You are on page 1of 19

‫التنمر املدرسي وبرامج التدخل‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻧﻮﺭﺓ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪ ,3‬ﺝ‪1‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2013‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪235 - 250‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬

‫د‪ .‬نورة بنت سعد القحطاين‬ ‫‪651735‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬


‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬

‫أصول الرتبية املساعد بقسم السياسات الرتبوية‬ ‫أستاذ‬


‫‪HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﺮ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻨﻤﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪https://search.mandumah.com/Record/651735‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫كلية الرتبية ‪ -‬جامعة امللك سعود‬

‫اململكة العربية السعودية‬

‫© ‪ 2018‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫التنمر املدرسي وبرامج التدخل‬

‫د‪ .‬نورة بنت سعد القحطاين‬

‫أستاذ أصول الرتبية املساعد بقسم السياسات الرتبوية‬

‫كلية الرتبية ‪ -‬جامعة امللك سعود‬

‫اململكة العربية السعودية‬


‫‪432‬‬

‫التنمر املدرسي وبرامج التدخل‬

‫(*)‬
‫د‪ .‬نورة بنت سعد القحطاين‬

‫لقد أصبحت املدارس حمل عمليات تنمر يومية‪ ،‬وأصبح انتشار ظاهرة التنمر فيها أمرآ أثبتته العديد من‬
‫الدراسات على مستوى العامل‪ ،‬ففي دراسة لكوي )‪ (Coy ,2001‬بعنوان "التنمر يف املدارس "كشفت نتائجها أنه‬
‫يهرب يوميا حوايل (‪ )001.111‬طالبا من املدارس بسبب التنمر الذي يالقونه من زمالئهم‪.‬‬

‫كما كشفت دراسة مسحية إليرلينغ (‪ )Erling , 2002‬بعنوان "التنمر‪ :‬أعراض كئيبة وأفكار انتحارية‬
‫"أجويت على (‪8122‬تلميذا نروجييا يف املستوى الثامن عن أن الطلبة ممن ميارسون التنمر وكذلك ضحاايهم قد حصلوا‬
‫على درجات أعلى بدرجة ملفتة للنظر يف مقياس األفكار االنتحارية‪.‬‬

‫ويف دراسة لليند وكنر ى (‪ )Lind & Kerrney, 2004‬واليت أجريت يف نيوزلندا‪ ،‬اتضح أن حوايل (‪)% 06‬‬
‫من الطالب قد تعرضوا لشكل‪ ،‬أو آخر من ممارسات التنمر‪ ،‬كما وأشارت دراسة أدامسكي وراين (‪Rayan, 2008‬‬

‫& ‪ )Adamski‬اليت أجريت يف والية الينوي ابلوالايت املتحدة إىل أن أكثر من (‪) % 51‬من الطالب قد تعرضوا‬
‫حلاالت التنمر‪ ،‬ويف إيرلندا أوضحت دراسة ملينتون (‪ )Minton, 2010‬أن تعرض الطالب ملشاكل التنمر بنسبة‬
‫(‪ )%65‬من طالب املرحلة االبتدائية و (‪ )% 60.4‬من طالب املرحلة املتوسطة‪ .‬أما دراسة تينينبايوم‬
‫(‪ )Tenenbaum‬اليت أجريت عام ‪ 8100‬م بعنوان "اسرتاتيجيات املواجهة حلاالت التنمر يف الصفوف من الرابع إىل‬
‫الثامن "فقد كشفت نتائجها عن أن املواجهة القائمة على الرتكيز على املشكلة كان النوع الذي غالبا ما مت استخدامه من‬
‫قبل الضحااي‪.‬‬

‫ويعود تنامي االهتمام بظاهرة التنمر يف املدارس‪ ،‬وتطور الدراسات حوهلا إىل عدد من األسباب منها كما يرى‬
‫مسيث (‪ (Smith, 8111‬اآلاثر املدمرة هلذه الظاهرة وخاصة على بعض الطلبة مما أدى هبم إىل االنتحار أو إىل‬
‫التفكنر فيه‪ ،‬وإىل وعي األهايل ابلظاهرة‪ ،‬وضغطهم على املدارس لوقفه‪ ،‬وعلى وسائل اإلعالم للتوعية هبا‪.‬‬

