ‪ ،‬أو تبور األرض لمدة ‪،‬ولكن العبرة بتكرار الدخل نتيجة لوجود المصرردر وإمكانية‬
‫تحققه من جديد وهكذا‪ ،‬فاألرباح الرأسررررمالية وأموال االنتقال المجاني وجميع االيرادات التي يحصررررل عليها الشررررخص‬
‫بصرررورة عرضرررية ال تعد عنصررررا ً من عناصرررر الدخل لعدم توافر شررررط الدورية واالنتظام ومن ثم فإنها غير خاضرررعة‬
‫للضريبة ‪.‬‬

‫د‪ -‬ثبات المصدر واستمراره ‪-:‬‬

‫يرتبط هذا الشررررط بالشرررررط السرررابق ( الدورية واالنتظام ) إذ ال يتصررررور تجدد الدخل وانتظامه إال إذا كان ناجما ً من‬
‫مصررررررردر ثابت ودائم‪ ،‬غير ان صرررررررفة الثبات هنا ليس معناها ان مصررررررردر الدخل ال يفنى‪ ،‬فليس هناك مصررررررردر للدخل‬
‫الينضرررب‪ ،‬بل قد يقل الدخل او ينعدم بسرررربب المرض او الوفاة‪ ،‬فليس هناك مصرررردر دائم‪ ،‬بل ان مدة المصرررردر محددة‪،‬‬
‫وغاية االمر المصدر ينبغي ان يتضمن قابلية البقاء لمدة معينة‪.‬‬

‫وخالصررررة القول‪ ،‬أن نظرية المصرررردر تضررررع مفهوما ً للدخل في اضرررريق الحدود‪ ،‬ألنها تخرج كل دخل يحصررررل‬
‫المكلف بصرررورة عرضرررية‪ ،‬وبالتالي التعبر هذه النظرية تعبيرا ً حقيقيا ً عن مقدرة المكلف التكليفية وهي في النهاية تقلل‬

‫‪43‬‬
‫من حصري لة الضرريبة لكون المادة الخاضعة للضريبة تكون في اضيق نطاق االمر الذي أدى إلى ظهور النظرية الثانية‬
‫التي جاءت بمفهوم واسع للدخل وهي نظرية الزيادة في القيمة االيجابية‪.‬‬

‫‪-2‬اشرح نظرية الزيادة في القيمة اليجابية لتحديد مفهوم الدخل!‪.‬‬

‫وهي النظرية الحديثة التي أخذت بالمفهوم الواسررررررع للدخل‪ ،‬إذ أن الدخل بموجبها هو قيمة الزيادة الصررررررافية في‬
‫ثروة المكلف االقتصرادية بين تأريخين‪ ،‬ويقتضري ذلك حصرر ثروة المكلف االقتصرادية في بداية العام ثم حصرها مرة‬
‫أخرى في بداية العام التالي‪ ،‬واعتبار كل زيادة صرافية طرأت على ثروة المكلف بين تاريخين دخالً خاضررعا ً للضررريبة‪،‬‬
‫فرإذا كران الشرررررررخص يملرك (مرائرة مليون) دينار في ‪ ،2113/1/1‬وأصررررررربح يملك (مائة وعشررررررررين مليون) دينار في‬
‫‪ ،2113/12/31‬فان دخله السرررنوي البالغ (عشررررين مليون) دينار يخضرررع للضرررريبة‪ ،‬ومن الواضرررح أن هذه النظرية‬
‫تتوسرع في مفهوم الدخل حيث يشتمل على كل إيراد حصل عليه المكلف ولو لمرة واحدة عرضا ً دون احتمال تكراره‪،‬‬
‫وبغض النظر عن قابلية مصدر الدخل للبقاء‪ ،‬إذ المهم ان يكون الشخص في نهاية السنة المالية بمركز مالي افضل مما‬
‫كان عليه في بدايتها‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فإن أموال االنتقال المجاني (اإلرث والهبة والوصرية) وجوائز اليانصيب والزيادة في‬
‫قيمة رأس المال ( الزيادة الرأسمالية) تعد من الدخول‪ ،‬ألن من شانها ان تزيد من القيمة االيجابية لذمة الفرد المالية ‪.‬‬

‫وعليه فالنظرية الحديثة للدخل تعطي مفهوما ً واسرعا ً للدخل‪ ،‬ألنها تشمل كل ما يحصل عليه المكلف من ايرادات‬
‫دورية واسرررتثنائية‪ ،‬وبذلك يعطي صرررورة حقيقية عن المركز المالي للمكلف‪ ،‬وتعبر تعبيرا ً صرررادقا ً عن المقدرة التكليفية‬
‫له وتحقق مبدأ العدالة الضرريبية‪ ،‬ألن فرض الضرريبة يقوم على أسراس مقدرة الشخص على الدفع‪ .‬ومن ثم يصبح من‬
‫المنطق ان تفرض الضرررريبة كلما ازدادت مقدرة المكلف االقتصرررادية سرررواء كانت مصرررادر الزيادة الدخول الدورية أو‬
‫تلك العرضررية‪ ،‬ألن المكلف غالبا ً ما يحصررل عليها دون بذل جهود‪ ،‬وقد تكون المصررادفة أو تغيير األسررعار السرربب في‬
‫نشوئها‪ ،‬ولذلك ال يجد المكلف صعوبة كبيرة في دفع الضريبة عن هذه االرباح واليشعر بثقل وطأتها‪.‬‬

‫موقف المشرع العراقي من مفهوم الدخل‬

‫‪44‬‬
‫ان المشررررع الضرررريبي العراقي قد اتخذ موقفا ً وسرررطا ً بين النظريتين (التقليدية والحديثة) في ظل قانون ضرررريبة الدخل‬
‫رقم ( ‪ )113‬لسرررنة ‪ 1892‬المعدل والنافذ حاليا ً ‪ ،‬فبعض الفقرات في المادة الثانية تتصرررف بالدورية والثبات كالرواتب‬
‫وبدالت ايجار األراضرررري الزراعية وغيرها‪ ،‬بمعنى انه يأخذ بنظرية المصرررردر‪ ،‬وأخذت الفقرتان الرابعة والسررررادسررررة‬
‫بنظرية الزيادة في القيمة االيجابية‪.‬‬

‫الدخول الخاضعة للضريبة في التشريع الضريبي العراقي‬


‫عرف المشررررررع العراقي الدخل في الفقرة الثانية من المادة االولى من القانون رقم ‪ 113‬لسرررررنة ‪ 1892‬المعدل‬
‫ّ‬
‫بأنه‪ ( :‬اإليراد الصررافي للمكلف الذي حصررل عليه من المصررادر المبينة في المادة الثانية في هذا القانون)‪ ،‬حيث تتضررمن‬
‫المادة الثانية من القانون المذكور مصادر الدخل التي تخضع االيرادات الناجمة عنها للضريبة وهي‪-:‬‬

‫‪ .1‬أرباح األعمال التجارية أو التي لها صبغة تجارية والصنائع والمهن بما فيها التعهدات وااللتزامات والتعويض‬
‫بسبب عدم الوفاء بها إذا لم يكن مقابل خسارة لحقت بالمكلف‪.‬‬
‫‪ .2‬الفوائد والعمولة والقطع وكذلك األرباح الناجمة من احتراف المتاجرة باألسهم والسندات‪.‬‬
‫‪ .3‬بدالت إيجار األراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ .4‬االرباح الناجمة من نقل ملكية العقار أو نقل حق التصرف فيه‪.‬‬
‫‪ .5‬الرواترب ورواترب التقراعرد والمكرافئرات واالجور المقررة للعمرل بمقدار معين لمدة محدودة والمخصرررررررصرررررررات‬
‫والتخصرررريصررررات بما في ذلك المبالغ النقدية أو المقدرة مما يخصررررص للمكلف مقابل خدماته كالسرررركن والطعام‬
‫واالقامة ‪.‬‬
‫‪ .6‬كل مصدر آخر غير معفي بقانون وغير خاضع الية ضريبة في العراق‪.‬‬
‫‪ .7‬معامل صنع العلف‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫نطاق سريان الضريبة‬

‫اشرح ما هي مبادئ محددة لنطاق سريان الضريبة واشرح واحدة منها؟!‬

‫‪ -1‬مبدأ التبعية السياسية‪ :‬ويقصد به مدى إرتباط األفراد برابطة الجنسية التي تحدد حقوق األفراد وتفرض‬
‫الواجبات‪ .‬ومن ضمنها دفع الضريبة‪ ،‬بصرف النظر عن محل السكن أو موقع العمل الذي تتم فيه عملية مزاولة‬
‫النشاط‪ .‬وفي هذه الحالة ال يعتد بمصادر الدخل وانما يؤخذ بالجنسية أساسا ً لفرض الضريبة ويكون المكلف‬
‫ملزما ً بدفعها بمجرد تبعيته السياسية‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ التبعية اإلقتصادية‪ :‬ينشأ هذه التبعية من خالل مزاولة النشاط في الدولة‪ .‬وعندئذ تتحقق عالقة الفرد بالدولة‬
‫نتيجة لمزاولته النشاط فيها‪ .‬وهذا يعني أن األساس هو وجود مصدر الدخل بصرف النظر عن مكان وجود‬
‫صاحب الدخل‪ ،‬سواء كان مقيما ً داخل الدولة أم غير مقيم فيها‪ .‬وبذلك فأن فرض الضريبة ينصب على واقعة‬
‫نشوء الدخل‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ القامة‪ :‬يقصد بمبدأ االقامة الوجود المادي للفرد داخل حدود الدولة‪ .‬حيث يعد هذا كافيا ً لفرض الضريبة‬
‫عليه‪ ،‬غير أ ن وجود الشخص في دولة من الدول بصورة عابرة ال يخضعه للضريبة كما في حالة السائح إذ‬
‫يكون وجوده في تلك الدولة مؤقتا ً‪.‬‬

