‫" شئ من سيرة النبي "‬

‫الدرس األول‬

‫إذا تحدثنا عن محمد بن عبدهللا نتحدث عن أعظم شخصية عرفها التاريخ نتحدث‬
‫عن شخص عظمه ربه ‪ ،‬لما عرج بالنبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ إلى السماء كان جبريل‬
‫مرافقه معه في كل خطوة ‪ ،‬جبريل نزل عليه من السماء الى مكة ثم أخذه في ليلة‬
‫ان الَّذِى أ َ ْ‬
‫س َرى ِبعَ ْب ِد ِه لَ ْيالً‬ ‫اإلسراء والمعراج كما قال هللا سبحانه وتعالى " ُ‬
‫س ْب َح َ‬
‫صى" وكان معه جبريل ثم من تلك المرحلة وقف‬ ‫س ِج ِد األ َ ْق َ‬
‫س ِج ِد ا ْل َح َر ِام إِلَى ا ْل َم ْ‬
‫ِم َن ا ْل َم ْ‬
‫بآدم ونوحٍ وعيسى‬
‫في األقصى ‪ ،‬النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ باألنبياء ثم لما صلى َ‬
‫وابراهيم وموسى وغيرهم من األنبياء وصلى أيضا ً بجبريل ثم عرج به الى السماء‬
‫من جبريل من معك محمد ـ صلى‬ ‫وفي كل سماء يطرق الباب جبريل عليه السالم‬

‫اهلل عليه وسلم ـ فأذن له بالدخول السبع السماوات ‪ ،‬لما بلغ النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‬
‫وجبريل إلى سدرة المنتهى وقف جبريل وقال للنبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ تقدم ‪ ،‬فقال له‬
‫النبي أنت ترافقني من مكة إلي المسجد األقصى إلى السماوات الدنيا والثانية والسابعة‬
‫‪ ،‬فقال جبريل هذه السوره ال أستطيع أن أن أدخلها ‪ ،‬لم يأذن ألحد أن يدخلها إال أنت يا‬
‫محمد بن عبدهللا ولذلك هللا جل وعال قال " َولَقَ ْد َرآهُ نَ ْزلَةً أخرى عند سدرة المنتهى "‬
‫أي رأى جبريل مرتين ‪ ،‬مرة في الغار بطبيعته على هيئته الحقيقية ‪ ،‬يقول النبي‬
‫التفت فإذا بجبريل له ستمائة جناح ما بين شحمة أذنيه وعاتقه مسيرة الطير خمسمائة‬
‫عام ‪ ،‬ويقول النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ رأيت جبريل في هذا الموضوع كالثوب الحرث‬
‫أي المبلون في هذا الموضوع من شدة خشوعه هلل ‪ ،‬فنحن نتحدث في فصول عن‬
‫سيرة الرسول الحديث عند سيرة النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‬

‫‪1‬‬
 ‫والنبي يحتاج إلي سنوات لنا لو تحدثنا عن كل جوانب حياة الرسول عليه السالم ‪،‬‬
‫عن هديه عن عالقته الزوجية عن العالقة االبوية عن القيادة عن الجهاد عن‬
‫الفتوحات ‪ ،‬السيرة مليئة ولكن سنحاول نختصر السيرة في ‪ 2‬القاء ‪ ،‬سنتحدث عن‬
‫أمور عمليه وليست نظرية ‪ ،‬المسائل النظرية في الكتب في مراجع السيرة ‪ ،‬نريد أن‬
‫نقتدي برسولنا الكريم في أمن غايته فيه القدوات ‪ ،‬اليوم يصدر لنا أشخاص بعيدين‬
‫عن القدوة الحقيقية‬
‫إذا لم يكن محمد ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ هو القدوة من يكون القدوة ؟؟‪.‬‬