‫(*) أستاذ أصول الرتبية املساعد بقسم السياسات الرتبوية ‪-‬كلية الرتبية‪-‬جامعة امللك سعود‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪432‬‬

‫ولقد خطت الدراسات العلمية والرتبوية على الصعيد احمللى والعريب يف السنوات األخنرة املاضية خطوات متقدمة‬
‫حنو االهتمام بظاهرة التنمر يف املدارس‪ ،‬حيث كشفت دراسة للدوسري عن أن التنمر متمثال يف االعتداء على اآلخرين‬
‫أو على ممتلكاهتم قد احتل النسبة األعلى لدى طالب منطقة الرايض بنسبة (‪( )% 65.8‬الدوسري‪ 8116 ،‬م)‪.‬‬

‫كما كشفت دراسة القحطاين‪ ،‬بعنوان "التنمر بني طالب وطالبات املرحلة املتوسطة يف مدينة الرايض‪ :‬دراسة مسحية‬
‫واقرتاح برامج التدخل املضادة مبا يتناسب مع البيئة املدرسية "عن أن نسبة الطالب والطالبات يف املرحلة املتوسطة الذين‬
‫يتعرضون للتنمر مرة أو مرتني خالل األشهر املاضية تصل إىل (‪( )% 60.5‬القحطاين‪ ،)8112 ،‬وعن العديد من‬
‫العوامل املسببة النتشار التنمر املدرسي وأشكاله بني اجلنسني‪ ،‬وخصائص كل من الطالب املتنمر والطالب املتنمر عليه‪،‬‬
‫واآلاثر السلبية على أطراف العالقة‪ .‬كما أوصت الدراسة بتبين برانمج دان ألويس ملنع التنمر يف املدارس ‪(Olwues's‬‬

‫)‪ ،Bulying Prevention Program‬وتطبيقه على مستوى املدارس ابململكة العربية السعودية والفصول واملستوى‬
‫الفردي أيضا ملواجهة هذه الظاهرة والتقليل من آاثرها على املتورطني فيها‪.‬‬

‫كما توصلت إمساعيل يف دراستني أجرهتما يف عام (‪8101‬م) تبحث األوىل منها يف املتغنرات النفسية لدى‬
‫ضحااي التنمر يف املرحلة االبتدائية إىل أن هناك عالقة ارتباطية موجبة ودالة عند مستوى (‪ )1.10‬بنب ضحااي التنمر‬
‫ومتغنرات الدراسة (حالة ومسة القلق‪ ،‬تقدير الذات‪ ،‬األمن النفسي‪ ،‬الوحدة النفسية)‪ ،‬وعند مستوى (‪ )1.15‬بني‬
‫ضحااي التنمر املدرسي واألمن النفسي املنخفض‪ ،‬وىف الدراسة الثانية اليت تبحث يف فعالية العالج ابلقراءة يف خفض‬
‫التنمر املدرسي لدى األطفال إىل مدى فعالية العالج ابلقراءة يف خفض التنمر لدى األطفال يف املدارس (إمساعيل‪،‬‬
‫‪.)8101‬‬

‫وتتناول هذه الورقة برتكيز شديد التنمر يف املدارس وما يتعلق به من أبعاد مهمة‪ ،‬معتمدة على بعض الدراسات‬
‫العلمية احلديثة لوصف واقعه يف البيئة املدرسية‪ ،‬ومستعينة ابألشكال والرسوم التوضيحية‪ ،‬لتنتهي بعرض أحدث الربامج‬
‫العاملية للتدخل ومنع التنمر يف املدارس‪ ،‬وكذلك املمارسات يف اجملال على الصعيد احمللي‪.‬‬
‫‪432‬‬

