You are on page 1of 6

‫‪7/28/22, 3:21 PM‬‬ ‫قصة إبراهيم عليه السالم‬

‫‪http://www.saaid.net/daeyat/omhani/15.htm‬‬

‫قصة إبراهيم عليه السالم‬

‫أم هاني‬

‫‪ ‬‬
‫من منا ال يعلم قصة الذبيـــح ‪ ،‬الُم فدى بكبش من السماء مليـــح ؟!‬
‫في كل عام وفي كريم ظّل هذه اآليام ؛ حيث يجود هللا على خلقه بكثير من الرحمات‪  ‬ويعبق الكون حولنا بجميل نعمه‬
‫و عاطر النفحات ‪ ،‬تّلح على خاطري تلكم الذكريات بكل ما تحمله لنا من صادق الحّب هلل بأنفـــس القربـــات ‪.‬‬


‫وقد كنت أظن أني بكل أحداثها خبيرة ‪ ،‬وبدقيق معانيها و جليلها ملمة بصيرة ‪،‬‬
‫والحق أني كنت بظني هذا واهمــة ! أّدعي فهما صعب النوال حالمـــة !‬
‫فأيــن أنا من عميـــق معانيها ‪ ،‬وتصور عظيم البالء فيهــــا ؟ !!‬


‫عاينت ذلك لما صيرني هللا أًّم ا تهيم بصغارها حًّبا ‪ ،‬فال حب يعدل في القلب حب الولد حيث فطرة هللا ال يستطيع‬
‫جحدها من أحد ‪ ،‬وقد جاء في الحديث ‪:‬‬
‫(( أن رجال أتى النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ومعه ابن له ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أتحبه ؟

‫فقال ‪ :‬أحبك هللا كما أحبه ‪ ،‬فمات ففقده ‪ ،‬فسأل عنه فقال ‪ :‬ما يسرك أن ال تأتى بابا من أبواب الجنة إال وجدته عنده ‪،‬‬
‫يسعى يفتح لك ))‬
‫صحيح النسائي ‪ /‬رقم‪1869 :‬‬
‫والشاهد أن نبينا الكريم ‪-‬عليه الصالة وأتم التسليم ‪ -‬لم ينكر على ذلك الوالد شديد حّبه وتعلق قلبه بولده هكذا فطر هللا‬
‫قلوب العباد ومن وجد غير ذلك فعن َسِوِّي فطرته قد حاد ‪.‬‬
‫‪ -‬كما جاء في صحيح األثر ‪-:‬‬
‫(( قدم على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بسبي ‪ .‬فإذا امرأة من السبي ‪ ،‬تبتغي ‪ ،‬إذا وجدت صبيا في السبي ‪ ،‬أخذته‬
‫فألصقته ببطنها وأرضعته ‪ .‬فقال لنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "‬
‫أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ " قلنا ‪ :‬ال ‪ .‬وهللا ! وهي تقدر على أن تطرحه ‪.‬‬
‫‪www.saaid.net/daeyat/omhani/15.htm?print_it=1‬‬ ‫‪1/6‬‬
‫‪7/28/22, 3:21 PM‬‬ ‫قصة إبراهيم عليه السالم‬

‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " هلل أرحم بعباده من هذه بولدها " ‪)).‬‬
‫صحيح مسلم ‪ /‬رقم‪2754 :‬‬
‫فرحمة األم بأوالدها شديدة تكاد تكون طاغية فريدة ‪ ،‬هلل كم له في خلقه من حكم ‪َ ،‬فَفْط ُر ُه قلوب‬
‫األمهات على الرحمة من أكبر العطايا و النعم ‪.‬‬