‫النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ هو الذي صنع الحضارة هو الذي صنع لنا التاريخ ‪،‬‬
‫التاريخ قبل النبي ـ صلى هللا عليه وسلم ـ شئ وبعده شئ آخر ‪ ،‬لن نستطيع أن نوفي‬
‫النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ قدره ‪ ،‬نريد أن نتعلم من هذا اللقاء دروس عمليه في عدم‬
‫اليأس ‪ ،‬عندنا أمة تحارب حتي أصابنا االحباط ‪ ،‬عندنا مشاكل في بيوتنا عندنا‬
‫مشاكل مع االقارب واالرحام كل هذا يصيب االنسان باالحباط ‪ ،‬نريد ان ندفع االمة‬
‫إلى التفائل واألمل عن طريق سيرة محمد ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ إذا أظلمت الحياة كلها‬
‫عليكم بنور السيرة ‪.‬‬
‫إننا سنجد نهضة كاملة في سيرة الرسول ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ هل رأيتم شخصية أنجح‬
‫من شخصية الرسول عيه الصالة والسالم ؟ تحدي‬
‫الرسول مقطوع من االعلى ومن االسفل ومن النصف ‪ ،‬مقطوع من االعلى ليس له أب وال‬
‫أم ومقطوع من النصف فليس له اخوان ومقطوع من االسفل ليس له أبناء ذكور ‪ ،‬ومع ذلك إال‬
‫أنه أمي ال يقرأ وال يكتب لكنه بُعث في أمة وبعث في هذه االمة كل مقومات النهضة ‪ ،23‬سنة‬
‫غير االمة ‪ ،‬كنا من قبل رعاة غنم نطوف على حجر ونعبد صنم ونتعبد للبشر ‪ ،‬فجاء محمد‬
‫وغير كل شئ اصبح الظلم عدل واصبحت القسوة رحمة والفوضى نظام ‪ ،‬استطاع محمد أن‬
‫يجعلها رقم واحد ‪ ،‬هي االمة التي تقود االمم استمرت ألف سنة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫أمتنا بمحمد عليه السالم تغيرت ‪ ،‬كانت قبائل متفرقه فجمعهم محمد ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‬
‫على كلمة واحدة ‪ ،‬الكفار شهدوا بأن النبي أعظم قائد ‪ ،‬فالنبي نجح بالوحي بالتخطيط‬
‫بالتضحية بالبذل ‪.‬‬
‫ما ظنكم برسول قبل البعثة سمي بالصادق االمين ولما بعث كان خلقه القران في‬
‫كل جوانب الحياة ‪.‬‬
‫يقول احد المؤرخين االنجليز بحثت في سيرة نبيهم فلم أجد عيبا واحدا ‪،‬‬
‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫علَ ْي ِّه َما َ‬
‫عنِّت ُّ ْم َح ِّر ٌ‬
‫يص َ‬ ‫سو ٌل ِّم ْن أَنفُ ِّ‬
‫س ُك ْم ع َِّز ٌ‬
‫يز َ‬ ‫نريد أن نشتاق للرسول " لَقَ ْد َجآ َء ُك ْم َر ُ‬
‫وف َّر ِّحي ٌم " حريص علي شبابها وفتياتها ر ُءوف بهم ‪.‬‬ ‫بِّا ْل ُم ْؤ ِّمنِّ َ‬
‫ين َر ُء ٌ‬

‫يقول عمر بن الخطاب رضى هللا عنه مر النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ في مكة من سكك المدينة فقال‬
‫تعال ياعمر يقول فأقبلت عليه قال فوهللا أخذ ان شبك أصابعي بأصابع يده فقال عمر وهللا يارسول هللا‬
‫إنك عندي ألحب الناس ‪ ،‬حركتك هذه جعلت صحبتك عندي تخالط جسدي ‪.‬‬

‫قال الرسول ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ أكثر من مالك ياعمر قال وهللا أكثر من مالي قال أكثر من أبنائك‬
‫قال أكثر من أبنائي قال أكثرمن أهلك قال وهللا أكثر من أهلي فنزع الرسول يده وقال أكثر من نفسك‬
‫ياعمر قال عمر ال فقال رسول هللا ‪ :‬ال ياعمر حتى أوكون أحب اليك من نفسك قال عمر فقمت ثم‬
‫جلست ومشيت أناظر الماء وأفكر فرجعت وعيناى تذرفان ‪ ،‬راوي الحديث عبدهللا بن عمر قال فرجع‬
‫أبي فقال وهللا أنت أحب الي من نفسي ‪ ،‬فقال رسول هللا االن االن ياعمر ‪ ،‬أي االن كمل إيمانك‬
‫ياعمر ‪.‬‬

