You are on page 1of 28

‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫المتطلبات المعرفية والمهارية لتحقيق النسب الجمالية واالتزان باستخدام النسب الذهبية‬
‫وهندسة الفراكتال )‪ (Fractal‬بالتصوير إلعالمي‪.‬‬
‫‪Cognitive and skill requirements to achieve aesthetic proportions and‬‬
‫‪balance using the golden ratios and fractal geometry in media photography.‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د عمرو محمد جالل محمد‬
‫األستاذ المساعد بقسم اإلعالم‪ -‬كلية األلسن واإلعالم‪ -‬جامعة مصر الدولية‬
‫‪Assist. Prof. Dr. Amr Mohamed Galal Mohamed‬‬
‫‪Assistant Professor, Department of Information, Faculty of Al-Alsun and Media, Egypt‬‬
‫‪International University‬‬
‫‪amr.galal@miuegypt.edu.eg‬‬

‫مستخلص البحث‪:‬‬
‫من طبيعة حياة اإلنسان على ام رض مبني ة على التط ور واالرتق اء‪ ،‬ففي كل حين إللنسان مالحظة جدي دة‪ ،‬وتفس ير جديد للظ واهر‪ ،‬وس بل جدي دة‬
‫للتحكم‪ ،‬وأفكار جديدة تولد‪ ،‬وعلوم جديدة تنشأ‪ ،‬ونظريات وتقنيات تصبح تاريخا‪ ،‬وحض ارات عمالق ة قائمة تص بح بع د حين أث راً بعي دا‪ .‬وتظ ل الطبيع ة‬
‫ملهمة الفنان المبدع امولى‪ ،‬ومن خاللها اكتشف اإلنسان من مئات السنين قبل الميالد النسب الذهبي ة لجمالي ات التوازن البص ري فيما أبدع هلال من خل ق‪ ،‬فق د تم‬
‫اس تخدام تلك النسب الجمالي ة في كل ما صنع اإلنسان من فنون كالعم ارة والتص وير وامث اث‪ ،‬وغيرها من الفنون‪ ،‬وال يمكن االس تغناء عنها ح تى‬
‫اليوم ‪ ،‬أما‬
‫التطور الطبيعي في مجال علوم الرياضيات‪ ،‬والهندسة‪ ،‬ومالحظة تكرارت امش كال الهندس ية في الطبيع ة‪ ،‬فقد أدي ذلك إلى توجي ه االهتم ام ببني ة‬
‫الرياضيات المعرفية ‪ ،‬وعالقة الرياضيات بمكونات العلوم الطبيعية امخ رى‪ ،‬فامش ياء في الطبيع ة لها خصائص ها الطبيعي ة باإلض افة إلى البعد الرياضي‬
‫المكون لها‪ ،‬ومن هنا كان البحث عن تفسير رياضي لتكون‬
‫امشياء في الفلك وعلوم البيئة والظواهر الجوية ‪ ،‬فعندما فكر (ماندلبروت )‪ Mandelbrot‬في أن السحب ليست كرات‪ ،‬وأن الجبال ليست مخاريط‪،‬‬
‫والسواحل ليست دوائر فقد بدأ في اكتشاف نوع جديد من التركيبات الهندسية وأطلق عليها‬
‫وتعني البحث في المكونات الجزئية أللشكال‬ ‫(هندسة ال ُكسي‬ ‫(الفراكتال هندسة ‪ ) Fractal Geometry‬أو‬
‫َرات)‬
‫الرياض ية أو امش ياء فى الطبيعة وفقا لمجموعة من الخص ائص الرياض ية‪ .‬ثم ب رز بعد ذلك ام دوار المتع ددة الس تخدامات الكم بيوتر من ب رامج‬
‫متخصصة للرس وم للجرافيكي ة قائمة على هندسة الفراكت ال‪ ،‬ويق وم هذا البحث بدراسة تلك النسب الجمالي ة والمس توحاة من هندسة الطبيع ة الس تخدمها‬
‫وتوظيف مستحدثاتها في رفع القيم الجمالية للصور اإلعالمية سواء‬
‫ً‬
‫ضروريا للمصور اإلعالمي أو الدارس الذي ُيعد لذلك‪.‬‬ ‫ً‬
‫معرفيا‬ ‫كانت ثابتة أو متحركة‪ ،‬وهي تمثل كماً‬
‫الكلمات‪ 7‬المفتاحية‪( :‬النسبة الذهبية‪ -‬متوالية فيبوناتشي‪ -‬نظرية امثالث ‪ -‬هندسة ال ُكسي َرات‪ -‬هندسة الفراكتال‪).‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Because the nature of man’s life on earth is based on evolution, at all times human beings‬‬
‫‪have a new observation, a new interpretation of phenomena, new ways of control, new ideas‬‬
‫‪being generated, new sciences being created, theories and techniques becoming history, and‬‬
‫‪gigantic civilizations emerging. Nature remains the inspiration of the first creative artist,‬‬
‫‪through which man discovered hundreds of years BC the golden proportions of the visual‬‬
‫‪balance of the virtues of the creation of God, the aesthetic proportions were used in all the‬‬
‫‪man-made arts such as architecture, photography, furniture, and other arts, The natural‬‬
‫‪DOI:‬‬ ‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

development of mathematics, engineering, and the observation of the repetition of geometric


forms in nature has led to an interest in the structure of cognitive mathematics and the
relationship of mathematics to other natural sciences. Things in nature have their natural
characteristics in addition; it was the search for a mathematical explanation for things in
astronomy, environmental sciences and atmospheric phenomena. When Mandelbrot thought
that clouds were not balls, that mountains were not cones, and that the coasts were not circles,
(Fractal Geometry) or (geometry of fractions) means research in the partial components of
mathematical forms or things in nature according to a set of mathematical characteristics. The
various roles of computer applications from specialized graphics programs based on fractal
geometry emerged. This study examines these aesthetics, inspired by nature, to use them and
employ their innovations in raising the aesthetic values of media images whether fixed or
moving. Media or student who prepares for it
Key words: (Golden Ratio - Fibonacci Sequence - Third Theory - Crash Engineering - fractal
geometry).
: ‫مشكل ة البحث‬
‫ هل يمكن تحقيق‬:‫تتبلور مش كلة البحث في الس ؤال الرئيس ي‬
‫نسب جمالية مقبولة بصرياً تضاهي ما أطلق عليه النسبة الذهبية والت يي تحققهي ا متتاليي ة فيبوناتش يي بلقطيات الص ور الضوئية الثابت ة والمتحرك ة الموظفي ة بمجي ال اإلعي الم‬
‫باسيتخدام نظرييات الرياضييات الحديثية فيي هندسية ال ُكسيي َرات‬
‫)؟‬Fractal ‫(الفراكتال‬

).‫م‬1250 - ‫(م‬1175 ‫( يوضح عالم الرياضيات االيطالي فيبوناتشي‬1) ‫شكل‬

:‫منهج البحث‬
‫ لتحقيييق هييذن‬Fractal) ‫ ونظرييات الرياضييات الحديثية وهندسية الكسيييرات (الفراكتييال‬،‫يسلك الباحث المنهج الوصفي لنظرييات النسيب الذهبيية لجمالييات اللغية البصيرية‬
‫النسييب بلقطييات التصييوير اإلعالمييي الفوتييوغرافي والفيييديوجرافي الثابتيية‬
.‫والمتحركة‬

:‫فروض البحث‬
‫يفتييرض الباح يث أن النسييبة الذهبييية بمتوالييية فيبوناتشييي ليسييت ه يي النس يبة الوحيييدة الت يي تحقييق جماليييات النسييب بلقطييات التصييوير الضييوئي الثابييت والمتحييرك عن يد توظيييف الصييور‬
‫ وأن توظيييف نظريييات هندسيية (الفراكتييال‬.‫بمجيياالت اإلعييالم‬
.‫واتزانا بصريًا مكافئًا‬
ً ‫ بالرياضيات الحديثة يمكنه تحقيق نسب جمالية‬Fractal)

3
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫أهداف‪ N‬البحث‪:‬‬
‫يه‪777777‬دف البحث إلى‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تحديييد المتطلبييات المعرفييية وامنشييطة التدريبيية إلكسيياب المهييارات العملييية لتحقيييق النسييب الجمالييية إلعييداد مص ييور إعالمي قادر على تط بيق المعادل ة بين إبرازالقيم‬
‫الجمالية وتحقيق المهام الوظيفية باستخدام كل من نظريات النسب الذهبيية‬
‫اللتزان‪ ،‬وهندسة الكسيرات المعروفة باسم هندسة الفراكتال ‪ Fractal.‬ثانيًا‪ :‬رفع المستوى‬
‫الجمالي للقطات التصوير اإلعالمي من خيالل تحقييق النسيب الجماليية الذهبيية وميا يضياهيها بالصيور‬
‫الضوئية الملتقطة الثابتة والمتحركة‪ ،‬مع تحقيق المهام الوظيفية للصورة اإلعالمية‪.‬‬

‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫‪1-‬ما هي النسب اإللهية التي اكتشف اإلنسان أن هلال سبحانه وتعالى قد أودع بها الجمال في بديع خلقه؟ ‪2-‬ما هي المعارف التي‬
‫يجب على المصور المحترف أو المعيد ليذلك أن يعرفهيا عين النسيب الذهبيية‪ ،‬وكيفيية تحقيقهيا فيي‬
‫لقطات التصوير الضوئي؟‬
‫‪3-‬كيف يمكن تحقيق النسب الذهبية في لقطات التصوير الضوئي الثابتة والمتحركة؟‬
‫‪4-‬ما هي هندسة (الفراكتال )‪Fractal‬؟ وماهو دورها في تحقيق االتزان البصري؟‬
‫‪5-‬ما هي العالقة بين النسب الذهبية‪ ،‬والفراكتال؟‬
‫‪6-‬كيف استفادت علوم التصوير من هندسة الكسيرات (الفراكتال )‪Fractal‬؟‬
‫‪7-‬ما هي امشكال الفراكتاوية التي ينتجها الحاسوب الستخدمها في فواصل الفيديو آرت وتوظيفها إعالمياً‪.‬‬
‫‪8-‬ما هي الرؤية المستفبلية من استخدام (الفراكتال )‪ Fractal‬في التصوير اإلعالمي؟‬