‫وقد أخذ المشرع العراقي بمبدأ إقليمية الضريبة أي حسب مبدأ التبعية اإلقتصادية‪ ،‬حيث يقرر فرض الضريبة‬
‫على أي دخل ينشأ على إقليم العراق بصرف النظر عن محل إقامة ذلك الشخص‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلعفاءات الضريبية‬

‫نصت المادة السابعة من قانون ضريبة الدخل على اإلعفاءات‪ ،‬وتعفى بموجبها بعض المدخوالت من الضريبة ما هي‬
‫وضح واحدة منها؟!‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلعفاءات اإلجتماعية‬
‫لقد تقررت هذه اإلعفاءات لمصلحة الفرد والهيئات‪ ،‬إما بقصد تجنب اإلزدواج الضريبي أو لغرض تشجيع األنشطة‬
‫اإلقتصادية‪ .‬ومثال ذلك الدخل الزراعي‪ ،‬وكذلك الرواتب واألجور والمخصصات التي يتقاضاها منتسبو دوائر الدولة‬
‫وكذلك مدخوالت المتقاعدين أو عيالهم الناجمة عن الراتب التقاعدي والمكافأة التقاعدية والمبالغ والتعويضات المدفوعة‬
‫لعائلة المتوفي أو أي تعويض يدفع للمكلف مقابل االصابة بأذى أو الوفاة‪ .‬واإلكراميات التشجيعية المدفوعة للمواطنين‬
‫من قبل الحكومة‪.‬‬

‫وكذلك تشمل هذه اإلعفاءات الدار أو الشقة المعدة للسكن عند نقل ملكيتها إذا لم يكن لمالكها أو زوجته أو أوالده القاصرين‬
‫دار سكن أوشقة على وجه اإلستقالل بتأريخ البيع في محل إقامته اإلعتيادي‪.‬‬

‫أو إعفاء قطعة أرض معدة للسكن واحدة عند نقل ملكيتها بالبيع أو أية طريقة من طرق نقل الملكية مهما بلغ بدل البيع‪،‬‬
‫إذا لم يكن لمالكها أو زوجته أو أوالده القاصرين دار سكن أو شقة سكنية أو قطعة أرض سكنية على وجه اإلستقالل‬
‫بتأريخ البيع في محل اقامته اإلعتيادية‪...‬‬

‫إ ضافة إلى إعفاءات أخرى كالمبالغ التي تصرف من دوائر الدولة مقابل تأليف أو ترجمة أو تملك أو مساعدة طبع الكتب‬
‫أو اإلشراف على طبعها‪ .‬وكذلك معامالت نزع ملكية العقار باإلستمالك أو اإلستيالء بعوض أو اإلستبدال أو األطفاء‬
‫أو بأي تعبير قانوني آخر‪.‬‬

‫أما اإلعفاءات اإلج تماعية الموجهة لمصلحة الهيئات‪ ،‬فنذكر على سبيل المثال اعفاء دخل األوقاف والمعابد الدينية‬
‫المعترف بها قانونا ً والجهات الخيرية المؤسسة للنفع العام‪ ،‬ودخل الجمعيات التعاونية وكذلك الهبة لهذه الجهات‬
‫والجمعيات الخيرية والتعاونية والثقافية والعلمية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -2‬اإلعفاءات السياسية‬

‫وهذه اإلعفاءات مقررة إلعتبارات دولية وسياسية مختلفة تثبيتا ً لألعراف والعالقات الدبلوماسية والسياسية‪ ،‬كإعفاء‬
‫رواتب ومخصصات الدبلوماسيين وموظفي القنصليات‪ ،‬وكذلك الرواتب والمخصصات التي تدفعها هيئة األمم المتحدة‬
‫الى موظفيها ومستخدميها وأي دخول أخرى معفاة من الضريبة بقانون خاص أو باتفاق دولي‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلعفاءات اإلقتصادية‬
‫في قانون ضريبة الدخل تقرر مجموعة من اإلعفاءات تهدف إلى تنشيط اإلقتصاد ونذكر منها على سبيل المثال‪ ،‬إعفاء‬
‫دخل الفنادق من الدرجات الممتازة واألولى المقامة في بغداد عند إنشائها وخالل السنوات الخمس من بدء إستثمارها‪.‬‬

‫المادة السابعة من قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة ‪1892‬وتعديالته‪:‬‬

‫‪ -‬ألغيت الفقرة (‪ )5‬من هذه المادة بموجب أمر سلطة االئتالف ‪ ،‬اإلستراتيجية الضريبية لعام ‪ ،2224‬رقمه ‪44‬‬
‫صادر بتاريخ ‪،2224/2/14‬‬
‫‪ -‬ألغيت الفقرة (‪ )22‬بموجب المادة (‪ )1‬من قانون تعديل قانون ضريبة الدخل على العقارات‪ ،‬رقمه ‪ 122‬صادر‬
‫بتاريخ ‪،2222/20/22‬‬
‫‪ -‬ألغيت الفقرة (‪ )22‬المضافة من هذه المادة بموجب المادة (‪ )1‬تعديل قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة ‪،1402‬‬
‫رقمه ‪ 54‬صادر بتاريخ ‪،1442‬‬
‫‪ -‬أضيفت الفقرة (‪ )20‬من هذه المادة بموجب المادة (‪ )1‬من قانون تعديل قانون ضريبة الدخل رقم ‪ /113‬لسنة‬
‫‪ ،1402‬رقمه ‪ 34‬صادر بتاريخ ‪،1400‬‬
‫‪ -‬ألغيت الفقرة (‪ )14‬من هذه المادة بموجب المادة (‪ )2‬من قرار إلغاء البند (خامسا ً) من قرار مجلس قيادة الثورة‬
‫المرقم (‪ )353‬في ‪ 1402 /3 /0‬و إلغاء الفقرة ‪ 14‬من المادة السابعة من قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة‬
‫‪ ،1402‬رقمه ‪ 02‬صادر بتاريخ ‪1402/2/14‬‬
‫‪ -‬أضيفت الفقرة (‪ 24‬مكررة) بموجب المادة (‪ )1‬من قرار تعديل قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة ‪ ،1402‬رقمه‬
‫‪ 032‬صادر بتاريخ ‪،1404‬‬
‫‪ -‬ألغيت الفقرة (‪ )24‬من هذه المادة بموجب بموجب المادة (‪ )1‬من قرار حذف الفقرة (‪ )24‬من المادة السابعة من‬
‫قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة ‪ 1402‬وإحالل فقرة أخرى محلها‪ ،‬رقمه ‪ 424‬صادر بتاريخ ‪1404/21/21‬‬
‫وأصبحت على الشكل األتي‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫تعفى من الضريبة المدخوالت اآلتية ‪.‬‬
‫‪ -1‬الدخل الزراعي الناجم للزراع ومربي الحيوانات من المنتوجات النباتية والحيوانية بما في ذلك تربية الحيوانات ‪.‬‬
‫‪ -2‬دخل العقار الخاضع ل قانون ضريبة العقار ‪.‬‬
‫‪ - 3‬دخل األوقاف والمعابد الدينية المعترف بها قانونا والجهات الخيرية والتهذيبية المؤسسة للنفع العام‪ ،‬إن لم يكن ذلك‬
‫ناجما عن صنعة او مهنة او عمل تجاري ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرواتب والمخصصات التي تدفعها الممثليات األجنبية لموظفيها الدبلوماسيين إما ما تدفعه لموظفيها غير‬
‫الدبلوماسيين وموظفي القنصليات األجنبية الذين هم من غير العراقيين فيجوز إعفاؤهم بقرار من مجلس الوزراء‬
‫بشرط المقابلة بالمثل ‪.‬‬
‫‪ -5‬ملغاة‪.‬‬
‫‪ -0‬مدخوالت المتقا عدين او عيالهم الخلف الناجمة من المصادر اآلتية ‪:‬‬
‫ا – الراتب التقاعدي ‪.‬‬
‫ب – المكافأة التقاعدية ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬مكافأة نهاية الخدمة ‪.‬‬
‫د – رواتب اإلجازات االعتيادية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرواتب والمخصصات التي تدفعها هيئة األمم المتحدة من موازنتها إلى موظفيها ومستخدميها ‪.‬‬
‫‪ -0‬أرباح م دخوالت ومؤسسات ومنشات القطاع العام بما فيها البلديات والحكم المحلي ‪.‬‬
‫‪ -4‬أي مبلغ مقطوع يدفع كمكافأة او تعويض لعائلة المتوفى او أي تعويض للمكلف مقابل اإلصابة بأذى او الوفاة ‪.‬‬
‫‪ -12‬أي دخل معفى من الضريبة بقانون خاص او باتفاق دولي ‪.‬‬
‫‪ -11‬الدخل الناجم ألصحاب ا و مستأجري وسائط النقل البحرية المنصوص عليه في المادة الخمسين من هذا القانون‬
‫اذا كانت الوسائط المذكورة مشحونة بالنفط ‪.‬‬
‫‪ -12‬دخل الجمعيات التعاونية ‪.‬‬
‫‪ -13‬دخل الفنادق من الدرجات الممتازة واألولى المقامة في بغداد عند إنشائها وخالل السنوات الخمس األولى من‬
‫بدء استثمارها‪ .‬أما الفنادق المماثلة المقامة خارج مدينة بغداد فتكون مدة اإلعفاء سبع سنوات من بدء استثمارها‪ .‬على‬
‫أن ال يستفيد من هذا اإلعفاء المحالت التابعة للفنادق المذكورة والتي ليس لها عالقة باالستثمار كالمخازن وقاعات‬
‫العرض سواء كانت هذه المحالت مؤجرة من قبل المستثمر او مستثمرة من قبله مباشرة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -14‬العموالت المتحققة في العراق لمراسلي المصارف المحلية في الخارج التي تعفي المصارف العراقية من‬
‫الضريبة على العموالت المترتبة في بلدانها بتأييد المصرف العراقي المختص ‪.‬‬
‫‪ -15‬دخل األشخاص الطبيعيين من الفوائد عن ودائعهم وحساباتهم في المصارف وصناديق التوفير العراقية ‪.‬‬
‫‪ -10‬دخل مؤسسات الطيران‪ ،‬كال او بعضا‪ ،‬بقرار من الوزير بشرط المقابلة بالمثل ووجود خط او مصلحة جوية‬
‫للعراق في بلد الدولة التي تتبعها تلك المؤسسات ‪.‬‬
‫‪ 12‬دخل المنظمات العربية والدولية العاملة في العراق عن ودائعها وحساباتها في المصارف وصناديق التوفير‬
‫العراقية سواء كانت بالعملة العراقية او العمالت األجنبية ‪.‬‬
‫‪ 10‬اإلكراميات التشجيعية الممنوحة من قبل الحكومة للمواطنين ‪.‬‬
‫‪ -14‬ملغاة‪.‬‬
‫‪ -22‬ملغاة‪.‬‬
‫‪ -21‬األرباح الناجمة للمكلف عن حقول الدواجن والمفاقس التي يمتلكها او يديرها ‪.‬‬
‫‪ -22‬المبالغ التي تصرف من دوائر الدولة او القطاع العام لقاء تأليف او ترجمة او تملك او مساعدة طبع الكتب او‬
‫اإلشراف على طبعها ‪.‬‬
‫‪ -23‬معامالت التنازل التي تتم بين ورثة الشهيد ممن تؤول إليهم الدار او الشقة السكنية او قطعة األرض السكنية‬
‫المخصصة لذوي الشهيد ‪.‬‬
‫‪ -24‬د خل أصحاب وسائط النقل البرية‪ ،‬من غير العراقيين المتعاقدين مع المؤسسة العامة لتوزيع المنتجات النفطية‬
‫والغاز إليصال المنتوجات النفطية إلى داخل القطر او تصديرها منه‪.‬‬
‫‪24‬مكررة ‪ -‬دخل أصحاب وسائط النقل البرية من غير العراقيين المتعاقدين مع المؤسسة العامة لتسويق النفط لتصدير‬
‫النفط الخام إلى خارج القطر‪.‬‬
‫‪ -25‬المبالغ التي تؤول إلى المستحقين العراقيين نتيجة نزع ملكية العقار والحقوق التصريفية والعينية األصلية‬
‫األخرى فيه مهما كان نوعها وجنسها سواء كان ذلك باسم االستمالك او االستيالء بعوض او االستبدال او اإلطفاء او‬
‫بأي تعبير قانوني أخر مماثل ‪.‬‬
‫‪ -20‬الهبة للمؤسسات الرسمية والجهات والجمعيات الخيرية والتعاونية والثقافية والعلمية‪.‬‬
‫‪ -22‬المخابز واألفران التي تنتج الخبز والصمون ذات األوزان ‪ 122‬غم و‪ 105‬غم بعد الشوي‪.‬‬
‫‪ -20‬دور حضانة األطفال‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫التنزيالت‬

‫ماهو اهم تنزيل جاء في قانون ضريبة الدخل العراقية؟!‬

‫ال يخضع لضريبة الدخل إال الدخل الصافي في األصل‪ ،‬ألنه هو الذي يمثل إغتناء الممول‪ ،‬ويعبر بالتالي عن القدرة‬
‫التكليفية للمكلف على الوجه األكمل مما يتفق مع قاعدة العدالة‪ .‬ويقتضي ذلك ضرورة إستبعاد مقدار التكاليف التي‬
‫يتحملها صاحب الدخل في سبيل الحصول عليه من الدخل اإلجمالي‪ ،‬من أجل الوصول الى الدخل الصافي‪.‬‬

‫أخذ المشرع العراقي بالتنزيالت وكما ورد في سياق المادة الثامنة من قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة ‪1402‬‬
‫المعدل‪ ( :‬ينزل من الدخل كل ما ينفقه المكلف للحصول عليه خالل السنة التي نجم فيها والمؤيد حسابها بوثائق مقبولة‬
‫بما في ذلك ‪)...‬‬

‫ويقصد بذلك التكاليف الواجبة الخصم من وعاء الضريبة‪ ،‬أي أن ينزل من الدخل كل ما ينفقه المكلف للحصول عليه‬
‫خالل السنة التي نجم فيها وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ألغيت الفقرة (‪ )2‬من هذه المادة بموجب المادة (‪ )2‬من قانون تعديل قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة ‪،1402‬‬
‫رقمه ‪ 12‬صادر بتاريخ ‪ 1444/4/14‬واستبدلت بالنص األتي‪:‬‬

‫ينزل من الدخل كل ما ينفقه المكلف للحصول عليه خالل السنة التي نجم فيها والمؤيد حسابها بوثائق مقبولة بما في‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ – 1‬الفوائد المدفوعة القتراض مبالغ تستثمر في إنتاج الدخل أو زيادته‪.‬‬
‫‪ - 2‬أ‪ -‬بدل إيجار المحل المستأجر المستغل للحصول على الدخل ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اندثار بناء المحل المستغل للحصول على الدخل اذا كان ملكا صرفا للمكلف‪ ،‬ويعفى بدل إيجاره المقدر من‬
‫ضريبة العقار ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬القسط السنوي لكلفة المساطحة المتضمنة بدل إيجار األرض وكلفة المنشات المقامة عليها‪ ،‬اذا كان المحل‬
‫المستغل للحصول على الدخل منشأ على عرصة تعود ملكيتها إلى الغير ويعفى بدل إيجاره المقدر من ضريبة العقار‪.‬‬
‫‪ – 3‬المبالغ المصروفة لصيانة المكائن واآلالت والمعدات او تبديل العدد واألدوات‪( .‬نفقات الصيانة)‬
‫‪ – 4‬النسبة التي تقرر بنظام من كلفة الموجودات الثابتة المادية عدا المباني والعقارات كالمكائن والمعدات األخرى‬

‫‪51‬‬
‫لقاء اندثارها او استهالكها من جراء استعمالها أثناء السنة التي نجم فيها الدخل‪.‬‬
‫‪ – 5‬الديون المتعلقة بمصدر الدخل اذا اقتنعت السلطة المالية بتعذر تحصيلها خالل السنة وان كان أداؤها مستحقا قبل‬
‫بدايتها‪ .‬على أن ما يستوفيه المكلف من الديون التي عدت متعذرة التحصيل في سنة ما تفرض عليها الضريبة في سنة‬
‫استيفائها وال تشمل أحكام هذه الفقرة المبالغ التي يمكن استردادها بمقتضى عقد تامين او غير ذلك‪.‬‬
‫‪ – 0‬الضرائب والرسوم المدفوعة فعال عدا ضريبتي الدخل والعقار‪.‬‬
‫‪ – 2‬التوقيفات التقاعدية والمساهمات المقررة بقوانين التقاعد والضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ – 0‬التبرعات المصروفة في العراق إلى دوائر الدولة والقطاع العام والجهات العلمية والتهذيبية والخيرية والروحانية‬
‫المعترف بها قانونا على أن يصدر بيان من وزير المالية بأسماء تلك الجهات كلما اقتضت الحاجة وكذلك التبرعات‬
‫بموجب اكتتابات مجازة من قبل الحكومة‪.‬‬
‫‪ – 4‬النفقة الشرعية المحكوم بها من قبل محكمة ذات اختصاص والمدفوعة نقدا من قبل المكلف لمن ال يستحق عنه‬
‫السماح القانوني بموجب المادة ‪ 12‬من هذا القانون‪.‬‬

‫تم تعدبل هذه الفقرة بموجب قانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪2224‬‬


‫‪ – 12‬أقساط التأمين على الحياة بما ال يتجاوز سنويا مبلغا مقداره (‪ 2222222‬مليونا دينار) ومبلغا مقداره‬
‫(‪ 1222222‬مليون دينار) عن أقساط التأ مين األخرى التي ليس لها عالقة بمصادر الدخل المدفوعة خالل السنة على‬
‫أن يكون التامين لدى شركة تأمين عراقية‪.‬‬
‫‪ – 11‬أقساط إطفاء الموجودات غير المادية بحدود ما انفقه المكلف على تملكها وفق ما يحدده نظام االندثار‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ما هي اهم طرق تقدير الضريبة على الدخل واشرح واحدة منها؟!‬