‫**ولنأِت أخواتي الفضليات على ذكر أول الحكاية ‪ ،‬وكيف كانت أحداثها عجيبة منذ البداية ‪-:‬‬
‫**(‪**)1‬‬
‫* ُر زق إبراهيم الخليل الولد الذي تمناه ‪ ،‬بعد سنين طوال من الشوق يلقاه‬
‫فمــا لبث غير قليل إال وجاءه األمر من العظيــم بالرحيـــل‬
‫فــي صحراء قاحلة وُشقة عن الديار بعيدة ‪ ،‬يترك سريته مع وليدها عند بيته الحرام وحيدة ‪.‬‬
‫كما جاء في صحيح األثر عن ابن عباس – رضي هللا عنهما – عند البخاري قد صح الخبر ‪:‬‬
‫(( أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل ‪ ،‬اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ‪ ،‬ثم جاء بها إبراهيم وبابنها‬
‫إسماعيل وهي ترضعه ‪ ،‬حتى وضعها عند البيت ‪ ،‬عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ‪ ،‬وليس بمكة يومئذ أحد ‪،‬‬
‫وليس بها ماء ‪ ،‬فوضعهما هنالك ‪ ،‬ووضع عندهما جرابا فيه تمر ‪ ،‬وسقاء فيه ماء ‪ ،‬ثم قفى إبراهيم منطلقا ‪ ،‬فتبعته أم‬
‫إسماعيل ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا إيراهيم ‪ ،‬أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي ‪ ،‬الذي ليس فيه إنس وال شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا ‪،‬‬
‫وجعل ال يتلفت إليها‪=)).....‬‬
‫‪ -‬الحق أني رأيت نفسي بعين الخيال مكانها فلم أقَو على تصّو ر ما نالها ؟‬
‫فقلت لنفسي هبي أن زوجي تركني وصغيري في ميدان عام يكتظ بالناس في وسط الزحام ‪ ،‬فراعني أني ما كنت‬
‫ألقبل تركه لنا َثــَّم بسالم هذا إن لم أزده وأشدد عليه العتاب والمالم ‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تتركني مع ابني وحيدة في هذا الخضم من األنام شريدة؟!!‬
‫‪ -‬هبي أنه قال لي ‪ :‬هكذا أمرُت ؟‬
‫ما كنت ألعدم أن أحير جوابا عليه سيماء الدفع و االعتراض مّؤ َّكدا بالنفي والَعَبرات ‪ :‬أن يكون مثل هذا لإلله مراد‬
‫؟!!‬
‫و أكملت مع نفسي الكالم ‪ :‬ومع فارق الحالين التام ‪ُ ،‬أراها قابلت هذا البالء العظيم بكل رضا قلٍب و كمال تسليم ‪ ،‬بل‬
‫زادت‪ -‬عليها السالم ‪ -‬توكال على اإلله عظيم!!‬
‫فأخذ بجماع نفسي العجب ‪ ،‬زاده رًدها على الخليل بكمال إيمان وعظيم أدب ‪-:‬‬


‫= ((‪ ...‬فقالت له ‪ :‬آهلل الذي أمرك بهذا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالت ‪ :‬إذن ال يضيعنا ثم رجعت‪=)) ...‬‬


‫**ويبدو أنه لن ينقضي من النفس العجب ‪ ،‬حين صّدق الخليل أمر اإلله وذهب لم يلتفت إليهما و أدبر مسرعا إلى‬
‫البعيد عنهما ‪ ،‬كأنما يخشى غلبة الشفقة على فؤاده ‪ ،‬فيبدوعليه جّم حّبه لهما و فيض حنانه و وداده ‪ ،‬يخشى أن‬
‫يفضحه إذا ما التفت ناظراه ‪ ،‬يصبّر النفس أنه إنما يصّدق أمر مواله ‪ ،‬لسان حال الخليل ‪:‬‬

‫‪www.saaid.net/daeyat/omhani/15.htm?print_it=1‬‬ ‫‪2/6‬‬
‫‪7/28/22, 3:21 PM‬‬ ‫قصة إبراهيم عليه السالم‬

‫أّو ااااااااه ‪ ،‬أَّو ااااااااااه ِم ن قلٍب تفّطر وحشة عند الفراق ‪ ،‬فصبر جميل فاهلل خير حافظا وخير واٍق فلما انقطع منهما‬
‫عنه النظر ‪ ،‬استقبل البيت الحرام كما جاء في صحيح الخبر رافعا كَّفيه إلي السماء متوجها قلبه إلى الَعِلي بخالص‬
‫الحّب و الرجاء ‪:‬‬


‫= (( ‪ ....‬ثم رجعت ‪ ،‬فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث ال يرونه ‪ ،‬استقبل بوجهه البيت ‪ ،‬ثم دعا بهؤالء‬
‫الكلمات ‪ ،‬ورفع يديه فقال ‪ { :‬ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصالة‬
‫فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } سورة إبراهيم ‪ /‬آية ‪ )). ....36:‬صحيح‬
‫البخاري رقم‪3364 :‬‬


