You are on page 1of 12

‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .

‬لحلو راضية‬

‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬


‫‪Supervising the insurance activity‬‬

‫تاريخ النشر‪2020/01/08 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2019/06/09 :‬‬ ‫تاريخ االرسال‪2019/05/11 :‬‬

‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬


‫جامعة الجزائر‪1‬‬
‫‪lahlou.radia23@gmail.com‬‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫عند تحرير قطاع التأمين أوكل املشرع الجزائري مهمة رقابة هذا النشاط إلى الوزير‬
‫املكلف باملالية‪ ,‬فأصبحت إدارة الرقابة حكم وطرف في نفس الوقت وهذا أضعف نوعية‬
‫الرقابة‪,‬لهذا استحدث املشرع الجزائري هيئة جديدة وهي لجنة اإلشراف على التأمينات ‪.‬‬
‫لكن رغم هذا بقيت هذه األخيرة محتكرة من قبل الوزير املكلف باملالية‪,‬فأصبحت‬
‫مهمة الرقابة مقسمة بشكل غير متساوي بينه وبين لجنة اإلشراف على التأمينات‪,‬مما أدى‬
‫إلى رقابة غير فعالة وبالتالي تدهور قطاع التأمين في الجزائر‪.‬‬
‫الكلمااات املاتاحيااة ‪ :‬إدارة الرقابةةة؛ نشةةاط التةةأمين؛ الةةوزير املكلةةف باملاليةةة؛ لجنةةة اإلش ةراف‬
‫على التأمينات‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪In the liberation of the insurance sector, the Algerian legislator entrusted the‬‬
‫‪task of monitoring this activity to the minister in charge of finance , the‬‬
‫‪supervision department became a referee and a party at the same time, this is the‬‬
‫‪weakest quality of supervision.‬‬
‫‪Despite this, the latter remained monopolized by the minister in charge‬‬
‫‪finance, the supervisory function became unequally divided between him and the‬‬
‫‪insurance supervisory committed, which led to ineffective censorship and thus‬‬
‫‪the deterioration of the insurance sector in Algeria.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2213 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫‪Keywords: Control Department; Insurance Activity; Minster in charge of‬‬


‫‪Finance ; Insurance Supervisory Committed.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر التأمين من أهم الوسائل التي توفر األمن والحماية للفرد والجماعة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الدور الكبير الذي يلعبه على مستوى االقتصاد‪ ،‬فهو يشكل أحد دعائمه وذلك ملا له‬
‫من دور فعال في مجال تشجيع وتنشيط التجارة واالستثمار وتقوية االئتمان‪ ،‬حيث يسمح‬
‫لألشخاص بخوض مجاالت خطيرة دون خوف من اآلثار املترتبة عنها‪ ،‬بحيث بطريقة أو‬
‫بأخرى يوفر األمان للمؤمن لهم‪ ،‬ونظرا لألهمية االقتصادية واالجتماعية لهذا القطاع‬
‫فرضت الدولة رقابتها لحماية مستهلكي التامين‪.‬‬
‫وكان الهدف من هذه الرقابة على نشاط التامين في ظل احتكار الدولة لهذا النشاط‬
‫أي في ظل قانون ‪ ،107-80‬هو املساهمة في نموه نموا منسجما‪ ،‬فجميع مؤسسات التامين‬
‫كانت تابعة للدولة وتعمل تحت وصايتها‪ ،‬لكن مع تحرير قطاع التامين سنة ‪1995‬م‬
‫بموجب األمر رقم ‪ 07-95‬املتعلق بالتأمينات ‪ ،2‬أصبحت رقابة الدولة على نشاط التامين‬
‫تهدف إلى إدماجه في النشاط االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫اعتمد املشرع الجزائري عند تحريره لهذا النشاط أسلوب اإلدارة التقليدية‪ ،‬حيث‬
‫أوكلت مهمة مراقبة الدولة لنشاط التامين إلى الوزير املكلف باملالية‪ ،‬فأصبحت إدارة‬
‫الرقابة َحكم وطرف في نفس الوقت وهذا ما اضعف نوعية الرقابة‪ ،‬إضافة ملا تتميز به‬
‫هذه اإلدارة من حيث عدم سرعتها في اتخاذ القرارات‪ ،‬وبعد املسافة بينها وبين املتعاملين‬
‫االقتصاديين‪ ،‬وهذا ما دفع الدولة إلى استحداث هيئة تتماش ى ومتطلبات تحرير سوق‬
‫التأمينات‪ ،‬وهو ما تم تكريسه في املادة ‪ 209‬املعدلة بموجب القانون ‪ 3 04-06‬املعدل لألمر‬
‫‪ 07-95‬سالف الذكر تحت اسم " لجنة اإلشراف على التأمينات"‪ ،‬ويعتبر هذا تطورا كبيرا‬
‫في هذا القطاع‪.‬‬
‫فهل نجحت الدولة في إنشاء هيئة رقابية مستقلة عن اإلدارة التقليدية املتمثلة في‬
‫الوزير املكلف باملالية؟‬
‫وملعالجة هذا املوضوع اعتمدنا على املنهج التحليلي ‪,‬وسنتطرق إلى النقاط التالية‪:‬‬
‫● لجنت اإلشراف على التأمينات كإدارة رقابة‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2214 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫● صالحيات الرقابة املخولة للوزير املكلف باملالية في ظل قانون ‪ 04-06‬سالف‬