‫يتم تقدير الدخل على أساس اإلقرار المقدم من قبل المكلف‪ ،‬أو إداريا ً إذا إمتنع المكلف عن تقديم اإلقرار (التقدير‬
‫اإلداري) ‪ ،‬أو أن يتم تحت إسم التقدير اإلحتياطي‪ ،‬والذي يشمل المكلفين بمسك السجالت‪.‬‬

‫أ‪ /‬التقدير باإلتفاق (اإلقرار)‪:‬‬

‫الزم المشرع العراقي كل من مكلف مسجل لدى دائرة الضريبة بتقديم تقريره قبل يوم األول من حزيران من السنة‬
‫التقديرية‪ .‬مبنيا ً فيه مقدار دخله الناجم عن السنة المالية المنصرمة مع بيان كافة أرباحه بما فيها دخل أوالده القاصرين‬
‫ومصاريفه‪ ،‬وامالء كافة الحقول التي تخص نشاطات المكلف وحساباته وممتلكاته وللسلطة المالية قبول هذه المعلومات‬
‫أو رفضها‪ .‬ثم يقوم المخمن بتقدير الدخل الصافي للمكلف بموجب االقرار‪ ،‬بعد أن يخصم منه السماحات أو التنزيالت‬
‫القانونية‪ .‬ويفرض الضريبة المستحقة‪ .‬ولكي يعتبر التقدير نهائيا ً ال بد من موافقة المكلف والتوقيع على التقدير‪ .‬وتأتي‬
‫مرحلة استيفاء الضريبة إما على شكل دفعة واحدة أو شكل أقساط‪ .‬وفي حالة عدم قناعة المخمن بالدخل‪ ،‬فيجوز له‬
‫مناقشة اإلقرار والتأكد من صحة المعلومات المدرجة من إستمارة اإلقرار‪ .‬فإن رفضها المخمن فله الحق بتقدير الدخل‬
‫إداريا ً وللمكلف حق اإلعتراض‪.‬‬

‫ب‪ /‬التقدير اإلداري‬

‫تلجأ السلطة المالية إلى التقدير اإلداري على ضوء ما لديها من معلومات في عدة حاالت منها‪ :‬عندما ينشب خالف بين‬
‫السلطة المالية والمكلف حول التقدير وعدم اتفاق الطرفين على تقدير األرباح أو التنزيالت‪ ،‬أو في حالة أن المكلف‬
‫يستدعى ولم يحضر أو لم يقدم تقريره‪ ،‬أو في حالة أن المكلف قد قدم معلومات ناقصة أو غير صحيحة أو أي سبب آخر‬
‫يدفع المخمن إلى تقدير الدخل على ضوء المعلومات المتوفرة لديه أو على التقديرات السابقة‪.‬‬

‫ج‪ /‬التقدير بموجب الحسابات‬

‫الزم المشرع الضريبي بعض األشخاص بمسك الدفاتر التجارية ألغراض ضريبة الدخل كالشركات واألشخاص‬
‫المسجلين في الغرف التجارية العراقية والمستوردين ودور السينما من الدرجة األولى‪ ،‬والمستشفيات األهلية ‪ ...‬فيخضع‬
‫هؤالء األشخاص للضريبة وتقدر دخولهم من قبل ممثل السلطة المالية‪ ،‬وله حق فحص وتدقيق حساباتهم ومستنداتهم‬

‫‪53‬‬
‫التي يجب أن تكون خالية من الحك والش طب أو التحشية أو الفراغ وال يجوز إتالفها إال بعد مرور ست سنوات على‬
‫األقل على تأريخها‪.‬‬

‫د‪ /‬التقدير عن طريق الغير‬

‫الزم بعض المواد من قانون ضريبة الدخل كل رب عمل أو شريك أو نائب عن غيره بتقديم تقارير الى السلطة المالية‬
‫خالل المدة التي تعينها تتضمن معلومات كافية ودقيقة عن دخل المكلفين‪ .‬فالمادة ‪ 19‬اعتبرت كل رب عمل ملزم بتقديم‬
‫تقرير الى السلطة المالية يتضمن أسماء وعناوين الذين يتقاضون رواتب ومخصصات وما في حكمها مع بيان مقدارها ‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 22‬على كل شخص في العراق يتسلم ربحا ً أو دخالً يعود لشخص آخر أن يزود السلطة المالية من‬
‫خالل ‪ 21‬يوما ً بتقديم تقرير يحتوي على بيان حقيقي للربح وعلى إسم وعنوان الشخص الذي يعود اليه الربح والدخل‪.‬‬
‫وكذلك قانون ضريبة الدخل في المادة ‪ 22‬الزم على الشريك أن يقدم تقريرا ً عن حصة كل شريك وعنوانه وحسابه‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشركات فقد نصت المادة ‪ 14‬على اعتبار أن مديرها بالذات مسؤول مالي عن قطع الضريبة ودفعها للسلطة‬
‫المالية وتقديم الحسابات وكافة األمور األخرى المطلوب القيام بها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫طرق اإلعتراض على تقدير الضريبة‬

‫للمكلف الحق في اإلعتراض على تقدير الدخل والضريبة المتحققة‪ .‬كما له الحق أن يستأنف قرار اإلعتراض‪.‬‬

‫أولا‪ /‬اإلعتراض على التقدير‬

‫بموجب المادة الثالثة والثالثين‪ 1‬من قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1892‬وتعديالته على المكلف بعد تبليغه‬
‫بالدخل المقدر والضريبة المترتبة عليه‪ ،‬أن يقدم إعتراضا خطيا ً الى السلطة المالية في خالل واحد وعشرين يوما ً من‬
‫تاريخ تبليغه‪ ،‬وأ ن يقدم الى السلطة المالية الدفاتر والسجالت والبيانات الالزمة عن دخله الثبات اعتراضه‪.‬‬

‫ويشترط عدم النظر في اإلعتراض ما لم يدفع الضريبة المقدرة على المكلف خالل مدة اإلعتراض‪ ،‬وفي حالة عجزه‬
‫يحق للسلطة المالية إستيفاؤها بأقساط‪ ،‬وذلك وفق المادة ‪.33‬‬

‫أما إذا قدم إعتراضه بعد مضي المدة القانونية أي بعد (‪ )21‬يوما ً من تأريخ التبليغ بالتقدير‪ ،‬فإن للسلطة المالية أن تنظر‬
‫بذلك اإلعتراض‪ ،‬إذا إقتنعت بأن المعترض لم يتمكن من تقديمه لألسباب اآلتية وذلك حسب ف‪ 2‬م‪: 33‬‬

‫‪ -1‬الغياب عن العراق ويمكن إثباته من خالل جواز سفر المكلف‪.‬‬


‫‪ -2‬مرض المكلف ويمكن إثباته بتقرير طبي‪.‬‬
‫‪ -3‬أو ألي سبب قهري آخر‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ /‬اإلستئناف لدى لجنة‬

‫سمحت الفقرة األولى من المادة الخامسة والثالثين من قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1892‬وتعديالته‪ ،‬أن‬
‫يستأنف قرار السلطة المالية الذي رفضت إعتراضه لدى لجنة التدقيق بعريضة يقدمها إليها مباشرة أو إلى أية دائرة من‬
‫دوائر الهيئة العامة للضرائب خالل واحد وعشرين يوما ً من تأريخ تبلغه برفض إعتراضه‪ .‬ومن ثم يبلغ المستأنف‬
‫والسلط ة المالية بيوم المرافعة أمام لجنة التدقيق قبل موعده بسبعة أيام في األقل (حسب ف‪ /1‬م‪ ،)31‬وعلى الطرفين‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 33‬من قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1892‬وتعديالته‬


‫‪ – 1‬للمكلف بعد تبليغه بالدخل المقدر والضريبة المترتبة عليه ان يقدم اعتراضا خطيا الى السلطة المالية التي بلغته بالتقدير او الى اية دائرة من دوائر الهيئة العامة‬
‫للضرائب خالل واحد وعشرين يوما من تاريخ تبليغه مبي نا اسباب اعتراضه والتعديل الذي يطلبه وعليه ان يقدم الى السلطة المالية الدفاتر والسجالت والبيانات‬
‫الالزمة عن دخله الثبات اعتراضه‪.‬‬
‫‪ – 2‬للسلطة المالية ان تقبل االعتراض بعد مضي المدة المعينة في الفقرة ‪ 1‬اذا اقتنعت بان المعترض لم يتمكن من تقديمه لغيابه عن العراق او لمرض اقعده عن‬
‫العمل او لسبب قهري اخر‪.‬‬
‫‪ – 3‬ال ينظر في اعتراض المكلف ما لم يدفع الضريبة المقدرة عليه خالل مدة االعتراض‪ ،‬وفي حالة عجزه من دفع كامل الضريبة المقدرة فللسلطة المالية‪ ،‬بعد‬
‫اقتناعها بذلك‪ ،‬استيفاؤها باقساط وفقا لتعليمات تصدرها وزارة المالية‪ ،‬مع مراعاة نص المادة السادسة واالربعين من هذا القانون‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أن يحضرا أمام اللجنة بالذات أو بإرسال وكيل عنهما في اليوم والساعة المعينين أو أن يبينا اكتفاءهما بالبيانات التحريرية‬
‫التي قدماها‪ .‬وللجنة إلغاء التقدير أو تأييده أو زيادته أو تخفيضه مبينة في قرارها األسباب الموجبة‪ ،‬لذلك كما أن لها أن‬
‫تؤيد التقدير إذا لم يحضر الطرفان أو أحدهما بدون عذر مشروع أو تؤجل النظر في اإلستئناف للمدة التي تراها مناسبة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وذلك وفق المادة السادسة والثالثين من قانون ضريبة الدخل‪.‬‬