‫‪1-‬ما هي النسبة الذهبية؟ وما هو الرقم الذهبي؟‬


‫‪ -1 1‬ماهي ة النسب ة الذهبي‬
‫ة ‪ :‬يستخدم الفنانون النسبة الذهبية فى تصميماتهم‪ ،‬وذلك لما تتميز به النسبة الذهبيية بقيدرتها عليى إعطياء الحيس الجميالي فى التوازن واإلنسجام فيي التصيميم‪ .‬فالنسيبة الذهبيية‬
‫ً‬
‫ومتناسقا معها‪.‬لقد اكتشف عالم الرياضيات اليوناني الشهير (إقليدس) الذي ولد عيام (‬ ‫ً‬
‫مالئما للعين‬ ‫هيي نسيبة جماليية بسييطة يمكين أن تسياعد فيى جعيل تكيوين الصيورة‬
‫‪ )٠٠٣‬قبيل المييالد نسيبة‬
‫هندسية عجيبة في امشكال)‪ ،(1‬هذن النسبة تخلق توازنا بصرياً في امشكال عند رؤيتها‪ ،‬أُطل َق على هذن ال ِّنسبة اسيم (ال ِّنسيب ُة‬
‫الذهبييية‪ ).‬وهييي نسييبة (‪ )٣:٥‬رياضييياً‪ ،‬أي النسييبة التييي تسيياوي(‪ ، )٢٦.١: ١‬وهييذا الييرقم (‪ )٢٦.١‬يييذكرنا بمتوالييية أو‬
‫«سلسلة فيبوناتشي»ا لتيتوصل منها إلى ما أطلق عليه الرقم الذهبي‪ ،‬فاي )‪ (PHI‬نسب ًة إلى (فيدياس‪ ).‬ورمزها‪φ. :‬‬

‫شكل )‪ (2‬يوضح اقليدس عالم الرياضات اليوناني ‪(300‬ق‪.‬م‪).‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ -2 1‬متتالي ة فيبونات شي ‪ ) )Fibonacci‬والرقم الذهبي ‪:‬‬


‫اكتشفها أثناء دراسته لتوالد‬
‫(ليوناردو فيبوناتشي( ‪ ،‬والتي‬ ‫اإليطالي‬ ‫ُمكتشفها عالم ال ِّرياضيات‬ ‫ُن ِسبت هذن ال ُمتتالية إلى‬
‫ُتستخدم كثي ًرا في مجا ِل سوق العمالت‬ ‫امرانب وتكاثرها‪ُ ،‬ث َّم أصبحت من أشه ِر ال ُمتتابعات إلى يومنا هذا‪ .‬حي ُث‬
‫إ ّنها‬
‫وإليجاد مختلف عناصر المتتالية‪ ،‬نجمع العنصرين السابقين‪ .‬أي أ َّن ك‬
‫ُتساوي حاصل جم ِع ال ِن قبله‪.‬‬ ‫َّل قيم ٌة فيها‬ ‫( ‪)2‬‬
‫امجنبية (الفوركس‪ ).‬ويوضح شكل رقم )‪ (3‬هذن المتوالية‪.‬‬
‫ُعنصري‬ ‫فتكون أرقام المتتالية على النسق التالي‪:‬‬
‫‪…144 ,89 ,55 ,34 ,21 ,13 ,8 ,5 ,3 ,2 ,1 ,1 ,0‬‬
‫بحيث أن كل رقم هو نتاج مجموع الرقمين السابقين له‪ ،‬ويقترب ناتج قسمة كل رقم بما قبله من ‪ 1.618‬شيئاً فشيئاً‪.‬‬
‫ُب روييييي ًدا روييييي ًدا ميييين اليييي َّرق ِم اليييي َّذهبي‬ ‫َّي رقيييي ُم علييييى اليييي َّرق ِم الّييييذي قبليييي هُ ‪ ،‬تقتيييير‬ ‫وميييين مزاياهييييا أ َّنييييك لييييو َق َ‬
‫ّسيي يم ت‬
‫أ‬
‫تي ي ي يذكر م تالي ي ي يية‬‫ُ‬ ‫ُقر ًبي ي ي يا دقي ًقي ي ي يا جي ي ييي ًّدا‪.‬أينمي ي ي يا‬ ‫ُمرتق ً ي ي ي يا تكي ي ي يون أقي ي ي يرب إلي ي ي يى النسي ي ي يبة الذهبي ي ي يية‬ ‫وكّلميييييييا صيييييييعد َت‬
‫فيبوناتشي فو ًرا يجب أن نذكر النسبة الذهبية‪ )3(.‬لليييييرقم اليييييذهبي‬
‫كثيييييير مييييين الخصيييييائص الرياضيي يييية منهيييييا أنيي يييه يكفيييييي إضيييييافة ‪ 1‬إلييييييه لتجيييييد مر بّ عيي يييه أي أن‪1 :‬‬
‫‪ φ = 2 .φ +‬وغير ذلك مما ال يتسع المجال لذكرن‪.‬‬

‫شكل )‪ (3‬متوالية فيبوناتشي والرقم الذهبي‪.‬‬

‫النسبة الذهبية أو الرقم الذهبي ‪ 1.618‬رقم بسيط في شكله وللوهلة امولى يعتبر رقماً عادياً جداً‪ ،‬ولكن في حقيقة اممــيـر‬
‫ُتكسيب كيل عمــيـل نقيوم بيه فيي شيتي مجياالت الحيياة إذا ميا‬ ‫يعتبر من أكثر امرقام إثارة للجدل على مر التاريخ فهي نسبة‬
‫ال إبيداعيًا‪ .‬وهيي إحيدى مقياييس الجميال وأحيد أسيرار الجميال مين حولنيا فيي هيذا‬
‫جماال وإتقاناً وتجعل منه عمي ً‬
‫ً‬ ‫استخدمناها‬
‫ُل فيي العديي ِد‬
‫الكون‪ .‬فالرقم الذهبي أو “ال ِّنسب ُة ال َّذهبية” أو “ال ِّنسب ُة ال ُمق َّدسة” أو “المقطع الذهبي” أو “العد ُد اإللهيي” م َّني ُه ييدخ‬
‫َّطبيعة‪ .‬ويعد من أهم مقاييس النسب الجمالية في امشكال المرئية‪.‬‬ ‫من امشكا ِل الموجود ِة في ال‬
‫ولكي نفهم هذن النسبة ببساطة كما في شكل )‪ (4‬فهناك خط مستقيم مقسوما إلى طولين مختلفين‪ ،‬امطول )‪ (a‬وامقصر‬
‫(‪ ،)b‬كله الخط طول ويكون (‪ )a+b‬قسمة حاصل َّن فإ) ‪(B/A= A+A/B‬‬
‫َّط ًحا طوله (‪ )٪٠٠١‬تم تقسيمة إلى جزئين امكبر (‪ )٪٢٦‬وامصغر (‪( )٪٨٣‬هي نفس أن‬ ‫نفترض أن لدينا خ ًّط ُ‬
‫ا أو م‬
‫س‬
‫َّصغي‬ ‫ر=‬ ‫ي بً ا‪ .‬فحاصل قسمة الكبير على ال‬
‫تقر‬ ‫‪٥:٣‬‬
‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫‪١‬‬ ‫والجزء امكبر‪ )٢٦.١‬وهي تقري ًبا نسبة‬ ‫ن الجزء امصغر‬
‫يكو‬
‫‪a+b‬بالنسبة لطول القطعة‬
‫‪ .٦٦٦.١‬التقسيم الذهبي هو تقسيم لمستقيم بحسب النسبة الذهبية‪ .‬بحيث يكون الطول الكلي‬
‫‪a‬إلى القطعة امقصر ‪ .b‬والشكل رقم )‪ (4‬يبين ذلك‪.‬‬
‫‪a‬مساوياً للنسبة بين‬ ‫امطول‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل )‪ (4‬يوضح فكره النسبه الذهبيه‪.‬‬

‫‪ -3 1‬النسب الهندسي ة ف ي ا ألشكال الهندسية‪:‬‬


‫‪ -1 -3 1‬ال ُمس‪7 7‬تطيل ُ‬
‫الذهب ي ‪ :‬من خالل مالحظة النسب الجمالية عامة والنسبة الذهبية خاصة فيما أودعه هلال في الطبيعة وجد أن نسبة المستطيل الذهبي والمنح نى‬
‫الذهبي هي من أكثر النسب التي تم مالحظتها‪ ،‬ولكي نتمكن من فهمهما علينا أن نقوم برسمهما‪ ،‬ويبدأ ذلك برسم‬
‫مربع رقم )‪ (1‬نفترض أن أطوال أضالعه ‪١‬سم‪ ،‬ثم نلحق به مربع يماثله رقم )‪ (2‬كما بالرسم الموضح في شكل )‪ ،(5‬ثم نقوم برسم مربع )‪ (3‬طول‬
‫ضلعه ‪ ،٢+١‬وبرسم المربع )‪ (4‬نجد أننا نحقق هندسيا متوالية فيبوناتشي ‪ ،‬وبتوالي رسم‬
‫قد حصلنا على المربع الذهبي وبتوالي إضافة المربعات تتوالى‬ ‫المربعات )‪(5‬و)‪ (6‬نجد أنه بإضافة المربع )‪(4‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أما المنحنى الذهبي‬ ‫المستطيالت الذهبية ذات النسبة بين طولها وعرضها بالنسبة الذهبية‪.‬‬
‫فيكون برسم المنحنى المار كما بالرسم بالزوايا المتقابلة بالمربعات المرسومة‪ .‬كما هو بالشكل رقم‬
‫)‪ (5‬أما عن تحقيق المنحنى الذهبي في التصوير الفوتوغرافي فكما يبدو أي ً‬
‫ضا في نفس الشكل‪.‬‬