‫الذكر‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬لجنة الشراف على التأمينات كإدارة رقابة‬
‫استحدث املشرع الجزائري لجنة اإلشراف على التأمينات بموجب القانون ‪04-06‬‬
‫السابق ذكره كإدارة رقابة على التامين‪ ،‬بعد ما كانت الرقابة في هذا القطاع مخولة إلى‬
‫الوزير املكلف باملالية‪ ،‬وقد جاء في نص املادة ‪ 209‬من القانون املذكور أعاله على انه "‬
‫تنشا لجنة اإلشراف على التأمينات التي تتصرف كإدارة رقابة بواسطة الهيكل املكلف‬
‫بالتأمينات لدى وزارة املالية‪.‬‬
‫تمارس رقابة الدولة على نشاط التامين وإعادة التامين من طرف لجنة اإلشراف على‬
‫التأمينات املذكورة أعاله‪ ،‬وتهدف إلى‪:‬‬
‫‪-‬حماية مصالح املؤمن لهم واملستفيدين من عقد التامين بالسهر على شرعية‬
‫عمليات التامين وعلى يسار شركات التامين أيضا‪،‬‬
‫‪-‬ترقية وتطهير السوق الوطنية قصد إدماجها في النشاط االقتصادي واالجتماعي"‪.‬‬
‫‪ -1‬تكوين لجنة الشراف على التأمينات‪:‬‬
‫حسب نص املادة ‪ 209‬مكرر من األمر ‪ 07-95‬املعدل واملتمم‪ ،‬فإن لجنة اإلشراف‬
‫على التأمينات تتكون من خمسة أعضاء‪ ،‬من بينهم الرئيس ويتم اختيارهم لكفاءتهم‬
‫السيما في مجال التامين وقانون املالية‪.‬‬
‫ويعين رئيس لجنة اإلشراف على التأمينات بموجب مرسوم رئاس ي بناء على اقتراح‬
‫من الوزير املكلف باملالية‪ ،‬وتتنافى وظيفة رئيس لجنة اإلشراف على التأمينات مع كل العهد‬
‫االنتخابية أو الوظائف الحكومية حسب املادة ‪ 209‬مكرر ‪ 1‬األمر املتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫وبموجب املادة ‪ 209‬مكرر‪ 2‬من نفس األمر‪ ،‬فإن أعضاء لجنة اإلشراف على‬
‫التأمينات يعينون بمرسوم رئاس ي بناء على اقتراح الوزير املكلف باملالية‪ ،‬وتتكون اللجنة‬
‫من‪:‬‬
‫‪-‬قاضيين (‪ )2‬تقترحهما املحكمة العليا‪.‬‬
‫‪-‬ممثل (‪ )1‬عن الوزير املكلف باملالية‪.‬‬
‫‪-‬خبير (‪ )1‬في ميدان التأمينات يقترحه الوزير املكلف باملالية‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2215 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫‪ -2‬سير لجنة الشراف على التأمينات‬


‫تتخذ لجنة اإلشراف على التأمينات قراراتها بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين‪،‬‬
‫وفي حالة تساوي عدد األصوات‪ ،‬يكون صوت الرئيس مرجح‪4.‬‬

‫كما تزود اللجنة بأمانة عامة تحدد صالحياتها وكيفيات تنظيمها وسيرها بموجب قرار‬
‫من الوزير املكلف باملالية‪ ،5‬وتتكفل ميزانية الدولة بمصاريف تسيير لجنة اإلشراف على‬
‫التأمينات‪ ،6‬حيث تسجل اإلعتمادات املخصصة في ميزانية وزارة املالية‪.‬‬
‫ويعتبر رئيس لجنة اإلشراف على التأمينات هو اآلمر بصرف اإلعتمادات املخصصة‪7‬‬