‫ال يكتمل إيمان عبد حتي يكون الرسول أحب إليه من نفسه وأهله وماله ‪ ،‬فقال عبدهللا بن عمر‬
‫يحدث أبيه ‪ :‬خرجت من عند رسول هللا وانت تقول ال يارسول هللا أحب نفسي اكثر ‪ ،‬ثم عدت وقلت‬
‫ال وهللا أنت عندي أكثر من نفسي ومالي وولدي ‪ ،‬ما الذي غيرك ؟ اسمع بقلبك رعاك هللا ‪ ،‬قال عمر‬
‫وقفت مع نفسي أنظر إلى السماء وافكر هل احتاج الى رسول هللا اكثر أم الي نفسي أكثر فوجدت أني‬
‫أحتاج إلى رسول هللا وأن سبب خروجي من الضاللة هو رسول هللا وأنه سيقف علي باب الجنة‬
‫ويدخلنا الجنة هو رسول هللا فعلمت أنه أحب إلى من نفسي ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫من الذي أنقذنا من الكفر والضالل ‪ ،‬يابنتي من الذي جعل لك هذه القيمة والحشمة لكن شعارنا إن أريد‬
‫َان َءابَا ٓ ُؤ ُك ْم َوأ َ ْبنَا ٓ ُؤ ُك ْم َوإِّ ْخ َٰ َونُ ُك ْم َوأ َ ْز َٰ َو ُج ُك ْم‬ ‫إال اإلصالح ما استطعت ‪ ،‬قال هللا جل وعال " قُ ْل إِّن ك َ‬
‫سو ِّلِّۦه‬ ‫ب إِّلَ ْيكُم ِّم َن َّ‬
‫ٱَّللِّ َو َر ُ‬ ‫ض ْونَ َها ٓ أ َ َح َّ‬ ‫س ِّكنُ ت َ ْر َ‬ ‫ِّيرت ُ ُك ْم َوأ َ ْم َٰ َو ٌل ٱ ْقت َ َر ْفت ُ ُمو َها َوتِّ َٰ َج َرةٌ ت َ ْخش َْو َن َك َ‬
‫سا َد َها َو َم َٰ َ‬ ‫عش َ‬ ‫َو َ‬
‫ين " ‪.‬‬ ‫س ِّق َ‬ ‫ٱَّللُ ََل يَ ْهدِّى ٱ ْلقَ ْو َم ٱ ْل َٰفَ ِّ‬ ‫صواْ َحت َّ َٰى يَأْتِّ َى َّ‬
‫ٱَّللُ بِّأ َ ْم ِّرِّۦه ۗ َو َّ‬ ‫سبِّي ِّلِّۦه فَت َ َربَّ ُ‬
‫َو ِّج َه ٍۢاد فِّى َ‬

‫إذا أحببت زوجتك الحب الشرعي ‪ ،‬إذا بررت بأمك إذا أحببت أهلك كلهم هذا‬
‫حالل لكن البد أن يكون حبك هلل ولرسوله أكبر من حبك لدنيانا ‪ ،‬نحن نحتاج الرسول‬
‫ف يُ ْع ِّطيكَ َربُّكَ فَت َ ْر َ‬
‫ضى " ‪.‬‬ ‫في دنيانا وفي آخرتنا ‪ ،‬هللا قال لمحمد " َولَ َ‬
‫س ْو َ‬

‫قال العلماء ‪ :‬يرضى محمد إذا دخل كل واحد من أمته الجنة ‪ ،‬يقف الرسول ـ صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ـ يارب هذا من عبادك وحدك فيقول هللا لمالئكته يبحثون في كتابه هل له‬
‫من حسنات فال يجدون إال ال إله إال هللا ‪ ،‬فيقولون يارب لم نجده عنده إال ال إله إال‬
‫هللا ‪ ،‬فيقول هللا جل وعال أدخلوه بال إله إال هللا ولنرضين محمد بن عبدهللا ‪.‬‬
‫ٱَّللَ فَٱت َّ ِّبعُونِّى يُ ْح ِّب ْب ُك ُم َّ‬
‫ٱَّللُ َويَ ْغ ِّف ْر‬ ‫ون َّ‬‫أال يستحق الحب أال يستحق أن نتبع سنته " قُ ْل ِّإن كُنت ُ ْم ت ُ ِّحبُّ َ‬
‫غفُو ٌر َّر ِّحي ٌ‬
‫م"‬ ‫لَ ُك ْم ذُنُو َب ُك ْم ۗ َو َّ‬
‫ٱَّللُ َ‬