‫شكل )‪ (3‬كيفية رسم المستطيالت الذهبية التي يبنى على محاورها المنحنى الحلزوني الذهبي‪.‬‬

‫مثل ال ‪ُ ُ1-3-2‬ث الذهبي‪:‬‬


‫ُيساويا‬
‫ُتساوي ‪ ،36°‬وزوايا قاعدته‬ ‫َّساقين‪ ،‬يكون فيه الضلعين الطويلين متساويين وزاوي ُة رأسه‬ ‫ُمتساوي‬ ‫هو ُمثلَّ ٌث‬
‫ن‬
‫‪ °72.‬ونسبة طول الضلع الطويل إلى الضلع الصغير (القاعدة) تساوي النسبة الذهبية‪.‬‬
‫ويوضح شكل رقم )‪ (6‬العالقة بين المثلث الذهبي والمنحني الذهبي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل )‪ (6‬العالقة بين المثلث الذهبي والمنحني الذهبي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ -4 1‬در اسات ليونار دو دافن شي‬


‫‪ :‬وضع متوالية فيبوناتشي بحوالي ‪ 300‬عام اهتم ال َّرس ا ُم وال َّنحات والمعماري والع ا ِلم ليوناردودافنش ي بدراس ة النس بة حيث اهت َّم هذا‬
‫العالم كثي ًرا بعلم ال َّتشريح‪ .‬وبسبب أبحاث ِه أدرك أ َّن الجس َد اإلنساني محكو ٌم بال ِّنسب ِة الذهبية‪ .‬وأدرك بعد الذهبية‪.‬‬
‫ِن اإلنسان‪ .‬شكل )‪ (7‬يوضح صورة لدافنشي‪.‬‬ ‫س ّر جمال واتزا‬
‫ُّسرة‪َ .‬ف هذا ال ُمبدع أ َّن قسمة ما َ ُّس‬ ‫حيث افتراض مركز ثقل وهمي في جسم اإلنسان‪ ،‬واعتبرُن حول ال‬
‫تح ت َّرة أي‬ ‫واكتش‬
‫ُيعطينا ال ِّنسبة ال َّذهبية أو ال َّرقم ال َّذهبي‪ .‬كذلك لو قسمت‬ ‫ُّس َّر ِة ح َّتى القدمين‪ ،‬على أعالها‪ ،‬أي ُّس َّر ِة ح َّتى‬ ‫من ال‬
‫ال َّرأس‪،‬‬ ‫من ال‬
‫(‪)5‬‬
‫طول الوجه على عرضه‪ ،‬س ُيعطيك ال ِّنسبة الذهبية‪.‬‬

‫شكل )‪ (7‬يوضح صورة لليوناردو دا فينشي ‪(1452:1519).‬‬

‫ومن أعظم إنجازات دافنشي‪ .‬هي تطبيقة لفكرة ال معماري الروماني (فيتروفيوس) في العام ام َّول قبل الميالد‪ .‬حيث تدو ُر‬
‫ُيمكننا استخدام نسب اإلنسان في البناء‪ .‬أي االنطالق من اإلنسان لت حديد‬
‫هذن الفكرة ح ول أ َّن اإلنسان هو محور الكون‪ ،‬لذا‬
‫َّساقي‬
‫مقاييس المبنى الرئيسية ومقاييس تفاصيله‪ .‬ووصل إلى نتيجة وهي أ َّن الجس َم البشري في وضعية ال ِذراعين وال‬
‫ن‬
‫الممدوتين‪ ،‬يتالءم مع الوضع الهندسي لل َّدائرة وال ُمر بَّ ع‪.‬‬
‫وبقيت هذن ال َّنظرية بين الك تب ح َّتى جا ء دافنشي ورسم رجال ُمتجانس امعضاء‪ُ ،‬يحيط ُه مرب ٌع ودائر ٌة مركزها‬
‫َ‬
‫س َّرته‪.‬‬
‫َّساقينال مفتوحتين‪ ،‬وجد أ َّنهما‬ ‫ووج َد أ َّن أصاب َع اليدين المرفوعتين بحيث يكون إصبعي الوسطى على مستوى ال َّراس‪ ،‬وال‬
‫ِص ال قدمين (طول القامة)‪ ،‬سنجد أ َّنها تساوي مسافة‬ ‫ُيالمسان ُمحيط دائرة‪ .‬وعند قياس المسافة من ق َّمة ال َّراس إلى أخم‬
‫طول الذراعين ال ممدوتين‪ ،‬ليحص َل في ال ِّن هاية على شك ِل مرب ع‪ .‬كما في شكل ‪(8).‬‬
‫ان جسم اإلنسانمب ني بتقس يماته الهيكلي ة امساس ية وأبع ادن الخارجي ة على النس بة الذهبي ة‪ ،‬في ت وازن مدهـــش بين كل أبع اد وتقسيمات جسم اإلنسان‪.‬‬
‫فالمسافة بين أعلى رأس اإلنسان إلى أخمص قدميه مقسومة على المسافة من السرة إلى امرض تعطي النسبة الذهبي ة‪ ،‬والخصر لأل رض مقس وما‬
‫على الركبة لألرض تحقق النسبة الذهبية‪ ،‬والمس افة من الكت ف مط راف امصابع مقسومة على المس افة من الكوع مطراف امص ابع تعطي النس بة‬
‫الذهبية‪ .‬المسافة بين الورك الى امرض مقسمة‬
‫على المسافة بين الركبة وامرض تعطيك نفس الرقم الذهبي‪ .‬وحتى في وجه اإلنسان وأدق التفاصيل تخضع للنسبة الذهبيــة‪ .‬كل ما في جسم اإلنسان‬
‫من سالميات امصابع وأصابع القدمين والحبل الشوكي ونسبة الوجه إلى الجسم كلها‬
‫تعود إلى هذن النسبة في تناســـق مدهش أللبعاد‪ ،‬وبالتالي فإن جسم اإلنسان مع هذا التناسق يعد مثاالً حياً للنسبة الذهبية‪.‬‬
‫َج منها‪:‬‬ ‫نتائ‬
‫َّصل إلى‬
‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫بفضل ذلك تو‬
‫ـ المساف ُة بين ال َّساقي ُتعطينا مثل ًثا متساوي امضالع‪.‬‬
‫ن‬
‫ُتساوي (‪ )1/10‬من طو ِل‬ ‫ـ المساف ُة من جذو ِر َّشع ِر إلى أسف ِل‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫ال َّذق ِن‬ ‫ال‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫ِت إلى أعلى ال َّرأس‪ ،‬وأقصى عرض للكتفين‪ ،‬والمسافة من أخم ِص القدمين إلى أسف ال ُّركبتي ِ‬ ‫ـ المساف ُة من الحلما‬
‫ن‬ ‫ِل‬
‫‪،‬‬
‫والمسافة من أسف ِل ال ُّركب ِة إلى بداي ِة العضو ال َّذكري؛ جميعهم ُيساوون (‪ )1/4‬طول اإلنسان‬
‫‪.‬‬
‫ـ بداي ُة العضو ال َّذكري يقع في منتص ِف اإلنسان‪.‬‬

‫َّشع ِر إلى الحاج‬ ‫ِن إلى ُتساوي المسافة من جذو ِر‬ ‫ّص الوجه مث ًال‪ ،‬فإ َّن المسافة من أسفل ال‬ ‫ـ فيما يخ‬
‫َبين ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫امنف‬ ‫َّذق‬

‫شكل )‪ (8‬دراسة ليوناردو دافنشي للنسب الذهبية أو اإللهية بالجسم البشري‬


‫كما اوضحها دافنشي من خالل رج ِل بيتروفيان‪.‬‬

‫َّصل إليه من رسم ِه لرج ِل بيتروفيان‪ ،‬نتيجة شغف ِه بالجس ِم اإلنساني‪ .‬وقد ع بَّ ر (دافنشي) في كثي ُر‬ ‫وغيرها م َّما استنتج ُه وتو‬
‫من رسومات ِه عن ال ِّنسب ِة الذهبية‪ .‬ومن أشه ِر لوحاته التي ط َّبقت هذا المبدأ‪ ،‬لوحة الموناليزا‪ .‬ويوضح شكل )‪ (9‬يوضح‬
‫(‪)6‬‬
‫النسبة الذهبية في العديد من اعمالة الفنية‪.‬‬

‫شكل )‪ (9‬النسبة الذهبية في العديد من االعمال الفنية لدافنشي‪.‬‬

‫ُسم ً‬ ‫ومع الوقت‪ ،‬اكتشف ال ُعلماء أ َّن هذن ال ِّنسب ُة تتك َّر ُر بشك ُل يكاد يكون ال نهائ ًيا في امشياء من حولنا‪ .‬ولهذا‬
‫ِّيت أي ض‬
‫ا‬
‫(ال ِّنسب ُة ال ُمق َّدسة) أو (ال ِّنسب ُة اإللهية‪ ).‬لوجودها في العدي د من مخلوقات هلال ع َّز وجل‪ .‬وذلك مصداقا لقوله تعالى‪ (... :‬و ُك ّ‬
‫ِ‬
‫ُل‬
‫ِب ِمقدا ُر‪ ).‬والشكل رقم )‪ (10‬يبين النسب الذهبية التي أودعها هلال في الطبيعة‪.‬‬
‫شي ُء ِع‬
‫ن‬
‫َدُن‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل )‪ (10‬النسب الذهبية التي أودعها هلال سبحانه وتعالى في الكون بداية من المجرات ومسارات الكواكب واألجرام‪ .‬السماوية حتى أدق‬
‫نبتةعلى وجه األرض‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪2-‬النسبة الذهبيــه عبر الحضارات اإلنسانية‪:‬‬