‫ثالثا ا‪ /‬اإلعتراض لدى هيئة التمييز‬

‫كانت قرارات لجان اإلستئناف قطعية في جميع القضايا التي تنظر فيها ولغاية صدور القانون رقم (‪ )11‬لسنة (‪،)1884‬‬
‫الذي نص على أنه تكون قرارات لجان اإلستئناف قطعية‪ ،‬إذا كان مبلغ الضريبة فيها عشرة آالف دينار فأقل‪ ،‬مما يعني‬
‫أن هذا التعديل قد حدد صالحيات لجان اإلستئناف بالنظر في القضايا التي تبنى فيها إذا كان مبلغ الضريبة فيها بحدود‬
‫عشرة آالف دينار فأقل و اعتبر قراراتها قطعية في هذه القضايا‪ .‬أما إذا تجاوز مبلغ الضريبة عشرة آالف دينار فلكل‬
‫من السلطة المالية والمكلف حق اإلعتراض عليه أمام هيئة تمييزية خالل (‪ )11‬يوما ً إعتبارا ً من تأريخ التبلغ به و للهيئة‬
‫‪3‬‬
‫التمييزية حق إلغاء القرار أو تأييده أو تعديله‪ .‬وتعد قراراتها قطعية بشأن المسائل التي تتناولها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 32‬من قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1892‬وتعديالته‬

‫يبلغ المستأنف والسلطة المالية بيوم المرافعة أمام لجنة التدقيق قبل موعده بسبعة أيام على األقل وعلى الطرفين أن يحضرا أمام اللجنة بالذات او بإرسال وكيل عنهما‬
‫في اليوم والساعة المعينين او أن يبينا اكتفاءهما بالبيانات التحريرية التي قدماها‪ ،‬وللجنة إلغاء التقدير او تأييده او زيادته او تخفيضه مبينة في قرارها األسباب الموجبة‬
‫لذلك كما أن لها أن تؤيد التقدير اذا لم يحضر الطرفان او احدهما بدون عذر مشر وع او تؤجل النظر في االستئناف للمدة التي تراها مناسبة‪.‬‬

‫‪ 3‬الغيت المادة (‪ )41‬بموجب المادة (‪ )9‬من قانون تعديل قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة ‪: 1892‬‬
‫‪ - 1‬تكون قرارات لجان االستئناف قطعية اذا كان مبلغ الضريبة فيها عشرة االف دينار فاقل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اذا كان مبلغ الضريبة في القرار اكثر من عشر االف دينار فلسلطة المالية والمكلف االعتراض عليه خالل خمسة عشرة يوما من تاريخ التبلغ به امام هيئة‬
‫تمييزية خاصة تشكل برئاسة قاض من محكمة التمييز وعضوية اثنين من المدراء العامين من وزارة المالية وواحد من اتحاد الغرف التجارية العراقية واخر من‬
‫اتحاد الصناعات العراقي ببيان يصدره الوزير وينشر في الجريدة الرسمية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬للهيئة التمييزية الغاء القرار او تاييده او تعديله ويكون قرارها قطعيا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬على المكلف الذي يرغب في الطعن تمييزا في قرار لجنة االستئناف تسديد رسم الى صندوق الهيئة العامة للضرائب يتحدد مبلغه بنسبة ‪ %1‬واحد من المئة من‬
‫مبلغ الضريبة في القرار محل الطعن وبحد اعلى مقداره الف دينار ويعد ايرادا نهائيا للخزينة العامة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬تحدد مكافاة العضاء الهيئة التمييزية ولجان االستئناف بتعليمات يصدرها الوزير ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫تحصيل الضريبة‬

‫معناه تحصيل الضريبة من المكلف أما بواسطة السلطة المالية أو عن طريق رب العمل الذي يلتزم بتحصيلها وتسديدها‬
‫للسلطة المالية‪ ،‬أو عن طريق الشركة أو مديرها أو أحد كبار مأموريها بقطع الضريبة ودفعها للسلطة المالية‪ .‬وعلى‬
‫الشخص الخاضع للضريبة أن يدفع الضريبة للسلطة المالية بعد أن تبلغه خطيا ً بدفع الضريبة معينا ً مقدارها وتأريخ‬
‫إستحقاقها‪.‬‬

‫ويعتبر توقيع المكلف على مذكرة التقدير تبليغا ً له بالدفع‪ ،‬وخالل (‪ )21‬يوما ً من تأريخ التبليغ‪ .‬فإذا لم تدفع الضريبة‬
‫يضاف ‪ %1‬إلى مقدار الضريبة ويضاعف هذا المبلغ‪ ،‬إذا لم تدفع الضريبة خالل واحد وعشرين يوما ً‪ .‬وللسلطة المالية‬
‫تقسيط الضريبة بناءا ً على طلب تحريري إذا وجدت أسبابا ً مبررة للتقسيط‪ .‬فإذا لم يدفع أحد األقساط تصبح كل األقساط‬
‫مستحقة الدفع بصورة تلقائية وبدون إنذار‪.‬‬

‫ضمانات تحصيل الضريبة‬

‫منح قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1892‬المعدل السلطة المالية إعتماد وسائل محددة لضمان تحصيل‬
‫الضريبة‪ ،‬وهذه الضمانات هي‪:‬‬

‫‪ -1‬إيقاف معامالت المكلف في دوائر الرسمية‪ :‬تستطيع السلطة المالية إصدار األوامر إلى الدوائر الرسمية بإيقاف‬
‫إجراء معامالت المكلف ذات المساس بالضريبة‪ ،‬والتي من شأنها أن تولد ربحا ً أو دخالً للمكلف حتى يتم دفع‬
‫الضريبة أو التأمينات الخاصة بها‪.‬‬

‫‪ -2‬من أجل ضمان تحصيل الضريبة فقد منع القانون أصحاب وسائط النقل البحرية والنهرية والبرية من إجتياز‬
‫الحدود إلى الخارج‪ ،‬إذا تأخر أصحابها أو مستأجروها أو من ينوب عنهم عن تسديد الضريبة‪.‬‬

‫‪ -3‬منع المكلف من السفر إلى الخارج‪ :‬إذا ثبت للسلطة المالية أن المكلف يريد السفر إلى خارج العراق بقصد‬
‫تأخير تسديد الضريبة كالً أو بعضا ً‪ ،‬وأن سفره يعوق عملية تحصيل الضريبة سواء كان مدينا ً بها أصالة عن‬
‫نفسه أو وكالة عن غيره‪ ،‬فأن للسلطة المالية أن توعز بمنع المكلف من السفر لحين تسديد الضريبة المترتبة‬
‫بذمته‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -4‬الحجز اإلحتياطي‪ :‬يحق للسلطة المالية الحجز اإلحتياطي على أموال المكلف (المنقولة وغير المنقولة)‪ ،‬إذا‬
‫شعرت أن يحاول تهريبها أو إخفاءها ليحول دون تحصيل الضريبة‪ ،‬وال يرفع هذا الحجز إال بعد أن يتم تقدير‬
‫دخل المكلف وإستيفاء الضريبة كاملة‪ .‬ويجوز رفع الحجز إذا قدم المكلف كفيالً مليئا ً يتعهد بدفعها‪.‬‬

‫‪ -1‬يخول هذا القانون دوائر الدولة حق إستقطاع نسبة مئوية ال تتجاوز (‪ )%11‬من المبالغ المتحققة للمتعهدين‬
‫أوغيرهم المرتبطين معهم‪ ،‬وال تدفع لهم المبالغ المستقطعة إالّ بعد تأمين براءة ذمتهم من ضريبة الدخل‪.‬‬
‫وللسلطة المالية أن تطلب تحويل المبالغ المستقطعة إليها‪.‬‬

‫‪ -2‬أن قانون ضريبة الدخل قد احتوى على بعض العقوبات لضمان تقدير الدخل وجباية الضريبة‪.‬‬

‫المادة ‪ / 12‬فقرة األولى تنص على تغريم كل من ثبت عليه أمام المحاكم المختصة‪ ،‬أنه لم يقم بالواجبات المترتبة عليه‬
‫وفق هذا القانون واألنظمة الصادرة بموجبه‪.‬‬

‫كما وتفرض السلطة المالية مبلغا إضافيا بنسبة (‪ )%11‬عشر من المئة من الضريبة المتحققة على أن ال يزيد على‬
‫(‪ )111.111‬خمسمائة ألف دينار على المكلف الذي لم يقدم أو الذي يمتنع عن تقديم تقرير ضريبة الدخل لغاية ‪1/31‬‬
‫من كل سنة أو الذي يتسبب في تأخير إنجاز تقدير دخله ما لم يثبت المكلف أن التأخير كان لعذر مشروع ‪.4‬‬