‫تعريف التنمر املدرسي ‪(School bulling):‬‬

‫يعرف دان ألويس النروجيي (‪-)Dan Olweus‬األب املؤسس لألحباث حول التنمر يف املدارس – التنمر‬
‫املدرسي (‪ ) School bulling‬أبنه‪ " :‬أفعال سالبة متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر إبحلاق األذى بتلميذ آخر‪ ،‬تتم‬
‫بصورة متكررة‪ ،‬وطوال الوقت‪ ،‬وميكن أن تكون هذه األفعال السالبة ابلكلمات مثال‪ :‬ابلتهديد‪ ،‬التوبيخ‪ ،‬اإلغاضة‬
‫والشتائم‪ ،‬وميكن أن تكون ابالحتكاك اجلسدي كالضرب والدفع والركل‪ ،‬وميكن أن تكون كذلك بدون استخدام‬
‫الكلمات أو التعرض اجلسدي مثل التكشنر ابلوجه أو اإلشارات غنر الالئقة‪ ،‬بقصد وتعمد عزله من اجملموعة أو رفض‬
‫االستجابة لرغبته "‪.‬‬

‫ويلفت ألوبس (‪ )Olweus & Sue,2002 ,‬النظر إىل أنه كي بصنف الوضع أبنه تنمر البد أن يكون هناك‬
‫عدم توازن يف الطاقة أو القوة (عالقة قوة غنر متماثلة)؛ مبعىن آخر أن الطالب الذين يتعرضون ألفعال سلبية يعانون‬
‫بصفة عامة من صعوبة الدفاع عن أنفسهم‪ ،‬وال حيلة هلـم أمام الطالب الذين يتسببون يف مضايقتهم‪ .‬أما حينما ينشأ‬
‫خالف بني طالبني متساويني تقريبا من انحية القوة اجلسدية والطاقة النفسية‪ ،‬فإن ذلك ال يسمى تنمرا‪ ،‬وكذلك احلال‬
‫ابلنسبة حلاالت اإلاثرة واملزاح بني األصدقاء‪ ،‬غنر أن املزاح الثقيل املتكرر‪ ،‬مع سوء النية واستمراره ابلرغم من ظهور‬
‫عالمات الضيق واالعرتاض لدى الطالب الذي بتعرض له‪ ،‬يدخل ضمن دائرة التنمر‪.‬‬
‫‪432‬‬

‫خصائص التنمر‪:‬‬

‫يف بيئة التنمر املدرسي غالبا ما يكون ضحية التنمر طالبا وحيدا يتعرض للمضايقة من جمموعة تتكون من إثنني‬
‫أو ثالثة من الطالب يتزعمهم "قائد سليب "؛ لكن هناك نسبة هامة من الضحااي ترتاوح ما بني (‪)% 41-% 81‬‬
‫أفادوا أبهنم تعرضوا للتنمر من قبل طالب منفردين )‪.(Barton, 2003‬‬

‫وميكن تصنيف السلوك العدواين أبنه تنمر عندما حتكمه ثالثة معاينر هي‪:‬‬

‫التنمر هو اعتداء متعمد رمبا يكون جسداي أو لفظيا أو بشكل غنر مباشر‪.‬‬ ‫(أ)‬

‫التنمر يعرض الضحااي العتداءات متكررة‪ ،‬وخالل فرتات ممتدة من الوقت‪.‬‬ ‫( ب)‬

‫التنمر حيدث داخل عالقة شخصية مييزها عدم التوازن يف القوة سواء كان حقيقيا أو معنواي؛ وهذه القوة تنبع‬ ‫(ج)‬
‫من منطلق القوة اجلسمانية أو من منطلق نفسي مع األطفال ذوي التأثنر الكبنر على أقراهنم فتظهر بني املتنمرين‬
‫والضحية‪.‬‬

‫الشائعات املعروفة عن التنمر يف املدارس‪:‬‬

‫ومما هو شائع ومعروف عن التنمر يف املدارس والذي أثبتت الدراسات عدم صحته ‪(Ballard , et al.,‬‬

‫)‪:1999‬‬

‫االعتقاد أبن التنمر جزء من منو التالميذ االجتماعي‪ ،‬ومجيعهم جيتازونه‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫أن اإليذاء يساعد الضحية على أن تصبح أكثر خشونة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫اعتقاد الكثنرين أن املتنمرين ضعاف وغنر آمنني داخليا‪ ،‬وأهنم يتصرفون خبشونة من اخلارج لتغطية مشاعرهم‬ ‫‪-6‬‬
‫احلقيقية‪.‬‬
‫‪432‬‬