‫‪ -1 2‬الحضارة ال مصري ة القدي م ة‪:‬‬
‫هناك من ينسب أول معرفة للنسبة الذهبية للعصر الفرعوني ويستدلون على ذلك باستخدام الفراعنة لها في معابدهم‪ ،‬وتماثيلهم‪ ،‬وتبدو واضحة في بناء‬
‫امهرامات وبامخص الهرم امكبـر‪ .‬حيث أظهرت الدراسات الحديثة التي أجراها العلماء أن الهرم امكبر خوفـو يخضع لقوانين النسبة الذهبي ة‪،‬‬
‫حيث تكون النسبة بين المسافة من قمة الهرم إلى منتصف‬
‫أحد أضالع وجه الهرم‪ ،‬وبين المسافة من نفس النقطة حتى مركز قاعدة الهرم مربعة تساوي النسبة الذهبية‪.‬‬
‫وتطبيق النسب ة الذهبية في أعمالهم داللة على توصلهم لهذن النسبة‪ ،‬ومعرفتهم بها‪ ،‬في منحوتاتهم الجدارية‪ ،‬وعلى امعمدة‪،‬‬
‫وبالتماثيل الصخرية باختالف أحجامها‪ ،‬ليس في بنية الجسد ذوالنسبة الذهبي ة الطبيعي ة‪ ،‬ولكن فيما يض اف كالتيجان الملكي ة‪ ،‬أوطول الش عر أو اللحى‪ ،‬والشكل‬
‫رقم )‪ (11‬يبين نموذجا من أحد التماثيل المصريةالقديمة‪ ،‬وقد وضحت فيها النسبة‬
‫(‪)7‬‬
‫الذهبية‪.‬‬
‫أما سبب عدم وجود برديات أوكتابات تفيد بعلمهم بهذن النسبة فيرجعه من يؤيدون أن المصريين القدماء كانوا يعرفونها‪ ،‬أن جميع عل وم قدماء المصريين‬
‫لم تكن تتداول في لفائف بردية يتناولها العامة‪ ،‬أو يتداولونها ‪ ،‬ولكن العلم برمته كان‬
‫فقط‪ ،‬وذلك للحفاظ على هذن العلوم التي تنشأ بها‬ ‫قاصرا على طبقة معينة‪ ،‬وكانت بعض العلوم قاصرة على الكهنة‬
‫الحضارة‪ ،‬واعتبارها سراً من امسرار الدينية‪ ،‬ولعل بعض منها قد دون واحترقت لفائفه بمكتبة امسكندرية أثناء الغزو الروماني‪ ،‬فسر عملية التحنيط‬
‫وموادها الكيمائية لم تزل سراً لم يصل إليه العلماء والباحثون رغم التقدم العلمي الهائل‬
‫الذي حدث على مر آالف السنين‪ .‬ولم تزل آثار أعمالهم المبهرة في التصوير بألوانها باقية تتحدى الزمن‪.‬‬

‫شكل )‪ (11‬تطبيق قاعدة النسب الذهبية في الحضارة المصرية القديمة‪.‬‬

‫‪ -2 2‬الحضارات الغ ربية (اليونانية والرومانية‪):‬‬


‫عبر مشعل الحضارة البحر امبيض‪ ،‬مسيتقراً فيي اليونيان التيي كيان الكهنية المصيريين يس يمحون لهيم بتلق يي بعيض العلي وم‪ ،‬ويشيير هي يرودوت إل يى التناسيبات القائمية ف يي‬
‫الهيرم بقوليه (لقيد علمنيي الكهنية المصيريون أن التناسيبات ال ُمقامية فيي اله يرم امكبر بين جانب القاعدة واالرتف اع كانت تس يمح بي أن يكي ون المربي ع ال ُمنش يأ عل يى االرتفي اع‬
‫يسياوي بالضيبط مسياحة كيل مين وجون الهرم المثلثة)‪ ،‬ويشار أي ً‬
‫ضـا إلى أن غرفية المليك فيي هيرم خوفيـو تحقيق النس يبة الذهبيي ة‪.‬عن طريي ق إحي دى نظريي ات‬
‫إقلي دس حين طرح فك رة تقسيم قطعة مس تقيم إلى قس مين بحيث ‪ ،AB/AC = AC/CB‬ومع الرياضي اليون اني فيثياغورس حيث أجرى الدراس ات‬
‫وامبحاث في علوم الطبيعة لدراسة معايير الجميال وعالقيات النسيب فيي الطبيعية‪ ،‬وتوصيل إليى ميا‬
‫( ‪)8‬‬
‫كما ظهرت الدراسات‬ ‫يعرف بالمستطيل الذهبي‪ .‬ومن خالل هذا المستطيل تم التوصل إلى شكل المنحني الذهبي‪.‬‬
‫المعمارية الحديثة أن هيكلالبارثينون أكروبوليس أثينـا يخضع في تركيبه المعماري لهذن النسبة‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫الذهبية‪ .‬شكل ‪ (12).‬حيث وجد اليونانيون القدماء أن هذن النس بة لتوزي ع الكت ل المعماري ة مريحة بص رياً‪ ،‬وأنها من أهم مع ايير الجم ال في‬
‫الطبيعة‪ ،‬ولذا فقد طبقوا هذا المستطيل الذهبي فيما شيدون من عمارة‪ .‬وكذلك أخذوا من النسبة الذهبية في شكل المنحني‪ ،‬وقد استوحى منها المعم اريون‬
‫اليونانيون تاج العمود اميوني‪ .‬كما هو موضح بالشكل رقم )‪ (13‬حيث‬
‫استبدلوا تيجان النخيل التي ابتدعها المصريون القدماء بهذن التيجان اميونية ذات التصميم المنحني‪.‬‬

‫شكل )‪ (12‬يوضح النسبة الذهبية في البارثينون‪ -‬أكروبوليس‪.‬‬

‫شكل )‪ (13‬العمود األيوني بالحضارة اليونانية وهو يحاكي تاجه المنحني ذو النسبة الذهبية بالطبيعة‪.‬‬

‫ولم يتوقف ركب الحضارة في اليونان‪ ،‬فمع الحضارة الرومانية كان االمتداد والتطور المعماري ب ً‬
‫ارزا‪ ،‬رغم اختالف فكرن وأيدلوجيته‪ ،‬إال أن‬
‫النسب الذهبية قد تم الحفاظ عليها‪ ،‬والشكل رقم )‪ (14‬يبين نموذجا لتحقيق هذن النسبة بالعمود‬
‫الكورنثي وما فوقه من السقف الذي يحمله‪.‬‬

‫شكل )‪ (14‬النسب الذهبية باالعمارة الرومانية وتتضح بالعمود الكورنثي‪.‬‬

‫‪ 3-2‬الحضارة اإلسالميــة‪:‬‬
‫لقيد تبيين للفنييان المسيلم أن النسيبة الذهبيية كامنية فيي الطبيعية بشيكل ميذهل يص يعب تص يديقه أحيانيا ‪ ,‬ومتواجيي دن ف يي جمي يع المخلوقات من انسان وحيوان ونبات وجماد‪ .‬اال‬
‫ان هناك إشكالية واجهت الفنان المبدع الذي ينتمي لليدين اإلسيالمي‪ ،‬حييث أن الناس قبل اإلسالم كانت ديانتهم هي االوثني ة‪ ،‬وهي الديان ة المنتش رة والس ائدة‬
‫أيام الجاهليية‪ ،‬فكيان النياس يصيورون آلهية على شكل أصنام يقدسونها‪ ،‬ويعبدونها من دون هلال‪ ،‬فكانت تعظم وتقدر‪ ،‬فلها التقديس‪ ،‬واعتبر ذلك التعظيم للتماثيل‬
‫مظهرا‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫من مظاهر الوثنية الشرك باهلل‪ ،‬فح رص الفني ان المس يلم عل يى أن ال يجس يد أش يكال الحيوانيات‪ ،‬أو أش يكال البش ير مين الزعمي اء وغ يرهم ممن يعظم ون‪ ،‬فك ان‬
‫اختيارن مين الطبيعية أللشيكال النباتاتييه‪ ،‬فيدوران حركية العيين التيي تنظير لليورود وامزهيار كي دوران المسيلم فيي الطييواف حييول الكعبي ة قيي د خلييق منيه تكوينيي ات‬
‫المتواليييات الهندسيية‪ ،‬والشيكل رقييم )‪ (15‬يبيين المحاكيياة‬
‫الهندس ية والحف اظ على النسب الذهبي ة مش كال الزه ور وال ورود في الفن اإلس المي‪ .‬لم تكن حرك ة‬
‫الدوران وحدها هي التي صاغها المبدع بيالفن اإلسيالمي‪ ،‬ولكين الحركية الحيرة للنباتيات وتشيكيالتها المتزني ة بصرياً في الطبيعة قد ص اغها في تكوينات خلقت اتزاني ا‬
‫بصيريا وبنسيب ذهبيية‪ ،‬والشيكل رقيم )‪ (16‬يبيين نموذجيا مين هيذن‬
‫التكوينات النباتية الحرة‪.‬‬