‫كما تفرض السلطة المالية مبلغا ً إضافيا ً على كل فرع لشركة أجنبية عاملة في العراق‪ ،‬تأخر عن تقديم حساباته الختامية‬
‫إلى السلطة المالية بعد ستة أشهر من إنتهاء السنة المالية لتلك الشركة ما لم يكن التأخير لعذر مشروع‪ ،‬وذلك وفق الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 12‬من قانون الضريبة الدخل‪.‬‬

‫كما يعاقب بالغرامة أو بالحبس مدة ال تزيد على سنة واحدة كل من ثبت عليه أمام المحاكم المختصة أنه قدم معلومات‬
‫أو بيانات كاذبة أو أخفى معلومات أو من أعد أو قدم حسابا أو تقريرا أو بيانا كاذبا أو ناقصا عما يجب إعداده أو تقديمه‬
‫ذلك‪5.‬‬ ‫وفق هذا القانون أو ساعد أو حرض او إشترك في‬
‫كما يعاقب بالحبس مدة ال تقل عن ثالثة أشهر وال تزيد على سنتين من يثبت عليه أن استعمل الغش أو اإلحتيال للتخلص‬
‫من أداء الضريبة المفروضة‪ .‬وذلك بموجب المادة ‪ 19‬من قانون الضريبة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ ،‬رابعا ً من المادة ‪ 12‬من قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1892‬وتعديالته‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫الفقرة األولى والثانية من المادة ‪ 11‬من قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1892‬وتعديالته‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪58‬‬
‫الموازنة العامة‬
‫أصبح من المعروف لدينا‪ ،‬بأن مالية أية دولة تحتوي على نفقات وإيرادات‪ ،‬والبد من تنظيم وتخطيطهما وفق خطة‬
‫تسمى (الموازنة العامة) للدولة‪.‬‬
‫وبذلك فإن الموازنة العامة‪ :‬هي عبارة عن برنامج مالي تستطيع من خالله الدولة القيام بوظائفها وتحقيق نشاطها في‬
‫المجاالت اإلقتصادية والسياسية كافة‪.‬‬
‫أو هي عبارة عن خطة تتضمن تقديرا ً لنفقات الدولة وإيراداتها خالل فترة قادمة غالبا ً سنة‪ ،‬ويتم هذا التقدير في ضوء‬
‫األهداف التي تسعى إليها السلطة السياسية‪.‬‬
‫يستنتج من ذلك‪ ،‬أن الموازنة العامة عمل مالي تشريعي يخلق حقوقا ً وإلتزامات‪ ،‬وأيضا ً عمل تقديري لإليرادات ونفقات‬
‫الدولة يعكس نشاط الحكومة في المجاالت اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية لسنة قادمة‪.‬‬

‫الوجه المالي للموازنة‬


‫ويقصد به أن الموازنة العامة ليس فقط توقع النفقات وإيرادات الدولة‪ ،‬وإنما هي مرآة عاكسة التجاهات موازنة الدولة‬
‫ونشاطاتها المالية‪ .‬فهي إدارة لحركة مال الدولة المبرمج والمخطط الذي ينتظر تحقيقه من قبل السلطة التنفيذية بعد‬
‫موافقة السلطة التشريعية‪ .‬حيث تحتوي موازنة الدولة على جانب اإليرادات أي ما ستحصل عليه من حصيلة ضريبية‬
‫وغيرها‪ ،‬وعلى جانب النفقات أي ما ستقوم بانفاقه من نفقات إدارية وعسكرية ‪...‬الخ للسنة القادمة‪.‬‬
‫إن توقعات النفقات وتقدير اإليرادات اما أن تتحقق أو ال تتحقق‪ ،‬حيث أن تنفيذ اإلنفاق قد يتم كما هو متوقع أو ال يتم وال‬
‫تثار أية مشكلة في مثل هذه الحالة‪ .‬ان ما يجبى من ضرائب ورسوم قد يزيد عما مخمن حيث سوف لن يكون هناك أي‬
‫أشكال ولكن في حالة نقصان اإليراد‪ ،‬فإن هناك بعض الصعوبات اإلدارية والفنية التي يمكن أن تثار فقد يفسر على أنه‬
‫ناتج عن عدم دقة تخمينات واضعي الموازنة أو التهاون وقلة الخبرة ‪...‬‬

‫الوجه السياسي للموازنة العامة‬

‫للموازنة العامة معنى سياسي ومقاصد وآثار سياسية يمكن حصرها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ /1‬الموازنة وسيلة برلمانية لنقد واختبار أعمال السلطة التنفيذية ‪:‬‬
‫إذ بإمكان السلطة التشريعية إستخدام الميزانية كأداة لفحص برنامج الحكومة السياسي‪ ،‬كما تستطيع السلطة التشريعية‬
‫مناقشة هذا البرنامج والتاكد منه فيما إذا كان متماشيا ً مع متطلبات الشعب أم ال‪ ،‬فإذا كان فيه نوع من المبالغة في‬
‫التخصيصات واإلعتمادات‪ ،‬تستطيع السلطة التشريعية تعديله أو إلغاءه بعد مناقشته من قبل أعضاء هذه السلطة‬
‫وبحضور أعضاء السلطة التنفيذية أو وزير المالية الذي يكون هو المسؤول عن إعداد وتحضير الموازنة‪.‬‬
‫إن هذه المناقشة نوع من اإلختبار لمدى إمكانية نجاح التقديرات والتخمينات للسنة القادمة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ /2‬الموازنة وسيلة ضغط تستخدمها السلطة التشريعية‪:‬‬

‫قد تلجأ السلطة التشريعية على حمل الحكومة باتباع برنامج سياسي معين وصوالً لتحقيق بعض األهداف‪ ،‬وذلك إما عن‬
‫طريق تعديل بعض اإلعتمادات أو زيادة بعض التخصيصات أو إنقاصها‪ .‬وقد يهدف من رفض الموازنة الستخدامها‬
‫كوسيلة برلمانية لعرقلة نشاط الدولة ومرافقها وأحيانا ً الى إيقاف أعمال الحكومة‪ .‬وهذا ما يؤدي أيضا ً إلى آثار سياسية‬
‫قد يصل إلى عزل الوزارة وإستبدالها أو إثارة المشاكل واإلضطرابات‪.‬‬

‫الوجه القانوني للموازنة‪:‬‬

‫‪ /1‬الموازنة قانون شكالا وموضوعا ا‪:‬‬

‫أكد أصحاب هذا اإلتجاه على أن الميزانية قانون من الناحية الشكلية والموضوعية وأن الموازنة قانون شكالً مستندين‬
‫في ذلك على أن مجرد عرضها على السلطة التشريعية كاف ألن ينقلها من وثيقة تقديرية لحسابات الدولة ومصالحها‬
‫إلى حالة قانونية جديدة لم تكن تتمتع بها من قبل‪ .‬وبهذا التصديق تكتسب وثيقة الميزانية الصفة القانونية لتصبح من‬
‫حيث الشكل قانونا ً‪ .‬فحسب رأيهم ان هذا اإلجراء هو عمل تشريعي مما يمنحها ويجعلها قانونا ً‪ .‬حيث أن مرور الموازنة‬
‫بنفس اإلجراءات الدستورية‪ ،‬وخضوعها للقيود الواردة في الدستور هي نفس المراحل التي تمر بها القوانين العادية‪.‬‬
‫وبهذا تتحول الموازنة من مجرد تقديرات حسابية إلى قانون ذي حصانات كما هو الحال في القانون العادي‪ .‬وهناك‬
‫إتجاهات أخرى‪.‬‬

‫‪ /2‬الموازنة عمل قانوني وإداري‪:‬‬

‫يفرق العالّمة (ديكي) بين موازنة اإليرادات وموازنة النفقات بشكل عام‪ ،‬فيعتبر موازنة اإليرادات (الضرائب والرسوم)‬
‫عمل قانوني‪ .‬أما موازنة اإليرادات (الدومين العام والخاص) فهي عمل إداري‪ .‬أما بخصوص النفقات فهو عمل إداري‬
‫بحت‪.‬‬

‫فهذا الرأي يركز على جانب االيرادات الضريبية وفي اعتقادهم أن جباية هذه اإليرادات ال تتم بالرغم من وجود القوانين‬
‫الضريبة ما لم تصدر موافقة السلطة التشريعية‪ .‬وان هذه الموافقة ليس اال تطبيقا ً لمبدأ أو قاعدة (سنوية الضرائب)‪ ،‬التي‬
‫ينص عليها القانون المالي للدولة‪ ،‬وان موافقة البر لمان هي عبارة عن أمر بالجباية للحكومة ال يستطيع الموظف من‬
‫إستقطاع الضرائب‪ ،‬ما لم يحصل على االمر وتتم الموافقة البرلمانية عليها‪ .‬وإن أي إجراء بدون هذه الموافقة هي‬
‫مخالفة‪.‬‬