‫خصائص املتنمر‪:‬‬

‫القوة (بسبب العمر‪ ،‬احلجم‪ ،‬واجلنس)‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫تعمد األذى (فاملتنمر جيد لذة يف توبيخ الضحية أو حماولة السيطرة عليها‪ ،‬ويتمادى‬ ‫‪-8‬‬

‫عند إظهار الضحية عدم االرتياح)‪.‬‬

‫الفرتة والشدة (استمرار التنمر ومعاودته على فرتات طويلة‪ ،‬ودرجة التنمر حمطمة الحرتام الذات لدى الضحية)‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫وبوجه عام مييل املتنمرون إىل أن يكونوا مغرورين وأقوايء ومقبولني من أقراهنم‪ ،‬ويتميزون خاصة برغبتهم يف‬

‫السيطرة على اآلخرين عن طريق استخدام العنف‪ .‬ويظهرون القليل من التعاطف جتاه ضحاايهم‪ .‬كما ويتميز املتنمر أبنه‬

‫حماط مبتنمرين أو أتباع سلبيني‪ ،‬وهؤالء ال يبدؤون ابلضرورة ابلسلوك العدواين ولكنهم يشاركون فيه‪ ،‬ويقدموا الدعم‬

‫والتشجيع للمتنمر‪ ،‬وموافقتهم ترفع من إحساس املتنمر بذاته ومكانته‪ ،‬وجيعل سلوك التنمر مستمرا ‪(Ballard , et al.,‬‬

‫)‪.1999‬‬

‫ويوضح الشكل التوضيحي التايل (دائرة التنمر) الثقافة االجتماعية املعززة لسلوك التنمر‪ ،‬واملشاركات وردود‬

‫أفعال الطالب يف املدرسة عند حدوث التنمر‪.‬‬


‫‪432‬‬

‫خصائص املتنمر عليه (الضحية)‪:‬‬

‫للضحية ابملقابل يف موقف التنمر خصائص هي‪:‬‬

‫‪ .0‬قابلية السقوط (فالضحية سريعة االخنداع‪ ،‬وال تستطيع أن تدافع عن نفسها‪،‬‬

‫وهلا خصائص جسديه ونفسية جتعلها عرضة ألن تكون ضحية)‪.‬‬

‫‪ .8‬غياب الدعم (فالضحية تشعر ابلعزلة والضعف‪ ،‬وأحياان ال تذكر الضحية‬

‫املتنمر عليها خوفا من انتقام املتنمر عليه)‪.‬‬

‫كما ويتصف الضحااي أبن لديهم تقدير منخفض للذات‪ ،‬وعدد فليل من األصدقاء‪ ،‬وإحساس ابلفشل‪ ،‬وسلبية‬

‫وقلق وضعف وفقدان ثقة ابلنفس‪ .‬ومعظمهم أضعف جسداي من أقراهنم مما جيعلهم عرضة هلجمات املتنمرين‪ .‬وألهنم‬

‫عاجزين عن تكوين عالقات مع أقراهنم فهم مييلون للعزلة يف املدرسة‪ ،‬مما جيعلهم يشعرون ابلوحدة واإلمهال‪ .‬كما‬

‫وخيشون الذهاب للمدرسة مما يعيق قدرهتم على الرتكيز‪ ،‬وخيلق أداءا دراسيا يرتاوح بني اهلامشية والضعف‪ ،‬مع الوجود‬

‫الدائم للتهديد ابلعنف مما يشعرهم ابالفتقار إىل األمان‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه األعراض البدنية والنفسية لديهم‬