‫لتغطية ما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬نفقات التسيير ‪.‬‬
‫‪-‬التعويضات املدفوعة ألعضاء لجنة اإلشراف على التأمينات‪.‬‬
‫‪-‬نفقات التجهيز‪.‬‬
‫‪-‬كل نفقات أخرى ترتبط بنشاط لجنة اإلشراف على التأمينات‪.‬‬
‫وفي تعديل املادة ‪ 209‬مكرر‪ 3‬من األمر ‪ 07-95‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬وبموجب املادة‬
‫‪ 58‬من األمر‪ 02-08‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ، 2008‬أدرج املشرع الجزائري‬
‫االستقالل املالي للجنة اإلشراف على التأمينات‪ ،‬بمنح رئيسها صفة اآلمر بالصرف‪ ،‬وهذا‬
‫من اجل تفعيل دورها الرقابي بواسطة املرونة في صرف اإلعتمادات املخصصة لهذا‬
‫الغرض‪.‬‬
‫مع اإلبقاء على تحديد االستفادة من التعويضات ألعضاء لجنة اإلشراف على‬
‫التأمينات من طرف الوصاية‪.‬‬
‫‪ -3‬مهام لجنة الشراف على التأمينات‬
‫تتمثل مهام لجنة اإلشراف على التأمينات حسب املادة ‪ 210‬من األمر سالف الذكر‬
‫في ثالث محاور‪:‬‬
‫‪-‬السهر على احترام شركات ووسطاء التأمين املعتمدين‪ ،‬األحكام التشريعية‬
‫التنظيمية املتعلقة بالتأمين وإعادة التأمين‪.‬‬
‫‪-‬التأكد من أن هذه الشركات تفي بااللتزامات التي تعاقدت عليها تجاه املؤمن لهم‬
‫والزالت قادرة على الوفاء‪.‬‬
‫‪-‬التحقق من املعلومات حول مصدر األموال املستخدمة في إنشاء أو زيادة رأسمال‬
‫شركة التأمين و‪/‬أو إعادة التأمين‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2216 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫وقد صدر في هذا الخصوص مرسوم تنفيذي ‪ 113-08‬يوضح مهام لجنة اإلشراف‬
‫على التأمينات‪ ،8‬حيث أدرج املشرع الجزائري املحاور الثالث السابق ذكرها في ثالث أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬في مجال احترام األحكام التشريعية التنظيمية املتعلقة بالتأمين‬
‫وإعادة التأمين‪.‬‬
‫تسهر لجنة اإلشراف على التأمينات على مطابقة عمليات التأمين وإعادة الةةتأمين‬
‫وشرعيتها‪ ،9‬ويقصد بعمليات الةتأمين وإعادة التأمين كل العمليات كل العمليات الناتجة‬
‫عن اكتتاب وتسيير عقد التأمين ومعاهدة إعادة التأمين‪.10‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬في مجال القدرة على الوفاء‪.‬‬
‫يمكن لجنة اإلشراف على التأمينات املطالبة بخبرات لتقييم كلي أو جزئي لألصول‬
‫و‪/‬أو الخصوم املرتبطة بااللتزامات التنظيمية لشركة التأمين و‪/‬أو إعادة التأمين وفروع‬
‫شركة التأمين األجنبية مع تحمل الشركة أو الفرع دفع نفقات الخبرة‪ ،11‬كما يمكن لجنة‬
‫اإلشراف على التأمينات قصد الحفاظ على أمالك شركة التأمين و‪/‬أو إعادة التأمين وفروع‬
‫شركة التأمين األجنبية‪ ،‬ولتصحيح وضعيتهم‪ ،‬أن تلجأ إلى ‪:‬‬
‫‪-‬تقليص نشاطها في فرع أو عدة فروع تأمين‪.‬‬
‫‪-‬تقليص أو منع حرية التصرف في كل أو جزء عناصر أصولها‪.‬‬
‫‪-‬تعيين متصرف مؤقت يحل محل هيئات تسيير الشركة‪ ،‬ويكون قرار تعيينه قابل‬
‫للطعن أمام مجلس الدولة‪.12‬‬
‫كما ترخص لجنة اإلشراف على التأمينات بمقرر من رئيسها كل مساهمة في‬
‫رأسمال شركة التأمين و‪/‬أو إعادة شركة التأمين التي تفوق نسبة ‪ ،13 %20‬وتوافق على كل‬
‫مساهمة تفوق نسبة ‪ %20‬من األموال الخاصة لشركة التأمين أو إعادة التأمين‪ ،14‬كما‬
‫تبدي موافقتها على كل طلب تحويل جزئي أو كلي ملحفظة عقود شركة التأمين أو فرع‬
‫شركة تامين أجنبية إلى شركة أو مجموعة شركات تأمين معتمدة بحقوقها والتزاماتها‪،‬كما‬
‫يمكنها في إطار املهام املخولة لها‪ ،‬أن تعرض على الوزير املكلف باملالية كل اقتراح تعديل‬
‫للتشريع والتنظيم املعمول بهما‪.15‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬في مجال التحقق من املوارد املالية‪.‬‬
‫يمكن لجنة اإلشراف على التأمينات أن تطلب من شركات التأمين و‪/‬أو إعادة‬
‫التأمين وفروع شركات التأمين األجنبية‪ ،‬في إطار جهاز املراقبة الداخلية ‪ ،‬برنامجا خاصا‬
‫للوقاية واكتشاف ومكافحة تبييض األموال‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2217 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫أما في مجال العقوبات املطبقة على شركات التأمين و‪/‬أو إعادة التأمين‪ ،‬فإن لجنة‬
‫اإلشراف على التأمينات بإمكانها فرض عقوبات مالية أو إنذار أو توبيخ أو إيقاف مؤقت‬
‫لواحد أو أكثر من املسيرين بتعيين أو دون وكيل متصرف مؤقت‪.16‬‬
‫كما يمكنها اقتراح عقوبات يقررها الوزير املكلف باملالية بعد أخذ رأي املجلس‬
‫الوطني للتأمينات‪ ،‬وتتمثل في السحب الكلي أو الجزئي لالعتماد أو التحويل التلقائي لكل أو‬
‫جزء من محفظة عقود التأمين‪ ،‬كما يجب على شركات التأمين و‪/‬أو إعادة التأمين وفروع‬