‫ـ التي ال تقوم لصالة الفجر كاذبة ال تحب هللا ورسوله ‪.‬‬

‫ـ التي ال تستطيع أن تضع الحجاب الشرعي فهي كاذبة ال تحب هللا ورسوله ‪.‬‬
‫ـ الذي ال يقوم ببر والديه يكذب والذي يأكل المال الحرام ويسرق ويقول أحب هللا‬
‫ورسوله ‪ ،‬إن محبة النبي باتباع سنته واقتفاء أثره ‪،‬‬

‫نماذج لحب النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‬

‫في غزوة أحد ‪ ،‬امرأة خرج أبوها وزوجها وأخوها واثنين من أبناءها ‪ ،‬وعاد‬
‫الجيش ويشيع أن النبي قتل ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ فخرجت المرأة في مدخل المدينة تنتظر‬

‫‪4‬‬
 ‫البشائر فأقبل عليها رجل فقال أحسن هللا عزائكم فقد مات أبوك قالت دعك من أبي‬
‫كيف هو رسول هللا قال هو بخير قال وهللا ال أرتاح حتى أراه بأم عيني ‪ ،‬ثم تركض‬
‫وتقابل رجل آخر فيقول لها أحسن هللا عزائك في زوجك فقالت دعك من زوجي أين‬
‫هو رسول هللا ‪ ،‬قال هو بخير قالت ال يهنأ لي بال حتى أراه ‪ ،‬فقابلها آخر وقال‬
‫أحسن هللا عزائك في أخوك حتى قال لقد مات ولداك االثنين ‪ ،‬ولما رأت النبي والدم‬
‫ينزل منه قالت كل مصيبة بعدك يارسول هللا تهون ‪.‬‬
‫فهل نحن عند هذا الحب لرسول هللا ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‬

‫لكل مبتلي أهل المصائب كل مصيبة بعد النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ تهون ‪.‬‬

‫أبو دجانة في معركة بدر يقول ‪ :‬رأيت قريشا حملت علي النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‬
‫‪ ،‬أي أن قريش علمت بموقع النبي في المعركة ‪ ،‬فأخذوا يرمون مكان رسول هللا ـ‬
‫صلى هللا عليه وسلم ـ يقول أبو دجانه ‪ :‬رأى الرماح تنهال إلى مكان الرسول فركض‬
‫إلى مكانه ـ صلى هللا عليه وسلم ـ ثم ضمه واصبح ترسا له واصبحت الرماح تنشب‬
‫في ظهره ‪ ،‬يقول الصحابة رضي هللا عنهم ‪ ،‬لقد رأينا أبا دجانة بعد انتهاء المعركة‬
‫وكأنه قنفذ من كثرة الرماح التي نشبت على ظهره ‪ ،‬وهو يدافع عن النبي ـ صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ـ‬

‫واآلن تهان سنة النبي أمامنا والنتكلم ‪ ،‬يهان الحق وال ننطق بكلمة ‪ ،‬كل ما نريده هو اتباع‬
‫سنة النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ فإن السنة غالية واالسالم غالي ‪ .‬الرسول يسأل الصحابة‬
‫أي الخلق أكثرنا إيمانا فقام أبوبكر وقال المالئكة يارسول هللا هم أعجبنا وأكثرنا‬
‫إيمانا ‪ ،‬فقال ومالهم ال يؤمنون وهم عند ربهم وهللا خلقهم لعبادته ‪ ،‬فقام عمر وقال‬
‫األنبياء أنت رسول هللا وإخوانك قال وما لنا ال نؤمن والوحي ينزل إلينا ‪ .‬فقال أحد‬
‫الصحابة إذا أعجب الخلق ايمانا نحن أصحابك يارسول هللا ‪ ،‬قال وما لكم ال تؤمنون‬
‫أنا بينكم ومعكم ‪ ،‬إنما أعجب الناس إيمانا هم أمتي الذين أمنوا بي ولم يروني ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الحمد هلل على هذه التزكية الرسول يتعجب من ايمانكم ‪ ،‬الرسول ـ صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ـ يحبنا ويشتاق إلينا كما نشتاق له ‪ ،‬يقول ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ إني أشتاق إلي اخواني‬
‫فقال له الصحابة أولسنا اخوانك قال أنتم أصحابي لكن اخواني الذين آمنوا بي ولم‬
‫يروني اللهم اجمعنا برسولنا محمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫" أشياء تجعلك تحب النبي "‬