‫أما اإليرادات األخرى غير الضريبة (كايرادات الدومين) فهي عبارة عن عمل تخميني لحسابات ستحصل عليها الدولة‬
‫الحقاً‪ ،‬وبالتالي فانها عمل إداري‪ .‬أما بخصوص النفقات فهي عبارة عن تقديرات لديون الحكومة والبد من الوفاء بها‪،‬‬
‫وإن موافقة البرلمان هي عبارة عن اإللتزام بها‪ ،‬حيث ان هذه الموافقة تعطي للموظف اإلداري السماح للقيام بتنفيذها‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫وقد انتقد هذا الرأي أيضا ً بإعتبار أن يفرق بين محتويات الموازنة فيجعلها تارة قانونية وأخرى إدارية‪ ،‬أي أنه يجزأ‬
‫محتويات الميزانية‪ ،‬في الوقت الذي يجب فيه إعتبارها وحدة متكاملة يصعب الفصل بين محتوياتها‪ .‬حيث أن التصديق‬
‫يقع على اإليرادات والنفقات مرة واحدة معا ً‪ .‬كما أن السند القانوني لتحصيل الضرائب هو قانون الضريبة ذاته وليس‬
‫محتويات الموازنة في جانب اإليرادات الضريبية‪.‬‬

‫‪ /3‬الموازنة عمل إداري من الوجهة الموضوعية‪:‬‬

‫إن أصحاب هذا الرأي وباألخص الفقيه جيز (‪ )Jez‬يؤكد على أن الموازنة ليست قانونا ً من الوجهة الموضوعية‪ ،‬أنها‬
‫عمل إداري‪ ،‬إال أنه ألهمية ما تحتويه من مفردات فانها تعرض على البرلمان‪ ،‬وحجتهم في ذلك أن اإليرادات الضريبية‬
‫وغير الضريبية تستمد سندها القانوني ليس من الموافقة السنوية للبرلمان بل من قوانينها الخاصة‪.‬‬

‫أما على صعيد النفقات العامة‪ ،‬فهي نفقات قد تصرف جميعها أو جزء منها ولكن ال يجوز تجاوزها‪ ،‬وإن موافقة البرلمان‬
‫تقع على عدم تجاوزها ولذلك فهي ذات صفة تحديدية ال يقوم الموظف بصرفها ما لم تستحصل موافقة السلطة التشريعية‪.‬‬

‫إال أن هذا الرأي أيضا ً لم يسلم من اإلنتقاد بإعتبار أنه يتجاهل نظرية التفويض التشريعي التي تعتمد على ما يمنحه‬
‫الدستور من مدلول شكلي لقانون الموازنة عن طريق تصديقها من قبل السلطة التشريعية‪.‬‬

‫وهذا يعني أن أصحاب هذا هذا الرأي لم يأخذوا بنظر اإلعتبار الناحية الشكلية للميزانية وما تمر به من إجراءات‪ ،‬كتلك‬
‫التي يمر بها القانون العادي‪ ،‬فيصعب التعديل واإللغاء بمحتوياتها إال بقانون آخر‪.‬‬

‫الطبيعة القانونية للموازنة‬

‫‪61‬‬
‫ينبغي علينا أن نفرق بين قانون الموازنة وبين الموازنة نفسها‪ .‬تتولى السلطة التنفيذية تحضير الموازنة أي تقدير النفقات‬
‫واإليرادات في صورة وثيقة واحدة تعرضها على السلطة التشريعية العتمادها وعند الموافقة عليها يتم إصدار قانون‬
‫يعرف بـ(قانون اعتماد الموازنة)‪.‬‬

‫الموازنة ذاتها تعتبر رغم موافقة السلطة التشريعية عليها عمال إداريا من ناحية الموضوع ومن ناحية الشكل أيضا ً إذ‬
‫هي خطة تعدها السلطة التنفيذية لتنظيم اإلنفاق واإليراد عن فترة معينة‪ ،‬والسلطة التنفيذية تمارس اختصاصها في شكل‬
‫قرارات إدارية‪.‬‬

‫في حين يعد قانون اعتماد الموازنة عمال تشريعيا من حيث الشكل فقط‪ ،‬ألنه صادر من السلطة التشريعية في الشكل‬
‫الذي تصدر فيه القوانين‪ ،‬أما من ناحية الموضوع فهو مجرد عمل إداري ال يتضمن أية قواعد عامة جديدة وال يعطي‬
‫للحكومة سلطة أو حقا لم يكن لها من قبل بمقتضى القوانين السارية‪.‬‬

‫إعداد وتحضير الموازنة والقواعد التي يجب مراعاتها‬

‫إن عملية إعداد الموازنة من أهم أعمال السلطة التنفيذية لما تحتويها الموازنة من مصالح تتعلق بالدولة ووظائفها للسنة‬
‫القادمة‪ .‬لذلك فإن الرأي الراجح فقهيا ً هي اعطاء هذا الحق للسلطة التنفيذية على الصعيد العملي‪.‬‬

‫فقد أخذ الكثير من الدول بهذا اإلتجاه‪ ،‬ومنها العراق‪ .‬فغالبا ً ما تقوم السلطة التنفيذية (وزارة المالية) بالقيام بمثل هذه‬
‫المهمة فهي أعرف وأعلم من غيرها بحاجات الدولة وهيئاتها‪ .‬وأنها أكثر خبرة والماما ً بمقدرة الدولة المالية‪ .‬ثم أنها‬
‫تملك األجهزة الفنية واإلدارية الكافية‪ ،‬التي تمكنها من أداء مهمة االعداد أكثر من غيرها‪.‬‬

‫إضافة إلى أنها هي التي ستكون مستقبالً مسؤولة عن تنفيذ الموازنة وبالتالي فانها أعرف من غيرها لإلحتياجات عند‬
‫عملية التحضير‪ .‬إن السلطة التنفيذية غالبا ً ما تعطي مهمة اإلعداد لوزير المالية‪ ،‬ويشترك بقية الوزراء في المسؤولية‬
‫بشكل جماعي‪ ،‬حيث يشارك كل وزير بتقديم تخمينات مالية عن وزارته للسنة القادمة وإرسالها لوزارة المالية التي‬
‫تتحمل المسؤولية األكبر في وضع مشروع الموازنة‪.‬‬

‫إجراءات تحضير مشروع الموازنة‬

‫‪62‬‬
‫غالبا ً ما تبدأ مهمة التحضير بفترة زمنية سابقة تزيد على الستة أشهر للسنة المالية الجديدة‪ ،‬نظرا ً لما تتطلبه هذه المهمة‬
‫من وقت وجهد وما تحتويه من مفردات تتعلق بالوضع المالي واإلقتصادي للدولة ومصالحها للسنة القادمة‪ .‬فتقوم وزارة‬
‫المالية بإبالغ الوزارات األخرى عن القواعد واألسس التي تهتدي إليها عند تقدير اإليرات والنفقات المتوقعة مستقبالً‪.‬‬
‫فترسل تعليمات خاصة للوزارات ولبقية المرافق العامة‪ ،‬وعلى ضوئها تعد الوزارات توقعاتها وتقديراتها وبيان األسباب‬
‫في حالة وجود زيادة أو نقصان في التقديرات‪ ،‬اخذين بنظر اإلعتبار الضوابط األساسية والرئيسية لسياسة الدولة والحالة‬
‫المالية للدولة والدورة اإلقتصادية‪ .‬وبعد إجراءات التحضير من قبل الوزارات تقوم وزارة المالية بمهمة إعداد الموازنة‬
‫بشكل نهائي‪.‬‬

‫المراحل التي تمر بها مهمة إعداد الموازنة‬

‫المرحلة األولى‪:‬‬

‫وهي مرحلة تحضير خطة العمل وتعليمات إعداد التخمينات واإلستثمارات يقوم بوضع جهاز مختص يسمى (دائرة‬
‫الموازنة)‪ ،‬وذلك بتقديم عدة جداول وترفع إلى مجلس الوزراء تمهيدا ً لتشريعها‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪:‬‬

‫وفي هذه المرحلة تقوم وزارة المالية باصدار أمر وزاري لتشكيل عدة هيئات إختصاصية‪ ،‬مهمتها تدقيق التخمينات‬
‫للسنة القادمة‪ ،‬وبعد موافقة الوزير عليها يتم إعداد الئحة قانون الموازنة‪ ،‬التي تتضمن نصوصا ً قانونية بمقدار نفقات‬
‫الدولة التي يؤذن بها‪ ،‬ومقدار اإليرادات التي يتوقع جبايتها وترسل إلى مجلس الوزراء لمناقشتها وإرسالها إلى السلطة‬
‫التشريعية لإلقرار‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪:‬‬

‫وهي مرحلة إقرار الموازنة‪ .‬واألصل بأن السلطة المختصة بإعتماد الموازنة وإقرارها هي السلطة التشريعية‪ ،‬ولكن‬
‫يجوز في بعض الدول ذات األن ظمة غير البرلمانية من أن تقوم السلطة التنفيذية بإقرار الموازنة‪ ،‬ففي كال الحالتين فإن‬
‫مشروع الموازنة يتحول إلى موازنة واجبة التنفيذ وينقلها من مرحلة التقدير إلى مرحلة التنفيذ‪.‬‬

‫المبادئ التي يجب مراعاتها عند إعداد الموازنة‬

‫‪ -1‬قاعدة وحدة الموازنة‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫ويقصد بها أن على الموازنة أن تحتوي على جميع اإليرادات والنفقات عند تقديمها للسلطة التشريعية لكي‬
‫تصادق عليها‪ ،‬أي أن كل اإليرادات والنفقات يجب أن تكون في وثيقة واحدة لغرض اإلحاطة كليا ً بالتوقعات‬
‫المتعلقة بما يدخل وما ينفق من الثروة العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬مبدأ شمولية الموازنة‪:‬‬