‫)‪.(Ballard, et al,. 1999‬‬

‫أمناط التنمر‪Patterns of bullying :‬‬

‫التنمر اجلسدي ‪Physical Bulling‬‬ ‫(أ)‬

‫الضرب والركل ابلقدم واللكم بقبضة اليد واخلنق والقرص والعض ‪...‬‬

‫التنمر يف العالقة الشخصية ‪Relational Bulling‬‬ ‫(ت)‬

‫مثل اإلقصاء‪ ،‬اإلبعاد‪ ،‬الصد‪ ،‬األكاذيب واإلشاعات املغرضة‪.‬‬


‫‪422‬‬

‫التنمر اللفظي ‪Verbal Bulling‬‬ ‫(ج)‬

‫ويشمل التهديد واإلغاضة والتسمية أبمساء سيئة‬

‫التنمر اجلنسي ‪Sexual Bulling‬‬ ‫( د)‬

‫ويتمثل يف سلوك املالمسة غنر الالئقة‪ ،‬أو املضايقة اجلنسية‬

‫ابلكالم‪.‬‬

‫التنمر اإللكرتوني ‪Cyber bullying‬‬

‫وهو الضرر املتعمد واملتكرر الذي يلحق ابلضحية من خالل استخدام‬

‫أجهزة الكمبيوتر واهلواتف احملمولة‪ ،‬واألجهزة اإللكرتونية‬

‫األخرى‪.‬‬

‫أماكن حدوث التنمر‪:‬‬

‫عادة حيدث التنمر بعيدا عن الكبار كما يف‪:‬‬

‫‪ ‬فسحة املدرسة‬

‫‪ ‬احلصص‬

‫‪ ‬دورات املياه‬

‫‪ ‬يف املداخل‬

‫‪ ‬يف انتظار احلافالت‬

‫‪ ‬يف حافلة املدرسة‬


‫‪422‬‬

‫‪ ‬يف الطريق للمدرسة أو إىل البيت‪.‬‬

‫آثار التنمر‪:‬‬

‫يشمل التنمر يف املدارس الضحااي‪ ،‬واملتنمرين أنفسهم‪ ،‬والتالميذ املتواجدين أثناء موقف التنمر؛ وكل هذه‬

‫اجملموعات الثالث تتأثر بوقف التنمر )‪(Crabarino, 2003, ،(Lipson, 2001) ،(Bulach,et aL, 2002‬‬

‫)‪ (Banks, 1997)،Abs‬وميكن توضيحها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬آثار التنمر قصري ة ووييلة املد عل الضحايا‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار التنمر وييلة املد عل املتنمرين‪:‬‬

‫يشكل معتادو التنمر على اآلخرين يف املدارس يف سنوات حياهتم األوىل أربعة أضعاف من ينتكسون ويرتكبون‬

‫جرائم خطنرة نسبيا حسب سجالت اإلجرام الرمسية‪ ،‬وذلك مقارنة بغنرهم من الطالب العاديني‪ .‬لذلك البد من األخذ‬

‫بعني االعتبار من حيتمل أن يصبح متنمرا أو أن ميارس التنمر ضد الغنر‪ ،‬لوقف سنره يف هذا املسلك غنر االجتماعي‬

‫وإعادة توجيهه للتصرف على النحو املقبول اجتماعيا )‪. (Olweus & Sue, 2002‬‬
‫‪424‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار التنمر عل املتياجدين أثناء حدوث التنمر‪:‬‬

‫ميكن أن يتأثر التالميذ ابلتنمر إما بشكل مباشر أو غنر مباشر‪ ،‬وهذه اآلاثر تتنوع من املشاكل الصحية‬
‫والنفسية للفرد إىل تبين ورعاية قيم اجتماعية عدوانية‪ ،‬وتبين ثقافة التنمر ابلنسبة جملتمع املدرسة ككل ‪(Juvonen,‬‬
‫‪2001).‬‬

‫ومن العوامل املؤدية حلدوث التنمر والتعرض له‪:‬‬

‫يعزو ابحثو علم النفس الرتبوي سلوك التنمر إىل عدة عوامل تتمثل يف الشكل التايل‪:‬‬

‫ومن الدراسات األجنبية احلديثة اليت تناولت التنمر املدرسي ممثلة ابلشكل التايل‪:‬‬
423
‫‪422‬‬

‫ومن الدراسات األجنبية احلديثة اليت تناولت التنمر اإللكرتوين ممثلة ابلشكل التفصيلي التايل‪:‬‬

‫برامج التدخل ملنع التنمر املدرسي‪:‬‬

‫يشكل ضحااي التنمر جمموعة كبنرة من التالميذ الذين تتجاهلهم املدرسة إىل حد كبنر‪ ،‬وكثنر من هؤالء يكونون‬

‫هدفا للمضايقات لفرتة طويلة من الزمن‪ ،‬بل لعدة سنوات يف الغالب‪ .‬لذلك فإنه من حقوق الطفل األساسية وكما‬