‫شكل )‪ (15‬يوضح نماذج من الزخارف اإلسالمية المستوحى تصميمها من‬


‫النسبة الذهبية و المتواليات الهندسية التي أودعها هلال للطبيعة‪.‬‬

‫شكل )‪ (16‬زخارف مستوحاه من أشكال النباتات‪.‬‬


‫أما شكل رقم )‪ (17‬يبين أن امشكال الطبيعية لم تكن وحيدها هيي ميا أبيدع مين خاللهيا الفنيان المسيلم زخارفيه وأإبداعاتيه‪ ،‬ولكن التشكيالت الهندسية ومتوالياتها‪،‬‬
‫وتكرارتها بالنسب الذهبيية هيي نفسيها أداة إبداعاتيه‪ ،‬فبعييدا عين امشيكال المسيتوحاة‬
‫من الطبيعة كانت صياغاته الهندسية واللونية متنوعة‪ ،‬ومؤكدة التشكيل لجمال وتكرارات الوحدة الهندسية‪.‬‬

‫شكل )‪ (17‬النسب الذهبية والمتواليات الهندسية في تصميمات‬


‫الفن اإلسالمي القائم على اإلبداعات الهندسية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫ومن خالل التشكيالت الهندسية واالبتعاد عن امشكال التي يعبدها الوث نيون‪ ،‬مع اإلحساس العالي بآي ات هلال تعالي في محكيم تنزيل ه‪ ،‬تفاعل الفنان المس لم مع‬
‫دالئل اإلعجاز فأبدع بشكل غير مسبوق تشكيالته الفنية بالخطوط العربية‪ ،‬مع الحف اظ عل يى النس يب الذهبيية ف يي التكوينيي ات والتش يكيالت اإلبداعيية بييالخط العربييي‪ ،‬بأنواعيه‬
‫وأشيكاله المختلفية‪ ،‬وشيكل رق يم )‪ (18‬يبيين‬
‫نموذجا من الحف اظ على النس بة الذهبي ة في التش كيل بالخط العربي‪ .‬امي ا عين العميي ارة‬
‫اإلسييالمية فليم يكين اإلبيداع فيهيا أقي ل نص ييبا مي ن الزخرفي ة‪ ،‬بي ل كانيت الزخيي ارف متممية ومكملية للجميي ال المعماري‪ ،‬ال ذي حافظ على النسب الذهبي ة مع الحف اظ عل يى‬
‫الفلسيفة اإلسيالمية فيي الفكير المعمياري‪ ،‬واممثلية التيي توضيح جمال العمارة اإلسالمييـة المبهير وتفاصييلها الدقيقية حيين نقييس الجمالييات بمعييار ومقيي اس النس يبة الذهبيي ة‪،‬‬
‫فنيرى العميارة‬
‫اإلسالمية مقترن ًة بالنسبة الذهبية‪ ،‬وشكل رقم )‪ (19‬يبين مسجد القيروان (جامع عقبة بين نيافع) بتيونس‪ .‬وشيكل رقيم )‪(20‬‬
‫يبين تاج محل الهند الذي تتواجد النسبة الذهبية في تصميمه متناسق ًة بين معظم أرجائه‪ ،‬من المساحة الكلية إلى مساحة فناء‬
‫المسجد حتى التناسب الواضح في مناراته‪.‬‬

‫شكل )‪ (18‬النسب الذهبية وتحقيقها بالخطوط العربية لتصميم إبداعات خطية‪.‬‬

‫شكل )‪ (19‬النسب الذهبية في مسجد القيروان كنموذج للعمارة اإلسالمية‪.‬‬

‫شكل )‪ (20‬النسبة الذهبية بالعمارة اإلسالمية بالهند مبنى تاج محل نموذجا‪.‬‬

‫‪ -3 2‬العدد الذهبي في القرون الوسطى‪:‬‬


‫برز في القرن الخامس عشر دور ليوناردو دافنشي في إبراز جمالية النسبة الذهبية وروعتها‪ ،‬عن طريق استعانته بالكتياب‬
‫(التناسب اإللهي) إنشاء الكاهن وأستاذ الرياضيات اإليطالي (فرالوكا باشيولي) عام ‪1948‬م‪ .‬كما كان الفيزيائي املمياني‬
‫(غوسيتاف تييودور فيشينر) يعتميد عليى العيدد فيي الجانيب الجميالي‪ )9(,‬وقيد دفعيه وجيود النسيبة‬
‫الذهبية في العديد من اآلثار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ 4-2‬العصر الحديث‪:‬‬
‫تطييورت دراسييات النسييب الذهبييية وعالقتهييا بالطبيعيية عاميية‪ ،‬وجسييم اإلنسييان خاصيية للدراسييات التييي بنيييت عل يى دراسيية ليوناردودافنشي‪ ،‬والشكل رقم )‪ (21‬يبين نماذج من الكتب‬
‫التيي ألفيت بلغيات العيالم المختلفية‪ ،‬كميا يبيين نميوذج مين أشيكال‬
‫هذن الدراسات‪.‬‬

‫شكل )‪ (21‬نماذج من المؤلفات والدراسات في النسب الذهبية‪.‬‬

‫ٌث ودراسات في فلسف ِة وعلم الجمال‪ .‬حيث أ َّن ُه مفتو ٌن بالجما‬ ‫يقول ال َّدكتور ستيفن ماركوت‪ ،‬وهو طبي ٌب ٌح ل ُه‬
‫ِل‬ ‫أبحا‬ ‫وج َّرا‬
‫ٌث عن أسرار ِن‪ ،‬بعد ‪ 25‬عا ًما من امبحاثه والدراسة ال ُمستفيضة في علم الجمال‪ ،‬أ َّن ُه استطاع اكتشاف ومعرفة س ّر‬ ‫وباح‬
‫جسم‬
‫ُي بعبار ةُ رياضي ُة تك ُم ُن في ال ِّنسب ال َّذهبية‪ .‬أ َّن تلك ال ِّنسبة موجودة في جمي ِع أجزا‬ ‫الجمال الذي ُيمكن‬
‫ِء‬ ‫أن صا‬
‫َغ‬
‫ًعا س َّماُن (قناع َط َّبق مقاييسه على مشاهي ِر العالم نسا ًء‬ ‫اإلنسان‪ .‬في الوج ِه وامطراف‪ .‬ومن أج ِل ذلك‪ ،‬صن َع قنا‬
‫الجمال) و‬
‫ُت ال نهائية مشكا الحاجبي ِن‬ ‫َّطبع هناك اختالفا‬ ‫الجمال‪ .‬وبال‬ ‫وجو ًها كثيرة تطابقت مقاييسها مع قنا ِع‬ ‫ورجاا ً‬
‫ل‪ .‬ووج َد‬
‫ِل‬
‫والعيني ِن ِف َّشفتي ِن والفك‪ .‬شكل ‪(22).‬‬
‫وامن وال‬

‫شكل )‪ (22‬يبين نموذجا من الدراسات التي أجريت على ضوء دراسة دافنشي للنسب الذهبية من جانب ستيفن ماركوت‪.‬‬

‫‪ -4 2‬تطبيقات للنسب الذهبي ة في التصوير الضوئي ‪:‬‬


‫‪ -1 -4 2‬ال مستطيل الذهب ي وفن التصوير ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫عندما تنظر إلى صورة فوتوغرافية مسيتطيلة الشيكل فيان نظيرك يتوجيه أوتوماتيكييا نحيو حييز يشيكل منطقية قيوة الصيورة‬
‫‪ .‬وبرسيم مسيتطيالن ذهبييان طيول كيل واحيد منهميا يسياوي عيرض الصيورة تكيون نقطية تقياطع قطيري‬
‫(الحييز امحمير(‬
‫الصورة مع المستقيمين امحمرين تحدد الحيز المطلوب‪ .‬شكل ‪(23).‬‬

‫شكل )‪ (23‬يوضح استخدامات المستطيل الذهبي في التصوير‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫الذهبي الحلزون ‪: 2 -4 -2‬‬
‫ليكن ‪ ABCD‬مستطيال ذهبيا نعتبر المربعات المحصل عليها بعيد حيذف المسيتطيالت الذهبيية المنشياة انطالقيا مين‪ .‬نرسيم‬
‫أرباع الدوائر داخل كل مربع فنحصل على حلزون‪ .‬شكل ‪(24).‬‬
‫نعتبر المثلثات الذهبية المنشأة انطالقا من المثلث الذهبي وأقواس الدوائر المحيطة بالمثلثات نحصل على خط حلزوني‪.‬‬

‫شكل )‪ (24‬يوضح استخدامات المستطيل الذهبي في التصوير‪.‬‬

‫األثالث نظرية ‪:Rule of Thirds 2-4-3‬‬


‫هذن النظرية من أشهر وأهم قواعد التكوين المتبع ة في تص ميم الص ورة بالتص وير الفوتوغرافي الث ابت‪ ،‬أو التص وير الس ينمائي والتليفزي وني للص ورة‬
‫المتحركة‪ ،‬ويتم تطبيق هذن القاعدة عن طريق تقسيم الصورة رأسيا وأفقياً إلي ثالث ة أث الث بخطوط مس تقيمة‪ ،‬مقس مة الص ورة بص رياً إلى ‪ 9‬قطع متس اوية‪،‬‬
‫هذن الخطوط سوف تتقاطع في أربع نقاط‪ ،‬هذن النقاط‬
‫امربعة هي التي يضع مصمم الص ورة الفوتوغرافي ة الموض وع الرئيس ي في أي نقط ة منها باللوح ة‪ ،‬أو يمر بنقط تين منه ا‪ ،‬وفي بعض آالت التصوير‬
‫تكون هذن الخطوط موجودة على شاشة محدد الرؤية لتعين المص ور على تط بيق نس ب اال تزان الذهبي ة‪ ،‬ويوض ح شكل )‪ (25‬نموذجا له ذن‬
‫الخطوط على الشاشة‪ ،‬وكذلك الصورة عند تطبيق نظرية امثالث في تكوين‬
‫اللقطة الفوتوغرافية‪ .‬أوالتليفزيونية‪ ،‬أو السينمائية‪.‬‬

