‫تحليل نص إيمانويل كانط “من أجل سالم دائم‬

‫تعريف الفيلسوف إيمانويل كانط‬

‫إيمانويل كانط (‪ )1804-1742‬فيلسوف ألماني تعرف فلسفته بالمثالية الترونسدونطالية التي تربط عجلة‬
‫الوجود بالفكر استأثر تفكيره بمجموعة من الموضوعات كالمعرفة والدين واألخالق والسالم… عديد من‬
‫المؤلفات من قبيل‪ :‬نقد العقل الخالص‪ / .‬نقد العقل العملي‪ / .‬نقد ملكة الحكم‪ / .‬الدين في حدود مجرد العقل‪.‬‬
‫‪ /‬نحو سالم دائم‪.‬‬

‫البنية المفاهيمية للنص‬

‫السالم‪ :‬نقيض الحرب وهو حالة من الهدنة والتعايش والسلم بين أفراد أو جماعات أو دول ال يتم فيها‬
‫اللجوء للعنف والسالح وبالتالي القتل‪.‬‬
‫الحرب‪ :‬حالة من عدم اإلستقرار والصراع بين أطراف متصارعة (دول‪ ،‬تكتالت إقليمية أو عالمية) تقوم‬
‫على استخدام جميع الوسائل الممكنة لإلنتصار‪.‬‬
‫الدولة‪ :‬وحدة قانونية لها سلطة وسيادة وشخصية معنوية تربط الحاكمين بالمحكومين في رقعة جغرافية‬
‫محددة بينهم روابط مشتركة‪.‬‬
‫حالة الطبيعة‪ :‬مفهوم ارتبط بفالسفة العقد االجتماعي وهي عبارة عن حالة افتراضية تفسر نشأة الدولة‪.‬‬
‫كان اإلنسان فيها يتمتع بحريته بشكل مطلق غير أن الخوف والرغبة في تأمين حياته قادته إلبرام عقد‬
‫يتنازل بموجبه عن بعض أو كل حقوقه للسماح بقيام سلطة تنظم عالقة األفراد‪.‬‬
‫حرب اإلبادة‪ :‬هي الحرب التي تتم بدوافع عرقية أو دينية‪ ،‬وتمتاز بأن اإلبادة فيها تكون جماعية للمخالف‬
‫في الملة أو العرق‪.‬‬
‫الحرب التأديبية‪ :‬حرب تقوم بها دولة قوية ضد دولة ضعيفة لمجموعة من اإلعتبارات السياسية أو‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫حرب اإلبادة‪ :‬هي حرب تقوم بها دولة أو جماعة بهدف التصفية العرقية‬

‫‪:‬اإلشكال الذي يجيب عنه النص‬

‫كيف يكون السالم أمرا ممكنا‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫إلى أي حد يمكننا القول بأن منع الحرب وتقويض األسس المؤدية إلى الحرب هو بمثابة‬
‫إعالن إلمكان قيام سالم دائم بين الدول؟‬

‫أطروحة النص‬
‫إمكان قيام سالم دائم بين الدول مرهون بالحفاظ على الثقة بين األطراف المتحاربة عبر احترام أخالقيات‬
‫الحرب التي تسمح بعودة السالم‪ ،‬وبمنع الوسائل المؤدية لها وبالتالي نزع المشروعية عن مفهوم الحرب‬
‫كونه مفهوم يقال على حالة الطبيعة‪.‬‬

‫أفكار النص األساسية‬

‫التأكيد على أهمية الحفاظ على الثقة في تأسيس السالم بعد انتهاء الحرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
 ‫نزع مشروعية الحرب ألنها مفهوم‪ J‬مرادف لحالة الطبيعة التي يلجأ فيها اإلنسان مضطرا‬ ‫‪‬‬
‫للحرب كوسيلة للدفاع عن حقوقه في غياب القانون‪.‬‬
‫الدعوة لمنع الوسائل المؤدية للحرب خصوصا منها التي ال تسمح بعودة السالم كحرب اإلبادة‬ ‫‪‬‬
‫والحرب التأديبية‪.‬‬

‫البنية الحجاجية للنص‬

‫وظف الفيلسوف مجموعة من األساليب الحجاجية لتأكيد أطروحته والتي يمكن أن نجملها في‪:‬‬
‫النفي‪( :‬ال يمكن تصور حرب تأديبية بين الدول…)‬
‫المثال‪( :‬مثال ذلك استخدام السفاحين وداسي السموم…)‬
‫التأكيد‪( :‬ال بد أن تبقى الثقة…)‬
‫التعريف‪( :‬الحرب ليست إال الوسيلة البائسة التي يضطر الناس للجوء إليها…)‬
‫اإلستنتاج‪( :‬لهذا يجب إذن أن نمنع مثل هذه الحرب منعا باتا‪ .‬وبالتالي…)‬

‫خالصة تحليل نص إيمانويل كانط‬

‫إن نصا مثل نص إيمانويل كانط هو إثبات لقضية أساسية وهي أن الفيلسوف وخالصته الفلسفية ال قيمة لها‬
‫إذا لم تساهم في حل مشاكل اإلنسان وترسيخ قيم الحياة اإلنسانية ذات الطابع الكوني التي تنبذ كل أشكال‬
‫الحرب والعنف فما دام اإلنسان واحدا بالنوع فال مبرر له للجوء إلى الحرب‪ .‬ومن تم تكون قيم الفيلسوف‬
‫بمثابة ترجمة لتأمله الفلسفي‪ .‬وهو ما يجسده إيمانويل كانط في نصه هذا‪ .‬فقيمة السالم بما هي قيمة فلسفية‬
‫كونية هي بمثابة تفكير وتأمل في عمق المشاكل اإلنسانية المطبوعة بالعنف والتي ينتهي فيها إلى ضرورة‬
‫منع الحرب وإعالن سالم دائم بين الدول‪.‬‬

‫القيم التي تدعوا اليها الفلسفة‬

‫من أعلى‪ ‬القيم التي‪ ‬تدعو لها‪ ‬الفلسفة‪  ‬الحديثة والمعاصرة هي نبذ العنف وتحقيق السالم؛ وقد عمد الفيلسوف إمانويل كانط إلى بيان‬
‫ا لوسائل الداعية لتحقيق السلم وإن حلكة األيام بظلم أهلها المتصارعين‪ ،‬لذلك يضع أساس السالم بين الدول و األسباب‪ ‬التي‪ ‬تحول بين‬
‫‪ ‬تحقيقه‪ ،‬من خالل رصد ما يمكن أن يحول دون تبادل الثقة بين المتصارعين‬