‫**قال السعدي في تفسيره ‪:‬وذلك أنه أتى بـ "هاجر" أم إسماعيل وبابنها إسماعيل عليه الصالة والسالم وهو في‬
‫الرضاع‪ ،‬من الشام حتى وضعهما في مكة وهي ‪-‬إذ ذاك‪ -‬ليس فيها سكن‪ ،‬وال داع وال مجيب‪ ،‬فلما وضعهما دعا ربه‬
‫بهذا الدعاء فقال ‪-‬متضرعا متوكال على ربه‪َ { :‬ر َّبَنا ِإِّني َأْس َكْنُت ِم ْن ُذِّر َّيِتي } أي‪ :‬ال كل ذريتي ألن إسحاق في الشام‬
‫وباقي بنيه كذلك وإنما أسكن في مكة إسماعيل وذريته‪ ،‬وقوله‪ِ { :‬بَو اٍد َغْيِر ِذي َز ْر ٍع } أي‪ :‬ألن أرض مكة ال تصلح‬
‫للزراعة‪.‬‬
‫{ َر َّبَنا ِلُيِقيُم وا الَّص اَل ة } أي‪ :‬اجعلهم موحدين مقيمين الصالة ألن إقامة الصالة من أخص وأفضل العبادات الدينية‬
‫فمن أقامها كان مقيما لدينه‬
‫{ َفاْج َعْل َأْفِئَدًة ِم َن الَّناِس َتْه ِو ي ِإَلْيِهْم } أي‪ :‬تحبهم وتحب الموضع الذي هم ساكنون فيه‪.‬‬
‫فأجاب هللا دعاءه فأخرج من ذرية إسماعيل محمدا صلى هللا عليه وسلم حتى دعا ذريته إلى الدين اإلسالمي وإلى ملة‬
‫أبيهم إبراهيم فاستجابوا له وصاروا مقيمي الصالة‪.‬‬
‫وافترض هللا حج هذا البيت الذي أسكن به ذرية إبراهيم وجعل فيه سرا عجيبا جاذبا للقلوب‪ ،‬فهي تحجه وال تقضي‬
‫منه وطرا على الدوام‪ ،‬بل كلما أكثر العبد التردد إليه ازداد شوقه وعظم ولعه وتوقه‪ ،‬وهذا سر إضافته تعالى إلى نفسه‬
‫المقدسة‪.‬‬
‫{ َو اْر ُز ْقُهْم ِم َن الَّثَمَر اِت َلَعَّلُهْم َيْشُكُر وَن } فأجاب هللا دعاءه‪ ،‬فصار يجبي إليه ثمرات كل شيء‪ ،‬فإنك ترى مكة‬
‫المشرفة كل وقت والثمار فيها متوفرة واألرزاق تتوالى إليها من كل جانب‪].‬‬
‫انتهــــــــــــى ‪.‬‬
‫* وبعد سوق تلكم اآلية وتفسيرها ‪ ،‬هل الحظتَّن ما كان من عجيب أمرها ‪:‬‬
‫‪ -1‬بدأ الخليل بأن دعا لهم بصالح دينهم (وإقامة الصالة )‬
‫‪ -2‬لم يدُع عليه السالم لَح َّبيه بمحض أنٍس من األنام ‪.‬‬
‫‪ -3‬وأَّخ ر الخليل الدعاء لهم بشيء من الثمرات و الرزق ‪،‬‬
‫و قرن دعاءه راجيا أن يهديهم ربهم ليقابلوا رزقــه بكثير من االمتنان و الشكر‪.‬‬


‫اللهم فقهنا في ديننا وعلمنا اللهم ما ينفعنا وانفعنا اللهم بما علمتنا‬

‫‪www.saaid.net/daeyat/omhani/15.htm?print_it=1‬‬ ‫‪3/6‬‬
‫‪7/28/22, 3:21 PM‬‬ ‫قصة إبراهيم عليه السالم‬

‫وزدنا هللا من فضلك وجودك وكرمك علما ترضى به عنا آمـين‪.‬‬




‫‪ ‬‬



‫باسم هللا والحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وبعـــــد ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬‬

‫وما زلنا نجتر معا أخواتي تلكم األحداث ‪ ،‬نعيشها بعين الخيال حابسي األنفــــــاس انطلق الخليل عائدا إلى دياره‬
‫بالشام ‪ ،‬مستودعــــا َهللا أهله داعيا لهم بســـالم لزمت أم اسماعيل مكانها ‪ ،‬تشرب من الماء و ترضع وليدها ‪ ،‬فلما نفد‬
‫ما معهما من المــاء‬
‫وجف ما كان ُيِقيُتها من السقاء ‪ ،‬عطشت وأصاب حلقها الصدا ‪ ،‬وياليت عند هذا الحد األمر‪  ‬قد انقضى ‪ ،‬بل أصاب‬
‫شديد العطش صغيرها ‪ ،‬فعال صراخه مما أفزعها و أفرغ فؤادها ‪:‬‬


‫={ وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء ‪ ،‬حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها ‪،‬‬
‫وجعلت تنظر إليه يتلوى ‪ ،‬أو قال يتلبط ‪ ،‬فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ‪ ،‬فوجدت الصفا أقرب جبل في األرض يليها‬
‫‪ ،‬فقامت عليه ‪ ،‬ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا ‪ ،‬فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت‬
‫طرف درعها ‪ ،‬ثم سعت سعي اإلنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ‪ ،‬ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل‬
‫ترى أحدا فلم تر أحدا ‪ ،‬ففعلت ذلك سبع مرات ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬فذلك سعي الناس بينهما ) ‪}.. .‬‬
‫صحيح البخاري رقم‪3364 :‬‬


‫** هلل كم تمثلُت حال سعِّي حالها ‪ ،‬وبين العلمين األخضرين عاينت شدة وجدها ‪ ،‬كأني بعين الخيال بين الجبلين‬
‫أعاين هنالك ما مّر بها ‪ ،‬أرى عينيها حال السعي ال تفارقان موضع وليدها ‪ُ ،‬يطّو ف منها اللحظ حواليه يرعاه قلبها ‪،‬‬
‫وعند العلمين األخضرين في بطن الوادي هنالك اشتّد كربها ؛ أم توارى عن ناظريها شخص وليدها‪ ،‬فكربْت وطفقت‬
‫تجد السعي من شدة وجدها ‪ ،‬لهفة علي الوليد يسبقها قلبها ‪.‬‬


‫***** قال الشيخ ابن العثيمين في كتابه الماتع (( الشرح الممتع على زاد المستقنع )) ‪:‬‬
‫{{( كان رسول هللا ‪ -‬الرسول صّلى هللا عليه وسّلم – يسعى بين العلمين األخضرين حتى تدور به إزاره من شدة‬
‫السعي )‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما الحكمة في كونه يسعى سعيًا شديدًا بين العلمين‪.‬‬
‫‪www.saaid.net/daeyat/omhani/15.htm?print_it=1‬‬ ‫‪4/6‬‬
‫‪7/28/22, 3:21 PM‬‬ ‫قصة إبراهيم عليه السالم‬