‫شكل )‪ (25‬يوضح الخطوط الموجودة بشاشة الة التصوير‪،‬‬

‫أما تحقيق االتزان بالنسبة الذهبية بواسطة الشكل المنحني الحلزوني‪ ،‬فهو يتطلب مهارة وتدريب من المصور‪ ،‬ويمكنه االستعانة بالخطوط الطولية‬
‫والعرضية بشاشة محدد الرؤية‪ ،‬والشكل رقم )‪ (26‬يوضح نماذج من بعض الصور اإلعالمية‬
‫التي كان القطع فيها ً‬
‫محققا للنسب الذهبية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل )‪ (26‬نماذج من بعض الصور اإلعالمية التي تحقق فيها القطع الذهبي (الحلزون‪).‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪3-‬هندسة الفراكتال أو هندسة الكسيرات‪N:‬‬


‫الفراكتال ة هندس ي ه ما ‪ Fractal Geometry 3 -1‬؟‬
‫إن التطور الطبيعي في مجال عل وم الرياض يات‪ ،‬والهندس ة‪ ،‬ومالحظة تكرارت امش كال الهندس ية في الطبيع ة‪ ،‬قد أدي إل يى توجي ه االهتم ام ببني ة‬
‫الرياضيات المعرفية‪ ،‬وعالقة الرياضيات بمكونات العلوم الطبيعية امخرى‪ ،‬فامشياء في الطبيعية لهي ا خصائص ها الطبيعي ة باإلض افة إلى البعد الرياضي المك ون لهي ذن‬
‫امشيياء‪ ،‬ومين هنيا كيان البحيث عين تفسيير رياضيي لتكيون امشياء في الفلك وعلوم البيئة والظواهر الجوية ‪ ،‬وهناك كثير من امشكال في الطبيعة نجدها تك رارا‬
‫لوحدة صيغيرة وهيذن‬
‫الوحدة لها نفس مجمل الشكل‪ ،‬تماما كثمرة القرنبيط كلما اقتطعت منها جزءاً تجد أن لها نفس شيكل الثميرة‪ ،‬ويوضيح شيكل‬
‫رقم )‪ (27‬نم اذج من تلك امش كال في الطبيع ة‪ .‬عندما‬
‫فكر (ماندلبروت )‪ Mandelbrot‬في أن السحب ليست كرات‪ ،‬وأن الجبال ليست مخاريط‪ ،‬والسواحل ليست دوائر فقد بيدأ فيي اكتشياف نيوع جدييد مين‬
‫التركييب الهندسيي البيديع أطليق علييه (هندسية الفراكتيال ‪ Fractal) Geometry‬أو (هندسية ال ُكسيي َرات) وتعنيي البحيث فييالمكونييات الجزئيية أللشيكال الرياضيية‬
‫أو امشيياء فيى الطبيعية وفقيا لمجموعية مين الخصييائص الرياضيية‪ .‬والشيكل رقييم )‪ (28‬يبيين صييورا مجهريية لبلليورة الجلييد‪ ،‬وتظهيير هندسية التركيييب الفراكتييالي فيي‬
‫الطبيعة حتى في أدق امجسام التي ال ترى إال تحت المجهر‪.‬‬

‫شكل )‪ (27‬نماذج من التكرارت في الطبيعة‪.‬‬

‫شكل )‪ (28‬صور مجهرية للجليد يتضح بها هندسة الفراكتال في أدق األجسام بالطبيعة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫يعتبيير مصييطلح فراكتييال ‪ Fractal‬ميين المصييطلحات الجديييدة فييي امدبيييات العربييية فييي علييم الرياضيييات‪ ،‬حيييث ابتكيير‬
‫كلمة فراكتال ‪ Fractal‬لتصف وتشرح العديد من الظواهر الطبيعيية ‪ ،‬كلمية فراكتيال تيأتي‬
‫ماندلبروت ‪Mandelbrot‬‬
‫َسيي رات) وبعيض المواقيع كتبيت فراكتيال بيامحرف‬
‫وتعنيي تكسيي ر أو تفتييت‪( ،‬هندسية ال ُك‬ ‫مي ن الكلمية اااللتينيية ‪fractus‬‬
‫العربية‪ ،‬وقد أصيبحت الفيراكتالت جيزءا مين الرياضييات فباالضيافة إليى تقيديمها إمكانيية تكيوين امشيكال والصيور بشيكل جذاب وجميل فإنها أيضا تقدم لنيا إطيارا نظرييا‬
‫لتطيوير موضيوعات أخيرى ‪ ،‬مثيل تمثييل الظيواهر الطبيعيية كنميو الخالييا‬
‫(‪)10‬‬
‫البكتيرية أو نمذجة امشياء مثل النباتات وغيرها‪.‬‬
‫الفراكتال على أنه مجموعة من النقط ال تتكامل أبعادها المتجزئة أو أي‬
‫كالفام ويعرف (‪ )Clapham‬عام ‪1996‬‬
‫على بعض‬
‫وعادة ما تحتوي‬ ‫منتهيه‪،‬‬ ‫وتعتبر الفراكتالت مجموعات ذات تراكيب غير‬ ‫مجموعة ذات تركيب مماثل‪،‬‬
‫القياسات ذاتية التشابه‪ ،‬فأي جزء تحتويه داخلها يعتبر نسخة مصغرة للمجموعة كله ا‪ .‬ويرتب ط التعري ف الس ابق مع تعريف القاموس االلك تروني ح ول خص ائص‬
‫الفراكتال‪ ،‬فيعرف الفراكتال على أنه نمط هندسي يتكرر على مقاييس تتزايد في الصغر وتؤدي إلى أشكال وأس طح غ ير منتظمة ال يمكن تمثيلها من خالل‬
‫خصائص الهندسة االقليدية‪ .‬وتستخدم في نمذجة‬
‫امنماط والتراكيب الطبيعية غير المنتظمة بالحاسوب‪.‬‬
‫والشكل رقم )‪ (29‬يبين نموذجا من كالسيكيات الفراكتال‪ ،‬وهي إلحدى امشكال التي يطلق عليها شجرة فيثاغورس‪،‬‬
‫حيث بتكرارت الشكل الهندسي لنظرية فيثاغورت يمكن محاكاة العنصر الطبيعي‪.‬‬

‫شكل )‪ (29‬شجرة فيثاغورس بتكرار الشكل الهندسي للنظرية‪.‬‬

‫وصفتهندسة الفراكتال بأنها هندسة الطبيعة نظرا الرتباطها بامشياء الطبيعية‪ ،‬وللظواهر الطبيعية‪ .‬وهو ما يؤكدن عالم الرياضيات جليك )‪ (Gleick‬عام‬
‫‪ 1997‬من أن هندسة الفراكتال تتيح لنا ربط الرياضيات بالعالم الخارجي‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫تفجر طاقات االبداع والخيال لدى الطالب دارسي الرياضيات الرتباطها مباشرة بكيفية تنظيم العالم من حولنا‪ .‬وهناك العديد من اإلرهاصات‬
‫والشواهد التي دفعت لميالد الفراكتال‪ ،‬منها ما قدمته الهندسة في أواخر القرن التاسع عشير‬
‫‪ ،‬وكييييوش (‪ ، )Koch‬وجوليييييا (‪ )Julia‬وكييييذلك‬ ‫وبداييييية القييييرن العشييييرين ‪ ،‬فالرياضيييييون مثييييل كييييانتور (‪)Cantor‬‬
‫فيياتو (‪ )Fatou‬قييد اكتشييفوا مييا نسييميه اآلن ونعتبييرن الفييراكتالت الكالس يييكية ‪ ،‬وقييد اختلف ييت أغراض ييهم م يين دراس ييتهم للفراكتالت‪ ،‬كانتور مثال ط ور ما هيو مع يروف اآلن‬
‫بمجموعية كي انتور ف يي أعماليه المرتبطي ة بنظريي ة الفئي ات‪ ،‬والش يكل رقيم ‪(30‬أ) ي بين رس ما لمجموعة كانتور حيث يتجزء خط مس تقيم إلى خطين‪ ،‬ويس تمر‬
‫التقسيم كمياهو بالشيكل‪ ،‬ولكين مين خيالل‬
‫مشاهداتنا للثار المصرية القديمة‪ ،‬وجدأن بعض امعمدة قد تش كلت تيجانهي ا بمي ا يطي ابق هيذن المجموعي ة‪ ،‬فوحي دة مين زه يرة ال بردي أو تش كيل نب اتي يتم‬
‫تكرارن تطبيقا للنظرية الهندسية مستفيداً من القيمة الجمالية التي أوجدتها‪ ،‬وسواء كان ذلك نياتج عن حس جمالي عالي او عن طريق الص دفة‪ ،‬وأن ك ان‬
‫الفنان مصمم تاج العمود ال علم له بهيذن النظريية‪ ،‬وربميا قيد يكيون هذا تعبي ً‬
‫را عن ان ما بلغون من دراي ة بالرياض يات والهندسة والفنون بلغ ميا ليم يص يل‬
‫إلييه االنسيان إال بعيد قيرون‪ .‬والشيكل‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫رقم ‪(30‬ب) لتطبيق ما عرف بعد باسم مجموعة كانتور مطبقة في العمود المصري القديم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل‪(30‬ب) مجموعة كانتور ذات العمليات‬


‫التكرارية‪ ،‬ويالحظ أن العمود المصري القديم قد‬ ‫شكل‪(30‬أ) تخطيط لمجموعة كانتور وتكراراتها‬
‫طبق نفس النظرية‪.‬‬ ‫الهندسية‪.‬‬