‫شركات تأمين أجنبية‪ ،‬أن ترسل إلى لجنة اإلشراف على التأمينات ‪ 30‬يونيو من كل سنة‬
‫كآخر أجل‪ ،‬امليزانية والتقرير الخاص بالنشاط وجداول الحسابات واإلحصائيات وكل‬
‫الوثائق الضرورية املرتبطة بها‪ ،‬التي تحدد قائمتها وأشكالها بقرار من الوزير املكلف باملالية‬
‫مع إمكانية منح استثناءات لألجل املذكور في حدود ثالث أشهر من لجنة اإلشراف على‬
‫التأمينات دون سواها‪.‬‬
‫ويجب على سماسرة التأمين أن يسلموا لجنة اإلشراف على التأمينات جداول‬
‫الحسابات واإلحصائيات وكل الوثائق امللحقة الضرورية التي تحدد قائمتها وأشكالها بقرار‬
‫من الوزير املكلف باملالية‪.17‬‬
‫وكل هذا تحت طائلة الغرامة التهديدية عن كل يوم تأخير لكل شركة تأمين أو فرع‬
‫شركة تأمين أجنبية أو سمسار تأمين لم يمتثل لهذه االلتزامات‪.‬‬
‫وحسب املادة ‪ 212‬مكرر من األمر املتعلق بالتأمينات فإن لجنة اإلشراف على‬
‫التأمينات تلزم محافظو حسابات شركات التأمين و‪/‬أو إعادة التأمين وفروع شركات‬
‫التأمين األجنبية بتقديم أية معلومات تتعلق بالهيئات املذكورة أعاله‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يجب على محافظي الحسابات إعالم لجنة اإلشراف على التأمينات‬
‫بالنقائص الخطيرة املحتملة في حالة ما إذا سجلت على مستوى شركة التامين و‪/‬او إعادة‬
‫التامين أثناء ممارسة عهدتهم‪.‬‬
‫وهذا كله يسمح للجنة اإلشراف على التأمينات من املراقبة املستمرة والدائمة‬
‫لعمل وسير شركات التامين وفروع شركات التامين األجنبية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -4‬استقاللية لجنة الشراف على التأمينات‪:‬‬
‫‪ ‬استقاللية اللجنة من الناحية العضوية‪:‬‬
‫تم إنشاء لجنة اإلشراف على التأمينات بموجب نص تشريعي على عكس الهيئات‬
‫التابعة لوزارة املالية‪ ،‬و التي تعود صالحيات إنشائها إلى السلطة التنظيمية‪ ،‬أي أن لجنة‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2218 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫اإلشراف على التأمينات سلطة مستقلة بذاتها وال تمثل أخد املصالح أو األجهزة التابعة‬
‫لوزارة املالية‪ ،‬كما أنها تتشكل من خمسة أعضاء مختلفين وهو ما يبن الطابع الجماعي‬
‫للجنة الذي يمثل احد دعامات االستقاللية العضوية‪.‬‬
‫لكن على الرغم من الطابع الجماعي للجنة اإلشراف على التأمينات و تعدد مراكز و‬
‫صفات هؤالء األعضاء‪ ،‬إال أن وجود ممثل عن الوزير املكلف باملالية يتعارض و استقاللية‬
‫هذه اللجنة عن السلطة التنفيذية‪ ،‬وكذلك احتكار الوزير املكلف باملالية لسلطة تعيين‬
‫هؤالء األعضاء‪ ،‬و عدم النص على عهدة يمارس خاللها رئيس اللجنة و أعضاؤها مهامهم‪،‬‬
‫كلها عوامل تمس باالستقاللية العضوية للجنة اإلشراف على التأمينات‪.18‬‬
‫‪ ‬استقاللية اللجنة من الناحية املوضوعية ‪:‬‬
‫لم ينص املشرع الجزائري على إمكانية تدخل السلطة التنفيذية لتعديل القرارات‬
‫الصادرة عن لجنة اإلشراف على التأمينات‪ ،‬كما انه لم يلزم اللجنة بإعداد تقارير سنوية‬
‫ترسل الى الحكومة ‪ ،‬و هو ما يعتبر تجسيدا االستقاللية الوظيفة لها‪ ،‬لكن هذه‬
‫االستقاللية لم تكتمل‪ ،‬بسبب اعتماد اللجنة في أداء مهامها على وسائل بشرية و مادية‬
‫تابعة للسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫فباإلضافة إلى االستعانة بالهيكل املكلف بالتأمينات على مستوى وزارة املالية‪،‬‬
‫وبالتحديد مديرية التأمينات التابعة للمديرية العامة للخزينة‪ ،‬تتكفل ميزانية الدولة‬
‫بمصاريف تسيير و تجهيز اللجنة و التعويضات املدفوعة ألعضائها‪ ،‬وكل نفقة أخرى ترتبط‬
‫بنشاط لجنة اإلشراف على التأمينات‪ ،‬في ميزانية وزارة املالية‪.19‬‬
‫و باإلضافة لهذا الحظنا انه رغم تحويل إدارة الرقابة على نشاط التامين إلى لجنة‬
‫اإلشراف على التأمينات‪ ،‬إال أن الوزير املكلف باملالية ال يزال يحوز صالحيات ممارسة‬
‫الرقابة‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في النقطة التالية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬صالحيات الرقابة املخولة للوزير املكلف باملالية في ظل قانون ‪:04-06‬‬
‫بالرجوع إلى أحكام قانون ‪ 04-06‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬نجد أن الوزير املكلف باملالية‬
‫ال يزال يحوز صالحيات ممارسة الرقابة‪ ،‬فهو الذي يمنح االعتماد ملمارسة نشاط‬
‫التأمين وأيضا صالحية تقرير عقوبات على شركات التامين و‪/‬أو إعادة التامين وفروع‬
‫شركات التأمين األجنبية في حالة مخالفتها لألحكام القانونية والتنظيمية املتعلقة بنشاط‬
‫التأمين‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2219 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫‪ -1‬سلطة منح العتماد من قبل الوزير املكلف باملالية‪:‬‬