‫ويقصد بهذا المبدأ شمول الموازنة لكل النشاطات المالية وعلى جميع النفقات واإليرادات بصورة إجمالية وعدم‬
‫تخصيص أي إيراد معين لنفقة معينة‪ ،‬أي دون طرح اإلنفاق من اإليراد‪ .‬وال تعمل أية مقاصة أو انقاص ما بين‬
‫اإليرادات والنفقات‪ .‬فلو كان إيراد الضرائب مثالً مليون دوالر في سنة معينة‪ ،‬وأن نفقات جبايتها تساوي مليون‬
‫دوالر‪ ،‬فال تطرح النفقات من مجموع اإليراد‪ ،‬بل تحتوي جداول التخمينات على قائمة بالنفقات وأخرى‬
‫باإليرادات دون إجراء أي إنقاص أو حسم‪.‬‬

‫‪ -3‬مبدأ سنوية الموازنة‪:‬‬


‫يأخذ الكثير من الدول بمبدأ تحضير الموازنة لمدة سنة قادمة‪ ،‬ويجب أن يكون تنفيذها من خالل سنة‪ .‬وتأريخيا ً‬
‫كان الفكر التقليدي يطبقه بشكل منتظم وتسير عليه الحياة المالية للدولة‪ ،‬ففي نهاية السنة السابقة تبدأ السلطة‬
‫التنفيذية بالتحضير للموازنة القادمة من الصفر وتقدمها للبرلمان ليصادق عليها قبل بداية السنة المالية‪ .‬إالّ أن‬
‫هذ ا المبدأ قد يطرأ عليه بعض اإلستثناءات وذلك بوضع ميزانيات لمدة أقل أو أكثر من سنة‪ .‬ففي حالة وجود‬
‫ظروف إستثنائية كحالة الحرب أو لتغطية نفقات غير عادية تلجأ الدولة إلى إصدار موازنة لمدة أقل من سنة‪،‬‬
‫أو قد تلجأ الدولة إلى موازنات أكثر من سنة‪ ،‬عندما ال تتمكن السلطة التشريعية من تصديق الموازنة في موعدها‬
‫أو عندما تتأخر الحكومة في تقديم مشروع الموازنة ألسباب سياسية أو إقتصادية أو تقنية‪ ،‬فيصار إلى الميزانيات‬
‫الشهرية المؤقتة حتى تتم الموافقة على الموازنة الجديدة أو عندما تكون جاهزة للتنفيذ‪.‬‬

‫‪ -4‬مبدأ موازنة الموازنة‬


‫إن قاعدة توازن الموازنة بين النفقات واإليرادات هيمنت على الفكر المالي التقليدي‪ ،‬ال تزال لها أهمية خاصة‬
‫في المالية الحديثة‪ ،‬فيجري العرف المالي على العمل بها أيضا ً في ميزانيات المرافق العامة للدولة‪ .‬فيعتبر هذا‬
‫المبدأ جزء من القانون المالي‪.‬‬
‫إالّ أن التوازن المالي ال يعني دائما ً أن التوازن المالي ما بين اإليرادات والنفقات يجب أن تتحقق فعدم التوازن‬
‫مطلوب أحيانا ً‪ .‬كما هو في حالة ( العجز المقصود) ‪ ،‬حيث تلجأ الدولة في حاالت معينة إلى التوسيع باإلنفاق‬
‫بقصد تنشيط اإلقتصاد أو لمعالجة حالة إقتصادية معينة‪ .‬أو قد يكون الهدف منه إستخدام سياسة إنفاقية تقشفية‪،‬‬
‫وذلك بإستخدام العجز كوسيلة لكي تقلل بعض المرافق من نفقاتها‪ .‬أو ألجل السماح بزيادة بعض األعباء‬
‫الضريبية والتوسع في إيرادات الدولة‪ .‬أو قد يكون بقصد سياسي وهو افهام الدول الصديقة بعدم قدرة تلك الدولة‬
‫على اعطاء منح ومساعدات وقروض بسبب الطاقة المالية وعدم التوازن في ميزانيتها‪ ،‬أو لتقليص بعض‬
‫األجور والرواتب والمنح اإلجتماعية‪...‬‬

‫تنفيذ الموازنة‬

‫‪64‬‬
‫بعد إقرار وتصديق الموازنة تنتقل الموازنة إلى مرحلة التطبيق العملي المتمثلة بصف اإلعتماد وتحصيل اإليرادات‬
‫وفق ما تحتويه الموازنة من أبواب وتقسيمات‪ .‬وتقوم الحكومة بالتنفيذ عن طرق أجهزتها اإلدارية‪ .‬ولكن من المهم‬
‫اإلشارة هنا إلى أن تنفيذ الموازنة تحكمه ثالث إعتبارات هي‪:‬‬

‫أولا‪ :‬إعتبار سياسي‪ /‬ويقصد به ضمان إحترام إمتيازات البرلمان في المجال المالي بتجنب تجاوز كل الموافقات‬
‫والترخيصات التي أعطاها البرلمان‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ :‬إعتبار مالي‪ /‬وذلك لمنع التبذير واإلختالس من قبل المسؤولين عن تنفيذ الموازنة‪.‬‬

‫ثالثا ا‪ :‬إعتبار إداري‪ /‬وذلك لضمان إدارة المرافق العامة بشكل جيد‪.‬‬

‫فتنفيذ الموازنة يخضع لقواعد أساسية بين اإلذن بالصرف وحساباتها‪ .‬فالصرف يخضع لعمليات إدارية وحسابية دقيقة‬
‫تنظمها قواعد وأنظمة وأوامر خاصة‪ ،‬بحيث أن أي خطأ يولد مسؤولية تترتب عليها عقوبات إنضباطية وتأديبية تحددها‬
‫القوانين الخاصة‪ .‬ولهذا فان أي صرف يجب أن يكون واضحا ً وذا هدف صريح وفق اإلعتمادات الموجودة والمسموح‬
‫بها‪.‬‬

‫إال أنه ونتيجة للتطور الذي حصل في وظائف الدولة وأهدافها وتبدل الظروف خاصة وأن هناك بعض الحاالت‬
‫المستعجلة والضرورية‪ ،‬التي تتطلب خروجا ً على قاعدة تخصيص اإلنفاق (نوع النفقة ومبلغها والجهة ‪ )...‬بدأت بعض‬
‫التشريعات المالية بالسماح بنقل اإلنفاق أو تعديل بعض الفصول أو تغيير في نوعها وحجمها دون أن يؤدي ذلك إلى‬
‫اإلساءة إلى قانون الموازنة ومحتوياتها‪ .‬فأمام هذه الحاالت بدأت سلطات البرلمان تتقلص نتيجة صدور قوانين مالية‬
‫سنوية أو إستثنائية أو تعديلية تحمل مبررات ضرورية والزمة تخص مفردات االنفاق في قانون الموازنة‪ .‬فأصبح‬
‫للحكومة أو للوزير المختص حق باإلستناد إلى هذه القوانين في زيادة أو نقصان ما مخصص له من نفقات في نقلها‬
‫وتعديلها‪ ،‬ولكن بشرط عدم التجاوز إال عند الضرورة والحصول على الموافقات األصولية في حالة غياب القوانين‬
‫المالية اإلستثنائية‪.‬‬

‫ويذكر أخيرا ً أن اإليرادات المسموح بجبايتها ال تحمل صفة تحديدية‪ ،‬ألن الموافقة بجباية اإليراد ال تعتمد على أرقام‬
‫معينة محددة‪ ،‬ولكنها تعتمد على تطبيق القانون‪ ،‬فمثالً أن إيرادات الضرائب لسنة قادمة ما هي إال عبارة عن مؤشرات‬
‫تقديرية‪ ،‬وبالتالي فالجهة المسؤولة عنها غير ملتزمة بتحقيقها أو التجاوز عليها‪ .‬وبذلك فالمسؤول عنها يتمتع بسلطة‬
‫أوسع مما في النفقات حيث يلزم المسؤول بعدم تجاوز اإلنفاق بدون قانون خاص معدل أو موافقة السلطة التشريعية‪.‬‬

‫الرقابة على تنفيذ الموازنة‬

‫‪65‬‬
‫إن الرقابة على تنفيذ الموازنة يحمل أهداف سياسية تتعلق بالتأكيد على تنفيذ قرارات البرلمان‪ ،‬ويمنع السلطة التنفيذية‬
‫من التجاوز ما مخصص من إعتمادات والعمل على إستحصال كل اإليرادات المقررة‪ .‬كما تحمل الرقابة طابع مالي‪،‬‬
‫تهدف إلى تجنب التبذير واإلسراف في اإلنفاق‪.‬‬

‫ولكوننا قد تناولنا أنواع الرقابة التي تمارس على اإلنفاق الحكومي سابقاً‪ ،‬فإننا نكتفي هنا بالقول بأن الرقابة على التنفيذ‬
‫يجب أن ال يبالغ فيها‪ ،‬و أن ال تكون شديدة إلى درجة أنها تشل إجراءات التنفيذ‪ ،‬بل تهدف إلى ضرورة المحافظة على‬
‫تنفيذ الموازنة وتحديد المتحقق ومقارنته بالمخطط‪ ،‬وضمان إدارة أموال الدولة وفقا ً للقواعد والقوانين المالية‪.‬‬

‫‪66‬‬

You might also like