‫ٱَّللُ َ‬
‫غفُو ٌر‬ ‫ٱَّللَ فَٱت َّ ِّبعُو ِّنى يُ ْح ِّب ْب ُك ُم َّ‬
‫ٱَّللُ َو َي ْغ ِّف ْر لَ ُك ْم ذُنُو َب ُك ْم ۗ َو َّ‬ ‫ون َّ‬‫‪1‬ـ اتباع وتطبيق سنته " قُ ْل ِّإن كُنت ُ ْم ت ُ ِّحبُّ َ‬
‫َّر ِّحي ٌم "‬

‫‪2‬ـ االكثار من الصالة عليه ألن الصالة على نبينا تقربنا منه ‪.‬‬
‫‪3‬ـ زيارة مسجده ومدينته وتدارس سيرته فهي أحد أسباب حبه ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ‪.‬‬

‫القدوة الحقيقية التي يجب أن تصدر للناس هي محمد ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ أم عمارة في‬
‫غزوة أحد لها موقف عظيم ‪ ،‬امرأة ياشباب أنتم االمل بعد هللا جل وعال ‪ ،‬تقف أم عمارة أمام‬
‫النبي كالدرع تحميه حتي ضربت على كتفها فغار كتفها أم عمارة ‪ ،‬يقول الصحابة ضرب‬
‫كتف أم عمارة حتي سقطت على االرض ومر عليها ولدها أمي أمي فقالت دعني اذهب إلى‬
‫رسول هللا فهو أولى مني باالتقاء ‪ ،‬هذه المرأة التفت إليها النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ وهي‬
‫مدرجة في دمائها قال من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ‪ ،‬قالت أطيق وأطيق يارسول‬
‫هللا فداء لك أسئلك مرافقتك في الجنة ‪ .‬امرأة امرأة يارجال ‪ ،‬اليوم نريد منك أن‬
‫تكون مؤمنا متبعا للسنة تكف أذاك عن الناس ‪ ،‬نريد من المرأة أن تحفظ عفتها‬
‫وحجابها أن تقوم على تربية أبنائها وتحافظ على زوجها حاضرا وغائبا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ٱَّللِّ ۚ" هذه اآلية تشعرنا أن رسول هللا معنا ‪ ،‬هو فينا بسنته‬ ‫" َوٱ ْعلَ ُم ٓواْ أَ َّن فِّي ُك ْم َر ُ‬
‫سو َل َّ‬
‫بهديه بسيرته هو فينا وفي بيوتنا وفي عالقاتنا األبوية األسرية السياسية االقتصادية‬
‫‪ ،‬وكان هللا يقول هو فيكم في كل مكان وللكبار والصغار بهذا الميراث العظيم ‪.‬‬

‫ـ أبوهريرة مر على الناس في السوق بعد موت النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ والناس‬
‫مشغولة في السوق يتبايعون فقال أنتم هنا تتبايعون بالدرهم والدينار وميراث محمد‬
‫يقسم في المسجد فركض الناس يريدون أن ينالوا شيئا فلم يجدوا شئ إال الكتاب‬
‫والسنة ‪ ،‬فقالوا يا أبا هريرة قلت لنا أن الميراث يقسم في المسجد فما وجدنا شئ إال‬
‫كتاب وسنة ‪ ،‬قال ويحكم وهل ترك النبي إال الكتاب والسنة فمن أخذ بها فقد أخذ‬
‫بحظ وافر ‪.‬‬

‫نسأل اهلل أن جيعلنا واياكم ممن أخذ من هذا املرياث‬

‫‪7‬‬