‫خول املشرع الجزائري للوزير املكلف باملالية سلطة منح االعتماد لشركات التامين‬
‫و‪/‬أو إعادة التأمين قصد مزاولة نشاط التأمين فال يمكنها أن تمارس نشاطها إال بعد‬
‫الحصول اعتماد من الوزير املكلف باملالية‪ ،‬بناء على الشروط املحددة في املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 267-96‬املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي ‪ 152-07‬الذي يحدد شروط منح‬
‫شركات التامين و‪/‬أو إعادة التأمين االعتماد‪ ،‬وكيفيات منحه‪.20‬‬
‫يمنح االعتماد إلى شركة التامين من طرف الوزير املكلف باملالية بعد أن يبدي‬
‫املجلس الوطني للتأمينات رأيه بشأنه وذلك أن توافرت فيها شروط تتعلق على األخص‬
‫بإمكانية إنشاء الشركة وقدرتها على ممارسة نشاط التأمين‪ ،‬ويأخد بعين اإلعتبار في ذلك‬
‫املخطط التقديري للنشاط والوسائل املالية الالزمة باإلضافة إلى املؤهالت املهنية ملسيري‬
‫الشركة ونزاهتهم‪.‬‬
‫ويمنح االعتماد و الترخيص في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫*إنشاء شركة جديدة ‪:‬‬
‫في حالة إنشاء شركة نكون أمام شخصية معنوية جديدة في هذه الحالة يجب طلب‬
‫االعتماد من خالل تقديم ملف يرسل إلى الوزير املكلف باملالية‪.‬‬
‫*اندماج شركات معتمدة أو انفصالها عن بعض‪:‬‬
‫في حالة اندماج شركتين ينشأ عنهما شخص معنوي جديد فيجب الحصول على‬
‫اعتماد جديد و كذلك في حالة االنفصال‪.‬‬
‫*ممارسة أصناف جديدة من التامين‪:‬‬
‫عند حصول شركة التأمين على االعتماد فان قرار االعتماد يتضمن وجوبا نوع‬
‫العمليات التأمينية املعتمدة من اجلها وال يمكن أن تمارس عمليات غيرها إال بعد الحصول‬
‫على اعتماد يكون على شكل تعديل لالعتماد املمنوح عند اإلنشاء‬
‫*فتح فروع لشركات تأمين أجنبية ‪:‬‬
‫يخضع فتح فروع لشركات التامين األجنبية بالجزائر إلى الحصول املسبق على رخصة‬
‫يمنحها الوزير املكلف باملالية‪ ،‬مع مراعاة مبدأ املعاملة باملثل‪.‬‬
‫حيث يقوم رئيس مجلس إدارة شركة التامين األجنبية بإرسال طلب الترخيص لفتح فرع‬
‫شركة أجنبية بالجزائر إلى الوزير املكلف باملالية‪.‬‬
‫*فتح مكاتب تمثيل شركات التامين املعتمدة‪:‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2220 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫قصد تغطية أوسع قد تلجأ الشركة املعتمدة إلى تدعيم نشاطها بفتح مكاتب قصد‬
‫البحث عن عالقات عمل بين املتعاملين االقتصاديين و شركة التامين‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫يجب على شركات التأمين أن تتقدم إلى الوزير املكلف باملالية عن طريق طلب يقدمه‬
‫املسؤول املؤهل قانونا من اجل الحصول على ترخيص‪.‬‬
‫وإذا منح االعتماد‪،‬ينشر القرار املتضمن قرار االعتماد في الجريدة الرسمية‪ ،‬ويبين‬
‫العملية و‪/‬أو عمليات التأمين التي تأهل صاحبها ملمارستها‪ ،‬ويمكن تعديل االعتماد بناء على‬
‫طلب شركة التامين‪ ،‬وبعد إبداء املجلس الوطني للتأمينات رأيه بشأنه‪ ،‬ويتم يتم التعديل‬
‫بقرار من الوزير املكلف باملالية‪.21‬‬
‫‪ -2‬سلطة تقرير العقوبات من طرف الوزير املكلف باملالية‪:‬‬
‫للوزير املكلف باملالية سلطة تقرير العقوبات في حق شركات التأمين و‪/‬أو إعادة‬
‫التأمين وفروع شركات التامين األجنبية‪ ،‬واملتمثلة في السحب الكلي أو الجزئي لالعتماد‪،‬‬
‫والتحويل التلقائي لكل أو جزء من محفظة عقود التامين‪.‬‬
‫أ_ سحب االعتماد‪:‬‬
‫منح املشرع الجزائري سلطة سحب االعتماد للوزير املكلف باملالية بعد إبداء‬
‫املجلس الوطني للتأمينات رأيه فيه‪ ،‬ويعتبر سحب االعتماد من أخطر العقوبات املوقعة في‬
‫مجال التأمين‪ ،‬فهو يمثل طريقة خاصة لتصفية الشركة بشكل املؤمن لهم من اآلثار التي‬
‫قد يترتب عن إفالس الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬حاالت سحب االعتماد‪:‬‬