‫حددهتا سياسات األمم املتحدة أن يشعر الطفل ابألمان يف املدرسة‪ ،‬وأن يعفى من االضطهاد واإلذالل املتعمد واملتكرر‬
‫‪422‬‬

‫الذي يشتمل عليه التنمر لذلك قال جيب على أي تلميذ أن خيشى الذهاب للمدرسة خوفا من املضايقات واإلهانة‪ ،‬وأال‬

‫يقلق اآلابء من تعرض أبنائهم هلذه األحداث )‪.(Olweus, 1997‬‬

‫ولقد أعدت وصممت العديد من برامج التدخل العاملية ملنع التنمر يف املدارس واالسرتاتيجيات املضادة له واليت‬

‫أثبتت من خالل تطبيقها قدرهتا على مواجهة املشكلة لكافة األطراف املتورطة يف موقف التنمر‪ .‬ومن أشهر هذه الربامج‬

‫العاملية للتدخل ومنع التنمر املدرسي‪ ،‬والذي يعد من أكثر الربامج مشوال يف مواجهة هذه الظاهرة‪:‬‬

‫برانمج دان ألويس ملنع التنمر املدرسي*‪Olweus Bulling Prevention Program :‬‬

‫يقدم هذا الربانمج إطارا واضحا لإلداريني واملعلمني وأولياء األمور ميكن تطبيقه على املستوى الوطين والعاملي‪،‬‬

‫كذلك وعلى امتداد خمتلف املراحل الدراسية وعلى مستوى املدرسة والفصل الدراسي والطالب أنفسهم‪ .‬ويتحقق‬

‫بتكاتف وتضافر جهود اإلدارة واملدرسني وأولياء األمور‪ ،‬والطالب‪ ،‬وجبهود املختصني ابجملال من خارج املدرسة‪ ،‬مع‬

‫ضمان احلصول على التزامهم ابملساعدة يف إيقاف التنمر‪ .‬وميتد مدى تطبيقه من العام للعام لقياس مدى فعاليته يف‬

‫التقليل من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من حدة آاثرها (القحطاين‪.* )8112 ،‬‬

‫* للتوسع أنظر دراسة الدكتوراه للباحثة القحطاين‪ ،‬نورة سعد (‪ 8112‬م)‪" :‬التنمر بني طالب وطالبات املرحلة‬

‫املتوسطة يف مدينة الرايض‪ :‬دراسة مسحية واقرتاح برامج التدخل املضادة مبا يتناسب مع البيئة املدرسية "‪ ،‬كلية الرتبية‪:‬‬

‫جامعة امللك سعود‪.‬‬


‫‪422‬‬

‫وميثل الشكل التايل الربامج العاملية واالسرتاتيجيات ملنع التنمر على مستوى املدارس‪:‬‬
‫‪422‬‬

‫وسيتم تناول برانجمني من هذه الربامج ملنع التنمر املدرسي ابلتوضيح‪ ،‬أوال‪:‬‬
‫‪422‬‬

‫واثنيا‪:‬‬

‫ومن املمارسات اليت طبقت على الصعيد احمللي ملنع التنمر املدرسي يف اململكة العربية السعودية‪:‬‬
422
‫‪422‬‬

‫ختاما‪:‬‬

‫يقتضي التخلص من التنمر املدرسي ابلطبع ضرورة ترسيخ أسس بيئة آمنة داعمة وراعية اجتماعيا‪ ،‬والعمل على‬

‫ترسيخ مفهوم الوائم والتفاهم واالحرتام املتبادل يف املدرسة ويف مجيع الفصول الدراسية‪ .‬عالوة على تقدمي املساعدة الالزمة‬

‫للطالب على الصعيد الفردي وأسرته وجمتمعه ابلنفع‪ ،‬وهذا لن يتم إال بنهج كل مدرسة ملقاربة عالجية متكاملة تعمل‬

‫على إشراك املدرسني واإلداريني‪ ،‬واآلابء‪ ،‬وشبكات الدعم االجتماعي‪ ،‬ابإلضافة إىل الطالب املتنمر نفسه حلل املشكلة‪،‬‬

‫تتناسب مع ثقافة املدرسة واحمليط االجتماعي ملنتسبيها‪.‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like