Professional Documents
Culture Documents
عشر ذي احلجة
للشيخ/
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
الطبعة األوىل
1440هـ 2019 -م
مقدمة الناشر
ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ) .قال:
هي ثالثون ذو القعدة وعشر من ذي احلجة ،فكلم اهلل
جل وعال موسى يف هذه العشر وأتها عليه يف يوم
النحر ،وهو هذا اليوم الذي يعيد فيه الناس ويذحبون
وينحرون فيه أضاحيهم ،وهذا فضل اهلل على نبيه
موسى وعلى بين إسرائيل.
بل إن اهلل جل وعال قد أقسم هبذه الليايل؛ كما جاء
يف سورة الفجر قول اهلل جل وعال( :ﭑ ﭒ ﭓ
مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ مِنْ هَذِهِ األَيَّامِ العَشْرِ﴾ ،قالوا :وال الهاد
يف سبيل اهلل؟ ،قال﴿ :وال اجلِهَادُ فِي سَبِيلِ اهللِ ،إِال رَجُلٌ خَرَجَ
بِمَالِهِ ونَفْسِهِ ولَم يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ﴾ .وهذا أصح شيء جاء
يف هذا الباب عن النيب يف فضل هذه األيام العشر.
ويأيت يف هذا ما جاء يف كالم اهلل ما تقدمت
اإلشارة إليه.
فضائل عرش ذي احلجة
13
وينبغي أن نعلم أن من عالمات التفضيل ما كان
لنيب
لنيب ،مث كان ي
فضال لسائر األمم ،أو كان فضال ي
بعده ،فإذا جاء الفضل متكررا فإن هذا من أمارات
فضله على غريه ،فالفضل إذا جاء عاما آكد من الفضل
إذا جاء خاصا ألمة من األمم؛ وهلذا جعل اهلل مجلة
من األيام الفاضلة كيوم عرفة ،وكذلك يوم النحر،
وكذلك عشر ذي احلجة وغري ذلك على سبيل العموم،
جعلها اهلل فاضلة لكثري من األنبياء ،وقد جاءت
عشر ذي احلجة يف األشهر احلرم؛ وهي أشهر احلج ،وقد
جعل اهلل هلا منزلة رفيعة ليست لغريها.
* ومن وجوه فضلها:
أن اهلل شرع فيها مجلة من العبادات ال تكون يف
غريها من األيام.
فضائل عرش ذي احلجة
14
هو ظاهر يف قول النيب ﴿ :مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِىل
اهللِ مِنْ هَذِهِ األَيَّامِ العَشْرِ﴾؛ بل إهنم حينها ذكروا الهاد يف
سبيل اهلل.
أن النيب أراد العموم يف سائر فهم الصحابة
األعمال ،فذكروا له الهاد يف سبيل اهلل ليستبينوا :هل
العموم قد أريد به؛ ألهنم حيفظون مجلة من الفضائل من
األعمال ،هل هي أفضل منها أم ال؟.
فبني النيب أنه أراد العموم بعينه ،وبعض العلماء أو
بعض الشراح يقولون :إن الفضل املراد بذلك هو تفضيل
عام ،ال يعين ذلك هو تفضيل على األعيان!
نقول :هذا لو كان مطلقا ألمكن القول به ،لو كان
التفضيل مطلقا من النيب من غري سؤاله عن الهاد،
فلما سأل الصحابة عن الهاد دل على أهنم ذكروا
فضائل عرش ذي احلجة
19
أفضل األعمال العملية اليت يعمل هبا اإلنسان بعد أركان
اإلسالم ،فيتقرب إىل اهلل هبا ،فبني أن األعمال يف
األيام العشر أفضل منها مجميع أنواعها؛ وهلذا نقول :إن
العمل يف هذه األيام العشر هي آكد من سائر أيام السنة
-طبعا واملراد بذلك التطوع والتنفل -وأما الواجبات فلها
أعمال بأزمنة مقدرة ،فليس لإلنسان أن يقول :إن
الصيام يف هذه العشر تنفال آكد وأعظم من صيام
رمضان يف رمضان ،فهذا ليس مبراد ،فإن املراد بذلك هو
يف النوافل؛ هلذا نأخذ من ذلك مجلة من املعاين:
-أن قيام الليل يف العشر أفضل من غريه.
-وأن الصيام يف هذه األيام العشر أفضل من الصيام
يف غريها ،فيكون أفضل من صيام االثنني واخلميس،
وثالثة أيام من كل شهر ،وأفضل من الصيام الذي
فضائل عرش ذي احلجة
20
الشَّيْطَانُ أَحْقَرُ وَال أَدْحَرُ وَال أَْْيَُُ مِنْ هَذَا اليَوْم؛ لِمَا يَرَى مِنْ رَحْمَةِ