‫ال يمكن أن يسحب االعتماد كليا او جزئيا إال إذا توفرت األسباب املذكورة في املادة ‪220‬‬
‫املعدلة وهي‪:‬‬
‫‪-‬إذا كانت الشركة ال تسير طبقا للتشريع والتنظيم املعمول بهما أو لقوانينها األساسية‪ ،‬أو‬
‫لغياب شرط من الشروط األساسية لالعتماد‪.‬‬
‫‪-‬إذا اتضح بان الوضعية املالية للشركة غير كافية للوفاء بالتزاماتها‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت الشركة تطبق بصفة متعمدة زيادات أو تخفيضات غير منصوص عليها في‬
‫التعريفات املبلغة إلى إدارة الرقابة طبقا للمادة ‪ 233‬من األمر املتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪-‬في حالة عدم ممارسة الشركة لنشاطها ملدة سنة واحدة ابتداء من تاريخ تبليغ االعتماد أو‬
‫في حالة توقفها عن اكتتاب عقود التأمين ملدة سنة‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2221 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫ولسحب االعتماد كليا أو جزئيا بشرط إعذار املؤمن مسبقا برسالة مضمونة‬
‫الوصول مع وصل االستالم‪ ،‬ويجب أن يتضمن اإلعذار األسباب التي كانت مصدر إتحاد‬
‫قرار السحب‪ ،‬وعلى الشركة أن تبرر تقصيرها ضمن مالحظات مكتوبة توجهها إلى إدارة‬
‫الرقابة في أجل ال يتجاوز شهرا ابتداء من استالم اإلعذار‪ ،‬كما تبين ذلك املادة ‪ 221‬من‬
‫قانون التأمينات‪.‬‬
‫‪ ‬آثار سحب االعتماد‪:‬‬
‫تختلف اآلثار املترتبة عن سحب االعتماد باختالف قرار سحب االعتماد إذا ما كان‬
‫قرار سحب كلي أم قرار سحب جزئي‪ ،‬و يكمن االختالف بين الحالتين في أن السحب الكلب‬
‫االعتماد يترتب عليه عدم إمكانية املؤسسة املعنية بسحب االعتماد‪ ،‬ممارسة نشاطات‬
‫التأمين التي كان مرخصا لها بممارستها كليا‪ ،‬وفي جميع أنحاء القطر الجزائري‪ ،‬اي انه‬
‫يقض ي تماما على حياة الشركة‪ ،‬في حين أن السحب الجزئي لالعتماد يعني ممارسة بعض‬
‫النشاطات التي كان مرخصا بها و ليس جميعها‪ ،‬أي بقاء الشركة تمارس نشاطها فيما‬
‫يخص الفروع او النشاطات التي لم يسحب منها االعتماد‪ ،‬فاألمر هنا يتعلق بسحب‬
‫االعتماد من بعض التخصصات او بعض الفروع املتواجدة في مناطق معينة وليس كل‬
‫التخصصات في كل مناطق الوطن‪.‬‬
‫وتطرح عقوبة سحب االعتماد اإلشكالية حول مصير عقود التامين السارية املفعول‬
‫وفي هذا اإلطار نص املشرع ضنن املادة ‪ 220‬من قانون التأمينات‪ ،‬على انه يتم تحديد‬
‫مصير عقود‪ ،‬التأمين السارية املفعول بموجب قرار من الوزير املكلف باملالية املتضمن قرار‬
‫االعتماد‪ ،‬هذا القرار يتم نشره في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪.22‬‬
‫ب_ التحويل التلقائي لكل أو جزء من محفظة عقود التأمين‪:‬‬
‫إذا اتضح أن الوضعية املالية للشركة غير كافية للوفاء بالتزاماتها‪ ،‬فيتم فرض‬
‫عقوبة تحويل محفظة عقود التأمين‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بالتحويل التلقائي‪.‬‬
‫ولحماية حقوق املؤمن لهم واملستفيدين من عقود التأمين يتم اللجوء إلى التحويل‬
‫التلقائي لكل أو جزء من محفظة عقود التامين حسب الحالة‪ ،‬إلى شركة تأمين أخرى‪.‬‬
‫ونجد أن املشرع خول صالحية تقرير عقوبة التحويل التلقائي لكل أو جزء من‬
‫محفظة عقود التأمين‪ ،‬فإذا ما اكتشفت لجنت اإلشراف على التأمينات في إطار عمليات‬
‫الرقابة التي تمارسها على يسار شركات التأمين‪ ،‬أن شركة ما أصبحت غير قادرة على الوفاء‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2222 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫بالتزاماته‪ ،‬تقوم باقتراح التحويل التلقائي لكل أو جزء من محفظة عقود التأمين لهذه‬
‫الشركة على الوزير املكلف باملالية‪ ،‬الذي له سلطة تقرير هذه القوبة بعد أخد املجلس‬
‫الوطني للتأمينات‪23‬‬