‫كما أن الهندسة التقليدية تقدم التقريب امولي لتركيب امشياء الطبيعية‪ ،‬فهي اللغة التي نستخدمها اللتصال بتصميمات المنتجات التكنولوجية‪ ،‬فإن هندسة الفراكتال‬
‫تعتبر امتدادا لها‪ ،‬حيث يمكن االستفادة منها في عمل نماذج دقيقة للتركيبات‬
‫الطبيعية‪ ،‬وبذلك فهي تعتبر لغة جديدة‪ ،‬عندما تتحدثها فإنك تستطيع وصف شكل السحب بدقة تامة‪.‬‬
‫مما سبق يمكن وصف هندسة الفراكتال على أنها‪:‬‬
‫‪ -‬أشكال هندسية غير منتظمة تتكون من أجزاء غير منتهية ومتداخلة بمختلف القياسات‪.‬‬
‫‪ -‬هي تلك الصور التي تنتج من تكرار المعادالت الالخطية‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال هندسية نتجت أو نمت نتيجة تطبيق بعض القواعد الرياضية عليها‪ ،‬وهذن القواعد تأخذ الشكل امساسي وتنقله‬
‫من خطوة الي خطوة اما بامضافة اليه أو بتطويرن وهذن العمليات يمكن ان تكرر بعدد غير منته من المرات‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال هندسية تنتج من تقسيم الشكل امساسي الي أجزاء صغيرة وكل جزء هو صورة مصغرة من الشكل امساسي‪.‬‬
‫وعندما تقدم الفراكتالت على أنها أشكال هندسية تنتج من تطبيق نمط هندسي معين علي أحد امشكال الهندسية عدة مرات‪،‬‬
‫فان خصائص هذن امشكال تتمثل في التالي‪:‬‬
‫التشاب ه الذ اتي‪: Self-Similarity‬‬
‫التشابه بينامجزاء المكونة للشكل‪ ،‬أي أن الجزء من الكل يشبه تماما ذلك الكل‪ ،‬فإذا أخذنا جزءا متكامال من امجزاء المكونة للشكل‬
‫الفراكتلي‪ ،‬ثم قمنا بتكبيرن عدة مرات فإننا في النهاية سوف نحصل على الشكل امصلي‪ .‬والشكل رقم )‪ (31‬يبين نموذجا يوضح التشايه الذاتي في المثلث‬
‫الذي قدمه الرياضي البولندي سيربنسكي ‪ ()Sierpinski‬في عام‬
‫‪ 1916‬الذي يعرف باسمه (مثلث سيربنسكي‪ ).‬الذي تظهر فيه جماليات التكرارات الهندسية بكالسيكيات الفراكتال‪.‬‬

‫شكل )‪ (31‬مثلث سيربنسكي‪ ،‬الذي تظهر فيه جماليات التكرارات الهندسية بكالسيكيات الفراكتال‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫الفراكتلي البعد ‪:Fractal Dimension‬‬


‫إذا علمنا انه في الهندسة التقليدية فان النقطة ترسم في البعيد الصيفري‪ ،‬أي لييس لهيا بعيد‪ ،‬وان الخطيوط المسيتقيمة لهيا بعيد واحد‪ ،‬بينما ترسم المربعات وامشكال‬
‫الهندسية المستوية امخرى في بعدين‪ ،‬وكذلك نعرف ان المكعب وامسطوانة والكيرن‬
‫ترسم في ثالثة ابع اد‪ ،‬فما هو البعد الف راكتلي؟ ان امبعياد الس يابقه‬
‫فيي الهندسية امقليديية ال تعتبير مناسيبة مييع تركييب الشيكل الفراكتليي‪ ،‬فمنحنيى كي وش (‪ )Koch‬ميث ال لي ه ابعاد (‪(1.26‬أي بين ‪ 1‬و‪ 2‬وهذا يعكس حقيق ة ان مجموعة‬
‫الينقط كثيفية لييمكن عيدها لمنحنيى وكيذلك رفيعية جيدا لنحسيبها‬
‫وليذلك‬ ‫كمساحة‪ ،‬ولذلك فان البعد الفراكتلي أوجد العديد من التطبيقات العملية فيي تحلييل العملييات الفوضيوية ‪Chaotic.‬‬
‫فان البعد الفراكتلي بشيكل عيام لييس عيدد وال قيمية عدديية‪ ،‬ومنحنيى الفراكتيال اليذي يظهير بالشيكل رقيم )‪ (32‬يعتبير أحيد امبعاد أللشياء في المستوى الذي له بعدين ويقع‬
‫بين ‪ 1‬و‪ 2‬بالمثل كميا السيطح الفراكتليي ‪ fractal( )surface‬ليه بعيدين‬
‫ويقع بين ‪2‬و‪ ،3‬فالقيمة تعتمد على كيفية انشاء الفراكتال‪.‬‬

‫شكل )‪ (32‬المنحنى الفراكتالي منحنى كوش‪.‬‬

‫ج‪ -‬قاعدة ا إلحالل ‪: Rule Replacement‬‬


‫عندما ننشيء فراكتال محدد فانه من خالل خطواتتنا إلنشاء فراكتال آخر‪ ،‬فان أحد امشياء المرسومة يمكن أن تحل مكان اآلخر والتي تكون أكثر‬
‫تركيبا من سابقتها ولكنها تمأل نفس المكان امصلي‪ .‬وترتبط هندسة الفراكتال بهندسة التكرارات‪ ، Geometry) (Iteration‬حيث يكرر الشكل‬
‫الهندسي وفقا لقاعدة رياضية محددة فيكون الشكل المكرر هو‬
‫صورة من الشكل امصلي وفقا لخصائص القاعدة الرياضية المطبقة‪.‬‬

‫مج موعات جـولـيا‪:‬‬


‫قدم الرياضي الفرنسي جوليا (‪ )Julia‬وهو في الخامسة والعشرين من عمرن مجموعته التي سميت باسمه‪ ،‬وتعتبير مفياهيم‬
‫العدد المركب والعدد الحقيقي هامه للمساعدة على فهمها وتكوينها‪ ،‬على ضوء التطبيق الرياضي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 1-‬إذا كانت لدينا س‪+ 2‬ج‪ ،‬ان التكرار يعني ان نثبت ج ونختار قيم س‬
‫‪ 2-‬سوف نعوض بقيم س ونوجد قيمة س‪+ 2‬ج‬
‫‪ 3-‬من خالل التحكم في قيمة ج سوف نحصل على مجموعة متتابعة من امعداد المركبة‪:‬‬
‫ج‪ [2 +‬ج‪)2+‬ج‪2 +‬س( ]← ج‪)2+‬ج‪2 +‬س( ← ج‪2 +‬س ←س ← ‪.....‬‬
‫هذن المتتابعة يجب ان يكون لها واحدة من الخاصيتين التاليتين‪:‬‬
‫*اما ان تصبح المتتابعة غير محددة(مطلقه‪ ):‬أي أن عناصر المتتابعة تترك أي دائرة حول امصل‪.‬‬
‫*أو تبقى المتتابعة محددة‪ :‬أي يوجد دائرة حول امصل التي التترك المتتابعة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫وتجمع النقط يؤدي الى أول نوع من امشكال يسمى مجموعة الهروب‪ .‬بينما التجمع الثاني للينقط يي ؤدي إل يى ثي اني ني وع مين امش كال تس مى المجموعي ة‬
‫المأس يورة وكي ال مين هي اتين المجميوع تين ليس يتا خي اليتين‪ .‬وكي ال منهمي ا تغط يي ج يزءا مين المس يتوى المركب وتكمل كل منهما امخرى‪ ،‬وهو ما يس مي‬
‫بمجموعات جوليا والمالحظ ان خاصية التشابه الذاتي لمجموعات جوليا لها طبيعة مختلفة بالمقارنية ميع مثليث سيربنسيكي ميع وجيود تركيبيات متك يررن بقياس يات‬
‫مختلفية‪ .‬والشيكل رقيم )‪ (33‬يبيين‬
‫نموذجا من مجموعات جوليا‪.‬‬

‫شكل )‪ (33‬نماذج من مجموعة‬


‫جوليا‪.‬‬
‫الفراكتال والنسبة الذهبي‪:‬‬
‫كميا يمثيل منحنيى كيوج نمييوذج جيي د المتي داد سيياحل ميي ا‪ ،‬يمكين للمي يرء بنيي اء فركتي ل لتمثيي ل بع ييض أش يكال الطبيعي ة‪ ،‬الت يي مين الصعب تمثيلها باس تخدام االش كال الهندس يية‬
‫الكالسييكية‪ .‬هيذن النمياذج لهيا بنيية معقيدة ومتشيعبة‪ ،‬تبيدو غيير نظاميية كميا هيو الحال في الشجرة‪ .‬لنرى كيفية بناء فراكتال على شكل ش جرة‪ ،‬أو على شكل أي بني ة‬
‫تشيعبيه أخيرى فيي الطبيعية‪ .‬ومحاولية‬
‫قبل كل شيء‪ ،‬فهم كيف أن كل هذا له عالقة بالنسبة الذهبية‪ .‬نبيدأ بتمثييل فراكتيالي بسييط للشيجرة‪ :‬نعتبير مسيتقيم (رأسيي) طوله وحدة واح دة‪ .‬نض يف في نهايتي ه العلويية‬
‫مسيتقيمين آخيرين‪ ،‬أطوالهميا نصيف امول‪ ،‬موضيوعان بحييث يشيكالن‪ ،‬ميع‬
‫السابق‪ ،‬بالتوالي‪ ،‬زاوية ‪ 120‬درجة‪ .‬شكل ‪(34).‬‬
‫تكرار الخطوة التالية بإضافة مستقيمين آخرين لكل مستقيم سيابق‪ ،‬تعنيي إضيافة ‪ ،4‬ثيم ميرة أخيرى ‪ 8‬وهكيذا‪ .‬وباختصيار‪ ،‬لكل تكرار نض يف مس تقيمين متس اويين بط ول‬
‫منصف بالنسبة للمستقيم المضاف إليه وبزاويية ‪ 120‬بالنسيبة لينفس المسيتقيم‬
‫ُيطبق على كل تكرار ومين الواضيح أن هيذا الرسيم البسييط ال يعطيي نتيجية واقعيية‪ ،‬والتتيي يمكين ان تتحقيق بإضيافة‬ ‫وهذا‬
‫المزيد من المتغيرات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكننا أن نفترض قاعدة لتحديد عدد االغصيان‪ ,‬وفقيا لسلسيلة فيبوناتشيي ‪ ،‬أو مين‬
‫خالل الرسم في الفراغ االفتراضي بتشكيل زوايا في جميع االتجاهات‪ .‬النتيجة في مثل هذن الحاالت ستكون اكثير واقعيية ‪،‬‬
‫(‪)11‬‬
‫ولكن بشكل عام المفهوم امساسي يبقى نفسه‪.‬‬