‫فالجواب‪ :‬أنه كان في هذا المكان واد‪ ،‬أي مسيل مطر‪ ،‬والوادي في الغالب يكون نازًال ويكون رخوًا رمليًا فيشق فيه‬
‫المشي العادي‪ ،‬فيركض ركضًا‪.‬‬
‫وأصل السعي أن يتذكر اإلنسان حال أم إسماعيل‪ ،‬فإنها ـ رضي هللا عنها ـ لما خَّلفها إبراهيم ـ عليه الصالة والسالم ـ‬
‫هي وابنها في هذا المكان‪ ،‬وجعل عندها‪ ،‬سقاًء من ماء‪ ،‬وجرابًا من تمر‪ ،‬فجعلت األم تأكل من التمر وتشرب من‬
‫الماء‪ ،‬وتسقي اللبن لولدها‪ ،‬فنفَد الماء ونفد التمر‪ ،‬فجاعت وعطشت‪ ،‬ويبس ثديها‪ ،‬فجاع الصبي‪ ،‬وجعل يتلوى من‬
‫الجوع‪ ،‬فأدركتها الشفقة‪ ،‬فرأت أقرب جبل إليها الصفا فذهبت إلى الصفا‪ ،‬وجعلت تتحسس لعلها تسمع أحدًا‪ ،‬ولكنها لم‬
‫تسمع‪ ،‬فنزلت إلى االتجاه الثاني إلى جبل المروة‪ ،‬ولما هبطت في بطن الوادي نزلت عن مشاهدة ابنها‪ ،‬فجعلت تسعى‬
‫سعيًا شديدًا‪ ،‬حتى تصعد لتتمكن من مشاهدة ابنها‪ ،‬ورقيت لتسمع وتتحسس على المروة‪ ،‬ولم تسمع شيئًا‪ ،‬حتى أتمت‬
‫هذا سبع مرات ‪ / ....‬والقصة مطولة في صحيح البخاري ‪ /‬كتاب األنبياء ‪ /‬رقم ‪ )3364( :‬فهذا هو السبب في كون‬
‫الناس يسعون سعيًا شديدًا إذا وصلوا هذا المكان‪ ،‬واآلن ليس فيه واد‪ ،‬لكن فيه عالمة على هذا الوادي وهو هذا العلم‬
‫األخضر‪.‬فاإلنسان إذا سعى يستحضر‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬سنة الرسول ـ عليه الصالة والسالم ـ‪،‬‬
‫وثانيًا‪ :‬حال هذه المرأة وأنها وقعت في شدة عظيمة حتى أنجاها هللا‪ ،‬فأنت اآلن في شدة عظيمة من الذنوب فتستشعر‬
‫أنك تحتاج إلى مغفرة هللا ـ عّز وجل ـ كما احتاجت هذه المرأة إلى الغذاء‪ ،‬واحتاج ولدها إلى اللبن‪،‬‬
‫وقد قرأ النبي صّلى هللا عليه وسّلم حين أقبل على الصفا‪« :‬إن الصفا والمروة من شعائر هللا» أبدأ بما بدأ هللا‬
‫به[(‪ ،])262‬ليشعر نفسه أنه إنما طاف بالصفا والمروة؛ ألنهما من شعائر هللا ـ عّز وجل ـ ولذلك ال تقرأ هذه اآلية إال‬
‫إذا أقبل على الصفا حين ينتهي من الطواف وأما بعد ذلك فال تقرأ‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬إذا سعى هو وزوجته ووصال إلى العلم األخضر فهل يسعى سعيًا شديدًا وزوجته معه؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يسعى سعيًا شديدًا‪ ،‬ال سيما في أيام المواسم والزحام فإنه لو سعى ضيعها‪.‬‬
‫لكن هنا إشكال وهو أنه إذا كان أصل سعينا بين العلمين سعي أم إسماعيل وهي امرأة‪ ،‬فلماذا ال نقول‪ :‬إن النساء أيضًا‬
‫يسعين؟‬
‫الجواب‪ :‬من وجهين ‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن أم إسماعيل سعت وحدها ليس معها رجال‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن بعض العلماء كابن المنذر حكى اإلجماع على أن المرأة ال ترمل في الطواف وال تسعى بين العلمين‪ ،‬وعليه‬
‫فال يصح القياس؛ ألنه قياس مع الفارق ولمخالفة اإلجماع إن صح‪}}....‬‬
‫انتهى النقل بتصرف ‪ /‬ج‪ / 7‬كتاب المناسك ‪ /‬ص‪308-306 :‬‬


‫** أخـــــــــــواتي ‪-:‬‬
‫أحيا هللا بما صدر عن فطرة األم سّنة ‪ ،‬يتدبرها من حج بيته شاعر له بالمّنــة‬
‫كتب هللا سبحانه على نفسه الرحمة ‪ ،‬فال يخلو شرع وال منسك أمرنا به من نعمة‬
‫فمن وجد في قلبه تدبرا لها فقد حاذ في قلبه الجنة ‪.‬‬

‫‪www.saaid.net/daeyat/omhani/15.htm?print_it=1‬‬ ‫‪5/6‬‬
‫‪7/28/22, 3:21 PM‬‬ ‫قصة إبراهيم عليه السالم‬

‫اللهم ارزقنا حبك‪ ،‬وحب من يحبك ‪،‬وحب عمل تقربنا به من حبك‪.‬‬


‫آمـــــــــــــــين ‪.‬‬


‫‪ ‬‬

‫أم هــاني‬
‫مقاالت‬
‫كتب‬
‫الصفحة الرئيسية‬
‫ملتقى الداعيات‬
‫للنساء فقط‬

‫‪www.saaid.net/daeyat/omhani/15.htm?print_it=1‬‬ ‫‪6/6‬‬

You might also like