‫فعلى الرغم من أن لجنة اإلشراف على التأمينات هي السلطة املكلفة بالرقابة على‬
‫مدى يسار شركات التأمين بهدف حماية املؤمن لهم واملستفيدين من عقد التأمين‪ ،‬إال أن‬
‫التدابير العقابية املترتبة على هذه الرقابة ال تزال من صالحيات الوزير املكلف باملالية وليس‬
‫لجنت اإلشراف على التأمينات سوي صالحياتها اقتراحها عليه‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل ما سبق توصلنا إلى أن املشرع الجزائري على الرغم من تحويل سلطة‬
‫الرقابة على التأمين من الوزير املكلف باملالية إلى لجنت اإلشراف على التأمينات‪ ،‬إال أن‬
‫الوزير املكلف باملالية ال يزال يحتكر أهم صالحيات الرقابة كسلطة سحب االعتماد‪ ،‬التي‬
‫تعتبر من أخطر العقوبات املطبقة في نشاط التامين وكذا سلطة توقيع أخطر العقوبات‬
‫التأديبية‪ ،‬في حين لم يتبقى للجنة اإلشراف على التأمينات سوى ممارسة الرقابة الالحقة‬
‫لدخول السوق‪ ،‬وكذا صالحية تقرير بعض العقوبات التأدبية واملالية التي ال ترقى إلى نفس‬
‫درجة العقوبات املقررة من قبل الوزير‬
‫والحظنا أيضا أنه ضمن تشكيلة لجنة اإلشراف على التأمينات ممثل ل الوزير‬
‫املكلف باملالية‪ ،‬وهذا كله يدل على عدم استقاللية هذه اللجنة عن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫ومن هنا نستنتج أن الرقابة على نشاط التأمين موزعة بشكل غير متساوي بين‬
‫لجنة اإلشراف على التأمينات و الوزير املكلف باملالية‪ ،‬وينتج عن هذا التقسيم رقابة غير‬
‫فعالة على نشاط التأمين‪ ،‬وبالتالي تدهور هذا القطاع‪ ،‬لذا كان يجب على املشرع الجزائري‬
‫عند استحداثه لهيئة إدارة الرقابة‪ ،‬أن يجعلها مستقلة عن السلطة التنفيذية‪ ،‬من أجل‬
‫ممارسة رقابة فعالة‪ ،‬معتمدا في ذلك أسس دقيقة مبنية على واقع سوق التأمينات في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫وعليه نقترح التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تخول صالحيات تقرير عقوبة التحويل التلقائي ملحفظة عقود التأمين للجنة‬
‫اإلشراف على التأمينات ألن السهر على يسار شركات التأمين يدخل في إطار صالحياتها‬
‫وليس من صالحيات الوزير املكلف باملالية‪ ،‬فهي الهيئة األنسب لذلك‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن يصبح منح اإلعتماد من صالحيات لجنة اإلشراف على التأمينات‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2223 2019‬‬
‫ص ‪ - 2213‬ص ‪2224‬‬ ‫إدارة الرقابة على نشاط التأمين‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬لحلو راضية‬

‫‪-‬البد من إعادة تشكيلة لجنة اإلشراف على التأمينات و إبعاد ممثل الوزير املكلف‬
‫باملالية ألن وجود هذا األخير ضمن تشكيلة لجنة اإلشراف على التأمينات يجعلها غير‬
‫مستقلة عن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪-‬البد أن تصبح لجنة اإلشراف على التأمينات مستقلة عن السلطة التنفيذية من‬
‫أجل ممارسة رقابة فعالة على قطاع التأمين‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬قانون رقم ‪ 07-80‬املؤرخ في ‪ 9‬غشت ‪ 1980‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 33‬بتاريخ ‪ 13‬غشت ‪.1980‬‬
‫‪ 2‬األمر ‪ 07-95‬املؤرخ في ‪ 25‬يناير ‪ 1995‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 13‬بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪.1995‬‬
‫‪ 3‬قانون ‪ 04-06‬املؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 15‬بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ ،2006‬املعدل واملتمم‬
‫لألمر ‪.07-95‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 209‬مكرر‪ 2‬الفقرة ‪ 4‬من األمر ‪ 07-95‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪ 209‬مكرر‪ 2‬الفقرة ‪ 5‬من األمر ‪ 07-95‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 6‬املادة ‪ 209‬مكرر‪ 3‬من األمر ‪ 07-95‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 7‬األمر ‪ 02-08‬مؤرخ في ‪ 24‬يوليو سنة ‪ ، 2008‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ، 2008‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 42‬بتارخ ‪24‬‬
‫يوليو ‪. 2008‬‬
‫‪ 8‬املرسوم التنفيذي ‪ 113-08‬مؤرخ في ‪ 09‬ابريل ‪ ،2008‬يوضح مهام لجنة اإلشراف على التأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪20‬‬
‫املؤرخ في ‪ 13‬ابريل ‪.2008‬‬
‫‪ 9‬املادة ‪ 4‬من املرسوم ‪ 113-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 10‬املادة ‪ 5‬املرسوم نفسه‪.‬‬
‫‪ 11‬املادة ‪ 7‬املرسوم نفسه‪.‬‬
‫‪ 12‬املادة ‪ 8‬املرسوم نفسه‪.‬‬
‫‪ 13‬املادة ‪ 9‬املرسوم نفسه‪.‬‬
‫‪ 14‬املادة ‪ 10‬املرسوم نفسه‪.‬‬
‫‪ 15‬املادة ‪ 11‬املرسوم نفسه‪.‬‬
‫‪ 16‬املادة ‪ 241‬من األمر املتعلق بالتأمينات املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 17‬املادة ‪ 261‬مكرر من األمر نفسه‪.‬‬
‫‪ 18‬فارح عائشة‪ ،‬ضبط نشاط التأمين في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون‪ ،‬تخصص‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2017،‬ص ‪296‬‬
‫‪ 19‬فارح عائشة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪. 296‬‬
‫‪ 20‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 276-96‬املعدل واملتمم باملرسوم رقم ‪ ، 152-07‬يحدد شروط منح شركات التأمين و‪/‬أو إعادة التأمين‬
‫االعتماد‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 35‬املؤرخة ب ‪ 23‬مايو ‪. 2007‬‬
‫‪ 21‬بن خروف عبد الرزاق‪ ،‬التأمينات الخاصة في التشريع الجزائري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬التأمينات البرية‪ ،‬مطبعة حيرد‪ ، 1998 ،‬ص‬
‫‪. 55‬‬
‫‪ 22‬فارح عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 253‬‬
‫‪ 23‬فارح عائشة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪ 301‬و ‪. 302‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪2224 2019‬‬

You might also like