‫شكل )‪ (34‬يوضح شجرة فراكتالية‬

‫باإلضافة إلى امشجار‪ ،‬هناك أشكال هندسية مماثلة‪ ،‬مثل اموعية الدموية أو تشعيبات القصبة الهوائية‪ .‬شكل ‪(35).‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل )‪ (35‬لولب الجذر الربيعي القائم على متوالية فيبوناتشيو وكيفية تشكيله بتشكيالت الحلزون الذهبي‪.‬‬

‫الفراكتال وبرامج الحاسوب والفيديوآرت‪.‬‬


‫اهيتم مانيدلبروت باسيتخدام الحاسييوب فيي برمجية حركية الينقط وطييور ميا يعييرف اآلن بمجموعية مانيدلبروت‪ ،‬ومين خييالل االستخدامات المتعيددة للحاسيوب والب يرامج‬
‫المتخصصية فيي الرسيوم الجرافيكيية القائمية عليى هندسية الفراكتيال‪ ،‬ييتم إنتياج التصيميمات المتعيي ددة وااللنهائييي ة باإلض ييافة إل يى بييرامج التحرييي ك‪ ،‬وم يع ظه ير الفن ييون الرقمييي ة‪،‬‬
‫الت يي تعتمييد علييى امعمييال‬
‫بدايته على إنتاج أشكال جمالية‪ ،‬من خالل هندسة الفراكتال‪،‬‬ ‫الجرافيكية الثابتة والمتحركة‪ ،‬ظهر فن الفيديو آرت القائم منذ‬
‫مكونة أشكاال جمالية وبديعة متزنة التكوين‪ ،‬براقة املوان ‪ ،‬ورشيقة في الحركة‪ ،‬والشكل الشكل رقم )‪ (36‬يبين نماذج من هذن التصميمات‪ ،‬ال تي تس تخدم‬
‫في محطات اإلرسال التليفزيوني كفواصل بين الفقرات التي تقدمها المحطة‪ ،‬بديال عميا كيان متبعييا م ين قب يل م ين اسييتخدام مييذيعات لييربط‪ ،‬تقييوم بتقييديم البييرامج قب يل بيي دايتها‪،‬‬
‫ثييم اسييتغلت المسيياحات الزمنييية تلييك ف يي اإلعالنات‪ ،‬وفي حالة عدم وجود إعالنات كافي ة في هذن الفواص ل‪ ،‬وافتطاع مس احات زمنيي ة مين الب يرامج نفس يها أو‬
‫اليدراما التليفزيونية المقدمة‪ ،‬صارت مقاطع الفيديو آرت التي تقوم على هندسة الفراكتال‪ .‬وحقيقة أن هذن المقاطع ليست فقط لشغل مساحات زمنية‪ ،‬ولكنهيا ف يي‬
‫الحقيقية ترفيع مين مسيتوى الحيس الجميالي‪ ،‬والتيذوق الفنيي باللغية البصيرية‪ ،‬وهيذا ميا يينعكس‬
‫إيجابيا على الصحة النفسية للمجتمع وأفرادن كما أكدذلك علماء علم النفس المعرفي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل )‪ (36‬نماذج من التصميمات الجرافيكية لفن الفيديو آرت القائمة على هندسة الفراكتال‪ ،‬والمصممة في الفواصل الزمنية بالقنوات‬
‫التليفزيونية‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫للنسيبة الذهبيية تطبيقيات حياتيية تفيوق الخيييال‪ ،‬وال يمكين أن تكيون كيل هيذن التناسيبات عبيارة عين صيدف‪ ،‬فميثًال‪ ،‬إن عيين‬
‫الناظر تتناسب مع المستطيل الذهبي بكل أكبر من غيرن من المستطيالت‪.‬‬
‫ولعل الترابط بين متتالية فيبوناتشي والنسبة الذهبية لمن أكثر امشياء إدهاشًا‪ ،‬كما الحظنا عند رسم المستطيل الذهبي‪.‬‬
‫وإن النسبة الذهبية تحل الكثير من املغاز في الحياة‪ ،‬كهرم خيوبس ولوحة الموناليزا‪.‬‬
‫فمن امفضل أن نصدق أن النسبة الذهبية هي شيء موجود‪ ،‬فاإليمان بها يوضح الكثير من الغموض في الحياة‪.‬‬

‫نتائج البحث‪:‬‬
‫‪ 1-‬إن هلال سبحانه وتعالى قد أودع خلقه نسبا جمالية‪ ،‬مبنية على أسس هندسية‪ ،‬ووهبنا اإلحساس بهذا الجمال‪ ،‬وقيد اكتشيف‬
‫اإلنسان هذن النسبة‪ ،‬وهذن امسس من خالل متوالية فيبوناتشي‪ ،‬وهندسة التكسيرات (الفراكتال ‪ Fractal -2).‬النسب الذهبية من‬
‫حلزون ذهبي أو مثلثات ذهبية أودوائر أو أي أشكال أخرى قابلة للتطبيق في الكيادرات التيي يلتقطهيا‬
‫المصور بالكاميرا سواء في اللقطات الثابتة أو المتحركة (السينمائية والتليفزيونية‪).‬‬
‫‪ 3-‬إن تطبيق النسب الذهبية باللقطات الثابتة والمتحركة‪ ،‬وتحقق اتزانا بصريا لحركة العين داخل اإلطار أو الكادر‪.‬‬
‫‪(Video‬‬
‫‪ 4-‬أن هندسة التكسيرات (الفراكتال )‪ Fractal‬تحقق النسب الذهبية عند تطبيق قواعدها في أفيالم الفييديو آرت‬
‫)‪.Art‬‬

‫توصيات البحث‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من إجراء هذا البحث يوصي الباحث بالتوصيات اآلتية‪ 1- :‬يجبعلى‬
‫المؤسسات التعليمية التي تتناول دراسة الفنون ضمنبرامجها عامة‪ ،‬ةالفنون التطبيقية خاصة أن تدرج هندسية‬
‫التكسيرات (الفراكتال )‪ Fractal‬ضمن برامجها الدراسية‪ ،‬ومساقاتها التعليمية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد السابع عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬
‫ عليى المصييورامكاديمي أن تتميييز لقطاتيه بتطبيييق النس يب الذهبييية وجمالياتهييا ض يمن لقطاتيه الثابتيية أوالمتحركية لتأكيييد‬2-
‫ يجب‬3- .‫عنصر التميز عن غيرن من غير الدارسين من المصورين‬
‫تدريب طالب الفنيون التطبيقيية بقسيم الفوتوغرافييا والسيينما والتليفزييون عليى إنتياج أفيالم فييديو آرت قائمية عليى‬
.‫ باستخدامبرامج الحاسب اآللي‬Fractal) ‫هندسة التكسيرات (الفراكتال‬

:‫ المراجع العربية‬:‫اوال‬
‫ ورقة عمل مقدمة ضمن البرنامج التدريبي لرفع الكفاءة العلمية في الهندسة لمعلمي‬:‫ هندسة الفراكتال‬:‫ ليلى الشيزاوية‬1-
.2012
.‫ مديرية التربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة – دائرة تنمية الموارد البشرية سلطنة عمان‬.‫مادة الرياضيات‬
1-Laila El-Shazaia-handast el fractal- warkt 3aml mn brnamg eltadrib-moderait eltarbia wl
ta3lim-shamal el batna-saltant Oman-2012.
‫ مجلة تربويات‬،‫ رياضيات مجتمعية لمواجهة تحديات مستقبلية مع بداية القرن الحادي والعشرين‬-‫ وليم عبيد‬2-
1998. ‫ ديسمبر‬-‫الرياضيات– المجلد امول‬
2-Waliam 3abid- ryadyat mogtm3aya lt7adyat el mostakbl-elmogald el2wl-desambr 1999.
:‫ المراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬
3-Camp,Dan R.Benoit Mandelbort: The Euclide of Fractal Geometry, Mathematics Teachers
93,N 8, November 2000.
4-Clapham, Christorpher- The Concise Oxford Dictionary of Mathematics, Second Edition,
Oxford University Press- 1996.
5-Gray B.Meisner- The golden ratio (the divine beauty of mathematics)- race point
publishing-2018.
6-Hans Walser-translated from the original German by PeterHilton,with the assistance of Jean
Pedersen The golden section- -published by The Mathematical association of America-2001.
7-Herbert Bangs- The return of sacred architecture (the golden ratio and the end of
modernism)- M.Arch press-2001.
8-Kimberly Elaw- Geometry of design- - Princeton Architectural Press-2001.
9-Naylor, Michael- Exploring Fractuls in the Classroom, Mathematics Teacher, V. 92, N.4,
April 1999.
10-R.A.Dunlap- The golden ratio and Fibonacci numbers- -the world scientific publishing co-
2003.
11- Scott Olsen- The golden section (nature’s greatest secret)- Wooden books publish-2006.

You might also like